روجيه عوطة: نظّارة جبران باسيل: حلم بلا نوم/فادي شامية: جبران باسيل يكذب على ابنه/آسامة وهبي: السيرك العوني مستمر برعاية حزب الله

723

السيرك العوني مستمر برعاية حزب الله.
آسامة وهبي/لبنان الجديد/13 آب/15
يخوض حزب الله معاركه الكبرى في الخارج ضمن الحلف الممانع الذي تقوده إيران ، غير آبهٍ بالأزمات التي يعانيها لبنان على كافة الصعد، إلاّ بما يخدم قضايا المحور الذي ينتمي إليه، ويترك الجنرال عون يخوض معاركه الصغرى في الداخل وحيداً مع بعض الدعم الكلامي ، إلاّ أنّ التمديد لقائد الجيش أخرج الجنرال عون من ثيابه ، فأعلن النفير العام وقرر جرّ حلفائه معه إلى الشارع، فحصد الفشل للمرّة الثانية على التوالي . لكن مشكلة عون أن هذا التمديد للعماد جان قهوجي تمّ بموافقة كاملة من الرئيس نبيه برّي، ورضى تامّ من حزب الله الذي عبّر عن ذلك بالسكوت، إضافةً إلى المواقف السابقة والمتقدمة والمعلنة للنائب سليمان فرنجية والتي تمايز بها عن مواقف الجنرال عون بما يخصّ التمديد لقادة الأجهزة الأمنية وطرح الفيدرالية، يضاف إلى ذلك، إعلان الرئيس نبيه برّي للمرّة الأولى وبشكل واضح وصريح بأنه لن ينتخب الجنرال عون رئيساً للجمهورية ، لأنّ الأخير لا يعترف بشرعية المجلس النيابي المنوط به إنتخاب رئيس الجمهورية. هذا هو واقع حال الجنرال عون مع حلفائه، أما خصومه، فمواقفهم معروفة ومعلنة، ولن يرضخوا لإستفزازات الجنرال عون وشعبويته ، بالأمس إنكسرت الجرّة بين التيار العوني وتيار المستقبل بعد أنّ رفع مناصرو التيار العوني أعلام لتيار المستقبل كُتب عليها “الدولة الإسلامية -إمارة لبنان” ، هذا الإتهام لتيار المستقبل بأنه داعش لبنان، يعطي الرئيس سعد الحريري الحجّة الكافية للإلتحاق بالرئيس برّي وإعلان رفضه إنتخاب الجنرال عون رئيساً للجمهورية ، وهو الذي سبق له أن أعلن بأنّ لا فيتو على أحد في الإنتخابات الرئاسية بمن فيهم الجنرال عون . في ظلّ هذا الواقع السياسي الذي يحيط بالجنرال ميشال عون ، كيف يمكن لعاقل أن يستنتج بأنّ هناك إمكانية لإنتخابه رئيساً للجمهورية في ظل هذه الظروف ???. الجنرال عون يرى أنّ رئاسة الجمهورية من حقّه وحده ، وهذا هو لبّ الأزمة السياسية التي تعصف بلبنان ، ورحلة الألف ميل لحلّ هذه الأزمة ، تبدأ بإقناع الجنرال عون بأنه لا إمكانية لإنتخابه رئيساً للجمهورية نتيجة سياسته الحادة والعدائية التي يمارسها تجاه الآخرين، وأنّ لبنان لا يحكم إلاّ برئيس توافقي يستطيع أن يجمع اللبنانيين، لا أن يفرق بينهم ويصنّفهم وبخونهم، وإجتماع اللبنانيين وإلتفافهم حول رئيس جمهوريتهم هي نقطة القوة عند الرئيس التوافقي، أما الصراخ وعرض عضلات الأوتار الصوتية، فهي دليل ضعف وعجز ويأس، والشخصية التوافقية التي تحتاجها الجمهورية والرئاسة، حاول أن ينتحلها الجنرال عون، إلاّ أنّ طابعه الحادّ والصدامي غلب تطبعه مع المنطق التوافقي . مهمة إقناع الجنرال عون بعدم قدرته على تولي منصب الرئاسة الأولى للأسباب الآنفة الذكر، سيتصدى لها حزب الله وبتكليف من إيران عندما يحين وقت التسوية ، عندها سيلتقي الجنرال عون بالسيد حسن نصرالله وسيقول له الأخير : “جنرال، نحن وقفنا معك ودعمناك لفترة طويلة، إلاّ أنه لا يمكننا الإنتظار إلى الأبد، لذلك يجب البحث عن إسم آخر…” . عندها، إما أن يعترض الجنرال عون وينتفض ويعلن إنتهاء التفاهم بينه وبين حزب الله ويذهب إلى الإنتحار السياسي، وإما أن يتفهّم الوضع ويمشي بمرشح توافقي، ويكون بذلك أضاع سنتين من عمر الجمهورية . وإلى أن يحين موعد التسوية، سيبقى السيرك العوني مستمراً بعروضه المتواصلة سواء أحبّ الجمهور ذلك أو لم يحبّ ، والجنرال عون في هذا السيرك يقود دراجة هوائية بدولاب واحد، ولا يمكنه التوقف عن العرض، وعندما يتوقف يسقط ، ولن ينزل عن المسرح حتى يقضي حزب الله أمراً كان مفعولا.

جبران باسيل يكذب على ابنه
فادي شامية/الخميس، 13 أغسطس 2015
“حلم وطن”، قصة من إنتاج وزارة الطاقة تجري أحداثها في شهر أيار من العام 2020، حيث يصطحب باسيل نجله باتجاه محطة القطار في البترون متحدثاً معه عن جمال هذه المدينة بعدما أصبحت مزينة بالخضار وشوارعها مرسومة بشكل جيد، وفيها بلدة سلعاتا تنتج الكهرباء بالمروحة الهوائية، ليقول بعد ذلك: “إنها النافذة على مشاريعنا المنجزة…!” تقريباً لا كهرباء في لبنان كلّه، حتى بيروت تعاني من تقنين نصف ساعات النهار تقريباً. وحال التغذية من سيء إلى أسوأ، لكن لا لزوم في كل مرة للتعامي وتجهيل الأكثر مسؤولية. ثمة وزير للطاقة خدع اللبنانيين. جبران باسيل كان وزيراً للطاقة من 9/11/2009 إلى 13/6/2011 (حكومة الرئيس سعد الحريري) ومن13/6/2011 إلى 22/3/2013 (حكومة الرئيس نجيب ميقاتي). وهو ظلّ يصرّف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام المشلولة منذ خلو سدة الرئاسة في 25/5/2014، علماً أن سلفه آلان طابوريان ينتمي للتيار السياسي نفسه، أي أن وزارة الطاقة بعهدة “التيار الوطني الحر” منذ العام 2008 إلى اليوم. عند تقلّده موقعه على رأس وزارة الطاقة في حكومة الرئيس سعد الحريري، أطلق باسيل حملة واعدة LEBAN-ON مبشراً اللبنانيين بكهرباء 24/24. تضمنّت الخطة التزاماً بالطاقة المتجددة بنسبة 12%. رحلت حكومة الحريري ولم تتحسن الكهرباء، لكن تفاقمت أعباء الكلفة على الخزينة، وقد زاد من هذه الكلفة توزيع الوزير 3 مليون لمبة و 7500 سخان شمسي من المال العام، بلا فائدة عملية. خلال وجوده على رأس وزارة الطاقة في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي طلب باسيل عبر اقتراح قانون قدمه رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” ميشال عون مليار ومئتي مليون دولار بورقة واحدة مختصرة لا تفاصيل فيها. تقرر الطلب إلى الحكومة خلال فترة ثلاثة أشهر تشكيل الهيئة الناظمة لتنظيم هذا القطاع… باسيل لم ينفذ، كما أنه رفض الاعتماد على المصارف المانحة، وفي 14/8/2011 هدد ميشال عون بإسقاط الحكومة في حال عدم السير بخطة الكهرباء التي تقدم بها باسيل في المجلس النيابي كما هي من دون تعديلات.
أصر باسيل على استقدام بواخر تركية، واكتشفت الحكومة، لا سيما رئيسها نجيب ميقاتي، أن الأرقام المقدمة تتضمن عمولات كبيرة، وهي أعلى من سعر السوق، ونُقل عنه ارتيابه، وتبين لاحقاً أن باسيل استفاد من غياب الهيئة الناظمة التي يرفض تشكيلها، لوضع جدول شروط على قياس الشركات التي أراد التعاقد معها. في 25/1/2012 شرح باسيل للبنانيين خطته لتوليد 700 ميغاوات، طالباً تمويلها بموجب سندات خزينة، وليس من الصناديق العربية والدولية التي تمنح القروض بفوائد متدنية جداً، بحجة الحاجة إلى السرعة في الإجراءات. كان لباسيل ما أراد، لكن الكهرباء لم تتحسن كثيراً. لم يخجل باسيل من فشل وعوده بكهرباء 24/24، فأطل على اللبنانيين في 3/5/2013 بطلاً هو ونجله في قصة مصورة أنتجتها وزارة الطاقة التي يرئسها، بعنوان “حلم وطن”؛ تجري أحداثها في شهر أيار من العام 2020، حيث يصطحب باسيل نجله باتجاه محطة القطار في البترون متحدثاً معه عن جمال هذه المدينة بعدما أصبحت مزينة بالخضار وشوارعها مرسومة بشكل جيد، وسلعاتا تنتج الكهرباء بالمروحة الهوائية، ليقول بعد ذلك: “إنها النافذة على مشاريعنا المنجزة… “!
رحلت حكومة ميقاتي وجاءت حكومة تمام سلام، وصار أرتور نازريان وزيراً للطاقة، بما يعني بقاء هذه الوزارة مع الفريق الذي فشل نفسه. في عهد نزاريان تبين للبنانيين الذين صدقوا وعود باسيل أنهم تعرضوا لخديعة كبيرة، وأنهم دفعوا من جيوبهم لشراء أوهام، وأن بلدهم صار بفضل الفريق السياسي الذي أمسك الوزارة منذ العام 2008 .

نظّارة جبران باسيل: حلم بلا نوم
روجيه عوطة/المدن/الخميس 13/08/2015
+1 0 لا علاقة لـ”التيار الوطني الحر” بالمقاسات. هذا ما تدلنا عليه الصورة المتداولة بكثافة منذ الصباح في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ظهر فيها وزير الخارجية جبران باسيل، مرتدياً نظّارة برتقالية كبيرة، حجمها غير ملائم لحجم وجهه. إذ بدا رأسه عضواً ناشئاً خلفها، خصوصاً أنها تغطيه بإطاريها الواسعين، وتترك صاحبه على شكل فكاهي، يبعث على الضحك، وبالفعل نفسه، على إدراك العونية عبره.ذلك، أن صهر النائب ميشال عون، لم يراعِ التفاوت بين عدستيّ النظّارة وعينيه، ولا التباين بين هيكلها الجسيم ووجهه الضئيل خلفها. لم يلاحظ التباعد بين الطولين والعرضين، ولم ينبهه أحد إلى شأنه، بل صُوِّر، وبرز مبتهجاً ومنذهلاً بما يجري من حوله. فالعونيون لبّوا أمر الرابية، قادوا سياراتهم، التي حشوها بالأعلام واليافطات، ونزلوا منها إلى الشوارع، وهناك، وقفوا يبحثون عن تحقيق حلم جنرالهم.نظّارة جبران باسيل الكبيرة تختصر العونية وتحركها، وإذا كانت لا تختزلها، فهي بمثابة كناية عن مزاولتها لما تبقى من اللاسياسة في لبنان بعد إعتبارها محض سياسة. والحق، أن مشكلة العونية أنها لا تحسن هذه المزاولة سوى على أساس البَوْن السحيق بين عينها المحبطة وعدستها المغترة. فلا تسأل عن إنسجام الثانية مع الأولى، أو عن تعاكس الأولى مع الثانية. فكل هذا السؤال لا يهمها، ما دام اللون البرتقالي هو توقيعها على الإثنين، لا سيما أنه يأخذ من الأصفر، أو الليموناضي بالتحديد، نموذجاً إرتقائياً له، وحتى لو كان الآن مفقوداً أو بعيداً.النظّارة أكبر من النظر، والإبصار أصغر من البصر. هذه هي العونية، التي، وحين تربط تحركها بما يشبه إرتياب الحُمّى، لا تأتي لسياستها سوى على الزوغان نحو موضوع واحد، أي التحري عن حلم الجنرال، والتثبت من تنفيذه كاملاً.لا شك أن مواظبة العينين العونيتين على النظر من خلال عدستي التكبر، يؤدي إلى نوع من الدوار المُغبِّش، الذي يترافق مع حالة من إضاعة مقادير الحاضر من حولها، ثم، توهمه، واللخبطة بأحجامه. لا شك أن تلك الدوخة تمنع من التحرك غير المائل وغير المُنعطِف، وتحمل المُصاب به إلى الإرتطام بنفسه قبل أي شيء آخر. فمع إرتداء النظّارة العونية، لا يمكن توقع ما قد تغيّره في الأحجام، من هزالها أو ضخامتها، ولا يمكن توقع ما قد تجيء عليه بالإيهام.فمرتدي تلك النظّارة خائب، أو مهدد بالخيبة على الدوام، لذا ينقبض في جسمه، ويرجع إلى حلمٍ، رآه غيره، أي جنراله، عنه، وبالتالي، عقد النية على تحقيقه كي يراه هو. لا بد من العدستين البرتقالتين من أجل التحرك إنطلاقاً من الحلم المؤلف بالغلبة والإستسلام على حد سواء، لا بد من تكبيرهما وتضئيل العينين ورائهما من أجل إسقاط السابق على الحالي، ورذله بتمجيد “الرئيس الحلم”.مع المفارقة، أن العونية تشدد في خطابها ونبرته على نفي النوم بغاية الإستمرار في “الإصلاح والتغيير”، وفي الوقت نفسه، تتمسك بمنام قائدها، كما لو أنها سياسة استحضار الحلم بدون نوم، وهذا، بذاته، أمر قد يؤدي إلى الكثير من العوارض، أولها، الإكتئاب، وثانيها، إرتفاع الضغط، وثالثها، الغضب، بالفضل عن زيادة الوزن والسكتة الدماغية!ورغم ذلك، فضريبة اللاسياسة، يجب أن تُدفع، ولا مفر من تحاشي عوارضها. النظّارات البرتقالية، هنا، هي الحل، لأن إرتداءها يستحضر الحلم أمام العينين، ويُبعد عنهما خطر النوم، كما يزودهما بإطار واسع، وعدستين مكبرتين. وبذلك، تتلخبط كل الأحجام والأجسام والأشكال، وتتداخل المشاعر والإنفعالات، ويستوي التحرك على ملاحقة المنام الرئاسي، وعلى حمايته باليقظة العسكرية.وإذا ظهرت الوجوه صغيرة جداً وراء النظّارات، لا بأس. وإذا بدت الرؤوس غير ملائمة لها، فليكن ما كان. فكل المظاهر والمناظر لا قيمة لها في الحلم الذي يواصل الجنرال، الذي، بدوره، يواصله. على ذلك، العونية تعني المكوث في حلم ميشال عون عبر إلباس عين الإحباط نظّارة التكبر…هناك فيلسوف عظيم وفظيع، كان يقول، وبتصرف، كي لا يُرتجم حرفياً، ويُساء فهمه: “عندما تسكن حلم غيرك، تُسحق”. أيها العونيون أول السياسة هي أن تناموا وتخلعوا نظارة الصهر وحلم الأب