علي حماده/جالية إيرانية في لبنان

282

جالية إيرانية في لبنان؟
علي حماده/النهار/21 نيسان 2015

كلما رأيت أفعال “حزب الله” وقادته وفي مقدمهم الامين العام السيد حسن نصرالله اكان في الداخل اللبناني، أم في سوريا والآن في اليمن بما يشمل الحملات الاعلامية والخطب المتلفزة المخصصة لذم كل من لم يستسلم للسياسة الايرانية في المشرق العربي، حضرني وصف الصديق الكاتب والصحافي الراحل سهيل عبود الذي اختطفه الموت منا قبل عشرة اعوام. كان سهيل عبود يقول لي منذ ذلك الوقت خلال احاديثنا الهاتفية (كان مقيما في الكويت يعمل مديراً لتحرير صحيفة “القبس”) في كل مرة كنت اسأله عن تحليله لسلوك “حزب الله”: “يا عزيزي ان “حزب الله” جالية ايرانية في لبنان”. وكان يضيف: “ان “حزب الله” لا ولن يقدم للطائفة الشيعية في لبنان سوى حروب ومشاريع حروب لا نهاية لها، وسوف يتسبب في نكبة تاريخية للطائفة التي لا تشبهه لا من قريب ولا من بعيدـ “حزب الله” هو نقيض “الصيغة” في لبنان والعالم العربي، مما سيبقيه جسما غريبا على المنطقة وعلى لبنان”. كلما استمعت الى السيد حسن نصرالله اكان في خطبه الموجهة للداخل اللبناني، أم خطبه المتعلقة بتورط حزبه في سوريا، أم في خطبه الاخرى التي يتناول فيها شؤون البحرين، والآن اليمن ازددت اقتناعاً برجاحة ما كان يقوله الراحل الكبير سهيل عبود، وخصوصا استشرافه “تقدمات” الحزب المذكور للطائفة الشيعية في لبنان. فلو نظرنا في الرصيد لوجدنا انه ما قدم سوى الحروب ومشاريع الحروب التي تليها.

فمن الاغتيالات التي تورط فيها في تناغم مع نظام بشار الاسد مستهدفا كبار قادة الاستقلال اللبناني وفي مقدمهم رفيق الحريري، الى الحروب اللبنانية الداخلية التي كسرت البناء الوطني من خلال استخدامه السلاح ضد مواطنيه وقد ضخّت الاحقاد في كل زاوية من زوايا البلد، فحرب ٢٠٠٦ التي دمرت لبنان والجنوب وتسببت في مقتل الف وثلاثمئة مواطن لبناني جلهم من الشيعة، وأعقبها تدمير منهجي لأصول التعايش اللبناني الداخلي، فضلا عن تدمير منهجي لمنطق الدولة والمؤسسات الوطنية الجامعة من مجلس النواب الى الحكومة، وصولا الى غزوات بيروت والجبل التي قتل فيها مئتا مواطن لبناني عزل. واللائحة تطول من الانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية في مطلع ٢٠١١، وتشكيل حكومة اللون الواحد بقوة السلاح والتهديد، الى التورط في الازمة السورية بدخولها وقتل السوريين على ارضهم بداية، تحت شعار حماية “المقامات الدينية”، ثم حماية قرى شيعية متاخمة للحدود، واخيرا تحت شعار حماية ما يسمى “خط المقاومة”. ولا ننسى الشبكات الامنية المنتشرة في الدول العربية، ولا شبكات تبيض الاموال المحلية والخارجية التي جرى فيها توريط مئات الشيعة في اصقاع الارض. والآن اليمن حيث التورط يشمل تدريب الحوثيين والقتال معهم. هكذا يواصل “حزب الله” مسيرة مسيّرة آخذاً معه شريحة لبنانية مخدوعة نحو مزيد من الحروب لأجل الآخرين، ولبنان رهينة سلاحه ووظيفته الخارجية.