محمد عبد الحميد بيضون: طاولة الحوار ام طاولة الفراغ/محمد سلام: من المقاومة أولاً ولبنان أولاً إلى الزبالة أولاً/علي الحسيني: حزب الله يقتل الطفولة مرتين

346

طاولة الحوار ام طاولة الفراغ
محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك//03 أيلول/15
احدى الصحف القريبة من أوساط الرئيس المزمن لمجلس النواب نشرت قبل يومين اسماء الستة عشر الذين سيدعوهم بري للجلوس الى الطاولة٠من السهل الملاحظة ان نصف هذه الأسماء تمثل او ترتبط ببقايا النظام السوري المتفكك اي اننا نشعر ان الأسد او علي المملوك سيكون على الطاولة يوم التاسع من أيلول موعد الجلسة الاولى للحوار ولبحث موضوع رئاسة الجمهورية٠غريب امر بري:لماذا نسي دعوة ميشال سماحة؟الإيجابية الوحيدة لهذا الحوار هي انه سيجمع على طاولة واحدة وفي صورة واحدة كل هؤلاء الذين ساقوا الشعب كالقطيع من وصاية الى وصاية ومن انهيار الى انهيار ومن حروب الى حروب٠غداً سيقول لهم الشعب ممثلاً بأجياله الجديدة والتي تشعر بالإهانة من هكذا سياسيين “ارحلوا لأنكم مجتمعين مسؤولين عن داء وبلاء هذا البلد ولا صلاح او إصلاح بوجودكم”٠أمراء الحرب،أمراء الميليشيات،أمراء الفساد،أمراء النفايات ارحلوا: “كلكن يعني كلكن”

بعد اتهام 26 شخصاً بالتخابر مع إيران و”حزب الله”… الكويت تعثر على كمية كبيرة من الأسلحة
وكالات/أعلنت وزارة الداخلية الكويتية عثورها على أسلحة ومتفجرات ومفرقعات داخل حاوية قمامة في إحدى الساحات الترابية بمنطقة غرناطة في العاصمة الكويتية.وأشارت إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية، في بيان، الى أن الإدارة العامة لقوات الأمن الخاصة والإدارة العامة للأدلة الجنائية تلقتا بلاغاً من أحد العاملين ببلدية الكويت عن وجود أسلحة داخل حاوية قمامة، مبينة أنه تم رفع كل الأسلحة، فيما تواصل الأجهزة المعنية متابعة التحقيق للوقوف على ملابسات الواقعة.وأوضح البيان أن الوزارة عثرت في داخل الحاوية على أسلحة من عيار 40 مليمتراً و7 صناديق خشبية و3 صناديق حديدية من الذخيرة و3 قذائف (آر بي جي) وحربة و9 طلقات سلاح خاص و4 أسلحة ذاتية و16 حشوة دافعة لقذائف (آر بي جي) و7 مخازن سلاح كلاش وسلاح (إم بي 5) من دون طلقات، وفقا لوكالة الأنباء الكويتية “كونا”. وذكر أنه عثر أيضاً على صندوقين خشبيين يحتويان على 20 قنبلة يدوية، إضافة إلى 3 أنواع من القنابل اليدوية تتمثل في 7 (آر بي جي جي 5)، إضافة إلى 43 ( بي 86) و11 (إف 4) منها واحد بدون طلقات.وكلف مجلس الوزراء الكويتي كل الجهات الحكومية المعنية باتخاذ كافة التدابير والإجراءات الكفيلة بالحفاظ على أمن الوطن والمواطنين، وذلك بعد يوم على توجيه اتهامات لـ26 شخصاً بالتخابر مع إيران و”حزب الله”.وعبر مجلس الوزراء عن عميق استيائه واستنكاره للأفعال الشنيعة والاتهامات، التي أسفرت عنها تحقيقات النيابة العامة، وما تنطوي عليه من أبعاد ومخاطر قال إنها تهدد أمن الوطن وسيادته واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، ولا سيما بما اشتملت عليه المضبوطات والتحقيقات من أنواع وكميات الأسلحة والذخائر والمتفجرات، وطريقة حفظها وتلقي التدريبات على استخدامها.

من “المقاومة أولاً” و “لبنان أولاً” إلى الزبالة أولاً
محمد سلام/سقط شعارا الإصطفاف اللبناني تباعاً، لم يسقطهما خصم، بل أسقطهما أصحابهما. • شعار “المقاومة أولاً” الذي قام على أساسه تحالف قوى 8 آذار، أسقطه صاحبه، حزب السلاح، في 7 أيار العام 2008. يومها، بغزو بيروت، تحولت تلك المسماة مقاومة إلى مجرد ميليشيا معتدية، ثم عزز سقوطها إلى الدرك الأسفل تنظيم “سرايا المقاومة” فحولها من ميليشيا إلى مجرد عصابة. *شعار “لبنان أولاً” الذي تبنته قوى 14 آذار رداً على “المقاومة أولاً” أسقطته قوى 14 آذار بإدارتها الغبية للصراع مع 8 آذار، فقدمت سيلاً من التنازلات تحت عنوان “الحفاظ على الإستقرار” أسفر عن خروج جمهورها منها بعدما أدرك أن هدفها الخفي ليس الحفاظ على الإستقرار، بل الحفاظ على سلامة الإستثمار … في الفساد. الشعار الواقعي الذي يطبع المشهد السياسي اللبناني اليوم هو “الزبالة أولا” تحت مظلة 22 منظمة مجتمع مدني لا تستطيع قوى السلطة سوى تأييد مطالباتها … ورفض ممارساتها. الزبالة أولاً هو الشعار الذي سيقود أطرف النزاع في لبنان إلى إنتاج نظام جديد، من وجهة النظر الأميركية، كما عبرت عنها مجلة فورين بوليسي (السياسية الخارجية) التي كتبت “حلفاء إيران والسعودية غارقون بملف القمامة والحكومة ستصبح غير قادرة قريبًا على دفع رواتب موظفي القطاع العام، فيما لا مصلحة للرياض وإيران بانهيار لبنان أو عودة أعمال العنف. وإذا تعلّق الامر بإعادة التدوير، فبعد تنظيف الشوارع وكسب القلوب والعقول في بيروت، يمكن أن تتفق السعودية وإيران على مرشّح توافقي (للرئاسة) في لبنان.” يبدو أن وجهة النظر الأميركية القائمة على خارطة طريق الزبالة إلى … الرئاسة ستأخذ لبنان إلى مزيد من …. الزبالة السياسية، لأن إنتخاب رئيس الجمهورية لا ينتج نظاماً جديداً، بل يسمح للمجلس النيابي “القديم” بإعادة إنتاج نفسه عبر “تشريع” قانون إنتخابات نيابية “جديد” يؤمن إعادة إمساك القوى نسفها بالسلطة نفسها التي أوصلت البلد إلى … الزبالة.

حزب الله يقتل الطفولة.. مرتين
علي الحسيني/المستقبل/03 أيلول/15

بعد مرور أقل من شهرين على مقتل الطفل منير حزينة برصاص «طائش» أطلقه عناصر «حزب الله» أثناء تشييعهم مجموعة عناصر كانوا قد سقطوا في الزبداني في روضة الشهيدين، عاد الرصاص نفسه بالأمس ليُصيب الطفل السوري محمد البقاعي ابن السنوات الست في منطقة تعلبايا ويضع حداً لحياته بالطريقة نفسها بعد صراع مع الموت استمر ليومين في غرفة العناية الفائقة. منذ سنتين هرب محمد مع عائلته المؤلفة من أب وأم وثلاثة أشقاء من موت لاحقهم من منزل إلى آخر في درعا، ليترك خلفه أحلامه الصغيرة ويمضى إلى مجهول استلقفه أمس الأول في خيمة داخل مخيّم «الرحمن» في تعلبايا البقاعية بعد إصابته برصاصة طائشة في رأسه أثناء تناوله طعام الغداء مع عائلته، لحظة تشييع أحد كوادر «حزب الله» المدعو علي نمر دعيبس الذي كان قد سقط في الزبداني منذ ثلاثة أيام. لم يعد رصاص «حزب الله» يُصيب سوى الأبرياء وتحديداً الأطفال، سواء في سوريا أو في لبنان. محمد وقبله منير هما ضحيتا رصاص لم يعد يُميّز بين «أعداء» وأبرياء لكنهما ليسا الوحيدين اللذين قضيا من جرّاء «طيشنة» عناصر الحزب، فهناك حالات كثيرة ومُماثلة ما زالت تشهد على الفلتان المُستشري وعدم الإنضباط داخل دويلة الأمر الواقع التي يتحكم بها السلاح ويحكمها صوت رصاص بعضه يُرعب وبعضه الآخر يقتل تحت عناوين ومسميات عدة. لم يكن الطفل محمد البقاعي يُقاتل عندما أصابه رصاص «حزب الله» «الطائش» ولم يكن يُساعد على إيصال السلاح للثوّار، بل كان يبكي داخل خيمة العائلة لعدم رغبته في تناول الطعام وإصراره على الخروج ليلعب مع رفاقه في الخارج. يقول احمد البقاعي والد محمد «كنا نتناول طعامنا عند الساعة الرابعة والنصف وكان محمد يبكي لأنه يريد أن يلعب مع رفاقه متحججاً بعدم رغبته في تناول الطعام، لكن ما هي إلا لحظات حتى رأيناه يهوي شمالا والدماء تسيل من رأسه. حملته أنا ووالدته وخرجنا من الخيمة نصرخ حتّى أقلّنا أحدهم إلى مستشفى البقاع حيث يصارع الموت داخل غرفة العناية الفائقة». والدة محمد لم تستوعب بدورها حتّى الساعة ما حدث لطفلها ولم تصدق كيف أن رصاصة طائشة تختار طفلها على وجه التحديد. «هذا قضاء الله ولا اعتراض». جملة ترددها الوالدة بين وقت وآخر. تقول «هربنا من الموت في درعا، هربنا من البراميل المتفجرة لننجو بأطفالنا، لكن بعد اليوم من يضمن أن لا يُصاب أو يُقتل أي من بقيّة أبنائي داخل الخيمة أو خارجها. أوكل أمري لله وأطلب من مسؤول «حزب الله» أن يُحاسب الذين قتلوا محمد من دون ذنب وإلا سوف أظل ادعو عليهم بعدم التوفيق حتى القاهم يوم الحساب». إحدى الممرضات في مستشفى البقاع كشفت أن «الطفل محمد قد توفىّ دماغيّاً منذ لحظة وصوله إلى المستشفى، وبأن الأطباء قاموا بكل ما يستطيعون فعله، وأن ما كان يُبقيه على قيد الحياة هو الماكينات الطبيّة التي تمنح القلب نبضات اصطناعية، وقد حصل حينها نقاش بين العائلة وبين الأطباء لجهة إزالة المعدّات لكن احد رجال الدين في المنطقة طلب الإبقاء على حالة الطفل كما هي إلى أن يُقدّر الله ويفعل ما يشاء». يوم قُتل الطفل منير حزينة الهارب مع عائلته من مخيم «اليرموك» برصاص حزب الله «الطائش» في حرج بيروت، طالبت والدته بمحاسبة الفاعلين ومعاقبتهم حتّى لا تتكرر فعلتهم ويقتلون آخرين بعمر مُنير. لكن ها هو اليوم الطفل محمد البقاعي يلقى المصير نفسه داخل خيمة لم يستطع قماشها حماية رأسه الطري وعلى يد الأشخاص أنفسهم لكن مع فارق في الأسماء فقط من دون أن تتم محاسبتهم ولا حتى مساءلتهم، وكأن الأمكنة كلها أصبحت لهم وحدهم ودماء الأطفال ترخص لأجلهم، ولا فرق بالنسبة اليهم بين انتظار عائلة لخبر سار عن طفل لفظ أنفاسه الاخيرة في العناية الفائقة وبين عائلة تودّع طفلا قضى برصاص تشييعهم، فالمهم ان يبقى إطلاق الرصاص والقذائف، الوسيلة الأبرز في جميع مناسباتهم رغم «تحريم» السيد حسن نصرالله لها في اكثر من إطلالة، لكن من دون جدوى! عائلة أحمد البقاعي كانت تدعو قبيل تلقيهم الخبر المفجع في وقت متقدم من ليل أمس، للتخفيف عن طفلها محمد بعد فقدانها الأمل ببقائه على قيد الحياة، وكل بدوره كان يُخبر قصصاً عنه وعن أحلام كثيرة تمنى ان يُحققها ذات يوم في درعا. وحدها شقيقته التي تكبره بسنوات قليلة كانت غارقة في صمتها وسط دموع حاولت اكثر من مرة إخفاءها عن أشقائها وهي تردد «سامحني يا محمد وعدتك نرجع سوا عالضيعة».