رسالة من الناشط السيادي جورج يونس: إلى قدس الأب العام نعمة الله الهاشم رئيس الرهبنة اللبنانية المارونية… أبتي، اذا الوضع المأساوي بيفرض إنك ما بقى تكون انت الملك فساهم بصناعة الملوك وخلي قرار انقاذ ما تبقى من وجودنا يبلش من نهاية ولايتك لتكون الرئاسة الجديدة بمستوى تاريخ الرهبنة

82

رسالة من الناشط السيادي جورج يونس: إلى قدس الأب العام نعمة الله الهاشم رئيس الرهبنة اللبنانية المارونية… أبتي، اذا ألوضع المأساوي بيفرض إنك ما بقى تكون انت الملك فساهم بصناعة الملوك وخلي قرار انقاذ ما تبقى من وجودنا يبلش من نهاية ولايتك لتكون الرئاسة الجديدة بمستوى تاريخ الرهبنة
09 حزيران/2022

أتوجهُ إليكم اليوم بالمباشر وبكل تجرد وحس مسيحي وإنتماء وطني، كرئيس للرهبنة اللبنانية المارونية، لأقول: “يا بونا الرعية بكل لبنان عم بتنازع! الغصة بقلوبنا صارت كثير كبيرة ونزيف جرحنا ما بقى عم يوقف. منلتفت شمال، منلتفت يمين وما عم منلاقي حدا نبكي ع كتافو. منتطلع عالارض منلاقي الشيطان متربص بكل تفاصيل هالايام السودا، ومنرجع منفتح ايدينا صوب رب السماوات والارض ومنلتجي لشفاعة القديسين لَيْضلو يلتفتو صوبنا ولَيْرشو شوية عدل بزوايا هالوطن.
اسئلتي اليوم كتيرة بالوقت اللي قداستك بعدك مصِرْ تترشح لولاية جديدة! اولها، شو بعد بدكن من هالدني اللي انتو علمتونا انها فانية؟ وثانيها اذا يا هل ترى عندكن وثائق جديدة بتأكد انو مجد هالدني مش باطل وبعد ما كشفتولنا ياها؟ ما صار الوقت بعد الجحيم اللي وصلو مجتمعنا، وبعد افلاس الناس وسرقة اموالها وجنى عمرها، وبعد دمار بيروت وخطف سيادة الدولة بالترهيب والاغراء والعمولات والعمالات والارهاب، وبعد ما صار الانتحار موضة عند كل اللي بطلت هالحياة وبهدلتها تعنيهم، وبعد ما صغرت كتير الرعية بالوطن وكبرت كتير بالغربة، وبعد ما دفن شبابنا الامل والثقة وانحكمو باليأس وريحة البخور بصلواتهم الصامتة، إنك تفكر انو هالغبرا اللي صارت كتير سميكة ع كتاف الرهبنة المارونية تحديدا انو تتنفض وانو خمر قانا الجيد اللي انتو مخبيينو ومبيعدينو عنوةً بخوابي هالاديرة القديمة يطلع عالضو ليمجد وجود رسالة الموارنة من جديد، ولَيْوعي جبال الصوان اللي صارت نايمة خلف الاستسلام، ولَيِرْجَع وهج الرهبنة يحاكي رسالة قديسينها تجاه الله والناس، ولَيِرْجَع التاريخ يدق بواب الأباتي إغناطيوس داغر التنوري والأباتي شربل قسيس وغيرهم كتار…
بعتذر من طموحك الدنيوي ابونا، بس آلام أهلنا اللي عم بموتو ع بواب المستشفيات اهم من الانانية، ودموع الامهات بصالات المغادرة بمطارنا ع غربة ولادهم اهم من اكسسواراتكم المذهبة، وبراداتنا اللي صار ساكنها العنكبوت اهم من اطياب موائدكم العامرة، وكسرات خواطر اولادنا بأول حياتهم العملية اهم من احدث سيارة بتتنقلو فيها…
بـأسف منك حضرة الاباتي بس حتى الجمعيات ما بقى قادرة تساعد الناس، وحتى المدارس ما بقى قادرة تتحملنا نحن ومدمرين، وحتى الكفن ما بقى يقبل فينا بعد ما صرنا تحت سابع ارض.
بكفي… شعبكم منكوب، منهوب، يأسان، مستسلم، وضايع. وصايرعم بفتش ع نسمة الامل اللي بعدها بتطل من غربة ولادنا بالخارج بركي منقدر بعد نكمل… هيدا نحن وهيدا انتو!
أبتي الجليل، راسلتك اليوم، بكل شفافية ومحبة، تخبرك عن سبب الإنهزامية والإحباط اللي نحن واقعين فيهم تراكمياً لغاية وصولنا لهالإيام الصعبة. كنا الطائفة الأقوى فَ تْخَلَيْنا عن الصلاحيات بالطائف، كنا أهم بنك أدمغة فَهَجَرْنا وإستبعدنا أصحابها، كنا الحزب الأقوى فإرتهنا للتبعية والممانعة، إمتلكنا أكبر ترسانة سلاح فبعناها، أسَسْنا أهم رهبنة حراسها قديسين ومقاومين فحولناها منفى لنخبة الرهبان بالطائفة، أنشأنا أكبر قطاع مصرفي بالمنطقة فحولناه لأداة نصب على جنى عمر الأوادم وحَمَيْنا اركانو الفاسدين، وْكَمِلْ قًصَصْ مخفية ومش مخفية عن ريادة المزايدات والعمولات والرشاوى والصفقات والمتاجرة بدم الشهادة وحرية وسيادة وإستقلال لبنان لحتى دق الإفلاس السياسي والأخلاقي والمالي كل بواب رعايانا.
مجتمعنا عم بِفَتِشْ عَ قائد مثقف وحر ونظيف. الطايفة بدا قرار وموقف عز للتاريخ. الرهبنة بدا “نخبوي” فذ وقديس بيعرف يحاكي وجع الناس ويكون عندو الرؤية والعلاقات ليفتح كل الدروب والأبواب المسكرة ويضخ نبض جديد من العنفوان بشرايين شعبنا المهتريي.
أبتي، اذا ألوضع المأساوي بيفرض إنك ما بقى تكون انت الملك فساهم بصناعة الملوك وخلي قرار انقاذ ما تبقى من وجودنا يبلش من نهاية ولايتك لتكون الرئاسة الجديدة بمستوى تاريخ الرهبنة، ومجد قديسي عنايا وجربتا وكفيفان، وصلابة جبال قنوبين، وديمومة حضورنا بهالارض المقدسة بعد ما بلشت تسكنها الكآبة والغربة.
اذا ما بلش التغيير من إنتخاب أباتي قديس، صلب، مثقف، قريب من الناس ومنفتح على دول العالم فتوقعو ربما في المراحل القادمة ان تشاهدو قوارب الموت تقارع البحر انطلاقا من شواطىء كسروان وجبيل وتحت أعين تلال حريصا وبكركي.
الوجع صار كبير، والرعية بحاجة الى قادة على كافة المستويات ليبحروا بالرعية الى بر الامان انقاذاً لما تبقى.
وتفضل بقبول كامل تقديري ومحبتي قدس الأباتي فمصير المارونية والرعية على المحك.