هل من تحالف انتخابي بين حزب الله وأمل مع سمير جعجع/محمد مقلد: الخطاب الانتخابي الخشبي..حزب القوات/د. حارث سليمان: ما هكذا تورد الإبل يا حكيم

472

ما هكذا تورد الإبل يا حكيم
د. حارث سليمان/نقلا عن موقع جنوبية/22 نيسان/2022

الخطاب الانتخابي الخشبي..حزب القوات
محمد علي مقلد/موقع الحوار المتمدن/22 نيسان/2022
ما سأكتبه عن حزب القوات يتعلق بالانتخابات فقط، وفي دائرة الجنوب الثالثة على وجه الخصوص. وهذا لا يَجُبّ ما قبله من نقد أو إشادة بحقه في الفترة السابقة، منذ زيارة جورج حاوي إلى غدراس، أي منذ أن حاول فريق من اللبنانيين، ومن بينهم القوات اللبنانية، الانسحاب من الرهان على الخارج، أي منذ أن فهم بعض اللبنانيين وليس كلهم، أنهم وقعوا ضحية من استدرجوه واستقووا به على أبناء بلدهم، فصح فيهم قول المتنبي
ومن يجعل الضرغام للصيد بازه تصيده الضرغام في ما تصيدا
أخطاء الحزب في هذه الدائرة فضحت أخطاءه في سياسته الانتخابية العامة. أولها أن مفاوضات الكواليس بينه وبين فريق من ممثلي الثورة كان يمكن أن تبقى ملك من تفاوضوا ولم يتوصلوا إلى اتفاق. أما أن يرفع الاهتمام بها إلى درجة استقدام المحازبين من الجنوب إلى معراب ليتبلغوا من الرئيس شخصياً “التكليف الشرعي” بالعزوف ترشحاً واقتراعاً، فذلك دليل على أن الأمر، “ليس رمانة بل قلوب مليانة”، والمؤسف أنها مليانة بالأدلة على موقفه الخاطئ من انتخابات دائرة الجنوب الثالثة وعلى سائر أخطائه الأخرى.
حزب القوات، بحسب خطاب التكليف الشرعي، ذهب إلى الجنوب بحثاً عن الحلفاء. مؤتمر معراب كشف أن حلفاءه ليسوا ممن تشارك معهم في الثورة بل هم طوائف. سنّة انسحبوا من الانتخابات، ودروز تعاونوا مع الثنائي “الوطني” بحسب النعت الذي يهواه الثنائي. إذن لم يبق أمامه إلا التفاوض مع البعض من “أخواننا” الشيعة. هذا هو جوهر السبب الأساسي في عدم التوصل إلى اتفاق. حزب القوات لا يحسن التفاوض إلا مع ممثلي الطوائف وحين لم يجد من يفاوضه منهم، انتهى حواره مع ممثلي الثورة إلى الفشل.
كلام الرئيس لم يكن زلة. بل هو من صميم البناء الإيديولوجي لحزب القوات. التمثيل السياسي في نظره هو تمثيل للطوائف، والنائب ليس نائباً عن الأمة بل عن الطائفة، والأدهى أن يكون عن حزب الطائفة. هذا هو معنى أنه كان يفاوض أهل الثورة باسم مسيحيي المنطقة بل باسم المحازبين فيها، فيما كان مفاوضوه يحملون في جعبتهم التفاوضية تنوعهم السياسي والديني والمذهبي، ويمثلون قوى الثورة، وهي قوى غير طائفية، ولم يكن من بينهم أي مرشح للانتخابات. اختزال ممثلي الأمة بممثلي أحزابها هو من عاهات الأحزاب اللبنانية التي تنتمي كلها إلى فصيلة الأحزاب التوتاليتارية، وهو من عاهات قانون الانتخاب، ومن عاهات “البراكسس”، أي الممارسة السياسية للأحزاب. حزب القوات ليس وحيداً ولا موقفه في الجنوب الثالثة استثنائي. حتى نديم الجميل إبن بشير الجميل مؤسس القوات ورمز وجودها ليس ممثلاً صالحاً لمسيحيي منطقة الأشرفية.
الممثل الصالح، في نظره، ينبغي أن يكون حزبياً ومن حزب القوات بالتحديد. حتى حزب الكتائب الذي خرج من رحمه صار يعد من الخصوم. فكيف بفارس سعيد وسمير فرنجية وبطرس حرب وسائر النواب المسيحيين الذين كانوا يفوزون على لوائح الحريري. الحزب أولاً قبل الوطن. هذا لسان حال التعصب القواتي أو العوني أو الشيعي من الثنائية. ومن الطبيعي ألا ينطق هذا اللسان بلغة الثورة لا في النبطية ولا في سواها من الدوائر. ما هو الفرق بين القوات والثنائي في هذا الأمر. العقل الحزبي الطائفي ذاته. المسيحيون إما قوات أو تيار وطني حر، والشيعة إما أمل أو حزب الله. الخيار الثالث ممنوع في عرفهما، وكل خارج عنهما مدان بالتكفير أو بالعمالة. وبما أن الطيور على أشكالها تقع، لم يقع طير القوات على مفاوض من “شكله” ولهذا انتهى التفاوض إلى الفشل. إذا كان حزب القوات قد اشترط، لكي يقترع للائحة، ألا يكون اتفاقاً من تحت الطاولة، بل اتفاقاً معلناً فهو لا يريد من “الإعلان” إلا توفير حجة إضافية للثنائي لتكفير اللائحة وحرمانها من أصوات شيعية لا يرضيها أن تقف على المنصة ذاتها مع حزب القوات، أما إذا عزف عن تأييدها لأسباب أخرى فعزوفه يصب في الهدف ذاته، أي حرمانها من أصوات مسيحية، وفي الحالتين يصب الموقف في خدمة لائحة الثنائي، هذا يؤكد ما تم تداوله عن تبادل خدمات مع الثنائي بين دائرتي النبطية والبقاع الشمالي. تذرع حزب القوات بأن الخطاب السياسي الذي اعتمدته اللائحة أو الصادر عن بعض أعضائها يتميز “بتدني سقفه” حيال حزب الله وسلاحه، غير أن رئيس الحزب دعا إلى المشاركة الفاعلة في دائرة الجنوب الثانية، صور- الزهراني، دعماً للائحة مشابهة تشكلت من ممثلي الثورة وتبنت الخطاب ذاته تقريباً. وإذا كان اعتراضه على الأولى مستنداً إلى حادثة الجميزة مع الشيوعيين، فالحزب الشيوعي منخرط في اللائحتين، لأول مرة منذ دورة 1992 في مواجهة الثنائي. وأخيراً وليس آخراً، دائرة الجنوب الثالثة هي الوحيدة في كل لبنان التي تمكنت فيها المعارضة من تشكيل لائحة في مواجهة المحدلة. وانتصارها في معركتها، بالفوز بحاصل انتخابي أو أكثر ينبغي أن يكون مهمة أولى أمام كل ثوار 17 تشرين، ومن بينهم القواتيون الذين لم ينخرطوا في الثورة سعياً وراء كرسي إضافي في المجلس النيابي، بل في مواجهة التحالف الحاكم من موقعهم الوطني لا الطائفي، من أجل إعادة بناء لبنان الوطن حراً والدولة سيدة على حدودها وداخل حدودها.

ما هكذا تورد الإبل يا حكيم
د. حارث سليمان/22 نيسان/2022
قوى ١٧ تشرين لا تريد التحالف مع القوات، لكن ثمة فارق بين اقامة تحالفات او اجراء توافقات ظرفية هدفها اضعاف منافس او خصم مشترك، منذ ٣ اشهر جرى مفاوضات وجرى اتفاق مع القوات والكتائب انه في مناطق الجنوب الثانية والثالثة حيث هناك مرشحين مسيحيين واحد ارثوذكسي في مرجعيون واخر كاثوليكي في الزهراني، فيمكن ترشيح مرشحين مستقلين غير حزبيين، جرى عرض الفكرة على الكتائب وعرضها على القوات، وتم اعلام الطرفين بقبول الطرف الآخر بالفكرة، ارسلت القوات اسمين مستقلين في الزهراني قبل ترشيح هشام حويك، لم يتم تبنيهما، تتابعت المشاورات حتى رسى الاتفاق على تبني ترشيح الياس جرادة في مرجعيون وهشام حويك في الزهراني. ثم تم طرح معركة بعلبك الهرمل التي حصل فيها خرق الدورة الماضية بواسطة لائحة قادها يحي شمص وضمت شخصيات شيعية وعائلية وازنة اضافة لتيار المستقبل. لجأت القوات في بعلبك الهرمل منذ ٤ اشهر الى تشكيل لائحة القوات اللبنانية برئاسة الشيخ عباس الجوهري، متجاوزة حراك ١٧ تشرين، ومتجاوزة واقع المنطقة الاجتماعي والسياسي، وللتذكير فقط ، اقترع في انتخابات ٢٠١٨ في بعلبك الهرمل حوالي ١٩٠ الف ناخب لم يقترع من المسيحيين سوى 13 الف مسيحي وهي نسبة لا تتعدى ٨% من المقترعين، مع ذلك تريد القوات اللبنانية ان تتجاوز كل وقائع المنطقة وحيثيات الناس فيها، وتشكل “لائحة القوات اللبنانية في بعلبك الهرمل”، معتقدة ان سماسرة شراء الاصوات يمكن ان يواجهوا حزب الله، في جلسة مع د. انطوان حبشي، الذي كان يبحث عن تغطية سنية لمرشحين سنة في لائحة القوات، لدى الرئيس السنيورة، في اجتماع حضرته مع اخرين من دائرة بعلبك الهرمل، على سبيل التشاور، لا اكثر، كوني من وجوه المنطقة، ولست رجل السنيورة او اي شخصية سياسية او حزبية اخرى، كما تراءى لموقع الكتروني تافه وماجور ان يعنون مقالته، فانتمائي لحراك ١٧ تشرين تؤكده مقالاتي ونشاطاتي واتصالاتي على مدى ثلاثة سنين انقضت، ولست مرشحا في هذه الدائرة. اما استقلاليتي فقد خبرها كل من حاول استتباعي وضمي الى حزبه او لوائحه الانتخابية.
في جلسة التشاور هذه، حذرت د. حبشي من سلوكه الذي سيجعله تحت رحمة حزب الله، واوضحت له ان امتلاكه ١٠ الاف صوت او حتى ٢٠ الف صوت اذا تحالف مع جماعة المستقبل او الرئيس السنيورة، لن تمكنه من الخرق هذه المرة، وان خرقه اللائحة في المرة الماضية سببه وجود شخصيات شيعية لها وزنها ولها امكانية خرقها في المقاعد الشيعية، وهو ما حصل مع يحيي شمص، وان كل صوت تفضيلي اخذه يحيي شمص، كلف حزب الله ٦ اصوات لسد الطريق عليه ( الدائرة تحتوي ٦ مقاعد شيعية)، ولذلك صرف حزب الله للاحتفاظ ب ٦ مقاعد شيعية في بعلبك الهرمل ٦× ١٥ الف = ٩٠الف صوت، وهذا الرقم كبير لدرجة انه اهمل مواجهة مرشح القوات فتركه ينجح، كنا نريد نصيحة القوات ود. حبشي، بان لائحة القوات التي ليس فيها مرشحين شيعة مؤهلين للخرق تشكل خطرا على مرشح القوات ذاته.
عند هذه النقطة تغير موقف القوات في الجنوب، واصبحوا يسعون لاسترضاء حزب الله وعدم استفزازه، فانقلبوا على الاتفاق في الجنوب، وتنصلوا من وعودهم، واخترعوا قصة السقف السياسي في البيان الانتخابي الذي عرضنا ادخال تعديلات عليه لجعله اعلى لهجة، فرفضوا، وكان النكوص في الاتفاق في ٢٨ اذار اي قبل ضم حسن بزي الى اللائحة ثم صعدوا حملتهم بعد اشراك حسن بزي.
وصوروا خلافا للواقع انهم طالبوا بان يكون لهم مرشح في اللائحة، وهو امر تم الاتفاق على عدم اعتماده منذ ٣ اشهر.
كان يمكن ان ينتهي الامر عند هذه الحدود، وان لا تعلن القوات اي موقف في دوائر الجنوب وتترك الحرية للناس وتحديدا للمسيحيين للمفاضلة بين اسعد حردان و د. الياس جرادة، لكن الامر لم يتم على هذا النحو. ماذا حصل، تم استدعاء مناصري القوات في الجنوب الى معراب وعقد مؤتمر صحفي وبث مباشر ودعوة لمقاطعة الانتخابات في دائرة الجنوب الثالثة بحجة ان لائحة المعارضة تضم الحزب الشيوعي، فيما قام مرشح القوات في الدائرة الثانية في الجنوب السيد روبير كنعان بالتحالف مع مرشح الحزب الشيوعي داود فرج، موقف يثير العجب؛ تقاطع القوات رفضا للشيوعي في الدائرة الثالثة وتتحالف مع الشيوعي في الدائرة الثانية، ثم تترشح في البقاع الغربي دون ان يكون لها امل في الخرق لاستنزاف اصوات لائحة القرعاوي ابوفاعور واراحة لائحة مراد قبلان الفرزلي. يقول البعض ان القوات ابرمت صفقة مع حزب الله، مقابل تمرير حبشي في بعلبك، نستنزف لوائح المواجهة للثنائية الشيعية في البقاع الغربي والجنوب الثانية والثالثة ؟ قد يكون حسم حقيقة هذا الامر سابق لأوانه، وقد لا تكون صفقة!؟ وقد يكون هيأ احدهم للقوات بهذه الامكانية دون ان يكون حزب الله مستعدا للقيام بهذه المقايضة!؟
لكن ما هو اكيد ان سلوك القوات الانتخابي لا يتطابق مع مزاعمها، في ان اولويتها مواجهة حزب الله في كل مكان، وان الصراخ ضد حزب الله في بشري وكسروان والشوف، لا جدوى منه، اذا لم يوازيه صب اصوات القوات في الجنوب والبقاع الغربي لكل لائحة تواجه الثنائية الشيعية.
وقد قيل الماء تكذب الغطاس، في بعلبك الهرمل حزب الله في هذه الانتخابات لا يواجه اية مشكلة سيحصل على ٨ او تسعة مقاعد من عشرة، ليس من شيعي مؤهل لخرق مقاعده، يستطيع باقل من ٢٦ الف صوت يمتلك ثلاثة او اربعة اضعافها، من سد الطريق على خرق القوات في بعلبك، اذا فعلها، ستذهب هدرا كل محاولات القوات لاسترضائه، واذا ترك الخرق القواتي يمر، تكون الصفقة حصلت، والصراخ السيادي في وجهه لا يعول عليه، امام الحاجة الى حيازة اكبر عدد من المقاعد في كتلة الجمهورية القوية. قديما كانت النصيحة بديلها جمل، واليوم لا نصائح تهدى ولا جمال تبادل، الاستراتيجيات الكبرى والمواجهات الوطنية تبنى على تبني القضايا والقيم، وعليها تبنى التحالفات والتوافقات وتتقاطع السياسات، لكن مقتل كل استراتيجية هي الشهية المفرطة للسطوة والحصص والنفوذ، ولذلك وبكل احترام نجيبك؛ ما هكذا تورد الابل… يا حكيم