عبد الرحمن الراشد: الإيرانيون على حدود تركيا/طارق الحميد: لا مكان للأسد وحتى إيران/هدى الحسيني: كيف صار الأسد حجر شطرنج في اللعبة الروسية؟

285

الإيرانيون على حدود تركيا
عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/15
لا تبعد مدينة حلب السورية سوى 45 كيلومترا فقط عن باب الهوى، نقطة الحدود مع تركيا. ويزحف باتجاه حلب، كبرى المدن السورية سكانا، جيش إيراني من آلاف الجنود والمقاتلين يستعد لخوض أكبر معركة عسكرية في تاريخ الثورة السورية منذ بدايتها في عام 2011. الإيرانيون حركوا جيشهم هذا بعد أسبوع من مقتل أحد أكبر جنرالاتهم، حسين الحمداني، في القتال في حلب، التي رغم الدعم الإيراني خسرها النظام السوري، وخسر عددا من البلدات شمال المدينة. الهزيمة تفسر عزم إيران إرسال مزيد من القوات للقتال هناك بغطاء جوي روسي.
وبخلاف تركيا، الملتصقة جغرافيا بسوريا والقريبة من مدينة حلب، فإن إيران التي تريد فرض نفسها قوة إقليمية، جاءت من بعيد بقضها وقضيضها إلى سوريا رغم أنها لا تشترك مع سوريا حدوديا، ولا تستطيع الوصول إليها إلا عبر الجو، أو عبر الأراضي العراقية، غير المأمونة بسبب وجود مسلحي تنظيم داعش على أجزاء من الطريق الطويل. وفي مثل هذا الأسبوع من العام الماضي كنت كتبت مقالا متسائلا: لماذا لم يدافع الأتراك عن مصالحهم وأمنهم في شمال سوريا، خصوصا محافظة حلب؟ فقد كان هناك كثير من المبررات في جانبهم، من بينها اختراق النظام السوري الأجواء التركية، والقصف المدفعي عبر الحدود، وإسقاط طائرة في بداية الحرب، إلى جانب حق تركيا في حماية حدودها في الداخل السوري. ربما صار التدخل العسكري أصعب اليوم على الأتراك بوجود آلاف المقاتلين من روس وإيرانيين وعراقيين ولبنانيين بالقرب من حدودها، وتطور النزاع إلى مستوى أعلى بين الولايات المتحدة وروسيا. وما التفجير الإرهابي الذي أصاب العاصمة أنقرة، الذي قتل فيه نحو مائة شخص، إلا جزء من تداعيات الأزمة السورية على تركيا، وربما هو رسالة من أحد الأطراف المقاتلة هناك سواء كان إيرانيًا أو روسيًا أو من «داعش». معركة حلب الكبرى المنتظرة، بين القوات الإيرانية والثوار السوريين، احتمالاتها كلها سلبية على تركيا. ففي حال انتصر الإيرانيون فإن ذلك سيعني هزيمة لحلفاء تركيا، وستكون تركيا نفسها في مرمى وكلاء إيران والنظام السوري، من الميليشيات. أما في حال عجز الإيرانيون عن احتلال حلب، فإنهم سيلقون باللوم على الأتراك ويتهمونهم بتمويل الجماعات المسلحة. وفي حال استمرار القتال طويلا في محافظة حلب بالعنف المتوقع، وعدم انتصار أحد الطرفين، فإن نيرانها أيضًا قد لا تتوقف عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا. وإلقاء نظرة على الخريطة سيوضح طبيعة المخاطر الجيوسياسية التي ستفرزها معركة حلب المقبلة، فالمدينة على بعد أقل من نصف ساعة بالسيارة فقط من تركيا، وفي حلب بقي على الأقل نصف سكانها المليونين، رغم الدمار الرهيب الذي ألحقته قوات نظام الأسد بالمدينة على مدار عامين تقريبا، التي بدأت تدميرها منذ أواخر عام 2013، مستخدمة البراميل المتفجرة التي تلقيها من الجو ونجحت في تهجير نصف السكان من أحيائهم، وتدمير المدينة بشكل لا مثيل له في تاريخ المنطقة. الآن، وبعد فشل المحاولات السابقة يتأهب حلفاء نظام الأسد لاقتحام المدينة من جديد، إنما هذه المرة هي حرب بقوات إيرانية كبيرة برية، وقوات جوية روسية متطورة. وبكل أسف سنرى مأساة أعظم، لأن المدافع الإيرانية والقصف الروسي سيستهدفان المناطق المدنية، حيث يوجد المقاتلون على الطرف الآخر، وقد نرى عمليات نزوج بشرية كبيرة غالبا باتجاه الحدود التركية.
الغزاة الروس والإيرانيون يعتقدون أنهم قادرون على استرداد مدينة حلب وقراها، ونحن نعرف أن قوات الأسد حاولت في الماضي، وحتى في المرات التي نجحت فيها عجزت عن الاستمرار في حراستها وإدارتها. وهم ينوون أيضًا التوجه إلى محافظة حماه في محاولة لتطهير المنطقة في مشروع غبي هدفه ترميم حكم نظام الأسد، ونحن نراهن على فشله حتى لو كسبوا المعارك العسكرية، لأنه ستعقبها جولات لن يستطيع الإيرانيون وحلفاؤهم الاستمرار في تحملها.

لا مكان للأسد.. وحتى إيران
طارق الحميد/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/15
هناك شبه إجماع دولي على ألا مكان لبشار الأسد في سوريا، وقبل أيام أكدت المملكة العربية السعودية ذلك، والحقيقة أنه يجب أن يقال إنه لا مكان للأسد، ولا حتى لإيران، وأتباعها وعملائها في سوريا ذات الأغلبية السنية الساحقة.
قد يقول البعض إن هذه دعوة للتصعيد، وتعنت، والحقيقة أنها ليست كذلك. ولأن الشيء بالشيء يذكر؛ فقبل عدة أيام نشرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية تقريرا عن أسباب استدعاء الأسد للروس في سوريا، وخلص التقرير، الذي استقى معلومات من مصادر دبلوماسية روسية، وغربية، مطلعة عن كثب، حول ما يجري في دمشق، إلى أن الأسد قرر دعوة الروس بعد أن استفحل الدور الإيراني في سوريا، وبات الإيرانيون هم من يحرسون الأسد جسديا الآن، وأصبح بمقدورهم التخلص منه في أي لحظة، وذلك بعد أن تمكن الإيرانيون من إقصاء شخصيات مؤثرة من الدائرة الضيقة للأسد. ويشير التقرير إلى أن الإيرانيين باتوا يتعاملون بتعال مع دوائر الأسد، وأنهم فاجأوا الأسد عندما قاموا بعقد اتفاق وقف إطلاق نار في الزبداني دون استشارته. والقصة لا تقف عند هذا الحد؛ حيث يشير التقرير إلى أن الإيرانيين عمدوا إلى شراء أراض سورية بمواقع مهمة، وفرضوا تدريس المذهب الشيعي على الأغلبية السنية، وليس هذا فحسب، بل إن تقرير مجلة «دير شبيغل»، التي منحها الأسد بعد الثورة مقابلة مطولة، ينقل عن أحد العلويين قوله إن الإيرانيين يفرضون عليهم مفاهيم إيرانية مذهبية، قائلا: «إنهم يرموننا ألف عام إلى الوراء»! وبالطبع، فإن من ضمن ما لم تذكره المجلة الألمانية عن الغرور الإيراني في سوريا، هو أن حسن نصر الله كان، ولفترة قريبة، يتحدث عن سوريا أكثر من الأسد الذي لو استطاع نصر الله أمنيا جلبه للضاحية للتوجيه وإعطاء الأوامر، لفعل. وما لم تذكره المجلة أيضا، أن الأسد تحرك ودعا الروس بعد أن قدمت طهران مبادرة معدلة حول الأزمة، ومن أربع نقاط، ورفضها الأسد!
حسنا، هل يمكن بعد كل ذلك تصديق أن الأسد المتقزم أمام الإيرانيين يريد كسر الطوق الإيراني، ومن المصلحة فتح صفحة جديدة معه؟ بالطبع لا، وهذا عبث! فأيا يكن مصير الأسد، فإنه غير مأسوف عليه، وهذه هي النتيجة الطبيعية، وهذا مآل كل من يتلحف بإيران، وأعوانها، طائفيا، أو ماليا، وسياسيا. الأصل هو أن يرفض وجود الأسد، كما يرفض الوجود الإيراني في سوريا، الذي لم يتحمله حتى العلويون، فكيف بسنة سوريا وهم الأغلبية المطلقة؟ صحيح أن ما يحدث في سوريا محزن، ومأساوي،لكن النتيجة الحتمية، طال الزمان أو قصر، ألا مكان للأسد، ولا إيران هناك، وسيدفع كل أتباعهم وعملائهم الثمن سواء في لبنان أو العراق، لأنهم يلعبون بالنار، ويتجاهلون المخزن السني الحقيقي. وما يجب تذكره هنا، هو أن عملية تدوير الزوايا، وعلى الطريقة اللبنانية، لن تجدي نفعا بسوريا ذات الزاوية الحادة، وحتى بعد التدخل الروسي هناك.

كيف صار الأسد حجر شطرنج في اللعبة الروسية؟
هدى الحسيني/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/15
الاستراتيجية التي اعتمدها النظام السوري بانسحابه من كل المناطق التي لا يعتبرها حيوية، قسّمت سوريا، وجاء التدخل الروسي ليحمي الحدود الجديدة بعد الهزائم التي دكت تلك الاستراتيجية، إذ مع سقوط المدينة الاستراتيجية جسر الشغور على أيدي تحالف تنظيمات «جيش الفتح» اقتربت الثورة من البحر المتوسط وأيضًا من مرفأ طرطوس، وعرفت روسيا أن بشار الأسد لن يصمد للدفاع عن المناطق التي تحت سيطرته. مع التدخل تركز موسكو على قاعدة «باسل الأسد» الجوية خارج اللاذقية، وعلى توسيع مرفأ طرطوس. من الواضح أن الخطر المباشر على نظام الأسد الذي أقامه في غرب سوريا لا يأتي من «داعش»، بل من تحالف «جيش الفتح»، لذلك كانت الطلعات الجوية الروسية تستهدف هذه التجمعات أكثر من استهدافها «داعش».ومع التطورات الأخيرة، أعلن البنتاغون يوم الجمعة الماضي تخفيض مساعداته للمعارضة السورية التي يدعمها مستعيضًا يوم الاثنين الماضي بإلقاء 50 طنًا من الذخائر جوًا لمجموعات تناهض «داعش»، بينها الأكراد. في ذلك اليوم أيضًا أكد الحلف الأطلسي استعداده دعم تركيا ضد روسيا «إذا ما احتاجت إلى ذلك». لكن اللافت أنه في 11 من الشهر الحالي بدأت الولايات المتحدة سحب بطاريات صواريخ «باتريوت» من تركيا والتي كانت نُشرت في «غازي عنتاب» شرق البلاد لحمايتها من أي تهديد صاروخي من سوريا. في شهر أغسطس (آب) الماضي قالت ألمانيا إنها «ستنهي مساهمتها في مهمة مضادة الصواريخ في تركيا»، تبعت بذلك هولندا التي قالت إنها «ستسحب أنظمة (باتريوت) من تركيا»، ثم أبلغت الولايات المتحدة الحكومة التركية أنها لن تجدد مهمة «الباتريوت» التي تنتهي نهاية هذا الشهر، وبدأت بالفعل سحب الصواريخ إلى ميناء الإسكندرون. لم تتراجع واشنطن عن قرارها حتى عندما خرقت الطائرات الروسية المجال الجوي التركي في طريقها إلى سوريا، وكان أبرزها يوم الاثنين قبل الماضي عندما ذكر المسؤولون الأتراك أن طائرة «ميغ – 29» مجهولة الهوية عطلت الرادار لمدة 4 دقائق ونصف الدقيقة على سرب من ثماني طائرات تركية من طراز «إف – 16» كانت تقوم بدورية على الجانب التركي من الحدود مع سوريا. وحسب مرجع عسكري غربي، فإن هذه كانت رسالة، يعرف أبعادها كل جنرال تركي، ولم يكن الأمر خطأ. ويضيف أن سوريا الآن هي نقطة الاشتعال الأخطر في العالم.
خطط روسيا الفورية إنقاذ نظام الأسد في شمال غربي سوريا. لكن القصف الجوي الروسي الذي يطال كل التنظيمات بما فيها «داعش» قد يمتد إلى المناطق السورية التي تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها في الحلف الأطلسي بعمليات جوية فيها، وهذا يدفع إلى احتمال حدوث تصادم غير مقصود ما بين «الأطلسي» والطائرات الروسية يمكن أن يرفع من حدة التوتر ما بين الطرفين.
دخلت روسيا إلى ميدان مزدحم بالفعل بجبهات محلية وإقليمية وأجنبية تشارك في القتال في سوريا. فمنذ أكثر من سنة تستهدف الولايات المتحدة وعدد من دول الحلف الأطلسي مثل تركيا، وكندا، وفرنسا، وخارج الحلف مثل السعودية، والأردن، وأستراليا، مقاتلي «داعش» في سوريا. استطاعت هذه الدول شل القدرة الاقتصادية للتنظيم، لكنها لم تمنعه من التوسع في الأراضي الخاضعة لسيطرتها في شرق وشمال ووسط سوريا. وكانت تركيا والأردن اقترحتا إقامة مناطق آمنة للذين يقاتلون ضد نظام الأسد في شمال وجنوب غربي سوريا. لكن الولايات المتحدة رفضت، والحلف الأطلسي قال إن «هذه مهمة الأمم المتحدة (مجلس الأمن)». أخطر ما يمكن أن يحدث هو في حال اشتبكت الطائرات الروسية مع الطائرات الأميركية أو طائرات حليفة أخرى. لكن تجنبًا لأي احتمالات جرت لقاءات بين عسكريين روس وأميركيين. وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال لقاءاته أخيرا في بروكسل، أدرك أن كل دعم الأطلسي لتركيا في هذه المرحلة، خطابي بحت. ويبدو واضحًا أن واشنطن لن تفعل شيئًا. كل الأصوات الأميركية المقربة من البيت الأبيض تبرر أن الرئيس أوباما مخلص لمبادئه، فهو جاء على مبدأ «لا حرب أميركية أخرى في الشرق الأوسط». من جهة أخرى، خفتت المنافسة «الكلامية» ما بين السناتور الجمهوري جون ماكين والمرشحة الديمقراطية لرئاسة الجمهورية هيلاري كلينتون حول ضرورة إقامة مناطق آمنة في سوريا. الاثنان يعرفان أنها لن تتحقق بعد التدخل الروسي وأيضًا بعد الرفض الأميركي. ثم إن روسيا عارضت طوال أربع سنوات صدور أي قرار عن مجلس الأمن يقضي بانتقال ديمقراطي للسلطة في سوريا وهي لا تزال تراهن على أن الإدارة الأميركية لن تدعو مجلس الأمن لإقامة مثل هذه المناطق في وقت تسحب صواريخ «الباتريوت» من تركيا.
صحيح أن الانتشار العسكري الروسي في سوريا هو لحماية الأسد، لكن ليس هناك مؤشرات إلى أن روسيا ستخوض حملة كي يستعيد النظام السوري الأراضي التي «تخلى» عنها بإرادته. هي تريد منع الثوار من الاقتراب مما سماه الأسد «سوريا المفيدة». لكن «لا وجبة مجانية» مع الروس. روسيا ليست في حاجة إلى شرق سوريا. وجودها سيسمح للحرب السورية بالاستمرار. يقول محلل استراتيجي غربي: «بوتين يرى شرق البحر المتوسط الملعب الخلفي للغرب». في المفهوم الاستراتيجي الإبقاء على الصراع مستمرًا في هذا الملعب الخلفي هو هدف طبيعي للتعويض عن تدخل الغرب في الملعب الخلفي الروسي، أي دول الاتحاد السوفياتي السابقة وعلى الأخص أوكرانيا.
لذلك، فإن إصرار روسيا على إبقاء الأسد في اللعبة فيه منطق روسي أبعد من سوريا. هي غير مهتمة بأن يحقق نصرًا كاملاً. العارفون الروس يقولون إن «الأسد لجأ إلى روسيا لينقذ نفسه وجماعته من هجوم (التشيع) الإيراني الذي تجاوز كل الحدود»، إلى درجة أن العلويين بدأوا يعبرون عن رفضهم للضغوط الإيرانية. وجاء على صفحة «أخبار جبلة» في «فيسبوك» أنهم «يعيدوننا ألف سنة إلى الوراء، نحن لا نضع الحجاب، حتى إننا لسنا بشيعة» (دير شبيغل). إذن هربًا من «تصدير الثورة الشيعية إلى سوريا» والسجن الإيراني صار الأسد حجر شطرنج في اللعبة الروسية.
من المؤكد أن الرئيس أوباما فوجئ بالسرعة التي نفذ فيها بوتين خطته السورية. رأى بوتين فراغًا في شرق البحر المتوسط سببه رغبة أوباما تجنب أي التزام في المنطقة. هذا «التجنب» شعرت به أوروبا قبل روسيا، فصار وزراء خارجيتها ودفاعها يتجاوزن مطلبهم الأساسي برحيل الأسد. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية يوم الاثنين الماضي في الـ«بي بي سي»: «نحن نثق بقول الرئيس بوتين أن الأسد لن يبقى بعد مفاوضات سلام انتقالية في سوريا». وهذا ما يردده أيضًا ساسة فرنسيون وبريطانيون. كما أن الدبلوماسية الروسية في المنطقة أبقت على قنوات اتصال وتعاون مفتوحة مع خصوم إيران والأسد في المنطقة. وكان لوحظ خلال محادثات بوتين مع ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وجود وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك. وقال لاحقًا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «بعد محادثات اليوم صرنا أكثر فهمًا لكيفية التحرك نحو حل سياسي»، فرد الأمير محمد بن سلمان بأن السعودية مع حل سياسي يتضمن رحيل الأسد. يبرر بعض المعلقين الأميركيين أنه في ظل الانقسامات في أميركا كان من الصعب على الرئيس أوباما اتخاذ القرار الحاسم. حمل أوباما أميركا على إدارة ظهرها للمنطقة، فدفع هذا بروسيا لتصبح لاعبًا مقررًا في الشرق الأوسط لأول مرة منذ سقوط الاتحاد السوفياتي. أو هكذا بدأ يُنظر إليها فصارت هناك استراتيجية جديدة في الشرق الأوسط. رمى بوتين بشباكه فعلقت داخلها أعناق القادة الغربيين. ثم ها هو العراق بعد سوريا يقترح تبادل المعلومات الأمنية مع روسيا لملاحقة «داعش». كما أصدر المرجع الشيعي العراقي الشيخ محمد الحسني الصرخي المناهض لإيران بيانًا يدين فيه فتوى آية الله السيستاني الذي دعا إلى تشكيل قوات الحشد الشعبي «التي زجت بالشيعة العراقيين في معركة خاسرة». ودعا الصرخي إلى مراجعة جميع فتاوى السيستاني السابقة التي قال إنها «تصب كلها في مصلحة إيران وتخدم منافعها ومشروعها».
الإرث الذي سيخرج به الرئيس أوباما هو أنه لم يكسب إيران، بل خسر كل حلفاء أميركا!