الياس بجاني/ساكن صرحنا البطريركي الماروني يعطل دوره

430

ساكن صرحنا البطريركي الماروني يعطل دوره
الياس بجاني
20 آب/15
مما لا شك فيه أننا نحن الموارنة نعيش اليوم في لبنان، كما في معظم جاليات بلاد الانتشار حالة بؤس ومحل وقرف وفتور إيماني على مستوى القيادة الدينية والزمنية على حد سواء.
إنها حالة غريبة ومغربة عن قيمنا وأخلاقنا وعن رسالتنا وحضارتنا ومسؤولياتنا والواجبات.
إنها حالة غريبة وعجيبة وغير مسبوقة في تاريخنا العريق والمُشّرِّف والمتجذر في تربة لبنان المقدسة.
نعم ودون تقية أو خداع للذات وبشجاعة نقول إن هذا هو واقعنا المأساوي على خلفية المثل القائل “من لا يعترف بعلته، علته تقتله”.
نسأل بأسى وحسرة وغضب محق، أين نحن الموارنة اليوم من دورنا “الضمير” و”الحارس” “والوجدان” و”الرسالة” “والمحبة” “والسلام” و”الانفتاح” “والمثال” للبنان وللبنانيين؟
غائبون ومغيبون ومهمشون، نعم للأسف هذا هو واقعنا الحالي.
إن المسؤولية عن حالة البؤس والمحل هذه تتوزع على كل ماروني انعم عليه الرب بوزنات ومواهب ولم يستعملها أو استعملها في غير وجهتها.
في مقدمة من تقع على عاتقهم مسؤولية المِّحل هم غبطة سيدنا الراعي، والنائب ميشال عون وغيرهما كثر.
هؤلاء، أي أصحاب الوزنات والمواهب الذين انحرفوا عن طرق الإيمان ووقعوا في تجارب إبليس، قد تحولوا إلى تجار هيكل فعبدوا المال وأنفسهم والغرائز ورفضوا الارتقاء إلى إنسان العماد بالماء والروح القدس، الإنسان “الجديد”، وسجنوا ذواتهم في الإنسان “العتيق”، إنسان الخطيئة والعبودية.
هنا لا نساوي بين الجميع بالتأكيد، لأن الخمائر الإيمانية والوطنية لا تزال وفيرة وفاعلة في كنيستنا والرهبانيات وفي مجتمعاتنا داخل لبنان وخارجه، وهي بإذن الله سوف تخمر عجنة الوطن لتعيده إلى ذاته المقدسة طال الزمن أو قصر.
إن المسؤولية في مفهومنا الإيماني هي على قدر الوزنات والمواهب، كما هو الحساب يوم الحساب الأخير، حيث إما يكون الفرح والعودة إلى المساكن السماوية، أو إلى  جهنم التي لا تنطفئ نارها ولا دودها يهدأ، وحيث البكاء وصريف الأسنان.
نحن نرى بصدق وضمير أكثر من مرتاح أن ساكن صرحنا البطريركي غبطة سيدنا الراعي لا يقوم بدور الرعاية والقيادة كما هو مُوكل إليه، وعملياً افقد صرحنا الذي أعطي له مجد لبنان، دوره وشوه صورته وشتت رعاياه.
هذا الكلام ليس تجنياً أو افتراءً أبداً، ونحن نكرره دون ملل أو كلل بعد عدة أسابيع فقط من انتخاب سيدنا الراعي لسدة البطريركية، وحالنا في الإصرار عليه رغم كل الانتقادات والتشكيك والتخوين والعزل هو كحال الأرملة والقاضي الظالم!!
ما نشير إليه وننتقده ونطالب بتغيره هو واقعاً معاشاً وملموساً وموثقاً بالصوت والصورة منذ اليوم الأول لسيدنا الراعي كبطريرك.
إن كل مواقف سيدنا في كافة المجالات، كما تحالفاته، وشخصيات مستشاريه، وثقافة من اختارهم ليكونوا مقربين منه وفي “خدمته” من مدنين ورجال دين ومساعدين، إضافة إلى كل ما تناوله وسوّق له خلال جولاته السندبادية مع مسؤولين وحكام وقادة لبنانيين وغير لبنانيين، كلها تؤكد حقيقة تخليه عن دوره وتبني إما مواقف فاضحة ومكشوفة دعماً لمحور الشر السوري-الإيراني ووهم “حلف الأقليات”، أو مواقف فاترة لا هي باردة ولا هي حارة تساوي الخير بالشر، والأشرار بالأخيار.
حقيقة ما نتمناه ونصلي من أجله هو أن يتحنن ويلتفت لحالنا الرب سبحانه وتعالى وينعم علينا برجل دين تقي ومتواضع وشجاع ويخاف يوم الحساب الأخير ليسكن صرحنا البطريركي الذي أعطي له مجد لبنان، لأن ساكنه الحالي هو للأسف يعيش في غربة كاملة عنه وعن كل مقومات الإيمان والتواضع إضافة إلى أنه عملياً وتحالفات ومستشارين وخطاب هو 100% يناقض كل ثوابت الموارنة التاريخية.
نحن بالطبع عاجزين عن استبدال سيدنا بغيره، ولكن لا شيء كبير أو عصي على ربنا سبحانه وتعالى.
في الخلاصة، إن كل ما هو مطلوب من المؤمنين من أهلنا هو واجب الصلاة بخشوع وصدق والطلب من الله، بشفاعة أمنا مريم العذراء، وكل قديسنا الأبرار، أن ينتشل برحمته وطننا الحبيب لبنان من حالة البؤس والمحل التي أوقعه فيها قادة زمنيون وروحيين معظمهم موارنة لم يستثمروا في وزناتهم عطايا ونّعّم الخير والإيمان والمحبة والعطاء والفداء..

الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني Phoenicia@hotmail.com

 

في أسفل فهرس صفحات الياس بجاني على موقع المنسقية القديم

فهرس مقالات وبيانات ومقابلات وتحاليل/نص/صوت/ بقلم الياس بجاني بالعربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالمقالات والتعليقات
مقالات الياس بجاني العربية لسنة 20142015

مقالات الياس بجاني العربية من سنة 2006 حتى2013
مقالات الياس بجاني العربية من سنة 1989 حتى2005
الياس بجاني/ملاحظات وخواطرسياسية وإيمانية باللغة العربية لسنة2014
الياس بجاني/ملاحظات وخواطر قصير ةسياسية وإيمانية باللغة العربية بدءاً من سنة 2011 وحتى 2013

صفحة تعليقات الياس بجاني الإيمانية/بالصوت وبالنص/عربي وانكليزي
مقالات الياس بجاني باللغة الفرنسية
مقالات الياس بجاني باللغة الإسبانية
مقالات الياس بجاني حول تناقضات العماد عون بعد دخوله قفص حزب الله مع عدد مهم من مقلات عون
مقالات للعماد ميشال عون من ترجمة الياس بجاني للإنكليزية
مقابلات أجراها الياس بجاني مع قيادات وسياسيين باللغتين العربية والإنكليزية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية 
بالصوت/صفحة وجدانيات ايمانية وانجيلية/من اعداد وإلقاء الياس بجاني/باللغةاللبنانية المحكية والفصحى
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2014
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لثاني ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2012
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2011
صفحةالياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية من 2003 حتى 2010

بالصوت حلقات “سامحونا” التي قدمها الياس بجاني سنة 2003 عبر اذاعة التيارالوطني الحر من فرنسا