أحمد عويس/اعلام لبنان بحاجة الى: الانسان، الوطن والفوقية

636

 اعلام لبنان بحاجة الى: الانسان، الوطن والفوقية

أحمد عويس – كاتب لبناني وناقد اعلامي

ارقى الاقلام الصحافية هي تلك التي يختصر الانسان الوطن والعلم الراقي.ولم اجدها الا في صوت اتٍ من المنفى، في قلم الاعلامية اللبنانية – الاسرائيلية المتواجدة في اسرائيل جولي ابوعراج.

قد يتفاجأ البعض من تسطيري هذا المقال، وانا الذي ينتمي بفخر الى فريق الثامن من اذار، وكون ابوعراج تنتمي الى مجموعة عرفت بتعاملها مع اسرائيل عدو الكيان اللبناني .

لكن الدماء التي يتخبط فيها لبنان مؤخراً، وما تبعها من اقلام باتت تشكك بالوطن وحاميها، جعلت هذه الاعلامية ببعدها ومقالاتها وسطورها تتجسد امامي، طارحة معادلة جديدة؛ الوطنية اللبنانية ليس في الوجود داخل حدود الوطن.

للتذكير وقبل ان اكمل رسالة مقالتي، انا لا اعرف ابوعراج ابداً، بل تردد اسم هذه الصحافية في مختلف الوسائل الإعلامية اللبنانية، قبل فترة، وارتبط اسمها بوثيقة موسادية مسربة في تقرير لها، مضمونها إحباط محاولة إغتيال عباس إبراهيم قائد الامن العام، الذي وللمفارقة تعرض موكبه بعد ساعات، من نشر الصحفي في جريدة النهار عباس صالح المقال، لمحاولة تفجير إنتحاري فاشل.

مضمون مقالتي ليس أمنياً، ولا محاولة لتفسير وتحليل ما حصل، لا سيما بعد قيام أبوعراج بنقض هذه الوثيقة “جملة وتفصيلاً”، ما أثار فضيلتي في البحث عن هذا الاسم.

في بحثي، وجدت لابوعراج، جملة مقالات، سطرت بأسلوب راق، جميل اللغة، لبناني الهوى، يختبئ في سطوره غضب، لترشح منه جرأة قلما اعتدناها في أقلام إعلاميين “غيورين” على وطنهم، لبنان. ما جعلني في ذهولٍ، اليست اسرائيلية؟

سطور ابوعراج، التي تنتمي الى عائلة عميلة، غيرت مفاهيم عديدة في مصطلحاتي الاعلامية، فهذه الصحافية، التي اختصرت لبنان ومفهوم لبنان في قوالب مقالات منشورة على صفحات لبنانية عديدة، كسرت مفهوم الاعلام الحالي امامي، المبني على الحقد والمزايدات، والذي يدعي الحقيقة الملونة بالوان انتماءاته.

اما هذه الاعلامية التي تحمل الصفة الاسرائيلية، كسرت المعهود، ليصبح السلام شعارها، متحدثة عن الحق بفصوله الشفافة، فتراها تعري اخطاء اسرائيل لتشن سهامها على حزب الله بهفواته ليصبح فريقا ١٤ اذار و٨ اذار مرمى انتقاداتها، عابرة على هفوات كل فريق بفوقية تجعل من كتاباتها موضوعا خاليا من بروبوغندات معتادة. غير ابهة سوى للبنانها، ولم يكن من المستغرب ان يكون خبر اللواء ابراهيم، يصب في هذه الخانة سواء كان حقيقة او اشاعة.

اعلم ان هذا المقال قد يصوب نحوي سهام النقد والانتقاد، ولكن اخترت ابوعراج مثالا للاعلام الحقيقي والذي للاسف تستفيد منه عدوة لبنان اسرائيل، لان هذه الصحافية رغم تاريخها وبعدها عن لبنان والذي من المفترض ان يكون كل الفرقاءاعداء لها، تعالت وكتبت ما كتبت…

فرسالتي الى الصحافيين اللبنانيين والاقلام اللبنانية، ان ينزعوا الاقنعة عن وجوههم، ويعود الى رسالتهم، حتى يخدموا هذا الوطن ويكونوا منارة له وللشرق ايضا.

فاعلام لبنان رسالة ووحده في دنيا العرب قادر على صنع رسالة تفوق الجغرافية – بكلمة الى اعلاميينا نقول، من تربى في بيئة العدو تمكن ان يكون ( فوقياً)، فكيف انتم.

كونوا ابعاداً لبنانية، لكي لا يتسبب الحقد ولانقسام في القضاء على ما تبقى من لبنان.

09 آب/14