بالصوت/الياس بجاني يقرأ في عيد انتقال السيدة العذراء بالجسد والنفس إلى السماء

1656

بالصوت/الياس بجاني يقرأ في عيد انتقال السيدة العذراء بالجسد والنفس إلى السماء

في أعلى التعليق بالصوت فورماتMP3

عيد انتقال السيدة العذراء إلى السماء وإيمان اللبناني الصخرة البطرسية بهذا الإنتقال


يالصوت فورماتWMA/الياس بجاني يشرح انجيلياً خلفيات عيد السيدة العذراء ويبين
خطورة وهرطقة من يشكك بإيماننا بأمنا سيدة لبنان/17 آب/14


جاء في السنكسار حول صعود العذراء بالجسد والنفس إلى السماء: “جاء في التقاليد القديمة أنه عندما حان الزمن وأراد المخلّص أن ينقل والدته إليه، سبق وأعلمها قبل ثلاثة أيام بانتقالها من الحياة الأرضيّة إلى الحياة الأبدية السعيدة. فأسرعت العذراء مريم وصعدت إلى جبل الزيتون لتصلّي وتشكر الله. ثم عادت إلى منزلها وأعدّت ما يحتاج إليه لدفنها. وعلم الرسل بوحي الروح، فانتقلوا بصورة عجيبة من أقاصي الأرض حيث كانوا، إلى أورشليم، إلى بيت مريم. ففسّرت لهم ما دعا إلى هذا الانتقال السريع والعجيب، وعزّتهم. ثم رفعت يديها الطاهرتين إلى السماء وباركتهم وصلّت لأجل سلام العالم. وفاضت نفسها الفائقة القداسة والطاهرة بين يدي ابنها وربها. فحمل الرسل الجثمان الأقدس ودفنوه في الجسمانيّة. إلا أنهم بعد ذلك بثلاثة أيام، وقد جاء الرسول توما متأخّرًا وأراد أن يودّع السيّدة الموقّرة، إذ اجتمعوا في محفل تعزية، ورفعوا الخبز ليكسروه باسم يسوع، ظهرت لهم والدة الإله وابتدرتهم بالسلام. فتيقنوا إذ ذاك أنها انتقلت إلى السماء بالنفس والجسد”/قراءة عدد من الأيات الإنجيلية التي تحكي قداسة وعذرية أمنا مريم العذراء ورد إيماني بطرسي على المشككين بإيماننا بقداسة أمنا سيدة لبنان/

عقيدة انتقال مريم إلى السماء
من إعداد/الأخت مارسيل الزعمط
المربي صفوان شريقي

تستند عقيدة انتقال السيدة بنفسها وجسدها إلى السماء وتمجيدها على ثلاث نقاط :
1- إيمان الأجيال المسيحية بهذه العقيدة الذي ورثته عن الرسل والآباء منذ الأزمنة البعيدة. وهو ما يُسّمى بالرأي العام في الكنيسة ، أو التقليد اللاهوتي.
2- الحجج اللاهوتية التي نستنتجها من عقيدة أمومة مريم الإلهية.
3- سلطة الكنيسة التي لا يمكن أن تَغش أو أن تُغش لأن مؤسسها الإلهي قد وعدها بأن يكون معها إلى منتهى الدهور ( متى 28: 20 ) .
إذًا، ليس للعقيدة الكنسية بانتقال العذراء إلى السماء أية شهادة تاريخية مقبولة لدى العلماء. وليس هناك أيضًا أي دليل كتابي مباشر لهذه العقيدة. إلاّ أن آباء الكنيسة وكتّابها ومُفسِّري الكتاب المقدس رأوا في الأسفار المقدسة ذكرًا لامتيازات مريم بطريقة مُبطَّـنة. ويَستخلص أحد الكُتّاب, فيقول: “مَن يقوى حتى على الظن بأن تابوت العهد, مسكن الكلمة, هيكل الروح القدس قد انهار أو يكون ممكناً أن هذا الجسد العُذري الذي ولَدَ الإله, وغذّاه بلبن صدره, وحمله على ذراعيه يسقط رمادًا أو يُترك فريسة للدود…”.
لذا استنادًا إلى إيمان الكنيسة بمكانة العذراء مريم, وجّه قداسة البابا بيوس الثاني عشر رسالة في الأول من أيار عام 1946 إلى أساقفة العالم بأسره مستأنسًـا برأيهم ورأي المؤمنين بصدد عقيدة انتقال السيدة بنفسها وجسدها إلى السماء, وإذا كان من المناسب إعلان هذه العقيدة عقيدة إيمانية. فتهلّل العالم الكاثوليكي, وتقبّل معظم أساقفته ومؤمنيه البادرة البابوية بفرح ٍ عظيم. مما حمل اللاّهوتيون على الانصباب باهتمام ٍ بالغ لدرس هذه القضية.
وبعد أربع سنوات من البحث والدرس والصلاة, صرّح البابا في 30 تشرين الأول عام 1950 لأكثر من 500 من رؤساء الدين, قبل إعلان هذه الحقيقة عقيدة إيمانية: ” بما أن الكنيسة الكاثوليكية بأجمعها لا يمكن أن تَغش ولا أن تُغش إذ أن معلّمها بالذات قال لرسله: “هاءنذا معَكم طوالَ الأيام إلى نهايةِ العالم” ( متى 28: 20), ننتهي حتماً إلى القول بأن حقيقة انتقال البتول التي يؤمن بها الرعاة والرعية بثبات واستمرار هي مستوحاة من الله ويمكن أن نحدّدها بسلطاننا السامي.”
وفي احتفال مهيب ضم 500 ألف نسمة في كنيسة القديس بطرس وساحتها, أعلن البابا في الأول من تشرين الثاني عام 1950, انتقال العذراء مريم بنفسها وجسدها إلى السماء في حياتها الأرضية عقيدةً إيمانية تُلزِم الضمير المسيحي. وقد ترك قداسته للتطور العلمي البت في قضية موتها وقيامتها.
وهذه صورة تحديد العقيدة “Munificentissimus Deus” :
“لمجد الله القدير الذي أغدق في سخاء عطفه الخاص على العذراء مريم ولمجد ابنه, ملك الدهور الحي قاهر الموت والخطيئة, وزيادةً في مجد أمُه المعظَّمة, وإعلاءً لشأن الكنيسة جمعاء وحريتها, نُعلن بسلطان سيدنا يسوع المسيح, والرسولين بطرس وبولس, وسلطاننا الخاص, ونصرِّح ونحدِّد أن مريم المنّزهة عن الخطيئة الأصلية, أم الله الدائمة البتولية, والتي رُفعت بالنفس ِ في نهاية حياتها إلى مجد ِ السماء”.
وكان البابا بيوس الثاني عشر, حينما أعلن عقيدة انتقال البتول, قد ميَّز بين الموت وفساد القبر, فقال:
“إن السيد المسيح انتصر على الخطيئة والموت” وهكذا “فإن الذي تجدّد روحيًا بسر العماد ينتصر بالمسيح ذاته على الموت والخطيئة, ولكن, حسب القاعدة العامة, يأبى الله أن يمنح الأبرار كمال الانتصار على الموت إلاّ بعد نهاية العالم. ولذلك تتعرّض أجسادهم بعد الموت للانحلال ولا تعود إلى الاتحّاد بنفوسها الخاصة إلاّ في نهاية العالم. ومع ذلك فقد شاء الله أن يُنحّي البتول من هذه القاعدة العامة. بفضل إنعام خاص انتصرت العذراء مريم على الخطيئة حيث وُجدت بريئة من الدنس وبالتالي لم تخضع لشريعة الفناء وفساد القبر .”
وهذه العقيدة حقيقة ثابتة وإيمانية راسخة. هذا وقد ميّزت الكنيسة بين صعود يسوع وانتقال مريم. فالصعود خاص بالسيد المسيح الذي صعد إلى السماء بقدرته الإلهية. وانتقال مريم يعني أن الله رفعها إلى السماء بنفسها وجسدها, ولم يمضِ زمن طويل على رقادها وقيامتها المجيدة.
فهو أحد أكبر الأعياد في الكنيسة. وأمّا نظام ما يُقال عنه “صيام السيدة” فهو على الشكل التالي بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية: قِطاعة اليوم الأول والرابع عشر من شهر آب (ما لم يقعا يوم أحد), وكل يوم أربعاء وجمعة من أول آب إلى 14 منه باستثناء يوم عيد تجلّي الرب في السادس من آب. وهذا هو ما يُقال صيام السيدة.
وتضيف بعض الكنائس: صوم حتى الظهر وقطاعة النهار كله يوم 14 آب وهو ما يُقال بيرمون عيد السيدة.
أما أصل هذا العيد فهو غامض؛ فقد بدأ في القدس, بحسب زعم الكاتب رينان, ويرجع الاحتفال به إلى ذكرى سنوية لتدشين كنيسة للعذراء شيّدتها سيدة رومانية تُسمى ايكاليا, بين القدس وبيت لحم, في المكان الذي توقفت فيه مريم, بحسب تقليد قديم لتستريح فيه من عناء الطريق قبل متابعة مسيرها إلى بيت لحم لتلد الطفل المخلص, فاعتُبرت هذه المحطة التي استراحت فيها منطقة مقدسة.
احتـُفـِلَ بهذا العيد في القدس وفي أماكن كثيرة قبل نهاية القرن الخامس. في فلسطين اُحتـُفـِلَ به في 15 آب.
أما في مصر فقد احتـُفـِلَ به في 18 كانون الثاني. واتبّعت فرنسا الكنيسة المصرية في الاحتفال به في التاريخ نفسه إلى أن عمّمَ القديس غريغوار أسقف تور ( 542 ? 593 ) العيد في تلك البلاد في 15 آب.
أما في الكنيسة اليونانية, فالبعض منهم يحتفل به كما في التقويم المصري في 18 كانون الثاني, وقد عيّدت البطريركيات الأنطاكية لهذا العيد منذ منتصف القرن السادس في 15 آب على نحو السريان، ولما جاء الإمبراطور موريس (582 – 602) أمر بأن يـُحتفل بعيد انتقال السيدة في 15 آب في المملكة البيزنطية. وهكذا عم الاحتفال بهذا العيد في 15 آب من كل سنة بين 588 و602.
وانتقل العيد إلى الغرب. فأدخله البابا ثاودوروس الأول (642 -649) وهو أصلا ً من الإكليروس الأورشليمي. ثم أمر البابا سرجيوس الأول
(687 – 701) في عهد حبريته بأن يقوم المؤمنون بتطواف من كنيسة القديس أدريانوس إلى كنيسة القديسة “مريم الكبرى” في روما. ووضع مجمع مانيس (813) عيد انتقال البتول بين أعياد البطالة الرسمية. ونقلت فرنسا هذا العيد من 18 كانون الثاني إلى 15 آب وسمته بعيد الانتقال بدلا ً من عيد الرقاد. ثم جعله الإمبراطور شارلمان سنة 813 من أعياد البطالة الرسمية في مملكته.
وأعلن الملك لويس الثالث عشر عام 1638 بأن البتول هي “حامية المملكة”، وهكذا أصبح عيدًا وطنيًا للدولة الفرنسية.