من معلولا إلى محردة الخوف من النصرة والأسد يستغل المسيحيين كدروع بشرية

426

من معلولا إلى محردة… الخوف من “النصرة” والأسد يستغل المسيحيين كـ”دروع بشرية”
موقع 14 آذار
28 آب/14

تتجه الانظار في سوريا نحو مدينة محردة في ريف حماة الشمالي، ويتم التعامل معها إعلامياً بالطريقة نفسه التي استغل فيها النظام المعارك في معلولا البلدة المسيحية بحضارتها وأهلها. لا شك أن هذه المرة اتخذت المعارضة السورية العسكرية وعلى رأسها “الجيش السوري الحر” القرار لدخول محردة التي يقطنها ابناء طائفة الروم الارثوذكس في سوريا ويقدر عدد سكانها أكثر من 100 ألف شخص، لكن ما السبب وما النتيجة؟
يتحدث الناشط السوري أبو أحمد الحموي لموقع “14 آذار” عن واقع محردة السابق والحالي ليصل إلى النتيجة التي دفعت “الجيش الحر” ومعهم “جبهة النصرة” إلى اقتحام المدينة، ويقول: “حاولت بلدة محردة بسكانها التمركز في موقع المحايد بين معارضة تبحث عن حرية وتدافع بالسلاح وبين نظام قاتل وديكتاتوري، وبما انها لم تعلن معارضتها للاخير، لم يكن باستطاعتها منعه من استخدامها كمركز عسكري، حيث انضم بعد اقل من سنة على الثورة أكثر من 1500 شخص إلى جيش الدفاع الوطني جرى استدراجهم واستغلال حالهم الاجتماعية واصبحت هذه المدينة ثكنة للنظام”.
ويتابع: “النظام السوري استغل موقع الكنائس والأديرة، خصوصاً دير محردة الاستراتيجي من حيث المكان، فهو على تلة تطل على كامل ريف حماة، ولهذا وضع نظام الأسد في الدير مدافعه وراجماته، فضلاً عن استغلاله لصالة غادة شعاع الرياضية وباتت مراكز قوات الأسد من مخابرات وشبيحة وجنود”، وتابعت: “لدى النظام أكثر من 15 حاجزا عسركريا في البلدة وفيها اكبر الحواجز في ريف حماة، وفي كل حاجز مدافع واسلحة ثقيلة تضرب مناطق المعارضة المحيطة”.
مسيحيو هذه المدينة يعيشون خوف دخول “جبهة النصرة” إليهم، و”الجيش الحر” بحسب الناشط السوري “لم يكن في وارد الدخول، لكن النظام السوري استخدم المدينة كحصن والمسيحيين كدروع بشرية، وبدأ بقصف المناطق المجاورة المحررة والتي يقطنها الثوار، أمر عبر عنه قادة “الجيش الحر” بـ”طفح الكيل”، وإلى جانبهم “جبهة النصرة”.
ويشير إلى أن “الخوف الاكبر من النصرة، خصوصاً بعد ما سمعه اهالي المنطقة من تطرف لهذا التنظيم الذي يتبع إلى القاعدة، خصوصاً بعد معرفتهم أن أمير الجبهة في سوريا أبو محمد الجولاني يقود هذه الهجوم بألوف المقاتلين”، ولا يخفي الحموي أن “تكون محردة تعرضت إلى قصف مدفعي من “الجيش الحر” في الايام الاسبقة بفعل حدة المعركة وبالتالي مقتل مدنيين، لكن في المقابل الجيش الحر يقتل الكثيرين على حواجزه ويمنع اهالي المنطقة، خصوصاً المسيحيين من الخروج منها”، مضيفأ: “قوات النظام دخلت الكنائس وعبثت بها، وصورتها لتستخدمها في ما بعد ضد المعارضة، بأنها دخلت وخربت الكنائس، للعب على الوتر الطائفي”.
وتحدث عن “وجود كبير للعلويين في صفوف جيش الدفاع الوطني الذين ينشطون في محردة”، معتبرة أن “الجيش الحر لم يدخل لقتل المسيحيين، بل يريد اسكات النيران في محردة، اما استراتيجيا وفي حال حررها وحرر اهالها من النظام، فهي منطقة تعتبر البوابة الغربية لمدينة حماة وفي محيطها قرى علوية عدة”.
وأكد أن “المعارضة بدأت هجومها وتم السيطرة على حاجز الشيلوط عند الاطراف وعلى الحارة الشرقية في المدينة”، مشيرة إلى أن “المعركة يبدو انها مستمرة، والنظام يحاول اللعب على وتر الطائفية، فيما كان الاجدى به ترك المدينة لاهلها وعدم استخدامهم واستغلال مراكزهم الدينية”، ولفت إلى “تنسيق كبير ودقيق بين فصائل الجيش الحر بمن فيهم النصرة كي لا يؤمنوا للنظام أي وسيلة يستغلها في هجومهم”، وطالب بـ”المحافظة على هذه المدينة وعلى أهلها وابقائها على الحياد كما ارادت”.
المصدر : خاص موقع 14 آذار