فارس خشان/رمضاء داعش ونار نصر الله

443

رمضاء” داعش و”نار” نصر الله
١٦ اب ٢٠١٤
فارس خشان/يقال نت
يركز الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على مفصل محوري في اطلالاته الاخيرة، وخلاصتها الآتي: “داعش” خطر وجودي حقيقي، وإياكم، الى أي ملة انتميتم، ان تستخفوا به وتقللوا من فداحته، ولا بد، والحالة هذه، من أن تتحالفوا معي، وبشروطي، من أجل التصدي له، وأنا أسامحكم على كل ما اقترفتموه بحقنا!
في التشخيص، لا حاجة لحسن نصرالله ولا لغيره، حتى يدرك كل عاقل أن تنظيم “الدولة الاسلامية”، هو تنظيم خطر وان تمدده الساحق محتمل، وان التعددية ضمن المذهب الواحد، كما ضمن الحدود الوطنية، تواجه تحديات حقيقية.
وقبل اطلالات نصرالله، كان تشخيص “داعش”، عند خصوم نصرالله، قد اكتمل، وتعمم، واستنفرت الطاقات للمواجهة.
وبهذا المعنى، فكلام نصرالله التشخيصي، لا يعدو كونه ثرثرة تكرر المفروغ منه.
بيت القصيد عند نصرالله، اذن، هو البناء على
” المفروغ منه”، من أجل استدعاء الخصوم للالتحاق بحزب الله، على اعتباره “صانع انتصارات”بمواجهة اسرائيل التي يمكن اعتبار “داعش”، بالمقارنة معها، بمثابة “طفل يحبو”.
رويدا يا سيد. دعنا ندقق بأفعالك!
لن نناقش ” انتصارك” على اسرائيل، ولكن ألم تسبق “داعش” في تحويل المواجهة مع العدو، الى مشروع هيمنة داخلية؟
أليس أنت من سبق “داعش” في ترك العدو يعزز وجوده ويعزز دولته ويعزز اقتصاده ويعزز ابحاثه ويعزز اختراعاته، وانقلبت على الدولة التي استضعفتها ونكلت بمكوناتها وأفرغت سلطاتها وصادرت وظائفها و…؟
أوليس انت، وقبل بروز “داعش”، من قتل وأرعب وغزا وحرق مقرات اعلامية وداس على حرمات المنازل وهتك الاعراض وقصف ودمر، عندما اتخذت السلطة السياسية، قرارات مستحيلة التنفيذ، لم تعجبه؟
ألست أنت، وقبل اي “داعش” من لا يعترف بأي قانون وبأي قضاء، فيحمي بالتهديد والرعب، متهمين بقتل الرئيس رفيق الحريري وآخرين؟
أوليس أنت، وقبل “داعش”، من فرض سلطته بتصفية خصومه في الملة الواحدة، فقتل كوكبة يسارية قبل ان يطوع حركة امل بحروب تدميرية مفتوحة؟
ألست أنت، وقبل أي “داعش”من رفعنا الصوت تحذيرا من مشاريع هيمنته، ومن مشاريع رهننا، بالنار، لمصلحة مشاريع تسقط سايكس بيكو؟
اوليس انت، وقبل أي “داعش” من استخف بالوطن وتحدث عن الامة، واعلن جنديته في ولاية الفقيه الايرانية؟
أوليس أنت من استخف بتحذيراتنا من ان دخوله الرسمي الى الحرب في سوريا من بوابة القصير، سترتد علينا، بالويل والثبور وعظائم الامور، لأنها ستستقدم الينا “حزب الله” سني؟
بلى، هذا انت ما فعلته وقمت به يا حسن نصرالله!
وحاليا انت تدعونا الى أين؟
هل تريدنا أغبياء ” كمن يستجير من الرمضاء بالنار”؟
بالتأكيد، لا بد من توحيد الجهود لمواجهة كل خطر، ولكن توحيد الجهود لا يمليه “عدو مشترك”، فقط بل يحتاج الى قوى متشابهة، باعتدالها وبطبيعتها النضالية، وبتصوراتها.
في ايران توحدت فصائل كثيرة مع الامام الخميني للانتصار على الشاه، ولكن بمجرد ان تحقق الانتصار، كان الخميني مع هؤلاء الحلفاء، أشرس عدو، وأعنف من الشاه، فنظم قتلهم وسجنهم ونفيهم واستفرد بالسلطة، باسم المذهبية المشخصنة.
في لبنان، التجربة مع “حزب الله” في مواجهة اسرائيل لا تختلف. اول من حز سيف الحزب رؤوسهم هم أولئك الذين أسسوا المقاومة وحققوا أول انتصاراتها في بيروت ومناطق عدة.
دعوة نصرالله دونها نطق ابو الطيب المتنبي باسمنا جميعا:
“إليك فإني لست ممن إذا اتقى
عضاض اﻷفاعي نام فوق العقارب”