زينب زعيتر/عسكر مخطوف وطن مخطوف مأساة تنتهي في الـ2015

564

عسكر مخطوف وطن مخطوف… مأساة تنتهي في الـ2015؟
زينب زعيتر/الخميس 1 كانون الثاني 2015
البلد

لم يطوَ عام 2014 بعد بالنسبة الى العسكريين المخطوفين في جرود عرسال اضافة الى اهاليهم، فلم يشغلوا عدادات السنة الجديدة مع دقائق العام المنصرم الاخيرة. وحدها الآلام جُددت مع عام كان فيه العسكر مخطوفًا كما كل الوطن، فتُرك القرار للارهاب، الذي قتل بوحشية اربعة من العسكريين، وبدم بارد تعاملت الدولة مع الملف، فكثر المفاوضون وضاعت معهم اوراق التفاوض، ما فرض واقعاً جديداً، جعل من الازمة قضية العام بامتياز.

أقفل الارهاب العام 2014 على أزمة مفتوحة على كل الاحتمالات، وبداية عام جديد لا حلول تلوح في افقه في ظل الفشل العارم الذي ابدته الدولة وأزمات خلاياها ومعنييها في التعاطي مع الملف، هو فشل ستتوالى فصوله خيبات مقبلة، اللهم الاّ اذا عرف المعنيون معنى التفاوض، وفهموا كيف تكون معايير التفاوض بقوة. أفضت معركة عرسال في آب من العام المنصرم الى قتل اكثر من 18 عسكريًا بين ضباط وجنود، اضافة الى خطف 32 عسكرياً وقتل اربعة منهم على دفعات، فيما المفاوضات مستمرة دون التوصل الى نتيجة. فكان علي السيد شهيد كل الوطن، ليليه عباس مدلج وبعدهما محمد حمية، واخيراً الشهيد علي البزال الذي تم تأجيل اعدامه أكثر من مرة، وذلك على خلفية اعتقال الارهابية سجى الدليمي وهي طليقة ابو بكر البغداي وعلا العقيلي زوجة ابو علي الشيشاني. “صدى البلد” وفي جردة مختصرة تنشر كل ما يتعلق بملف العسكريين منذ الاعتقال ولغاية آخر المفاوضات، متأملين أن تكون بداية العام نهاية لمأساة وطن.
استشهاد وخطف
إفتتح شهر آب على معارك طاحنة بين الارهابيين والجيش على كل محاور بلدة عرسال البقاعية، وذلك بعد توقيف الارهابي أحد قياديي “جبهة النصرة” ابو احمد جمعة، ليسقط شهداء للجيش وتأسر الجماعات الارهابية من داخل عرسال عدداً من عسكريي الجيش وقوى الامن الداخلي. أفرج الخاطفون في ما بعد عن خمسة عسكريين، وسلموهم تباعاً الى الشيخ مصطفى الحجيري المعروف بأبو طاقية اثنان منهم من قوى الامن وثلاثة من الجيش وهم: كمال مسلماني، خالد صلح، رامي جمال، طانيوس مراد، ومدين حسن. امّا الاسرى الباقون فهم: من قوى الامن الداخلي: بيار جعجع، عباس مشيك، وائل حمص، علي البزال، سليمان الديراني، ميمون جابر، صالح البرادعي، إيهاب الأطرش، لامع مزاحم، زياد عمر، محمد طالب، جورج خزاقة، ماهر فياض، أحمد عباس، ورواد بدرهمين. ومن الجيش: ابراهيم سمير مغيط، علي أحمد السيد، علي زيد المصري، علي قاسم علي، مصطفى علي وهبي، سيف حسن ذبيان، عبد الرحيم محمد دياب، محمد حسين يوسف، خالد مقبل حسن، حسين محمود عمار، عباس علي مدلج، علي يوسف الحاج حسن، جورج الخوري، ريان سلام، ناهي عاطف بوقلفوني، محمد القادري، ابراهيم شعبان، أحمد غية، محمد حمية، ووائل درويش.
لتعود هيئة العلماء المسلمين لتستلم في الواحد والثلاثين من آب بعد وساطة مع الخاطفين خمسة عسكريين هم: أحمد غية، إبرهيم شعبان، محمد القادري، وائل درويش والدركي صالح البرادعي.

مفاوضات
وعلى خط المفاوضات المتعثرة وعمل الحكومة وخلية الازمة التي كُلفت بمتابعة الملف، نزل الاهالي الى الشارع مراراً، قطعوا الطريق وافترشوا الساحات في رياض الصلح والصيفي. محاولات متكررة للضغط على الحكومة من أجل التوصل الى حل في قضية ابنائهم، اضافة الى زيارات ولقاءات لاحزاب وشخصيات سياسية أبدت جميعها التعاطف معهم دون استبعاد فرضية المقايضة.
امّا اللاعب الاول على خط التفاوض فكان هيئة العلماء المسلمين و”ابو طاقية”، امّا الاولى ورغم كل علامات الاستفهام التي تخللت مسيرتها وخصوصاً لجهة اتهامها بانّها هي من سهلت على الخاطفين خطف العسكريين من عرسال الى جرودها. وكانت قد تعرضت الهيئة الى اطلاق نار اثناء دخول وفد منها الى عرسال ما أدى الى اصابة رئيسها الحالي الشيخ سالم الرافعي لتعلن بعدها الهيئة تعليق وساطتها في الثاني والعشرين من آب. امّا مواجهات الكر والفر فكانت لا تزال مستمرة بين الجيش والارهابيين اضافة الى نصب المزيد من الكمائن تصدى الجيش لعدد منها. وفي الثامن والعشرين من آب تصدى الجيش لهجوم ارهابي استهدف حاجزاً له في وادي حميد في عرسال. وعادت الهيئة الى التفاوض بعد طلب من الاهالي، لتتراجع وتيرة عملها اثر طلبها من الحكومة الحصول على تفويض رسمي للتفاوض وهو ما لم تؤمنه الحكومة لغاية الساعة. امّا قطر وكان يتوقع الاهالي منها ان تؤدي دوراً ايجابياً مع تعويلهم الكامل عليها فانسحبت من التفاوض اثر استشهاد العسكري علي البزال، وهو أمر كانت توعدت بان تسعى الى توقيفه. ازداد الملف تعقيداً بعد انسحاب القطري، لتقتصر بعدها الجهود على عمل الحكومة متمثلة بخلية الازمة الوزارية اضافة الى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم واللواء محمد خير، ناهيك عن الطباخين الكثر الذين ارادوا الدخول على خط التفاوض وحتماً دون نتيجة تُذكر، وابرزهم الداعية الطرابلسي وسام المصري، ونائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي. وكان قد شكل القاء القبض على سجى الدليمي وعلا العقيلي أملاً بالنسبة الى اهالي العسكريين بحيث تم التداول بانهما ستصبحان ورقتين ضاغطتين للتفاوض والمقايضة على العسكريين، وخصوصاً انّ الارهابيين اشترطوا لاطلاق سراح العسكريين الافراج عن عدد كبير من السجناء والمتورطين بقضايا ارهاب اضافة الى عدد كبير من السجينات في سورية.
وكما في كل المسائل، تدخل الازمة بازار الانقسام السياسي لينسحب ذلك سلباً على الملف، بين لعبة الادوار والشخصيات المفاوضة التي تفاوتت الآراء بينها، لينتهي العام بعيدية من اهالي المخطوفين الذين فكوا اعتصامهم مؤقتاً، وبقي ابناؤهم في الجرود. فهل تكون عيديتهم في العام 2015 عودة ابنائهم سالمين؟.