حميد غريافي/ تشريعات غربية لسحب جنسيات الملتحقين بمجموعات إرهابية

309

تشريعات غربية لسحب جنسيات الملتحقين بمجموعات إرهابية
نحو 120 أجنبياً بينهم 20 بريطانياً يلتحقون شهرياً بالتنظيمات المتطرفة
حميد غريافي/ السياسة
28 آب/14

تتجه الحكومات البريطانية والفرنسية والألمانية خلال الأسابيع القليلة المقبلة لسن تشريعات جديدة بشأن الارهاب, تقوم على سحب الجنسية من المواطنين الذين يتلحقون بتنظيمات إرهابية متطرفة في الداخل والخارج, وسط دعوات إلى الكونغرس الأميركي ليحذو حذو الدول الأوروبية في سحب الجنسية من المواطنين المسلمين وغير المسلمين ممن ينتقلون الى دول الاضطرابات في الشرق الأوسط “حتى لو كان هدفهم مقاتلة أنظمة مماثلة لنظامي بشار الأسد في سورية ونوري المالكي في العراق”.

وأكد نائب بريطاني في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع ل¯”السياسة”, أمس, أن مثل هذه التشريعات التي تجرد المتطرفين من جنسياتهم “تجعلهم بلا هوية أو انتساب الى اي وطن, حيث ستضطر الأمم المتحدة الى ايجاد حلول لهم من شأنها أن تحد بصورة حاسمة من الانتقال من أوطانهم الراهنة للانخراط في الحروب الدائرة في الشرق الأوسط التي من المتوقع أن تطول سنوات عدة”.

واضاف ان الولايات المتحدة “أبلغت لندن انها سائرة نحو توجيه ضربات جوية بطائرات من دون طيار الى قوات “داعش” والقوى الاخرى الدائرة في فلكها بسورية, وقد تشمل غاراتها دعم قوات المعارضة مثل الجيش السوري الحر في ضرب قواعد القوات السورية النظامية والميليشات الداعمة لها من ايران والعراق ولبنان ودول اخرى”.

وقال النائب ان “تردد الرئيس الاميركي باراك اوباما وبعض معاونيه في البيت الأبيض فوت فرصة ذهبية لإنقاذ الصحافي الاميركي جيمس فولي, إذ أدى إلى فشل عملية إنقاذه التي نفذتها قوات من “دلتا فورس” وهي أهم قوات خاصة في الجيش الأميركي”.

وتقدر الأجهزة الاستخبارية البريطانية عدد الإسلاميين المولودين في بريطانيا ويحملون جنسيتها, الذين ينتقلون الى العراق وسورية شهرياً ب¯”عشرين شخصاً”, فيما عدد المسلمين الغربيين الملتحقين بالإرهابيين في المناطق المتفجرة في الشرق الأوسط وبينها قطاع غزة أخيراً, “قد يصل الى 120″, ينتقلون شهرياً بشتى الوسائل الى تركيا والاردن ولبنان والعراق للالتحاق بالمقاتلين هناك.

وفي السياق نفسه, قال احد قادة الاغتراب اللبناني في واشنطن, امس, ان معظم حاملي الجنسية الأميركية من المسلمين المولودين في الولايات المتحدة او مكتسبيها بطول الاقامة يغادرون الى كندا عبر حدود البلدين او الى المكسيك, ومنها ينتقلون جواً إلى دول الشرق الأوسط المحاذية لسورية والعراق, حيث يتلقى معظمهم تدريبات عسكرية سريعة وإرشادات دينية, ويتقاضى الواحد منهم شهرياً ما بين 600 و 800 دولار اضافة الى الاكل والشرب والنوم, وان قسما لا يستهان به من قوات “داعش” و”جبهة النصرة”, تطلق أيديهم في نهب المدن والقرى والبلدات, ما قد يرفع رواتبهم أحيانا الى آلاف من الدولارات شهرياً”.

وأكد القيادي الاغتراب نقلا عن اعضاء في الكونغرس الاميركي ان متمولين واثرياء كباراً عرباً وخليجيين يقيمون مكاتب تبرع في دول عربية وآسيوية وحتى أوروبية لتمويل “داعش” وأمثاله, إما بدافع التطرف الديني وإما دعماً لقلب أنظمة الحكم في دول مثل سورية والعراق, لخلق شبه دويلات متفرقة تابعة كلها ل¯”داعش”, رغم ان هذا التوجه يبدو مستحيلاً حتى ولو ظهر هذا التنظيم بمظهر القوي الذي لا يمكن لأي جيش عربي الوقوف في وجهه.