باسيل رئيساً للتيار العوني بالفرض والإقصاء/نديم قطيش: محمد المشنوق والياس ابو صعب: عملة واحدة

509

باسيل رئيساً لـ”التيار” بالفرض والإقصاء
المدن/الخميس 27/08/2015 

كما بات متوقعاً أصبح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رئيساً لـ”التيار الوطني الحر”، بعد أن مارس النائب ميشال عون كل أنواع الضغط والفرض، وصولاً الى تحقيق الهدف المنشود، في “معركة” إنتخابية سهلة، اذ فاز فيها بالتزكية، بعد أن رفضت اللجان أوراق القيادي زياد البايع لانها لم تستوفِ الشروط. قبيل اقفال باب الترشيحات ظهر اليوم، تقدم باسيل بترشحه من خلال المحامية رندا حنا، على رأس لائحة مقفلة ضمت اليه، نقولا صحناوي عن نيابة الرئيس للشؤون السياسية، ورومل صادر للشؤون الادارية، أمام لجنة قبول الترشيحات ولجنة الطعون ولجنة الانتخابات التي كانت مجتمعة في مركز “التيار” في ميرنا الشالوحي. المشهد غير ديمقراطي والنتائج المعلبة، حاول البعض أن يعاكسها، على الرغم من الضغوط التي تعرض لها النائب آلان عون من قبل “الجنرال” وأدت الى انسحابه من المعركة، وذلك عبر تقديم لائحة ثانية ضمت زياد البايع رئيسا، ايلي معلوف وفارس لويس عن نائبية الرئيس، لخوض السباق الى رئاسة الحزب، الا ان اللجان رفضت الأوراق لانها لم تستوف الشروط الداخلية، ففازت لائحة باسيل بالتزكية. وعلم أن البايع ينتمي الى مجموعة ناشطة في بلاد الانتشار كانت تتهيأ لترشيح لويس الا انها ارتأت ترشيح البايع. لكن، وعلى الرغم من فوز باسيل، إلا أن المعركة الوهمية هذه لم تلق استحسان عدد كبير من قياديي “التيار” الذين اجتمعوا بالأمس في “أوتيل ماديسون” في جونية، وخلال الإجتماع ألح البعض، وفق معلومات “المدن”، على النائب زياد أسود كي يتقدم بترشحه إلى رئاسة التيار، إلّا أن الأخير رفض ذلك رفضاً قاطعاً، معتبراً أن المرحلة لا تحتمل ذلك، خصوصاً أن عون يريد باسيل رئيساً، وبالتالي فإن أي محاولة لعرقلة الموضوع أو للتشويش عليه، تعني نهاية سياسية للشخصية المعارضة، ولذلك جرى الإتفاق على أن تبقى هذه الكتلة كتلة معارضة داخل التيار وتعمل على إصلاح الأمور في داخله. الضربة الأخرى التي تعرض لها المعارضون لفرض باسيل رئيساً، تمثلت في نسف كل ما تردد عن احتمال تعيين نواب الرئيس من الفريق المعارض، واذ بلائحة تضم لوناً واحداً في “التيار” يعبر عنها باسيل، وهو الأمر الذي وضعه المعارضون وفق معلومات “المدن” في خانة احكام قبضة باسيل على التيار، وكم كل الأصوات المعارضة، مستبعدين ادخال تعديلات على النظام الداخلي تؤمن مشاركة الجميع في اتخاذ القرارات الحزبية.

محمد المشنوق والياس ابو صعب: عملة واحدة
نديم قطيش/المدن/الخميس 27/08/2015 

أخطر مما يحصل في الشارع اليوم، هو الاستخفاف به. الاستخفاف به عبر إحالته حصراً الى “مندسين” والى مؤامرة يحيكها حزب الله عن سابق تصور وتصميم وبإدارة عالية الجودة.لا شك عندي بنوايا حزب الله الانقلابية ولا بقدرته على استغلال اي حدث او اختراع اي حدث لتسويغ الانقلاب. وقد ينجح في استغلال هذا الحدث الشارعي اللبناني. هذه مسؤولية من مسؤوليات الحراك الرئيسية.  هذا لا يلغي ان ما يحصل في لبنان كبير وللمرة الاولى منذ التظاهرة المجيدة في الرابع عشر من آذار ٢٠٠٥ والتي نجحت مؤسسة السلطة في إختطافها منذ لحظة انتهائها مساء ذاك اليوم.ما يحصل هو جناز حقيقي في الشارع لكل من الرابع عشر والثامن من آذار، وهو ما يفسر ارتباك الفريقين حيال الموقف الشعبي الذي لا يزال يتلمس طريقة ويصيغ أدواته النضالية ومطالبه.  قوى الثامن من آذار تحاول المزايدة عبر تبني المطالب مستفيدة من واقع ان حزب الله والتيار الوطني الحر أحدث من خصومهم في لعبة السلطة في لبنان وبالتالي في لعبة افرازاتها، مهما افتقرت هذه الصورة الدقة.قوى الرابع عشر من آذار تعبر عن ارتباكها بالمزايدة على المتظاهرين بفائض الحكمة بحسب بيانها في الامس، والذي لم يجد ما يخاطب به المحتجين الا بالتحذير من احتمالات خطف الحراك. الحكمة التي ما كانت لتكون ١٤ آذار لولا كسرها في ذلك اليوم الكبير. حكمة السفارات. وحكمة كبار اهل النظام.  صحيح انه بموازاة الحراك الشعبي المدني الكافر بفشل النخبة السياسية، لا يزال الاشتباك الكبير قائماً مع حزب الله وبرنامجه وأجندته، التي كشف جانب جديد منها،  توقيف السعودي أحمد المغسل، أحد أبرز المتهمين في تفجير الخُبر في السعودية عام 1996، لكن الحراك حقيقي، وعميق ويعبر عن حالة من الرفض الكامل للنخبة السياسية التي يمثل ترهلها من جهة وفجورها من جهة كل من الوزيرين محمد المشنوق والياس بوصعب.ما كان للوزير المشنوق، الذي اشهد لطيبته وآدميته، أن يوزر لولا صداقته الشخصية بالرئيس تمام سلام وبقائه الى جانبه حتى حين كان وريث المصيطبة في أحلك عتمات الحياة السياسية. ولاءه وزره، بصرف النظر عن كفاءته التي فضحتها أزمة النفايات.  أما الياس بو صعب، الذي حاول الركوب على موجة الحراك من باب المزايدة العونية الكلاسيكية فوجد من يصد باب المشاركة في وجهه، و”يطرده” عملياً من ساحة التحرك. فهو يمثل خلاصة التجربة العونية باللغو الاصلاحي من دون اي مبادرة جدية للاصلاح والتغيير.  هذا تماماً ما يسقط في لبنان اليوم. ما يسقط هو المسارات والمحددات التي تؤدي الى توزير المشنوق وأبو صعب في شطري الاذار السياسي اللبناني.  ما يسقط هو تقديم الولاء وبلادته على الكفاءات الحقيقية، وما يسقط هو الصراخ الاصلاحي والدولتي والديموقراطي من زمرة عاجزة عن إنتاج نخبة سياسية مقررة خارج اطار اخراج القيد العائلي!