أحمد الأسعد/ أطفالنا في لعبة الدم

609

 أطفالنا في لعبة الدم
أحمد الأسعد/ المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني

 30 نيسان/15

سواء كان مشهور مسعود شمس الدين، إبن الخامسة عشرة، قتل في سوريا، كما تردد، أو في جنوب لبنان، كما أعلن حزب الله، فهذا الطفل الذي كان يفترض أن يلعب في ساحات بلدته الجنوبية مجدل سلم، سقط ضحية لعبة الدم التي يزج فيها حزب الله المجتمع الشيعي اللبناني. وبدلاً من أن يكون هذا الطفل منهمكاً بواجباته وفروضه المدرسية، استخدمه حزب الله لتأدية ما يسميه “الواجب الجهادي”.

مقتل مشهور شمس الدين يفترض ألا يمرّ مرور الكرام. فحزب الله أضاف على توريطه لبنان عموماً، والشيعة اللبنانيين خصوصاً، في الحرب السورية، ما هو أشنع وأفظع: تجنيد الأطفال. وسواء استخدم هؤلاء الأطفال في دفاعه عن النظام السوري، أو في أي مهام وأمكنة أخرى، فالأمر سيّان: إنه ينتزع أطفالا من عالمهم البريء ليرميهم في مغامرات الحروب.

حتى لو قُتل مشهور بسبب “تعرّضه لحادث أثناء قيامه بواجبه الجهادي”، كما ادعى حزب الله، فالسؤال الأهم: ماذا يفعل ابن الخمسة عشر ربيعاً في صفوف حزب الله، ومثله فتيان وأطفال آخرون؟

إذا كان تشغيل الأطفال في أي عمل عادي مخالفاً للقانون ولحقوق الإنسان، فإن إرسالهم إلى الموت، ولو تحت العنوان التجميلي “الواجب الجهادي”، هو جريمة. إن حزب الله يرتكب جريمة في حق ناسه. إنه يسرق منهم أطفالهم، وحتى لو لم يُقتَلوا في الحرب، فهو يقتل مستقبلهم وأحلامهم.

إن “الواجب الجهادي” لهؤلاء الأطفال أن يتعلموا ليصبحوا مواطنين فاعلين يساهمون في بناء دولة عصرية، دولة القرن الحادي والعشرين، دولة التقدم والإزدهار والإشعاع العلمي والثقافي والإقتصادي. وواجبنا جميعاً تجاههم هو أن نؤمّن لهم الظروف الملائمة لذلك، ولكي يحققوا أنفسهم وطموحاتهم.

أما حزب الله، فيجعل من  مجتمعنا مجتمع حروب دائمة، وموت لا ينتهي. وبدلاً من أن يبكي الأهل فرحاً في تخريج ابنائهم، يقمعون في عيونهم دموع الحزن عليهم أمام نعوشهم.

كما المقامر الذي يرهن ممتلكاته وثيابه بعد أن يخسر أمواله، ها هو حزب الله يقامر بأطفالنا بعد خسائره الكبيرة في سوريا.  وإذا لم يحصل وعي شيعي يعيد حزب الله اليوم قبل الغد من سوريا ومن ساحات حروبه كلها، ويجعله ينخرط في الدولة فعلياً، لا في خططها الأمنية الإستعراضية فحسب، فسيستمر النزف، والآتي أعظم.

فليكن موت مشهور بداية هذا الوعي.