خيرالله خيرالله: كي لا تبقى زيارة ظريف مجرّد ابتسامة/أسعد حيدر: وحدة المسار والمصير مع سوريا قاتلة/نواب إيرانيون يطلبون بإجراء اختبارات صاروخية ونتانياهو يسعى إلى إقناع ديمقراطيين من الكونغرس بمعارضة الاتفاق النووي

306

كي لا تبقى زيارة ظريف.. مجرّد ابتسامة
خيرالله خيرالله/المستقبل/11 آب/15

يأتي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بيروت أو لا يأتي. ليست تلك المسألة. المسألة مرتبطة أساساً بسؤال من شقّين في غاية البساطة. هل تعي إيران النتائج المدمّرة لسياستها في المنطقة العربية؟ وهل هي في صدد تغيير سلوكها أم لا، في ضوء توقيع الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة الأميركية، بغطاء مجموعة الخمسة زائداً واحداً؟ يُفترض في المسؤولين عن النظام الإيراني إدراك أنّ كلّ ما فعلوه حتّى الآن هو الاستثمار في إثارة النعرات المذهبية في المنطقة وتعميقها. مثل هذه السياسة، القائمة على الاستثمار في الغرائز المذهبية، لا تفيد أي دولة عربية ولا تساعد في بناء علاقة ودّية وندّية مع إيران. على العكس من ذلك، إنّ السياسة الإيرانية تصبّ في اتجاه حضّ العرب على البحث عن وسائل لحماية أنفسهم من الخطر الآتي من طهران. وهذا ما فعلته المملكة العربية السعودية عندما ساعدت البحرين في المحافظة على أمنها واستقرارها، وعندما دعمت الشعب المصري بعد «ثورة الثلاثين من يونيو» التي خلّصته من الإخوان المسلمين ونظامهم. هذا النظام الذي كان يمكن أن يدمّر مصر نهائياً عن طريق إخراجها من المعادلة العربية.

تتحرّك المملكة العربية السعودية بحيوية كبيرة في كلّ الاتجاهات. كانت زيارة الأمير محمد بن سلمان وليّ وليّ العهد، وزير الدفاع، لمصر دليلاً على أن المملكة تعي كلّياً ما على المحكّ وأنّها ستقطع الطريق باكراً على كلّ المحاولات الهادفة إلى دقّ إسفين بين القاهرة والرياض. ما صدر عن محادثات وليّ وليّ العهد السعودي والرئيس عبدالفتّاح السيسي يشير إلى وعي في العمق للتهديدات التي تتعرّض لها منظومة الأمن العربي، أو ما بقي منها. لذلك جاء التركيز على بناء القوّة العربية المشتركة وكيفية بناء هذه القوة التي لا مجال لمصر إلّا أن تكون في صلبها. لم تكن زيارة محمّد بن سلمان لعمّان ومحادثاته مع الملك عبدالله الثاني سوى دليل آخر على إدراك السعودية لأهمّية الأردن الذي يقف على خط المواجهة مع كلّ أزمات المنطقة، بما في ذلك المشروع التوسّعي الإيراني والحرب على الإرهاب. ولذلك تضمّن البيان المشترك الصادر عن زيارة وليّ وليّ العهد السعودي إشارة واضحة إلى أن أمن السعودية والأردن «كلّ لا يتجزّأ»، وإلى ضرورة التصدي للأطماع الإيرانية وتدخلها في الشؤون العربية. وهذا ما تمارسه السعودية بالأفعال وليس بمجرّد الكلام عندما تقاوم عبر عملية «عاصفة الحزم« المشروع الإيراني في اليمن. هل تفهم إيران الرسائل العربية التي من بينها الإدراك التام لخطورة الميليشيات المذهبية التي تحت سيطرتها والتي تقاتل في لبنان وسوريا والعراق واليمن؟

في حال فهمت ذلك، يكون هناك جديد في زيارة ظريف للبنان وقبلها لجولته التي شملت قطر والكويت وسلطنة عُمان. في غياب الجديد، لن تقدّم زيارة وزير الخارجية الإيراني ولن تؤخّر. كلّ ما هناك، أن الجديد هو على الصعيد العربي وليس الإيراني. هذا الجديد يتمثّل في أن معظم العرب لا يريدون البقاء في أسْر التفرّج على ما تقوم به إدارة أوباما التي يبدو همّها محصوراً في تطبيع العلاقات مع إيران. الأهمّ من ذلك، أن هناك عرباً يعرفون جيّداً أن المزايدات الإيرانية على الصعيد الفلسطيني لن تجعلهم يتراجعون بأيّ شكل عن رغبتهم في مقاومة الخطر الإيراني والصمود في وجهه. تستطيع إيران المتاجرة بالقضية الفلسطينية مقدار ما تشاء وإقامة «يوم القدس» كلّ أسبوع، بل كلّ يوم، وأن تراهن على أن هناك ما يكفي من السذّج للاعتقاد بأنّ طريق القدس تمرّ بالزبداني ودمشق وحمص وحماه وإدلب وكل قرية ومدينة سورية. تستطيع أيضاً القول عبر الناطقين باسمها، وبينهم من يتظاهر بأنّ لديه اعتراضات على النظام، أن لولاها لكان أرييل شارون لا يزال في بيروت وأنّها شريك في الحرب على «داعش»… هذا كلام تجاوزه الزمن وتجاوزته الحوادث، ولا علاقة له بالواقع، خصوصاً أن إسرائيل ما زالت عدواً ولم تستطع اختراق النسيج اللبناني، كما لم تستطع اختراق أي مجتمع عربي، بما في ذلك المجتمعان المصري والأردني… ما يواجهه العرب حالياً خطر من نوع آخر تمثّله الميليشيات المذهبية التي تسيّرها إيران. هذه الميليشيات هي التي تهدد اللبنانيين ومستقبل دولة اسمها لبنان وتقتل السوريين والعراقيين والبحرينيين واليمنيين… هذه الميليشيات التي تموّلها إيران وتستخدم من خلالها الغرائز المذهبية تمثّل القنبلة الذرية التي يخشاها العرب. ماذا تستطيع إيران أن تفعل بالقنبلة الذرية غير إدخال دول المنطقة في سباق تسلّح يستنفد ثرواتها، هي في غنى عنه؟ مَن يشكو من امتلاك إسرائيل السلاح النووي لا يعمل على توفير كلّ المبررات لاحتفاظ إسرائيل بهذا السلاح الذي يشكّل تهديداً للمنطقة كلّها. لا اعتراض لدى أي عربي على الاتفاق النووي مع «الشيطان الأكبر». الاعتراض على أنّ لا جديد في السياسة الإيرانية، أقلّه إلى الآن. ابتسامة ظريف لا تزال مجرّد ابتسامة تخفي رغبة جامحة في التوسّع والتصرّف على أساس أن على العرب الرضوخ لإيران. هذه معادلة مرفوضة، حتّى إشعار آخر، على الرغم من كلّ المحاولات المبذولة لفرضها على المنطقة بالقوّة عبر ميليشيات لا تشكّل في نهاية المطاف غير «دواعش« شيعية تعمل في خدمة تنظيم «داعش» السنّي.

 

وحدة المسار والمصير مع سوريا قاتلة!
أسعد حيدر/المستقبل/11 آب/15

خسر اللبنانيون، «لبننة» الانتخابات الرئاسية. لن ينتخب اللبنانيون رئيس الجمهورية سواء رضوا به أم عادوه. «الرموت كونترول» الخارجي هو الذي سيقرّر. اللبنانيون عبر نوابهم، سيقترعون ومن ثمَّ سيهلّلون، لخروج لبنان من حالة الفراغ الذي يضعه على حافة الموت المعلن. من حظ اللبنانيين أن الدول الكبرى قبل الإقليمية منها متفقة بالحفاظ على لبنان كياناً قائماً مع بقاء سلامه الأهلي بارداً لا يشتعل. هذا القرار يناسب إيران، لأنها ترغب وتعمل لإبقائه في الثلاجة، الى حين يقع القرار حول مستقبل «حزب الله»، في زمن المصالحة والتعاون مع «الشيطان الأكبر»، وربما أبعد من ذلك، على قاعدة تقديم الضمانات الأمنية لإسرائيل على الأقل لفترة سنوات عشر مقبلة هي الفترة المنصوص عنها في اتفاق فيينا النووي المقيدة للنشاط النووي. المأساة في خسارة اللبنانيين «لبننة» الاستحقاق الرئاسي مزدوجة. الأولى وطنية. بعد 14 آذار كان يجب أن يمتلك اللبنانيون مصيرهم بيدهم، وهذا لم يحصل. خسروه بالتدريج ومن فشل الى فشل، ساهم فيه عن سابق تصور وتصميم تحالف الممانعة و8 آذار. الثانية أن إمساك القوى الخارجية من دولية وإقليمية بهذا الاستحقاق، يعني إدخاله في «سلة» مليئة بالملفات المعقدة والمشتعلة من حلب الى عدن فأوكرانيا ومن ثمَّ الصراع والتنافس على أنابيب النفط وممراتها. أخطر ما يمكن أن يصاب به لبنان، أن تطول حالة الفراغ الرئاسي فيه، أكثر مما طالت. في أساس هذا الخطر الحقيقي، عودة صيغة وحدة المسار والمصير بين لبنان وسوريا. يجري التداول حالياً، بأن حسم ملف الرئاسة يعني عملياً، تحديد موقع حزب الله في السلطة، بما يثبت حضوره ويضمنه. باختصار شديد أن معرفة مستقبل سوريا ومصير الأسد سيبقيان مصير الانتخابات الرئاسية معلّقاً. هوية الرئيس الجديد ستكون مختلفة جداً في حال استُبعد الأسد نهائياً. هذه الوحدة في المسار والمصير، يجب ألا تكون قدراً لا يمكن إلا الاستسلام له. عملية الانقاذ ورسم قدر جديد ممكنة، إذا وجهت كل الجهود لإقناع القوى المعنية وهي بالتأكيد: واشنطن وموسكو وطهران والرياض، للعمل على فصل المسارين اللبناني والسوري. والاسراع في انتخاب الرئيس الجديد بعد تقديم كل الأطراف التنازلات المتبادلة والمتوازنة والمتعادلة. في قلب هذه المشكلة التي تهدد لبنان «بالسباحة» القاتلة في الفراغ، تحالف حزب الله مع الجنرال ميشال عون. وإذا كان الحزب قد جمّد قراره على معرفة مستقبله المعلّق على وقع التفاهمات الإيرانية الأميركية والإيرانية السعودية، فإن الجنرال عون قد علّق قراره ظاهراً على تحصيل حقوق المسيحيين، وباطناً على أن يكون هو الرئيس المنتخب أو لا أحد. المسيحيون «عمود» و»ملح» لبنان. يجب أن يحافظ على وجودهم وموقعهم في مرحلة «داعش» السوداء أكثر من أي وقت مضى. لكن المبالغة في الاستضعاف قاتلة. عندما يقول عون زيادة حقوق المسيحيين يكون، السؤال الطبيعي لدى المسيحيين الموارنة اليوم أبرز المواقع في السلطة وهي: رئيس الجمهورية، قائد الجيش. مدير المخابرات. حاكم البنك المركزي. رئيس مجلس القضاء الأعلى. رئيس مجلس الشورى. رئيس مجلس إدارة الجمارك. فماذا بعد؟ وماذا يفعل المسيحيون إذا وصل الأمر الى تعديل الطائف، إن لم يكن إنشاء مجلس تأسيسي جديد، يفرض المثالثة والمداورة في الرئاسات الثلاث وإعادة توزيع المراكز العليا بالتساوي على الطوائف. ماذا يبقى للموارنة في هذه الحالة من هذه المواقع السبعة؟ طبعاً مسؤولية 14 آذار كبيرة، لكن يكفي انها لم ترهن وجود لبنان الوطن، بمرشح رئاسي يكون هو أو لا أحد. حان الوقت للمراجعة وبسرعة، حتى لا يصبح الحل خاضعاً لوحدة المسار والمصير مع سوريا التي وان كثرت المبادرات حولها، فإن الحل لن يكون هذا العام، وحكماً الى ما بعد تسلم الرئيس الأميركي المنتخب السلطة أي في 20 كانون الثاني 2017 إذ من المتعارف عليه أن لا أحد يوقّع على اتفاق مع رئيس أميركي أصبح «البطة العرجاء» لأنه يستعد لمغادرة البيت الأبيض. ينتظر الجميع الرئيس المنتخب الذي أمامه أربع سنوات في البيت الأبيض. إخراج لبنان من حالة الفراغ ممكنة. زيارة جواد ظريف وزير خارجية ايران الى لبنان، قد تفتح ثغرة في الجدار يتسلل منها لبنان. المهم كيفية التعامل والتخاطب مع الوزير الإيراني على طريق الحوار الشامل والحل.

نواب إيرانيون يطلبون بإجراء اختبارات صاروخية ونتانياهو يسعى إلى إقناع ديمقراطيين من الكونغرس بمعارضة الاتفاق النووي
واشنطن – الأناضول/11 آب/15/التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مع عدد من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب الأميركي, وطرح عليهم موقفه المعارض للاتفاق النووي الموقع بين إيران والدول الكبرى المزمع طرحه قريباً للتصويت في الكونغرس. وقالت مصادر سياسية إسرائيلية, أمس, إن نتانياهو سيستقبل أيضاً الأسبوع الجاري مجموعة من المشرعين الجمهوريين في الكونغرس لإقناعهم برفض الاتفاق النووي. ورفضت المصادر “الإدعاء بأن مساعي إسرائيل لإقناع أعضاء الكونغرس بمعارضة الاتفاق مع إيران تشكل تدخلاً في السياسة الخارجية الأميركية”, مشيرة إلى أن “الاتفاق يؤثر مباشرة على الشرق الأوسط, حيث تنزعج دول كثيرة من احتمال حصول إيران على السلاح النووي, ما يحتم على رئيس الوزراء التحذير من مخاطر الاتفاق”. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما طالب القيادات اليهودية الأميركية التي التقاها في البيت الأبيض نهاية الأسبوع الماضي, بأن تأمر اللوبي الأميركي المؤيد لإسرائيل (إيباك) بالتوقف عما وصفه بنشر الأكاذيب والدعاية ضد الاتفاق النووي مع إيران. من جهته, دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ إلى إنشاء “نظام جديد لردع إيران بقيادة الولايات المتحدة والدول الكبرى الأخرى”, مطالباً بنقل الخلاف المعلن مع واشنطن إلى الغرف المغلقة. في سياق متصل, عرضت الولايات المتحدة على إسرائيل البدء بمحادثات سياسية بشأن ما بعد تصويت الكونغرس على الاتفاق النووي. وقال السفير الأميركي لدى إسرائيل دانيال شابيرو إن بلاده عرضت على نتانياهو البدء بهذه المحادثات السياسية, غير أن الأخير لم يوافق على الاقتراح حتى الآن. وأضاف شابيرو في حديث للإذاعة الإسرائيلية صباح أمس, “عرضنا على نتانياهو البدء في محادثات سياسية بشأن كيفية زيادة تعاوننا الأمني للتعامل مع نتائج الاتفاق الإيراني, وأن نناقش المعلومات الإستخبارية التي نحتاجها, وأن نتفق بشأن العمل العسكري الذي قد نحتاجه في السنوات العشر المقبلة, وكيف نمنع نقل الأسلحة إلى منظمة “حزب الله”, وما هي احتياجات إسرائيل ضد الصواريخ”. من جهة أخرى, طالب 240 نائباً إيرانياً بمجلس الشورى في رسالة إلى قائد الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز آبادي بإجراء اختبارات صاروخية لردع التهديدات الأميركية. وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في المجلس النائب إسماعيل كوثري إن “الرسالة تضمنت مقدمة ونصاً من ثلاثة بنود لحماية برنامج إيران الصاروخي”, مشيراً إلى أن الرسالة قدمت إلى هيئة الرئاسة, إلا أن رئيس المجلس منع قراءتها في الجلسة العلنية. ورغم توقيع الاتفاق النووي, ما زالت الخلافات قائمة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن استمرار العقوبات على تطوير برنامج إيران الصاروخي. ويرفض قادة “الحرس الثوري” الإيراني مثل المسؤولين السياسيين قرار مجلس الأمن الذي يحظر إجراء تجارب على الصواريخ الباليستية.