روزانا بومنصف:هجرة لاجئي الأكثريّات تهمّش ملف الأقليّات فراغ الرئاسة نموذج عن عجز الضمانات/غسان المفلح: السويداء في القلب من سورية/داود البصري: العصائب الإرهابية والتشفي بأهل الخليج العربي

407

العصائب الإرهابية والتشفي بأهل الخليج العربي!
داود البصري/السياسة/07 أيلول/15
العصابات الإرهابية العميلة لإيران المهيمنة اليوم على العراق والتي شوهت وجهه الحضاري ودمرت هويته العربية, وأساءت لتراثه الحضاري المشع الذي قدم للدنيا عصارة الحضارة والفكر والفن والشعر, لم تعد تكتفي بنشر الإرهاب الأسود وقتل العراقيين وتحويلهم لعبيد لنظام إيران الديماغوجي الفاشي الإرهابي, بل إنهم أضافوا لجريمتهم الحضارية الكبرى تحويل العراق العربي بغالبيته لقاعدة عدوانية ضد دول الجوار الخليجي ولمعسكر تدريب كبير للإرهابيين الطائفيين المتآمرين على أمن الخليج العربي والساعين إلى أنظمة الحكم في المنطقة وتحويل المنطقة برمتها لفلك عميل يسبح في فضاء النظام الإيراني, ويكون مجالا حيويا لولاية الفقيه وامبراطوريته الممتدة من أفغانستان وحتى سواحل المتوسط, فبعد المعارك الأخيرة في اليمن وتقديم القوات العربية السعودية والإماراتية والبحرينية شهداء كراماً سقطوا في ساحة المواجهة ودفاعا عن عروبة واسلام وإنتماء اليمن والجنوب العربي إبتهجت العصابات الطائفية العميلة للنظام الإيراني في العراق بذلك الحدث الجلل واعتبرته وفقا لرؤيتها الإيرانية المريضة نصرا على ما اسمته “العدوان الخليجي”! وفي الوقت الذي تستنكر فيه الحكومة العراقية مطالبة بعض الأطراف الخليجية للحكومة بتحسين وضعية العراقيين, وتعتبره تدخلاً في الشؤون الداخلية فإن عصاباتها الإرهابية لا تخجل ولا ترتدع عن التدخل الفظ في الشؤون الخليجية من خلال دعم الإرهاب وأهله في مملكة البحرين, أومناصبة المملكة العربية السعودية العداء, أوحملات التسقيط والكراهية الإعلامية ورسائل التهديد المباشر الموجهة ضد أمن المنطقة وشعوبها, كما فعلت عصابات “بدر” الغادرة التابعة للحرس الثوري التي يقودها الإرهابي هادي العامري, أو زميلتها عصابة “العصائب” التي يقودها المجرم الطائفي قيس الخزعلي, كما دخلت عصابة كتائب “حزب الله” على خط الإرهاب التدميري الشامل وهي التي يقودها الإرهابي الدولي أبومهدي المهندس.
لقد كان دعم “العصائب” للحوثيين في اليمن عملا إرهابيا فظا وعدوانا بينا على دول “مجلس التعاون” الخليجي, وهو ممارسة إرهابية واضحة لا تحتمل التأويل تتحمل مسؤوليتها الحكومة العراقية المتخمة أروقتها بأشكال وألوان متنوعة من أهل الإرهاب الإيراني الأسود الذين يتحينون الفرص لضرب ضرباتهم الإرهابية إن جاءتهم الأوامر من طهران, وذلك أمر محتمل في ظل تصاعد الصراع الإقليمي الشرس الدائر حاليا, والواقع أن مواقف الحكومة العراقية من الصراعات الإقليمية المخالفة لتوجهات المنظومة الإقليمية المحيطة باتت تمثل بوابات واسعة للفتنة وخلط الأوراق, ففي الصراع الدائر في سورية تقف حكومة بغداد موقفا بذيئا ممالئا للمواقف الإيرانية ومعادياً للمواقف العربية المناهضة لنظام الإرهاب السوري المجرم, وهو موقف شاذ يعمق أزمات حكومة العراق الفاشلة في مختلف الميادين والخاضعة لإرادات عصابية طائفية متطرفة هي ذيل وتابع ذليل للمواقف الإيرانية وبما يخالف إرادة الشعب العراقي التي لا تنسجم مع تلك المواقف الشاذة.
تأييد الحوثيين وعصابات الأسد وبقية أهل الحلف الإيراني العدواني هي مواقف عار تتحمل حكومة العراق مسؤوليتها, فالميليشيات الإيرانية السائدة لا تمثل نفسها فقط ولا تعبر عن رؤاها المريضة, بل إنها جزء مهم وفاعل من السلطة في بغداد حتى إنها تطاولت على السلطة ذاتها وسفكت دماء عناصر الجيش العراقي في المواجهات الأخيرة في بغداد, وإذا كانت جماهير العراق المنتفضة اليوم تعبر عن احتجاجاتها على استمرار مسلسل الفشل والفساد فإنها في الوقت نفسه ترفض نهج السلطة الفاشل في الخضوع والركوع لمواقف العصابات الطائفية الإيرانية المريضة التي تتآمر علنا على أشقائنا وأهلنا في الخليج العربي وتتشفى بجراحهم وآلامهم وتحاول تحويل العراق العربي لقاعدة تآمر إيرانية طائفية ظلامية برمكية!, العراقيون الأحرار يرفضون مواقف العدوان الطائفية وصمت الحكومة العراقية الذليل والمخجل, ومصير العصابات الإيرانية مرتبط ارتباطا وثيقا بمصير الطغاة في المنطقة الذين سيرحلون في نهاية المطاف لمزبلة التاريخ, لا للتآمر الطائفي العدواني المريض على أمن الخليج العربي,ولا لمواقف العدوان والذل السلطوية, ودعم العصابات العراقية للحوثيين و”الشبيحة” يؤكد حتمية سقوطها القريب لكون وجودها شاذ ومخالف للحتمية التاريخية المؤيدة لنصرة الشعوب الحرة.

السويداء في القلب من سورية
غسان المفلح/السياسة/07 أيلول/15
تحطم صنم القاتل إلى الابد. ما جرى في السويداء يوم الجمعة الماضي تماماً هو ما تم في درعا 19-3-,2011 بعد انطلاق الثورة السورية من هناك. نسخة سورية طبق الأصل. نسخة لسورية الحرية, التي كالحلم المستحيل. الذي يجدد بزوغه يوميا من دماء ابناء سورية, وخصوصا اليوم سهل حوران وجبل حوران, ما يعرف أيضا بجبل العرب… إنه النظام قاتل إلى الابد. الشباب ومشايخ الكرامة بقيادة الشيخ وحيد البلعوس, تنتفض بالسويداء بوجه الاسدية القاتلة والفاشية. ما كان من الاسدية إلا أن جهزت سيارتين مفخختين, واطلقتهما في موكب الشيخ البلعوس, مما أدى إلى استشهاده مع مرافقه وآخرين, منهم الطفل رامز محيثاوي, نبأ استشهاده لايزال غير مؤكد 100 في المئة الرواية الثانية انه في وضع حرج جدا. حطموا تمثال اللاكرامة والذل شباب سلطان الاطرش. حيث كان الشيخ الشهيد يردد” إما فوق الارض بكرامة او تحت الارض بكرامة”. قاد حملة اعطت ثمارها في منع ابناء الجبل من الذهاب للخدمة في جيش الاسد كي لا يقتلوا اخوانهم السوريين عموما وسهل حوران خصوصا.
سيارات مفخخة نشرها النظام في انحاء السويداء. لكن السويداء لن تعود إلى ما قبل استشهاد الشيخ وحيد البلعوس. السويداء اليوم تعيد لسوريتنا وحريتها وهجها, بعدما حاول الجميع دفنها, بقيادة اوباما- الذي يرفض النظر الى اي تقارير, تتحدث عن ضحايا الاسدية من الشعب السوري- والرايات السود وبراميل الاسدية والميلشيات الشيعية الخامنئية. الجبل قاد اول ثورة 1925 تسمى باسم سورية وبقيادة المرحوم سلطان الاطرش, الذي حاولت الاسدية طمس معالمه ومعالم ثورته, من اجل استقلال سورية.
لخلدون زين الدين اول شهيد من الجيش السوري الحر في السويداء, ولشيوخ الكرامة وشهدائهم, وللشباب الذين حطموا تمثال القاتل للابد حافظ الاسد, لهؤلاء.. لأهلنا في السويداء, لقد سحبتم من يد الفاشية الاسدية أهم ورقة يتغنى بها لاعقو بسطار الاسدية وهي حماية الاقليات. الدروز بني معروف. هذا يتطلب من كل الذين ركبوا موجة الثورة أن يكفوا عن اللغة الطائفية أيضا. هذه صفعة لكم وللاسدية معا. هذه المرة لن يستطيع المجتمع الاوبامي الحديث عن سيارات مفخخة للارهابيين, واتضح أن الاسدية هي قمة الارهاب في المنطقة.
حتى السيارة التي جرى تفجيرها في اللاذقية قبل يومين كانت من توقيع الاسدية, ليعيد تخويف الطائفة العلوية بعد اعلان براءة ابن عمه سليمان الاسد, من دم العقيد حسان الشيخ, الذي قتله بوسط اللاذقية, على اشارة مرور امام اخيه واطفاله, لأنه تجاوزه في سيارته. استشهد أكثر من عشرين شابا غير الجرحى حتى الآن في ثورة السويداء وتحطيم تمثال القاتل. شعرت بفرح لا يوصف في تلك اللحظة, انها ثورة سورية تتجدد على يد بني معروف من السوريين. هذه الثورة المتجددة في السويداء جاءت ردا على تصريحات رئيس المافيا الروسية فلاديمير بوتين, قبل يومين فقط, والذي قال فيها: »أن السوريين يهربون لاوروبا من جحيم الارهاب وليس من براميل الاسدية«, وسلاحها الذي يزودها به بوتين شخصيا. الرابع من سبتمبر إنه عيد جديد بالنسبة لي, عيد السويداء على طريق الحرية من الاسدية. شعرت أن دموع الفرح لا تتوقف وانا اتابع اخبار السويداء. إلى أهلي في حوران وجيشها الحر, احيطوا السويداء بحماية من خارجها واتركوا لشبابها قيادة داخلها. اهل حوران لن يقصروا في دعم اهلهم في جبل حوران, انا اعرف “ديرتي”. لكن الحذر واجب من بعض الرايات السود أو من بعض الاسدية. دعم اهل السويداء من الخارج فقط. على الائتلاف المعارض ان يقوم بتأمين ما يلزم وما يستطيع لاهلنا في الجبل. إنها سويداء سلطان الاطرش ومنتهى الاطرش وتامر العوام وخلدون زين الدين. فلا تخذلوها كما تخذلون مارع في شمال حلب الآن التي تصمد اما بربرية “داعش”.

هجرة لاجئي الأكثريّات تهمّش ملف الأقليّات فراغ الرئاسة نموذج عن عجز الضمانات
روزانا بومنصف/النهار/7 أيلول 2015
تجاوزت الموجة الجديدة الكبيرة من اللاجئين الى الدول الاوروبية معيارين للتعامل الخارجي مع هذه الازمة: المعيار الاول هو الذي بني على مساع وجهود بذلتها المراجع الروحية المسيحية في الشرق الاوسط بعد اشهر قليلة من بدء الازمة السورية في 2011 وعقب استيلاء تنظيم داعش في العراق على مدن رئيسية كالموصل وسواها ما ادى الى تهجير اعداد كبيرة من الاقليات من الايزيديين والمسيحيين وسواهم. بذلت جهود جمة من أجل عدم تشجيع الدول الغربية على فتح ابواب الهجرة امام الاقليات المسيحية خصوصا للحؤول دون تركهم ارضهم وبلادهم ما يؤدي الى تفريغ المنطقة من المسيحيين واقتصر استقبال بعض الدول على عدد محدود من العائلات خصوصا من بين هذه الاقليات. واسقط اذا في يد المراجع الروحية المسيحية التي لم تعد تستطيع الكثير ليس في ظل هرب الاقليات وهجرتها وفتح الابواب امامها بل أيضاً امام هجرة كبيرة من الاكثرية غير المسيحية على ما اظهرت اعداد اللاجئين الذين فتحت لهم ابواب النمسا وبريطانيا والمانيا وسواها من الدول الاوروبية. وبالامس طلب الكرسي الرسولي من كل رعية في اوروبا استقبال اللاجئين. اذ لا ضمانات يستطيع اي بلد أو اي مرجعية تقديمها لهذه الاقليات من أجل البقاء لمجرد ضرورة عدم افراغ المنطقة من الاقليات مسيحية كانت أو سواها على رغم الفظاعة الذي يمثلها غياب التعددية الطائفية عن المنطقة.
المعيار الثاني هو المؤتمر الذي تستعد الامم المتحدة لعقده غدا في باريس حول الاقليات في الشرق الاوسط والذي كان تقرر في اذار الماضي بعد نقاش في مجلس الامن. وغاية المؤتمر البحث في السبل والوسائل من أجل تأمين عودة الاقليات المضطهدة في المنطقة عبر العمل على اعادة اعمار مناطقهم واماكن عبادتهم. فهذا المعيار لم يعد ينطبق على ما حدد من هدف للمؤتمر انطلاقا من ان اوروبا وجدت نفسها امام موجة هجرة كبيرة لم تعد تستطيع صدها في ضوء المآسي التي تعرض لها اللاجئون وكان آخرها صورة الطفل ايلان كردي الذي قذفه البحر على شاطئ تركيا، علما ان هذا المعيار اي اعادة الاقليات الى اماكن سكنها لا يتسم بواقعية كبيرة نتيجة تجاهل الدول الغربية الاثار النفسية الهائلة التي تترتب على اللاجئين نتيجة ما تعرضوا له ما قد يمنعهم من العودة الى بلادهم فضلا عن ان الدول المعنية التي يهاجر ابناؤها مخاطرين بحياتهم وحياة اولادهم في البحار وعبور حدود الدول خلسة في حالة انهيار كلي بحيث تزيد الهجرة ولا تساهم في تقليلها. عائلة الطفل ايلان كردي لم تستطع البقاء في كوباني التي تحررت من تنظيم داعش ولا في دمشق التي لجأت اليها ويسيطر عليها النظام السوري وتعيش امانا نسبيا تحت قمع ميلشياته وما تبقى من جيشه ولا أيضاً في تركيا حيث يعيش اللاجئون من دون افق كما في سائر الدول المجاورة. وعليه فان المؤتمر لم يعد صالحا للبحث في موضوع الاقليات ما دامت الاكثريات هي الغالبية اللاجئة الى الدول الاوروبية التي باتت تنوء كما تقول تحت عبء اللاجئين وهي مجموعة من الدول، وليست الاقليات وحدها ما يحتم مقاربة وخطط عمل مختلفة، فيما لبنان الصغير وحده يرزح تحت ثقل يزيد على مليون و200 الف لاجئ سوري.
السؤال مع هجرة الاكثريات المضطهدة بدورها الى الدول الاوروبية وليس الى دول المنطقة يعني عمليا بحث اللاجئين عن امان دائم وليس عن امان موقت وعن مستقبل لا يبدو ممكنا في بلادهم في المدى المنظور واحترام للانسان وقيمته ويفرض جدية في بذل جهود لحل الازمات وليس الاكتفاء بالتعاطي مع النتائج كما في موضوع اللاجئين على ضخامته أو موضوع تنظيم الدولة الاسلامية وسيطرته على مناطق في العراق وسوريا. في لبنان مثلا باعتباره نموذجا عن العجز الدولي والمقاربة الخاطئة للامور وحيث المشكلة اقل تعقيدا مما هي في سوريا أو العراق ثمة حاجة ماسة وملحة لبذل ضغوط دولية جدية من أجل تأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية يعيد وضع الاستحقاقات الدستورية على السكة الصحيحة ويطلق رسالة مطمئنة الى عدم السماح بالتلاعب والاستهانة بموقع الرئاسة المسيحي الوحيد في المنطقة. فاسترهان هذا الموقع اقليميا من دول مؤثرة لفرض اجندتها في لبنان في ظل عدم استعداد خارجي للضغط على نحو كاف ارسل ولا يزال يرسل مؤشرات عن غياب القدرة وعدم الرغبة في الدفاع عن هذا الموقع بما يعنيه وما يمثله وإخراجه تالياً من لعبة التجاذبات. والمسيحيون في لبنان باتوا يوجهون كاقلية الى نظرائهم في المنطقة أو من تبقى منهم رسالة عجز فاضح عن تحرير ما بات ورقة في يد دول اقليمية حتى بعد تحرير لبنان من الوصاية السورية، فيما يتخبط الافرقاء المسيحيون انفسهم في لبنان في روزنامات خاصة تحاول النفاذ الى محاولة استرجاع ضمانات أو صلاحيات لن يكون ممكنا اعادتها بل تكاد تكون اعادتها مستحيلة في الظروف الراهنة ولو من أجل طمأنة الاقليات التي يصر الجميع على اهمية وجودها، باعتبار انها توظف من ضمن محاور اقليمية ولغايات محددة فضلا عن انها لا تلقى في الوقت نفسه اي دعم خارجي من هذا الباب بالذات لاعتبارات مختلفة. فكيف والحال امام عجز متماد حيال محنة سوريا وانهيار العراق وليبيا وبعض الدول الاخرى؟