الشراع/الاستخبارات الايرانية حولت لبنان محطة اقليمية لنشاطاتها وتحركاتها لخدمة الاستراتيجية الفارسية

703

الاستخبارات الايرانية حولت لبنان محطة اقليمية لنشاطاتها وتحركاتها لخدمة الاستراتيجية الفارسية!
*نشاطات كثيفة لكبار ضباط الاجهزة الامنية الايرانية
*الاستخبارات الايرانية تصطاد عملاءها من الشباب والعاطلين عن العمل
*تحرص الاستخبارات الايرانية على اختراق المناطق السنية وعمدت الى دعم عائلة معروفة في طرابلس شاركت في تأجيج الصراع بين التبانة وجبل محسن
*تشكيل قوة ضاربة برئاسة مصطفى. ش مؤلفة من 146 عنصراً يقيمون في المريجة والنبـي شيت والهرمل
خاص- الشراع/16 كانون الثاني/15

تؤكد اوساط امنية ((دبلوماسية)) في دردشة مع ((الشراع))، ان لبنان بات ساحة استخباراتية ناشطة لعدد من الدول العربية والغربية، وأكثر من صندوق بريد تستخدمه ايران لإيصال رسائلها في خضم الصراعات الاقليمية والدولية. وتحاول ايران ان تستخدم الساحتين اللبنانية والسورية كمنصات ومحطات لتحركاتها ونشاطاتها العسكرية والامنية التي تخدم المصالح والاستراتيجية الفارسية وما حزب الله الا نموذجاً عن النفوذ العسكري الايراني في لبنان، دون إغفال كونه لواء من ألوية الحرس الثوري الايراني. وتشهد بيروت نشاطات مكثفة لكبار ضباط الاجهزة الامنية الايرانية، التي تمكنت من إنشاء فروع في لبنان للأجهزة الاستخباراتية في ايران، التي تعمل بمعزل عن أجهزة استخبارات حزب الله، ولها قياداتها ومراكزها وشققها السرية في اكثر من منطقة في لبنان.

اطلاعات.. ((والموساد))
ووفق المصادر ان الاستخبارات الايرانية الخارجية ((اطلاعات))، تعتبر من ابرز الأجهزة الناشطة في لبنان، والتي تتفوق على نظيراتها الاميركية والفرنسية والاسرائيلية. وبرأي احد الخبراء الامنيين، ان الاستخبارات الايرانية لا تختلف في نشاطاتها وتحركاتها عن انشطة وطريقة عمل جهاز الموساد الاسرائيلي، فهي في تاريخها ومنذ ايام شاه ايران تعمل وفق منهجية ومدرسة الموساد الاسرائيلي الامنية، وحسب ما ذكره الكاتب ستيفن غرين، في كتابه ((بالسيف))، ان المسؤول الصهيوني اوري لوبراني اشرف خلال عمله الدبلوماسي والامني في ايران في عهد الشاه في السابق على تدريب جهاز السافاك الايراني، وبعد خلع محمد رضا بهلوي ومجيء حكم الامام الخميني في ايران بقي النهج الامني نفسه لدى الاجهزة الاستخباراتية الايرانية، متبعاً في عهد الخميني ولم يتغير من طريقة عمل هذه الاجهزة ومناهجها الامنية الا اسمها الذي تحول من (سافاك) الى (فافاك).

لبنان .. محطة اقليمية
وحسب الاوساط انه ومنذ اندلاع الثورة في سورية في منتصف شهر آذار/ مارس 2011، اعتبرت الاستخبارات الايرانية لبنان محطة اقليمية اساسية لها، فعمدت الى تعزيز حضورها فيه من خلال اختراقاتها لعدد من الاحزاب الحليفة، في قوى الثامن من آذار، واستخدام المال لشراء ذمم عدد من السياسيين ورجال الدين الشيعة والسنة والدروز والمسيحيين، ودعم اندية وجمعيات ومؤسسات ثقافية واعلامية واجتماعية في طول البلاد وعرضها، مقابل استغلال كل هذه الشخصيات والمؤسسات في انشطتها الامنية والسعي لتكريس المفاهيم والثقافة الفارسية، من خلال معارض الانتاج الايراني ومعارض الكتب، وافتتاح فرع للمستشاريات الثقافية الايرانية في عدد من المناطق اللبنانية.

اصطياد العملاء
وحسب المصادر فإن الاستخبارات الايرانية تلجأ الى اصطياد عملائها من بين الشباب العاطلين عن العمل، وخصوصاً من ابناء طوائف السنة والدروز والمسيحيين، اضافة الى العملاء العقائديين من الشيعة. وتعمل الاستخبارات الايرانية على غسل دماغ (العميل)، من خلال اخصائيين نفسيين اتقنوا طريقة الاقناع والتأثير على الاشخاص. وتركيز الاستخبارات الايرانية على ابناء الطائفة السنية هدفه إبعاد الشبهات عن عملائها. وأكدت تقارير امنية غربية، اطلعت عليها ((الشراع))، ان الاستخبارات الايرانية تمكنت من تشكيل فريق عمل امني موسع في لبنان، يضم اعلاميين وناشطين اجتماعيين وفي مؤسسات لحقوق الانسان، ويتولى إدارة هذا الفريق عقيد ايراني يدعى محمود .ن، الذي يقيم بصورة دائمة في مقر السفارة الايرانية في الجناح في بيروت، ويشرف على عقد اجتماعات مساء كل خميس مع مسؤولي خلايا الاستخبارات الايرانية في المدن والمناطق اللبنانية، والذين هم من الاطر الفاعلة في حزب الله، ويطلق على كل مندوب صفة (الرابط)، الذي يقوم بجمع التقارير والمعلومات من الخلايا التي يديرها في نطاق منطقته، وحملها للاجتماع العام الذي يعقد في السفارة كل يوم خميس من كل اسبوع.

مقرات سرية
وعززت الاستخبارات الايرانية من حضورها في المناطق اللبنانية من خلال مقرات سرية مزودة بأجهزة تنصت ورصد وتشويش متطورة، وأبرزها:

1- مقر في منطقة رياق – علي النهري على طريق عام رياق بعلبك والذي يبدو انه من المقرات الكشفية وهو برئاسة الايراني (وحيدي).

2- مقرات في مدينة بعلبك، والهرمل والعين في البقاع الشمالي.

3- في مناطق صور والنبطية وبنت جبيل.

4- مقر في منطقة الغازية برئاسة مسؤول امني في حزب الله، يدعى ا.م.ح. وهو ينسق بشكل دوري مع مسؤول امني ايراني، يتردد الى الجنوب اسبوعياً.

اختراق المناطق السنية

وتحرص الاستخبارات الايرانية، خلال نشاطاتها وتحركاتها، على اختراق المناطق السنية، وعمدت الى دعم أبناء عائلة معروفة في طرابلس بالمال والسلاح للتحرك والعمل داخل المجتمع الطرابلسي وزرع الفتن والانشقاق، وشارك بعض من هؤلاء في تأجيج الصراع ما بين التبانة وجبل محسن. وفي منطقة بعلبك تدعم الاستخبارات الايرانية تحركات وتجمعات ولقاءات تضم مشايخ وفعاليات سنية، بغية السعي للإمساك بهذه الساحة لغايات انتخابية نيابية وبلدية لصالح حزب الله.

القوة الضاربة
على الرغم من تواجد عسكري مكثف لقوات من الحرس الثوري الايراني في لبنان وسورية، وإقامة معسكرات ومقرات تابعة للحرس في مناطق في البقاعين الشمالي والغربي، فإن للاستخبارات الايرانية في لبنان ما يشبه القوة الضاربة، التي تضم لبنانيين وإيرانيين برئاسة الضابط الايراني مصطفى محمود .ش، ويصل عدد أفراد هذه القوة الى حوالى 146 عنصراً، يقيمون في عدة مراكز سرية في بيروت في منطقة المريجة، وفي البقاع في النبي شيت، والهرمل، وتقوم الاستخبارات الايرانية بإرسال مجموعات وسرايا وخلايا للتدرب في ايران، وهي مجموعات انشأتها في لبنان وسورية، من عناصر شيعية وسنية ودرزية وعلوية، ومن أحزاب وتنظيمات تدور في فلك قوى 8 آذار/مارس، يترأس بعضها ضباط متقاعدون ومسؤولون ميليشياويون سابقون. وحسب المعلومات ان التدريبات تجري في عدة معسكرات للتدريب في ايران ومنها:

معسكر الامام علي شمالي طهران – باشراف الضابط الايراني مهدي زركلي .
• معسكر في محافظة طهران قرب مقبرة بهشت زهراء، وجرى وضع لافتة على مكان المعسكر على أساس انه معمل للبطاريات بإسم ((Battrey Snap)) برئاسة هيئة من المدربين العسكريين الايرانيين أبرزهم العقيد محمود ساجدي (أبو حسن) وهو كان في لبنان عام 1990 في منطقة النبي شيت- في البقاع الشمالي.

• معسكر ابو الفضل العباس- في منطقة الحيدري على الحدود الايرانية – الافغانية، برئاسة العميد حسين شهرودي اجانتي.

• معسكر بهشتي في محافظة كرمنشاه.

• معسكر سنندج.

• معسكر سري لتدريب عناصر من تنظيم القاعدة سبق وان لجأوا الى ايران خلال العمليات الاميركية، ويشرف على هذا المعسكر ضباط من الاستخبارات الايرانية، ويتم إعداد المقاتلين من القاعدة سابقاً في هذا المعسكر وتدريبهم وغسل أدمغتهم واستخدامهم في مهمات وعمليات سرية بإسم تنظيم القاعدة.
والمعروف ان هذه المعسكرات الايرانية تخضع مباشرة لإشراف وزير الدفاع الإيراني وزير الاستخبارات الإيرانية حيدر مصلحي، وعدد من كبار القيادة العسكرية الايرانية.

تمويل وكالات وجمعيات
ووفق المعلومات فإن الاستخبارات الايرانية لم تكتف بالدعم العسكري والنشاط الامني، بل امتدت انشطتها الى مختلف المؤسسات، حيث تمول هذه الاستخبارات وكالات ومراكز دراسات وأبحاث واندية ومنتديات، وانشأت مؤسسات صناعية وتجارية في لبنان بأسماء لبنانيين من حزب الله لاستخدام هذه المؤسسات في عمليات تبييض وغسيل الاموال، وفي تحويلات مالية لخدمة الانشطة الاستخباراتية الايرانية في لبنان وسورية.

تقارير أوروبية
وفي تقرير أمني لجهاز أوروبي، ان مسؤولين في الاستخبارات الايرانية يترددون باستمرار الى لبنان هذه الايام، ويعقدون لقاءات واجتماعات في مبنى شورى حزب الله في الضاحية الجنوبية، في إطار خطة أمنية ايرانية تقضي بتغييرات في مختلف أقسام أجهزة الاستخبارات في حزب الله، الذي بات عرضة للاختراق من قبل عدة اجهزة غربية وعربية وإسرائيلية خاصة بعد اكتشاف عملية اختراق أمنية داخل استخبارات حزب الله من قبل الاستخبارات الاسرائيلية بطلها مسؤول أمني من الجنوب، جرى التعتيم على اسمه لمركزه الحساس، وكان قبلها اكتشاف تورط نجل نائب سابق في حزب الله في التعامل مع الاستخبارات الاميركية، فعمد الايرانيون الى نقله الى ايران ووضعه في ما يشبه الاقامة الجبرية، و(معالجته نفسياً)، في الوقت الذي يتساءل فيه عدد من عناصر حزب الله عن مصير مسؤول السرايا في حزب الله محمد الحاج (ابو تراب) الذي ما زال معتقلاً لدى استخبارات الحزب، ولم يجر تسليمه للسلطات اللبنانية، كما حصل مع عدد من العملاء الذين اعتقلهم حزب الله. الاجتماعات التي تجري في بيروت يحضرها مسؤولون في المجلس الجهادي لحزب الله، الذي ينسق في تحركاته وعملياته الخارجية مباشرة مع كبار مسؤولي الاستخبارات الايرانية، في مقر يعرف بقصر فيروزي في طهران.

إشراف على الاستخبارات السورية
ويعتبر محلل أمني، ان النشاط الامني الايراني في لبنان، يسير بالتوازي مع النشاط الامني الايراني في سورية، حيث تتولى الاستخبارات الايرانية في دمشق الاشراف على سير عمل الاجهزة الامنية السورية، بالتنسيق مع كبار الضباط السوريين، وتعمل الاستخبارات الايرانية على تركيز تواجدها في دمشق ومناطق القصير، وباتت المسؤولة الاولى عن حماية بشار الاسد وحماية تحركاته وتنقلاته، وأقيمت غرفة عمليات أمنية داخل قصر المهاجرين في سورية يشارك في رئاستها والاشراف عليها ضابط أمني إيراني لقبه (جواد). فهل بات لبنان ساحة مستباحة للعمل الاستخباراتي الايراني الذي تمكن من التغلغل في مختلف المؤسسات والاحزاب والجمعيات، وهل يظهر دور هذا الجهاز في عدد من عمليات الاغتيال التي طالت شخصيات من قوى الرابع عشر من آذار/مارس، ويظهر مدى ترابطه مع أجهزة حزب الله الاستخباراتية، التي تعتبر مجرد خلايا ومجموعات تدور في فلك هذا الجهاز الكبير؟!