الياس بجاني/أنت في حزب لبناني: إذاً أنت إنسان آلي يتم التحكم بك بريموت كونترول

618

أنت في حزب لبناني: إذاً أنت إنسان آلي يتم التحكم بك بريموت كونترول
الياس بجاني
01 تموز/15

ترى هل في لبنان أحزاب بمعايير ومفاهيم أحزاب الدول الغربية والديموقراطية التي في مقدمها مبدأ تبادل مواقع السلطة واحترام العقل والعلم والحرية والمنطق وخدمة الوطن وليس الأفراد؟
بالطبع لا، وما تسمى أحزاب في لبنان هي جميعها، ودون أي استثناءات شركات تجارية وعائلية هدفها الربح والسلطة واستعباد الناس والمتاجرة بهم، ونقطة على السطر.
ففي آلية عمل هذه الشركات الأحزاب كافة، المالك أو ورثته هم دائماً على صواب، وطاعتهم العمياء دون سؤال، والتبعية الغنمية لهم، والقبول بقدسيتهم وقدراتهم الغيبية المطلقة، هي المقومات الأربع المطلوبة من كل حزبي، وإلا لا مكان له في الشركة-الحزب.
من هنا فإن الحزبي للأسف هو مواطن لبناني تخلى عن حقوقه في المواطنة، وكذلك عن حريته، وارتضى العبودية بأبشع صورها، وقبّل دور “الزلمي”، و”التابع” لأصحاب الشركة-الحزب.
وبناءً على هذه الحقيقة المعاشة، فإن لا وجود عند الحزبي لحاسة نقد ولو جزئية، ولا فسحة في عقله لأي منطق أو رأي مستقل.
الحزبي في وطن الأرز في مفهوم التكنولوجيا الحديثة هو “ريبوت”، أي إنسان آلي، يُسَّير عن بعد وعن قرب بريموت كونترول أصحاب الشركة أو من ينتدبونه لهذه المهمة، والحال “الريبوتية” هذا هي نفسها السائدة في الوطن الأم كما في بلاد الانتشار.
وبنتيجة هذه “الريبوتية”، لا نسمع، ولن نسمع في أي وقت، أن حزبي مهما على شأنه قد اعترض على قرار واحد يتعلق بمواقف أو تحالفات أو معايير عداء أو سلم أو حرب اتخذه صاحب شركة الحزب التي يزين صدره بزرها أو يلف حول رقبته فولارها.
من هنا فإن مشكلة لبنان الأساسية هي ليست في الاحتلال الإيراني، ولا في حروب وإرهاب وهمجية وسلاح حزب الله الذي هو جيش المحتل المحلي، بل المشكلة تكمن في ذمية وتقية وتبعية وغنمية السواد الأعظم من العاملين في المجالين السياسي والوطني، كما في نفوس رجال الدين الكبار الذين لا يخافون الله ولا يحسبون حساباً ليوم حسابه الأخير.

*الكاتب  ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني Phoenicia@hotmail.com

 

في أسفل فهرس صفحات الياس بجاني على موقع المنسقية القديم

فهرس مقالات وبيانات ومقابلات وتحاليل/نص/صوت/ بقلم الياس بجاني بالعربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالمقالات والتعليقات
مقالات الياس بجاني العربية لسنة 20142015

مقالات الياس بجاني العربية من سنة 2006 حتى2013
مقالات الياس بجاني العربية من سنة 1989 حتى2005
الياس بجاني/ملاحظات وخواطرسياسية وإيمانية باللغة العربية لسنة2014
الياس بجاني/ملاحظات وخواطر قصير ةسياسية وإيمانية باللغة العربية بدءاً من سنة 2011 وحتى 2013

صفحة تعليقات الياس بجاني الإيمانية/بالصوت وبالنص/عربي وانكليزي
مقالات الياس بجاني باللغة الفرنسية
مقالات الياس بجاني باللغة الإسبانية
مقالات الياس بجاني حول تناقضات العماد عون بعد دخوله قفص حزب الله مع عدد مهم من مقلات عون
مقالات للعماد ميشال عون من ترجمة الياس بجاني للإنكليزية
مقابلات أجراها الياس بجاني مع قيادات وسياسيين باللغتين العربية والإنكليزية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية 
بالصوت/صفحة وجدانيات ايمانية وانجيلية/من اعداد وإلقاء الياس بجاني/باللغةاللبنانية المحكية والفصحى
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2014
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لثاني ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2012
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2011
صفحةالياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية من 2003 حتى 2010

بالصوت حلقات “سامحونا” التي قدمها الياس بجاني سنة 2003 عبر اذاعة التيارالوطني الحر من فرنسا