خليل فليحان/شاورات فرنسية – فاتيكانية – سعودية لدرء أخطار استمرار الفراغ الرئاسي

221

مشاورات فرنسية – فاتيكانية – سعودية لدرء أخطار استمرار الفراغ الرئاسي
 خليل فليحان/النهار/23 أيار 2015

يجري تشاور عاجل بين فرنسا والفاتيكان والسعودية على مستوى رفيع من أجل التعاون لتذليل موانع انتخاب رئيس جديد للبلاد وجسّ النبض مجدداً مع الأفرقاء الفاعلين وفي مقدمهم المعرقلون للانتهاء من هذا الاستحقاق. ومن المتفق عليه بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز التعجيل في انتخاب رئيس للبنان. وقد عرض هولاند هذه المسألة وأفكاراً يمكن أن تؤدي الى الهدف مع البطريرك الماروني بشارة الراعي لدى استقباله له في قصر الاليزيه، وكذلك الأمر مع الرئيس سعد الحريري اثناء استقباله له في الرياض. ونقل مصدر ديبلوماسي أوروبي عن رئيس احدى الدول المهتمة بهذا الاستحقاق قوله لمسؤول لبناني أنه “كلما تأخر المجيء برئيس للبنان، أصبح ذلك متعذراً بفعل الأزمات الجانبية التي تنشأ، وتزيد توتير العلاقات بين الافرقاء اللبنانيين، كالانقسام الذي نشأ بين تأييد للقصف العربي الجوي لمواقع الحوثيين ومعارض، وتعيين قادة أمنيين جدد أو التمديد للحاليين، معتبراً أن حالة التنافس بين المرشحين ميشال عون وسمير جعجع قد انتهت مدتها، والمطلوب ملء هذا الشغور في أقرب وقت ممكن درءاً للتداعيات السلبية التي يمكن أن تنشأ من جراء الاستمرار في عرقلة العملية الانتخابية. وتوقعت مصادر ديبلوماسية أن يبذل الموفد البابوي الكاردينال دومينيك مامبرتي الذي سيبدأ زيارته للبنان مطلع الأسبوع المقبل، الجهود لتقريب وجهات النظر بين القادة الموارنة لإيجاد المخرج الملائم والآلية المؤاتية لملء هذا الفراغ، والحفاظ على التوازن في المؤسسات، فيما يحرص رؤساء سائر الطوائف غير المسيحية انتخاب الرئيس الماروني، وكأن بعض القادة الموارنة يعرقلون في مواقفهم الانتهاء من هذا الاستحقاق تنفيذاً لمخطط إبقاء لبنان بلا رئيس للبلاد.

وأشارت الى أن التشاور العاجل أتى بعد التقارير المرسلة من بيروت والتي تتضمن مخاوف بعض سفراء الدول الكبرى المعتمدين لدى لبنان من عدم إنجاز الاستحقاق الرئاسي بعد مرور سنة على الفراغ الذي أقفل قصر بعبدا وأصاب مجلس النواب بالشلل وأتاح لـ24 وزيراً استعمال بعض صلاحيات رئيس الجمهورية، وزعزع الثقة الدولية والعربية بالاستقرار السياسي المنقوص، وانسحب التخوّف على الاستقرار الأمني في حال انتهت معركة القلمون وفي ظل عودة تهديدات بعض التنظيمات الارهابية مباشرة الى الجيش اللبناني الذي برهن على قدرته نشر الأمن في البلاد. وما دفع هؤلاء السفراء الى إرسال تقاريرهم العاجلة الى دولهم، هو تجدد الاشتباكات الاعلامية بين فريقي الثامن من آذار و14 منه. وتفرّعت الخلافات في قلب الفريق الواحد الى اثنين: الأول بين التيار العوني وحركة “أمل”، والثاني بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” على خلفية التحضير للمؤتمر الثاني للطاقة الاغترابية اللبنانية. خلافات العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري تم تظهيرها في وسائل الاعلام عن مؤتمر الطاقة الاغترابية والغاز والكهرباء، حتى ان بري لم يستقبل الوفد العوني لمناقشة مبادرة حل الأزمة الرئاسية، بل تقرر عقد الاجتماع في المجلس مع نواب من كتلة “التنمية والتحرير”.