الياس بجاني/ميشال عون: دكتور جايكل ومستر هايد ومرض تعدد الشخصيات

570

ميشال عون: دكتور جايكل ومستر هايد ومرض تعدد الشخصيات
الياس بجاني/11 آذار/15
ميشال عون الذي عرفناه في المنفى لم يعد إلى لبنان ولن يعود.
لأننا من الذين عرفوا ميشال عون خلال كل سنوات النفي ال 15 عن قرب فكراً وخطاباً وثوابتاً وأوجاعاً وغربة وصدقاً وشفافية وجرأة ونضالاً، أقله من وجهة نظرنا، يمكننا براحة ضمير أن نؤكد كما أكدنا سابقا بالإثباتات والوقائع ومن خلال عشرات المقالات والدراسات ذات الصلة، وذلك بعد ورقة التفاهم الخطيئة المميتة عام 2006، يمكننا أن نؤكد أقله لنا بالذات أن الشخص المسمى ميشال عون الموجود اليوم في الرابية هو غير ميشال عون الذي كان مبعداً ومقيماً في فرنسا، وذلك اعتمادا على قاعدة المرض النفسي المعروف بتعدد الشخصيات.
Dissociative Identity Disorder -Multiple Personality Disorder

اليوم وبعد قراءة مقابلة هذا العون في جريدة الأخبار الإيرانية الهوى والنوى بتأني وتفحص يتأكد لنا أن هذا الشارد بشخصية مستر هايد هو غريب ومغرب عن كل ما هو ماروني وقيمي وأخلاقي. مستر هايد هذا الذي أجريت معه المقابلة لا يخاف الله ولا يوم حسابه الأخير ومصاب بفقدان الذاكرة الانتقائي، إن لم نقل أنه أفعالاً وأقوالاً وخطاباً متقمصاً لشخصية المسيح الدجال اضافة إلى شخصية مستر هايد.
هذا العون، عون بالشخصية الموجودة اليوم في الرابية، هو عون إيران وسوريا، وعون نفاق المقاومة وذمية الممانعة، وعون سليم جريصاتي والياس ابوصعب وعباس الهاشم، وهو العون الذي يستنسخ مرضية رواية دكتور جايكل ومستر هايد ويتفوق فيها حتى الإبداع.
باختصار عون الدكتور جايكل الطيب لا يزال في المنفى وهو لن يعود، وربما لم يكن أصلاً موجوداً في غير مكونات الشخصية المرّضية. أما عون مستر هايد الشرير فهو الموجود حالياً في الربية وهو من أجرت جريدة الأخبار معه المقابلة.
نعتقد أن عون يعاني من مرض تعدد الشخصيات النفسي والشخصية التي يتقمص اليوم تتفوق بشرورها ومكرها على تلك المسماة دكتور هايد.
نصلي إلى الله إن يحمي الله لبنان عموماً والمسيحيين تحديداً من هذا تعدد شخصيات هذا العون ومن شرورها.

 رواية دكتور جيكل ومستر هايد
دكتور جيكل ومستر هايد هي رواية خيالية للأديب الأسكتلندي روبرت لويس ستيفنسون نشرت لأول مره في لندن عام 1886. وتتناول الرواية الصراع بين الخير والشر داخل الإنسان, أهتم بها علماء النفس لما فيها من نظره علمية دقيقة لما يدور بداخل النفس البشرية من صراعات, لاقت نجاحا فوريا بعد صدورها فقد باعت حوالي 40 ألف نسخة في الأشهر الستة الأولى من صدورها، وقرأتها الملكة فكتوريا نفسها، ووصل صداها إلى مختلف دول العالم.

 مرض تعدد الشخصيات/اضطراب انفصال الهوية
ضطراب انفصال الهوية أو تعدد شخصية الفصامي أو اضطراب الشخصية المتعدد على النحو الذي حددته الرابطة الأمريكية للطب النفسي في الدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات العقليه، هو التشخيص النفسي ان يصف المرض العقلي الذي يعرض تعدد الهويات المتميزة في شخص واحد شخصيات لكل منها نمط ادراك وتفاعل مع البيئة.

مقابلة من جريدة الأخبار موضوع تعليقنا

ثمانون ميشال عون
ابراهيم الأمين, وفيق قانصوه, آمال خليل
الجزء لأول نشر بتاريخ 10 آذار/15 والجزء الثاني نشر بتاريخ 11 آذار/15
■ هواجس حزب الله هي هواجسي والقبضاي يحارب خارج أرضه
■ الـ 1559 مشبوه وهذا نص رسالتي للأسد مطلع 2005

ثمانون عاماً. ألم تملّ بعد؟
ـــ كل عمري كنت خائفاً من أن أقرف، لكنني أتذكّر دائماً انني يجب ألّا أفعل. عليّ واجبات تمليها خيارات الناس السياسية وحجم المؤيدين. من يكن في وضعي فعليه أن يعمل ويعمل ويعمل حتى يُستشهد سياسياً. عندما يُستشهد يكون قد خسر المعركة، وعندها عذره معه. بالطبع وصلت الى درجة القرف، لكنني آخذ حبوباً ضد «اللعيان».

■ أنت صاحب مقولة: «يستطيع العالم ان يسحقني، ولكن لن يأخذ توقيعي». منذ عدت من المنفى، ألم توقّع لأحد؟

ــــ بلى. وقّعت لميشال سليمان في الدوحة. كانت تجربة غنية جداً، وكل الوعود نُفّذت!

■ ألم تقدّم تنازلات من أجل التقارب السياسي مع الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع؟ لم نعد نسمع بكتاب «الإبراء المستحيل»، ولا باتهاماتكم لجعجع بتضييع حقوق المسيحيين. أليست هذه تنازلات؟

ـــ لا. أبداً. «الإبراء المستحيل» هو اليوم علم وخبر وحُوّل الملف الى المدعي العام المالي. في وزارة الاتصالات، مثلاً، أعددنا أيضاً ملفّاً بالمخالفات، وحوّلناه الى المدعي العام المالي.

■ هل تقول بذلك للرئيس سعد الحريري إنه إذا انتخبك رئيساً فستحرّك ملفات كـ «الإبراء المستحيل» وملف الـ 11 مليار دولار؟

ــ إذا انتخبت رئيساً فسأحرّك نظام المحاسبة. أفعّل التفتيش القضائي. وعندها النظام هو من يتابع هذه الأمور أوتوماتيكياً لأن هذا عمله أصلاً…

■ ألا يخيف مثل هذا الكلام خصومك، وبالتالي يبعدك عن الرئاسة؟

ـ أنا أحاسب الجميع على ما يقولونه. الجميع يريد تغيير النظام.

■ هناك شعور بأنك تطرح قضايا وشعارات كبرى، لكنك تتراجع عنها في سبيل الوصول الى بعبدا؟

ــ هذا ليس صحيحاً. نطرح العناوين الكبيرة لتوعية الناس وجعلها موضع نقاش. في النظام الديموقراطي لا يمكنك أن تصفّق وحدك. لا أتراجع أبداً، والدليل أنني عندما تسنح الفرصة أعيد طرحها.

تنازلت مرة واحدة لميشال سليمان وانظروا ماذا كانت النتيجة

■ الوصول الى السلطة، بالنسبة اليك، هل اصبح هدفاً في حد ذاته، تجري حوارات وتعقد تحالفات من أجله؟

ــــ الوصول ليس غاية، وانما وسيلة لنحقق ما نطمح اليه. في لبنان أينما تضع يدك تجد أموراً تحتاج الى اصلاحها. «ماشي» البلد كسفينة تائهة تحتاج الى بوصلة. في الوزارات التي تسلّمناها قاتلنا من أجل إقرار طريقة عمل، ولكن هناك دائماً سدود في وجهنا. خذ الكهرباء، مثلاً. خسّرت الدولة 28 مليار دولار. وضعنا خطة شاملة في 2010 كانت تكلف اربعة ملايين دولار وتعطينا 4 آلاف ميغاوات. مع التأخير فاقت خسارتنا السنوية بين الدولة والقطاع الخاص الستة مليارات. لم نستطع أن نمرّر هذه الفكرة. في المياه الأمر نفسه كذلك. هل يعقل أن اكبر خزان مياه في الشرق الاوسط يعطش في الصيف؟ وضعنا خطة للمياه لكنها عُرقلت أيضاً. عملنا على مشروع غاز يخفض كلفة الطاقة من الدخل من 15 في المئة الى ما بين سبعة وثمانية في المئة، لكنه جُمّد أيضاً في اللجان المشتركة. اقترحنا قانوناً لمحكمة متخصصة في الجرائم المالية، فنام في الأدراج، وكذلك الأمر بالنسبة الى قانون فصل النيابة عن الوزارة وخطة ضبط النفقات وإعادة النظر في نظام الضرائب بما يوقف سرقة الدولة. هذه كلها ليست افكاراً، وانما مشاريع قوانين. لكنها كلها عرقلت. ماذا يمكنني أن أفعل؟

■ لكنك لن تحكم وحدك، وإنما بالمشاركة مع الطبقة السياسية نفسها التي سبّبت كل هذا التسيّب. هل تتوقّع فعلاً أن تنفّذ ما تعد به؟

ـــ أنا لست كغيري. لديّ سلطة تمثيلية و25 نائباً أفعّلهم في مجلس النواب. عندما أكون رئيساً لن يكون أحد قادراً على العرقلة. الكل في حاجة الى توقيعي.

■ هل حان وقت تغيير النظام السياسي؟

ـــ في النظام علل كثيرة، ولكن عند المطالبة تقوم القيامة، كما يحدث عندما يهبّ الجميع مع كل اشارة الى تعديل، ولو فاصلة، في اتفاق الطائف.

■ هل يحفظ النظام الطائفي للمسيحيين ثباتهم واستقرارهم أم أننا بحاجة الى شيء آخر؟

بين الشرق والخط الإسرائيلي الأميركي اخترت جذوري

ــــ جرّبنا كل الأنظمة. في النظام الطائفي، ما «في طائفة مشي حالها». نعم نحن في حاجة الى شيء آخر، ولكن هل نمهّد لهذا الشيء الآخر بالتمديد؟ أي نظام جديد يجب أن نمهد له انطلاقاً من النظام الطائفي، ولكن وفق مبدأ الكفاءة، أي أن تأتي كل طائفة بالأكفاء، لا وفق الولاء السياسي. عندما يُطبق مبدأ الكفاءة، نصل الى اطمئنان إلى أن الكفاءة هي المعيار، وعندها يصبح الخروج من الطائفة سهلاً. اليوم هذا لا يحصل. ما يحصل هو، على ما يقول الرئيس نبيه بري: عالسكين يا بطيخ. كلّ يأخذ حصته.

مراجعة المرحلة الماضية

■ بين العماد عون في الثمانينيات، والعماد عون اليوم، نلاحظ فرقاً. المرونة التي تقارب بها الأمور اليوم لم تكن موجودة يوم قررت تحدي الجميع، وأعلنت «حرب التحرير»؟

ــــ ليس الأمر كذلك. الظروف مختلفة. يومها وُضعت أمام خيارين: إما ان أقبل ما يحدث او أرفض، وقد رفضته بوعي. كقائد للجيش، طرح عليّ الأميركيون (ريتشارد مورفي وديفيد نيوتن وديفيد ساترفيلد) أن فلاناً سيكون رئيساً للجمهورية، وطلبوا مني تأمين إجراء الانتخابات، وحاولوا إقناعي بأنهم بذلوا جهوداً جبارة لاقناع دمشق بالأمر، وهذا لم يكن صحيحاً، لأن السوريين هم من رشحوه. «كانوا جايين يضحكوا عليي». قلت لهم: ليست المرة الأولى في لبنان التي ننتخب فيها رئيساً، وكلنا يعرف أن موظفاً من الدرجة الثالثة في السفارة الأميركية «بيعمل» رئيس، وأن السوريين وحدهم «بيعملوا» رئيس، ولكن احفظوا لنا قليلاً من ماء الوجه ليقال إن اللبنانيين انتخبوا رئيسهم. أعطونا شهراً او شهرين. نعلن مهلة انتخابية للإعداد. ومن يرد ان يترشح يفعل، ومن ينجح فليكن، لأننا لا يمكن أن نعترف علناً، لكم أو لغيركم، بأنكم من تعيّنون الرئيس مهما كان السبب. كان جوابهم: لا.That is a Deal! بما معناه: ليس أمامك إلا أن تقبل أن تمسح نفسك وتمسح الشعب اللبناني من دون أن تحفظ ماء الوجه. قلت لهم: طالما أنه Deal، إذاً نفّذوه وحدكم. لولا ذلك ما الذي كان بقي منا؟

■ كم تغيّر الغرب من وقتها حتى الآن؟

ــــ «انتزع» (فسد) أكثر. باتت حقوق الإنسان ورقة تواليت يتاجرون بها.

حزب الله مع التوازن

والشيعة تعلموا من أخطاء الموارنة والسنّة

■ كيف تستعيد مرحلة القرار 1559؟

كنا نسعى الى قرار من مجلس الأمن بتطبيق القرار 520. كنا نعمل في اتجاه معين فصدر القرار في اتجاه آخر. هناك بنود تخرق سيادة لبنان مثل مسألة رئاسة الجمهورية، وهذا تدخّل سافر في دستورنا لأن رؤساء الجمهورية الآخرين مددوا لأنفسهم حتى سميناها «جمهوريات المغّيط».

■ لكن القرار مرتبط في أذهان الناس بنزع سلاح المقاومة؟

ــــ لم يكن هذا ما كنا نسعى اليه. في اللقاء مع لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، تكلم أحد الأميركيين عن أن حزب الله منظمة إرهابية. فأجبته بأن ليس في لبنان منظمات إرهابية، بل دول إرهابية. وقلت إننا لا نريد أن نفجّر حرباً أهلية. اكتشفت أن هناك فخاً. القرار 1559 كان مشبوهاً.

أنا خرجت من لبنان لأنني حاربت السوريين، والغرب يريد مني أن أعود الى لبنان لكي احاربهم مجدداً! في تشرين الثاني 2004، دعينا الى احتفال لمناسبة استقلال لبنان في باريس. ودعونا اللبنانيين، موالين ومعارضين، الى مؤتمر لمناقشة الوضع في لبنان بعد الانسحاب السوري. وزّعنا الدعوات. الرئيس الراحل رفيق الحريري والنائب وليد جنبلاط، استقبلاً من سلمهما الدعوة بأسلوب ساخر. أحدهما قال: أي انسحاب؟ لسنا قادرين على أن نخرج السوريين إلى ضهر البيدر! قطعت الأمل، فنصحني الوزير السابق كريم بقرادوني بأن أتصل بالسوريين لكي يضغطوا على اللبنانيين للمشاركة. كتبت رسالة الى الرئيس بشار الأسد في 2 كانون الثاني 2005 (نصّها مرفق وتنشر للمرة الأولى) للبحث في التفاهم على عدم تفسير القرار 1559 بما لا يحتويه، وطلبت مشاركة موفد من دمشق في اللقاء لتبديد أي هواجس سورية. الرسالة أوصلها أحد الأصدقاء، غابي عيسى، وهو التقى لهذه الغاية نائب وزير الخارجية السوري آنذاك وليد المعلم. كان هذا قبل 14 شباط 2005 وقبل التفاهم مع حزب الله. كنت متحمساً لانعقاد المؤتمر، حتى إنني كتبت مسودة للبنان الختامي، وفيه نشكر سوريا على كل ما قدمته إلى لبنان. كان هذا مخرجاً مشرفاً لسوريا، ولأنني أؤمن بأن سيادة لبنان تستأهل أن نفعل ذلك.

أنا في محور المقاومة ضد «داعش» واسرائيل و بين الشرق والخط الأميركي اخترت جذوري

■ إذاً تتبرّأ من القرار 1559؟

ــــ كنت أؤيده لسبب واحد، هو أنه يؤمن خروج السوريين من لبنان، لكنه في جوهره كان يرمي إلى أمور أخرى. عاتبني سفير أميركي مرة على التفاهم مع حزب الله، أجبته: البند العاشر في التفاهم يحكي عن الاستراتيجية الدفاعية التي تنزع سلاح حزب الله. «شو بدك أحسن من هيك»؟ أنا أطبّق القرار 1559. بقيتم 22 عاماً حتى نفذ القرار 425 بالقوة. أعطونا كم سنة حتى ننفّذ القرار 1559.

الموقف من المقاومة

■ متى قمت بمراجعة موقفك من حزب الله؟

ــــ هناك نقطة لم تكن تحتاج الى مراجعة بل الى توضيح تتعلق بالدولة الدينية. كنت في فرنسا ولم أكن أعرف الأشخاص، لكنني، أساساً، مقاوم عن قناعة، وأكثر من يعرف ذلك هو السيد حسن نصر الله. قبل عودتي من المنفى، سُئلت في مقابلة على قناة «المنار»: إذا شنت اسرائيل حرباً على لبنان، فمع من ستكون؟ أجبت مستغرباً السؤال: بالتأكيد مع المقاومة ومع وطني. قلت ذلك ولم أكن أعرف ميزان القوى العسكرية على الأرض. وهذا الموقف كان قبل توقيع ورقة التفاهم. أصلاً، في الورقة ما من تفاهم على الموقف من الحرب، ولكن عندما بدأت حرب تموز 2006 اتخذت موقفي، لأن القذائف التي تسقط تقتل لبنانيين.

■ من الخارج، هل كنت ترى أن كلام المقاومة عن قدرتها على التصدي لإسرائيل مبالغ فيه؟

ــــ برغم أن العالم كله كان ضد المقاومة، كنت اول سياسي في لبنان، في حرب تموز، من يقول إن حزب الله سيربح. قلت ذلك بعدما تعرفنا على الحزب وعلى بيئته. سئلت في مقابلة يومها على قناة «الحرة» الأميركية، عن كلام السيد عن الحرب المفتوحة، فأجبت بأن حزب الله هو الأفضل، ولذلك سيربح في الحرب المفتوحة.

الغرب «انتزع» أكثر وحقوق الإنسان باتت ورقة تواليت

يتاجرون بها

قلت ذلك على قاعدة أن الإنسان هو من اخترع الآلة، وهو من يعطّلها. والأميركيون يدركون ذلك جيداً بعد تجربتهم في فييتنام.

■ وقت توقيع التفاهم، هل كنت تستشرف ما وصلنا اليه اليوم؟

ــــ يومها حدّدت خياراتي. إما أن تختار الخط الشرقي، أو أن تختار الخط الإسرائيلي ــــ الأميركي. توجهت شرقاً، لأن جذوري هنا، ولست من مخلّفات الغزوات الصليبية.

■ ألا يحرجك السيد حسن نصر الله عندما يعلن أن المقاومة ستكون حيث يجب ان تكون، وعندما يقاتل حزب الله في سوريا، ويرسل خبرات الى العراق؟

ــــ أنا عسكري وتاريخي جيد في الأكاديميات وميدانياً. الشاطر هو من يحارب خارج أرضه. سبب «التعصيب» الاسرائيلي اليوم أن الحرب وصلت إلى أرضهم، بعدما كانوا سابقاً يضربون أينما ومتى شاؤوا. «القبضاي» يحارب خارج أرضه. سابقاً، كنا إذا دخل أحد أرضنا نقفز عن صخرة الروشة. «داعش» و»النصرة» صارا على حدودنا، ودخلا إلى أرضنا.

لا يمكن أن نفصل العراق عن سوريا أمنياً، ولا سوريا عن لبنان. ألم يأت فيلتمان وليبرمان الى وادي خالد للاستطلاع؟ في السياسة، يمكن القول إنه ممنوع التدخل أو القتال في الخارج، ولكن هل استأذنونا عندما استخدموا مرفأ طرابلس (باخرة لطف الله). في الغبيري، كان قديماً تاجر مواش. عندما كانوا يريدون أن يضعوا أختاماً على البقر والثيران كانوا يعدّون لها الطعام. وفيما هي تأكل يحمّون الختم و»يلطشون الثور من ورا فيجعر، ثم يرجع ويحطّ راسو بالأكل»؟ وهكذا كل بمفرده. لا يختمونها كلها معاً حتى لا تثور. وهناك «ناس متل البقرات» ما بتشوف الخطر طالما هو لا يؤثر فيها شخصياً.

■ تفهمت باكراً هواجس حزب الله؟

ــــ (مقاطعاً) «أوعا حدا» يقول هواجس حزب الله. هذه هواجسي أنا.

■ إلى اي مدى يُترجم ما تقوله قناعات في القاعدة المسيحية؟

ــــ تحسنت النسبة الى حد كبير.

■ هل تصنف نفسك اليوم في محور المقاومة؟

ــــ أكيد في محور المقاومة ضد «داعش» واسرائيل.

■ ومع أولويات المقاومة؟

ــــ «داعش» أولوية. الخطر سائر في اتجاهنا.

■ ألا تخشى مما يسمّى فائض القوة لدى الشيعة اليوم؟

ــــ اظن ان فائض القوة هذا مستوعب شيعياً. تعلموا من أخطاء المارونية السياسية والسنية السياسية. لا أخشاه لأسباب عدة، منها نشأتي ومعرفتي بالناس ومعاشرتهم. السيد حسن نصر الله مع التوازن.

الجزء الثاني من القابلة

ثمانون ميشال عون

ثمانون ميشال عون: أنا قريب من بعبدا بقدر ما يتوافق اللبنانيون

التيار واحد لا تيارات ولم أطلب تعيين روكز قائداً للجيش

في الجزء الثاني والأخير من الحوار مع العماد ميشال عون، يتطرق الحديث الى الشأن الداخلي في التيار الوطني الحر، والى الاتهامات التي توجّه الى عون بتقريب الأصهرة وأفراد العائلة، مما يثير «زعل» بعض الناشطين. وعن الحوار مع القوات اللبنانية أكد الجنرال أن «هناك صعوبات بالطبع، والأمر بحاجة الى الوقت للمناقشة»، مؤكداً «أنني لم أعط جعجع براءة ذمة بل اللبنانيون والمسيحيون هم من فعلوا ذلك». وفي الحديث أيضاً ذكريات شخصية

ابراهيم الأمين, وفيق قانصوه, آمال خليل

الأخبارم11 آذار/15

■ لماذا لم يصبح التيار الوطني الحر مؤسسة بعد عشر سنوات على عودتك؟

ــــ في لبنان من الصعب أن تؤسس حزباً. التجربة الحزبية غير مشجعة. أحزاب كثيرة فرطت مع مؤسسها لأنها لم تتأسس على أساس بنيوي قوي. أخذت معنا وقتاً. اللبناني يتحدث دائماً في السياسة برغم أن ثقافته محدودة بالمفهوم العام. انجزنا النظام الداخلي. حددنا الانتخابات في 24 ايار. أرجئت مرتين. لماذا؟ لأنهم لم ينجزوا كل الأعمال المطلوبة منهم في الوقت المحدد، ولم يكن هناك التزام.

عندما كنت في فرنسا، كنت أوجه رسائل متلفزة إلى مناصري التيار. في أي مرة لم يكن أحد يأتي على الموعد، ومن كانت بيوتهم قريبة كانوا يتأخرون أكثر من غيرهم. عندما كنت في المدرسة تأخرت يوماً، فناداني أستاذ فرنسي وقال لي: «الدقة من تهذيب الملوك». وفي رأيي، منذ اصبحت الساعة سواراً في كل معصم، يجب ان يقال: الدقة من تهذيب الشعوب. حالياً، حللنا كل الهيئات القائمة قبل 3 اشهر من الانتخابات. ليس هناك إرجاء جديد.

■ كم تيارا الآن في التيار؟

ــــ هناك تيار واحد، ولكن هناك تعدّد في الآراء داخله. المشكلة أنهم يصرحون في الخارج عن الخلافات ولا يتقيدون بالنظام الحزبي. المجتمع عندما يكون غير مجهز للعقل الديموقراطي، لا يتقبل الرأي الآخر. بعد تجربتي، اكتشفت أن الضباط هم الأكثر ديموقراطية في لبنان. عندما كنت قائد كتيبة في صيدا، كنت مسؤولاً عن 35 ضابطاً. كانوا يناقشون كما يريدون في الاجتماعات، لكن خارج الباب عليهم التقيد بالقرار وإلا فسينالون العقوبة. وخلال الاجتماعات، كنت أجلس الضباط الكبار إلى يميني والصغار إلى يساري. عند إبداء الرأي، أعطي الكلام بداية للضباط الأقل رتبة حتى لا يتأثروا بعد إدلاء الكبار بآرائهم.

■ ألم تحوّل التيار إلى مؤسسة عائلية لبناتك وأصهرتك والمقربين؟

ــــ هل المطلوب مني أن أطلّق زوجتي وأنفي أولادي. بناتي شو إلهن؟ ماذا أفعل إذا كان شامل روكز صهري؟ هل أنا «عملتو»؟

■ لكنك تريد أن «تعمله» قائد جيش…

ــــ دائماً أُحارب على ما يفترض أنها نوايا وأفكار في رأسي، لا على فعل عملته. لم أقل يوماً إنني أريده قائداً للجيش. الصحافيون قالوا ذلك. أنا اقترحت طرح خمسة أسماء. قلت فلنأت بكل العمداء ولندقّق في ملفاتهم ولنقارن بينهم.

هل مطلوب أن أطلّق

زوجتي وأنفي بناتي؟ وهل تسقط حقوق جبران المدنية لأنه صاهرني؟

■ وبقية الأصهرة وأفراد العائلة؟

ــــ جبران باسيل دخل السجن. بقي أمين سر لجنة التيار عشر سنوات قبل ان يتزوج ابنتي. هو من البترون وليست هناك اي صلة قرابة بيني وبينه. هل تسقط حقوقه المدنية لأنه صاهرني؟ «ما تواخذوني كمان بيبيّض الوجه شوي والواحد ما بيستحي فيه». روي الهاشم، ترك عمله في الخارج في أكبر شركة في المعلوماتية، وحيث يملك مشاريع كبيرة. بناتي لديهن أعمالهن. ما هي الفضيحة التي ارتبطت ببناتي. فليسمّ أحد أمراً واحداً استفدن منه في الدولة أو في أي مؤسسة. عندما يخرجن يتحركن كأناس عاديين. أما بالنسبة إلى ابن أختي آلان عون. فماذا أفعل إذا أحبه الناس؟ كان يحوز أعلى الأصوات في الانتخابات الداخلية الممهدة للانتخابات النيابية. وفي كل مرة كان يحوز أعلى نسبة من الأصوات.

■ لماذا أبعدت بناتك عن المناصب القيادية؟ هل لأنهن غير مؤهلات؟

ــــ بناتي مؤهّلات، «بيطلع»، منهن، لكنهن لا يرغبن. وأنا أيضاً فضّلت إبعادهن عن السياسة.

■ ما سبب «زعل» بعض الناشطين في التيار إذاً؟

ــــ راجع التوراة، سفر التكوين، تعرف لماذا. لماذا قتل قابيل أخاه هابيل؟ إنها الغيرة. البشر مجبولون بالغيرة والحسد. عندما ينجح أحدهم يغار منه الآخرون. هذه نزعات فردية. وهذا جزء من المجتمع اللبناني. نحاول أن نعوّدهم أن المواقع قليلة في الحزب مقارنة بعدد المحازبين، وأنه مهما استحدثنا من مناصب، فلن تكفي الجميع. نقول لهم دائماً إن الحزب في حاجة إلى الجميع. هناك من يخدم في الموقع، وهناك من يخدم في الدور.

■ لكنك تأتي بأشخاص الى مناصب وزارية وقيادية ونيابية، في وقت تستبعد شخصيات لها تاريخها من النضال الحزبي؟

ــــ نحن حزب نشأ في الحرب والشارع في حركة اعتراضية ومواجهة مع السلطة. عندما عدت قلت لهم أكثر من مرة إننا الآن في مرحلة انتقالية من موقع المقاومة والدفاع إلى الموقع السياسي، ويجب أن تكونوا على علاقة طيبة مع كل المحيط. إذا أردنا أن نحصي المناضلين في الشارع، فقد لا يكون عددهم كافياً لانتخاب مختار.

«زعل» بعض الناشطين في التيار سببه الغيرة من الناجحين

الحالة الانتخابية اكبر بـ 14 مرة من عدد المحازبين. لذا يجب أن تغيّروا سلوككم. هناك من لم يستطع أن يغيّر سلوكه، وتجده يواجه اي منافس له بالقول: منذ متى انت في التيار؟ «حاج تستفزوا» العالم. رئيسكم ميشال عون لم تبق بحصة لم تعقر جسده على أرض لبنان. «روقوا على العالم شوي»، لكنهم لا يستطيعون. هذه المشكلة حدثت في الفئة الأولى من المناضلين، وهذا أدى إلى ابتعاد كفاءات عدة.

■ كيف يمكن تياراً يرفع شعار التغيير والإصلاح ألا يحتمل شخصاً مثل شربل نحاس؟

ـــ (يقاطع باحتجاج) شربل نحاس لا يزال من أقرب الناس إلي. وُضعنا في مجلس الوزراء في مشكلة لا يمكن أن تحل. المجلس أجمع على قرار ما، رفض هو توقيعه. رفض من دون ان يحوله الى مجلس الشورى، مع علمنا أن كل القضايا التي تحال «العوض بسلامتك»، ولكن كان يجب ان نجد مخرجاً. هو شخص يُتكل عليه، لكن أحياناً الإنسان الكثير المبدئية قد لا يستطيع أن يكمل. أنا دخلت حرباً من أجل مبدئيتي، لكن حينها كان الأمر «محرزاً» لأننا كنا سنُمحى. شربل نحاس أفضل شخص يقود طائرة في الأعالي، إنما في الهبوط قد يواجه بعض المشاكل. في الشخصي لا يزال محل احترام وتقدير.

الرئاسة والحوار

■ إلى أي حدّ أنت قريب من بعبدا؟

ــــ بقدر ما يتفق اللبنانيون.

الحالة العونية أكبر بـ 14 مرة من الحزبيين، فلماذا أستبعد المناصرين؟

■ هل أنت متفائل بالتوصل الى نتائج ايجابية في الحوار مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع؟.

ــــ أي شخص عندما يبدأ بأي خطوة، يبدأها بتفاؤل. هناك صعوبات بالطبع، وبحاجة الى الوقت للمناقشة.

■ ورقة إعلان النوايا عند جعجع. متى سيعيدها؟

ــــ ليس مهماً أن ترجع. المهم أن تبحث الورقة الثانية. الأولى هي النوايا. أما الثانية، فهي الورقة العملية.

■ يؤخذ عليك أنك أعطيت جعجع الكثير من الهدايا المجانية في الحوار. أعطيته براءة ذمة وكرسته طرفاً في ثنائية أنت طرفها الآخر، بعدما كنت تصرّ على انك الأكثر تمثيلية للمسيحيين؟

ــــ نعم أعطيت هدايا. وهل من يعطي هدايا يشتم؟ نحن أمام مأساة وطنية. أعطي لكي نخرج من الأزمة. أما بالنسبة الى براءة الذمة، فكل الناس فعلوا ذلك في مجلس النواب، وأعطوه الموقع الثاني. المسيحيون أعطوه براءة الذمة والموقع الثاني.

بالنسبة إلى التفاوض والحوار، المسيحيون أعطوه براءة ذمة للحوار. 90 في المئة من المسيحيين يريدون حواراً. أنا أعطيت كثيرين فرصة لا جعجع وحده. أعطيت فرصاً للمّ الشمل. هناك من يبقى، وهناك من لا يكمل الطريق.

■ جعجع قال ان هذه الـ 90 في المئة هي 60 في المئة له و30 في المئة لك؟

ــــ الإحصاءات تتحدث لا أنا أو هو.

■ لكنك تغريه بأن الاتفاق على مبدأ الرئيس القوي يجعله الرئيس المقبل من بعدك؟

ـــ ليست الرئاسة موجودة في جيبي. إما أنا أو هو، لكنه قد يملك حظاً لأن يصبح رئيساً.

اللبنانيون والمسيحيون

لا أنا من أعطى جعجع

براءة ذمة

■ يشاع أن حلفاءك المسيحيين، كالنائب سليمان فرنجية، لديهم عتب. هل تطلعهم على مجريات الحوار مع جعجع؟

ــــ أطلعت النائب فرنجية على حوارنا في البداية. الآن لا. لأن لا شيء جديداً للإطلاع عليه، وليس هناك أمر جذري حدث. الحوار حول النوايا يشبه بداية حوارنا مع النائب فرنجية. وعندما يمر من هنا أو نتصل، أخبره بما يجري.

■ ماذا عن العلاقة مع الرئيس سعد الحريري؟.

ــــ آخر لقاء كان جيداً. تحسنت العلاقة منذ اللقاء الأول، واكتملت الآن بالحوار مع حزب الله. حققت شيئاً مهماً. انظر الى الحالة الهادئة.

■ هل لديك شعور بأن الحريري تغير؟.

ـــ نعم لديّ شعور بذلك. بشكل إجمالي هناك تغييرات. هناك قناعات تتكوّن مع الوقت وتجارب تحدد السلوك وطريقة التفكير في السياسة. محاربة الإرهاب جمعت المتناقضين، وجعلت من بعض الأمور مقبولة. هناك تغير في المعطيات، وبالتالي غيرت في العناصر الاساسية للأزمة. في السياق ذاته، يندرج حوار الحريري معي ومع حزب الله.