الياس بجاني/هل يعلم من يعتدي على أخيه الإنسان أكان تعذيباً أو سجناً أو افقاراً أو تجويعاً أو اضطهاداً أو تنكيلاً أنه يعتدي على هيكل الله الذي هو الإنسان؟

442

هل يعلم كل من يعتدي على أخيه الإنسان أكان تعذيباً أو سجناً أو افقاراً أو تجويعاً أو اضطهاداً أو تنكيلاً أنه يعتدي على هيكل الله الذي هو الإنسان؟
الياس بجاني/29 أيلول/2020

هل يعلم كل من يعتدي على أخيه الإنسان أكان تعذيباً أو سجناً أو افقاراً أو تجويعاً أو اضطهاداً أو تنكيلاً أنه يعتدي على هيكل الله الذي هو الإنسان؟

نعم الإنسان هو ابن الله وقد خلقه على صورته ومثاله ومنحه نعمة الحياة التي هي الروح، وبالتالي من يعتدي على الابن بأي شكل من الأشكال هو حقيقة وواقعاً يعتدي الأب نفسه، أي على الله.

ونعم جسد الإنسان الذي لبسه الله المتجسد والمتأنس هو هيكل الله، وبالتالي كل من يعتدي على هذا الجسد إنما يعتدي على الله وعلى هيكله.

ونعم إن كل حاكم ظالم وكل قيم على مصير وشؤون وأمن وسلامة ومصير الغير في أي موقع كان ولا يحترم قدسية جسد الإنسان ويجله فإنما هو عن جهل أو عن قلة إيمان لا فرق يتحدى الخالق جل جلاله ويدنس هيكله ويتطاول على ابنه، لأن الإنسان هو ابن الله كائن من كان هذا الإنسان.

الكتاب المقدس في العشرات من الآيات يؤكد هذه الحقيقة الدامغة والمقدسة ويؤكد أن الإنسان هو ابن الله وأن جسده هو هيكل الله.

هذه الحقيقة غالباً ما تغيب عن فكر الحكام والمسؤولين وأصحاب الثروات والقيمين على شؤون الغير فيعتدون على أجساد من هم تحت سلطتهم بأشكال مختلفة ومتنوعة.

يقول رسول الأمم بولس في رسالته  إلى أهل (01 كورنثوس/الفصل الثالث/16/23):

“أما تعرفون أنكم هيكل الله، وأن روح الله يسكن فيكم؟ فمن هدم هيكل الله هدمه الله، لأن هيكل الله مقدس، وأنتم أنفسكم هذا الهيكل. فلا يخدع أحد منكم نفسه. من كان منكم يعتقد أنه رجل حكيم بمقاييس هذه الدنيا، فليكن أحمق ليصير في الحقيقة حكيما، لأن ما يعتبره هذا العالم حكمة هو في نظر الله حماقة. فالكتاب يقول: يمسك الله الحكماء بدهائهم. ويقول أيضا: يعرف الرب أفكار الحكماء، ويعلم أنها باطلة. فلا يفتخر أحد بالناس، لأن كل شيء لكم، أبولس كان أم أبلوس أم بطرس أم العالم أم الحياة أم الموت أم الحاضر أم المستقبل: كل شيء لكم، وأما أنتم فللمسيح، والمسيح لله.”

ولأن الله نور لا ظلام فيه على كل إنسان يخاف الله ويؤمن بكتابه المقدس وأن يعيش في النور ويعامل أخيه الإنسان بشفافية ومحبة على أسس مفاهيم الأخوة بكل ما في الكلمة من معنى.

وقد جاء في رسالة يوحنا الأولى الفصل 1/5-10: “وهذه البشرى التي سمعناها منه ونحملها إليكم هي أن الله نور لا ظلام فيه. فإذا قلنا إننا نشاركه ونحن نسلك في الظلام كنا كاذبين ولا نعمل الحق. أما إذا سرنا في النور، كما هو في النور، شارك بعضنا بعضا، ودم ابنه يسوع يطهرنا من كل خطيئة. وإذا قلنا إننا بلا خطيئة خدعنا أنفسنا وما كان الحق فينا. أما إذا اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل شر. وإذا قلنا إننا ما خطئنا، جعلناه كاذبا وما كانت كلمته فينا”.

فلنصلي من أجل كل إنسان معذب ومضطهد ومشرد وجائع ومسجون ومحروم من حريته وحقوقه ونحص في صلاتنا المسيحيين واليزيديين وغيرهم من الأقليات في العراق وسوريا الذين يعانون من بربرية وهمجية ووحشية مجموعات شيطانية مسلحة مجردة من كل هو إنساني وأخلاقي.

ملاحظة: المقالة في أعلى كانت نشر بتاريخ 20 آب/2014

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
رابط موقع الكاتب الألكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com
عنوان الكاتب الالكتروني
phoenicia@hotmail.com