وسام الأمين/تدهور سعر النفط يؤلم ايران وروحاني يهدد السعودية والكويت‏

639

تدهور سعر النفط يؤلم ايران وروحاني يهدد السعودية والكويت‏
وسام الأمين/جنوبية/الخميس، 15 يناير 2015

يبدو ان الرئيس الايراني حسن روحاني المشهور باعتداله ولين عريكته السياسية قد خرج عن طوره وهدّد السعودية والكويت بعواقب وخيمة في حال عانت ايران بسبب سياسة خفض اسعار النفط الذي تقودها الرياض كما يتهمها الايرانيون، فهل ستحصل المجابهة بين ايران والعرب وتقع حرب النفط ام ان المجابهة ستكون غير مباشرة على أرض الحلفاء؟ قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الثلاثاء إن الدول التي تقف وراء انخفاض أسعار النفط العالمية ستندم على قرارها محذرا من أن السعودية والكويت ستعانيان مثل إيران بفعل هبوط السعر.

وقال روحاني في تصريح عنيف يعكس قلق بلاده على مستقبلها الاقتصادي: “أولئك الذين خططوا لخفض الأسعار على حساب دول أخرى سيندمون على هذا القرار”.

وأوضح الرئيس الإيراني: “إذا عانت إيران جراء انخفاض أسعار النفط فاعلموا أن دولا أخرى منتجة للنفط مثل السعودية والكويت ستعاني أكثر من إيران”. وواصلت أسعار النفط خسائرها وسجّلت “سلّة أوبك” انخفاضا قياسيا أمس ليبلغ سعر البرميل 46 دولارا أميركيا للعقود الآجلة، في حين ان الموازنة الايرانية لعام 2015 تستند الى سعر 72 دولار للبرميل، مع العلم ان النفط يشكل 65 بالمئة من الصادرات الايرانية. ويحمّل بعض الخبراء الاقتصاديين المملكة العربية السعودية مسؤولية تخفيض أسعار النفط لأنها لم تسع الى سياسة تخفيض الانتاج لدى الدول المصدرة للنفط “أوبك “، ولكن إيران لم تستطع ان تقنع تلك الدول بتخفيض انتاجها، وانحازت لمنطق السعودية الذي يحمّل الولايات المتحدة الاميركية مسؤولية انخفاض اسعار النفط بعد زيادة انتاج الاخيرة الى 11 مليون برميل بفعل تكريريها للنفط الأحفوري الصخري لتصبح أميركا اول دولة منتجة للنفط في العالم، متفوّقة بذلك على السعودية التي اصبحت تحتل المرتبة الثانية وفقاً لتقرير وكالة الطاقة الدولية. ونشرت صحيفة “بارونز” نقلا عن شركة “Nomura Securities” أكبر شركات الخدمات المالية في اليابان، أنه كما كان الحال عام 1986 فإن السعودية سوف تفوز في حرب الأسعار ضد النفط الصخري الأمريكي عبر إغراق الأسواق بالنفط، كون كلفة استخراج برميل النفط في الخليج العربي هي الأدنى في العالم، والتي تتراوح بين 15 إلى 40 دولار للبرميل، مقارنة بالكلفة الباهظة لإنتاج النفط الصخري، مضيفة أن نصف مشاريع استخراج النفط حول العالم لن تكون جذابة من ناحية الجدوى الاقتصادية في حال بقاء أسعار النفط الخام عند مستوى أقل من 50 دولار للبرميل.

وبين عدم استطاعة السعودية البقاء مكتوفة الأيدي تجاه السياسة الأميركية النفطية بعد قرارها باستخراج النفط الاحفوري وزيادة الانتاج، التي سوف تهدد مكانة المملكة الاقتصادية والجيوسياسية كزعيمة الدول المصدرة للنفط، وبين الشعور الايراني بالخطر مع مراقبة انهيار اسعار الذهب الأسود والتأثير الجسيم الكارثي على اقتصاد طهران المحاصر بعقوبات غربية بسبب الملف النووي، مما قلّص قدرتها الانتاجية الى مليون ونصف برميل يوميا فقط، فان الاشتباك يبدو انه حاصل لا محالة بين الدولتين الكبيرتين المتقابلتين على ضفة الخليج الفارسي.

واذا كان الاختلاف العقائدي المذهبي بين الدولتين إضافة الى توترات وتدخلات متقابلة في سوريا والعراق ولبنان واليمن قد أذكت نار الخلاف في السنوات القليلة الماضية، فإن تساؤلا يطرح حول جديّة التهديدات الايرانية ضد السعودية وجارتهاالكويت، وحول مسرح المجابهة المستجدة اذا ما وقعت، ومداها واين يمكن ان تحدث، وهل ستشمل اراضي دول الخليج وتكون حربا ضروسا بين العرب والفرس أم انها ستبقى حكرا على الحروب بالوكالة كما في سوريا مثلا، حيث تدعم وايران وربيبها حزب الله نظام الرئيس بشار الأسد، بينما تدعم السعودية فصائل الثوار الاسلاميين والمقاتلين الجهاديين السلفيين.