رندة تقي الدين/«حزب الله» والتعبئة من أجل الأسد

277

«حزب الله» والتعبئة من أجل الأسد
 رندة تقي الدين/الحياة/27 أيار/15

أبلغنا الأمين العام لـ «حزب الله» ان تعبئة قوات الحزب ستكون اينما كان لحماية لبنان من التكفيريين. كم كان من الافضل لو حمى لبنان من نظام سوري أنهك لبنان وسورية لعقود مضت. كيف يمكن أن نشكر السيد لولائه الوطني لحماية البلد بالوقوف الى جانب نظام سوري ينهار بعد ان أطلق هو نفسه «داعش»؟ ان تقرير الكاتب مارتن شولوف الذي نشر في صحيفة «الغارديان» البريطانية يروي بالتفصيل نقلاً عن أحد القادة في «الدولة الاسلامية» واسمه أبو أحمد تفاصيل تكوين الحركة الارهابية في سجون العراق تحت أنظار القوات الاميركية وانخراط البعثيين العراقيين والرئيس السوري بشار الاسد الذي ساهم في فتح الابواب للجهاديين والسماح لهم بالطيران وعبورهم الى العراق. وينقل شولوف عن جنرال عراقي هو حسين علي كمال الذي توفي معلومات سلّمه إياها قبل وفاته عن اجتماعين سريين في الزبداني قرب دمشق مع قادة بعثيين عراقيين لجأوا الى العراق وتم استخدامهم كأداة لزعزعة أمن العراق والاميركيين. فكان ارتباط النظام السوري والاستخبارات السورية والجهاديين وطيداً. ان البعض في الغرب ينصح باعادة الحوار مع هذا النظام خوفاً من «داعش» في حين ان النظام نشرهم ونقلهم من سورية الى العراق، كما استخدم اركان اجهزته ثم قتلهم مثلما حدث مع رستم غزالة وغازي كنعان وآصف شوكت واللائحة طويلة. فهو نموذج تحرك نظام قيد الانهيار ولكنه يريد تدمير سورية قبل انهياره وربما «حزب الله» معه.

ان حرب «حزب الله» في سورية خاسرة عاجلا أم آجلا. وسيطرة الحزب في القلمون لا تعني شيئاً لانه يسيطر على مناطق جردية لا يمثل كامل الاراضي السورية وهو يقف الى جانب نظام لم يعد يسيطر الا على القليل من اراضيه. وقواته انسحبت من تدمر لصالح «داعش» في اطار استراتيجية مستمرة لاستخدام تقدم «داعش» للقول للعالم ان النظام هو الخيار الافضل لان البديل له لم يتم اعداده.

مما لا شك فيه ان تقدم «داعش» في تدمر وربما الى حمص مرعب لان حمص على ابواب لبنان، ولكن هذا لا يعني ان موقف «حزب الله» مبرر لانه طرف في الحرب السورية التي اذا ادت الى سقوط النظام ستكون خطراً كبيراً على «حزب الله» ولبنان. فماذا بعد انهياره؟ ماذا يفعل امين عام «حزب الله»؟ والى اين سيقود لبنان مع استمراره بالادعاء انه سيحميه؟ على الحزب ان يتواضع ويخفف من لهجة الغطرسة بنشوة النصر والهيمنة لان ما يجري على الارض في سورية ليس في مصلحة الشعب السوري أو اللبناني. والقتلى من عناصر «حزب الله» يقتلون لحماية نظام شن حرباً على شعبه وقتل ابناءه من أجل البقاء. ان حرب عناصر الحزب تحولت من مقاومة الى تواطؤ مع نظام استخدم استخباراته وبعض وكلائه في لبنان مثل ميشال سماحة ثم قتل البعض مثلما انتهى رستم غزالة وآصف شوكت وغازي كنعان وغيرهم أو ألقى بهم في السجون مثل سماحة. فاليوم والغرب يفكر مجدداً بضرب سورية لمنع تقدم «داعش» ينبغي التفكير جدياً بكيفية التخلص من رأس النظام الذي اطلق مسلحي «داعش» من سجونه، وهو الذي راهن على الاسلاميين المتطرفين لاستخدامهم بدءاً من «حماس» في صراعه مع السلطة الفلسطينية والآن «داعش» من اجل البقاء بحماية «حزب الله» وايران.

آن الاوان كي يعيد «حزب لله» حساباته ويخفف من تعاليه واحتقاره للدولة وجيشها وان يفكر بمستقبل مختلف تكون فيه حماية لبنان على عاتق الجيش، بدلاً من ميليشيا لبنانية تحت مظلة ايرانية اسقطت في حربها السورية صفة المقاومة عنها.

أبلغنا الأمين العام لـ «حزب الله» ان تعبئة قوات الحزب ستكون اينما كان لحماية لبنان من التكفيريين. كم كان من الافضل لو حمى لبنان من نظام سوري أنهك لبنان وسورية لعقود مضت. كيف يمكن أن نشكر السيد لولائه الوطني لحماية البلد بالوقوف الى جانب نظام سوري ينهار بعد ان أطلق هو نفسه «داعش»؟ ان تقرير الكاتب مارتن شولوف الذي نشر في صحيفة «الغارديان» البريطانية يروي بالتفصيل نقلاً عن أحد القادة في «الدولة الاسلامية» واسمه أبو أحمد تفاصيل تكوين الحركة الارهابية في سجون العراق تحت أنظار القوات الاميركية وانخراط البعثيين العراقيين والرئيس السوري بشار الاسد الذي ساهم في فتح الابواب للجهاديين والسماح لهم بالطيران وعبورهم الى العراق. وينقل شولوف عن جنرال عراقي هو حسين علي كمال الذي توفي معلومات سلّمه إياها قبل وفاته عن اجتماعين سريين في الزبداني قرب دمشق مع قادة بعثيين عراقيين لجأوا الى العراق وتم استخدامهم كأداة لزعزعة أمن العراق والاميركيين. فكان ارتباط النظام السوري والاستخبارات السورية والجهاديين وطيداً. ان البعض في الغرب ينصح باعادة الحوار مع هذا النظام خوفاً من «داعش» في حين ان النظام نشرهم ونقلهم من سورية الى العراق، كما استخدم اركان اجهزته ثم قتلهم مثلما حدث مع رستم غزالة وغازي كنعان وآصف شوكت واللائحة طويلة. فهو نموذج تحرك نظام قيد الانهيار ولكنه يريد تدمير سورية قبل انهياره وربما «حزب الله» معه.

ان حرب «حزب الله» في سورية خاسرة عاجلا أم آجلا. وسيطرة الحزب في القلمون لا تعني شيئاً لانه يسيطر على مناطق جردية لا يمثل كامل الاراضي السورية وهو يقف الى جانب نظام لم يعد يسيطر الا على القليل من اراضيه. وقواته انسحبت من تدمر لصالح «داعش» في اطار استراتيجية مستمرة لاستخدام تقدم «داعش» للقول للعالم ان النظام هو الخيار الافضل لان البديل له لم يتم اعداده.

مما لا شك فيه ان تقدم «داعش» في تدمر وربما الى حمص مرعب لان حمص على ابواب لبنان، ولكن هذا لا يعني ان موقف «حزب الله» مبرر لانه طرف في الحرب السورية التي اذا ادت الى سقوط النظام ستكون خطراً كبيراً على «حزب الله» ولبنان. فماذا بعد انهياره؟ ماذا يفعل امين عام «حزب الله»؟ والى اين سيقود لبنان مع استمراره بالادعاء انه سيحميه؟ على الحزب ان يتواضع ويخفف من لهجة الغطرسة بنشوة النصر والهيمنة لان ما يجري على الارض في سورية ليس في مصلحة الشعب السوري أو اللبناني. والقتلى من عناصر «حزب الله» يقتلون لحماية نظام شن حرباً على شعبه وقتل ابناءه من أجل البقاء. ان حرب عناصر الحزب تحولت من مقاومة الى تواطؤ مع نظام استخدم استخباراته وبعض وكلائه في لبنان مثل ميشال سماحة ثم قتل البعض مثلما انتهى رستم غزالة وآصف شوكت وغازي كنعان وغيرهم أو ألقى بهم في السجون مثل سماحة. فاليوم والغرب يفكر مجدداً بضرب سورية لمنع تقدم «داعش» ينبغي التفكير جدياً بكيفية التخلص من رأس النظام الذي اطلق مسلحي «داعش» من سجونه، وهو الذي راهن على الاسلاميين المتطرفين لاستخدامهم بدءاً من «حماس» في صراعه مع السلطة الفلسطينية والآن «داعش» من اجل البقاء بحماية «حزب الله» وايران.

آن الاوان كي يعيد «حزب لله» حساباته ويخفف من تعاليه واحتقاره للدولة وجيشها وان يفكر بمستقبل مختلف تكون فيه حماية لبنان على عاتق الجيش، بدلاً من ميليشيا لبنانية تحت مظلة ايرانية اسقطت في حربها السورية صفة المقاومة عنها.