ميرفت سيوفي/حزب الله ومحاولات اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري

499

 حزب الله» ومحاولات اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري
ميرفت سيوفي/الشرق/25 آذار/15

»الرئيس فؤاد السنيورة: الحريري أخبرني أن محاولات اغتيال عدة قام بها حزب الله ضده قد جرى اكتشافها»؛ قبل كتابة أيّ سطر في هذا الهامش، أقول: «أنا أصدّق فؤاد السنيورة»، والآن؛ كلّ التهديد بوقْع هذا الكلام على لبنان وعلى جلسات الحوار بين تيار المستقبل ـ حزب الله لن تُخيف أحداً، ولينسحب حزب الله من جلسات الحوار التي طالب بها هو، وليتحمّل تبعات حقائق صادمة ستكشفها جلسات المحكمة الدوليّة يوماً بعد يوم..

وهنا، لا بُدّ لنا من تذكير القارئ أننا سبق وتوقفنا في هذا الهامش عند ما أطلق عليه «لائحة الاغتيالات الإيرانية» وهو تسريب أميركي عن مسؤولين رفيعين في الإدارة الأميركية بأنّ «هناك ارتباط واضح بين كل عمليات الاغتيال في لبنان وخارجه، وختمت بأن «لائحة الاغتيالات الإيرانية ما زالت قائمة في لبنان، وهي تستهدف الحريري وجعجع ووليد جنبلاط وسياسيين آخرين»، وأنّه «تم تهجير رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى الخارج بسبب التهديدات المحيطة به، وحول محاولة اغتيال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أكدت التسريبة «أن مسؤولين أميركيين عاينوا مسرح الجريمة، ونقلت عنهم قولهم إن المكلفين تصفية جعجع استخدموا نوعين من الأسلحة القناصة، الأول لاختراق الزجاج المضاد للرصاص والثاني لقتله»!!

لم يفاجئنا كلام الرئيس فؤاد السنيورة على منصّة الشهادة لا عن محاولات تشويه صورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولا عن المحاولات المتعددة لحزب الله لاغتيال الرئيس الحريري، لأنّ حزب الله نجح في النهاية في اغتيال الرئيس الشهيد فتزلزل كيان لبنان وشعبه وما يزال يتزلزل…

فعن محاولات تشويه صورة الرئيس الحريري، كتبنا في 12 شباط 2013 كتبنا في هذا الهامش ـ لمناسبة الذكرى السابعة على استشهاد الرئيس الحريري ـ نقلاً عن الرئيس الشهيد الكلام الذي قاله في 14 شباط العام 2005 قبل بضع دقائق من نسف موكبه في محرقة موصوفة، «لا شيء لدي لأقوله»، كانت هذه كلماته [الرئيس الشهيد] على درج المجلس النيابي للصحافيين الذين احتشدوا ليسألوا «دولة الرئيس» الذي كان عارفاً بكل شيء، إلا أنّه مع فنجان قهوته الأخير في «بلاس دو لايتوال» فتح قلبه وقال قبل دقائق فقط من استشهاده جاء فيه «أنا أعرف – وكان كثيرون ينقلون لي – أقوالاً تشكك في أدائي ووطنيتي وفي عروبتي، وجوابي على ذلك بسيط وهو أن «لا أحد يمكنه المزايدة علي في وطنيتي وفي عروبتي» وأنتم تلاحظون أنني برغم كل ما شهدته البلاد في الفترة الأخيرة من انقسامات – تمسكت بموقفي الداعم لاتفاق الطائف»، هذه شهادة الشهيد قبيل دقائق من مصرعه في حملات تشويه صورته والتشكيك به، قبل عشر سنوات من إدلاء الرئيس السنيورة بشهادته وحديثه عن هذه الحملات…

يومها لم نتردد في القول وفي نفس المقال: «لستُ لأتردّد في القول إنّ قناعتي منذ «همروجة» حسن نصرالله في 8 آذار 2005 ثم رؤيتي السياسية التي كوّنتها بعد حرب تموز العام 2006، أنّ إيران وحزب الله شريكان رئيسيّان وأساسيّان في اغتيال رفيق الحريري وأنّ المدعو بشّار الأسد لم يكن أكثر من حاقد وحاسد شخصي ومعقّد نفسياً من حجم رفيق الحريري في لبنان والمنطقة والعالم، فاستساغ قتله الذي ظنّ أنه ربّما سيساهم في زعزعة وضع لبنان الأمر الذي سيسمح له بتجاهل القرار 1559 وإبقاء جنوده في لبنان!!»، فهل كان اللبنانيّون لا يعرفون ولا يشكّون إلى حدّ اليقين أنّ حزب الله خطط ودبّر وأعدّ ونفّذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟!

اليوم ونحن نشهد ما أسماه الدكتور سمير جعجع «انفلاش المشروع الإيراني في المنطقة»، نحيل القارئ إلى ما كتبناه في 12 شباط 2013 «المشروع الإيراني للمنطقة صادف عقبة كبيرة في وجهه اسمها رفيق الحريري رجل الاعتدال بل «الرجل الضمانة» كما أسماه حسن نصرالله في مجلس عاشورائي في 15 شباط 2005، «الشرق الأوسط الإيراني الكبير» ما كان ليمشي ويفرض سيطرته ويعبث بعنفه وفي مناطق عدّة إلا باغتيال رفيق الحريري، بهذا الاغتيال نفّذ حزب الله احتلالاً ناعماً للبنان متجنباً العواصف الشعبية إلى أن انقلب على لبنان خالقاً معادلة جديدة بعد حرب تموز العام 2006 ولا يزال!!