اتيان صقر- ابو ارز/نداء الى الثوار: لتكن شعاراتكم ثلاثة: لا سلطة فوق سلطة الشعب، لا مهادنة بعذ الآن، ولا ذل بعد اليوم

103

نداء الى الثوار: ولتكن شعاراتكم ثلاثة: لا سلطة فوق سلطة الشعب، لا مهادنة بعذ الآن، ولا ذل بعد اليوم.
اتيان صقر- ابو ارز/27 تموز/2021

عندما وقعت كارثة تفجير المرفأ قلنا لا تثقوا بعدالة الدولة اللبنانية بل طالبوا بالعدالة الدولية ولو تأخرت في احكامها؛ والا فليس أمامكم الا العدالة الشعبية القادرة وحدها على إحقاق الحق بطريقة أسرع وأنجع وأشمل، ليس فقط في كارثة المرفأ، بل في جميع كوارث لبنان وفوا جعه، وما أكثرها.

وغني عن القول ان القضاء اللبناني حاله كحال الشعب الواقع تحت نفوذ منظومة فاجرة قامت بتطويعه وتدجينه قبل البدء بعملية نهب البلاد وافلاسها حتى آخر فلس وتدميرها حتى آخر حجر، وذلك بهدف حماية نفسها من اية مساءلة او ملاحقة مستقبلية.

وغنيّ عن القول أيضا ان هذه المنظومة الفاجرة واقعة بدورها تحت نفوذ سلطة اكثر منها فجوراً، تدير دفة الحكم من وراء الستار، وتحمي المنظومة الحاكمة وزمرتها من القتلة والمجرمين والنهّابين المحترفين، وتعيث فساداً في طول البلاد وعرضها، وتربط لبنان في محور إقليمي هو الأكثر بؤساً وفقراً في العالم، يبدأ في إيران وينتهي في فنزويلا وكوريا الشمالية، الأمر الذي قضى على عافية البلاد وخطف آخر نفسٍ فيه.

مما تقدم نستخلص أمرين:
الأول، ان هذه المنظومة التي تبدو منقسمة على نفسها في العلن هي متماسكة في السر ومتضامنة في ما بينها ، ولن تسمح برفع الحصانة عن اي فرد من افرادها لأن سقوط أحدهم يعني سقوط الجميع تبعاً لمبدأ تساقط احجار الدومينو.
الثاني، ان القضاء اللبناني ومنذ جريمة اغتيال كمال جنبلاط ١٩٧٦ وما تلتها من جرائم قتل طالت عشرات الشخصيات اللبنانية حتى اليوم، قرر على ما يبدو العزوف عن متابعة الجرائم الكبرى وأرسال ملفاتها للحفظ في خزائن العدلية حيث تنام نومة اهل الكهف، والاكتفاء فقط بملاحقة الجرائم الثانوية وصغار المجرمين غير المحميّين من قبل القوى والأحزاب السياسية الفاعلة.

فيا ايها الثوار الابطال.
لا تعوّلوا بعد اليوم على حلولٍ من الداخل او الخارج.
٤ آب على الأبواب، والساحات اشتاقت إليكم، فاملؤوها، واشتاقت إلى وجوهكم المشرقة والطافحة املاً ورجاءً، فلا تتقاعسوا ولا تتخاذلوا.
واشتاقت إلى أصواتكم تضج غيظاً وغضباً، فلا تكبتوا بعد اليوم غيظكم وغضبكم.
واشتاقت إلى اغانيكم الثورية، فإصدحوا ما شئتم ولا تتوقفوا.
واشتاقت إلى ألوان بيارقكم وارزاتها الخضراء فإرفعوها عالياً ما استطغثم.

ايها الثوار، لا تذهبوا إلى مقرّاتهم الرسمية الشديدة التحصين، فهم يختبؤون فيها كالجرذان في اوكارهم، بل تعقبوهم في كل مكان، وداهموهم في منازلهم وطاردوهم حتى في مضاجعهم… وبلّغوهم الرسالة التي يجب أن يتبلّغوها.
ولتكن شعاراتكم ثلاثة: لا سلطة فوق سلطة الشعب، لا مهادنة بعذ الآن، ولا ذل بعد اليوم.
لبيك لبنان.
اتيان صقر- ابو ارز

ملاحظة: الصورة المرفقة هي من الأرشيف وتجمع من اليسار كل من أبو أرز، الرئيس شمعون والشيخ بشير