علوش: حزب الله نصب فخاً للجيش في عرسال والحكمة أنقذته والبلدة

305

علوش: حزب الله نصب فخاً للجيش في عرسال والحكمة أنقذته والبلدة
وكالات/03 ايلول ٢٠١٤

أكد عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش أنه ليس “خائفا من “داعش” على الرغم من فكر هذا التنظيم الاسود”. وقال، في حديث إلى محطة الـ”otv”: منذ يومين كتبت مقالة اسميتها “تفاهة الشر” واعتبرت ان الشر بمرتكبه وبمسوغاته مسألة تافهة ولكن تداعياتها هي الأخطر”. وقال: “الأهم الا نخاف من مواجهة الشر وان نواجهه . “داعش” خطف شعار المسلمين في العالم بمختلف تلاوينهم، ولأنه خطف هذا الشعار فعلى المسلمين في العالم، وبالأخص السنّة، ان يكونوا رأس الحربة في مواجهة هذه العصابة التي خطفت شعار الاسلام”. واوضح علوش أن “عدد سكان طرابلس خمسمئة الف نسمة تقريباً، غالبيتهم العظمى يهمهم استقرار البلد وحريته وديموقراطيته، مقابل عدد قليل جدا يرفعون اصواتهم في الشارع اعتقاداً منهم ان الشارع الطرابلسي يمثل ما يقولون”.

واشار إلى أن”النائب محمد كبارة اصدر في اليوم التالي لأحداث عرسال بياناً كان واضحاً لجهة دعم الجيش والمؤسسة العسكرية. والنائبان الآخران لم يكملا كلامهما على الموضوع لأن رأي “تيار المستقبل” قيادة وكوادر، والذي يقوده الرئيس سعد الحريري وامينه العام أحمد الحريري، كان واضحا من خلال بيانه الاسبوعي لجهة دعم المؤسسة العسكرية والوقوف الى جانبها”.

أضاف: “بحسب ما فهمنا من قيادة الجيش ومن ابناء عرسال ان هناك فخاً كان منصوباً للمؤسسة العسكرية من قبل الذين دفعوا بالارهابيين الموجودين في القلمون الى داخل لبنان . وانا على قناعة انه بسبب عدم قدرة جيش بشار الاسد وحزب الله على انهاء المعركة في القلمون ووصولهم الى مرحلة ان هناك اعداداً كبيرة من القتلى في صفوفهم، إضافة الى أن المعركة طويلة وليس باستطاعتهم حسمها، ربما دفعهم ايضا الى ادخال الجيش كضحية جديدة في هذا الموضوع”.

ورأى أن “هناك نوعاً من الحكمة جرى العمل عليها انقذ عرسال من مجزرة وانقذ الجيش اللبناني من مأزق كبير جداً”. وتابع: “بالنسبة لي “حزب الله” هو من نصب الفخ للجيش اللبناني في عرسال. ومصلحة نظام بشار الأسد في ان تعمم الفوضى في المنطقة وربما هو من افتعل هذا الأمر”. وإلى من يتحدثون عن هيبة الجيش ذكّر علوش بأن “هناك ضابطاً اسمه سامر حنا اغتاله عنصر من “حزب الله” علناً، وخرج من التوقيف بمبلغ عشرة ملايين ليرة كفالة . كذلك اريد ان اذكر ان هناك مناطق ممنوع على المؤسسة العسكرية ان تدخل اليها، ولولا حصول حرب تموز 2006 لما سمح “حزب الله” للجيش اللبناني ان يذهب الى الجنوب ومناطق اخرى”. وواصل القول: “كذلك اذكّر بما حصل للضباط في حادثة مار مخايل حين تمت محاكمتهم وإتخذت عقوبات بحقهم. واذكّر ايضا بان هناك شيخين اغتيلا في عكار لم تتم محاكمة المسؤولين عن قتلهما”. ولفت الى أنه “مع تأييدنا باحلال الدميقراطية في سوريا وتغيير النمط الديكتاتوري التي عاشت به منذ سنوات ولكننا لسنا مع مشاركة لبنانية لا سلباً ولا ايجاباً بالمعارك المباشرة في سوريا”.

وإذ استغرب “مقولة ان داعش مؤامرة اميركية”، قال: “صحيح ان هناك اوهام واساطيل وتطرف واجرام ولكن في وقت من الاوقات تعاونت المخابرات الاميركية مع عصابات في اماكن كثيرة وتعاملت مع الكونتر ولكن الشيء المضحك هو خروج وليد المعلم منذ عدة ايام لاستجداء المشاركة في العصابة التي يريدون تشكيلها لمحاربة الارهاب ومحاولات ايران للمشاركة ايضاً في مكافحة داعش”.

أضاف: “هذا هو منطق النفاق ولكن لنجد لغة ونعود الى منطق حماية لبنان على الاقل من العاصفة القائمة التي تبتلع الشرق الاوسط. هناك عدة خيارات ولكن الاستمرار في العناد بأن حزب الله شارك في الحرب في سوريا للدفاع عن لبنان لسنا مقتنعين بهذا الكلام ولكن فلنجلس و نتفاهم على كيفية حماية لبنان لا الاستمرار في العناد بحيث اما ان نسير كما يريدون ونقبل بالتعاون مع نظام بشار الاسد ومشاركة حزب الله في سوريا ومشروع ولاية الفقيه اما ان نكون مع داعش، فلنفكر وهناك خيارات مفتوحة امام االلبنانيين واحد اوجهها اتفاق بعبدا والقرار 1701”. ورأى أن “تصرفات حزب الله منذ 1982 الى الآن بغض النظر عن المواجهة مع اسرائيل هي تصرفات تنظيم ارهابي بكل معنى الكلمة”، مشيراً الى أنه “عندما نكتشف ان حزب الله يأوي 5 متهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري فأسميه ارهابي وعندما ينزل حزب الله في 7 ايار ويحتل بيروت ويرهب سكانها لتغيير قرار سياسي اسميه ارهابي وكذلك افعل عندما ينزل بالقمصان السود ويدخل الى سوريا ويرهب مواطنيها”.

وسأل: “من هم الناخبون السوريون الذين اعطوا نسبة 60 % الى بشار الاسد”. وتابع: “فليكن حزب الله غير ارهابي ويسلم المطلوبين في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ولا ينزل بسلاحه ويهدد الناس لتغيير قرار سياسي ولا يقول حسن نصر الله سنقطع يد ونقطع رؤوس اذا مدت على السلاح هذا حديث وتصرف ارهابي ونحن نحكم على فريق من تصرفاته”. وعن ما حدث في عرسال وقضية العسكريين المخطوفين، قال علوش: “نحن نحترم المؤسسة العسكرية وننتظر التحقيق العسكري فيما خص احداث عرسال وكيف بقي 50 جندياً معزولين وحدهم على الرغم من التحذيرات التي كانت موجودة في ذلك الوقت.انا مع تشكيل لجنة تحقيق نيابية في هذا الموضوع وللاسف هذا قد لايكون ممكناً”.

أضاف: “سبق وان قلت انه لا يمكن التفاوض مع الارهابيين لسبب اساسي لانه بمجرد ان بادلنا وفاوضنا قد يخطفون عسكريين آخرين ليحصلوا على مطالب اكبر”.

وتابع: “الدول الكبرى تفاوض من تحت الطاولة في هكذا حالات وهذا لا يعني ان تفعل هذا الامر الدولة اللبنانية. نتمنى ان يكون لدى الجيش القدرة العسكرية ليقوم بعملية عسكرية لانقاذ العسكريين واذا استشهد منهم اشخاص في المعركة فليكن”.

ولفت الى أنه “ضد التنسيق مع سوريا لانه لو كانت الدولة الاخرى قادرة لما لا تقوم بالعملية اليس الخاطفون على اراضيها؟”، معتبراً أن “هذه مسؤولية سوريا الان اليس الخاطفيون سوريون؟ اذا كان هناك قدرة عسكرية لدى الجيش على القيام بالعملية فليأخذ القرار، يناقش القرار السياسي مع الدولة اللبنانية ويأخذوا القرار المناسب”. وأكد أن “الاولوية ان نرى العسكريين الشيعة احراراً، ثانياً المسيحيين وثالثاً السنة لان الارهابيين يستخدمون المسألة اللبنانية بشكل مرعب، بالرغم من فرحي بخروج 5 عناصر من الجيش اللبناني من مذهب واحد اكثر ما يخيفني ان تتم تصفية لاي عنصر غير سني في لحظة من اللحظات”. واعتبر أن “هذا الامر يجب ان يدفعنا الى اعتبار هذه القضية قضية انسان وبشر وليست قضية اي مذهب ، والاولوية بالنسبة لي كمواطن وكمسوؤل لبناني ان يتم الافراج عن كل العسكريين. اما التفاصيل بين المؤسسات الامنية والسياسية فليأخذوا القرار المناسب وليتحملوا تبعاته”. وعن التنسيق مع النظام السوري لحل قضية العسكريين، قال: “كي لا نختبىء وراء اصبعنا هناك جزء من المؤسسة الامنية والسياسية ينسق مع النظام السوري، وزراء حزب الله في الحكومة الا يتواصلون مع النظام السوري؟ واذا ارادوا تنسيق ميداني رسمي فليطرحوا الموضوع وليقولوا كيف”. أضاف: “لتأخذ الحكومة المؤلفة من كافة الاطياف القرار المناسب واذا كان هناك فريق لديه رأي آخر لا يتناسب مع قرارا لحكومة فلينسحب منها”.

وعن حرق “علم داعش”، أكد أن “علم داعش يجب ان يحرق ويجب ان تحرق داعش ولكن راية لا اله الا الله هي مخطوفة ويجب ان نفرق بين هذين الامرين”، سائلاً: “الحرب الصليبية حملت شعار الصليب هل اذا حرق صليب يقال حرق الصليب ام صليب الصليبيين؟”.

وشدد على أن “المشلكة هي تداعيات حرق الشعارات على الارض لذلك افضل ان يأخذ القضاء مجراه واذا كان الامر فردي شيء واذا كان الامر وراءه اهداف امر آخر”.

وعن توقيت طرح قضية حرق العلم، رأى أن “الاحتمالات كلها موجودة ، لااحد ينشر اي شيء الا بخلفية عاطلة، وافضل اذا كنت في موضع المسؤولية ان احقق في الموضوع وافهم ما حصل واحيل من قام بهذا الامر الى القضاء وافضل ان الجأ الى المؤسسة الرسمية والقضاء لا ان اترك الامر الى الشارع وان يحرق كل طرف شعارات الطرف الاخر”. وعن تسلح المواطنين، قال علوش: “هناك اشاعات ولو تم توزيع 100 الف قطعة سلاح اي مجتمع سيقبل هذا السلاح يأتي بالخراب لنفسه ولا يغير شيء بالمعادلة. والطريقة الوحيدة هو ان نتوافق على شيء وسبق وان اتفقنا على اعلان بعبدا”. وعن الاستحقاق الرئاسي، أكد أن ” اصرار ميشال عون على ان يكون رئيسا للجمهورية ” انا او لا احد ” يشكل اعاقة للاستحقاق”، معتبراً أن “في الحديث عن تغيير بنية النظام لا يمكن الحديث فقط عن تغيير وضعي في ملف واحد” .

وإذ تمنى “العودة الى المارونية السياسية خاصة بعد ان جربنا الطائفة السياسية”، قال: “لكن لا ادرى مدى استعداد الشعب لذا انا افضل اليوم ان نستمر على الطائفية لضمان حقوق الناس ومشاركتهم الى حين الوصول الى مرحلة غير طائفية”.

وعن التمديد للمجلس النيابي وترشحه للانتخابات، أشار الى أنه “عضو تيار سياسي وكما انسحبت من ترشيح 2009 انا انتظر القرار بهذا الخصوص وانا لست من الاشخاص الذين يتحمسون للمواقع الرسمية ولم نقدم ترشيحاتنا لغاية اليوم وانا بالمبدأ اؤيد قانون النسبية”.

وختم علوش: “نحن جزء من المنطقة واتمنى ان تطبق سياسة النأي بالنفس ولكنها غير واقعية، اي تغيير او تسوية في المعادلة في المنطقة ستنعكس علينا لذلك جميعنا نمارس التقية بانتظار تبلور الموضوع في المنطقة”، مؤكداً أنه “ضد العماد ميشال عون وسليمان فرنجية اذا بقيا في حلفهما الاقليمي”.