اللقاء الأخير لموقع “اللبنانيون في إسرائيل” مع الجنرال انطوان لحد: كنا أيقونة حلم لبنان، لذلك خافوا منا ونفسونا

1076

نقلا عن موقع اللبنانيون في إسرائيل

قائد جيش لبنان الجنوبي اللواء الركن انطوان لحد:كنا أيقونة حلم لبنان، لذلك خافوا منا و”نفسونا “

 اللقاء الأخير لموقع “اللبنانيون في إسرائيل” مع الجنرال انطوان لحد.

نعيد نشر المقابلة التي  اجريناها قبل عام ونيف من اليوم، مع قائد جيش لبنان الجنوبي اللواء الركن انطوان لحد .

 أثقلت الأيام بجورها كاهله لكنها صقلت نفسه بعنفوان يضيء عينيه فخرا من تاريخ مشرف أدى خلاله واجبه رغم محاولات  الغير تشويه واقعه.

رغم علامات العقود الثمانية على محييته إلا أن الهيبة العسكرية لا زالت تسكن شخصيته الرصينة بامتياز.

في دارته في تل أبيب استقبلنا بابتسامة  تخفي عبء الاعدالة التي أوصلت رجلا عسكريا أمينا إلى المنفى لأنه وقف يوما إلى جانب أبطال جنوبيين آبو إلى أن يكونوا لبنانيين.

انه اللواء الركن أنطوان لحد قائد جيش لبنان الجنوبي الذي قرر الابتعاد عن الإعلام في الفترة الأخيرة، لأنه يأس الواقع الذي يرى فيه الوطنية مجرد شعارات ونظريات والعمالة الحقيقية كلها أفعال تبسط نفوذها على ارض لبنان

ورغم قراره بمقاطعة الإعلام، إلا انه خص موقع اللبنانيون في إسرائيل بمقابلة خاصة لخص عبرها أخر مواقفه وآراءه حيال الواقع القائم لبنانيا وإقليميا متطرقا إلى موضوع واقع عناصر جيش لبنان الجنوبي وعائلاتهم داخل الدولة العبرية ، وهو العائد إلى إسرائيل من عطلة عائلية نصف سنوية .

حضرة اللواء الركن أنطوان لحد الكل يسأل أين أنت ولماذا ترفض اللقاءات الإعلامية ؟

لأنني وجدت أن لا معنى لها ، لست من محبي الهرطقات الكلامية التي لا تقدم ولا تؤخر، اليوم نعيش المنفى وكلامنا غير مسموع وليس لدي أي جديد، فما أريد أن أقوله اليوم عن الوضع اللبناني، كنت السباق في قوله قبل 25 عاما، حينها كنا نتكلم لأننا كنا نفعل .

اليوم وللأسف كل ما يصدر عنا سيضعوه في خانة العمالة لأنهم ببساطة يعتبروننا خونة.

لكن حضرة اللواء ما كنتم تصرحون به إبان وجودكم على ارض الوطن_ وحتى منذ فترة ليست بالبعيدة_ فيما يخص الشأن اللبناني،  أصبحت معايير في لبنان لا سيما لكل من يعارض الطرف الذي واجهتموه.

صحيح، ندفع ثمن مواقف أصبحت عنوانا للصحوة الوطنية اليوم في لبنان. الوقائع على الأرض أنصفتنا لكن الجبناء لا يمكنهم الاعتراف بذلك، لأنني تعاونت مع دولة إسرائيل علنا، لكن الجميع يهرب من الإجابة عن السؤال؛لماذا توجهت إلى إسرائيل؟ نسيوا أننا حُصرنا بقوى الظلام، وأُهملت منطقة بأسرها فكانت الدولة الديمقراطية الجارة هي إسرائيل، مددنا يدنا فبادلت بالمثل، اعترفنا فيها دولة محتلة لكنها تعاملت معنا على أساس حلفاء لا أقزام كباقي الاحتلالات .. لن يستوعبوا هذا الكلام لان علاقات البشر بالنسبة لهم تقوم على أساس السيد والعبد.

هل تعتقد أن التاريخ سينصف جيش لبنان الجنوبي ؟

من يقرأ التاريخ؟ قليلون هم جدا من ينظرون بين سطوره.

من لديه الجرأة للقول إننا على الحق؟ لقد قلنا حرفيا أن حزب الله خطرا على لبنان وان سلاحه ليس معد لإسرائيل، أنها حجته ! وكنا أول من تلقينا رصاصته في صدورنا.

لا احد يقرأ التاريخ وحتى ألان لا يوجد أي علامة معنوية في حقنا ، عندما ينتبهوا إلى خطنا الوطني وينصروه ستجدوني عدت إعلاميا لأنه حينها أصبح هناك إنصاف ومعنى لاطلالاتي.. ولو متأخرا.

اليوم الحاكم الفعلي في لبنان هو حزب الله، بعد جيش لبنان الجنوبي بدأ حزب الله بالتغلغل عسكريا في لبنان حتى هيمن سياسيا.

 ولكن هناك شريحة من اللبنانيين معارضة لحزب الله ومنتفضة عليه إذا صح التعبير

كلمة حزب الله لها ثقلها القوي والفاعل، ما يقوله حزب الله له وقعه ومفروضة على الجميع ! يستخدمون تعابيره ليس اقتناعا بها وإنما خوفا ورقابة ذاتية.الخوف سيد الموقف في لبنان للموالين والمعارضين على حد سواء

ولكن اليوم 14 آذار في خط المواجهة مع حزب الله وحلفاءه وبقوة

14 آذار عدد لكنه غير فاعل … للأسف

ما هو تعليقك على مشروع القرار المقدم إلى مجلس النيابي من قبل النائب ميشال عون الذي ينص على محاكمة عناصر جيش لبنان الجنوبي وإعفاء العائلات ومشروع قانون العفو العام الصادر عن النائب سامي الجميل ؟

ماذا نقول ؟ “كتر خيرن” وجدنا واحد أو اثنين شاعر بحقيقتنا.

بداية نشكرهم!! لإننا لازلنا في مخيلتهم ومهتمين بملفنا بغض النظر عن محتوى المشاريع.

ولكن نسال على أي أساس يريدون محاكمة عناصر جيش لبنان الجنوبي؟

؟ نحن لسنا بخائنين، نحن لم نتعاون مع دولة إسرائيل ضد مصلحة لبنان، بل فُرض علينا أمر واقع في الجنوب تخلت فيه الدولة عنا وأصبحنا عرضة للهجمات الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء، مددنا يدنا لها لإنقاذ منطقتنا من أعداءنا، احتلت لبنان وعرفنا كيف نتعايش مع الاحتلال لصالح وطننا لبنان  ، ملفاتنا أنظف من أن تلطخ بالعمالة.

وأما عن مشروع العفو فانا ضد العفو لأنه إدانة بجرم نحن منه براء .. لكن نعود ونقول حزب الله الحاكم وهذا أقصى ما يمكن لأصحاب النوايا الحسنة فعله.

 هل مواقف البطرك الراعي الباريسية فجأتك؟ وما تعليقك على زيارته إلى الجنوب وعدم ذكر ملفنا

لبنان بلد المفاجآت إلا أن ما يحصل لا يفاجآني البتة لان هذا الوطن يفتقد إلى الثوابت.

لا أريد التعليق على موقف الراعي لكن على اللبنانيين أن يفهموا : لبنان في وضع لا يحسد عليه البتة وقد تكون مواقف البطرك امتصاص لخطر شعر به ، المواقف لا تُبنى على ما نراه بل أيضا على ما يحاك خلف الكواليس والزواريب السياسية.

اكرر حزب الله صاحب الكلمة الوحيدة، وحده القادر على التصريح بما يشاء ووفق قناعاته وعقيدته، لكن الأمر مختلف عند الآخرين. هل يعقل أن يفتح هذا الملف أمام ممثلي حزب الله وأمل الذين احتلوا الصفوف الأمامية في استقباله… إلا يوجد لهذا معنى ؟

 ما المعنى من ذلك؟ ما الرسالة ؟

الرسالة كانت واضحة والنتيجة كما ذكرتم في السؤال ” لماذا لم يذكر ملفنا” ؟

حضرتك تركز في كلامك على قوة حزب الله ألا تعتقد أن الاستحقاقات التي تنتظره أضعفته أو ستضعفه ؟

حزب الله قوة إيرانية على ارض لبنان وفي المنطقة، وكلنا نعلم سواء أيدنا ام لا، أن إيران دولة لها نفوذها وثقلها، من هنا استمرارية هذا الحزب مرتبط  بإيران.

 لكن الاستحقاقات التي نتحدث عنها ليست مجرد أحداث عابرة بل أمور لها ثقلها وقد تصيب الحزب بالعمق ونعني:

– القرار الظني واتهام أربع كوادر من حزب الله في جريمة اغتيال رفيق الحريري

– الأحداث في سوريا وسقوط الأسد وانعكاسه على وضع الحليف الأول له حزب الله

– شبكة العملاء التابعة لإسرائيل والتي تتضمن كوادر من حزب الله

 بالنسبة للقرار لا يمكن فعل شيء معه فحزب الله دولة بحد ذاتها والمتهمين إما في الضاحية وإما في إيران واعتقد أن هذا الأمر لن يؤدي إلى  إضعافه بصورة مباشرة بل  سيؤثر على سمعته فقط ولكن فعليا لن يؤدي إلى شيء، لأنه سيصنفونه بحملة مدرجة ضمن سياسة مواجهة اكبر من لبنان .

بالنسبة لسقوط الأسد. علينا أن ننتظر من سيأتي بعد الأسد وعلى أساسه نصوغ واقع حزب الله لان ماهية العلاقة ستكون مع إيران وعلى ضوء ذلك تتحدد العلاقة مع حزب الله ويتضح دوره.

وبالنسبة لشبكة العملاء!  نعم هذه ضربة وارتدادتها ستنعكس على قرارات مستقبلية للحزب ستحد من تحركه عسكريا ليس أكثر.

وفي كل الأحوال ألان “العصمة في يده” _كما يقال_ في لبنان لذلك مستقبله..ضعيفا أو قويا ، سيتبلور لاحقا لكن الأكيد أن قناع الالهوية سقط عنه ولم يصدقوننا قبل 11 عاما.

غريب الوضع؟

لا أبدا! طبيعي .. من يقرأ الشرق الأوسط بعمق ويتتبع التطورات لن ولم يتفاجأ من المستجدات.

ولبنان ؟

اللبنانيون المعارضون لحزب الله ضعفاء وتصريحاتهم ما هي إلا إثبات وجود

َمن  من المسيحيين الموجودين في لبنان بإمكانه دعمنا علنا رغم اهم اليوم ينادون بمبادئ كنا السباقين في طرحها.

من الخائن؟ لولا وجودنا في الجنوب لكانت انتهت الهوية اللبنانية حافظنا على الناس وعلى الأرض والإسرائيلي احترم حبنا للأرض وإخلاصنا لهويتنا ومن هنا امنوا لنا.

لم نعمل من اجل إسرائيل بل من اجل لبنان! أين هي خطيئتنا ؟

 هل تتوقع انقلابا لحزب في لبنان؟

حزب الله هو حاكم في لبنان ! ليس بحاجة إلى انقلاب،  على العكس الأمر قد يضره مرحليا ويفضل إبقاء الوضع على ما هو عليه اليوم.

كيف تتوقع أن تكون ردة فعل حزب الله في حال تم اثبات تورطه بشكل قاطع؟

الله “يستر لبنان” ! نخاف أن نفوت في دوامة المشاريع الإقليمية الأكبر أي الصراع السني الشيعي.

 حضرة اللواء بصفتكم قائدا لجيش ضم في صفوفه عدد لا يستهان به من الشيعة!  لم تقلقوا يوما من أن يؤثر الرابط الإيديولوجي والطائفي، الذي كثيرا ما يديغدغ الشعب اللبناني، عليهم ولا سيما أن خصمهم ينتمي إلى الفئة عينها ؟

أبدا الشيعة من أكثر الإطراف اللبنانية إيمانا بلبنان قد يرغبون في الحكم لكنهم لا يبيعون لبنان

لكن حزب الله باع لبنان

حزب الله إيراني! وهناك فرق بين الشيعي اللبناني المحايد وبين الحزب الإيراني الهوية، وليس كل الأخوة الشيعة في لبنان حزب الله؟

صحيح إننا كنا في جيش لبنان الجنوبي أكثرية مسيحية ولكن كنا مثالا في الوطنية لان الشيعي والدرزي والسني والمسيحي في خندق واحد كنا أيقونة حلم لبنان، لذلك خافوا منا  و”نفسونا ” باللبناني من حيث لا ندري

وماذا عن اللبنانيين في إسرائيل كيف ترى واقعهم اليوم

بعد اثني عشر عاما على المنفى، هاهم يقيمون في الدولة يتمتعون بحقوق الإنسان من تامين الحياة والعلم والصحة

لكن هناك المسكن وهي المشكلة الأساسية وهنا نطالب الدولة الإسرائيلية بالإسراع في حل هذه المسالة

لماذا لم تتدخل شخصيا لحل هذا الأمر

أنا رجل عقلاني، أساعد من يتوجه لي في حل بعض المشاكل العالقة، وعندما حاولت التدخل في موضوع السكن، اتضح لي أن القصة قصة مبالغ وميزانيات وسياسات، فالتزمت الصمت لأنني أدركت إنني قد أعطي لعناصري أمل صعب التحقيق.

لكن الوزير يوسي بيلد اخذ على عاتقه هذا الملف وصرح أكثر من مرة انه لن يهدأ إلا حين تأمين بيت لكل عائلة ؟

اعرف الوزير يوسي بيلد منذ أن كان قائدا للمنطقة الشمالية واعرف شخصيته فهو من الأشخاص الذين يصرون على شيء معين أي من أولئك الذين يحلمون بالأشياء المستحيلة  ويجهدون في تحقيق الأشياء وهذا شيء عظيم لكن السؤال هل يتحقق ما يصبو إليه؟…. الجواب للأيام

كلمة أخيرة

للبنان المقيم والمهاجر نقول اقرأوا التاريخ إنصافا للعدالة، وعودوا إلى مهمة جيش لبنان الجنوبي الذي كان لبنانيا بامتياز، فالي كل حر عد إلى مبادئنا لتعرف أن ما قلناه على مدى25 عاما وصل لبنان إليه للأسف.. كنا نشاطر الجميع برؤيتنا، لكن أحدا لم يسمعنا.

وللبنانيين في إسرائيل أقول ابقوا كما انتم عنوانا للبنان، بابي مفتوح للجميع ولا يموت حق وراءه مطالب