عبد السلام موسى/كفى/ثائر غندور/ميشال سماحة… صبي البعث البار

406

“كفى”… عبد السلام موسى

22/04/2015/المستقبل

أما وقد اعترف الوزير السابق ميشال سماحة بجريمته، فلا يمكن القول إلا شكراً وسام الحسن، وشكراً «شعبة المعلومات»، على «حربكما المستمرة» على إرهاب بشار الأسد المتغلغل بين اللبنانيين، برعاية الكثير من الشخصيات التي لا تزال حتى اللحظة تقول: «شكراً سوريا الأسد»، وآخرهم الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله. بإزاء ذلك، لن يكون افتراءً القول إن «تمنين» اللبنانيين بـ»الحرب الاستباقية» في سوريا مردود إلى أصحابه في «حزب الله»، في ظل ما يتضح عن كونها «حرباً استباقية» لـ»تسهيل» إرهاب بشار الأسد في لبنان، تحت ستار فزاعة التخويف من إرهاب «داعش»، بعدما أتحفنا «حزب الله»، في كل مواقفه، بأن «داعش» كانت ستقيم حواجز في جونيه، لو لم يذهب لقتالها في سوريا، علماً أننا حتى يومنا هذا، لم نسمع عن معركة بين «حزب الله» و»داعش» إطلاقاً!.

فعلاً، «حبل الكذب قصير». تبين أن حرب «حزب الله» في سوريا لم تكن «استباقية» ولا من يحزنون، فقد «شهد شاهدٌ من أهله»، وهو حسن نصر الله، الذي أسقط بـ»كذبه الاستراتيجي» لا بـ»صبره الاستراتيجي»، كل ما بناه عن «حربه الاستباقية» في سوريا، في سياق السم الذي كان يدسه في عسل تحذيره المملكة العربية السعودية من مخاطر «الحرب الاستباقية» في اليمن، حين خلص إلى أنها لا تمنع «التهديد المحتمل»، بل على العكس، «إذا لم يكن موجوداً جعلته موجوداً. وإذا كان محتملاً جعلته قطعياً»!.

المهم، لن يغيب عن ذاكرة اللبنانيين أن ما هدد بإشعال لبنان هو بشار الأسد، وأن التهويل بخطر «داعش» عليهم هو تهويل يصب في خدمة الأسد وأهداف حلفائه في لبنان، وفي مقدمهم «حزب الله»، ما دامت «داعش» ولدت من رحم نظام الأسد، ونشأت على وحشيته، بدليل ما كشفته مجلة «در شبيغل» الألمانية من وثائق مقرونة بالوقائع، بأن الأسد استخدم «داعش» في خدمة أهدافه الإرهابية في عراق ما بعد صدام حسين، كما تؤكد «أدلة» نوري المالكي «الدامغة» عن تورط سوريا في تفجيرات العراق، ومن ثم استخدمها لضرب الثورة السورية، في سياق التسويق لمعادلته التي نجح فيها إلى حد ما مع المجتمع الدولي، وهي: إما ناري.. أو نار «داعش»!. لا شك أن اعتراف ميشال سماحة أعاد «برم السكين» في جرح اللبنانيين، الذين لا يملكون باعتبارهم «شهود حق» على معاناتهم مع إرهاب آل الأسد، إلا القول لكل «شهود الزور» من أمثال حسن نصر الله وغيره: «كفى كذباً.. شكركم القديم الجديد لسوريا الأسد لا يساوي إلا العيب والعار»!. منسق عام الإعلام في تيار «المستقبل»

ميشال سماحة… صبي البعث البار
ثائر غندور/العربي الجديد/22 نيسان/15

اعترف الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة، بصريح العبارة، أنه نقل متفجرات من سورية إلى لبنان، ومن مكتب اللواء علي المملوك تحديداً. ليس مهماً إذا كان سماحة قد استُدرج أو قام بالأمر عن سابق تصوّر وتصميم. تبيان هذا الأمر، يعود للقضاء، وإن كانت معرفة سماحة تؤكّد أنه أذكى من أن يُستدرج بهذه السهولة. بعيداً عن التفاصيل القضائيّة، وهي مهمّة جداً، فإن اعتراف سماحة يوم الإثنين، في أول جلسة محاكمة له، يؤكّد أمرين اثنين: أولاً: يختزل الاعتراف بنقل متفجرات من مكتب المملوك (من أقوى رجالات بشار الأسد) منطق تعاطي نظام البعث السوري مع لبنان وأحزابه وقواه على مدى 40 عاماً. فنظام البعث، بقيادة الأسد الأب أو الابن، وضع لبنان دوماً بخيارين اثنين لا ثالث لهما؛ إما الرضوخ لإملاءاته وتنفيذ كلّ ما يطلبه هذا النظام، أو تلقي العنف الذي سيمارسه هذا النظام. وهذا المنطق اختبر مراراً وتكراراً، من مقابلة الراحل كمال جنبلاط مع الأسد الأب عام 1976، والتي رفض فيها جنبلاط تنفيذ طلبات الأسد، فكان الاغتيال هو الخيار الثاني. تكرر المنطق السوري هذا طوال سنوات الحرب، مع ضرب عدد من الأحزاب المعارضة للنظام السوري، وحصار المخيمات الفلسطينيّة (تتكرر التجربة في مخيم اليرموك اليوم) واستهداف قيادات في جبهة المقاومة الوطنية. ولم يتغيّر الكثير في فترة ما بعد الحرب الأهليّة في لبنان (ما بعد 1990)، وهو ما تؤكّده الشهادات التي رويت في المحكمة الدوليّة. إذاً، عبوات سماحة ــ المملوك، ليست استثناءاً سورياً بل هي القاعدة. الاستثناء في هذه الحالة، هو وصول الملف إلى القضاء مدعماً بالأدلة التي لا تُدحض. ملف، يُمكن القول إن وسام الحسن دفع حياته ثمناً له. ثانياً: تأكيد عدم وجود حد أدنى لهوية لبنانية مشتركة. فبعد نحو ألف يوم على اكتشاف مخطط سماحة ــ المملوك، الذي كان يُمكن أن يُدخل لبنان في صراع مذهبي أكثر دموية مما هو حاصل، لا يزال جزء من اللبنانيين في موقع الدفاع عن سماحة وعن النظام السوري. والأسوأ من ذلك، أن هناك من يستمر بإرسال آلاف الشباب اللبنانيين للدفاع عن هذا النظام، انطلاقاً من هوية مذهبية ضيقة. هناك شبان قتلوا، وترفض أمهاتهم البكاء، لأنهم قتلوا دفاعاً عن نظام استبدادي وقضية مذهبية.