الأب سيمون عساف: إلى ان نجد الشخصية التي تناسب الطموح وتوافق القناعات علينا ان نقول لبعضنا بصوت عالٍ ومنخفض ممنوع تتنحَّى

234

إلى ان نجد الشخصية التي تناسب الطموح وتوافق القناعات علينا ان نقول لبعضنا بصوت عالٍ ومنخفض “ممنوع تتنحَّى”!
الأب سيمون عساف/05 كانون الثاني/2022

ممنوع تتنحى
قبلك عرفناهم وبعدك نعرفهم، والخلاصة انك جئت مسك الختام. بصرف النظر عما انت وعن حجمك وانجازاتك! من سيأتي خلفك ليملأ الفراغ المُربك والخواء الفاتك والأسف الجزار؟!
كلامي لا يعجب المنحازين، ما هم، إن الحقيقة مشرقة كعين الشمس، ليعطِني أحد قائدا رائدا يتمكن من انتشال السفينة من غرق في زحمة امواج تتلاطم. نحن في أَزمة خانقة في مأزق محرج في محنة قاتلة! نحتاج الى قياديين يتمتعون بِسِمات الرجال القادرين على التصدِّي، على التحدِّي، على العناد والنتشبُّث بالحق. خسرنا صلاحيات وصدارة ومعنوية فقيدة لا تقدَّر بثمن.
لا نماحك ولا نصيح في سبيل التكسُّب او نيل المراكز. لا جازمين رافضين الانبطاح والذمية، ونعم لا نحابي الوجوه ابدا. على الطبيب ان يصارح المريض مهما كان وقْعُ الخبر مؤلما، كذلك نحن نصارح القوم بما ينتابه من أسقام وعِلل. كفانا مراوغة فيها نفاق ودجل وجبن واحتيال. لا يصطلح وضعٌ سياسيُّوه كذَّابون، لا يتصارحون لآنهم ليسوا أجرياء، لأنهم ليسوا مستقيمين ولا مثقفين، ولا يتصالحون لأنهم باختصار خونة المبادىء والانتساب، فاسقون فاسدون سَفَلة.
هوية الشخص رمز كرامته وعزته والشموخ، انتماؤه عنوان فخره وشرفه والحنين، وتراثه دليل ثقافة متحضرة تنامت مع تعاقب الأجيال.
واللبناني الأصيل تُراه مُعرَّى من هذه النُعُوت؟
في يقيني بمستطاعه ان يقيني من الاسترسال في اللوم والعتاب، وبإِمكانه التعالي عن مهاترات تعصُّبية والجهر بالحقيقة وبانتساب الى رقعة جغرافية اسمها لبنان لها تاريخ بطولة ومعرفة وقداسة وموهبة وجمال وخلق وابداع.
كل من يحمل بطاقة ارزه عليه باحترامها انطلاقا من احترام نفسه، والذود عن مقادسها وعنفوانها ورواياتها والحكايات.
بطاقة الأرز هي تعريف عن الشخصية الكريمة وعن مآثر ومآتي الآباء والأجداد.
إن من يتباهى ببطاقته الأرزية الاخضرار، عليه بتقديرها وعشقها والدفاع عن مكارمها والمحارم والشمم.
هذا سلوك الشهم ومنهاجه بأسلوب يتجاوز الزحفطونيين وانتهازيي الفُرَص للوصول الى الغايات المغرضة مهما كلف الخضوع من خنوع واستجداء.
لنا من على محور الهنيهة جالسٌ على العرش في مرحلة العد العكسي من الأيام.
لِذا انطلاقا من الآن علينا ان نخترع القائد لنلقي على منكبيه التبعة ونكلها اليه بأمانة الصادقين الحازمين المدركين.
إن لم نستنبط الرائد للريادة علينا السلام الى الأبد.
لسنا قطعان مواشي بل جماعة بشر تنجب عباقرة ونوابغ ورجالات قيادة.
لماذا هذا الشح وهذا القحط وهذا الإفلاس؟
كفانا هزائم وانكسارات، وقناعة منا نهزُّ ضمائر الكبار فينا ونصحيها علَّها تسفيق من خمول، ونُجمع الرأي لِصنع من يمثلنا في المجالس والندوات والمحافل؟
وإلى ان نجد الشخصية التي تناسب الطموح وتوافق القناعات علينا ان نقول لبعضنا بصوت عالٍ ومنخفض “ممنوع تتنحَّى”!