أحمد الأسعد/غطاء لحزب الله وحركة أمل

288

غطاء لحزب الله وحركة أمل
أحمد الأسعد
15 كانون الثاني/15

كان لجوء المتهم بقتل الشاب إيف نوفل إلى بريتال، حيث تم القبض عليه أمس، أمراً ذا دلالة معبّرة .

نهنىء القوى الأمنية على سرعتها في توقيف الجاني، مما أفرح اللبنانيين جميعاً الذين صدموا بهول جريمة فاريا، وتألموا لمقتل شاب في مقتبل العمر، ولأسباب سخيفة، واستهولوا هذا الفلتان في منطقة اعتادوها آمنة.

طبعاً، قصد المتهم بريتال لأنه يدرك أنها “محمية” تؤوي كل أنواع الخارجين على القانون، والحماة معروفون. ولسوء حظه، وحسن حظ العدالة، يبدو أن توقيت لجوئه إليها لم يكن مناسباً، إذ جاء فيما تستعد الدولة لتنفيذ الخطة الامنية المنتظرة في البقاع الشمالي، بعد أن أصبحت طريق “الأمن بالتراضي” سالكة أمامها، كما يتردد.

قد تصحّ التوقعات، وقد تطبق الدولة خطة البقاع الشمالي في أية لحظة، وهي حتماً ستوقف عشرات المطلوبين، بعد أن التزم “حزب الله” وحركة “أمل”، كما قيل، رفع الغطاء السياسي عنهم.

في الواقع، وإذا صحّ الكلام عن رفع الغطاء، فإن “حزب الله” وحركة “أمل” لا يريدان من ذلك سوى “تغطية” نفسيهما، وإزالة عبء الجريمة المتمادية والتجاوزات عنهما. يريدان التخلص من وزر ثقيل قوامه مخدرات وتزوير وسرقة وخطف مقابل الفدية، وغير ذلك.

لا يخسر الحزب والحركة شيئاً إذا أعطيا الدولة هذا “الحق”- وهو يفترض أن يكون لها أصلاً- لكنهما يربحان “غطاء” الإيحاء بأنهما يسهلان قيام الدولة بدورها، وبسطها سلطتها.

لكنّ الدولة لن تجد طبعاً في بريتال أو غيرها من بلدات البقاع الشمال، ولا في لبنان كله، المتهمين الاربعة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

والدولة، حتى لو طبقت خطة البقاع الشمالي، لن تتمكن من أن تبسط سلطتها في وجود سلاح غير شرعي، ولن تكون قادرة على أن تمنع تدفق هذا السلاح إلى “حزب الله”، الذي يملك “كل ما يخطر على البال من أنواع الأسلحة” كما قال السيد حسن نصرالله في مقابلة حديثة.

ولن تتمكن الدولة من منع عناصر “حزب الله” من التوجه للقتال في سوريا، أو ربما في العراق إذا احتاج الأمر، ولن تنجح في وقف تورط “حزب الله” عسكرياً وسياسياً في نزاعات الدول الأخرى، وفي توريط لبنان في حروب عبثية.

وسواء أطبّقت الدولة خطة البقاع أم لم تطبقها، سيبقى السيد حسن يتدخل في شؤون البحرين وغيرها، ويورط الدولة في أزمة ديبلوماسية، واللبنانيين المغتربين في مشاكل مع الدول التي تستضيفهم ويعتاشون منها.

طبعاً، تنفيذ خطة البقاع أفضل من لا شيء. على الأقل سيحدّ من بعض الجرائم، لكنّه لن يوقف حتماً الجريمة الكبرى والأساسية والمتمادية في حق الدولة والوطن، وهي جريمة سلاح “حزب الله” غير الشرعي وتورطه في حروب هنا وهناك.