علي حماده: للمحاسبة معبر إلزامي نزع السلاح/الياس بجاني: ميشال عون يعيش في غير هذا الزمن

422

مقالة لعلي حمادة وتعليق للياس بجاني


التعليق/ميشال عون يعيش في غير هذا الزمن
الياس بجاني/10 أيلول/15

حقيقة مثبتة وموثقة وتنطح بقرونها اللاهية على مدار الساعة، وهي أن النائب  ميشال عون للأسف يعيش خارج الزمن في قوقعة من الأوهام وأحلام اليقظة. وبنتيجة هذه الغربة الزمنية القاتلة للبصر والبصيرة والمعطلة لسوية الفكر على تقدير الأمور بواقعية وعقلانية فهو يتوهم أن في مقدور حزب الله وإيران وبشار الأسد أن يكسروا إرادة اللبنانيين والقرارين الدولي والإقليمي وينصبوه رئساً بقوة السلاح ورغماً عن رفض الأكثرية من اللبنانيين له ولنهجه ولخياراته. نعم هذا هو فكر وتصور عون وقد سمعناه منه مراراً كثيرة مواربة ومباشرة، كما أن صهره الباسيل وباقي المقربين منه يرددونه باستمرار. نحن نرى أن من أهم وأخطر صعاب عون ومشاكله أنه محاط بمجموعة تؤله ولا تسدي له النصح بغير ما يتناسب مع أوهامه والأحلام أو بما يوحى لها من مشغليها. ونعم وكما ذكر الإعلامي المميز بسياديته والجرأة على حمادة في مقالته التي في أعلى فإن فرص عون الرئاسية صفر كبير وكذلك فرص صهره روكز في تولي قيادة الجيش.

المقالة/للمحاسبة معبر إلزامي نزع السلاح
علي حماده/النهار/10 أيلول 2015

إذا كان الجنرال ميشال عون يعتقد أن تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية على النحو الحاصل سيؤدي حكماً الى اختياره، فهو واهم. وإذا كان يعتقد أن تعطيل الحكومة وابتزاز رئيسها سيفتح أبواب “اليرزة” لصهره العميد شامل روكز، فهو واهم أيضاً. وإذا كان يعتقد أن التعامل النزق مع الخصوم، كما حصل البارحة، حول طاولة الحوار مع وزير الاتصالات بطرس حرب يعكس صورة مرشح رئاسة قوي وموثوق به فهو واهم أيضاً وأيضاً. نقول ذلك، لأن التوازنات القائمة في البلاد لا تسمح لـ”حزب الله” والمحور الذي يندرج فيه بإيصال رئيس ينتمي إليه عضوياً. فالجنرال عون جزء من انقسام البلد العمودي، وهو عنصر تفرقة وتصادم وتوتر أكثر مما هو عنصر توافق وتلاقٍ وتفاعل ايجابي مع مختلف مكونات البلاد. فعون عاجز عن أداء دور الموفق والرابط بين المختلفين والمنقسمين، مثلما هو عاجز عن مخاطبة الفريق الآخر بلغة سوية سياسياً، وبالتالي فإن وصوله الى سدّة الرئاسة يرفع من منسوب الصراعات والتوترات بدل أن يضبطها. أكثر من ذلك، إن من لا يحتمل حراكاً مدنياً مطلبياً حقيقياً في البلاد، ويصطدم به كما اصطدم عون، لا يصلح لأن يكون رئيساً حاضناً وأباً لجميع اللبنانيين. في مستوى آخر، يستحيل اللحاق بنظريات “خفيفة” كالدعوة الى انتخاب الرئيس من كل الشعب، أو الدعوة الى تقديم الانتخابات النيابية على الرئاسية، مع الطلب الى مجلس تتبدل المواقف منه وفقا للمصلحة الشخصية وضع قانون جديد للانتخابات. فاللعب بالدستور اليوم، يدخل البلاد صراعات جديدة تولدها اجندات الطوائف المتناحرة في ما بينها. وإذا ما انفتح الباب فقد لا يقفل إلا بعد انفجار صراع كبير. إن القوى السياسية المتحكمة في اللعبة السياسية في البلد مدعوة الى العمل بجدية على وضع جدول أعمال للتخفيف من احتقان المواطن، حتى لو لم يرتق جدول الأعمال المشار إليه إلى مستوى “التسوية” الكبيرة. والبداية بانتخاب رئيس جديد للجمهورية يكون توافقياً ومحايداً، بما يفسح في المجال أمام انتظام وإن جزئي لعمل المؤسسات، مع استقالة الحكومة الحالية، وتشكيل أخرى تكون مهمتها التحضير للانتخابات المقبلة وفقاً لقانون جديد حدّه الأقصى أن يزاوج بين النظامين الأكثري والنسبي. لا حل امام اللبنانيين اليوم إلا بسلوك الطريق المنطقية لحل ما أمكن من أزماتهم. أما أزمة النفايات ففي طريقها الى الحل ولا ترتبط بالصراع السياسي الكبير في لبنان. وأما محاربة الفساد على النحو الذي يتمناه اللبنانيون “القرفانين” فمسار طويل ومعبره الإلزامي نزع سلاح “حزب الله” غير الشرعي الذي يعطل كل إمكانية لقيام دولة قانون ومحاسبة. ومن دون نزع السلاح غير الشرعي، لن تكون لحراك الشارع المدني وهو الممثل الأمين للمزاج اللبناني، إمكانية التصدي لمهمة بناء الدولة، وبسط سيادة القانون على جميع اللبنانيين. فكيف تريدون أن تطبقوا شعار محاسبة المسؤولين المرتكبين عندما يكون بينهم من يضع نفسه فوق البشر؟

 

 

http://newspaper.annahar.com/article/266159-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%85%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%86%D8%B2%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AD?fb_action_ids=10153602803522766&fb_action_types=og.comments