الياس بجاني: إن الله محبة والمحبة رحمة وعدل ومساواة ومغفرة/عقل العويط: الله ليس قاتلاً

458

إن الله محبة والمحبة رحمة وعدل ومساواة ومغفرة
الياس بجاني/25 تموز/15
للأسف، تسود حالياً في كل العالم العربي، وفي بعض الدول الإفريقية، وفي غالبية الدول الإسلامية، تسود حالة من الفوضى والجهل المدقع والاضطرابات الأمنية القاتلة والمتفلتة من كل ما هو قانون ومؤسسات ومحاسبة ومخافة من الله ومن يوم حسابه الأخير.
تسود هذه الحالة اللاانسانية بامتياز بنتيجة قلب وضرب وتعهير وتزوير وتشويه المعايير الدينية والإنسانية والأخلاقية وتفصيلها على مقاس عقول وثقافات بالية لجماعات متطرفة وأصولية ودموية تستهين بكرامات البشر ولا تحترم أي قيم أو معتقدات مخالفة لتلك التي تحمل ألويتها. هؤلاء الآتين من مجاهل التاريخ يستهينون ويهينون كرامة الإنسان وكينوته البشرية، وهو الذي خلقه الله على صورته ومثاله وميزه عن باقي المخلوقات الحية كافة بقدرات عقلية ومواهب ووزنات لا تثمن من أهمها الأحاسيس والمشاعر والقدرة على تمييز الخير من الشر والصح من الغلط.
في مقدمة هؤلاء الآتين من غياهب التاريخ دول وحكام كما هو حال حكام إيران المهووسين بالحروب والغزوات، ومنظمات هجينة من مثل النصرة وداعش وبوكوحرام وغيرهم كثر حيث وبسببهم وبنتيجة همجيتهم تسود في الدول والمناطق السالفة الذكر مفاهيم مغلوطة ومشوشة ومجرمة لا علاقة لها لا بالإنسانية ولا بالقانون ولا بتعاليم “الله”، ولا بأية مفاهيم دينية أو أخلاقية.
مفاهيم “جئناكم بالسيف” اللاانسانية هي التي تجيز ممارسات قطع الأعناق والذبح والقتل الإعتباطي والتهجير والسرقات بحجج ابليسية تغطى زوراً بعباءة الأديان وباستغلال مغلوط لله الذي باسمه ترتكب كل هذ الفظائع الوحشية.
عملياً وانسانياً وعقلاً ومنطقاً إن كل هذه الممارسات حيوانية بامتياز وهي وتعود إلى ثقافات ما قبل القرون الحجرية بقرون وقرون، ولهذا على كل إنسان يحترم انسانيته ويؤمن بحق غيره العيش بحرية وبكرامة وبأمن وسلام أن يقف بقوة وبشجاعة بوجه هؤلاء البرابرة المسوقين لهذا الإنفلاتات الإنسانية والدينية والمذهبية التي تسوّق لشرعة الغاب بكل مفاعيلها الإجرامية والدموية والبربرية.
في مقدمة أولويات التصدي لهذه البربريات تأتي أهمية فرض شرعة حقوق الإنسان العالمية على كل الدول الأعضاء في جامعة الأمم المتحدة ومنع أي دولة من أن تتبني أي دين رسمي لها وإبقاء كل التشريعات فيها بعيدة عن كل الأديان.
المطلوب في وضع القوانية وشرائع الحكم أخذ الروحية الدينية التي تنهي عن كل ما هو شر وفوضى وتفلت، ولكن دون التقيد الحرفي بنصوص ومفردات وتعاليم دينية معينة. إن القوانين والتشريعات يضعها الإنسان لتسيير شؤونه وهذه الشؤون تختلف بين بلد وآخر، وبين مجمتع وآخر، والأهم هي تختلف كلياً بين زمن وآخر.
في الخلاصة، إن الله محبة وتواضع وغفران وعقل وأخلاق وقيم وومسامحة ونقاء وشفافية، وليس الله إجرام وقتل وغزوات وحروب وحسد وطمع وفجع ورفض للآخر، واستقواء وسبي وغنائم واغتيالات وبربرية وهمجية، كما للأسف يصوره ويجسده اليوم الحكام في إيران، وفي دول أخرى تشبه انظمتها النظام الملالوي المذهبي والغزواتي، أو تمارسه بدموية المنظمات التكفيرية والأصولية المنتشرة في العديد من الدول وخصوصاً في الشرق الأوسط وأفريقيا.
من المحزن أنه وحتى الآن هناك قلة قليلة من المثقفين والسياسيين ورجال الدين والحكام في الدول العربية والإسلامية يخافون الله ويعرفونه ويتصرفون بالتالي على أنه عملياً وخطاباً عهو محبة وقبول للآخر وسلام وأمن وتعاون وشفافية وصدق وعطاء ومسامحة وغفران، ومن هنا تأتي ضرورة التضوية على كل ما يكتب وينشر ويقال في هذا السياق التنويري  لمفهوم “الله” في مناطق يسودها الظلام الفكري والإنساني.

في هذا الإطار نستعير من جريدة النهار مقالة رائعة للإعلام المميز عقل العويط عنوانها: “الله ليس قاتلاً” وهي في أسفل

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكترونيPhoenicia@hotmail.com

 

الله ليس قاتلاً
عقل العويط/النهار/25 تموز 2015
هذه الافتتاحية مكرّسة لـ”المؤمنين”، على اختلاف أنواع إيمانهم، وخصوصاً منهم الذين يعتقدون أن الله يمكن أن يقتل، أو يمكن أن ينحاز إلى مباهج الدنيا، أو أن يكون غنياً. هذا كلّه أناقشه، وألفت إليه، في غمرة ما تشهده حياتنا البشرية مطلقاً، وحياتنا الشرقية على وجه الخصوص، من استبداد سياسي وأمني ومجتمعي، وظلم وقهر وانعدام مساواة و… فقر مدقع.
الله رحمن رحيم
هل الله قاتل؟ الجواب الفوري: لا. هو ليس قاتلاً، لدى كلّ المؤمنين به، أياً كانت أديانهم ومعتقداتهم. إنه، عندهم، حبٌّ وعدلٌ وسموٌّ ورحمة. لكن ما شهدته أوروبا المسيحية في القرون الوسطى، وما تشهده مجتمعاتنا الشرقية المسلمة، يقول العكس تماماً، حيث يتمّ، باسم الدين، إما تأجيج النعرات الإلغائية المتطرفة، وإما تأليه لغة القتل والعنف والإلغاء والإرهاب والتكفير، وإما التقوقع العصبوي المهين. في الأحوال كلّها، يستعان بكلّ ما من شأنه التعبير عن القوة العارية، التي لا تتحمّل وجودَ آخر، أياً يكن هذا الآخر. فبأيّ “إله” يؤمن هذا العالم الشرقي، وإلى أين يذهب بنا “المؤمنون”، على اختلاف إيماناتهم؟
لن أناقش هل الله موجود أم لا. هذا ليس موضوعي. الموضوع الذي يشغلني ويشغل عالمنا الشرقي اليوم، هو العنف القائم على أساس ديني، بين غلاة المسلمين أنفسهم، سنّةً وشيعةً من جهة، والعنف الذي يتعرّض له المسيحيون من جهة ثانية، على أيدي التكفيريين الإسلامويين. علامَ يدلّ هذا العنف، في حالتَيه؟ إنه يدلّ على العماء الذي لا يجرّ إلاّ العماء. فالعنف مطلقاً، شأنٌ يعبّر عن انحطاط الحياة البشرية، وعن التخلّف والاستبداد والقهر، فكيف إذا كان يتحصّن بأسانيد يزعم أصحابها أنها ذات أساسٍ كتابيّ. كلّ تحصّنٍ من هذا النوع، هو مسبّة للدين، ومدعاةٌ للعار، لا لأيّ وصفٍ آخر. ما تقوم به الجماعات العنفية المسلحة، أكانت تقف إلى جانب الأنظمة الاستبدادية أم تقف في الجانب التكفيري الإرهابي المناهض لها، إنما يجعلها “تخلق” لنفسها آلهةً قاتلة، خارجةً بذلك على كلّ مفهومٍ لإله التراحم. ما تعيشه شعوبنا الشرقية حالياً من حروب، وما تتعرض له من أعمال قتل جماعية وفردية، شهادةٌ رهيبة وفظيفة على أن “الله” الحقيقي ليس موجوداً في ظهرانينا، ولم يعد هو موضع العبادة. هذا القتل الهمجي، العشوائي والمنظّم، لا علاقة له بـ”الله”، على الرغم من الادعاء بأن الأسانيد والشعارات والرايات المرفوعة، هي، بزعم هؤلاء القتلة، إلهية حصراً. هذه الأفعال المشينة ليست تجسيداً لإرادة إلهية سمحاء. إنها تجسيدٌ لإرادة إلهٍ مسخٍ، هو من اختراع القتلة أنفسهم.
نحن، في سوريا والعراق واليمن ومصر ولبنان…، في حضرة هذا الإله القاتل المسخ. والإله القاتل ليس ليُعبَد، أو ليؤتمَر به، بل ليُنتفَض عليه، وليوضع في الحبس.
التطرف الديني، هو قتلٌ للدين. ما تفعله التنظيمات الإسلاموية المتطرفة، يصبّ في مجمله، ضدّ الدين الإسلامي. وهذا بالضبط ما يدعو إليه “إله التوراة”، وما تهلّل له الصهيونية العالمية، وما تهدف إليه. لا دين للرحمن الرحيم يستطيع أن يحمل عبء هذا القتل الشرقي المتراكم، في العراق واليمن وسوريا ومصر ولبنان. تحميل الدين، ما لا طاقة له عليه، يفضي، في الضرورة، إلى عكس الغاية المرجوّة منه. هكذا تخطئ التنظيمات الإرهابية المتطرفة خطيئة تاريخية كبرى، عندما تعتقد أنها بجرائمها الدموية تثبّت أركان الدين الإسلامي، وتمكّنه في الأرض.
إنه زمن القتل، وشعوبنا الشرقية هم رهائنه. وهو بالتأكيد ليس زمن الله. إنه زمن القتل. كلّ قتلٍ هو نفيٌ لله، وهو قتلٌ له. ا نعيشه من أحوال، يحتّم علينا، وخصوصاً على المعنيين الدينيين، مسؤولية عظمى. وإذا كانت المؤسسات الدينية، تعالج بالمسكّنات، أو بالتهرّب والتغافل، كلّ هذا القتل القيامي، فإن تَنَعُّجها المريب لن يحميها، ولن يحمي الدين الذي تزعم أنها تمثّله.
الدول تتفكّك. المجتمعات تتفكّك. الحياة تنحلّ انحلالاً قيامياً مفجعاً. باسم الدين، يتم الإجهاز على التاريخ والحضارة والحياة والأوطان. لن يبقى على هذه الأرض إلاّ الشهود الذين يحملون الأوجاع إلى مثواها الأخير. مام هذا المثوى الأخير، لن يكون ثمة منتصرٌ واحدٌ في المقتلة. المنتصرون مهزومون، والمهزومون مهزومون. لن يبقى في الحفلة إلاّ الغربان التي تحلّق على علوّ منخفض في انتظار اكتمال مشهد الجثث، لتبدأ وليمتها. ثمة شاهدٌ سيشهد. الله ليس قاتلاً. وإذا كان ثمة إله في هذه المقتلة فهو ليس إلهاً ليُعبَد. الله هو حبٌّ كلُّه، وتَرَاحُم. هذا ما يجب أن يقال للقتلة، من الجانبَين. للأسف، هم لا يفهمون الآن. وربما لن يفهموا إلاّ بعد فوات الأوان!

 

في أسفل فهرس صفحات الياس بجاني على موقع المنسقية القديم

فهرس مقالات وبيانات ومقابلات وتحاليل/نص/صوت/ بقلم الياس بجاني بالعربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالمقالات والتعليقات
مقالات الياس بجاني العربية لسنة 20142015

مقالات الياس بجاني العربية من سنة 2006 حتى2013
مقالات الياس بجاني العربية من سنة 1989 حتى2005
الياس بجاني/ملاحظات وخواطرسياسية وإيمانية باللغة العربية لسنة2014
الياس بجاني/ملاحظات وخواطر قصير ةسياسية وإيمانية باللغة العربية بدءاً من سنة 2011 وحتى 2013

صفحة تعليقات الياس بجاني الإيمانية/بالصوت وبالنص/عربي وانكليزي
مقالات الياس بجاني باللغة الفرنسية
مقالات الياس بجاني باللغة الإسبانية
مقالات الياس بجاني حول تناقضات العماد عون بعد دخوله قفص حزب الله مع عدد مهم من مقلات عون
مقالات للعماد ميشال عون من ترجمة الياس بجاني للإنكليزية
مقابلات أجراها الياس بجاني مع قيادات وسياسيين باللغتين العربية والإنكليزية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية 
بالصوت/صفحة وجدانيات ايمانية وانجيلية/من اعداد وإلقاء الياس بجاني/باللغةاللبنانية المحكية والفصحى
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2014
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لثاني ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2012
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2011
صفحةالياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية من 2003 حتى 2010

بالصوت حلقات “سامحونا” التي قدمها الياس بجاني سنة 2003 عبر اذاعة التيارالوطني الحر من فرنسا