علي رباح:نصرالله خطاب الهواجس والتهرّب من الميدان/علي بردى: لبنان “جمهورية الكوليرا/السنيورة ونضال طممة وسخافة وإرهاب خطاب نصرالله

293

نصرالله.. خطاب «الهواجس» والتهرّب من الميدان
علي رباح/المستقبل/27 تموز/15

غاب الميدان وحضرت الهواجس. هكذا أطلّ الأمين العام لـ»حزب الله« السيّد حسن نصرالله أول من أمس في خطاب لم يعهده اللبنانيون من قبل. في حفل تخرّج أبناء شهداء «حزب الله«، تهرّب السيّد من الحديث عن ساحات القتال التي تسقط فيها أعداد كبيرة من قتلى الحزب. لم يأتِ على ذكر الزبداني، هناك حيث تعرّض «رجال الله» لكمين في سهلها قبل ساعة من حديثه. لم يتجرّأ على ذكر اليمن و»الأهداف السعودية» فيه، بعد تحرير عدن من الحوثيين وتقدّم قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي في محافظات أب والضالع وتعز. حصر السيّد حديثه الطويل بتوجيه رسائل داخلية وخارجية بنكهة «الاتفاق النووي»، غير الواضحة صورته لنصرالله قبل غيره. أهمّ ما حمله خطابه هو التناول العلني للهواجس المتعلّقة بالإدارة المالية للحزب، الذي نفى السيّد أن يكون لديه مشاريع مالية وتجارية واستثمارية. كما نفى كل ما يُحكى عن توظيفه لشبكات بيع المخدرات أو تبييض الاموال أو سرقة السيارات، مؤكّداً أنه والحركات المقاومة يتلقون دعماً مادياً كافياً من ايران.

تناول الشقّ المادي يأتي في لحظة حساسة. ولو لم تكن هناك أسئلة داخلية عن مستقبل «حزب الله« وعلاقته بإيران ومستوى الدعم وشكله والدور الاقليمي المرسوم له، لما استفاض نصرالله في شرحه بهذا الشكل العلني. الجميع يعلم أن ايران أمّنت نمط حياة لكثيرين، داخل بيئة «حزب الله«، لا تحلم بها نسبة كبيرة من الايرانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر. عانى جزء كبير من الايرانيين أزمة معيشية حقيقية قابلها انفلاش مالي في لبنان، ظهر بوضوح بعد حرب تموز. هذا الانفلاش ليس سراً، فالمنظومة الإعلامية لـ»حزب الله« انتقدت يومها «مظاهر البذخ والسيارات رباعية الدفع»! حتى إن نصرالله قارب هذه المسألة في أحد اللقاءات المغلقة التي تم تسريب وقائعها في احدى صحف المنظومة. لا مجال للشكّ في أن هذا الموضوع هو محل نقاش داخل الإدارة الإيرانية، وسط وجود توجّهين متباينين حول كيفية إدارة ايران واقتصادها وثروتها وملياراتها المجمّدة التي سيُفرج عنها المجتمع الدولي في إطار الاتفاق النووي. ويمكن التوقّف عند تطرق نصرالله الى اسمَيْ السيّد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني في معرض حديثه عن الدعم الإيراني، وكأنه يشير إلى أنّهما ليسا على قلب رجل واحد، أقلّه في ما خصّ ملف «حزب الله«. حتى إن نصرالله أشار الى حديث خامنئي في خطبة عيد الفطر، واكتفى بإشارة عرضية الى مجمل تصريحات روحاني حول «حزب الله«، من دون أن يشير الى عبارة «مُنصّصة» تظهر هذا الدعم، خصوصاً بعد الاتفاق النووي الذي أعقبه حديث لروحاني عن اختيار إيران «الاعتدال«.

إقليمياً، ظهر غضب نصرالله بوضوح لدى حديثه عن تركيا وتنظيم «داعش«، وكأنه يعرب عن انزعاجه من العملية العسكرية التي أطلقها الجيش التركي في وجه «داعش«. ألم يقل السيّد ان «داعش« يُشكّل خطراً وجودياً أكبر من الخطر الاسرائيلي؟ فلماذا ينزعج من محاربة الأتراك لهذا الخطر الوجودي، عوضاً عن تقديم التحية الى كل من يواجه الارهاب؟«.

ليس خفياً أن تركيا سعت منذ انطلاقة الثورة السورية الى إقامة منطقة عازلة على حدودها مع سوريا. عبّر الإيرانيون مراراً عن ارتياحهم لموقف «الشيطان الأكبر» الرافض لأي منطقة عازلة أو أي حظر للطيران. سارت الحرب في شمال سوريا بما لا تشتهيه سفن إيران. دفن الاتراك خطة ستيفان دي ميستورا لحل جبهة حلب على طريقة الحل الحمصي (خطة لا تخدم إلا النظام وميليشياته)، كما فشل «حزب الله« وقاسم سليماني في السيطرة على ريف حلب وتعرّضا لنكسة كبيرة فيه. الساعات القليلة التي سبقت خطاب نصرالله أوحت بأن هناك بوادر صفقة ما بين الأتراك والولايات المتحدة، قد تكون السبب المباشر لفقدان نصرالله صوابه. تحدّثت بعض الصحف التركية عن صفقة بين أنقرة وواشنطن تفضي الى سماح تركيا لقوات التحالف الدولي باستخدام قاعدة «إنجرليك» الاميركية في حربها على «داعش«، كما تسمح للتحالف باستخدام القواعد التركية مثل باتمان وديار بكر في الحالات الطارئة، مقابل إنشاء منطقة آمنة بين مارع وجرابلس على الحدود التركية – السورية بعمق 50 كيلومتراً، وفرض حظر للطيران فوقها. يعلم «حزب الله« أن إنشاء منطقة مدنية تحت حماية تركية، يعبّر بصريح العبارة عن وجود، ولأول مرة، شرعية وسلطة على الارض السورية غير شرعية الاسد وسلطته. وستُعتبر هذه المنطقة اختباراً جدّياً لتركيا ولـ»المعارضة المعتدلة». فإذا قدّموا نموذجاً قابلاً للحياة، من الممكن أن تتوسّع هذه المنطقة لاحقاً لتشمل مع الوقت أوسع مساحة ممكنة من الشمال السوري. لبنانياً، كان واضحاً أن السيّد يتمسّك بالحكومة، ربما لأنه لا يتحمّل تبعات عدم الاستقرار الداخلي فيما ينشغل حزبه «على طريق القدس». لكن رغم ذلك، وعوضاً عن تقديم تصوّر لكيفية الحفاظ على الحكومة، فضّل نصرالله فرض الأوامر باعتباره المرشد الأعلى للدولة اللبنانية. وتماشياً مع القول الشعبي «لا بيرحم ولا بيخلّي رحمة الله تنزل»، قدّم السيّد معادلة داخلية واضحة، حذّر بموجبها رئيس الحكومة تمام سلام من الاستقالة تحت طائلة أخذ البلد الى المجهول، وطالب «المستقبل« بالتحاور مع رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون، ما يعني الرضوخ لآليته الحكومية. يفرض نصرالله معادلاته الداخلية ويعلن أنه طرف في النزاع القائم حول آلية الحكومة، ويتلطى خلف مواقف عون المتصلبة ويكرّس السجال حول آلية عمل الحكومة بدل الدعوة الى انتخاب رئيس، ومن ثمّ يطالب «المستقبل« بالنزول من برجه العاجي! لا بأس، فالقرار الايراني تجاه لبنان لم ينضج بعد، ومن المبكر أن يتواضع السيّد. هواجس نصرالله كثيرة. هاجسه من النقاشات الايرانية الداخلية حول «النووي» ونظرة فريقَي الحكم هناك الى إدارة شؤون البلاد، وتأثير كل ذلك على أذرع إيران الخارجية. هاجس أثر الحرب النفسية في جمهوره وقادة حزبه. هاجس الحفاظ على الحكومة من دون تقديم تنازلات. والهاجس الأخطر الذي يلاحقه، هو تلك الهتافات التي أطلقها جمهور الاصلاحيين خلال انطلاقة «الثورة الخضراء» قبل أن يقمعها «الباسيج«: «لا غزة ولا لبنان.. إيران أولاً»! قد يكون الحل الأنسب لكل هذه الهواجس هو باتباع وصفة مفيدة مرّت في خطاب السيّد: «آخر شي مرجوعنا لليموناضة». نعم، فالليموناضة تهدّئ الأعصاب.

لبنان “جمهورية الكوليرا” !
علي بردى/النهار/27 تموز 2015

يشغل اللبنانيون أنفسهم بقضايا عالمية كبرى. يحلّلون الآن مغازي اتفاق فيينا بين ايران و”مجموعة ٥ + ١” للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين الى ألمانيا. يتساءلون عما إذا كانت ثمة ملاحق سريّة لأبعاد أخرى، سياسية ومالية واقتصادية. غير أنهم يكتفون بالتذمّر ليس إلا من خُرَقاء الطبقة السياسية التي تغرق جمهوريتهم بالقمامة! “بفضل” هذه الطبقة السياسية المصابة بـ”الكوليرا السياسية” والتي تباع وتشرى بأحزابها وجماعاتها وتنظيماتها وشخصياتها، تحوّلت الدولة خربة. لا ترى هذه الطبقة علاجاً في ما ينص عليه الدستور وما تقتضيه القوانين المرعية. يرضخ أكثرها لوصفات و”تمنيات” و”نصائح” وتعليمات وفتاوى تأتي من خارج الحدود. تتصدر الولاءات الخارجية كل مصلحة وطنية، بما فيها تلك المرتبطة بالمعيش اليومي للناس. بعض الدواء مغشوش. بعض الغذاء فاسد. قفوا على أبواب المستشفيات والعيادات. إذا طالت أزمة النفايات، هناك خطر جدّي لامكان عودة أمراض فتاكة الى لبنان، قد يكون أولها الكوليرا. ماذا تربحون من “جمهورية الكوليرا”؟ الذين يعدون أيام لبنان من دون رئيس للجمهورية كأنما يقولون للآخرين إن هذا “البلد المقاوم” يمكنه الإستمرار من دون رئيس. هذا تبجح مقيت. يقابلهم من قرر احصاء الأيام لإحقاق العدالة في قضية اغتيال الرئيس السابق رفيق الحريري. هذه غاية نبيلة. غير أن الدولة لا تقوم بلا مؤسسات. لا أمة تستقيم بتغييب سيادة القانون. صارت مشهودة الجنايات التي يرتكبها المجرمون. الدواء بسيط. “طلع الشعر” على ألسنة المسؤولين الدوليين من كثرة ما ناشدوا الطبقة السياسية إعلاء المصالح الوطنية على المكاسب الفردية والفئويّة الضيقة. يحضونها على عدم التفريط بالإرث العريق للتجربة الديموقراطية في لبنان. عبث كل هذا الكلام. يعتبر بعضهم أن خلف هذا الكلام “نيّات مبيتة” أو “اصطياداً في الماء العكر”. يفضل السياسيون اللبنانيون انتظار انعكاسات الإتفاق مع ايران على الأوضاع في لبنان وعلى أزمات ومشاكل بلدان أخرى في المنطقة… هذه علة من العلل في سنوات ما بعد انتهاء الحرب الأهلية. لم يطو بعضهم تلك الصفحة السوداء. بعضهم يدرك طريقه لتحرير القدس من الإحتلال الإسرائيلي الغاشم بيد أنه لا يعرف الوجهة الى انشاء مكب صحيح للقمامة، دعك من سبل فرزها وتدويرها حتى الإفادة من مكوناتها. نِعْمَ المفارقات أن لبنان صمد حتى الآن، وعلى رغم إصابة طبقته السياسية بـ”كوليرا سياسية”، في تلافي انتقال أسوأ حروب المنطقة اليه. ذاكرة اللبنانيين حيّة من مقاتل أمراء الحرب. طبقتهم السياسية من تلك الحقبة السوداء. لا يشفي الغطاء الدولي لبنان من طبقته السياسية. لو كان كذلك، لما تحوّل “جمهورية كوليرا”. لأمكنه الإفادة إذذاك من انتهاء عصر المواجهة بين الولايات المتحدة وايران.

 

السنيورة: السيد نصرالله نصب نفسه مرشدا سياسيا وآمرا وموجها ورقيبا وهو يحاول أن يصادر من رئيس الحكومة حق الاستقالة

الأحد 26 تموز 2015 /وطنية – استنكر رئيس كتلة “المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، ما قاله الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله في خطابه أمس عن الأوضاع الداخلية والشأن الحكومي، اضافة الى “الكلام الذي توجه فيه الى تيار المستقبل حيث أعلن بكل وضوح انه يدعم التيار الوطني الحر في حركته الانقلابية على الدستور وعلى الحكومة”. وقال: “لقد أقر السيد نصرالله دون مواربة ان حزب الله هو الذي يحرك التيار الوطني الحر، ويقف خلف محاولاته ضرب الاستقرار في لبنان مما يؤدي الى انحلال الدولة ومؤسساتها وتعطيل مؤسسة مجلس الوزراء وقبلها منع انتخاب رئيس للجمهورية وتعطيل العمل التشريعي والرقابي لمجلس النواب. وكل ذلك يفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية ويزيد الاحتقان الاجتماعي ويدفع الأمور في لبنان نحو المزيد من التدهور الوطني والسياسي والأمني”.

أضاف: “ان السيد نصرالله لم يكتف بإعلانه مساندة محاولة الانقلاب الذي ينفذه التيار الوطني الحر، بل انتقل إلى مكان وموقع آخر ذهب فيه إلى حد تحذير وتهديد وسائل الاعلام اللبنانية، في سابقة خطيرة، من مغبة الاشارة أو استخدام الافلام الايرانية المعارضة للسلطة في ايران لكونها تنتقد المسؤولين في ايران، وهذا يؤكد مجددا ان في ادبيات حزب الله وثقافته السياسية لا مكان للرأي الآخر”. وتابع: “لقد أضاف السيد نصرالله إلى مهامه أمس، كأمين عام لحزب الله مهاما جديدة، وهي إملاء الأوامر الى تيار المستقبل بالذهاب الى حوار مع التيار الوطني الحر. لكن المضحك المبكي انه حدد سلفا اطار هذا الحوار الذي أمر به، وحدد مواضيعه ونتائجه، وهو يفترض بطبيعة الحال، انه على تيار المستقبل ان ينصاع الى مشيئته، من دون اي اعتراض”.

واردف: “ان السيد نصرالله بكلامه هذا قد تجاوز كل الحدود فنصب نفسه خبيرا في معالجة النفايات التي تتفاقم مشكلتها بنتيجة العمل على شل مؤسسات الدولة من قبل حزب الله والأطراف الحليفة له بحيث اصبحت مشكلة النفايات تعبيرا حقيقيا وساطعا عن ازمة الحكم المشلول من قبل صاحب القول. ومثل النفايات في هذا كمثل الكهرباء المستباحة والعاجزة وغيرها من المرافق العامة والتي يقبض عليها وعلى قرارها حزب الله وحلفاؤه وفي مقدمهم التيار الوطني الحر، وهو أيضا نصب نفسه مرشدا سياسيا بحيث انه وضع نفسه في مكان لا يحسد عليه فأجلس نفسه في موقع المرشد والآمر والموجه والرقيب. وهو في هذا السياق عندما يحاول ان يصادر من رئيس الحكومة حق الاستقالة مشيرا الى ان استقالته وعدمها سيان، يقول في الوقت عينه أيضا ان الاستقالة تودي بالبلاد الى الخراب محملا اياه المسؤولية، وهذا بحد ذاته تناقض في المنطق وتحد في الشكل والمضمون وكل ذلك مغلف بصلف دأب على الإمعان فيه. وفي هذه المناسبة لا بد من التنويه بالدور الوطني والمسؤول الذي يمارسه رئيس الحكومة تمام سلام الذي يتمتع بثقة الكثرة الكاثرة من اللبنانيين والذي له من الحكمة والأناة والدراية ما يجعله أعلى من أي املاءات”. ورأى “ان كلام السيد نصر الله يظهر تماما انه يستعمل العماد عون والتيار الوطني الحر لتحقيق مآربه، وفي المقابل يحتمي ويستقوي العماد عون بما يعلنه السيد نصر الله وحزبه ويحاول التحريض الداخلي لتحميل طائفة مسؤولية الانتقاص من حقوق طائفة أخرى”. وختم بالقول: “ان الحل بوضوح شديد هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية كخطوة فورية، واستعادة الدولة لهيبتها من خلال استعادة المؤسسات الدستورية لدورها. ان حزب الله مطالب بالعودة الى منطق الدولة منعا لمزيد من الانقسام والفتن وأخذ البلاد بعيدا الى المجهول. ان التقدم على مسار هذا الحل هو الذي سيؤدي الى متابعة ومعالجة قضايا الناس الحياتية والمعيشية والتي يجب ان تتقدم على أية مصالح شخصية او حزبية ضيقة وهو الذي يوئد الفتنة لعن الله من ايقظها”.

نضال طعمة: حديث نصرالله يفتقد إلى معايير حقيقية وموضوعية

الأحد 26 تموز 2015 /وطنية – رأى النائب نضال طعمة أن “حديث السيد حسن نصرالله يفتقد إلى معايير حقيقية وموضوعية أولاها أن مقارنة ارتباطه الخارجي بارتباط الآخرين غير واقعي وموضوعي، فنحن لم نرهن قرارنا لأحد ولا نعتبر أن أحدا قد تخلى عنا لأننا أصلا لم نعتمده رهانا ولا ربطنا مصيرنا به، أما صداقاتنا وعلاقاتنا الإيجابية، فهي ثابتة ومستمرة وهدفها مصلحة لبنان وشعبه وليس الارتباط العقائدي بأحد، خيارنا لبناني وكل من يسعى لمصلحة لبنان هو صديقنا، وكل من أراد أن يسوقنا في معايير عمياء لا يعني لنا شيئا”.

وقال في تصريح اليوم: “أطل السيد على اللبنانيين ليعلن للجميع ارتباطه الوثيق بالمحور الإيراني، وليفسر لنا أن إيران يستحيل أن تتخلى عنه، لأن ثمة رابط عقائدي في ما بينهم، وهنا نسأل السيد حسن واللبنانيين عامة، هل من مصلحة وطنية للبنانيين في تكريس ارتباط فئة منهم بجهة إقليمية بشكل نهائي غير قابل للنقاش؟ ومن جهة أخرى حاول السيد حسن أن يظهر الاتفاق النووي وكأنه كسب لمحوره على الآخرين، وأن الطرف الآخر في البلد قد تم التخلي عنه، هكذا قالها بكل صراحة وبساطة. فلو كان ذلك صحيحا، لماذا ما زالوا يعطلون الحكومة ما داموا قد انتصروا؟ لماذا ما زالوا يعطلون انتخاب رئيس للجمهورية؟ هل انتصروا ليتابعوا مشروع التعطيل؟ ما يعني بكل بساطة أن مشروعهم في البلد هو سبي المؤسسات ومصادرة دورها”. أضاف: “الانتصار الحقيقي هو أن يتمكن هذا البلد من حل أزماته الداخلية، هو تمكنه من رفع نفاياته من الشوارع، في إطار رؤية إصلاحية شاملة، وهذا يتطلب تنشيط الحكومة وعودة عمل المؤسسات، ولا يمكن أن يحصل بأي شكل من الأشكال في ظل التعطيل الذي يتباهى به فريق سياسي في البلد، مستغلا دقة المرحلة وحساسية الوضع في المنطقة”.

وختم: “إذا كنا قد استبشرنا خيرا بنفي دولة الرئيس سلام نيته في الاستقالة ودخول البلد في المجهول المطلق والفراغ التام، وإذا كنا ننظر بإيجابية إلى الحل الموقت الذي اعتمد لحل أزمة النفايات، فإن هذه الإيجابية مرهونة بشرطين اثنين، أولهما عدم تحميل مناطق محرومة في الأساس وزرا ليست قادرة على احتماله، ولا ننطلق هنا من منطق الفصل بين المناطق بل من منطق الواقع العملي، فلا يجوز أن تتحمل منطقة بعينها أوزارا فوق طاقتها، فيما تنتظر حلولا لمعظم مشاكلها، وثانيهما أن نستغل الوقت لإيجاد خطة وطنية شاملة لوضع آلية صحية لمعالجة قضية النفايات”.