المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 19 تشرين الثاني/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.november19.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ألحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: قَبْلَ أَنْ كَانَ إِبْرَاهِيم، أَنَا كَائِن

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/ حزب الله هو سرطان ونقيض لكل ما هو لبنان ولبناني وانسان وانسانية وحريات

الياس بجاني/ بشير الجميل شوكة بقلب كل عميل إيراني-ملالوي وجاهل وناكر لبنانيته

الياس بجاني/ فيديو ونص/الضمير هو صوت الله الساكن فينا … لنتخذ من ضميرنا ناصحاً لنا بعد الله، ودستوراً في كل شيء؛ وذلك لكي نعرف من أيَّة جهة تهبُّ الريح، فنفرد شِرَاعنا ونوجِّه سفينتنا طبقاً لها

الياس بجاني/الكاتب والصحافي قاسم قصير هو أداة اعلامية وثقافية عند حزب الله وبري من فئة النواعم ولابسي الكرافاتات

 

عناوين الأخبار اللبنانية

يوم ٢٣ آب ١٩٨٢، من اصل ١٩ نائباً شيعياً، ١٢ انتخبوا بشير الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية/فادي مطر/فايسبوك

ما حقيقة الحوار بين بكركي و"الحزب"؟

ما بين "القوات" و"الاشتراكي" و"الكتائب".. وماذا عن "التيار

"الحزب" لباسيل: الوقت انتهى.. الفريقان نحو الطلاق رئاسيًا؟

كيف سيتدخل المجتمع الدولي بعد رأس السنة؟

شؤون لبنانية... حين يتذوقون مرارة "إبداعهم"!/نبيل بومنصف/ النهار

الياس الزغبي ل"المركزية": "حزب اللّه"، بدفع إيراني، استظل إيجابية الترسيم مع إسرائيل والرضى الدولي كي يضاعف ضغطه على السلطة اللبنانية للوقوف ضد قرار لجنة حقوق الإنسان الدولية الذي يدين قمع النظام الإيراني للمرأة وسلبها حقوقها.

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 18 تشرين الثاني 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 18/11/2022

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

باسيل “يحرق” فرنجيّة في باريس: الرسالة وصلت إلى “الحزب”!

عرض رئاسي” من باسيل لبرّي!/رواند بو ضرغم/الجديد

كلّهم كانوا ضدّه... وخطران اليوم عليه/جان عزيز/الكلمة أولاين

لقاء “سرّي” بين بري وباسيل؟

نهج “8 آذار”: “لا تفكر نحن منفكر عنك”!

لبنان صوّت ضدّ اتهام إيران بالتمييز ضدّ الأقليات

طي صفحة عون وصهره في رئاسة الجمهورية!

نواب يقودون "معركة" الإطاحة بترشيح ميشال معوض

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس: الفاتيكان مستعد للوساطة لإنهاء صراع أوكرانيا

متظاهرون إيرانيون أضرموا النار في منزل أجداد الخميني

«الطاقة الذرية» تأمر إيران بالتعاون معها «فوراً» وهددت في قرار بإحالة «ملف طهران» إلى مجلس الأمن

واشنطن تفرض عقوبات جديدة على شركات تيسر بيع النفط الإيراني

مقاطع فيديو تظهر اشتعال النار في منزل عائلة الخميني

مناوشات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن في كردستان إيران

طهران اتهمت الغرب وإسرائيل بـ«التخطيط» لحرب أهلية... ومقتل عقيد في شرطة أصفهان

روسيا تتهم أوكرانيا بإعدام أكثر من 10 أسرى حرب

موسكو مستعدة للحوار وتدعو الأميركيين لـ«إعادة كييف إلى المفاوضات»

قواتها تسيطر على طريق استراتيجي في دونيتسك وتقصف مصنعاً للصواريخ ومنشآت لإنتاج الغاز

زيلينسكي لإردوغان: كييف ستظل ضامنة الأمن الغذائي

روسيا تتهم أوكرانيا بإعدام أكثر من 10 أسرى حرب

أضرار البنى التحتية في أوكرانيا تجاوزت 100 مليار دولار

أوروبا تواصل تجميد الأصول الروسية وموسكو تحذّر من «أكبر سرقة في التاريخ»

نتنياهو وإردوغان يتفقان على «عهد جديد» تبادلا التعازي في هجومي إسطنبول وأرئيل

باريس تدعو المجتمع الدولي لـ«رد حازم» على إطلاق بيونغ يانغ لـ«صاروخ باليستي»

ماذا تعني سيطرة الجمهوريين على «النواب» الأميركي؟

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الولاءُ للبنان سِمَةُ دخولِ بعبدا … مجموعُ المواقف التي يُطلِقُها حزبُ الله تَتركُ قناعةَ أنَّ أوْلويّتَه الحاليّةَ هي تغييرُ النظامِ اللبنانيِّ لا انتخابَ رئيسٍ للجُمهوريّةِ/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدةِ النهار

فرنجية: لست مرشّحاً للانتقام/نقولا ناصيف/الأخبار

باسيل أخطأ مرّتين… وفتور مع نصرالله!/محمد شقير/الشرق الأوسط

مخاض الرئاسة عسير: مسار التسوية مُعقَّد/كارول سلّوم/اللواء

لبنان: البحث عن رئيس «يليق» بـ«حزب الله/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

ثورة «17 تشرين» لعنة منظومة النيترات!/حنا صالح/الشرق الأوسط

قصّة سلك محطّة التزلّج في الأرز… رمّانة أم قلوب مليانة؟/نوال نصر/نداء الوطن

وهْم صناعة الرؤساء/وليد شقير/نداء الوطن

كيف تنتزع بكركي الاستقلال الثالث؟/شارل جبور/الجمهورية

إيران قد تزوّد فنزويلا بمصادر لإنتاج مسيّرات إنتحارية/فرزين نديمي/معهد واشنطن

شعار إيراني قديم يغزو العالم/أمير طاهري/الشرق الأوسط

السياسات الإيرانية... والسياسات العربية/رضوان السيد/الشرق الأوسط

ما وراء عودة نتنياهو للسلطة/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي استقبل بو حبيب حجار: سوريا باتت تستطيع استيعاب المزيد من النازحين  خوري: البطريرك استفسر عن مجريات التحقيق في تفجير المرفأ واطلعته على ما لدي من معلومات

 أمانة سر البطريركية المارونية: مجمع الكنائس الشرقية قرر إنزال عقوبة الحط عن الحال الإكليريكية للأب وسام معلوف وفصله عن جماعة رسالة حياة

بري استقبل فرونتسكا والسفير البريطاني ونقباء محامين سابقين

رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل: نصاب الثلثين في الدورة الثانية ورقة بيد حزب الله ومقاربة رئيس جمهورية مقابل رئيس حكومة " آخر الدني"

قبلان للقوى السياسية: نحن أمام كارثة وطنية

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ألحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: قَبْلَ أَنْ كَانَ إِبْرَاهِيم، أَنَا كَائِن

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من56حتى59/:”قالَ الرَبُّ يَسوع لِليَهود: «إِبْرَاهِيمُ أَبُوكُمُ ٱشْتَهَى أَنْ يَرَى يَوْمِي، ورَأَى فَفَرِح». فَقَالَ لَهُ اليَهُود: «لا تَزَالُ دُونَ الخَمْسِين، ورَأَيْتَ إِبْرَاهِيم؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: قَبْلَ أَنْ كَانَ إِبْرَاهِيم، أَنَا كَائِن». فَأَخَذُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوه. أَمَّا يَسُوعُ فَتَوارَى وخَرَجَ مِنَ الهَيْكَل.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

حزب الله هو سرطان ونقيض لكل ما هو لبنان ولبناني وانسان وانسانية وحريات

الياس بجاني/18 تشرين الثاني/2022

فهموها: كل لبناني يتعامى عن احتلال وارهاب ومشروع حزب الله الملالوي هو إما جبان أو عميل أو انتهازي أو غبي أو متخلي عن لبنانيته

 

بشير الجميل شوكة بقلب كل عميل إيراني-ملالوي وجاهل وناكر لبنانيته

الياس بجاني/18 تشرين الثاني/2022

بشير الجميل رمز وطني لبناني مميز وعنوان للشرف والإستقامة. الأوباش من مثل قبلان قبلان الجاهل بينهم وبين البشير ملايين السنين الضوئية

 

الياس بجاني، فيديو ونص/الضمير هو صوت الله الساكن فينا … لنتخذ من ضميرنا ناصحاً لنا بعد الله، ودستوراً في كل شيء؛ وذلك لكي نعرف من أيَّة جهة تهبُّ الريح، فنفرد شِرَاعنا ونوجِّه سفينتنا طبقاً لها

https://eliasbejjaninews.com/archives/8603/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%84%d8%b6%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d9%87%d9%88-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%8a%d9%86%d8%a7/

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2022

 

الكاتب والصحافي قاسم قصير هو أداة اعلامية وثقافية عند حزب الله وبري من فئة النواعم ولابسي الكرافاتات

الياس بجاني/14 تشرين الثاني/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113364/%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d9%82%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d9%82%d8%b5%d9%8a%d8%b1-%d8%a3%d8%af%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a/

عند حزب الله فريق من الأبواق والصنوج والأدوات الإعلامية موزعين ومفروضين بقوة الإرهاب والمال والتبعية على كل الوسائل الإعلامية، ومنها مواقع التواصل الإجتماعية داخل وخارج لبنان.

هؤلاء، هم بالمئات، ومن كل الأديان والمذاهب والشرائح اللبنانية المجتمعية، ومن أصناف ومرتبات وتخصصات متنوعة.

منهم الوقح، والفج، والمتعصب، والهجومي، والمستفز، والشتام، والمعمم، والعسكري والأكاديمي.

ومنهم الناعم واللطيف، وصاحب الكرافات والستايل الغربي الحضاري في اطلالاته، وفي توصيل رسائل وتوجيهات وتهديدات وسموم وأضاليل الحزب.

الصحافي قاسم قصير، ومع احترامنا له بالشخصي، هو من فئة النواعم ولا بسي الكرفاتات، لكنه في الحقيقة من أكثر الصحافيين التصاقاً بحزب الله وببري  مذهبياً وأدلجة ملالوية، ومن أهم حاملي مشروع حكام إيران التوسعي والإحتلالي والدكتاتوري والمذهبي، والمسّوقين له اعلامياً.

هو لابس كرافات ومش عمامي، ليس لأنه متحرر، بل بهدف الخداع الإعلامي وتمثيل دور الحمل.

وفي سياق دوره الخداعي، يدعي باستمرار بأنه قريب وعلى اتصال من ومع نافذين من السياسيين ورجال الدين والمثقفين المسيحيين، ومن حاضرة الفاتيكان وبكركي…كما جاء في مقابلة له اليوم مع تلفزيون الجديد.

يدعي القرب من محيط بكركي، وهذا كلام مشكوك في صحته ومصداقيته.

أما فيما يتعلق بادعائه القرب من المراجع الفاتيكانية، فهي عملياً صفر مكعب، ولا تتخطى شخص ومحيط سفير لبنان هناك، النائب السابق فريد الياس الخازن، الذي هو من غير السياديين والاستقلاليين، ومن الفاتحين اوتوسترادات ع حزب الله وبري، ومن الواهمين والحالمين بكرسي بعبدا، ومن زمان.

ما لا يجب تجاهله أو الإستهانة به، هو أن حروب حزب الله الثقافية والدينية والمذهبية التي يمارسها في لبنان، ومن ضمن عسكرها الإعلامي السيد قصير، ويصرف عليها الملايين، هي أخطر بمليون مرة من حروبه العسكرية.

في أسفل رابط فيديو مقابلة قاسم قصير اليوم من تلفزيون الجديد، وذلك حتى لا ينخدع أي أحد بما يسوّق له حزب الله بواسطته، في سياق ومخططات حروبه الثقافية ضد لبنان، وكل اللبنانيين، وكل ما هو لبناني.

https://www.youtube.com/watch?v=b4koedRrc98

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

يوم ٢٣ آب ١٩٨٢، من اصل ١٩ نائباً شيعياً، ١٢ انتخبوا بشير الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية

فادي مطر/فايسبوك/18 تشرين الثاني/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113422/%d9%81%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%85%d8%b7%d8%b1-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d9%a2%d9%a3-%d8%a2%d8%a8-%d9%a1%d9%a9%d9%a8%d9%a2%d8%8c-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d8%b5%d9%84-%d9%a1%d9%a9-%d9%86%d8%a7%d8%a6%d8%a8%d8%a7/

يوم ٢٣ آب ١٩٨٢، كان عدد النواب الشيعة في البرلمان اللبناني ٢٠ نائباً، وقد توفى الله منهم النائب الرئيس صبري بك حماده.

من اصل ١٩ نائباً، ١٢ انتخبوا بشير الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية، وهم:

الرئيس كامل الاسعد،

كاظم الخليل،

صبحي ياغي،

حسين منصور،

محمود عمار،

عادل عسيران،

عبد اللطيف زين،

رفيق شاهين،

أنور الصباح،

يوسف حمود،

حميد دكروب،

علي العبدالله.

بالإمكان سؤال ورثة هؤلاء النواب باية دبابة أتوا لإكمال النصاب، وقد توفي آخرهم النائب عبد اللطيف الزين عام ٢٠١٩. اما بخصوص النواب الموارنة فكان منهم يومها ٢٧ نائباً مقيما في لبنان، انتخبوا جميعهم بشير الجميل رئيسا للجمهورية، رغم  محاولات الترهيب التي تعرض الكثيرون منهم لها من تفجير لمنازلهم ومنازل افراد عائلتهم في المناطق التي كانت خاضعة للاحتلال السوري. وبالإمكان سؤال نواب مسيحيين او ورثتهم من المقلب السياسي الآخر كالنائب ميشال معلولي الذي كان نائبا لرئيس مجلس النواب. وتبقى زيارة بشير الجميل بعد انتخابه رئيساً للمرحوم النائب ألبير مخبير الذي امتنع عن حضور الجلسة وانتخاب بشير الجميل الجواب الأبلغ.

 

ما حقيقة الحوار بين بكركي و"الحزب"؟

أم تي في/18 تشرين الثاني 2022

اعتبر الوزير السابق سجعان قزي أنه "إذا لن يكون ولاء رئيس الجمهورية للبنان فمن الأفضل أن يبقى القصر مغلقاً والشغور الرئاسي سيستمر طالما لا مرشحين جديين أعلنوا عن ترشيحهم ويجب الانتقال الى جلسة انتخاب جدية يترشح فيها الأقطاب الأساسيين ولتحصل معركة".

وقال قزي في حديث لـmtv: الرئيس ميشال عون هو مَن فشّل نفسه بدخوله في محور الممانعة وتعاوَن مع أطراف ضد الشرعية والدستور والدولة ووحدة السلاح في البلاد. وأشار الى ان "فرنسا تحاول استباق الأحداث في إيران والخلاف الذي يمكن أن يحصل في الجنوب للقيام بتسوية في لبنان لكننا ضد التسويات التي تقوم بها ففرنسا في كل التسويات التي قامت بها في لبنان منذ 1975 لم تؤد الى انتصار فكرة سيادة لبنان". ورداً على سؤال حول وجود حوار بين بكركي وحزب الله، قال قزي: "الإشاعات متقدمة جداً أما الحقيقة فمتأخرة جداً، والبطريرك الراعي ليس على علم بوجود حوار بينه وبين "الحزب" ولا حوار حالياً"، مضيفاً: "على حزب الله وقف الحملات المباشرة وغير المباشرة ضد البطريرك أولاً وتأليف وفد رفيع المستوى لزيارته وفتح صفحة جديدة". من جهة أخرى، أكّد مصدر مطّلع أنّ التواصل بين بكركي وحزب الله قائم، على الرغم من نفيه من بعض الجهات، وهو يتمّ بهدوء وبعيداً عن الأضواء لضمان وصوله الى نتائج عمليّة.

وأشار مصدر مقرّب من بكركي الى أنّ من يحقّ له التحدّث باسم بكركي هي بكركي نفسها، ولا يمكن لأحد أنّ يدّعي عكس ذلك.

 

ما بين "القوات" و"الاشتراكي" و"الكتائب".. وماذا عن "التيار

أم تي في/18 تشرين الثاني 2022

علّق عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب ملحم الرياشي على كلام رئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة بالقول: "لا تعليق على الموضوع وأي خلاف لبنانيّ - لبنانيّ لا يُفرحنا ونُريد وطناً". وقال الرياشي في حديث لـmtv: نظرية المرشح التوافقي أو نظرية التسوية تحتاج إلى مثابرة على منتج ديمقراطي حقيقيّ لكن في الوقت نفسه تحتاج إلى ممارسة ولا يمكن الوصول إلى رئيس توافقي بالتعطيل. وأضاف "يجب الوصول الى انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت ممكن ولا نملك ترف الوقت في ظل المجاعة التي تجتاح بيوت اللبنانيين". وتابع "لا نفرض مرشحاً ولا أعرف ما الذي يمنع جميع فرقاء المعارضة من التوافق على مرشح واحد وبالتعطيل لا يمكننا الوصول الى انتخاب رئيس وميشال معوّض مرشح ضمن مشروعنا المطابق للمواصفات". ورداً على سؤال، أوضح الرياشي أن "لا تواصل سياسي بين القوات والتيار الوطني الحر والثقة معدومة بينهما ولن نكرّر تجربة السنوات الستة العجاف".

وأكد أن "هناك اتفاق على المبدأ والخطوط العريضة والخط الاستراتيجي مع الحزب التقدمي الاشتراكي والمصلحة المشتركة هي بأن نكون سوياً في استحقاق رئاسة الجمهورية و"ماشيين سوا" وسنبقى والتواصل مباشر بيننا وبين "الكتائب" وما يجمعنا رحلة دم وشهادة". وأضاف "نراهن على رئيس سيادي ينتجه المجلس النيابي والحياد هو مشروع خلاص للبنان وميثاق الطائف هو مشروع العيش معاً والنص قابل للتعديل والسعودية لا تتدخل في الشأن اللبناني ونحن حريصون على الطائف".

 

"الحزب" لباسيل: الوقت انتهى.. الفريقان نحو الطلاق رئاسيًا؟

لارا يزبك/المركزية/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022    

أبلغ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل المسؤولين الفرنسيين الذين تمكّن، بوساطة قطرية، من الاجتماع بهم في باريس في الساعات الماضية، بمَن لا يريده رئيسا للجمهورية، الا انه لم يقل لهم من يريد! هذا الضياع "البرتقالي"، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، يدل على ان الرجل لم يتمكّن من تسويق نفسه ولا ترشيحه، في الخارج. على اي حال، فإن هروبه من مسألة دعمه، الى المطالبة بتسوية عريضة، تشمل الى الانتخابات الرئاسية، تفاهما على شكل الحكومة ورئيسها ومهامها، يدلّ على انه أخفق في انتزاع موافقة غربية - يجب ان تنطلق من فرنسا، لولبِ الحركة الدولية التي تُعنى بالملف اللبناني - على تأييده في السباق الى قصر بعبدا. في ضوء هذا الفشل، تشير المصادر الى ان يجب رصد الخطوة المقبلة التي سيخطوها باسيل، في الداخل، غداة عودته الى بيروت. فالرجل، الذي رفض بشدة السير برئيس تيار المردة سليمان فرنجية، كما قال في تسجيله الصوتي المسرّب عمدا على الارجح، ورفض ايضا وفق معلومات متقاطعة، ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، سيجلس من جديد مع حزب الله.فهل سيتفق باسيل معه على مرشّح يطرحه رئيس التيار؟ ام ان الاخير سينفصل عن مسار حزب الله الرئاسي ويُكمل المشوار الى الانتخابات وحيدا، عبر ترشيح نفسه او عبر تسمية مرشح آخر "توافقي"، قال أمس إنه لا يزال يبحث عنه؟ الاكيد ان حزب الله ساير باسيل كثيرا في مسألة الورقة البيضاء، وأعطاه الوقت اللازم لمحاولة "شدشدة أوضاعه" في الخارج والداخل، لكن على الضاحية ايضا ان تُرضي حليفها الثاني فرنجية، الذي بدوره، استوعب تريّثَ حزب الله لكن شرط ان ينتهي هذا الاستيعاب، بدعمٍ له.

أمس، أوضح نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أنّ الحزب لم يعلن حتى الآن المرشح لرئاسة الجمهورية الذي سيصوّت له "رغبةً منا لإعطاء المزيد من الوقت للحوار مع القوى السياسية المختلفة والكتل النيابية المختلفة، علّنا نستطيع اختيار الرئيس المناسب بالتعاون والتشارك"، مشيراً إلى أنّ "الورقة البيضاء التي نضعها في صندوق الاقتراع هي إشارة إيجابية وفتح الطريق للاتفاق". وقال: نحن لا نريد المناورة كما فعل بعضهم بطرح اسم للحرق كمعبر للخيار الحقيقي الذي يريدونه، مؤكداً أنّ الحزب مع انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت "شرط أن يملك المواصفات التي تجعله صاحب خيار سياسي واقتصادي ينسجم مع لبنان القوي المستقل الذي لا يكون تابعاً ثم نعالج المشاكل الأخرى بالتفاهمات المختلفة". وقال إنّ "أكثرية النواب في المجلس النيابي الحالي يتوافقون معنا على مواصفات الرئيس لكن هناك اختلاف في تطبيق هذه المواصفات على بعض الأفراد، مع ذلك الأمر يحتاج إلى المزيد من النقاش والحوار". الحزب اذا أراد إعطاء وقت للحوار، وهذا الحوار ليس بين الكتل كلّها بقدر ما هو بين الحزب وباسيل وفرنجية.. فهل سيبلغ الحزب باسيل ان هذا الوقت نفد؟ وهل سنرى الحزب قريبا، في ظل تعثر مسار باسيل وتصلّبه إزاء فرنجية، يخرج من رماديته وينتقل من الورقة البيضاء إلى التصويت لرئيس المردة، أيا كان موقف باسيل من هذا التصويت؟!

 

كيف سيتدخل المجتمع الدولي بعد رأس السنة؟

 أخبار اليوم/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022  

اعتبر النائب وضاح صادق، في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" ان هناك نحو 50 نائبا مقتنعين بالتصويت للنائب ميشال معوض، ولكن في المقابل هناك قناعة لدى الفريق الآخر انه في حال توفر النصاب قد يكون هناك نحو 15 نائبا (ما بين تغييريين وتكتل الاعتدال) مستعدين للانتقال الى المقلب الآخر اذا حصلت معركة رئاسية فعلية. وردا على سؤال، اشار صادق إلى اننا قد نكون امام فرصة لانتخاب الرئيس وان كان لا يوجد توافق كامل حوله من قبل الجميع لكن ثمة اتفاق على جزء كبير من المواضيع الاساسية، وهذا ما يجعل الفريق الآخر يلجأ دائما الى تطيير النصاب، واضافة الى فقدانه التوافق في ما بين صفوفه.

واستغرب صادق دعوة الفريق الآخر الى التوافق دون طرح اي اسم، قائلا: كي نتشاور ونذهب الى التوافق يجب ان يكون هناك مرشح آخر في المقابل، مشددا على ان التوافق لا يكون من خلال التمسك بمرشح واحد، والا يكون الامر فرضا وسلطوية. واضاف: حين يطرح هذا الفريق اسما، يعني انه اصبح جاهزا للبحث جديا في الاستحقاق الرئاسي، انما لغاية اليوم لا يوجد لدى هذا الفريق قرارا بانتخاب الرئيس في المرحلة الحالية، كما ان الخلاف بين مكوناته اتسع لا سيما بعد مواقف النائب جبران باسيل من باريس، والتي تضمنت الكثير من الغرور. واشار صادق الى ان باسيل يمثل راهنا كتلة من 17 نائبا (الطاشناق خارج التيار والنائب محمد يحيى مستقل) وفعليا بعض الاصوات خرجت من كتلته، حيث ان نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب صوت بالامس للوزير السابق زياد بارود، ومن الواضح ان هناك خمس او ستة نواب على الاقل غير راضين على اداء باسيل، وبالتالي بأي حق يتكلم الاخير عن الميثاقية.

وفي هذا السياق، لفت صادق الى ان الثقل المسيحي موجود لدى الكتل التي تصوت للنائب معوض، وبالتالي لم يعد لدى التيار الوطني الحر القدرة على التعطيل على غرار استمداد قوته من القصر الجمهوري، في حين هو اليوم يستمد قوته الوحيدة من حزب الله الذي اعطاه مفتاح التعطيل.

واذ شدد على ان رئيس الجمهورية يجب ان يكون ضمانة للبلد وليس لفريق واحد، قال صادق: حزب الله اعطى غطرسته لمن ليس لديه اي مسؤولية لمصلحة البلد واللبنانيين، لا بل يقدّم فقط مصالحة الشخصية. وردا على سؤال، حول الحراك الخارجي، لا سيما الفرنسي، وامكانية ترجمته في الداخل؟ اجاب صادق: على الاقل لا احد يمكن ان يفرض اي خيار على النواب الـ13 التغييريين (على الرغم من انني لست ضمنهم، لكننا خضنا معارك سوية واعرف توجهاتهم) ولكن من الواضح ان هناك كتلا في المجلس يستطيع المجتمع الدولي او دول معنية بالملف اللبناني التأثير عليها وان كان بشكل متفاوت، بدءا من ارتباط حزب الله الخارجي، وصولا الى محاولات باسيل لطلب تدخل الفرنسيين في تسوية ما، ولكن هذه المحاولة قد لا تنجح، لا سيما وان لقاءات باسيل الباريسية اتت على مستوى متدن، لانه لا يحمل اي صفة او قوة تخوله الحصول على ثلاث مواقع اساسية في البلد مقابل قبوله بمرشح لرئاسة الجمهورية.

اضف الى ذلك، تابع صادق، الرئيس المقبل لا يفترض به ان يقدّم تنازلات خصوصا وان العهد جديد يجب ان ينطلق بخطوات اصلاحية، وبالتالي اي رئيس لن يتخلى عن مواقع ويعطيها للآخرين الامر الذي يفسد اي عهد مع انطلاقته. وخلص صادق الى القول: المجتمع الدولي ملّ من لبنان، اذ على الرغم مما اصاب البلد في السنوات الاخيرة، لا يوجد لدى المسؤولين اللبنانيين الحد الادنى من المسؤولية. ما هو التوجه اذا لكسر حلقة الجمود؟ كشف صادق: اذا لم نصل الى حلّ داخلي ولغاية رأس السنة، سيتدخل المجتمع في محاولة للضغط باتجاه انتخاب قائد الجيش جوزاف عون رئيسا للجمهورية.

 

شؤون لبنانية... حين يتذوقون مرارة "إبداعهم"!

نبيل بومنصف/ النهار/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

رغم رفقة الدرب الطويل "والنضال" وتقاسم الاغطية في مغانم السلطة والسياسة وسائر مشتقاتهما منذ العام 2006 وحتى الساعة ، يبدو قطبا محور 8 آذار  "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"  للمرة الأولى بهذا الشكل السافر امام تذوق مرارة التعطيل الذي هو درة نتاجهما المشترك واية ابداعهما في شل النظام الدستوري والمؤسساتي . حتى في زمن الوصاية الدمشقي لم يكن النظام الاسدي يوما في حاجة الى تعطيل نظام اداره مباشرة وعبر ازلامه وحتى من خلال خصومه فكان يختبئ وراء واجهاته اللبنانية ويصطنع حماية الديموقراطية اللبنانية فيما هو ينصب الحكام والرؤساء والوزراء والنواب وحتى الإداريين في الكثير من مفاصل الإدارة . مع عصر انتقال الوراثة الوصايتية من النظام الوصي الراحل عن لبنان تحت وطأة انفجار ما راكمه احتلاله المديد الى حلفائه الخلص وفي مقدمهم اب 8 اذار وقاطرة قواها واحزابها أي "حزب الله" شكلت شراكة التعطيل بين الحزب وحليفه المسيحي الشره الى اختصار المسيحيين وتبؤ مناصبهم منفردا وإلغاء كل منافسيه وخصومه وممارسات التعطيل وسياقاتها المختلفة من داخل السلطة وخارجها الجانب الأسوأ اطلاقا في تاريخ أيديولوجية هذا التحالف الذي استعاض واقعيا بالتعطيل عن انقلاب شامل شمولي على النظام الذي ارساه اتفاق الطائف علما ان هذا الانقلاب كان الهدف الحقيقي الجوهري الذي وقف وراء تفاهم مار مخايل . استهلكت تجارب التعطيل حتى الساعة ثلاثة عهود كان أخرها العهد العوني الانهياري المعتم التاريخي واذا بتحالف التعطيل يسقط هو نفسه في حفرة تجارب ما نصبه لسواه . على طريقة استهلاك الوقت وعدم الاخذ باي معيار من معايير التزام المهل الدستورية في التناوب على السلطة يخوض محور  8 اذار آخر تجاربه الذاتية من جهة والعامة من جهة أخرى بسلاح الخردة إياه الآيل الى تعطيل اتفاق هذا المحور، بين قواه واحزابه ، على مرشحه الرئاسي ، وتاليا تنظيم معركة السباق مع المرشحين الخصوم او التوافق معهم على أيصال الرئيس الرابع عشر للجمهورية . ما يتصاعد في مبارزة سليمان فرنجية وجبران باسيل يتجاوز التبسيط الذي تتناوله به معظم وسائل الاعلام لان اقل ما تتكشف عنه هذه المبارزة هي انكشاف اقوى قوة مسلحة تابعة لمحور إقليمي في لبنان عن حسابات تجعلها تخشى خشية قاتلة انتخاب رئيس لست سنوات مقبلة لا يكون كامل الولاء الصافي ل"حزب الله" . ولكن سطوة الحزب وكل تراكمات تحالفاته وكل حذاقة حساباته لم تقو هذه المرة على المبارزة بالتعطيل بين جبران باسيل وسليمان فرنجية علما ، والحق يقال ، ان الزعيم الزغرتاوي سواء في سياساته مع حلفائه او خصومه في المعركة الرئاسية الثانية هذه بعد تلك التي خسرها لدى انتخاب ميشال عون ، يظهر سلوكيات اكثر ديموقراطية باضعاف ما يظهره خصمه باسيل الذي يبدو ان اقل ما يهدف اليه هو حرب الغاء ساحقة ضد فرنجية . تتصاعد هذه المواجهة ضمن محور "الممانعين" فوق واقع تعطيلي مزدوج اذ لا شيء كان ليكون افضل للبنان وصورته اليوم من مبارزة ديموقراطية صرفة بين مرشح هذا المحور ومرشح المعارضة الحقيقية الجدية ميشال معوض الذي ثبت انه نتاج المعارضة الديموقراطية الوحيدة في هذا الاستحقاق . ولكن قوى الممانعة تأكل من لحمها أولا هذه المرة بل تتذوق السم الذي طبخته بسلوكيات التعطيل الذي ارتد الى نحرها . ولا بأس والحال هذه ان تتهاوى صورتها الحديدية المزيفة امام العجز عن ردع حرب الإلغاء المتدحرجة حتى حدود باريس !

 

الياس الزغبي ل"المركزية": "حزب اللّه"، بدفع إيراني، استظل إيجابية الترسيم مع إسرائيل والرضى الدولي كي يضاعف ضغطه على السلطة اللبنانية للوقوف ضد قرار لجنة حقوق الإنسان الدولية الذي يدين قمع النظام الإيراني للمرأة وسلبها حقوقها.

أجرت الحوار: جومانا نصر/المركزية/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022  

أبدى الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي أسفه عبر كالة "الأنباء المركزية" لرضوخ لبنان لتعليمات إيران و"حزب اللّه" وإطاحتهما بالإستقلالية الجزئية التي اتخذتها الدبلوماسية اللبنانية في المرحلة الأخيرة".

وقال: "في الأسابيع الأخيرة وفى لبنان بالتزاماته الدولية والعربية ولو بصورة خجولة، خصوصاً بعد حرب أوكرانيا. لكن للأسف  استطاع "حزب اللّه" وإيران إطاحة هذه الإستقلالية بالنسبة إلى التصويت في لجنة حقوق الإنسان الدولية لحماية المرأة الإيرانية وحقوقها ورفض القمع الذي تتعرض له في إيران. وكان فاقعاً جداً التدخل المباشر للسفير الإيراني مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ورئيسها نجيب ميقاتي شخصياً. وجاء الإسناد في هذا التدخل من قبل "حزب اللّه" باتصالات تضمنت نوعاً من التهديد والوعيد لميقاتي وبو حبيب معاً، إضافة إلى حملة إعلامية مركزة عبر وسائل الإعلام كافة بالتهويل على السلطة اللبنانية لعدم توقيع إدانة لجنة حقوق  الانسان لإيران ".

وأضاف الزغبي: "دلائل عديدة حملتها هذه الخطوة التي لا تعكس وجه لبنان لا سيما في هذه المرحلة، أولها أن حكومة تصريف الأعمال لا تزال خاضعة لقرار حزب اللّه خلافاً للإيحاءات السابقة بأنها أكثر إستقلالية وحرية في الموقف والسياسة الخارجية، وذلك تأسيساً على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، باعتبار أنه رسم خطاً منفتحاً من الحزب وإيران على المجتمع الدولي وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية. وقد تدخلت المصلحة الإيرانية المستندة إلى مشروع التمدد في المنطقة بالضغط على قرار الحكومة. وهذا يؤشر إلى أن حلقات المشروع الإيراني باستتباع لبنان وفصله عن بيئته العربية والدولية لا يزال مستمراً ولو بوتيرة أقل حدة. إلا أن هذا الموقف الأخير من لبنان يؤكد أن المشروع الإيراني يستكمل خطواته بحدودها الدنيا كما في الجامعة الأنطونية، وبحدودها العليا كما في قرار لجنة حقوق الإنسان".

ورأى الزغبي "أن أولى الخطوات الواجب اتخاذها هي استنهاض القوى اللبنانية الحية خصوصاّ السيادية منها، لوقف تمدد هذا المشروع الذي يهدد هوية لبنان ومعناه كدولة ووطن ورسالة. كذلك الضغط السياسي الداخلي والخارجي مع الوعي الشعبي لإعادة إنتاج السلطة اللبنانية بدءاً من رأسها أي رئيس الجمهورية وصولاً إلى حكومة جديدة ومؤسسات".

"ويمكن القول بأن شغور مركز الرئاسة الأولى لم يبدّل شيئا في القرار في هذه الحالة إذ أن الرئيس السابق كان أكثر طواعية وانسجاماً مع الموقف الإيراني وحزب اللّه لحسم موقف وزارة الخارجية في اتجاه رفض القرار الدولي. فماذا تغير إذا؟ لقدأثبتت مسألة الشغور الرئاسي أن حزب اللّه لا يقيم وزناً لأي رئاسة مليئة أو شاغرة، ولا لأي حكومة أصيلة كانت أم وكيلة، ولا لأي إدارة كاملة أو ناقصة، وهو يتابع خطواته متظللاً هذه المرة بنوع من الرضى الدولي نظراً إلى دوره الإيجابي في تسهيل ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل والإقرار بالتطبيع الضمني معها. وهنا يكمن تخوّف اللبنانيين الأحرار من أن يكون حزب اللّه يستغل هذا الرضى الدولي كي يتفرد أكثر بالقرار الإستراتيجي للدولة اللبنانية ومن ضمنه مسألة الرئاسة الأولى، بحيث يعطل انتخاب رئيس الجمهورية تحت ستار التوافق، بينما يسعى علناً كما جاء على لسان أمينه العام ورئيس كتلته النيابية وآخرين من كوادره إلى إيصال الرئيس "الذي يريد".

"يحصل كل ذلك والدولة غارقة في احتساب أصوات المعارضة والمستقلين والتغييرين وفريق الممانعة داخل مجلس النواب للوصول إلى الثلثين أو النصف زائد واحد لانتخاب رئيس للجمهورية. لكن بالنسبة إلى المجتمع الدولي الأمر يختلف. والأكيد أن هذا التورط الذي أُُجبِرَ عليه لبنان ضد سياق الرأي العام الدولي ولجنة حقوق الإنسان يقدم صورة غير سليمة وغير مشرفة للبنان الذي طالما التزم في تاريخه منذ إعلان دولة لبنان الكبير عام 1920 وخصوصاً خلال مفترقَي الإستقلال الأول 1943 والثاني 2005، المواثيق الدولية، وكان سباقاً في الدفاع عن حقوق الإنسان وساهم في وضع شرعتها الدولية".

وختم الزغبي حديثه ل" المركزية" بخلاصة الكلام: "إن تشويه صورة لبنان على هذا النحو الذي يفرضه "حزب اللّه" بدفع إيراني يؤدي إلى نجاح المشروع الذي يسعى إلى تدمير القيم اللبنانية، وقيم الجمهورية، والأسس التي نهض عليها لبنان كما شاءته بكركي وقواه الفاعلة منذ أكثر من قرن من الزمن".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 18 تشرين الثاني 2022

وطنية/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

لوحظ ان تباينات واضحة برزت في مواقف قوى سياسية حيال مسائل دستورية وسياسية حساسة ويفترض ان هذه القوى هي في موقع سياسي موحد في الاستحقاق الرئاسي.

حذرت أوساط اقتصادية من ان ظاهر الحركة النشطة على مشارف الأعياد لا تحجب الانزلاق المتعاظم نحو أوضاع مالية شديدة القسوة ستشهدها البلاد كلما تعثرت الرؤية السياسية في ظل الفراغ الرئاسي.

تبين ان التضخيم الاعلامي الذي أحاط بتحرك أخير لاحد السياسيين النافذين لم يكن مردوده إيجابيا عليه اذ انكشف انه لم يتحرك بدعوات خارجية مزعومة بل بسعي محموم.

الجمهورية

أنجزت بعثة أممية مهمة إنسانية في بيروت وغادرت من دون إجراء أي اتصال بأي مسؤول رسمي.

نُقل عن شخصية سياسية قولها في جلسة حزبية: أنا أؤيّد كل جهد للتفاهم في الداخل على رئيس الآن، لأنني أخشى أن نصل الى وقت يُجبرنا الخارج على التفاهم رغماً عنّا.

إتفق مرجع مسؤول مع مرجع سياسي على أنّ ما يجري الآن في انتخاب رئيس الجمهورية هو مجرد لَوفكة وتضييع وقت ورهان على متغيرات أو مغامرات بانتظار كلمة سرّ خارجية قد تفرض على الجميع.

اللواء

يستبعد مصدر في عاصمة اوروبية تمكّن رئيس تيار يتحرك حالياً، في الخارج، من مقابلة شخصيات رسمية رفيعة، يحاول ان يلتقيها.

تبيَّن أن لجوء إدارات مستقلة لإعلان الإضراب يرتبط الى حد ما بالمخاوف من ملاحقات، اعتقد المعنيون بها، انها سقطت بمرور الوقت!

بدأت بعض المصارف خطوات استباقية لجهة الحؤول دون سحب كامل الرواتب الجديدة، ولا سيما التي تفوق الـ15 مليون ليرة على منصة صيرفة، بالسماح بسحبها كاملة، ضمن حساب فُتح بالليرة اللبنانية.

نداء الوطن

يشير مرشح لرئاسة الجمهورية إلى أنّ اتفاق الترسيم شمل اتفاقاً موازياً هو بمثابة أداة تنفيذية للاتفاق تشمل سلّة رئاسية وحكومية وإدارية.

طلب رئيس حزب بارز من نواب كتلته عدم التطرق في الإعلام إلى زيارة خارجية يقوم بها، وذلك قبل مغادرته بيروت.

لا تزال جهات ترفض الالتزام بمقتضيات قانون الشراء العام وتتمرّد على هيئة الشراء العام، وفي طليعة تلك الجهات شركة «الميدل ايست».

البناء

توقع مصدر دبلوماسي يمثل دولة فاعلة في الوساطات الإقليمية والدولية أن المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران شهدت تحركاً كبيراً في اليومين الماضيين، مضيفاً أن التراجع في العلاقة الأميركية الإسرائيلية والأميركية السعودية يشكل عنصر دفع إضافياً لاحتمال العودة للاتفاق النووي.

قال مرجع دستوري إن الدعوة لنصاب الـ 65 نائباً في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بلا جدوى لو صحت الأسباب لأنه يحتاج مسار تعديل الدستور أي وجود رئيس جمهورية وحكومة وإذا كان أصحاب الرأي متمسكين به عليهم طرحه ما بعد الانتخاب بنصاب الثلثين ليبحث وإذا أقرّ يطبق في المرة المقبلة.

الأنباء

على عكس ما تروّج له بعض الأوساط الإعلامية عن تسوية تعمل لها دولة مهتمة بقصد تأمين انتخاب رئيس للجمهورية مقابل تحديد اسم موقع دستوري آخر سلفاً، فإنّ معلومات سياسية تشير إلى رفض تام من هذه الدولة بالذات لمثل هكذا تسوية.

حزب فاعل على قناعة بأن نائباً حليفاً يحاول تكرار لعبة سابقة في محاولة لتحقيق غايته ولو كلّفت المزيد من التعطيل والازمات.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 18/11/2022

وطنية/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

ثمانية عشر يوما صار عمر الفراغ في رئاسة البلاد تضاف الى قرابة الستة أشهر من عمر حكومة تصريف الأعمال فراغان يساويان تعطيلا شبه كامل في السلطة التنفيذية في زمن الانهيار الكامل.

بالنسبة إلى البعض الفراغ صار ضيفا تقليديا في بلد التعقيدات التي لا حلول لها لكن الغريب أن يصير التنظير بالفراغ وطول أمده أمرا عاديا وكأن الجميع قد سلم به قدرا محتوما لا رد له.

خطورة الأمر لا تتعلق بتدهور الأمن الاقتصادي والمالي وحسب بل يتعدى ذلك الى تدهور الأمن الاجتماعي الذي سجل في اساعات الاخيرة عددا من حوادث السلب والسطو بقوة السلاح وسرقة الأملاك العامة والخاصة والتهريب وتوسع دائرة التسول ناهيك بعدد الفقراء والمحتاجين على امتداد الاراضي اللبنانية وقد يكون الخبر إلإيجابي في هذا الاطار ثبات الأمن القومي بفضل العمليات الاستباقية للجيش والقوى الامنية لكشف خلايا الارهاب كما طمأن اليوم وزير الدفاع.

لم يكن لهذا الإرباك ليجد له مكانا في لبنان لولا المناخ الذي يوفره التسليم بالفراغ على المستوى السياسي والذي تذكيه التصريحات والمناكافات المتبادلة ليس فقط بين فريقي الاصطفاف التقليدي بل تلك التي تقع في خانة (نيران صديقة) أي داخل الصف الواحد.

ويندرج في هذا الاطار ما ساقه النائب جبران باسيل تجاه النائب السابق سليمان فرنجية من باريس وأعقبها اليوم بإعلانه أنه سيرشح نفسه للرئاسة إذا كان المشرح ليس بالخيار الجيد على حد وصف باسيل والتي يرتقب في الايام المقبلة كيف سيكون انعكاسها على مسار انتخابات رئيس الجمهورية.

قضائيا استقطب المشهد الداخلي اليوم موقفان الاول أطلقه رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود خلال احتفال قسم اليمين القانونية لاربعة وثلاثين قاضيا متدرجا بقوله  ان لا قضاء مستقلا من دون تفعيل لعمل المحاكم, مشددا على اهمية استكمال التحقيق في إنفجار مرفأ بيروت والثاني تداعيات قرار مجلس شورى الدولة القاضي بمنح المثليين حرية القيام بالنشاطات والتجمعات ومسارعة وزير الداخلية لرفض تنفيذ القرار المذكور.

ووسط كل الاوضاع المتردية بشرى للبنانيين قبل فترة الاعياد  فقد طلبت رئاسة  مجلس الوزراء من وزارة المالية تنفيذ مندرجات قانون الموازنة العامة بإعطاء زيادة قدرها شهرين على الراتب الأساسي للموظف في القطاع العام.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

عشية المونديال لبنان يجذب أنظار العالم بإضاعة أعلى رقم للأهداف في ملعب مل حضوره سوء اداء لاعبين جددا أوقعتهم الصدفة في فريق يدعي النخبوية ويحترف رمي الكرة كما في كل مرة خارج حدود المرمى. على ان ضربات الجزاء لهذا الأداء العشوائي لا يتلقفها سوى المواطن التائه في الأسواق السوداء لأسعار الصرف والسلع ولاحقا ربما الهواء.

والى قطر تتجه الانظار فالمونديال كما الموسيقى يوحد الشعوب بعيدا عن الانظمة المتصارعة من بحر الصين الى روسيا واوكرانيا رغم الأزمات التي تحيط بهم من كل جانب يترقب اللبنانيون إنطلاق المونديال يوم الأحد المقبل كغيرهم من شعوب العالم ويحدوهم الأمل ان تنجح وزارة الاعلام بالوصول إلى حل مع الشركة الناقلة للمباريات عبر الشاشة الوطنية مجانا وإلا فان فواتير الإشتراكات بالمحطات المشفرة بانتظارهم وهي بطبيعة الحال خارج حدود استطاعة شعب بات أكثر من 80 بالمئة فيه يعانون من ضائقة إقتصادية وعلى حدود وتحت خط الفقر.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

لليوم الثاني على التوالي: النائب جبران باسيل هو الحدث. فانتشار خبر لقائه بالرئيس نبيه بري اثار بلبلة ، خصوصا ان هجومه على بري في باريس جاء بعد لقائه به في بيروت. وتوضيحا للغط, اصدر مكتبه الاعلامي بيانا اعلن فيه ان حزب الله علم مسبقا بتاريخ الزيارة واهدافها بعكس ما حاولت بعض وسائل الاعلام اظهاره وترويجه،  مشددا على ان لا  اتفاق مع بري بمعزل عن الحزب. فلماذا هاجم باسيل بري بعدما كان التقى به؟ المعلومات تشير الى ان باسيل حاول التأسيس لعقد نوع من الصفقة مع بري تتضمن امرين: تخلي بري عن تأييد سليمان فرنجية، والاتفاق بين الرجلين على اسم آخر يشكل نقطة التقاء بين اللبنانيين.

لكن بري لم يمش بالاقتراح الباسيلي ، وقال لباسيل: " نصيحة،  روح عند حليفك السيد حسن نصر الله واتفق معو على الرئاسة.  انتا عم تتحاور معو خليك معو".  وقد فهم باسيل الرسالة جيدا،  فخرج من عين التينة الى باريس، حيث شن حملة شعواء على فرنجية لم يوفر فيها بري!

لكن، وبمعزل عن حركة باسيل تجاه بري، الواضح ان رئيس التيار الوطني الحر يسوف ويماطل ، معتقدا ان الوقت  خير حليف له، وان حرق اوراق جميع المرشحين للرئاسة واحدا تلو الاخر سيصب حكما لمصلحته. لذلك يشدد في كل تصريحاته الصحافية على انه رئيس اكبر كتلة نيابية، وان لا احد يمكن ان يتجاوزه وحزب ه في انتخابات الرئاسة.

وقد كشف باسيل صراحة لوكالة "رويترز"  انه لن يقبل ان يكون للبنان رئيس سيء، وانه في هذه الحالة بالطبع سيترشح. كلها معطيات تثبت ان باسيل سيستمر في تعطيل الانتخابات الرئاسية مع حليفه حزب الله الى  ما شاء الله، هو لأنه يريد ان يحسم الرئاسة لمصلحته، والحزب لانه لا يستطيع ان يغضبه، كما لا يستطيع حتى الان اقناع حليفه الاخر فرنجية بالانسحاب من السباق الرئاسي. فكيف ستنتهي لعبة الاستقطاب القاتلة  بين قوى الممانعة؟ وهل مكتوب على لبنان ان يدفع الثمن دائما مع هذه القوى : فاذا اتفق اركانها كان الخراب، واذا اختلفوا  كان الشغور والفراغ؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

بينما السياسيون عند سجالاتهم التي لا تنتج رئيسا، يقف اللبنانيون عند رواتبهم عسى ان تطعمهم خبزا.

فبعد جدل حول تأخر نشر الموازنة في الجريدة الرسمية، تم نشرها اليوم على الموقع الالكتروني وباتت نافذة من الخامس عشر من الشهر الجاري، ما طمأن الموظفين على ان الزيادة على رواتبهم باتت واقعا ابتداء من الشهر المقبل، اما سبب عدم نشر الموازنة في الموعد المحدد فلفقدان الورق .

ويأتي من يريد الكتابة على اوراق الوطن السياسية المهترئة معارك دينكشوتية، بدل الذهاب الى لغة جامعة لانقاذ البلد الذي لا ورق داخل مؤسساته الرسمية، اما عملته فباتت ورقا لا قيمة له امام تغول الدولار المرفوع على اكتاف سياسات وقرارات ارتجالية متخبطة – ان حسنت النوايا، وخطيرة ان تمعن الناظر باصل الحكاية. وابشع الحكايا: الكهرباء المفقودة بقرار اميركي .

على خطها محاولة جديدة للاختراق، تمثلت باطلاق مناقصة عمومية لشراء المحروقات لمصلحة كهرباء لبنان، تجريها المديرية العامة للنفط بالتنسيق مع هيئة الشراء العام في ادارة الكهرباء. وان تأجل فض عروضها اليوم لاكمال مستندات بعض الشركات، فان الامل بتأمين الكفالة المالية المطلوبة من الدولة للسير بعملية الشراء.

اقليميا باع الرئيس الاميركي جو بايدن كل وعوده الانتخابية في بازار النفط السعودي، وحصن ولي العهد محمد بن سلمان قانونيا ودبلوماسيا من اي ملاحقة قضائية بقضية قتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، في دليل على ان الحرية وحقوق الانسان كتمثال من تمر متى شاؤوا عبدوه ومتى جاعوا اكلوه.

اميركا هذه نفسها تفرض عقوبات على وسائل اعلام وشخصيات صحفية ايرانية بينها رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني “السيد بيمان جبلي”، وتغذي الاحتجاجات واعمال العنف والعمليات الارهابية ضمن حملة مبرمجة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وامنها القومي، متذرعة بدعم حرية الرأي والتعبير.

ذرائع زائفة رأت فيها المجموعة اللبنانية للاعلام – قناة المنار واذاعة النور – انتهاكا سافرا لمبادئ وشرعة حقوق الإنسان، وتدخلا في قضايا ذات شأن سيادي داخلي، معلنة تضامنها ووقوفها الى جانب الزملاء الاعلاميين ممن طالتهم هذه العقوبات.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

على الجبهة الرئاسية، الخرق مستبعد في المرحلة الراهنة. فتوزع القوى بات واضحا بين مصوت لميشال معوض، ومرشح لسليمان فرنجية، وطارح لحل متكامل، يبدأ بانتخاب رئيس وفق برنامج محدد في السياسة والاقتصاد، على ان يلتزم به العهد كاملا، حكومة ومجلس نواب. أما احتمالات التوفيق بين الاتجاهات الثلاثة، التي يعبر عنها كل من الاطراف، فيبدو مستحيلا، أقله اليوم.

فالمصوتون لميشال معوض، يناهضون المقاومة. ومرشحو سليمان فرنجية، أولويتهم حماية المقاومة. أما رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي يرى في بناء الدولة الأولوية المطلقة اليوم، من دون أن يتعارض ذلك مع حماية المقاومة للدولة، فجدد في مقابلة مع مونتي كارلو الدولية، رفض انتخاب فرنجية، لأنه ليس مرشحا توافقيا، كما قال ردا على سؤال.

أما على الجبهة الحياتية، فترقب لمصير الكهرباء بساعاتها العشر، في وقت بدا أن صفحة الفيول الايراني قد طويت، ومشروع الكهرباء والغاز من الاردن ومصر، المدعوم نظريا من الولايات المتحدة، يترنح تحت وطأة مندرجات قانون قيصر الأميركي من جهة، والاستعصاء اللبناني على الإصلاح من جهة أخرى.

وفي موازاة ملف الكهرباء، يثير رفع سعر الدولار الجمركي مخاوف الناس مع كل ساعة تمضي، في وقت بدأ بعض القطاعات برفع الصوت، تحذيرا من الفوضى الآتية حتما في ضوء الغموض غير البناء المعتمد من قبل معظم المعنيين بتنظيم هذا الموضوع.

يبقى أخيرا وليس أخيرا، قانون الكابيتال كونترول بما يرمز إليه من إصلاح، والذي يحضر مجددا الإثنين على طاولة اللجان النيابية المشتركة، من دون أن يبرز اي مؤشر الى قرب اقراره، بما يطمئن المودعين القلقين على مصير الودائع. أما البداية، فمن الملف الرئاسي.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

أسبوع آخر من عمر الفراغ الرئاسي يمر من دون أن يلوح في الأفق ما يشير إلى أن هذا الفراغ عمره قصير، استنادا إلى المعطيات التالية:

دوامة الجلسات النيابية التعطيلية: نصاب الدورة الأولى مؤمن، ثم يطير فلا تنعقد الدورة الثانية.

حركة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من قطر إلى فرنسا، مرورا بعين التينة، وإبلاغ جميع من التقاهم أنه يرفض السير بخيار رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، هذا الموقف ينتظر كيف سيتعامل معه حزب الله، فهل وقع في إحراج بين حليفيه؟ وكيف سيخرج من هذا الإحراج؟

الجامع المشترك بين المحطات الثلاث: قطر، فرنسا، عين التينة، أن لا بيانات رسمية عن فحواها، بل إن التسريبات أطلقت العنان للأجتهادات والتحليلات، وما أصبح مؤكدا أن باسيل لا يسير بفرنجيه حتى وإن طلب منه حزب الله ذلك، فهل هذا الموقف يخربط من حسابات الحزب؟ وكيف سيتعاطى مع هذا المعطى الجديد؟ وهل حسب الحزب أنه لن يستطيع إقناع باسيل؟ وما هو مستقبل العلاقة بين الحزب والتيار في هذه الحال؟

 كل الملف الرئاسي متوقف عند الإجابة على هذه الأسئلة، فالمسألة لم تعد مسألة نصاب وتعداد بل: ما هو مستقبل العلاقة بين الرابية وحارة حريك إذا كان باسيل يتمسك بشخصه كمرشح أول، وإذا كان حزب الله يتمسك بفرنجيه كمرشح أول؟ هنا المأزق، والباقي تفاصيل تقنية.

دوليا، تطور بارز في علاقة واشنطن بولي العهد السعودي: الحكومة الأميركية اعتبرت أن الأمير محمد بن سلمان الذي "يترأس حكومة المملكة العربية السعودية" يتمتع بالحصانة تحول دون ملاحقته في الدعاوى القضائية المتعلقة بقتل الصحافي جمال خاشقجي في 2018، على ما أظهرت وثائق قدمت لمحكمة. وكان أمام الحكومة الأميركية مهلة تنتهي أمس لتقديم رأي بهذا الخصوص.

رياضيا، بشرى جزئية إلى عشاق المونديال: قنوات "بي إن سبورتس" الرياضية ستنقل اثنتين وعشرين مباراة دون تشفير، بما فيها الافتتاح بين قطر والاكوادور.

وهناك أيضا ما سيعلنه وزير الإعلام إلى اللبنانيين في شأن نقل المونديال.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

ساعات ويضبط الكوكب دورانه على كرة أرضية وكل ما عدا ذلك مؤجل إلى ما بعد بعد قطر فأنظار الملايين في انتظار صافرة انطلاق المونديال واللبنانيون هائمون لالتقاط مراصد بث مباريات الكرة الساحرة بعدما عجزت الدولة عن تأمين البدل المالي لترددات الملاعب.

وابتداء من يوم الأحد العالم سيتسمر أمام الشاشات وعلى المدارج ولا من يدرج لبنان وشغوره وأزماته على لائحة الاهتمام.

وفي الوقت الضائع لعب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مبارياته الأخيرة على الأرض القطرية و"طلب القرب" من بري قبل الرحيل إلى شمس باريس، فكان له ما أراد استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس التيار جبران باسيل، واستدرجه إلى كرسي الاعتراف بمكنوناته قبل أن يرفع البطاقة الحمراء في وجهه "ومن غير مطرود" أحاله إلى حزب الله الوصي الأصلي عن الملف الرئاسي خطط رئيس التيار للانقلاب في عين التينة وأذاع البيان رقم واحد في باريس.

وفي معلومات الجديد فإن باسيل حاول دق إسفين بين الثنائي الشيعي وعرض على بري الاتفاق على اسم شخصية مارونية وإيصالها إلى بعبدا، وتعهد بأن يؤمن لها دعما من بكركي وغطاء من البطريرك الراعي على أن يعرض الاتفاق بعدها على باقي الفرقاء السياسيين وبذلك يكون باسيل قد حشر حزب الله في "بيت اليك"، ويتبنى مرشح باسيل- بري عوضا عن سليمان فرنجية.

قرأ بري صفقة باسيل من عنوانها وقدم له النصيحة بأن يتفق مع حزب الله على الرئاسة، ويعود إليه بالجواب وهو بدوره سيوافق على ما يتفقان عليه وكاد يقول له "روح خيط بغير هالمسلة".

ومن جواب عين التينة جرى تشخيص حالة الهذيان التي وصل إليها رئيس التيار في باريس. وفي محاولته لمحو آثار الجريمة، نفى مكتب باسيل أن يكون قد التقى رئيس المجلس بغير علم حزب الله.

وقال ردا على وسائل إعلام يقصد بها الجديد، أنه نسق مسبقا مع الحزب بتاريخ الزيارة وأهدافها مؤكدا أن لا اتفاق أبدا مع بري بمعزل عن حزب الله لكأن باسيل في توضيحه يطلب العفو والغفران ويكذب على الحزب والإعلام والرأي العام على حد سواء.

ولو كان لحزب الله مصادره لأصدر بيان نفي، متوجها إلى باسيل بالعبارة الشهيرة "لو كنت أعلم" وبشهادة مصدقة بالموقف عبر وكالة رويترز قال "جاندارك" التيار: لقد اتخذت قرارا بعدم تقديم نفسي من أجل تجنب الشغور وتسهيل عملية ضمان اختيار مرشح جيد لكنني لم أفعل ذلك من أجل إطالة أمد الفراغ واختيار مرشح سيئ ومن "أناه" ونرجسيته التي حيرت علم النفس في توصيفها.

أضاف: لن أقبل بأن يكون لدي رئيس سيئ وفي هذه الحالة بالطبع سأترشح وحبذا لو يقدم باسيل على اقتراف إثم الترشح وعند الامتحان لن يكرم بالنصاب وحتما سيهان فهو نسج العداوات مع كل الأطراف وحرق جسور التواصل مع الكتل النيابية الوازنة أو حتى الفرعية.

وفي النصاب التشريعي، وقع خمسة نواب يمثلون خمس اعضاء المجلس على عريضة لمساءلة وزراء اتصالات سابقين في ملفات هدر وفساد وهدر ملايين الدولارات من المال العام فيما يتعلق بمبنى قاصابيان في محلة الحدت.

وعلمت الجديد أن رئيس مجلس النواب نبيه بري تبلغ باكتمال عريضة الاتهام، وسلم نسخة عنها إلى الوزراء المطلوب اتهامهم لتبدأ بذلك مهلة العشرة أيام لعقد جلسة خاصة للتصويت على طلب الاتهام أو رده وتزامنا فضت هيئة الشراء العام عروض المناقصات لشراء الفيول والغاز أويل لصالح شركة كهرباء لبنان لتأمين ساعات تغدية إضافية بالتيار الكهربائي.

وتبين أن ملف شركة من أصل ثلاثة مطابق للمواصفات ومكتمل البيانات فأمهلت الشركتين الأخريين حتى الأربعاء المقبل لتسوية ملفاتها, وإذا ما تم الأمر وتأمنت الكهرباء، فلا خطوط توتر لتتنقل عليها الطاقة بين الفيدار وجبيل، بعدما تعرضت كابلات الكهرباء للسرقة وفي وضح النهار وقدرت قيمة المسروقات بمئة وخمسين ألف دولار "والتيار السايب بيعلم الناس الحرام".

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

باسيل “يحرق” فرنجيّة في باريس: الرسالة وصلت إلى “الحزب”!

نداء الوطن/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022   

مَن يعرف جبران باسيل عن كثب، من الحلفاء قبل الخصوم، يدرك جيداً أنه “شخصية تعمّدت مراكمة حيثيتها على الأزمات وأتقنت فنّ افتعالها للعوم على ظهرها”، بحسب تعبير أحد المقرّبين السابقين منه، فهو “يجهد في التخطيط لإثارة المشاكل والعداوات لكي يقتات من جناها سياسياً في لعبة تكريس الدور والوجود على الساحة الوطنية”، جازماً بأنه “لا وجود لهفوة غير مقصودة في قاموس باسيل بل كل شيء له مغزى ومعنى وراء ما يقوله أو يسرّبه للإعلام بدءاً من تسجيل “البلطجي” الذي أراد من ورائه إطلاق شرارة الاشتباك المباشر مع نبيه بري، وصولاً بالأمس إلى التسجيل الصوتي المسرّب الذي أراد من خلاله “حرق” سليمان فرنجية في باريس وشطب اسمه من قائمة الترشيحات الرئاسية”.

فبحسب ما جاء في التسجيل من عبارات هادفة إلى تهشيم صورة فرنجية أمام الفرنسيين وتقزيم حجمه “الصغير” الذي يتراجع حتى في زغرتا، رأى مصدر قيادي في قوى 8 آذار من مؤيدي ترشيح فرنجية أنّ جوهر حديث باسيل لم يكن موجهاً ضد فرنجية بقدر ما كان يحمل رسالة مباشرة إلى “حزب الله” لا سيما حين قال في التسجيل بلسان العونيين: “تحمّلنا كل هذا الضغط حتى نأتي بفرنجية رئيساً؟” في إشارة إلى الضغوط التي يعتبر باسيل أنه تحملها شخصياً بعد خضوعه للعقوبات الأميركية نتيجة تغطيته لـ”الحزب” وسلاحه في لبنان وفي المحافل الدولية والعربية، وأردف المصدر: “هذا هو جوهر الرسالة وأعتقد أنها وصلت”.

وفي خلاصة “الرسالة” جاء ردّ باسيل على تدشين “حزب الله” خطواته الأولى نحو المجاهرة بترشيح فرنجية ليشدد قائلاً: “بلانا ما فيهم يجيبوا رئيس للجمهورية وما رح نسجّل على حالنا أننا انتخبنا حدا مثل سليمان فرنجية”، وهو كلام موجه إلى حارة حريك بالدرجة الأولى وإن كان ألبسه طابع العداوة مع ترويكا “بري – ميقاتي – فرنجية”، الأمر الذي استدعى جملة ردود مباشرة من رئيس المجلس النيابي الذي اعتبر أنّ “ما كان الأمر عليه في العام 1990 أفضل مما قُدّم لنا في السنوات الست الماضية والذي يتلخص بـ: عون – باسيل – جريصاتي”. أما على “جبهة بنشعي” فتولى النائب طوني فرنجية الرد مباشرةً على باسيل بالقول في تغريدة: “ونحن أيضاً لا نتفق معك في البرنامج السياسي والإصلاحي لبناء دولة، “جربنا وشفنا” أوصلتنا الى جهنم”، وذلك بالتوازي مع إعادة مناصري “تيار المردة” التداول بتغريدة سابقة لرئيس “التيار” سليمان فرنجية على تويتر جاء فيها: “الأقزام عند مغيب الشمس ترى خيالاتها أكبر”.

وفي السياق عينه استرعى الانتباه أمس الهجوم الصريح الذي شنّه النائب آلان عون على ترشيح “الثنائي الشيعي” فرنجية لرئاسة الجمهورية، مبدياً امتعاض “التيار الوطني” من تبني حليفه “حزب الله” فرنجية “مرشحاً وحيداً” للرئاسة وأضاف: “من غير المسموح أن يقول لنا “الحزب” أنا لا أثق إلا بشخص سليمان فرنجية، فإذا كان “حزب الله” لا يثق إلا بفرنجية فهذا يعني أن المشكلة فيه هو وليست في سائر اللبنانيين”… وتعقيباً على هذا المشهد، توقعت مصادر واسعة الاطلاع على أجواء “التيار الوطني” أن “يتصاعد المسار التصعيدي من جانب “التيار” حتى يتراجع “حزب الله” عن ترشيح فرنجية وإلا فإنّ باسيل لن يتوانى عن تجاوز الخطوط الحمر في علاقته مع “الحزب” داخلياً وخارجياً، لأنه ببساطة ليس مستعداً لأن يطلق النار على رأسه إذا أصرّ السيد حسن نصرالله على ترشيح فرنجية حتى ولو كلّفه الأمر إعلان “تفاهم مار مخايل” منتهي الصلاحية”.

في الغضون، تستمر مسرحية “الورقة البيضاء وتعطيل النصاب” في مجلس النواب تحت وطأة استمرار حالة التخبط في صفوف قوى 8 آذار حيال مسألة الترشيحات الرئاسية، فأعادت جلسة الانتخاب السابعة أمس استنساخ نتائج سابقاتها في صندوق الاقتراع وسط احتدام سجال النصاب القانوني المطلوب في الدورة الانتخابية الثانية لا سيما بين النائب سامي الجميل وعدد من النواب التغييريين من جهة ورئيس المجلس ونواب “حركة أمل” من جهة ثانية، في حين برز تأكيد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عدوان على موقف التكتل الداعي إلى وجوب الإبقاء على اعتماد نصاب الثلثين لانتخاب رئيس الجمهورية في الدورتين الأولى والثانية وما يليها من دورات “رغم عدم ذكر مسألة النصاب في الدستور”، لكنه شدد في الوقت عينه على أنّ العقبة الرئيسية أمام إنجاز الاستحقاق الرئاسي تتمثل في تعمّد عرقلة العملية الانتخابية من قبل بعض النواب لأنّ “الدستور يمنع أيضاً مقاطعة الجلسات وهذه مسؤوليتهم النيابية”.

 

“عرض رئاسي” من باسيل لبرّي!

رواند بو ضرغم/الجديد/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

ما يقارب الساعة والنصف، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في عين التينة، قبل يوم من توجه الأخير الى باريس، طالبا فتح صفحة جديدة في العلاقة بين التيار الوطني الحر وحركة أمل. نسق باسيل الموعد مع كريمة الرئيس بري، القائم بأعمال السفارة اللبنانية في قطر السفيرة فرح بري، وذلك أثناء زيارته الى الدوحة الاسبوع الماضي، فاستجاب الرئيس بري كالعادة منفتحا على الحوار. وفق معلومات خاصة بالجديد، بدأ باسيل بعرض تفاصيل ما جرى في اللقاء بينه وبين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وأخبره أنهما لم يتفقا رئاسيا بسبب دعم نصرالله لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية. هذا وتضيف معلومات الجديد أن باسيل عرض على برّي الاتفاق على اسم شخصية مارونية وإيصالها الى قصر بعبدا، وتعهد باسيل أن يأتي لها بدعم بكركي وأن يحصل على غطاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وبذلك يكون المرشح الرئاسي وفق باسيل قد نال الغطاء اللازم منه ومن بري والبطريرك الماروني، ليعرض بعدها على باقي الفرقاء السياسيين من اجل انتخابه. يعتقد باسيل انه عندما يرى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن حليفيه متفقان، ويتيقّن أنه غير قادر بأن يأتي بفرنجية رئيسا، عندها يتبنى حزب الله المرشح الذي يختاراه (اي باسيل وبري). تلقى باسيل نصيحة من الرئيس بري مفادها أن يذهب الى حليفه الوحيد السيد حسن نصرالله، وأن يتفق معه على الرئاسة لأنه المسؤول في هذا الملف، وأن يعود اليه بعدها ليطلعه على جواب حزب الله، وهو بدوره سيوافق على ما يتفقا عليه. الا أن حين لم يصل باسيل الى مبتغاه الرئاسي، غادر عين التينة متوجها في اليوم التالي الى باريس، وسرب بعدها كلاما يهاجم خلاله الرئيس بري، الذي كان يحاول قبل يومين فقط أن يعقد صفقة رئاسية معه في الخفاء، ويتظاهر بطلب الاصلاح الحقيقي في العلن.

 

 كلّهم كانوا ضدّه... وخطران اليوم عليه

جان عزيز/الكلمة أولاين/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022       

سقط الطائف السوري إلى غير رجعة. بل دُفن. وأُقيم على قبره حرّاس شهود شهداء، من كلّ الوجدانات بلا استثناء. وما بقي اليوم هو الطائف اللبناني. وأجمل ما فيه اسمه الأصليّ: وثيقة الوفاق الوطني. لكن فلنتذكّر هذه الحقائق: كلّهم كانوا يوماً ضدّ الطائف. ثمّ انضووا كلّهم تحت سقفه، وعلى مراحل، وعن قناعة أو انتهازيّة. والأهمّ أنّ هذا السقف في خطر اليوم. لا بل أمام خطرين وجوديَّين اثنين. الطائف، الذي أُقرّ قبل 33 عاماً، هو تسوية ميثاقية، أُعطيت كألواح الوصايا لأناس هم خليط من عقل وجنون، من شغف حياة واستسهال موت وقتل، ونحر وانتحار. كانوا قد تقاتلوا حتى أُنهكوا، فأُعطيت لهم خلطة عجائبية من تسوية ميثاقية حول الأساسيّات، وتفاصيل تنظيمية حول التقنيّات والإداريّات. الميثاقي في الطائف هو الثابت. التنظيميّ متحوّل. الميثاقي هو المؤسّس. العملاني هو المتطوّر. الميثاقي جاء من المعاناة. التنظيمي جاء من ردود الفعل حيال الكيديّات والحرتقات والحساسيّات. كان ميشال عون متّهماً بأنّه جيَّر الجيش اللبناني كلّه لهَوَس رئاسيّ. فجاءت فقرة المادّة 49 الشهيرة ومهلة السنتين لانتخاب الموظّفين

الشقّ التنظيمي من الطائف محدَّد بزمانه ومكانه:

مثلاً، كان أمين الجميّل متّهماً بتأخير إصدار المراسيم والقوانين. فصار في الاتفاق نصٌّ على مُهَل دستورية ملزِمة لتوقيع الرئيس. بينما لا مهل لتوقيع وزير. أو كان ميشال عون متّهماً بأنّه جيَّر الجيش اللبناني كلّه لهَوَس رئاسيّ. فجاءت فقرة المادّة 49 الشهيرة ومهلة السنتين لانتخاب الموظّفين.

هذا الشقّ التنظيمي من الوثيقة عَرَضيّ تفصيليّ. وهو قابل لأيّ تطوير، وبنصوص من دون الدستور. نظام داخلي لمجلس الوزراء كافٍ وحده لحلّ معظم تلك الإشكاليّات الإدارية التقنيّة، إن لم يكن كلّها.

الميثاقيّ أساس الطائف

لكنّ الأساس في الوثيقة هو الطائف الميثاقيّ. وفيه ثلاث مسلّمات تأسيسية بنيويّة:

- أوّلاً، هذا التلازم بين الانتماء العربي ونهائية الكيان اللبناني. مع المفارقة أنّ بداية نهضة العروبة الحديثة مسيحية أكثر منها مسلمة. بينما مقولة نهائية لبنان شيعية لا مسيحية، أطلقها السيّد موسى الصدر منتصف السبعينيّات، قبل أن تكرّسها "الثوابت الإسلامية" من دار الفتوى في أيلول 1983، قبل الطائف بأعوام ستّة.

 

لقاء “سرّي” بين بري وباسيل؟

الأخبار/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022       

تبين أن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل زار قبل بضعة أيام عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري بعيداً عن الإعلام. ووفقَ معلومات “الأخبار”، فقد تواصل باسيل مع القائم بأعمال السفارة اللبنانية في قطر السفيرة فرح بري خلال زيارة له للدوحة وقال إنه يريد ترتيب لقاء مع رئيس مجلس النواب لتهدئة الأجواء، وهكذا كان. عادَ باسيل والتقى بري بداية الأسبوع وعبّر عن نيّته فتح صفحة جديدة من أجل البلد، معتبراً “أننا كلنا لدينا أخطاء والآن لا بد من حوار بين الجميع للخروج من الأزمة”، وكانَ جواب بري مُرحباً خصوصاً أنه هو من دعا إلى حوار بشأن الرئاسة، ولن يمانع بفتح صفحة جديدة مع “حليف الحليف”

 

نهج “8 آذار”: “لا تفكر نحن منفكر عنك”!

جريدة الأنباء الإلكترونية/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022      

أزمة انتخاب رئيس للجمهورية تتعمق أكثر فأكثر، لتغدو معها جلسات الانتخاب خلفيةً لصورة تعكس واقعاً مضحكاً مبكياً لحال البلد التائه بين أزمات المنطقة وتعقيداتها. فمع كل جلسة يتأكد أكثر أن التسوية بعيدة المنال مع تكرار سيناريو تطيير النصاب، إذ لم تختلف الجلسة السادسة المخصصة لانتخاب رئيس أمس عن سابقاتها لا في الشكل ولا في المضمون، ما خلا النقاش حول كيفية احتساب النصاب، وقد بقي فريق ٨ آذار على خيار الورقة البيضاء من دون تسمية مرشحه بشكل رسمي، ومعه انتقلت عدوى الاستخفاف بهذا الاستحقاق إلى جهات أخرى ابتدعت أسماء ورموزا اقترعت لها بعيداً عن أي جدية تحترم خيارات الناخبين من جهة والدستور من جهة ثانية. وقد صار واضحا أن البعض من الكتل والنواب بانتظار إيحاءات خارجية، بينما كتل المعارضة (اللقاء الديمقراطي وتكتل لبنان القوي وحزب الكتائب وحركة تجدد) أعلنوا مرشحهم وحددوا خيارهم منذ الجلسة الأولى. في هذا السياق، توقفت مصادر سياسية حيال ما يحصل خصوصًا بعد تسريب مواقف للنائب جبران باسيل يرفع فيها سقف مواقفه التعطيلية، واعتبرت المصادر ان النهج المتبع من قبل فريق ٨ آذار أنه “من مخلفات النظام السوري، وهذا الفريق ما زال يعمل على طريقة “أنت لا تفكر نحن منفكر عنك”، وعلى هذا الأساس لا يمكن لهذا الفريق أن يتعاطى بجدية مع الاستحقاق حتى ولو استمر التعطيل أكثر من سنتين، فهو غير مستعجل وكل شيء على ما يرام بالنسبة إليه”. أما في ما خص مجموعة الـ19 فهي أيضاً غير مستعجلة، وقسم منها يحاول الوقوف على خاطر رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري والقسم الآخر يماشي الرئيس نجيب ميقاتي، في حين نواب التغيير ليس لديهم ما يخسرونه، فهم وفق المصادر نفسها، “ليس لديهم مشروع سياسي حقيقي، ولهذا السبب يستمرون على تشتتهم ولن يكون لهم موقف موحد ولن يتحولوا إلى قوة فاعلة”.

 

لبنان صوّت ضدّ اتهام إيران بالتمييز ضدّ الأقليات

نداء الوطن/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022   

صادقت اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار كندا ونيوزيلندا بشأن حالة حقوق الإنسان في إيران. وقد صادقت «لجنة الشؤون الاجتماعية والإنسانية والثقافية» على هذا القرار، الذي تتهم إيران بموجبه بالتمييز ضد الأقليات، مساء الأربعاء بأغلبية 79 صوتاً مقابل 28 صوتاً ضده وامتناع 68 عن التصويت. وقد تبيّن وفق مصادر ديبلوماسية أنّ لبنان صوّت ضدّ القرار، أسوة بما فعله العام الماضي حين صوّت أيضاً ضدّ قرار مماثل، فيما علم أنّ السفير الايراني مجتبى أماني الذي زار وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، لم يثر المسألة، كذلك الأمر بالنسبة للسفيرة الأميركية دوروثي شيا التي التقت بدورها بو حبيب ولم تتطرّق إلى القرار.

 

طي صفحة عون وصهره في رئاسة الجمهورية!

ليبانون ديبايت/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

ليس من السهولة أن تتّفق كلّ الأطراف السياسية على انتخاب رئيسٍ للجمهورية، كما أنه ليس من الممكن أيضاً أن يلتقي أطراف الحلف السياسي الواحد على التأييد لمرشّح واحد، وذلك، سواء في محور المعارضين والمستقلين والتغييريين، الذين أعلنوا عن مرشحيهم، أو في محور "حزب الله" وحلفائه الذين ما زالوا يمتنعون عن تسمية مرشّحهم. وقد يكون هذا المشهد الضبابي هو الذي دفع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، إلى نقل الملف الرئاسي بكل تفاصيله والتباساته وتناقضاته، وحتى اعتراضاته الشخصية، إلى العاصمة الفرنسية. ولذا، فإن زيارة النائب باسيل إلى باريس، تأتي في سياق الإتصالات التي يجريها على الصعيد الدولي، ولا سيما في ما يتعلق منها بالملف الرئاسي، حيث يعتبر المحلّل والكاتب السياسي علي حماده، أن النائب باسيل، هو مرشّح لرئاسة الجمهورية، مؤكداً أنه "مرشّح حقيقي، بالرغم من أن حظوظه تضاءلت كثيراً، وبالرغم من أن هناك شبه استحالة لانتخابه، نظراً للخلافات التي تعصف بعلاقاته مع الحلفاء كما مع الخصوم". وإذ يشير المحلّل حماده لـ "ليبانون ديبايت"، إلى أن انتخاب باسيل رئيساً للجمهورية هو "شبه مستحيل"، يوضح أنه يستطيع أن يلعب دوراً آخراً ودوراً مهماً في الإستحقاق الرئاسي، كونه يرأس كتلةً نيابية تضم 19 نائباً، وهي كتلةٌ مسيحية مُعتبرة وأساسية، إذ يستطيع أن يلعب دوراً كأحد الأطراف الأساسيين في "صناعة الرئيس". وأمّا بالنسبة للموقف المعلن من ترشيح رئيس تيار "المرده" سليمان فرنجية، فيؤكد حماده، أن لموقف باسيل، وزنٌ في هذه المسألة، لأن "حزب الله، لا يستطيع أن يعلن صراحةً أن مرشّحه هو فرنجية، لتصبّ أصوات الحلفاء له في صندوق الإقتراع، وذلك، في حال لم يعلن باسيل تأييده، خصوصاً وأن هذا الأمر سوف يضعضع التحالف من جهة، كما أنه ومن جهةٍ أخرى، لن يستطيع أن يحقّق فرنجية نتيجةً وازنة". وعليه، يعتبر حماده، أن الحزب "يحتاج إلى موافقة باسيل على انتخاب فرنجية لأن الحزب غير قادر على إيصال باسيل، لكنه يعتبر أن هناك إمكانية لإيصال فرنجيه". ورداً على سؤال عن نتائج زيارة باسيل إلى باريس، يلفت حماده، إلى أن النائب باسيل، التقى باتريك دوريل المسؤول عن الملف اللبناني في قصر الإيليزيه، كاشفاً عن "عدم وجود أي اجتماع مع باسيل، على جدول أعمال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لا من قريب ولا من بعيد، وذلك لسببٍ واحد وبسيط، أن ماكرون منشغلٌ بأمورٍ ذات طابع دولي أهمّ بكثير من أن يلتقي شخصيات سياسية لبنانية يستطيع دوريل أن يعالج العلاقة معها، لأن باسيل يريد أن يفتح آفاقه الدولية، لأنه عانى كثيراً في المرحلة الأخيرة من عزلة عربية وعزلة دولية، لأنه حتى لو كان الفرنسيون يتحدثون مع باسيل، لكن رأيهم به سلبي جداً.

ووفق حماده، فإن المناخ الدولي، سواء الأميركي أو الفرنسي، يريد أن "يطوي صفحة ميشال عون ومحيط عون في رئاسة الجمهورية، وهم يتعاطون معه كطرف سياسي مهمّ، ولكنهم لا يريدون التعاطي معه في موضوع رئاسة الجمهورية، ويريدون الإنتقال إلى إسمٍ آخر، ومن هنا، لا يبقى أمام باسيل، سوى محاولة لعب دورٍ في انتخاب الرئيس، ويُمكن أن يستغلّ هذا الدور في ما بعد لتحسين موقعه داخل السلطة، وللحفاظ على المكاسب التي حصل عليها "التيّار الوطني الحر" خلال الأعوام الستة من عهد ميشال عون".

 

نواب يقودون "معركة" الإطاحة بترشيح ميشال معوض

محمد المدني/ليبانون ديبايت/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022    

ظهر المرشّح الأبرز لرئاسة الجمهورية حتى اللحظة ميشال معوض، حزيناً في مجلس النواب يوم أمس الخميس، بعدما انخفض عدد أصواته النيابية رغم الوعود التي تلقاها رئيس حركة "الإستقلال" من حزبي "القوات اللبنانية" و"التقدمي الإشتراكي" بزيادة الأصوات، فحصل العكس.

معوض الذي نال 43 صوتاً، صرّح أمس من مجلس النواب أن تدخلات سياسية حصلت مع بعض النواب المستقلين أدّت إلى تراجع أصواته. هنا، يقصد معوض النواب المستقلين السنّة، وتحديداً الائتلاف النيابي المستقل، الذي يضم كتلة "الإعتدال الوطني" والنواب نبيل بدر وعماد الحوت وبلال حشيمي وعبد الرحمن البزري. بطريقةٍ غير مباشرة، وجّه معوض أصابع الإتهام إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، معتبراً أن الأخير هو من طلب من بعض النواب المستقلّين عدم التصويت لمعوض، وذلك، لأن ميقاتي كان قد استضاف النواب السنّة في دارته يوم الأربعاء. لكن الجميع يعلم أن لقاء ميقاتي والنواب السنّة لم يتطرّق إلى الملف الرئاسي، لا من قريب ولا من بعيد. لكن حديث معوض لم يخلُ من الحقيقة، نعم هناك تدخلات حصلت لمنع ارتفاع score ميشال معوض "الرئاسي". هذه التدخلات بطلها النائب نبيل بدر، الذي يرفض خوض معركةً خاسرة سلفاً. وتصريح بدر من مجلس النواب، أتى خير دليل على رغبة بعض النواب، وفي طليعتهم بدر بتبنّي ترشيح شخصية مارونية غير معوض. نعم بدر وبعض النواب السنّة يقودون معركة الإطاحة بترشيح ميشال معوض، لكن ليس لحساب مرشح "حزب الله" بل لصالح مرشّح، لديه حظوظاً جدّية بحصد توافق نيابي غير متوفر لمعوض أو غيره من الأسماء المطروحة.

وعليه، يجب على بعض المتمسّكين بترشيح معوض، أن يتوقفوا عن تصنيف النواب والضغط عليهم ووضعهم في خانة المعطلين للإنتخابات الرئاسية، وهل أصبحت السيادة مرهونة بتبنّي معوض، ومن لا يتبنّاه يصبح نائباً "منزوع السيادة"، وهل من لا يمنح معوض صوته يصبح حليفاً ل"حزب الله" ومحور الممانعة؟ حتماً لا، لأن إيصال أي شخصية مارونية لرئاسة الجمهورية محكوممٌ بالتوافق، ولا شيء غير التوافق. الجدير ذكره، أنه مهما حصل من تطورات وتغيّرات، فإن معوض ليس باستطاعته حصد 65 صوتاً نيابياً، هذه المهمة مستحيلة في ظل وجود 7 نواب تغييريين متمسكين بترشيح الدكتور عصام خليفة، وفي ظل رغبة بعض النواب السنّة بعدم الدخول في معارك المحاور "الرئاسية" التي لن يكون فيها لا خاسر ولا رابح.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس: الفاتيكان مستعد للوساطة لإنهاء صراع أوكرانيا

وطنية/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

أكد البابا فرنسيس مجددا اليوم،  استعداد الفاتيكان لفعل أي شيء ممكن للوساطة وإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا، كما افادت وكالة "رويترز" . وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن المصالحة بين موسكو وكييف ممكنة، دعا البابا الجميع إلى عدم اليأس. أضاف: "لكن يجب على الجميع الالتزام بصفاء النية، بدءا بأنفسهم، ثم نزع فتيل العنف ووقفه. يجب أن نكون جميعا مسالمين. نريد السلام، وليس مجرد هدنة قد لا تؤدي إلا لإعادة التسلح. السلام الحقيقي هو ثمرة الحوار".

 

متظاهرون إيرانيون أضرموا النار في منزل أجداد الخميني

وطنية/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

أضرم متظاهرون في إيران النار في منزل أجداد مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني، بعد شهرين على انطلاق الحركة الاحتجاجية المناهضة، بحسب صور انتشرت اليوم. وأظهرت صور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وتحققت "وكالة الصحافة الفرنسية" من صحتها اندلاع النيران في المنزل الواقع في مدينة خمين في محافظة مركزي في وقت متأخر أمس، بينما مرّ حشد من المتظاهرين الذين كانوا يحتفلون من أمام المكان.

 

«الطاقة الذرية» تأمر إيران بالتعاون معها «فوراً» وهددت في قرار بإحالة «ملف طهران» إلى مجلس الأمن

فيينا: راغدة بهنام/الشرق الأوسط/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022       

أصدر مجلس المحافظين التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً جديداً يأمر إيران بالتعاون الفوري مع الوكالة في تحقيقها حول العثور على آثار يورانيوم في مواقع سرّية، يحمل تهديداً ضمنياً بإحالة إيران إلى مجلس الأمن في حال عدم التعاون، حسبما أكد دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط». والقرار الذي حظي بأصوات 26 دولة من أصل 35 داخل مجلس المحافظين، دعا إيران إلى «تقديم تفسير تقني مقبول لوجود آثار يورانيوم من صنع الإنسان في 3 مواقع غير معلن عنها»، بشكل «أساسي وعاجل». وقال دبلوماسي في مجلس المحافظين لـ«الشرق الأوسط» إن استخدام الكلمتين يحمل إشارة ضمنية إلى إمكانية إحالة الملف إلى مجلس الأمن حسب النظام الأساسي للوكالة الدولية للطاقة الذرية وأيضاً الميثاق الذي يحكم عمل اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية التي تنتمي إليها إيران ويطلب إليها القرار الالتزام بها. وذكَّر القرار الذي اعترضت عليه روسيا والصين، وامتنعت عن التصويت له 5 دول، بأن على إيران أن «تُبلغ الوكالة عن المواقع الحالية للمواد النووية والمعدات المستخدمة». ودعا القرار إيران إلى تقديم «كل المعلومات والوثائق والإجابات المطلوبة للوكالة ومنحها وصولاً للمواقع والمواد المطلوبة إضافةً إلى أخذ عينات». وأضاف البيان الثاني خلال أقل من 6 أشهر الذي يتبناه المجلس حول الموضوع نفسه، أن تزويد إيران الوكالة بهذه المعلومات «أساسي لكي تعلن الوكالة أن هذه المسائل لم تعد عالقة وبالتالي تزيلها من أجندة مجلس المحافظين والحاجة لأخذ خطوات حولها». وغابت كينيا وبوروندي عن التصويت، فيما امتنعت عن التصويت كل من جنوب أفريقيا وناميبيا وقطر وباكستان والهند.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قد هدد قبل صدور القرار بأنَّ تبني مجلس المحافظين له سيوجب رداً قوياً من إيران من دون أن يفصِّل الرد. واتهم الدول الغربية بـ«استغلال الأوضاع الأخيرة بهدف الضغط السياسي على إيران». وقال: «سيكون للخطوة أثر سلبي على مسار حلحلة القضايا التقنية التي تطالب بها الوكالة الدولية». وقال دبلوماسي أوروبي لـ«الشرق الأوسط» رداً على سؤال حول المخاوف من تدهور العلاقات أكثر مع إيران بعد تمرير قرار يدعوها للتعاون مع الوكالة: «إن الوضع سيئ أصلاً»، مضيفاً أنه من «الحكمة بالنسبة لإيران أن تتعاون مع تحقيق الوكالة»، وأن لدى الدول الغربية «خيارات كثيرة يمكنها اللجوء إليها» في حال لم تتعاون إيران بشكل سريع. وكان مندوب الاتحاد الأوروبي في المجلس السفير شتيفان كليمان، قد قال في كلمة أمام مجلس المحافظين لدى افتتاح النقاش حول التزامات إيران النووية ضمن اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، إن الاتحاد الأوروبي «يتوقع تحقيق تقدم ملوس في أقصر إطار زمني» فيما يتعلق بتعاون إيران مع الوكالة لتقديم تفسير حول العثور على آثار يورانيوم في أماكن سرِّية. وأضاف كليمان أن «الاتحاد الأوروبي سيتخذ المزيد من الإجراءات وفقاً» لمستوى التعاون الإيراني. وشدد السفير الأوروبي على أن لدى إيران «واجبات قانونية» لتقديم تفسيرات للوكالة، كونها عضواً في منظمة حظر انتشار الأسلحة النووية، مشيراً إلى أنها لا يمكنها الانسحاب من الاتفاقية بشكل أحادي. بعد إصدار القرار تراجع رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، عن تصريحاته (الأربعاء)، التي أثار فيها شكوكاً حول إمكانية زيارة وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران. وقال، أمس (الخميس): «أي وفد من الوكالة يمكنه السفر إلى إيران... سنردّ عليهم ضمن الأطر المتفق عليها». وكان إسلامي قد قال (الأربعاء) إن الزيارة «حالياً... غير مطروحة على جدول الأعمال». وقال غروسي في افتتاح أعمال مجلس المحافظين (الأربعاء)، إنه يتوقع أن تبدأ إيران بإعطاء إجابات مُرضية خلال هذه الزيارة، مشيراً إلى «الاجتماعات بهدف الاجتماع فقط ليست تقدماً». وكانت إيران قد اتفقت مع الوكالة الأسبوع الماضي على التعاون في التحقيق بعد زيارة وفد إيراني لفيينا ولقائه مديرها العام رافائيل غروسي. وتحدث المندوب الفرنسي باسم الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) معلناً طرح مشروع القرار، وقال إن التحقيق عالق منذ 4 سنوات، وإيران ترفض التعاون رغم صدور قرارين سابقين يدعوانها لذلك، الأول في يونيو (حزيران) 2020 والآخر في يونيو الماضي. وأضاف: «إيران اختارت أن تضغط سياسياً» لإغلاق التحقيق، مضيفاً: «نحن نرفض بشكل قاطع أي ضغوط سياسية على الوكالة الدولية للطاقة الذرية». واشترطت إيران إغلاق التحقيق للعودة للاتفاق النووي، ولكن الدول الغربية رفضت مطلبها. وكرر غروسي أول من أمس، رفضه الاتهامات التي توجهها إيران إلى الوكالة بأنها مسيَّسة، مذكِّراً بأن الوكالة تقوم بواجباتها.

 

واشنطن تفرض عقوبات جديدة على شركات تيسر بيع النفط الإيراني

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على 13 شركة متهمة بتسهيل بيع البتروكيماويات والمنتجات النفطية الإيرانية لمشترين في شرق آسيا. وتشمل العقوبات «مجموعة خاتم الأنبياء»؛ الذراع الاقتصادية لـ«الحرس الثوري» الإيراني التي تدير تكتلاً من الشركات الهندسية، وكذلك «شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات التجارية»، و«شركة تريليانس للبتروكيماويات»، وكذلك «شركة النفط الوطنية الإيرانية» وذراعها التسويقية شركة «نفطيران إنترتريد المحدودة». وتأتي هذه الخطوة الأخيرة ضد تهريب النفط الإيراني في سياق سلسلة من العقوبات الجديدة التي تعلنها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منذ تعثر جهودها لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015. وأفادت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، بأن الشركات الـ13 المدرجة سهلت بيع مواد بتروكيماوية ومنتجات نفطية إيرانية بقيمة مئات الملايين من الدولارات إلى مشترين في شرق آسيا نيابة عن الشركات الخاضعة للعقوبات الأميركية؛ بما في ذلك «شركة النفط الوطنية الإيرانية» و«شركة تريليانس للبتروكيماويات». وأوضحت أن شركة «أكسيس تكنولوجي»، التي تتخذ من دبي مقراً لها، اشترت مواد بتروكيماوية من شركة إيرانية بقيمة عشرات الملايين من الدولارات لشحنها إلى الصين. وطوال عام 2022، عملت شركة «هايلاين لوجيستيك»؛ التي تتخذ من هونغ كونغ مقراً لها، واجهةً لتمكين الشركة الإيرانية من تلقي ملايين الدولارات من العملاء؛ بما في ذلك من «أكسيس تكنولوجي». ومنذ أواخر عام 2021، اشترت شركة «مونتش جنرال ترايدينغ»؛ التي تتخذ من دبي مقراً لها، منتجات بتروكيماوية تزيد قيمتها على 10 ملايين دولار من الشركة الإيرانية لوساطة مبيعات إلى الصين. ومنذ عام 2021، قامت شركة «هونغ كونغ آيونيان» بشراء آلاف الأطنان المترية من البتروكيماويات بقيمة ملايين الدولارات من الشركة الإيرانية... ودفعت لها عبر شركات واجهة، مثل «تورغان» و«زيجيانغ ووندر» و«إكسب» في الصين. وقال وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان نيلسون، إن الإجراء «يوضح بشكل أكبر الأساليب المعقدة للتهرب من العقوبات التي تستخدمها إيران لبيع المنتجات البترولية والبتروكيماوية بشكل غير قانوني». وأضاف: «ستواصل الولايات المتحدة تنفيذ عقوبات ضد تلك الجهات التي تسهل هذه المبيعات».

 

مقاطع فيديو تظهر اشتعال النار في منزل عائلة الخميني

لندن/الشرق الأوسط/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر اشتعال النيران في منزل عائلة مؤسس النظام الإيراني المرشد الأول الخميني، وقال نشطاء، إن المحتجين «أضرموا النار فيه». وتحققت وكالة «رويترز» للأنباء من موقع مقطعي فيديو عبر ملاحظة أقواس مميزة ومبانٍ تتطابق مع الصور الأرشيفية. إلا أن وكالة «تسنيم» شبه الرسمية للأنباء نفت احتراق منزل الخميني وقالت، إن عدداً قليلاً من الناس تجمعوا خارجه. وتظهر مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي ابتهاج عشرات الأشخاص عندما اندلعت النار في أحد المباني. ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق بشكل مستقل من تاريخ تصوير مقاطع الفيديو. وقال حساب «1500 تصوير» النشط على تطبيق «تويتر»: «إن الحادث وقع مساء أمس (الخميس) في بلدة خمين مسقط رأس الزعيم الإيراني الراحل جنوبي العاصمة طهران». وذكرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، أن المنزل تم تحويله إلى متحف. واشتعلت الاحتجاجات التي تجتاح إيران عقب مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول)، بعد أن احتجزتها شرطة الأخلاق بدعوى انتهاكها قواعد الزي في إيران.

 

مناوشات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن في كردستان إيران

طهران اتهمت الغرب وإسرائيل بـ«التخطيط» لحرب أهلية... ومقتل عقيد في شرطة أصفهان

لندن - طهران/الشرق الأوسط/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

تجددت الاحتجاجات والإضرابات في عدة مدن إيرانية، وسط مناوشات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين، وأعلنت وسائل إعلام رسمية مقتل عقيد في القوات الخاصة للشرطة، في ثالث أيام إحياء ذكرى احتجاجات 2019، التي تزامنت مع بداية الشهر الثالث على أحدث احتجاجات عامة تهز أنحاء البلاد منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، أثناء احتجازها لدى الشرطة بدعوى سوء الحجاب. ونزل مئات المتظاهرين في سنندج، مركز محافظة في غرب إيران، في تحدٍ جديد للسلطات التي تعمل على قمع الاحتجاجات منذ أكثر من شهرين. وقالت شبكة حقوق الإنسان في كردستان إيران إن قتيلاً على الأقل سقط في إطلاق نار مميت من قوات الأمن على المتظاهرين. ومن جانبها، قالت منظمة «هنغاو» الحقوقية، التي تتخذ من أوسلو مقراً، إنّ قوات الأمن قتلت الخميس متظاهرين اثنين في بوكان وفي سنندج، وكانت المنظمة أفادت عن مقتل 10 أشخاص الأربعاء، برصاص قوات الأمن. في سنندج، كان سكان يكرمون «4 ضحايا من المقاومة الشعبية»، بعد 40 يوماً على مقتلهم، وفق «هنكاو». وقتل عنصر من قوى الأمن أيضاً في سنندج، بينما شوهد عدد كبير من المتظاهرين في شوارع المدينة، وفق ما أظهر شريط فيديو على شبكات التواصل. وقالت وكالة «نشطاء حقوق الإنسان» (هرانا)، في وقت متأخر الأربعاء، إن عدد القتلى وصل إلى 362 محتجاً، وأشارت إلى اعتقال 16033 شخصاً، خلال حملة القمع التي شنتها السلطات ضد التجمعات الاحتجاجية في 144 مدينة، و140 جامعة. ولفتت المنظمة إلى مقتل 46 عنصراً من قوات الأمن. وتحولت مدينة شيراز، مركز محافظة فارس، إلى ساحة حرب، إثر مناوشات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين. كما كانت العاصمة طهران مسرحاً حتى وقت متأخر الأربعاء للمناوشات العنيفة بين قوات الأمن وسكان أحياء كبيرة في غرب العاصمة. ورغم هطول المطر، تجددت الاحتجاجات في عدة مناطق بطهران.

ونزل إيرانيون بأعداد كبيرة في وقت متأخر الأربعاء إلى شوارع مدينة مشهد ثاني أكبر مدن إيران. وتجددت التجمعات في مشهد أمس، وانتشر مقطع فيديو لمتظاهرين يهتفون: «الموت للديكتاتور». وأعلن حاكم المدينة مقتل اثنين من قوات الباسيج وإصابة 3 آخرين. وفي مدينة تبريز، مركز محافظة آذربيجان الشرقية، ردّد المحتجون هتافات باللغة التركية تدعو إيرانيين إلى توسيع نطاق الاحتجاجات. وخلال يومي الأربعاء والخميس، شهد أكثر من 20 نقطة في العاصمة طهران، وأكثر من 47 مدينة، احتجاجات وإضرابات، على خلفية الدعوات لإحياء ذكرى احتجاجات 2019. وقتل فيها 1500 شخصاً، حسبما نقلت «رويترز» عن مسؤولين إيرانيين حينذاك. وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الاحتجاجات التي بدأت بسبب وفاة مهسا أميني، وخلال الاحتجاجات توعد المحتجون المرشد الإيراني علي خامنئي بـ«السقوط»، وردّدوا شعار «الموت للديكتاتور» وأحرقوا صور خامنئي وتماثيل وصور قاسم سليماني. وتتهم إيران الدول الغربية بتأجيج الاحتجاجات. وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن إسرائيل وأجهزة استخبارات غربية «تخطط لحرب أهلية في إيران».

وادّعى عبد اللهيان أن إسرائيل و«أجهزة الاستخبارات وبعض السياسيين الغربيين خططوا لحرب يرافقها تدمير إيران وتفككها». وأضاف: «يجب أن يعلموا أن إيران ليست ليبيا ولا السودان. اليوم الأعداء يستهدفون سلامة إيران وهويتها الإيرانية، لكن حكمة شعبنا أحبطت خطتهم».

وقال عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، محمد حسين صفار هرندي، إن «كل السهام موجهة للمرشد»، مضيفاً: «عندما تفتح الأفواه، نسمع كلاماً فظاً غير مسبوق». ونقلت وسائل إعلام عن هرندي قوله إن الاحتجاجات العامة «ألحقت خسائر كبيرة بالمجال الأمني والاستثمار والسمعة العالمية». وقال: «لا يمكن للأعداء أن يأتوا بنظام (سياسي) جديد في إيران»، متهماً «الأعداء» بأنهم «لا يريدون الرفاه للناس، إنما يسعون للفوضى في إيران». ارتفع عدد ضحايا إطلاق النار في مدينة إيذه (إيذج) في شمال محافظة الأحواز (الجنوب الغربي) إلى 7 قتلى. وشهدت مدينة إيذه مسيرات غاضبة خلال يومي الثلاثاء والأربعاء، رغم أنها لم تشهد مسيرات كثيفة خلال شهرين من الاحتجاجات. وبعد لحظات من وقوع الحادث، مساء الأربعاء، تناقلت وسائل الإعلام الحكومية معلومات متضاربة حول الحادث، وفيما قالت وكالات حكومية إن مهاجمين يستقلان سيارة أطلقا النار على تجمع لقوات الباسيج والناس، ذكرت مواقع تابعة لـ«الحرس الثوري» أن وراء عملية إطلاق النار رجلين على دراجة نارية. ووصفت القتلى بـ«الشهداء». وفي التقارير الأولى، أشار الإعلام الحكومي إلى مقتل 5 وجرح 4 آخرين. وفي هذا الصدد، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وكالة «إرنا» الحكومية أن «مجموعة إرهابية استغلّت تجمّعاً للمتظاهرين أمام السوق المركزية في البلدة لفتح النار على الناس وضبّاط الأمن». وأضافت الوكالة أنّ 8 أشخاص أصيبوا بجروح، بما في ذلك 3 عناصر في الشرطة وعنصران من قوات الباسيج التابعة لـ«لحرس الثوري». وبحسب «إرنا»، بين الضحايا امرأة وطفلان يبلغان من العمر 9 و13 عاماً، في مدينة إيذه. وعلى خلاف الرواية الحكومية، قال شهود عيان إن «القتلى سقطوا بنيران القوات الأمنية». وانتشر مقطع فيديو لجثة الطفل، كيان بيرفلك، البالغ من العمر 9 أعوام، ووجّه أفراد أسرته اتهامات لقوات الأمن الإيرانية بإطلاق النار عليه، في تغريدة نشرتها إذاعة «فردا». وهي محطّة فارسية تموّلها الولايات المتحدة، وتتخذ من براغ مقراً لها. وسُمع أحد أفراد الأسرة، الذي لم يكشف عن هويته، وهو يقول في تسجيل صوتي: «كان ذاهباً إلى المنزل مع والده، واستهدفوا بالرصاص من قبل النظام الفاسد للجمهورية الإسلامية. وتعرّضت سيارتهم للهجوم من جميع الجهات». وبدورها، نقلت قناة «بي بي سي» الفارسية عن مقربين لأسرة الطفل أن «والده أصيب بـ3 رصاصات في الظهر، نقل على إثرها للمستشفى». بدوره، أعلنت أسرة سبهر مقصودي (14 عاماً) وهو إحدى ضحايا الهجوم أن قوات الأمن «اختطفت جثته». وقالت قوات الأمن لأسرته: «لا نسلم الجثة الآن، لأن الأسرة متأثرة، وقد تقدم على عمل يهدد الناس». وهذا الهجوم هو الثاني الذي تنسبه السلطات إلى «إرهابيين» منذ اندلاع الاحتجاجات على مستوى البلاد على خلفية موت أميني. وفي 26 أكتوبر (تشرين الأول)، استهدف هجوم مرقداً دينياً في مدينة شيراز (جنوب) ما أدّى إلى مقتل 13 شخصاً وتبنّاه «تنظيم داعش» لكنه أثار شكوكاً بين الإيرانيين. وعلى غرار هجوم شيراز، تداولت وسائل إعلام إيرانية خلال الساعات الأولى من الهجوم في إيذه، بياناً لـ«تنظيم داعش»، يعلن فيه مسؤوليته عن الهجوم، لكن وكالة «إرنا» الرسمية حذفت البيان صباح أمس، بعد ساعات من نشره. وقال مناصرون للتنظيم على شبكات التواصل الاجتماعي إن البيان «مفبرك». وتظهر تسجيلات الفيديو بعض الأشخاص أثناء إطلاق قذائف مولوتوف على مكتب ممثل المرشد الإيراني، وإمام جمعة المدينة، قبل أن تتداول تقارير عن إطلاق نار في سوق المدينة. وكانت إيذه من بين بؤر الاحتجاجات التي هزت إيران في ديسمبر (كانون الأول) 2017 ونوفمبر 2019. وفي الأثناء، أعلنت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن وقوع هجوم آخر بعد ساعات في أصفهان، ثالث أكبر المدن الإيرانية، حيث أطلق مهاجمان على متن دراجة نارية النار من أسلحة آلية على عناصر من قوات «الباسيج» التابعة لـ«لحرس الثوري»، ما أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة اثنين آخرين بجروح. وفي وقت لاحق، قالت وكالة «إرنا» الرسمية إن العقيد إسماعيل تشراغي من قادة القوات الخاصة في شرطة أصفهان قضى إثر إصابته بجروح بالغة في هجوم أصفهان.

 

روسيا تتهم أوكرانيا بإعدام أكثر من 10 أسرى حرب

موسكو/الشرق الأوسط/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

اتهمت روسيا، اليوم (الجمعة)، أوكرانيا بأنها أعدمت «بوحشية» أكثر من 10 من عسكرييها بعد أسرهم، منددة بما اعتبرته «جريمة حرب». وقالت وزارة الدفاع الروسية: «لا أحد يمكنه اعتبار القتل المتعمد والمنهجي لأكثر من 10 جنود روس... بإطلاق النار مباشرة على رؤوسهم، بمثابة استثناء مأساوي». وجاء الموقف الروسي بعد نشر مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي أكدت موسكو أنها تظهر جثث العسكريين الروس القتلى بعد استسلامهم للتو، ممددة على الأرض. من جهته، أعلن رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال أن «حوالي نصف» البنى التحتية المرتبطة بالطاقة في أوكرانيا «خرجت عن الخدمة» جراء سلسلة ضربات روسية استهدفتها منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول). وقال في مؤتمر صحافي مشترك في كييف مع نائب رئيسة المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس إن «حوالى نصف نظام الطاقة التابع لنا خرج عن الخدمة»، داعياً الاتحاد الأوربي إلى تقديم «المزيد من الدعم» في مواجهة هذا الوضع.

 

موسكو مستعدة للحوار وتدعو الأميركيين لـ«إعادة كييف إلى المفاوضات»

قواتها تسيطر على طريق استراتيجي في دونيتسك وتقصف مصنعاً للصواريخ ومنشآت لإنتاج الغاز

موسكو: رائد جبر كييف/الشرق الأوسط/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

أعرب الكرملين مجددا الخميس عن استعداده لإجراء جولة جديدة من المفاوضات مع الجانب الأوكراني، واتهم كييف بالتملص من الحوار وتبديل مواقفها. وقال الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف إن «أوكرانيا تقوم بتغيير مواقفها فيما يتعلق بإجراء محادثات سلام بين البلدين». وزاد أنه «لا يتصور الدخول في مفاوضات علنية معها»، داعياً واشنطن لممارسة ضغط على الأوكرانيين لحملهم على العودة إلى طاولة الحوار الدبلوماسي. وكانت موسكو أعلنت استعدادها لاستئناف المفاوضات مع الجانب الأوكراني، بعد مرور أيام على انسحاب القوات الروسية من مدينة خيرسون الاستراتيجية جنوب البلاد. وقال الكرملين إن الجانب الأوكراني تعمد إفشال جولات الحوار السابقة، وإن القرارات التي أصدرها الرئيس فولوديمير زيلينسكي جعلت مهمة استعادة الحوار السياسي مستحيلة. كان زيلينسكي وقع مرسوما يقضي بوقف الحوار مع موسكو في ظل وجود الرئيس فلاديمير بوتين في السلطة، وأشار إلى استعداد كييف للحوار مع «رئيس جديد لروسيا». ورأت موسكو في الخطوة الأوكرانية تهربا من الحوار، فضلا عن أنها وصفت الشروط التي وضعتها كييف لإطلاق أي مفاوضات وعلى رأسها استعادة السيطرة على «كل أراضي أوكرانيا» بأنها تعجيزية وغير قابلة للتطبيق. وقال بيسكوف الخميس إن الولايات المتحدة «قادرة على أخذ مخاوف روسيا في الاعتبار، ويمكن أن تشجع كييف على العودة إلى طاولة المفاوضات إذا أرادت ذلك». وأضاف أن أوكرانيا «غيرت موقفها فيما يتعلق بالرغبة في التفاوض مع موسكو عدة مرات خلال الصراع المستمر تسعة أشهر تقريباً، ولا يمكن التعويل عليها». وشدد بيسكوف، على أن «روسيا منفتحة على المفاوضات مع أوكرانيا، وسلطات كييف تعرف هذا الموقف بشكل جيد». وأضاف المسؤول الروسي أن «أي مفاوضات لها أهداف وأهدافنا معروفة جيدا. ويمكن تحقيق هذه الأهداف إما من خلال العملية العسكرية الخاصة أو من خلال المفاوضات. روسيا منفتحة على هذه الطريقة وتلك، وأهدافنا معروفة جيدا. وقد تم لفت انتباه الجانب الأوكراني إليها بالتفصيل خلال المفاوضات التي جرت في مارس (آذار)، الأوكرانيون يعرفونها جيدا. علاوة على ذلك أود أن أذكركم بأنه تم تنسيق نص وثيقة تفاهم وتم الاتفاق عليها من قبل المفاوضين من كلا الوفدين. لذلك موقف روسيا وموقف رئيسها معروف وواضح بشكل شامل». وشدد بيسكوف على أن، الجانب الأوكراني يغير مواقفه تجاه المفاوضات بشكل دوري، فهو مرة ينحو إليها ومرة أخرى يرفضها بشكل قاطع، أو يريدها على شكل جلسات علنية.

وقال: «في الواقع، يقوم الجانب الأوكراني، وكما يقول المثل، بتغيير موقفه سبع مرات في الأسبوع. في البداية يوافقون على التفاوض ثم سرعان ما يرفضونه، ثم يمررون بالفعل قانونا يحظر أي نوع من المفاوضات، ثم يقولون إنهم يريدون مفاوضات، بشرط أن تكون علنية». ووفقا له، «لا ترغب سلطات كييف في الحقيقة، بأي مفاوضات، لذلك سيستمر تنفيذ العملية العسكرية الروسية الخاصة حتى تحقق كل أهدافها». وأوضح الناطق الرئاسي أنه «من الصعب على الإطلاق تصور كيف يمكن إجراء المفاوضات بشكل علني ومكشوف. لا تحدث المفاوضات بهذه الطريقة. كل ذلك يجعل من الواضح ويؤكد أن الجانب الأوكراني لا يريد أي مفاوضات. العملية العسكرية الخاصة مستمرة، ويجب أن تحقق أهدافها». ولدى سؤاله، عن مدى اهتمام الولايات المتحدة ورغبتها في قيام هذه المفاوضات، قال بيسكوف إنه يجب توجيه هذا السؤال للأميركيين. وتعرضت عدة مدن أوكرانية مجددا لهجمات صاروخية روسية، وذلك وفقا لما أعلنته السلطات الأوكرانية. وقد تم إصدار تحذير جوي في أنحاء البلاد أمس الخميس. وقال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا قصفت مصنعا كبيرا للصواريخ ومنشآت لإنتاج الغاز في ضربات صاروخية جديدة على البنية التحتية المهمة في أوكرانيا أمس الخميس. وسُمع دوي انفجارات في عدة أجزاء من البلاد، بما في ذلك ميناء أوديسا الجنوبي والعاصمة كييف ومدينة دنيبرو في وسط البلاد، وتم حث المدنيين على الاحتماء مع إصدار تحذيرات من الغارات الجوية. وقال مسؤولون محليون في كييف إن «صاروخَي كروز أُسقطا فوق كييف. يجري توضيح المعلومات بشأن أي ضحايا أو أضرار»، بعدما أفادت السلطات في مدينتي دنيبرو (وسط) وأوديسا المطلة على البحر الأسود بتعرضهما لضربات روسية. وفي المقابل وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان بأن قواتها وجهت «ضربات صاروخية عالية الدقة أسفرت عن تدمير منشآت أوكرانية لإنتاج الوقود ومحركات الصواريخ للجيش الأوكراني». وزاد البيان أنه تم أيضا تدمير ورش العمل في مجمع الأبحاث والإنتاج «إيسكرا»، الذي ينتج المكونات الأوكرانية لإصلاح محطات الرادار التابعة للجيش الأوكراني وراجمات الصواريخ. ووفقا للبيان العسكري فقد «منعت القوات الروسية بنيران استباقية محاولات القوات المسلحة الأوكرانية التقدم في اتجاه نوفوسيلسكويه في لوغانسك».

اعتبر الكرملين أن معاناة المدنيين في أوكرانيا الذين يواجهون انقطاع التيار الكهربائي في منتصف الشتاء بعد القصف الروسي للبنى التحتية للطاقة، هي «نتيجة» لرفض كييف التفاوض مع موسكو. وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف رداً على سؤال بشأن انقطاع التيار الكهربائي الذي يواجهه ملايين الأوكرانيين: «هذا نتيجة عدم رغبة الجانب الأوكراني في حل المشكلة، وبدء مفاوضات، ورفضه السعي إلى البحث عن أرضية مشتركة». وعلى محور جنوب دونيتسك، أعلنت الوزارة أن الطريق الاستراتيجي الواصل بين قريتي بافلوفكا ونيكولسكي في دونيتسك أصبح تحت السيطرة الكاملة للقوات الروسية. وكانت وزارة الدفاع قد أفادت، قبل يومين، بأن القوات المسلحة الروسية، نجحت بعد مواجهات عنيفة في «تحرير بافلوفكا بالكامل، وأسفرت المعارك الضارية عن تصفية ما يصل إلى 1400 عسكري أوكراني». من جانبه أفاد قائد القوات الخاصة «أحمد» الشيشانية ونائب قائد فيلق الجيش الثاني لقوات لوغانسك أبتي علاء الدينوف، بأن السيطرة على بافلوفكا يفتح نقطة انطلاق لمزيد من التقدم في دونباس.

زيلينسكي لإردوغان: كييف ستظل ضامنة الأمن الغذائي

كييف/الشرق الأوسط/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه بحث التعاون في مجالي الأمن والطاقة مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الجمعة)، وأكد له أن أوكرانيا ستظل ضامنة للأمن الغذائي العالمي. وقال زيلينسكي على «تويتر»: «أَشدْنا خلال اتصال هاتفي مع الرئيس إردوغان بتمديد اتفاق الحبوب»، وذلك عقب تمديد الاتفاق الذي يهدف إلى تخفيف نقص الغذاء العالمي من خلال مساعدة أوكرانيا في تصدير منتجاتها الزراعية من موانئ البحر الأسود التي حاصرتها روسيا». وأضاف: «شكرت (إردوغان) على دعم مبادرتنا (حبوب من أوكرانيا) وأكدت له أن أوكرانيا ستظل ضامنة للاستقرار الغذائي. كما بحثنا التعاون في مجالي الأمن والطاقة».

 

روسيا تتهم أوكرانيا بإعدام أكثر من 10 أسرى حرب

موسكو/الشرق الأوسط/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

اتهمت روسيا، اليوم (الجمعة)، أوكرانيا بأنها أعدمت «بوحشية» أكثر من 10 من عسكرييها بعد أسرهم، منددة بما اعتبرته «جريمة حرب». وقالت وزارة الدفاع الروسية: «لا أحد يمكنه اعتبار القتل المتعمد والمنهجي لأكثر من 10 جنود روس... بإطلاق النار مباشرة على رؤوسهم، بمثابة استثناء مأساوي». وجاء الموقف الروسي بعد نشر مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي أكدت موسكو أنها تظهر جثث العسكريين الروس القتلى بعد استسلامهم للتو، ممددة على الأرض. من جهته، أعلن رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال أن «حوالي نصف» البنى التحتية المرتبطة بالطاقة في أوكرانيا «خرجت عن الخدمة» جراء سلسلة ضربات روسية استهدفتها منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول). وقال في مؤتمر صحافي مشترك في كييف مع نائب رئيسة المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس إن «حوالى نصف نظام الطاقة التابع لنا خرج عن الخدمة»، داعياً الاتحاد الأوربي إلى تقديم «المزيد من الدعم» في مواجهة هذا الوضع.

 

أضرار البنى التحتية في أوكرانيا تجاوزت 100 مليار دولار

أوروبا تواصل تجميد الأصول الروسية وموسكو تحذّر من «أكبر سرقة في التاريخ»

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

حمل إعلان وزير المالية الأوكراني سيرغي مارشينكو، الجمعة، عن حصيلة أولية لحجم الأضرار التي تكبدتها البنى التحتية الأوكرانية جراء العمليات العسكرية خلال الأشهر التسعة الماضية، إشارة مباشرة إلى الشروع في وضع تقديرات مالية للتعويضات التي قد تُمنح إلى كييف من الأموال الروسية التي جمدها الغرب. وتتهم موسكو الأوروبيين بإطلاق «أكبر عملية نهب» للأصول الروسية مع تواصل عمليات تجميد الأصول التي تملكها الدولة الروسية في أوروبا. وقال الوزير الأوكراني لوكالات أنباء غربية، الجمعة، إن حجم «التعويضات» التي سيكون على روسيا دفعها جراء الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الأوكرانية منذ فبراير (شباط) الماضي يمكن أن تقدر بنحو 100 مليار دولار. وشدد على أن حجم الأضرار الفعلية «قد يكون أكبر بكثير من هذا الرقم». وزاد الوزير «من الصعب تقييم جميع الأضرار؛ لأن الهجمات على البنية التحتية مستمرة». وأشار مارشينكو إلى أن عجز الميزانية الأوكرانية يبلغ حالياً، خمسة مليارات دولار شهرياً، لكنه لفت إلى أمل السلطات في تقليص هذا العجز خلال العام المقبل إلى ثلاثة مليارات دولار شهرياً. وكانت موسكو أطلقت منذ 10 أكتوبر (تشرين الأول) هجوماً واسعاً استهدف مرافق البنى التحتية في أوكرانيا. وقال الجيش الروسي، إنه وجه «ضربات بأسلحة دقيقة بعيدة المدى على أهداف القيادة العسكرية وأنظمة الاتصالات والطاقة في أوكرانيا». واستهدفت الضربات مواقع ومنشآت حساسة في قطاع الطاقة وأنظمة الاتصال في المدن الرئيسية من خاركيف وكييف في الشرق والوسط إلى لفيف وإيفانو فرانكيفسك غرباً. وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين، آنذاك، أن التطور المرافق لاستهداف البنى التحتية شكّل رداً على «الهجوم الإرهابي على جسر القرم الذي نظمته كييف وهجمات أخرى على أهداف مدنية في روسيا». بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مطلع الشهر، إن نحو 40 في المائة من البنية التحتية للطاقة في البلاد قد تضررت بشكل بالغ.

وأعاد التذكير بحجم الأضرار الأوكرانية الأولية إلى الواجهة نقاشات حول مصير الأصول الروسية التي جمدها الغرب وبلغت قيمتها الإجمالية، وفقاً لمعطيات موسكو، نحو 330 مليار دولار، يضاف إليها تجميد الاتحاد الأوروبي أصولاً روسية جديدة بقيمة 68 مليار يورو، بحسب ما جاء في تقرير نشرته الجمعة صحيفة «بوليتيكو» نقلاً عن وثيقة صادرة عن المفوضية الأوروبية. ويوضح التقرير، أن الجزء الأعظم من هذه الأموال تم تجميده في بلجيكا التي بلغت قيمة الأصول الروسية فيها نحو 50 مليار يورو، وتأتي بعد ذلك لوكسمبورغ التي جمدت أصولاً بقيمة 5.5 مليار يورو. وأشارت تقديرات المفوضية الأوروبية، وفق التقرير، إلى أن نحو 33.8 مليار يورو من هذه الأموال تعد احتياطات وطنية لروسيا، لكن التقرير أقر بأن المبالغ ما زالت تخضع للتقديرات النهائية.

وعموماً، تبلغ الأصول الروسية المجمدة في أوروبا نحو نصف احتياطات روسيا من الذهب والعملات الأجنبية. وفي وقت سابق، وصفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التحركات الغربية في هذا الشأن بأنها «أكبر سرقة في تاريخ العلاقات». ولفتت إلى أن الاتحاد الأوروبي «يتخذ العديد من القرارات غير المشروعة وغير المعقولة لتجميد ممتلكات المواطنين والشركات الروسية منذ عام 2014». في الوقت نفسه، ينظر الاتحاد الأوروبي في إمكانية مصادرة الأموال الروسية المجمدة وتحويلها لتمويل أوكرانيا، وهذا أمر تمت مناقشته خلال جلسة خاصة للأمم المتحدة أخيراً. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن «هذه أعمال غير قانونية على الإطلاق وتتعارض مع القانون الدولي وتشكل تعدياً على الممتلكات، الحكومية والخاصة؛ مما يقوض أسس النظام القائم للعلاقات الاقتصادية في العالم». وطالبت موسكو خلال الجلسة الأممية أخيراً واشنطن بتعويض البلدان التي شنّت فيها عمليات عسكرية وعلى رأسها العراق وأفغانستان وليبيا وبلدان أخرى. في حين تحدث برلمانيون روس عن توجه إلى حصر الأضرار التي تسببت فيها العمليات العسكرية في منطقة دونباس ومطالبة أوكرانيا بدفع تعويضات لروسيا عنها. وأعلن نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، أن آلية جمع «التعويضات» من روسيا، التي ينوي الغرب تمريرها من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، تهدف إلى إضفاء الشرعية على مصادرة الأصول الروسية المجمدة. وقال الدبلوماسي الروسي، إن «السبب الكامن وراء المبادرة الغربية مرئي بالعين المجردة، حيث يحاول شركاؤنا الغربيون السابقون من خلال الجمعية العامة إضفاء بعض مظاهر الشرعية على محاولاتهم للاستيلاء على الأصول الروسية المجمدة في الغرب، أو بالأحرى سرقتها. وسيفعلون ذلك على المستوى الوطني، مشيرين إلى (إرادة المجتمع الدولي) التي يُزعم أنه تم التعبير عنها في الجمعية العامة». وأكد، أن الجمعية العامة للأمم المتحدة لا تملك سلطة إنشاء آلية لتحصيل «التعويضات» من روسيا، على النحو الذي اقترحه القرار الغربي للمناقشة في 14 نوفمبر (تشرين الثاني). كذلك، وصف نائب أمين مجلس الأمن الروسي ألكسندر فينيديكتوف، في وقت سابق، تجميد الغرب للأصول الروسية بأنه «إحدى أعظم السرقات في التاريخ».

 

نتنياهو وإردوغان يتفقان على «عهد جديد» تبادلا التعازي في هجومي إسطنبول وأرئيل

رام الله/الشرق الأوسط/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلَّف بنيامين نتنياهو مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الخميس، استمرت حوالي 12 دقيقة، وفقاً لمكتب نتنياهو. وتُعدُّ هذه أول مكالمة بين نتنياهو وإردوغان منذ حوالي 9 أعوام عندما اتصل الأول بالثاني عام 2013 ليعتذر عن الهجوم الذي شنّته قوات البحرية الإسرائيلية على السفينة التركية «مافي مرمرة»، التي كانت ضمن أسطول تركي لكسر الحصار عن غزة عام 2010، وأدى ذلك إلى مقتل 9 مواطنين أتراك. وقال البيان إن نتنياهو وإردوغان «اتفقا على التعاون من أجل تأسيس عهد جديد للعلاقات بين الدولتين»، وأعرب نتنياهو عن تعازيه لمقتل مواطنين أتراك في الهجوم الذي ضرب إسطنبول قبل أيام، وأسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة 81 آخرين. وشكر إردوغان نتنياهو وأعرب «عن تعازيه» لمقتل الإسرائيليين في الهجوم الذي شنّه فلسطيني وأدى إلى مقتل 3 في محيط مستوطنة أرئيل شمال الضفة الغربية قبل أيام، وهنّأه مرة أخرى على فوزه في الانتخابات.

وكان إردوغان قد هنّأ نتنياهو قبل ذلك فور إعلان نتائج الانتخابات الإسرائيلية في 1 نوفمبر (تشرين الثاني)، قائلاً إنه «يعتقد أن الحكومة الجديدة ستواصل التعاون بين الدول في جميع المجالات، بطريقة تجلب السلام والاستقرار إلى منطقتنا». واتفق نتنياهو وإردوغان على «العمل سوياً لتأسيس حقبة جديدة في العلاقات» بين تركيا وإسرائيل، بما في ذلك العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين بشكل كبير. وكانت العلاقات بين الجانبين قد توترت بعدما انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين في ظل الحكومات التي رأسها نتنياهو. وسحبت أنقرة سفيرها في مايو (أيار) 2018، وطردت المبعوث الإسرائيلي. وردّت إسرائيل على ذلك بإعادة القنصل التركي إلى بلاده. لكن في 17 أغسطس (آب) الماضي، قررالطرفان رفع العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى أعلى مستوى وتعيين متبادل للسفراء، فيما مثَّل آنذاك علامة فارقة أخرى في عملية تحسن العلاقات المستمرة منذ شهور. والأسبوع الماضي عيَّنت تركيا شاكر أوزكان تورونلار، الذي شغل منصب القنصل العام لتركيا في القدس بين عامي 2010 و2014، سفيراً جديداً لها بموجب مرسوم رئاسي، وذلك بعد شهر واحد على مصادقة الحكومة الإسرائيلية على تعيين إيريت ليليان سفيرة لتل أبيب لدى أنقرة.

 

باريس تدعو المجتمع الدولي لـ«رد حازم» على إطلاق بيونغ يانغ لـ«صاروخ باليستي»

باريس/الشرق الأوسط/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أنّ إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات سقط قبالة سواحل اليابان اليوم (الجمعة)، «يستدعي رداً حازماً وموحداً من المجتمع الدولي». وقالت في بيان: «هذا الانتهاك الجديد لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر على كوريا الشمالية القيام بأي نوع من الإطلاق باستخدام تقنيات باليستية، هو استفزاز جديد... يشكّل تهديداً خطيراً للاستقرار الإقليمي وللأمن الدولي». وأطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، الجمعة، وفقاً للجيش الكوري الجنوبي، هو الأحدث في سلسلة قياسية من عمليات الإطلاق الصاروخية خلال الأسابيع الأخيرة، في وقت تتوقع سيول وواشنطن أن تكون بيونغ يانغ تستعد لإجراء تجربة نووية وشيكة.

 

ماذا تعني سيطرة الجمهوريين على «النواب» الأميركي؟

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

مع بسط الجمهوريين سيطرتهم على مجلس النواب بأغلبية بسيطة وصلت إلى 218 نائباً، أصبحت المعادلة واضحة: الديمقراطيون لهم مجلس الشيوخ، والجمهوريون لهم مجلس النواب. هذا يعني «كونغرس» منقسماً على نفسه، سيجعل من إقرار أي قانون أمراً شبه مستحيل دون تعاون الطرفين، ويضع الديمقراطيين والجمهوريين في موقع التفاوض والتسويات من جهة، والتحديات من جهة أخرى، لتتنقل الكرة بين ملعبي الحزبين، قبل أن تصل إلى شِباك الرئيس الأميركي. ويعلم بايدن جيداً هذه المعادلة، فقد خاض التجربة نفسها عندما كان نائباً للرئيس في عهد أوباما، مع «كونغرس» يسيطر عليه الجمهوريون، كما كان في الجهة المقابلة، خلال فترة وجوده في الكونغرس رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في «الشيوخ»، في عهد رؤساء جمهوريين وديمقراطيين. لهذا، بمجرد صدور النتائج التي أظهرت سيطرة الجمهوريين الفعلية على مجلس النواب، سارع الرئيس الأميركي إلى مد غصن الزيتون إلى الحزب مهنِّئاً زعيمه كيفين مكارثي.

وقال بايدن، في بيان صادر عن البيت الأبيض: «أهنئ زعيم الأغلبية مكارثي على فوز حزبه بالأغلبية في مجلس النواب، وأنا مستعدّ للعمل مع الجمهوريين لتسليم نتائج للعائلات العاملة». لكن لهجة التعاون لم تكن حاضرة في تغريدة مكارثي احتفالاً بالفوز، فقال: «الجمهوريون سيطروا رسمياً على مجلس النواب! الأميركيون جاهزون لتوجه جديد، والجمهوريون مستعدّون لتقديم ذلك لهم». فمن الواضح أن مكارثي، الذي ينتظر بفارغ الصبر انتزاع مطرقة رئاسة المجلس من نانسي بيلوسي في الثالث من يناير (كانون الثاني)، سيسعى جاهداً إلى تحدي الإدارة الأميركية في ملفات عدة، وقد توعّد بذلك في أكثر من مناسبة آخِرها تغريدة له بعد فوزه بزعامة الحزب في انتخاباته الداخلية قال فيها: «بصفتي رئيساً لمجلس النواب سوف أتخذ خطوات لإصلاح ما حطّمته نانسي بيلوسي. عمل الجمهوريين في مجلس النواب سيبدأ فوراً». وعدّد مكارثي 3 محاور: «الوفاء بوعودنا للأميركيين، ومحاسبة الإدارة، ووقف أجندة بايدن»، كلها محاور تدل على توجهين: المحاسبة، والعرقلة. ففي شق المحاسبة، توعّد الجمهوريون بفتح تحقيقات بممارسات عائلة الرئيس الأميركي، وتحديداً نجله هنتر بايدن، وصفقات أبرمها مع دول أجنبية، وعقد جلسات استماع حول انسحاب الإدارة «الكارثيّ» من أفغانستان، إضافة إلى التحقيق بملف الهجرة غير الشرعية. وسيتمتع الجمهوريون برئاسة اللجان في مجلس النواب بعد سيطرتهم على الأغلبية، الأمر الذي سيمكّنهم من التحكم بجدول الجلسات وموضوعاتها. وفي شق العرقلة، تحدَّث بعض النواب من مناصري الرئيس السابق دونالد ترمب عن نيتهم عزل بايدن، لكنه توجه لم يدعمه مكارثي حتى الساعة.

كما أعلن بعضهم عن معارضته تخصيص المزيد من الأموال لأوكرانيا، لكن هذا سيقابَل بتصدِّي عدد كبير من الديمقراطيين والجمهوريين لهم، وعلى الأرجح ألا تبصر هذه المعارضة النور نظراً للأغلبية الضئيلة التي يتمتع بها الجمهوريون في مجلس النواب. وقد وعد الحزب الجمهوري، خلال الحملات الانتخابية، بخفض الضرائب وتشديد أمن الحدود، وهي أمور سيواجه صعوبات في تحقيقها؛ نظراً للفارق البسيط في المقاعد بينهم وبين الديمقراطيين، لكنهم قد يستغلون ملفات حساسة مثل رفع سقف الدَّين العام، وتمويل المرافق الحكومية للتفاوض، والضغط على الإدارة للحصول على بعض ما يريدونه مقابل دعم هذه الملفات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الولاءُ للبنان سِمَةُ دخولِ بعبدا مجموعُ المواقف التي يُطلِقُها حزبُ الله تَتركُ قناعةَ أنَّ أوْلويّتَه الحاليّةَ هي تغييرُ النظامِ اللبنانيِّ لا انتخابَ رئيسٍ للجُمهوريّةِ

سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدةِ النهار/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113424/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%a1%d9%8f-%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d9%90%d9%85%d9%8e%d8%a9%d9%8f-%d8%af%d8%ae%d9%88%d9%84%d9%90/

انتهَت الـمُهلةُ الدُستوريّةُ لانتخابِ رئيسِ الجُمهوريّةِ اللبنانيّة، وبدأت الـمُهلةُ السياسيّةُ. الـمُهلةُ الأولى كانت مُحدَّدةً بشهرين، أما الأُخرى فمفتوحةٌ إلى ما شاءَ القَدَر. والقدرُ في لبنان هو التعبيرُ المرادِفُ لقِلّةِ الوطنيّةِ والمسؤوليّة. الـمُهلةُ الدُستوريّةُ كانت محصورةً ـــ مبدئيًّا ـــ بقرارِ الكتلِ النيابيّةِ: يَنتخِبون أو لا يَنتخبون رئيسًا صُنِع في لبنان. الـمُهلةُ السياسيّةُ تَستأثر بها، علاوةً على الأطرافِ الداخليّةِ، المحاورُ الإقليميّةُ والدُوَليّةُ، وتَرتَبطُ بأصغرِ حدثٍ في الـمِنطقةِ إلى أكبرِ صراعٍ دُوَليٍّ. اليومَ لبنان دولةٌ بلا دستور. يُدارُ مِزاجيًّا. هذه نهايةُ دولةٍ ما لم تُنقَذ سريعًا. وإذا كان الإنقاذُ متوافِرًا، المؤسفُ أن الحوارَ بين القوى اللبنانيّةِ الأساسيّةِ هو "أكذوبةٌ سياسيّة". الحوارُ إرادةٌ قبلَ أن يكونَ جدولَ أعمال. في لبنان الإرادةُ غائبةٌ وجدولُ الأعمال مُختلَفٌ عليه. منذ ثلاثةِ أيّامٍ (14 ت2)، بفضلِ إرادةِ الاتفاق، تَوَصّل الرئيسان الأميركيُّ والصينيُّ إلى معالجةِ أصعبِ المشاكلِ السياسيّةِ والعسكريّةِ والاقتصاديّةِ بينهما في ثلاثِ ساعات.

سابقًا كان يَتعذَّرُ تقسيمُ لبنان حتّى لـمّا كان "مُقسّمًا". اليومَ، صار يَصعُبُ توحيدُه حتى لو كان بعدُ "موحَّدًا". تَعذُّرُ التقسيمِ قديمًا كان بفَضلِ وجودِ مشروعٍ لبنانيٍّ واحدٍ وحياةٍ لبنانيّةٍ واحدةٍ تُؤالِفُ بين جميعِ الطوائف ولو مع مطالباتٍ بتعديلاتٍ دستوريّة (الطائف). أما صعوبةُ توحيدِ لبنان اليومَ فبِسببِ نموِّ مشاريعَ غيرِ لبنانيّةٍ وانتشارِ نَمطِ حياةٍ غيرِ لبنانيٍّ حتى داخلَ كلِّ طائفة. افترق الإنسانُ ولو بَقيت الأرضُ 10452 كلم². الإشكاليّةُ الآن كيف نُحافظُ على وِحدةِ لبنان الكيانيّةِ مع إعادة التقسيماتِ المناطقيّةِ في إطارِ لامركزيّةٍ موسَّعةٍ. لا يُجدي التَعنّتُ والتَنكُّرُ للتحوّلاتِ التي طرأت على البُنيةِ البشريّةِ والمجتمعيّة اللبنانيّة. في حياةِ الأممِ تَنتهي مراحلُ لتبدأَ أخرى جديدة، ومختلفةٌ أحيانًا. بين 1798 و1958 غَيّرت فرنسا ستّةَ عشرَ نظامًا بين ملكيٍّ وإمبراطوريٍّ وجُمهوريّ. وكان أبرزُها الملَكيّةَ المطلَقة والملكيّاتِ الدُستوريّةَ والإمبراطوريّاتِ، فالجُمهورياتِ الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة مع الجنرال شارل ديغول سنة 1958. كانت التغييراتُ الدُستوريّةُ حاجةً أدّت إلى تَقدّمِ فرنسا ولو بالأوجاعِ والدماء.

الدولُ الديمقراطيّةُ والديكتاتوريّةُ والدينيّةُ لها دساتير، فيما دستورُ لبنان، وهو الأوّلُ في الشرقِ الأوسط، تَعرَّضَ إلى عمليّةِ مصادرةٍ وتجميدٍ. نُزِعَ الدستورُ عِوضَ أنْ يُنزَعَ السلاح. النظامُ الديمقراطيُّ مُعلّقٌّ، وصيغةُ لبنان تَلفِظُ أنفاسَها، وميثاقُه حنينُ ذِكريات. من دون إعلان، نحن في حالةِ طوارئَ دستوريّةٍ، وفي حالةِ تَرنُّحِ الدولةِ، وفي حالةِ حرب نعيشُ دمارَها دون مدافِعِها. والسِلمُ المصْطَنعُ الذي يُشعِرونَنا به أخطرُ من الحربِ لأنّه يُخدِّرنا، فيما سيطرةُ حزبِ الله جاريةٌ من دون أيِّ رادع. الانتخاباتُ الرئاسيّةُ تَسِدُّ الأفواهَ وتَقطعُ شهيّةَ المواجَهة وتَسْطُمُ الشجاعة. حبّذا لو نُنهي مرحلةَ التنازلاتِ السياسيّةِ والدُستوريّةِ ونَبدأ عهدَ التضحياتِ للدفاعِ عن لبنان. خلافَ ذلك سيُؤخَذُ جزءٌ من لبنان بالنقاطِ والجزءُ الآخَر بالضربةِ القاضية.

لدى عرضٍ عسكريٍّ أمام ملكِ فرنسا "جان لوبون" (1319-1364) أَنشدَت الفِرقُ الفرنسيّةُ أغنيّةَ "رولان"(قائدُ جيش شارلماين إلى الأندلس في القرون الوسطى)، فتَنهَّد الملكُ وقال: "مضى وقتٌ طويلٌ لا نَجد "رولان" بين الفرنسيّين"، فأجابه جُنديٌّ قديم: "كنا وَجدناه لو كان بعدُ شارلمان موجودًا". إشارةٌ إلى أنَّ البطلَ أو الشعبَ يحتاج قائدًا ليُكافِح.

يَعتبر لبنانيّون كثرُ، متعدِّدو الطوائف، أنَّ انتظارَ التغييرِ نحو الأفضل في ظلِّ الذِهنيّةِ السياسيّةِ/الأخلاقيّة القائمةِ والمشاريعِ المذهبيّة، صارت مَضْيعةَ وقتٍ. لقد أعطى الزمنُ للبنانيّين متَّسَعَ صبرِه، وراهَن اللبنانيّون على الزمنِ إلى أبعدِ مدى. ظنّوا أنَّ حلولَ الآخَرين تأتيهم بالحلولِ لقضيّتِهم، حتى صارَ الزمنُ سلاحًا ضِدّهَم وحَصلَ العكسُ. إذ في خلالِ زمنِ الانتظارِ لم تُولَد حلولٌ لصراعات الآخَرين، بل نشأت حروبٌ جديدةٌ واشتركت فيها أطرافٌ لبنانيّةٌ زادَت تعقيداتِ الوضعِ اللبنانيّ.

لذلك، باتت غالِبيّةُ اللبنانيّين تَميلُ إلى التخلّي عن سياسةِ انتظارِ الزمنِ والرهانِ على لبنان المتهالِك، وتُفضّلُ فتحَ القضيّةِ اللبنانيّةِ على مصراعَيها مرّة جديدة كما سَبق أن فُتحت في عقودٍ سابقة، وليكُن ما سيكون؛ فجميعُ الحالاتِ أفضلُ من هذا الواقعِ القذِر. لا يجوزُ للبنانيّين أن يَقبَلوا طرفًا يسيطرُ على طائفةٍ ويصارعُ بها جميعَ الطوائفِ الأخرى، ويَتحالفُ مع مجموعةٍ لبنانيّةٍ طامحةٍ ويُنازِعُ بها جميعَ الجماعاتِ اللبنانيّةِ الأُخرى، ويَخطِفُ بلدًا بأسرِه ويُحارب به كلَّ العالم. تعالوا نُحبَّ بعضَنا بعضًا كما لبنانُ أحَبَّنا ونَنفتِحْ على الأممِ نَزرعْ فيها المميَّز.

مجموعُ المواقف التي يُطلِقُها حزبُ الله تَتركُ قناعةَ أنَّ أوْلويّتَه الحاليّةَ هي تغييرُ النظامِ اللبنانيِّ لا انتخابَ رئيسٍ للجُمهوريّةِ. وإذ يُصِرُّ على "انتخاب الرئيس الذي يريده"، فلكي يكونَ راعي عمليّةِ تغييرِ النظامِ وتثبيتِ لبنانَ في جَبهةِ الممانَعة. في هذا السياق، أبلغت السعوديّةُ الرئيسَ الفرنسيَّ إيمانويل ماكرون أنَّ تَشدُّدَها في موضوعِ "الهُويّةِ الوطنيّةِ والسياديّةِ" للرئيسِ اللبنانيِّ المقبِل ناتجٌ عن معرفتِها بنوايا إيران وحزبِ الله في هذا المجال، لكنَّ فرنسا لا تزالُ تساومُ وتطرحُ تسوياتٍ انهزاميّة. الموضوعيّةُ تَقضي الاعترافَ بأنَّ النشاطَ الفعّالَ لإيجادِ مرشّحٍ تحدٍّ للرئاسةِ لا يزالُ محصورًا بحزب الله، بينما الأطرافُ "المعارضِةُ" تواصلُ المناورةَ والتذاكي على بعضِها البعض: تُحرقُ اسمًا وتَشوي مرشحًا وتَهزَأُ من طامحٍ، لا بل تتأخّرُ في طرحِ مشروعٍ خاصٍّ بها، كأنّها تأملُ أن تَضعَ مشروعًا توافقيًّا مشترَكًا مع الأطرافِ الأخرى.

في الواقعِ السياديِّ المنشودِ، يَستبعدُ اللبنانيون رئيسًا توافقيًّا، وفي المعادلةِ النيابيّةِ يَستبعدون رئيسًا فريقًا من دون حدوثِ تطوّرٍ إقليميٍّ معيَّن. في سياقِ هذا المنطقِ لا انتخابَ الآنَ لرئيسِ جُمهوريّةٍ جديد. والحالُ أنَّ انتخابَ رئيسِ جُمهوريّةٍ سياديٍّ بكلِّ معنى الكلمةِ قد يكونُ الفرصةَ الأخيرةَ لإنقاذِ البُنيةِ اللبنانيّةِ وتطويرِ النظامِ وصوغِ شراكةٍ وطنيّةٍ على أساسٍ مناطقيٍّ وإطلاقِ الإصلاحاتِ المناسِبةِ للواقعِ اللبنانيِّ لا "لحاسوبِ" صندوقِ النقدِ الدُوَلي. خلافَ ذلك، الخطرُ أن تَتغيّرَ الجُمهوريّةُ من دونِ رئيس. ليس لبنان أهمَّ من بولونيا، ولا من إمبراطوريّةِ ألمانيا، ولا من إمبراطوريّة النمسا/هنغاريا. لكنَّ لبنانَ خَسِر من دون أن ينهزِمَ. وهذا أملٌ عظيم إن وُجِد قائد...

 

فرنجية: لست مرشّحاً للانتقام

 نقولا ناصيف/الأخبار/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

من دون أن يُقال، قيل كل ما يقتضي أن يقال. مرشحا حزب الله للرئاسة سليمان فرنجية وجبران باسيل. صاحب الحظوظ الفضلى يتقدّم. إلا أن عامل الوقت، ما بعد السنة الجديدة، كفيل بحسم الخيار بعد إمرار العدد المتطلَّب من جلسات الترشيح قبل الوصول إلى جلسة الانتخاب

عشية انتخابات رئاسة الجمهورية في 17 آب 1970، عند الوصول إلى ترشيح وزير الاقتصاد آنذاك سليمان فرنجية، كان الرئيس كميل شمعون مرشحاً بدوره كما رفيقيه في «الحلف الثلاثي» بيار الجميّل وريمون إده. بغية إقناع الرئيس السابق بالتخلي للمرشح الزغرتاوي المتفق على أنه القادر على الفوز، بصوته على الأقل، في مواجهة منافسه الشهابي الياس سركيس، ذهب فرنجية إلى شمعون، واكتفى بالقول له عبارة واحدة كانت كافية لأن لا يختلفا ولا يحردا ولا يعاندا ولا يكابرا ويسلما بالتعهد الأخلاقي. قال فرنجية لشمعون: عام 1952 تخلّى شقيقي حميد لك كي تُنتخب بأفضل إجماع وطني، وانسحب رغم أنه منافس ويحظى بتأييد كبير. الآن حان أوان ردّ الدين.

مع أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير في 11 تشرين الثاني حدّد مواصفات الرئيس الذي يريده من دون أن يسميه، دارت التكهنات من حول اثنين فقط: سليمان فرنجية وجبران باسيل. تقدّم الأول على الثاني في التكهنات نفسها لدوافع شتى، منها العقوبات الأميركية عليه، ومنها أنه مجرَّب والتيار الوطني الحر في العهد السابق في ولاية الرئيس ميشال عون، ومنها تعذّر توافر أوسع تأييد وطني من الكتل والطوائف كلها. تلك الدوافع السلبية امتيازات لفرنجية.

مع أنه لم يقل جهاراً بعد أنه مرشح، وإن لم يستبعد ترشيحه ويفترضه الجميع طبيعياً وحتمياً، للنائب السابق لزغرتا وجهة نظر في الترشيح والاستحقاق يسمعها منه المطّلعون على موقفه.

ما يرويه هؤلاء «أنا حاضر للاحتمالات كلها. للرئاسة أو لعدم الوصول إليها. الأفرقاء يتناحرون اليوم عليها كأنها جائزة لوتو بينما هي في الواقع كرة نار حقيقية. كل الرؤساء الذين تعاقبوا حملوا الرئاسة كرة نار، والرئاسة كانت دائماً كرة نار. لن أعيد ما كان يقوله البعض في ما مضى بأن انتخابه كان تضحية منه، بل إنني سأتحمّل مسؤوليتها. نحن في بلد في انهيار أقرب ما يكون إلى أنقاض. مع ذلك ننقسم من حول رئاسته. لا أعرف ما إن كنت سأنجح أو سأفشل. ما أعرفه هو أنني سأحاول وسأبذل جهدي كي أنجح. لا يعني الوصول إليها هدفاً في ذاته. المرة الأخيرة تخليت عنها وأنا لا أتمسك بها الآن إن لم تكن هناك فرصة للإنقاذ والنجاح. النجاح يفترض أولاً تحمّل المسؤولية».

ماذا عنه أنه مرشح تحدّ كما يصفه خصومه الذين لديهم أيضاً مرشح تحدّ، بينما الرئيس نبيه برّي ينادي بالتوافق؟

«الرئيس التوافقي ليس المنتخب توافقياً فحسب، بل الذي يتصرّف كذلك. طبعاً أنا فريق في مشروع وخط وأتمسك بموقعي فيهما، لكنّ انتخابي رئيساً يحتّم عليّ أن أكون للبنانيين جميعاً موالين ومعارضين، وليس لخطي ومشروعي فقط. أنا أنفذ ما يمكنني تعهّد القيام به لا أقل ولا أكثر. لا أعد بما لن أفعله لكنني أعد بما لن أفعله. ما أستطيع التنازل عنه هو ما أعلنه، وما لا أستطيع التنازل عنه لن أخفيه. أعرف ماذا لديّ وما يمكنني فعله. لن أكون رئيس فريقي وحده، لكنني أعطي المقاومة ما لا يعطيها إياه الخصم أو العدو. أنا أفعل ما أقوله. لا ننسى بأننا في بلد محكوم بموازين قوى وتوازنات سياسية وطائفية تقيّد القدرة على التحرك. العاجز عن مواجهة المقاومة سيتأكد أن انتخابه سيجعله أكثر عجزاً عن التفكير في ضربها غداً. الأمر الواقع يفرض إرادته على الجميع، وكذلك التوازنات الداخلية. أما محاولة الانقلاب عليه فليس مؤداها إلا تخريب البلد من دون أن يقدم أي حل. نحتاج إلى الروية في التفكير والتصرف لمعالجة مشكلاتنا كلها بما فيها سلاح المقاومة. هو قائم منذ ما قبل انتخابي إذا انتُخبت، ولا هو في حاجة إلى تغطيتي وحمايتي له. أوافق السيد حسن نصرالله على ما قاله أخيراً أن المطلوب رئيس لا يطعن المقاومة في ظهرها. ما سأفعله أنني لن أتآمر على المقاومة، ولن أتآمر على خصومها وأعدائها.

ما يُنقل عنه قوله: «لن آتي كي أنتقم من أحد، ولا لتصفية أي حساب مع أي أحد. لا عن الماضي ولا عن المستقبل سلفاً، ولن أغلّب فريقاً على آخر».

هل هو قادر على إعادة بناء دولة شبه منهارة؟

«في ماضيَّ السياسي بين عامي 1990 و2005 كنت وزيراً ونائباً، ولم أطلب مرة أمراً لنفسي. ما يفترض أن أكون في صدده هو المشروع الوطني الجامع المتفق عليه بين الجميع، مع ضرورة قبول التباين في وجهات النظر عند هذا الفريق أو ذاك. لكن بالتوافق والتفاهم من أجل المصلحة العامة يمكننا تذليل الخلافات. أما أن يكون هناك مشروعان سياسيان متباعدان، فهما حتماً سيتعطلان. كل منهما سيعطّل الآخر.

مشكلتي مع بعض الأفرقاء المسيحيين عداوة كار

لمست ذلك عندما كنت وزيراً للداخلية عامي 2004 و2005 عندما كنا في صدد وضع قانون الانتخاب حينذاك. إذا تمسك كل طرف بمشروعه سنكون بالتأكيد أمام مأزق ومعضلة. إذا توافقنا داخلياً يأتي الغطاء الخارجي لدعم هذا التوافق وسيكون عاملاً مساعداً في الحل، بينما العكس غير صحيح. الخارج لا يستطيع فرض توافق علينا وسيتركنا نتخبط في مشكلاتنا على نحو ما نحن عليه الآن. بناء الدولة والاقتصاد قابل للحل إذا أردنا ذلك فعلاً وتحاورنا. ليست مشكلاتنا كلها متساوية في تداعياتها. ثمّة أولويات يقتضي مراعاتها تطاول اللبنانيين وطوائفهم جميعاً، ولا تقتصر على فئة أو طائفة دون سواها. أولويتنا الأولى وقف الانهيار ومعالجة المشكلات الاجتماعية والمعيشية والنقدية والإصلاحات، وهي كلها قابلة للحلول إلا إذا لم نكن نريد ذلك. وضع سلاح حزب الله في أولى الأولويات ونحن نعرف أننا كلبنانيين غير قادرين على إيجاد حل له، مؤداه أننا نعطل حل مشكلاتنا الداخلية التي يسهل التوافق عليها في انتظار بتّ مصيره. سلاح حزب الله بُعده إقليمي ودولي ونحن غير قادرين بمفردنا على تسويته. مشكلاتنا اليومية تتوالى منذ عام 2019 ولا تحتمل انتظار أي مسألة أخرى ولا تحتمل التأجيل لئلا نصل إلى قعر القعر. أمامي سلم أولويات نعالجها بالتوافق تباعاً».

هل هو متيقن من حصوله على تأييد خارجي لانتخابه؟

بحسب المطّلعين على موقفه، فإن «الاتصال قائم بيني وبين الأميركيين والفرنسيين. طبعاً همم ليسوا أصدقاء لحزب الله ولا لسلاحه، ويعرفون موقعي في المشروع السياسي والخط. مع ذلك هناك اتصال بيننا واحترام متبادل. الفرنسيون دعموا ترشّحي عام 2016 وهو ما قاله لي الرئيس فرنسوا هولاند في مكالمته الهاتفية معي. إلى الآن لم أسمع من الأميركيين والفرنسيين أنهم مع انتخابي، لكنني لم أتلقَّ أي رسالة سلبية معاكسة أنهم يعترضون عليّ أو لا يريدونني. الأمر نفسه بالنسبة إلى السعودية. لا تواصل مباشراً لكن لا رسائل سلبية وصلتني منها. بعض الأصدقاء يحملون إليّ رسائل ودّ غير مباشرة. ليس هؤلاء المشكلة، ولا الأفرقاء اللبنانيون الذين يتحدثون معي كالرئيسين نبيه برّي وسعد الحريري. المشكلة في عداوة الكار بيني وبين بعض الأفرقاء المسيحيين. سؤالي لهؤلاء: مشكلتهم هي مع رئيس ينجح أم مع رئيس يفشل؟».

 

باسيل أخطأ مرّتين… وفتور مع نصرالله!

محمد شقير/الشرق الأوسط/18 تشرين الثاني/2022

يواكب الفريق السياسي المؤيد لـ«حزب الله» وخصومه المسار العام لعلاقته برئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، في ضوء اجتماعه الأخير بالأمين العام للحزب حسن نصر الله، الذي استمر 6 ساعات وخُصّص للبحث في انتخاب رئيس للجمهورية، وانتهى بلا نتائج ولم يكن مريحاً؛ لأن باسيل لا يزال يرفض إخلاء الساحة الرئاسية لزعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية.

وكشف هذا الفريق، لـ«الشرق الأوسط»، أن باسيل أخطأ في تقديره لردّ فعل نصر الله، ليس برفضه إخلاء الساحة لفرنجية فحسب، وإنما لمبادرته إلى طرح مرشّح ثالث لرئاسة الجمهورية يتوافق عليه مع فرنجية، برعاية وضمانة مباشرة منه، مما اضطر الأخير إلى إقفال الباب أمام طرحه لينتهي الاجتماع بلا نتائج! ولفت إلى أن باسيل أخطأ مرتين في ردّه على نصر الله؛ الأولى عندما تَسرّع في رفضه إخلاء الساحة لفرنجية؛ كونه الأوفر حظاً، بدلاً من أن يُبقي الباب مفتوحاً أمام التواصل في ضوء الضمانات السياسية التي قدّمها له بكفالة من نصر الله شخصياً، في حين لم يكن مضطراً ثانيةً ليقترح البحث عن مرشح ثالث.

وأكد الفريق نفسه أن باسيل تَصرّف في اللقاء وكأنه يلتقي نصر الله لأول مرة، فبدلاً من أن يعطي نفسه فسحة من التأمل تتيح له أن يختلي برئيس الجمهورية السابق ميشال عون، بمشاركة فريقه السياسي، لبلورة موقف يقطع الطريق على انسداد الأفق بينهما بمعاودته التواصل لاحقاً مع نصر الله، استعجل حرق المراحل، ولم يكن مضطراً ليقترح عليه التوافق لاختيار مرشح آخر في منتصف الطريق بينه وبين فرنجية، برعاية مباشرة من نصر الله.

ورأى أن باسيل برفضه دعم فرنجية يسهم في إضعاف موقف فريق «الممانعة» الذي يتريّث في اتخاذ قراره النهائي بترشيح فرنجيه لرئاسة الجمهورية؛ لأنه من غير الجائز تقديمه إلى اللبنانيين على أنه المرشح المدعوم من الثنائي الشيعي ويفتقد إلى الحيثية المسيحية. وقال إن باسيل يتصرف وكأنه نسخة من ميشال عون بالمفهوم السياسي دون أن يأخذ في الاعتبار أن الظروف الكارثية التي يرزح تحت وطأتها البلد غيرُ تلك التي كانت قائمة وأدت إلى انتخاب عون رئيساً بعد تعطيل جلسات الانتخاب واستمر لعامين ونصف العام.

وتابع أن عون لم يُنتخب رئيساً إلا بعد أن توصّل إلى تسوية مع رئيس تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وأخرى مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وهذا لن يتأمّن لباسيل الذي لم يبق له حليف سوى «حزب الله».

وأكد أنه لا مجال الآن للخوض في طبيعة علاقة باسيل بـ«حزب الله» التي تتراوح بين هبة باردة، وأخرى ساخنة، دون أن يعني هذا الكلام أن الطرفين أوشكا على الطلاق السياسي؛ لأن تحالفهما سيبقى صامداً، ما دام الحزب يتّبع سياسة النفَس الطويل في استيعابه لباسيل، رغم أنه يصر على استهداف حليفه الطبيعي رئيس المجلس النيابي نبيه بري بوصفه حليفاً استراتيجياً لا غنى عنه لقطع الطريق على من يراهن على إقحامهما في «حرب الإخوة» سياسياً هذه المرة، والتي حصلت في الماضي. واعتبر الفريق نفسه أن علاقة نصر الله بباسيل تمر بحالة من الفتور دون أن ينقطع تواصل الحزب معه عبر مسؤول التعبئة والارتباط وفيق صفا. وقال إن إعادة التواصل بينهما تفرض على باسيل مراجعة حساباته لتنقيتها من الخلل الذي أصابها. وأضاف أن «حزب الله» يواكب الجهود غير المرئية التي يقوم بها باسيل لتصويب علاقته بواشنطن من خلال رفع العقوبات الأميركية المفروضة عليه. وقال إن محاولاته لن تلقى أي اعتراض من الحزب الذي تَعامل معها على أنها تأتي في سياق معاقبته على تحالفه مع الحزب. لكن كل هذا، بحسب الفريق نفسه، لا يدحض ما صار يتردّد داخل كوادر الحزب بأن علاقة باسيل بنصر الله تمر بحالة من الفتور دون أن تنعكس على تواصل صفا معه. وتوقّف أمام إصرار فرنجية على عدم الدخول مباشرة في سجال سياسي مع باسيل؛ التزاماً منه بترك الأمر لدى نصر الله الذي يتولى متابعة ملف العلاقة بين الحليفين اللدودين وتعبيد الطريق أمام محور الممانعة في تبنّيه ترشيح زعيم تيار «المردة».

 

مخاض الرئاسة عسير: مسار التسوية مُعقَّد

كارول سلّوم/اللواء/18 تشرين الثاني/2022

كلما انعقدت جلسة انتخاب، انعكس الانقسام النيابي فصولا، هذا الانقسام الذي يسود مشهد البرلمان اللبناني، يدفع إلى التأكيد ان الواقع المحيط بالأستحقاق الرئاسي لن يتبدل بين ليلة وضحاها، ما يعني بصريح الأمر أن الجلسات المقبلة لن تكون افضل حالا، والثابت أن عبارات ستتكرر من التوافق الى لبننة الاستحقاق إلى مواجهة التعطيل كما إلى الدفاع عن خيار الورقة البيضاء فضلا عن المواقف المرتفعة السقف والسجالات المختلفة. وكل نائب يبرر توجهه واندفاعه، وتُسجّل بين الحين والآخر خروقات لنواب منتمين إلى هذه الكتلة النيابية أو تلك بتسمية او غيره. على أن كل ما يقدم عليه هؤلاء النواب لا يقدّم ولا يؤخر، لأن الانتخابات غير حاصلة، أما اللقاءات التي تسبق هذه الجلسات فليست سوى للتشاور أو للتنسيق. هذه المرة المخاض عسير والأفرقاء قالوا ما لديهم عن الرئيس ومواصفاته ولن يكون في مقدورهم أن يخرجوا عن العناوين العريضة التي رسمت.

والأختيار بين الرئيس السيادي والرئيس الذي لا يطعن المقاومة في الظهر.. هو أم المعارك كما بات واضحا، أما أي معادلة تفوز في نهاية المطاف، فهذه مسألة معقدة للغاية. وفي سياق متصل، يُحكى أن هناك شخصيات لا فيتو عليها، ويُحكى عن عدم نضوج الظروف المؤاتية لانتخاب شخصية يجري التداول بها، وكلام آخر، وكله كلام طبيعي يدخل في مسار اللعبة الانتخابية.

وتقول مصادر سياسية مطلعة لصحيفة «اللواء» أن أية تحضيرات متعلقة بدعم شخصية خارج سياق الأسماء التي يتم التصوبت لها في جلسات الانتخاب لم تتبلور، وبالتالي ليس صحيحا أن هناك اتصالات سرية تجري لدعم قائد الجيش، مع العلم ان أسهمه في السباق الرئاسي لم ترتفع أو تنخفض، والقول أن هناك تفاهما عليه لم يدخل حيز التطبيق لأكثر من سبب، كما أن الضوء الأخضر لوضع اسمه في سياق الاتصالات الداخلية والخارجية الهادفة لتسويقه لم تنطلق اشارته. وتكشف المصادر أن ترشيح قائد الجيش في حال حصل سيتم في وقت متأخر، ولذلك هناك اتجاه إلى عدم التداول بطرح اسمه بشكل جدي في هذه المرحلة، خشية من ارتدادات ذلك. وتقول المصادر نفسها أن انتخاب العماد جوزف عون يستلزم وفق ما هو متعارف عليه تعديل الدستور، ولا سيما المادة ٤٩ التي تنص على انه لا يجوز انتخاب موظفي الفئة الأولى وما يعادلها في جميع الإدارات العامة والمؤسسات العامة وسائر الأشخاص المعنويين في القانون العام مدة قيامهم بوظيفتهم وخلال السنتين اللتين تليان تاريخ استقالتهم وانقطاعهم فعليا عن وظيفتهم أو تاريخ إحالتهم على التقاعد، وتلفت إلى أن الموضوع ما يزال بعبدا عن النقاش الذي لا بد أن يشترك فيه الجميع دون استثناء.

الى ذلك، تتحدث المصادر نفسها عن مواصلة رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل في إجهاض اي مسعى داعم لرئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، لا بل يواصل التصويب عليه ورفع اللاءات ضده، وضد الداعمين له سرا وعلانية، ومعلوم أن فرنجية لن يعلن صراحة ترشيحه إلا بعد تلمسه مؤشرات مشجعة، وتؤكد أن هناك رغبة لدى بعض الأفرقاء في التصويت له إذا طرح اسمه فعليا، وهؤلاء الأفرقاء من المنتمين إلى الجهة التي تصوت لشعارات مختلفة، مشيرة إلى أنه يجدر التوقف عند بعض التحركات والتصريحات الداعمة لفرنجية حتى وان كانت خجولة نوعا ما، وتعتبر ان الصوت المسيحي لن يكون على الموجة نفسها إلا إذا قامت تسوية كبرى. و في هذا المجال، تفيد المصادر ان محرك التسوية المطلوبة سيكون حكما الشخصية العارفة بخفايا الأمور، والتي تلتقط الإشارات المتصلة بالاستحقاق الرئاسي، وهي غائبة بعواملها ومضامينها، وما المواقف السجالية التي ظهرت في جلسة الانتخاب امس وتلك المسربة عن باسيل إلا تأكيد على أن لا تسوية في المدى القريب، ولا مساع ولا من يحزنون. وتؤكد ان المواصفات التي حددها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كما قيادات الحزب لا تحتاج إلى أي تفسير، وهي لا تنطبق إلا على قلة قليلة من الأسماء. وفي المقلب الآخر، توضح أن موضوع انفتاح المعارضة على اسم جديد غير واضح بعد، والأفرقاء المنضوون تحت لواء المعارضة مستمرون بالتصويت للنائب ميشال معوض، لكن هل يصار إلى تثبيت هذه المعادلة؟ تجيب المصادر: هذه مسألة قد تشكل محور أخذ ورد في فترة ليست ببعيدة جدا وفي ظروف معينة أو استثنائية. ليس سرا أن الانتخابات الرئاسية تحاصرها إشكالات عدة تبدأ بالاشتباك النيابي مرورا بالدستور والنصاب وصولا إلى غياب التفاهمات الأساسية، وهذا يقود إلى فوز الشغور في الجولات الأولى وربما الثانية والثالثة.

 

لبنان: البحث عن رئيس «يليق» بـ«حزب الله

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/18 تشرين الثاني/2022

منذ بداية جلسات مجلس النواب اللبناني لاختيار رئيس جديد للجمهورية، كانت خطة «حزب الله» وحلفائه «الممانعين» واضحة. هم يدركون أن التوافقات التي أتاحت إيصال ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية سنة 2016، بعد أن عطلوا انعقاد مجلس النواب لسنتين ونصف السنة، من الصعب أن تتكرر هذه المرة. ويدركون أيضاً أنهم لا يملكون الأكثرية في المجلس، ليأتوا بالمرشح الذي يريدون، والذي بات متداولاً أنه الوزير السابق سليمان فرنجية. لذلك اختار الحزب وحلفاؤه، بمساعدة الرئيس نبيه بري، خطة أخرى ظاهرها وفاقي، تدعو إلى ضرورة توافق الكتل النيابية على اختيار الرئيس، بحجة أن أي فريق لن يستطيع وحده الحصول على الأكثرية، خصوصاً مع إصرار بري على أن يكون النصاب القانوني الملزم لجلسة انتخاب الرئيس هو ثلثا أعضاء المجلس، أي 86 نائباً، ما يعني أن كل طرف قادر على تعطيل النصاب لو أراد. وإلى جانب الدعوة إلى التوافق، برز شرط آخر هو ضرورة استبعاد أي مرشح يمكن اعتباره «مرشحَ تحدٍّ». وهو شرط فريد من نوعه ولا مثيل له في أي عملية انتخابية في العالم تستحق هذه التسمية؛ إذ إن الطبيعي في أي انتخابات ديمقراطية أن يتنافس المرشحون، ما يفترض أن «يتحدى» كل مرشح المرشح المنافس، من خلال المواقف والبرامج، إلى أن يفوز من يحظى بالأكثرية، ويوافق المرشح الخاسر على خسارته ويذهب إلى بيته. وهي الطريقة التي كان متعارفاً عليها لانتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، قبل أن تنقض عليه الوصاية السورية التي أخذت تفرض أسماء الرؤساء وتمدد لهم إلى ما تشاء. ثم جاءت هيمنة «حزب الله» التي أصبح همها إيصال من يخدم مصالحها إلى قمة السلطة، وساعدتها على ذلك مسايرة قوى سياسية كثيرة لتحقيق ذلك.

لقد تنافست شخصيات بارزة على منصب رئيس الجمهورية في لبنان في الماضي. ريمون إده نافس فؤاد شهاب على الرئاسة بعد أحداث عام 1958 رغم أنه لم يكن له أي حظ في الفوز، وذلك احتراماً منه كما كان يقول للسلوك الديمقراطي ولقطع الطريق على فوز مرشح وحيد بالتزكية... وسليمان فرنجية (الجد) تنافس مع إلياس سركيس على الرئاسة سنة 1970 وفاز عليه بصوت واحد شهير أطلق عليه «الصوت الديمقراطي». وقَبِل سركيس بالنتيجة ليعود ويفوز بالرئاسة بعد ست سنوات في وجه ريمون إده. والمقصود من هذا التسلسل التاريخي أن السلوك الطبيعي في انتخاب الرئيس اللبناني كان يقوم على المنافسة، حيث يفوز من يفوز ويقبل خصمه النتيجة ويذهب إلى المعارضة. هذا السلوك لم يتبدل إلا في ظل الوصاية السورية التي كانت تفرض التجديد لحلفائها بقوة الهيمنة على القرار اللبناني، كما حصل مع انتخاب الرئيسين إلياس الهراوي وإميل لحود والتجديد لهما، ثم في ظل سلاح «حزب الله» الذي أدت هيمنته إلى أحداث 7 مايو (أيار) 2008 وما تبعها من انتخاب الرئيس ميشال سليمان ثم إلى تعطيل جلسات الانتخاب لعامين ونصف العام قبل أن ترضخ الأكثرية وتصوت للرئيس ميشال عون الذي دعمه «حزب الله» سنة 2016 وفرض وصوله إلى قصر الرئاسة.

أما اليوم وبعد ست محاولات قام بها مجلس النواب لانتخاب رئيس، فقد بات واضحاً أن أي اسم لن يخرج من صندوق الاقتراع إلا إذا وافق عليه «حزب الله». ولم يعد الأمين العام للحزب والمسؤولون فيه يخفون رغبتهم هذه. حتى التوافق على أي اسم لا يطمئنون له لا يرضيهم. حسن نصر الله حدد المواصفات مثل أي وصفة يسلمها الطبيب لمريضه، لتكون الدواء الوحيد الذي يساعد على الشفاء: رئيس لا يباع ولا يشترى. لا يطعن المقاومة في الظهر. ويقدم المصلحة الوطنية على خوفه من الضغوط الأميركية. (هذا الحرص على المصلحة الوطنية يأتي على لسان الأمين العام للحزب الذي يعلن ولاءه الكامل لإيران ويعتبر نفسه جندياً في خدمة «الولي الفقيه»). وفي كلمته الأخيرة غمز نصر الله من قناة قائد الجيش العماد جوزيف عون، مشيراً إلى أن الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للجيش اللبناني مشروط بتمكين هذا الجيش من مواجهة «حزب الله». وكان ذلك أكثر التصريحات وضوحاً في استبعاد قائد الجيش من لائحة الشخصيات التي يمكن أن يوافق «حزب الله» على وصولها إلى الرئاسة. وجاء كلامه في معرض إشادته بما قدمه الرئيسان إميل لحود وميشال عون اللذان سبق أن توليا قيادة الجيش، من دعم للمقاومة.

أما رئيس كتلة «حزب الله» النيابية النائب محمد رعد فقد ذهب في شرح موقف الحزب إلى القول إن الرئيس المقبل يجب أن يكون «لائقاً بشعبنا المقاوم»، محذراً النواب من أن اختيار رئيس لا يرضى عنه «حزب الله» لن يمر «مهما طال الزمن».

لهذا لم يعد يصح الاستغراب عن سبب عجز مجلس النواب اللبناني عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية. حقيقة الوضع اللبناني التي لم تعد خافية إلا عمّن لا يريد أن يرى أن القرارات المصيرية، وآخرها ترسيم الحدود الجنوبية مع إسرائيل، لا تحصل من دون موافقة «حزب الله». لقد عطل هذا الحزب الممارسة الديمقراطية وحق التنافس بين المرشحين فيما يسميه «بيئته» داخل الطائفة الشيعية، كما أثبتت الانتخابات النيابية التي جرت في مناطق الجنوب والبقاع اللبناني، ونجح في تعطيل الحياة الديمقراطية في كل المؤسسات، من مجلس النواب إلى الحكومة ورئاسة الجمهورية، حيث لم تعد هناك قيمة لوجود أكثرية وأقلية، لأن قرار حسن نصر الله وحزبه هو القرار الذي يفرض نفسه في النهاية.

 

ثورة «17 تشرين» لعنة منظومة النيترات!

حنا صالح/الشرق الأوسط/18 تشرين الثاني/2022

طيلة الأشهر التي تلت الانتخابات البرلمانية، يعيش لبنان في ظلِّ أمر عمليات سياسي وإعلامي مكثف: ماذا فعلت الثورة؟ لاحظوا سعر صرف الليرة آخذ بالانهيار والأسعار ترتفع، فأين الثورة؟ وكيف يقبل الثوار أن تعم العتمة البلد، وتتحول الحملة ضد نواب الثورة إلى «ترند» على وسائل التواصل لتطلق عليهم تسمية «نواب التعتير»، وتدبج مقالات حول «قلة خبرة»، وجهل «الأصول» البرلمانية على خلفية رفض التحول لمطايا في مشاريع القوى الطائفية للرئاسة، وصولاً إلى الترويج بأن انتخابهم غلطة لا ينبغي أن تتكرر...؟

توازياً، تتجاهل الحملات مسؤولية «حزب الله» كفريق ممسك بالسلطة ومحتكر لقرارها، ويتغاضى الجميع عن المسؤوليات الحكومية، ويُغضُّ النظر عن ممارسات نيابية فجة. أما «معارضة» النظام فتتم تبرئتها، ورفع المسؤولية عنها، وهي شريكة في نظام محاصصة أذلّ اللبنانيين، وأوصل البلد إلى الحضيض! وبينما المعمورة تضرب المثل بفساد السياسيين مبتكري النهب الذي طال الودائع، فمراكز التحريض لا تقلقها الطوابير على الوقود، ولا البحث في القمامة عما يسد رمق الجائعين، ولا الموت أمام المستشفيات... حتى إن فجور الحملات يكاد يدفع البعض إلى التحسر على «نعيم» و«بحبوحة» كانا قبل الثورة!

كل هذه الحملات أعادت إلى الأذهان جوانب مما تعرضت له الثورة قبل الانتخابات، بهاجس طي صفحتها وصرف الناس عنها بعد فشل مشاريع الاستيعاب والتطويع! إلى أن أطلّ حسن نصر الله قبل أيام غاضباً حانقاً مهدداً، وموجهاً للثورة التي وحّدت اللبنانيين، وابلاً من اتهامات العمالة والتخوين والتآمر والتبعية، وليصفها بـ«اللعنة»، وبأنها «الفوضى التي أتت بها الولايات المتحدة تحت عنوان (17 تشرين)»، ومتهماً التشرينيين بأنهم أرادوا الخراب، فلم «يتركوا مقاماً لرئيس الجمهورية، أو لرئيس مجلس النواب، أو لرئيس حكومة أو لعلماء! و(كلن يعني كلن) فاسدون، فيما القديسون هم زبائن السفارة الأميركية»!

اعتبر الأمين العام الأشهر، الذي تفاخر بقمع الثورة، أن ذاكرة اللبنانيين سمكية، فتجاهل فشل محاولات التدجين، عندما وصف الثورة يوم 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 بأنها «حراكٌ شعبي نحترمه، عفوي صادق عابر للطوائف وللمناطق، يعبر عن آلام الناس وأوجاعها وهمومها، وليس خاضعاً لأي حزب أو سفارة». كان مخطط الاستيعاب في ذروته، اعتماداً على «المجموعات» و«المنصات» و«الواجهات» المزروعة بهدف حرف المسار وتطويع الشارع وارتهان الثورة. وصف التجربة بالمميزة، وقال للثوار: «نقدركم، وما فعلتم عظيم جداً»! لكن فشل المخطط أخرج «الحزب» عن طوره؛ فمن هم هؤلاء الذين قالوا إن الكلمة الأخيرة ستكون للبنانيين؟! فمارس القمع وحرق الخيم وسعى لمصادرة الآراء. وبدأت الملاحقات وتركيب الملفات، وتسبب الإجرام باقتلاع عيون أكثر من 100 فتاة وشاب، إلى ألوف الإصابات التي طالت الأبرياء!

فاجأت التطورات اللاحقة منظومة التسلط، فبعدما فشلوا في التدجين، أذهلهم حجم التصويت العقابي ضد كل الطبقة السياسية، ولولا القانون الانتخابي المفصل على قياس الطائفيين، لكان عدد نواب الثورة ضعف العدد الحالي. الحصيلة، حرمت الثورة «حزب الله» من أكثريته النيابية، ومنعت «معارضة الموالاة» من نيل الأكثرية. يوم تسلم البرلمان الجديد مسؤولياته، انطلق نواب الثورة من المرفأ ليعلنوا أن زمن مصادرة الحقيقة، وحجب العدالة في جريمة تفجير بيروت، إلى أفول، وقبلها اضطر نبيه بري إلى إعادة الحياة لمبنى البرلمان بعدما صادر لسنوات قصر «الأونيسكو»، واضطرت السلطة لفتح وسط بيروت أمام الناس بإزالة جدران العار التي حجبت عن العيون مباني البرلمان والقصر الحكومي. وبدأت العراقيل تنتصب أمام محاصصات كانوا يعتقدون أنها أزلية، فاستعاد البرلمان ولجانه الكثير من الحيوية!

ومع تقدم البحث في ترسيم الحدود البحرية، فضح نواب الثورة حجم التنازل عن السيادة والثروة، وأعلن أحد رموز تشرين الدكتور عصام خليفة، اعتزامه الادعاء بالخيانة على رئيس الجمهورية والمعنيين الذين انتهكوا الدستور. ومع بدء الاستحقاق الرئاسي تقدم نواب التكتل بمذكرة إنقاذية للبننة الاستحقاق، وكسر المحاصصة، وتعطيل الصفقات مع الخارج. ومع ترشيح الدكتور خليفة، بدا الهدف تقديم رجل دولة للبنانيين، سيادي متمسك بالدستور، وإصلاحي يسعى لتحميل الناهبين وزر جرائمهم، حمايةً لحقوق المودعين، ولتأمين حماية اجتماعية. ولو تمّ الذهاب بالترشيح إلى الناس، لكان الفرق قد حدث باكتساب شرعية شعبية، استناداً إلى تبني نواب الثورة مشروع قيام «الكتلة التاريخية» العابرة للمناطق والطوائف، لخلق البديل السياسي عن منظومة النيترات التي غطت اختطاف «حزب الله» للدولة واقتلاع لبنان، كما أن أغلبيتها غطت جريمة تفجير المرفأ!

إنه نهج مغاير اعتبرته منظومة التسلط التي يقودها «حزب الله» من الكبائر. بأي حال يصح بالمستبدين ما قيل في ملوك البوربون: «لم يتعلموا شيئاً ولم ينسوا شيئاً»، لكن تسلطهم عندنا استمر لاتكائهم على بندقية الدويلة، فهالهم أن العناوين التشرينية برنامج متكامل من استعادة الدولة إلى قيام دولة القانون التي تنهي جلجلة اللبنانيين. لم يقلل ثوار تشرين من دور التدخلات الخارجية والارتباط بالخارج، وما يجري من جانب «حزب الله» لضم لبنان قسراً لمحور الممانعة، فربطوا بين استعادة السيادة والدستور والمؤسسات وإنهاء نظام المحاصصة، ورفضوا التمترس خلف شعار السيادة وحيداً دون المساءلة والمحاسبة عن الفساد وكل النهبة؛ لأنه سيكون أشبه بطلقة «خلبية» تتجاهل جوانب عميقة مما تعرض له لبنان وتسبب بإذلال أهله!

النهج التشريني الذي عبّرت عنه ومضات من نواب الثورة، رغم ما قيل ويقال عنهم، وقد يكون بعضه صحيحاً، كتحفظ بعضهم عن حق الناس مساءلتهم. ما يقلق منظومة النيترات تيقنها أن هواء تشرين النظيف لا يمكن مصادرته، خاصة الجدية في تعميق خطوات الخروج من الحرب الأهلية، والتمسك بالمصالحة الشعبية الحقيقية التي أنجزها الناس يوم اكتشف المتجاورون في المدن والقرى بعضهم، وتأكدوا أن معاناتهم وأوجاعهم متشابهة، فتوحدوا بوجه الاستبداد، وتيقنوا أن استعادة الحقوق تكون بإسقاط سلطة القهر لنظام المحاصصة، وسلطة القتل التي ارتهنت البلد للممانعة مقابل كراسي «حكم» مغروزة في صدور الناس.

ثورة «17 تشرين» هي بالتأكيد لعنة منظومة النيترات؛ فقد رفعت منذ البداية مطلب إعادة تكوين السلطة، ويقينها أن الممر حكومة مستقلة عن المتسلطين، تكون نتيجة كسر الاختلال الوطني بميزان القوى. لذا اعتبرت الثورة البرلمانيات محطة في هذا السياق، كما أن التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي ينبغي أن يكون محطة متقدمة لبلورة «الكتلة التاريخية»، والبديل السياسي عن التسلط القائم على تغول الدويلة. إنه من سابع المستحيلات تحقيق توافقات فوقية تُتيح إنقاذاً ينهي اختطاف الدولة، ويمنع مخططات العفو عن الجرائم المالية والإفلات من العقاب، وإعادة إنتاج نظام المحاصصة. إنها لحظة العودة إلى الشارع ليعود الوضوح لمعركة الرئاسة، ويستعيد المواطن اللبناني الفعل في الحدث السياسي، ليصبح العنوان استعادة الجمهورية لتُستعاد الرئاسة كحصن دفاع عن اللبنانيين، وليست مطية لميليشيا تنفذ مشروع الهيمنة الخارجية على لبنان!

انتهَت الـمُهلةُ الدُستوريّةُ لانتخابِ رئيسِ الجُمهوريّةِ اللبنانيّة، وبدأت الـمُهلةُ السياسيّةُ. الـمُهلةُ الأولى كانت مُحدَّدةً بشهرين، أما الأُخرى فمفتوحةٌ إلى ما شاءَ القَدَر. والقدرُ في لبنان هو التعبيرُ المرادِفُ لقِلّةِ الوطنيّةِ والمسؤوليّة. الـمُهلةُ الدُستوريّةُ كانت محصورةً ـــ مبدئيًّا ـــ بقرارِ الكتلِ النيابيّةِ: يَنتخِبون أو لا يَنتخبون رئيسًا صُنِع في لبنان. الـمُهلةُ السياسيّةُ تَستأثر بها، علاوةً على الأطرافِ الداخليّةِ، المحاورُ الإقليميّةُ والدُوَليّةُ، وتَرتَبطُ بأصغرِ حدثٍ في الـمِنطقةِ إلى أكبرِ صراعٍ دُوَليٍّ. اليومَ لبنان دولةٌ بلا دستور. يُدارُ مِزاجيًّا. هذه نهايةُ دولةٍ ما لم تُنقَذ سريعًا. وإذا كان الإنقاذُ متوافِرًا، المؤسفُ أن الحوارَ بين القوى اللبنانيّةِ الأساسيّةِ هو "أكذوبةٌ سياسيّة". الحوارُ إرادةٌ قبلَ أن يكونَ جدولَ أعمال. في لبنان الإرادةُ غائبةٌ وجدولُ الأعمال مُختلَفٌ عليه. منذ ثلاثةِ أيّامٍ (14 ت2)، بفضلِ إرادةِ الاتفاق، تَوَصّل الرئيسان الأميركيُّ والصينيُّ إلى معالجةِ أصعبِ المشاكلِ السياسيّةِ والعسكريّةِ والاقتصاديّةِ بينهما في ثلاثِ ساعات.

سابقًا كان يَتعذَّرُ تقسيمُ لبنان حتّى لـمّا كان "مُقسّمًا". اليومَ، صار يَصعُبُ توحيدُه حتى لو كان بعدُ "موحَّدًا". تَعذُّرُ التقسيمِ قديمًا كان بفَضلِ وجودِ مشروعٍ لبنانيٍّ واحدٍ وحياةٍ لبنانيّةٍ واحدةٍ تُؤالِفُ بين جميعِ الطوائف ولو مع مطالباتٍ بتعديلاتٍ دستوريّة (الطائف). أما صعوبةُ توحيدِ لبنان اليومَ فبِسببِ نموِّ مشاريعَ غيرِ لبنانيّةٍ وانتشارِ نَمطِ حياةٍ غيرِ لبنانيٍّ حتى داخلَ كلِّ طائفة. افترق الإنسانُ ولو بَقيت الأرضُ 10452 كلم². الإشكاليّةُ الآن كيف نُحافظُ على وِحدةِ لبنان الكيانيّةِ مع إعادة التقسيماتِ المناطقيّةِ في إطارِ لامركزيّةٍ موسَّعةٍ. لا يُجدي التَعنّتُ والتَنكُّرُ للتحوّلاتِ التي طرأت على البُنيةِ البشريّةِ والمجتمعيّة اللبنانيّة. في حياةِ الأممِ تَنتهي مراحلُ لتبدأَ أخرى جديدة، ومختلفةٌ أحيانًا. بين 1798 و1958 غَيّرت فرنسا ستّةَ عشرَ نظامًا بين ملكيٍّ وإمبراطوريٍّ وجُمهوريّ. وكان أبرزُها الملَكيّةَ المطلَقة والملكيّاتِ الدُستوريّةَ والإمبراطوريّاتِ، فالجُمهورياتِ الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة مع الجنرال شارل ديغول سنة 1958. كانت التغييراتُ الدُستوريّةُ حاجةً أدّت إلى تَقدّمِ فرنسا ولو بالأوجاعِ والدماء.

الدولُ الديمقراطيّةُ والديكتاتوريّةُ والدينيّةُ لها دساتير، فيما دستورُ لبنان، وهو الأوّلُ في الشرقِ الأوسط، تَعرَّضَ إلى عمليّةِ مصادرةٍ وتجميدٍ. نُزِعَ الدستورُ عِوضَ أنْ يُنزَعَ السلاح. النظامُ الديمقراطيُّ مُعلّقٌّ، وصيغةُ لبنان تَلفِظُ أنفاسَها، وميثاقُه حنينُ ذِكريات. من دون إعلان، نحن في حالةِ طوارئَ دستوريّةٍ، وفي حالةِ تَرنُّحِ الدولةِ، وفي حالةِ حرب نعيشُ دمارَها دون مدافِعِها. والسِلمُ المصْطَنعُ الذي يُشعِرونَنا به أخطرُ من الحربِ لأنّه يُخدِّرنا، فيما سيطرةُ حزبِ الله جاريةٌ من دون أيِّ رادع. الانتخاباتُ الرئاسيّةُ تَسِدُّ الأفواهَ وتَقطعُ شهيّةَ المواجَهة وتَسْطُمُ الشجاعة. حبّذا لو نُنهي مرحلةَ التنازلاتِ السياسيّةِ والدُستوريّةِ ونَبدأ عهدَ التضحياتِ للدفاعِ عن لبنان. خلافَ ذلك سيُؤخَذُ جزءٌ من لبنان بالنقاطِ والجزءُ الآخَر بالضربةِ القاضية.

لدى عرضٍ عسكريٍّ أمام ملكِ فرنسا "جان لوبون" (1319-1364) أَنشدَت الفِرقُ الفرنسيّةُ أغنيّةَ "رولان"(قائدُ جيش شارلماين إلى الأندلس في القرون الوسطى)، فتَنهَّد الملكُ وقال: "مضى وقتٌ طويلٌ لا نَجد "رولان" بين الفرنسيّين"، فأجابه جُنديٌّ قديم: "كنا وَجدناه لو كان بعدُ شارلمان موجودًا". إشارةٌ إلى أنَّ البطلَ أو الشعبَ يحتاج قائدًا ليُكافِح.

يَعتبر لبنانيّون كثرُ، متعدِّدو الطوائف، أنَّ انتظارَ التغييرِ نحو الأفضل في ظلِّ الذِهنيّةِ السياسيّةِ/الأخلاقيّة القائمةِ والمشاريعِ المذهبيّة، صارت مَضْيعةَ وقتٍ. لقد أعطى الزمنُ للبنانيّين متَّسَعَ صبرِه، وراهَن اللبنانيّون على الزمنِ إلى أبعدِ مدى. ظنّوا أنَّ حلولَ الآخَرين تأتيهم بالحلولِ لقضيّتِهم، حتى صارَ الزمنُ سلاحًا ضِدّهَم وحَصلَ العكسُ. إذ في خلالِ زمنِ الانتظارِ لم تُولَد حلولٌ لصراعات الآخَرين، بل نشأت حروبٌ جديدةٌ واشتركت فيها أطرافٌ لبنانيّةٌ زادَت تعقيداتِ الوضعِ اللبنانيّ.

لذلك، باتت غالِبيّةُ اللبنانيّين تَميلُ إلى التخلّي عن سياسةِ انتظارِ الزمنِ والرهانِ على لبنان المتهالِك، وتُفضّلُ فتحَ القضيّةِ اللبنانيّةِ على مصراعَيها مرّة جديدة كما سَبق أن فُتحت في عقودٍ سابقة، وليكُن ما سيكون؛ فجميعُ الحالاتِ أفضلُ من هذا الواقعِ القذِر. لا يجوزُ للبنانيّين أن يَقبَلوا طرفًا يسيطرُ على طائفةٍ ويصارعُ بها جميعَ الطوائفِ الأخرى، ويَتحالفُ مع مجموعةٍ لبنانيّةٍ طامحةٍ ويُنازِعُ بها جميعَ الجماعاتِ اللبنانيّةِ الأُخرى، ويَخطِفُ بلدًا بأسرِه ويُحارب به كلَّ العالم. تعالوا نُحبَّ بعضَنا بعضًا كما لبنانُ أحَبَّنا ونَنفتِحْ على الأممِ نَزرعْ فيها المميَّز.

مجموعُ المواقف التي يُطلِقُها حزبُ الله تَتركُ قناعةَ أنَّ أوْلويّتَه الحاليّةَ هي تغييرُ النظامِ اللبنانيِّ لا انتخابَ رئيسٍ للجُمهوريّةِ. وإذ يُصِرُّ على "انتخاب الرئيس الذي يريده"، فلكي يكونَ راعي عمليّةِ تغييرِ النظامِ وتثبيتِ لبنانَ في جَبهةِ الممانَعة. في هذا السياق، أبلغت السعوديّةُ الرئيسَ الفرنسيَّ إيمانويل ماكرون أنَّ تَشدُّدَها في موضوعِ "الهُويّةِ الوطنيّةِ والسياديّةِ" للرئيسِ اللبنانيِّ المقبِل ناتجٌ عن معرفتِها بنوايا إيران وحزبِ الله في هذا المجال، لكنَّ فرنسا لا تزالُ تساومُ وتطرحُ تسوياتٍ انهزاميّة. الموضوعيّةُ تَقضي الاعترافَ بأنَّ النشاطَ الفعّالَ لإيجادِ مرشّحٍ تحدٍّ للرئاسةِ لا يزالُ محصورًا بحزب الله، بينما الأطرافُ "المعارضِةُ" تواصلُ المناورةَ والتذاكي على بعضِها البعض: تُحرقُ اسمًا وتَشوي مرشحًا وتَهزَأُ من طامحٍ، لا بل تتأخّرُ في طرحِ مشروعٍ خاصٍّ بها، كأنّها تأملُ أن تَضعَ مشروعًا توافقيًّا مشترَكًا مع الأطرافِ الأخرى.

في الواقعِ السياديِّ المنشودِ، يَستبعدُ اللبنانيون رئيسًا توافقيًّا، وفي المعادلةِ النيابيّةِ يَستبعدون رئيسًا فريقًا من دون حدوثِ تطوّرٍ إقليميٍّ معيَّن. في سياقِ هذا المنطقِ لا انتخابَ الآنَ لرئيسِ جُمهوريّةٍ جديد. والحالُ أنَّ انتخابَ رئيسِ جُمهوريّةٍ سياديٍّ بكلِّ معنى الكلمةِ قد يكونُ الفرصةَ الأخيرةَ لإنقاذِ البُنيةِ اللبنانيّةِ وتطويرِ النظامِ وصوغِ شراكةٍ وطنيّةٍ على أساسٍ مناطقيٍّ وإطلاقِ الإصلاحاتِ المناسِبةِ للواقعِ اللبنانيِّ لا "لحاسوبِ" صندوقِ النقدِ الدُوَلي. خلافَ ذلك، الخطرُ أن تَتغيّرَ الجُمهوريّةُ من دونِ رئيس. ليس لبنان أهمَّ من بولونيا، ولا من إمبراطوريّةِ ألمانيا، ولا من إمبراطوريّة النمسا/هنغاريا. لكنَّ لبنانَ خَسِر من دون أن ينهزِمَ. وهذا أملٌ عظيم إن وُجِد قائد...

 

قصّة سلك محطّة التزلّج في الأرز… رمّانة أم قلوب مليانة؟

نوال نصر/نداء الوطن/18 تشرين الثاني/2022”:

إذا أردنا أن نعرف ماذا حصل في محطة التزلّج في الأرز فعلينا أن نعرف ماذا يدور في القرنة السوداء. هو همسٌ يُسمع عند أعتاب أعلى قمّة في شمال لبنان واشياً بأن القصّة، قصّة قطع سلك محطة الأرز، ليست رمّانة بل قصّة قلوب مليانة. القضاء فتح محضراً. التحقيقات قيل إنّها جارية. ومحطة التزلّج في الأرز خسرت (موقتاً) جزءاً من نشاطها و»مكملين» بأجزاءٍ أخرى. فماذا في القصّة الكاملة؟ الطقس ممطر. طريق جونيه أصبحت نهراً جارفاً. الناس في مستنقع كبير. نعبر الدرب صعوداً صعوداً نحو منطقة هي والأرز توأم. هي منطقة تنتظر على أحرّ من الجمر ثلاثة أشهر سياحية في السنة فأتاها سفهاء محاولين إنهاء الموسم قبل أن يبدأ. السفيه قادر على ارتكاب أيّ شيء.

نتسلّى في الدربِ، تحت غزارة المطر، في التقاط الصوّر المشهدية. «طرابلس قلب العروبة». عبارة جديدة عُلّقت على آرمات على الجانبين. نعبر أميون، الكورة، كوسبا، رشدبين، قصر الاحوال، طورزا. هنا لواء المشاة العاشر. نتابع صعوداً نحو عبدين، برحليون، بيلا، قنات، بيت منذر، بزعون، بقرقاشا، ووردة الجبل حصرون… البرد يشتدّ والمطر أيضاً. ورجال، في المقلب الثالث من العمر، يُشعلون ما يُدفئهم، ويتسامرون حول الأسعار والسياسة والرئاسة والمازوت والعتمة والقهر والسفاهة. رائحة التراب، المجبولة بالعرق، طيّبة. نصل الى بشرّي فتزداد رائحة التراب طيباً وألوان الشجر تسحر الناظر بجمالٍ ليس بعده جمال. أوراق شجر تموت وأوراق تولد. ندخل في شارع ضيّق. هنا شارع الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير. شارع تاريخي تراثي ومنه نعود أدراجنا الى قلب مدينة جبران خليل جبران بشرّي التي ترتفع عن سطح البحر 1500 متر والمسافة بينها وبين طرابلس 58 كيلومتراً وبينها وبين بيروت 130 كيلومتراً. نمرّ من أمام دير مار ليشع القديم. نمرّ من أمام جادة سمير فريد جعجع. شلالات المياه تنزل وفيرة جميلة. مركز مديرية المخابرات – فرع الشمال هنا. ونتابع نحو أرز الربّ. التعليمات واضحة: ممنوع الصيد منعاً باتاً. ومركز للدرك عند مدخل محطّات التزلّج. وثكنة يوسف رحمة أيضاً هنا.

نسأل عناصر نادي ضباط الأرز عن الطرق المؤدية الى جرود القرنة الحمراء حيث أتى سفهاء وقطعوا سلك محطة التزلج فيجيبون عن طرق ثلاث: واحدة من هنا. وواحدة من عيون أرغش وثالثة من الضنية. ومن فعلوا فعلتهم لم يمرّوا «أكيد» من هنا.

هنا منطقة الأرز. الشجر من أعمارٍ عديدة. شجر معمّر موغل في التاريخ وشجر غرس حديثاً وشجر أرز يبس وهرم في مكانه. وكأن أشجار الأرز في لبنان هي أيضاً تتضاءل وتضمحلّ. ننتظر عند أعتاب المحطة، عند حاجز ليس فيه إلا عنصر جيش واحد مبلل من المطر في «الزمهرير»، وصول أحد شركاء المحطة الأربعة وهو ايلي فخري ليصعد بنا الى مكان «الجريمة». ونحن في المكان نسأل رجلاً يبيع- أو كان ينوي أن يبيع- لوازم التزلج عن معلوماته عما حصل في رأس الجبل فيجيب «لا سرقات هنا ولا مشاكل ولا حتى ضربة كفّ. لا نعرف لماذا حصل ما حصل. نحن نعيش من «ورا» موسم التزلج، إذا راح رحنا. الدولة ما عرفت شو صار بدك ياني انا أعرف. وحقّ المسيح عرفنا بالخبر كما عرفتم أنتم به. جيّد ان لا ناطور في الجرد فلو كان لقتلوه. مجرمون. خراب الأرز خراب بشرّي».

إستعداد للموسم الجديد

نترك الرجل الذي يتّكئ على أدوات التزلج ومزالق «الترينو» يندب حظّه في بلد يتحكّم فيه وبه السفهاء. نصعد في سيارة مجهّزة نحو الأعالي ونحن نستمع الى معلومات أحد أصحاب مؤسسة تيلي سكي الأرز للإستثمار السياحي ومديرها ايلي فخري. وأوّل ما يُطمئننا عنه هو ان المصاعد السفلى لا تزال تعمل والخراب طال المصعد العلوي فقط. هو الأجمل بالطبع لدى المتزلجين لكن النشاط الأكثر يتركز عند المصعدين السفليين. ويستطرد: طول المصعد العلوي 1800 متر أمّا المصعدان السفليان فطولهما ألف متر. ما كان يجعل من محطة التزلج في الأرز الأطول». طمأننا ايلي فخري ان 20 في المئة من نشاط المحطة توقف لكن هناك 80 في المئة سيعمل.

نقف عند ارتفاع 2049 متراً. وننظر الى فوق. غمامة بيضاء كثيفة تمنع الرؤية والثلوج تتساقط فوق، في مكان حصول جريمة قطع السلك على ارتفاع 2869 متراً. ويقول: المحطة بنتها شركة ألمانية والبارحة، قبل يومين من حصول الجرم، أتى مندوبون من قبلها للتأكد من درجة الأمان- كما دائماً- وكان كل شيء مستقراً».

ثمّة عمال يشتغلون استعداداً للموسم المقبل. ويقول فخري «ليس سهلاً وصول الجناة الى هنا وسهل أيضاً». لم نفهم ما قصده فطالبناه بمزيد من الإيضاح؟ أجاب: «من يتقصّد الخراب تكون الأمور سهلة عليه. ومن فعل فعلته يعرف ماذا يفعل. هو قطع نصف السلك بصاروخ وعاد وابتعد عنه وأطلق الرصاص عليه من بعيد لأنه يدرك انه لو قطعه كلّه بالصاروخ كان سيلتفّ عليه ويقتله لأن ضغط السلك، ويزيد عن 80 طناً، سيقضي عليه».

بنيت محطة التزلج عام 2004- 2005 واكتشف ايلي فخري الحادث حين نظر من تحت الى مقاعد المحطة العلوية فرآها متساوية في الأرض. يقول «حصل ذلك ليل الأربعاء، في التاسع من تشرين الثاني. كان الغيم كثيفاً. وايام الغيم والمطر ننجز الأعمال الداخلية. نهار الجمعة صعدنا الى الموقع وكنا كلما اقتربنا اكثر نلاحظ ان المقاعد ليست في مكانها، ليست في الهواء، بل مستوية مع الأرض. وحين وصلنا رأينا ما رأيناه. 180 كرسياً على الأرض وسلك بطول 1800 متر صعوداً ومثله نزولاً على الأرض. والفاعل يحتاج الى موتور ومقص وإضاءة والى خبير في قطع سلك كهربائي».

شكوى ضد مجهول

عنصر من الدرك، بحسب عامل في المحطة، كان أوّل من صعد نتيجة بلاغ قُدم الى الموقعة. والدرك لا يملك آليات ولا عتاداً للصعود ولا حتى قرطاسية. وحتى الجاكيت التي ارتداها العنصر لتقيه من البرد استعارها من عامل كان في المحطة. كُتب المحضر وسجلت شكوى ضد مجهول وتحولت الى فرع المعلومات وصعدت الأدلة الجنائية ومخابرات الجيش والتحقيقات سرية.

فهل نكتفي بما قيل لنا؟ هل ننتظر التحقيقات ونقطة على سطر جريمة جديدة؟

نودّع مدير المحطة ونحن ننظر الى تفاصيل الجرد الشمالي العالي. كلبٌ جميل لطيف يدور حولنا في الصقيع. فماذا أتى به الى هنا؟ يجيب عامل فوق: رأيناه على القرنة السوداء يوم اكتشفنا الجرم. لحق بنا مثل ظلنا وأبى ان يبتعد. وضعناه في السيارة ونزلنا به الى هنا. غريبٌ وجوده. نقول له Sit فيجلس. نقول له come فيأتي. يبدو مدرباً. ترى أتى مع السفهاء المجرمين ونسوه وهربوا. من يدري؟ لا شيء ثابت ومؤكد. في كل الأحوال، هو الآن في أمان.

نعود وننزل من الجرد العالي سائلين مستفهمين من الأهالي عن رأيهم بما حصل؟ هل من يُضمر شراً؟ هل من مشاكل حصلت أخيراً في المنطقة؟

يتردد اسم القرنة السوداء بين مواطنين كثيرين. فما بين قضاء بشري والضنية أزمة من زمان وزمان حول مياه الينابيع في القرنة السوداء. فالثلوج في المشاعات العالية تنزل في آبار وينابيع تستفيد بشرّي من قسم منها، ومن قسم آخر تستفيد الضنية، لكن ما يحصل أن مواطنين من قرية بقاع صفرين في أعالي الضنية يعمدون سنوياً الى مدّ نباريج تمنع المياه من تغذية الآبار وتأخذها الى بلدتهم. وفي كل مرة، هناك من يعمد الى إعادتها عبر قطع النباريج، فتبدأ المشاكل. فهل يمكن أن يكون هناك من أراد قطع السلك إنتقاماً من قطع النباريج؟ لا أحد يتهم ولا أحد ينفي. فالمشاكل قائمة منذ زمن طويل وربما يكون هناك من أراد الدخول اليوم بين الجهتين لإحداث شرخ أكبر. لذلك، لا يفترض أن يُقفل التحقيق ضدّ مجهول لأن ذلك سيولّد مزيداً من المشاكل في المنطقة، بين جانبين، ضفتين، الجميع في منأى عنها.

إحتقان النفوس يتكرر كل سنة، لا بل في كل سنة مرات. هذا لا يعني بالطبع أن أصحاب تلك النفوس المحتقنة هم من فعلوا ذلك. لا شيء أكيد. حصل ذلك في أعالي الجرد، في ليلة باردة جداً، تحت المطر، ومن فعلها لم يكن بالتأكيد واحداً. أيّ طريق سلك ليقطع السلك؟ لا أحد يعرف. ما دافعه الى ذلك؟ التحقيقات يفترض أن تُظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود. أين كانت القوى الأمنية؟ ثمة كلام بأن المؤسسة العسكرية قررت قبل عامين إقامة حاجز من الميلين، من ميل بشري ومن ميل بقاع صفرين، للحؤول دون حدوث أي تطورات سلبية بين الجانبين، لكن، لسبب مجهول، أزيل الحاجزان، وبقي حضور عسكري خجول، متمثل بنقطة للجيش اللبناني يقف عليها عنصر واحد.

يتطلّب الأمر تصنيع سلك جديد

بالعودة الى محطة التزلج. هناك أربعة شركاء يديرونها. إثنان من آل كيروز وواحد من آل فخري وسيدة من آل سكر. والخسائر (الظاهرة حتى الآن) قُدرت قيمتها بمبلغ 700 ألف دولار (نذكر أن القيمة الإجمالية للمحطة ثلاثة ملايين دولار). فالسلك المقطوع يفترض الإتيان به من ألمانيا وهو غير جاهز بل يحتاج الى تصنيع. يعني قد يمرّ الموسم قبل وصول السلك. لكن، الموسم سينطلق من دون القسم العلوي وهذا خبر سارّ الى محبي التزلج.

السلك المقطوع

«كلو سري». هكذا يختم كل من تحدثوا في قضاء بشري عمّا ألمّ بمحطة التزلج. اليوم، همّ كل الأهالي فوق هو «موسم التزلج» لكن، لا يمنعهم كل القلق والبرد والظروف السيئة من الإصرار على حسن ضيافة الزائر. نشرب القهوة البشراوية. ونقرأ ونحن عائدون عبارات جبران خليل جبران على جداريات بشري: البغض جثّة راقدة. ولولا الضيوف لكانت البيوت قبوراً.

 

وهْم صناعة الرؤساء

وليد شقير/نداء الوطن/18 تشرين الثاني/2022

يلجأ رئيس «التيار الوطنيّ الحرّ» النائب جبران باسيل بعد إخفاقه في احتلال مرتبة مرشح لرئاسة الجمهورية إلى الإيحاء بأنّ بإمكانه الحصول على موقع صانع الرؤساء في حركته ومواقفه وتصريحاته، لا سيما الأخيرة من باريس. الارتقاء إلى مرتبة المرشّح متعذّر عليه، حتّى لو كان ذلك من أجل المناورة بترشيحه لكي يتمكّن من المساومة على هذه الصفة. لذلك يلجأ إلى الضجّة التي تنتهي بأن لا رئيس للجمهورية من دوننا، من المنبر الباريسيّ على قدر ما يعده «حزب الله» بأنّه سينسّق معه في حال البحث عن مرشح آخر غير سليمان فرنجية. فباسيل والرئيس السابق ميشال عون يرفضان فرنجية منذ أن امتنع عن التصويت للجنرال عام 2016، ويأخذان عليه عدم مراعاة العلاقة معهما خلال مرحلة تواجدهما في الحكومات نفسها خلال عهد عون، وعدم ردّه الجميل لمشاركة ناخبي «التيار الوطنيّ الحرّ» في إنجاح المرشح الذي دعمه فرنجية في بشرّي ويليام طوق، ضد لائحة حزب «القوات اللبنانية» في الانتخابات النيابية الأخيرة.

كما أنّ من يعرفون كيف تفكر قيادة «التيار» يعتقدون أنها تعتبر تمثيل فرنجية المسيحيين، حتى في قضاء زغرتا قد تراجع، بحيث بات أكثر ضعفاً من السابق وأن الكتلة النيابية التي تشمل نجله طوني هي من 4 نواب ثلاثة منهم نجحوا بأصوات لا يمون عليها فيما نواب «التيار الوطنيّ الحرّ» يتوزّعون على معظم الأقضية، ولو أنّ بعضهم نجح بفضل دعم ناخبي «حزب الله» لهم… إلى غيرها من الحجج التي تقلّل من حظوظ رئيس «تيار المردة» في الرئاسة الأولى، وفق منطق العونيين.

مرة أخرى يستفيد باسيل من حليفه «حزب الله» من أجل الإيحاء بقوته. وهو إذ يعتبر إفقاد جلسات انتخاب الرئيس نصاب الثلثين دليلاً على أنّه لا رئيس من دونه، فإنه يقفز فوق واقعة أنّ النواب الشيعة الـ27 المنتمين للحزب وحركة «أمل»، زائد بعض حلفائهم، حتى من تكتل «لبنان القوي»، كفيل بجمع الثلث زائداً واحداً (43 نائباً) لتطيير النصاب القانوني للجلسات طالما القوى السياسية الأخرى السيادية والتغييرية المعارضة ومعها المستقلون، مشتتة، ويتغيّب في كل مرة بعض نوابها. واقع الأمر أنّ أصوات «التيار الوطنيّ الحرّ» يجري توظيفها حالياً بتطيير النصاب. وقد يكون الأصح أن يقول باسيل إنه لا تطيير للنصاب من دوننا، قبل أن يعتبر أن لا رئيس من دوننا. ففي اللحظة التي يضمن «الحزب» إقناع بعض الكتل الأخرى بفرنجية، أو بأي مرشح آخر، سيمضي به من دون تردّد، حتى إذا لن يصوّت «التيار الحرّ» لمصلحته. فـ»الحزب» على رغم كل مراعاته لحليفه تتفوّق حساباته الإقليمية على الموقف الداخلي، الذي يطوّعه حسبما يخدم أهدافه الإقليمية.

باستطاعة باسيل وغيره اللعب على الإلتباسات الإعلامية لاهتمام الخارج بإنهاء الفراغ الرئاسي، للتوهّم بأنه عنصر مقرّر في الاستحقاق الرئاسي، في مرحلة الجمود التي تغلب على المعالجات للمأزق. فالمعطيات التي في حوزة مراجع معنية تشير إلى أن العواصم المتابعة لوضع لبنان ولا سيما واشنطن، لم تبدأ بإيلاء أهمية استثنائية، للفراغ الرئاسي. فالتقارب الأميركي – الفرنسي في ملفات عديدة، قد يترك لباريس مهمة استطلاع الموقف وإمكانات التدخل، خصوصاً أنّ واشنطن قدّرت عالياً الدور الذي أدّاه الرئيس إيمانويل ماكرون في المساعدة على إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. وتقول هذه المعطيات أيضاً، إنّه على رغم كلّ التسريبات عن اقتراح هذه العاصمة أو تلك اسماً أو أكثر، فإنّ ما يؤكد عليه سفراء الدول الكبرى أنهم لن ينزلقوا إلى هذه اللعبة، حتى لو تمّ ذكر أسماء من قبل محدّثيهم اللبنانيين. كما أنّ التعليمات لديهم من عواصمهم تقضي بعدم الدخول في أي بحث في الأسماء. وإذا كان لذلك من دلالة حسب تلك المراجع، فهي أن فكرة التسوية على الرئاسة اللبنانية لم تنضج بعد في الخارج حتى لو كانت العواصم تلحّ على انتخاب الرئيس الجديد وتشكيل حكومة.

 

كيف تنتزع بكركي الاستقلال الثالث؟

شارل جبور/الجمهورية/18 تشرين الثاني/2022

كرّر البطريرك بشارة الراعي الدعوة إلى مؤتمر دولي لإخراج لبنان من أزمته، وهذا التكرار مردّه إلى انسداد أُفق الحلول الوطنية والسياسية والمالية، وأخيراً الرئاسية، مع الشغور في موقع رئاسة الجمهورية. ولكن، هل الدعوة لهذا المؤتمر كافية، أم يجب ان تترافق مع خطوات عملية يتولاها البطريرك؟

لم يطرح البطريرك الراعي مسألة المؤتمر الدولي عن عبث، إنما بعد ان لمس عدم استعداد فئة لبنانية لمناقشة الأسباب الجوهرية للأزمة المتعلِّقة بوجود سلاح خارج الدولة والتعطيل المتمادي للدستور. وإذا كان غضّ النظر عن هذا الأمر في مرحلة سابقة ممكناً، فإنّه بعد الانهيار وغياب المعالجات الجدّية للخروج منه لم يعد مسموحاً، حيث أظهرت هذه الفئة انّها لا تأبه لوضع البلد وشعبه، وانّ همّها ينحصر في نفوذها وسلطتها.

فالأزمة السياسية قد يحتمل حلّها التأجيل والانتظار، على رغم سلبياتها وانعكاساتها على الاستقرار السياسي والانتظام المؤسساتي، إلّا انّ الأزمة المالية تستدعي معالجات سريعة بسبب مخاطرها وما تسبِّبه من تفريغ للبلد من أهله، ومع غياب هذا التوجُّه، لأنّ الحلول المالية تتطلّب خطوات سياسية بفعل الارتباط العضوي للأزمة المالية بالأزمة السياسية، ولا يوجد اي استعداد لتنازلات من هذا القبيل، فإنّه لم يعد أمام البطريرك سوى الدعوة إلى مؤتمر دولي، خشية من هجرة كثيفة تؤدي إلى انقلاب ديموغرافي يطيح التوازن ويؤسس لأمر واقع جديد طويل الأمد، ويُطيح هوية هذا البلد.

ومعلوم انّ «حزب الله» في غير وارد تسليم سلاحه، وانّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية لن يعالج جوهر الأزمة المتعلِّق بالسلاح، إنما حدود مفاعيله لن تتجاوز فرملة الانهيار، خصوصاً انّ تحقيق الإصلاحات لن يكون بهذه السهولة، حيث انّ الفريق الذي يمنع وقف التهريب لن يبدِّل في ممارسته، والفريق الذي يمنع الحلول في قطاع الكهرباء سيواصل تعطيله، وهكذا دواليك، وكل الهدف من إعادة إنتاج السلطة تجنيب لبنان الفوضى، ولكن الأزمة التي اندلعت مع خروج الجيش السوري ستراوح بفصول جديدة.

وانطلاقاً من ذلك، فإنّ المؤتمر الدولي تحوّل إلى حاجة ماسة وملِّحة وتحديداً بعد الانهيار المالي، والشخصية الوحيدة القادرة على الدفع باتجاه انعقاده هي البطريرك الماروني، ولكن التئام هذا المؤتمر لا يتحقّق بعظات ومواقف، إنما يتطلّب من البطريرك جولة على عواصم القرار، تبدأ بالرياض وتعرِّج على باريس وتُتوّج في واشنطن وتُختتم في الفاتيكان، وما لم يحوِّل البطريرك دعوته إلى خطوة عملية ستبقى مجرّد رفعاً للصوت اعتراضاً على التعطيل المتمادي، وحدودها لبنان من دون أي ترددات خارجية.

فالمجتمع الدولي المُنشغل في أزماته لن يتجاوب مع مواقف ودعوات وبيانات، وتجاوبه أساساً مع جولة البطريرك لن يكون مضموناً، إنما جولة من هذا القبيل يمكن ان تُخرج هذا المجتمع من وضعية النأي بالنفس التي ينتهجها حيال لبنان، والمومنتم الحالي أكثر من مؤاتٍ، إن بسبب انسداد الأفق الداخلي واستمرار الانهيار والشغور وغياب الحلول النهائية، أو بفعل توسُّع رقعة الخلاف الأميركي والأوروبي مع إيران نتيجة دعمها لموسكو عسكرياً في حربها في أوكرانيا، وبالتالي المسرح اللبناني جاهز والمسرح الدولي والإقليمي بدوره جاهز.

وعلى رغم أهمية المطالبة بتطبيق اتفاق الطائف ومقررات الجامعة العربية وقرارات الشرعية الدولية، إلاّ انّ هذه العناصر غير قادرة على تحريك العقل الغربي، خصوصاً انّها تتردّد منذ سنوات وعقود، فيما محاكاة هذا العقل يَفترض التركيز على ثلاث قضايا أساسية:

القضية الأولى تتعلّق بزوال لبنان وتحميل المجتمع الدولي مسؤولية زوال دولة كانت السبّاقة في إرساء نظام سياسي قائم على التعددية والحرية والديموقراطية، وشكّلت النموذج الغربي الأول في الشرق، مع محافظتها على خصوصية جغرافيتها، والإعلان صراحة وجهاراً انّ لبنان دخل في موت سريري.

القضية الثانية ترتبط بالوجود المسيحي الحرّ في لبنان، كآخر مساحة للمسيحية المشرقية، وانّ استمرار الأزمة السياسية والانهيار المالي وغياب الأفق السياسي، كلها عوامل تسرِّع في وتيرة الهجرة ومضاعفة منسوبها، وبالتالي الخلل في الميزان الديموغرافي سيُفقد المسيحيين الوزن السياسي، فيخسرون وجودهم وحضورهم السياسيين، ويتحوّلون للمرة الأولى في تاريخهم إلى أقلية هامشية هدفها مغادرة البلد، وعدم تحرُّك المجتمع الدولي سريعاً يحمِّله تبعات زوال المسيحية اللبنانية سياسياً. القضية الثالثة تتعلّق بالتجربة اللبنانية التعايشية الفريدة من نوعها في الشرق والغرب، فلا يوجد دولة في العالم يتقاسم فيها المسيحيون والمسلمون السلطة في نظام يزاوج بين الطائفي والمدني، ولا مصلحة للدول الغربية ولا للدول العربية والإسلامية في التضحية بالدولة الوحيدة في الشرق والغرب التي تقدِّم نموذجاً تشاركياً حضارياً، وبالتالي عدم المبادرة سريعاً يعني القضاء على هذه التجربة ودفنها.

فرفع الصوت من عواصم القرار بالتحذير من مغبّة زوال لبنان والشعب اللبناني والشعب المسيحي يؤدي إلى تحريك الرأي العام الدولي وتعبئة الدياسبورا اللبنانية واستنهاضها، ويؤدي إلى إدارة المجتمعين العربي والغربي محركاتهما إنقاذاً للبنان وشعبه من الزوال والهجرة والموت المحتّم.

وليس خافياً على أحد، انّ هناك من يستخدم عامل الوقت لتغيير الوقائع الديموغرافية اللبنانية وتبديلها، مراهناً انّ أحداً لا يستطيع نزع سلاحه في الداخل، ومراهناً على الديموقراطية العددية التي ستشكّل الضربة الحاسمة والقاضية بعد سنوات، ومراهناً على الميوعة الدولية وغياب الحلول لأزمات المنطقة.

ويجب الإقرار انّ المواجهة السياسية مع هذا المشروع في الداخل أقصى ما بإمكانها تحقيقه تأخير تمدُّد هذا المشروع والرهان على متغيرات خارجية تؤدي إلى سقوطه او تعطيله. ولكن ماذا لو تأخرّت هذه المتغيرات التي ليست بمتناول أحد، فيما الصمود على رغم أهميته غير كافٍ ما لم يُواكب بخطة خارجية مساعدة للبنانيين، لأنّ أزمته ليست داخلية فقط، إنما خارجية في ظل الدور الإيراني المصدِّر للثورة الإيرانية مع «حزب الله» في لبنان، والشعب اللبناني عاجز عن مواجهة طهران، وعلى المجتمع الدولي ان يتكفّل في مواجهتها دفاعاً عن دولة مؤسسة في الأمم المتحدة، تتعرّض لانتهاك فاضح لسيادتها ودستورها وقرارها.

فلا حلّ للأزمة اللبنانية سوى من خلال مؤتمر دولي، ولا إمكانية لانعقاد هذا المؤتمر بالعظات والبيانات والمواقف، والفرصة الإنقاذية الوحيدة للبنان وشعبه وصيغته وتجربته تكمن في ان يحمل البطريرك الراعي عصاه الخشبية ويجول على عواصم القرار، لإقناعها بضرورة الإسراع في عقد مؤتمر دولي حول لبنان. وبالتالي لا حلّ للأزمة اللبنانية الوجودية سوى من خلال خروج البطريرك من بكركي إلى العالم. وقدر بكركي أو مسؤوليتها التاريخية ان تنتزع الاستقلال الثالث على غرار انتزاعها الاستقلالين الأول والثاني.

 

إيران قد تزوّد فنزويلا بمصادر لإنتاج مسيّرات إنتحارية

فرزين نديمي/معهد واشنطن/الجمعة 18 تشرين الثاني 2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113429/farzin-nadimi-the-washington-institute-iran-may-be-outsourcing-kamikaze-drone-production-to-venezuela-%d9%81%d8%b1%d8%b2%d9%8a%d9%86-%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b9%d9%87/

تدير طهران وكراكاس وموسكو جسراً جوياً سرياً في الوقت الذي يبدو فيه أن إيران تكثف نقل طائراتها الهجومية المسيرة إلى روسيا، الأمر الذي يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الأنشطة مرتبطة ببعضها البعض.

بينما تدرس الولايات المتحدة ما إذا كانت ستخفف العقوبات عن فنزويلا من أجل تعزيز إمدادات النفط العالمية، على المسؤولين الأمريكيين التفكير ملياً بالأحداث ذات الصلة المحتملة التي تجري عبر المحيط الأطلسي في أوكرانيا، حيث تحوم الطائرات المسيرة الانتحارية الإيرانية الصنع من طراز "شاهد-136" بانتظام فوق مدنها وتفجّر حمولاتها شديدة الانفجار على البنية التحتية المدنية. وتخضع فنزويلا للعقوبات الأمريكية منذ سنوات، ويرجع ذلك جزئياً إلى علاقاتها الوثيقة مع النظام الإيراني. ويبدو أن الرئيس نيكولاس مادورو، الذي لا يردعه شيء، ترأّس وفداً رفيع المستوى إلى طهران خلال فصل الصيف الأخير، في زيارة أثمرت عن اتفاق تعاون طويل الأمد تضمن استئناف الرحلات الجوية الأسبوعية بين عاصمتيْ البلدين في شهر تموز/يوليو (تم تعليق هذا المسار منذ عام 2015، ويفترض أن يكون ذلك بسبب الضغط الأجنبي). وعلى الرغم من أن السبب المعلن لهذه المبادرة كان الترويج للسياحة، إلا أن هناك أدلة مهمة تشير إلى أنه يمكن أيضاً استخدام الرحلات الجوية لنقل عتاد الطائرات المسيرة وغيرها من المعدات العسكرية.

الانخراط العسكري العميق لشركة "كونفياسا" مع إيران

تشارك شركة الخطوط الجوية المملوكة للحكومة الفنزويلية "كونفياسا" بشكل كبير في شبكة نقل الأسلحة غير المشروعة العالمية التابعة لإيران، كما أنها تشغّل شركة مشتركة مع شركة الطيران الإيرانية "ماهان إير" التي هي في الوقت نفسه الذراع اللوجستية لـ «الحرس الثوري» الإيراني. ومن بين الأنشطة الأخرى، تمتلك ماهان تاريخاً في استخدام رحلات الركاب المدنية لنقل الأسلحة والذخيرة إلى حلفاء مثل نظام الأسد في سوريا و«حزب الله» في لبنان، والعديد من أطقم رحلاتها هم طيارون سابقون في «الحرس الثوري». وتخضع "ماهان إير" لعقوبات أمريكية منذ تشرين الأول/أكتوبر 2011 بسبب نقلها بشكل سري العملاء والأسلحة والأموال عبر رحلات مماثلة نيابة عن «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» الإيراني.

وفي شباط/فبراير 2020، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية شركة "كونفياسا" وأسطولها المؤلف من 40 طائرة - معظمها تم توفيره وصيانته بواسطة شركة "ماهان" - على القائمة السوداء بسبب دعمها أنشطة نظام مادورو المزعزعة للاستقرار. لكن الانخراط المشتبه به لشركة الخطوط الجوية في أنشطة إيران العسكرية أقدم من هذا التاريخ، حيث أعرب الكونغرس الأمريكي ووزارة الخارجية الأمريكية في عام 2008 على أقرب تقدير، عن مخاوفهما من استخدام طهران للرحلات الأسبوعية من كاراكاس إلى دمشق وطهران على متن خطوط " كونفياسا" الجوية لنقل مكونات الصواريخ إلى سوريا. على سبيل المثال، استشهد مقال في صحيفة "لا ستامبا" نُشر في 21 كانون الأول/ ديسمبر 2008 بتقديرات استخباراتية غربية بأن هذه الرحلات كانت مليئة بأفراد عسكريين معفيين من التأشيرات وبمعدات عسكرية حساسة.

ومؤخراً، ساعدت "ماهان" شركة "كونفياسا" على إنشاء شركة تابعة للشحن في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 حملت اسم "إمتراسور". وبدأت هذه الأخيرة عملياتها في كانون الثاني/يناير 2022 بواسطة طائرة واحدة من طراز "بوينج 747-300ب3 (م)" استأجرتها من "ماهان إير" (رقم التسجيل الحالي "YV3531"، سابقاً "EP-MND") انطلاقاً من قاعدة "إل ليبرتادور" الجوية. وعملت الشركة كذراع جوي استراتيجي لسلاح الجو الفنزويلي، مع قيامها برحلات منتظمة إلى طهران وموسكو وبلغراد. وكان خبر حجز طائرتها الوحيدة في بوينس آيرس أثناء نقلها قطع سيارات، في حزيران/يونيو قد تصدّر العناوين. وكان غلام رضا قاسمي عباسي، جنرال متقاعد من "القوات الجوية" لـ «الحرس الثوري» الإيراني، والمدير الإداري الحالي لشركة "قشم فارس للطيران"، وهي شركة طيران أخرى تعمل نيابة عن «الحرس الثوري»، أحد أفراد طاقم القيادة الكبير بشكل غير اعتيادي الذي تضمن 19 إيرانياً وفنزويلياً. ويشتهر عباسي بكونه العقل المدبر لمساعي إيران الرامية إلى تسليح وكلائها باستخدام طائرات ركاب مدنية. وتم الإفراج مؤخراً عن أفراد طاقم الرحلة الذي احتُجزوا في حادث حزيران/يونيو، وقد ادّعت "إمتراسور" أن أفراد الطاقم الإيرانيين كانوا يدربون الفنزويليين. لكن واشنطن طلبت من كاراكاس تسليمها الطائرة للتوسع في التحقيق.

وتضم قاعدة "إل ليبرتادور" أيضاً مصنعاً لخدمات الطيران تابعاً لـ "إيانسا"، وهي شركة مشتركة بين "كونفياسا" و"الشركة الفنزويلية للصناعات العسكرية" ("كافيم"). وتقوم "إيانسا" بصيانة طائرات مسيرة تعود للقوات المسلحة الفنزويلية بما فيها الطائرة الإيرانية "مهاجر-2" (المعروفة محلياً باسم "Arpia" أو "ANSU-100") وتصميم الجناح الطائر "ANSU-200" الذي تم كشف النقاب عنه مؤخراً، والذي يشبه إلى حد بعيد طراز "شاهد-171" التابع لـ «الحرس الثوري» الإيراني، ووفقاً لبعض التقارير إنه قيد التطوير في فنزويلا باستخدام خبراء مدربين في إيران. وبالقرب من القاعدة الجوية "إل ليبرتادور"، يقع مصنع أسلحة مملوك لـ "كافيم" يشرف على برنامج البلاد للطائرات بدون طيار.

المسارات الروسية المشبوهة

في 2 تشرين الأول/أكتوبر، استأنفت موسكو الرحلات الموسمية الاقتصادية إلى جزيرة مارغاريتا، إحدى أهم الوجهات السياحية في فنزويلا، بالاعتماد بشكل أساسي على طائرات شركة "كونفياسا" نظراً للقيود الأوروبية المستمرة على الخطوط الجوية الروسية، وذلك بعد أشهر من تعليقها بسبب العقوبات الدولية. ويشعر الكثيرون بالقلق من أن هذه الرحلات قد تُستخدم أيضاً كغطاء للأنشطة العسكرية - ولا سيما الآن بعد إضافة "مطار الإمام الخميني الدولي" في طهران كنقطة توقف غير مُجدولة حتى ضمن المسارات التي يفترض أنها "مباشرة". وبالفعل، نظراً إلى تسارع وتيرة رحلات "كونفياسا" بين كراكاس وطهران وموسكو، قد تنخرط شركة الطيران في شحن الأسلحة والمعدات الإيرانية إلى روسيا (من الناحية النظرية، قد يتم تجميع بعض هذه المعدات في فنزويلا أيضاً).

ووفقاً لشهود عيان لم يتمّ الكشف عن هويتهم، عندما تصل بعض رحلات الركاب على متن خطوط "كونفياسا" إلى "مطار الإمام الخميني الدولي"، لا يستخدم الركاب الممر العادي المخصص لهم في الناحية الغربية من المطار، بل يقفون في ممر الشحن من الجهة الشرقية حيث تكون بانتظارهم مركبات تقوم بتحميل وتفريغ المنصات والحاويات تحت حماية مشددة من العناصر المسلحة لـ «الحرس الثوري» الإيراني.

وتزامن تنامي الشكوك حيال هذه الرحلات المشبوهة مع استخدام روسيا المكثف للطائرات الانتحارية المسيّرة الإيرانية في أوكرانيا، في إشارة إلى رابط محتمل بينهما. ولا تملك إيران على الأرجح القدرات الإنتاجية الكافية لتلبية طلب موسكو المتزايد على الطائرات المسيرة، مما قد يدفع طهران إلى إنشاء خط إنتاج سري في فنزويلا لتصنيع طائرات من طراز "شاهد-136" أو هيكلها. وكبديل، يمكن لمثل هذه الترتيبات أن تمنح طهران إمكانية الإنكار المعقول لعمليات التسليم غير القانونية للطائرات المسيّرة.

وفي كافة الأحوال، استلمت "كونفياسا" طائرتين من نوع "إيرباص إيه 340-600" للمسافات الطويلة جداً من "ماهان" في وقت سابق من هذا العام لخدمة طرقها الخارجية (أرقام التسجيل "YV3533"، المعروفة سابقاً باسم "EP-MMF"، و "YV3535"، المعروفة سابقاً باسم "EP-MMI"). ويبلغ مدى طائرة "إيرباص إيه 340-600"، 14500 كلم ويمكنها القيام برحلة مباشرة من كاراكاس إلى موسكو (9،900 كيلومتر) أو إلى طهران (أقل بقليل من 12،000 كيلومتر). كما تبلغ قدرة الشحن الطبيعية للطائرة 12 طناً - بالإضافة إلى 308 ركاب، ويمكنها استيعاب ما يصل إلى 43 حاوية قياسية من فئة "LD3" و14 منصة نقالة. ومع إزالة المقاعد، يمكنها حمل أربعين طناً إضافياً من البضائع في مقصورة الركاب. وفي كلتا الحالتين، لديها مساحة واسعة لنقل أجزاء الطائرات بدون طيار، وأسلحة أخرى، وصناديق الذخيرة.

وفي طريق العودة من موسكو، تكون هذه الرحلات مليئة ظاهرياً بالسياح الروس المتجهين نحو جزيرة مارغاريتا، مما يدر عائدات تجارية كبيرة في هذه العملية. ومن خلال استخدام "كونفياسا"، يمكن لمنظمي الرحلات السياحية الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على قطاع الطيران الروسي، مما يسمح للرحلات الجوية بالمرور عبر المجال الجوي الأوروبي - والقيام بالتوقفات غير المُجدولة في إيران.

على سبيل المثال، وفقاً لمواقع التعقب الإلكترونية على غرار "Flightradar24"، أقلعت الرحلة رقم "YV3535" في خطها المباشر من كاراكاس إلى موسكو في 30 أيلول/سبتمبر، لكنها غيرت مسارها متجهة إلى طهران بعدما أوقفت نظام "إيه دي أس-بي" لتعقب حركة الطائرات الجوية المزودة به. وقامت طائرات شركة "كونفياسا" أيضاً بتحويل مسارها إلى طهران بعد الإقلاع من موسكو، كرحلة "YV3533" في 18 أيلول/سبتمبر و "YV3535" في 17 و 28 و 30 تشرين الأول/أكتوبر. وهذه الممارسة تمكن الرحلات الجوية من تجنب الظهور في قائمة الوصول المُجدولة لـ "مطار الإمام الخميني الدولي".

والجدير بالذكر أنه بعد هبوطها في طهران في 30 أيلول/سبتمبر، قامت "YV3535" بتحميل بعض البضائع لكنها لم تقل أي ركاب جدد. وبعد مرور ساعتين، أقلعت مجدداً متجهة نحو "مطار فنكوفو الدولي" في موسكو. وقد اتبعت رحلات أخرى سالكةً هذا المسار التضليلي جدولاً مشابهاً. ووفقاً لخبراء الطيران المطلعين على مناولة البضائع في "مطار الإمام الخميني الدولي"، فإن ساعتين هي وقت كافٍ لملء عنبر هذه الطائرة بالحاويات أو المنصات. وفي هذا السيناريو، قد تصل مكونات هيكل الطائرة بدون طيار من فنزويلا، بينما يتم تحميل المحركات والأجزاء المرتبطة بها في طهران.

روابط الطائرات المسيرة بين إيران وفنزويلا

منذ منتصف أيلول/سبتمبر، كانت روسيا تستخدم بشكل متزايد الطائرات المسيرة الانتحارية الإيرانية الصنع "شاهد-131" و"شاهد-136" في حربها ضدّ أوكرانيا، مضيفة كييف ومحطات الطاقة ومحطات الرادار في البلاد إلى قائمة الأهداف. كما تم استخدام الطائرة بدون طيار للمراقبة والهجوم من طراز "مهاجر-6" (على سبيل المثال، في 23 أيلول/سبتمبر، قامت القوات الأوكرانية بإخراج طائرة مسيرة سليمة من البحر الأسود بالقرب من أوديسا). وفي 11 تشرين الأول/أكتوبر، اتهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي طهران ببيع ما لا يقل عن 2400 طائرة بدون طيار لموسكو. وسواء كان هذا العدد دقيقاً أم لا، فقد أصبح وجود مسيرات "شاهد" البطيئة بل الفتاكة مصدر قلق كبير لأوكرانيا.

ومع ذلك، تستمر طهران في التنصل من مسؤوليتها عن الاستخدام الروسي الواسع النطاق لهذه المسيّرات الانتحارية، ونفت بشكل قاطع أي شحنات في البداية، واعترفت مؤخراً ببعض عمليات النقل لكنها أصرت على أنها حدثت قبل الغزو الأوكراني بفترة طويلة. ومما لا يثير الدهشة، أن حتى هذا القبول المشروط لا يضيف شيئاً - فوفقاً لمصادر أوكرانية، تمّ تجميع طائرة "مهاجر-6" بدون طيار التي استُردّت على مقربة من أوديسا، في شباط/فبراير، وهو الشهر نفسه الذي بدأت فيه الحرب. وبغض النظر عن المراوغة التي قد يلجأ إليها المسؤولون الإيرانيون في المرحلة القادمة، فإن نيتهم الرئيسية واضحة: ترسيخ وهم "الحياد" في الصراع وتجنّب التعرض لمزيد من ضغوط العقوبات. ولن يكون تحقيق هذا الهدف ببراعة من قبيل الصدفة إذا كانت فنزويلا تعمل كوسيط بين الطرفين.    

ومن المثير للاهتمام أن طهران وكاراكاس كانتا تتعاونان في مجال المركبات الجوية غير المأهولة لسنوات قبل اندلاع الأزمة الحالية. وفي مطلع العقد الماضي، عوّل الرئيس هوغو شافيز على المساعدة العسكرية الإيرانية لمواجهة ما وصفه بـ"البرجوازية الكولومبية وحلفائها الأمريكيين". وفي عام 2012، أكّد شافيز التقارير التي أفادت بأنه تم بالفعل إنشاء خط إنتاج إيراني للطائرات بدون طيار في بلاده. وبعد عام، كشفت الحكومة النقاب عن عدد من طائرات الاستطلاع المسيرة من طراز "مهاجر-2"، كل واحدة من إنتاج "كافيم". وفي الآونة الأخيرة، كانت هذه الطائرات مسلحة بأربع قنابل صغيرة معلقة تحت أجنحتها. وراقبت "القيادة الجنوبية للولايات المتحدة" كل هذه التطورات عن كثب وببعض القلق.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2020 - أي بعد شهر على إعلان واشنطن فرضها عقوبات جديدة على فنزويلا لشرائها طائرات "مهاجر" بدون طيار وأسلحة إيرانية أخرى - تحدّث الرئيس مادورو عن خطط لتوسيع جهود "كافيم" لإنتاج طائرات مسيرة محلياً، بمساعدة إيران على ما يبدو. وفي كانون الثاني/يناير 2021، اتخذت وزارة الخارجية الأمريكية خطوات جديدة رئيسية "لاحتواء الأنشطة الخبيثة لإيران" من خلال فرض عقوبات على قطاع الصناعة العسكرية التابع للنظام بصورة كاملة تقريباً، مستشهدة بسجل إيران الحافل في توريد طائرات مسيرة مقاتلة وأسلحة أخرى للوكلاء في الشرق الأوسط ودول أخرى. وأشار الإدراج نفسه على قائمة العقوبات إلى مشاركة حكومة مادورو في مثل هذه الأنشطة. وفي شباط/فبراير 2013 ومجدداً في آب/أغسطس 2016، فرضت الوزارة عقوبات على "كافيم" بموجب "قانون حظر انتشار الأسلحة النووية" لإيران وكوريا الشمالية وسوريا.

توصيات في مجال السياسة العامة

في محاولة للحد من انتشار الأسلحة الإيرانية ووصولها إلى ساحات المعركة والمدن الأوكرانية، فرضت الولايات المتحدة عقوبات إضافية على قطاعات متعددة في الجمهورية الإسلامية:

• الصناعات المتعلقة بالطائرات المسيرة

•"ماهان إير" و"بويا إير" و"قشم فارس" للطيران، وشركة "إيران للشحن الجوي"، إلى جانب ميسّريها في البلدان المجاورة مثل الإمارات العربية المتحدة

• العديد من طائرات الشحن الفردية التي تخدم روسيا  

كما حذرت واشنطن من أن الأطراف التي تقوم بتزويد قطع غيار وتقديم خدمات التزود بالوقود والصيانة والتصليح لهذه الكيانات من شأنها أن تنتهك ضوابط التصدير الأمريكية وتُخضع الأطراف لتدابير مرتبطة بتطبيق العقوبات. ومع ذلك، يبدو أن هذه القيود لا تثني طهران، لذلك قد تكون هناك ضرورة لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمراقبة وتقليص الشبكات الإيرانية التي تُمكّن من انتشار الأسلحة إلى روسيا - لا سيما بالنظر إلى احتمال مشاركة جهات خارجية مثل فنزويلا.

وبادئ ذي بدء، على الولايات المتحدة أن تطلب من الحكومات الأوروبية فرض عقوبات مماثلة على شركات الطيران الإيرانية المذكورة أعلاه - وعلى شركة "كونفياسا" إذا ثبت تورطها في نقل طائرات مسيرة وأسلحة أخرى إلى روسيا. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المسؤولين إقناع أذربيجان وتركمانستان بإغلاق مجالهما الجوي أمام الرحلات الجوية من طهران إلى موسكو عبر بحر قزوين، وبالتالي تعطيل هذا الامتداد للجسر الجوي بين فنزويلا وإيران وروسيا. ويقيناً، قد تجد الأطراف ذات العلاقة طرقاً بحرية وبرية بديلة لا يمكن إغلاقها بسهولة. ومع ذلك، يمكن مراقبة مثل هذه الطرق بسهولة أكبر، كما أن استخدامها سيكبد الدول المعنية المزيد من التكاليف.

فرزين نديمي هو زميل مشارك في معهد واشنطن، ومتخصص في شؤون الأمن والدفاع المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج. وقد نُشر هذا المرصد السياسي جزئياً تحت رعاية "برنامج مؤسسة دايين وغيلفورد غليزر" التابع لمعهد واشنطن حول "منافسة القوى العظمى والشرق الأوسط".

 

شعار إيراني قديم يغزو العالم

أمير طاهري/الشرق الأوسط/18 تشرين الثاني/2022

يبدو أن الشعار المؤلف من ثلاث كلمات، «المرأة، الحياة والحرية»، الذي رفعه المتظاهرون الإيرانيون خلال الشهرين الماضيين، وجد أصداء عالمية على نحو لم يتوقعه الكثيرون. اليوم، يمكنك رؤية هذا الشعار على ملصقات عملاقة في طوكيو، وعلى حائط في محطة السكك الحديدية المركزية في أمستردام، وفي رسائل ضوئية في ريو دي جانيرو، ومكتوباً على الجدران من إندونيسيا إلى الأرجنتين. وأقدمت مئات الآلاف من النساء من مختلف مشارب الحياة في جميع أنحاء العالم على قص شعرهن تضامناً مع المحتجات الإيرانيات. وفجأة، تركزت الأضواء العالمية على الأنوثة كحقيقة ومفهوم.

تحظى كلمة «حياة» هي الأخرى باهتمام جديد كمفهوم، لتذكيرنا بأن المهمة الحقيقية للسياسة هي السعي وراء توفير حياة أكثر إنسانية وإرضاءً للجميع. وأبلت الكلمة الفارسية للحرية (آزادي) بلاءً حسناً، فقد تحولت إلى صيحة حرب للمحتجين ضد التمييز الديني في الهند والإجراءات القمعية من قِبل جماعة «طالبان» في أفغانستان، بل ووصل الأمر أن نشرت الكاتبة الهندية أرونداتي روي كتاباً بعنوان «آزادي» - فمن أين جاء هذا الشعار؟ أُطلق الشعار للمرة الأولى عام 1977 في ندوة استضافتها جامعة أصفهان في وسط إيران، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لمنح حق التصويت للمرأة الإيرانية. وأثناء الجلسة الافتتاحية، أكد هوشانغ أنصاري، وزير المالية والاقتصاد آنذاك، أن القرن القادم سيشهد وصول النساء «لقمة تلو الأخرى»، بينما ستصبح الحرية «القيمة الأساسية للإنسانية».

وأثبتت الأيام صدق هذا التوقع بشكل أسرع مما توقعه أي شخص.

بحلول عام 1977، كان العالم قد شهد وصول ثلاث نساء فقط لمنصب رئيس حكومة ـ سيريمافو باندارانايكا في سيرلانكا، وغولدا مائير في إسرائيل، وأنديرا غاندي في الهند. بعد نصف قرن، تقلدت المرأة داخل أكثر من 60 دولة منصب رئيسة وزراء أو رئيسة. عام 1977، كان ثمة غياب لافت للنساء عن المناصب العليا حتى في الديمقراطيات الغربية الراسخة، بل ولم يكن لديهن حتى الحق في التصويت في سويسرا. الملاحظ أن العقود الماضية شهدت تأنيثاً متسارعاً للسياسة في جميع أنحاء العالم. وقد حدث هذا في صفوف المسؤولين السياسيين على جميع المستويات، حتى داخل المجتمعات الأبوية التقليدية. والأهم من ذلك، أن عملية التأنيث جرت كذلك في مضمون المناقشات السياسية، وذلك مع تنحية القضايا الذكورية التقليدية مثل السعي لتحقيق المجد الوطني، واستعراض عضلات الجيش والتركيز على القانون والنظام جانباً، وفتح المجال أمام قضايا ذات طابع «أنثوي»، مثل الصحة والتعليم والتضامن الاجتماعي والاقتصادي.

دفعت عملية التأنيث محور التركيز نحو هذه «الحياة» الدنيوية باعتبارها الشغل الشاغل للسياسة. ويشكل هذا التحول تهديداً للأنظمة الاستبدادية، مثل النظام الخميني في إيران، المهووسة بالآيديولوجيا، في الوقت الذي تفشل في التعامل مع قضايا المعيشة اليومية، وبالتالي تحكم على مجتمعاتها بالفقر المدقع.

وتكشف الأرقام عن أنه من حيث القوة الشرائية المستمرة، فإن المواطن الإيراني العادي اليوم أفقر بنسبة 40 في المائة مما كان عليه عام 1977.

ومع ذلك، تكمن واحدة من المفارقات في أن المرأة الإيرانية في المتوسط اليوم أفضل تعليماً عن نظرائها الذكور مقارنة بعام 1977.

وتقدر حصة المرأة من بين 20 مليون إيراني يحملون شهادات جامعية بنحو 60 في المائة، في الوقت الذي يبلغ فيه معدل البطالة بين النساء ضعفه بين الرجال.

عام 1977، كان للمرأة حضور رمزي في مناصب مرموقة، ذلك أنه كان لدى إيران قاضية في المحكمة العليا قبل الولايات المتحدة، وكانت هناك وزيرات في مجلس الوزراء قبل بعض الديمقراطيات الغربية.

وبحلول ذلك الوقت أيضاً، كانت إيران قد عيّنت أول سفيرات لها واحتفت بأول امرأة تتقلد رتبة عميد. وكان لدى إيران ضابطات شرطة، بل وطيارات يقدن طائرات مقاتلة. كما اقتحمت النساء عالم الفنون والسينما والمسرح والأدب والإعلام بصورة مذهلة.

وعلى الرغم من استخدام النساء كرموز لطموحات النظام التقدمية وكقطع الكرز التي تزين الكعكة الوطنية، سادت التوقعات بأنهن بدأن رحلة نحو المواطنة الكاملة والمتساوية مع الرجال... إلى أن جاء الملالي ليقطعوا مسار هذه الرحلة فجأة باستيلائهم على السلطة عام 1979.

ولمح النظام الخميني إلى نيته إقامة فصل عنصري بين الجنسين من خلال تمرير قانونين يفرضان قواعد لباس صارمة على النساء. وتضمن ذلك فرض «حجاب» سياسي جديد، مستوحى من ملابس الراهبات المسيحيات، والذي صممه في البداية أتباع الإمام موسى الصدر في لبنان.

وقبل استيلاء الخميني على السلطة، ارتدت العديد من الإيرانيات طواعية مجموعة متنوعة من أغطية الرأس، يمكن رؤية 14 منها على الأقل في متحف الإثنولوجيا في طهران. أما «الحجاب» الخميني فكان بمثابة جزء من الزي السياسي، تماماً مثلما فرض لينين وماو تسي تونغ نسختيهما من غطاء القماش على الشعبين الروسي والصيني. وحاول الملالي، لكنهم فشلوا في إلغاء العديد من الحقوق، بما في ذلك حق التصويت والترشح، التي أعطاها الشاه للمرأة. إلا أن هذا لم يمنعهم من تطبيق سياسة تهميش ضد النساء في الحياة العامة. وشهدت الجمهورية الإسلامية تعيين وزيرة واحدة في مجلس الوزراء، وست من «مساعدي الرئيس»، وسفيرتين في عواصم نائية، وأربع رئيسات بلديات، على حد علمي، في مدن صغيرة. ولم يعد يُسمح للنساء العمل قاضيات.

وعلى مدى السنوات الأربعين الماضية، دمر سوء الإدارة الاقتصادية العديد من الصناعات التي وفرت فرص عمل للنساء، ولا سيما حياكة السجاد التي كانت جوهرة التاج بالنسبة إلى الصناعات التقليدية لأكثر عن 1000 عام.

وتجلى رهاب الإناث الآيديولوجي المقنع في النظام في إنشاء، تحت حكم الرئيس محمد خاتمي، الملا «الإصلاحي»، شرطة الأخلاق، المعروفة باسم دورية الإرشاد الإسلامي، التي تنشر وحدات مسلحة من «مرشدين» ذكور وإناث للتأكد من عدم مخالفة النساء لقواعد اللباس الخميني.

في ذلك الوقت، ادعى وزير شؤون الإرشاد الإسلامي عطاء الله مهاجراني، أن القوة الشرطية الجديدة تهدف إلى «تثقيف» النساء بخصوص السلوك الإسلامي الصحيح، وليس القصد منها أن تكون أداة قمعية. ومع ذلك، فإن «المرشدين»، الذين يتلقون تدريبات قتالية، لديهم سلطة إلقاء الوعظ أو فرض غرامة أو ضرب أو القبض على النساء اللاتي يعتقدون أنهن ينتهكن قواعد اللباس. جدير بالذكر هنا، أن موت مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً أثناء احتجازها من قِبل شرطة الأخلاق، كان الشرارة التي أشعلت الانتفاضة الوطنية الحالية.

ووعد محمود أحمدي نجاد، الذي خلف حجة الإسلام خاتمي في مقعد الرئاسة، بحل شرطة الأخلاق، لكنه، على ما يبدو، فشل في إقناع «المرشد الأعلى» آية الله علي خامنئي. ومع ذلك، أجبرت الانتفاضة الحالية شرطة الأخلاق على تبني سياسة أقل حدة وبعداً عن الأنظار، مع تجاهل المزيد والمزيد من النساء الحجاب الرسمي بدعم ضمني على الأقل من جانب الكثير من الرجال، إن لم يكن معظمهم. وبذلك، يتضح أن ثلاثية «المرأة والحياة والحرية» تعبّر في جوهرها عن تطلعات الإنسانية المعاصرة حتى فيما وراء الحدود الرسمية لإيران.

 

السياسات الإيرانية... والسياسات العربية

رضوان السيد/الشرق الأوسط/18 تشرين الثاني/2022

ما كتبتُ عن الاضطرابات الجارية في إيران، ليس بسبب نقص المعلومات فقط؛ بل لأنه منذ عام 1999 تتوالى الأزمات فيخرج الناس محتجين فيشيع في أوساطهم (وهذه المرة: أوساطهنّ!) القتل والاعتقال والغاز المسيل للدموع، ثم يخمد الاضطراب باستخدام القوة المفرطة. وهذه الأيام بالذات يخرج أهالي وأصدقاء الذين واللواتي ثاروا وثرن عام 2019 وقتلوا وقتلن، للاحتفال بذكرى شهدائهم! فموجز الكلام أنّ الآمال ضعيفة بصمود المحتجين أو انتصارهم أو إرغامهم المتسلطين على التنازل كما تدل عليه تجارب العقدين الماضيين. أَمَا وقد طال الاضطراب رغم تصاعد القمع؛ فإنّ الأمر يحتاج إلى إعادة نظر وعدم البقاء في جانب غير المهتمين.

عندما قامت الثورة الإيرانية عام 1979 اعتبرها الجميع ثورة دينية (قارن بداريوس شايغان: ما الثورة الدينية، 1982). وقد قرأتُ الكتاب يومها ثم قرأتُ كتاب روي متحدة «بُردة النبي: الدين والسياسة في إيران» (1987)، عن مواقع رجال الدين وعن أهميتهم في عيون الشعب الإيراني، وعن اندفاعهم من أجل التغيير. ولأنّ الكتاب أثر فيّ كثيراً واعتقدت أنه إسهام في فهم الشخصية الإيرانية، فقد قمت بترجمته إلى العربية. لقد زرت مع كثيرين إيران مراراً، وراقبتُ اعتزاز رجال الدين كباراً وصغاراً بدورهم في الثورة وما قدموه من تضحيات جسام لكي يسقط حكم الشاه ويقوم حكم الإسلام. فما الذي عدا مما بدا حتى صار المتظاهرون والمتظاهرات ينزعون عمائم رجال الدين في الشارع، ويُظهرون كراهيةً شديدةً لهم؟!

أحد الملالي الذين قاتلوا في الحرب العراقية، ثم تولى منصباً سامياً وتقاعد الآن قال: أنا كرهت الثورة وكرهت الملالي، أي كرهت نفسي، منذ محاكمات القتل السريع والذريع في الثمانينات من القرن الماضي! فقد خلدت الثورة الآلاف من رجال الدين في كل مناصب الدولة الكبيرة والوسطى والصغيرة. فصار ضيق السنوات الأولى يُنسَبُ إليهم، وتأثرت سمعتهم في المدن، بينما استمرت الأرياف على تقاليد الودّ والاحترام. وسأله أحد الحاضرين: لا تفرقة في ذلك بين السادة وغير السادة؟ قال: بلى، إنما لصالحنا، نحن غير السادة، باعتبار أنّ الآخرين يحصلون على المنّ والسلوى! ثم الْتهى الناس عنا بعض الشيء عندما صعد نجم «الحرس الثوري» وبعض جنرالات «الباسيج» والأجهزة الأمنية. لكنني لاحظتُ عام 2009 في ثورة الانتخابات أنّ المتظاهرين كانوا ينتقون من يريدون إهانتهم من رجال الدين وليس كل رجال الدين، وكانت عقوبة نزع العمامة تقع على السادة أكثر مما تقع على أصحاب العمامة البيضاء! وحصل الأمر نفسه عام 2019، أما هذه المرة فقد صارت الضربات شاملةً للجميع!

نعم، هناك إحساسٌ لدى جماهير الشعب الإيراني وبخاصةٍ في المدن أنهم خُدعوا من جانب الملالي الذين يأكلون الأخضر واليابس، وتشاركهم الأجهزة الأخرى. وصديقي الملّا يذهب إلى أنّ الناس محقون، وليس لأنّ الملالي سارقون؛ بل لأنّ الأمر انطباع، وكلما ازداد التعرض لعمائم رجال الدين، ازدادوا خوفاً ولم يظهروا، لكن قد يندفع البعض للاشتباك مع المتظاهرين أو مساندة الشرطة عليهم!

لسبع أو ثماني مرات منذ مطلع التسعينات الماضية، حصلت تمردات صغرى أو وسطى ضد النظام وأحياناً تكون شاملة، في حين تقتصر أحياناً أخرى على فئة أو فئتين، وفي مدنٍ دون مدنٍ أُخرى. وتميز تمرد عام 2009 بأنه تمرد مثقفين أزعجهم تزوير الانتخابات؛ في حين اقتصر على العمال والسائقين والمعلّمين وفي عشرات المدن عام 2019، أما اليوم فالاحتجاج شامل. ويخيَّل للمراقب أنه ما عادت للنظام أي شعبية في المدن على الأقلّ.

الصحويون الإيرانيون مثل الصحويين الآخرين السُنة خرجوا ضد الدولة الوطنية الحديثة. لكن في حين صمد الملالي في السلطة بسبب حرب صدام عليهم؛ فإنّ الصحويين الآخرين انهارت شعبيتهم بسرعة؛ لأن الناس الذين كانوا يخافون من الدولة صاروا يخافون عليها. ظلت القوى الإصلاحية بإيران تأمل في الانتخابات رغم فشل تجربة خاتمي، حتى زوّروا الانتخابات علناً عام 2009.

وتابع الملا حديثه: في البداية كان «حزب الله» يحظى بشعبية بسبب قتاله لإسرائيل، ولكن عندما اختلطنا بهم في لبنان وسوريا وإلى اليوم، تبين لنا أن أوضاعهم أفضل من أوضاعنا بكثير. وحتى الذين يأتون إلى الحوزات وبمنحةٍ منا، نجد أن حالتهم أفضل من حالتنا! وهناك اعتقاد أنّ أموال الشعب الإيراني تُنفقُ في لبنان واليمن وسوريا وحتى في العراق! بينما يعيد النظام بؤس الشعب إلى الحصار الأميركي. وما عادت للنووي سمعة أيضاً، باعتبار أنّ ذاك الملفّ يتطلب إنفاقاً كبيراً بدوره. وهناك قدرٌ كبيرٌ من الدعاية ضد العرب وبخاصةٍ في الخليج باعتبارهم من أسباب مشكلات إيران، لكنّ الحساسيات عالية تجاه العراقيين أكثر من غيرهم من العرب!

لقد انتهت الثورة الأسطورية في شعبيتها بالتدريج. وكان أكثر ما أثر سلباً على شعبيتها: القتل الذريع، ودمار نظام العيش، والتدخلات الخارجية المكلفة التي لا تبرير لها!

منذ الفيضانات التي حصلت في أنحاء مختلفة من العالم، وإلى قمة شرم الشيخ للمناخ، ومبادرة «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، وإلى اجتماع G20، يتابع المثقفون الإيرانيون العقلاء نشاطات المسؤولين العرب سواء لجهة المساعدة الإنسانية الضخمة لباكستان والسودان وغيرهما، أو لجهة الوساطة في النزاعات، ومن أوكرانيا إلى القرن الأفريقي، أو لجهة احتضان قمة المناخ حيث اجتمع رؤساء العالم في مصر؛ بينما صار المسؤولون العرب في قمة G20 في بالي ملء السمع والبصر، فالكل يخطب ودَّهم وهم يتولون المسؤوليات الكبرى لجهة الحفاظ على استقرار أسواق الطاقة وأمنها ولجهة رأب تصدعات الاقتصاد العالمي.

في هذا الوقت، بالذات يحتجز الأميركيون في بحر عُمان زورقاً إيرانياً يحمل سبعين طناً من المتفجرات التي تُشحن بها الباليستيات، وكان يراد تسريبها للميليشيات الحوثية لمتابعة حربها على الشعب اليمني وعلى السعودية! ويقبض الجيورجيون على إيرانيين يتآمرون على اغتيال أشخاص في بلادهم. وتتابع القوات الأمنية الإيرانية قتل المحتجين وسجنهم. وينقل «الحرس الثوري» ميليشيا «فاطميون» الأفغانية بسوريا من مكانٍ إلى مكان بمساعدة «حزب الله»؛ هرباً من الغارات الإسرائيلية. فأين هذا كله مما يريده الشعب الإيراني؟!

 

ما وراء عودة نتنياهو للسلطة

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/18 تشرين الثاني/2022

رغم التهويل لدرجة التخويف بعودة نتنياهو للسلطة، فإن المراقب للسياسة العامة لإسرائيل يرى أنها لم تتغير كثيراً بتغيير رئيس الوزراء، خاصة تجاه قضايا الشرق الأوسط التي يغلب عليها الطابع المشترك بين المماطلة والتسويف، وإطالة عمر الأزمة بإغراقها في مستنقع الفرعيات والتفاصيل، والشيطان كما يقال «يكمن في التفاصيل»، وبالتالي عودة نتنياهو أو حتى سجنه لن يجعل القضية الفلسطينية تتقدم قيد أنملة، والسبب أن جميع قادة إسرائيل يتبعون أحزابهم، التي في أغلبها لا تؤمن بحل التعايش ضمن دولتين.

صحيح أن عودة شخصية بحجم وعقلية نتنياهو ستعقد المشهد وتربكه حتى من خلال منظور إسرائيلي، فها هي كبرى صحف إسرائيل تعنون «عودة نتنياهو إلى رئاسة الحكومة تجر إسرائيل إلى المخاطر»، فعودة نتنياهو إلى المشهد السياسي بعد أن كانت أقل احتمالاً في نظر الكثير من المحللين والمراقبين أصبحت اليوم حقيقة تربك الكثيرين من الأميركيين وعلى رأسهم الرئيس بايدن، وقد تُفرح الرئيس الروسي بوتين.

عاد نتنياهو في وقت وصفه البعض بـ«اليوم الأسود»، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من السجن. فجأة يعود بنيامين نتنياهو للحكم رئيساً للحكومة ذات تشكيلة يمينية متطرفة هي الأخطر، ففوز تكتل نتنياهو، سينتج عنه حكومة يمينية متطرفة، فقد استطاع نتنياهو العودة للحياة السياسية من سَم الخياط بعد أن كان مهمشاً سياسياً بعد سلسلة فضائح وقضايا اتهم فيها بالفساد والرشوة.

عودة نتنياهو هل ستشكل انقلاباً في سياسة التصالح وبناء علاقات جديدة في المنطقة؟، خاصة بعد توقيع اتفاقيات السلام مع دولة الإمارات والبحرين وترسيم الحدود مع لبنان الذي يعارضه نتنياهو ويهدد بتحييده إن لم يلغه بسبب الضمانات الأميركية! يبدو في الأفق أن عودة نتنياهو إلى السلطة في تل أبيب، ستشكل منعطفاً خطيراً في مسار الصراع والتسوية على المسارات العربية المختلفة من الصراع العربي - الإسرائيلي، خاصة أن حزب الليكود من الأحزاب المتمسكة بالتوجهات الصهيونية منذ نشأة الحركة الصهيونية في بال بسويسرا عام 1897. ويعتبر من أشدها تطرفاً وتمسكاً ببروتوكولات حكماء صهيون.

عودة نتنياهو أو عودة «ملك إسرائيل»، كما تصفه بعض الأطراف المؤمنة بعودته «كراعٍ» لإسرائيل، وفق مفهوم ومنظور الأطراف المتطرفة التي تشكل غالبية حزب الليكود وأنصار نتنياهو، والتي لا تؤمن في أغلبها بالتعايش مع الآخر في وطن واحد تحدد معالمه حقوق المواطنة والعيش المشترك، وهو الأمر المفقود في عقلية ومنهج حزب الليكود، الذي يؤمن بأن إسرائيل أرض لليهود دون سواهم، ولهذا لا يؤمن نتنياهو بحل الدولتين، ولا حتى بحل الدولة الواحدة «إسراطين»، كما تخيلها العقيد الليبي الراحل القذافي.

عودة نتنياهو إلى حكم إسرائيل بالتزامن مع احتمال عودة أنصار تيار الرئيس السابق ترمب إلى مؤسسات التشريع الأميركية مجلس النواب، مما سيشكل حالة من الاصطفاف والقطبية التي ستثير القلق والمخاوف بعودة تحالف نتنياهو – ترمب، ولو عبر أنصار ترمب الجدد في مجلس النواب.

تنامي تقدم وفوز أحزاب اليمين المتطرف حول العالم قد ينبئ بتشكل حالة سياسية ستكون أكثر تعقيداً وأقل مرونة في التعاطي مع المحيط، مما سينعكس على منطقة الشرق الأوسط، حيث أقدم وأطول صراع سياسي في عالم متقلب ومتغير وفق تقلب السلطات وتوجهها السياسي، ويزداد تعقيداً عندما يرتبط باليمين المتطرف. عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة في إسرائيل، تصفها بعض الصحافة في المنطقة «بمثابة إشعال حرب في المنطقة، نظراً لما عرف عن نتنياهو من سياسة تصادمية لا تتخذ من الدبلوماسية طريقاً للحل».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي استقبل بو حبيب حجار: سوريا باتت تستطيع استيعاب المزيد من النازحين  خوري: البطريرك استفسر عن مجريات التحقيق في تفجير المرفأ واطلعته على ما لدي من معلومات

وطنية/18 تشرين الثاني/2022

 استقبل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، وكان عرض لآخر التطورات على الصعيدين المحلي والدولي كما ولعمل وزارة الخارجية حيالهما.

حجار

ثم التقى الراعي وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار الذي قال بعد اللقاء: "لقد وضعت صاحب الغبطة في اجواء وزارة الشؤون والمشاريع التي نتابعها ولا سيما في ما يتعلق بأوضاع الناس. وعرضت لملف النازحين السوريين الذي أتابعه شخصيا مع اللجنة الوزارية للنازحين وشرحت لغبطته تفاصيل مغادرة الدفعة الأولى من النازحين الأراضي اللبنانية، كذلك الدفعة الثانية، واثر هذا الموضوع على لبنان ومستقبله".

أضاف: "كما سلمت غبطته دراسة تظهر مدى تحمل لبنان بالنسبة لموضوع النازحين وكيف علينا كدولة وكمسؤولين وككنيسة، ان ندعم عودة النازحين الى وطنهم لأن لبنان قدم القسط الكبير على مدى 12 عاما وسوريا باتت اوضاعها اكثر امانا وهي تستطيع استيعاب هذه الأعداد التي تزيد من الأعباء على لبنان على كافة الصعد".

خوري

وبعد الظهر، استقبل الراعي وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال القاضي هنري خوري الذي قال بعد اللقاء: "إن زيارة صاحب الغبطة ضرورية في كل الأوقات، وقد أحببت في هذه المناسبة أن أضع غبطته في أجواء العدلية والتطورات الحاصلة لجهة اعتكاف القضاة والجهود المبذولة في هذا الخصوص، وأنا دائماً أسعى لكل ما يرضي الجسم القضائي، ومن الطبيعي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها أن لا يستطيع القاضي القيام بواجباته كما يجب. وقد وضعت غبطته في مدى إمكانية إعادة الأمور الى طبيعتها في القريب العاجل، وأنا على اليقين أن الجسم القضائي على قدر من المسؤولية للقيام بواجباته كما يجب، وأتمنى أن تعود الأمور الى طبيعتها قريبا".

أضاف: "أما الشق الثاني الذي أحب غبطته الاستفسار عنه فهو ملف مرفأ بيروت، وقد أعطيته ما أملك من معلومات لأن الملف ليس في يدي، وتناقشنا في أمور حياتية أخرى يعاني منها اللبنانيون، وعلى أمل أن أعود قريبا لزيارة الصرح".

وردا على سؤال عن أي تطمينات يمكنه أن يقدمها في ما يخص ملف تفجير مرفأ بيروت، قال: "من حق الجميع معرفة الحقيقة، ولكن التطورات هي ملك القاضي المشرف على الملف فلا أحد يملك المعطيات وأنا لا أسمح لنفسي أن أسأل أو أطلع على الملف، وقد توقف العمل في الملف لأن لكل شخص استراتيجيته ويطبقها بطريقته القانونية بغض النظر عن أحقية ما يقوم به، فهذا أمر نتركه للمحكمة".

أما عن الخطة التي يعمل عليها لإقناع القضاة بالعودة الى عملهم، فقال: "أعمل منذ فترة على تأمين ما يرضي القضاة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، وقد استطعت التوصل الى ما يرضي الجسم القضائي، ونأمل أن تعود الحياة الى طبيعتها في أقرب وقت ممكن".

وأكد أن "صاحب الغبطة يهمه أن يسود العدل والعدالة".

محفوض

ثم اسقبل الراعي نقيب المعلمين نعمة محفوض واعضاء مجلس النقابة الذين أطلعوه على معاناة الجسم التعليمي.

وبعد اللقاء قال محفوض: "إن المشاكل التي يعاني منها الجسم التعليمي بحاجة الى حل سريع، إذ لا يمكن الاستمرار بالعام الدراسي على هذه الحال، فالموظفون الذين يتقاضون ما يقل عن مليوني ليرة لا يمكنهم الاستمرار، وعلى الدولة البت في هذا الموضوع، فكما تمت زيادة رواتب المتقاعدين، يجب زيادة رواتب المعلمين. أما الموضوع الثاني فهو معاناة الأساتذة في المصارف، حيث لا يدفعون الراتب الكامل للأساتذة، فهناك كذب ونفاق من بعض أصحاب المصارف تجاه الأساتذة، وقد طلبنا من غبطته أن يكون صوتنا في هذا الموضوع، وقد سبق والتقيت بحاكم مصرف لبنان يوم الاثنين، وطلبت منه حلا لهذه المشكلة بحيث يتقاضى الأساتذة راتبهم بالكامل وأن تقبل المصارف بالشيكات".

وختم: "إن بعض مدارس الاطراف، ما زالت تدفع راتباً يقارب المليون ونصف المليون لأستاذ ثانوي، في الوقت الذي يُعتبر الحد الأدنى للأجور في صندوق الضمان قرابة الثلاثة ملايين، وهو أمر غير مقبول، ولاستمرار العام الدراسي يجب أن تُحلّ هذه المواضيع".

 

 أمانة سر البطريركية المارونية: مجمع الكنائس الشرقية قرر إنزال عقوبة الحط عن الحال الإكليريكية للأب وسام معلوف وفصله عن جماعة رسالة حياة

وطنية /18 تشرين الثاني/2022

أعلنت أمانة سر البطريركية المارونية في بيان، أنه "ببالغ الأسف، تأكد لمجمع الكنائس الشرقية في الكرسي الرسولي، إصرار حضرة الأب وسام معلوف على عدم رغبته في الامتثال للتدابير التأديبية المتخذة بحقه بقرار من هذا المجمع بتاريخ 31 آب 2022 ومثبت بشكل خاص من قداسة البابا فرنسيس، في محاولة لحماية خدمته الكهنوتية وانتمائه إلى جماعة رسالة حياة". وأشارت إلى أن "المجمع قرر إنزال عقوبة الحط عن الحالة الاكليريكية للأب وسام معلوف وفصله عن جماعة رسالة حياة". وختمت: "نطلب من الله ونصلي من أجل ولدنا هذا، لكي بهديٍ من النعمة الإلهية، يتمكن من أن يبدأ مسيرة إيمان في حالته الجديدة في الحياة المسيحية".

 

بري استقبل فرونتسكا والسفير البريطاني ونقباء محامين سابقين

وطنية/18 تشرين الثاني/2022

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا.  واستقبل بري سفير بريطانيا في لبنان هاميش كاول حيث تم عرض للاوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة المتحدة . ومن زوار بري :وفد من نقباء المحامين السابقين ضم: أمل حداد، بطرس ضومط، اندره الشدياق ونهاد جبر.

 

رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل: نصاب الثلثين في الدورة الثانية ورقة بيد حزب الله ومقاربة رئيس جمهورية مقابل رئيس حكومة " آخر الدني"

وطنية/18 تشرين الثاني/2022

https://www.nna-leb.gov.lb/ar/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/576762/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84-%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%AB%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B1%D9%82%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D8%AF-%D8%AD%D8%B2%D8%A8

أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل رفضه "وصول رئيس للجمهورية يدوّر الزوايا وغير ملتزم بالدستور وبلا لون ورائحة وطعم". وقال: "لن أصوّت لرئيس جمهورية "جايي يرقّع" ومقاربة رئيس جمهورية من 8 آذار ورئيس حكومة من 14 آذار هي "آخر الدني" لأنّنا بذلك نكرّس رئاسة الجمهورية لـ"حزب الله".وشدد الجميّل على ان "المادة 49 من الدستور لا تتحدث عن النصاب بل عن الأكثرية، وفي الدورة الاولى تحتاج لثلثين وفي الثانية 65 نائبًا أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فيعتمد اجتهادا دستوريا غير مستند على أي بند دستوري، لافتًا الى ان فرض الثلثين في الدورة الثانية لمصلحة حزب الله فهو يريد الإمساك بهذه الورقة للوصول الى تسوية يريدها". كلام الجميّل جاء في خلال برنامج "صار الوقت" عبر الـ mtv مع الاعلامي مرسال غانم، بدأه بالحديث عن ذكرى استشهاد الوزير بيار الجميّل، فأكد أن "مسيرة التضحية في عائلة الجميّل أو في حزب الكتائب عمرها 100 سنة"، وقال:"كثيرون يسألون عن مواقفنا الثابتة التي لا تخضع للمساومات والتسويات وقد دفعنا ثمنها مقاعد نيابية ووزارية، والجواب أننا قدّمنا كمًّا هائلًا من التضحيات يمنعنا من القبول بأن تتقدّم السياسات الضيقة على المبادئ والثوابت ومصلحة لبنان. من قدّم حياته من أجل لبنان، لن يقدّم تنازلات للحصول على مناصب سياسية، فنحن مؤتمنون على الثوابت والشعب اللبناني بمعزل عما إذا كان أعطانا الثقة أم لا في الانتخابات النيابية، وهذا المسار دفع ثمنه بيار وبشير ومايا وأمين و5818 كتائبيًا".

وعمّا بقي من مدرسة مؤسس الحزب بيار الجميّل، قال: "التمسك بالحياة الديمقراطية والأخلاقيات السياسة والمعنوية وهذا مستمر بكل مواقف حزب الكتائب بالرغم من أن لكل مرحلة تحدياتها، إنما التحديات واحدة منذ الرئيس المؤسس مرورًا بالبشير والرئيس أمين الجميّل ومعنا الآن".

واعتبر الجميّل أن "اللاعدالة في لبنان معمّمة من اغتيال بيار وانطوان وجبران تويني"، وقال: "لم نصل إلى نتيجة في التحقيقات. في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وصلنا إلى نتيجة بفعل وجود المحكمة الدولية. للأسف، في ظل عدم وجود الدولة تكون النتيجة مشابهة لما يحصل الآن في قضية انفجار مرفأ بيروت".

أضاف: "بتنا رهينة للخارج وبات لبنان يُستخدم كورقة إقليمية. هناك قدرة لدى بعض الدول على تفجير الوضع من أجل بعض الحسابات، ولكننا قادرون على تجاوزه كنواب إذا حكّمنا الضمير الوطني الذي علينا ان نغلّبه ويبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية. وهناك مقاربة تقول بوجود قناعة لدى اللبنانيين بأنهم قُصّر وغير قادرين وهذا ما يجب رفضه والواقع الذي علينا تغييره".

وردًا على سؤال قال الجميّل: "نأخذ قراراتنا في حزب الكتائب انطلاقًا من مصلحة لبنان والشعب اللبناني ولو أن الجميع سلك المسار نفسه لما وصلنا إلى هنا".

ورأى أن "هناك نوابًا ينتظرون التسوية"، داعيًا الرأي العام إلى "الضغط عليهم ليتصرّفوا بطريقة صحيحة، وإلا فلن نتمكن من تغيير الوضع القائم". وقال: "نحاول تغيير الأمر الواقع في لبنان والتقليد الذي يقول إن ما يحصل لعبة أكبر منّا". وعن تزعّمه المعارضة، قال: "كل منّا يجب أن يلعب دوره من أجل مصلحة لبنان، فقد رأينا إلى أين أوصلت المصالح الشخصية البلاد".

وتابع: "نتواصل مع كل أفرقاء المعارضة من المستقلّين والتغييريين وكتلة تجدّد والاعتدال الوطني والقوات والاشتراكي ونحاول أن نلعب دورًا لتحصين المجموعة الكبيرة للوصول الى مواجهة موحّدة بمعزل عن شكلها، فقد تكون بالتصويت أو بالمواقف السياسية أو غيرها وقد لا نصل إلى اتفاق في بعض الأحيان، لكننا مستمرون بعلاقتنا الجيدة مع الجميع، واخذنا المبادرة بعقد اجتماع في الصيفي واستكمل بالاجتماع في مكتبة مجلس النواب".

وعن عدم دعوة النائبتين بولا يعقوبيان وحليمة قعقور إلى اجتماع المعارضة، أجاب: "داخل التغييريين هناك قسمة، فهناك جزء يحضر الاجتماعات وجزء لا يريد حضورها ولكن يجب ألا نختصر هذا الاجتماع فقط بالتغييريين فقد وقّع البيان في الصيفي 27 نائبًا".

ووصف رئيس الكتائب العلاقة مع النائب ميشال معوض بالاستراتيجية، مجددًا تأكيده بأن "موضوع الأشخاص غير مهم" لافتا الى أن هذا الموقف أعلنه منذ بداية معركة الرئاسة، وقال: "قلت إن ما يجمعنا هو الثوابت من بينها السيادة والإصلاحات رغم اختلافنا في 10% حول المواضيع الاقتصادية ومن الطبيعي أن ندعم معوض في الاستحقاق الرئاسي. نحن وميشال "مش قاسمين" والمهم إنقاذ لبنان ولن نأبه للمهاترات السياسية".

وأشار إلى أن "هناك خطرًا على البلد"، مُنبّهًا إلى "عامل الوقت لأنه داهم ومؤثر والذي يستخف به البعض"، وحذّر من أن "في كل يوم يمر ينهار البلد أكثر وتفقر الناس أكثر والودائع تستنزف ومثلها احتياطي مصرف لبنان وهذا مستمر منذ 3 سنوات بحيث تمّ هدر 25 مليار دولار".

وقال: "أمس عُرض في الصيفي فيلم عن قوافل الموت "طرابلس 06" وهو نموذج عن معاناة لا تحصى ونحن نتحدث عن أفقر مدينة تعبّر عن اليأس بقوافل الموت وفي مناطق أخرى تزداد حالات الانتحار والبعض ييأس ويهاجر".

ووصف الجميّل الطريقة التي يتعاطى بها بعض السياسيين بأنها "إجرام" قائلا: "حان الوقت لنضع حدًّا للتدهور الأخلاقي والاقتصادي على الصعيد الوطني ونفتح صفحة جديدة من تاريخ لبنان وهذا لا يحصل بالتسوية وتأجيل المشاكل وإفقاد النصاب. لدينا فرصة للإتيان برئيس يفتح الملفات ويعالج المشاكل البنيوية من سلاح "حزب الله" الى الموضوع الاقتصادي والإصلاحات وغيرها. ملفات الكهرباء والإصلاحات والسلاح والحدود السائبة والاقتصاد والقطاع العام تحتاج إلى طرحها من قبل رئيس الجمهورية الجديد".

وعن عهد الرئيس ميشال عون قال: "إن لم يتمكن رئيس لديه أكثرية وكم من الحلفاء وحليف من العيار الثقيل متمثل بحزب الله من العمل 6 سنوات، فربّنا لا يستطيع العمل. لا يمكن أن ترمي الحق على الحليف وإن كان الأمر كذلك عليك الابتعاد عن هذا الحليف".

واعتبر ان "هناك فريقًا لديه مشكلة داخلية ولأنه لا يمكن أن يجمع على مرشح يترك الشعب منتظرا لإيجاد حل لمشكلة حلفائه".

وقال: "هناك مرشح لديه طرح ونصوّت له وهو ميشال معوض فيما الفريق الآخر لا يطرح أسماء ويعطّل نصاب الجلسات لنرى إن كان هناك إمكانية للإتيان برئيس يفتح حوارًا لحل الملفات. والحل بجلسات متتالية للوصول الى رئيس قادر على حل مشاكل لبنان. إن كان حزب الله يريد الاستمرار بسياسة الفرض فيكون أخذ خيار الطلاق لأنه يريد فرض رأيه على اللبنانيين".

وإذ دعا إلى "انتخاب رئيس يحاور الكل ولا يفرض وجهة نظر على الآخرين"، قال: "ميشال معوض قال إنه سيفتح نقاشًا لحل المشاكل في البلد".

وعن كلام الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله و"حماية ظهر المقاومة"، قال: "كأن البلد دوره حماية ظهر المقاومة! إن موقف حزب الله يعتبر أن الهدف بات حماية المقاومة بدلا من أن يكون العكس صحيحًا".

أضاف: "كل مواطن أمانة في أعناقنا ككتائبيين ومهمة الدولة حماية جميع اللبنانيين والحفاظ على كرامتهم وهذا ما نمارسه في حياتنا وعملنا اليومي، لكن الشرط ان يكون الجميع قرّر أن يضع نفسه تحت سقف القانون ويقبل بالمساواة وليس إلغاء الاخر واستعمال السلاح وجر البلاد الى الحروب وبعدها يطلب الحماية. إن اراد حزب الله الحماية فنحن مستعدون شرط ان يضع نفسه تحت سقف القانون ويتساوى مع باقي اللبنانيين".

النصاب

وشدد رئيس الكتائب على ان "المادة 49 من الدستور لا تتحدث عن النصاب بل عن أكثرية"، وقال: "في الدورة الاولى نحتاج لثلثين وفي الدورة الثانية لـ 65 نائبًا. رئيس مجلس النواب نبيه بري يعتمد اجتهادًا دستوريًا غير مستند على أي بند دستوري إلا إن كان لدى البطريرك صفير مادة باسمه وعلى الجميع الالتزام بحرفية الدستور.

لا يمكن للنائب ان يستعمل هذه الوسائل لتعطيل عمل المؤسسات عن قصد فعلى النواب واجب المشاركة والتصويت في الانتخابات".

وعن اختلاف موقف القوات عن الكتائب، قال: "إن تمسّكنا بالثلثين فذلك يعني التمسك بعمل تسووي والإتيان برئيس لا طعم له ولا لون ونضع البلد في 6 سنوات جديدة مشابهة للتي مرّت. المطلوب 65 نائبًا في الدورة الثانية والمادة 49 من الدستور واضحة ولا شيء يذكر نصاب الثلثين. في الدورة الاولى المطلوب 86 نائبًا يصوّتون لنفس الشخص وفي الدورة الثانية لا بد من وجود 65 نائبًا على الأقل ليفوز وما من مكان يتحدث عن نصاب الثلثين في الدورة الثانية".

وأردف: "عندما سألت الرئيس بري على أي مادة تبيّن انه استند على اجتهاد فيما في الماضي لم يعطل احد الجلسات كما يحصل اليوم".

وعن كلام بري في الحفاظ على نصاب الثلثين، اوضح الجميّل ان "فرض نصاب الثلثين في الدورة الثانية هو لمصلحة حزب الله فهو يريد الإمساك بهذه الورقة للوصول الى تسوية يريدها"، وقال: "بالنسبة لنا سيبقى الحزب يستخدم هذه الورقة وقد قال باسيل اليوم إنه في النهاية سيحصل ما يريدون وإن خضعنا لهم فبرأيي هناك خطورة بجرّ المعارضة إلى هذه الخطوة".

التغييريون

وعن النواب التغييريين قال: "7 أو 8 من النواب التغييريين علاقتي بهم ممتازة قبل وصولهم الى البرلمان وبقيت كذلك وهم موجودون في كل الاجتماعات وجزء آخر لديه وجهة نظر مختلفة ولا يمكن ان نأخذهم كرزمة واحدة.

واجبي العمل مع من لديه النضج الكافي للوصول الى نتيجة فنحن أمام تحد كبير تجاه الناس التي تطالبنا بحياة جديدة ومحاولة احداث التغيير والموقف اليوم في جلسة الانتخاب هو بداية لكسر قاعدة تثبتّت في الاعراف لتكريس المنظومة".

وردًا على سؤال حول اختلاف وجهات النظر بموضوع النصاب، قال: "ألتقي مع رئيس حزب القوات سمير جعجع مع ترشيح معوض واختلف معه حول مسألة النصاب". وفي موضوع التشريع، قال: "رفضنا التشريع لأن مجلس النواب يتحوّل الى هيئة ناخبة عند خلوّ سدة الرئاسة وفي كل مرة يجتمع لا يحق له القيام بعمل آخر سوى انتخاب رئيس. وإن شرّعوا القوانين فمن يوقعها في ظل عدم وجود رئيس؟ ومن ينفذها؟ المهم عند الوصول الى الهيئة العامة لا بد من وجود رئيس.

لا يحق للمجلس التشريع في ظل عدم وجود رئيس، والأخطر انه بدلا من أن يبحثوا في كيفية معالجة المشكلة ينظرون في كيفية تنظيمها وهم بذلك يريدون الاستمرار بعدم انتخاب رئيس وعدم تشكيل حكومة".

وعن "الطلاق" مع حزب الله، قال: "لسنا مستعدين للبقاء رهينة الحزب في سياساته والفرض المستمر والعزلة الدولية والانهيار الاقتصادي وعدم ضبط الحدود والانهيار والاقتصاد الموازي فهو يسيطر على لبنان والمؤسسات.

نقول بكل وضوح لا يمكن الاستمرار بوجود مواطنين درجة اولى ومواطنين درجة ثانية ومواطنين تحت المحاسبة وآخرين لا يخضعون لها وفرض رؤساء وحكومات، فإن استمر بذلك فهو يطلّق باقي اللبنانيين ويجبرنا على الانتقال الى طريقة أخرى في التعاطي".

وتابع: "على حزب الله ان يضع نفسه تحت سقف الدستور والمساواة وإلا فلسنا مستعدين لمشاركته في مجلس النواب والحكومة والمؤسسات الدستورية وعندما تخلق مسألة دستورية وبنيوية ربما توصلنا للحل مع الحزب".

ولفت الى ان "سيطرة حزب الله بدأت تدريجيا"، مفندًا ذلك بالقول: "بدأ بطلب السترة والحوار في 2005 والاستراتيجية الدفاعية ثم بدأ بعملية التعطيل وانتهت بـ 7 ايار ثم بدأ بسياسة الفرض وانتخاب عون واليوم يستكملها بالسيطرة على كل الناس. هذا المسار التراكمي دفعنا الى ما نقوله. اليوم، يضيق أمل الشراكة بسبب الفوقية والخطاب وطريقة التصرف داخل المؤسسات فهو يقول إما ان تقبلوا بشروطي بالقرار والحكم واختيار الرئيس والحكومة والمفاوضات مع إسرائيل وهو من يفاوض ويقرر العلاقة مع الخارج... وإن اكمل هذا التصرف فمعنى ذلك يريد ان نبقى مواطنين درجة ثانية في دولة حزب الله وهذا ما نرفضه لأننا لا يمكن ان نغطي سيطرته على الدولة. لا نريد وصول رئيس يدوّر الزوايا وغير ملتزم بالدستور وبلا لون ورائحة وطعم".

وعن امكانية ترشيح نعمة افرام للرئاسة، قال: "نسأله هل أنت مستعد لفتح الملفات الأساسية الأربعة في البلد والقيام بورشة للانتقال الى جمهورية ثالثة لاننا لا نريد رئيسًا يرقّع، ولن أصوت لرئيس يرقّع".

وعن امكانية طرح اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون للرئاسة، قال: " لا فيتو عليه كشخص لكن لا نعرف رأيه في السياسة. نحن نعرف اداءه وأنا معجب بعمله في قيادة الجيش بينما كمواطن ورجل سياسي لا اعرفه ولا يمكنني تقييمه. ربما تنطبق عليه كل المواصفات ولكن كيف احكم إن لم يكن قادرا على التعبير عن مواقفه السياسية؟". وتابع: "لن أصوّت لرئيس جمهورية "جايي يرقّع" ومقاربة رئيس جمهورية من 8 آذار ورئيس حكومة من 14 آذار هي "آخر الدني" لأنّنا بذلك نكرّس رئاسة الجمهورية لـ"حزب الله".

تحقيقات المرفأ

وعن التحقيقات بقضية المرفأ والموقوفين، قال: "الحل هو باستمرار التحقيق للوصول الى نتيجة اذ لا يمكن تحقيق العدالة من دون ان يستكمل القاضي طارق البيطار عمله. ما يحصل هو تواطؤ من قبل القوى السياسية لمنع استكمال تحقيق المرفأ والمسار القضائي يتعرقل بمنع التعيينات وامتناع البعض عن الحضور والادعاء على البيطار ودعاوى كف اليد وهذه كلها محاولات مقصودة من قوى سياسية تتحمل مسؤولية الدماء التي سقطت في المرفأ. نحن إلى جانب عائلات ضحايا انفجار المرفأ فقد خسرنا نازو (نزار نجاريان) ورفاقًا وكل الشهداء والضحايا هم أمانة نتمسك بها ".

أما عن مواقف القاضية غادة عون، فقال: "صرنا في شبه بلد! فهل ما يحصل في المجلس النيابي والقضاء والتعاطي مع الملفات الاجتماعية والاقتصادية مقبول؟ كل ما يحصل يدفع البلد الى التحلّل وهذا ينعكس في الأخلاقيات السياسية والحياة، فهل هذا طبيعي؟

نحن بحاجة لجمهورية جديدة وهذا يبدأ برفض التسوية والذهاب الى مرحلة جديدة من خلال رئيس جمهورية يفتح الملفات الأساسية ويعالجها بصورة جذرية وننتقل الى جمهورية ثالثة". ورأى الجميّل من جهة أخرى، ان "اتفاق ترسيم الحدود ليس إنجازا تاريخيا للبنان بل لإسرائيل"، وقال: "إنجاز كبير لإسرائيل لأنها بدأت تستخرج من كاريش وتبيع وفي ظل أزمة الغاز في أوروبا ستتمكن من تصريف الانتاج بينما نحن مرتبطون بموافقات اسرائيلية على مدى 5 سنوات وإسرائيل قادرة على وقف الانتاج في أي لحظة. كان يمكن ان يبرم الاتفاق بطريقة اوضح، فهناك اعتبارات لا نعرفها فإيران او حزب الله حصلا على شيء لا نعرفه ليقبلا بالسير في هذه العملية. الحزب عمليا اعترف بإسرائيل ودعم اتفاقا مكتوبا عليه دولة إسرائيل وكفى "لف ودوران"!

أضاف: "مَن قَبِل باتفاق تجاري لم يعترف فقط باسرائيل بل انتقل الى مرحلة الـBusiness. نحن مع مبدأ المفاوضات وإيجاد حل لاستخراج النفط ولكن النتيجة ليست لمصلحتنا لأننا قيّدنا أنفسنا في حين ان إسرائيل تملك حقوقًا أكثر منا في بلوك يفترض ان يكون في اراض لبنانية وهي يمكن ان تضع فيتو على الشركة الثالثة الأمر الذي لا يمكن للبنان فعله".

وتابع: "توتال مجبرة على اخذ موافقة إسرائيل من دون موافقة لبنان والأخطر ان اسرائيل وتوتال تريدان الاتفاق التجاري والبعض يقول لا علاقة لذلك بحصة لبنان". وبالحديث عن موضوع الكهرباء، قال: "ما زالت الدولة تغرق في الأخطاء نفسها. هناك 3 مقومات اساسية في هذا الموضوع: الانتاج والتوزيع والجباية. والدولة لم تستوعب حتى الساعة اهمية الشراكة مع القطاع الخاص التي يرفضها لبنان ويدفع من جيبه ويستنزف الاحتياطي. يستنزفون اليوم ما تبقى من احتياطي مصرف لبنان وهذا لن يحل المشكلة لأن الأعطال والهدر بالشبكة ستبقى لأن الشبكة مهترئة". وردًا على سؤال، قال: "جزء من اللبنانيين يعتبر ان اداء حزب الله تقسيمي ويدفع الناس الى البحث عن الطلاق معه لان لا احد لديه كرامة يقبل ان يعيش من دونها وإن استمر الحزب بسياسته الحالية فسيتوقع ردة فعل من قبل من يرفض التنازل عن كرامته". وختم الجميّل عشية ذكرى استشهاد بيار الجميّل، قائلا: "انت في قلبنا وفي قلب كل واحد منّا لن نساوم وسنبقى أوفياء لك ولدمك وسنحقّق حلمك مهما طال الزمن".

 

قبلان للقوى السياسية: نحن أمام كارثة وطنية

 الوكالة الوطنية للإعلام/18 تشرين الثاني/2022

تساءل المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان: “هل من الإنصاف ترك الناس بهذه الطريقة من الإبادة المعيشية والحياتية؟! في ظل بلد محاصر، ومؤسسات منهوبة، ومرافق عامة تعيش الابتزاز والرشوة والخوة، وأصبحت مغارة علي بابا، أو هل المطلوب أن نسكت؟! أم المطلوب تطيير البلد وسط هجمة دولية إقليمية تريد تحويله إلى ملحق صهيوني؟!”. وتوجه قبلان للقوى السياسية وللحكومة ضمنها، وقال في خلال خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة: ” الناس في أسوأ حالاتها، ولا يمكنها أن تتحمل أكثر من ذلك، لأن الصبر والتضحية لحماية الناس والبلد، وليس لتنفيع حيتان الفساد، وما يصيب الناس أكثر من فاجعة، خاصة أن طاحونة الرسوم والضرائب الجديدة ألهبت الأسواق والأسعار، وشكلت موجات تضخمية هائلة، وسط بلد مبلوع من مافيا المال وجماعة المصارف وحيتان الأسواق”. وأكد أن “الحل بانتفاضة نيابية سياسية، لأن إدارة ملفات الناس بهذه الطريقة أسوأ كارثة وطنية”. وشدد قبلان على أنه “مهما أصابنا من كوارث في هذا البلد، لن نقبل بأي انتداب أممي، أو أميركي، أو خليط من هذا وذاك، لأنها سواتر ملونة، تأخذنا إلى الجرف، والحل بالإنقاذ الداخلي، وممر الإنقاذ الداخلي سياسي، وصندوق انتخاب رئيس جمهورية موجود في مجلس النواب، ويجب أن يبقى المفتاح الرئاسي في مجلس النواب، والرئيس نبيه بري ضمانة وطنية لأي تسوية وطنية، والانسداد السياسي ممره الحوار الداخلي، أما التدويل فهو تجذير للكوارث التي تضرب لبنان”. أضاف:”نحن أمام كارثة وطنية حلها بتوطين الحلول لا بتدويلها، خاصة أن السكاكين الإقليمية الدولية تنتظرنا وراء السواتر”.

وأشار المفتي قبلان أن “مطبعة الليرة المتفلتة أمر خطير، والسياسة النقدية تحتاج إلى تغيير، والتضخم والبطالة سرطان، والوضع المعيشي مفجع، والرفع الهستيري لأسعار الخدمات والسلع ينذر بانفجار كارثي، والدولة للأسف غير موجودة تماما”.

ولفت إلى أن “لبنان بحاجة إلى شركاء وأصدقاء حقيقيين، لا إلى جزارين، ونعود ونؤكد أن الخيار الشرقي ضرورة إنقاذية للبنان، والعلاقة مع دمشق أوكسجين للبنان، والإصرار على القطيعة الحكومية معها هو خنق للبنان؛ والصين وموسكو وبغداد وطهران وأنقرة وكثير من عواصم العرب والعالم أقرب من واشنطن وبروكسل، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين”.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 18 – 19 تشرين الثاني/2022

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 18 تشرين الثاني/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/113418/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1602/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For November 18/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/113420/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-november-18-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/