دول المجلس تتجه لترحيل الإيرانيين واللبنانيين الداعمين للحرس الثوري وحزب الله/صالح الغنام: لماذا يعادوننا/حسام الطائي:عاصفة حكم لبنانية ضد حزب الله بدعم التحالف العربي

648

دول المجلس تتجه لترحيل الإيرانيين واللبنانيين الداعمين لـ “الحرس الثوري” و”حزب الله”
استدعاء سفراء “الخليجي” من طهران وبيروت وقوائم باسماء ممولي مؤسسات وجمعيات الحزب وتقنين العلاقات التجارية والاستثمارية مع إيران

“السياسة” – خاص:18 آب/15

كشفت مصادر ديبلوماسية لـ “السياسة” ان دول مجلس التعاون الخليجي العربية تدرس استدعاء سفرائها من طهران وبيروت احتجاجا على تدخلات ايران وحزب الله اللبناني في شؤون دول المجلس الداخلية خصوصا بعد الاحداث الأمنية الاخيرة التي شهدتها الكويت والبحرين ودول “التعاون”.وذكرت المصادر ان دول المجلس ستقدم مذكرات احتجاج رسمية وتستدعي السفراء من البلدين لتوجيه رسالة واضحة تؤكد رفض تدخلات ايران ومحاولاتها تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة, لافتة الى ان دول المجلس ستتخذ سلسلة خطوات موازية لاستدعاء السفراء على رأسها ترحيل اللبنانيين والايرانيين المنتمين الى “حزب الله” او “الحرس الثوري” والأجهزة الأمنية والعسكرية الايرانية الرسمية والشعبية وتقنين العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية الى اضيق الحدود. واوضحت ان “عملية ترحيل اللبنانيين ستشمل جميع التجار والافراد من اي طائفة كانوا ممن يثبت تورطهم بدعم “حزب الله” وتمويله سواء مباشرة او عبر تحويلات مصرفية واستثمارات ودعم لجهات وجمعيات تابعة للحزب, مشيرة الى اعداد الأجهزة الأمنية الخليجية قوائم بأسماء المنتمين الى الحزب ومموليه وتبادل تلك القوائم بين دول المجلس لوقف تعاملاتهم وملفاتهم في جميع دول الخليجي”.وربطت المصادر بين تلك التوجهات الخليجية وما أعلنته البحرين ودول خليجية اخرى من القاء القبض على عدد من العناصر الارهابية المتورطة بارتكاب تفجير سترة ومخططات لزعزعة الأمن والاستقرار في دول المجلس والمنطقة, مبينة ان “تصرفات ايران على ارض الواقع تعاكس وتناقض تصريحات مسؤوليها الذين يعلنون رغبتهم في الحوار واحترامهم لسيادة واستقلال تلك الدول ويتغنون بشعارات حسن الجوار فيما فيالق الحرس الثوري تعيث تخريبا في العراق وسورية واليمن وتحاول اختراق دول الخليج”.وشددت على “ضرورة تغيير دول الخليجي لسياساتها تجاه طهران والتعامل معها بحزم وصرامة ومواجهتها بالدلائل التي تثبت تورط أجهزتها وأحزابها في دول المجلس للحد من تدخلاتها واعمالها العدائية واستفزازاتها لشعوب ودول المنطقة”.وعن استدعاء السفراء من بيروت, ذكرت ان الخطوة تهدف الى دفع الحكومة اللبنانية لتحمل مسؤولياتها والضغط على “حزب الله” لوقف تدخلاته وتحريضه على دول المجلس.

 

لماذا يعادوننا؟!
صالح الغنام/السياسة/18 آب/15

يصعب على أي متابع ومراقب ومحلل سياسي أن يكشف عن سر العداء الدفين الذي يكنه النظام الإيراني ضد الكويت تحديداً. الأمر غير مفهوم ولا تفسير له على الإطلاق, فالكويت لم تكن في يوم من الأيام مصدر قلق للإيرانيين أو تشكل تهديدا لدولتهم. وحتى من يحاول نسب ذلك العداء المستحكم لموقف الكويت المساند للعراق إبان حربه ضد إيران, فحجته ضعيفة وهزيلة لأسباب عدة, أهمها: أن الكويت لا تملك أن تشذ عن قرار جماعي اتخذته دول مجلس التعاون, فضلا عن أنه لا يمكن درء شرور العراق الذي ما فتئ يطالب بضم الكويت باتخاذ موقف معاد له أو حتى محايد. والأهم من ذلك, أن النظام الإيراني الذي حل بديلا عن الشاه, لم يعمل على طمأنة جيرانه, وإنما بادر باستفزازهم بإعلان تصدير الثورة وخطابات تفوح منها النوايا العدوانية. المنصفون وحدهم يدركون أنه لا يمكن تحميل الكويت فوق طاقتها, وإيران ليست مغيبة عن مثل هذه التفاصيل, لذلك نحن نستغرب من عدائها لنا, رغم ان العلاقة التاريخية بين بلدينا كانت بأفضل حالاتها, ولا يمكن أن ننسى أن إيران كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال دولة الكويت, وكذلك سيبقى محفورا بالذاكرة مواقفها المشهودة إبان فترة الغزو, ابتداءً بإدانتها الغزو, وتأييدها قرار الانسحاب غير المشروط من الأراضي الكويتية, وامتثالها السريع والفاعل لفرض مقاطعة شاملة على العراق. وإذا كنا نشيد بشكل العلاقة الذي كان بين الكويت وطهران, فعلى إيران أن تثمن وتذكر بالخير, أن سمو الأمير – حفظه الله ورعاه – كان أول مسؤول خليجي رفيع المستوى يزور إيران بعد الثورة في العام 1979, وهذا لوحده سبب كاف لحفظ الود وحسن فرز المواقف. ومع تفهمنا الكبير واحترامنا الأكبر لما تشكله إيران من مرجعية دينية موقرة ومعتبرة, إلا أن من هم في الداخل الكويتي, سواء الجالية الإيرانية أو أشقاؤنا وشركاؤنا في الدين والوطن, ممن لهم امتدادات مذهبية وارتباطات عقائدية مقدسة في إيران. فإن أياً منهم لم يعان اضطهادا أو تضييقا أو مظلومية, لا على مستوى السلطة ولا على المستوى الشعبي. بل على العكس, فأكبر التجار وأشهر السياسيين والبرلمانيين والأكاديميين والرياضيين والفنانين هم من هذه الطائفة العزيزة على قلوبنا. وإن كان من مناكفات, فهي من متطرفين وأصوليين آذوا الدولة قبل إيذائهم الطائفة, التي لم يقصر بعض أبنائها في أخذ حقهم برد الصاع صاعين … إذن, لا منطق في أن تتحفنا إيران كل فترة وأخرى بخلايا تجسسية وأخرى إرهابية, ولا مبرر لسلوكياتها الاستفزازية تجاهنا, ولا تفسير لتوتيرها العلاقات بيننا. السؤال الآن: لماذا يعادوننا?!

 

عاصفة حكم لبنانية ضد “حزب الله” بدعم التحالف العربي
حسام الطائي/السياسة 18 آب/15

تملك دولة النظام الجمهوري السيادة التامة على اراضيها قانونيا ودستوريا وتتكون هذه الدولة من احزاب سياسية غير مسلحة تفرز حكومة صاحبة السلطة الشرعية في ادارة البلاد من دون اي مرادف لا لسلطة الدولة قانونيا ودستوريا ولا للحكومة صاحبة السلطة الشرعية. لكن في لبنان, وبغض النظر عن الازمة الحكومية هناك دولة “حزب الله” التي صارت مرادفا للدولة القانونية الدستورية والحكومة صاحبة السلطة حيث ان وجود الدولة “حزب الله” يعد جسما غريبا لا تفسير له يشارك سياسيا في الحكومة اللبنانية كحزب سياسي وفي الوقت نفسه هو تنظيم عسكري يمتلك بناء تنظيمياً ومؤسسات مالية ووسائل اعلام متنوعة, جيشاً واجهزة امنية ومعسكرات تدريب ومكاتب للتجنيد مع منظومة اتصالات خاصة وتسليح خارج اطار الدولة. “حزب الله” الذي اسس بتمويل ايراني وتحول هذا التمويل الى ميزانية سنوية مع مضاعفتها, حيث تستخدم لفتح مراكز دينية تروج للافكار الخمينية ومدارس ومعاهد اعداد مهني ومؤسسات طبية واندية رياضية مع صرف رواتب تقاعدية ومنح اخرى, ورغم ان “حزب الله” يدعي قتال الاحتلال الاسرائيلي لكنه هيأ الارض اللبنانية من جهة اخرى لقيام دولة حكم ذاتي تتبع السياسة الايرانية وتنفذها في المنطقة خصوصاً مع اتخاذ “حزب الله” من لبنان قاعدة للانطلاق نحو الدول العربية فقام بالمشاركة في عمليات عسكرية في سورية والعراق وجند افرادا للقيام باعمال ارهابية في البحرين والكويت وباقي الدول العربية تساهم في زعزعة الامن, وبما يتعارض ويضر بالسياسة الخارجية للحكومة اللبنانية, اما حسن نصرالله الامين العام لم يفوت فرصة الا وقام بالنيل من الشخصية العربية بالسب والشتم وبخاصة ضد التحالف العربي الذي يهزم الحوثيين يوميا فتمنى هزيمة العرب ونصر من يمثلون السياسة الايرانية, ولكي يتوقف كل هذا العبث في, الداخل اللبناني, والعربي تحتاج الحكومة اللبنانية ان تبدأ عاصفة حكم بدعم التحالف العربي لانهاء “حزب الله” الدولة السرطانية التابعة لايران لان استهداف الدول العربية لن يتوقف الا بقيام عاصفة حكم توحد الحكومة اللبنانية وتقويها وتعزز سيطرتها على الداخل. عاصفة حكم بقيادة الحكومة اللبنانية ودعم التحالف العربي ستحدد عمل “حزب الله” بالمواجهة مع اسرائيل كما يدعي لا المواجهة مع العرب, وستضعه كما هو مفروض في معسكرات ومساحات محددة مثل معسكر “اشرف” التابع ل¯”مجاهدي خلق” في العراق كان مخصصا لمواجهة ايران ايضا مع سيطرة الحكومة اللبنانية على مصادر التسليح والتمويل ومنعه من اطلاق التصريحات والقيام بالتدخلات في شؤون الدول العربية. ان نتائج عاصفة حكم قد تبدأ مع حسم معركة الهوية العربية والشرعية في اليمن ضد الحوثيين وظهور نتائجها المؤثرة التي ستعم المنطقة العربية بما يؤهل لانهاء ملف “حزب الله” بتحالف عربي لبناني جديد.

*باحث واعلامي عراقي