المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 تشرين الثاني/2021

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.november25.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

اللهَ أَرْسَلَ إِلى قُلُوبِنَا رُوحَ ٱبْنِهِ صَارِخًا: «أَبَّا، أَيُّهَا الآب!».فأَنْتَ إِذًا لَمْ تَعُدْ عَبْدًا، بَلْ أَنْتَ ٱبْنٌ، وإِذَا كُنْتَ ٱبْنًا، فأَنْتَ أَيْضًا وَارِثٌ بِنِعْمَةِ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/وهم وخطأ وخطيئة التسوّيق للإنتخابات النيابية وكذلك المشاركة فيها

فيديو وبالصوت وبالنص/الياس بجاني: استقلال مغيب، قادة مسخ ورعاة ذئاب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

وزارة الصحة : 1099 إصابة جديدة و 10 حالات وفاة

بينيت يشكر أستراليا: معًا سنواصل حربنا ضد الإرهاب

حظر حزب الله والضرر على شيعة أستراليا: أموال ومخدرات

الكويت و”حزب الله”: قلق قديم

60% من اللبنانيين لا يستطيعون دخول المستشفيات!

بولس الخوري بين يدَي اللطف الأعلى/عقل عويط/النهار

أيُّ رأسٍ يبقى كي "نحفظه"؟/ الياس الزغبي/فايسبوك

منع مرور البضائع ‏اللبنانية عبر الموانئ السعودية

سياج إسرائيلي عازل

“يونيفيل” تنفي علاقتها بانفجار “المرفأ”

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 24 تشرين الثاني 2021

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 24/11/2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لا حلول آنية لأزمة لبنان مع الخليج والأبواب مفتوحة على شتى الاحتمالات

طلب ميقاتي التوسط لم يلقَ تجاوباً خارجياً... ووزير الداخلية: طال انتظار استقالة قرداحي

لا حلول آنية لأزمة لبنان مع الخليج والأبواب مفتوحة على شتى الاحتمالات

طلب ميقاتي التوسط لم يلقَ تجاوباً خارجياً... ووزير الداخلية: طال انتظار استقالة قرداحي

انفجار المرفأ… “اليونيفيل”: هذه التقارير غير صحيحة

لماذا لم تبدأ “ألفاريز أند مارسال” تدقيقها بعد رغم تجاوب “المركزي”؟

تهدئة بين جنبلاط وحزب الله

حزب الله "يتبرّأ" من أبو زينب... تفاصيل إتصال صفا بـ أبو فاعور

هل تولد كتلة درزيّة خارج عباءة جنبلاط؟

اد غابريال : ميقاتي أثار إعجاب المشرّعين الأميركيين ونعمل معه لتنفيذ استراتيجية اصلاحية

"كفّ يد" البيطار يعود إلى إيليا... والتحقيق العدلي "معلّق"

"الطعن": الدستوري أهمل "وقف التنفيذ" ونسبة المغتربين "أرعبت" السلطة!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

4 قتلى بقصف صاروخي إسرائيلي لمواقع ميليشيات “حزب الله” في حمص

انفجار صاروخ سوري فوق شاطئ حيفا... و"الحرس الثوري" سحب معدات ثقيلة استعداداً لإخلاء مطار التيفور

تفكيك “أخطر شبكة للتجسّس” في العراق

إسرائيل تتوقع امتلاك إيران قنبلة نووية خلال 5 سنوات

غانتس يكشف عن قاعدتي «مسيّرات» إيرانيتين قرب مضيق هرمز

مدير «الوكالة الذرية» يعلن عدم التوصل لاتفاق في المحادثات مع إيران

ما خيارات واشنطن في حال انهيار المحادثات النووية مع إيران؟

واشنطن: لن نقف مكتوفي الأيدي إذا اقتربت إيران بشدة من صنع قنبلة نووية

قبل مفاوضات فيينا... إيران تعيد بناء قدراتها وإصرار إسرائيلي على وقف برنامجها النووي

«نيويورك تايمز»: واشنطن حذرت تل أبيب من النتائج العكسية لضرباتها ضد طهران

نائب وزير الخارجية الإيراني يبحث علاقات بلاده مع الإمارات في أبوظبي

إسرائيل تعلن توقيع مذكرة تفاهم دفاعية مع المغرب

واشنطن تجدد دعمها مبادرة الحكم الذاتي المغربية لحل نزاع الصحراء

الرئيس التركي يستقبل ولي عهد أبوظبي في أول زيارة منذ سنوات

أردوغان وولي عهد أبوظبي يتفقان على تعزيز أمن المنطقة واستقرارها/صندوق إماراتي بـ 10 مليارات دولار للاستثمار في تركيا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ألفاريز تهدّد بوقف العقد: مصرف لبنان لا يتعاون/غادة حلاوي/نداء الوطن

الدكوانة الستينات: طيف اغتيالات وأحزاب قديمة/محمد أبي سمر/المدن

هواجس السنة الأخيرة للعهد: خروج الحريري وبقاء عون/هيام القصيفي/الأخبار

حكاية الحزب مع أردوغان: من الغرام إلى الانتقام/سامر زريق/أساس ميديا

حركة فاتيكانية وأممية نحو بيروت: ممنوع إلغاء الاستحقاقات الدستورية/منير الربيع/المدن

الفجوة المالية في خطة التعافي الجديدة 55 مليار دولار/الحكومة "تخفّض" حجم الخسائر و"ترفع" الكلفة على المواطنين/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

الإنفلاش الإقليمي في الواقع اللبناني/رامي الرّيس/نداء الوطن

ما حظوظ «17 تشرين» في الانتخابات؟/طوني عيسى/الجمهورية

الانتخابات… ومعركة “الاستقلال الثالث”/ألان سركيس/نداء الوطن

“إنفراج حكومي” بعد زيارتين الى الخارج؟/راكيل عتيِّق/الجمهورية

الفريق الرئاسي والصفقة القضائية/وليد شقير/نداء الوطن

مقابلة مع توماس بييريه باحث باحث أول في معهد البحوث والدراسات حول العالمَين العربي والإسلامي يشرح من خلالها الأسباب التي من أجلها سحب الرئيس السوري، الأسد، الصلاحيات من مفتي الجمهورية السورية السني، الشيخ أحمد حسون/مايكل يونغ/كارنيغي

إيران ومفاوضات مضيعة الوقت/طارق الحميد/الشرق الأوسط

كيف تتغيّر سوريّا و«تعتدل»؟/حازم صاغية/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية ترأس اجتماعا للبحث في العقبات امام عمل شركة الفاريز ومارسال

الراعي استقبل شيا وفتفت ويونان ووفد المجلس الماروني: لبنان بحاجة للعودة الى هويته القائمة على الحياد والعيش المشترك

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

اللهَ أَرْسَلَ إِلى قُلُوبِنَا رُوحَ ٱبْنِهِ صَارِخًا: «أَبَّا، أَيُّهَا الآب!».فأَنْتَ إِذًا لَمْ تَعُدْ عَبْدًا، بَلْ أَنْتَ ٱبْنٌ، وإِذَا كُنْتَ ٱبْنًا، فأَنْتَ أَيْضًا وَارِثٌ بِنِعْمَةِ الله

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية04/من01حتى07/:”يا إِخوَتِي، إِنَّ الوَارِثَ، مَا دَامَ قَاصِرًا، لا يَخْتَلِفُ عنِ العَبْدِ بِشَيء، معَ أَنَّهُ سَيِّدٌ على كُلِّ شَيء . لكِنَّهُ يَبقَى تَحْتَ الأَوْصِيَاءِ وَالوُكَلاء، إِلى الوَقْتِ الَّذي حَدَّدَهُ الأَب. وهكَذَا نَحْنُ أَيْضًا: لَمَّا كُنَّا قَاصِرِين، كُنَّا مُسْتَعْبَدِينَ تَحْتَ أَركَانِ العَالَم. ولكِنْ، لَمَّا بَلَغَ مِلْءُ الزَّمَان، أَرْسَلَ اللهُ ٱبْنَهُ مَولُودًا مِنِ ٱمْرَأَة، مَولُودًا في حُكْمِ الشَّرِيعَة، لِكَي يَفْتَدِيَ الَّذِينَ هُم في حُكْمِ الشَّريعَة، حتَّى نَنَالَ التَّبَنِّي. والدَّليلُ على أَنَّكُم أَبْنَاء، هُوَ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ إِلى قُلُوبِنَا رُوحَ ٱبْنِهِ صَارِخًا: «أَبَّا، أَيُّهَا الآب!».فأَنْتَ إِذًا لَمْ تَعُدْ عَبْدًا، بَلْ أَنْتَ ٱبْنٌ، وإِذَا كُنْتَ ٱبْنًا، فأَنْتَ أَيْضًا وَارِثٌ بِنِعْمَةِ الله”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

وهم وخطأ وخطيئة التسوّيق للإنتخابات النيابية وكذلك المشاركة فيها

الياس بجاني/23 تشرين الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/104349/%d9%85%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%86-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d9%84%d9%87%d8%b0%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%a8%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84/

مرة جديدة نقول وعن قناعة بإن كل انتخابات نيابية أو رئاسية تجري بظل الإحتلال هي خضوع لإرادته، واعتراف بسلطته، وشرعنة لإحتلاله، ورضى بالعمل الذمي تحت مظلته، وغب شروطه.

والحقيقة المخيفة والمذلة التي يتعامى عنها كل اللاهثين بجنون لدخول المجلس النيابي هي أن كل أصحاب شركات الأحزاب المدعين السيادة هم خوزمتجية أي خدّم عند حزب الله، وتحديداً الثلاثي الإسخريوتي الذي فرط 14 آذار وداكش السيادة بالكراسي...أما اغنام هؤلاء الأوباش فحدث ولا حرج

 

فيديو وبالصوت وبالنص/الياس بجاني: استقلال مغيب، قادة مسخ ورعاة ذئاب

الياس بجاني/22 تشرين الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/8517/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a/

يتذكر اليوم شعبنا المعذب والمقهور والمبتلي بقادة مسخ ورعاة ذئاب ومسؤولين يفتقرن إلى ألف باء المسؤولية، يتذكر اليوم الاستقلال في سنته ال 71 في حين أن الوطن محتل وقوى الاحتلال ومرتزقتها والطرواديين يعيثون به إرهاباً وعهراً وكفراً وإجراماً وفساداً وإفساداً. إن لعنة وطن الأرز المسقي من أهله الكادحين والأبرار والأتقياء دماً وعرقاً وتضحيات، ستحل على كل القوى والجماعات والدول والأفراد الذين دنسوا أرضه المقدسة وتوهموا أن بإمكانهم ابتلاعه واستعباد شعبه وإلغاء استقلاله ومصادرة قراره.

لا لن يتحقق حلم الأبالسة ولن يهنأ لهم بال. إن مصيرهم الخيبة والانكسار ولبنان طال الزمن أو قصر عائد إلى أهله حراً وسيداً ومستقلاً. إن العلة ليست فقط في قوى الاحتلال الغريبة، بل أيضاً تكمن في بعض من ناسنا الذين باعوا الوطن ورهنوا قميصه. هؤلاء لن يغفر لهم شعبنا الأبي، ويوم الحساب الأخير بانتظارهم، ومعه نار جهنم التي لا تنطفئ، وعذابها الذي لا يتوقف، ودودها الذي لا يهدأ ولا يستكين.

انتم يا أيها البعض من أهلنا الطرواديين والإسخريوتيين، من القادة ورجال الدين والمسؤولين وكبار القوم الشاردين عن الكرامة والعزة، والمغربين عن قداسة وطننا، لقد جف الحبر في أقلامنا، وانبرت ألسنتُنا وبَحت أصواتُنا، وأنتم تخادعون في رفع شعارات السيادة والحرية والاستقلال، في حين أنكم عملياً غارقين في غيكم، لا ترحمون أنفسكم ولا تتركون الرحمة تحل على شعبكم ووطنكم. “الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون، فإنكم تقفلون ملكوت السموات في وجه الناس، فلا انتم تدخلون، ولا الذين يريدون الدخول تدعوهم يدخلون”. (متى23: 27) .

يا ربع الساقطين  في أوحال تجارب إبليس من أية طينة جُبِلتم؟ أهي طينة الخيانة والطروادية والحقد والكراهية؟ أنتم وحوش بشرية مفترسة متخفون بثياب النعاج فكفوا وتوقفوا عن نفاق حمل الرايات الحقوقية لأنكم بالواقع تحملون معاول الهدم وتعملون على هدم هيكل لبنان المقدس.

ألا تعلمون أنه وبسبب تبعيتكم لقوى الشر أصبحت: “بلادكم خربة، ومدنكم محرقة بالنار، وأرضكم تأكلها غرباء قدامكم وهي خربة كانقلاب الغرباء . (اشعيا1/7)

يا أشباه القادة توبوا قبل أن يأتيَ العريس فتضطرون للبقاء في العراء وقناديلكم فارغة من زيت المحبة والإيمان. صرعكم سيف الحق. صح فيكم القول المقدس: “حناجرُهُم قُبورٌ مُفَتحَّة وبألسنَتِهم يَمكًرون. سَمُّ الأصلالِ على شِفاهِهِم، أفواهُهم مِلؤًها اللعنةُ والمَرارة. أقدامُهم تَخِفً إلى سفكِ الدِّماء، وعلى طُرقُهم دمارٌ وشقاء. سبيل السلام لا يعرفون وليست مخافة الله نصْب عُيونهم”.(رومية3/13)

يا متآمرين على شعبنا عن سابق تصور وتصميم: “إنكم “تُصفون الماء من البعوضة وتبتلعون الجمل” (متى23: 24).

لقد احترنا بأية أساليب نقاربكم بعد أن تخدرت ضمائركم وقست قلوبكم ونحرتم في دواخلكم كل مقومات العزة والكرامة.

“لقد أعمى عيونهم وقسى قلوبهم، لئلا يُيصروا بعيونهم ويفهموا بقلوبهم ويتوبوا فأشفيُهم”. (يوحنا12/39).

لقد أقمتم بينكم وبين شعبنا حاجزاً كبيراً من الشك وعدم الثقة، فبأي لغة نخاطبكم وأنتم غير لغة ابليس لا تفقهون، وبغير دسائسه لا تعملون. نعم انتم أولاد ابليس. “يا محبطي وقاتلي آمال الشرفاء والسياديين، هل أنتم أولاد نور؟ لا، لا، أنتم أبناء ظلام وأبالسة؟ إن أعمالكم وأقوالكم تعري مخططاتكم الهدامة.

فكّل من يفعلً الشَّر يبغضُ النُّور، فلا يُقبلُ إلى النُّور لئلاَّ تُفضَح أعماًله” (يوحنا3/21).

تدعون محبة الوطن والناس والدفاع عن الحقوق  وانتم تكفرون بالمحبة التي هي جوهر وأساس الإيمان والرجاء. لماذا سمحتم للظلام أن يدخل دون مقاومة إلى قلوبكم وأعماق أعماقكم وابتعدتم عن الله وغرقتم في أوحال الخطيئة؟ “اقتربوا من الله يقترب منكم. اغسلوا أيديكم أيها الخاطئون وطهروا قلوبكم يا ذوي النفسين. اندبوا بؤسَكم واحزنوا وابكوا، لينقلب ضحككم بكاءً وفرحكم حزناً” (يعقوب 07/08)

دنستم أجسادكم وجسد الوطن المقدس وترابه برجس السرقات والطمع والجشع والاتفاقيات المشبوهة وأكلتم مال اليتامى وجلدتم الأحرار من قادة الوطن ومواطنيه. “أما تعلمون أنكم هيكل الله، وأن روح الله حالٌّ فيكم؟ من هدم هيكل الله هدمه الله- لأن هيكل الله مقدس وهذا الهيكل هو انتم”. (قورنتس 03/16 و17).

يا من تُسمون أنفسكم زوراً قادة وتفاخرون وتتكبرون وتتجبرون، انتم في الواقع المعاش مجرد أجرِاء، لا بل ذئاب كاسرة همكم نحر الخراف وسلخ جلودها وبيعها في أسواق النخاسة. “لقد أعمت التبعية عيونكم وقتلت فيكم كل المشاعر والأحاسيس النبيلة، فإنكم: “تسمعون سمعاً فلا تفهمون، وتنظرون نظراً فلا تبصرون” (متى 13/14).

أنتم يا تتشبهون بالإسخريوتي وبالملجمي وبأفعالهما المشينة لقد تفشت أوبئتكم في عقول أتباعكم الضالين والمُضللين فأمسوا بسببكم خراف ضالة وعميان بصر وبصيرة. “دعوهم وشأنهم عميان يقودون عمياناً” (متى 15/13).

إنكم عثرة للوطن واستقلاله، وزارعي شكوك بين ناسه ومسببي عثرات لكيانه وناحرين لهويته. “فالويل للعالم من الشكوك! ولكن الويلُ لمن تقع على يده الشكوك!”(متى18/06).

حربائيون نجسون وانتهازيون ومهرطقون تتلونون وتتقلبون وتتنقلون من قاطع لآخر طبقاً لمصالحكم والمنافع الذاتية. “الويل لكم أيها الفريسيون والمراؤون فإنكم أشبه بالقبور المكلسة، يبدو ظاهرها جميلاً، وأما باطنها فممتلئ من عظام الموتى وكل نجاسة” (متى 23/27).

تعملون على هدم أسس الوطن وتدعمون كل أشكال الإرهاب والإرتكابات وزوراً تدعون الوطنية فيما انتم جاهلين وناكرين للمحبة الحقة. “لو فرقت جميع أموالي وقدمت جسدي ليُحرق، ولم تكن لدي المحبة، فما يجديني ذلك نفعاً” (قورنتس الأولى 13/03).

ببغاوات وصنوج ألسنتكم مجبولة بالسم، وقلوبكم لا تعرف المحبة. “ولو تكلمت بلغات الناس والملائكة، ولم يكن لدي المحبة، فما أنا إلاَّ نُحاسٌ يطنُّ أو صنجٌ يرن” (قورنتس الأولي 13/03).

مداحون وقداحون بالأجرة وتحتفلون بذكرى الاستقلال للتمويه والتخفي فيما انتم ناحروه. إلى متى يا أولاد الأفاعي ستستمرون بكفركم وبلوثاتكم العقلية؟

بدلتم جلودك وغطيتم أعمال الغزاة والمحتلين وماشيتهم الإرهاب وربعه مقابل ثلاثين من فضة. تيقظوا وتوبوا قبل فوات الأوان، فقد حانت ساعة حسابكم.

نطمئنكم إلى أن الفرجَ من غشكم ومكركم ومعه استقلال لبنان الناجز آتِ لا محالة مهما طال زمن ظلمكم، والذي قال ” إني قد غلبت العالم” (يوحنا 16/13) يُمهل ولا يُهمل.

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط 

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية 

وزارة الصحة : 1099 إصابة جديدة و 10 حالات وفاة

وطنية/24 تشرين الثاني/2021

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل " 1099 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 662269، كما تم تسجيل 10 حالات وفاة".

 

بينيت يشكر أستراليا: معًا سنواصل حربنا ضد الإرهاب

روسيا اليوم/24 تشرين الثاني/2021

علّق رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت على قرار الحكومة الأسترالية بتصنيف “حزب الله” بجناحيه السياسي والعسكري “منظمة إرهابية”. وقال بينيت، عبر “تويتر”: “أشكر الحكومة الأسترالية وصديقي رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون على نية إعلان “حزب الله” “منظمة إرهابية”. وأضاف أن “حزب الله هو منظمة إرهابية مدعومة من إيران في لبنان مسؤولة عن هجمات لا حصر لها في إسرائيل وحول العالم”. وختم: “معًا سنواصل حربنا ضد الإرهاب”.

 

حظر حزب الله والضرر على شيعة أستراليا: أموال ومخدرات

المدن /24 تشرين الثاني/2021

بات كل ما هو على علاقة بحزب الله محظوراً في أستراليا، كما هي الحال في بلدان عدة منها الولايات المتحدة وألمانيا وكندا وهولندا إضافة لدول أخرى حول العالم. في البحث عن مؤسسات تابعة لحزب الله، أو على علاقة به في مختلف المدن الأسترالية، والتي من المفترض أن تتأثّر بهذا القرار، يتّضح أنه ليس لدى الحزب ذلك الوجود العلني والكثيف، كما هي حاله في بلدان أخرى. إلا أنّ القرار الأخير يمكن أن يهدّد بعض المؤسسات الشيعية في أستراليا التي ليست بالضرورة على علاقة بالحزب. وهذا الأمر إن تمّ، نكون قد دخلنا في حيّز جديد من التمييز ضد طائفة أو مذهب أو جماعة دينية بعيداً عن أي خيارات سياسية أو تنظيمية. فتاريخ البيئة الشيعية في أستراليا حديث، وأعدادها لا تزال ضئيلة نسبة للطوائف أو الجماعات الأخرى. فتشير أرقام بعض المعاهد والمؤسسات الإسلامية في أستراليا والعالم، إلى أنّ عدد أبناء الطائفة الشيعية في القارة لا يتجاوز 37 ألفاً، يشكّلون أقل من 10% من السكان المسلمين، وما يقارب 0.1 من إجمالي السكان.

تبييض الأموال

وعند مراجعة البيانات الرسمية والأخبار المتعلّقة بنشاط حزب الله في أستراليا، فإنّ آخر تلك المستجدات الفعلية تعود إلى أيلول 2016، خلال ضبط شبكة لتبييض الأموال تنشط في أميركا اللاتينية وقامت بتحويل الأموال إلى الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا وأوروبا. وسبقها عملية مشابهة أخرى، في كانون الثاني 2014، زعم حينها السلطات الأسترالية أنها نجحت بتفكيك شبكة لتبييض الأموال في 20 دولة "يعود جزء من أموالها لحزب الله اللبناني". وأشارت وزارة العدل الأسترالية حينها إلى أنها حجزت 555 مليون دولار أسترالي (حوالى 400 مليون دولار أميركي) "من الأموال النقدية والمخدرات خلال هذه العملية التي استمرت عاماً كاملاً وأسفرت عن اعتقال 105 أشخاص". كما تم عام 2015، كشف شبكة لتبييض الأموال في باكستان وتمتد إلى الولايات المتحدة وأستراليا، وتعمل لصالح عدد من المنظمات الإجرامية الكولومبية والعالمية "..ومنها حزب الله اللبناني".

الشبهات الأسترالية

وفي السياق نفسه، الإشارة إلى استخدام أحد منفذي عملية بورغاس (بلغاريا، 2012) جواز سفره الأسترالي للانتقال من هنغاريا إلى رومانيا ومنها إلى بلغاريا. وقد تمّت إدانة اللبناني الأسترالي، ميلاد فرح، بالشراكة مع اللبناني الكندي حسن حاج الحسن، بتفجير القافلة التي كانت تقلّ سياحاً إسرائيليين. وقد صدر بحقهما حكماً غيابياً بالسجن المؤبد عام 2020. كما تزعم السلطات الأسترالية أنّ جناح العمليات الخارجية في حزب الله، نشط في تسعينيات القرن الماضي وصولاً إلى العام 2000، بين أستراليا والفيليبين، لتنفيذ عمليات في تلك المنطقة. فتشير السلطات على هذا الصعيد إلى شكوك حول ارتباط أحد مسؤولي حزب الله بمؤسسة فاطمة الزهراء، وعمله على تجنيد بعض الشبان للعمل لصالح الحزب وتأمين الدعم المالي واللوجستي له. كما تتّهم الحكومة الأسترالية حزب الله بتجنيد عدد من الأشخاص لتنفيذ هجوم ضد أهداف أميركية وأخرى إسرائيلية خلال أولمبياد عام 2000 الذي تم تنظيمه في سيدني. إضافة إلى نشاط يمتد من أستراليا إلى الفليبين وتايلاند وميانمار وإندونيسيا وسنغافورة. بعد إدراج أستراليا وحدة العمليات الخارجية في حزب الله على لوائح الإرهاب عام 2003، راقبت السلطات الأسترالية نشاط وعمل عدد من الأشخاص المشتبه فيهم بالعمل لصالح الحزب. وباعتراف مسؤولين أمنيين وسياسيين أستراليين، "كانت مهمة حصر استهداف العمليات الخارجية في الحزب فقط، مهمة شاقة وصعبة"، على اعتبار أنّ الفصل قائم بين هذه الوحدة والجناح السياسي أو الاجتماعي والثقافي المقرّب من حزب الله. ومنذ 10 أعوام، عملت هذه السلطات على التدقيق في علاقة المؤسسات الدينية والاجتماعية والثقافية بحزب الله، وصولاً إلى اليوم الذي تمّ فيه حظره بشكل كامل في أستراليا.

 

الكويت و”حزب الله”: قلق قديم

طارق اسماعيل/موقع درج/24 تشرين الثاني/2021

مواقف الكويت المتماشية مع المقاربة الخليجية التصعيدية ضد الكويت أثارت غضب الممانعين في لبنان، فلماذا قررت الدولة الخليجية كسر المسافة التي كانت تعتمدها سابقاً وتصعد ضد حزب الله؟ أفضت الأزمة الأخيرة بين لبنان ودول الخليج العربي على خلفية ما قاله وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي عن حرب اليمن، إلى تماهي دولة الكويت مع الموقفين السعودي والإماراتي، بسحب السفراء من لبنان، وطلب مغادرة سفراء لبنان من تلك الدول. والتصرف الكويتي قوبل باستغراب من الممانعين قبل غيرهم، ومرد ذلك على الأرجح إلى سلوك كويتي رسمي رافق  الكثير من الأزمات بين المملكة العربية السعودية وإيران، أو مواقف “حزب الله” من المملكة على خلفية أحداث اليمن تحديداً. وتقصي المواقف الرسمية الكويتية يفضي غالباً إلى ما يمكن اعتباره نأياً بالنفس، أو المبادرة إلى سلوك توفيقي أحيانًا، كانت نهاياته محكومة بالفشل تحت مقصلة توتر شديد  لا يني يتحكم بالعلاقة بين إيران وأذرعها، وبين بعض الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية. سلوك الكويت هذا على رغم عضويتها في مجلس التعاون الخليجي، مرتبط غالباً بالداخل الكويتي، وفي بلد يكاد الشيعة يقاربون نصف سكانه، عدا أنهم يمسكون بمفاصل مهمة من القطاع التجاري، هذا دون القفز فوق غبن سياسي شيعي في مفاصل السلطة لا يتناسب مع المقاربة السكانية آنفة الذكر، وعلى رغم ذلك فإن عاملي الديموغرافيا والاقتصاد، يُصعِّبان إمكانية تجاوز تأثيرهما في مآل الحكم، فيما شواهد الصدام المذهبي في الجغرافيا الخليجية، لا سيما في البحرين، تغذي هذا الاتزان السلطوي في  السلوك الكويتي.

راهناً، تتنكب الإمارة الخليجية أزمة الخلية التي ضبطت قبل مدة على أراضيها. وضبط الخلية بطابعها المذهبي، عدا ربطها بـ”حزب الله”، قد يُستتبع على ما أوردته صحيفة “القبس” الكويتية، بإبعاد مواطنين من جنسيات مختلفة، غالبيتهم لبنانيون، فيما الخلية المذكورة أعادت إلى الأذهان ما أطلِق عليه حينها “خلية العبدلي”، والتي كان المتهمون فيها على صلة بـ”حزب الله” أيضاً. وأغلب الظن، وربطاً بالسلوك الكويتي المتوازن نسبياً من الأزمات الخليجية- الإيرانية، ومع “حزب الله”، هناك ما يشي بأن الفصل بين ما يحصل في الداخل الكويتي، وخارجه، ممكن. فاستغراب الممانعين الموقف الكويتي في قضية السفراء يشي بأن دواخلهم تستبطن في مماشاة الكويت السعودية، نوعاً من “المسايرة” المحكومة بالإطار السياسي للدول الخليجية، وبالجهد الذي بذلته السعودية لتحرير الكويت بعدما اجتاحها نظام صدام حسين عام 1990، وهي بالمناسبة تذكرنا بـ”مكرمات” النظامين السوري والإيراني على لبنان، كما يورد خطاب الممانعة، وتحديداً “حزب الله”. والفصل هذا، يشير إلى أن المسكوت عنه في الجوار، صار عبئاً في الداخل، وأن مقاربة ما حدث في العبدلي بتقية أمنية- سياسية، وبفعل العامل الديموغرافي، لم يفضِ إلى ما ارتجته الكويت على حساب أمنها، لتكشف الأحداث الأخيرة أن تقية كتلك لا إمكانية لتسييلها من جديد في حيز جغرافي يقف على فوهة بركان. والحال، سيخدم “حزب الله” ومنظومته السياسية والإعلامية، أن الأحداث الأخيرة تأتي متزامنة مع الأزمة الخليجية معه، وبالتالي إخراجها من سياقها الكويتي، وربطها بتلك الأزمة بغية إدراجها كافتراء يرتبط بضغط سعودي على الكويت، فيما المضبطة الاتهامية الكويتية يسندها أن من مارس التقية الأمنية في خلية “العبدلي”، لن يغص بمثلها على فرية سيدعيها “حزب الله” عليه وعلى مُبعدي تسريبة “القبس”، فيما المرجح أن الاتزان الكويتي المغبون في “العبدلي” يجد متنفسه راهناً .    عموماً، من عاش في الكويت من اللبنانيين، يدرك أن لازمة “البلد الثاني” كثيراً ما تصح فيها، وأن هؤلاء يُغبَطون من لبنانيين كثر مثلهم من المعاملة التي توفرها دولة الكويت لهم مقارنةً بجاليات كثيرة تعج بها الإمارة الخليجية الصغيرة. ومن زار الكويت يستشعر مساحة الحرية الدينية لغالبية الشيعة اللبنانيين، والذين بالمناسبة لا يخفون تعاطفهم الكبير مع “حزب الله”، وسيعثر أيضاً على كتَّاب رأي يعملون في صحافتها، ويقاربون الأحداث من وجهة نظر الممانعة، لكن كثراً من هؤلاء يقفون اليوم قلقين في “بلدهم الثاني”، بسبب ما آلت إليه السياسة وحساباتها. وقديماً قيل، ليس بلد بأحق منك من بلد، خير البلاد ما حملك.

 

60% من اللبنانيين لا يستطيعون دخول المستشفيات!

اتحاد درويش/الأنباء الكويتية/24 تشرين الثاني/2021

رأى رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي انه في حال تم رفع ما تبقى من دعم على أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية سنكون أمام كارثة صحية، حيث لا يعود باستطاعة المواطن تحمل أعباء الفاتورة الباهظة لأدويته، آملا إيجاد الحلول سريعا تفاديا لأزمة تضاف الى الأزمات المتفاقمة التي تلقي بثقلها على اللبنانيين، موضحا أن وفد لجنة الصحة الذي التقى الرئيس نجيب ميقاتي قبل أيام تمنى عليه إعادة النظر بالمبلغ المخصص لدعم الدواء برفعه من 35 مليون دولار الى 45 أو 50 مليونا أي بزيادة ما بين 10 و15 مليون دولار، لافتا إلى أن ميقاتي الذي قال أمام الوفد إن الأموال غير متوافرة وعدنا بدراسة الموضوع وعرضه على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. ورأى عراجي أنه لا يمكن تحميل وزير الصحة فراس الأبيض مسؤولية رفع الدعم عن الدواء في وقت لا يتوافر فيه سوى 35 مليون دولار من مصرف لبنان لدعم الدواء الذي قال أي المصرف إنه لا قدرة لديه أكثر من ذلك، وبالتالي فإن وزير الصحة وضع أولويات، أي الأمراض المستعصية والسرطانية وأدوية غسيل الكلى والمستلزمات الطبية. ولفت الى أن لجنة الصحة لطالما حذرت من الوصول الى أزمة دواء والى أوضاع صعبة على الصعيد الطبي والاستشفائي عندما كانت سياسة الدعم العشوائية التي اعتمدت وكبدت الخزينة أموالا طائلة على مواد وسلع أساسية كانت تهرب الى خارج الحدود ومنها الدواء. واعتبر ان تقليص الدعم عن أدوية الأمراض المزمنة ترك أثره على الطبقات الفقيرة وأدى ذلك الى تضاعف أسعارها من 6 الى 8 مرات عند رفع الدعم الجزئي عنها نظرا لارتباط الأمر بسعر صرف الدولار الذي هو في تصاعد يومي، مما أثار غضب الناس واستنكارهم، وهم على حق، فهل يجوز أن نقول للمريض خذ حبة دواء في اليوم بدلا من ثلاثة، محذرا من الوصول الى الانهيار التام للقطاع الاستشفائي الذي أصبح حكرا على الميسورين. ورأى أن المؤسسات الضامنة لم يعد بإمكانها مواجهة الأزمة كالضمان الصحي وتعاونية الموظفين اذا لم تتوافر لها الأموال، معلنا أن 60% من اللبنانيين ليس بمقدورهم الدخول الى المستشفيات حتى لو كانوا خاضعين لجهات ضامنة لأنهم يتحملون فروقات المستشفيات التي بدورها تقول إنها تتكبد أعباء إضافية بسبب ارتفاع فاتورة المستلزمات الطبية والمحروقات وغير ذلك والتي كلها مرتبطة بسعر دولار السوق. ولفت عراجي إلى أن البدائل المطروحة لمواجهة أزمة الدواء هي مراكز الرعاية الصحية الأولية، حيث تتوافر فيها معظم أصناف الأدوية التي تأتي من الاتحاد الأوروبي. وقال ان البطاقة الدوائية كما غيرها من الحلول تبقى في إطار المساعي والأمنيات اذا لم تتوافر الأموال.

 

بولس الخوري بين يدَي اللطف الأعلى

عقل عويط/النهار/24 تشرين الثاني/2021

الفيلسوف الكبير بولس الخوري انتقل إلى السدرة، إلى النور، إلى ضوء الحبر، إلى الروح، إلى الرحاب العظمى، إلى اللطف الأبديّ الأعلى، بعدما انعتق قبل ساعات قليلة من عبء الأرض، وأثقال الدنيا. بتواضع العلماء الملافنة، الأساتذة، العاكفين على العقل والعرفان، وبتهيّب النسّاك، الزهّاد، وبالرفق الذي يكلّل حضوره المبتسم، غاب بهدوء، مطفئًا نور عينيه، لينضمّ إلى النور الذي لا ينضب زيته مدى الدهور.  في 18 آب الفائت، أي قبل ثلاثة أشهر، احتفلت "النهار" بمئويّة ولادته (1921- تشرين الثاني2021)، احتفاءً يليق بالمهمّة الشائقة والشاقّة التي اضطلع بها بولس الحبيب طوال عمره المديد، فتحلّق حوله سبعة من المشتغلين بالفلسفة، وألقوا الضوء، كلٌّ من جهته، على الانشغال الفلسفيّ الموسوعيّ والمتنوّع والجمّ، الذي جعله وديعةً بين أيدي أهل العقل والفلسفة والسؤال والجدال والنقاش واليقين والشكّ، وبوصلةً للفهم والإدراك، من شأنها أن تكون في خدمة زورق العقول والنفوس التي يقضّها البحث الدؤوب العميق عن وجهة الحقائق في نقائها الفلسفيّ الأسمى. يستطيع بولس الخوري من الآن، وبعد الآن، أن ينام نومة الفلاسفة في حضن الفيلسوف الذي تجتمع بين يديه فلسفة الكون، ماضيًا وحاضرًا وسمتقبلًا. سلامًا إلى روحكَ أيها الصديق الحبيب الفيلسوف

 

أيُّ رأسٍ يبقى كي "نحفظه"؟

 الياس الزغبي/فايسبوك/24 تشرين الثاني/2021

إنّ إسقاط مقولة "ربط النزاع مع سلاح حزب اللّه" لا يعني حُكماً الدخول في نزاع مسلّح معه، أو الغرق في فتنة طائفية ومذهبية، بل قيام معارضة سياسيّة وطنيّة صريحة وجريئة وفعّالة ضدّ الوظائف المدمّرة التي ينفّذها في الداخل والخارج، خدمةً لمشروع مرجعيته في طهران.

هذا هو سلاح الموقف الذي يوقف نهج السكوت على حساب الحقيقة، ويضع حدّاً للتنازلات التي تمّت تحت شعارات "ربط النزاع" و"إدارة الخلاف" و"التسوية" و"الاعتدال" و"الوسطية" و"الشراكة" و"المكوّن اللبناني" وخدعة "النأي بالنفس". وقد دفع لبنان ثمناً باهظاً وتراجعاً تراجيديّاً لأوضاعه الشتّى في ظلّ هذه العناوين، وكانت الأمور تتجه باستمرار من سيّء إلى أسوأ، مع استغلال "محور الممانعة" الشعارات نفسها لقضم المزيد من قرار الدولة وشرعيّتها ومؤسّساتها، وصولاً إلى تحريك حساسيّات أهليّة من شويّا إلى خلدة وعين الرمّانة، وتعطيل الحكومة والقضاء، والسعي إلى تخريب الانتخابات العتيدة بالاتكال على "سراياه" هنا وهناك وهنالك. لقد آن للقوى اللبنانيّة الحيّة والسياديّة أن تتحرّر من عقدة الخوف من "الحرب الأهليّة" التي يستغلّها "حزب اللّه" للتهويل وفرض الصمت عليها، وفقاً ل"قانون الصمت" المفروض في نظام المافيا. لا يشكّل نقد السلاح غير الشرعي، ورفض توريط لبنان في صراع مع بيئته العربية، مدخلَين إلى النزاع الأهلي، بل هما تصويب لبوصلة الأهداف الوطنية على مسار إنقاذ لبنان. وليس ل"حزب اللّه" غطاء في الذهاب وحيداً إلى الفتنة، طالما هناك تضامن وطني لرفضها، وتفويت الفرصة على مريديها، وطالما أنّ الهدف إستعادة الدولة إلى مدارها السليم لمصلحة جميع اللبنانيّين، ومن بينهم بالتأكيد بيئته نفسها.

فلنخرج جميعاً من أسر المسايرة والمحاباة ونظريّة "حفظ الرؤوس"، لئلّا نتأخّر ونندم ساعة لا ينفع الندم، وحين لا يبقى رأسٌ لنحفظه!

 

منع مرور البضائع ‏اللبنانية عبر الموانئ السعودية

بيروت ـ “السياسة” /يوم الاربعاء 24/11/2021

في إطار الإجراءات التصعيدية التي تتّخذها دول الخليج تجّاه لبنان مع ما تحمله من تداعيات سلبية ‏على القطاع الاقتصادي. وبعد قرار وقف الصادرات من لبنان، صدر قرار سعودي جديد بمنع ‏لبنان من استخدام خطوط الترانزيت البحري عبر الموانئ السعودية، أي التصدير من لبنان الى ‏دول أخرى مروراً بالمرافئ السعودية.‏ وقد عَلِق عددٌ كبيرٌ من الحاويات التي تحتوي على بضائع لبنانيّة، في المرافئ السعودية، ما قد ‏ينجم عنه آثار كارثيّة قد تلحق بالقطاع الخاص المُنهك جراء الأزمة الاقتصادية في لبنان.‏ تعليقًا على هذا الموضوع أكَّد الخبير الاقتصادي لويس حبيقة في حديثٍ عبر “ليبانون ديبايت”، ‏أنّ “الخسائر تتضاعف والأمور الى تراجع، ولإيجاد بديل عن المرافئ السعودية ستكون كلفة ‏النقل أعلى بكثير”. ‏ وشدّد على أنّ “المشكلة كبيرة بالنسبة للبضائع العالقة في البرّ أو البحر، أما التي ما زالت في ‏لبنان يجب أن يتم إيجاد طريق آخر عبر البحر أو اعتماد التصدير عبر الجو بحسب نوعية ‏البضائع”، لكنه استدرك قائلًا: “المشكلة هنا أن ارتفاع الكلفة سيؤثر على المبيع، هذا الأمر ‏سيترك آثاره السلبية على الصناعيين والمزارعين الذين عملوا لسنوات لفتح أسواق لا بديل عنها ‏في الوقت الحالي”. ‏وقال: “قبل هذه الأزمة كنا دائما ننصح بأنه على لبنان أن ينوّع ويوسّع أسواقه، الأمر لا علاقة ‏له بالسياسة للضمان والأمان كل الدول تفعل ذلك، حيث يمكننا أن نتوجّه نحو أسواق إفريقيا ‏مثلاً. جاءت الأزمة ورأينا أن ليس لدينا سوق بديل، والحلول لا يبدو أنها سريعة في الموضوع ‏السياسي”. ‏

 

سياج إسرائيلي عازل

بيروت ـالسياسة/يوم الاربعاء 24/11/2021

 استأنف جيش العدو الإسرائيلي، أمس، تركيب سياج معدني عازل بمحاذاة طريق عسكري على حدود لبنان الجنوبية، في محيط الجهة الغربية لمستعمرة مسكاف عام المقابلة لبلدة العديسة”. واستقدم لهذه الغاية ورشة فنية مدعومة برافعة، عملت على تركيب السياج، وسط إجراءات أمنية مشددة، يقابلها في الجانب اللبناني دوريات ونقاط مراقبة للجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل”، في نقاط قريبة من هذا الخط، لمراقبة الوضع تحسبا لأي طارئ. وقد حلق الطيران الحربي الاسرائيلي في أجواء منطقة مرجعيون، على علو متوسط. وخرق الطيران الإسرائيلي أجواء الجنوب، وحلقت طائراته بشكل دائري فوق مدينة صور.

 

“يونيفيل” تنفي علاقتها بانفجار “المرفأ”

بيروت ـ السياسة /يوم الاربعاء 24/11/2021

 نفى الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي ردًّا، على بعض التقارير الاعلامية عن علاقة اليونيفيل بانفجار مرفأ بيروت: “بعض التقارير الإعلامية الأخيرة التي تكهنت عن أنشطة قوة اليونيفيل البحرية في سياق الانفجار المأسوي في مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020 تضمنت مزاعم لا أساس لها من الصحة، متجاهلة تفويض اليونيفيل والطريقة التي تعمل بها قوة اليونيفيل البحرية. تم نشر قوة اليونيفيل البحرية بناء على طلب من الحكومة اللبنانية للقيام بمهام محددة للغاية لدعم السلطات اللبنانية”. وأردف، “ويتم تحديد طبيعة هذه المساعدة بوضوح من قبل السلطات اللبنانية التي تحتفظ بالحق السيادي والمسؤولية ذات الصلة لتأمين حدودها البحرية”. وقال، “اليونيفيل البحرية ليست مسؤولة أيضا عن التصريح بالدخول إلى المرافئ اللبنانية. وهذا الأمر، مرة أخرى، هو حق سيادي للسلطات اللبنانية. بعد إحالة السفينة إلى السلطات اللبنانية، لا تتدخل اليونيفيل إلا إذا طلبت السلطات اللبنانية أي مساعدة إضافية في نطاق ولاية اليونيفيل”.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 24 تشرين الثاني 2021

وطنية/يوم الاربعاء 24/11/2021

صحيفة النهار

عُلم أن مرجعاً سياسياً يرغب في عودة نائب سابق إلى الترشح مجدّداً من خلال التحالف مع حزبه، لكن رئيس ‏حزبه أكد أنه متحالف مع الحراك.

ينقل أنه يجري تداول اسم سيدة للترشّح عن المقعد الماروني في إحدى دوائر الجبل، لتكون المرة الأولى التي ‏يُختار فيها عنصر نسائي في هذه الدائرة.

عُلم ان ثمة قوى سياسية طلبت مواعيد رسمية في بعض دول الخليج، لكنها لم تتلقَّ أجوبة أو تحديدا لهذه المواعيد.

تردد ان بعض القيادات السياسية أوفدت ممثلين لها للقاء مجموعات من المغتربين ومعرفة توجهاتهم الانتخابية بعد ‏تسجيلهم على المنصة.

صحيفة اللواء

يعتبر قطب سياسي أن الحكم على نجاح اللقاء الرئاسي الثلاثي رهن بعودة مجلس الوزراء للإجتماع وإستئناف ‏جلساته الإسبوعية لإنجاز الخطوات المطلوبة من الحكومة مقابل المساعدات الموعودة!

تُشير إحصاءات أولية أن أكثرية أصوات المغتربين ستذهب للمعارضة السياسية من مرشحي الحراك والمستقلين، ‏وتُقاطع مرشحي أحزاب السلطة!

يتم إقتطاع مبلغ 120 ألف ليرة من رواتب العسكريين مقابل صندوقة المونة التي توزع عليهم شهرياً، مما دفع ‏العديد منهم إلى الإستغناء عنها!

صحيفة الجمهورية

يردّد مسؤول كبير أمام زواره عن قلة وفاء البعض من فريقه الخاص ويعزو ذلك الى عدم اتخاذ قرار بالحسم ‏سابقاً

نُقل عن مسؤول كبير أن لقاءً عالي المستوى أحدث خرقاً في جدار أزمة حسّاسة يُنتظر أن تتبلور في الأيام المقبلة

أعربَ وفد الكونغرس الأميركي لدى زيارته إلى مرجع روحي عن اعتقاده بأنّ التقدم في الملف النووي الإيراني ‏سينعكس إيجاباً على لبنان

صحيفة نداء الوطن

إستغربت أوساط قضائية وجود أحد قضاة التحقيق العسكري في اللقاء الذي حصل أمس بين الرئيس نجيب ميقاتي ‏ووفد من أهالي الموقوفين الإسلاميين في سجن روميه وبحضور وزيري العدل والداخلية.

علّقت مراجع سياسية على كلام وزير الخارجية في روسيا عن استعداده لزيارة السعودية وتبريره في الوقت نفسه ‏تصريحات زميله وزير الإعلام بأنه أراد أن يكحلها فعماها.

وصفت شخصية محسوبة على خصوم "القوات اللبنانية" بأنها أظهرت في انتخابات نقابة المحامين أفضل أداء ‏وأفضل نتيجة بينما قدم "التيار الوطني الحر" أسوأ أداء وحصد أسوأ نتيجة.

صحيفة البناء

كواليس

قرأت مصادر روسية في اعلان حكومة كيان الإحتلال أنها غير معنية بالعودة للإتفاق النووي ‏مع إيران نتاج ما تم التفاهم عليه بين واشنطن وتل أبيب حيث تعود واشنطن إلى الإتفاق ‏وتبقى تل أبيب قوة إحتياط مؤكدا ان لا قدرة لتل أبيب على شن حرب دون واشنطن.

خفايا

قال مرجع نيابي ان التقدم المحتمل في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية يشكل محرك الدفع ‏الرئيسي للتسوية الرئاسية التي تفتح الباب لعودة إجتماعات الحكومة متسائلا عما اذا كان ما ‏شهده لبنان من تصعيد في الأزمات مؤخرا كان اختبارا لصموده عند مطالبه في الترسيم ‏وجاء وقت الانفراج

صحيفة الأنباء

‎‎مسار المفاوضات

تراجع الحديث عن مسار المفاوضات والاجتماعات مع جهة دولية رغم التأكيد على أنها مستمرة.

*"عالوعد يا كمون"!

وعود جديدة يتم اطلاقها حول البطاقة التمويلية ومواعيد اطلاقها، على أمل ان لا تكون "عالوعد يا كمون".

صحيفة الأخبار

حزب الله صوّت لكسبار

أكّدت مصادر لـ"الأخبار" أن أصوات محامي حزب الله في انتخابات نقابة المحامين، التي جرت الأحد الماضي، ‏صبّت لمصلحة المرشح ناضر كسبار الذي فاز بمنصب النقيب. وبحسب المعلومات، فإن تجمع محامي حزب الله ‏أبلغ كسبار مسبقاً بأنه سيصوّت له في الدورة الثانية، (نحو 150 صوتاً يضاف إليهم الحلفاء)، وكذلك فعل التيار ‏الوطني الحر قبل انطلاق الدورة الثانية، وقبل أن ينسحب المرشح ألكسندر نجار المدعوم من حزب الكتائب ‏وحركة أمل وتيار المستقبل، ما دفع هذه الأطراف الثلاثة إلى الاقتراع لكسبار أيضاً

رزق الله يثبّت إيليا في انتظار قرارات أخرى

بعد أكثر من أسبوعين على تقديم طلب للفصل بينَ طلب ردّ المحقق العدلي القاضي طارق البيطار (الملف 69) ‏وطلب ردّ القاضي نسيب إيليا (الملف 72)، أصدر الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف في بيروت القاضي حبيب ‏رزق الله قراراً يعيد الملف 69 إلى الهيئة الأصلية للغرفة الثانية عشرة برئاسة القاضي نسيب إيليا. إلا أن هذا ‏القرار، على عكس ما حاولَت الجهات التي تقدّمت بالطلب (محامو الادعاء عن الضحايا الأجانب: مازن حطيط، ‏فاروق المغربي، طارق الحجار، حسام الحاج) تصويره على أنه "إنجاز"، لا يعني عودة الحركة قريباً الى ملف ‏التحقيقات في جريمة انفجار بيروت، لأن القاضي إيليا لا يستطيع العودة الى الهيئة والبتّ بدعوى ردّ البيطار أو ‏اتخاذ أي قرار فيها. إذ إن عودته مرتبطة بسيل من الدعاوى الأخرى، وهو ما لحظه نص قرار رزق الله بالإشارة ‏إلى "مراعاة موانع النظر في الدعوى في حال وجود أسباب موجبة". ولفتت مصادر قضائية إلى أن الموانع ‏المذكورة تتعلق بسيل من القضايا التي لا بدّ من بتّها. "فإعادة إيليا الى الهيئة تنتظر البتّ بدعوى الردّ المقدمة ضده ‏والعالقة حالياً أمام القاضي حبيب مزهر. وهذه الدعوى بدورها تنتظر البتّ بدعوى ردّ مزهر. ودعوى رد مزهر ‏تنتظر البت بدعوى الارتياب المقدمة ضد إيليا أمام محكمة التمييز، هذا فضلاً عن دعوى الارتياب المقدمة ضد ‏المستشارتين ميريام شمس الدين وروزين حجيلي، إلا في حال كانت هناك نية لمخالفة قانونية"، متسائلة: "هل ‏يبقى شيء من المنطق القانوني قائماً في العدلية، أم أن هناك نية للذهاب الى تجاوز حدود لا يمكن تصوّرها في ‏العقل القانوني"؟

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 24/11/2021

وطنية/يوم الاربعاء 24/11/2021

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان "

بالرغم من المعطيات والمعلومات المتناقضة التي تسربت حول اللقاء الرئاسي الثلاثي في بعبدا فإن الأنظار تتجه إلى نتائج الإتصالات التي يقوم بها رئيس ‏الجمهورية ميشال عون لمعالجة المواضيع التي كانت محور البحث وفق ما أعلن القصر الحمهوري

ماليا وفيما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري لجنتي المال والموازنة والإدارة والعدل إلى عقد جلسة مشتركة الاربعاء المقبل لدرس إقتراح قانون معجل مكرر يرمي إلى وضع ضوابط إستثنائية ومؤقتة على التحاويل المصرفية

كان الرئيس عون يترأس اجتماعا ضم وزير المال وحاكم مصرف لبنان لعرض الوضع المالي والصعوبات التي تواجه شركة التدقيق المحاسبي الجنائي حيث شدد على توفير "الداتا" والمستندات المطلوبة من قبل الشركة بشكل كامل كي تباشر مهامها وتصدر التقرير الاولي بنهاية إثني عشر اسبوعا كحد اقصى وفق منطوق العقد

وقد اكد كل من الوزير يوسف الخليل والحاكم رياض سلامة بأنهما يجريان ما يلزم وبالسرعة الممكنة لهذه الغاية.

وبإنتظار تقريش المعالجات السياسية والمالية سجل سعر صرف الدولار في السوق الموازية رقما جديدا تجاوز سقف 24الف ليرة

في شأن حياتي آخر وقع وزير العمل مصطفى بيرم اليوم مشروع مرسوم زيادة بدل النقل اليومي للقطاع الخاص والبالغ 65 الف ليرة وأحاله الى مجلس شورى الدولة وفقا للأصول. ‏

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في "

سؤال مستعجل نطرحه على الرئيس ميقاتي باسم المنطق والعقل ، وباسم معظم اللبنانيين: شو رايح تعمل بالفاتيكان؟ ، إن كنت تطلب أن يسخر علاقاته الدبلوماسية لدعم حكومتك أم الكم وزراة التي تمون عليها ... فلا تتكل عليه ، وإن كنت تتكل عليه ، كي يدعم حكومتك بالمطلق ، فأنت تعرف ، وهو يعرف جيدا أن لا شيء اسمه حكومة أو حكم أو دولة مؤسسات في لبنان .

 وإن كنت تقصده تائبا وواعدا بتبديل المسار المتراخي ، وبأنك ستقول الأمر لي ، وتلجم حزب الله ، وتسعى الى دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد ، فالأحرى بك كان أن تقوم بذلك بدلا من إضاعة الوقت والمال فيما البلاد تخرب ، وأنت لا تنوي أصلا ارتكاب هذا الفعل المؤسساتي المنقذ .

وإن كنت تقصده للحج أو العمرة أو سعيا الى تصحيح المسار ، فما يمنع دخولك السعودية سياسيا حتى الساعة ، هو نفس المانع الذي يفترض ان يحول دون توجهك الى الفاتيكان .

 السيد الرئيس ميقاتي وكل المنظومة اللبنانية ، قد تتفاجأون ، بأن الكرسي الرسولي و بلا "جميلتكم" يجند كل دبلوماسيته الهادئة والصادقة والفاعلة لنصرة لبنان الرسالة والدور الرائد .

 ولبنان هذا يا سادة ، لا مكان لكم فيه ، وهو لن يلتقط أنفاسه ويستعيد روحه الهائمة فوق وادي الموت طالما أنتم جاثمون على صدره .

 إعلموا يا أهل المنظومة ، بأن الفاتيكان من أول الدول وأكثرها معرفة بخزعبلاتكم ، وكل عاقل في مكانكم كان ليصاب بالخجل ، ويمتنع عن التطلع في عيني الأب الأقدس فرنسيس ، المتواضع ويسأل نفسه ، ماذا عساي أقول له ، وهو العالم بحالي .

 سبب تخفيفي وحيد لما ترتكبه المنظومة ، وهو أنها تعتقد أن لبنان جزيرة معزولة في زمن ما قبل وسائل الاتصال والأقمار الاصطناعية ، ما يسمح للرئيس ميقاتي وغيره الطلب الى الفاتيكان بأن يفتح له أبواب السعودية مثلا ، لاعتقاده بأن البابا يجهل بأن حزب الله يشتمها هي ودول الخليج وهو لا ينوي التوقف عن شتمها ، ورغم ذلك يتعين على البابا وأصدقاء لبنان كلهم العمل على اقناع الرياض بتقبل الشتيمة ومساعدة لبنان .

في المقلب الداخلي البحت ، الألغام توضع في وجه المحقق العدلي في تفجير المرفأ ، و السكاكين تشحذ للإجهاز على كل الجسم القضائي وإرساء قضاء يرضي حزب الله ويحمي المنظومة السياسية .

يضاف الى هذا المنحى الانحداري، بازار المقايضة المستمر على  رأس العدالة ومصالح لبنان ، في مقابل استئناف جلسات مجلس الوزراء .

هذا الواقع العبثي يرخي ظلالا سميكة من الشك على ما يقوله رئيس الجمهورية ويفعله لتسهيل التحقيق الجنائي وتسليم "الفاريز ومارسال" المستندات والتسهيلات التي تساعدها على التدقيق في حسابات مصرف لبنان وباقي ادارات الدولة ووزاراتها.

تزامنا ، التخبط السمة الغالبة على معالجة الملفات الحياتية الأساسية في وقت تواصل الليرة انهيارها، والتضخم ارتفاعه بفعل الزيادات العشوائية المتكررة للعطاءات المالية ، والتي سرعان ما تتبخر أما تتطاير مع سعر الدولار.

 ايها اللبنانيون ، ليس أمامكم سوى الانتخابات لوقف الانقلابات والانهيارات ، لذلك أصروا على إجرائها ، بس ما ترجعو تنتخبون هني ذاتن

 * مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

ضرب لما تبقى من الوطن، وليس فقط مضاربات ربحية، ما تقوم به ثلة من تجار المال والارواح، الراعين لجنون الدولار.

اكثر من اربعة وعشرين الف ليرة لبنانية بات سعر الدولار – ومؤشره الى ارتفاع، فيما التأشيرات لكبح هؤلاء لا تزال ممنوعة بقرار، وكذلك الخيارات التي تسحب من ايديهم الاحتكارات كورقة التحكم بالبلاد والعباد.

لكن الازمة ليست حكرا على التجار، فكلما كان الحديث عن التحقيق الجنائي بمصرف لبنان جن الدولار، وكلما سمعنا بشركة الفاريز ومارسال حلق عاليا، فهل هذه صدفة؟

قضائيا وعن سابق اصرار وتصميم يواصل البعض تحويل كارثة انفجار المرفأ إلى أداة لاستثارة الغرائزية الطائفية خدمة لأهداف خاصة، والى وسيلة لوأد الوحدة الوطنية والتشويش على مكامن قوتنا خدمة لمشاريع خارجية، بحسب وزير الثقافة محمد مرتضى، فهناك من شطر العدلية ويحاول شطر البلد طائفيا كما قال الوزير مرتضى الذي بشر من يفعل ذلك بأن مساعيه هو وشركاؤه ومشغلوه وحاضنوه، محليون ودوليون، ستبوء بالفشل..

وعلى مراكب من فشل تسير الخطة الحكومية لمواجهة الكارثة الصحية، ومع ازمة الدواء المسعور والاستشفاء المفقود عاد كورونا ليفتك من جديد، فيما خطط وزارة الصحة كأنها مصابة بعوارض الفيروس كالكسل والانحطاط وترك الامور على غاربها..

الى مشارق الارض بعد مغاربها وصلت الايادي الصهيونية لمواجهة المقاومة، فكان قرار اوستراليا بتصنيف حزب الله باسره “منظمة ارهابية”، في انصياع ذليل للإملاءات ‏الاميركية والصهيونية كما رأى الحزب، الذي اعتبر أن هذا القرار وما سبقه من قرارات مماثلة لن يؤثر على معنويات الشعب الوفي في لبنان ولا على معنويات الاحرار والشرفاء في العالم، ولا على موقف الحزب وحقه الطبيعي بالمقاومة.

على ان الموقف من آخر التطورات سيكون للامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله عند الثامنة والنصف من مساء الجمعة عبر شاشة المنار..

  * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في "

في ثلاثة اتجاهات توزعت المتابعة المحليةاليوم، الاتجاه الاول حكومي من خلال المشاورات المستمرة على اكثر من مستوى لتذليل العقبات التي تحول حتى اللحظة من دون انعقاد مجلس الوزراء، غير ان الاجواء الايجابية المتداولة في الاعلام لم تقابلها بعد اي ترجمة عملية، ربما في انتظار عودة رئيس الحكومة من الفاتيكان ورئيس الجمهورية من قطر.

الاتجاه الثاني اصلاحي من خلال المتابعة الرئاسية الحثيثة والمتواصلة لملف التدقيق الجنائي الذي تجددت العقبات في طريقه، ما استدعى اجتماعا في قصر بعبدا اليوم، حضره وزير المال وحاكم مصرف لبنان والوزير السابق سليم جريصاتي.

وخلال الاجتماع اصر رئيس الجمهورية على بدء مهام التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان من قبل مؤسسة "الفاريس ومارسال" وتنفيذ القعد بينها وبين الدولة اللبنانية, ما يقتضي توفير "الداتا" والمستندات المطلوبة من المؤسسة بشكل كامل, كي تباشر مهامها وتصدر التقرير الاولي بنهاية اثني عشر اسبوعا كحد اقصى وفق العقد.

وكان رئيس الجمهورية ذكر امام زواره بأنه كان مصرا منذ البداية على وجوب قيام تدقيق مالي جنائي لانه سيشكل بداية جديدة. وسيكشف المتسببين بهدر الاموال قائلا: هذا واجبي وكلفني الكثير من الوقت والجهد, وكان هناك الكثير من المقاومة ومن يعمل على وضع العراقيل.

وشدد رئيس الجمهورية على انه عازم على محاولة احداث التغييرات اللازمة مهما كانت التحديات, وعلى ان التحقيق الجنائي المالي هو بادرة التغيير المنشود، خصوصا لناحية مراقبةالمسؤولين عن الاموال العامة في مختلف المؤسسات الرسمية.

اما الاتجاه الثالث فإقتصادي ومالي، حيث اشار رئيس الجمهورية الى ان المفاوضات جارية مع صندوق النقد الدولي لتقديم الخطة الاقتصادية التي يمكن على اساسها الحصول على قروض طويلة الامد.

كاشفا ان كل الكلام في مرحلة ما قبل الانهيار كان يقال في الهواء حول حقيقة الاوضاع المالية وفق التقارير التي كانت ترد من اعلى المرجعيات المسؤولية في هذا المجال.

  * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

ركنا السلطة التنفيذية، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، على سفر، رئيس الجمهورية الى قطر، ورئيس الحكومة الى الفاتيكان، وفي الداخل سجال يتناول عدة ملفات: الاحتياط الالزامي، التدقيق الجنائي، فاتورة الكهرباء، طعن التيار الوطني الحر ببعض بنود قانون الانتخابات، وقضية انفجار او تفجير مرفأ، وتطورات قضائية لافتة.

من خلال تعداد الملفات، تبدو انها مترابطة ببعضها بعضا: الاحتياط الالزامي هو هاجس الجميع، لكن هذا الاحتياطي سيبقى في حال استنزاف في ظل استمرار مصرف لبنان في تمويل بعض المواد الاساسية كأصناف معينة من الادوية والطحين.

ترشيد التمويل قد يطيل عمر الاحتياط الالزامي لكن قد يجففه في نهاية المطاف، ليبقى السؤال الاساسي: من اين ستتأمن الاموال مع جفاف او تجفيف الاحتياط الالزامي؟ حتى إشعار آخر لا موارد غير القروض المنتظرة من صندوق النقد الدولي، وهذه القروض لا تأتي الا بعد اجراءات يجب على الحكومة ان تقوم بها، ولكن كيف تقوم بها في ظل تعذر عقد جلسات مجلس الوزراء؟ واذا كان الشرط لانعقاده "قبع القاضي بيطار"، فإن كل القرارات القضائية تأتي لمصلحته، فكيف سيكون بالامكان قبعه في هذه الحال؟

نبقى في الشأن القضائي، هل وقع المحظور في هذا السلك؟ ففي معلومات خاصة بال LBCI ان استقالات يشهدها السلك القضائي. فبسبب الاوضاع المعنوية والمادية التي وصل اليها القضاء، وبسبب الضغوط والتدخلات السياسية التي لم تتوقف، وبسبب الحملات اليومية على السلطة القضائية، ظهرت موجة استقالات، وابرزها تلك المقدمة من قضاة نظروا في ملف رد القاضي طارق البيطار اي القاضيان ناجي عيد وجانيت حنا اضافة الى استقالة القاضيتين رولا الحسيني وكارلا القسيس.

 فهل تتحول هذه الاستقالات ككرة ثلج؟

  * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد "

طمرت أزمة الناعمة اليوم كل غازات الميثان السياسية ولم يجر تنفيس أي من الملفات المحتقنة وزاريا وقضائيا .. ليتبين أن حال البلد كوضع المطمر العالق على فوهة بركان منذ عام سبعة وتسعين ..والموعود كل عام بالحل الكاذب .

اليوم اشتكى الأهالي فتحركت الدولة وهرع وزير البيئة ناصر ياسين إلى المكان ولم يغادره إلا مسطرا محضرا بالحل الفوري علما أن تفاقم الأزمة يتحمله مجلس الإنماء والإعمار

 أما في المطامر السياسية فكل ديك على مزبلته صياح حيث تتوسع الهوة وتدار الأزمات باستخدام الوقت عاملا لمرور الزمن.

وعملا  بشيوع  أخبار المطامر وعودة النفايات وغدا وضع الصرف الصحي والطرقات  فإن كل المؤشرات  السياسية الأخرى لا توحي بعودة الأمور إلى "مجاريرها" الوزارية لا بل إن التصريحات " الآسنة " تتفاعل والمواقف تفرز طوفانا طائفيا ولعل أبرزها ما أعلنه وزير الثقافة محمد مرتضى في خلال معاينته المبنى الجديد للكونسرفاتوار الوطني في الضبية فعزف على أوركسترا  من النشاز الطائفي وقال إن البعض وخدمة لأهداف خاصة، أصر من الأساس على ألا يتولى التحقيق في قضية انفجار المرفأ إلا قاض من الطائفة المسيحية وألا يتولى النظر في المراجعات القضائية المقدمة إلا قضاة من الطائفة عينها ما شطر "العدلية" 

وعلى هذا المنحى فإن الحكومة لن تتقدم خطوة إلى الأمام وسيضرع رئيسها نجيب ميقاتي لدى بابا روما غدا طالبا رحمة السماء .. أما في رحمة القضاء فإن الهيئة العامة لمحكمة التمييز لم تعقد اليوم كما المرتجى . 

وفي الزمن الضائع " نفس" رئيس الجمهورية غازات كادت تكون قاتلة كاشفا عن محاولة اغتياله سياسيا من خلال تحوير الحقائق والأكاذيب وأعلن أنه عازم على محاولة إحداث التغييرات اللازمة مهما كانت التحديات خصوصا لناحية مراقبة المسؤولين عن الأموال العامة في مختلف المؤسسات الرسمية  لكن العزم على محاولة إحداث تغيير والتنقيب عن هؤلاء المسؤولين كان أمرا مفترضا في بداية العهد..

أما في العام الأخير على مواسم الهجرة الرئاسية " فيطعمك الحج والناس راجعة"  وربما كان ملف أخير يستطيع العهد تحريكه ربطا برحيله في تشرين المقبل ..وهو عودة النازحين السوريين الى مناطق آمنة داخل سوريا .. وتلك قضية فعلها وزير الخارجية عبد الله بوحيبب في موسكو  وقد برزت حماسة روسية للعمل مع أوروبا ودول عربية والامم المتحدة لتنشيط هذه العودة لاسيما أن اماكن عدة داخل سوريا أصبحت أكثر آمانا من لبنان وأقل تكلفة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لا حلول آنية لأزمة لبنان مع الخليج والأبواب مفتوحة على شتى الاحتمالات

طلب ميقاتي التوسط لم يلقَ تجاوباً خارجياً... ووزير الداخلية: طال انتظار استقالة قرداحي

بيروت ـ السياسة/24 تشرين الثاني/2021

لم يتجاوب “حزب الله” مع كل الدعوات التي وجهت إليه، لا من أجل تسهيل عودة الحكومة للاجتماع، ولا بقبوله استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، الأمر الذي يؤشر بوضوح إلى أن الأزمة طويلة ومعقدة، وهو ما سيفتح الأبواب على شتى الاحتمالات السلبية، في وقت يعاني اللبنانيون من مخاطر اجتماعية وحياتية لم يعد لهم قدرة على تحملها، بشهادة الهيئات والمنظمات الدولية التي تحذر من مآل الأمور في هذا البلد في المرحلة المقبلة. وفيما من المقرر أن يزور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الفاتيكان، اليوم، للقاء الحبر الأعظم البابا فرانسيس، ومن بعدها يزور مصر وتركيا، طلباً للوساطة مع الدول الخليجية الأربع، دون بروز معطيات تشير إلى إمكانية الاستجابة للرغبة الميقاتية على هذا الصعيد، أكد وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، أن أي تأخير في حل الأزمة الديبلوماسية مع دول الخليج يهدد بالتأثير على حياة المزيد من اللبنانيين الذين يعانون من أزمة اقتصادية خانقة. واعتبر مولوي في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس”، أن حل الأزمة يبدأ باستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، ووصف الاستقالة بأنه “طال انتظارها عن استقالة قرداحي”. وأضاف: “كان يجب أن يستقيل مبكرا.. كان يجب أن يستقيل على الفور.. كل تأخير يلحق ضرراً أكبر باللبنانيين.” ولفت مولوي إلى أن قرداحي لن يستقيل لأنه يحتاج إلى موافقة مؤيديه السياسيين، بمن فيهم حزب الله. وحذر من إمكانية توسيع نطاق حظر الاستيراد السعودي ليشمل جميع أنواع التجارة مع دول الخليج، مشددا على أهمية عدم الانتظار لاتخاذ إجراءات كان من ممكن اتخاذها في وقت سابق وبشكل أسهل. وعلى صعيد متصل، وفي أوج الخلاف بين “لبنان الدولة” والدول الخليجية الأربع ، تُسجّل يوميا تطورات ومواقف، محلية وداخلية، من شأنها توسيع الهوّة بين الجانبين، وتدل على ان ايجاد حلّ للقطيعة الناشئة بقرار خليجي، صعب وبعيد المنال، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. وفي الساعات الماضية، نشرت قناة “العربية” مقطع فيديو يؤكد تورط عناصر “الحرس الثوري” و”حزب الله” اللبناني، بدعم الحوثيين عسكريًا. وأشارت الى إنها حصلت على المقطع المصور، الاثنين الماضي، من تحالف دعم الشرعية في اليمن، لافتة الى أنه يُظهر “تدريبات لميليشيات الحوثي على طائرات أممية، بهدف اختبار منظومة جوية صاروخية

وقالت ان الشريط يظهر أيضا “تورط خبراء أجانب من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، بشن عمليات عدائية دعمًا للحوثيين الذين حولوا مطار صنعاء إلى ثكنة عسكرية من خلال الدعم الإيراني”، ويبيّن “تنفيذ عدد من العناصر الحوثية لتجارب واختبارات على إحدى المنظومات الجوية، عبر استخدام طائرة أممية أثناء الهبوط والإقلاع في مطار صنعاء الدولي للتأكد من فاعلية المنظومة، باعتبار الطائرة هدفا جويا متحركا في محاكاة لسيناريوهات الاعتراض والتدمير في الموازاة، نقلت “الفضائية السعودية” عن المتحدث الرسمي باسم التحالف، العميد الركن تركي المالكي، قوله تعليقا على المقطع المسرب “إيران حولت مطار العاصمة اليمنية لقاعدة عسكرية، بعد أن أقامت جسرا جويا عام 2014 بمعدل 28 رحلة جوية أسبوعياً من طهران إلى صنعاء، عبر الخطوط الجوية الإيرانية (ماهان اير) ونقلت كافة أنواع الأسلحة بينها أسلحة نوعية، لأتباعها الحوثيين”. وأشار المالكي إلى أن “الميليشيات حولت المطار إلى ثكنة تضم ورش تركيب، وتفخيخ وتخزين وإطلاق للصواريخ البالستية والطائرات المسيرّة، من أجل استهداف المدنيين والأعيان المدنية في الداخل اليمني”. وما يجب التوقف عنده، بعد سرد هذه المعطيات تتابع المصادر، هو ان السبب المباشر لانفجار “الغضب” السعودي – الخليجي، على لبنان، كان تصريح وزير الاعلام جورج قرداحي الداعم الحوثيين في اليمن، والمنتقد لاداء قوات التحالف العربي الداعم للشرعية بقيادة المملكة.

هذا المعطى، تضيف المصادر، يؤكد مدى حساسية الملف اليمني في الحسابات السعودية، كونه يؤثر مباشرة على امنها وسلامة اراضيها. فالحوثيون يستهدفونها عبر المسيرات منذ اشهر ويضربون نقاطا حساسة وحيوية فيها، ما دفعها الى الانخراط في عملية عسكرية في اليمن. ولما كان انخراط “حزب الله”، عبر السلاح والعناصر، منذ سنوات، في تدريب الحوثيين، أثار بشدة حفيظة الرياض، قبل ان يأتي تصدير المخدرات من لبنان، عبر المنتجات الزراعية، إلى أراضي المملكة مباشرة، ليلبّد الأجواء الملبدة أصلاً بين الدولتين منذ ان بدأ الحزب يتمدد في الميادين العربية من دون ان تحرك “الدولة” اللبنانية ساكنا، تأتي هذه الفيديوهات التي بثّتها قناة “سعودية”، والتي تؤكد ان “الحزب” يواصل نشاطه العسكري في اليمن وكأن شيئا لم يكن، لتصبّ زيتا على النار وتزيد المملكة قناعة بأن الابتعاد عن لبنان الرسمي يجب ان يستمر لا بل يجب ان يترافق مع إجراءات “عقابية” أقوى وأقسى وأكثر ايلاما، خاصة وان الحكومة لم تتخذ حتى الساعة، اجراء واحداً في حق وزير الإعلام أو الحزب، مؤكدة مدى استسلامها أمامه!

 

“الطعن”: الدستوري أهمل “وقف التنفيذ” ونسبة المغتربين “أرعبت” السلطة!

نداء الوطن/24 تشرين الثاني/2021

بجلد التماسيح مسحت السلطة استطلاع “اليونيسف” حول تفاقم تأثيرات الأزمة اللبنانية على الأطفال، فكفكفت دموعها من دون أن يرف لها جفن إزاء ما كشفه التقرير عن مدى صعوبة “البقاء على قيد الحياة من دون أساسيات العيش” في لبنان، حيث سجّلت نسبة الأطفال الذين يعانون الجوع “ارتفاعاً جديداً” خلال الأشهر الستة الماضية، لا سيما وأنّ الأرقام بينت أنّ 40% من الأسر اضطرت إلى بيع أثاث وأدوات منزلية لشراء الطعام، وأنّ “7 أسر من كل 10” باتت تلجأ إلى الاقتراض المباشر لتأمين قوتها اليومي، مع توثيق عيش “ما يزيد عن 8 أشخاص من أصل 10” في حالة فقر، وتصنيف 34% ضمن خانة “الفقر المدقع”. لكن وعلى قاعدة “منكمل باللي بقيو”، تواصل الطبقة الحاكمة تلقيم نار “جهنم” وتسعير لهيبها باللحم اللبناني الحيّ، وهمّها الأوحد يتركز على كيفية تحصين مكتسباتها السلطوية، رئاسياً ومجلسياً وحكومياً، ومنع أي انقلاب في موازين البلد لصالح قوى المعارضة والثورة. ومن هذا المنظار تشخص الأعين نحو الاستحقاق الانتخابي المقبل باعتباره محطة مفصلية على مفترق طرق بين “أكثريتين، قائمة وداهمة”، وفق تعبير مصادر مواكبة لكواليس التحضيرات الانتخابية، مؤكدةً أنّ نسبة المغتربين المرتفعة التي سُجّلت على قوائم الاقتراع “أرعبت السلطة وخلطت الأوراق والمواقف بعدما خلقت نوعاً من التقاطع المصلحي بين “التيار الوطني الحر” وأحزاب وتيارات سياسية متعددة باتت تميل إلى إعادة النظر بمسألة احتساب صوت المغترب في كامل الدوائر الانتخابية، وضرورة حصر مفاعيله بالمقاعد الستة المنصوص عليها بالقانون النافذ قبل تعديله، ربطاً بالقناعة السائدة لدى الأكثرية القائمة بأنّ صندوق اقتراع المغتربين في حال اعتماد نتائجه على مستوى انتخاب الـ128 نائباً فإنه سيصبّ بمجمل أصواته في مصلحة مرشحي أحزاب وقوى المعارضة والحراك المدني”.

وعلى هذا الأساس، تُرجّح المصادر أن تنتفي الحاجة إلى لعبة “فقدان النصاب” التي كانت تلوح بها قوى السلطة في معرض التهديد بإجهاض تأمين النصاب القانوني اللازم لبتّ المجلس الدستوري بموضوع الطعن بمواد قانون الانتخابات المعدلة، وأبرزها بند الصوت الاغترابي، ولفت في هذا السياق اجتماع المجلس بحضور كامل الأعضاء للتدارس في الطعن المقدم من قبل تكتل “لبنان القوي”، على أنّ المصادر كشفت أنّ اجتماع الثلثاء لم يكن الأول بهذا الصدد “إنما سبقه اجتماع نهار الخميس الفائت للمجلس الدستوري عيّن بموجبه مُقرراً لدرس الطعن وبنوده ووضع تقريره حياله خلال مهلة 10 أيام، بينما أهمل المجلس طلب “وقف التنفيذ” ولم يأخذ به، بعدما كان “لبنان القوي” قد أرفق طعنه بالقانون الانتخابي المعدّل بطلب وقف تنفيذ مفاعيله فوراً بانتظار البت بالمواد المطعون بها”.

ونقلت أوساط دستورية لـ”نداء الوطن” أنّ المجلس الدستوري بات في “حالة انعقاد دائم وورشة عمل مستمرة”، واصفةً أجواء مداولاته الأولية في ملف الطعن الانتخابي بأنها كانت “إيجابية وديمقراطية”. وأوضحت في ما يتصل بآلية عمل المجلس حيال الطعن المقدم أمامه أنه “من المفترض بالمقرر الذي تم تعيينه في موضوع الطعن وضع تقريره خلال مهلة 10 أيام، ليعمد بعدها رئيس المجلس إلى تعميم نسخ من التقرير على الأعضاء ليتدارسوه خلال مهلة 5 أيام قبل العودة إلى الهيئة للبت به ضمن سقف زمني لا يتعدى 15 يوماً، علماً أنّ القرار النهائي يجب أن يحظى بأكثرية 7 أعضاء من أصل 10، وفي حال عدم التوصل إلى قرار قبل انتهاء هذه المدة، لفقدان النصاب أو لعدم توفر الأكثرية اللازمة، تصبح حينها مواد القانون المطعون بها نافذة حكماً”. وعما يتم تداوله حول احتمال أن يشكل الطعن الدستوري مدخلاً لتطيير الاستحقاق الانتخابي، شددت الأوساط الدستورية على أن “هناك قانون انتخاب نافذاً وتعديلات طرأت عليه وجرى الطعن بها، ولا تأثير لذلك على مصير الانتخابات، وبجميع الأحوال في غضون شهر كأقصى حد سيكون قرار المجلس الدستوري قد صدر وحدد مصير القانون الانتخابي بكامل بنوده”. قضائياً أيضاً، برز قرار الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف في بيروت القاضي حبيب رزق الله، والذي قضى بإعادة ملف الدعوى المقدمة من المدعى عليه في جريمة انفجار المرفأ الوزير السابق يوسف فنيانوس، والتي يطلب فيها رد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار الى رئيس الغرفة 12 لدى محكمة الاستئناف القاضي نسيب ايليا للنظر فيها.

وأوضحت مصادر قانونية أنّ القرار يعني عملياً “كف يد” القاضي حبيب مزهر عن ضمّ ملف “كف يد” القاضي البيطار إلى دعوى فنيانوس طلباً لرد القاضي إيليا، لافتةً الانتباه إلى أنه على الرغم من ذلك سيبقى التحقيق العدلي “معلقاً” ولن يستأنف القاضي البيطار جلساته بانتظار بت الغرفة 12 برئاسة القاضي إيليا بدعوى الرد الأصلية المقدمة بحق المحقق العدلي بعد فصل الدعويين بموجب قرار القاضي رزق الله.

 

انفجار المرفأ… “اليونيفيل”: هذه التقارير غير صحيحة

وطنية/24 تشرين الثاني/2021

علقت “اليونيفيل” على تقارير إعلامية تكهنت حول أنشطتها البحرية في سياق الانفجار في مرفأ بيروت في 4 آب 2020. وشدد المتحدث الرسمي باسم “اليونيفيل”، أندريو تيننتي، على أن “التقارير تضمنت مزاعم لا أساس لها من الصحة، متجاهلة تفويض اليونيفيل والطريقة التي تعمل بها قوة اليونيفيل البحرية”. وأوضح تيننتي في تصريح أنه “تم نشر قوة اليونيفيل البحرية بناء على طلب من الحكومة اللبنانية للقيام بمهام محددة للغاية لدعم السلطات اللبنانية، ويتم تحديد طبيعة هذه المساعدة بوضوح من قبل السلطات اللبنانية التي تحتفظ بالحق السيادي والمسؤولية ذات الصلة لتأمين حدودها البحرية”. وأضاف: “وعليه، وبناء على طلب الحكومة، فإن دور قوة اليونيفيل البحرية يتمثل في مناداة السفن التي تقترب من لبنان وإحالة أي سفن مشبوهة إلى السلطات اللبنانية وهي الجهة المسؤولة عن تفتيش هذه السفن بشكل مستقل. ومع هذا، لا تستطيع اليونيفيل الصعود على متن أي سفينة وإجراء تفتيش مادي لها في المياه الإقليمية اللبنانية ما لم تطلب السلطات اللبنانية ذلك على وجه التحديد”. وأكد تيننتي أن “قوة اليونيفيل البحرية ليست مسؤولة أيضا عن التصريح بالدخول إلى المرافئ اللبنانية، وهذا الأمر، مرة أخرى، هو حق سيادي للسلطات اللبنانية. وعليه، بعد إحالة السفينة إلى السلطات اللبنانية، لا تتدخل اليونيفيل إلا إذا طلبت السلطات اللبنانية أي مساعدة إضافية في نطاق ولاية اليونيفيل”. وفي ما يتعلق بانفجار مرفأ بيروت، أكد تيننتي أن “اليونيفيل تتعاون بشكل كامل مع السلطات القضائية اللبنانية وقدمت لها كل المساعدة المطلوبة في نطاق ولاية اليونيفيل”. وأشار إلى أن “بعض الاتهامات الموجهة في وسائل الإعلام تحرف الطريقة التي تعمل بها اليونيفيل”، داعيا جميع الأطراف المعنية إلى التوقف عن التكهنات التي لا أساس لها من الصحة والمضللة حول هذه المسألة الخطيرة والمأساوية.

 

لماذا لم تبدأ “ألفاريز أند مارسال” تدقيقها بعد رغم تجاوب “المركزي”؟

وكالة أخبار اليوم/24 تشرين الثاني/2021

توقفت مصادر مالية متابعة عند الاجتماع الذي دعا إليه رئيس الجمهورية ميشال عون كلًا من وزير المال يوسف خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة بحضور “مستشار الفتاوى” في القصر الجمهوري الوزير السابق سليم جريصاتي، وذلك تحت عنوان متابعة الأسباب التي أدت إلى تأخر شركة “ألفاريز أند مارسال” في البدء في التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، وسألت المصادر سؤالاً في العمق: لماذا لم تبدأ الشركة المذكورة عملها في التدقيق طالما أنها تسلمت ما يزيد عن 99% في الوثائق المطلوبة، لا بل إنها تسلمت كل ما طلبته وما ينقص اليوم هو وثائق إضافية طلبتها؟

وتتابع المصادر المالية، عبر “وكالة أخبار اليوم”، أسئلتها: هل فضّلت الشركة السيناريو السابق الذي جعلها تتقاضى مئات آلاف الدولارات من الدولة اللبنانية من دون أن تنجز أي عمل؟ وهل تريد تكرار السيناريو اليوم من أجل الاستمرار بابتزاز الدولة اللبنانية تحت شعار أنها لن تبدأ بعملها قبل تسلّمها وثائق جديدة كل يوم، وهي لم تبدأ بعد بدراسة آلاف المستندات التي تسلّمتها؟ هل تريد الشركة أن تمرر الوقت لتنسحب من دون إنجاز التدقيق بذرائع واهية ولتطالب بعدها بتقاضي ملايين الدولارات من دون إنجاز أي عمل؟

وتؤكد المصادر المالية أن حاكم مصرف لبنان أكّد في اجتماع صباح الأربعاء في قصر بعبدا التأييد التام لإجراء التدقيق المطلوب والتجاوب التام مع كل مطالب الشركة ضمن القوانين المرعية الإجراء، وخصوصاً أن حاكم المركزي بنفسه قام بطلب إجراء تدقيق في حساباته الشخصية عبر شركة تدقيق عالمية.

وفي هذا الإطار، تتخوّف المصادر المالية من وجود مؤامرة أعدها بعض أركان العهد تستفيد منها شركة “ألفاريز”، بحيث لا يتم إجراء التدقيق المطلوب وتستمر الشركة في تقاضي الأموال من دون إنجاز عملها في حين يستمر فريق العهد في ابتزاز مصرف لبنان وحاكمه لاتهامه بعرقلة التدقيق والذي يتبيّن أن لا نية حقيقية لإنجازه بل الهدف استعماله كشمّاعة للاستهداف السياسي وتغطية ارتكابات فريق العهد الذي اوصل البلد إلى “جهنم” ماليا واقتصاديا. وفي مقابل هذا السيناريو، تؤكد المصادر المالية أن حاكم مصرف لبنان بات يصرّ على إجراء التدقيق والانتهاء منه في أسرع وقت في مقابل تلكّؤ الشركة المعنية تحت شعار طلب المزيد من المستندات، وقد لا تنتهي طلباتها في هذا الإطار وخصوصاً أنها ترفض البدء بدراسة كل ما تسلمته، وهو ما يتطلّب أشهراً، فلماذا التلكّؤ ولماذا التأخير؟ ولماذا لا يتابع فريق العهد أسباب التأخر مع الشركة ويصرّون على إلقاء المسؤولية على مصرف لبنان؟ ولماذا يتجنّب فريق رئيس الجمهورية الاعتراف بما كشفه له فريق صندوق النقد الدولي في آخر اجتماع في قصر بعبدا من أن الصندوق لم ولن يطالب يوماً بإجراء تدقيق جنائي؟ وتختم المصادر بالإشارة إلى أن سلسلة الأزمات التي يعاني منها العهد في الأشهر الأخيرة من عمره تجعله بحاجة إلى كبش محرقة لإلقاء كل الاتهامات عليه وتحميله مسؤولية الفشل في إدارة البلد وفي التسبب بعزلة لبنان عربياً وخليجياً ما تسبّب بحجب العملة الصعبة عن لبنان، إضافة إلى الفشل بإجراء الإصلاحات المطلوبة ووقف الهدر ومعالجة الملفات التي تسببت بالدين العام والعجز وفي طليعتها ملف الكهرباء… فإلى متى يستمر المعنيون بسياسة الهروب إلى الأمام والبحث عن شمّاعات لتفادي القيام بالإصلاحات الجذرية المطلوبة؟

 

تهدئة بين جنبلاط وحزب الله

لبنان 24/الاربعاء 24 تشرين الثاني 2021    

يبدو ان العلاقة بين حزب الله ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لن تذهب نحو نقطة اللاعودة، بل ستبقى، خطوات جنبلاط السياسية، كما كان متوقعا، ضمن السقف الذي رسمه لنفسه منذ سنوات. وقالت مصادر مطلعة "ان التصعيد الجنبلاطي الاخير وصل الى خواتيمه، اذ عاد التنسيق بين حزب الله وقياديين في الحزب الاشتراكي بسرعة الى سابق عهده، في ظل وجود مصلحة مشتركة بين الطرفين بعدم التصعيد". وكان لافتا تجنب ايّ من قياديي ونواب "الاشتراكي" الهجوم على حزب الله في اي اطلالة اعلامية، في مقابل توجه عام لدى "حارة حريك" بعدم الذهاب بعيدا بإنتقاد جنبلاط.

 

حزب الله "يتبرّأ" من أبو زينب... تفاصيل إتصال صفا بـ أبو فاعور

 ليبانون ديبايت/الاربعاء 24 تشرين الثاني 2021      

نفى مصدر رفيع في الحزب التقدّمي الاشتراكي لـ "ليبانون ديبايت"، ما نُشر أمس عن "إعادة تفعيل ربط النزاع مع حزب الله بناءً على تنازلات متوازنة جرى التوصّل إليها بين الحزبين"، وتَساءل "عَن ماذا قد نتنازل أصلاً وعمّا قد يتنازل حزب الله.. لِنكن واقعيين؟!

وشرح المصدر أنّه "بعد كلام القيادي في حزب الله غالب أبو زينب الأخير الذي تناول فيه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، وبعد "ضجّة" ردّات الفعل من قِبل الناشطين الحزبيين و"الدروز" على مواقع التواصل الإجتماعي، إتصل مسؤول وحدة التنسيق والإرتباط بحزب الله الحاج وفيق صفا بعضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور وقال له ما معناه أنّ أبو زينب لا يَشغل حاليّاً أّي مركز قيادي أو صفة رسميّة وهو ليس مُكلفّاً في هذه المرحلة بالتعبير عن المواقف الرسميّة لحزب الله"، وقال: هذا هو حجم المسألة ونقطة عالسطر!".

 

هل تولد كتلة درزيّة خارج عباءة جنبلاط؟

صفاء درويش/أم تي في/الاربعاء 24 تشرين الثاني 2021      

على غرار المعارضة السنية حليفة حزب الله، يبدو أن دروز الثامن من آذار قرّروا هذه المرة مواجهة قرار حلفائهم بتغييبهم، لتكون لهم كتلتهم المستقلة التي يعتقدون أنّ بمقدورهم تحصيلها في مواجهة الحزب التقدمي الإشتراكي. عام 2018، أفرزت نتائج الانتخابات النيابية ستة نواب دروز من حصة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، يتوزّعون كالآتي: مقعدان في الشوف، ومقعد في عاليه وآخر في البقاع الغربي راشيا ومثله في بعبدا وبيروت. على الضفة الأخرى، حصل فريق الثامن من آذار على نائبين، الأوّل أصيل هو الأمير طلال ارسلان في عاليه والثاني توافقي بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وجنبلاط نفسه وهو النائب أنور الخليل في مرجعيون حاصبيا، ووفق ما جرت العادة كان ينضم الخليل إلى كتلة التنمية والتحرير. القانون الانتخابي عام 2018 أوضح للثامن من آذار أنّه بات بإمكانهم التجرؤ على طلب المزيد، وأن تشكيل كتلة بنواب "استعارة" بات لا يليق بهم في ظل قدرتهم على تأمينها بالأصالة وبنواب دروز. فعام 2018، ووفق الارقام، كان بإمكان الثامن من آذار الحصول على المقعد الدرزي في بيروت الثانية بسهولة فائقة، ولكن امتناع الأحزاب عن ترشيح مرشح درزي بناء على طلب الرئيس نبيه بري، مراعاة لجنبلاط، حال دون ذلك. في دائرة مرجعيون حاصبيا الأمر مشابه ومختلف في آن. فلائحة الثنائي الشيعي والتي تضم أنور الخليل وقاسم هاشم وأسعد حردان، ورغم ضعف أصوات النواب الثلاثة، لم يتمكن أي منافس من خرقها، وترجّح المعطيات أن يتكرّر سيناريو 2018 في 2022. هذا الأمر يدفع بدروز الثامن من آذار إلى المطالبة بمقعد الدائرة، من دون حاجتهم إلى طلب دعم المرشح الدرزي عليها بأي صوت من قبل حلفائهم، كون بإمكانهم تأمين له ما يلزم هناك.  يأتي هذا، اضافةً لترشّح كل من الأمير طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب في عاليه والشوف، مع حظوظ قد تكون عالية بحصولهما على المقعدين، فيصبح بالتالي مطلب المعارضة منطقيًا كون القانون أتاح لها فرصة تاريخية بتحصيل نصف المقاعد النيابية، أي ٤، وتشكيل كتلة مواجهة لجنبلاط هي الأولى منذ الحرب الأهلية. الكرة اليوم في ملعب هؤلاء، فهل سيستطيعون فرض وجهة نظرهم واتباعها بفرض مرشحيهم على لائحتي بيروت والجنوب؟

فالمعلومات تشير إلى أن حزب الله ليس بصدد "مسايرة" جنبلاط بتاتًا هذه المرة، لا سيما بعد مواقفه التصعيدية الأخيرة في الداخل وفي الإقليم. ولكن ما قد يكون معيقًا لإدراج مرشحين حلفاء على قائمتي الثنائي في بيروت والجنوب هو قرار الرئيس بري، الذي قد يتمنى عليه حزب الله تليينه. مصدر في فريق الثامن من آذار يستبعد أن يتمكّن الحزب من تبديل رأي بري بضرورة عدم كسر جنبلاط، فيتكرّر حينها مشهد عام 2018.  رأي آخر يقول إنّ بري قد لا يمانع ترشيح درزي حليف لحزب الله في بيروت الثانية، ولكنه بالطبع لن يتخلى عن درزي في كتلة التنمية والتحرير عن دائرة مرجعيون حاصبيا، فبري منذ تشكيله الكتلة أرادها ولا يزال يريدها وطنية جامعة لمختلف الطوائف. فهل يقف القرار غير الدرزي في وجه تشكيل كتلة درزية وازنة تحصد 4 نواب في مجلس 2022؟

 

اد غابريال : ميقاتي أثار إعجاب المشرّعين الأميركيين ونعمل معه لتنفيذ استراتيجية اصلاحية

لبنان 24/الاربعاء 24 تشرين الثاني 2021    

عندما تسلمت إدارة الرئيس جو بايدن السلطة في الولايات المتحدة، أربكت دول المنطقة والخليج، خاصة وأن الرئيس الأميركي تعمد التركيز في خطابه على علاقات بلاده المعقدة مع الصين وروسيا فضلا عن تعزيز علاقته مع حلفاء واشنطن في حلف شمالي الأطلسي، ليعقّب سريعا على الملف الإيراني ويسدل في الوقت عينه الستار على صفحة دعم الحملة العسكرية السعودية في اليمن. يومذاك برز بشكل واضح أن معالم سياسة أميركية جديدة تتظهر تجاه الشرق الاوسط الذي لم يعد ضمن الأولويات الاميركية في تحوّل طرح الكثير من الاسئلة حيال تراجع الإدارة الأميركية الحالية عن الاهتمام بلبنان وتركه لمصيره مع تراكم أزماته المالية والاقتصادية. ورغم ارتطام لبنان في القعر، لم تتخد الأدارة الأميركية أية اجراءات حقيقية قادرة على سحبه من قعر جهنم، إذ بقيت مساعدتها محصورة بمؤسسات وجمعيات محددة. ثمة من يقول إن النواب الاميركيين اللبنانيي الأصل في الكونغرس ربطا بممثلي المنظمات اللبنانية- الاميركية لدى لجنة الشؤون الخارجية يمكن التعويل على عملهم لحث الإدارة الأميركية على ايلاء لبنان الاهتمام اللازم. ومن هذا المنطلق تبرز أهمية زيارة الوفد الذي ضم النائبين في الكونغرس داريل عيسى ودارين لحود ورئيس "مجموعة العمل الاميركية من أجل لبنان" أدوار غبريال،والاعضاء مايك أحمر ، هانيا أحمر،ماكاي لحود،جايمس ماكليلن. الوفد الذي جال على القيادات اللبنانية استمع إلى وجهات نظرهم وقدم افكارا للمعنيين يمكن تساهم في معالجة المشاكل الراهنة وركز على أهمية إجراء الإنتخابات النيابية المقبلة في موعدها  وأهمية استفادة لبنان من ثرواته النفطية وعدم تعطيل الحكومة التي تشكل بابا للانقاذ اذا نجحت في تنفيذ الإصلاحات الضرورية.  للولايات المتحدة قضايا جيوسياسية رئيسية تتطلب اهتماماً جدياً ، لكن لبنان ليس في اسفل سلم اولوياتها، يقول غبريال لـ"لبنان24 فهو أحد أكبر المتلقين للمساعدات الأميركية التي تضمن سيادة لبنان وأمنه، وذلك من خلال دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وبرامج شبكات الأمان الاجتماعي لدعم احتياجات الفئات الأكثر ضعفًا، فضلا عن ان واشنطن تعد واحدة من أكبر المساهمين في احتياجات التعليم في لبنان والجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية.  لقد اتخدت إدارة بايدن خطوات قوية للغاية لدعم الوضع الحرج في لبنان وهذا ما فعلته ايضا ادارة الرئيس السابق  دونالد ترامب ، فالولايات المتحدة هي أكبر مانح للبنان ، حيث قدمت في السنوات القليلة الماضية مساعدات للبنان تجاوت مساعدات أي دولة أخرى في العالم وقدرت بعدة مليارات من الدولارات، فحصل الجيش اللبناني على أكثر من ملياري دولار  منذ العام 2006 ، مما يجعل واشنطن أكبر داعم لهذا الجيش. وعقب انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 ، ساهمت في المزيد من المساعدات التي بلغت أكثر من 200 مليون دولار.

تعمل الإدارة الأميركية،وفق غبريال، مع حكومة الرئيس نجيب  ميقاتي لدفع استراتيجية إصلاح تلبي احتياجات الشعب اللبناني وتبدي دعما لبرنامج الإغاثة التابع لصندوق النقد الدولي، ولن تتسامح الولايات المتحدة، كما يقول غبريال مع الفاسدين أو الذين يحضنون الإرهابيين أو ينتهكون حقوق الإنسان للشعب اللبناني فهي اتخذت خطوات لدعم مطالبة اللبنانيين من خلال إجراءات تنفذ في هذا الصدد. تقود الولايات المتحدة بقوة جهدًا دوليًا مع فرنسا لجلب دعم دولي إضافي، فضلا عن مساعيها ودعوتها إلى احداث تقارب بين لبنان ودول الخليج وسوف تواصل جهودها لمنع المزيد من التدهور في الوضع في لبنان.

ومع ذلك، يتعين على واشنطن، وفق غبريال، الاعتماد على شراكة مع حكومة لبنانية تضع شعبها في المقام الأول. فمن دون هذا التعاون، لن يتوقف التدهور في لبنان مهما تعددت اشكال المساعدة من الولايات المتحدة . في هذا الصدد ، يؤكد غبريال أن حكومة ميقاتي بدأت بداية قوية. فقد أثار ميقاتي إعجاب المشرّعين الأميركيين برؤيته وكفاءته وتصميمه. ولكن الآن يجب على الحكومة، بما في ذلك البرلمان والمؤسسات الأخرى، أن تتحد لدعم حزمة الإصلاح الاقتصادي وأن تتخذ خطوات للتعامل مع الفساد وبرامج شبكات الأمان الاجتماعي في أسرع وقت ممكن. لقد أوضحت الولايات المتحدة أنها ستدعم حكومة تعمل لمصلحة شعبها ، لكنها لن تدعم بعد الآن أي حكومة لا تستطيع وقف الفساد أو ترفض وضع البلاد على مسار الإصلاح. في الختام، يقول غبريال لقد انهينا رحلتنا إلى لبنان بأمل حذر. لقد شهدنا حكومة منخرطة في تلبية الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية الصعبة لبلدها، ولكن الواقع يفرض أن تتكاتف الحكومة بأكملها من أجل تحقيق النجاح.

 

"كفّ يد" البيطار يعود إلى إيليا... والتحقيق العدلي "معلّق"

"الطعن": الدستوري أهمل "وقف التنفيذ" ونسبة المغتربين "أرعبت" السلطة!

نداء الوطن/24 تشرين الثاني/2021

بجلد التماسيح مسحت السلطة أمس استطلاع "اليونيسف" حول تفاقم تأثيرات الأزمة اللبنانية على الأطفال، فكفكفت دموعها من دون أن يرف لها جفن إزاء ما كشفه التقرير عن مدى صعوبة "البقاء على قيد الحياة من دون أساسيات العيش" في لبنان، حيث سجّلت نسبة الأطفال الذين يعانون الجوع "ارتفاعاً جديداً" خلال الأشهر الستة الماضية، لا سيما وأنّ الأرقام بينت أنّ 40% من الأسر اضطرت إلى بيع أثاث وأدوات منزلية لشراء الطعام، وأنّ "7 أسر من كل 10" باتت تلجأ إلى الاقتراض المباشر لتأمين قوتها اليومي، مع توثيق عيش "ما يزيد عن 8 أشخاص من أصل 10" في حالة فقر، وتصنيف 34% ضمن خانة "الفقر المدقع". لكن وعلى قاعدة "منكمل باللي بقيو"، تواصل الطبقة الحاكمة تلقيم نار "جهنم" وتسعير لهيبها باللحم اللبناني الحيّ، وهمّها الأوحد يتركز على كيفية تحصين مكتسباتها السلطوية، رئاسياً ومجلسياً وحكومياً، ومنع أي انقلاب في موازين البلد لصالح قوى المعارضة والثورة. ومن هذا المنظار تشخص الأعين نحو الاستحقاق الانتخابي المقبل باعتباره محطة مفصلية على مفترق طرق بين "أكثريتين، قائمة وداهمة"، وفق تعبير مصادر مواكبة لكواليس التحضيرات الانتخابية، مؤكدةً أنّ نسبة المغتربين المرتفعة التي سُجّلت على قوائم الاقتراع "أرعبت السلطة وخلطت الأوراق والمواقف بعدما خلقت نوعاً من التقاطع المصلحي بين "التيار الوطني الحر" وأحزاب وتيارات سياسية متعددة باتت تميل إلى إعادة النظر بمسألة احتساب صوت المغترب في كامل الدوائر الانتخابية، وضرورة حصر مفاعيله بالمقاعد الستة المنصوص عليها بالقانون النافذ قبل تعديله، ربطاً بالقناعة السائدة لدى الأكثرية القائمة بأنّ صندوق اقتراع المغتربين في حال اعتماد نتائجه على مستوى انتخاب الـ128 نائباً فإنه سيصبّ بمجمل أصواته في مصلحة مرشحي أحزاب وقوى المعارضة والحراك المدني". وعلى هذا الأساس، تُرجّح المصادر أن تنتفي الحاجة إلى لعبة "فقدان النصاب" التي كانت تلوح بها قوى السلطة في معرض التهديد بإجهاض تأمين النصاب القانوني اللازم لبتّ المجلس الدستوري بموضوع الطعن بمواد قانون الانتخابات المعدلة، وأبرزها بند الصوت الاغترابي، ولفت في هذا السياق اجتماع المجلس أمس بحضور كامل الأعضاء للتدارس في الطعن المقدم من قبل تكتل "لبنان القوي"، على أنّ المصادر كشفت أنّ اجتماع الأمس لم يكن الأول بهذا الصدد "إنما سبقه اجتماع نهار الخميس الفائت للمجلس الدستوري عيّن بموجبه مُقرراً لدرس الطعن وبنوده ووضع تقريره حياله خلال مهلة 10 أيام، بينما أهمل المجلس طلب "وقف التنفيذ" ولم يأخذ به، بعدما كان "لبنان القوي" قد أرفق طعنه بالقانون الانتخابي المعدّل بطلب وقف تنفيذ مفاعيله فوراً بانتظار البت بالمواد المطعون بها".

ونقلت أوساط دستورية لـ"نداء الوطن" أنّ المجلس الدستوري بات في "حالة انعقاد دائم وورشة عمل مستمرة"، واصفةً أجواء مداولاته الأولية في ملف الطعن الانتخابي بأنها كانت "إيجابية وديمقراطية". وأوضحت في ما يتصل بآلية عمل المجلس حيال الطعن المقدم أمامه أنه "من المفترض بالمقرر الذي تم تعيينه في موضوع الطعن وضع تقريره خلال مهلة 10 أيام، ليعمد بعدها رئيس المجلس إلى تعميم نسخ من التقرير على الأعضاء ليتدارسوه خلال مهلة 5 أيام قبل العودة إلى الهيئة للبت به ضمن سقف زمني لا يتعدى 15 يوماً، علماً أنّ القرار النهائي يجب أن يحظى بأكثرية 7 أعضاء من أصل 10، وفي حال عدم التوصل إلى قرار قبل انتهاء هذه المدة، لفقدان النصاب أو لعدم توفر الأكثرية اللازمة، تصبح حينها مواد القانون المطعون بها نافذة حكماً".

وعما يتم تداوله حول احتمال أن يشكل الطعن الدستوري مدخلاً لتطيير الاستحقاق الانتخابي، شددت الأوساط الدستورية على أن "هناك قانون انتخاب نافذاً وتعديلات طرأت عليه وجرى الطعن بها، ولا تأثير لذلك على مصير الانتخابات، وبجميع الأحوال في غضون شهر كأقصى حد سيكون قرار المجلس الدستوري قد صدر وحدد مصير القانون الانتخابي بكامل بنوده". قضائياً أيضاً، برز أمس قرار الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف في بيروت القاضي حبيب رزق الله، والذي قضى بإعادة ملف الدعوى المقدمة من المدعى عليه في جريمة انفجار المرفأ الوزير السابق يوسف فنيانوس، والتي يطلب فيها رد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار الى رئيس الغرفة 12 لدى محكمة الاستئناف القاضي نسيب ايليا للنظر فيها. وأوضحت مصادر قانونية أنّ القرار يعني عملياً "كف يد" القاضي بيب مزهر عن ضمّ ملف "كف يد" القاضي البيطار إلى دعوى فنيانوس طلباً لرد القاضي إيليا، لافتةً الانتباه إلى أنه على الرغم من ذلك سيبقى التحقيق العدلي "معلقاً" ولن يستأنف القاضي البيطار جلساته بانتظار بت الغرفة 12 برئاسة القاضي إيليا بدعوى الرد الأصلية المقدمة بحق المحقق العدلي بعد فصل الدعويين أمس بموجب قرار القاضي رزق الله.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

4 قتلى بقصف صاروخي إسرائيلي لمواقع ميليشيات “حزب الله” في حمص

انفجار صاروخ سوري فوق شاطئ حيفا... و"الحرس الثوري" سحب معدات ثقيلة استعداداً لإخلاء مطار التيفور

دمشق، عواصم – وكالات/24 تشرين الثاني/2021

قُتل أربعة عناصر من “حزب الله” اللبناني وميليشيات تابعة له، في هجوم شنته إسرائيل فجر أمس، بصواريخ تم إطلاقها من الأجواء اللبنانية، على مواقع ومقار الميليشيا في ضواحي مدينة حمص الغربية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن دفاعات النظام السوري الجوية حاولت التصدي للصواريخ الإسرائيلية، حيث سمع دوي انفجارات في القسم الغربي من المدينة، موضحا أن الاستهداف الإسرائيلي تسبب بمقتل نحو أربعة وإصابة آخرين، وأن اثنين من القتلى سقطا في الضواحي الغربية، واثنين قضيا جراء سقوط بقايا صواريخ خلال المعركة الجوية بين دفاعات النظام والصواريخ الإسرائيلية، على منطقة قرب محطة وقود على طريق طرابلس داخل مدينة حمص.وأوضح المرصد أن القصف جاء بصواريخ تم إطلاقها من الأجواء اللبنانية واستهدفت مناطق بها مواقع ومقرات لفصائل موالية لحزب الله اللبناني، وما يعرف باسم “حزب الله” السوري وأبرزها قرية المزرعة، في ضواحي مدينة حمص الغربية.من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن مدنييْن قتلا وأصيب آخر، إلى جانب إصابة ستة جنود في الغارة الجوية الإسرائيلية على المنطقة الوسطى من سورية. وعن مصدر عسكري سوري القول “إنه في نحو الساعة الواحدة و26 دقيقة فجراً، أطلقت إسرائيل مجموعة من الصواريخ من اتجاه شمال شرق بيروت مستهدفة بعض النقاط في المنطقة الوسطى، وقد تصدت وسائط الدفاع الجوي السوري للصواريخ وأسقطت معظمها. بدورها، أفادت القناة “12” الإسرائيلية بأن أحد الصواريخ التي أطلقها الجيش السوري أخطأ الطائرات، ودخل إسرائيل على علو شاهق وانفجر فوق البحر قبالة ساحل حيفا، وسقطت شظاياه في البحر ولم تسبب أي ضرر. ولفتت إلى أن نظام الدفاع الجوي التابع للجيش الإسرائيلي تابع الصاروخ، لكنه قرر عدم اعتراضه لأنه لم يعرض المدنيين للخطر، مشيرة إلى أن الصاروخ من طراز “SA-5” وله نظام تدمير ذاتي على ارتفاعات عالية، فيما رفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق.

في غضون ذلك، قام “الحرس الثوري” الإيراني بسحب معدات ثقيلة استعداداً لإخلاء مطار التيفور الواقع قرب حمص، الذي كان يوصف بأنه موقع ستراتيجي بالنسبة إلى التحركات الإيرانية في سورية. ورغم أن التنافس الروسي– الإيراني حول السيطرة على المطار ليس جديداً، لكن بدا أن موسكو استفادت من الغارات الإسرائيلية المتواصلة عليه، لإقناع القوات الإيرانية بالانسحاب منه. وكان لافتاً أن الأنباء عن بدء إخلاء المطار، تزامنت مع زيارة قام بها إلى طهران وفد روسي ضم المبعوث الرئاسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين وعدداً من المسؤولين العسكريين في وزارة الدفاع. ولم يتطرق الطرفان الروسي والإيراني في البيانات الرسمية إلى أن موضوع مطار التيفور كان على رأس جدول الأعمال، لكن توقيت الزيارة وتزامنها مع عملية الإخلاء، فضلاً عن أنها جاءت مباشرة بعد زيارة للوفد الروسي إلى دمشق، عكس أجواء تفيد بأن موسكو ضغطت بقوة لإنجاز تفاهم حول هذا الموضوع.

 

تفكيك “أخطر شبكة للتجسّس” في العراق

قناة العربية.نت/24 تشرين الثاني/2021

أعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق “تفكيك “أخطر شبكة لقرصنة المعلومات” في كربلاء”، مشيرة إلى أن “الشبكة مؤلفة من 5 عناصر”. وقالت، في بيان: “إن ضبط الشبكة جاء بناءً على “معلومات استخبارية” وردت إلى “أمن جنوب صلاح الدين” تفيد بوجود شبكة لقرصنة المعلومات في محافظة كربلاء. وبناء على ذلك، شرعت مفارز جهاز الأمن الوطني في جنوب محافظة صلاح الدين، بالتنسيق مع مفارز أمن كربلاء، بـ”تفعيل الجهد الاستخباري والميداني لمقاطعة المعلومات”. وتمكنت المفارز، بعد مراقبة دامت لأيام، من “تفكيك شبكة مؤلفة من 5 متَّهمين يُعَدُّون من أخطر شبكات التجسس والقرصنة في العراق”. وجرى تدوين أقوال أفراد الخلية الذين “اعترفوا بتلقيهم دورات تدريبية خارج البلاد”، بحسب البيان الذي أضاف أنهم أقروا بـ”سعيهم لاختراق قواعد بيانات مؤسسات الدولة الأمنية وتسريب المعلومات الخاصة بجهاز الأمن الوطني لغرض بيعها”. وأكدت الخلية أنه “تمت إحالة الموقوفين إلى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم”.

 

إسرائيل تتوقع امتلاك إيران قنبلة نووية خلال 5 سنوات

غانتس يكشف عن قاعدتي «مسيّرات» إيرانيتين قرب مضيق هرمز

لندن - تل أبيب: «الشرق الأوسط»/24 تشرين الثاني/2021

توقعت إسرائيل، أمس، أن إيران ستطور سلاحاً نووياً خلال 5 سنوات، باتفاق نووي أو بغيره. وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، أمس، عن استعداده لتصعيد المواجهة مع إيران، مشدداً على أن بلاده لن تكون ملزمة بأي اتفاق نووي جديد تبرمه طهران مع الدول الكبرى، في وقت شدد فيه وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، لهجته ضد برنامج إيران للطائرات المسيّرة الحربية، وكشف عمّا وصفهما بأنهما قاعدتان تستخدمان لشن هجمات بحرية بطائرات مسيّرة، ملوحاً باتخاذ إجراءات مضادة. وبدا رئيس الوزراء الإسرائيلي أقل تقبلاً لاتفاق جديد، رغم إعلان حكومته في السابق أنها ستكون منفتحة على أي اتفاق نووي جديد مع فرض قيود أكثر صرامة على إيران. وقال إن إيران «في أكثر مراحل برنامجها النووي تقدماً». وأعاد التذكير بإمكانية اتخاذ إجراءات ضد البرنامج الإيراني. وكان بنيت يتحدث أمام منتدى استضافته جامعة «ريتشمان» عبر الفيديو، وناقش تمويل التخطيط العسكري الإسرائيلي المتعلق بإيران. وتبدأ المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الأسبوع المقبل في فيينا، بعد 5 أشهر من الجمود. وتجد إسرائيل؛ العدو اللدود لإيران، نفسها مدفوعة إلى انتهاج سياسة متشددة إذا عجزت الدبلوماسية عن كبح جماح النشاط النووي الإيراني، الذي لطالما عدّه الغرب ستاراً لتطوير قنابل نووية. وقال بنيت: «على أي حال، حتى لو كانت هناك عودة إلى الاتفاق، فإن إسرائيل ليست بالطبع طرفاً فيه وليست ملزمة به». وأضاف: «الخطأ الذي ارتكبناه بعد الاتفاق النووي لعام 2015 لن يتكرر». وقال: «نواجه أوقاتاً عصيبة. من المحتمل أن تكون هناك خلافات مع أفضل أصدقائنا». وأبدى بنيت؛ الذي تولى السلطة في يونيو (حزيران) الماضي، إحباطه مما وصفها بصدامات إسرائيل على نطاق أصغر مع مقاتلين حلفاء لإيران. وقال: «الإيرانيون يحاصرون دولة إسرائيل بالصواريخ في الوقت الذي يجلسون فيه بأمان في طهران». وأضاف أن «مطاردة الإرهابيين الذين يرسلهم (فيلق القدس) لم تعد تؤتي ثمارها. علينا ملاحقة المرسل». ولم يصل بنيت إلى حد التهديد الصريح بالحرب؛ بحسب «رويترز». وقال إنه يمكن الاستفادة من «التكنولوجيا» وما وصفها بـ«مزايا إسرائيل» كدولة ديمقراطية، ومن الدعم الدولي. وقال: «إيران أضعف كثيراً مما يُعتقد عموماً». أما وزير المالية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، فقد توقع في كلمته أمام منتدى جامعة «ريتشمان» إن إيران «قد تمتلك سلاحاً نووياً خلال 5 سنوات»، مضيفاً أن تلك الخطوة لن تتأثر بالمحادثات الجارية لإعادة العمل بالاتفاق النووي. وشهد المنتدى كذلك تشديداً في اللهجة الإسرائيلية ضد برنامج إيران للطائرات المسيّرة الحربية. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس: «أكشف لكم اليوم عن قاعدتين مركزيتين في ميناء تشابهار (قبالة خليج عمان) وجزيرة قشم (غرب مضيق هرمز) في جنوب إيران، انطلقت منهما العمليات في الساحة البحرية، وتتمركز فيهما اليوم أيضاً طائرات مسيّرة هجومية متطورة». من ناحية أخرى، اقترح قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الميجور جنرال أميكام نوركين، التعاون مع شركاء مثل الإمارات والبحرين، ضد تهديد الطائرات المسيّرة. وقال نوركين في المنتدى الذي استضافته جامعة «ريتشمان»: «أعتقد أن هذه فرصة عظيمة لإقامة اتصالات وبناء خطة دفاعية لجميع الدول التي لها مصلحة مشتركة في حماية نفسها». وأضاف: «يمكننا المساعدة بشكل كبير (ضد الطائرات المسيرة)؛ سواء من حيث معلومات المخابرات، والرصد، والاعتراض».

 

مدير «الوكالة الذرية» يعلن عدم التوصل لاتفاق في المحادثات مع إيران

فيينا: «الشرق الأوسط أونلاين»/24 تشرين الثاني/2021

أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي «عدم التمكن من التوصل إلى اتفاق» في المحادثات مع إيران، فيما يثير تقدم إيران في برنامجها النووي وتقييد عمليات التفتيش قلق المجتمع الدولي. وقال غروسي الذي عاد قبل يوم إلى طهران «كانت المحادثات بنّاءة، لكننا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق رغم كلّ جهودي»، وذلك في اليوم الأول من اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا. كان غروسي يأمل في إحراز تقدم حول مواضيع خلافية عدة. من جانبه، قال المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي إن إيران اتفقت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مواصلة المشاورات. وأضاف «أجرى رئيس الوكالة رافائيل غروسي والمسؤولون الإيرانيون المحادثات في جو إيجابي في طهران، وتوصل الجانبان إلى اتفاق عام بخصوص كيفية متابعة القضايا التي تهم الجانبين». والوكالة الدولية للطاقة الذرية قلقة من القيود المفروضة على عمل المفتشين منذ فبراير (شباط) من قبل الحكومة الإيرانية «ما يعرقل بجدية» أنشطة التحقق التي تقوم بها، بحسب تقرير صدر أخيراً. هناك مسألة أخرى عالقة، وتتمثل في وضع أربعة مواقع غير معلنة رصدت فيها مواد نووية، ما يطرح مشكلة أيضاً. وبحسب الوكالة، فإن معاملة المفتشين تثير قلقاً أيضاً، حيث تعرض عدد منهم «لتفتيش مبالغ به من قبل عناصر أمن». التقى غروسي الذي وصل مساء الاثنين إلى طهران، رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان. لكن بسبب نتيجة المشاورات، ألغى في اللحظة الأخيرة تصريحاً صحافياً كان مرتقباً مساء الثلاثاء عند عودته إلى مطار فيينا. وحذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قائلاً «نحن نقترب من النقطة التي لن أتمكن فيها بعد الآن من ضمان استمرارية المعلومات» حول البرنامج النووي الإيراني. لكن ذلك يشكل عنصراً أساسياً في الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني الذي أبرم عام 2015 في فيينا وباتت مفاعيله في حكم اللاغية منذ 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه أحادياً في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب وأعادت فرض عقوبات قاسية على إيران. وأتاح الاتفاق رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، مع برنامج تفتيش من الوكالة الدولية يعد من الأكثر صرامة في العالم. ورداً على العقوبات الأميركية، بدأت إيران عام 2019 بالتراجع تدريجياً عن تنفيذ العديد من التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق. وفي حين تتهم الدول الغربية إيران بـ«انتهاك» الاتفاق من خلال هذا التراجع، تؤكد طهران أن خطواتها «تعويضية» بعد الانسحاب الأميركي. وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن استعداده للعودة إلى الاتفاق، شرط عودة إيران للالتزام بالقيود المفروضة على برنامجها النووي.

 

ما خيارات واشنطن في حال انهيار المحادثات النووية مع إيران؟

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/24 تشرين الثاني/2021

قال مسؤولون وخبراء أميركيون سابقون إنه في الوقت الذي تستعد فيه إيران والقوى العالمية لاستئناف المفاوضات الأسبوع المقبل بشأن إحياء الاتفاق النووي، تناقش الولايات المتحدة وحلفاؤها بالفعل قائمة خيارات «الخطة ب» إذا انهارت المفاوضات. مع وجود فرص بعيدة لتحقيق انفراجة في المحادثات في فيينا، وفي ظل حقيقة أن إيران على خلاف مع مفتشي الأمم المتحدة النوويين، يواجه المسؤولون الأميركيون والأوروبيون مجموعة «قاتمة» من الخيارات - من العقوبات المشددة إلى العمل العسكري المحتمل - مع تقدم البرنامج النووي الإيراني إلى منطقة خطرة، وفقاً لتقرير لشبكة «إن بي سي نيوز». وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الشهر الماضي إن الولايات المتحدة «مستعدة للتحول إلى خيارات أخرى» إذا فشلت المفاوضات، وأوضحت إسرائيل أنها مستعدة للقيام بعمل عسكري إذا لزم الأمر لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية. وأوضح مسؤول أميركي سابق كبير مطلع على المناقشات: «هناك مجموعة متتالية من العواقب لكل هذا التراجع المقبل. أنا لا أرى كيف سيصل ذلك إلى نتيجة سعيدة». وفقاً لدبلوماسيين أوروبيين ومسؤولين وخبراء أميركيين سابقين، فإن الخيارات الممكنة تشمل:

* إقناع الصين بوقف واردات النفط من إيران.

* تشديد العقوبات؛ بما في ذلك استهداف مبيعات النفط للصين.

* السعي لإبرام اتفاق نووي مؤقت أقل طموحاً.

* شن عمليات سرية لتخريب برنامج إيران النووي.

* الأمر بضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية أو دعم العمل العسكري الإسرائيلي.

إذا فشلت المناقشة في فيينا، فقد يشبه الوضع قريباً المواجهة المتوترة بين الولايات المتحدة وإيران قبل الاتفاقية النووية لعام 2015، عندما فكرت إسرائيل بجدية في توجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية وفرضت واشنطن وأوروبا عقوبات صارمة على طهران، كما قال مسؤولون أميركيون سابقون. وأكد مسؤولون أميركيون سابقون أن البرنامج النووي الإيراني أكثر تقدماً بكثير مما كان عليه قبل 10 سنوات، مما يمنح واشنطن مجالاً أقل فيما يرتبط بنزع فتيل الأزمة.

يقول الخبراء إن إيران على بُعد ما بين أسابيع وشهرين من امتلاك ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي. عندما كانت إيران ملتزمة بالاتفاق النووي لعام 2015 الذي تفاوضت عليه إدارة باراك أوباما، كان وقت الاختراق يقدر بعام. قال إريك بروير، المسؤول الأميركي الكبير السابق الذي عمل في مجال الانتشار النووي في إدارتي دونالد ترمب وأوباما: «نحن الآن في مكان مختلف عما كنا عليه في منتصف وأواخر عام 2010». وأوضح المتحدثون باسم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أنهم ليسوا في حالة مزاجية لتقديم تنازلات، وهم يطالبون بضمانات بأن الولايات المتحدة لن تنسحب من الاتفاقية مرة أخرى، وهو ما يقول المسؤولون الأميركيون إنه مستحيل. كما دعت إيران إلى رفع جميع العقوبات الأميركية؛ بما في ذلك تلك التي لا تتعلق بالبرنامج النووي. وقال دبلوماسي أوروبي مطلع على القضية: «الإيرانيون لا يتفاوضون على العودة إلى الاتفاق... إنهم يحاولون إعادة التفاوض على الصفقة».

* استهداف شحنات النفط إلى الصين

أوضح دبلوماسيون أوروبيون ومسؤولون أميركيون سابقون أنه إذا وصلت المحادثات إلى طريق مسدودة، فقد تحاول إدارة بايدن تجنب إعلان «موت المناقشات»، وبدلاً من ذلك ستترك الباب مفتوحاً أمام مقترحات أخرى مؤقتة دون العودة الكاملة لاتفاق 2015. قد يكون أحد الاحتمالات صفقة مؤقتة، حيث يوافق كل طرف على اتخاذ خطوات متواضعة أو بشكل أساسي تجميد الوضع الراهن في انتظار التوصل إلى اتفاق مستقبلي. وقال بروير إن العنصر الحاسم في أي خطة بديلة «هو إبقاء الباب مفتوحاً للمحادثات... هذا هو الشيء الذكي الذي يجب القيام به». سيكون الدبلوماسيون الأميركيون متحمسين للإظهار لنظرائهم من روسيا والصين أن إيران - وليس الولايات المتحدة - هي المسؤولة عن أي انهيار في المفاوضات. قال مسؤولون أميركيون سابقون ودبلوماسيون أوروبيون إنه إذا خلصت موسكو وبكين إلى أن إيران غير مرنة، فإن ذلك سيساعد واشنطن في زيادة الضغط على إيران. رغم أن الصين لعبت دوراً بناء في المفاوضات التي أدت إلى اتفاقية 2015، فإنه ليس من الواضح ما إذا كانت بكين ستكون منفتحة على دعم الموقف الأميركي هذه المرة، لا سيما بالنظر إلى موقف الصين الأكثر حزماً تجاه الولايات المتحدة، حسبما قال مسؤولون سابقون. إذا انهارت المفاوضات، فإن إدارة بايدن ستبحث عن طرق لزيادة الضغط على طهران، التي من المرجح أن تشمل تضييق الخناق على مبيعات النفط الإيراني إلى الصين، التي زادت في الأشهر الأخيرة من العام الماضي، كما قال برايان أوتول؛ من «أتلانتيك كاونسيل». وقال أوتول، الذي عمل على سياسة العقوبات في وزارة الخزانة من عام 2009 إلى عام 2017: «إذا فشلت المحادثات؛ فسيكون ذلك من أول الأشياء التي سينظرون إليها». وأشار إلى أن إدارة بايدن ستحاول في البداية إقناع الصين بقطع واردات النفط من إيران، وإذا فشل ذلك؛ فقد تختار معاقبة شركة شحن صينية تشارك في شحنات النفط. وقال إن المسؤولين الأميركيين ربما يرغبون في تجنب استهداف البنوك الصينية الكبيرة.

 

واشنطن: لن نقف مكتوفي الأيدي إذا اقتربت إيران بشدة من صنع قنبلة نووية

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/24 تشرين الثاني/2021

قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران روب مالي إن الولايات المتحدة «لن تقف مكتوفة الأيدي» إذا اقتربت إيران بشدة من صنع سلاح نووي. وأضاف مالي في مقابلة بُثت مقتطفات منها اليوم الأربعاء قبيل استئناف المحادثات الهادفة لإحياء اتفاق 2015 النووي الأسبوع المقبل «إذا بدأوا الاقتراب بشدة (من صنع قنبلة نووية) فلن نكون على استعداد حينها للوقوف مكتوفي الأيدي». ولم يوضح مالي في المقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة التي بثت المقتطفات ماذا تعني «اقتربوا بشدة» ولم يورد تفاصيل عن الخيارا الأميركية في هذه الحالة. تأتي تصريحات مالي قبل أيام من جولة جديدة من المفاوضات، التي تهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015. وتنطلق الجولة في فيينا يوم الاثنين المقبل. وانسحبت الولايات المتحدة في عام 2018، وبشكل أحادي، من الاتفاق الذي كان من المفترض أن يمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، وفرضت واشنطن عقوبات جديدة على إيران. ونتيجة لذلك؛ توقفت إيران عن الالتزام بالشروط الفنية التي ينص عليها اتفاق فيينا 2015. ورغم ذلك، فإن الحكومة الإيرانية تعهدت مرات عدة بالعودة والامتثال للشروط الفنية إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على طهران.

 

قبل مفاوضات فيينا... إيران تعيد بناء قدراتها وإصرار إسرائيلي على وقف برنامجها النووي

«نيويورك تايمز»: واشنطن حذرت تل أبيب من النتائج العكسية لضرباتها ضد طهران

نيويورك: «الشرق الأوسط أونلاين»/24 تشرين الثاني/2021

حذرت الولايات المتحدة إسرائيل من أن هجماتها على منشآت إيران النووية قد تكون مرضية تكتيكياً، لكنها قد تأتي في النهاية بنتائج عكسية مع استعداد الإدارة الإيرانية الجديدة لأول مفاوضاتها النووية الدولية. وأشار تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، استناداً إلى العديد من المسؤولين المطلعين على المناقشات التي جرت وراء الكواليس، إلى أنه على مدار العشرين شهراً الماضية، اغتال عملاء المخابرات الإسرائيلية كبير علماء إيران النوويين وتسببوا بانفجارات كبيرة في أربع منشآت نووية وصاروخية إيرانية، على أمل شل أجهزة الطرد المركزي التي تنتج الوقود النووي وتأخير اليوم الذي قد تتمكن فيه حكومة طهران الجديدة من بناء قنبلة نووية. ولكن مسؤولي المخابرات الأميركية والمفتشين الدوليين يقولون، إن الإيرانيين أعادوا تشغيل المنشآت بسرعة، وغالباً ما ثبّتوا آلات جديدة يمكنها تخصيب اليورانيوم بوتيرة أسرع بكثير. على سبيل المثال، عندما انفجر مصنع ينتج أجزاء رئيسية من أجهزة الطرد المركزي في أواخر الربيع، ودمر الكثير من مخزون قطع الغيار والكاميرات وأجهزة الاستشعار التي ركبها المفتشون الدوليون، استؤنف الإنتاج بحلول أواخر الصيف. ووصف، مسؤول أميركي كبير ما فعله الإيرانيون بأنها «خطة طهران لإعادة البناء بشكل أفضل». ولفت التقرير إلى رفض المسؤولين الإسرائيليين الاستسلام ووقف عمليتهم لوقف برنامج إيران النووي، ورفضهم التحذيرات من أنهم ربما يشجعون على إعادة بناء متسارع للبرنامج، وهو إحدى القضايا التي تختلف فيها الولايات المتحدة مع إسرائيل حول فوائد استخدام الدبلوماسية بدلاً من استخدام القوة. وبحسب الصحيفة، يوجد مشاورات داخل البيت الأبيض في الأيام الأخيرة لاستكشاف ما إذا كان نوع من الاتفاق المؤقت ممكناً لتجميد إنتاج إيران مزيداً من اليورانيوم المخصب وتحويل هذا الوقود إلى شكل معدني. في المقابل، قد تخفف الولايات المتحدة عدداً محدوداً من العقوبات. وهذا لن يحل المشكلة. لكنها قد تكسب الوقت للمفاوضات، وربما يمنع التهديدات الإسرائيلية بقصف المنشآت الإيرانية. بينما يقول المسؤولون الأوروبيون، إنهم لا يريدون التفكير في «الخطة ب» إذا تطورت المواجهة، فإن مجموعة متنوعة من هذه الخطط - بدءاً من العزلة الاقتصادية إلى التخريب - كانت عنصراً أساسياً للاجتماعات في البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية، وفق التقرير. وعندما سئل الرئيس الأميركي جو بايدن عن مناقشات «الخطة ب» في مؤتمر صحافي قبل أكثر من أسبوعين، صمت بايدن للحظة، ثم قال «لن أعلق على إيران الآن». ولكن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال أفيف كوخافي، قد صرح هذا الشهر بأن «الجيش الإسرائيلي يسرّع الخطط العملياتية والاستعداد للتعامل مع إيران والتهديد العسكري النووي». وكانت إشارة إلى حقيقة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، نفتالي بنيت، قد سمح بمزيد من التمويل للتخطيط وممارسة الهجمات. وختم التقرير بقوله، إن مسؤولي إدارة بايدن قد يضطرون إلى الإعلان بأن البرنامج النووي الإيراني متقدم للغاية بحيث يتعذر على أي شخص العودة بأمان إلى اتفاقية 2015. قال روبرت مالي، المفاوض الرئيسي بشأن الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، في إفادة الشهر الماضي «هذه ليست ساعة كرونولوجية، إنها ساعة تكنولوجية». وأضاف «في مرحلة ما، سيكون الاتفاق قد تآكل كثيراً لأن إيران ستحقق تقدماً لا يمكن التراجع عنه، لا يمكنك إحياء جثة ميتة».

 

نائب وزير الخارجية الإيراني يبحث علاقات بلاده مع الإمارات في أبوظبي

أبوظبي: «الشرق الأوسط أونلاين»/24 تشرين الثاني/2021

التقى الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، اليوم (الأربعاء)، وبحضور خليفة شاهين المرر؛ وزير الدولة، علي باقري كني نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، وذلك خلال زيارة يجريها إلى الإمارات. وتناول اللقاء العلاقات بين البلدين، وأكد الجانبان على أهمية تعزيزها على أساس حسن الجوار والاحترام المتبادل في إطار المصالح المشتركة، والعمل على تحقيق مزيد من الاستقرار والازدهار في المنطقة، وتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الجارين. كما تناول اللقاء التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 

إسرائيل تعلن توقيع مذكرة تفاهم دفاعية مع المغرب

تل أبيب: «الشرق الأوسط أونلاين»/24 تشرين الثاني/2021

قال متحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية إن وزيرين مغربي وإسرائيلي وقعا مذكرة تفاهم دفاعية في الرباط، اليوم (الأربعاء)، الأمر الذي يمهد الطريق للمبيعات العسكرية والتعاون العسكري بينهما بعد أن رفع البلدان مستوى علاقاتهما الدبلوماسية في العام الماضي، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. وقال مصدر أطلع على مذكرة التفاهم إنها لا تتضمن اتفاقات دفاعية محددة لكنها تقدم إطار عمل قانونيا وتنظيميا لعقد مثل تلك الاتفاقات في المستقبل. ووصل وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، ليل أمس (الثلاثاء)، إلى الرباط في زيارة هي الأولى لوزير دفاع إسرائيلي إلى المغرب وترمي لتعزيز التعاون الأمني بين البلدين بعد نحو عام على تطبيع علاقاتهما. وقال غانتس قبيل إقلاع طائرته من مطار بن غوريون في تل أبيب «ننطلق بعد دقائق في رحلة تاريخية مهمة إلى المغرب تكتسي صبغة تاريخية، كونها أول زيارة رسمية لوزير دفاع إسرائيلي لهذا البلد»، وأضاف: «سوف نوقع اتفاقيات تعاون ونواصل تقوية علاقاتنا. من المهم جداً أن تكون هذه الزيارة ناجحة». وتهدف هذه الزيارة إلى «وضع الحجر الأساس لإقامة علاقات أمنية مستقبلية بين إسرائيل والمغرب»، بحسب ما أوضح مسؤول إسرائيلي، مشيراً إلى أنّ اتفاق إطار سيتم توقيعه في هذا الصدد، وأضاف: «كان لدينا بعض التعاون، لكننا سوف نعطيه طابعاً رسمياً الآن. إنه إعلان علني عن الشراكة بيننا»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وكان البلدان أقاما علاقات دبلوماسية إثر توقيع اتفاقات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.

قبل أن تقطعها الرباط بسبب قمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000. وفي أواخر العام الماضي استأنف البلدان علاقاتهما الدبلوماسية، وكانت المملكة بذلك رابع بلد عربي يطبع علاقاته مع إسرائيل في 2020 برعاية أميركية، بعد الإمارات والبحرين والسودان. وتأتي زيارة غانتس إلى المغرب بعد ثلاثة أشهر على إعلان البلدين الاتفاق على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما من مكتبي اتصال إلى سفارتين أثناء زيارة وزير خارجية إسرائيل يائير لبيد إلى المملكة. والشهر الماضي أيضاً أعلنت شركة راتيو بيتروليوم الإسرائيلية توقيع شراكة مع الرباط لاستكشاف حقول غاز بحرية قبالة ساحل الداخلة بالصحراء المغربية. وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين ونظيره المغربي ناصر بوريطة خلال لقائهما، الاثنين، بواشنطن على أهمية «التعميق المستمر» للعلاقات بين المغرب وإسرائيل.

 

واشنطن تجدد دعمها مبادرة الحكم الذاتي المغربية لحل نزاع الصحراء

الرباط: «الشرق الأوسط»/24 تشرين الثاني/2021

جددت واشنطن، مساء أول من أمس، تأكيد دعمها المبادرة المغربية للحكم الذاتي بوصفها «حلاً جاداً وذا مصداقية وواقعياً» من أجل الطي النهائي لنزاع الصحراء. وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في بيان صدر عقب اللقاء، الذي جمع في واشنطن بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن: «إننا مستمرون في اعتبار المخطط المغربي للحكم الذاتي جاداً، وذا مصداقية وواقعياً». وأعرب الطرفان من جهة أخرى عن «دعمهما» المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، في مهمته لقيادة العملية السياسية المتعلقة بالصحراء، والتي تجري تحت رعاية الأمم المتحدة. وأضاف البيان أن الوزيرين أكّدا «دعمهما الثابت» لدي ميستورا، الذي تنتظره مهمة تفاوضية صعبة. وجرى خلال هذا اللقاء، أيضاً، التركيز على الاتفاق الثلاثي «المهم جداً»، الذي أبرم بين الولايات المتحدة والمغرب وإسرائيل، والذي كرس الاعتراف الأميركي بسيادة المملكة الكاملة على الصحراء. وأبرز برايس أن بوريطة وبلينكن «أشادا بالذكرى الأولى للإعلان المشترك بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، التي تصادف 22 ديسمبر (كانون الأول)»، مذكراً بأن الشراكة الثنائية «طويلة الأمد متجذرة في المصالح المشتركة من أجل السلم والأمن والازدهار الإقليمي». يذكر أنه في عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، اعترفت الولايات المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) 2020 بسيادة المغرب على الصحراء، مقابل إعادة المغرب علاقاته مع إسرائيل.

ولم تغير إدارة جو بايدن موقفها من الاتفاق الثلاثي، بل التزمت به. في غضون ذلك، أكد الجانبان الأميركي والمغربي كذلك على أهمية «التعميق المستمر» للعلاقات المغربية - الإسرائيلية. وجاء لقاء الوزيرين الأميركي والمغربي في واشنطن قبل يومين من زيارة غير مسبوقة بدأها أمس للرباط وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس. إلى ذلك، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إلى أن «الوزير بلينكن أكد أن الشراكة الثنائية طويلة الأمد ومتجذرة في المصالح المشتركة»، مضيفاً أن اللقاء شكل مناسبة للجانبين لاستعراض «سلسلة من القضايا الإقليمية». وأشاد رئيس الدبلوماسية الأميركية في كلمة مقتضبة، قبل بدء لقائه مع بوريطة، بالشراكة «القوية وطويلة الأمد» بين الولايات المتحدة والمغرب، مجدداً التأكيد على إرادة بلاده في تعزيزها أكثر. وقال بلينكن بهذا الخصوص: «تجمعنا شراكة طويلة الأمد مع المغرب، ونرغب في تعزيزها وتعميقها». من جانبه، سلط وزير خارجية المغرب الضوء على «العلاقات العريقة ومتعددة الأبعاد التي تجمع البلدين»، مشيراً إلى «أهمية زيادة توطيدها في مواجهة التحديات المشتركة، تماشياً مع رؤية الملك محمد السادس». وقال بوريطة في هذا السياق: «تجمعنا شراكة طويلة الأمد، وقد حان الوقت لإغنائها بشكل أكبر، وإثراء حوارنا الاستراتيجي، وتعاوننا العسكري، والدفاع عن مصالحنا وقيمنا في العالم». وبهذه المناسبة، تطرق الوزير بوريطة لسلسلة من التحديات المشتركة بين البلدين؛ بما في ذلك التغيرات المناخية، والتطرف، والسلم والأمن، بوصفها رهانات «تعطي أهمية أكبر لهذه العلاقة».

 

الرئيس التركي يستقبل ولي عهد أبوظبي في أول زيارة منذ سنوات

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/24 تشرين الثاني/2021

استقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في أنقرة اليوم (الأربعاء)، الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقال مسؤولان تركيان، حسب «رويترز»، إن تركيا والإمارات تستهدفان التوصل إلى صفقات استثمارية خلال زيارة ولي عهد أبوظبي.

وتأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى تركيا، وهي أول زيارة من نوعها بين الجانبين منذ سنوات. تلبية لدعوة إردوغان، وأفاد مكتب دائرة الاتصال بالرئاسة التركية أنهما سيبحثان العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، والخطوات اللازمة لتطوير التعاون بين البلدين، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية الحالية بحسب وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية.

 

أردوغان وولي عهد أبوظبي يتفقان على تعزيز أمن المنطقة واستقرارها/صندوق إماراتي بـ 10 مليارات دولار للاستثمار في تركيا

أنقرة، عواصم – وكالات/24 تشرين الثاني/2021

 بصندوق بقيمة عشرة مليارات دولار وحزمة من الاتفاقات الثنائية في مجالات الطاقة واستثمارات التكنولوجيا والموانئ البحرية واللوجيستيات، أعاد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد الدفء إلى العلاقات الإماراتية التركية بعد طول فتور، خلال زيارته التاريخية التي قام بها إلى انقرة أمس، وبحث خلالها مجمل التطورات الإقليمية والدولية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأعلنت الإمارات تأسيس صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا، حيث ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” أن الصندوق سيركز على الاستثمارات الستراتيجية، وعلى رأسها القطاعات اللوجستية ومنها الطاقة والصحة والغذاء، بينما أكدت وكالة “الأناضول” التركية أن أردوغان والشيخ محمد حضرا مراسم توقيع عدد من الاتفاقات، منها مذكرة تفاهم للتعاون الثنائي بين البنك المركزي التركي ونظيره الإماراتي، وشراكات بين بورصات الدولتين وصناديق الثروة السيادية ومجالات الصحة والطاقة. وبحث الرئيس التركي وولي عهد أبوظبي، العلاقات الثنائية وسبل فتح آفاق جديدة للتعاون والعمل المشترك بين البلدين، في جميع المجالات التي تخدم مصالحهما المتبادلة، إضافة إلى مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين. وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام)، إن أردوغان رحب بزيارة الشيخ محمد بن زايد إلى تركيا ضيفا كريما على بلاده، معربا عن ثقته بأن الزيارة تمهد لمرحلة جديدة مزدهرة وواعدة من العلاقات والتعاون الذي يصب في مصلحة البلدين وشعبيهما والمنطقة. وأعرب الشيخ محمد بن زايد عن سعادته بزيارة تركيا ولقائه أردوغان، ونقل إليه تحيات الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، وتمنياته لبلده وشعبه الصديق دوام الاستقرار والازدهار. واستعرض ولي عهد أبوظبي والرئيس التركي فرص تعزيز آفاق التعاون بين البلدين، خصوصا في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والتنموية وغيرها من المجالات التي تدفع عملية التنمية والتقدم في البلدين. وتبادل الجانبان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مؤكدين أهمية تعزيز ركائز الأمن والسلام والاستقرار والتي تشكل القاعدة الأساسية لانطلاق التنمية والبناء والمضي نحو المستقبل المزدهر الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة. وكان أردوغان استقبل ضيفه في مطار أنقرة، ثم توجها إلى القصر الرئاسي، حيث جرت للشيخ محمد بن زايد مراسم استقبال رسمية لدى وصول موكبه إلى مجمع القصر الرئاسي، ترافقه مجموعة من الخيالة ترفع أعلام البلدين، ثم توجه الشيخ محمد بن زايد والرئيس التركي إلى منصة الشرف، حيث عزف السلام الوطني للبلدين، وأطلقت المدفعية 21 طلقة واصطفت ثلة من حرس الشرف، وتبادل الشيخ محمد بن زايد التحية والترحيب مع مستقبليه من الوزراء وكبار المسؤولين في تركيا، فيما رحب الرئيس التركي بالوفد المرافق لولي عهد أبوظبي، وتوجها لإجراء محادثات، ركزت على العلاقات الاقتصادية والمستجدات الإقليمية. بدوره، وصف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو المحادثات بين أردوغان والشيخ محمد بن زايد بأنها كانت مثمرة جدا، مؤكدا أنه يعتزم زيارة أبوظبي في ديسمبر القادم. كما أكد مصدران أن محافظ البنك المركزي التركي شهاب قوجي أوغلو، اجتمع مع مسؤولين إماراتيين في مقر الرئاسة التركية لإجراء محادثات أولية بشأن اتفاق مبادلة محتمل.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ألفاريز تهدّد بوقف العقد: مصرف لبنان لا يتعاون

غادة حلاوي/نداء الوطن/24 تشرين الثاني/2021

حرب نكايات بين الحكم والحاكم

من المقرر ان يزور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يرافقه وزير المالية يوسف خليل قصر بعبدا للاجتماع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. هدف الاجتماع او موضوعه الرئيسي هو التدقيق الجنائي بعد تهديد شركة "الفاريز اند مرسال" وقف عملها والانسحاب من الاتفاق الموقع بينها وبين الدولة اللبنانية، لاعتراضها على تعاطي حاكم مصرف لبنان واتهامه بحجب المعلومات المطلوبة للمرة الثانية على التوالي. وردّاً على ما كشفته «نداء الوطن» أمس بهذا الشأن، أصدر مصرف لبنان بياناً توضيحياً حول التدقيق الجنائي، أكد فيه "المنحى الإيجابي في التعاطي مع شركة ألفاريز أند مارسال"، قائلاً ان "مصرف لبنان يقوم حالياً بدارسة هذه الملاحظات وتقديم الإيضاحات المطلوبة بغية تذليل أي عقبات قد تعترض قيام شركةA&M بمباشرة أعمالها". سارداً بالتواريخ الخطوات التي قام بها مصرف لبنان والتي خلت من اي اشارة الى تسليم الشركة اية معلومات لغاية اليوم.

يؤكد صدور بيان سلامة وجود خلاف بين الشركة ومصرف لبنان، وقد جاء بمثابة الرد على تهديدات الشركة لكنه يقر ان عملية التدقيق الجنائي لم تبدأ بعد اي ان مصرف لبنان لم يلبِّ حاجات الشركة، مخالفاً بذلك تعهداته بالتعاون بدليل ما ابلغته الشركة للمعنيين بأنها لم تتسلم الا داتا مجتزأة، ولم يسمح لها بالاطلاع على اكثر مما يرتئي الحاكم الكشف عنه وهو لم يفِ بالغرض المطلوب.

وفي الوقائع فقد هددت الشركة وزير المالية صراحة بوقف العمل نهائياً في حال لم يسلم مصرف لبنان الداتا المطلوبة. ما وضع وزير المالية في حيرة بين تسهيل عمل الشركة والاستجابة لاستفساراتها ومراعاة حاكم مصرف لبنان.

وفق ما قالت الفاريز فان سلامة سلمها داتا لا تفي بالغرض بعد ان قام مسبقاً بعملية "تصفية" للمعلومات قبل تسليمها بما جعلها غير ذي جدوى بالمفهوم المطلوب لعملية التدقيق. منذ انطلاق عملها مجدداً لم تكن العلاقة سليمة بين الشركة وسلامة، الذي كان مستغرباً لدى البعض، كيف رفض تخصيص مكتب لعملها في مصرف لبنان وفق ما هو مفروض بل خصص مكتباً لها في وزارة المالية. حجب مصرف لبنان وفق مصادر معنية بالملف الداتا ورفض دخول مسؤوليها المكاتب والاطلاع على حسابات المصارف، ولم يسلم كلمة المرور للحواسيب التي تحفظ المعلومات، واعداً بمنح الشركة ما تريد من معلومات والاجابة عن اية استفسارات، ما فهم على انه محاولة متكررة للتهرب من عملية التدقيق الجنائي خاصة وان سلامة ابلغ مسؤولين كباراً في الدولة ورؤساء كتل نيابية، ان لبنان ليس بحاجة الى مفاوضات مع صندوق النقد وانه يملك القدرة على اجتراح الحلول في ما لو اطلقت يداه وصار بامكانه الاستفادة من ممتلكات الدولة. تعاطي سلامة أكد لمصادر متابعة للملف انه لا يزال محمياً من المنظومة السياسية غامزة من قناة وزير المالية الذي لا يزال يتصرف بذهنية مستشار الحاكم او الموظف لديه، بدل ان يفرض عليه التعاون مع الشركة لإنجاح عملية التدقيق الجنائي. دون ان يفوت المصادر الاشارة الى انه لم يزل هناك من لا يريد تسجيل اي انجاز في عهد عون ويعمل على افشال التدقيق الجنائي.

فهل سنشهد قريباً نهاية للتدقيق الموعود خاصة وان المعلومات تقول ان تهديد الشركة جدي هذه المرة لانها لن تقبل الفشل والمس بسمعتها، وصار مسؤولو الشركة على قناعة بوجود جهات لا تريد التعاون وتضع العراقيل، ما كان سبباً لابلاغ وزير المالية جدياً الرغبة بوقف العمل بالعقد الموقع مع الدولة اللبنانية. هذا الموضوع بكامل تفاصيله سيكون حاضراً خلال اجتماع بعبدا. والمعلوم ان رئيس الجمهورية يعتبر التدقيق الجنائي خطاً احمر ويصر على انجازه ليكون الانتصار الذي يتحقق في عهده. ومعنى العرقلة ان سلامة قرر فتح معركة كبرى في مواجهة عون وانعكاس ذلك على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، خصوصاً بعد كل التقارير التي وضعهتا "لازارد" وغيرها، وتتحدث عن ضرورة التدقيق المالي الجنائي كشرط من شروط الاصلاح المطلوب لجلب المساعدات. واذا ما كانت الشركة فعلاً بوارد الاعتذار عن استكمال العمل بالعقد الموقع معها فمن سيتحمل العواقب؟ المشككون بنوايا الحاكم المركزي لا يفوتهم التذكير بتعاطيه غير المتعاون، ويذكّر هؤلاء بما سبق وقاله له مسؤول صندوق النقد سابقاً: "انت مفلس ولا توجد معلومات وما تقوم به جريمة بحق شعبك". فهل سيكون البلد امام معضلة جديدة عنوانها التدقيق الجنائي مجدداً، وهل صحيح ما يراه كثيرون من ان سلامة ما عاد يعير اعتباراً للمسؤولين في الدولة في ظل غياب الحكومة وتعذر محاسبته او اقالته، بعدما فشل طرح سلة التعيينات الادارية التي كان يفترض ان يكون تعيين البديل عنه من ضمنها؟ الاوضاع بالغة التعقيد وسط المؤشرات التي توحي بأن سلامة ليس بوارد التعاون مع العهد وان معركة النكايات بينه وبين عون ومن خلفه رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل تكمل طريقها، وسط اتهام للحاكم بالعمل على سد ديون المركزي من اموال المودعين وتحقيق انجاز جديد على حسابهم.

 

الدكوانة الستينات: طيف اغتيالات وأحزاب قديمة

محمد أبي سمر/المدن/24 تشرين الثاني/2021

لماذا نروي، في هذا الحاضر المبتور، المستنقع والمتحلل، شهادات عن الماضي البعيد، وسير أشخاص وتجاربهم في ذاك الماضي المنقطع عن زمننا الكئيب هذا؟ ألنفهم الماضي المنطوي والمنسي، أم لنفهم حاضرنا المقيم أو الواقف، كأنه لا ينقضي في استقباله الكارثة؟

ربما نروي لننسى هذا الحاضر. وربما لنستعيد ماضيه، واكتشاف صلة ما بين الماضي ذاك وحاضرنا الخاوي والمتبلِّد. وقد تكون القطيعة والضيق بها في هذه الهوة، هما الباعث على الاستعادة والرواية. والقطيعة تشمل الزمن والاجتماع والسياسة ونمط العيش، لكنها قد تكون في أساسها قطيعة في الذاكرة وبين أجيال. واليوم نُسي في لبنان مثلًا الكلام الذي كان شائعًا في التسعينات عن جيل أو أجيال الحروب الأهلية (1975–1990). وعشية سقوطنا في الهوة الحاضرة في 2019، راج كلام عن تحميل مسؤوليته للثلاثين سنة الماضية، التالية للحروب التي نُسيت غالبًا، وبُرِئت من المسؤولية عن السقوط المقيم.

هذه الرواية-الشهادة عن شذرات من الاجتماع والسياسة في ضيعة الدكوانة الساحلية شمال شرق بيروت، تعود إلى زمن سابق على حروبنا الأهلية، وتمهد لبواعثها، وتحاول استقراء طيف حاضرنا فيها. وهي تروي تفاصيل صغيرة هاربة عن تكون وعي فردي اجتماعي وسياسي لراويها، كما عاش تلك التفاصيل في طفولته وصباه وشبابه لعشرين سنة سبقت الحروب الأهلية في لبنان. وهنا الشهادة–السيرة في صيغة المتكلم.

أحوال أجيال ثلاثة

غادر من صار والدي موطنَه الأول وأهله الموارنة في قرية من قرى جرود جبيل، مطالع أربعينات القرن العشرين. وربما سنة 1943، بعد دخوله سلك شرطة بيروت، فنزل وأقام في ضيعة الدكوانة الساحلية، ثم توطّن بعد زواجه صبيّة من عائلاتها المحلية، وكان والدها صاحب فرن في الضيعة.

وأنا صغير الأسرة وأبنائها الثلاثة، ولدتُ سنة 1952 في الدكوانة، وفيها نشأت وتعلمّت المرحلة الابتدائية في واحدة من مدارسها الرهبانية، والمتوسطة في مدرسة مماثلة في الأشرفية. أما مرحلة التعليم الثانوي فأنجزتها في ثانوية فرن الشباك الرسمية الجديدة بعين الرمانة، والمستمد اسمها الشائع من الكنية العائلية لمديرها الأول شفيق سعيد، الذي كان يُقال إنه يميل إلى حزب الكتلة الوطنية وعميدها ريمون إده. وسنة 1970 بدأت دراسة طب الأسنان في جامعة القديس يوسف على طريق الشام ببيروت، وتخرجت منها سنة 1975. وكان أخي البكر قد سبقني في دراسة الطب في الجامعة إياها، فيما أنجزت شقيقتي دراستها الجامعية وعملت في سلك التعليم. كان جدي لوالدي قد هاجر في شبابه -ربما مطلع القرن العشرين– إلى الأرجنتين، فعاد منها بمبلغ من المال استثمره في شراء أملاك زراعية في قريته الجردية، وتزوج وأنجب فيها أبناءه السبعة. وحده والدي من إخوته حظي بوظيفة حكومية أو رسمية، وأقام قريبًا من مدينة بيروت. أما إخوته فغادروا قريتهم في جرود جبيل إلى جونية على ساحل كسروان، وأقاموا فيها وتوطنوا وعملوا في مهن حرة، فأنشأوا ورشًا لإصلاح السيارات، وصاروا في جونية من كبار محترفي هذه المهنة التي ورثها عنهم أبناؤهم، من دون أن يصل معظمهم إلى مرحلة التعليم الثانوي. وبعضهم عمل في مطاعم بجونية وكازينو لبنان.

أكسبت والدي وظيفتُه طبعًا عسكريًا، فوقف للدولة ومؤسساتها ولاءه كله، ونفر من الأحزاب والتحزُّب. حتى أنه في طفولتنا وصبانا منعنا، نحن أبناؤه الثلاثة، من التطوُّع في أفواج الكشافة المدرسية أو في فرسان السيدة العذراء، لأنه كان يرى في ذلك أننا ننخرط في تنظيم أو منظمة، أيُّ منها كان يثير ريبته وتوجُّسه. ولا أزال أتذكر صورة للواء الرئيس فؤاد شهاب علقها، ربما قبل سنة 1958، على جدار في صدر صالون منزلنا في الدكوانة، ثم استبدلها بصورة لشارل الحلو، غداة انتخابه رئيسًا للجمهورية خلفًا لشهاب، سنة 1946. وهذا ما كان يحدث في الدوائر والمؤسسات الحكومية.

الدكوانة المحلية والوافدون

صور الدكوانة المقيمة في وعيي طفلًا وصبيًا، هي صور ضيعة ريفية ساحلية، كان يسميها أهلُها أو سكانها المحليون "الأصليون" الضيعة. لكن هذه التسمية لم تكن تتردد على ألسنة سكانها الجدد المسيحيين، الوافدين إليها في الأربعينات والخمسينات من أرياف مسيحية، كالقاع وبشري ودير الأحمر ورأس بعلبك. وقد أقام الوافدون في رأس الدكوانة، أو أعاليها الأقرب من الدكوانة الضيعة في الأسفل، إلى تل الزعتر ومخيمها الفلسطيني، وإلى المكلس، حيث نشأت معامل ومصانع وتكاثرت، فأستقطبت اليد العاملة الجديدة الوافدة. أما بيت أسرتنا فكان في الضيعة، لأن والدي الوافد إليها منفردًا في الأربعينات، توظّف في سلك حكومي، وتزوج صبية من سكانها "الأصليين"، وكان شقيقها من وجوه الدكوانة وعضوًا في مجلسها البلدي. ولربما في الخمسينات استقدمت السلطات الرسمية جماعة من العرب السنّة، المعروفين بعرب المسلخ، فأسكنتهم ووطّنتهم في رأس الدكوانة. وقد جرى تهجيرهم منها إلى ساحل خلدة على تخوم بيروت الجنوبية في بدايات الحروب الأهلية المعروفة بحرب السنتين (1975 – 1976). وسرعان ما تقاطرت وفادة المهاجرين الشيعة الجنوبيين إلى رأس الدكوانة للعمل في مصانعها المتكاثرة، وحيث كانت كلفة السكن أدنى منها في الدكوانة الضيعة، لكن نوعيته أفضل أو أرقى من ما هو عليه في النبعة وعلى تخوم تل الزعتر. أما سن الفيل الضيعة فكانت أرقى من الدكوانة ورأسها. وكانت الولاءات العائلية هي الأقوى والأفعل، ومدار التعارف والعلاقات في مجتمع الدكوانة المحلي. وعائلة بو عبود كانت الأكبر عددا ًوالأوسع نفوذًا، تليها عائلات صغرى فأصغر، وأقل نفوذًا. وتتقاطع هذه الولاءات وتتداخل مع انتماءات وميول حزبية كانت سائدة في المجتمع المسيحي: الكتائب اللبنانية، الوطنيون الأحرار أو الشماعنة، والكتلة الوطنية الإدّوية. وسوى ذلك لم يتردد في ذاكرة صباي عن الأحزاب والحزبية في الدكوانة، سوى صور وأصداء كلمات غائمة عن شخصين من جيل والدي، كان يُقال إنهما متحزبان لأنطون سعادة السوري القومي، وغالبًا ما يمكثان ويتحادثان في ساحة الدكوانة. وكذلك صورة عن شخص ثالث كان أهل الضيعة يسخرون منه بتسميتهم إياه جورج ستالين، لأن والده كان محازبًا شيوعيًا.

طيف القتل والسياسة

ومن حوادث ذاكرتي الشخصية عن السياسة في صباي بمدرسة رهبانية في الأشرفية، لا أذكر سوى حادثتين طيفيتين: فتىً دخل إلى ملعب المدرسة صباحًا، وراح يردد قائلًا: قتلوا جون كنيدي، قتلوا جون كنيدي. وكان ذلك سنة 1963. والحادثة الطيفية الثانية تعود إلى أستاذ في مدرستي لما أعطاني قطعة نقدية في فرصة الساعة العاشرة، وأرسلني لأشتري له جريدة. وعلمت آنذاك أن كامل مروة قد قتل أيضًا. وحدث ذلك سنة 1966. وإلى حادثتي القتل السياسي هاتين، أتذكر أن أهالي الدكوانة ورأسها المسيحيين، أفرحتهم هزيمة العرب وانتصار إسرائيل عليهم في حرب حزيران 1967. وكنت آنذاك قد صرت طالبًا في "ثانوية سعيد" الرسمية بعين الرمانة، وكان المناخ الطلابي فيها صاخبًا سياسيًا، فبدأتْ السياسة تتسلل غائمة ملتبسةً، وعلى نحو "أخلاقي" أو "وجداني" إلى وعيي المراهق في مطلع شبابي، عندما كنت أميركيَّ الميل والهوى، كسائر معظم الفتيان والشبان المسيحيين. وكانت هذه حالي إبان الهجوم العسكري الكبير على فيتنام سنة 1968. لكني أثناء وقوفي مستمعًا إلى جدالات ومناقشات صاخبة بين أقراني الطلاب في الثانوية، لم أدرك لماذا أحسستُ أنني أميل ميلًا غامضًا ومكتومًا إلى الشعب الفيتنامي، من دون أن أتخلى عن تأييدي أميركا وميلي إليها. وتزامن ذلك مع تأسيس مصلحة طلاب الكتائب في الدكوانة، وإقدام خوري كنيستها على السماح للطلبة الكتائبيين في الضيعة باتخاذ مقر نادي السان جورج الملحق بالكنيسة، مقرًا لاجتماعاتهم ونشاطاتهم. كان الخوري يميل إليهم، والنادي الذي كان لجميع شبان الدكوانة، بصرف النظر عن ميولهم الحزبية، صار ملحقًا بمصلحة طلاب الكتائب. وهذا ما حمل الشبان والطلاب غير الكتائبيين، ومنهم محازبي الكتلة الوطنية، على معارضة الاستيلاء الكتائبي على النادي. ووجدتُني أميل، بلا سبب واضح ومن دون سابق تصور وتصميم، إلى الكتلويين، الذين قد يكون ميلي إليهم مردّه إلى طرحهم فكرة التصويت، ليعود لمن يفوز فيه بالأكثرية القرار في مصير النادي. وانتهى التصويت وفوز الكتلويين بالأكثرية، فأدى ذلك إلى عراك بين الطرفين في النادي، لكن الخوري تمكن من لفلفة تلك الحادثة. (يتبع)

 

هواجس السنة الأخيرة للعهد: خروج الحريري وبقاء عون

هيام القصيفي/الأخبار/24 تشرين الثاني/2021

دخل رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس سعد الحريري معاً في التسوية الرئاسية التي خرج منها الأخير في منتصف الولاية، وقد تكون خطوته التالية الخروج من الحياة السياسية، في وقت يرسم فيه عون سنته الأخيرة بمزيد من التمسّك بها.

رغم تكرار الكلام السعودي عن عدم الاهتمام بالوضع اللبناني، إلا أن العارفين بما يدور في بعض الدوائر السعودية يردّدون، باستمرار، كلاماً عن رغبة لدى الرياض، عشية الانتخابات النيابية، في استعادة مشهد التحالفات بين أصدقائها في لبنان. وهؤلاء الحلفاء هم، بطبيعة الحال، تيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي. الاشتراكي والقوات باتا على أهبة صوغ تفاهمات انتخابية، تنطلق من واقع انسجام القاعدة الاشتراكية مع فكرة التفاهم مع القوات بدل الالتقاء مع التيار الوطني الحر. فيما ينتظر المستقبل حسم الرئيس سعد الحريري خياره، وسط تساؤلات عن موقف الرياض من احتمال عزوفه عن خوض الغمار السياسي والانتخابي، رغم معرفته بموقف الرياض الميّال الى تفاهمات تعيد التذكير بحلف عامَي 2005 و2009، وهذا ما يُحتمل أن يزيد أعباءه الكثيرة ومتاعبه معها.

لكن الانتخابات والتحالفات، على أهميتها، تبقى واحداً من متفرعات الأزمة الأساسية التي أفرزت في السنة الأخيرة من العهد مشهداً معبّراً في دلالاته. فما قد يقوم به الحريري من خطوة حاسمة في تاريخ الإرث السياسي، بعزوفه عن الترشح واعتزال العمل السياسي، يأتي في وقت يطرح فيه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون استكمال عمله حتى ما بعد انتهاء ولايته، فيرسم معالم السنة الأخيرة وما بعدها، وكأنه لا يزال في أوج صعوده السياسي. وفي هذه المقارنة يكمن الكثير من المفارقات بين الرجلين. فالحريري وريث مرحلة سياسية وعائلية، لا يترك خليفة له بالمعنى المباشر لتولّي إرثه السياسي، بل يتخلّى عن مرحلة حافلة بالنجاحات والإخفاقات لمصلحة الابتعاد عن كل ما أفرزته سنوات 2005 وما تلاها من تحالفات وخصومات. فيما عون الآتي من خارج النادي والوراثة العائلية، لا يرغب في الخروج «المبكر» من الحياة السياسية، واضعاً في الوقت ذاته معالم المرحلة المقبلة، ومحدداً بدقة وراثته، وغير متردد في التمسك بها والعمل لأجلها، من دون الأخذ في الاعتبار أيّاً من التحديات التي قد تواجهه. وهذه السلوكيات المختلفة في العمل السياسي، ستجعل من احتمالات خروج الحريري من المشهد السياسي وبقاء عون فيه، أكثر انتظارات العهد في سنته الأخيرة، لأن في الحدثين تحديات وهواجس من تداعيات لن تكون سهلة على المستوى الطائفي والوطني.

ففي خروج الأول، تُطرح سلّة استحقاقات تتعلّق بالطائفة السنية أولاً وأخيراً، لجهة تحديد الخلافة السياسية بعدما سيطرت عائلة الحريري على الواقع السني منذ التسعينيّات، وصنعت سياسيين ومستشارين ونواباً ووزراء وأمنيين، وأطفأت بريق آخرين. وسيؤثر في وضعية تيار المستقبل وقاعدته من الشمال الى بيروت والبقاع ووراثتها السياسية في غياب زعامته، علماً بأن لوائح المرشحين كثيرة، لكن المشكلة أن الزعامات لا تولد فجأة وتحتاج إلى الكثير من المال والدراية والوقت. وكذلك في انفلاش القوى السنية الموالية لقوى الثامن من آذار، ومن ثم في الاتجاهات التي سيسلكها حلفاء الحريري، السابقون والحاليون، في تعاطيهم مع مثل هذا الاحتمال. وهذه التحديات ليست قليلة، لأنها ستضع الجميع أمام مرحلة حساسة، ولا سيّما أن خطوة الحريري، إذا حصلت، ستتم قبل استحقاق الانتخابات المصيرية لمعارضي العهد وحزب الله. والأشهر الفاصلة عن الانتخابات لا تكفي لبناء قيادات جديدة والعمل على استنهاض شارع سنّي مع كل تحالفاته من أجل خوض الانتخابات وتحقيق إنجازات يمكن الاعتداد بها. في المقابل، فإن أي كلام يفهم منه أن عون قد يبقى متصدّراً المشهد السياسي، من شأنه قلب موازين الواقع المسيحي، ويعيد عملانياً التشنّجات إلى الأرض. وبحسب معلومات، فإن مراجع دينية ناقشت مع شخصيات معروفة، نيابية وقيادية، الخيارات التي يمكن أن يلجأ إليها عون بعد انتهاء ولايته. ومجرد نقاش الاحتمالات أمر يثير القلق، لأن أي تلميحات يجري الحديث عنها من الآن تفتح الأبواب أمام سلوكيات غير سويّة، وخصوصاً أن تجربة الثمانينيّات أثمرت ردود فعل على مستوى علاقة العونيين حينها ببكركي، وما ارتكب في حق البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، فضلاً عن الصراع الدموي مع القوات اللبنانية. وإذا كانت بكركي ترفض دوماً خروج رئيس الجمهورية تحت وطأة الضغط الشعبي أو استقالته، إلا أن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي سيجد حكماً نفسه في صف المواجهة حيال أي خطوات تعتبرها بكركي غير دستورية. هذا عدا عن ردة فعل كل القوى المناوئة لعون داخل الشارع المسيحي. والمفارقة في كل ما يجرى الحديث عنه من احتمالات على مستويَي عون والحريري، أنها تحمل الكثير من بالونات الاختبار، لكنها تحمل كذلك حقائق جدية، وخطورتها أنها بدأت تظلّل الانتخابات النيابية التي قد تكون الضحية الأولى لها... في انتظار أن تقول الأطراف الأخرى كلمتها في ما يرتسم في أفق السنة الأخيرة.

 

حكاية الحزب مع أردوغان: من الغرام إلى الانتقام

سامر زريق/أساس ميديا/الخميس 25 تشرين الثاني 2021

"في حال ظهرت بوادر حرب أهليّة، سنقوم بكلّ شيء لمنع مثل هذه الحرب، وإذا ترتّب عليّ شخصيّاً، أو علينا نحن الأتراك، أن نعمل شيئاً، فنحن جاهزون". هذا الكلام مقتبس من حوار أجرته صحيفة "السفير" مع رئيس وزراء تركيا رجب طيب إردوغان، في كانون الأول من عام 2010، على هامش زيارته للبنان.

حظيت تلك الزيارة بحفاوة رسمية وشعبية كبيرة، إذ تجمّع عدد من الشبان على طريق المطار للترحيب بالضيف التركي الكبير، برضىً ضمنيّ من حزب الله، وانتشرت في كل المناطق لائحات إعلانية بعنوان "أهلاً بالطيب"، وقالها له الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله: "الطيب أردوغان، الطيب الطيب أردوغان" وكان مناصروه يحملون الأعلام التركية في قلب الضاحية الجنوبية. حدثت نقطة التحوّل في العلاقات مع تركيا في آب 2013، عندما خُطِف طيّار تركي ومساعده فيما كانا في حافلة تابعة للخطوط الجوية التركية كانت في طريقها من مطار رفيق الحريري إلى أحد فنادق العاصمة

قبل "المشروع التركيّ"

كانت الاجتماعات بين الأتراك والإيرانيين والقطريين تُعقَد في دمشق للتباحث في الشأن اللبناني، برعاية بشار الأسد، ولم يكن من حديث عن مشروع تركي، أو عن تغلغل الاستخبارات التركية في المجتمعات السنّيّة. واستمرّ شهر العسل التركي مع حزب الله، غداة الانقلاب الناعم، الذي قام به الحزب عام 2011 بإسقاطه حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى، إثر استقالة الثلث المعطِّل الذي ناله في اتفاق الدوحة، عقب انقلابه الأول في 7 أيار 2008. وكان وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو وسيطاً مقبولاً من الحزب، إلى جانب نظيره القطري حمد بن جاسم آل ثاني، لحلّ الأزمة السياسية التي نشأت إثر ذلك الانقلاب. وحينهات وصل الموفدان التركي والقطري وعرضا لائحة رفضها الحزب. حينذاك لم يرفع الأمين العام للحزب لواء "السيادة الوطنية"، ولم يعتبر أنّ تركيا تحاول التدخّل في الشؤون اللبنانية، حتى إنّه استقبل أوغلو مع بن جاسم في الضاحية في لقاء استمرّ لساعات. وللمفارقة كان نصر الله قد اتّهم في خطاب متلفز، قبل ذلك اللقاء بأيام فقط، أميركا وإسرائيل بإفشال المسعى العربي الذي كانت تقوده السعودية لحلّ الأزمة اللبنانية، فسبحان مغيّر الأحوال. أضف إلى ذلك أنّ الرئيس الإيراني وقتذاك محمود أحمدي نجاد اتصل برئيس الوزراء رجب طيب إردوغان للتباحث في الأزمة اللبنانية. وما هي إلا أيام حتى ابتدع الحزب خلطة سياسية هجينة، باكورة ثمارها كانت حكومة القمصان السود، التي تعدّ أولى حكومات الحزب إيّاه، لتكرّ السبحة بعد ذلك. بيد أنّ الحزب انقلب على تركيا، كما هي عادته، وقطع شهر العسل معها من جانب واحد، بُعَيد انطلاق الثورة في سوريا في آذار من عام 2011، وقطع أنقرة علاقاتها مع دمشق، انسجاماً مع مواقف الدول العربية، والجامعة العربية، وعدد كبير من الدول الغربية، لتنضمّ إلى لائحة المتآمرين على محور الممانعة، حسب تصنيف الحزب، لكن بشكل متدرّج.

رسائل الخطف

حدثت نقطة التحوّل في العلاقات مع تركيا في آب 2013، عندما خُطِف طيّار تركي ومساعده فيما كانا في حافلة تابعة للخطوط الجوية التركية كانت في طريقها من مطار رفيق الحريري إلى أحد فنادق العاصمة. وتبنّت الخطف مجموعة تُطلق على نفسها "زوّار الإمام الرضا"، في مشهديّة تعيدنا بالذاكرة مباشرة إلى جماعة "التكفير والهجرة"، التي أعلنت تبنّيها اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري على لسان أحمد أبو عدس، ولكل عدوّ مفترض "أبو عدس" خاصّ به. وكانت المجموعة اختطفت قبل عام سائق شاحنة تركيّاً، تولّى الجيش اللبناني تحريره فيما بعد. لم تكن الرسالة عصيّة على الفهم، فالحزب يقول للأتراك لا مكان لكم في لبنان. فهمت أنقرة الرسالة، وعمدت إلى التخفيف من نشاطاتها والفعّاليات التي كانت تنظّمها إلى الحدود الدنيا، مكتفية بمساعدات عبر بعض المنظمات الحكومية بين الحين والآخر. ومذ ذاك، لا ينفكّ حزب الله والمتحدّثون باسمه يصنع الحملات الإعلامية الواحدة تلو الأخرى، تارةً للحديث عن مخطّطات تركيّة للعبث بأمن لبنان، وإقامة إمارة في الشمال، وطوراً للحديث عن تحويل ولاء السُنّة من السعودية إلى تركيا. اتّكأت تلك الحملات على الخلاف السياسي بين أنقرة وبعض العواصم العربية، وجاءت محاولات الاصطياد في الماء العكر بناءً على تعاون ومشاركة من الإعلام المسيحي العوني، الذي سال فيه حبر كثير للحديث عن المخطّطات التركيّة في لبنان، وتسرّب إلى الإعلام المسيحي غير العوني، وما كان من حزب الله إلا أن اختبأ خلف حليفه المسيحي ميشال عون، الذي تبرّع على جري عادته أن يكون رأس حربة الحزب في حملاته، فصال وجال في التاريخ كي يتحدّث عن "الاضطهاد العثماني". لذلك وجدت تلك الحملات مقبوليّة، ولا سيّما مع التقارير الأمنيّة الكثيفة عن نشاط جماعات تركيا في لبنان، وخاصة الشمال، التي تمّ تضخيمها كثيراً. في الآونة الأخيرة، وقبل أن تحطّ طائرة وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو في مطار رفيق الحريري، كان حزب الله يطلق حملة إعلامية منظّمة للإضاءة على ما يسمّى "الدور التركي" في لبنان، واستمرّت الحملة بعد مغادرة الضيف التركي ولمّا تنتهِ

حزب الله عارياً

في الآونة الأخيرة، وقبل أن تحطّ طائرة وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو في مطار رفيق الحريري، كان حزب الله يطلق حملة إعلامية منظّمة للإضاءة على ما يسمّى "الدور التركي" في لبنان، واستمرّت الحملة بعد مغادرة الضيف التركي ولمّا تنتهِ. حَفَلت الحملة بمقالات شملت كلّ الجرائد والمواقع التابعة أو القريبة من حزب الله، تحت عناوين مختلفة، وإطلالات لخبراء في الشأن التركي على الشاشات، تصبّ جميعها في خانة واحدة: صناعة الوهم. لم يملّ الحزب تكرار هذه المعزوفة الممتلئة بالمواويل والموشّحات النشاز منذ عام 2013، لكنّ ما يشدّ الانتباه في هذه الحملة أنّ الحزب قام بها وحده، فلم يشارك فيها الإعلام العوني مثلما جرت العادة، سواء عبر الشاشات أو المقالات. حتى إنّ جريدة الجمهورية نشرت مقالاً بقلم وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو، في مؤشّر بالغ الدلالة على الانعطافة الإعلامية. إلى ذلك، لم يتحرّك الأرمن، وربّما للمرّة الأولى، للاعتراض على أيّ زائر تركي، سياسي أو غير سياسي، على الرغم من الذاكرة التاريخية الأرمنية المثقلة بالدماء، الأمر الذي يؤكّد أنّ الخصام المستجدّ والنفور بين الحزب وبين الوجدان المسيحي (عوني وغير عوني) واقع لا يمكن دحضه، وإن لم يصل بعد إلى مرحلة الطلاق البائن. ظهر الحزب في حملته وهو يغرِّد وحيداً، ويعزف لحناً نشازاً لم يُطْرَب له أحد، لا في لبنان ولا في جزيرة العرب. وعند استعراض المقالات، التي تحدّثت عن الدور التركي، نجد أنّها حملت عناوين برّاقة لمحتوى فارغ. يتحدّث أحدهم عن أنّ الأمن القومي التركي يبدأ من المياه اللبنانية، ويتحدّث آخر عن الفراغ الولائي على الساحة السنّيّة، وما إلى ذلك. ما كانت هذه المقالات سوى رسائل ابتزاز بائسة ويائسة من الحزب إلى دول الخليج، للإيحاء بوجود مشروع تركي لملء الفراغ الذي خلّفه غيابها عن الساحة اللبنانية، وخاصة السنّيّة، في تكرار لمعزوفة مملّة وسمجة.

 

حركة فاتيكانية وأممية نحو بيروت: ممنوع إلغاء الاستحقاقات الدستورية

منير الربيع/المدن/25 تشرين الثاني/2021

أصبح لبنان في حال من الاعتياد القسري على انعدام وجود الحكومة واجتماعاتها. بل وتعوّد اللبنانيون على هذه الحال فترات طويلة. وهناك سابقتان في عدم انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد المحدد، أو غياب مجلس النواب وإغلاق أبوابه.. أو حتى تأجيل الانتخابات العامة أكثر من مرة، والعيش في ظل فراغ مؤسساتي.

المكوث في القصر

وفي المرحلة المقبلة قد يختبر اللبنانيون سابقة جديدة: عدم انتخاب رئيس للجمهورية خلال المهلة الدستورية، ليمكث الرئيس في القصر الجمهوري. وهذا ربما مبرر كلام الرئيس ميشال عن إصراره على إجراء الانتخابات النيابية في أيار، وليس في حزيران، مع تمسكه بعدم التوقيع على قانون التمديد للمجلس النيابي. وهذا يعني أنه في الأشهر المقبلة- أي بين أيار وآخر آب أوائل شهر أيلول، وهي وقت افتتاح المدة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية- تبرز استحالة التوافق على تشكيل حكومة جديدة. وهذا في حال جرت انتخابات نيابية وبقيت الأوضاع على حالها. لذا، تبقى الحكومة الحالية في حال تصريف أعمال. ولن يوافق عون على تسليمها الصلاحيات الدستورية. وهنا يكمن الصراع الحقيقي الذي يقود إلى أزمة دستورية عميقة مرتبطة بالأزمة السياسية. والنتيجة المكرسة، هي: يمكن للبنان أن يستمر من دون رئيس ومن دون حكومة!

خوف المسيحيين

وهذا الواقع يشكل أحد عناصر خوف المسيحيين الكبير، من بكركي إلى القوى المسيحية الأخرى، التي تخشى الإطاحة بالاستحقاق الانتخابي، لصالح حسابات سياسية تتعلق ببعض الشخصيات والقوى المسيحية، لا سيما المتحالفة مع حزب الله. وهذا ما ألمح إليه موقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، بقوله إنه لا يمكن للطرف الذي يفوز بالأكثرية النيابية أن يحكم البلد متفرداً. ويرفع المسيحيون شعار الخوف على الوجود والمستقبل. والتواصل بين بكركي والفاتيكان مفتوح على هذا الأساس. ويشدد البطريرك الماروني على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها واحترام نتائجها. ومحاولة استشراف آفاق المرحلة المقبلة، والموقف الدولي من إجراء الاستحقاقات الدستورية، يشكلان عنصر اهتمام أساسي لدي البطريرك، ولا سيما في لقاءاته السياسية والديبلوماسية التي يعقدها، ومن بينها لقاؤه السفيرة الأميركية دوروثي شيا.

صراعات السّنّة ومصالح ميقاتي

وفي هذا الوقت، ليس من موقف سياسي واضح لدى السّنّة. فهم يغرقون في صراعات حزبية وشخصية، فيما يعمل الرئيس نجيب ميقاتي على مراكمة مكتسبات شخصية وآنية، من خلال رئاسته الحكومة. وهو يسعى إلى تكريس صورة معنوية يشبّه نفسه من خلالها برفيق الحريري: عندما كان يعاني من تأزم سياسي في الداخل، يستعيض عن التعطيل بالسفر إلى الخارج وعقد لقاءات دولية. الصورة نفسها يحاول ميقاتي أن يعكسها بزيارته الفاتيكان، أو بتحضيره لزيارة مصر وسواها من الدول. وهو يبدو مزهواً بالموقف الفرنسي، ويأمل بلقاء جديد بالرئيس إيمانويل ماكرون، ربما بعد زيارة ماكرون المملكة العربية السعودية. ولا يخفي ميقاتي اعتزازه بالموقف الأميركي، الذي يشيد به ويريد الحفاظ على حكومته.

البازار الدولي المنتظر

ويحظى لبنان بالمزيد من الاهتمامات الدولية. فالقوى المؤثرة والمهتمة تنتظر ما تحمله التطورات المقبلة، وتنظر إلى تصرف القوى اللبنانية حيال الاستحقاقات الدستورية، وأولها الانتخابات النيابية. وهذا ما سيكون حاضراً في زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتيريش لبنان في الشهر المقبل. كما ينتظر لبنان زيارة وزير خارجية الفاتيكان، خلال الأسابيع المقبلة. لكن هذه الحركة الدولية والديبلوماسية، لا تشير إلى امتلاك أي طرف حلّاً سحرياً للأزمة اللبنانية. بل تشير إلى أن ساعة البازار الدولي حول لبنان لم تحن بعد. وكل ما يجري يندرج في سياق تحضير الأرضية، والتي سيكون أثرها بالغ التغيير على الواقع السياسي والدستوري اللبناني.

 

الفجوة المالية في خطة التعافي الجديدة 55 مليار دولار/الحكومة "تخفّض" حجم الخسائر و"ترفع" الكلفة على المواطنين

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/24 تشرين الثاني/2021

ما لم يفصح عنه رئيس الحكومة حول حجم الخسائر في خطة التعافي الجديدة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي مطلع هذا الشهر، فضحه على العلن وزير الاقتصاد أمين سلام في مقابلة تلفزيونية. حيث أشار إلى أن "الفجوة المالية هي اليوم بحدود 55 مليار دولار، مع هامش قد يكون أقل أو أكثر بقليل".

كما يمكن قراءة الرسالة من عنوانها، يعطي رقم 55 مليار دولار دلائل واضحة عن فرص نجاح الخطة وحيازتها على موافقة الجهات الدولية، وتحديداً صندوق النقد. والأهم على من سيقع عبء تحمل الأزمة في ما بعد. فالرقم الكلي للخسائر الجديد الذي تنطلق منه الخطة يقل بنحو 14 مليار دولار عن الرقم الذي أعلنته شركة الاستشارات نفسها "لازارد" في خطة التعافي السابقة أيام حكومة الرئيس حسان دياب، والذي قدر في النسخة الانكليزية من الخطة بحوالى 69.1 مليار دولار (242 ألف مليار ليرة / 3500 ليرة سعر الصرف المعتمد). وقتذاك لم يكن مصرف لبنان والمصارف التجارية شركاء في الخطة. فعملت على اسقاطها لانها تحملهم قدراً كبيراً من كلفة الانهيار. في حين تتعاون هذه المرة الحكومة والشركة الاستشارية في تركيب الخطة مع مصرف لبنان وجمعية المصارف.

الخسائر زادت ولم تنقص

ما يقصد بالخسائر هو: كلفة إعادة هيكلة ديون الحكومة. الخسائر المتراكمة في مصرف لبنان. خسائر المصارف التجارية المتعلقة بالقروض المتعثرة، والخسائر الصافية في موازنة المصرف المركزي.  بعد نحو عام ونصف على خطة التعافي المالي يظهر أن"صافي الخسائر في النظام المالي المقدر سابقاً بـ 44 مليار دولار بعد حسم رساميل المصارف بـ 20.5 مليار دولار ارتفع ولم ينخفض"، بحسب الخبير المصرفي د. نيكولا شيخاني، "فمقابل تسديد جزء غير قليل من الديون المصرفية من قبل القطاع الخاص في الفترة الماضية، فان مديونية الدولة وعجز مصرف لبنان قد ارتفعا". هذا من ناحية، أما من ناحية ثانية فان سعر صرف العملة الوطنية انخفض من حدود 3500 ليرة إلى 23500 ليرة اليوم. ومن هنا يصبح السؤال الأساسي بحسب شيخاني "ما هو سعر الصرف الذي اعتمدته الخطة الجديدة للوصول إلى رقم خسائر بقيمة 55 مليار دولار". فاذا كان سعر الصرف المعتمد 3500 يكون الرقم منطقياً، أما اذا كان الرقم أعلى ولنفترض مثلا أنه 12 ألف ليرة أو أي رقم يتراوح بين 3500 و16 ألف ليرة، فان الديون باللولار أو الليرة تنخفض في حين ان احتساب الديون بالدولار النقدي "فريش" ترتفع. إلا انه في جميع الحالات يبقى تأثير سعر الصرف المعتمد ملحوظاً في احتساب الخسائر لو لم يكن كبيراً جداً"، برأي شيخاني. "حيث أثبتت مقاربة علمية أن اعتماد سعر صرف مرتفع يؤدي إلى انخفاض في حجم الخسائر على اللولار وارتفاعه على الدولار والعكس بالعكس. وبما ان الديون اللبنانية بالعملة الأجنبية "يوروبوندز" مقسومة بالتساوي بين اللولار الذي تمتلكه المصارف ومصرف لبنان بقيمة تقدر بـ 14 مليار دولار، والنصف الآخر مملوك بالدولار النقدي من الصناديق والمؤسسات الدولية وتحديداً "أشمور" و"فيدلتي" فان الفرق لن يكون كبيراً جداً". هذا مع التشديد من وجهة نظر شيخاني على عدم تخلف الدولة عن سداد سندات الخزينة بالليرة اللبنانية".

ماذا تغيّر منذ عام إلى اليوم

من المنطقي ان يكون رقم 55 مليار دولار قد اخذ بالاعتبار تسديد نسبة كبيرة من قروض المصارف خلال العام ونصف العام المنصرم. "الأمر الذي يخفض نسبة القروض المتعثرة التي كانت محددة سابقاً بـ 35 في المئة من مجمل محفظة التسليف"، من وجهة نظر شيخاني. "كما من المتوقع أن تكون الخطة الجديدة قد ألغت اقتطاع ما نسبته 40 في المئة من قيمة سندات الخزينة بالليرة. ما يعني أن هذا الرقم يدل بوضوح على أن الفجوة في مصرف لبنان قد ارتفعت خلال الفترة الماضية كما ارتفعت ديون الدولة. وحتى لو كان الاحتساب للخسائر قد تم على سعر صرف أعلى من الرقم المعتمد في الخطة السابقة (3500 ليرة)، فان الفجوة بالليرة ارتفعت بنسبة أكبر، والخسائر زادت أيضاً". وبحسب التقرير الاخير لجمعية المصارف فان المحفظة الإسمية لسندات الخزينة بالليرة قد ارتفعت في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي بقيمة 2475 مليار ليرة. كما ان مصرف لبنان مستمر بطباعة الأموال لتغطية مصاريف الدولة.

تحميل العبء للمواطنين مستمر

الخبير المصرفي إياد بستاني يعتبر أن الانخفاض في تقدير الخسائر يعود إلى استمرار تدهور الليرة منذ ما يقارب السنة ونصف السنة. وهذا الفرق تحمّله المواطنون والمودعون من خلال "الهيركات" على السحوبات والتضخم. فالهدف المنشود من قبل المنظومة (السلطة السياسية مصرف لبنان والمصارف التجارية) هو تمرير الخسائر للمواطنين والتهرب من تحمل المسؤولية على قاعدة Privatizing profits and socializing losses أي أخذ الأرباح وتقاسم الخسائر. وبرأي بستاني فانه كلما طالت الأزمة كلما انخفضت الخسائر على المنظومة.

الشفافية مفقودة

محاولات التهرب من تحمل الخسائر التي يقودها مصرف لبنان والمصارف يؤكدها ما رشح عن شركة التدقيق الجنائي ألفاريز آند مارشال نيتها بالانسحاب من عقد التدقيق بسبب تملص مصرف لبنان من مدها بالداتا المطلوبة. فاحد أهم شروط التعافي المطلوبة من الجهات الدولية هو التدقيق في عمليات مصرف لبنان وتحديداً للسنوات التي أعقبت العام 2016 لتقييم انكشاف المصارف على المركزي. وبالتالي الخروج بالرقم الحقيقي للخسائر الذي يجب على القطاع المصرفي تحمله بدلاً من نقله إلى المودعين أو حتى الدولة.

بالتزامن مع الاعلان عن حجم الخسائر قال وزير الاقتصاد أن عبئها ستتحمله الدولة ومصرف لبنان والمصارف، بنسبة تتراوح بين 30 و35 في المئة على أن يتحمّل المودع أقل من 10 في المئة. وهذا ما سنتوسع به في المقال اللاحق.

 

الإنفلاش الإقليمي في الواقع اللبناني!

رامي الرّيس/نداء الوطن/24 تشرين الثاني/2021

حالة الانفلاش السياسي والأمني الإقليمي التي تمدّد من خلالها أحد الأحزاب اللبنانيّة بلغت مبلغاً متقدماً من القوّة التي تتجاوز الحدود اللبنانيّة المحليّة وتصل في مداها إلى بقع مختلفة من العالم العربي وصولاً إلى القارات الأخرى. القضيّة هنا لا تُقارب من زاوية قياس مدى قوّة أو سطوة هذا الفريق على الداخل اللبناني والدور الذي يؤديه من خلال بسط نفوذه على الواقع المحلي بقدر ما تُقارَب من زاوية إنعكاس هذا الانفلاش على طبيعة التركيبة اللبنانيّة، من جهة؛ وعلى علاقات لبنان الخارجيّة، من جهة أخرى. ومع سقوط الهامش السياسي الذي كان يمكن لبعض المسؤولين الرسميين الركون إليه في سياق تمييزهم بين لبنان- الدولة ولبنان- المُصادر قراره، توازياً مع دخول ذاك الطرف كلاعب أساسي ومؤثر (سلباً للأسف) في النزاعات العابرة للحدود وبعضها يمسّ بمصالح دول عديدة؛ لم يعد ممكناً الفرار من مواجهة الحقيقة. الحقيقة أن ثمّة أطراف أقوى من مجموع القوى في البلد مجتمعة ومعهم الدولة. وهذه الأطراف لا تتوانى عن المجاهرة بمواقف سياسيّة تعكس رؤية رعاتها الاقليميين الذين لهم أجنداتهم ومشاريعهم التوسّعية والامبراطوريّة القديمة، وهذه أيضاً تتجاوز قدرات لبنان بكل فئاته ومكوناته... ودولته.

إن فتح النقاش الوطني حول هذه الهواجس بات ضرورة ملحّة لا يمكن تجاوزها، ذلك أن القفز فوقها يعني في مكان ما الإقرار الجماعي بالاستسلام للأمر الواقع مع كل ما ينطوي عليه من مغامرات ومخاطر على لبنان الكيان والشعب والمستقبل. لم يعد جائزاً المبالغة في استخدام شعار التخوين وإسباغه على كل من يطرح رأياً أو فكرة مغايرة للسائد. فمن قال إن السائد هو الصحيح بينما الأفكار المناقضة له هي الخاطئة؟ السائد اليوم معاداة دول الخليج العربي، فهل هذا منطق صحيح؟ هل هو يعكس الرؤية الجماعيّة للبنانيين بمختلف فئاتهم وإنتماءاتهم؟ هل هو يُعبّر عن مصالح اللبنانيين المغتربين وهم يعدون بعشرات الآلاف في تلك البلدان ولهم فيها مساهمات إقتصاديّة وإجتماعيّة كبرى، ولها عليهم الاحتضان والرعاية؟ السائد اليوم هو الاستمرار (إلى ما لا نهاية على ما يبدو) في إقصاء الدولة عن القيام بواحدة من أبرز وظائفها السياديّة ألا وهي وظيفة الدفاع عن أراضيها، وحصريّة السلاح وقرار الحرب والسلم. فهل هذا السائد هو الصحيح؟

السائد اليوم هو مصادرة القرار الوطني اللبناني المستقل واختطافه وتوظيفه في مصلحة محاور إقليميّة لا تكترث سوى لمصالحها الخاصة ومشاريعها التوسعيّة وهي باتت تملك من أوارق القوّة التي توفرها لها أدواتها وأذرعها في المنطقة ما يُحسب له حساب من الدول الكبرى قبل الدول الصغرى، فما بال لبنان الذي لطالما كان الملعب والساحة لتصفية الحسابات والصراعات على أرضه وبين أبنائه؟ السائد اليوم أن تكون فكرة الدولة ومشروعها هما المستهدفان من العراق إلى لبنان، فترى الأطراف إيّاها تحول دون قيامها بأدوارها المتعددة ووظائفها الحصريّة لأنها، بكل بساطة، تتناقض مع رؤيتها وأهدافها ومشاريعها. فهل هذا السائد هو الصحيح؟ إذا كانت أشكال الصراع التاريخي القديم كانت بمثابة نزاعات وحروب كلاسيكيّة بين الدول؛ فإن طبيعة الصراع الحديث ترتكز على أدوار اللاعبين الذين ترعرعوا خارج كنف الدول الشرعيّة ويسعون إلى تفكيكها لأن مشاريعهم لا تنتعش في ظل الدول القويّة إنما من ضمن الدول المفككة والمبعثرة والمتلاشية بسبب أدائهم وسلوكياتهم. الحوار الوطني المطلوب في هذه اللحظة يرمي إلى مناقشة تلك العناوين- الهواجس التي باتت تقضّ مضاجع اللبنانيين وتمثل ثقلاً على واقع البلاد وتركيبته الحساسة التي تشهد تحولات غير مسبوقة.

 

ما حظوظ «17 تشرين» في الانتخابات؟

طوني عيسى/الجمهورية/24 تشرين الثاني/2021

خلافاً لما يبدو للبعض، أحزابُ السلطة ليست خائفة من استحقاق الانتخابات النيابية. فهي استعدَّت لمواجهته بخططٍ استباقية، دفاعية وهجومية. ولذلك، على قوى 17 تشرين ألّا تغرق في «كشتبان» اقتراع المغتربين، لأنّ المعركة أشرس بكثير مما تبدو في الظاهر. وإذا لم تستعدّ لها بالخُطط المناسبة، فيُخشى أن تكون مقبلة على خيبةٍ جديدة؟

بالتأكيد، هناك انتصار حققته قوى المجتمع المدني والتغيير والمستقلون بحشد قسم كبير من ربع المليون مقترع في عالم الاغتراب. ولكن، واقعياً، هذا شيء، والرهانُ على هذا العدد لتحقيق انتصار في انتخابات الربيع، شيء آخر.

في الأيام الأخيرة من مهلة تسجيل المغتربين، كانت أحزاب السلطة تتفرّج بهدوء على «العرض الديموقراطي» المُغطّى إعلامياً بشكل لافت، وربما مُبالَغ فيه. بل كانت تضحك في سرِّها، لأنّ قوى 17 تشرين منشغلة بالمعركة في مكان معيَّن، فيما هي مستنفرة وبكامل جهوزيتها في أمكنة أخرى أكثر أهمية. وهذه الأحزاب واثقة في قدرتها على تنفيس الضغط الاغترابي وتعطيل تأثيراته المحتملة على نتائج الانتخابات وتركيبة المجلس النيابي المقبل. ولا تنقصها الأوراق والأدوات اللازمة لتحقيق غاياتها، وهذه أبرزها:

1- قوى السلطة تُمْسِك أساساً بقرار إجراء الانتخابات أو تعطيلها، وفقاً لما تقتضيه مصلحتها. وذريعةُ التعطيل المثالية، اليوم، هي الإهتراء الإداري والمالي والنقدي والاجتماعي. فالسلطة يمكن أن تتذرع بافتقادها أدنى القدرات اللوجستية بدءاً بالقرطاسية وانتهاء بانقطاع التيار الكهربائي والإنترنت.

ولكن أيضاً، يمكن لقوى السلطة أن توعز لمناصريها في نقابات المعلمين وسواهم ليتخذوا قراراً بالإضراب، احتجاجاً على سوء أوضاعهم، فيقاطعون أعمال المراقبة في أقلام الاقتراع. وليس ضرورياً في هذه الحال توتير الوضع الأمني لخلق ذريعة قاهرة، كما حدث مراراً. فالاهتراء الاجتماعي يقوم بالمقام.

فوق ذلك، سيكون صعباً على الكثير من الناخبين أن يحضروا إلى مراكز الاقتراع، ولاسيما تلك البعيدة عن مناطق إقامتهم، بسبب عدم قدرتهم أو عدم اضطرارهم إلى دفع الكلفة الباهظة لأسعار النقل من أجل وضع ورقةٍ في الصندوق.

وهذه الذريعة في محلها المناسب منطقياً، لكن قوى السلطة ستستغلها وتقول: ليس منطقياً أن يتاح للأغنياء فقط أن يقترعوا، فيما الفقراء الذين هم الغالبية، ممنوعون من ممارسة حقهم والمشاركة في اختيار ممثليهم. ولتؤجَّل الانتخابات حتى تصحيح هذا الوضع.

2- تُبقي قوى السلطة «على النار» مسألة التلاعب بقانون الانتخاب وبموعده، خصوصاً من خلال الطعن الذي تقدّم به «التيار الوطني الحر». فهي تمتلك الوقت للمناورة بين أركانها ودراسة أفضل الخيارات لها:

- اعتماد آذار أم أيار؟

- حصرُ «أضرار» تصويت المغتربين بـ6 مقاعد، أم تذويب أصواتهم في مجموع الـ128 نائباً؟

3- تدرك قوى السلطة أنّ ربع المليون الذين سجّلوا أسماءهم في بلدان الاغتراب لن يشاركوا جميعاً في الاقتراع لأسباب مختلفة. فالعديد منهم ربما سينقصه الحماس حينذاك، أو سيحتاج إلى بطاقة هوية أو جواز سفر صالح. لكن رهان السلطة الأكبر الأول يكمن في «خردقة» صفوف الناخبين في الخارج.

فالماكينات الحزبية المنظمة، والتي تحظى غالباً بدعم مالي وسياسي من جهات خارجية، تنشط بقوة في بلدان الانتشار لاستقطاب الناخبين المؤيّدين لها. وثمة تقديرات بأنّ عدداً كبيراً من المقترعين الـ245 ألفاً سيكونون مع أحزاب السلطة يوم الانتخاب، أي أنّهم سيحققون التوازن معهم.

4- تستعد قوى السلطة لطرح عشرات المرشحين الذين سيدَّعون أنّهم من دعاة التغيير أو مستقلون. وهذا ما سيوقع الناخبين في الإرباك: مَن هم المنتمون فعلاً إلى قوى التغيير ومَن هم «المزوَّرون» والمدسوسون؟ وهذا الأمر سيتسبب بضياع الناخبين المؤيّدين لـ17 تشرين، ويشتت أصواتهم.

5- ستمارس قوى السلطة أساليب الترغيب والترهيب في لبنان لرفع نسبة المشاركة بين الناخبين المقيمين، ولاسيما بين الأنصار، ما يؤدي إلى توازنٍ يعطّل مفعول الأصوات الاغترابية، إذا كانت غالبيتها ستصبّ في مصلحة قوى التغيير.

هذا يعني أنّ الطريق أمام هذه القوى ليست مفروشة بالورود، لا قبل الانتخابات النيابية ولا خلالها ولا بعدها. والخلل الذي أدّى إلى ضمور تجربة 17 تشرين الأول 2019، خصوصاً بعد تشكيل حكومة الرئيس حسّان دياب، وبعد انفجار المرفأ لاحقاً، يُفترض أن يكون درساً لها، إذا كانت فعلاً تبحث عن انتصار.

في هذا المجال، التجربة الأحدث هي انتخابات نقابة المحامين. وإذا كانت قوى التغيير ستكرّر السيناريو إياه في الانتخابات النيابية، فالآتي سيكون مؤلماً ويكرّس الخيبة بشكل أعمق، هذه المرّة. فهل تنهض هذه القوى من سُباتِها وتخوض المعركة بالجدّية اللازمة، فيصبح الانتصار ممكناً؟

وفي عبارة أكثر دقّة: هل تحارب قوى السلطة بسلاحها؟ أي بالحرص على مصالحها المشتركة، أياً كان الثمن؟ وتالياً، هل تتوحَّد على الخطوط العريضة للتغيير، وعلى إطار قيادي، ولو بالحدِّ الأدنى، فتمنع قوى السلطة من زرع «أحصنة طروادة» في صفوفها؟

 

الانتخابات… ومعركة “الاستقلال الثالث”

ألان سركيس/نداء الوطن/24 تشرين الثاني/2021

يُشكّل الموقع الجغرافي للبنان نقمة بقدر ما هو نعمة، إذ إن الدول تتقاتل على هذه الأرض التي تحتل معظم الواجهة الشرق أوسطية للبحر الأبيض المتوسّط، ما يجعل دولاً كبرى تطمح إلى أن يكون لها موطئ قدم في لبنان. أحيا لبنان الذكرى 78 للإستقلال في إعادة لمشهد فولكلوري لا يمتّ إلى الواقع الحقيقي بصلة، وقد توقّفت ذاكرة اللبناني عند يوم 22 تشرين الثاني 1943، وكأنه بعد الخروج الفرنسي لم يحتلّ البلد الفلسطيني والإسرائيلي والسوري. يقف اليوم الشعب اللبناني أمام معركة أصعب من المعارك السابقة، فهناك الأغلبية العظمى من الشعب تعتبر أن لبنان واقع تحت الإحتلال الإيراني عبر وجود ميليشيا مسلّحة تقاتل في الخارج ويتفاخر أمينها العام السيّد حسن نصرالله بامتلاكه أكثر من مئة ألف مقاتل. وهذا يدفع القوى التي تطالب بإنهاء هيمنة “الدويلة” على الدولة إلى القول إن صعوبة المعركة تكمن في أن الإيراني اخترق الساحة اللبنانية عقائدياً ومالياً وعسكرياً عبر مكوّن لبناني كان يجب ان يكون شريكاً في بناء الدولة القوية، لكنه أصبح أداة في يد الولي الفقيه، في حين أن الجيوش الأجنبية التي احتلت لبنان خرجت بفعل نضال لبناني وضغط دولي.

إذاً، فالمهمّة اليوم هي أصعب بكثير، فالمسؤولون الإيرانيون يتفاخرون دائماً بأن هناك عدداً من العواصم العربية بين أيديهم وبيروت واحدة من تلك العواصم، وهذا كان موقفهم بعد الإنتخابات النيابية العام 2018. إستطاع المحور الإيراني السيطرة على قرار الجمهورية اللبنانية، فرئيس الجمهورية حليفهم ويغطّي مشروع “حزب الله” والأكثرية النيابية معهم، يسيطرون على الحكومة ويشلّون عملها ساعة يقررون، وبالتالي فإن المدخل الأول لإسترجاع قرار الدولة يكون بإسقاط الأغلبية النيابية. وتُعتبر لعبة الأغلبية مهمّة، فبالطبع إذا أتت أغلبية لا تؤيّد مشروع “حزب الله” فإنها لن تستطيع نزع سلاحه، لكنها في المقابل ستفرض كلمتها في إستحقاق رئاسة الجمهورية في خريف 2022 وستؤثّر على تركيبة الحكومات المتتالية. في مطلع العام 2005 بدأ التقارب الحقيقي بين القوى التي تريد خروج جيش الإحتلال السوري من لبنان، وعقدت لقاءات مكثّفة بين “قرنة شهوان” والرئيس رفيق الحريري ورئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط وبقية الشخصيات المناهضة للإحتلال السوري وكان لقاء البريستول هو العنوان الأساسي لخوض المواجهة، وركّزت تلك القوى على الإنتخابات النيابية لقلب الأكثرية في مجلس النواب وعدم السماح للنظام الأمني اللبناني ـ السوري بإكمال القبضة على السلطة في لبنان.

وبعد الحديث عن التحالفات وخوض معركة قانون الإنتخاب، أتى زلزال 14 شباط ليقلب المشهد اللبناني رأساً على عقب، وأخرج الجيش السوري بفعل إنتفاضة الشعب المترافقة مع ضغط دولي عارم. اليوم، يتم العمل على توحيد القوى السيادية والمجتمع المدني تحت عنوان واضح وهو إستعادة الدولة من فكّي “الدويلة” وتحقيق الإصلاحات المطلوبة ومحاربة الفساد، من هنا ستكون المواجهة صعبة جداً لأن القوى الممسكة بالسلطة لن تتخلّى عن قبضتها. لكن معركة توحيد القوى المعارضة لا تزال في بداياتها، بسبب الخلافات الداخلية الناشئة وبسبب إختلاف الأجندات بين من يعتبر أن المعركة السيادية هي الأهم، وبين من يرى أن العنوان الأساسي هو مكافحة الفساد وعدم الخوض في العناوين السياسية الكبيرة. وأمام كل هذه الأوضاع ستشتد الضغوط، في حين أن التخوّف يكمن في أن تعمد القوى الممسكة بالسلطة إلى تطيير الإنتخابات خوفاً من النتائج.

 

“إنفراج حكومي” بعد زيارتين الى الخارج؟

راكيل عتيِّق/الجمهورية/24 تشرين الثاني/2021

لم يُسفر الاجتماع الرئاسي الثلاثي في القصر الجمهوري، بعد احتفال الاستقلال، أمس الأول، عن أي نتيجة عملية فورية لجهة استئناف جلسات مجلس الوزراء، انطلاقاً من حسم مسألة الاعتراض على عمل المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، أو لجهة إيجاد مخرج للأزمة مع السعودية وبعض دول الخليج، أو مدخلاً للتحاور معها، وهذا المدخل بات معروفاً ومؤكّداً، وهو استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي. قد يكون الاجتماع أذاب بعضاً من الجليد بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، لكنّه لم يُرخِ إيجابيات ملموسة على أيّ من الأزمات.

في لقاء الاستقلال الثلاثي، بحث عون وبري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في موضوعين أساسيين، الأوّل هو الذي يعطّل اجتماع مجلس الوزراء ويتعلّق بإصرار «الثنائي الشيعي» على إيجاد حلّ لطريقة عمل بيطار، والثاني درس طريقة معالجة أزمة استقالة قرداحي.

في الموضوع الأول، طُرحت خيارات عدة، أبرزها: أن يجد المحقق العدلي نفسه حلاً بالتفاهم مع مجلس القضاء الأعلى بخصوص الوزراء السابقين المدّعى عليهم، أن تتخذ محكمة التمييز قراراً بهذا الموضوع. والحلّ الثالث، أن يبادر مجلس النواب الى إحالة النواب والوزراء السابقين المدّعى عليهم على المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.

لكن مثُلت أمام كلّ من هذه الخيارات عقدة، واستُبعد خياران، إذ إنّ بيطار متمسّك بطريقة عمله وادعاءاته واستجواباته، وبري يفضّل ألّا يبادر مجلس النواب في هذا الموضوع، تحسباً لخطر حصول انقسام عامودي داخل المجلس، وأن تعارض الكتل المسيحية إحالة المدّعى عليهم على المجلس الأعلى أو أن تقاطع الجلسة فتصبح غير ميثاقية، وبالتالي يبقى الخيار الثالث الذي يقضي بأن يبادر مجلس القضاء الاعلى، وتحديداً محكمة التمييز، الى معالجة هذا الموضوع. وهذا الأمر يتطلب اتصالات، لذلك لم يُحسم في اجتماع أمس الأول. وعمّا إذا كانت هذه الاتصالات تعني التدخّل في عمل القضاء، في حين أنّ عون وميقاتي يؤكّدان أنّ المؤسسة القضائية الدستورية هي المعنية بالأمر ولا تدخُّل معها أبداً، تقول مصادر مطلعة: «لا تدخُّل، بل هذا عمل المؤسسات القضائية، ولن يُحكى مع أي جهة قضائية، بل أن تجري متابعة من خلال وزير العدل. لكن هناك مشكلاً في البلد، وعلينا البحث عن طريقة للخروج منه، وهذه الحلول الممكنة. أمّا أي حلّ سيُعتمد فمن غير المعروف بعد، وصيغته غير واضحة أو مكتملة».

أمّا بالنسبة الى استقالة قرداحي، وبعد أن طُرح أن تجتمع الحكومة وأن ينوجد مخرج عن طريق مجلس الوزراء، جرى خلال الاجتماع التأكيد، على أنّ الحكومة لا علاقة بها بهذه الأزمة، بمعنى أنّ الخلاف مع السعودية لم ينتج من الحكومة أو من عمل حكومي، بل من تعليق شخصي صدر عن قرداحي قبل أن يُعيَّن وزيراً، فالحكومة لم تخطئ وبالتالي مجلس الوزراء لا يجب أن يتحمّل مسؤولية ذلك، ويجب أن يكون المخرج بمبادرة من الوزير المعني. وفي هذا الإطار، لا تقدُّم قيد أنملة في معالجة الأزمة مع السعودية، وهناك قلق من بعض الدول، تبلّغه مسؤولون، لجهة أنّ لبنان لا يُقدم على أي خطوة، ولم تصل بعد أي إشارة خارجية إيجابية في هذا الشأن، ولم تفلح أي من المبادرات أو الاتصالات، إن من الجامعة العربية أو الأميركيين أو الفرنسيين، وذلك بحسب مصادر مسؤولة، لأنّ السعوديين والخليجيين يصرّون على أنّ لبنان يجب أن يبادر بخطوة لكي يدخلوا في نقاش وبحث في هذه الأزمة والعلاقات الثنائية، والمقصود بهذه الخطوة استقالة قرداحي. كذلك أبلغ ميقاتي الى عون وبري خلال الاجتماع الثلاثي، أنّه يميل الى دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد بعد عودته من الفاتيكان حيث سيلتقي البابا فرنسيس غداً الخميس. وصارح عون وبري بأنّ هناك قضايا لم تعد تحتمّل الانتظار، وأنّ هناك قرارات يجب أن تُتخذ، فالعمل الحكومي مشلول، وصحيح أنّ اللجان الوزارية تجتمع وتحضّر الملفات، لكن هذه الملفات يجب أن تقترن بقرار مجلس الوزراء، وبالتالي هو مضطر الى أن يدعو الى اجتماع. وفي حين أنّ عون يؤيّد دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد، يعتبر بري أنّ هذا شأن السلطة التنفيذية، الّا أنّ ردة فعل «الثنائي الشيعي» على هذه الدعوة غير معروفة بعد، وإذا حُلّت مسألة الاعتراض على بيطار الى حينها سيحضر الوزراء الشيعة الجلسة، امّا إذا لم تُحلّ، فليس معلوماً ماذا سيكون قرار «الثنائي الشيعي»، وماذا سيكون بعده قرار ميقاتي، وإذا كان مجلس الوزراء سينعقد في غياب المكوّن الشيعي، ما يؤدّي الى خلل ميثاقي بالنسبة الى بعض الأفرقاء.

في المحصّلة، هناك مداخل لحلّ الأزمات، لكن لم تتوافر لها بعد عوامل النضوج والعمل جارٍ لإنضاجها، بحسب مصادر معنية، وهذه المداخل والمخارج يحتاج انضاجها الى فترة زمنية من المُرجح أن تكون بين زيارة ميقاتي للفاتيكان وزيارة عون لقطر الأسبوع المقبل في نهاية تشرين الثاني الجاري، تلبيةً لدعوة تلقّاها سابقاً للمشاركة في حدث افتتاح كأس العالم، حيث على جدول أعماله لقاء مع أمير قطر إضافةً الى لقاءات أخرى، سيتخلّلها بالتأكيد بحث في الأزمة مع السعودية وبعض دول الخليج، ويؤمل في أن تفسح زيارتا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الى الخارج، المجال أمام اتصالات لتسهيل الحلول.

 

الفريق الرئاسي والصفقة القضائية

وليد شقير/نداء الوطن/24 تشرين الثاني/2021

يتصرف رئيس الجمهورية ميشال عون كأنه في سنة ولايته الأولى في حديثه عن السنة الأخيرة منها. هكذا يبدو الأمر مع مرور الذكرى الخامسة لانتخابه في تناوله الأزمات الراهنة المتراكمة خلال سنوات عهده الخمس، وهذا ما أوحى به عبر المواقف التي أدلى بها في الذكرى الـ78 للاستقلال، وما بينهما في حديثه عن أنه لن يسلم الرئاسة للفراغ عند انتهاء السنة السادسة محدداً مواصفات الرئيس الذي سيخلفه.

وبقوله إنه لن يسلم الرئاسة للفراغ، كأن عون يمهد للبقاء في القصر. فهل ستكون الذريعة أن 40 في المئة من عهده كانت بلا حكومات، كما قال في كلمته لمناسبة الاستقلال، وأن انتهاء السنوات الخمس التي أمضاها في القصر من دون إنجازات مبرر لتمديد إقامته فيه، مثلما فعل في السنة الأولى حين اعتبر أن حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى لم تكن حكومة العهد الأولى فجاءت الثانية وساءت الأحوال أكثر مما كانت عليه قبل تسلمه السلطة. ما يشغل بال الفريق الرئاسي حالياً في التعاطي مع الكوارث التي يئن تحتها اللبنانيون، هو تأمين الاستمرارية للولاية الحالية.

لم يترك رئيس الجمهورية مجالاً للشك عند الذين قرأوا حديثه لـ”الأخبار” بأنه يقصد بالرئيس المقبل بأنه “لن يأتي بعدي رئيس كما قبلي…لا يمثل أحداً…”، صهره رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل المغضوب عليه سواء في الداخل أو في الخارج والذي يتململ منه تياره أيضاً. والذين خففوا من هذا الاستنتاج اعتبروا أنه يؤشر منذ الآن إلى نيته تسمية خلفه حتى لو لم يكن باسيل، أو أنه يسعى لمقايضة ترشيح الأخير برفع العقوبات الأميركية عنه…

في كلامه لوفد مشترك من مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان ومن الكونغرس الأميركي قال عون إن “لبنان بدأ مسيرته للخروج من الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعيش فيها، والتي نتجت عن تراكمات سنوات عدة”، متناسياً أنه قال هذا الكلام في سنته الأولى في الرئاسة. إلا أنه لا يلبث أن يتذكر “السنة الأخيرة” فيعتبر أنها “سنة النهوض وانطلاق التعافي” واعداً بانطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وفق برنامج إصلاحي موعود منذ أكثر من خمس سنوات.

التعثر الحاصل في المساعي لضمان اجتماع الحكومة بعد مضي أكثر من 5 أسابيع على تعطيله، يفهمه الفريق الرئاسي المحيط بعون مناسبة من أجل إعادة طرح مطالبه وشروطه وطموحاته ومكاسبه، بعيداً من سعي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى تأمين المشروعية القانونية لقرارات جرى التحضير لها، تتعلق بالأوضاع المعيشية وبقرارات إصلاحية تحسن شروط التفاوض مع الصندوق. وهذا ما حدا برئيس الحكومة إلى “تطريز” الاجتماع الثلاثي الذي جمعه مع عون ورئيس البرلمان نبيه بري بعد انتهاء العرض العسكري الرمزي في وزارة الدفاع، لعل كسر الجليد بينهما يمهد للاتفاق على مخرج يتيح عودة مجلس الوزراء للانعقاد، على قاعدة الفصل بين المسار القضائي للتحقيق في انفجار المرفأ الذي يعترض عليه الثنائي الشيعي وبين المسار الحكومي.

الفريق الرئاسي كان رد على اقتراح بري المعروف بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية وترك القضاء العدلي ملاحقة الوزراء والنواب الذين يلاحقهم إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، برفض التدخل في عمل القضاء، لكنه سعى في المقابل إلى مخرج آخر لا يعني سوى التدخل في القضاء. بات معروفاً العرض الذي نقله وسيط بين الفريق الرئاسي وبري أكثر من مرة في الأسبوعين الماضيين، ويقضي بأن تنفذ الحكومة في أول اجتماع لها جملة تغييرات في الجسم القضائي ترضي الثنائي الشيعي بـ”قبع” المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، مقابل “قبع” رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، والمدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، إضافة إلى بعض أعضاء مجلس القضاء الأعلى.

والمعروف أن الفريق الرئاسي يطمح في حال هناك جملة تعيينات أن يتم تغيير المدير العام لقوى الأمن الداخلي عماد عثمان، وبعض القادة الأمنيين الآخرين. بدا من هذه الاقتراحات أن تذرع فريق العهد بفصل السلطات وعدم التدخل في القضاء، هو غطاء لصفقة من أجل قضم مراكز قضائية وإدارية جديدة (العين على 61 مركزاً معظمها للمسيحيين) في السنة الأخيرة، تضمن الاستمرارية لما بعدها، سواء بالبقاء، أو لتمكين من سيأتي من إكمال “الإنجازات”، التي تسببت بالحفرة التي يغرق البلد في وحولها.

 

مقابلة مع توماس بييريه باحث باحث أول في معهد البحوث والدراسات حول العالمَين العربي والإسلامي يشرح من خلالها الأسباب التي من أجلها سحب الرئيس السوري، الأسد، الصلاحيات من مفتي الجمهورية السورية السني، الشيخ أحمد حسون، وإعادة توزيعها على مجلس يرأسه وزير الأوقاف.

إقالةٌ في دمشق..

مايكل يونغ/مؤسسة كارنيغي/24 تشرين الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/104383/%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%aa%d9%88%d9%85%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d9%8a%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d9%87-%d8%a8%d8%a7%d8%ad%d8%ab-%d8%a8%d8%a7%d8%ad%d8%ab-%d8%a3%d9%88%d9%84-%d9%81%d9%8a/

يشرح توماس بييريه، في مقابلة معه، الأسباب التي أدّت إلى إلغاء منصب مفتي الجمهورية في سورية.

توماس بييريه باحث باحث أول في معهد البحوث والدراسات حول العالمَين العربي والإسلامي، وهو مركز متعدّد المجالات يربط بين جامعة إيكس-مرسيليا والمركز الوطني للبحث العلمي في مدينة إيكس-أون-بروفانس، فرنسا. وهو مؤلّف كتاب "الدين والدولة في سورية. العلماء السنّة من الانقلاب إلى الثورة" (Religion and State in Syria. The Sunni Ulama from Coup to Revolution) (منشورات جامعة كامبريدج، 2013 وفصل Religious Governance in Syria Amid Territorial Fragmentation (الحوكمة الدينية في سورية وسط تفكك الأراضي") في كتاب من تحرير فريدريك ويري بعنوان Islamic Institutions in Arab States: Mapping the Dynamics of Control, Cooptation, and Contention (المؤسسات الإسلامية في الدول العربية: تحديد ديناميكيات السيطرة والاستمالة والنزاع) (مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، 2021). أجرت "ديوان" مقابلة مع بييريه في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر للوقوف على رأيه من القرار الذي اتخذه الرئيس السوري بشار الأسد بسحب الصلاحيات من مفتي الجمهورية السورية، الشيخ أحمد حسون، وإعادة توزيعها على مجلس يرأسه وزير الأوقاف.

مايكل يونغ: لماذا عمد الرئيس بشار الأسد إلى سحب جميع الصلاحيات من مفتي الجمهورية السورية وإعادة توزيعها على المجلس العلمي الفقهي؟

توماس بييريه: صدر القرار بعد بضعة أيام من إدلاء المفتي الحالي، الشيخ أحمد حسون، خطبة مثيرة للجدل. فقد ادّعى حسون، خلال تشييع المطرب الشهير صباح فخري من مدينة حلب، أن خريطة سورية مذكورة في سورة التين في القرآن، وأن الله خلق البشرية في سورية، وأن مَن غادروا البلاد، أي اللاجئين، مصيرهم الهلاك. لطالما كان حسون محط كره من عدد كبير من زملائه، وموضع سخرية من العامة بسبب تأويلاته الغربية للنصوص الدينية.

في الواقع، كان منصب مفتي الجمهورية قد أُفرِغ من مضمونه في العام 2018، حين نص القانون 31 على خفض مدة الولاية إلى ثلاث سنوات بعدما كانت لمدى الحياة، ونقل صلاحيات المفتي الفقهية (الاسمية) إلى المجلس العلمي الفقهي الذي كان قد أنشئ حديثًا ويرأسه وزير الأوقاف. أما في ما يتعلق بالإلغاء الكامل لمنصب المفتي بموجب المرسوم الأخير، فهو ليس في رأيي قرارًا استراتيجيًا من النظام (إذا كان المقصود بالنظام الأسد وجماعته)، بل مردّه إلى أن أعداء حسون داخل البيروقراطية الدينية للدولة السورية استغلوا موقعه الضعيف نسبيًا.

يونغ: كيف تصف لنا حسون؟ وكيف كانت علاقته مع نظام الأسد؟

بييريه: هو نجل باحث ديني محترم من حلب، وذاع صيته في البداية كخطيب فصيح في صلوات الجمعة، ثم كنائب في البرلمان في التسعينيات. ونظرًا إلى ولائه الشديد للنظام، وإلى كونه شخصًا ضعيف الشأن في أوساط النخبة الدينية السنية، لم يكن النظام يرى فيه تهديدًا له، فتم تعيينه في منصب مفتي الجمهورية في العام 2005. وبعد تسلمه المنصب، عبّر عن آراء غير امتثالية واصفًا نفسه بأنه "علماني"، ومشددًا على القواسم المشتركة بين الإسلام والمسيحية، ومتبنّيًا خطابًا ودّيًا حيال الشيعة.

كانت هذه المواقف منسجمة مع توجهات النظام، ولكنها جعلت من حسون مصدر إحراج للأسد في علاقته مع العلماء الدينيين الذين يتألفون بأكثريتهم من المحافظين. وفي الأعوام الأخيرة، فقدَ المفتي حظوته ويعود ذلك إلى شراكته في مجال الأعمال مع رامي مخلوف، ابن خال الأسد الذي كان سابقًا الرجل الأول في سورية الأول في المشهد الرأسمالي السوري القائم على المحسوبيات، وقد جرت مصادرة أصوله في العام 2020؛ وإلى المكائد التي حاكها له خصومه في أوساط رجال الدين السنّة.

يونغ: يبدو أن إحدى المشاكل التي يعاني منها حسون، والتي أدّت إلى تهميشه، هي عداوته مع وزير الأوقاف الحالي، محمد عبد الستار السيد. هلّا تشرح لنا هذه الخصومة في سياقها الأوسع؟

بييريه: أصدر المجلس العلمي الفقهي برئاسة السيد بيانًا شديد اللهجة دحض فيه تأويل حسون لسورة التين. غالب الظن أن الوزير كان خلف قرار إلغاء منصب مفتي الجمهورية، وقبل ذلك، خلف إقرار القانون 31 للعام 2018. أبعد من التعصب الفئوي والمناطقي (حسون من حلب، في حين أن السيد من طرطوس ومرتبط بصورة خاصة بالعلماء في دمشق)، يتعلق الخلاف بمسائل العقيدة الدينية. لقد حشد السيد، فور تعيينه في العام 2007، الدعم من العلماء الموالين للنظام من خلال مناصرته الأصولية السنّية في مواجهة شخصيات غريبة الأطوار مثل حسون. وقاعدة الوزير المحافظة هي التي جعلت منه شريكًا أكثر مصداقية للنظام من مفتي الجمهورية الذي كان معزولًا نسبيًا داخل الميدان الديني.

يونغ: أشارت مصادر معارضة إلى أن السلطة الأوسع التي مُنِحت للمجلس العلمي الفقهي مرتبطة بالنفوذ الإيراني في سورية، نظرًا إلى أن إيران تملك مصلحة في إبقاء السنّة ضفعاء من خلال إضعاف المنصب الديني الأعلى للطائفة. ما حقيقة هذا الاعتقاد؟

بييريه: لا أوافق على هذا التحليل لأن حسون هو في الواقع شديد الولاء لإيران،وتربطه علاقة وثيقة مع الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإسلامي العاملة في سورية. وحين أصبح شخصًا غير مرغوب فيه من الإعلام الرسمي السوري قبل عامَين، استمر في الإطلالة بصورة واسعة عبر الوسائل الإعلامية المدعومة من إيران. لا أستثني تمامًا أن الدعم الإيراني قد يساعد حسون في الاحتفاظ ببعض التأثير، حتى بعد إقالته. أما السيد من جهته، فهو مقرّب من روسيا، ويمثّل نظرة سنّية أكثر تصلبًا إلى الإسلام، لا تتناسب جيدًا مع الأجندة الإيرانية في سورية.

إضافةً إلى ذلك، قد يسدّد إلغاء منصب مفتي الجمهورية ضربة رمزية للطائفة السنية، لكنه لا يجعلها أضعف مما هي عليه في الأصل. فحين ندّد العلماء المناهضون للنظام، مثل علماء المجلس الإسلامي السوري الذي يتخذ من اسطنبول مقرًا له، بهذا القرار، لم يكن السبب أنهم سيفتقدون لمنصب مفتي الجمهورية بصيغته التي كانت قائمة في ظل البعث، حيث كان يتولى المنصب أشخاصٌ خاضعون للنظام بالكاد يصدرون فتاوى، وتنصبّ معظم اهتماماتهم على البروتوكول والعلاقات العامة. بل هم يتأسّفون على المنصب كما كان قائمًا، على ما يُزعَم، قبل العام 1963، وكما كان يجب أن يبقى في نظرهم، أي أن يشغله علماء بارزون يمتلكون رصيدًا رمزيًا يتيح لهم الاحتفاظ بمستوى معيّن من الاستقلالية السياسية.

يونغ: ما هو المجلس العلمي الفقهي، وكيف يتناسب مع مخططات النظام؟

بييريه: إنه سلطة دينية جماعية تضم شخصيات مثل رئيس المحكمة الدينية في دمشق، وممثلي جامعات إسلامية، وغيرهم من العلماء المرموقين. وهو من بنات أفكار الأجندة الشخصية للوزير السيد، وليس من نتاج استراتيجية كبرى وضعها النظام. لقد عمل السيد، منذ تعيينه، على بناء المؤسسات في وزارته التي كانت عبارة عن قوقعة فارغة لأن النظام كان يفضّل مراقبة الأنشطة الدينية بطريقة غير نظامية، من خلال الأجهزة الأمنية، بدلًا من اللجوء إلى بيروقراطية دينية موسّعة كانت لتؤدّي إلى نمو مجموعة ضغط سنّية محافظة داخل أجهزة الدولة. وقد تمكّن السيد من إقناع الأسد بأن تغيير المسار هو السبيل الوحيد لكبح صعود التطرف. صحيحٌ أن المجلس العلمي الفقهي يخدم طموحات الوزير الشخصية (إذ عُيِّن نجله عضوًا في المجلس)، لكنه يلبّي أيضًا تطلعات مناصري السيد في أوساط العلماء، والذين لطالما طالبوا بإنشاء مثل هذه الهيكلية الجماعية. يرى أعضاء المجلس أنه يحمل فوائد عدة. أولًا، أنشئ المجلس لممارسة الصلاحيات الفقهية التي كان مفتي الجمهورية قد تخلى عنها بحكم الأمر الواقع طوال نصف قرن من الزمن. ثانيًا، أتاحت المشاركة في المجلس للعلماء العودة إلى إحدى المؤسسات الأساسية للوزارة بعد عقود من الإقصاء. الصفقة هي على النحو التالي: يحصل أنصار السيد في أوساط العلماء، مقابل ولائهم المطلق للنظام في الشؤون السياسية، على سيطرة نظامية أكبر على شؤون العقيدة الدينية التي تشكّل هاجسهم الأساسي.

يونغ: ماذا تستخلص عمومًا من هذه الحادثة حيال المشهد الديني في سورية اليوم؟

بييريه: يدلّ اتخاذ النظام قرارًا سريعًا بإلغاء مؤسسة رمزية، وإن غير فعالة، كمنصب مفتي الجمهورية، على الضعف الشديد الذي تعاني منه الطائفة السنّية في سورية بعد الانتصار الذي حققه الأسد على المعارضة. ويَظهر هذا الضعف أيضًا من خلال الهدف المتوخّى من هذا القرار، وهو ليس القضاء على تهديد معيّن، بل ببساطة التحكيم في نزاع بين شخصيتَين، حسون والسيد، وكلاهما مواليان بالدرجة نفسها للنظام الحاكم.

لكن هذا لا يعني أن المؤسسة الدينية السنية لن تسبّب أبدًا بعد الآن متاعب للأسد. لا أقصد بهذا الكلام أن لدى السيد وأصدقائه طموحٌ بتحدّي النظام، بل ما أقصده هو أن هناك قواعد أخرى موالية للنظام، ولا سيما في أوساط العلويين، لا تثق على الإطلاق بالمحافظين السنّة، حتى لو كانوا يكنّون ولاءً كاملًا للأسد. وفي العام 2018، نجحت تلك القواعد في الدفع نحو إعادة صياغة مشروع القانون الذي أصبح لاحقًا القانون 31، بعدما اتهمت السيد بمحاولة توسيع التأثير الذي تمارسه وزارته على الدولة السورية بصورة عامة. قد تتكرر مثل هذه الحوادث في المستقبل، في حال استمر السيد في سياسته الهادفة إلى بناء مؤسسات داخل وزارته.

 

إيران ومفاوضات مضيعة الوقت

طارق الحميد/الشرق الأوسط /24 تشرين الثاني/2021

يُفترض أن تُستأنف مفاوضات فيينا الرامية للوصول إلى اتفاق نهائي حول الملف الإيراني النووي الأسبوع القادم، وكل المؤشرات تقول إننا أمام مفاوضات مضيعة الوقت، حيث لا جدية من كل الأطراف. هنا قد يقول القارئ: كيف ذلك؟ الواضح أن الإيرانيين أنفسهم لا يسعون لإحياء هذه المفاوضات بشكل جاد، وبالتالي غير حريصين على إنجاز الاتفاق، خصوصاً أن إنجاز الاتفاق قد يُضعف المتشددين داخل إيران، وأمام من هم أكثر تشدد منهم. إيران تتعنت بالشروط والمطالب، ومنها مثلاً أن تدفع لهم واشنطن والقوى الغربية أموالاً مجمّدة بسبب العقوبات وقبل الوصول لاتفاق، وترفض مناقشة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة وميليشياتها الإرهابية في المنطقة، وتواصل التخصيب وبدرجات مقلقة، رغم حديث طهران عن مواصلة المفاوضات. تفعل إيران كل ذلك لتستفيد من عامل الوقت، ففي حال لم ينجَز الاتفاق النووي غير الحريصة عليه تكون طهران وصلت لدرجات من التخصيب تخوّلها إنجاز مشروعها النووي بفرض الأمر الواقع، وتعلن انتصاراً، وحينها على العالم التعامل معها. وبالنسبة إلى عدم جدية الغرب، وتحديداً أميركا، فإنه يتضح من خلال استجداء واشنطن لعودة إيران إلى طاولة المفاوضات، ودون أي خطوات جادة تُشعر طهران بأن على الطاولة عصا، وليس فقط جزرة.

واشنطن لم تلوّح لإيران باستخدام القوة، وكما بات يطالب «حمائم» الديمقراطيين، ومنهم السفير دينيس روس الذي كتب يقول إن التلويح بالحرب قد يمهد الطريق للمفاوضات. صحيح أننا نسمع من واشنطن تصريحات عن نفاد الصبر، لكنها تصريحات غير جادة ولا حقيقية. وحسب المصادر فإن الأميركيين لم يوصلوا للإيرانيين أي رسالة جادة. وعليه؛ نحن أمام مفاوضات مضيعة الوقت بين طرفين مختلفين في الاستراتيجية، لكن أهدافهما ضيقة؛ الإيراني يبحث عمّا يسوّقه داخلياً كنصر، سواء من دون اتفاق، ليُظهر أنه لا يلين أمام الولايات المتحدة، أو اتفاق يُظهر واشنطن في وضع المستجدي الضعيف، مما يعزز سطوة الحرس الثوري الذي بات يسيطر على كل المفاصل بإيران.

والطرف الأميركي يريد إنجاز وعد انتخابي، وليكمل الديمقراطيين حلم أوباما، وكذلك إنجاز الانسحاب من المنطقة، والتفرغ لمواجهة الصين وروسيا، وهي وجهة نظر قاصرة، كون إيران حليفاً وثيقاً للصين وروسيا، مما سيتطلب تدخلاً أميركياً! حسناً، ماذا عن المنطقة؟ للمرة الألف نقول: يجب أن تبقى الأعين مفتوحة على إسرائيل، كونها الطرف المرجح في المفاوضات النووية لأنها القادرة على خلط الأوراق. والملاحَظ اليوم أن القيادة الإسرائيلية باتت تتحدث كأن نتنياهو عاد للسلطة. مثلاً يقول رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بنيت، إنه «ليس منطقياً أن نطارد مَن ترسلهم إيران عبر فيلق القدس. علينا أن نصل إلى العنوان». مضيفاً: «نأمل ألا يتساهل العالم مع إيران، نحن نواجه فترة معقدة، وقد تكون هناك أيضاً خلافات مع الطيبين، حتى لو كانت هناك عودة للاتفاق النووي، فإن إسرائيل بالطبع ليست طرفاً بالاتفاقية وليست ملزمة بها. لن نكرر الخطأ الذي ارتكبناه بعد الاتفاق النووي الأول في 2015». لذلك هي مفاوضات مضيعة الوقت في منطقة لا يمكن تجاهل واقعها، ومهما خططت واشنطن، وتحايلت طهران.

 

كيف تتغيّر سوريّا و«تعتدل»؟

حازم صاغية/الشرق الأوسط /24 تشرين الثاني/2021

لم ينمّ باراك أوباما إلاّ عن ضعف في مسؤوليّته الأخلاقيّة حين رفض كلّ أنواع التدخّل في سوريّا والاقتصار على مكافحة «داعش». لكنّه أيضاً، وهذا ما يعنينا هنا، لم يتكشّف عن براعة سياسيّة أو استراتيجيّة. وإذا كنّا نعاين اليوم بعض نتائج الإنسحاب الأميركيّ المتدحرج من المنطقة، والذي بدأ في العراق، فأخطر منه تلك النظرة التي تنكر أهميّة سوريّا، فضلاً عن أهميّة العراق. بيد أنّ إنكار أهميّة سوريّا - البالغة التأثير في لبنان والأردن وفلسطين والصراع مع إسرائيل، والمؤثّرة جزئيّاً في العراق، وبدرجة أقلّ في تركيّا - يتّخذ أشكالاً أخرى غير التخلّي الأوباميّ. هناك أيضاً التورّط الذي يستصغر سوريّا والسوريّين. أحد أشكال هذا التورّط، وهو يطلّ برأسه كلّ بضعة أعوام ولا يلبث أن ينكفىء بعد اصطدامه بالفشل، هو: تغيير النظام السوريّ من داخله، أو على الأقلّ تغيير تحالفاته الخارجيّة. ولا بأس بالتذكير هنا بأنّ الخمسينيّات كانت قد شهدت، رهانات عربيّة وغربيّة متقطّعة على تحويل سوريّا من التحالف مع المعسكر السوفياتيّ حينذاك إلى التحالف مع المعسكر الغربيّ. يومها، وفي ما سمّاه باتريك سيل «الصراع على سوريّا»، كان الحصاد بائساً أيضاً. لقد كسرت سوريّا احتكار السلاح الغربيّ وأدخلت السلاح السوفياتيّ إلى المنطقة قبل أن ترتمي، حتّى الاضمحلال، في أحضان جمال عبد الناصر. لم يحصل ذلك من دون دم كانت ذريعته اغتيال الضابط عدنان المالكي.

ما المشترك بين الخمسينيّات واليوم؟ وتالياً، بين موسكو السوفياتيّة وطهران الخمينيّة؟

أوّل الإجابة عن هذا السؤال يتعلّق بالنظام السوريّ نفسه: هو في الخمسينيّات كان عسكريّاً وأمنيّاً، ولو من خلف واجهة سياسيّة وبرلمانيّة، وهو اليوم أكثر عسكريّة وأمنيّة وبأضعاف مضاعفة. فوق هذا، فإنّ هواجسه الآن أكبر كثيراً، نظراً إلى عجز بشّار الأسد عن الإمساك بالبلاد والسيطرة عليها، والاضطرار إلى تقاسم سلطتها مع قوى داخليّة وخارجيّة عديدة. ونعلم أنّ تدخّل تلك القوى هو ما حماه من السقوط في سنوات ما قبل 2014. إذاً، أوّل ما يحتاجه هذا النظام وما يفضّله على كلّ اعتبار هو توفير أدوات الحماية من شعبه، أمّا الشيء الوحيد الذي قد يتردّد أمامه ويحسب حسابه فهو اصطدام بين طرفي الحماية الرئيسيّين، أي إيران برّاً وروسيّا جوّاً. هذا مع ترجيح الانحياز للأولى إن لم يعد هناك مهرب من الاختيار بين الطرفين. ميزة النظام الإيرانيّ (وكذلك الروسيّ) التي تجعله غير قابل للاستبدال أنّه مستعدّ لحماية النظام السوريّ من دون أن يستوقفه للحظة موقف الشعب وإرادته ومعاناته. بالعكس تماماً: إنّ الشبه بين طبيعتي الداعم والمدعوم تخلق لكلّ منهما جاذبيّة خاصّة في نظر الثاني. الشيء نفسه يصحّ، مع اختلاف الظروف، في الصداقة القديمة مع الاتّحاد السوفياتيّ. لهذا، وبسبب ديمومة النظام العسكريّ – الأمنيّ، كانت سوريّا، ما بين 1949 واليوم، أكثر بلدان «العالم الثالث» مناوأة للغرب، وأشدّها تصادماً مع البلدان التي تجاورها، كما كانت الأكثر رفضاً للتسويات الإقليميّة وتشكيكاً بها وتخريباً لها. هذا كامن في جينات النظام العسكريّ – الأمنيّ. فليس قليل الدلالة بالتالي أنّ لحظات التعاون الغربيّ والعربيّ مع هذا النظام لم تسفر عن شيء يُذكر. لا ترتيب الوضع اللبنانيّ، ولا الاندراج في تسوية شاملة للنزاع العربيّ – الإسرائيليّ، ولا أيّ تراجع عن علاقة دمشق بإيران. بعض تلك اللحظات كان كاريكاتيريّاً جدّاً، كعهد حسني الزعيم الذي افتُتحت به الانقلابات العسكريّة عام 1949. ذاك أنّ الربط بين ذاك العهد واتّفاق الزعيم مع شركة «تابلاين» الأميركيّة للنفط لم يغيّر حقيقة سقوط ذاك النظام بعد أربعة أشهر فحسب.

لقد أثبتت تلك التجربة المبكرة أنّ الدول الغربيّة، حتّى لو أرادت، غير مؤهّلة لدعم نظام أمنيّ – عسكريّ في سوريّا. في المقابل، فإنّ نظاماً كهذا مدعوماً من الغرب سيكون كاريكاتوريّاً بالضرورة. الاتّحاد السوفياتيّ وإيران الخمينيّة أشدّ تأهيلاً لهذه المهمّة وأكثر كفاءة بلا قياس.

صحيح أنّ النظام العسكريّ – الأمنيّ قد ينفتح على آخرين موصوفين بـ«الاعتدال»، في المنطقة أو في العالم، إمّا طمعاً بمساعدات ماليّة، أو للإيحاء بأنّه يمارس انفراجاً ما، وهذا ما برع فيه حافظ الأسد على مدى سنوات. لكنّ النظام المذكور لا ينشدّ، غريزيّاً وبنيويّا، إلاّ إلى أنظمة تملك السلاح ولا تملك إلاّ السلاح، وإذا استُشيرت أشارت بمزيد من التشدّد مع الشعب السوريّ، واستكثرت الحقوق التي يتمتّع بها. اليوم خصوصاً يصحّ هذا التقدير لأنّ إيران هجوميّة وراديكاليّة أكثر من أيّ وقت سابق، تماماً كما كان الاتّحاد السوفياتيّ مع بدايات الحرب الباردة، وخصوصاً بُعيد رحيل جوزيف ستالين واستيلاد استراتيجيّة عربيّة لموسكو. وطبعاً في الحالتين، هناك إسرائيل والأطماع الغربيّة وباقي المعزوفة الملازمة التي تلحم أطراف هذه التحالفات. لهذا لا تبدو مقنعة تلك السيناريوات التي تتردّد اليوم عن «اعتدال» سوريّ مستجدّ في السياسات الإقليميّة. فسوريّا تتغيّر و«تعتدل» في حالة واحدة: أن لا تعود حماية النظام أولويّة الأولويّات، وأن يتاح للسوريّين، بوصفهم أفراداً أحراراً، وجماعات حرّة، أن يبنوا مستقبلهم ويسعوا وراء مصالحهم كما يرونها هم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية ترأس اجتماعا للبحث في العقبات امام عمل شركة الفاريز ومارسال

وطنية/24 تشرين الثاني/2021

ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال اجتماعا، حضره وزير المالية يوسف خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والوزير السابق سليم جريصاتي، خصص للبحث في العقبات التي تواجه عمل شركة "ألفاريز ومارسال" في التدقيق المالي الجنائي في الحسابات المالية لمصرف لبنان.

 

الراعي استقبل شيا وفتفت ويونان ووفد المجلس الماروني: لبنان بحاجة للعودة الى هويته القائمة على الحياد والعيش المشترك

وطنية/24 تشرين الثاني/2021

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، التي عرضت لآخر المستجدات في لبنان والمنطقة، مؤكدة وقوف بلادها الى جانب الشعب اللبناني خاصة في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها.  من جهته، شكر الراعي للولايات المتحدة "دعمها للبنان على كافة الصعد وخصوصا ما تقدمه للجيش اللبناني الذي يحتاج الى دعم من الداخل والخارج، وهو المؤتمن على امن البلاد وسيادتها"، مؤكدا على "حاجة لبنان للعودة الى طبيعته والى هويته الاصلية القائمة على الحياد وعلى نموذج العيش المشترك والمشاركة المتوازنة في الحكم والادارة بين المسلمين والمسيحيين"، شاجبا "كل أشكال انتهاك هذا العيش وهي غريبة عن لبنان وعن تاريخه ودستوره وميثاقه الوطني".

يونان

وبعد الظهر، استقبل الراعي بطريرك السريان الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وكان عرض لقضايا كنسية واجتماعية ووطنية.

فتفت

بعد ذلك، التقى النائب سامي فتفت الذي عرض معه للهواجس السياسية وفي مقدمها الانتخابات النيابية والرئاسية المقبلة.

بعد اللقاء، قال فتفت: "هذا الصرح هو مرجعية وطنية والتشاور مع صاحب الغبطة حاجة وضرورة، وخاصة في ما يتعلق بالانتخابات النيابية التي شددنا على ضرورة أن تحصل في موعدها، كما الانتخابات الرئاسية، وكذلك انتخابات المغتربين التي يجب أن نحرص على حصولها وألا نقبل بأي محاولة لإلغائها".

 وختم: "تطرقت في حديثي مع غبطته الى علاقة لبنان بالدول العربية، وكيف ان اتفاق الطائف ينص على أن لبنان بلد عربي الهوية، وشددت على ضرورة الدفاع عن انتمائنا العربي وعلى عدم السماح لأحد بأن يأخذنا الى أي محور آخر".

المجلس الماروني

ومساء، استقبل الراعي وفدا من الهيئة الادارية للمجلس العام الماروني برئاسة المهندس ميشال متى، أيد مواقف البطريرك الماروني الوطنية واستمع الى توجيهاته. كما تمنى الوفد للراعي زيارة مباركة الى قبرص التي يزورها البابا فرنسيس. كما عرض لنشاطات المجلس ولنشاطاته خاصة على الصعيد الاجتماعي والانساني.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 24-25 تشرين الثاني/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 24 تشرين الثاني/2021

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/104368/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1249/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/November 24/2021

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/104370/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-november-24-2021/

#LCCC_English_News_Bulletin