نص كلمات ريفي وسعيد وزهرا وريشا ونعمة في ندوة زمن التحولات الكبرى بين التطرف والإعتدال

308

 نص كلمات ريفي وسعيد وزهرا وريشا  ونعمة في ندوة “زمن التحولات الكبرى بين التطرف والإعتدال

 ريفي من البترون: لا مناطق جغرافية على قياس الطوائف في لبنان زهرا: التغيير آت والحل السياسي الوسيلة الوحيدة المضمونة لحقن الدماء
السبت 17 كانون الثاني 2015 ا
وطنية – نظم حزب “القوات اللبنانية” في منطقة البترون وبالتعاون مع الأمانة العامة لقوى 14 آذار، ندوة سياسية بعنوان “زمن التحولات الكبرى بين التطرف والإعتدال” في منتجع سان ستيفانو في مدينة البترون، شارك فيها وزير العدل اللواء أشرف ريفي، عضو كتلة القوات النائب أنطوان زهرا والنائب السابق الدكتور فارس سعيد، وأدارها الصحافي كمال ريشا، في حضور ممثل وزير الاتصالات النائب بطرس حرب مجد حرب، الدكتور جان عوده ممثلا النائب فادي كرم، المحامي باز جرجس ممثلا النائب سامر سعاده، راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، المطران بولس اميل سعاده، عدد من رجال الدين المسيحيين والمسلمين، قائمقام البترون روجيه طوبيا، رؤساء بلديات ومخاتير، ممثلي احزاب وتيارات قوى الرابع عشر من آذار، فاعليات بترونية وشمالية، ومسؤولي القطاعات في القوات، رؤساء اندية وجمعيات ومؤسسات وحشد من المدعوين.

نعمه
بعد النشيد الوطني، كانت كلمة ترحيب لمنسق القوات في قضاء البترون الدكتور شفيق نعمة الذي أشار الى “أن التحولات التي نأمل أن تعود على منطقتنا وبلدنا بالخير لا بالويل . والتي لا يطمئننا الى مآلها إلا أن الأمور كانت وصلت قبلها الى قاع سحيق، لذا لا يمكن للآتي من الأيام إلا أن يكون أفضل”. وأضاف: “رفاقي في القوات اللبنانية يقولونها وقلوبهم عامرة بإيمان وثقة المقاومين المجربين: لن تستوي أمور هذا الشرق ما لم تنتصر ثورة شعوبه المقهورة في سعيها وراء حقها بالحياة والحرية. والقوات اللبنانية أدرى الناس بصعوبة مقاومة الظلم والقهر والإستبداد عندما يدير العالم البليد ظهره ويصم أذنيه ويتبرأ من إنسانيته ومسؤولياته”. ولفت الى أن “تاريخ صمود القوات اللبنانية وثباتها في وجه الطاغوت يعلمنا أنها لا تكون ثورة ولا يقع تغيير في يوم وليلة ولا دون تضحيات ودم ودموع، لقد قبع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع 4114 يوما في غياهب معتقلات الظلم والمخابرات والعمالة، وصبر دون أن يتزحزح، ثم خرج مكللا بغار الإستقلال والحرية والوحدة الوطنية، وها هو اليوم المرشح الأقوى لرئاسة الجمهورية اللبنانية. ولكن دعونا نأمل ألا تستدعي الثورات العربية عقودا من العذاب والتضحية لتؤتي ثمارها”. وختم: “صحيح أنها ثورات على موروث الرجل المريض ، وعلى إعتباطية المشرط الكولونيالي للخواجة سايكس والخواجة بيكو، وعلى نطفة زرعها اللورد بلفور، في غفلة التاريخ. فأثبتت تلك النطفة، علقة أنظمة الإستبداد البعثي القومي وأذنابه القبلية وصحيح خصوصا أنها ثورة على الردة. نعم على الردة: فالردة لا تكون في الدين فحسب بل هي أشد مضاضة على أمة عندما تقع في العقل والرشد وحرية المعتقد والتمدن والتطور والعلم وبناء الدولة العصرية وتحصين الفرد وتمكين المرأة وحماية الطفل وحماية حقوق الإنسان، وخاصة، بالنسبة لنا نحن اللبنانيين، عندما تمس قدس الأقداس، عنيت الحرية”.

ريشا
بعدها تحدث ريشا، فقال: “إذا قدر لنا أن نحدد بداية زمن التحولات الكبرى فبالإمكان إرجاعه الى تفشي ظاهرة العولمة التي أدت الى سقوط منظومة الدول التي كانت تسمي نفسها إشتراكية، ما أدى الى تفكك هذه المنظومة أولا، وإنتهاء حقبة ما سمي ب “الحرب الباردة”، بإنسحاب طرف واحد من هذه الحرب، ما أوجد حالة فراغ. ولأن الطبيعة لا تعرف الفراغ، إنفجرت القوميات في أوروبا الشرقية، وبدأ، تهاوي الأنظمة الديكتاتورية الإشتراكية، وكان لا بد أن تنتقل تلك التداعيات الى منطقتنا، عاجلا أو آجلا. ولأن الطبيعة لا تعرف الفراغ أيضا كان لا بد من عدو بدأ وهميا، وتحول مع الوقت كابوسا يقض مضاجع الجميع في مشارق العالم ومغاربه، فبعد أن كان العدو شيوعيا ملحدا، أصبح مغاليا في الإيمان الى درجة تكفير الآخر المختلف، فتمت رعاية تنظيم القاعدة، لمحاربة الأعداء الشيوعيين، قبل أن يستنسل تنظيمات على شاكلته ليس آخرها ما يعرف اليوم بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وإصطلاحا داعش وما بينها من فروع”. وتابع: “بدأ زمن التحولات، وإستتبع زمن المواجهات التي أصبحت من طبيعة مختلفة ، بين إرهاب وإعتدال، حيث تنتشر في عالمنا اليوم الفوضى غير الخلاقة، الفوضى الهدامة، التي تعمل على تغيير أنظمة القيم الأخلاقية والإجتماعية والسياسية”. واردف: “قدرنا في لبنان، أن نعيش زمن التحولات الكبرى، بما نختزن من إرث حضاري وثقافي وإجتماعي في العيش المشترك، في مواجهة الإرهاب المتمثل بالتكفيريين الجدد، من دون إغفال الأقدمين في حزب الله ومنظوماته المتعددة. إنه غنى التجربة اللبنانية التي يجب اليوم العمل على صيانتها وتعزيز حضورها في لبنان لتكون نموذجا يقتدى به في العالم العربي وحتى في أوروبا الحالية. فكما كانت كوكبة اللبنانيين سباقة في إطلاق “مشروع النهضة العربية”، إننا كلبنانيين مدعوون اليوم، الى وعي أهمية تجربتنا وإطلاق ثقافة العيش المشترك في محيطنا، بعد أن إختبرناها لزمن طويل، ويحق لنا بفخر أن نعطي الدروس للعرب وللأوروبيين أيضا في كيفية صوغ منظومة القيم المشتركة التي تنظم علاقات الأفراد في ما بينهم ومع جهاز الدولة”. وختم قائلا: “المنتدون معنا هم فرسان إعتدال، كل على طريقته وفي مجال عمله، إلا أن جهودهم تصب بلا شك في ترسيخ تجربة لبنان الرسالة”.

ريفي
ثم ألقى ريفي كلمة قال فيها: “من البترون ميناء التاريخ ومرسى الحضارة، من هذه المدينة التي تتميز جغرافيا بأنها صلة وصل وتواصل، كما تتميز بانفتاح أهلها ووطنيتهم، احييكم تحية طرابلسية ولبنانية، وأشكر كل من أعد لهذه الندوة. نلتقي اليوم على وقع هستيريا العنف والارهاب والاستبداد الذي يضرب لبنان والمنطقة والعالم، وبالأمس تابعنا ما ارتكبته قوى الظلام في فرنسا، حيث نفذت جريمة كبرى هزت ضمير الانسانية، وأسست للأسف لموجة جديدة من العنف والكراهية، باتت تهدد اذا لم يتم احتواؤها، بصراع من نوع آخر. صراع يطمح المتطرفون على الضفتين، الى الجلوس فيه وراء المقود، لجر المعتدلين على الضفتين، الى الاستسلام والانقياد، لهذا الصراع، كقدر محتوم لا مفر منه. اننا جميعا نتطلع الى بناء عالم أكثر تسامحا، عالم تسوده قيم تآخي الاديان، وتفاعلها، وتفعيلها للقيم المشتركة الكبيرة جدا التي تجمعها، والتي تتلخص في تأكيد حق الانسان بالحرية والكرامة، وحقه في الحياة، وضرورة حمايته من العنف على أنواعه”. واضاف قائلا: “لقد ولدت في كنف عائلة لبنانية مسلمة، وأشكر الله العلي القدير، على كل ما أعطاني اياه من نعم وقيم وروحية. لقد تربينا في بيئة الاعتدال التي تؤمن بالعيش المشترك، ونشأت على احترام الآخر، وسأبقى حتى النهاية، فهذا سلوك حياة. إنني إذ أفخر كأي مسلم، بديني وايماني برسالة الاسلام السمحاء، أنظر بقلق الى بعض الظواهر المتطرفة، التي تحاول أن تستعمل العنف والكراهية وسيلة لاختطاف الدين وتسييسه، خلافا لرسالته الحقيقية. وبغض النظر عن الاسباب والمسببات، والابرز منها الاستبداد، والقهر، فإن ما تمارسه هذه الجماعات باسم الدين مرفوض شرعيا وأخلاقيا وانسانيا. يكفي تتبع ما يصدر عن المرجعيات الدينية للمسلمين، من مصر الى المملكة العربية السعودية، ويكفي رصد موقف أكثرية المسلمين، للتأكد بأن هذه الظواهر، مصيرها الزوال، حتى ربما قبل زوال الاسباب السياسية وغير السياسية التي انتجتها”.واردف: “ان المسلمين كما قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، هم الأكثر تضررا من الارهاب، ونؤكد على ان المسلمين سيكون لهم الدور الاكبر في محاربته، لأنهم يرفضون تشويه دينهم واختطافه، فما يحصل اليوم للاسلام شبيه بالممارسات التي ارتكبت تاريخيا في اوروبا باسم المسيحية، والمسيحية منها براء”.
وأكد “ان واجبنا في هذا الشرق منبت الرسالات السماوية الثلاث، أن نؤكد للعالم، أن الديانات التوحيدية، هي إرث عظيم أعطته هذه المنطقة للانسانية، وواجبنا أن نسقط نهائيا، مقولة ان الديانات التوحيدية هي ديانات الغائية، في علاقتها في ما بينها، وعلاقتها بالأديان الأخرى، ولتجربة لبنان في العيش المشترك بين طوائف متعددة، دور كبير في هذا المجال. بكل واقعية أقول: ان لبنان بما يمثل من قيم عظيمة في تفاعل الاسلام والمسيحية، وفي قدرتنا على العيش معا، يشكل أحد أبرز النماذج الفريدة في هذا العالم، القادرة على اعطاء الجواب الصحيح، متى عصفت لغة العنف والاستبداد والارهاب. لقد تأسس هذا الوطن الصغير، في العام 1920 بجهود جبارة قادها البطريرك الياس الحويك ابن البترون، وكل المخلصين، وبعد 95 سنة على ولادته، أصبح صمام أمان لجميع ابنائه، الذين يعرفون قدره وأهميته، كما الذين يضعونه في مرمى العواصف. لقد دفعنا ثمنا كبيرا، لكي نحافظ على استقلال هذا البلد وسيادته. منا من رفض الانتماء اليه بداعي أنه صنيعة الاستعمار، ومنا من اراده منقطعا عن محيطه، كأنه جزيرة معزولة، لكننا اليوم وفي هذه اللحظة بالذات، نشعر كم كان لبنان الكبير كبيرا، بانسانه واديانه وحيوية ابنائه. نشعر كم كان ولا يزال حاجة ماسة لابنائه، وقدوة للمنطقة والعالم. نعم أنه رسالة للعالم كما قال البابا يوحنا بولس الثاني”. وتوجه الى الحضور، بالقول: “ما من مهمة في هذا البحر الهائج الذي نعيش فيه اليوم، أكبر من مهمة حفظ هذه الرسالة. ما من مهمة أكبر من ترسيخ لبنان الدولة الوطنية، فكل تهاون بحماية حدود هذه الدولة، سيضعنا وجها لوجه أمام خطر الاصوليتين والارهابين اللذين يحاول كل منهما، اختطاف الاسلام دين العدل والرحمة، واستباحة الحدود الوطنية للدول، وارتكاب ابشع الجرائم، في مشهد يعيدنا الى القرون الوسطى. لمن ينفذ فتاوى القتل باسم حماية الدين، من فتوى قتل سلمان رشدي، الى سائر فتاوى ارتكاب الجرائم، نقول: الاسلام أكثر منعة وقوة من أن يحتاج لأمثالكم لحمايته. ما يحمي الاسلام قيمه العظيمة، التي أتى بها النبي محمد، ما يحمي الاسلام، رسالته التي انتشرت في أقاصي الارض، تدعو للرحمة والسلام ولبناء الانسان. ونحن نؤكد رفضنا اي اساءة للاسلام وللمسيحية ولأي دي سماوي”.
واضاف: “من موقعي السابق في قيادة قوى الامن الداخلي، ومن موقعي الحالي كوزير للعدل، عايشت الاحداث التي عاشها كل واحد منا. أتوقف هنا عند تاريخنا الحديث، الذي كانت لنا فيه تجارب مرة، من الاقتتال والصراع، التي أفضت الى قناعة راسخة، بأن عيشنا معا ليس قدرا مفروضا علينا، بل هو السبيل الوحيد كي نصنع الغد لنا ولأولادنا. أذكر هنا ما جاء في بيان المجمع البطريركي الماروني، الذي استخلص واقع المسيحيين خلال الحرب، بالقول: لقد قتلوا وقتلوا وتقاتلوا. هذه الخلاصة تنطبق على المسلمين ايضا، وعلى كل اللبنانيين، ومن هنا من البترون، نتعهد أمام الله والوطن، أن نبذل كلبنانيين، كل ما لدينا كي لا تتكرر مأساة الحرب. نعم ايها السادة: لا نريد أن نقتل أو نقتل، او نتقاتل. مسؤوليتنا الانسانية والتاريخية، أن ننتهج ثقافة الحياة، وان نمنع رسل الموت من تهديم ما بنيناه. نعم لهذا الوطن بمسلميه ومسيحييه، وظيفة حضارية سامية في هذه المنطقة وفي العالم، ويفترض بكل منا أن يشعر بالفخر لأنه ينتمي الى تجربة العيش معا، لأن هذه التجربة هي خيار مستقبل ابنائنا، وهي الدرع التي تحمينا، وهي الكفيلة بقطع الطريق على التطرف والارهاب والاستبداد. لقد دعوت مرارا الى حماية هذه التجربة، واليوم أكرر، لا أكثرية ولا أقليات في هذه المنطقة، بل أكثرية واحدة، هي أكثرية المعتدلين من كل الطوائف والمذاهب، وأقلية تمارس العنف مدعية زورا تمثيل الاكثرية، ولهذا أدعو لدفن ما يسمى بتحالف الاقليات، وبناء تحالف المعتدلين، ابناء ثقافة الحياة، الذين على أكتافهم، سيبنى مستقبل قائم على احترام حرية الانسان وحياته وكرامته وخياره الحر”. واستذكر ريفي شهداء 14 آذار قائلا: “قبل ايام قليلة من الذكرى العاشرة ل 14 آذار، نستذكر معا شهداءنا، الذين سقطوا دفاعا عن لبنان. ما احوجنا اليوم الى التمسك بمعنى ثورة الاستقلال، في هذا البحر الهائج الذي تعيشه المنطقة. ان ما حصل في بيروت في 14 آذار 2005 ، كان رسالة تحدي في مواجهة المشروع الذي اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هو المشروع نفسه الذي أغرق العراق وسوريا بالفتنة المذهبية، المطعمة بنكهة سياسة التوسع والهيمنة ومحاولة بناء سياسات النفوذ واوهام السيطرة. لقد اغتالوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، متوهمين أنهم يستهدفون السنة لترهيبهم، واغتالوا جبران تويني وبيار الجميل وانطوان غانم، وحاولوا اغتيال سمير جعجع، متوهمين أنهم يستهدفون المسيحيين لتحييدهم، فإذا بالشعب اللبناني مسلمين ومسيحيين يرد عليهم بلغة واحدة، في مواجهة ارهاب الاغتيال. اليوم وبعد عشر سنوات على ذلك اليوم العظيم في تاريخ لبنان، نؤكد على استمرارنا بحمل هذه الرسالة، ومعكم نقول: لن ننقذ لبنان الا عندما نكون مسلمين ومسيحيين يدا واحدة، ننتصر لقيمنا الوطنية والدينية والاخلاقية، مهما استفحل الارهاب بكل وجوهه”.وختم قائلا: “لقد قلت سابقا من كسروان، واليوم أكرر من البترون: نحن شعب واحد نؤمن بالله عز وجل، نعمل لترسيخ هذا التعدد والتفاعل الخلاق في مجتمعنا. أرفض أن تكون طرابلس قلعة المسلمين، أو طرابلس الشام، وأن تكون جونية مرفأ المسيحيين. لا مناطق جغرافية على قياس الطوائف، بل وطن واحد هو أرض الرسالات السماوية. هكذا نريده لبنان أولا وطن حرية الانسان وكرامته، وطن ال 10452 كلم مربع”.

سعيد
أما سعيد، فقال: “ينظر المسيحيون بعين القلق إلى ما يجري من حولهم من أحداث، وينشغلون أفرادا وجماعات في تقدير الإحتمالات، يطرحون الأسئلة الصعبة على أنفسهم والتي ألخصها بالسؤال التالي: هل هناك إمكانية للحفاظ على المسيحيين في المنطقة في مرحلة محفوفة بالمخاطر والتي ذهبت بعيدا في اتجاه الاستقطاب المذهبي الذي فرِض بالقوة من إيران حتى شواطىء المتوسط، شاملا العراق وسوريا، مرورا بالخليج ووصولا إلى اليمن؟
ليست المرة الأولى التي تفرض فيها الظروف على المسيحيين التفكير مليا بالخيارات التي ينبغي اعتمادها لحماية وجودهم ودورهم ومصالحهم في المنطقة.
في العام 1920، قرروا الدفاع عن فكرة “لبنان الكبير” المرتكز على العيش المشترك الاسلامي – المسيحي، ورفضوا السير في اتجاه إقامة دولة مسيحية تكون بمثابة وطن ملجأ لهم ولمسيحيي العالم العربي. إتخذ القرار نخبة من المسيحيين المؤسسين لدولة لبنان الحديث الذين شكلوا الأجيال الأولى للجامعيين الموارنة. أما الفضل الأكبر لهذا القرار فيعود للكنيسة المارونية بقيادة البطريرك الياس الحويك، إبن منطقتكم العريقة، إبن حلتا.
البطريرك الحويك إتخذ قراره في ظروف معقدة جدا، تراكمت فيها المتغيرات الكبرى التي تلخصت بالنقاط الآتية:
– إنهيار الإمبراطورية العثمانية، قيام الثورة البولشيفية في روسيا، وعد بلفور،
إنتقال ألمانيا من الملكية إلى الجمهورية، وضع اليد من فرنسا وبريطانيا على المنطقة.
كل هذه الأحداث الدولية حصلت ما بين ال1917 وال1920. خلال 3 ثلاث سنوات فرضت الظروف على المسيحيين ضرورة اعتماد خيار سياسي يضمن لهم مستقبلا في منطقة وضعت على طريق التغيير. فاختاروا الدولة المدنية الوطنية التي ينتسب إليها الفرد من موقعه الوطني وليس من موقعه الطائفي أو المذهبي أو العرقي”.
واردف: “لقد ناقضوا من خلال هذا الخيار النموذج الصهيوني في المنطقة. هو الذي كان يبحث عن وطن منذ نهاية القرن التاسع عشر يكون ملجأ ليهود العالم، فاعتمد على “وعد بلفور” ومأساة الهولوكوست كي يؤسس دولة إسرائيل التي بعد حوالى 70 عاما إضطرت لبناء حائط إسمنتي، يرمز إلى الفصل العرقي والثقافي والسياسي والإجتماعي بينها وبين المنطقة. وتوصلوا – اليهود – إلى حد طرح تهويد دولتهم بخطاب سياسي داخلي تجاوز حدود خطاب “بن غوريون” التأسيسي لدولة اسرائيل.
إن الدولة الوطنية التي ناضل من أجلها الموارنة – وإذا أردنا الدقة نقول: التي ناضل من أجلها “تيار الشرعية التاريخية في الوسط المسيحي اللبناني”. فلا المسيحيون ولا الموارنة كانوا كتلة واحدة متراصة خلف خيارات ثقافية وسياسية موحدة – نقول أن تلك الدولة الوطنية لم تبنِ حائطا ثقافيا بينها وبين المنطقة، بل فاخرت ببناء مجتمع لبناني متنوع صمد في مرحلة الديكتاتوريات العربية وفي وجه محاولات الطوائف وضع يدها على كل لبنان. فحاول الجميع من دون استثناء وفشلوا جميعهم، كما يفشل اليوم “حزب الله” وهو يمثل آخر محاولة.
الدولة الوطنية التي دافع عنها خط الشرعية التاريخية في الوسط المسيحي، أكدت على إمكانية العيش موحدين رغم اختلافاتنا الدينية والثقافية، وأسست لثقافة جديدة لإدارة المجتمعات المتنوعة والتي وصفها البعض في مرحلة “اليسار” وقيام الدول العلمانية، بأنها رجعية، لكن سرعان ما اكتشف العالم، واليوم يكتشف العالم العربي، أهمية هذه التجربة الفريدة. وقد تكون، إذا ما أحسن اللبنانيون تقديمها، نموذجا لحل أزمة المنطقة.
كان بالتأكيد للدولة الوطنية اللبنانية نقاط ضعف بنيوية تمثلت خاصة بتحكم الطوائف بقرار الدولة، ما أعاق تقدمها وحولها إلى مساحة مشتركة لتقاسم النفوذ الطائفي داخلها، وغاب عنها مبدأ الدفاع عن الفرد – المواطن”.
واعتبر ان “التحدي المطروح اليوم أمامنا قد يكون تطوير النظام اللبناني القائم، بمرتكزاته الأساسية، إنطلاقا من الطائف وتأسيسا عليه في اتجاه الحفاظ على ضمانات الطوائف إنما مع التركيز على حقوق المواطن أيضا.
بالعودة إلى يومنا هذا – تفرض الأحداث نفسها علينا جميعا، ما يدعونا مجددا للتفكير في خيار يكون بمستوى الخيار السابق الذي جعل من لبنان بلدا مميزا لمدة قرن من الزمن تقريبا ملخصا المتغيرات الكبرى اليوم بالنقاط التالية:
– بلورة نظام عالمي جديد بزعامة الولايات المتحدة يرتكز على نظام اقتصادي ومالي وسياسي وعسكري وقضائي في إطار عولمة متسارعة. كما يعيش العالم اليوم ثورة اتصالات وتواصل غير مسبوقة تجعل منه قرية صغيرة على شبكات التواصل الإجتماعي.
– إنهيار النظام العربي القديم الذي أعقب مرحلة الإنتدابات الغربية، ثم نشوء دولة اسرائيل، والذي تميز بقيام أنظمة إستبدادية عسكرية حاربت شعوبها بجدارة وحاربت اسرائيل بأشكال ملتبسة، مع احترامي لتضحيات الجيوش العربية.
– بروز تيارات إسلامية متطرفة، تتراوح ما بين قيام دولة ولاية الفقيه ودولة الخلافة، مما شوه صورة المنطقة وساهم في بروز تيار معاد للإسلام في الغرب أو ما يسمى ب”الإسلاموفوبيا”، وبروز تيار آخر تكلم عنه البابا فرنسيس خلال زيارته إلى تركيا مؤخرا، “الكريستيانوفوبيا” – وهو تيار معاد للمسيحية بوصفها حاضنة للنظام العالمي المعادي لقضايا العرب والمسلمين العادلة، مثل قضية فلسطين وقضية الشعب السوري.
– دخول الإسلام كمكون إجتماعي وسياسي وانتخابي إلى أوروبا، وهو عامل مؤثر على ديموقراطيات الغرب. وقد بدأت معالمه تبرز مع الإعتراف المتكرر لدولة فلسطين من قبل البرلمانات الأوروبية بهدف تبريد العلاقات مع مسلمي أوروبا.
– بروز تيار مدني تجلى في تونس ومصر وسيبرز في سوريا والعراق وبلدان أخرى.
– محاولة قوى إقليمية غير عربية التحكم بقرار المنطقة: اسرائيل- التي تدعي احتكار الديموقراطية في المنطقة وتحاول أن تكون امتدادا للغرب في أرض الشرق، تركيا- التي تقدم نفسها قوة إقليمية إسلامية قادرة على التفاعل مع العرب وفي الوقت نفسه قادرة على التفاعل مع النظام العالمي الجديد، وايران – التي تمددت بنفوذها حتى وصلت إلى البحر في غزة وبيروت مرورا بعواصم اليمن والعراق وسوريا.
– محاولة روسيا الدخول إلى المنطقة من باب الكنيسة الأورثوذكسية التي تحاول التمايز عن كنيسة الغرب بوصفها مشرقية وقادرة على التفاعل مع الإسلام ومدافعة عن الأقليات في المنطقة.
– محاولة المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليجي الحفاظ على نظام المصلحة العربية بحيث لا يتحول العالم العربي الى ضواحي قوى اقليمية غير عربية.
– عودة الكلام عن مسألة الأقليات في المنطقة. من مسيحيين ويهود وأيزيديين وعلويين ودروز وشيعة وغيرهم، والذين بغالبيتهم ينظرون إلى أحداث المنطقة بعين القلق، ويبحثون عن أشكال مختلفة من الحماية. فهناك من يطرح “تحالف الأقليات” وهناك من حاول استجداء حمايات أجنبية.
– “داعش” وتوابعها، والتي أسقطت الحدود المرسومة بين الدول وفرضت معادلة العنف مقابل العنف و”الخلافة” في مواجهة “الولاية والدولة” معا.
ومن الصعب جدا تحديد هوية هذا التنظيم أو معرفة مصادر نفوذه، لكنه فرض واقعا وجند الشباب من كل أنحاء العالم وفرض “ثورة إسلامية عالمية” تحتاج محاربتها إلى كثير من الدقة والمعرفة والرصانة”.
وختم طارحا “السؤال الذي يطرح نفسه لدى المسيحيين عموما والموارنة خصوصا: ما هو الخيار الذي ينبغي اعتماده والدفاع عنه؟ لأن المتغيرات الكبرى لا تهادن المجتمعات المترددة والكيانات المفككة.
باعتقادي أن الخيار هو الدولة الوطنية المدنية المتحررة من القيود الطائفية:
– دولة ترتكز على نظام مرن يحفظ ضمانات الطوائف من خلال مجلس شيوخ منتخب على قاعدة طائفية ومجلس نيابي محرر منها.
– دولة تعطي العيش المشترك وقبول الآخر المختلف بعدا إنسانيا يتناسب مع مصالح الشعوب التي تبحث عن مستقبل أفضل، فلا إمكانية لسوريا الغد أو عراق الغد أو أي دولة في المنطقة تتسم بتكوين تعددي أن تقوم على قاعدة تسلط طائفة على حساب طوائف أخرى.
– دولة تصون لبنان المعنى والدور والرسالة، ولكنها تلتزم في الوقت نفسه القضايا العادلة للمنطقة.
هذا في نظري الخيار الذي ينتمي للمستقبل، والذي يستحق أن ندافع عنه جميعا”.

زهرا
بعدها كلمة النائب زهرا الذي شكر منسق منطقة البترون والوزير ريفي وسعيد وريشا على إحيائهم الندوة وكافة الحاضرين وقال: “أشكركم على هذه المناسبة التي وفرت لي اللقاء معكم بعد غياب قسري طويل نسبيا لقضاء البترون وإن كنا لا نفترق في الموقف السياسي الوطني العام في الإطار اليومي . بعد قراءتين جميلتين جدا للوطن من موقعين وإن كنا كلنا واحد في 14 آذار وفي مشروعنا السياسي الوطني اللبناني ولكن الموقعين مختلفين، أريد أن أبتعد قليلا في المنحى الإقليمي لأقول أولا طبعا المحاضرين تكلموا في هذا الموضوع، نحن نعيش مرحلة تحول تاريخي لا يمكن لأحد إنكارها أو تقزيمها أو وضعها في خانة المؤامرة، ما يجري في المشرق العربي هو تحول شعبي مشروع وأصيل وإن تداخلت العوامل وحاول التكفيريون أو المتآمرون مصادرة نضال الشعوب لحرفها عن إتجاهاتها من أجل عدم تمكينها من الوصول الى النتيجة الحتمية المطلوبة مهما طال زمن التحول نحو الشراكة الديمقراطية والحداثة. ما يشهده العالم العربي سبق والدكتور سعيد أن قال: هو تحول بحجم التحول الذي حصل نتيجة نشوء دولة إسرائيل في المنطقة العربية. يومها ضربت أنظمة ونشأت أنظمة كان عنوانها وشعارها محاربة الوجود الغريب لإسرائيل والغاصب في المنطقة وإعتمدت بالقمع لتبرير القمع ومصادرة الحقوق والحريات مقولة لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. وطبعا لم يقم أي نظام في المعركة المطلوبة لا لتحرير فلسطين ولا لوقف جموح إسرائيل وإرهابها الذي طال كل شعوب المنطقة”.
وتابع: “اليوم هذه الشعوب، الشعوب العربية لأننا نحن نعترف بقوميات المنطقة تتحرك بشكل يتراوح بين ثورة سلمية كثورة الياسمين في تونس، وطبعا هذا له علاقة بثقافة الشعب وإختبار تجربته على مدى عقود الى الثورة الليبية، التي أريد أن ألفت النظر أنه لا يوجد تعدد طائفي كالذي يوجد في سوريا والعراق، وبرغم ذلك يتحكم بها العنف والصراعات المسلحة الى الثورة المصرية التي جرها التيار بشدة نحو الإنحراف عن الهدف الديموقراطي ثم حصل تصحيح شعبي لهذه الثورة الى ردة فعل الشعب العراقي على الظلم الذي مورس في حقه عندما تصرفت حكومة نور المالكي وكأنها هي من ربح الحرب على صدام حسين وغير النظام إنتقاميا من الشعب العراقي خاصة بنسخته السنية من الشعب العراقي، كل هذه الظروف الى تطييف الصراع في سوريا نتيجة التدخل المباشر لحزب الله والميليشيات الشيعية العراقية والحرس الثوري الإيراني. كلنا نتذكر، وهذا رد على كل محاولات التضليل الإعلامية، إنطلقت الأحداث في سوريا سلميا في آذار 2011 بدأ الشعب السوري يواجه آلية قتل النظام في أيلول 2011 لم نشهد أي حركة متطرفة تكفيرية إسلامية تشارك في المواجهة في سوريا قبل العام 2013 ولم ينشأ تنظيم داعش ويحكم السيطرة على بعض المناطق في العراق ثم لاحقا في سوريا ويحاول مصادرة كل الحراك الشعبي إلا في العام 2014 . وبالتالي كل الساعين اليوم استجلبوا ردود الفعل المتطرفة وأوجدوا البيئة الخصبة والمناسبة للتكفير محاولتهم تصوير حربهم منذ اللحظة الأولى بأن الإستباقية ضد التكفير هي مضللة بإمتياز . للأسف هؤلاء التكفيريون يعطونهم يوما بعد يوم بممارساتهم التي تنتمي الى ما قبل الجاهلية الى ما قبل كافة الأديان السماوية التي تحترم الإنسان وحرية الإنسان ، يعطونهم التبرير لإستعمال كل طاقات المنطقة لدعم مشروعهم الذي حاول في لبنان خاصة وفي سوريا والعراق إلباس كل المنتمين الى الطائفة السنية الكريمة لباس التكفير والتطرف وإحتضان الإرهاب وجعلهم تعميم صورة البيئة الحاضنة للتكفيريين”.
واردف زهرا: “نحن نعرف ولقد سمعنا الشهادة من معالي الوزير سمعنا كل المرجعيات الدينية وكل المرجعيات السياسية الكبرى الى أهل السنة في لبنان والمنطقة ، ما نعرفه نحن بمعلوماتنا ودراساتنا وإختبارنا وقد قلت يوما من المجلس النيابي أي إسلام يدعي من يقتل أنفسا بغير نفس وليس نفسا واحدة ومن يقتل مسلمين بغير حق خاصة في شهر رمضان المبارك، أي إسلام يدعي هذا؟ هذا ليس من الإسلام في شيء هذا إنسان كاره للآخر إستفاد من الأنظمة القمعية التي تركت مجالين للشعوب كي تتنفس، المدارس الدينية والرياضة المدنية. لم يسمح لشعوب المنطقة العربية طوال خمسة وستين عاما أن تفكر. سمحوا بالمدارس الدينية لكي يؤكدوا شرعيتهم كسلطات تحمي المسلمين وسمحوا بالرياضة لتنفيس الإحتقان والغضب وصادروا الثروات والحريات. ردة الفعل الطبيعية على الأنظمة القمعية وعلى محاولة إضفاء صفة التكفير على كل المسلمين السنة أن يكون هناك نوع من قبول أحد يواجه التخوينيين بالتكفيريين. ولكن ذلك لم يجعل من الإعتدال المسلم أولا والمسلم السني بشكل خاص، علما بأن ليس كل الشيعة يدينون بالولاء لنظرية الولي الفقيه ولا للدور الإيراني الفارسي في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، وكما عندنا كذلك عند الشيعة، أناس يؤمنون بالإنفتاح والعلاقة مع الآخر ووجود الآخر وضرورة التفاعل معه، لدينا غالبية ساحقة من المسلمين السنة في لبنان وفي العالم العربي عليها يقع العبء الأول والأهم بإلغاء الفكر التكفيري ومنعه من تحقيق أهدافه. المعركة مع التكفير لا يمكن أن تكون إلا من أهلهم الأقربين، وعندما تحصل المعركة مع طوائف أخرى تصبح حرب طائفية أما عندما يواجهون بالفكر المنفتح والمعتدل والدول المعتدلة في العالم الإسلامي عندها يفقدون أي حجة وأي سند واي إمكانية لتحقيق أي هدف من أهدافهم بتفريق الناس ومصادرة حرياتهم والعودة بهم قرون الى الوراء . لذلك لبنان شئنا أم أبينا لم يسمح له من قبل حزب الله بتطبيق إعلان بعبدا لأنه بكل فخر أنه جزء من مشروع إقليمي أكبر من لبنان”.
وتابع: “هذا الإلتزام من حزب الله أرغم لبنان أن يتحمل تداعيات ما يجري في المنطقة خاصة في سوريا. وإن كان هناك من يقول بأن بعض المتطرفين السنة الذي يتعاطفون مع الثورة السورية شاركوا في القتال في سوريا، ردنا عليهم واضح جدا في قوى 14 آذار والقوات اللبنانية وكل أحزاب قوى 14 آذار، فمنذ سنوات ونحن نطالب بترسيم وتعيين الحدود وضبطها بالإتجاهين ولم نغط يوما أي مشارك في الحرب في سوريا. كنا كلما طلبنا من حزب الله العودة الى لبنان وعدم الانخراط في الحرب السورية كانوا يتذرعون بغيرهم، وكنا نقول للدولة إمنعوهم وأدبوهم وإن لم ينفع الكلام فلديكم ذريعة وهي القرار 1701 الذي يجيز للحكومة الإستعانة بالقوات الدولية على الحدود اللبنانية السورية. للأسف من هم منخرطون للعضم في القتال في سوريا لا يوافقهم ضبط الحدود لأنه عندما تضبط بمشاركة دولية لا تعود مباحة أمامهم بالإتجاهين ولا يعود بإمكانهم توظيف كل الأجهزة الأمنية التي يهمها فعلا أمن لبنان وتصبح شريكتهم بمكافحة أخصامهم فقط”.
وأضاف قائلا: “تشريع الحدود اللبنانية على التداعيات يرتب علينا أولا وبشكل أساسي الدعم المطلق والكامل لقوى الإعتدال في لبنان والعالم العربي. يرتب علينا سياسة رسمية لبنانية وبالإذن من معالي الوزير بأن لا نجعل من لبنان إضحوكة في المجتمع العربي والدولي. ونقول له لا تسمح لوزير خارجية لبنان ممثلا السياسة الرسمية للدولة بالذهاب الى إجتماع ليقول فيه: “دولتي لا تستطيع أن تمون على كل مكوناتها وأتحفظ على بيان يرفض التدخل بشدة بالشؤون الدول العربية من قبل فريق لبناني”. إذا إبتليتم بالمعاصي فإستتروا ألم يكن بالإمكان حضور مندوب لبنان وحده؟ وهنا أستغل المناسبة لأؤكد بإسم كل الأحرار في قوى 14 آذار أن هذا لا يعبر عن سياسة الحكومة اللبنانية ولا الشعب اللبناني. تجاه إخوتنا دول الإعتدال والإستضافة والتضامن العربي مع لبنان والدولة اللبنانية والشعب اللبناني”.
وقال:”يبقى أن خيارنا لا يمكن أن يكون بعدة إتجاهات، نحن خيارنا محسوم، خيارنا أن يكون إتفاق الطائف المنعش لتطبيقه في لبنان هو النموذج لكل أزمات دول المنطقة العربية وإلا التفتيت وحروب الى عشرات السنين . لا يمكن الوصول الى حل بأي دولة عربية تشهد الأزمة حاليا بوهم أن التغيير لن يحصل وأن الأنظمة ستستمر كما هي عليه ومن يفكر كذلك ويعلن ذلك هو ملتبس أو واهم . فحركة الشعوب لا يمكن أن تقمع ويعود كل شيء الى ما كان عليه. قد تتعثر أو تتأخر، قد تدفع تضحيات أكثر من غيرها ولكن ما من شعب في التاريخ تحرك وعاد الى الوراء لا بل وصل في النهاية الى أهدافه وقد تقتل الثورات أبناءها ولكن لا تترك ظالما في مكانه. وهذا ردنا البسيط على من يدعي أنه ممثل الإله على الأرض ويدعي بأن إسقاط النظام قد بات وراءنا. ونحن نسأل هل لا يزال هناك نظام في سوريا؟ فمن يحمي الشام ليس النظام بل الدعم الخارجي من ضباط إيرانيين وقوى من العراق ومن لبنان . التغيير آت حتما، الوسيلة الوحيدة المضمونة لحقن الدماء حل سياسي يعترف بمكونات كل دولة في حقها في الشراكة على طريقة إتفاق الطائف الذي يجب أن نصونه برمش العين. هذا إتفاق وزمن تحكم فريق لفريق آخر إن كان طائفيا أو عرقيا أو غيره ضمن حدود دولة واحدة قد ولى الى غير رجعة ومن لم يتعظ بعد من التاريخ لا يمكنه أن يبني مستقبلا، ولا يمكن أن يعيش الإستقرار والسلام والأمن والشراكة مع الآخر. ولا إمكانية لأحد أن يتحكم بأحد لا في لبنان ولا في دول المنطقة. فأحلام الهيمنة والسيطرة والديكتاتورية إنتهت والحل الوحيد هو النموذج اللبناني بدون غلبة فريق على فريق آخر والإعتراف بوجود هذا الآخر ودوره وبشراكة جميع مكونات كل دولة حتى نصل الى الغد المنشود”.
وفي الختام رد ريفي وزهرا وسعيد على أسئلة الحاضرين.