اليكس فيشمان-يديعوت/نصر الله يطالب علنا بالتجنيد العام من أجل الدفاع عن البيت

227

نصر الله يطالب علنا بالتجنيد العام من أجل الدفاع عن البيت
اليكس فيشمان-يديعوت/جنوبية السبت، 6 يونيو 2015

بدأت منطقة اللاذقية في شمال سوريا تظهر مثل طهران صغيرة. السكان العلويون يغادرون، ويدخل إلى الشقق إيرانيون وصلوا إلى المنطقة مستغلين الاسعار الرخيصة من اجل السكن ومحاولة انقاذ شيء ما من الاستثمار الإيراني الضخم في سوريا.

تستعد إيران للمعركة الحاسمة على أملاكها في الشرق الاوسط. لن توجد بعد الآن حرب بين نظام الاسد وبين المتمردين. الاسد في أفضل الحالات هو عبارة عن دمية، ووظيفته الأساسية عدم تعويق الإيرانيين الذين أخذوا زمام الامور في أيديهم، ويقومون بالفعل بمحاربة المتمردين في ما تبقى من سوريا. في نهاية الاسبوع الماضي وصل الجنرال سليماني، قائد جيش القدس في حرس الثورة الإيراني، إلى اللاذقية، من اجل اقامة ما يشبه خط مغينو ـ خط دفاع من اجل المعركة الاخيرة على الحياة أو الموت للطائفة العلوية. وقد أعلن هذا الاسبوع بأن لديه «مفاجأة تغير الوضع»، وهذا نوع من التهديدات الفارغة التي تثبت أنه ليس لديه أي ورقة قوية وحقيقية.

 في منطقة الشاطيء السوري، شمال اللاذقية وجنوبها، تقع مدينة طرطوس، وفوقها يوجد التركيز الاكبر في العالم للطائفة العلوية: أكثر من مليوني شخص. اذا نجحت جبهة «الفتح»، وهي ائتلاف المتمردين السني، في السيطرة عليها فذلك سيكون نهاية قصة سلالة الأسد. من ناحية سليماني سيكون هذا أشبه بـ ستالنغراد. يتدفق إلى الخط الذي يقيمه مقاتلو حزب الله ومقاتلون من منظمات مؤيدة لإيران في سوريا ومنظمات شيعية عراقية وافغانية، يحاولون معا تأجيل النهاية. حسب صحيفة «السفير» اللبنانية المقربة من حزب الله، فقد نجح الإيرانيون في احضار 20 ألف مقاتل إلى هذا الخط من جميع أرجاء الشرق الاوسط، وهم يدافعون عن كل مدينة وكل قطعة ارض.

يقف الإيرانيون الآن أمام المفارقة ـ هل يستثمرون معظم جهودهم في منطقة الشاطيء السوري والابقاء على الميناءين الكبيرين، أم يُدخلون كتائب حرس الثورة في محاولة لقمع الحرب الاهلية، حتى تعود سوريا إلى ما كانت عليه عشية الحرب. لقد قالوا في محطة «الجزيرة» هذا الاسبوع إنهم لم يتخذوا قرارا رسميا بعد، لكن 1500 من مقاتلي حرس الثورة الإيراني دخلوا إلى القطاع السوري من اجل بدء التحضيرات. صحيح أنه ليس هناك طائرات أو قوات إيرانية في سوريا، لكن الاسد لم يعد جزءاً من المعادلة وما بقي من السلطة المحلية يُدار من قبل ضباط وخبراء في نظام آيات الله.

سلاح للمذابح

جبهة «الفتح»، التي تضم 8 منظمات سنية وتحارب الاسد ولا تشمل داعش أو القاعدة، وصلت إلى مفترق طرق. بعد أن احتلت مقاطعة ادلب ومدينة غسق الشرود وأريحا، يجب عليها أن تقرر اذا كانت تريد الدخول الآن إلى معركة الحسم أمام العلويين واحتلال اللاذقية، أم توجيه القوات لاحتلال مدن حلب وحمص وحماة، على أمل أن يؤدي ذلك إلى الانهيار النهائي للنظام الحالي.

الدخول إلى المنطقة العلوية سيقود إلى المعركة الحاسمة الطويلة التي سيُسفك فيها الكثير من الدماء، آلاف بل عشرات آلاف القتلى. الحديث ليس فقط عن الكراهية التي يحملها السنيون ضد العلويين بل ايضا الفوارق الدينية الشاسعة: ليس فقط اعتبار العلويين غير مسلمين حقيقيين، بل كونهم خانوا الإسلام وأدخلوا اليه عناصر من ديانات اخرى. مكانتهم أصعب من اليهود والمسيحيين، وليس غريبا أنهم في حالة فوضى لأنهم يعلمون أن النهاية قد اقتربت.

احتلال مقاطعة ادلب أدخل إلى ائتلاف المتمردين دما جديدا في مجال القدرة العسكرية. توجد في المقاطعة بضعة معسكرات تواجد فيها الجيش السوري، حيث أصبح لدى المتمردين دبابات وسلاح ثقيل. ايضا لديهم صواريخ مضادة للطائرات من نوع «ZSU23 « التي تستخدم ليس فقط لاسقاط الطائرات والمروحيات بل ايضا القتل بواسطة الاطلاق في خط مباشر. هذه الصواريخ هي سلاح فعال لمن يريد القيام بمذبحة في منطقة مدنية.

بعد الانتهاء من ادلب سيتوجه المتمردون جنوبا من اجل الهدف النهائي وهو محاصرة دمشق من الشمال والجنوب. هذه الجبهة تجد دعما مباشرا من دولتين اقليميتين كبيرتين هما السعودية وتركيا. وقد اصبح فجأة في أيدي المتمردين سلاح متقدم وصواريخ، والاموال للتدريب، التي تصل من الاردن وقطر. والملك السعودي الجديد، سلمان، دخل إلى الصورة بقوة من اجل اضعاف الجهد الإيراني في اليمن.

الطرف الثالث في الجبهة الشيعية، اضافة إلى الاسد وإيران، هو حزب الله. العدو رقم واحد لنصر الله ـ قائد جبهة النصرة التابعة للقاعدة، الجولاني ـ وصف وضع المنظمة هذا الاسبوع وقال: «في لحظة سقوط الاسد فان حزب الله سينهار». اذا حزب الله يحارب اليوم على وجوده، ويطلب نصر الله علنا التجنيد العام من اجل الدفاع عن البيت، لكن من وراء الكواليس توجد حالة هستيريا حقيقية ونقصان. يتوجه حزب الله إلى جهات كثيرة في العالم العربي وإيران من اجل الحصول على الوسائل القتالية المختلفة. الـ 100 ألف صاروخ التي خزنها من اجل اسرائيل لا تساعده الآن، والتنظيم الشيعي يحاول اقامة كتيبة فلسطينية في لبنان ودفع الرواتب للمقاتلين.

يُسارعون في النفي

تظهر علامات الخوف على زعيم حزب الله، حسن نصر الله. مصدر في المعارضة السورية قال هذا الاسبوع إن القصف الاسرائيلي في لبنان هو جزء من المناورة والحرب النفسية في محاولة لحرف الانظار عن الجبهة السورية. المناورة نجحت: حزب الله ذُعر، وعلى عكس عادته، سارع إلى نفي هذا القصف الذي كان من شأنه أن يزيد من كراهيته داخل لبنان. انجازات المنظمة العسكرية في الاسابيع الاخيرة محدودة جدا، والتهديد على المناطق اللبنانية ما زال قائما.

يستطيع حزب الله مواساة نفسه بالسيطرة على تل النبي يونس الاستراتيجية، لكن المعركة هناك مستمرة وهي تستنزف قواته، وعدد القتلى والمصابين وصل إلى الآلاف. اذا كان كل ذلك لا يكفي، فقد أصيبت المنظمة في الآونة الاخيرة باخفاقات عسكرية كان أبرزها ما حدث الاسبوع الماضي في قبرص حيث تم القاء القبض على شخص في حوزته 2 طن من المتفجرات كانت مُعدة لخلايا إرهابية في اوروبا. يوجد لدى حزب الله شعور أن شيئا فظيعا يحدث حول أمن المعلومات وأنه مكشوف.

يحاولون في اسرائيل اقناع الأمريكيين والاوروبيين بتأجيل رفع العقوبات عن إيران. حيث تخشى اسرائيل من أن تضخ هذه الاموال الادرينالين في صفوف حزب الله والإيرانيين الذين يقاتلون في سوريا. تنتشر الجهود الإيرانية الآن في الشرق الاوسط بدءً من اليمن ومرورا بالعراق وسوريا وانتهاء بلبنان. الحديث يدور عن الكثير من النفقات من اجل الابقاء على المصالح الإيرانية. الدولارات هي وصفة للتوسع الإيراني، والأمريكيون سيقدمون لهم الشيك على طبق من فضة.

(يديعوت 5/6/2015)