خالد موسى/إلى الوطني الحر: إن كان لديكم حلاً آخر للمشلكة فلتقدموه

361

إلى الوطني الحر: إن كان لديكم حلاً آخر للمشلكة فلتقدموه
03 أيلول/14
خالد موسى/ موقع 14 آذار

ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤولو التيار الوطني الحر ونوابه بنفَس طائفي، كما أنها ليست المرة الأخيرة التي يتحدثون فيها بهذه الطريقة من أجل المزيدات الشعبوية لمصالح انتخابية ضيقة. انهم لا يعتبرون أن العسكريين الخمسة الذين كانوا مختطفين لدى “جبهة النصرة” والذين أفرج عنهم أول من أمس، من الجنود اللبنانيين التابعين إلى مؤسسة عسكرية وطنية وليسوا تابعين إلى طوائفهم، فهم أبناء المؤسسة التي لم تفرق يوماً بين مسيحي ومسلم بل عاملت الجميع على أنهم أبناء وطن واحد وأبناء مؤسسة واحدة.

هذه المواقف أدت الى عرقلة المفاوضات التي كانت ستفضي الى إخراج عسكريين إضافيين من الطائفة المسيحية في الايام الأخيرة، وجاء ذلك أيضاً جراء الاقدام على إحراق “راية داعش” في ساحة ساسين في الاشرفية وتوكيل النائب إبراهيم كنعان نفسه مدافعاً عن هؤلاء أمام المحكمة بعد أن دعا وزير العدل اللواء أشرف ريفي النيابة العامة الى التحرك لإلقاء القبض عليهم، بسبب احراقهم الشعار المكتوب على الراية “لا إله إلا الله محمد رسول الله”. وبحسب بيان “النصرة” فإن “التيار الوطني الحر بأفعاله اﻷخيرة حرم عدداً من أبنائكم من أن يعودوا من اﻷسر”، متوجها الى التيار الوطني الحر بالقول :”الزموا الحياد”.

وفيما لم تلقِ دموع أهالي العسكريين المخطوفين ودعواتهم الدولة الى تقديم تضحيات من أجل تحرير أبنائهم من الجماعات الإرهابية المسلحة، وقعاً عند “الوطني الحر”، الذي يرفض هو وحلفاؤه في “8 آذار” مفاوضة الخاطفين باعتباره رضوخ اليهم. غير أن “الوطني الحر” وحلفاء “8 آذار” ربما تناسوا كيف أن حليفه “حزب الله” فاوض العدو الإسرائيلي لمرات من أجل إخراج أسراه المعتقلين في السجون الإسرائيلية، فهل هذا لا يعتبر رضوخاً لشروط الخاطفين أم أن مفاوضة الدولة مع المجموعات الخاطفة هو فقط الذي يعتبر رضوخاً لشروط الخاطفين، وإن كان هناك من حلول أخرى في هذا السياق فلماذا لم تقدم حتى الساعة؟!

فتفت: “الوطني الحر” يتصرف بشعبوية غير آبه للمخاطر المحيطة

عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت، اعتبر في حديث خاص لموقع “14 آذار”، أنه “لا يهتم التيار الوطني الحر أكان البلد في وضع خطير أو إذا هناك مشكلة كبيرة جداً في البلد أكان على الصعيد الطائفي أو المذهبي أو على الصعيد الأمني، ويتصرف هذا التيار بشعبوية فقط وبردة فعل من أجل كسب الأصوات من هنا وهناك بصرف النظر عن المخاطر، وبالتحديد عند هجومهم على وزير العدل اللواء اشرف ريفي، فبدلاً من تهدئة الأمور أشعلوها أكثر”، مشيراً الى أنه “في الوقت الذي كان يهاجمون فيه اللواء ريفي كان الوزير جبران باسيل يتصل به شخصياً، داعماً للمواقف والقرارات التي اتخذها على خلفية احراق راية في الأشرفية من شبان، يوجد عليها كلمة “لا إله إلا الله محمد رسول الله” والتي هي الأهم ما في الدين الإسلامي باعتبارها أولى أركانه”.

إستغلال ومزيد من التوتر الطائفي

ولفت الى أن “التيار الوطني الحر يحاول استغلال موضوع العسكريين المخطوفين ودفعه نحو مزيد من التوتر الطائفي والمذهبي، وللأسف ليس لديهم سوى هذا الدلو ليدلو منه لأنه لا يوجد ما يقولونه في السياسة، وهذه طريقته التصعيدية دائماً والتي اعتدنا عليها والتي تعتمد على التخوين والتصعيد والتطييف لكل الأمور”، مشيراً الى أن “هذا شيء جيد لمعرفته كيف يتصرف في الإمتحانان الوطنية الذي يقول المثل فيها بأنه أثناء الإمتحان يكرم المرء أو يهان، وهذا إمتحان في الوطنية ورأينا مدى وطنيتهم، وكان دائماً الجنرال عون يكرر مقولة إن تحدثت يوماً بنفس طائفي فاشتموني، فأكثر من هكذا مواقف طائفية لم يعد يوجد”.

وأسف فتفت “لتعاطي “الوطني الحر” مع الجنود وفق طائفتهم وليس وفق انتمائهم لمؤسسة وطنية، فللأسف هؤلاء لا ينظرون الى المؤسسة العسكرية على أنها مؤسسة إلى جميع أبناء الطوائف اللبنانية وليست لطائفة دون أخرى، كما أن هؤلاء لا يعيشون المخاطر التي تدور في المنطقة وكأنهم يصبون الزيت على النار بدلاً من إدراكه أن مثل هذه المواقف خطيرة جداً، وهذه المواقف تؤدي الى تحول عكسي بالرأي العام”، متسائلاً “هل الهدف من هذه المواقف التصعيدية العرقلة؟!”.

عرقلة مقصودة

واعتبر أن “ربما قد تكون هذه العرقلة مقصودة، وربما قد يكون هناك أناس متضررين من حلحلة الأمور ولا مصلحة لهم فيها، وربما هناك أناس هدفهم التصعيد والعرقلة بأي شيء، يمكن أحياناً عن سوء نية واحياناً أخرى عن غباء، وكلهما أسوء من بعضهم”، مطالباً “الدولة أن تكون على قدر المسؤولية، ففي جميع دول العالم يجري هناك مفاوضات، فحزب الله فاوض العدو الإسرائيلي لإخراج أسراه من سجونه، وكذلك بالعكس، كما فاوض العدو الإسرائيلي الفلسطينيين بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدوها في غزة من أجل إنهاء المعركة سريعاً، فلماذا نستصعب التفاوض والتبادل، الذي يجري في كل مكان وفي جميع دول العالم ومن بينها أميركا، وإن كان لديهم حلاً آخر للمشلكة فليقدموه؟!”.