اتيان صقر ـ أبو أرز: عاقبوا الحكومات لا الشعوب

71

عاقبوا الحكومات لا الشعوب.
اتيان صقر ـ أبو أرز/05 تشرين الثاني/2021

رفَعت حكومة الميقاتي شعاراً أكبر من حجمها عنوانه “معاً للأنقاذ” فانهارت قبل أن تبدأ، وذلك بعد أن فشلت في أول أمتحانين خضعت لهما؛ الأول، عندما انحازت في غزوة عين الرمانة المسلحة إلى جانب الغزاة ضد الاهالي الذين مارسوا حقهم القانوني في الدفاع عن النفس؛ والثاني، عندما راحت تتعاطى مع العقوبات الخليجية بالمكابرة والأنكار وخفّةٍ صبيانية مخجلة.

الواضح أن أزمة لبنان مع دول الخليخ تختلف هذه المرة عن سابقاتها من حيث تضامن تلك الدول في إدانة لبنان، وقساوة العقوبات عليه، وسرعة البت في فرضها، وتصاعد وتيرتها ، وصرامة الشروط للعودةَ عنها؛ إضافةً إلى أنها وضعت الدولة اللبنانية أمام خيارين لا ثالث لهما:

– إما ان تفك إرتباطها “بحزب الله” وتعترف بهيمنته عليها، وتطلب من المجتمع الدولي رفع هذه الهيمنة عبر تنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة…فترفع عنها العقوبات.

– وإما أن تستمر في سياسة دفن الرأس في الرمل، ومبايعة هذا الحزب والخضوع لهيمنته… وعندها تبقى العقوبات مفروضة ولكن بوتيرةٍ أعلى، وتشتد وطأتها على الشعب اللبناني الذي يكابد أصلاً صراعاً مريراً مع أزماتٍ مالية وإقتصادية ومعيشية قاتلة.

خلاصة القول، إن سياسة الرقص على الحبال المشدودة التي سارت عليها الدولة اللبنانية طويلاً باتت اليوم مرفوضة تماماً، والمواقف الرمادية من سياسة أيران التوسعية و العدوانية لم تعد مقبولة قطعاً، فالمطلوب إذاً هو الأختيار النهائي ما بين منطق الدولة صاحبة القرار الحر والسيادة الكاملة على أرضها، وبين منطق اللادولة المسلوبة القرار و السيادة كما هو حالها اليوم.

ولكن من خُلق ليزحف لا يطير، لذلك لا نتوقّع من هذه الدولة “الزحفطونية” (من زحف على بطنه” اي موقف شجاع قد يزعج الأحتلال الأيراني حتى ولو انهارت البلاد عن بكرة أبيها.

أما في ما خص حكومة “معاً للأنقاذ ” التي أقعدها الشلل باكراً، فقد كشفت سريعاً عن هشاشتها وعجزها عن تحقيق أي إنقاذ يذكر او اي وعدٍ من الوعود الوردية التي اغدقها الميقاتي على اللبنانيين غداة تشكيلها، كيف لا وهي تضم عدداً من الوزراء التافهين الذين يُجيدون فن التهريج أكثر من فن السياسة.
المحزن اكثر في هذه التراجيديا اللبنانية هو أن الشعب اللبناني المختطف مرتين، من دولته الفاجرة اولاً، ومن الدويلة الغاصبة ثانياً، بات يتلقى وحده الضربات الموجعة والعقوبات القاسية بدلاً من الخاطفين أنفسهم. وعليه نوجّه النداء التالي لكل الدول المعنية بالمعضلة اللبنانية:

عاقبوا ما شئتم دولتنا الفاجرة وحلفاءَها المارقين وكل من يدور في فلكها، لان هذا يساعدنا في صراعنا معها والتخلّص منها، ولكن تجنّبوا إيذاء شعبنا المثخن بالجراح، لأن الأستقواء عليه في أيام محنته ظلمٌ مُطلق وحرامٌ مُنكر.
لبيك لبنان
اتيان صقر ـ أبو أرز