الياس بجاني/”توك” أي نقطة ضعف لقاء سيدة الجبل الوحيد هو بركة الراعي له

401

“توك” أي نقطة ضعف لقاء سيدة الجبل الوحيد هو بركة الراعي له
الياس بجاني/01 حزيران/15

لا يمكن لأي لبناني سيادي ومخلص لوطنه ومؤمن برسالته الحضارية والتعايشية أكان في بلاد الانتشار، كما هو حالنا، أم في الوطن الأم المقدس والمبارك، إلا وأن يرحب بلقاءات من مثل لقاء سيدة الجبل الذي عقد أمس. من هنا نحن بمحبة وصدق نرحب بالقرارات وبالبيان ونشد بفرح وأمل على أيدي المنظمين والمشرفين والمشاركين، إلا أن خوفنا الوحيد على هذا اللقاء وهو خوف مبرر بمفهومنا المتواضع والعملي إيمانياً وتجربة وممارسات وفهاً للهرطقات والانحرافات والإستكبار وثقافة المؤامرة، هو الخوف من مباركة سيدنا البطريرك بشارة الراعي له بعد أن كان عاداه علنية ومنع اجتماعاته في مقره الأم. كنا نتمنى أن لا تأتي هذه البركة الملغومة تحت أي ظرف لخوفنا على اللقاء، ولكن بما أنها جاءت فلنصلي جادين أن لا يكون لهذه البركة أية مفاعيل غير إيمانية أو ارتدادات سلبية، ونقطة على السطر. كما أننا نحمد الله على أن لا المظلوم ولا النصار كانا من ضمن المشاركين. وفي سياق إيماني نوجه تحية كبيرة ومن القلب والوجدان للمطران ال عن جد مطران ووطني وبيخاف ربنا، الكبير يوسف بشارة.

 *الكاتب  ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني Phoenicia@hotmail.com

 

في أسفل كل ما نشر اليوم عن لقاء سيدة الجبل في وسائل الإعلام اللبنانية

لقاء سيدة الجبل»: لا حلول فئوية لحماية لبنان

ربى كبارة/المستقبل/01 حزيران/15

اجمعت مداخلات الخلوة الحادية عشرة لـ»لقاء سيدة الجبل« التي انعقدت امس، على «ان لا حلول فئوية لحماية لبنان»، مشددة على ضرورة العمل على بلورة قراءة وطنية موحدة من اجل المساهمة في «ابتكار حلول وطنية لصالح الجميع، لان الحل الوحيد الممكن هو حل وطني يجب البحث والتفتيش عنه عبر هيئات وادوات منها على سبيل المثال لا الحصر، دور للمرجعية المسيحية بالتعاون مع سائر المرجعيات الدينية، خصوصا وان لبكركي سابقة مؤثرة في هذا المجال انطلقت عام 2000 بنداء المطارنة الموارنة المطالب بخروج الجيش السوري«، و لان «الوجود المسيحي يحول دون الانزلاق الى حرب مذهبية» كما قال احدهم. في مداخلته.

فحماية البلد تحتاج الى خطوات ومبادرات هي هدف الخلوة، التي انعقدت في دار سيدة الجبل- فتقا بعد غياب ثلاثة اعوام عن المقر الذي شهد تاسيسها وخلواتها السنوية حتى العام 2007، تسعى لمواجهة حملات التخويف المجاني من تمدد تنظيم «داعش« لان الهواجس والمخاوف تسكن ضمائر الاقليات وكذلك الاكثريات المعتدلة.

كما وان المعضلات، ومنها ازمة الرئاسة الاولى، لا يمكن ان تحل مسيحياً بمعزل عن المسلمين بما يعني ان لا رئاسة في المدى المنظور وبالتالي الدولة كلها في خطر بما يفسح المجال واسعا لاستشراء الحرب المذهبية. وانسحاب المسيحيين من الحياة السياسية باعتبار ان هذه الحرب لا تعنيهم يجعلهم من جملة الخاسرين عندما يفقدون البلد.

تميزت الخلوة الحالية بمشاركة مستجدة من المطران يوسف بشارة الذي كان لحضوره دور محوري في قيام «لقاء قرنة شهوان» المسيحي المعارض، الذي فتح الباب لتجمع متنوع تجسد في «لقاء البريستول» قبل ان يتبلور في «قوى 14 آذار« بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وتمحورت مداخلة المطران بشارة حول نص بعنوان «الكنيسة المارونية والسياسة» من ضمن وثائق مجمعية صدرت منذ تسع سنوات وفيه «ان العيش المشترك ليس فقط قدر اللبنانيين ولكنه ايضا خيارهم الحر». وقد شدد على ان النص يبين ان تجديد تجربة العيش المشترك لا يوفر ضمانا لمستقبل لبنان وحسب بل يشكل ضرورة لمحيطه العربي فالتجربة اللبنانية «نمط حضاري راق لمجتمعات تتميز بالتنوع والتعدد ولتعريف العروبة كرابطة حضارية تقرب بين العرب». كما دعا الى تفعيل «لقاء سيدة الجبل» حتى ينتج «لقاءات لبنانية مشتركة في كل لبنان«.

واكد النائب السابق سمير فرنجية على اهمية «اعادة الاعتبار لاتفاق الطائف بعد ان شوهته سنوات الوصاية السورية» ليكون «نموذجا يمكن الاقتداء به لحل مشكلة التنوع الديني والعرقي الذي يميز الشرق العربي» بما يعني خروج الدول المأزومة مثل العراق وسوريا باتفاقات على غرار الطائف.

ولفت الى اهمية دور الانتشار في «وضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته» لان انهيار تجربة عيشنا المشترك ستساهم في تفاقم العنف «ليس في المنطقة العربية فقط بل ايضا في الغرب«.

ودعا المحلل والكاتب السياسي احمد الغز الى انتاج «قَسَم لبناني على الهوية» اسوة بالقسم الذي يتلوه الحائز على جنسية دول تحترم نفسها، مقترحا ان يستوحى من العبارة الواردة في رسالة بطاركة الشرق الاولى «ان المسيحيين يشكلون جزءا موضوعيا من الهوية الوطنية للمسلمين، مثلما يشكل المسلمون جزءا موضوعيا من الهوية الوطنية للمسيحيين فهم جميعا والحال هذه مسؤولون عن بعضهم امام الله والتاريخ«.

وذكر منسق الامانة العام لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد بقول المجمع البطريركي الماروني عام 2006 «ان الموارنة ليسوا اقلية ترتبط بعلاقات جوار وتساكن مع الآخرين بل جماعة لها دور فاعل من خلال تواصلها وتفاعلها مع كل الجماعات في رسم مستقبل مشترك» وقال «خلاصنا بوحدتنا، فاما ان ننجو موحدين واما ان نغرق فرادى«.

وقد شدد البيان الختامي للخلوة التي حضرها نحو 200 شخصية من ممثلي القوى السياسية وقادة الرأي على «ضرورة اعادة الاعتبار لاساسيات عيشنا المشترك عبر اعادة الاعتبار لاتفاق الطائف، بحيث لا حلول فئوية لحماية لبنان«. وشدد على ان الرئاسة الاولى لا تعالج معضلتها من موقع مذهبي وكذلك امن الحدود وحماية البلد. ودعا الى مراجعة مسيحية «لاستكشاف اسباب تراجع المبادرة المسيحية بعد دورها المميز في التأسيس لانتفاضة الاستقلال، وذلك عبر تنظيم ورشات حوار وعمل».

وكان اللقاء إستهلّ بكلمة المطران يوسف بشارة، الذي قال فيها: «في إطار اهتمامات لقاء سيّدة الجبل الوطنيّة والمسيحيّة. وفي الجوّ الإقليمي المطبوع بالعنف والإرهاب وتمدّد الدولة الإسلاميّة، وما يخلقه من هواجس وتخوف لدى المسيحيين وتخويفهم، من جراء ما لحق بإخوانهم من تهجير وتقتيل في العراق وسوريا. وفي جو داخلي متأزم على أكثر من صعيد ولا سيما الفراغ في رئاسة الجمهورية وما تمثله من رمزية لدى المسيحيين وانتظام في السياسة.

تنحصر مداخلتي على تبيان هذه المفاصل الثوابت التي أبرزتها في ما بعد شرعة العمل السياسي في ضوء تعاليم الكنيسة وخصوصية لبنان والمذكرة الوطنية التي أصدرها نيافة الكاردينال البطريرك بشاره الراعي دون إغفال المواقف الوطنية المشرّفة والجريئة التي عبّر عنها نيافة الكاردينال البطريرك نصر الله صفير على مدى ربع قرن في ظروف صعبة التعقيد، محاطاً بمجلس الأساقفة الموارنة المتماسك«.

وضمّن بشارة كلمته محاور عدة. ففي الأول تناول النص المسار التاريخي للكنيسة المارونية في المجال السياسي منذ البدايات حتى المرحلة المعاصرة. وفي الثاني عالج مرحلة ما بعد الحرب واتفاق الطائف الذي كان للكنيسة دور في إرسائه وخاصة لأنه اعتبر العيش المشترك أساس العقد الاجتماعي بين اللبنانيين ولا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك. وأشار الى المذكرة المفصلة التي رفعها مجلس المطارنة الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري سنة 1998 يحلّل فيها الواقع المتدهور ويعرض أساليب المعالجة، الى أن يصل الى النداء الشهير الصادر في الديمان في 20/9/2000، عن مجلس المطارنة الموارنة برئاسة السيد البطريرك مطالباً بإنهاء سلطة الوصاية السورية واستعادة السيادة والاستقلال والقرار الحرّ بعد تحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الاسرائيلي). (وعلى أثر هذا النداء، نشأ لقاء قرنة شهوان الذي ضمّ نخبة من رجال الفكر والسياسة والأحزاب حتى يجسّدوا هذا النداء في مواقفهم ومواقعهم وحتى لا تكون السلطة الكنسية دائماً في الواجهة). وتطرق الفصل الثالث الى التحدّيات مركّزاً على العيش المشترك وبناء دولة ديموقراطية حديثة والمصالحة مع السياسة. سنتوقف على هذا الفصل ببعض التفصيل لأن طروحاته لا تزال صالحة لحلّ المشاكل التي تنتابنا اليوم.

فقد أكد أن «التحديات التي تواجه اللبنانيين تبدأ بالعيش المشترك، فالمسلمون كما المسيحيون، خبروا العيش المشترك، بحرية ومسؤولية على مدى قرون طويلة، فكانت حقبات مضيئة، لم تخلُ من بعض الصعوبات. لذلك فهم يتحمّلون مسؤولية ترسيخ هذا العيش، وتخطي ما لحق به من خلل ومشاكل، لأن ما يجمع بينهم هو أكثر مما يفرّق: العيش المشترك اذاً هو «مسؤولية نحملها معاً أمام الله، لأن الله هو الذي دعانا وأراد لنا أن نكون معاً، وأن نبني معاً وطناً واحداً. وجعلنا في هذا البناء المشترك مسؤولين بعضنا عن بعض»، مذكراً بأن «الحرب كادت تقضي على العيش المشترك. إنما قام استقلال لبنان من جديد في العام 2005 على موقف مشترك مسيحي وإسلامي يؤكدّ على أن اللبنانيين لهم الحق في وطن حرّ ومستقلّ يعيشون فيه مختلفين من حيث الانتماء الديني ومتساوين في مواطنيتهم ومصيرهم الواحد كما يبيّن أن رسالة لبنان في هذا المجال ضرورية «لأن التحدّي الأكبر الذي يواجه البشرية اليوم، هو مشكلة العيش معاً بين مختلف العائلات البشرية«.

وأشار الى أن «التحدي الثاني هو بناء دولة ديموقراطية حديثة تقوم على التوفيق بين المواطنية والتعددية. هذه الدولة المنشودة هي التي تؤمّن التمييز الصريح، حتى حدود الفصل بين الدين والدولة، بدلاً من اختزال الدين في السياسة أو تأسيس السياسة على منطلقات دينيّة، مثل الحرية والمساواة في الحقوق والواجبات. ولفت الى الإنسجام بين حق الفرد في تقرير مصيره وحق الجماعات في خياراتها. والانسجام بين استقلال لبنان ونهاية كيانه وبين انتمائه العربي وانفتاحه على العالم». وشدد بشارة على أن «التحدي الثالث هو في المصالحة مع السياسة. وهذا يتضمن ثلاثة عناوين: المشاركة في إدارة الشأن العام وفيه تفصيل لمفهوم السياسة وممارستها السليمة. الإلتزالم بالقيم الإنجيلية لتجدد روحي لدى الموارنة في الإلتزام السياسي وتفعيله وتجديد القيادات ومحاسبتها. ثم تعزيز الثقافة والممارسة الديموقراطية مع تركيز على دور الشباب والمرأة«.

الغز

ثم ألقى الكاتب والمحلل السياسي أحمد الغز كلمة قال فيها: «جاءت الألفية الجديدة لتحمل معها بشائر امل جديد بعد سنوات طوال من الشيء ونقيضه.. وكنا نعيش بما يشبه الدولة.. ولدينا شيء من الامل باستعادة الدولة والوفاق والشراكة والانتظام. تميزت هذه الالفية الجديدة بالنداء الحدث الذي دق ساعة العمل لاستعادة الدولة بعد الوفاق والوحدة والاعمار، وليضع الأولويات الوطنية بعد الاحتلال والوصاية. وكان لقاء سيدة الجبل الاولى ثمرات ذلك النداء الوطني«.

أضاف: «اعترضت تلك الارادة الوطنية المتجددة استحقاقات كبيرة.. وانقسم لبنان بين مَن يريد السير بالدولة والمجتمع الى التقدم والحرية والسيادة والاستقلال والازدهار، وبين مَن يريد إعادة عقارب الزمن الى الوراء وفي احسن الاحوال البقاء حيث كنا، بين الدولة واللادولة والوطن واللاوطن والوحدة واللاوحدة. اننا نلتقي اليوم وبعد سنوات طويلة وثقيلة في لبنان والمشرق بشكل خاص الذي كان ولا يزال يشكل فيه نجاح التجربة الوطنية اللبنانية خلاصاً لمكوناتها التي تعيش أسوأ أيامها، اكثريات وجماعات. ان مجرد اللقاء في سيدة الجبل هذا العام يعتبر انتصاراً للارادة الوطنية الخلاقة في ابتكار آليات الاجتماع الوطني، بدلاً من النصوص والبيانات.. فالغاية الوطنية الكبرى الآن هي اجتماع اللبنانيين حول وحدتهم وبناء دولتهم«.

لقد راجعت خلال الايام الماضية الكثير مما هو مكتوب او موثق وصادر عن لقاءات سيدة الجبل.. وكانت كلها تقريباً تنطلق من النداء التاريخي للبطاركة الموارنة عام 2000.. ولقد لفتني ما جاء في البيان الختامي للقاء سيدة الجبل عام 2013، والذي انعقد تحت عنوان: «لاعادة تأسيس العيش معاً بشروط الدولة بدلاً من شروط الميليشيا».. واستوقفتني الفقرة التي تقول « ان المسيحيين في الشرق جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسلمين كما ان المسلمين في الشرق جزء لا يتجزأ عن الهوية الحضارية للمسيحيين.. وانهم جميعاً من هذا المنطلق مسؤولون عن بعضهم البعض امام الله والتاريخ«..

ولقد وجدت في هذا النص المرجعي ما كنت أبحث عنه منذ وقت طويل.. وهو قسم او تعهد للهوية اللبنانية.. فعلى ماذا يقسم او يتعهد الفرد اللبناني اليوم كي يصبح مواطناً لبنانياً؟

واعطى الغز أمثلة كيف يصبح الفرد مواطناً في الامارات العربية المتحدة وفي استراليا وايطاليا وغيرها وكيف يقسم اليمين على الاخلاص لوطنه.

وقال: «انها نصوص حاكمة للهوية في هذه الدول.. وانني اتطلع ان يصدر عن هذا اللقاء الوطني في سيدة الجبل في 31 ايار 2015 نص مماثل يكون ملزماً لمن يوقعه.. ويكون بمثابة اعادة تجديد للهوية الوطنية. وانني اجد نصاً ملائماً في الفقرة التي ذكرناها عن رسالة بطاركة الشرق الاولى.. أي «ان المسيحيين يشكلون جزءاً موضوعياً من الهوية الوطنية للمسلمين، مثلما يشكل المسلمون جزءاً موضوعياً من الهوية الوطنية للمسيحين.. فهم جميعاً والحال هذه مسؤولون عن بعضهم امام الله والتاريخ..».

وختم: «اتمنى ان تستطيع هذه العامية الوطنية، المكونة من فلاحي المدنية اللبنانية، تحويل لقاء سيدة الجبل هذا العام الى معمودية مدنية للمواطنة اللبنانية عبر انتاج القسم اللبناني على الهوية..

فلقد عشنا سنوات طويلة كما يريد الآخرون.. وشهدنا سقوط دولتنا وتفكك مجتمعنا واحتلال أرضنا وزوال سيادتنا.. وشهدنا وكيف استُهدف بالقتل والاغتيال كل من حمل لواء وحدتنا واستقلالنا وحريتنا وتقدمنا.. وبذلك نكون حُرمنا من العيش كما نريد في دولة مدنية حديثة وبكرامة وحرية».

سعيد

ثم كانت مداخلة منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، الذي قال: «تنعقد خلوتنا الحادية عشرة اليوم في ظل تعقيدات أحداث المنطقة، هذه الأحداث التي تتطلّب منا توحيد القراءة السياسية وترتيب الأفكار والعناوين والأولويات ومن ثم المبادرة إلى إنقاذ لبنان بالشراكة الكاملة مع المسلمين وتحديد موقعه في عالمٍ عربي جديد ترتسم معالمه في ظل التشويش والفوضى. إن الخلاص الوحيد لنا جميعاً هو في ابتكار الحلول التي يجتمع حولها اللبنانيون، مسلمين ومسيحيين، وليس هناك من حلولٍ فئوية لكل طائفة على حدة«.

أضاف: «إن مساعدة المسيحيين على الخروج من خوفهم وانسحابهم من الحياة الوطنية لا تتمّ عبر ابتكار وسائل مسيحية خاصة تمكّنهم من استعادة دور طليعي، ولا يمكن كسر احتكار حزب الله للطائفة الشيعية من خلال أدواتٍ شيعية صافية، كما يُخطئ السنّة إذا ظنّوا أن الإعتدال إذا بقي سنّياً هو قادرٌ على حصر التطرّف داخل طائفتهم. وقد برهنت سياسة الدروز، المشابهة لسياسة الموارنة في الإنكفاء، على أنها قاصرة أيضاً. لذا خلاصنا هو بوحدتنا، فإمّا أن ننجو موحّدين وإمّا أن نغرق فرادى«، مؤكداً أن «الموارنة أخطأوا عندما اعتبروا أن انتخاب رئيسٍ للبلاد هو من اختصاصهم، بحجّة أن رئاسة الحكومة اختصاص الطائفة السنّية ورئاسة المجلس النيابي اختصاصٌ شيعي. كما أخطأ المسلمون عندما قالوا ما معناه: «فليتفقوا ويبلغونا الجواب«، وكأنهم بهذا القول يساعدون المسيحيين في انسحابهم من الحياة الوطنية أو في مقاربتهم التبسيطية والتي لم ولن تنتج رئيساً بعد سنة من الشغور«. وختم سعيد: «إن انتخاب رئيسٍ جديد للبلاد هو مسؤولية وطنية مشتركة، وإذا نجحنا في وضعها حيث يجب أن تكون فسننتخب رئيساً من دون انتظار موازين القوى الإقليمية والمصالح الدولية. إن دورَنا يتجاوز قانون الإنتخاب والإنماء في المناطق، فحضورنا لا يرتبط بصلاحيات دستورية، وإذا سكنتنا هواجس الديموغرافيا والجغرافيا وموازين القوى فنحن إلى زوال«.

فرنجية

أما عضو الأمانة العامة لقوى «14 آذار« النائب السابق سمير فرنجية، فألقى مداخلة بعنوان «دور المسيحيين في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والتطورات الإقليمية«. فرأى أنه «في ظل الأخطار الداهمة التي تحدق بمنطقتنا، وانعكاساتها المريعة على الواقع اللبناني، وما يرافق ذلك من انهيار بنيوي في مكوّنات الدولة ومؤسساتها، وفي معنى الجمهورية، والعيش معاً، لا بد لنا من طرح سؤال: ما الذي ينبغي أن نفعله كمسيحيين وكلبنانيين لحماية وطن بات مهدداً بالسقوط؟«. وأكد أن «حماية الوطن تتطلب منا أن لا نكرر أخطاء الماضي فنربط الاستحقاقات الدستورية بالصراعات على السلطة في ما بيننا، وأن لا نحولها ورقة يستخدمها الخارج خدمة لمصالحه كما هو حاصل اليوم، بل أن نقدم فوراً على انتخاب رئيس للجمهورية مهمته الأولى منع انهيار مؤسسات الدولة«.

وقال: «إن حماية الوطن تحتاج منا كمسيحيين، العمل على منع الحرب بين المسلمين، حمايةً للمسلمين وللمسيحيين، وللكيان اللبناني بعدما دخلت المنطقة العربية حرباً دينية تشبه إلى حدّ بعيد «حرب الثلاثين سنة» التي دمّرت المجتمعات الأوروبية، في مواجهات دامية ما بين الكاثوليك والبروتستانت خلال القرن السابع عشر. إن منع الحرب بين شركائنا في الوطن هو مسؤوليتنا«.

وشدد فرنجية على أن «هذه الحماية تحتاج الى إعادة الاعتبار الى النموذج اللبناني في العيش المشترك، هذا النموذج الذي يكتسب اليوم أهمية استثنائية في منطقة يجتاحها عنفٌ مجنون. فينبغي علينا، الآن، وأكثر من أي وقت مضى، تظهير فرادة التجربة اللبنانية في العالم عموماً، من حيث شراكة المسيحيين والمسلمين في إدارة دولة واحدة، وفرادتها في العالم الإسلامي خصوصاً، من حيث شراكة السنَّة والشيعة في إدارة الدولة ذاتها، ولا بد هنا من التذكير بأن الكنيسة المارونية، والكلام هنا للمجمع البطريركي الماروني، «ساهمت في بلورة الأسس والمفاهيم التي ارتكز عليها اتفاق الطائف (1989). ورأت أنه يثبّت أولويّة العيش المشترك على كلّ ما عداه، ويجعل منه أساسًا للشرعيّة«.

ودعا فرنجية الى «تنقية الذاكرة، كما ورد في الإرشاد الرسولي، وطيّ صفحة الماضي نهائياً وتحصين الوضع الداخلي من احتمالات العودة الى الوراء من خلال إتمام المصالحة الوطنية بصورة شاملة ونهائية على قاعدة الإقرار بالمسؤولية المشتركة عن خطايا الحرب«. وقال: «تأسيساً على ما تقدم وادراكاً منا بأن مصير كلّ واحد منا مرتبط بمصير الآخر، وأنّ خلاص لبنان يكون لكلّ لبنان أو لا يكون، ويقوم بكلّ لبنان أو لا يقوم، ذلك أنّه ليس من حلّ لمجموعة دون أخرى، ولا لمجموعة على حساب أخرى، ووفق ما جاء في المجمع البطريركي الماروني، نرى أن حماية لبنان في هذا الظرف الصعب تحتاج الى خطوات ومبادرات على أكثر من صعيد، منها: دعم الجهود التي تبذلها الكنيسة لدفع النواب الى تحمل مسؤولياتهم وانهاء الفراغ في سدة الرئاسة الذي بات يعرض مؤسسات الدولة الى خطر الانهيار. ودعوة الكنيسة الى التواصل مع القيادات الروحية المسيحية-الاسلامية في لبنان والعالم العربي والعمل معها على حماية الدين من خطر توظيفه في مشاريع سياسية تبريراً للعنف والتطرف ورفضاً للعيش مع الآخر المختلف«. وختم: داعياً الى «ضرورة دعوة الجامعة العربية الى اصدار موقف يؤكد ضرورة المحافظة على التنوع الديني والمذهبي والعرقي الذي يميز عالمنا العربي باعتباره مصدر غنى للجميع وشرطاً لمواجهة التطرف والارهاب«.

http://www.almustaqbal.com/v4/article.aspx?Type=NP&ArticleID=662915

لقاء سيدة الجبل: «صح النوم دكتور»

سعيد وفرنجية: رفع الحرم البطريركي (مروان بوحيدر)

عقد لقاء سيدة الجبل خلوته الحادية عشرة في الدير الذي مُنع من دخوله لأربع سنوات. لم يأت البيان الختامي بأي جديد. الأهم في اللقاء كان «بركة» البطريرك بشارة الراعي الذي أنهى مقاطعته لهذا الفريق

ليا القزي

لم يسقط «الحرم المستور» الذي أصدره الكاردينال بشارة الراعي بحق النائبين السابقين سمير فرنجية وفارس سعيد وما يمثلان لأنهما تلوا فعل «الغفران». ما حصل أن الراعي هو الذي بادر واتصل بالرجلين بعد أن قرر إعادة تفعيل علاقاته بمختلف القوى السياسية. التغيير الذي تشهده بكركي تمثل أمس بأن عاد لقاء سيدة الجبل في مؤتمره الحادي عشر إلى موقعه الأساسي. فقد استجابت راهبات الدير وفتحن أبوابه لسعيد ورفاقه. الأهم، بالنسبة إلى «الدكتور»، أن يُكلف الراعي المطران يوسف بشارة تمثيله، والأخير واكب انطلاق لقاء قرنة شهوان، ويوصف بـ«رجل المهمات الصعبة».

هي الوجوه نفسها تنتقل من مقر الأمانة العامة في الأشرفية إلى فتقا، مروراً بالبيال. حتى البيانات تعيد تكرار «النغمات» عينها مع بعض التنقيح، إلى حدّ أن الأمر التبس على الوكالة الوطنية للإعلام التي نشرت مقررات خلوة العام الماضي. رغم ذلك، يُصر سعيد على أن «هذه الخلوة أعادت وضع الأمور في نصابها الصحيح». أما فرنجية، فرأى أنه «أياً يكن مدى هذا اللقاء، فهو يبقى أفضل من الكلام الفارغ في من سيكون رئيساً للجمهورية».

عند التاسعة صباحاً بدأ المدعوون بالتوافد إلى فتقا. حضر ممثلون عن الأحزاب الآذارية، من بينهم النائب السابق غطاس خوري الذي اختلف مع سعيد سابقاً بسبب مؤتمر الدفاع عن المسيحيين في الشرق الأوسط، وقال له: «صح النوم دكتور». لقي خوري ترحيباً خاصاً، على العكس من حزبي الكتائب والوطنيين الأحرار وممثلة الائتلاف الوطني السوري في لبنان عليا منصور، الذين «تذكر» سعيد لاحقاً الترحيب بهم، فعلق أحد الموجودين: «القوات اللبنانية أجهضت ولادة المجلس الوطني وحاربته، لكنه لا ينساها على العكس من الأحرار الذي حضر بوفد كبير». قبل البدء بدقائق، توجه سعيد ناحية فرنجية ليسأل عن كيفية توزيع الكلمات ويُبلغه أن المطران طلب أن يلقي الدكتور إيلي رزق الله كلمة اقتصادية. «سأتكلم في النهاية»، قال فرنجية.

الوجوه نفسها تنتقل من مقر الأمانة العامة إلى فتقا مروراً بالبيال

افتتح الكلمات المطران بشارة الذي نقل تحيات الراعي وتمنياته بنجاح اللقاء. لم يكتم أحد رواد الأمانة العامة دهشته: «أوف، يتمنى لنا النجاح أيضاً؟». تحدث بشارة عن «العيش المشترك الذي هو نمط حياة». أما الهدف، فهو «الفصل بين الدين والدولة (…) والانسجام بين استقلال لبنان ونهائية كيانه وبين انتمائه العربي وانفتاحه على العالم». بعد ذلك تتابعت الكلمات، فتحدث كل من: سعيد، رزق الله، الكاتب أحمد الغز وفرنجية الذي تقاطعت كلمته مع البيان الختامي وكأنه هو كاتبه.

طلب سعيد من الإعلام مغادرة القاعة لبدء الخلوة، إلا أن أوائل الخارجين كانوا المدعوين الذين أجمعوا على «رتابة اللقاءات، خاصة في هذا الظرف الذي تمر به المنطقة». عضو الأمانة العامة نوفل ضو، كان «قائد فرقة المشاغبين»، فلم يملّ من تكرار انتقاده لرفع صور اللواء عباس إبراهيم على طريق كسروان «إجا افتتح غرفة بمخفر غزير فعلّقوا صوره». انتقاداته طاولت أيضاً العميد شامل روكز: «ما هي الإنجازات التي قام بها؟ تهريب شاكر العبسي وأحمد الأسير؟».

أما النقاش في الداخل، فقد استُكمل حول ضرورة التعاون بين المسلمين والمسيحيين. سألت عليا منصور: «لماذا لا ينظم البطريرك مؤتمر الاعتدال ويدعو الائتلاف إلى المشاركة؟». أما رئيس منظمة الطلاب في «الوطنيين الأحرار» سيمون ضرغام، فانتقد الراعي ودور بكركي الذي تقلص من وطني إلى الانشغال بأمور مثل كازينو لبنان والحوض الرابع في مرفأ بيروت ودواخين معمل ذوق مكايل.

عند الواحدة، تُرك سعيد وحيداً في القاعة يتلو المقررات الختامية: انتخاب الرئيس مسؤولية وطنية، إعادة الاعتبار إلى اتفاق الطائف، تنقية الذاكرة، دعم جهود الكنيسة لدفع النواب إلى تحمل مسؤولياتهم، دعوة الكنيسة إلى التواصل مع جميع القيادات الروحية في لبنان والعالم العربي، تشكيل هيئة تتولى التواصل مع المسيحيين العرب، مراجعة مسيحية لاستكشاف أسباب تراجع المبادرة المسيحية.

لا يبدو أن سعيد سيأخذ بنصيحة صديقه النائب السابق منصور البون الذي يقول له دائماً: «البيان أهم من الصورة. حرام كيف تقلص حجمكم من قرنة شهوان إلى هكذا لقاءات».

http://www.al-akhbar.com/node/234417

خلوة «سيدة الجبل»: انتخاب الرئيس مسؤولية وطنية مشتركة

غراسيا بيطار الرستم 01-06-2015

نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 2015-06-01 على الصفحة رقم 3 – سياسة

في بداية الحرب اتخذت «الجبهة اللبنانية» من دير سيدة الجبل مقرا لها. كان خصوم الجبهة يصفونها ب»الانعزالية» لورود النظام الفيدرالي في طروحاتها. كشرت الحرب عن انيابها، فأنشأت «الجبهة»، التي كانت تضم حينها «الكتائب اللبنانية» و»نمور الاحرار» و»حراس الارز» و»التنظيم»، ذراعها العسكرية تحت إسم «القوات اللبنانية» بقيادة بشير الجميل. انتفت «الجبهة اللبنانية» على مرحلتين: الاولى بعد اغتيال طوني فرنجية وعائلته، والثانية بعد اغتيال داني شمعون وعائلته.

عندما ولد «لقاء سيدة الجبل» عام 2001 ودأب على التشديد لاحقا انه ليس ضمن الاطار التنظيمي ل «14 آذار»، انتقده خصومه لرمزية المكان: «يبدو ان فارس سعيد يسعى ان يكون خليفة كميل شمعون!». حافظ «اللقاء» على خلواته وخطابه طوال تلك السنوات وعقد امس الطبعة 11 منها».

رسالة واحدة انعكست في كل المداخلات التي ألقيت في الخلوة الحادية عشرة لـ «لقاء سيدة الجبل»، العلني منها والمغلق، ومفادها أن «انتخاب رئيس الجمهورية مسؤولية وطنية مشتركة لا يجب ان ترمى على عاتق المسيحيين وحدهم». يعتبر اللقاء ان «التفكير الأحادي، اي رئيس للمسيحيين ورئيس للشيعة ورئيس للسنة وآخر للدروز، اذا ما استمر على ما هو عليه فإن البلد سائر نحو حرب اهلية كما يحصل في اليمن وسوريا والعراق».

لم تشأ 36 شخصية، التقت في دير فتقا، ان تمارس ما يمكن تسميته «عرض عضلات» او سواه وإنما «تأكيد على الثوابت». لم يأت «اللقاء» على ذكر اي من المبادرة «البرتقالية» الرئاسية ولا مبادرة بعض الشخصيات من فريق «14 آذار» تجاه بكركي. يشرح النائب السابق فارس سعيد لـ «السفير»: «العماد ميشال عون لم يطرح مبادرة إنقاذية وإنما طرح إمكانية وصوله الى الرئاسة، وأما نواب 14 آذار فقصدوا بكركي لكي يتمنوا عليه أن يفرّق بينهم وبين غيرهم لناحية الحضور الى المجلس النيابي وعدم المقاطعة. الخلوة جاءت لتقول أن لا حلول فئوية وإنما الحل بالوحدة، فكل مرة توافق اللبنانيون صنعوا المعجزات كما حصل في 2005».

خلوة الدير تدعمها بكركي. الدعم الكنسي، على ما تقول اوساط البطريركية، ينطلق من دعم البطريرك بشارة الراعي لكل جلسات الحوار والنقاش من اجل الخروج من الشغور الرئاسي.

حضر المطران يوسف بشارة ممثلا الراعي، كما حضرت مجموعة من اهل الفكر والسياسة والإعلام والوجهان الأساسيان للقاء «الثنائي الذي لا يفترق»: فارس سعيد وسمير فرنجية.

يمكن اختصار التوصيات التي صدرت بعنوان أنَّ «المطلوب الشراكة الكاملة بين المسيحيين، فلا حل مسيحياً لأزمة المسيحيين ولا حل إسلامياً لأزمة المسيحيين». وورد في البيان الرسمي أنَّ «حماية لبنان تتطلب من المسيحيين العمل على منع الحرب بين المسلمين، سنة وشيعة، حماية للكيان اللبناني. وأنَّ انتخاب رئيس جمهورية لبنان هو مسؤولية وطنية مشتركة، ولا يمكن أن تكون من مربع طائفي مسيحي».

وشدد البيان على ضرورة «إعادة الاعتبار لنموذج العيش المشترك في لبنان واحترام اتفاق الطائف وتنقية الذاكرة الوطنية عبر المصالحة الوطنية الشاملة على قاعدة الإقرار بالمسؤولية المشتركة عن خطايا الحرب». كما دعا «اللقاء» الى «دعم الجهود التي تبذلها الكنيسة لدفع النواب الى تحمل مسؤولياتهم لإنهاء الفراغ في سدة الرئاسة الذي بات يعرض مؤسسات الدولة الى خطر الانهيار». بالإضافة الى دعوته جامعة الدول العربية «إلى إصدار موقف يؤكد ضرورة التنوع الديني والعرقي الذي يميز العالم العربي باعتباره مصدر غنى للجميع وشرطاً لمواجهة الإرهاب. والشروع في مراجعة مسيحية لاستكشاف اسباب تراجع المبادرة المسيحية بعد دورها المميز في التأسيس لانتفاضة الاستقلال، وذلك عبر تنظيم ورشات حوار وعمل».

وكان سعيد أكد في كلمته انه «لا يمكن كسر احتكار حزب الله الطائفة الشيعية من خلال ادوات شيعية صافية، ويخطئ السنّة اذا ظنوا ان الاعتدال اذا بقي سنِّيا هو قادر على حصر التطرف داخل طائفتهم. فضلا عن ان الانكفاء اثبت قصوره لدى الدروز، والمسيحيين. ولذلك فإن الحل يكون بالوحدة».وبينما جاءت كلمة فرنجية كمسودة للتوصيات والتي ختمها بقوله «ليس قدر لبنان ان يكون منذوراً لحروب مستدامة»، خصص المطران بشارة مداخلته لتبيان «مفاصل الوثائق المجمعية التي اصدرتها الكنيسة».

http://assafir.com/Article/8/422824

 

خلوة «سيدة الجبل»: حماية المسيحيين ليست بتحالف الأقليات

دولي الإثنين، ١ يونيو/ حزيران ٢٠١٥

بيروت – «الحياة»

أعلنت خلوة «لقاء سيدة الجبل» عن إنشاء «لجنة تحضيرية، للإعداد لإطلاق كتلة لبنانية عابرة للطوائف تحمي لبنان وسلامه الدائم»، مؤكدة أنها ستعمل على أساس «لا تمييز بين إرهاب وإرهاب، فلا يمكن أن نشعر بالاشمئزاز من جرائم «داعش» ونتغاضى عن جرائم الأسد أو نتكتَّم عليها». وأكد المشاركون في توصيات الخلوة السنوية الـ 11 في فتقا، بعنوان «انتخاب رئيس واجب ومسؤولية وطنية مشتركة»، ان «ارهاب «داعش» يستدعي أخلاقياً ومنطقياً أن ندين الارهاب الذي يمارس بحق الشعب في سورية والإرهاب الذي يمارس ضد المدنيين في غزة». وأكدوا أن «الإرهاب يطاول الجميع، الأقليات كما الأكثرية. صحيح أن المسيحيين والأقليات يتعرضون للإرهاب والتهجير على يد «داعش» إلا أن معظم ضحاياه من المسلمين. ومن يتعرض للقتل في سورية منذ 3 سنوات ليست الأقليات وإنما الأكثرية».

وشددوا على أن «حماية المسيحيين لا تكون من خلال تحالف الاقليات، وهو تحالف يضع المسيحيين في مواجهة عدائية، بل في حال حرب، مع الغالبية المسلمة»، لافتين إلى أن «ربط مصير المسيحيين في الشرق بأنظمة أقلوية مستبدة، تحت شعار تحالف الأقليات، يشوِّه طبيعة الوجود المسيحي كشريك للمسلمين في بناء أنظمة مدنية ديموقراطية، ويلحق المسيحيين بمشروع هيمنة أقلية لا حظ له في النجاح وبدأ بالأفول». وأكدوا أن «ليس هناك حل مسيحي خاص لمشاكل المسيحيين، بل حل شامل لكل مشاكل المنطقة، وللمسيحيين دور فاعل فيه». وأشاروا إلى أن «التجربة اللبنانية في العيش معاً يمكن أن تقدم للمجتمعات العربية التعددية نموذجاً يحتذى به» . وحضر الخلوة ساسين ساسين ممثلاً الرئيس امين الجميل، النائب أحمد فتفت ممثلاً الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري، المطران يوسف بشارة ممثلاً البطريرك الماروني بشارة الراعي، النائب ايلي عون ممثلاً النائب وليد جنبلاط، النواب جان اوغسابيان وغطاس خوري وأمين وهبي، النواب السابقون مصطفى علوش وجواد بولس وسمير فرنجية، الحاكم السابق لمصرف لبنان الشيخ ميشال الخوري، رئيس جهاز التواصل والاعلام في «القوات اللبنانية» ملحم الرياشي ممثلاً ر|ئيس الحزب سمير جعجع، وعليا منصور عن الائتلاف السوري المعارض وشخصيات حزبية ومستقلة. وكان المطران يوسف ذكَّر في كلمته «بوثائق مجمعية أصدرتها الكنيسة المارونية قبل تسع سنوات يجيب مضمونها على تساؤلات وهواجس المسيحيين واللبنانيين». ودعا منسق الأمانة العامة لـ «قوى 14 آذار» فارس سعيد الى «توحيد القراءة السياسية وترتيب الأفكار والعناوين والأولويات ثم المبادرة إلى إنقاذ لبنان بالشراكة الكاملة مع المسلمين وتحديد موقعه في عالم عربي جديد ترتسم معالمه في ظل التشويش والفوضى». ورأى أن «الموارنة أخطأوا في اعتبار أن انتخاب رئيس هو من اختصاصهم كما أخطأ المسلمون عندما قالوا ما معناه: فليتفقوا ويبلغونا الجواب، كأنهم بهذا القول يساعدون المسيحيين في انسحابهم من الحياة الوطنية أو في مقاربتهم التبسيطية والتي لم ولن تنتج رئيساً بعد سنة من الشغور». وقال فرنجية: «حماية الوطن تتطلب منا ألا نكرر أخطاء الماضي فنربط الاستحقاقات الدستورية بالصراعات على السلطة في ما بيننا وألا نحولها ورقة يستخدمها الخارج خدمة لمصالحه كما هو حاصل اليوم»، داعياً إلى «انتخاب رئيس فوراً مهمته الأولى منع انهيار مؤسسات الدولة».

http://www.alhayat.com/Articles/9374189

بيان “لقاء سيدة الجبل”: لوقف التلاعب بأساسيات العيش المشترك

أكد بيان الخلوة السنوية لـ”لقاء سيدة الجبل” تحت عنوان “دور المسيحيين في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والتطورات الإقليمية”، في فتقا، أن حماية لبنان تحتاج الى خطوات ومبادرات على أكثر من صعيد. وشدد البيان على ضرورة الاقرار بأن مصير كل منا مرتبط بمصير الآخر وليس هناك حل لمجموعة دون أخرى. ودعا البيان الى وقف التلاعب بأساسيات العيش المشترك عبر إعادة الاعتبار لاتفاق الطائف، كما دعا لتشكيل هيئة تتولى التنسيق مع المسيحيين العرب.

http://www.aljoumhouria.com/news/index/235899

الشرق الأوسط : “لقاء سيدة الجبل”: ربط مصير المسيحيين بأنظمة مستبدة يضعهم في مواجهة مع الأغلبية المسلمة الإجتماع اللبناني ناقش دورهم في ظل التطورات الإقليمية.. وغابت عنه قوى “8 آذار”

01 حزيران ، 2015

وال- كتبت صحيفة “الشرق الأوسط” تقول : أعلن المشاركون في الخلوة السنوية لـ”لقاء سيدة الجبل”، أمس، أن “حماية المسيحيين لا تكون من خلال تحالف الأقليات”، كونه “يضع المسيحيين في مواجهة عدائية، بل في حالة حرب، مع الأغلبية المسلمة”، مؤكدين أن “ربط مصير المسيحيين في الشرق بأنظمة أقلوية مستبدة، تحت شعار “تحالف الأقليات”، يشوه طبيعة الوجود المسيحي كشريك للمسلمين في بناء أنظمة مدنية ديمقراطية، ويحوله إلى شريك في التسلط الذي يمارسه نظام متهاو لن يطول به المقام، ويلحق المسيحيين بمشروع هيمنة أقلية لا حظ له في النجاح وقد بدأ في الأفول”.

وحملت الدورة العاشرة من اللقاء الذي يعقد منذ سنوات عنوان “دور المسيحيين في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والتطورات الإقليمية”، وحضره ممثلون عن البطريرك الماروني بشارة الراعي، ورئيس الحكومة اللبنانية الأسبق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، إضافة إلى ممثلين عن قوى “14 آذار”، فيما غاب ممثلو قوى “8 آذار” المؤيدة لدمشق. وهدفت الخلوة إلى “بلورة قراءة وطنية موحدة من أجل المساهمة في ابتكار حلول وطنية لصالح الجميع، مسيحيين ومسلمين، في وطن ارتضوه نهائيا”.

واتفق المشاركون على إنشاء لجنة تحضيرية، مهمتها الإعداد لإطلاق كتلة لبنانية عابرة للطوائف تعمل من أجل حماية لبنان وسلامه الدائم. وأعلن الأمين العام لقوى “14 آذار”، فارس سعيد، عن التوصيات التي أكدت أنه “لا تمييز بين إرهاب وإرهاب”، إذ “لا يمكن أن نشعر بالاشمئزاز من جرائم (داعش) ونتغاضى عن جرائم الأسد أو نتكتم عليها”. وشدد على أن “إدانة إرهاب (داعش) تستدعي أخلاقيا ومنطقيا أن ندين الإرهاب الذي يمارس بحق الشعب في سوريا، والإرهاب الذي يمارس ضد المدنيين في غزة. الإرهاب مرفوض أيا كان مصدره”.

واعتبر المشاركون أن “الإرهاب يطال الجميع، الأقليات كما الأكثرية”. وقال سعيد “صحيح أن المسيحيين والأقليات يتعرضون للإرهاب والتهجير على يد (داعش)، إلا أن معظم ضحايا (داعش) هم من المسلمين. ومن يتعرضون للقتل في سوريا منذ ثلاث سنوات ليسوا الأقليات، وإنما الأكثرية”. وإذ رفض اللقاء “حماية المسيحيين من خلال تحالف الأقليات”، قال سعيد إنه “ليس هناك حل مسيحي خاص لمشاكل المسيحيين، بل حل شامل لكل مشاكل المنطقة، وللمسيحيين دور فاعل فيه”، معتبرا أن “الحل بالنسبة للمسيحيين هو في العمل جنبا إلى جنب مع المسلمين من أجل عالم عربي متنور، ديمقراطي وتعددي”.

وشدد اللقاء على “تعميم التجربة اللبنانية”، معتبرا أن التجربة اللبنانية في العيش معا “يمكن أن تقدم للمجتمعات العربية التعددية نموذجا يحتذى به، كما أن لبنان المعافى، بانفتاحه وحيويته الفكرية، قد يصبح مصدر إلهام لعالم عربي متجدد. إن حرية المعتقد التي كفلها الدستور اللبناني منذ سنة 1926 اعتمدتها اليوم تونس ومصر، ويتوجب تعميمها على العالم العربي”.

وكان سعيد أكد في كلمته الصباحية أن “انتخاب رئيس جديد للبلاد هو مسؤولية وطنية مشتركة، وإذا نجحنا في وضعها حيث يجب أن تكون فسننتخب رئيسا من دون انتظار موازين القوى الإقليمية والمصالح الدولية”.

بدوره، تحدث النائب السابق سمير فرنجية عن دور المسيحيين في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والتطورات الإقليمية، قائلا إن “حماية الوطن تتطلب منا ألا نكرر أخطاء الماضي فنربط الاستحقاقات الدستورية بالصراعات على السلطة في ما بيننا، وألا نحولها لورقة يستخدمها الخارج خدمة لمصالحه كما هو حاصل اليوم، بل أن نقدم فورا على انتخاب رئيس للجمهورية مهمته الأولى منع انهيار مؤسسات الدولة. حماية الوطن تحتاج منا كمسيحيين العمل على منع الحرب بين المسلمين حماية للمسلمين والمسيحيين وللكيان اللبناني، بعدما دخلت المنطقة العربية حربا دينية تشبه إلى حد بعيد حرب السنوات الثلاثين”.

وأكد أن “حماية الوطن تحتاج إلى إعادة الاعتبار إلى النموذج اللبناني في العيش المشترك، هذا النموذج الذي يكتسب اليوم أهمية استثنائية في منطقة يجتاحها عنف مجنون، فينبغي علينا الآن وأكثر من أي وقت مضى تطوير فرادة التجربة اللبنانية في العالم عموما من حيث شراكة المسيحيين والمسلمين في إدارة دولة واحدة وفرادتها في العالم الإسلامي، خصوصا من حيث شراكة السنة والشيعة في إدارة الدولة ذاتها”.

ورأى أن “حماية لبنان في هذا الظرف تحتاج إلى دعوة الجامعة العربية إلى إصدار موقف يؤكد ضرورة المحافظة على التنوع الديني والمذهبي والعرقي الذي يميز عالمنا العربي باعتباره مصدر غنى للجميع وشرطا لمواجهة التطرف والإرهاب”.

http://www.walnews.com/index.php/article/111854

خلوة لقاء سيدة الجبل أوصت بعدم التمييز بين إرهاب وآخر والعمل مع المسلم من أجل عالم عربي متنور وديموقراطي وتعددي

الأحد 31 أيار 2015

وطنية – عقد لقاء سيدة الجبل خلوته السنوية ال 11 في دار سيدة الجبل فتقا، بعنوان “انتخاب رئيس جديد واجب ومسؤولية وطنية مشتركة”، في حضور المحامي ساسين ساسين ممثلا الرئيس امين الجميل، النائب أحمد فتفت ممثلا الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري، المطران يوسف بشاره ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، النائب ايلي عون ممثلا النائب وليد جنبلاط، النواب جان اوغاسابيان وغطاس خوري وامين وهبي، النواب السابقين مصطفى علوش وجواد بولس وسمير فرنجية، الحاكم السابق لمصرف لبنان الشيخ ميشال الخوري، رئيس جهاز التواصل والاعلام في القوات اللبنانية ملحم الرياشي ممثلا الدكتور سمير جعجع، عليا منصور عن الائتلاف السوري المعارض، عضو نقابة محامي بيروت فادي مسلم، الدكتور داود الصايغ، رئيس حركة التغيير المحامي ايلي محفوض، رئيس مصلحة الطلاب في حزب الوطنيين الاحرار سيمون درغام ورجال الاعلام والصحافة وممثلي هيئات المجتمع المدني وحشد من المحازبين والمناصرين والناشطين في الشأن الحزبي والعام.

بداية النشيد الوطني فكلمة ترحيب من عريف الاحتفال بسام الخوري استهلها بقوله: “انتم مدعوون اليوم، وفي هذا الظرف الخطير الذي يمر به لبنان ولا مبالغة اذا قلنا انه ظرف مصيري لنا ولشعوب المنطقة، للمشاركة في اعمال الخلوة الحادية عشرة للقاء سيدة الجبل، الذي واكب نداء مجلس المطارنة الموارنة الاول في 20 ايلول 2000، وعمل على بلورة عناوين وطنية مشتركة وبناء جسور بين اللبنانيين. اليوم، وبالرغم من احداث المنطقة التي تنعكس بقوة على لبنان، ينظر اللبنانيون اليها من مربعاتهم المذهبية المسكونة بالخوف والتقوقع، والقلق على المصير والمستقبل بدلا من العمل المشترك لدرء مخاطرها”.

وختم: “خلوتنا اليوم تهدف من خلال مشاركتكم الى بلورة قراءة وطنية موحدة من اجل المساهمة في ابتكار حلول وطنية لصالح الجميع، مسيحيين ومسلمين في وطن ارتضوه نهائيا”.

بشارة

بدوره ألقى بشاره كلمة قال فيها: “في اطار اهتمامات لقاء سيدة الجيل الوطنية والمسيحية وفي الجو الاقليمي المطبوع بالعنف والارهاب وتمدد الدولة الاسلامية، وما يخلقه من هواجس وتخوف لدى المسيحيين وتخويفهم، من جراء ما لحق باخوانهم من تهجير وتقتيل في العراق وسوريا. وفي جو داخلي متازم على اكثر من صعيد ولاسيما الفراغ في رئاسة الجمهورية وما تمثله من رمزية لدى المسيحيين والنظام في السياسة. ومنذ تسع سنوات اصدرت الكنيسة المارونية الوثائق المجمعية التي تتضمن في ما تتضمن نصا بعنوان الكنيسة المارونية والسياسة ولان مضمون هذا النص بمفاصله الاساسية يجيب على تساؤلات وهواجس المسيحيين واللبنانيين على السواء، ستنحصر مداخلتي على تبيان هذه المفاصل والثوابت التي ابرزتها فيما بعد شرعة العمل السياسي في ضوء تعليم الكنيسة وخصوصية لبنان والمذكرة الوطنية التي اصدرها نيافة الكاردينال البطريرك بشاره الراعي دون اغفال المواقف الوطنية المشتركة والجريئة التي عبر عنها نيافة الكاردينال البطريرك نصر الله صفير على مدى ربع قرن في ظروف صعبة التعقيد محاطا بمجلس الاساقفة الموارنة المتماسك”.

أضاف: “في محاور النص، في فصل اول يتناول النص المسار التاريخي للكنيسة المارونية في المجال السياسي منذ البدايات حتى المرحلة المعاصرة منذ 1920 الى اليوم متوقفا على الاستقلال والميثاق الوطني مرورا باحداث 1958 وسنوات الحرب 1975 – 1989، وما خلقته من مآس وكوارث طالت جميع اللبنانيين وخاصة المسيحيين والموارنة وكانت تطيح بصيغة العيش المشترك والاستقلال. في فصل ثان يعالج النص مرحلة ما بعد الحرب واتفاق الطائف الذي كان للكنيسة دور في ارسائه وخاصة لانه اعتبر العيش المشترك اساس العقد الاجتماعي بين اللبنانيين ولا شرعية لاي سلطة تناقض العيش المشترك (عدد 29) ويشير النص الى المذكرة المفصلة التي رفعها مجلس المطارنة الى الرئيس رفيق الحريري سنة 1998 يحلل فيها الواقع المتدهور ويعرض اساليب المعالجة الى ان يصل الى النداء الشهير الصادر في الديمان في 20/9/2000،/ عن مجلس المطارنة الموارنة برئاسة السيد البطريرك مطالبا بانهاء سلطة الوصاية السورية واستعادة السيادة والاستقلال والقرار الحر بعد تحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الاسرائيلي (عدد 32)، وعلى اثر هذا النداء نشأ لقاء قرنة شهوان الذي ضم نخبة من رجال الفكر والسياسة والاحزاب حتى يجسدوا هذا النداء في مواقفهم ومواقعهم وحتى لا تكون السلطة الكنسية دائما في الواجهة). يتطرق الفصل الثالث الى التحديات مركزا على العيش المشترك وبناء دولة ديمقراطية حديثة والمصالحة مع السياسة ستتوقف على هذا الفصل ببعض التفصيل لان طروحاته لا تزال صالحة لحل المشاكل التي تنتابنا اليوم”.

وتابع: “في التحديات والعيش المشترك، يتأسس دور لبنان على تجربته المميزة في العيش المشترك الذي هو قدر اللبنانيين ولكنه ايضا خيارهم الحر، المسلمون كما المسيحيين خروا العيش المشترك بحرية ومسؤولية على مدى قرون طويلة فكانت حقبات مضيئة، لم تخل من بعض الصعوبات لذلك فهم يتحملون مسؤولية ترسيخ هذا العيش، وتخطي ما لحقه من خلل ومشاكل، لان ما يجمع بينهم هو اكثر مما يفرق؟ يجمع بينهم الايمان بالله الواحد، الانتماء الى وطن واحد والارتباط بمصير واحد (معا امام الله ص 27) العيش المشترك اذا هو مسؤولية نحملها معا امام الله، لان الله هو الذي دعانا واراد لنا ان نكون معا، وان نبني معا وطنا واحدا وجعلنا في هذا البناء المشترك مسؤولين بعضنا عن بعض (معا امام الله ص 59) (عدد 36)”.

وقال: “يتخطى العيش المشترك مستوى التساكن او التعايش بين المجموعات اللبنانية، فهو نمط حياة يؤمن للانسان فرصة التواصل والتفاعل مع الاخر… دون الغاء الخصوصيات والفوارق التي تصبح في هذا الحال مصدر غنى للجميع، انه نمط حياة يقوم على احترام الاخر في تمايزه وفرادته، فلا يسعى الى الغائه او استتباعه، ولا يفرض عليه انصهارا يلغي خصوصيته، انه نمط حياة يقوم على احترام الحياة في تنوعها وغناها، انه نمط حياة لا يحدث في داخل الانسان ذاته شرخا بين انتماءاته المتعددة التي تتشكل منها هويته. والموارنة الذين ساهموا مساهمة اساسية في خلق هذا النمط المميز من الحياة من خلال اصرارهم التاريخي على التواصل والانفتاح، مدعوون دائما الى تجديد صيغة العيش المشترك (رجاء جديد للبنان العيش المشارك عدد 92) عدد 37. يذكر النص بان الحرب كانت تقضي على العيش المشترك، انما قام استقلال لبنان من جديد في العام 2005 على موقف مشترك مسيحي واسلامي يؤكد على ان اللبنانيين لهم الحق في وطن حر مستقل يعيشون فيه مختلفين من حيث الانتماء الديني ومتساوين في مواطنيتهم ومصيرهم الواحد (عدد 38) كما يتبين ان رسالة لبنان في هذا المجال ضرورية لان التحدي الاكبر الذي يواجه البشرية اليوم هو مشكلة العيش معا بين مختلف العائلات البشرية (عدد 39). كما يتبين ايضا ان تجديد تجربة العيش المشترك لا يوفر ضمانا لمستقبل بل يشكل ضرورة لمحيطه العربي، ان التجربة اللبنانية في صيغتها المتجددة هي نموذج يفيد منه العالم العربي.. انها نمط حضاري راق لمجتمعات تتميز بالتنوع والتعدد ولتعريف العروبة كرابطة حضارية تقرب بين العرب. (عدد 40) ويشدد النص ويقول من جديد:” يشكل لبنان من خلال عيشه المشترك المؤسس على الحرية والمساواة القائم على التنوع في وحدة تحترم الاختلاف على الصعيد العام حاجة مستمرة لتفاعل خلاق بين المسيحية والاسلام. ان هذه الحاجة اصبحت اليوم اكثر الحاحا من اي وقت مضى، بسبب المواجهة بين شرق وغرب وشمال وجنوب خاصة في شكلها الديني”.

أضاف: “عن بناء دولة ديموقراطية حديثة، تقوم هذه الدولة على التوفيق بين المواطنية والتعددية اي على الجمع بين دائرتين اساسيتين في انتماء اللبنانيين، دائرة فردية مدنية تتحدد بالمواطنية والتعددية التي ينبغي ان تطبق على الجميع بالشروط نفسها ودائرة جماعية تتحدد بالطائفية التي تزيد الاعتراف بالتعدد (عدد 44) وان الجولة المنشودة هي دولة تؤمن التمييز الصريح فحتى حدود الفصل بين الدين والدولة بدلا من حترام الدين في السياسة او تاسيس السياسة على منطلقات دينية لها صفة المطلق، وتؤمن الحرية والمساواة في الحقوق والواجبات وانسجام بين حق الفرد في تقرير مصيره وحق الجماعات في خياراتها وانسجام بين استقلال لبنان ونهاية كيانه وبين انتمائه العربي وانفتاحه على العالم ” (العدد 45)”.

وتابع: “بالنسبة الى المصالحة مع السياسة، يتضمن هذا الباب ثلاثة عناوين المشاركة في ادارة الشان العام وفيه تفصيل لمفهوم السياسة وممارستها السليمة، الالتزام بالقيم الايجابية لتجدد روحي لدى الموارنة في الالتزام السياسي وتفعيله وتجديد القيادات ومحاسبتها ثم تعزيز الثقافة والممارسة الديموقراطية مع تركيز على دور الشباب والمرأة”.

وختم: “في الختام لي ثلاث امنيات، قراءة النص المجمعي بكامله مع النصوص اللاحقة المشابهة ولاسيما ثوابت الكنيسة المارونية (6/12/2006) التي في مقدمها يبزر العيش المشترك ورسالة بطاركة الشرق الكاثوليك معا امام الله، تجديد وتثبيت الثقة بالخيار اللبناني للعيش معا والعمل على بث الوعي لهذه الحقيقة حتى تصبح خيار جميع اللبنانيين وتفعيل لقاء سيدة الجبل حتى ينتج لقاءات لبنانية مشتركة في كل لبنان”.

سعيد

اما امين عام قوى 14 اذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد فاشار فقال كلمته: “في نهاية القرن السادس عشر حقق الموارنة حلما لطالما طالب احبارهم مدينة الغرب بتنفيذه فكانت المدرسة المارونية في روماالتي خرجت رجالا ترجموا الشرق الى الغرب، اذ عرفوا اوروبا بالتراث الشرقي السرياني والعربي، كما نقلوا الى الشرق مقومات النهضة الغربية الصاعدة ثم انهم ما لبثوا ان انخرطوا ومسيحيي الشرق في مشروع النهضة العربية، ابان القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، فكانوا من دعامات هذه النهضة واعلامها وبذلك سموا لانفسهم دورا وقد يصح القول انهم “احتجزوا” لتنفسهم دورا فاعلا استمر لعقود وقام على تفاعل خلاق بين المسيحيين والمسلمين وعلى التزام بقضايا الانسان الاساسية في هذه المنطقة من العالم ومما لا شك فيه ان الكيان والاستقلال والميثاق كانت من الثمرات الحضارية الطيبة للدور والتفاعل والالتزام. ويقول المجمع البطريركي الماروني في العام 2006، ان الموارنة اقلية ترتبك بعلاقات جوار وتساكن مع الاخرين انهم جماعة لها دور فاعل من خلال تواصلها وتفاعلها مع كل الجماعات في رسم مستقبل مشترك لها ولهم”.

أضاف: “تنعقد خلوتنا الحادية عشرة اليوم في ظل تعقيدات احداث المنطقة، هذه الاحداث التي تتطلب منا توحيد القراءة السياسية وترتيب الافكار والعناوين والاولويات ومن ثم المبادرة الى انقاذ لبنان بالشراكة الكاملة مع المسلمين وتحديد موقعه في عالم عربي جديد ترتسم معالمه في ظل التشويش والفوضى. ان الخلاص الوحيد لنا جميعا هو في ابتكار الحلول التي يجتمع حولها اللبنانيون مسلمين ومسيحيين، وليس هناك من حلول فئوية لكل طائفة على حدة. لقد اخطأ الموارنة عندما اعتبروا ان انتخاب رئيس للبلاد هو من اختصاصهم بحجة ان رئاسة الحكومة اختصاص الطائفة السنية ورئاسة المجلس النيابي اختصاص شيعي، كما اخطأ المسلمون عندما قالوا ما معناه: “فليتفقوا ويبلغونا الجواب”، وكانهم بهذا القول يساعدون المسيحيين في انسحابهم من الحياة الوطنية او في مقاربتهم التبسيطية والتي لم ولن تنتج رئيسا بعد سنة من الشغور”.

وتابع: “ان انتخاب رئيس جديد للبلاد هو مسؤولية وطنية مشتركة واذا نجحنا في وضعها حيث يجب ان تكون فسننتخب رئيسا من دون انتظار موازين القوى الاقليمية والمصالح الدولية”.

وختم: “اتمنى للمؤتمرين اليوم صفاء العقل ونقاوة القلب لمقاربات هادفة عملية ومفيدة. ان دورنا يتجاوز قانون الانتخاب والانماء في المناطق. حضورنا لا يرتبط بصلاحيات دستورية. بقدر ما نقدم للبنان جمالا وسلاما وثقافة واصرارا على العيش المشترك بقدر ما نربح واذا سكنتنا هواجس الديموغرافيا والجغرافيا وموازين القوى فنحن الى زوال. عاش لبنان بل الحرية والعدالة والعيش المشترك”.

رزق الله

اما الدكتور البير رزق الله فقال: “النقاط الواردة في المذكرة الاقتصادية التي صدرت عن البطريركية المارونية صالحة لان تكون اساسا لبرنامج وطني اصلاحي مشترك. من نتائج الحرب الاهلية الاطول في المنطقة ان الشركات اللبنانية على اختلاف انواعها ومستوياتها تمكنت من الصمود ومن توسيع نطاق اعمالها في الخارج. واستطاعت المحافظة على اوضاعها داخل لبنان بالرغم من الظروف الصعبة التي ما نزال نعيشها”.

واشار الى ان “الاقتصاد اللبناني متعاف بالرغم من تدفق النازحين السوريين الكبير والذي سبقه نزوح عراقي وقبله فلسطيني وقد حقق الاقتصاد نموا ايجابيا خلال السنوات الماضية”. واقترح “اجراء مسح في كافة المناطق للوقوف على احتياجاتها ومشاريعها تمهيدا لتطويرها والطلب من رجال الاعمال دعم هذه المشاريع بدءا من المناطق الذاتية لزرع اللبناني في ارضه ووقف نزيف الهجرة لاسيما الشباب منهم”. ودعا الى “العودة الى المعايير الاخلاقية في الحياة الاقتصادية الاجتماعية وبالتالي ادانة تفشي الفساد وسوء الاخلاق والمضاربات غير المشروعة وتحقيق اللامركزية الادارية والتنمية المتوازنة وتحقيق الاصلاح الاداري كما جاء في وثيقة الوفاق الوطني وايجاد نظام ضريبي عادل ياخذ من كل انسان ما يتناسب ومستوى دخله وثروته ولا يرتكز على الضريبة غير المباشرة وتفعيل قدرات الكنيسة من خلال تقوية وتعزيز مؤسساتها العاملة على مختلف المستويات والسعي الحثيث لاعادة المسيحيين الى مؤسسات الدولة بدلا من الانكفاء الذي احدث خللا كبيرا في بنيتها”.

الغز

بدوره قال احمد الغز: “ان مجرد اللقاء في سيدة الجبل هذا العام يعتبر انتصارا للارادة الوطنية الخلاقة في ابتكار اليات الاجتماع الوطني بدلا من النصوص والبيانات، فالغاية الوطنية الكبرى الان هي اجتماع اللبنانيين حول وحدتهم وبناء دولتهم. لقد راجعت خلال الايام الماضية الكثير مما هو مكتوب او موثق وصادر عن لقاءات سيدة الجبل وكانت كلها تقريبا تنطلق من النداء التاريخي للبطاركة المطارنة الموارنة عام 2000 وقد لفتني ما جاء في البيان الختامي للقاء سيدة الجبل عام 2013 والذي انعقد تحت عنوان “اعادة تاسيس العيش معا بشروط الدولة بدلا من شروط الميليشيا”، واستوقفتني الفقرة التي تقول: كما جاء في الرسالة الاولى لبطاركة الشرق ان المسيحيين يشكلون جزءا موضوعيا من الهوية الثقافية للمسلمين، مثلما يشكل المسملون جزءا موضوعيا من الهوية الثقافية للمسيحيين فهم جميعا والحال هذه مسؤولون عن بعضهم البعض امام الله والتاريخ، وفي نص اخر ان المسيحيين في الشرق جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسلمين كما ان المسلمين في الشرق جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسيحيين وانهم جميعا من هذا المنطلق مسؤولون عن بعضهم البعض امام الله والتاريخ”. وتمنى ان “يكون هذا اللقاء الوطني في سيدة الجبل بمثابة اعادة تجديد الهوية الوطنية وتحويل لقاء سيدة الجبل هذا العام إلى معمودية مدنية للمواطنة اللبنانية عبر إنتاج القسم اللبناني من الهوية”.

فرنجية

وتحدث النائب السابق سمير فرنجية عن دور المسيحيين في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والتطورات الاقليمية، وقال: “حماية الوطن تتطلب منا ألا نكرر اخطاء الماضي فنربط الاستحقاقات الدستورية بالصراعات على السلطة فيما بيننا وألا نحولها ورقة يستخدمها الخارج خدمة لمصالحه كما هو حاصل اليوم بل ان نقدم فورا على انتخاب رئيس للجمهورية مهمته الاولى منع انهيار مؤسسات الدولة. حماية الوطن تحتاج منا، كمسيحيين العمل على منع الحرب بين المسلمين حماية للمسلمين والمسيحيين وللكيان اللبناني بعدما دخلت المنطقة العربية حربا دينية تشبه الى حد بعيد حرب الثلاثين سنة”. أضاف: “حماية الوطن تحتاج الى اعادة الاعتبار الى النموذج اللبناني في العيش المشترك، هذا النموذج الذي يكتسب اليوم اهمية استثنائية في منطقة يجتاحها عنف مجنون، فينبغي علينا الان واكثر من اي وقت مضى تطوير فرادة التجربة اللبنانية في العالم عموما من حيث شراكة المسيحيين والمسلمين في ادارة دولة واحدة وفرادتها في العالم الاسلامي خصوصا من حيث شراكة السنة والشيعة في ادارة الدولة ذاتها”. ورأى أن “حماية لبنان في هذا الظرف تحتاج إلى دعوة الجامعة العربية الى اصدار موقف يؤكد ضرورة المحافظة على التنوع الديني والمذهبي والعرقي الذي يميز عالمنا العربي باعتباره مصدر غنى للجميع وشرطا لمواجهة التطرف والارهاب”.

التوصيات

بعد الكلمات دعا سعيد الى اجتماع مغلق وجلسة حوار مع المشاركين اعقبها البيان الختامي الذي تضمن التوصيات الآتية:

“اتفق المشاركون في الخلوة العاشرة للقاء سيدة الجبل على إنشاء لجنة تحضيرية، مهمتها الإعداد لإطلاق كتلة لبنانية عابرة للطوائف تعمل من أجل حماية لبنان وسلامه الدائم. وذلك على الاسس الآتية:

اولا: لا تمييز بين ارهاب وارهاب، وهذا موقف اخلاقي قاطع، لا يمكن ان نشعر بالاشمئزاز من جرائم “داعش” ونتغاضى عن جرائم الاسد او نتكتم عليها. ان إدانة ارهاب “داعش” يستدعي اخلاقيا ومنطقيا ان ندين الارهاب الذي يمارس بحق الشعب في سوريا والارهاب الذي يمارس ضد المدنيين في غزة. الارهاب مرفوض أيا كان مصدره. وليس هناك مجرم يتمتع بامتياز يخوله ان يرتكب المجازر دون ان يتحمل اللوم ودون ان توجه اليه أصابع الإتهام.

ثانيا: الارهاب يطال الجميع، الاقليات كما الاكثرية. صحيح ان المسيحيين والاقليات يتعرضون للارهاب والتهجير على يد “داعش” الا ان معظم ضحايا “داعش” هم من المسلمين. ومن يتعرض للقتل في سوريا منذ ثلاث سنوات ليست الاقليات وإنما الاكثرية. كما انه ليس هناك ضحية قيمتها أكبر من ضحية اخرى.

ثالثا: حماية المسيحيين لا تكون من خلال تحالف الاقليات، وهو تحالف يضع المسيحيين في مواجهة عدائية، بل في حالة حرب، مع الاغلبية المسلمة. ان ربط مصير المسيحيين في الشرق بأنظمة أقلوية مستبدة، تحت شعار تحالف الاقليات، يشوه طبيعة الوجود المسيحي كشريك للمسلمين في بناء انظمة مدنية ديمقراطية، ويحوله الى شريط في التسلط الذي يمارسه نظام متهاو لن يطول به المقام، ويلحق المسيحيين بمشروع هيمنة أقلية لا حظ له في النجاح وقد بدأ بالأفول.

رابعا: ليس هناك حل مسيحي خاص لمشاكل المسيحيين، بل حل شامل لكل مشاكل المنطقة، وللمسيحيين دور فاعل فيه. الحل بالنسبة للمسيحيين، هو في العمل جنبا الى جنب مع المسلمين من أجل عالم عربي متنور، ديمقراطي وتعددي.

خامسا: تعميم التجربة اللبنانية، ان التجربة اللبنانية في العيش معا يمكن ان تقدم للمجتمعات العربية التعددية نموذجا يحتذى به كما ان لبنان المعافى، بانفتاحه وحيويته الفكرية، قد يصبح مصدر إلهام لعالم عربي متجدد. ان حرية المعتقد التي كفلها الدستور اللبناني منذ سنة 1926 اعتمدتها اليوم تونس ومصر، ويتوجب تعميمها على العالم العربي”.

http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/161360/

 

“لقاء سيّدة الجبل”: لا تمييز في الإرهاب وحماية المسيحيّين ليس بتحالف الأقليّات

1 حزيران 2015

عقد “لقاء سيدة الجبل” خلوته السنوية الـ 11 في دار سيدة الجبل في فتقا، بعنوان “انتخاب رئيس جديد واجب ومسؤولية وطنية مشتركة”. وتوالى على الكلام المطران يوسف بشاره ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الذي ذكر باصدار الكنيسة المارونية “منذ تسعة اعوام الوثائق المجمعية التي تتضمن نصا بعنوان “الكنيسة المارونية والسياسة”. وقال: “لان مضمون هذا النص يجيب في تساؤلات المسيحيين واللبنانيين وهواجسهم، ستنحصر مداخلتي على تبيان هذه المفاصل والثوابت التي ابرزتها في ما بعد شرعة العمل السياسي في ضوء تعليم الكنيسة، وخصوصية لبنان والمذكرة الوطنية التي اصدرها الكاردينال الراعي دون اغفال المواقف الوطنية المشتركة والجريئة التي عبر عنها الكاردينال البطريرك نصر الله صفير”.

وعدد مضمون الفصل الاول الذي “يتناول المسار التاريخي للكنيسة المارونية في المجال السياسي منذ البدايات حتى المرحلة المعاصرة منذ 1920 الى اليوم”، متوقفاً عند الاستقلال والميثاق الوطني مرورا باحداث 1958 وسنوات الحرب 1975 – 1989 (…) وفي فصل ثان يعالج النص مرحلة ما بعد الحرب واتفاق الطائف الذي كان للكنيسة دور في ارسائه”. ويتطرق الفصل الثالث الى التحديات مركزا على العيش المشترك وبناء دولة ديموقراطية حديثة”.

وتابع: “بالنسبة الى المصالحة مع السياسة، يتضمن هذا الباب ثلاثة عناوين هي المشاركة في ادارة الشان العام والتزام القيم الايجابية لتجدد روحي لدى الموارنة في الالتزام السياسي وتفعيله، وتجديد القيادات ومحاسبتها ثم تعزيز الثقافة والممارسة الديموقراطية مع تركيز على دور الشباب والمرأة”.

بدوره، أشار الامين العام لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد الى ان انتخاب رئيس جديد للبلاد هو “مسؤولية وطنية مشتركة، واذا نجحنا في وضعها حيث يجب ان تكون فسننتخب رئيسا من دون انتظار موازين القوى الاقليمية والمصالح الدولية”.

وتطرق الدكتور البير رزق الله الى “النقاط الواردة في المذكرة الاقتصادية التي صدرت عن البطريركية المارونية والتي تبدو صالحة لتكون أساساً لبرنامج وطني اصلاحي مشترك”. ولفت الى ان “الاقتصاد متعاف رغم تدفق النازحين السوريين الكبير والذي سبقه نزوح عراقي وقبله فلسطيني، وقد حقق الاقتصاد نموا ايجابيا خلال السنوات الماضية (…)”.

وتمنى احمد الغز ان “يكون هذا اللقاء بمثابة اعادة تجديد الهوية الوطنية”.

وتحدث النائب السابق سمير فرنجية عن دور المسيحيين في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والتطورات الاقليمية، وقال: “حماية الوطن تتطلب منا ألا نكرر اخطاء الماضي فنربط الاستحقاقات الدستورية بالصراعات على السلطة وألا نحولها ورقة يستخدمها الخارج خدمة لمصالحه، بل ان نقدم فورا على انتخاب رئيس للجمهورية مهمته الاولى منع انهيار المؤسسات”.

ولاحقاً، تلي البيان الختامي الذي تضمن التوصيات الآتية:

“اتفق المشاركون على إنشاء لجنة تحضيرية، مهمتها الإعداد لإطلاق كتلة لبنانية عابرة للطوائف تعمل من أجل حماية لبنان، وذلك على الاسس الآتية:

أولاً: لا تمييز بين ارهاب وارهاب، لا يمكن ان نشعر بالاشمئزاز من جرائم “داعش” ونتغاضى عن جرائم الأسد.

ثانياً: الارهاب يطال الجميع، الاقليات كما الاكثرية. صحيح ان المسيحيين والاقليات يتعرضون للارهاب والتهجير على يد “داعش” الا ان معظم ضحايا “داعش” هم من المسلمين. ومن يتعرض للقتل في سوريا منذ ثلاث سنوات ليست الاقليات وإنما الاكثرية.

ثالثاً: حماية المسيحيين لا تكون من خلال تحالف الاقليات، وهو تحالف يضع المسيحيين في مواجهة عدائية، بل في حالة حرب، مع الاغلبية المسلمة. ان ربط مصير المسيحيين في الشرق بأنظمة أقلوية مستبدة، تحت شعار تحالف الاقليات، يشوه طبيعة الوجود المسيحي كشريك للمسلمين في بناء انظمة مدنية ديموقراطية.

رابعاً: ليس هناك حل مسيحي خاص لمشاكل المسيحيين، بل حل شامل لكل مشاكل المنطقة، وللمسيحيين دور فاعل فيه.

خامساً: ان التجربة اللبنانية في العيش معا يمكن ان تقدم للمجتمعات العربية التعددية نموذجا يحتذى، كما ان لبنان المعافى، بانفتاحه وحيويته الفكرية، قد يصبح مصدر إلهام لعالم عربي متجدد. حرية المعتقد التي كفلها الدستور اللبناني منذ 1926 اعتمدتها اليوم تونس ومصر، ويتوجب تعميمها على العالم العربي”.

http://newspaper.annahar.com/article/241168-%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D9%84-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D9%85%D9%8A%D9%8A%D8%B2-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D8%A8%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA

 

لقاء سيدة الجبل: لوقف التلاعب بأساسيات العيش المشترك

موقع الجديد – 31-5-2015

شدّد بيان الخلوة السنوية لـ”لقاء سيدة الجبل” تحت عنوان “دور المسيحيين في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والتطورات الإقليمية” في فتقا، على ضرورة الاقرار بأن مصير كل منا مرتبط بمصير الآخر وليس هناك حل لمجموعة دون أخرى.

وتلا منسق امانة 14 آذار فارس سعيد مقررات اللقاء، مؤكداً أن حماية لبنان تحتاج الى خطوات ومبادرات على أكثر من صعيد، داعياً إلى وقف التلاعب بأساسيات العيش المشترك عبر إعادة الاعتبار لاتفاق الطائف، وإلى تأليف هيئة تتولى التنسيق مع المسيحيين العرب.

شكراً لسيدة الجبل، سيدة الحكمة والشجاعة.

شكراً للبنان الذي نغرف من معينه ولا نكتفي.

شكراً لفارس سعيد الذي لو لم يكن له غير هذا الجهد المبدع مسيحياً ووطنياً لكفاه شرفاً.

قليل أن نحييكم، لكن هذا ما نستطيعه اليوم.

تحياتي للجميع

جورج صبرا – رئيس المجلس الوطني السوري السابق

 

https://www.aljadeed.tv/arabic/news/local/3105201520

Sous le parrainage de Bkerké, Saydet el-Jabal dit « non » à l’alliance des minorités

L’éveque Youssef Béchara, représentant le patriarche maronite au séminaire de Fatqa, devant un parterre de personnalités chrétiennes et musulmanes. Photos Émile Eid

Sandra NOUJEIM | OLJ01/06/2015

Jamais la finalité de la Rencontre de Saydet el-Jabal (Notre-Dame de la Montagne), celle de convertir l’action chrétienne en action nationale, n’a paru plus nécessaire ni plus complexe. Le défi n’est plus d’initier un combat souverainiste transcommunautaire, fondé sur des valeurs de partenariat national profondément assimilées, mais de tracer désormais une ligne directrice, salvatrice, qui neutralise le réflexe de crispation identitaire de minorités tourmentées par l’émergence d’une violence démentielle.

Le 11e congrès de Saydet el-Jabal, hier à Fatqa, qui a réuni des dizaines de personnalités de différents horizons sociocommunautaires, chrétiens et musulmans, a désavoué les discours sur la protection des chrétiens basée sur la théorie de l’alliance des minorités.

Le ton est dès le départ donné par l’ancien député Farès Souhaid, parrain du Rassemblement : « Ce ne sont pas des moyens exclusifs aux chrétiens qui les sortiront de leur peur, ni des moyens chiites purs qui briseront le monopole du Hezbollah sur sa communauté, ni une modération émanant exclusivement des sunnites qui limiteront le fanatisme dont ils souffrent. » Selon cette approche, il était erroné, « pour les maronites, de considérer que la présidentielle est strictement de leur ressort (…) et pour les musulmans de leur demander de s’entendre sur un président et de leur communiquer le résultat de leurs concertations », ajoute l’ancien député.

(Pour mémoire : Les Églises premières d’Orient, preuve d’un passé fondé sur le vivre-ensemble)

À la victimisation, au repli et à la peur, se sont ainsi substituées deux certitudes.

La première est l’incompatibilité de la citoyenneté et, avant tout, de la modération, avec la quête d’une quelconque protection au niveau de la communauté. Le problème que soulève l’ancien député Samir Frangié dans son intervention est, au contraire, celui de savoir « quelle action commune les chrétiens et les musulmans peuvent-ils mener pour protéger une nation qui menace de s’effondrer ? ».

Textes fondateurs de Bkerké

La seconde certitude est l’appui de Bkerké à des solutions nationales fondées sur le vivre-ensemble, présenté comme « modèle » pour la région : cet appui émane de textes élaborés par le patriarcat, en l’occurrence les documents conciliaires de 2006, que l’évêque Youssef Béchara, ancien parrain du Rassemblement de Kornet Chehwane et représentant hier le patriarche maronite Mgr Béchara Raï au séminaire de Fatqa, expose comme des « textes fondateurs du vivre-ensemble ».

Le choix de Bkerké de déléguer un éminent acteur de la lutte contre l’occupation syrienne, qui s’était retiré depuis 2006 de la vie publique, est doublement significatif : le parrainage par le patriarcat maronite de la rencontre de Saydet el-Jabal s’est rétabli sur la base d’une nécessité de parer au repli chrétien et de renouer avec l’esprit qui avait fait de l’Église maronite le fer de lance du rétablissement du binôme unité-indépendance face à l’occupation syrienne.

Sélectionnant, des documents conciliaires de 2006, un texte relatif à l’Église maronite et la politique, dont il donne lecture de certains extraits, Mgr Béchara déclare au préalable que leur contenu « a été repris par le document national élaboré par le patriarche Raï, et par les positions honorables et audacieuses du cardinal Nasrallah Sfeir pendant un quart de siècle ».

De la coexistence au vivre-ensemble

C’est dans le chapitre 3, relatif aux « défis », que Youssef Béchara puise ensuite des références « au vivre-ensemble, l’édification de l’État démocratique moderne et la réconciliation avec la politique ».

En traitant du vivre-ensemble, le texte dépasse la coexistence et la contrainte qu’elle connote : « Vivre ensemble est le sort des Libanais, mais il est aussi leur choix libre. » Et la définition qui en est donnée consacre l’individu : « Le vivre-ensemble dépasse le seuil de la cohabitation entre des groupes libanais : il s’agit d’un mode de vie par lequel l’homme a la chance d’interagir avec l’autre… sans abolir ses spécificités ni ses différences qui sont source de richesse pour tous. Ce mode de vie se base sur le respect de l’autre, unique, qu’il ne tend donc ni à éliminer ni à soumettre…Ce mode de vie est fondé sur le respect de la vie dans sa diversité et sa richesse. » Cette approche fait qu’en définitive, « aucune scission ne se produit au sein de l’individu entre les multiples appartenances qui composent son identité ».

La reconnaissance de l’identité plurielle de chaque individu se transpose sur la définition de l’identité libanaise. L’éditorialiste Ahmad el-Ghozz appelle, dans ce cadre, à rédiger un serment dont la prestation accompagnerait, comme dans d’autres pays, l’acquisition de la nationalité libanaise. Et c’est dans le premier message des patriarches d’Orient, repris par le document final de Saydet el-Jabal en 2013, que Ahmad el-Ghozz puise une ébauche de ce texte : « Les chrétiens sont une partie objective de l’identité culturelle des musulmans, tout comme les musulmans sont une partie objective de l’identité culturelle des chrétiens. » Il n’est donc pas anodin que le nom d’Ahmad Farès el-Chidiac, figure symbolique de cette appartenance civile dépassant tous les clivages communautaires, revienne souvent au cours du débat.

« La diversité, seule arme face au terrorisme »

Par ailleurs, le document de Bkerké a d’ores et déjà décrit le système qui doit servir de moule au vivre-ensemble : « L’État démocratique moderne, fondé sur une distinction franche, jusqu’à la séparation, entre la religion et l’État (…) ; la liberté et l’égalité dans les droits et les devoirs ; l’harmonie entre le droit de l’individu à l’autodétermination et le droit des communautés à disposer de leurs choix ; l’harmonie entre l’indépendance du Liban et la finalité de son entité, d’une part, et son appartenance arabe et son ouverture au monde, d’autre part », déclare l’évêque Youssef Béchara.

Préserver le vivre-ensemble et véhiculer « ce modèle », qui pourrait servir de repère aux pays rongés par les problèmes de gestion du pluralisme, relève à la fois de la responsabilité des chrétiens, notamment les maronites, et des musulmans, ajoute Mgr Béchara, toujours en citant les documents conciliaires. Ceux-ci devraient, en somme, servir de « référence non seulement aux acteurs politiques, mais aussi aux citoyens », conclut-il, préconisant une action qui commence par la base populaire.

Aux fins de cette action, Samir Frangié propose notamment de « soutenir les efforts de Bkerké pour combler la vacance présidentielle » et appelle à une « révision, par les chrétiens, des raisons du recul de leur rôle national depuis l’intifada de l’indépendance ». En outre, « préserver la religion de l’instrumentalisation politique qui justifie la violence » nécessite une « interaction islamo-chrétienne au Liban et dans le monde arabe », renforcée par « une position de la Ligue arabe en faveur du pluralisme comme seule arme de lutte contre le terrorisme ». L’idée selon laquelle les chrétiens devraient jouer le rôle de médiateurs de paix dans le cadre du conflit sunnito-chiite est également avancée.

Dans ses résolutions, Saydet el-Jabal amorce cette action sur l’affirmation claire du rejet du projet de « l’alliance des minorités » : « La protection des chrétiens ne se fait pas par le biais de l’alliance des minorités. » Elle réaffirme enfin « le refus, d’abord moral, de distinguer entre un terrorisme et un autre », et rappelle que « la majorité est autant victime du terrorisme que les minorités ».

http://www.lorientlejour.com/article/927609/sous-le-parrainage-de-bkerke-saydet-el-jabal-dit-non-a-lalliance-des-minorites.html

 

في أسفل فهرس صفحات الياس بجاني على موقع المنسقية القديم

فهرس مقالات وبيانات ومقابلات وتحاليل/نص/صوت/ بقلم الياس بجاني بالعربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالمقالات والتعليقات
مقالات الياس بجاني العربية لسنة 20142015

مقالات الياس بجاني العربية من سنة 2006 حتى2013
مقالات الياس بجاني العربية من سنة 1989 حتى2005
الياس بجاني/ملاحظات وخواطرسياسية وإيمانية باللغة العربية لسنة2014
الياس بجاني/ملاحظات وخواطر قصير ةسياسية وإيمانية باللغة العربية بدءاً من سنة 2011 وحتى 2013

صفحة تعليقات الياس بجاني الإيمانية/بالصوت وبالنص/عربي وانكليزي
مقالات الياس بجاني باللغة الفرنسية
مقالات الياس بجاني باللغة الإسبانية
مقالات الياس بجاني حول تناقضات العماد عون بعد دخوله قفص حزب الله مع عدد مهم من مقلات عون
مقالات للعماد ميشال عون من ترجمة الياس بجاني للإنكليزية
مقابلات أجراها الياس بجاني مع قيادات وسياسيين باللغتين العربية والإنكليزية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية 
بالصوت/صفحة وجدانيات ايمانية وانجيلية/من اعداد وإلقاء الياس بجاني/باللغةاللبنانية المحكية والفصحى
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2014
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لثاني ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2012
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2011
صفحةالياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية من 2003 حتى 2010

بالصوت حلقات “سامحونا” التي قدمها الياس بجاني سنة 2003 عبر اذاعة التيارالوطني الحر من فرنسا