المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 أيار/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.may25.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَقْلَقُوا أَبَدًا، بَلْ في كُلِّ شَيءٍ فَلْتُعْرَفْ طِلْبَاتُكُم أَمَامَ الله، بِالصَّلاةِ والدُّعَاءِ معَ الشُّكْرَان

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/ما يسمى عيد تحرير الجنوب هو كذبة وتزوير للتاريخ ولهذا مطلوب إلغائه وشطبه من ذاكرة لبنان واللبنانيين

 تفاصيل الاتفاق السري الذي جرى بين حزب الله واسرائيل والذي مهد للانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان،

الياس بجاني/مين أكثر بحرج حزب الله وبري جعجع أو باسيل؟

الياس بجاني/معيار الوطنية هو الموقف من سلاح واحتلال وإرهاب حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الصديق الغالي سامي اسكندر في ذمة الله.. الرب أعطا والرب أخذ فليكن اسمه مباركاً

فيديو مقابلة مدتها ساعة كاملة من صوت بيروت انترناشيونال (برنامج بدنا الحقيقة – اعداد وتقديم الإعلامي وليد عبود) مع الكاتب والمخرج الخلّاق والمبدع والسيادي بامتياز، يوسف ي. الخوري

ماكرون مُستمر في دعم لبنان وشعبه!

حركة الأرض اللبنانية تلفت إلى عقار في برمانا تجري مفاوضات لبيعه لجهة سياسية مشبوهة

وزارة الصحة: 70 إصابة جديدة وحالتا وفاة

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 24 أيار 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 24/05/2022

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لهذا اصيب عون بعارض صحي..وفشلت خطة اقالة سلامة وعون

 سيمون ابو فاضل/الكلمة اونلاين

لبنان: لا أطباء أو مستشفيات نهاية الأسبوع...نقيب المستشفيات: الناس يموتون في منازلهم

البرلمان اللبناني الجديد يتحرر من الحواجز والأسلاك الشائكة التي كانت وضعت إثر الانتفاضة الشعبية وأزيلت بطلب من «نواب الثورة»

نتائج الانتخابات اللبنانية تكشف المستور في تحالفات «الإخوة الأعداء»

اشتباك سياسي مبكر حول صيغة الحكومة اللبنانية المقبلة ورئيس الجمهورية يرصد المواقف

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مراهق قتل جدته ومدرسّا و14 تلميذا وجرح 15 في تكساس

بوليتيكو: بايدن حسم قراره بإبقاء الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب

مجلة بوليتيكو اعتبرت أن قرار بايدن يعقد بشكل كبير الجهود الدولية الرامية لإحياء اتفاق 2015 النووي

مقتل طيارَين إثر تحطم مقاتلة إيرانية قرب أصفهان

إيران تشيع خدائي... و«الحرس» يتعهد برد «قاسٍ»

قضايا السياسة تسابق الاقتصاد في زيارة رئيسي إلى عُمان/مسقط وطهران شددتا على ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة

إيران تتوعد بالثأر للقيادي في «فيلق القدس» بعد اغتياله بطهران

«الحرس الثوري» يتهم جماعات مرتبطة بإسرائيل... والإعلام العبري عدّه العقل المدبر لعمليات ضد اليهود في أنحاء العالم

الأمير محمد بن سلمان يبحث مع وفد من الكونغرس مسائل ذات اهتمام مشترك، ضم الوفد النائب كريس ستوارت والنائب جاي ريسكنثالر والنائبة ليسا مكلين

مسؤولان روسيان رفيعان يقرّان أن الحرب في أوكرانيا ستستمر

روسيا تدرس «الخطة الإيطالية» للسلام في أوكرانيا

فون دير لاين تقترح استخدام الأصول الروسية لإعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب

دورية روسية ـ تركية في عين العرب وقافلة للتحالف الدولي تدخل الحسكة

إردوغان: عملية قريبة لإقامة «منطقة آمنة» بعمق 30 كيلومتراً داخل سوريا وحكومته أكدت أن التطبيع مع الأسد «غير وارد»

بايدن يتعهد الدفاع عن تايوان عسكرياً {إذا غزتها الصين} وبكين تنتقد تصريحاته وتعتبرها تدخلاً في شؤونها الداخلية

دافوس» يحذر من «ستار حديدي» اقتصادي وأزمة غلاء غير مسبوقة

رئيس أوكرانيا طالب بـ«تقليم أظافر روسيا»... وأمير قطر حضّ العالم على التمسك بالحوار

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أكذوبة التحرير والوضع في جنوب لبنان بين 1988 واليوم/الكولونيل شربل بركات

أصحاب الودائع إلى المحرقة"/غسان عياش/النهار

جورج سعادة شقيق يوسف سعادة الوزير السابق للمردة: فليَرجُمني مَن يرجُم ، وليَشتُمني مَن يَشتُم 

لماذا طلب نصرالله مهلة العامين للبحث في مصير السلاح؟/جورج شاهين/الجمهورية

لبنان والفراغ/خيرالله خيرالله/العرب

ينتظرونَه عند ضفة النهر.. فهل سيجدد باسيل لبري؟/مرلين وهبة/الجمهورية

كيف سينزل باسيل عن الشجرة؟/طوني عيسى/الجمهورية

غرِق فرنجية و"القومي"فعامَ باسيل على حطامهما/الياس الزغبي/فايسبوك

سيناريوهان قيد التنفيذ: الرئاسة لباسيل وإلّا فعون...باقٍ!/فارس خشان/النهار العربي

إنقاذ بيروت يبدأ من طهران/نديم قطيش/أساس ميديا

هل التقارب ممكن بين بايدن والتحالف العربي؟ من الصعب تصور طلاق بين واشنطن وتلك العواصم/د. وليد فارس/انديبندت عربية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَقْلَقُوا أَبَدًا، بَلْ في كُلِّ شَيءٍ فَلْتُعْرَفْ طِلْبَاتُكُم أَمَامَ الله، بِالصَّلاةِ والدُّعَاءِ معَ الشُّكْرَان

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي04/من01حتى07/:"يَا إِخْوَتِي، أَنْتُمُ الَّذِينَ أُحِبُّهُم وأَشْتَاقُ إِلَيْهِم، وأَنْتُم فَرَحِي وإِكْلِيلي، أُثْبُتُوا هكذَا في الرَّبّ، أَيُّهَا الأَحِبَّاء. أَطْلُبُ إِلى أَفُودِيَةَ، وأَطْلُبُ إِلى سُنْتِكَة، أَنْ تَكُونَا على رأْيٍ واحِدٍ في الرَّبّ. وأَسأَلُكَ أَنْتَ أَيْضًا، أَيُّهَا الرَّفِيقُ الصَّادِق، سِيزِيغُس، أَنْ تُسَاعِدَهُمَا، فقَدْ نَاضَلَتَا مَعِي في الإِنْجِيل، صُحْبَةَ إِكْلِمَنْدُس، وسَائِرِ مُعَاوِنِيَّ، الَّذِينَ أَسْمَاؤُهُم في سِفْرِ الحَيَاة. إِفْرَحُوا دائِمًا في الرَّبّ، وأَقُولُ أَيْضًا ٱفْرَحُوا. لِيُعْرَفْ حِلْمُكُم عِنْدَ جَمِيعِ النَّاس: إِنَّ الرَّبَّ قَرِيب! لا تَقْلَقُوا أَبَدًا، بَلْ في كُلِّ شَيءٍ فَلْتُعْرَفْ طِلْبَاتُكُم أَمَامَ الله، بِالصَّلاةِ والدُّعَاءِ معَ الشُّكْرَان. وسلامُ اللهِ الَّذي يَفُوقُ كُلَّ إِدْرَاك، يَحْفَظُ قُلُوبَكُم وأَفْكَارَكُم في المَسِيحِ يَسُوع!".

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

ما يسمى عيد تحرير الجنوب هو كذبة وتزوير للتاريخ ولهذا مطلوب إلغائه وشطبه من ذاكرة لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/24 أيار/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/75160/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%b3%d9%85%d9%89-%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8-%d9%83/

بداية فإن مصداقية وجدية ووطنية كل النواب الناجحين في الإنتخابات النيابية، ويدعون السيادية، أو يحملون شعارات التغير، هم أمام الإمتحان  مصيري، وأول ما يجب أن يفعلوه هو تقديم قانون مشروع يطالب بإلغاء ما يسمى زوراً "عيد التحرير الجنوب"، لأنه وكما تؤكد كل الحقائق الموثقة، فإن حزب الله لم يحرر الجنوب، بل هو من يحتله، كما أن إسرائيل انسحت منه تنفيذاً للقرار الدولي 425 على خلفيات لها علاقة بشؤون إسرائيلية داخلية وضمن اتفاق مع الحزب ومع راعيته إيران

ومن هنا فإن كل من يدعي من اللبنانيين أو من غيرهم بأن حزب الله قد حرر الجنوب سنة 2000 ، فإما هو منافق وذمي ودجال ويزور الحقيقة، أو أنه من المرتزقة والطرواديين والأدوات التابعين للنظامين السوري والإيراني.

ومن المهم للغاية أن لا يغيب عن بال أي لبناني في الداخل وفي بلاد الإنتشار بأن حزب الله ليس من النسيج اللبناني، ولا هو يمت للبنان ولا للبنانيين بشيء، وبالتالي، كل من ينافق ويقول بأنه كذلك فهو ذمي وانتهازي وجبان وطروادي ولا يعرف لا السيادة ولا الإستقلال ولا مقتضيات الحق والشهادة له.

إن كل الحقائق المأساوية التي يعيشها اللبناني في وطنه المحتل، تؤكد بأن حزب الله هو جيش ملالوي إيراني يحتل لبنان، وإيراني بالكامل في عقيدته وفكره وتمويله ومشروعهً وتنظيمه وقيادته ومرجعيته وتسليحه وقراره... وأمين عام الحزب، السيد نصرالله، يؤكد علناً كل هذه الحقائق ويفاخر بها.

عملياً، الحزب هذا ليس مقاوماً، ولكنه يتاجر بشعارات المقاومة والتحرير، ويهزأ بأرواح وكرامات وسلامة وأمن ولقمة عيش اللبنانيين، ويأخذ بالقوة المسلحة “والبلطجة” و”التشبيح” والإرهاب لبنان الدولة والشعب رهينة خدمة لمشروع إيران التوسعي والمذهبي والإمبراطوري الواهم.

في الواقع المعاش، حزب الله هو تنّين إيراني ملالوي يقضم ويفترس ويهمش "ويفرسن" مؤسسات الدولة اللبنانية، والنظام اللبناني، والثقافة اللبنانية، ونمط حياة اللبنانيين، ويضطهد وينكل ويغتال الأحرار والسياديين المعارضين لاحتلاله ولمشروعه، بهدف إقامة دولة ولاية الفقيه الإيرانية على كامل التراب اللبناني، وكل كلام بمفهوم ووجدان السياديين والاستقلاليين في غير هذا الإطار هو هراء ونفاق وقيض ريح.

لهذا، الاحتفالات الرسمية في لبنان بما يسمى زوراً وبهتاناً، “عيد تحرير الجنوب” في 25 أيار من كل سنة، هي احتفالات مسرحية مهينة لذاكرة وذكاء وعقول وتضحيات اللبنانيين، وخيانة فاضحة لدماء الشهداء الأبطال، كما أنها عروض مبتذلة وهزلية واستعراضية مفرغة من كل مضامين الحقيقة والمصداقية والوطنية.

حزب الله الذي زوراً يدعي الانتصار سنة ألفين وتحرير الجنوب هو تنظيم إرهابي وملالوي 100% وشريك لنظام الأسد الكيماوي في كل جرائم تشريد وقتل واهنة الشعب السوري.

حزب الله الملالوي والإرهابي يعمل ضد لبنان واللبنانيين، وضد العرب وكل الدول العربية.، وهو جيش تستعمله إيران لتقويض العديد من الأنظمة العربية ونشر الفوضى والإجرام والمذهبية والفقر فيها، كما هي وضعيته العسكرية الإجرامية الراهنة والمفضوحة في كل من سوريا والعراق واليمن ولبنان وغزة.

كما أن حزب الله شوه سمعة لبنان واللبنانيين دولياً وإقليمياً كونه يقوم بعمليات إرهابية وإجرامية في العديد من دول العالم خدمة للنظام الملالوي الإيراني، إضافة إلى انخراطه وخدمة لنظام الملالي أيضاً بعمليات تبيض أموال وتهريب مخدرات وأسلحة في العشرات من الدول.

هذا العيد “الكذبة والإهانة والهرطقة".. “عيد تحرير الجنوب” كان فرضه على لبنان المحتل السوري الذي انكشف الآن أمره وسقطت عن وجهه المزيف والحربائي كل أقنعة التحرير والمقاومة والممانعة والعروبة والوحدة الكاذبة، كما أن حزب مستمر منذ سنوات بدعم النظام الأسدي ويشاركه قتل الشعب السوري وتهجيره وتدمير مدنه وبلداته وضربه بالأسلحة الكيماوية.

الآن، وبعد انكشاف فارسية ومذهبية وإجرام حزب الله، وبعد تعري نظام الأسد من كل هو إنسانية، فإنه من الحق والعدل والواجب إنهاء فصول “مسخرة” عيد تحرير الجنوب” وشطبه من سجلات الدولة اللبنانية ومن العقول والذاكرة إلى غير رجعة وغير مأسوف عليه.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الاتفاق السري الذي جرى بين حزب الله واسرائيل والذي مهد للانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان،

كذبة تحرير جنوب لبنان…

مرصد نيوز/تادي عواد/25/08/2018

نشرت صحيفة شبيجل الألمانية يوم 13 / 6 /2004

http://eliasbejjaninews.com/archives/75160/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%b3%d9%85%d9%89-%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8-%d9%83/

تفاصيل الاتفاق السري الذي جرى بين حزب الله واسرائيل والذي مهد للانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان، وبحسب الصحيفة فان الاتفاق الذي كان يعرف بـ “قواعد اللعبة” تم بين لجنة امنية من ميليشيا حزب الله والجيش الاسرائيلي وكان الهدف منه انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان مقابل ضمانات امنية من حزب الله بحماية شمال اسرائيل.

اتفاق “قواعد اللعبة” يثبت بما لا يقبل الشك بان حزب الله استبدال الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان باحتلال ايراني-سوري ما زلنا نعاني منه حتى يومنا هذا

“قواعد اللعبة” او اتفاق التفاهم الذي تم قبل الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب عام 2000 ، والذي كان أبرز بنوده ما تم نشره بعد تسريبه في صحيفة شبيجل الألمانية يوم 13 / 6 /2004 ، وكانت بنود الاتفاق كما يلي :

المرحلة الأولى من الاتفاق : تشكيل لجنة أمنية من ميليشيا حزب الله وجيش الدفاع الإسرائيلي لوضع خطة ميدانية لترتيب عملية انسحاب جيش الدفاع الإسرائيلي بإشراك بعض الضباط الأمنيين في الجيش اللبناني الذين يختارهم حزب الله.

المرحلة الثانية بند ( أ ) يقوم الجيش الإسرائيلي بسحب قواته كافة من كامل الأراضي اللبنانية والحزام الأمني إلى الحدود الدولية في مدة لا تتعدى ثلاثة أشهر تحت إشراف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وفقا للقرارات الدولية المتعلقة بجنوب لبنان وإنهاء حالة الحرب هناك، كما يقوم جيش الدفاع الإسرائيلي بحل وتفكيك مليشيات جيش لبنان الجنوبي، ولا يشمل الانسحاب مزارع شبعا على أساس أنها أرض سورية، مرتبطة أمنيا بهضبة الجولان، وأمن دولة إسرائيل.

فقرة (ب) تقوم ميليشيات حزب الله بتسلم المواقع العسكرية والأمنية من جيش الدفاع الإسرائيلي، وجيش لبنان الجنوبي فورا بعد إخلائها؛ للحيلولة دون وقوعها بأيدي منظمات فلسطينية أو إرهابية معادية لإسرائيل.

فقرة (ج) يتعهد الجيش الإسرائيلي بعدم استهداف أعضاء أو مؤسسات تابعة لهذا الحزب، وأن يسمح للحزب بتحريك أسلحته الثقيلة في المنطقة الحمراء للحفاظ على الأمن والهدوء.

فقرة (د) أن تعمل ميليشيا حزب الله على الانتشار في المنطقة الحمراء كلها “الحزام الأمني” حتى الشريط الحدودي بين لبنان ودولة إسرائيل وإحلالها مكان ميليشيا جيش لبنان الجنوبي بعد حل الأخرى.

فقرة (و) أن يعمل الحزب على ضمان الأمن في هذه المناطق التي ستصبح تحت سيطرته، وذلك “بمنع المنظمات الإرهابية من إطلاق الصواريخ على شمالي إسرائيل”، ووقف التسلل، واعتقال العناصر التي تهدد أمن حدود إسرائيل الشمالية، وتسليمهم إلى السلطات اللبنانية لمحاكمتهم، كما يتعهد الحزب بمنع الأنشطة العسكرية وغير العسكرية لمنظمات إرهابية فلسطينية أو لبنانية معادية لإسرائيل في المنطقة الحمراء.

فقرة (هـ) تنسق الحكومة اللبنانية والسورية مع حزب الله على تنفيذ الاتفاق كما تتعهد إيران بكونها المرجع والمؤثر القوي لحزب الله بضمان الاتفاق والمساهمة الفعالة في تثبيت الأمن في هذه المنطقة.

وتتعهد الحكومة اللبنانية والسورية بعدم ملاحقة، أو محاكمة أعضاء جيش لبنان الجنوبي وأن تقدما المساعدة على دمجهم بالمجتمع وتوفير المساعدة والحماية اللازمة لمن يرغب منهم العودة إلى بيته، وبناء عليه ستقوم كل من إيران وأمريكا بالسعي لحل مشكلة الأموال الإيرانية المجمدة في الولايات المتحدة التي تطالب بها إيران .

كل ماسبق يشير بشكل واضح الى إن الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان كان سيناريو متفق عليه بين الجانبين الاسرائيلي وحزب الله ، وبالتالي فان مسرحية التحرير ليست سوى بطولات وهمية حتى يتمكن حزب الله من الاحتفاظ بسلاحه بهدف السيطرة على لبنان في اقرب فرصة ممكنة

تادي عواد

 

مين أكثر بحرج حزب الله وبري جعجع أو باسيل؟

 الياس بجاني/23 أيار/2022

مع فضايح ارقام اصوات الثنائية لباسيل وربع جعجع ما عدنا عارفين مين بحرج حزب الله أكثر جعجع أو الصهر. عملياً الجوز أضرب من بعضن

 

معيار الوطنية هو الموقف من سلاح واحتلال وإرهاب حزب الله

الياس بجاني/23 أيار/2022

أكثر نواب الثورة مع سلاح حزب الله واتعسهم من يشترط تسليح الجيش تا يصير بقوة إسرائيل الذرية وخامس قوة عسكرية بالعالم. ذمية وتعتير

كل نائب لا تكون أولويته احتلال إيران وإرهاب حزب الله وتنفيذ القرارات الدولية..ما إلو عازي وذمي وذليل ومن مرتزقة نصرالله

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الصديق الغالي سامي اسكندر في ذمة الله.. الرب أعطا والرب أخذ فليكن اسمه مباركاً

مرفق تواريخ وعناوين أماكن تقبل التعازي والصلاة على الجثمان والدفن

http://eliasbejjaninews.com/archives/108898/%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%af%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d8%b3%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%a7%d8%b3%d9%83%d9%86%d8%af%d8%b1-%d9%81%d9%8a-%d8%b0%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/

فقدت الجالية اللبنانية في تورنتو/كندا الأخ والصديق الغالي سامي اسكندر.نتقدم من عائلة الفقيد الكريمة ومن كل معارفه ومحبيه بأحر التعازي القلبية، ونصلي مع الجميع من أجل راحة نفسه في المساكن السماوية إلى جانب البررة والقديسين.

في أسفل مرفق تواريخ وعناوين أماكن تقبل التعازي والصلاة على الجثمان والدفن كما جاء على موقع كنيسة سيدة لبنان

I am the resurrection and the light. Whoever believes in me,

though he dies, yet shall he live.”

With sadness but with a strong Christian Faith in the Resurrection,

we announce the passing of

Sami Chaffic Iskandar

who passed away on Saturday, May 21, 2022.

 

فيديو مقابلة مدتها ساعة كاملة من صوت بيروت انترناشيونال (برنامج بدنا الحقيقة – اعداد وتقديم الإعلامي وليد عبود) مع الكاتب والمخرج الخلّاق والمبدع والسيادي بامتياز، يوسف ي. الخوري، تميّزت بمواقف تخطت الخطوط الحمراء وخرجت عن المألوف، متناولةً بعمق وبشجاعة، وعلى خلفية لبنانوية وعلمية، رزمة من العناوين الوجوديّة والقانونيّة والوطنيّة والسياديّة والتاريخيّة، من أهمها:

http://eliasbejjaninews.com/archives/108863/108863/

قراءة واقعيّة في نتائج انتخابات 2022 النيابية المعروفة سلفاً، والمركّبة على قانون قاسم سليماني، والتي جاءت بما يزيد عن ثمانين (80) نائباً لحزب الله مباشرة ودون مواربة.

أخطار اليسار الحاقد والمدمّر الداخل إلى البرلمان متلحّفًا دجلاً بعباءة الثورة، ورافعًا شعارات وطروحات الحركة الوطنية البالية.

الهوية اللبنانية وهرطقات عروبة لبنان.

اتفاق الطائف الكارثي وضرورة قيام عقد اجتماعي جديد مبني على دستور يتوافق مع تكوين لبنان المجتمعي التعددي.

حقيقة من ارتكب مجازر صبرا ودور كلّ من ايلي حبيقة وياسر عرفات في التنفيذ.

أهميّة دور اليد العليا التي انهت، لا بل اقتلعت وبضربة واحدة، كلّ بقايا ووكلاء نظام الأسد من البرلمان اللبناني.

دور بشير الجميل الحرّ والسيادي، في مقابل دور الحركة الوطنية التبعي لعرفات.

واقع احتلال حزب الله للجنوب وهيمنته على القرار اللبناني.

جهل جبران باسيل على كافة الصعد والمستويات.

احتمالات شبه مؤكّدة ستعزل جعجع ونوابه في البرلمان الجديد.

هشاشة وفشل ما سُمي بالرئيس القوي.

المطالبة بالمثالثة ستُقابلها مطالبة بالفيدرالية.

 

ماكرون مُستمر في دعم لبنان وشعبه!

الجمهورية/24 أيار/2022

حث رئيس الجمهورية ميشال عون مع سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو في التعاون اللبناني- الفرنسي في المجالات كافة، وعرض معها الأوضاع العامة في البلاد في ضوء الاستحقاقات الدستورية المرتقبة. وأكدت السفيرة غريو "استمرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في دعم لبنان وشعبه".

 

حركة الأرض اللبنانية تلفت إلى عقار في برمانا تجري مفاوضات لبيعه لجهة سياسية مشبوهة

فايسبوك/24 أيار/2022

الى الساده النواب منطقة المتن الشمالي  واتحاد البلديات في المتن والي كل القيمين الزمنيين على المتن الى كل حريص على المتن هناك عملية بيع مشبوهه تجري في منطقة برمانا العقاريه ل ٢٣ عقار مساحتهم الاجماليه ٣٤٠٠٠ الف متر مربع الاراضي كانت مملوكه سابقاً لراهبات الصليب والتي وفي وقت سابق بيعت الى شركة شل الكويتيه ،اليوم تجري مفاوضات مع رجل اعمال مشبوه يعمل لجهه سياسيه . تتمنى حركة الارض اللبنانيه ان تتحرك الفعاليات السياسيه والحزبيه والنيابيه والبلديه والزمنيه للتتصدى لهذه العمليه المشبوهه والتصدي للتغيير الديموغرافي.

 

وزارة الصحة: 70 إصابة جديدة وحالتا وفاة

وطنية/24 أيار/2022

أعلنت وزارة الصحة العامة في  تقريرها  اليومي تسجيل " 70  إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي  للحالات  المثبتة  الى1098710، كما تم تسجيل  حالتي  وفاة".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 24 أيار 2022

وطنية/24 أيار/2022

صحيفة البناء

ـ كواليس

قالت مصادر نيابية إن الرئيس نبيه برّي سينال تصويت تسعة نواب سنة وستة نواب دروز وأربعة عشر نائباً ‏مسيحياً ونائب علويّ إضافة لتصويت كل النواب الشيعة محققاً الميثاقية بنيل أصوات من كل الطوائف إضافة ‏لكونه فائزاً بالتزكية وبفرضية فوز رئيس السن وفوزه بالأكثرية المطلوبة.

ـ خفايا

نقل عن السفير السابق نواف سلام قوله في مجلس خاص ضمّ أصدقاء لحزب الله إنه لا يتبنّى شعار نزع السلاح ‏بل يدعو لحوار وطنيّ حول الاستراتيجيّة الدفاعيّة ويوافق على كلام السيد حسن نصرالله ببناء الدولة القادرة ولا ‏يمانع إذا تمّت تسميته لرئاسة الحكومة بمشاركة حزب الله في الحكومة.

صحيفة الجمهورية

ـ لم يخف ِ قطب سياسي، رغم فوزه، عدم ارتياحه لنتيجة إحدى مدن دائرته مع أنه حَلّ أوّلاً فيها.

ـ شنّ نائب في تيار سياسي أمام قريبين منه هجوماً على شخصية سياسية بارزة كانت حليفة لهذا التيار في إحدى ‏اللوائح الإنتخابية.

ـ قال ديبلوماسي لبناني إنّ كل الكلام السياسي في لبنان مضخّم ومبالغ به فيما جميع الأفرقاء السياسيين يعانون ‏أزمة ولم يعد بالإمكان اعتماد التعاطي السياسي السابق نفسه.

صحيفة اللواء

ـ يعتقد دبلوماسي غربي أن سفيرة دولة كبرى، تمكنت من إدارة العلاقة مع لبنان بصورة جيدة، قبل الانتخابات ‏وبعدها..

ـ يجري التدقيق في هويات بعض النواب الجدد قبل اكتساب الجنسية اللبنانية..

ـ تواجه هيئة رقابة كماً من الخلافات، والبلبلة في الأرقام والأعمال، تهدّد بأزمة!

صحيفة النهار

ـ لوحظ ان العلاقات بين قوى مسيحية جمعها تحالف سابق ساءت أكثر فأكثر بعد الانتخابات النيابية ولم تخفف من ‏الخصومات الناشئة بينها وذلك بسبب السجالات الإعلامية.

ـ يقول مسؤول سابق ان رئيس الحكومة السابق حسان دياب لم يتمكن من تمرير معمل سلعاتا مع انه كان محسوباً ‏على فريق 8 اذار فكيف سيمر مع سواه؟

ـ طرح مصدر سياسي على الرئيس ميشال عون فكرة تكليف الوزير السابق طارق الخطيب رئيسا للحكومة لانه ‏الوحيد الذي قد يلبي طلبات فريقه باعتباره كان نائب رئيس التيار الوطني الحر.

صحيفة نداء الوطن

ـ اعتبرت مراجع مطلعة أن الرئيس بري يقيم في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة بصورة غير شرعية لأنه لا ‏يجوز له أن يبقى فيه طالما لم يتم انتخابه رئيساً جديداً لمجلس النواب إلا إذا كان يعتبر أنه موجود هناك كونه ‏رئيس السن وهذا الأمر يعطي الحق عندها لأي رئيس للسن أن يبقى في مقر عين التينة حتى انتخاب رئيس ‏للمجلس.

ـ بعدما كان النائب السابق زياد أسود يرد باستمرار على حزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع، يبدو أن هذه ‏المهمة أنيطت بالنائب السابق أمل أبو زيد في وقت تم انتشار فيديو يظهر أسود وهو يهنّئ النائبة غادة أيوب في ‏ساحة جزين. وكان أسود قد غرد بعد فوز القوات بالمقعدين النيابيين كاتباً: سقط المال والحصار والجوع لسلطة، ‏ونجحت معادلة جزينية حرة محررة، شكراً".

ـ تتساءل أوساط متابعة عن عدالة وزارة الزراعة في توزيع شتول الزيتون والصنوبر هذا العام حيث يتم تسجيل ‏تخصيص مزارعين من جهة معينة وطائفة محددة بآلاف الشتول بينما يتم توزيع الفتات على الآخرين.

صحيفة الأنباء

‎‎فضح الخفايا

السجال بين مرجعية سياسية وأحد المسؤولين فضح الكثير من الخفايا التي تستحكم في قطاع حيوي أساسي.

*مناورات للدولرة

مناورات على خط قطاع على تماس مباشر بالمواطنين والهدف "الدولرة" الكاملة.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 24/05/2022

وطنية/24 أيار/2022

 * مقدمة نشرة اخبار  تلفزيون لبنان

على كعب انتخابات 15 أيار وما بعد راح معظم حاملي صفة أقطاب يحصون ويعدون حواصلهم وأرقامهم, فيما جعبة غالبية اللبنانيين فارغة من الأرقام أو تكاد تفرغ من كل المحاصيل, في وقت ترتفع أرقام آلاف الليرات اللبنانية في سلم قيمة الدولار الأميركي ولا من يسأل من المعنيين, عن سلم القيم المعيشية والحياتية والاجتماعية والنفسية والمعنوية للمواطن العادي.

الدولار تجاوز عتبة الأربعة وثلاثين ألف ليرة برقم قياسي جديد والبنزين ستمئة الف ليرة والمازوت شارف على السبعمئة الف وقارورة الغاز تخطت ال 400 ألف والتيار الكهربائي غير موجود سوى في بيانات  يدأب وزير الطاقة على إصدارها وتتبعها ردود من رئيس الحكومة, وهكذا.

الصيادلة وسواهم معتصمون, وإضراب للمستشفيات والأطباء الخميس والجمعة,وجمعية المصارف تقول أبشروا أيها المودعون، لأن الدولة اللبنانية ألغت ودائعكم ب"شخطة" قلم والدولة ترد.

دروب اوجاع اللبنانيين تتقاطع مع  التصلب حتى الآن في المواقف في ما يتعلق برئاسة المجلس النيابي علما انه على رغم كل ما قيل ويقال فالرئيس نبيه بري سيكون رئيسا للمجلس النيابي مفتتحا ولاية سابعة له وهو أكد أنه سيدعو الى جلسة لانتخاب رئيس المجلس ونائبه عندما "ألمس أن الاجواء مؤاتية وليس من الضرورة ان نبقى الى نهاية ال15 يوما من بدء ولاية المجلس".

أوساط مستقلة أشارت الى أن العمل قائم من أجل خفض مستويات التحدي وبلورة أجواء مقبولة ثم الدعوة لجلسة الانتخاب.

بالموازاة رأى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أن مجلسا" نيابيا" جديدا" هو سيد نفسه والمهم ان تتكاتف كل الطاقات لمعالجة الازمات ولا نعود الى نغمة التأخير وهدر الوقت والفرص.

واليوم وفي اطار مكانة لبنان العالية في الخارج جدد البابا فرنسيس  في رسالة بعث بها إلى رئيس الجمهورية العماد عون إيمانه بأن لقاء التقاليد الدينية المتنوعة في لبنان يمكن أن يشكل شهادة حقة للعالم بأسره, فيما سمع رئيس الجمهورية من السفيرة آن غرييو تجديد  تأكيد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على استمرار دعم بلاده للبنان خصوصا" في الظروف الراهنة.

في الغضون, من دافوس رأى وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان أن  التغيير في لبنان وموضوع حزب الله بيد اللبنانيين, وعليهم أن يقوموا بإصلاحات لاستعادة حكم الدولة, وإذا قام اللبنانيون بالإصلاحات سنرى ما يمكننا فعله خصوصا أن انهيار الدولة اللبنانية اذا حصل, أمر شديد الخطورة.

واشار في الوقت نفسه الى بعض التقدم في المحادثات السعودية-الايرانية, واليوم ايضا برز تنبيه أردني على لسان وزير الخارجية الذي أكد وجوب العمل لمنع انزلاق لبنان إلى الفوضى.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

الإستحقاقات المترتبة على الإنتخابات النيابية هي عنوان المرحلة وعلى نيتها يفترض أن تكون المشاورات جارية في العلن كما وراء الكواليس لتمهيد الطريق أمام إنجازها.

أولى هذه الإستحقاقات ترتيب البيت التشريعي بدءا بانتخاب رئيس ونائب رئيس هيئة المكتب بعيدا من المناورات والإستعراضات والطروحات العبثية.

ولذلك فإن الأهم من الحصول على أصوات النواب هو التضامن والعمل ولا سيما بالنسبة للنواب الجدد بحسب ما يقول الرئيس نبيه بري الذي يوجه رسالة إلى جميع النواب عنوانها التعاون على مستوى المسؤولية الوطنية والإبتعاد عن المناكفات وإثارة المشكلات مع طرح كل المواضيع تحت قبة البرلمان.

ومن هذا المنطلق سارع الرئيس بري في إعطاء الأوامر لرفع الحواجز في ساحة النجمة وفي كلامه يشدد الرئيس بري أيضا على الإسراع - بعد إتمام هيئة مكتب المجلس - في حصول الإستشارات النيابية لإطلاق عجلة الحكومة الجديدة محذرا من أي تأخير في تأليفها.

ذلك أن حجم التحديات التي تنتظر الحكومة العتيدة بهدف تذليلها كبير جدا ولا يقوى المواطن المغلوب على أمره على تحمل تداعياتها طويلا.

فدولار السوق السوداء تجاوز سقف ال 34 ألف ليرة.

والمحروقات سجلت قفزة صعودية جديدة رفعت سعر صفيحة البنزين إلى 600 ألف ليرة.

والكهرباء باتت معامل توليدها خارج الخدمة كليا بعد نفاذ مخزون الغاز أويل فيما البيانات الطاقوية-الميقاتية تولد سجالات مفتوحة بين رئيس الحكومة ووزير الطاقة في زمن تصريف الأعمال .

هذا المشهد الأسود تخرقه نقطة بيضاء ناصعة تنبثق من عيد المقاومة والتحرير في ذكراه الثانية والعشرين التي تحل غدا.

وعشية الذكرى أكد المكتب السياسي لحركة أمل أن المقاومة نهجا وسلوكا وثقافة وسلاحا لا تزال تمثل ضرورة وطنية منتقدا البعض من متطاولي العمل السياسي الذي يحاول اليوم أن يدير لها ظهر المجن وينقلب عليها بعناوين ممجوجة.

وفي الشق السياسي أكدت حركة أمل أن المرحلة المقبلة وخصوصا على صعيد التشريع يفترض أن تحول البرلمان إلى ساحة عمل وميدان تشريع منتقدا أفكار البعض الخارجة على المنطق والواقعية السياسية ممن لم يفقه بعد معنى العمل التشريعي وآليات الدستور والقانون كما انتقد محاولات إغراق البلد في وحول النكايات.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

تصريف الأعمال لم يمنع تصاعد السجال، كما أن توقف الأفعال لم يمنع احتدام الأقوال ! بطلا السجال: رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزير الطاقة وليد فياض. والموضوع طبعا : الكهرباء والعروض التي قدمت إلى وزراة الطاقة من شركات عالمية وظلت مجرد حبر على ورق.

هكذا كتب علينا أن نسمع سجالا مستفيضا عن الكهرباء، فيما نغرق جميعا تحت ظلام العتمة! فأي صورة نقدمها للعالم الذي نلهث وراء دعمه لنتجاوز أزمتنا الإقتصادية؟  في حين أن المسؤولين عندنا لا يوقفون سجالاتهم؟ إنها مشكلة بكل معنى الكلمة، خصوصا متى ما تزامنت مع انهيار يصيب مختلف القطاعات، في ظل تواصل انهيار الليرة.

فالدولار بلغ اليوم سقف ال 34 ألف ليرة، فيما صفيحة البنزين حققت رقما قياسيا بملامسة ال 600 الف ليرة, والآتي أعظم ربما. فهل بدأت مرحلة الإرتطام الكبير، التي قيل وتردد إننا سنبلغها حتما بعد الإنتخابات؟ وهل بالخفة والإرتجال والسجالات على أنواعها تعالج أمور تتعلق بمصير الناس ومستقبلهم؟

وكما في الكهرباء، كذلك  بالنسبة الى خطة التعافي المالي، اذ دار سجال لا يخلو من الحدة بين جمعية المصارف من جهة وبين نائب رئيس الحكومة من جهة ثانية.

والسجال يطرح الكثير من التساؤلات حول خطة التعافي وما اذا كانت تحقق التعافي فعلا، ام انها ستزيد اللبناني فقرا وبؤسا.  سياسيا، موقفان عربيان لافتان: سعودي واردني. فوزير خارجية المملكة العربية السعودية اعتبر ان التغيير في لبنان وملف حزب الله هما في يد اللبنانيين، اذ عليهم ان يقوموا باصلاحات لاستعادة حكم الدولة.

اما وزير خارجية الاردن فرأى ان لبنان على شفا الانهيار، وانه اذا حدث ذلك فإن الجميع سيدفع تكلفة الامر أمنيا. الموقفان يكملان بعضهما بعضا، ويؤكدان مرة جديدة ان على اللبنانيين ان يتحملوا مسؤولياتهم اذا ما أرادوا الخروج من النفق المظلم الطويل المرتسم أمامهم.

فهل الامر ممكن، في ظل سلطة متآمرة، ومع تركيبة حاكمة لا تبالي بهموم الناس ووجعهم؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

انه البلد الموجوع بقرار المنتقمين من انتصاره على الصهاينة في ايار 2000 ، يتطلع اهله العارفون عشية الذكرى الى خيراته المحتجزة بالبحر بقرار اميركي اسرائيلي، لتحريرها من التسلط والارتهان، ويومها يكون انتصار جديد هو اشبه بتحرير ايار المجيد.

في الخامس والعشرين من ايار مخزون نصر لا ينضب، وعنوان عز لا يبور، لن ينال منه الصغار المتطاولون، ولا يعكر سموه المتخاذلون .. كان اول مسمار في نعش العدو، واول الطريق نحو فلسطين، واجمل ايام لبنان الحر السيد المستقل والعزيز.

في عشية الخامس والعشرين من ايار هناك من يحتل لبنان بالدولار، ويسيطر على اقتصاده بسياسات مالية عدوانية وبالحصار، تعاونه جيوش من الادوات ومن المتعاملين. ومع تبدل الساحات تبقى المقاومة الحامية لكل سبل النجاة، ويبقى كنز لبنان في اعماق البحر هو الخيار الوحيد، المحمي بمعادلات المقاومة وسلاحها، ويبقى النفط طوق النجاة ان تطلع البعض الى قوتهم، وأفلتوا من اوهام ان التسلط الاميركي قدر لا مفر منه، وان استبداد بعض الاشقاء العرب قضاء محبب ولو قضى على البلاد والعباد.

ومن بلد الاستقلال الحقيقي والسيادة المعمدة بالدم، الى منابر مدعي السيادة والحرية ، سفير لا يخجل من نفسه ولا يستحي وهو يحاضر بالديمقراطية وحرية التعبير ونتائج الانتخاب، التي لم تسمع بها بلاده الا في الاعلام.. سفير لا يعرف حدوده ولا الدبلوماسية، يستغل ذكرى لمفت جليل كانت كلمته جامعة للبنانيين وداعمة للمقاومين – هو الشيخ الشهيد حسن خالد، يستغل ذكراه للتطاول على لبنانيين امام المصفقين من السياديين، المحاربين للاحتلال الايراني من على مائدة السفير السعودي.

تحدث السفير الوليد عن سقوط من سماهم برموز الكراهية والقتل، وهو الذي ترأس ماكينة انتخاب قاتل رئيس الحكومة رشيد كرامي، المحكوم قضائيا والخارج بعفو خاص، اي رئيس حزب القوات سمير جعجع، الذي عمل سعادة السفير بالترهيب والدولار لانجاح مرشح قاتل الرشيد في طرابلس واسقاط وريث الرشيد الشهيد.. ويتحدث السفير السعودي عن سقوط رموز الكراهية، واول الساقطين ادواته البالية من فؤاد السنيورة الى مصطفى علوش وفارس سعيد والتعداد يطول.

اما عدو البعض خلف هذا النموذج من السفراء فحتما لا يبشر بنية اصلاح ولا تغيير ولا التطلع الى ما هو في صالح البلاد، وانما النفخ بابواق الفتنة والمزيد من الهلاك.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

“البلد بميل، ونجيب ميقاتي بميل”.

هكذا يمكن ان يخيل لكل من يتابع منذ ايام وقائع السجال الدائر بين رئيس حكومة تصريف الاعمال ووزير الطاقة على خلفية ملف الكهرباء.

فالبلد في مرحلة ما بعد الانتخابات، وميقاتي يخوض حملة سياسية فات اوانها منذ زمن طويل.

والبلد في حال غضب على ما آلت اليه الاوضاع بفضل حكومات متعاقبة، بينها ثلاث ترأسها هو، فيما ميقاتي يصرح ويصدر البيانات كمن يملك ترف الوقت، لا كمن يفترض ان يصل الليل بالنهار لمتابعة شؤون الناس وايجاد الحلول للأزمات العميقة.

البلد قلق على المستقبل، اكثر من اي وقت مضى، فيما الدولار يخذل وعود سمير جعجع مع كل لحظة تمضي، وميقاتي “يتكتك” في السياسة بأساليب قديمة، ووفق منطق اكل الدهر عليه وشرب.

البلد، ومعه الدول العربية والعالم، في حال ترقب للاصلاح، وميقاتي الذي احجمت حكومته الحالية عن اقرار خطة التعافي، وعن ايجاد الحل لمعضلة توزيع الخسائر، والتي لم تطلق بشكل جدي اي مسار انقاذي، لم يجد الا وزير الطاقة ليهجم عليه، بعدما حيد في السابق من منعه من عقد اجتماعات لمجلس الوزراء، لغايات يدركها جيدا جميع اللبنانيين، وغض النظر عن ممارسات كثيرين من الوزراء، بينهم وزير المال، انطلاقا من حسابات سياسية واضحة.

وبما اننا لم نحصل على جواب امس، نكرر اليوم طرح السؤالين الآتيين:

السؤال الأول، ما سر هذه الحماسة المفاجئة والغريبة لحل أزمة الكهرباء بعد طويل تمييع، وما سبب ترك الملف حتى آخر جلسة قبل تصريف الأعمال؟ ولماذا تخلى البعض عن المزايدات في شأن رفض العقود بالتراضي؟ وما هو الهدف الفعلي من التسرع الذي يطلبون، بغض النظر عن الحاجة إلى مزيد من التفاوض حول الأسعار؟ ألا يكفي هذا الأمر وحده، من ناحية الشكل على الأقل، لدفع الناس إلى الشك والظن بأن في الزوايا خبايا، وأن “القصة فيها وما فيها”؟

السؤال الثاني، طالما الحرص صار كبيرا إلى هذا الحد على حل أزمة الكهرباء بشكل فوري، وبما أن هذا الملف محوري وجوهري، ومرتبط بالأزمة المالية ككل، فما الذي يمنع رئيس الحكومة من دعوة حكومة تصريف الأعمال إلى الانعقاد، ولو بشكل استثنائي، لاتخاذ ما يلزم من قرارات، ومنع وزير الطاقة من التمادي في التهمة الكاذبة المنسوبة إليه؟ وفي انتظار الجواب، البداية مع القصة الكاملة لهجمة ميقاتي على وزير الطاقة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

سجالان عنيفان اليوم : الأول متماد بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض، والثاني مستجد بين نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي وجمعية المصارف .

في السجال الاول ، الرئيس ميقاتي رد بعنف على الوزير فياض مشككا بأنه هو من يدير وزارته، فقال:" هل فعلا هو الذي يدير شؤون الوزارة؟

سؤال بات مطروحا بقوة بعد كل هذه السلوكيات الملتبسة. كفى اصدار بيانات ملفقة. وللبحث في  ملف الكهرباء صلة" .

السجال الثاني رد فيه نائب رئيس الحكومة الذي تولى التفاوض مع صندوق النقد الدولي، على أصحاب المصارف والمساهمين فيها ، فقال:" نتفهم قلق مساهمي المصارف على ثرواتهم الخاصة نتيجة لخطة النهوض الاقتصادي والمالي، وهو لأمر طبيعي ومتوقع، إلا أن الخطير وغير المسؤول يتجلى في محاولة مكشوفة لربط مصير أموالهم بالمودعين، وهي محاولة للالتفاف على خطة متكاملة  العناصر كانت محط تقييم  وتقدير من قبل دول ومؤسسات دولية مستعدة لتقديم المساعدة للبنان ".

ويتابع الشامي مفندا: " ان خطة الحكومة التي تم الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي أتت بعد محادثات مضنية امتدت لعدة أشهر تستند الى مبدأ تراتبية الحقوق والمطالب لاستيعاب الخسائر، وهو مبدأ عالمي يتماشى مع أبسط القواعد والمعايير الدولية، بمعنى انه لا يمكن المساس بأموال المودعين قبل استنفاد رؤوس أموال أصحاب المصارف. لقد زعمنا ولو لفترة وجيزة أن "العباقرة" ممن يقفون خلف هذا البيان مدركون جيدا لهذا المبدأ وظنننا أيضا -قبل أن يخيب الظن- أنهم يعرفون أن عدم تطبيق هذا المبدأ سيقضي لا محالة على أي أمل في الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي ".

واضح من الموقف المتشدد لنائب رئيس الحكومة، والذي يحظى بغطاء من رئيس الحكومة، ان هناك إصرارا من السلطة التنفيذية على السير بالخطة، تحت طائلة رفض صندوق النقد الدولي التجاوب مع المطالب اللبنانية.

في غضون ذلك ، موقف سعودي متقدم حيال لبنان.

وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان اعتبر أن "انهيار الدولة اللبنانية أمر خطير"، وشدد على أنه "ينبغي الإسراع في الإصلاحات من أجل تجنب ذلك"، وقال: "إذا قام اللبنانيون بالإصلاحات سنرى ما يمكننا فعله".

وأكد بن فرحان خلال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس 2022" أن "السعودية معنية بعودة العملية السياسية في لبنان"، ولفت إلى أنه "ينبغي على الأطراف كافة العمل على ذلك"، ورأى أن "موضوع حزب الله بيد اللبنانيين".

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

العالم العربي الأصفر يضرب دولا لفتها عاصفة ترابية مغبرة أوقفت مرافق وموانئ وقطاعات حيوية عن الحركة لكن الزائر الأصفر ظل خارج الحدود اللبنانية التي اكتفى داخلها بعاصفة ترابية موحلة بين الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض.

وعلى خطي التيار وميقاتي اشتعلت الشبكة بمعدل بياني كيلوواط في اليوم الواحد آخرها "الكهرباء تشالنج" التي أطلق مناقصتها وزير الطاقة سائلا ميقاتي "أين هو العرض المتكامل الذي تتحدث عنه وليعلنه على الرأي العام, وإذا كان مستوفيا للشروط ولا يحمل الشبهات".

وسرعان ما رفع مكتب الرئيس سقف التحدي ليصل إلى مرتفعات بعبدا فهو اتهم فياض بسرد المغالطات والأكاذيب وسأل هل فعلا وزير الطاقة هو الذي أصدر البيان؟ وهل فعلا هو الذي يدير شؤون الوزارة؟

عند حدود هذا الجدل تكشف مصادر الجديد أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان قد طلب في العاشر من الشهر الحالي إرجاء وسحب المشاريع المتعلقة بالكهرباء عن جدول أعمال مجلس الوزراء لتزامن طرحها مع قرب الاستحقاق النيابي.

ووفق المصادر فإن خلو العروض من معمل سلعاتا كان "سيعور باسيل" انتخابيا بحسب تقديرات القصر وفي كل الجدل القائم: فتش عن سلعاتا والبقية تفاصيل تقنية، مترافقة وعتمة شاملة وسجالا بلغ حده ولم تقف عنده.

وفي ضوء الجدل العقيم يستمر التنقيب عن معامل طاقة منتجة لانتخاب رئيس السن نبيه بري رئيسا لمجلس النواب وطلبا للصوت قصد نواب تكتل التحرير والتنمية اليوم كتلة اللقاء الديمقراطي واجتمعوا برئيسها النائب تيمور جنبلاط.

وعلى هذا الاستحقاق تلتقى قوى التغيير النيابية وتحضر أوراقها لتصل الى مجلس النواب بموقف واحد ومن جملة الاقتراحات التي قدمها النائب مارك ضو: التصويت المدني العابر للطوائف انطلاقا من خيارات وطنية وإخراج المواقع من المحاصاصات الطائفية, لكن لم يسقط بعد خيار التصويت بالورقة البيضاء.

وإذا اعتمد هذا الطرح فإن الرئيس نبيه بري يكون للمرة الأولى أمام مواجهة منافس قوي إذ ستنتصر عليه ورقة خارجة عن بيوت الطاعة السياسية وتحمل لون الثورة المصنوعة من تعب الناس والرافضة لأي تخوين وعمالة وسفارات والتغييرون أو الثوار أو المستقلون والهاربون من المجتمع الطائفي إلى مجتمع مدني جميعهم يحق لهم الاعتداد والزهو بالنصر.

وليس أي دبلوماسي عربي أو أعجمي على وجه الأرض فما صنعه الثوار لا يجير لأي جهة وليس مخولا أن يتحدث باسم نصرهم سفراء ودبلوماسيون فالنصر من الشعب وإلى الشعب يعود وكما نصر التغيير يحل نصر التحرير وهو اليوم الذي هزم أقوى جيش في المنطقة ودفع بالعدو الإسرائيلي إلى إقفال بوابات الحدود تحت جنح الظلام والانسحاب على طريقة التخفي والتسلل إلى الداخل الفلسطيني متجنبا مواجهة النهار هو اليوم الذي فك قبل اثنين وعشرين عاما أغلال معتقل الخيام فخرج رجاله إلى الشمس وهو النهار الذي صار تاريخا وعيدا وطنيا.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لهذا اصيب عون بعارض صحي..وفشلت خطة اقالة سلامة وعون-

 سيمون ابو فاضل/الكلمة اونلاين/24 أيار/2022

كشفت اوساط وزارية لموقعنا بأنه ابان مشاهدة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نتائج الانتخابات النيابية عبر شاشة التلفزيون، تبين له بان الغالبية كانت من حصة القوات اللبنانية، واستُتبع الامر بتصريح لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ليلة الانتخابات وفي اليوم التالي قال فيه انه استحصل على الغالبية النيابية. ولدى سماع عون بهذا الخبر، اصيب بعارض صحي ناتج عن ارتفاع في ضغط الدم، ما تطلب استدعاء الأطباء والمباشرة في معالجته قبل نقله الى المستشفى. وخلال أزمة عون الصحية، ارسل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل احد الموفدين الى الرئيس نجيب ميقاتي، لابلاغه بأن عون يريد ان يطرح من خارج جدول الاعمال اقالة كل من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقائد الجيش جوزاف عون وانه يمتلك الاسماء التي سيُعلن عنها حينها لان هذين المنصبين هما من حق المسيحيين ورئيس الجمهورية الذي يمثلهم في السلطة. عندها اجاب ميقاتي للموفد الذي ارسله باسيل بأنه لن يقدم على هذه الخطوة، وفي حال حصولها سيغادر هو وعدد من الوزراء الجلسة. واضافت الأوساط انه تبين لاحقا بأن عون لم يكن وراء الطرح بل مبادرة من باسيل هدفها الاستفادة من هذا الوضع للاطاحة بسلامة وعون.

 

لبنان: لا أطباء أو مستشفيات نهاية الأسبوع...نقيب المستشفيات: الناس يموتون في منازلهم

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/24 أيار/2022

لا يكاد القطاع الطبي اللبناني يخرج من أزمة حتى يقع في أخرى، نتيجة الانهيار المالي الذي تعاني منه البلاد وشح السيولة. فبعد رفع الصوت للتصدي للنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، أعلنت نقابتا أطباء لبنان في بيروت والشمال ونقابة أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان الإضراب العام والتوقف التام عن العمل يومي الخميس والجمعة المقبلين في العيادات والمراكز الصحية والمستشفيات باستثناء الحالات الطارئة، وذلك «رفضاً لسياسات مصرف لبنان المركزي وجمعية أصحاب المصارف بحق المودعين عامة والأطباء وعاملي القطاع الصحي والمستشفيات». وكذلك أعلن موظفو مستشفى بنت جبيل الحكومي، في بيان بدء الإضراب المفتوح والامتناع عن استقبال المرضى باستثناء الحالات الطارئة وغسيل الكلى، وذلك إلى حين حصولهم على حقوقهم التي أعلنوا عنها في تحركاتهم السابقة. ويشهد هذا القطاع، الذي لطالما احتل على مر السنوات المراكز الأولى في منطقة الشرق الأوسط، أزمات شتى أدت إلى هجرة آلاف الأطباء والممرضين وإقفال عدد كبير من الصيدليات وسط تحذيرات جدية من إقفال عدد من المستشفيات التي «لم تعد قادرة على تأمين مصاريفها ورواتب موظفيها». ويرد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون الإضراب إلى «سياسات وإجراءات المصارف التي لا تسمح للمستشفيات بالحصول على أموالها نقداً في وقت يُجبر فيه أصحابها على تأمين الأموال نقداً لتأمين الأدوية والمستلزمات الطبية والمازوت وكل المشتريات الأخرى، إضافة للأجور التي تمتنع المصارف عن تحويلها مشترطة تأمينها نقداً من قبلنا، ما يجعل كل حساباتنا التي في البنوك سواء تلك بالليرة أو بالدولار من دون قيمة تذكر». ويشير هارون في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «ورغم إلزام المريض بدفع جزء من فاتورته نقداً، فإنها لا تشكل أكثر من 25 في المائة من مصاريف المستشفى، في وقت تسدد فيه وزارة الصحة والضمان والطبابة العسكرية وغيرها فواتيرها عبر حوالات مصرفية لا نتمكن من الاستفادة منها»، موضحاً أن «المستشفيات ترزح تحت هذه الأزمة منذ ما يزيد على 4 أشهر وقد راجعنا المصارف والمصرف المركزي اللذين يتقاذفان كرة المسؤولية، أما وزير الصحة ورئيس الحكومة فتدخلا من دون أن نصل إلى أي نتيجة». وينبه هارون إلى أن «استمرار الوضع على ما هو عليه يهدد بإغلاق عدد كبير من المستشفيات، خصوصاً أنه وبعد رفع الدعم ارتفعت أسعار بعض الأدوية 10 مرات كما أصبحت التكلفة اليومية للمازوت على كل مريض نحو 40 دولاراً»، لافتاً إلى أن تكلفة الاستشفاء باتت غير منطقية وهو ما سيؤدي لموت الناس في بيوتهم، علماً بأن نسبة دخول المستشفيات تراجعت 50 في المائة وبتنا نستقبل حالات صعبة جداً، ما يؤكد أن المريض لا يذهب إلى المستشفى إلا بعد أن تسوء حالته كثيراً».

ولا شك أن ما تشكو منه المستشفيات ينعكس مباشرة على العاملين فيها وعلى رأسهم الأطباء. ويتحدث نقيب الأطباء شرف أبو شرف عن «مشاكل كبيرة يعانون منها مع المصارف نتيجة التجاوزات وعدم احترام القوانين وأصول العمل المصرفي ما دفع نحو 3000 طبيب لمغادرة البلاد وعدد مماثل من الممرضات والممرضين ما ينعكس على الأداء في هذا القطاع»، لافتاً إلى أن «آخر القرارات المصرفية الجائرة لحظة رفض الشيكات أو في حال قبولها تم فرض عمولات خيالية قاربت الـ40 في المائة علماً بأن قيمة الشيك بالدولار باتت لا تساوي شيئاً». ويشير أبو شرف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «بعض المصارف باتت تغلق حسابات مصرفية كما ترفض فتح حسابات جديدة، أضف أننا بتنا غير قادرين على استخدام البطاقات المصرفية وهذه كلها إجراءات تصعب عملنا وتدفع المزيد من الأطباء للهجرة». وأضاف: «تواصلنا مع كل المعنيين لكننا لم نصل إلى أي نتيجة علماً بأننا نعي أن ما نعاني منه يعاني منه أيضاً كل المودعين وبالتحديد الطريقة غير الأخلاقية وغير الإنسانية والقانونية في التعاطي معنا... لم نكن يوماً نود اللجوء إلى الشارع لكن المذلة التي بتنا نشهدها في المصارف غير مسبوقة وتدفعنا مجبرين إليه للمطالبة بحقوقنا وحقوق كل المودعين». ويعاني لبنان من شح كبير في السيولة خصوصاً مع تقلص احتياطات مصرف لبنان ما يؤدي لتقنين استيراد أدوية الأمراض المستعصية وتلك المزمنة كما أدوية البنج التي لا تزال تخضع لدعم المصرف المركزي بعدما تم رفع الدعم عن معظم الأدوية الأخرى كما المستلزمات الطبية. ويحاول لبنان تغطية الشح بالدواء المستورد لعدم توافر الأموال من خلال دعم صناعة الدواء محلياً، لكن هناك بعض الأدوية كالبنج مثلاً لا يُصنع محلياً. ويُصنع لبنان 1161 دواءً من ضمن عشرين فئة علاجية للأمراض الأساسية والمزمنة مثل القلب، الضغط، السكري، الكولسترول، سيلان الدم، الربو، الالتهابات والحساسية إضافة إلى بعض الأمراض السرطانية.

 

البرلمان اللبناني الجديد يتحرر من الحواجز والأسلاك الشائكة التي كانت وضعت إثر الانتفاضة الشعبية وأزيلت بطلب من «نواب الثورة»

بيروت/الشرق الأوسط/24 أيار/2022

بعد أكثر من سنتين على التدابير الأمنية المشددة في محيط البرلمان اللبناني، اتخذ أمس (الاثنين) قرار بإزالة الحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة. وأعلنت رئاسة البرلمان في بيان أنه «بناء لتوجيهات الرئيس نبيه بري التي تقضي بإنجاز رفع الإجراءات وتخفيف التدابير التي كانت متخذة سابقاً حول المجلس النيابي، بدأت الجهات المعنية بتنفيذها وإنجازها قبل انعقاد الجلسة النيابية المقبلة». وبعد الظهر حضر وزير الداخلية بسام مولوي إلى المكان معلنا أنه تواصل مع رئيس البرلمان بهذا الشأن. وقال: «من كان يتظاهر هنا أصبح داخل المجلس، ومعاً سنبني لبنان. وكما نجحت الانتخابات وعبّر الناس عن صوتهم نسمع جميعنا كدولة صوت الناس وننفذ لهم ما يريدون»، مؤكدا: «واجب علينا أن نستمع إلى صوت اللبنانيين، فبيروت مدينة الحياة والانفتاح وهي للجميع وليست مقفلة بوجه أحد». وكانت قد اتخذت التدابير الأمنية ورفعت الحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة في محيط البرلمان وعدد من المقرات الرسمية في لبنان التي كانت هدفا للمتظاهرين ونظمت تجاهها تحركات شعبية، فيما وقعت مواجهات عنيفة مرات عديدة بين المتظاهرين وشرطة مجلس النواب أدت إلى وقوع إصابات في صفوف العسكريين والمتظاهرين. مع العلم أن قاعة البرلمان اللبناني أقفلت منذ انتشار وباء كورونا حيث اتخذ قرار بعقد الجلسات في قصر اليونيسكو إفساحا في المجال أمام توزيع النواب وفق شروط الحماية من الوباء، ومن المفترض أن تعود أبوابه لتفتح للمرة الأولى في الأيام المقبلة في الجلسة الأولى للبرلمان الجديد لانتخاب رئيس لمجلس النواب.

 

نتائج الانتخابات اللبنانية تكشف المستور في تحالفات «الإخوة الأعداء»

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/24 أيار/2022

أحدثت النتائج التي أفرزتها الانتخابات النيابية في لبنان ندوباً في داخل البيت الواحد لا يمكن استيعابها أو السيطرة عليها بسهولة، وشكّلت مفاجأة للمؤسسات المختصة باستطلاع آراء الناخبين التي خالفت في توقّعاتها ما حملته صناديق الاقتراع. وهذا يتطلب من القوى السياسية التي شاركت في المبارزة الانتخابية أن تبادر إلى مراجعة حساباتها والتدقيق في أرقامها، بدلاً من لجوء بعض الأطراف للهروب إلى الأمام برميها مسؤولية إخفاقها في عدد من الدوائر الانتخابية على حلفائها من دون أن تلتفت إلى «حروب الإلغاء» التي دارت بين الأصدقاء - الأعداء الذين ترشّحوا على لائحة واحدة.

فالانتخابات النيابية أدت إلى كشف المستور وفتحت الباب أمام اشتعال الحرائق السياسية بين الحلفاء، وأيضاً بداخل التيار السياسي الواحد، وتحديداً بين المرشحين على لائحة «التيار الوطني الحر» الذين تسابقوا للحصول على الصوت التفضيلي، وإن كان رئيسه النائب جبران باسيل حاول أن يحجب الأنظار عن احتدام الخلاف بين مرشحيه في اليوم الانتخابي الطويل. وركّز في احتفاله بيوم النصر على استهداف خصومه، وأبرزهم حزب «القوات اللبنانية»، مستحضراً في الوقت نفسه حملته على رئيس المجلس النيابي نبيه بري من دون أن يسمّيه؛ ما استدعى رداً من العيار الثقيل من قبل معاونه السياسي النائب علي حسن خليل. وكان رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهّاب الأجرأ في هجومه على «التيار الوطني الحر» بقوله، إن تحالفه مع رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان أمّن له الحصول على ثلاثة حواصل في دائرة الشوف - عاليه حقّقت له الفوز بثلاثة مقاعد نيابية، مضيفاً أن رافعة «حزب الله» مكّنته من حصوله على 5 مقاعد، في حين حصل باسيل على 3 مقاعد في عكار من جراء تحالفه مع الأحزاب المنتمية إلى محور الممانعة. كما أن أرسلان حذا حذو حليفه وهّاب، بإعلانه استعداده لإجراء مراجعة نقدية لحساباته مع الحلفاء قبل الخصوم في إشارة إلى أن حلفاءه لم يحلبوا صافياً معه. لذلك؛ فإن احتفال باسيل بيوم النصر تحت عنوان أنه يتزعم أكبر كتلة نيابية في البرلمان لم يكن في محله، ليس لأن عدد نوابه انخفض عمّا كان عليه في دورة الانتخابات النيابية السابقة، وإنما لأن حساباته لم تكن دقيقة، وإلا بماذا سيردّ على ما قاله وهّاب؟ وهل سيبقى صامتاً إلى ما لا نهاية؟

ولو أن باسيل قرر أن يدير ظهره لما قاله وهّاب، فإنه لا يستطيع القفز فوق الوقائع التي حملتها الانتخابات في دائرتي المتن الشمالي وصيدا – جزين، والتي إن دلّت فإنها تدل بصراحة على أنه تجاهل عن قصد الحرب التي دارت بين زياد أسود وأمل أبو زيد، والأخرى بين إدي معلوف من جهة، وبين إبراهيم كنعان وإلياس بو صعب من جهة ثانية. وما ينطبق على باسيل ينسحب على حزب «الطاشناق» الذي سجّل تراجعاً ملحوظاً تمثّل باحتفاظه بثلاثة مقاعد نيابية بخلاف ما كانت عليه حصته في الانتخابات السابقة، مع أنه يدين بالولاء لـ«حزب الله» الذي أمّن له الفوز في زحلة ولنائب رئيس الوزراء السابق إلياس ميشال المر الذي مكّنه بتحالف الحزب مع نجله ميشال المر من الحصول على الحاصل الذي أتاح له الاحتفاظ بالمقعد النيابي لرئيسه هاغوب بقرادونيان. فحزب «الطاشناق» بات في موقع لا يُحسد عليه ويضطر إلى البحث عن سُترة النجاة للاحتفاظ بتمثيله في البرلمان، رغم أنه كان يشكّل قبل اندلاع الحرب الأهلية في لبنان الرافعة للاّئحة التي يتزعّمها في دائرة بيروت الأولى والتي فازت في إحدى الدورات بالتزكية بعد أن انسحب سليم واكيم لمصلحة رئيس حزب «الكتائب» آنذاك بيار الجميل. كما أن الحزب بات مضطراً إلى مراجعة حساباته لأخذ العبر من الأسباب الكامنة وراء استنهاض الشارع الأرمني لمصلحة خصومه ولدورة انتخابية ثانية على التوالي والذي سجّل تقدّماً للقوى التغييرية بقيادة بولا يعقوبيان التي فازت بالتحالف مع سنتيا زرازير بمقعدين نيابيين في بيروت الأولى، وهذا ما ينم عن انحياز الشارع لخصومه احتجاجاً على مضي «الطاشناق» بالتحاقه بـ«التيار الوطني الحر» ومن خلاله بمحور الممانعة.

وبالنسبة إلى «حزب الله»، فإنه أخفق في توفير الحد الأدنى للمرشحين المقرّبين من النظام السوري بعد أن صبّ كل جهده لتعويم مرشحي «التيار الوطني» لحاجته الماسة إلى غطائه السياسي في مواجهته لخصومه المطالبين بنزع سلاحه من جهة، ولتحقيق الرقم الأكبر من الأصوات التفضيلية في مبارزته المفتوحة مع حليفه الاستراتيجي حركة «أمل»؛ ما أدى إلى إحداث هوّة بداخل جمهور ومحازبي الثنائي الشيعي، وإن كانت مفاعيلها السياسية ما زالت صامتة من جهة ثانية. وعليه، فإن التحالف من فوق بين قوى «8 آذار» سابقاً لم يوفّر الحماية المطلوبة لضبط إيقاع جماهيرها ومحازبيها في صناديق الاقتراع، رغم أن بري كان قرر التموضع في الوسط وانضم إليه لاحقاً تيار «المردة» الذي أكد بلسان النائب طوني فرنجية بأنه لن ينضم إليها. وفي المقابل، فإن الحزب «التقدمي الاشتراكي» حقق تقدّماً ملحوظاً باجتياحه خصومه السياسيين من دون أن ينزعج من وصول ممثلين عن القوى التغييرية إلى البرلمان، في حين أدى تشتُّت الصوت السنّي بعزوف رؤساء الحكومة السابقين ومعهم الحالي نجيب ميقاتي إلى توزّع المقاعد السنّية على عدد من النواب، وإن كانت الحصة الكبرى للقوى التغييرية، مع أن الرئيس فؤاد السنيورة تمايز عنهم بدعمه لائحة «بيروت تواجه» ولوائح أخرى في دوائر طرابلس وزحلة والبقاع الغربي. لكن، لا بد من الإشارة إلى أن عزوف الرئيس سعد الحريري وتياره عن الترشح لم يسمح لمحور الممانعة بملء الفراغ، وإنما أتاح الفرصة لملئه بالقوى التغييرية على اختلاف انتماءاتها وتعدُّدها، وهذا ما يدحض الاتهامات الظالمة التي كانت تستهدف الطائفة السنية تارة بوجود خلايا «داعشية» في مناطق تواجدها بكثافة وأخرى بتصنيف طرابلس بأنها قندهار ثانية. وعليه، وإن كان البرلمان الجديد يفتقد إلى حضور المرجعيات السنية، فإن نتائج الانتخابات بقيت تحت سقف الاعتدال والحفاظ على السلم الأهلي بغياب كل أشكال التطرف.

 

اشتباك سياسي مبكر حول صيغة الحكومة اللبنانية المقبلة ورئيس الجمهورية يرصد المواقف

بيروت : كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/24 أيار/2022

بدأت ملامح الاشتباك السياسي تظهر في لبنان حول صيغة الحكومة المفترض تشكيلها، وذلك مع الاختلاف العمودي في مقاربة الموضوع بين من يطالبون بتشكيل حكومة من الأكثرية ومن يعتبرون أنه يفترض تشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع جميع الأطراف الممثلة في البرلمان اللبناني، وذلك على غرار معظم الحكومات السابقة في لبنان، وهو ما من شأنه أن يشكل سبباً أساسياً في تأخير تأليف الحكومة إلى أجل غير مسمى. ويأتي حزب «القوات اللبنانية» في طليعة المطالبين بحكومة أكثرية، وهو الذي يعتبر أن كتلته النيابية هي الأكبر بين الأحزاب المسيحية، إضافة إلى أنه يشكل مع حلفاء له الأكثرية النيابية، مقابل رفع «حزب الله» مطلب حكومة الوحدة الوطنية، وهو الأمر الذي من المرجح أن تتقاطع معه مواقف حلفائه، في وقت لم يعلن رئيس الجمهورية ميشال عون حتى الآن أي موقف في هذا الاتجاه، بانتظار مسار الاستحقاقات المقبلة التي تبدأ من انتخاب رئيس للبرلمان ونائب له وهيئة المجلس، ثم تكليف رئيس للحكومة ليبني على الشيء مقتضاه، بحسب ما تشير إليه مصادر مطلعة على موقف الرئاسة. وتقول المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «الرئيس عون يرصد ردود الفعل والمواقف وهو لا يملك أي توجه محسوم في هذا الإطار حتى الآن بانتظار استكمال الإجراءات الدستورية والاستحقاقات المقبلة على أن يكون هذا الأمر محور بحث أيضاً بينه وبين الرئيس المكلف». وأمس جدد النائب حسن فضل الله موقف «حزب الله» متحدثاً عن «أكثرية وهمية»، ورافضاً «حكم الأكثرية». وقال خلال جولة قام بها على قرى الجنوب: «بدأنا نسمع شروطاً وأسقفاً عالية تتعلق بتشكيل الحكومة، وهذا يعني أن هناك من لديه نية تعطيل وعدم تعاون وضرب مبدأ الشراكة، ويعتبر نفسه أنه إذا حصل على مقعد نيابي زائد يستطيع أن يحكم البلد، وأمثال هؤلاء واهمون، ويعيشون في أحلام، ولم يتعظوا من كل التجارب الماضية».

وأضاف: «عندما ننادي بالشراكة الوطنية، فإن ذلك نابع من موقع القوة ومن موقع مئات آلاف الأصوات التي اقترعت للوائحنا، ومن موقع حضورنا الشعبي القوي في كل الساحات، أما أولئك الذين يتحدثون عن أكثريات وهمية يعيشون في عالم آخر غير الواقع اللبناني، وعليهم أن يعودوا إلى لبنانيتهم، ليدركوا أننا في لبنان بلد التنوع، وبلد لا يمكن أن تكون فيه أكثريات حاكمة، لأن التركيبة الطائفية لا تسمح بأي أكثريات أن تحكم من لون واحد». وهذا الموقف ترد عليه مصادر قيادية في «القوات» مؤكدة أن الانتخابات النيابية أفرزت أكثرية جديدة تضم، إضافة إلى كتلة «القوات»، كتل «حزب الكتائب اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي وما سمتها «الحالة السنية الجديدة» (النواب السنة المعارضين لـ«حزب الله»)، إضافة إلى النواب الذين يمثلون المجموعات التغييرية الذين يشكلون جميعهم 66 نائباً. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «نريد حكومة أكثرية انطلاقاً من أن الفريق الآخر حكم في أكثر من حكومة من لون واحد وكل هذه الحكومات وصلت إلى حائط مسدود ولم تتمكن من إخراج لبنان من أزمته وهذا نتيجة أداء هذا الفريق ورفضه الذهاب إلى خطوات إصلاحية انطلاقاً من مصالحه». من هنا تشدد المصادر على أنه «لا يمكن الذهاب إلى حكومة شراكة مع هذا الفريق وهو الذي يشكل إحدى العقبات الأساسية لإخراج لبنان من أزمته... وبالتالي عليه الآن فتح المجال أمام حكومة أكثرية للبدء بطريق الإصلاح بعد الانتخابات التي أفرزت أكثرية بحيث يتحول البرلمان لمساحة مراقبة والحكومة لأداة تنفيذية لأنه لا يمكن الاستمرار بمنطق مشروعين سياسيين متناقضين تحت سقف واحد»، مؤكدة أن «هذا الخيار الوحيد الذي يمكن أن يضع البلد على سكة الإنقاذ».

وكان رئيس «حزب القوات» سمير جعجع حاسماً في هذا الإطار، وشدد أكثر من مرة على أهمية تشكيل حكومة أكثرية. وآخر هذه المواقف كان قبل أيام لوكالة الصحافة الفرنسية، حيث قال: «ما يسمونه بحكومات الوحدة الوطنية وهم (...) نحن مع حكومة أكثرية فاعلة»، تضم «فريق عمل متراصاً ومتفقاً على مشروع واحد»، مضيفا: «إذا تشكلت حكومة توحي بالثقة والمصداقية فمن شبه المؤكد ستعود العلاقات العربية إلى ما كانت عليه في السابق، وستتدفق المساعدات العربية تدريجيًّا إلى لبنان كما أنها تسرع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مراهق قتل جدته ومدرسّا و14 تلميذا وجرح 15 في تكساس

راموس اللاتيني الأصل دخل الى المدرسة بمسدس، وربما ببندقية، وأن أفرادا من الشرطة تصدوا له بالرصاص وقتلوه.

لندن- العربية.نت/25 أيار/2022

مراهق أميركي، اسمه Salvador Ramos وعمره 18 سنة، قتل صباح أمس الثلاثاء جدته، وفقا لما ورد عنه بالاعلام المحلي، ثم هاجم عند الظهر مدرسة كان طالبا فيها، هي Robb Elementary الابتدائية في بلدة Uvalde بجنوب ولاية تكساس، فقتل مدرّسا و14 تلميذا، وجرح 15 آخرين.

بين الجرحى امرأة عمرها 66 تقريبا، ربما تكون مدرّسة، الا أن "حالتها حرجة" وفقا لما أعلنه حاكم تكساس Greg Abbottفي مؤتمر صحافي، ذكر فيه أن راموس اللاتيني الأصل دخل الى المدرسة بمسدس، وربما ببندقية، وأن أفرادا من الشرطة تصدوا له بالرصاص وقتلوه. واستبعد "المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب" وجود خلفيات إرهابية واضحة للهجوم الذي وصل صداه سريعا الى الرئيس جو بايدن، بحسب تغريدة كتبتها المتحدثة باسم البيت الأبيض Karine Jean-Pierre في تويتر، وقالت فيها إنه سيلقى كلمة في الثامنة والربع مساء بتوقت واشنطن أمس، بعد أن عاد من رحلة شملت كوريا الجنوبية واليابان. ومما تمت معرفته عن المهاجم حتى الآن، أنه من السكان المحليين وتصرف بمفرده، وأنه ترك سيارته في مكان قريب من المدرسة الواقعة في حي سكانه من المتواضعين، وتبعد منطقتها 120 كيومترا عن الحدود مع المكسيك، وهي مدرسة تضم 500 تلميذ، أعمارهم بين 7 الى 10 سنوات.

 

بوليتيكو: بايدن حسم قراره بإبقاء الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب

مجلة بوليتيكو اعتبرت أن قرار بايدن يعقد بشكل كبير الجهود الدولية الرامية لإحياء اتفاق 2015 النووي

دبي - قناة العربية/25 أيار/2022

نقلت مجلة بوليتيكو الثلاثاء عن مسؤول غربي كبير لم تسمّه القول إن الرئيس الأميركي جو بايدن حسم قراره بإبقاء الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب. ونسبت المجلة إلى مصدر آخر مطلع أن بايدن أبلغ قراره لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت خلال مكالمة هاتفية في الرابع والعشرين من أبريل نيسان الماضي، مضيفا أن القرار "نهائي تماما" وأن ما وصفها "بنافذة الامتيازات" الإيرانية قد أغلقت. واعتبرت المجلة أن قرار بايدن يعقد بشكل كبير الجهود الدولية الرامية لإحياء اتفاق 2015 النووي. وأشارت المجلة إلى أن مسؤولا أميركيا مطلعا أبلغها الشهر الماضي أن واشنطن لن ترفع تصنيف الإرهاب عن الحرس الثوري الإيراني، إذا لم توافق طهران على اتخاذ خطوات معينة لتهدئة المخاوف الأمنية فيما بعد الاتفاق النووي. وأوضح المسؤول الأميركي أن موقف الإدارة الأميركية لن يتغير "خاصة بالنظر إلى التهديدات المستمرة من قبل الحرس الثوري الإيراني ضد الأميركيين"، بحسب المجلة. وأضاف المسؤول الأميركي أن "رفض إيران اتخاذ مثل هذه الخطوات الأمنية، جنبًا إلى جنب مع المخاوف السياسية المتزايدة في الكونغرس وغيره فيما يتعلق بتصنيف الإرهاب ، يعني أن إدارة بايدن من غير المرجح في هذه المرحلة". وخاضت إيران والقوى العالمية جولات مفاوضات في فيينا خلال الأشهر الماضية بهدف إعادة العمل بالاتفاق النووي المبرم بين الجانبين عام 2015، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بعدها بثلاث سنوات. وفي وقت لاحق الثلاثاء، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت وصف بايدن بأنه "الصديق الحقيقي لإسرائيل" بعد قراره بعدم رفع اسم الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب. ونقلت الصحيفة عن بينيت أن بايدن اتخذ ما وصفه بالقرار "الصحيح والعادل" بعدم شطب "أكبر منظمة إرهابية في العالم متورطة في توجيه وتنفيذ هجمات إرهابية قاتلة وزعزعة استقرار الشرق الأوسط"، على حد تعبيره.

 

مقتل طيارَين إثر تحطم مقاتلة إيرانية قرب أصفهان

لندن/الشرق الأوسط/24 أيار/2022

أفادت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، اليوم (الثلاثاء)، بأن طيارين إيرانيين لقيا حتفهما بعد تحطم طائرتهما المقاتلة، وهي من طراز «إف 7»، بالقرب من أنارك على بعد 200 كيلومتر شرقي مدينة أصفهان. وقال مسؤول من إقليم أصفهان للوكالة: «مهمة الطائرة كانت التدرب على إطلاق النار لكن وقع حادث الساعة 8:30 صباحا». ويقول الخبراء إن لدى إيران سجلا سيئا في مجال السلامة الجوية، مع تكرار وقوع حوادث يتعلق الكثير منها بطائرات اشترتها البلاد قبل عام 1979 وتفتقر إلى قطع الغيار اللازمة للصيانة. كانت طائرة من طراز «إف 5» التي يستخدمها الجيش الإيراني قد تحطمت في شباط فبراير (شباط) الماضي بعد اصطدامها بجدار مدرسة في مدينة تبريز بشمال غربي البلاد، مما أسفر عن مقتل الطيارين وشخص على الأرض.

 

إيران تشيع خدائي... و«الحرس» يتعهد برد «قاسٍ»

لندن/الشرق الأوسط/24 أيار/2022

أقامت إيران جنازة، اليوم الثلاثاء، في وسط العاصمة طهران لعقيد «الحرس الثوري» حسن صياد خدائي الذي قتل بالرصاص على يد مهاجمين كانا يستقلان دراجة نارية، وتعهد قائده بالانتقام لمقتله. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي حشوداً تحيط بشاحنة تحمل نعش خدائي ملفوفاً بالعلم الإيراني وتحيط به الورود. وحمل المشيعون صور خدائي الذي قتل في وضح النار أمام منزله وسط طهران يوم الأحد. وقال قائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي، للصحافيين: «رد إيران على أي تهديد أو تحرك سيكون قاسياً. لكننا سنحدد متى وكيف سيكون الرد وفي أي ظروف. سننتقم حتماً من أعدائنا». وتلقي إيران بمسؤولية مثل تلك الهجمات على إسرائيل. وقال سعيد خطيب زادة، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن دعم الولايات المتحدة يجعل إسرائيل أكثر جرأة. وأضاف لوسائل إعلام رسمية: «ليس هناك شك في أن الدعم المستتر والعلني... من الولايات المتحدة، يلعب دوراً مهماً في زيادة جرأة نظام الاحتلال»؛ في إشارة لإسرائيل. وفي تقرير منفصل، ذكر التلفزيون الرسمي أن «الحرس الثوري» اعتقل أفراداً من شبكة من «الخارجين عن القانون» جندتهم المخابرات الإسرائيلية لتنفيذ عمليات تخريب وهجمات في إيران. ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يشرف على «وكالة المخابرات (الموساد)»، التعليق على الأحداث التي وقعت في طهران.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن خدائي كان يقود وحدة من «فيلق القدس» تنفذ عمليات في الخارج لـ«الحرس الثوري»، مهمتها التخطيط لهجمات على إسرائيليين في الخارج. ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية شبه الرسمية للأنباء يوم الأحد عن «الحرس الثوري» قوله إن خدائي كان «أحد مدافعي العتبات المقدسة»، في إشارة إلى أفراد ومستشارين عسكريين تقول إيران إنهم يقاتلون نيابة عنها لحماية المواقع الشيعية في العراق وسوريا ضد جماعات مثل تنظيم «داعش». ولعبت تلك القوات دوراً رئيسياً في دعم الرئيس السوري بشار الأسد حليف طهران. وجاء الاغتيال في وقت يكتنف فيه الغموض جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 مع القوى العالمية بعد أشهر من توقف المحادثات. وقُتل ما لا يقل عن 6 علماء وأكاديميين إيرانيين منذ عام 2010 أو تعرضوا للهجوم، ونفذ بعض تلك العمليات مهاجمون على دراجات نارية. ويُعتقد أن هذه العمليات تستهدف البرنامج النووي الإيراني الذي يقول الغرب إنه يهدف إلى إنتاج قنبلة. وتنفي إيران ذلك قائلة إن برنامجها النووي أغراضه سلمية. وتندد طهران بقتل علمائها وتصفه بأنه أعمال إرهابية من تنفيذ وكالات المخابرات الغربية و«الموساد». وتُحجم إسرائيل عن التعليق على مثل هذه الاتهامات.

 

قضايا السياسة تسابق الاقتصاد في زيارة رئيسي إلى عُمان/مسقط وطهران شددتا على ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة

مسقط: ميرزا الخويلدي/الشرق الأوسط/24 أيار/2022

بحث السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، عدداً من القضايا السياسية والاقتصادية، خلال زيارة قصيرة قام بها رئيسي لمسقط هي الثانية له إلى دولة عربية خليجية منذ توليه مهامه في أغسطس (آب) 2021. ورغم أن القضايا الاقتصادية هيمنت على أجواء الزيارة، حيث سبق وصول رئيسي إلى العاصمة العمانية، وصول عدد من الوزراء الإيرانيين المعنيين بالشؤون الاقتصادية بينهم وزراء النفط والاقتصاد والطرق، برفقة أكثر من 50 من رجال الأعمال الإيرانيين، فإن الملفات السياسية كانت حاضرة على رأس جدول المباحثات بين الطرفين. ومن بين الملفات التي تشغل اهتمام الإيرانيين قضايا الملف النووي الإيراني، حيث تضطلع عُمان بجهود للوساطة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن هذا الملف، في وقت تنشط فيه قطر أيضاً، التي زار أميرها الشيخ تميم بن حمد طهران وعدداً من الدول الأوروبية، متحدثاً عن جهود قطرية لتقريب وجهات النظر بين المجموعة الدولية وإيران بشأن حلحلة هذا الملف، الذي يمرّ بحسب مراقبين بمرحلة دقيقة وحساسة. وتأتي زيارة الرئيس الإيراني في وقت تُبذل جهود دبلوماسية لكسر الجمود الحاصل في المباحثات الهادفة إلى إحياء هذا الاتفاق. وسبق لسلطنة عُمان أن أدّت دوراً وسيطاً بين طهران وواشنطن في الفترة التي سبقت إبرام الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني عام 2015.

وقال وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان، أمس، إن «سلطنة عمان لطالما عملت على لعب دور إيجابي في المعادلات الإقليمية بعيداً عن الاصطفافات والصراعات والاستقطابات». ونقلت عنه وكالة «أرنا» الرسمية قوله بشأن تسوية الأزمات الإقليمية «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تولي اهتماماً بسياسة سلطنة عمان التي تتسم بالتوازن لحل المشاكل». وأشاد عبداللهيان بدور سلطنة عمان «البارز والفاعل» في الدبلوماسية وفتح المجال أمام الحوار وإرساء السلام ولفت إلى أن العلاقات بين البلدين ماضية نحو التقدم. وأضاف «تُعدّ عمان صديقاً وشريكاً قديماً لإيران لا تتمتع فقط بطاقات وإمكانيات كبيرة في المجالات السياسية والاقتصادية، بل تخلق أيضاً فرصاً لا تحصى للتنمية الإقليمية بسبب موقعيها الجيوسياسي والجيوستراتيجي». ومن بين الملفات التي تلعب فيها سلطنة عمان دوراً، جهودها للوساطة بين طهران وواشنطن ولندن لعقد صفقات تبادل السجناء، كان آخرها نجاح الدبلوماسية العمانية في عقد صفقة للإفراج عن الصحافية الإيرانية البريطانية نازنين زاغري والمواطن الإيراني - البريطاني أنوشه أشوري، مقابل تسديد بريطانيا ديوناً إيرانية تقدر بـ470 مليون يورو تعود إلى العهد الملكي الإيراني. وفي هذا الصدد، تواترت أنباء الشهر الماضي عن جهود عمانية لعقد اتفاق بين إيران ودول غربية من شأنه أن يحقق إفراجا عن سجناء مقابل الإفراج عن ارصدة إيرانية مجمدة. وسرت أنباء أن عمان تلعب دوراً في استكمال إجراءات صفقة تبادل السجناء، مقابل الإفراج عن أرصدة إيرانية تبلغ 7 مليارات دولار. وفي حال أُنجز هذا الاتفاق، فإن الأموال كانت ستودع في حسابات للبنك المركزي الإيراني في مسقط. وكان سلطان عمان هيثم بن طارق في استقبال الرئيس الإيراني لدى وصوله إلى المطار الخاص في العاصمة، وأقيمت له مراسم استقبال رسمية له في وقت لاحق في قصر العلم السلطاني، وعقد الجانبان جلسة مباحثات رسميَّة استعرضا خلالها «آفاق التعاون المشترك والعلاقات الثنائية وتطويرها وخاصة تلك المتعلقة بالتعاون التجاري والاستثماري المشترك في مختلف المجالات» بحسب بيان مشترك صدر في نهاية اللقاء. وقال البيان إن الجانبين بحثا «عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعبَّرا عن ارتياحهما لمستوى التشاور والتنسيق السياسي القائم على مختلف المستويات».وأكَدا «أهمية مضاعفة الجهود وبذل المساعي لضمان استمرار الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم والتنسيق والتشاور بين الجانبين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية حول القضايا التي تخدم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم».ووقّعت سلطنة عُمان وإيران، أمس، عدداً من مذكرات التفاهم وبرامج التعاون، تشمل قطاعي الطاقة والنقل. وذكرت وكالة الأنباء العمانية، أن الجانبين وقّعا ثماني مذكرات تفاهم وأربعة برامج تعاون في مجالات النفط والغاز والنقل، والدراسات الدبلوماسية والتدريب، والإذاعة والتلفزيون.

وصرح وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، بأن هناك حزمة أخرى من مذكرات التفاهم وبرامج العمل التنفيذية ستُوقّع مع الجانب الإيراني لاحقاً. ومن المتوقّع أن يُعيد الطرفان مناقشة اتفاق بناء خط أنابيب لتوريد الغاز من إيران إلى سلطنة عُمان يعود إلى نحو عقدين من الزمن. وكانت الدولتان وقّعتا مذكرات تفاهم عدة في هذا الموضوع، لكن المشروع لم يبصر النور. وقبيل مغادرته طهران، قال رئيسي، حسبما نقلت عنه وكالة «إرنا» الرسمية، إنّ «العلاقات التجارية بين إيران وسلطنة عمان ستتحسن بالتأكيد في مختلف المجالات، بما فيها النقل والطاقة والسياحة، خاصة السياحة الصحية»، مضيفاً أنه «سيتم في هذه الزيارة توقيع مذكرات تفاهم بين البلدين». ولفت إلى أنّ الزيارة تأتي في «إطار سياسة الحكومة القائمة على تعزيز العلاقات مع دول الجوار». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن رئيسي، قوله، إن تمتين العلاقات من الأهداف الرئيسية لزيارته إلى عمان، مشدداً على أن «التعاون الإقليمي وإجراء الحوار من شأنهما أن يضمنا الأمن لمنطقتنا»، وأضاف أن «الوجود الأجنبي لا يجلب الأمن للمنطقة، بل يهدده». وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية، وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مليار و336 مليون دولار خلال السنة المالية الإيرانية الماضية المنتهية في مارس (آذار).

 

إيران تتوعد بالثأر للقيادي في «فيلق القدس» بعد اغتياله بطهران

«الحرس الثوري» يتهم جماعات مرتبطة بإسرائيل... والإعلام العبري عدّه العقل المدبر لعمليات ضد اليهود في أنحاء العالم

الندن - طهران - تل أبيب/الشرق الأوسط/24 أيار/2022

توعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بـ«حتمية الثأر» للعقيد في «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» صياد خدائي الذي قضى اغتيالاً بالرصاص الأحد في قلب طهران، في أبرز استهداف لشخصية إيرانية على الأراضي الإيرانية منذ 2020. وقال رئيسي في مطار مهر آباد قبل المغادرة إلى مسقط، إن الثأر لخدائي هو «أمر حتمي». وأضاف «ليس لدي شك في أن الانتقام (...) من أيدي المجرمين أمر حتمي»، وفقاً لوكالات حكومية إيرانية. وربط رئيسي بين اغتيال خدائي والعلميات الخارجية لـ«الحرس الثوري» وقال «من هزموا أمام قوات الدفاع عن الحرم في الميدان، يريدون إظهار إحباطهم بهذه الطريقة». وأضاف رئيسي «طلبت من المسؤولين الأمنيين الملاحقة الجادة لمرتكبي هذه الجريمة». وفي وقت سابق، أمس، قال المتحدث باسم «الحرس الثوري» رمضان شريف، إن «مأجورين للأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية» وراء اغتيال خدائي، مضيفاً أن العملية تزيد من عزم «الحرس الثوري» على «مواجهة أعداء الأمة الإيرانية». وقال «السفاحون والجماعات الإرهابية المرتبطة بالقمع العالمي والصهيونية سيواجهون عواقب أفعالهم»، وفق ما نقلت «رويترز» عن الوكالة الإيرانية. بدوره، أوضح المتحدث باسم هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكارجي، أن «أبعاد هذا الاغتيال هي موضع تحقيق»، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية. وقبل شكارجي بساعات، غردت وكالة «نور نيوز» منصة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، «العملية الإرهابية التي نُفذت مساء الأحد في طهران (...) انتهاك غير مدروس للخط الأحمر الذي سيغيّر الكثير من المعادلات».

وألقى «الحرس الثوري» مسؤولية اغتيال خدائي على عاتق ما سماها «قوى الغطرسة العالمية»، دون أن يوجه اتهاماً مباشراً إلى بلد بعينه، لكن وسائل إعلام «الحرس الثوري» سارعت إلى اتهام إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم. ويستخدم المسؤولون الإيرانيون تسمية «الغطرسة العالمية» عادة لوصف الدول الغربية تتهمها طهران بالخصومة مع المؤسسة الحاكمة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده «من عبّروا عن عدائهم الشديد لنظام الجمهورية الإسلامية أظهروا مرة أخرى طبيعتهم الشريرة باغتيال أحد أفراد قوات (الحرس الثوري)». وبعد نحو ساعتين من اغتيال خدائي، قالت وكالة «إيسنا» الحكومية، إن «(الحرس الثوري) رصد واعتقل أعضاء في شبكة مخابرات إسرائيلية». وقالت خدمة العلاقات العامة في الحرس الثوري، في بيان «بتوجيه من جهاز المخابرات التابع للنظام الصهيوني، حاولت الشبكة سرقة وتدمير الممتلكات الشخصية والعامة والخطف وانتزاع اعترافات ملفقة من خلال زمرة أوباش». وأعلن «الحرس» اغتيال ضابط برتبة عقيد، بإطلاق نار من مسلَّحين على دراجة نارية قرب منزله في شرق العاصمة، مقدّماً إياه كأحد «المدافعين عن الحرم»، وهي العبارة المستخدمة رسمياً للإشارة إلى أفراد «الحرس» الذين أدوا مهاما في نزاعي سوريا والعراق. ترسل إيران مقاتلين إلى سوريا منذ المراحل الأولى من الحرب الأهلية لدعم حليفها الرئيس بشار الأسد في مواجهة المعارضة التي طالبت بإسقاط نظامه. ومن بين هؤلاء المدافعين متطوعون أفغان وباكستانيون.

وتعد العملية ضربة قوية للحكومة المتشددة في إيران، خصوصاً بعدما دأبت على إعادة للأجهزة الأمنية، بعد أحداث أمنية عدة استهدفت البرنامج النووي الإيراني خلال العامين الأخيرين من فترة الرئيس السابق حسن روحاني. وهذه أبرز عملية استهداف مباشر داخل إيران منذ اغتيال نائب وزير الدفاع لشؤون الأبحاث، ومسؤول الأبعاد العسكرية والأمنية في البرنامج النووي، محسن فخري زاده، في شرق طهران، في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020. هدد رئيسي في 18 أبريل (نيسان) الماضي، بتوجيه ضربة لقلب إسرائيل وتحويل المنطقة إلى «مسلخ للصهاينة» إذا قامت بأي تحرك ضد إيران. وقال «على الكيان الصهيوني أن يعلم أنه لن تخفى أقل تحركاته عن العيون الثاقبة والرصد الاستخباراتي لقواتنا المسلحة والأمنية». وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية نقلاً عن التلفزيون الرسمي الإيراني، مساء الأحد، أن خدائي «معروف في سوريا»، من دون تفاصيل إضافية. وعلى شبكة «تلغرام»، ذكرت قنوات تابعة لمركز الدعاية والإعلام في «الحرس الثوري»، أن خدائي من القياديين في «فيلق القدس»، مشددة على أنه التحق بتلك القوات منذ انضمامه إلى «الحرس الثوري».

ووصف «الحرس» والإعلام الرسمي خدائي، بأنه «مدافع حرم»، في حين أفاد التلفزيون الرسمي أن خدائي «معروف في سوريا»، من دون تفاصيل. ونشرت الوكالات الإيرانية، أمس، صوراً تظهر شخصاً مضرّجاً بالدماء وقد انحنى رأسه إلى الأسفل، وهو جالس إلى مقعد السائق في سيارة بيضاء اللون. وبدا زجاج نافذة مقعد الراكب الأمامي محطماً. وأمر المدّعي العام في طهران بـ«الإسراع في تحديد وتوقيف منفذّي هذا العمل الإجرامي»، وفق وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري». قُتل أو تعرض للهجوم ما لا يقل عن ستة علماء وأكاديميين إيرانيين منذ عام 2010، ونفذ بعض تلك الوقائع مهاجمون على دراجات نارية. ويُعتقد بأن هذه العمليات تستهدف البرنامج النووي الإيراني الذي يثير خلافات ويقول الغرب، إنه يهدف إلى إنتاج قنبلة. وتعثرت الجهود الدبلوماسية لإحياء الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي، بعدما طلبت طهران إبعاد «الحرس الثوري» من قائمة المنظمات الإرهابية. ودخل الاتفاق النووي في حالة موت سريرية بعدما انسحبت الولايات المتحدة منه، في عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب، الذي انتقد عيوب الاتفاق لعدم شموله برنامج الصواريخ الباليستية، وسلوك إيران الإقليمي، المرتبطين بشكل أساسي بأنشطة «الحرس الثوري».

وبدأت إيران مسار الانسحاب التدريجي من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2019، وأوقفت العديد من التزامات الاتفاق. وفي بداية عهد جو بايدن الذي أبدى رغبته في العودة إلى الاتفاق النووي، باشرت إيران رفع تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المائة، قبل أن تصل إلى نسبة 60 في المائة، بعد الجولة الأولى من محادثات فيينا في نيسان العام الماضي. وربطت وسائل إعلام إسرائيلية بين اغتيال خدائي ومخطط اغتيالات إيرانية، سبق وأعلنت أجهزة المخابرات الإسرائيلية، إحباطها في دول عدة. وقالت «قناة 13» الإسرائيلية، إن خدائي هو من أرسل منصور رسولي لاغتيال القنصل الإسرائيلي في إسطنبول. ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يشرف على «الموساد»، التعليق على التقارير الواردة من طهران. وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، إنه مقرّب من قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» الذي قضى بضربة جوية أميركية مطلع 2020، وعدّته «الرجل الثاني» في «فيلق القدس»، مشيرة إلى أن خدائي «ضالع في سلسلة من الهجمات الإرهابية ضد الإسرائيليين حول العالم»، وأشارت تحديداً إلى أفريقيا وأميركا الجنوبية وتركيا. وقالت «معاريف»، إن «اغتيال المسؤول الكبير رسالة إلى طهران». وبدوره، قال موقع «واي نت»، إن إسرائيل «تعمل على توسيع الصراع من سوريا إلى قلب طهران». وبحسب الصحيفة، قاد خدائي «(الوحدة 840) التابعة لـ(فيلق القدس)، وهي وحدة سرية نسبياً تبني بنية تحتية إرهابية وتخطط لشن هجمات ضد أهداف غربية وجماعات معارضة خارج إيران». وأشارت صحيفة «جيرزاليم بوست» إلى تقارير عن دور خدائي في تهريب الأسلحة إلى سوريا وخطط لعمليات خطف وهجمات ضد الإسرائيليين واليهود في أنحاء العالم.

ونشرت مواقع إسرائيلية، مطلع الشهر الحالي، تسجيل فيديو من استجواب تاجر مخدرات يدعى منصور رسولي، قائلة، إنه ضابط في بـ«الوحدة 840» في «فيلق القدس» خضع للتحقيق في منزله على الأراضي الإيرانية على يد فرقة تابعة لـ«الموساد»، قبل أن تقرر إطلاق سراحه في النهاية. واتهمته بتدبير عمليات اغتيال لجنرال في القوات الأميركية المستقرة في ألمانيا، وصحافي يهودي فرنسي ودبلوماسي إسرائيلي.

وفي 11 مايو الحالي، أفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» نقلاً عن مصدر مطلع، بأن الأجهزة الأمنية اعتقلت خاطفي رسولي. وقالت مصادر إسرائيلية، إن اعترافات رسولي كانت حاسمة في إقناع الرئيس الأميركي جو بايدن بالتراجع عن نيته سحب «الحرس» من قائمة التنظيمات الإرهابية. وأعاد مراقبون، أمس، التذكير بتغريدة سابقة من الجيش الإسرائيلي تعود إلى نوفمبر 2020، حول أنشطة «الوحدة 840» في «فيلق القدس». وتقول التغريدة «إيران، نحن نراقبك، يمكن للمخابرات الجيش الإسرائيلي أن تؤكد أن وحدة (فيلق القدس) رقم (840) والتي تعد جزءاً من شبكة الإرهاب العالمية لإيران كانت مسؤولة عن هجمات العبوات الناسفة على الحدود الإسرائيلية السورية هذا الأسبوع في أغسطس (آب) 2020»، ويحذر الجيش الإسرائيلي قائلاً «لن نسمح لإيران بترسيخ نفسها في سوريا». وقالت صنم وكيل، نائبة رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة «تشاتام هاوس»، إن اغتيال خدائي «يهدف إلى زعزعة استقرار طهران في وقت يتصاعد فيه التوتر مع إسرائيل بسبب برنامج إيران النووي». وأضافت «إذا كانت إسرائيل هي المسؤولة عن الهجوم؛ فهو تذكير بأن قدرة إسرائيل على الوصول للداخل الإيراني وعلى زعزعة الاستقرار تزيد».

 

الأمير محمد بن سلمان يبحث مع وفد من الكونغرس مسائل ذات اهتمام مشترك، ضم الوفد النائب كريس ستوارت والنائب جاي ريسكنثالر والنائبة ليسا مكلين

العربية.نت/24 أيار/2022

استقبل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اليوم الثلاثاء، وفداً من أعضاء الكونغرس الأميركي. وضم الوفد النائب الجمهوري كريس ستوارت من ولاية يوتا، والنائب الجمهوري جاي ريسكنثالر من ولاية بنسلفانيا، والنائبة الجمهورية ليسا مكلين من ولاية ميتشغان. وبحسب وكالة الأنباء السعودية "واس"، جرى خلال الاستقبال استعراض علاقات الصداقة بين البلدين، وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك. حضر الاستقبال الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأميركية، والأمير مصعب بن محمد بن فرحان رئيس القسم السياسي لشؤون الكونغرس في سفارة المملكة لدى الولايات المتحدة، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء عادل بن أحمد الجبير.

 

مسؤولان روسيان رفيعان يقرّان أن الحرب في أوكرانيا ستستمر

موسكو/الشرق الأوسط/24 أيار/2022

لمح وزير الدفاع الروسي ورئيس مجلس الأمن القومي، اليوم (الثلاثاء)، إلى أنه قد يتعين على موسكو القتال لفترة أطول في أوكرانيا لتحقيق أهداف هجومها الذي دخل شهره الرابع. وقال الوزير سيرغي شويغو، خلال اجتماع عبر الفيديو مع نظرائه في دول كانت منضوية في الاتحاد السوفياتي السابق وبث التلفزيون مقاطع منه «سنواصل العملية العسكرية الخاصة حتى تتحقق جميع الأهداف، بغض النظر عن المساعدات الغربية الضخمة لنظام كييف وضغط العقوبات غير المسبوق». وأكد، أن الجهود الروسية لتجنب وقوع ضحايا بين المدنيين «تؤدي بالطبع إلى إبطاء وتيرة الهجوم، لكن هذا الأمر متعمد». ويأتي التصريح بعيد نشر مقابلة نادرة أجرتها صحيفة «أرغومينتي أي فاكتي» الأسبوعية مع رئيس مجلس الأمن القومي نيكولاي باتروشيف، قال فيها، إن العمليات العسكرية ستستمر طالما دعت الحاجة إلى ذلك. وأوضح «نحن لا نهتم بالتفاصيل... الأهداف التي حددها الرئيس (فلاديمير بوتين) ستتحقق». وأضاف «لا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك، الحقيقة إلى جانبنا». ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر فبراير (شباط) تمكنت كييف بمساعدة من دول الغرب من التصدي لتقدم قوات جارتها في العديد من المناطق، ومنها العاصمة كييف. غير أن روسيا تركّز الآن على تأمين وتوسيع مكاسبها في دونباس والساحل الشرقي الأوكراني. ورغم القتال العنيف المستمر منذ ثلاثة أشهر ووقوع خسائر فادحة من الجانبين، لا يتقدم الجيش الروسي إلا بصعوبة بالغة؛ ما يشير إلى حرب استنزاف طويلة. تتمثل الأهداف المعلنة للكرملين في «اجتثاث النازية» من أوكرانيا وتأمين المناطق الشرقية التي يتحدث معظم سكانها اللغة الروسية. وتتهم موسكو السلطات الأوكرانية بارتكاب إبادة جماعية مزعومة هناك.

 

روسيا تدرس «الخطة الإيطالية» للسلام في أوكرانيا

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/24 أيار/2022

أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد جلسة محادثات «جادة ومعمقة»» مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، مضيفا أن النقاشات ركزت على مواجهة العقوبات الغربية المفروضة على البلدين، والتدابير المشتركة لتعزيز القدرات الدفاعية في مقابل تمدد حلف شمال الأطلسي. وقال بوتين في مستهل اللقاء إن الاتفاق على «عقد اجتماع ثنائي في سوتشي أملته الظروف التي تتطلب مثل هذا الحديث الجاد والعميق، وأعني كل ما يتعلق بالقضايا الأمنية في المنطقة، وأمن بلدينا، وكل ما يتعلق بالاقتصاد». وزاد أنه رغم كل الصعوبات، فإن «الاقتصاد الروسي يتحمل تأثير العقوبات بشكل جيد، وجميع مؤشرات الاقتصاد الكلي الرئيسية تتحدث عن ذلك». وأشار بوتين إلى أن «دولة الاتحاد تعد أساسا لمزيد من التطوير»، كما أشار إلى عملية التكامل التي قال إنها «بهدوء ومن دون تسرع وتهدف إلى تطوير المجالات الرئيسية وعلى رأسها التعاون الصناعي، والتعاون في الطاقة والزراعة». بدوره وصف لوكاشينكو الوضع الحالي بأنه «وقت الفرصة». وتطرق الرئيس البيلاروسي إلى الوضع في أوكرانيا محذرا من «طموحات للغرب في اقتطاع أجزاء من هذا البلد». وزاد: «هناك أشياء غير متوقعة في أوكرانيا. نحن وأنتم قلقون، أنهم (الغرب) يتخذون خطوات تقسيم أوصال أوكرانيا». وبحسب لوكاشينكو، فإن «البولنديين وحلف شمال الأطلسي مستعدون للمساعدة في استعادة السيطرة على غرب أوكرانيا، كما كان الحال قبل عام 1939». وأوضح أن «هذه هي استراتيجيتهم لغرب بيلاروسيا أيضاً. نحن نبقي أعيننا مفتوحة. كما قلت، لا يزال يتعين على الأوكرانيين ألا يسمحوا بفصل الجزء الغربي وأجزاء أخرى عن أوكرانيا». على صعيد مواز، أعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا «لا تعد مصدر الخطر» بالنسبة إلى المخاوف من انتشار مجاعة في العالم، موضحا أن «المسؤولية عن المجاعة المحتملة ملقاة على عاتق العقوبات المفروضة على روسيا وعلى عاتق من فرضها». وقال بيسكوف: «لطالما كانت روسيا مصدرا للحبوب موثوقا به إلى حد كبير. كانت أوكرانيا أيضا مصدرا موثوقا به إلى حد ما. لا يمنع الجانب الروسي أوكرانيا من تصدير الحبوب إلى بولندا عبر سكك الحديد، تنطلق قطارات محملة بالأسلحة من هناك، ولا أحد يمنعها من تصدير الحبوب على متن نفس القطارات». وأضاف بيسكوف أن روسيا تتفق كليا مع مخاوف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن نشوء أزمة غذاء عالمية، والتي تحدث عنها خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، مذكرا بتصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال إن الانهيار الذي تشهده سوق القمح، سببه يعود إلى ما تم فرضه من عقوبات وقيود». في الأثناء، نقلت وكالة أنباء نوفوستي الحكومية عن نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو قوله إن موسكو تلقت خطة السلام التي اقترحتها إيطاليا و«تقوم حاليا بدراستها». وقال الدبلوماسي: «تلقيناها منذ وقت قصير وندرسها»، مؤكدا أنها ليست قيد المناقشة حاليا بين روسيا وإيطاليا. وأضاف «عندما ننتهي من دراستها سوف نعطي رأينا». وكان وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أعلن الجمعة أن بلاده اقترحت على الأمم المتحدة تشكيل «مجموعة تيسير دولية» لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار «خطوة بخطوة» في أوكرانيا. بالنسبة إلى دي مايو فإن «مجموعة التيسير» التي اقترحتها الأمم المتحدة «يجب أن تحاول إعادة بناء الحوار بين طرفين هما في حالة حرب حالياً».

ولم تنشر تفاصيل هذه الخطة بعد، لكن صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية قالت إن الوثيقة التفصيلية التي سلمت للأمم المتحدة وضعها دبلوماسيون من وزارة الخارجية الإيطالية وهي تنص على أربع مراحل:

- وقف لإطلاق النار في أوكرانيا ونزع الأسلحة على الجبهة تحت إشراف الأمم المتحدة.

- مفاوضات بشأن وضع أوكرانيا التي ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي وليس حلف شمال الأطلسي.

- اتفاقية ثنائية بين أوكرانيا وروسيا بشأن شبه جزيرة القرم ودونباس (ستتمتع هذه الأراضي المتنازع عليها بحكم ذاتي كامل مع الحق في ضمان أمنها ولكنها ستكون تحت سيادة أوكرانية).

- إبرام اتفاقية سلام وأمن في أوروبا متعددة الأطراف بهدف رئيسي هو نزع السلاح ومراقبة الأسلحة ومنع نشوب نزاعات.

وكان رئيس الفريق المفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي قال إن روسيا مستعدة لاستئناف محادثات السلام مع أوكرانيا من دون أن يوضح ما إذا كانت لدى بلاده أفكار أو اقتراحات جديدة.

إلى ذلك، لم يستبعد رودينكو، احتمال بحث مسألة تبادل الأسرى الروس المحتجزين لدى أوكرانيا مقابل الجنود الأوكرانيين الذين تم احتجازهم بعد مغادرة مصنع «آزوفستال». لكن الدبلوماسي قال إن هذا يتعلق بآليات عمل المفاوضات التي تجريها وزارة الدفاع والفريق الروسي المفاوض لبحث خطوات لتسهيل الحوار بين الطرفين. ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت في شمال غربي أوكرانيا شحنة من الأسلحة والمعدات العسكرية تابعة لوحدة أوكرانية كانت في طريقها إلى دونباس. وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن صواريخ بعيدة المدى عالية الدقة أطلقت من البحر، دمرت في منطقة إحدى محطات القطار في مقاطعة جيتومير، الأسلحة والمعدات العسكرية التابعة للواء الهجوم الجبلي العاشر للجيش الأوكراني والتي كانت تنقل من مدينة إيفانو - فرانكوفسك (غرب) إلى دونباس. وتابع في إيجاز لحصيلة العمليات خلال الساعات الـ24 الماضية أن صواريخ أطلقت من الجو دمرت أربعة مواقع قيادة، ومركز اتصالات لمجموعة العمليات التكتيكية «الشمال» في منطقة بلدة بخموت في دونيتسك و48 منطقة تجمع للقوات والمعدات العسكرية، ومنظومة صواريخ مضادة للطائرات، إضافة إلى ستة مستودعات للذخيرة في لوغانسك. وذكر المتحدث أن الطيران الروسي استهدف 39 منطقة تجمع للقوات والمعدات العسكرية الأوكرانية، ودمر مستودعا للذخيرة في منطقة كراسني ليمان في لوغانسك، مضيفا أنه نتيجة الغارات الجوية تم القضاء على أكثر من 230 فردا من الفصائل القومية الأوكرانية وتعطيل 33 قطعة من المعدات العسكرية.

 

فون دير لاين تقترح استخدام الأصول الروسية لإعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب

بروكسل/الشرق الأوسط/24 أيار/2022

اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، اليوم (الثلاثاء)، استخدام الأصول الروسية لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب. وقالت في كلمة ألقتها أمام «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس بسويسرا: «يجب ألا ندخر وسعاً بما يشمل الأصول الروسية التي قمنا بتجميدها، إذا أمكن»، وذلك في إشارة إلى العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على الأفراد والكيانات الروسية. وقالت فون دير لاين؛ في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «لا يتعلق هذا فقط بإصلاح الضرر الناجم عن غضب بوتين المدمر. إنه يتعلق أيضاً ببناء المستقبل الذي اختاره الأوكرانيون بأنفسهم»، لافتة إلى أن «أوكرانيا تنتمي إلى الأسرة الأوروبية». وشبهت المسؤولة الأوروبية ممارسات تُنسب إلى روسيا في أوكرانيا بما كان يقوم به الاتحاد السوفياتي من مصادرة للمحاصيل، مشيرة إلى أن «الجيش الروسي يصادر مخزونات الحبوب والآلات» في أوكرانيا. وأضافت: «بالنسبة إلى البعض، يعيد هذا ذكريات من الماضي المظلم؛ مصادرة السوفياتيين المحاصيل، والمجاعة المدمرة في الثلاثينات»، في إشارة إلى مجاعة كانت أودت بحياة الملايين من الأوكرانيين. ووفقاً للحكومة الألمانية، تحُول روسيا دون تصدير 20 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا، من المفترض أن تُوجَّه بشكل رئيسي إلى شمال أفريقيا وآسيا. وتشير بيانات «برنامج الأغذية العالمي» التابع للأمم المتحدة إلى أن عدد من يعانون من الجوع الحاد كان عند 276 مليون شخص بداية عام 2022، و«إذا ما استمرت الحرب في أوكرانيا، فإن العدد قد يرتفع بـ47 مليوناً». ووصفت فون دير لاين قصف روسيا مخازن الحبوب ومنع الصادرات الزراعية، بأنها «أفعال شائنة»، لافتة إلى أنها تسببت في ارتفاع هائل لأسعار القمح حول العالم.

 

دورية روسية ـ تركية في عين العرب وقافلة للتحالف الدولي تدخل الحسكة

دمشق - لندن/الشرق الأوسط/24 أيار/2022

في حين سُجّل دخول قافلة جديدة للتحالف الدولي الذي تقودها الولايات المتحدة إلى شمال شرقي سوريا قادمة إقليم كردستان العراق، سيّرت «الشرطة العسكرية» الروسية دورية جديدة مع الجانب التركي في ريف عين العرب (كوباني) شمال سوريا. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن الدورية الروسية - التركية، المؤلفة من 8 عربات عسكرية، انطلقت من قرية آشمة غرب كوباني، وجابت قرى قره موغ، جيشان، خرابيسان تحتاني- ايتويران تحتاني، بغديك، وصولاً إلى قرية خانه - بندرخان في ريف تل أبيض الغربي. وعادت الدورية بعدها إلى قرية غريب، مروراً بقرى بغديك، خرابيسان تحتاني - ايتويران تحتاني، هولاقية، تلك، عين البط. وأوضح «المرصد»، أن العربات العسكرية التركية دخلت من البوابة القريبة من قرية غريب، في حين عادت العربات الروسية إلى مركزها في منطقة الإذاعة غرب كوباني (عين العرب). وهذه هي الدورية التاسعة والتسعون بين الجانبين في المنطقة منذ الاتفاق الروسي - التركي بشأن وقف إطلاق النار في شمال شرقي سوريا. وجاءت الدورية في وقت أصيب 3 عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) جراء قصف تركي على ريفي تل تمر وأبو راسين في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا، في حين أصيب 5 من عناصر الفصائل الموالية لتركيا بقصف نفذته «قسد» على المنطقة المعروفة باسم «نبع السلام»، ليبلغ إجمالي عدد الإصابات 11 شخصاً، هم 3 مدنيين، و3 من عناصر «قسد»، و5 من عناصر الفصائل الموالية لتركيا. في الوقت ذاته، استهدفت طائرة مسيرة تركية، نقطة عسكرية تابعة لـ«قسد» بالقرب من طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4) شرق عين عيسى؛ ما أدى إلى إصابة شخص بجروح خطيرة.

وبالتزامن مع ذلك، دخلت قافلة جديدة لـ«التحالف الدولي» إلى سوريا قادمة إقليم كردستان العراق. وأوضح «المرصد»، أن القافلة تتألف من 30 آلية تحمل مواد لوجيستية ووقوداً، وقد عبرت معبر الوليد، واتجهت نحو القواعد العسكرية في منطقة الشدادي ضمن محافظة الحسكة. ويوم الخميس الماضي، 19 مايو (أيار)، دخلت قافلة أخرى لـ«التحالف الدولي» إلى سوريا قادمة من إقليم كردستان العراق. وكانت تلك القافلة تتألف من 15 شاحنة تحمل مواد لوجيستية ووقوداً، عبرت أيضاً معبر الوليد واتجهت نحو القواعد العسكرية الأميركية في محافظة الحسكة.

 

إردوغان: عملية قريبة لإقامة «منطقة آمنة» بعمق 30 كيلومتراً داخل سوريا وحكومته أكدت أن التطبيع مع الأسد «غير وارد»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/24 أيار/2022

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس الاثنين إن أنقرة ستشن قريباً عمليات عسكرية جديدة على حدودها الجنوبية لإقامة مناطق آمنة بعمق 30 كيلومتراً لمكافحة التهديدات الإرهابية من هذه المناطق. وأضاف «الهدف الرئيسي لهذه العمليات سيكون مناطق تمثل مراكز للهجمات على بلادنا (وإقامة) مناطق آمنة»، دون الخوض في التفاصيل، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة «رويترز». وقال إردوغان إن العمليات ستبدأ فور استكمال القوات العسكرية وأجهزة المخابرات والأمن استعداداتها.وصدر كلامه بعد أقل من يوم من تأكيد حكومته أن التطبيع مع النظام السوري أمر صعب للغاية وغير مطروح على أجندتها. وقال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، نعمان كورتولموش، إن التطبيع مع نظام الرئيس بشار الأسد «أمر صعب للغاية»، و«غير وارد» داخل مخططات الحكومة التركية. وأضاف كورتولموش، في مقابلة تلفزيونية أمس (الاثنين)، أن هدف الحكومة التركية في الوقت الحالي هو إنشاء منطقة آمنة على طول الحدود الشمالية لسوريا، من أجل تطبيق خطة العودة الطوعية لمليون لاجئ سوري من المقيمين في تركيا. والشهر الماضي، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه يمكن التعاون مع رئيس النظام السوري بشار الأسد في قضايا الإرهاب والمهاجرين دون الاعتراف به، وأنه يجري التعاون مع كل من لبنان والأردن والعراق بشأن تأمين عودة طوعية وآمنة للاجئين السوريين. وضرب جاويش أوغلو مثالاً بتعاون بلاده مع «طالبان» في أفغانستان رغم عدم اعترافها بها، حتى الآن، وذلك من أجل منع انهيار البلاد ومنع انتشار الإرهابيين وقدوم مزيد من المهاجرين.

وقال: «إننا نرى أنه من المفيد التعاون مع نظام الأسد من دون الاعتراف به»، مشيراً إلى أن بلاده تدعم وحدة الأراضي السورية. ولفت إلى أن الجيش السوري بدأ في الفترة الأخيرة محاربة «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، التي قال إنها «تخطط لتقسيم سوريا».

وتصنف تركيا الوحدات الكردية كتنظيم إرهابي، وصعدت في الفترة الأخيرة من قصفها لمواقع «قسد» في شمال شرقي سوريا، وذلك بعد أن انتزعت في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 السيطرة من «قسد» على مناطق في شرق الفرات عبر عملية «نبع السلام» العسكرية بدعم «الجيش الوطني السوري» الموالي لها. واستهدفت العملية إبعاد الوحدات الكردية لمسافة 30 كيلومتراً عن الحدود الجنوبية لتركيا، وتوقفت بعد أيام من انطلاقها بتدخل من أميركا وروسيا. من جانبها، كشفت صحيفة «تركيا» القريبة من الحكومة، عن تسارع وتيرة المحادثات بين أنقرة والنظام السوري، بهدف مناقشة ملفين رئيسيين هما اللاجئون ومشكلة «وحدات حماية الشعب» الكردية. وقالت إن تركيا تريد من النظام فتح معركة عسكرية على حدود سيطرة «قسد» من المحور الشمالي الشرقي من سوريا، بهدف السيطرة على حقول النفط والغاز من جديد، وأن تضمن تركيا دعمها والتزامها لحكومة النظام في عمليات التنقيب والنقل والتصدير. وبالتوازي مع هذا المشروع، فإن إنشاء أقاليم آمنة في مناطق سيطرة النظام السوري هو موضوع آخر للمفاوضات بين ممثلي البلدين. وبحسب الصحيفة، فإن النظام السوري تمسك منذ المحادثات الأولى مع أنقرة بضرورة انسحاب تركيا من مناطق «درع الفرات» و«غصن الزيتون» و«نبع السلام» وإدلب.

 

بايدن يتعهد الدفاع عن تايوان عسكرياً {إذا غزتها الصين} وبكين تنتقد تصريحاته وتعتبرها تدخلاً في شؤونها الداخلية

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/24 أيار/2022

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن الكثير من الجدل والتساؤلات، بعد أن تعهد بأن تتدخل الولايات المتحدة عسكرياً إذا أقدمت الصين على غزو تايوان. وجاءت تصريحاته كابتعاد متعمد عن سياسة الغموض الاستراتيجي التي اتبعتها واشنطن تجاه الصين، وتحذير قوي للصين إذا ما حاولت الاستيلاء بالقوة على الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي. جاء ذلك، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، في طوكيو، حيث سُئل بايدن عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للذهاب إلى أبعد من مساعدة تايوان في حالة الغزو أكثر مما فعلت مع أوكرانيا. فأجاب بايدن «نعم... هذا هو الالتزام الذي قطعناه على أنفسنا. نحن نتفق مع سياسة الصين الواحدة. لقد وقعنا على جميع الاتفاقيات المصاحبة لها والتي تم التوصل إليها، لكن فكرة أنه يمكن أخذ تايوان بالقوة، هذا ليس مناسباً».

مقارنة تايوان بأوكرانيا

وقارن بايدن بين غزو محتمل لتايوان من قبل الصين، مع الغزو الروسي لأوكرانيا، محذراً أن ذلك «سوف يؤدي إلى اضطراب المنطقة بأكملها». وأضاف أن الصين ليس لها أي حق في السيطرة على الجزيرة بالقوة، مشيراً إلى أن ردع الصين عن مهاجمة تايوان كان أحد الأسباب التي تجعل من المهم أن يدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثمناً باهظاً جراء عدوانه في أوكرانيا، خشية أن تفهم الصين ودول أخرى أن هذا العدوان يمكن أن يكون مقبولاً. وأضاف بايدن: «لا نزال ملتزمين بدعم السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، وضمان عدم تغيير الوضع الراهن بشكل أحادي الجانب». وحذر الرئيس الأميركي من أن الصين «تلعب بالنار» عبر مناوراتها الحالية حول تايوان، وأنه لا يتوقع أن تحاول بكين شن هجوم على تايوان. من جانبه، أكد أيضاً رئيس الوزراء الياباني على أهمية السلام والاستقرار في مضيق تايوان، قائلاً إن «محاولات تغيير الوضع الراهن بالقوة، مثل العدوان الروسي على أوكرانيا، يجب ألا يتم التسامح معها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وخصوصاً في شرق آسيا». وأضاف: «مع تزايد حدة البيئة الأمنية الإقليمية، أكدت مع الرئيس بايدن أننا بحاجة إلى تعزيز الردع والاستجابة للتحالف الياباني الأميركي على وجه السرعة»، مؤكداً أنه أعرب عن تصميمه على «تعزيز القدرة الدفاعية لليابان بشكل أساسي».

تساؤلات حول التوقيت

ويثير توقيت هذه التصريحات أيضاً العديد من التساؤلات، حيث اختار بايدن مناسبة شديدة الحساسية لتقديم هذا التعهد بالدفاع عن تايوان عسكرياً، خلال لقائه مع رئيس وزراء اليابان في طوكيو التي تعد اليابان العدو التاريخي للصين، وتسعى إلى التزام قوي من الحليف الأميركي بتقليص نفوذ الصين وطموحاتها في المنطقة. ولطالما كانت المناورات الجوية للطائرات الصينية في مساء تايوان مصدر قلق لليابان التي تسيطر على جزر سينكاكو في المياه القريبة لتايوان بينما تطالب الصين بتبعيتها لها. وبالإضافة إلى هذه التصريحات فإن الاتفاق الإطاري الاقتصادي الجديد للمحيطين الهندي والهادئ الذي أعلنه الرئيس بايدن ويضم 12 دولة بالمنطقة يعد تحدياً واضحاً للصين التي تحاول فرض قوتها ونفوذها على جميع أنحاء آسيا من شبه الجزيرة الكورية وبحر الصين الجنوبي إلى شبه القارة الهندية والمحيط الهندي. لكن هذا الاتفاق لا يشمل تايوان. وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أن تايوان ليست من الحكومات الموقعة على الاتفاقية التجارية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تريد تعميق شراكتها الاقتصادية مع تايوان على أساس ثنائي. كما يأتي التصريح بعد زيارة لكوريا الجنوبية ناقش خلالها بايدن مع الرئيس الكوري الجنوبي الجديد استئناف التدريبات العسكرية المشتركة التي ألغاها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2018 في محاولاته للتقرب من زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون. ويرى محللون أن تصريحات بايدن تأتي أيضاً رداً على التدريبات العسكرية الصينية التي أقدمت الصين عليها بالتزامن مع زيارة بايدن الآسيوية إضافة إلى التحذيرات الصينية وراء الكواليس من مناقشة وضع تايوان علناً. وبدا أن تصريحات بايدن العلنية تحاول التأكيد أن الإدارة ترفض تحذيرات الصين وأنها ترغب في الدفع بسياسات رادعة.

الاعتراض الصيني

وفي غضون ساعات، أعربت الصين عن «استيائها الشديد ومعارضتها الشديدة» لتصريحات بايدن، قائلة إنها لن تسمح لأي قوة خارجية بالتدخل في «شؤونها الداخلية». وقال وزير الخارجية الصيني وانج يي إن الصين ليس لديها «مجال للمساومة أو التنازل» على حساب المصالح الأساسية للسيادة ووحدة الأراضي. وحذر: «لا يجب أن يقلل أي شخص من شأن العزيمة القوية والإرادة الحازمة والقدرات القوية للشعب الصيني». وقال وانغ ون بين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: «فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بسيادة الصين ووحدة أراضيها والمصالح الجوهرية الأخرى، لا يوجد مجال للتسوية». وأضاف: «لقد حثنا الجانب الأميركي على الالتزام الجاد بمبدأ الصين الواحدة. ويجب توخى الحذر في الأقوال والأفعال بشأن قضية تايوان، وعدم إرسال أي إشارة خاطئة إلى القوى الانفصالية والاستقلال المؤيدة لتايوان، حتى لا يتسبب ذلك في أضرار جسيمة للوضع عبر مضيق تايوان والعلاقات الصينية الأميركية».

شراكة اقتصادية

وأعلن بايدن في طوكيو إطلاق شراكة اقتصادية جديدة في منطقة آسيا - المحيط الهادئ من أجل التصدي لنفوذ الصين لكن خبراء أبدوا تحفظات أو حتى بعض الشكوك حيال أبعادها الفعلية التي تتجاوز رمزيتها. لا يُعد «الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ» اتفاقية تجارة حرة ولكنه ينص على مزيد من التكامل بين الدول الأعضاء في أربعة مجالات رئيسية هي الاقتصاد الرقمي وسلاسل الإمداد والبنية التحتية للطاقة النظيفة ومكافحة الفساد. وقال بايدن: «ستطلق الولايات المتحدة واليابان سوية مع 11 دولة أخرى الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ». وأوضح الرئيس الأميركي أنه «ملتزم بالعمل مع أصدقائنا المقربين وشركائنا في المنطقة على التحديات الأكثر أهمية لضمان القدرة التنافسية الاقتصادية في القرن الحادي والعشرين». وتضم المبادرة بشكل أساسي 13 دولة هي الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا - الدول الأربع المنضوية ضمن صيغة «كواد» الدبلوماسية التي ستجتمع الثلاثاء في طوكيو - وكذلك بروناي وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وماليزيا ونيوزيلندا والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام. وقالت هذه الدول التي تشكل معا نحو 40 في المائة من إجمالي الناتج العالمي، في بيان مشترك: «نتشارك في الالتزام من أجل أن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومنفتحة ومنصفة وشاملة ومترابطة ومرنة وآمنة ومزدهرة»، وبصفتها «منصة مفتوحة» يمكن أن تضم المبادرة دولاً أخرى على المدى الطويل كما أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان. وتبدو هذه المبادرة الأميركية أنها تهدف بوضوح إلى الحد من النفوذ المتزايد للصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

تعاون أميركي ياباني في الفضاء

على صعيد آخر، أعلنت اليابان والولايات المتحدة تعميق التعاون في مشروعات الفضاء، وعزمهما إرسال أول رائد فضاء ياباني إلى القمر. ولم يهبط أي شخص غير أميركي على سطح القمر حتى اليوم، وقد قالت اليابان سابقاً إنها تأمل في إرسال مهمة إلى القمر بحلول نهاية هذا العقد.

وقال الرئيس بايدن، إن الدولتين ستتعاونان في برنامج «أرتيميس» الذي تقوده الولايات المتحدة لإرسال رواد فضاء إلى القمر، ثم إلى المريخ لاحقاً. وأبدى بايدن «حماسة» بشأن التعاون بما يشمل منشأة «غيتواي» التي ستدور حول القمر وتقدم الدعم للبعثات المستقبلية. وقال الرئيس الأميركي: «أنا متحمس بشأن العمل الذي سنقوم به معاً في محطة غيتواي حول القمر، ونتطلع إلى انضمام أول رائد فضاء ياباني إلى المهمة على سطح القمر في إطار برنامج أرتيميس». ويركز برنامج الفضاء الياباني على الأقمار الصناعية والمسابير، ما دفع رواد الفضاء اليابانيين للانتقال إلى الولايات المتحدة وروسيا للسفر إلى محطة الفضاء الدولية.

 

دافوس» يحذر من «ستار حديدي» اقتصادي وأزمة غلاء غير مسبوقة

رئيس أوكرانيا طالب بـ«تقليم أظافر روسيا»... وأمير قطر حضّ العالم على التمسك بالحوار

دافوس: نجلاء حبريري/الشرق الأوسط/24 أيار/2022

«أوكرانيا، أوكرانيا، ثم أوكرانيا»، هكذا لخص مشارك مخضرم في المنتدى الاقتصادي العالمي محاور الملتقى لهذا العام. «الحرب في أوكرانيا لا تهدد أمن وحدود أوروبا فحسب، بل يلمس العالم تداعياتها المدمرة اليوم، من الخطر المحدق بالأمن الغذائي وتسريع التوجهات الحمائية، إلى بوادر الركود الاقتصادي الذي يهدد كبرى الاقتصادات». لقي هذا التحذير صدى واسعا في المنتدى، إذ اعتبر «مجتمع كبار الاقتصاديين» في دافوس أن العالم «يسير بثبات نحو أسوأ أزمة غذاء في التاريخ الحديث»، وأن حرب أوكرانيا تهدد بتفاقم الجوع العالمي وأزمة غلاء معيشة غير مسبوقة. كما دق الخبراء في تقريرهم السنوي ناقوس الخطر من قيام «ستار حديدي» اقتصادي وارتفاع كبير في الأسعار، جراء توجه الشركات العالمية لإعادة تحديد سلاسل الإمداد وفق الخطوط الجيوسياسية.

ضيف شرف

لم يكن من المفاجئ تخصيص مؤسس المنتدى، كلاوس شواب، ترحيبا خاصا بوفد أوكرانيا ورئيسها فولوديمير زيلينسكي، الذي حل ضيف شرف على «دافوس» هذا العام. وفيّاً لأسلوب «الرئيس الجندي» الذي تميز به منذ أن شنت روسيا «عمليتها العسكرية الخاصة» في 24 فبراير (شباط) ضد بلاده، خاطب زيلينسكي جموع «دافوس» مرتديا زيا أخضر «شبه عسكري» ومحاطا بأعلام أوكرانيا. وقال متحدثا من وراء الشاشة: «يمر التاريخ بنقطة تحول... هذه هي اللحظة التي يتقرر فيها ما إذا كانت القوة الغاشمة ستحكم العالم». وتابع: «القوة الغاشمة لا تناقش – إنها تقتل. وهذا ما تفعله روسيا في أوكرانيا اليوم».

وفيما عبر عن امتنانه للدعم الذي تحظى به بلاده من طرف حلفائها، ناشد زيلينسكي بإرسال المزيد من الأسلحة وفرض عقوبات «قصوى» على موسكو. وقال: «أعتقد أنه ليست هناك عقوبات من هذا النوع على روسيا حتى الآن»، داعيا إلى استبعاد موسكو تماما من نظام التجارة الدولي، وحظر نفطها، وفرض عقوبات على جميع مصارفها، ووقف أي تبادل تجاري معها. واعتبر زيلينسكي أن السبيل الوحيد لتفادي صراع جديد في المستقبل هو عبر «معاقبة روسيا بشكل كامل». وقال: «إذا خسر المعتدي كل شيء، فإنه سيفقد الحماس لشن حرب». وبينما تحركت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا لحظر النفط والغاز الروسيين، تسود انقسامات في صفوف الاتحاد الأوروبي بشأن فرض إجراءات مماثلة، خاصة مع اعتماد دول مثل ألمانيا والمجر بشكل كبير على واردات الغاز الروسية. وفيما عبرت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية لوليا سفيريدينكو، عن تفهمها لموقف أوروبا وأهمية تقدير التكلفة التي يمكن أن تترتب عن عقوبات من هذا النوع على اقتصادها، إلا أنها ذكرت أن بلادها تعيش «حربا حقيقية». وتابعت «تريد روسيا تدمير أوكرانيا وتهدد العالم بمجاعة. (...). علينا أن نعزل روسيا تماما عن العالم المتحضر».

الشيخ تميم:

الوحدة أساس حل الصراعات

إلى جانب زيلينسكي، حظي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بترحيب خاص من طرف كلاوس شواب. وألقى كلمة سلط فيها الضوء على الجهود التي تبذلها بلاده لتقريب وجهات النظر، وضرورة تحقيق التوازن بين حماية البيئة والأمن الطاقي، إلى جانب تطلعات قطر من استضافة كأس العالم. وقال الشيخ تميم إنه «يجب علينا أن نوازن بحكمة بين الحاجة إلى الاهتمام بالبيئة، وتوفير أمن الطاقة للعالم في الوقت نفسه»، ما يتطلب تنسيقا وتعاونا مكثفا بين الحكومات والشركات وأصحاب المصلحة. ورأى أن «الحرب في أوروبا عمقت أزمة الطاقة حول العالم»، لافتا إلى أن بلاده تطبق أحدث التكنولوجيا في استخراج الطاقة للحفاظ على البيئة وتقليل هدر الغاز. إلى ذلك، دعا أمير قطر إلى «مراجعة وإصلاح وتعزيز إطار عملنا من أجل السلام»، مضيفا «نحن بحاجة إلى إرسال رسالة تعيد الطمأنينة للناس في جميع أنحاء العالم، مفادها أنه: فقط من خلال الوحدة يمكننا التغلب على الصراع الذي يقسمنا». وفيما لفت إلى أن العقود الماضية شهدت تهميش دور الأمم المتحدة، وانتهاك سيادة حكم القانون في العلاقات الدولية، عد الجلوس على طاولة الحوار «أفضل طريقة لحل الخلافات»، مستدلاً بما تم إنجازه في أفغانستان، ومؤكداً أن قطر تشجع عودة إيران والمجتمع الدولي للمفاوضات وللاتفاق. وعن الدور الذي لعبته قطر في أعقاب الانسحاب الأميركي من أفغانستان، قال الشيخ تميم: «إننا نجحنا في جهود الإجلاء من أفغانستان، لكن ما زال أمامنا أمور بحاجة إلى الحل هناك»، وشدد على «أننا نعمل مع حلفائنا في مهام تسهيل السلام والإغاثة الإنسانية ومكافحة الإرهاب». أما عن المفاوضات القائمة بين الدول الغربية وإيران حول إحياء الاتفاق النووي، قال إن الدوحة لا تقوم بدور رسمي للوساطة، وهي تحاول المساعدة وحث جميع الأطراف على العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015. إلى ذلك، رأى أمير قطر أن العدوان العالمي في تصاعد، وبلغ ذروته في أوكرانيا. وقال إن قطر مستعدة للمساهمة في كل جهد إقليمي ودولي لإيجاد حل سلمي فوري للصراع بين روسيا وأوكرانيا. كما دعا القادة إلى تذكر أزمات العالم «المنسية أو المهملة»، وإيلائها نفس القدر من الاهتمام والجهد الذي يبذله العالم لحل أزمة أوكرانيا، «لأن الناس جميعا يستحقون السلام والأمن والكرامة». واعتبر أمير قطر فلسطين جرحا مفتوحا منذ إنشاء الأمم المتحدة، «فقد ظلت هذه العائلات ترزح تحت الاحتلال منذ عقود، بينما لا يلوح أي مخرج في الأفق». وتوقف عند مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة، التي قال إنها «حُرمت من جنازة تصون كرامة الموتى»، وإن مقتلها «لا يقل رعبا عن مقتل الصحافيين السبعة في أوكرانيا، والـ18 في فلسطين منذ عام 2000». وعن تنظيم كأس العالم في قطر، قال الشيخ تميم: «نعمل بكل جهد حتى يتيح هذا الحدث الرياضي الكبير لمنطقتنا بأكملها فرصة لاستضافة العالم. إن الشرق الأوسط يعاني منذ عقود من التمييز. وأرى أن مثل هذا التمييز ينطلق إلى حد كبير من أشخاص لا يعرفوننا، وفي بعض الحالات، يرفضون محاولة التعرف علينا».

عواقب بشرية وخيمة

إلى جانب الدعوات إلى إقرار الأمن والاستقرار، شهد اليوم الأول من أعمال «دافوس» تحذيرا صارما من العواقب البشرية المدمرة لتفكك الاقتصاد العالمي. ودق مجتمع كبار الاقتصاديين التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، ناقوس الخطر جراء انخفاض النشاط الاقتصادي وارتفاع التضخم وانخفاض الأجور وزيادة انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم في عام 2022. وتوقع المنتدى أن يواجه كل من قطاع الأعمال والحكومات خيارات صعبة، قد تقود إلى مزيد من التفكك وتحولات غير مسبوقة في سلاسل التوريد. وحذر من أن هذه الأنماط ستخلق أجواءً متقلبة وحالة من عدم اليقين، وتحمل تكاليف بشرية «صادمة». وحذر المنتدى في تقريره حول التوقعات الاقتصادية، من «ستار حديدي» اقتصادي وارتفاع كبير في الأسعار، مع إعادة الشركات العالمية تحديد سلاسل الإمداد لتتماشى وفق التصدعات الجيوسياسية الجديدة. وربط خبراء المنتدى تراجع الأمن الغذائي بالحرب في أوكرانيا. وتوقعوا أن تؤدي هذه الحرب إلى تفاقم الجوع وأزمة غلاء معيشة غير مسبوقة، مع زيادة متوقعة في أسعار القمح تتجاوز 40 في المائة هذا العام، وارتفاع أسعار الزيوت النباتية والحبوب واللحوم إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.وتوقع كبار الاقتصاديين أن يكون انعدام الأمن الغذائي أكثر حدة في أفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدى السنوات الثلاث المقبلة. وحذروا من أنه وفق المسار الحالي، يسير العالم بثبات نحو أسوأ أزمة غذاء في التاريخ الحديث، مصحوبة بضغط إضافي ناجم عن ارتفاع أسعار الطاقة. ولفت المنتدى إلى أن الاقتصادات النامية تواجه مقايضة بين مخاطر أزمة الديون من جهة وتأمين الغذاء والوقود من جهة أخرى. فيما ستستمر الأجور في التراجع في الاقتصادات ذات الدخل المرتفع والمنخفض على حد السواء.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أكذوبة التحرير والوضع في جنوب لبنان بين 1988 واليوم

الكولونيل شربل بركات/25 أيار/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/108742/108742/

بعد مرور 22 سنة على الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان بات من الضروري نشر بعض ما يعرفه ابناء المنطقة الحدودية من معلومات حول تلك المرحلة. ومن هنا يجب وضع النقاط على الحروف خاصة لأن حزب الله لم يرتدع أو يتأقلم مع الوضع اللبناني ولا هو استفاد من التغطية على تصرفاته الشاذة ليعود إلى لبنانيته، فيشعر الشيعة بالولاء أكثر للبنان كما كان شعور المسيحيين والدروز يوم حكموا البلد، ولكنه تجبّر وأخذ اللبنانيين إلى مكان غير مقبول بزرع الحقد ونشر الفوضى وتعزيز الانغلاق وتعميم التبعية لمحتل جديد على الكثير من الفئات اللبنانية بسبب أكذوبة التحرير التي نادى بها ولم يردعه عنها أحد.

منذ بدء انسحاب الجيش الاسرائيلي بعد 1982 واجه لبنان مشكل كبير خاصة في منطقة الشوف والتهجير الذي لحقه. ومن ثم أدت المرحلة الثانية من الانسحاب إلى تهجير قرى الأقليم وشرق صيدا. ولولا وقوف جيش لبنان الجنوبي موقفا مشرفا في الدفاع عن جزين لكانت تلك المنطقة تهجرت ايضا يومها. هذه الأحداث دعت قيادة الجيش الجنوبي إلى وضع خطة لحماية القرى الموازية للحدود اللبنانية الاسرائيلية والتي كانت قاومت الفلسطينيين بين 1975 و1982 ونسقت مقاومتها تلك مع الجار الاسرائيلي لتأمن عدم قيامه باحتلال الجنوب بشكل مباشر وتهجير أهله كون هناك من يؤمن الاستقرار من الطرف اللبناني ويتحمل وزر عمليات الخارجين عن القانون يومها، فالدولة اللبنانية الغائبة، وبعد توقيعها اتفاق القاهرة الذي ألغى مفاعيل اتفاقية الهدنة الموقعة سنة 1949، سمحت باستباحة الأرض اللبنانية وجعلتها ساحة معركة أدت إلى تهجير الجنوبيين من أرضهم، ولكن وقوف القرى الحدودية موقفا ثابتا في الدفاع عن الأرض والحق والجيرة الحسنة، منع تهجيرهم من بيوتهم لا بل سمح، بعد 1978 وعملية الليطاني، بانتشار قوات من الأمم المتحدة واستتباب نوع من الأمر الواقع أعاد إلى المنطقة بعض الاستقرار والحياة شبه الطبيعية.

ولكن البقاء في جزين ومنطقتها تطلب خط امداد بينها وبين مرجعيون وهذا ما جعل منطقة جبل الريحان منطقة حساسة نوعا ما بسبب قلة السكن فيها، وحتى بوجود بلدة العيشية التي كان سكانها تحمّلوا المجازر والتهجير ايام السيطرة الفلسطينية ولم يسمح لهم السوريون بالعودة لاعمارها إلا بعد انسحابهم منها على أثر دخول اسرائيل في 1982، وقد بقيت ايضا منطقة حاصبيا وشبعا ضمن المنطقة الحدودية ما ساهم بزيادة الاستقرار واعطائها وجه لبنان التعددي باضافة المزيد من الدروز والسنة على المركب الأساسي للمنطقة من الشيعة والمسيحيين. ولكن كان هناك تخوّف من عودة الاعتداءات على القرى الآمنة ولذا فقد حصّنت بعض المواقع لتحمي المواطنين العابرين على الطرق أو العاملين في أراضيهم الزراعية وحتى القرى نفسها أحيانا.

وكان الجيش الجنوبي ملتزما بمنع الاعتداء على سكان المناطق المتاخمة والقرى المواجهة باعتبارها قرى لبنانية تقع ضمن منطقة انتشار قوات الأمم المتحدة. ولكن الحزب الإيراني انتقل من العمليات الانتحارية الاستعراضية بواسطة السيارات المفخخة، إن ضد القوات المتعددة الجنسية في البدء أو على بعض مداخل المنطقة لاحقا، إلى مهاجمة المراكز العسكرية للجيش الجنوبي والتي نجح في الاقتراب من بعضها أحيانا. ومن هنا توتر الوضع الذي أثر على المدنيين في الطرف الآخر. وهذا ما حدا بالسيد عبد المجيد صالح (الذي انتخب نائبا فيما بعد)، وكان مسؤول حركة أمل في صور يومها، لأن يطلب تدخل الأمم المتحدة لسحب مركز “الحقبان” الذي يشرف على بلدته ياطر ويمنع تحرك المواطنين بين ممتلكاتهم كلما قامت أي عملية من قبل الحزب الإيراني.

كانت بيت ليف وصربين تقعان جنوب خط القنن الذي يحميه موقع الحقبان والذي يشرف بشكل مباشر على قرية ياطر، وفي حال انسحاب الجيش الجنوبي من هذا الموقع سوف ينقلب الوضع بتهديد أبناء هاتين البلدتين، وبما أن لأهالي ياطر أراضي تشرف على البلدتين تم الاتفاق مع حركة أمل على سحب هذا الموقع إذا ما تكفّل أبناء ياطر بمنع استعمال أراضيهم لمهاجمة سكان ومزارعي البلدتين المذكورتين وبالتالي منع أية عمليات عسكرية انطلاقا من ياطر. وبعد الاتفاق على هذه النقطة انسحب جنود الجيش الجنوبي من موقع الحقبان ليتركزوا في جبل حميد أي الخط الخلفي الموازي والذي يشرف على نفس المنطقة. وكان فرح كبير في ياطر لا بل قدّر الأهالي فيها هذه الخطوة وتدخل المراقبين الدوليين الذين يعملون في فريق UNTSO ومساهمتهم بشكل أو بأخر بتأمين هذا الانفراج.

من هنا اعتبر حزب إيران بأن فريق المراقبين الدوليين يقوم بحوار بين المنطقتين يمكن أن يؤمن الاستقرار ما لا يقبل به الحرس الثوري. فكان قرار خطف الكولونيل “ويليم هيغنز” قائد هذا الفريق وهو عائد من زيارة قام بها للسيد عبد المجيد صالح في مركزه بمدينة صور. وهذا ما دفع حركة أمل لمساندة قوات الأمم المتحدة بالتفتيش عن الضابط المخطوف وطرد كل من له علاقة بحزب الله في منطقة الجنوب خلال شتاء 1988 ما جعل الأوضاع تستقر ويسود الهدوء.

ولكن ما جرى في بيروت من أحداث تطورت إلى ما سمي “حرب التحرير” وبالتالي التحاق سوريا، ولو رمزيا، بالقوات التي حاربت الرئيس صدام حسين لتحرير الكويت، ومن ثم التحول الذي أدى إلى اتفاق الطائف وبعده “حرب الالغاء” وما تلاها من سيطرة سوريا على كامل الأراضي اللبنانية، غيّرت الأمور على الأرض، فطلبت سوريا حل كل المليشيات وتسليم سلاحها ومن ضمنها الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية وحركة أمل، وذلك بناء على اتفاق الطائف بينما أبقت على حزب الله وحده تحت شعار ما سمي “بالمقاومة” ليعود ويسيطر على الأرض شيئا فشيئا ويتحكم بالمنطقة التي كانت حررتها منه حركة أمل.

ولكي تضمن بقاءه بجانبها، اطلقت سوريا يد الرئيس بري في السياسة المحلية والتوظيف والاستفادة من مشاريع الدولة فقبل بالتخلي عن دور أمل العسكري على الأرض في الجنوب، وكذلك فعلت باعطاء السيد جنبلاط سيطرة كاملة على ملف المهجرين والصندوق الممول لهذه العملية. ثم قامت بسجن رئيس الحزب المسيحي القوي الدكتور جعجع وحلت حزبه بعدما سلّم سلاح القوات اللبنانية بحسب الاتفاق. وهذا ما جعل حزب الله يصبح المسلح الوحيد على الساحة اللبنانية ويسمح بعودة التوتر إلى الجنوب خاصة بعد العمليات التي جرت فور توقف محادثات “السلام المزعوم” في مدريد بين سوريا واسرائيل فكانت الصواريخ التي اطلقت من لبنان على مدن اسرائيلية هي الرد السوري على فشل التوصل إلى سلام، ما استتبع رد اسرائيلي بما سمي عملية “الحساب” والتي قامت بها اسرائيل في تموز من سنة 1993 وادت إلى دمار في الجانب اللبناني. ولكن في نفس الوقت اعلان سيطرة حزب الله على الأرض وتفرده بقرار الحرب والسلم في لبنان، بالطبع بالتنسيق مع قوات الاحتلال السوري.

كان الاتفاق بين سوريا ولبنان من جهة واسرائيل من جهة ثانية اعتراف بحزب الله من قبل اسرائيل والدول الكبرى التي رعت الاتفاق وطالبت حكومة لبنان وسوريا بضبطه وإلا فلاسرائيل الحق بالرد. ولكن في أيلول من نفس السنة أي 1993 تم الاعلان عن اتفاقية أوسلو بين الفلسطينيين واسرائيل والتي اعتبرت صفعة لسوريا. ومن هنا كان تمسّك السوريين أكثر فأكثر بورقة حزب الله هذا ودفعهم لزيادة التوتر على الحدود كون اسرائيل من خلال التوصل للاتفاق مع الفلسطينيين، وبعد أن كانت مصر قد وقعت سلاما منفردا معها وبالتالي الأردن الذي لحق بالفلسطينيين في توقيع السلام، سوف تنعم بسلام حقيقي سيجر بلادا عربية أخرى إلى اللحاق بالركب ما سيعزل سوريا ويحرمها من قيادة العرب بحسب نظرية “الصمود والتصدي” التي كان أطلقها الرئيس الأسد إثر زيارة الرئيس السادات لاسرائيل في 1978 والتفاوض على السلم وما تبعه من اتفاقيات كمب دايفيد.

بعد أقل من ثلاث سنوات عادت اعتداءات حزب الله والقصف على اسرائيل لتصبح شبه متواصلة، ما أدى إلى عملية ثانية سميت “عناقيد الغضب” في نيسان 1996 والتي كان أهم ما وصلت إليه التفاوض المباشر مع حزب الله وتخلي الدولة اللبنانية كليا عن دورها السيادي على الأرض وعن ملف العلاقات الخارجية، فاتخذت موقف المتفرج وتركت الحزب وسوريا يقرران ويتفقان مع اسرائيل على عدم الاعتداء على المدنيين الاسرائيليين.

وهكذا سقط دور الدولة اللبنانية من خلال تخليها عن مسؤوليتها تجاه أبناء الجنوب وقبولها بالتفرج على مصير اللبنانيين، بينما سوريا وأيران تخططان للسيطرة على المنطقة ومفاتيحها من جراء عمليات حزب الله ومآسي الجنوبيين، وذلك بخلق حالة من العنف للضغط على السكان للقبول باي حل يؤمن توقف هذا العنف، ولو لم يؤدي إلى الاستقرار. ومن هنا سيطرتهم والحرس الثوري شيئا فشيئا على مصير الأهالي واقتناع بقية اللبنانيين بأن هذا الحزب يقوم بدور المواجهة، بينما هو من يتسبب بكل مصائبهم. وما جرى في الجنوب، وبعد تخلي المسؤولين اللبنانيين عن أبنائه وتسليمهم لحزب الله وسوريا وبالتالي للحرس الثوري، جرّ في النهاية إلى اتفاق اسرائيل معهم على ضبط حدودها مقابل اطلاق يدهم في لبنان ليظهروا بمظهر المحرر سنة 2000 وبالتالي تبدأ سيطرتهم على البلد ككل ووقوف المواطنين الذين لا يقبلون بمجاراتهم فارغي الأيدي غير قادرين على المواجهة ولا على تغيير القرار.

سنة 2004 صدر عن مجلس الأمن الدولي القرار 1559 الذي يشمل ضمن بنوده حل ميليشيا حزب الله وتسليم سلاحها للدولة، فعاد الحزب لارهاب اللبنانيين بمسلسل جديد من الاغتيالات بدأ بالرئيس الحريري. ومن ثم وبعد انسحاب السوريين قام بالاعتداء على اسرائيل بمحاولة اختطاف جنود من داخل حدودها في تموز 2006 بناء على مخطط، أعد في طهران ونفذ من قبل عماد مغنية باشراف قاسم سليماني قائد الحرس الثوري آنذاك وباعتراف السيد حسن نصرالله، لاجبار اسرائيل على الرد كما حدث في المرات السابقة، اي عمليتي “الحساب” و”عناقيد الغضب”، وذلك للظهور مجددا بمظهر الضحية بالرغم من كل المآسي التي يتعرض لها لبنان وشعبه، خاصة في الجنوب، ومن دون أن يرف جفن لهؤلاء الذين يتاجرون بدماء اللبنانيين وممتلكاتهم.

وقد استعمل هذا الحزب فيما بعد لمساندة النظام العلوي في سوريا على تفريغ البلاد وتهجير سكانها ومحاولة استقدام سكان مساندين للإيرانيين وتوطينهم مكانهم ما أرهق كاهل لبنان بمليون ونصف لاجئ سوري وبداية لمسلسل جديد فيه. وبالتالي يوم قررت إيران اسقاط البلد وافقار سكانه لتسهيل طردهم منه بدون قتال، وربما تكرار عملية الاستيطان التي تحدث في سوريا، كان لها ذلك بواسطة نفس الحزب وعملياته في كل مجال؛ من استعداء العرب، إلى عمليات التهريب وتبييض الأموال في بلاد متعددة أدت إلى فرض العقوبات على بعض الكيانات والاشخاص، ومن ثم ضرب الاستقرار المالي، وتفجير المرفأ لتزيد من أجواء الخوف والفوضى فتدفع باللبنانيين الذين عاشوا مرحلة مزدهرة للتعجيل بالهروب.

هذا الوضع، الذي هو نتيجة للتسليم بالأمر الواقع بدون محاولة فهم ما يدور وإلى أي هدف يعمل أزلام الحرس الثوري هؤلاء، وهم أنفسهم لا يدرون في كثير من الأحيان بل ينفذون الأوامر لأنها آتية من “الولي الفقيه” بحسب ما يقول من يدعون قيادتهم، قد يستتبع تنازلا عن الحقوق وسيطرة على مؤسسات الدولة ما يؤدي إلى تشريع استيلاء الحزب على كل مفاصلها والتحكم بمواردها كما هو حاصل في العراق مع الحشد الشعبي أو في اليمن بواسطة الحوثيين.

فهل يفهم اللبنانيون خطورة الوضع ويوقفون المهزلة؟ أم أنهم لا يزالون يعيشون مرحلة الحلم “بالتحرير” وما جرّ عليهم من مآسي وبطولات وهمية؟.. وهل مع التغيير في العقلية الذي بدأت بوادره تظهر في نتائج الانتخابات النيابية سوف يصر اللبنانيون على الانتهاء من أكذوبة التحرير تلك ومفاعيلها والاصرار على تسليم سلاح الحزب وغيره من المدعين بالمقاومة والانتهاء كليا من مفهوم الساحة الذي أوقف تطور لبنان وأدى إلى تقهقره وخسارته دوره الفاعل ورسالته الكبرى في تقريب وجهات النظر وتفاهم المختلفين للسير معا في مجالات التطور والحداثة؟.. وهل سيصر اللبنانيون على الحياد المعترف به من كل الدول المحيطة ومن المجتمع الدولي والأمم المتحدة؟.. أم أننا سنبقى على اجترار نفس الأوهام والتسليم لعملاء إيران باستقوائهم بالسلاح وفوقيتهم الفارغة والمتعجرفة وقيادتهم البلاد نحو الدمار؟..

 

"أصحاب الودائع إلى المحرقة"

غسان عياش/النهار/25 أيار/2022

ربّما كانت مقتضيات الحوار مع صندوق النقد الدولي هي التي دفعت الحكومة المستقيلة إلى الاستعجال في إقرار "استراتيجية النهوض بالقطاع المالي"، جنبا إلى جنب مع تصوّرها "بشأن السياسات الاقتصادية والمالية". فأقرّت من خلال وثيقتين مترابطتين خطّتها للتعافي المالي والاقتصادي، تاركة مهمّة المتابعة للحكومة والحكومات المقبلة، علّها تتمكّن من وضع هذه الالتزامات موضع التطبيق. العبارات الغامضة والأخطاء اللغوية والصياغة الفاشلة لفقرات الخطّة تكشف أن النصّ الذي أقرّه مجلس الوزراء، دون قراءته، هو ترجمة حرفية، غير موفّقة، عن نصّ آخر باللغة الإنكليزية وضعه موظفو صندوق النقد ودفعوه إلى الحكومة مثل "شروط المسكوب"، فإمّا أن تقبل به كما هو أو ينسحب الصندوق من مفاوضاته مع لبنان. وإذا كان الجانب الإيجابي للاستعجال هو تسهيل استمرار المفاوضات مع الصندوق، فإن الوجه السلبي للعجلة يطال على الأخصّ الرئيس نجيب ميقاتي شخصيا. فرئيس الحكومة الذي يعوّل عليه كسياسي معتدل واقتصادي مطّلع وناجح، لم يكن من مصلحته أن يذيّل بتوقيعه إحدى أسوأ الوثائق في تاريخ لبنان الاقتصادي. إن خطّة الحكومة تسحق بشكل شبه كّلي حقوق المودعين والمساهمين في المصارف اللبنانية، فإذا قيّض لها، لا سمح الله، أن ترى النور يوما ما تصبح ودائع الناس بالعملات الأجنبية، مثل أسهم المستثمرين في المصارف، مجرد سراب.

خطّة التعافي التي اعتمدتها حكومة الرئيس حسّان دياب ادّعت أنها ستحمي الودائع التي لا تزيد عن نصف مليون دولار، رغم الشكوك بقدرة الحكومة وقتذاك على تحقيق هذا الوعد. أما خطّة حكومة ميقاتي الأولى التي تسرّبت إلى الإعلام منذ بضعة أسابيع، فقد تواضعت ووعدت بحماية الودائع بالعملات حتى مئة ألف دولار. ثم جاءت "استراتيجية النهوض بالقطاع المالي" التي أقرّتها الحكومة رسميا في اليوم الذي سبق تحوّلها إلى حكومة تصريف أعمال لتعتمد سياسة "الغموض غير البنّاء"، فلا تشير إلى أي سقف للودائع التي ستحظى بالحماية، على سبيل طمأنة صغار المودعين. وهي استثنت ودائع المصارف غير القابلة للحياة من أية ضمانة وجعلت حقوق أصحابها في مهبّ الريح. أما كبار المودعين فقد بشّرتهم الاستراتيجية المزعومة بمجزرة حقيقية لا ينجو منها أحد، إذ أكّدت أن ودائعهم ستتحوّل إلى أسهم في مصارفهم أو إلى مساهمات مبهمة، أو تدفع لهم خلال فترة زمنية طويلة بالليرة اللبنانية. وبذلك يكون "الحلّ النهائي" للودائع في المصارف اللبنانية شبيها "بالحلّ النهائي" للمسألة اليهودية في العهد النازي، أي المحرقة.

ولم توفّر المحرقة المساهمين في المصارف اللبنانية. وقد تملّك العدد الأكبر من هؤلاء أسهمهم في المصارف كوسيلة للاستثمار أو الادّخار ولتنويع توظيفاتهم، وليسوا هم بالضرورة أثرياء. وقد اكتتبوا برساميل المصارف بحسن نيّة لأنهم صدّقوا الأسطورة المتداولة بأن النظام القانوني والاقتصادي اللبناني يحمي الملكية الخاصّة وأموال المودعين. تصفير رساميل المصارف على نحو ما أقرّته الخطّة وتصفية المصارف بطريقة تعسّفية لا يلحق الأذى بالمساهمين وحدهم بل يضرب النظام المصرفي اللبناني ويحول دون خلق نظام مصرفي جديد. أقرّت الحكومة خطّة التعافي في وثيقتين، لكن هناك وثيقة ثالثة غائبة وهي أهمّ من الوثيقتين. إنها الوثيقة التي تحدّد المسؤوليات بشجاعة وموضوعية، فتخبر اللبنانيين من قاد البلاد إلى هذه الكارثة. من سار بالبلد إلى الإفلاس، من فجّر براكين التضخّم والفقر والبطالة، من سرق مدّخرات المقيمين وغير المقيمين وأخذ منهم جنى العمر دون أن يرتكبوا أي ذنب. من تسبّب بصورة غير مباشرة في القضاء على مزايا الاقتصاد اللبناني وأنظمة الصحّة والتعليم والخدمات التي كان يتفاخر بها لبنان في كل المنطقة. من قبع الاقتصاد اللبناني من جذوره ورماه في قاع البحر. من قضى على مستقبل الأجيال القادمة.

نحن نعرفهم واحدا واحدا، ونعرف أسماءهم وعناوينهم، لكن الأهمّ أن تكون هناك وثيقة رسمية مبنية على دراسة معمّقة وتشخيص موضوعي تحدّد المسؤولية والمسؤولين. إننا نطالب بقرار ظني دقيق وعادل، يخبرنا من قتل لبنان.

 

جورج سعادة شقيق يوسف سعادة الوزير السابق للمردة: فليَرجُمني مَن يرجُم ، وليَشتُمني مَن يَشتُم 

24 أيار/2022

بعد هذه المقالة، ( فليَرجُمني مَن يرجُم ، وليَشتُمني مَن يَشتُم) ذاك أنّني أعلَم مسبقاً أنّ قول الحقيقة مؤلِم، فكيفَ إذا قيلَت مِن مواطِن صغير "للكبير" بما لم يَعتَدهُ المتملّقون والمنافقون..وما أكثرهم !!

على غِرارِ كلّ مباراةٍ رياضيّة يُسارِعُ جمهور الفريق الخاسِر والمُخَيَّب إلى ضربِ الأخماسِ بالأسداس وتوزيع التُهَم يميناً ويساراً، تارةً للحَكَم، تارةً لمُدافعي الفريق، تارةً للمهاجمين وخطّ الوسط، وتارةً للمدرِّب وخِطَطِهِ الفاشلة، وقد يكونون في الكثير من الأحيان على صوابٍ في تحميل المسؤوليّة (أو بعضها) لهؤلاء كأفرادٍ أو كمجموعة ولكن: لا يجرؤ أحدٌ منهُم على إلقاء هذه المسؤوليّة على عاتقِ "رئيس الفريق" !!!

كم يشبه هذا الواقِع تيّار المرده بعد خسارته للإنتخابات الأخيرة حيثُ سارع جمهوره إلى توزيع التهم والمسؤوليّات تارةً على رئيس الماكينة، تارةً على "البوطَة" التي تحيط بزعيمهم، وتارةً على "المُنتَفِعين "الذين عجِزوا عن "المَونَة" على أولادهم الذينَ مَشَوا في رِكاب الثورة والثوار، وقد يكونون (أو هُم بالفعل) على حَقٍ في انتقادِ هذا الأداء والمسؤولينَ عنه (مع أنّ كلّ هذا لا يؤثِّر على ٥٠٠ صوت بالحدّ الأقصى)، إلاّ أنّ الحقيقة الكبرى والتي لم يتجرّأ أحدٌ على قولها (إلاّ في الغرفِ المغلقة) والتي هيَ لُبّ المشكِلة وما آلَت إليه حالة التيّار من تقهقرٍ وضياع هي مسؤوليّة الزعيم، مع احترامي الكبير لهذا الزعيم !!

فلنعترف جميعاً بلا تكابُر أن المشكلة لم تَعُد بالتكتيك (وهو مؤثّر حتماً وسأتكلّم عنه بصراحةٍ وفجاجة في مقالةٍ أخرى) بل بالستراتيجيا والخروج عنها والضلال في الطريقِ إليها ظَنّاً من الزعيم أنّ مَن راهَن عليهِم صادقونَ في الذهابِ إليها، حتّى بات يردِّدُ في كلّ طلّةٍ إعلاميّة ثباته في "الخطّ" وكأنّهُ خائفٌ أن يُدانَ في صُدقِهِ وثباته على ثوابتِ تاريخ عائلته وعلى رأسِها المرحوم الرئيس فرنجيّة الذي كان قُدوَةَ هذا الخَط والدليل في الوصولِ إليه بينما كانَ الآخرون (وخاصةً من يتباكون اليوم على العروبة ودولها، ليس حبّاً بها طبعاً بل بأموالها) والذي يوم شعر في العام ١٩٧٦ بأنّ " مسيحيّي الشرقيّة " خرجوا عن مشرقيّتهم سيراً إلى تلّ أبيب وأميركا التي أرسلت مندوبها دين براون وبواخره الجاهزة لترحيلنا وتوطين الفلسطينيّنَ في بيوتنا وأرضنا، إنتفض على الجبهة اللبنانيّة وخرجَ منها عائداً إلى بيئته ومحيطهِ السُنّي العربي بما تمثَّلَ يوماً باجتماعه بزعيمهم المرحوم الرئيس كرامي، وكان يهدف من كلّ هذا لصون عروبته ومعها بلدته زغرتا والبلدات المسيحيّة المستضعفة مع قاطنيها كالقبيات وعندقت ورحبه ومنياره وغيرها من القرى المسيحيّة التي كانت لتدفعَ أثماناً باهظة لو لم يستدرك ذاك الكبير بحكمته ويلفظ مشروع "الكتائب" وأتباعها لتقسيم لبنان دون الأخذ بالإعتبار مسيحيّي الأطراف، يومَها خوّنوه و"عاقبوه" بأمرٍ من أسيادهم في إسرائيل حيثُ دفع الثمن باهظاً في "مجزرة إهدن"، ورغمَ كلّ هذا بقِيَ في قصرهِ بينَ حيطانٍ أربع مُشكِّلاً مرجعيّةً لبنانيّة لا مناص من المرورِ بها قبل كلّ قرار !

وهنا فليسمح لنا حفيده وحامل إسمه بالأسئلة التاليَة:

لِما هذا التأكيد الدائم على الثبات في "الخطّ" ومَن يا تُرى الذي خرج عليه، أنتَ أم حزب الله؟

أليسَ "الخَطّ " عربيّاً في حين أنّ حزب الله ينتهِجُ خطّاً إيرانيّاً عجميّاً يعادي العرب ويهدفُ إلى تقويضِ دولهِم وأنظمتهم؟

أليس "الخطّ" (الأساسي) هو مشروع الدولة والسيادة والقانون والمؤسّسات بينما تحوّلَ مشروع الثنائي الشيعي إلى الدويلات والمافيات والمخدّرات والإغتيالات والتشبيح ونحر العدالة والقانون وتقويض المؤسّسات؟

أليسَ "الخط" هو المقاومة لإسرائيل بينما تحوّلت "مقاومة اليوم" إلى حارسٍ لها لتدير سلاحها إلى داخل لبنان وتضعه في رؤوس شعبه لإخضاعه؟!

إسمح لنا يا معالي الوزير بالقول "هذا الثنائي خرب لبنان ولا يزال، هذا الثنائي أتى بالفاسدين والمجرمين إلى ربوع لبنان الحبّ والسلام، هذا الثنائي جعل لبنان سكّيناً في خاصرة العرب وأبناؤه هم مَن جُرح بهذه السكّين، هذا الثنائي (بشكل رئيسي دون أن ننفي مسؤوليّة الآخرين) أفلس الدولة وجوّع الشعب وبنى دويلته على أنقاضِ الدولة ومؤسّساتها، هذا الثنائي شرّد أبناءنا في دولِ الغُربة وكان المسؤول الأول على خسارتنا لجنى أعمارنا في المصارف والمصالح بعدما حوّل لبنان إلى موئلٍ لعصابات القتل والتهريب والتشبيحِ والتشليح، هذا الثنائي وبالأخصّ الحزب، ضربَ ديموقراطيتنا وحرّيتنا وسيادنا وفرض علينا مجرماً موالياً لإيران، ولن أكمِل عدّ مآثره حتّى لا أطيل، فعلاما أنتَ مستمِرٌ رغماً عن إرادة قاعدتك (إنزل إلى الشارع واسألها) في اللحاقِ به وهو آخذٌ بنا إلى جهنّم وقد أصبحنا على مشارفها ما لم نكن في أتونها؟ لماذا هذا الإصرار على السير خارج سياق التاريخ والجغرافيا والواقع والبلد والمحيط والحقّ والعدالة؟! لماذا معاداة الثورة وأهلها الموجوعين إكراماً له ؟! لماذا انتقاد بكركي والجيش نزولاً عند رغبته؟ لماذا طعن القضاء في قضيّة مرفأ بيروت لإبعادِ الشبهةِ عنه وتحمّل أوزار الشهداء وأهاليهم المفجوعين؟!

هذا الثنائي يا صاحبَ المعالي هو من خرج عن الخطّ وطعنك وطعننا مراراً ولا يزال، وأخالك تحلِّل نتائجَ الإنتخابات الأخيرة وما قصد فيها من تحجيمٍ لك ولحلفائك، أمّا إذا كان الهدف رئاسة الجمهوريّة (وهي كذلك) فأنا من المؤمنين بأنّكَ ستتلقّى الطعنةَ الثالثة منه ومَن يعِش يرى (مع العلم أنّني أتمنى لك الخير حتّى تكون زغرتا بخير ) !!

إخلع عنك هذا " المَشلَح " القذِر الذي وسّخَ صُدقَك وكرمك ووفاءكَ وآدميّتك حتّى يعودُ إليك كلّ الموجوعين والمرضى والمحتاجين الذين رأوا في انتخابك انتخاباً لهذا الثنائي المقيت...والسلام..

 

لماذا طلب نصرالله مهلة العامين للبحث في مصير السلاح؟

جورج شاهين/الجمهورية/24 أيار/2022

باستثناء بعض التوقعات التي أطلقت عشيّة عيد رأس السنة لم يتحدث أحد عن قرارات استثنائية سيُفاجئ بها الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرلله اللبنانيين. كان ذلك قبل ان يتمنّى قبل ايام قليلة «تأجيل قضية سلاح المقاومة لعامين إضافيين لأنه ليس قضية داهمة...». وعدا عن ذلك لم يظهر انّ هناك اي تغيير في استراتيجيته المعتمدة، من مصير مئات الآلاف من المقاتلين والصواريخ الذكية. وعليه، ما الدافع الى هذا التمني؟ في الوقت الذي كانت معظم القيادات السياسية والحزبية تُحصي مقاعدها وتجمع كتلها النيابية وتسعى الى استقطاب «ركاب اللوائح» الانتخابية الذين رافقوها الى صناديق الاقتراع لضمّهم الى تكتلاتها الموسّعة، كان السيد نصرالله في العشرين من الجاري يُجري قراءة لدور الحزب وما أنجزه. وبعدما أشار الى مساهمة المقاومة «في حماية الدولة اللبنانيّة أمنياً وفي مواجهة الشبكات الإسرائيلية»، وعلى وَقع أسئلته عن مدى «تملّك الدولة اللبنانيّة القدرة والرؤيّة والشجاعة لحماية لبنان منها»، وَجّه دعوة غير مسبوقة في شكلها ومضمونها منذ تأسيس الحزب 1982 تمنى فيها «تأجيل البحث في قضية سلاح المقاومة لعامين إضافيين لأنه ليس قضية داهمة وقد تعايَشتم معه منذ الـ 2005»، بعدما عبّر عن اعتقاده في أن «هناك تحديات داهمة كالخبز والكهرباء والدولار فلنذهب إلى حلها...».

وفي الوقت الذي آثرت قيادات «حزب الله» الصمت تجاه هذه الدعوة في شكلها وتوقيتها وما قصده منها، غابت في المقابل ردات الفعل تجاهها ولم يتوقف عندها اي من أطراف النزاع الداخلية في ظل انشغالهم بترتيب البيوت الداخلية عقب الانتخابات النيابية وتجميع القوى عشيّة المواجهة المنتظرة في أول استحقاق دستوري نيابي مطروح على المجلس النيابي الجديد، والمُتمثّل بانتخاب رئيس له ونائبه وأعضاء هيئة مكتب المجلس ورؤساء اللجان النيابية ومقرريها. والتجاذبات التي تؤثر في مجرى هذا الاستحقاق قد تكون الاولى من نوعها منذ ست ولايات متتالية تربّع خلالها رئيس المجلس نبيه بري على رأس المؤسسة التشريعية بلا منازع ما عدا التفاوت بنسبة الأصوات التي نالها بين دورة وأخرى لم تقلّ يوماً عن ثلثي أعضاء المجلس.

وبناء على ما تقدم من هذه المؤشرات فقد سَعت مراجع سياسية وديبلوماسية الى قراءة الظروف التي أملت على السيد نصرالله مثل هذا الموقف، وتوسّعت في الحديث عن مجموعة سيناريوهات، منها ما هو مرتبط بما هو آنِيّ من جهة وما يمكن الإشارة إليه على المَديين المتوسط والبعيد.

على المستوى الآني، فقد فضلت مرجعيات سياسية وديبلوماسية ان تعطي دعوة نصرالله تفسيرات محدودة بمفاعيل مؤقتة، فالترددات المتسارعة التي تركتها الانتخابات النيابية وفقدان الحزب وحلفائه الاكثرية في المجلس الجديد فرضت عليه مَد اليد سريعاً لتطويق ما يمكن ان تقود اليه أجواء التشنّج والتحدي مُبرزاً «الوجه السموح» له، وقدرته على تحمل أعباء المرحلة أيّاً كانت الصعوبات التي تواجهه ولو من دون ايّ من الحلفاء. بعدما اعتقد كثر انها اكثرية صامدة ومضمونة ولا يمكن لأحد ان يتلاعب بها من بعده. وهو امر عبّر عنه، ولَو بعبارات مختلفة قبله بساعات قليلة، رئيس حركة «أمل» الرئيس نبيه بري الذي يستعد لتجديد ولايته الرئاسية للسلطة التشريعية مرشّحاً وحيداً للحركة وبالإنابة عن التمثيل الشيعي الذي تحتكره ثنائية «الحزب» و«الحركة».

وما زاد من اقتناع أصحاب هذا التوصيف وعدم اعطاء «مهلة العامين» اكثر ممّا تستحق، انه لا بد من التراجع عنها ونسيانها بفضل ما سيكون مطروحاً من آليات تستغرق أوقاتاً غير محددة عند بلوغ مرحلة توليد «الاستراتيجية الدفاعية» الفشل المتجدد كما في السابق، في ظل فقدان اي أمل في البَت بتصوّر موحّد لها يوفّر «براءة الذمة» المطلوبة برغبة جامحة لهذا السلاح وتكسبه شرعية ما تُضاف الى تلك التي يعطيها البيان الوزاري التقليدي الذي تعددت نسخه بعد تشكيل الحكومات من دون أي عناء. فحتى الامس القريب اقتصرت ردات الفعل الرافضة هذا المنطق على تسجيل تحفظ وزيرين او ثلاثة عن مضمون ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة». وهي المعادلة التي تحولت ثوابت أيّ بيان وزاري قبل ان ينقل سريعاً الى رَف الانتظار يَعلوه الغبار طوال ولاية اي حكومة منذ ان أقرّت هذه الصيغة بعد اتفاق الدوحة عام 2008 وهي ما زالت معتمدة حتى الامس القريب.

اما على المَديين المتوسط والبعيد، فقد تعددت السيناريوهات لفهم المهلة الجديدة، ولا يجمع فيما بينها سوى الابتعاد عن التفسيرات الداخلية لها، فهذه المهلة قد يكون لها علاقة بما يتوقعه السيد نصرالله من تطورات اقليمية ودولية تُبعد التفسيرات المبسطة لها، وتربطها بما هو مُرتقب من تفاهمات كبيرة تمتد من البحث الجاري في فيينا حول الملف النووي الايراني والصواريخ البالستية وسبل مواجهة تمدد ايران خارج حدودها ولجمها، وإنهاء كل اشكال تدخلاتها في دول عدة ابتعدت كثيرا بمئات آلاف الكيلومترات عن حدودها الاقليمية ونطاق أمنها القومي لمجرّد أن تتناول ما يجري في اليمن ودول جوارها كما لبنان ودول أخرى في نطاق قد يمتد الى دول اميركا اللاتينية ومناطق مختلفة في العالم.

ولذلك فقد قرأت هذه المراجع في المهلة المطلوبة إشعاراً مسبقاً من السيد نصرالله بما يمكن ان تنتهي إليه التفاهمات القليمية، فلا تقف الأمور عند مصير الملف النووي الايراني الى ما يمكن ان تنتهي اليه المفاوضات السعودية - الايرانية المباشرة التي توالت فصولها حتى اللقاء الخامس في ما بينهما الشهر الماضي في بغداد. كما بالنسبة الى تلك المفاوضات السرية الجارية في اكثر من دولة وخصوصاً في مسقط عاصمة سلطنة عمان التي استقبلت الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي في الساعات القليلة الماضية في زيارة لافتة للمنطقة أعطيت الكثير من الاهمية بالنظر الى حجم الاتفاقات التي أبرمت قبل ان تنتقل مفاوضات بلاده مع المملكة من المستوى الامني الى المستوى الديبلوماسي تمهيداً لترميم وإحياء العلاقات الديبلوماسية بينهما. وبناء على ما تقدم، يبدو انّ المراقبين المتابعين لأدق التفاصيل قد فشلوا في استقصاء الأسباب الحقيقية التي دفعت نصرالله الى طلب «مهلة العامين» واكتفت بالقول انها «فرصة نادرة» وقد تكون الاولى والاخيرة في ظل الستاتيكو القائم، كما قال احد المطلعين على أجواء الحزب وخلفيات هذا الموقف. فالظروف لا تسمح بتجاهلها وانّ الدعوة الأهمّ هي لإعطاء الأولوية لـ«التحذير من انّ البلد لا يملك ترف الوقت». وهو أمر «يتطلّب حركة طوارئ في البرلمان وعملية تشكيل الحكومة» قبل البحث في أي خطوات وملفات اخرى، والى «ما بعد هاتين المحطتين يخلق الله ما لا تعلمون».

 

لبنان والفراغ

خيرالله خيرالله/العرب/24 أيار/2022

من السهل تقييم عهد ميشال عون وصهره جبران باسيل وهو عهد يسميه المعجبون بهما "العهد القوي". في ظلّ هذا العهد اختفت الكهرباء وطار مرفأ بيروت وطار التعليم ورغيف الخبز وانهار القطاع المصرفي.

لبنان عُزل عربيا بفضل ميشال عون

لا يزال باكرا، بل باكرا جدّا، تقييم نتائج الانتخابات اللبنانيّة بحسناتها وسيئاتها. يبقى في طليعة هذه السيئات القانون الانتخابي المعمول به الذي سمح لـ”حزب الله” بالإتيان بـ27 نائبا شيعيا، من أصل 27، إلى البرلمان. لم يعد من مجال لترشيح أيّ شخصية شيعيّة لموقع رئيس مجلس النوّاب، باستثناء الرئيس نبيه برّي الموجود في هذا الموقع منذ ثلاثين عاما. ليس في يد معارضي نبيه برّي، أي مرشّح “حزب الله”، حيلة. إمّا يقبل النوّاب به أو يصبح مجلس النوّاب من دون رئيس مع ما يشير إليه ذلك من احتمال انسحاب الفراغ على رئاسة الجمهوريّة حيث بات ممنوعا أن يكون في الموقع شخص ماروني آخر غير من يرشّحه “حزب الله” ويفرضه على اللبنانيين والعالم. يخشى أن يكون الفراغ حصيلة الانتخابات. مصدر الخوف أنّه على الرغم من وجود علامات استفهام كثيرة في شأن الخط الذي سينتهجه النواب المستقلون الذين يمثّلون الثورة الشعبيّة التي بدأت في 17 تشرين الأول – أكتوبر 2019، غياب أي فعاليّة تذكر لهؤلاء. يُخشى، عمليا، دخول لبنان حالا من الفراغ على كلّ المستويات. فراغ على مستوى رئاسة مجلس النواب، ثمّ رئاسة الجمهوريّة والحكومة. لن يكون ممكنا تفادي الفراغ في غياب عودة نبيه برّي إلى موقع رئيس مجلس النواب كلّ ما يمثله. بغض النظر عن كون نبيه برّي شخصيّة سياسيّة تمتلك خبرة كبيرة، لكنّه يمثّل استمرار النظام القائم، وهو نظام يقوم على معادلتي السلاح يحمي الفساد، والسلاح (الذي في يد “حزب الله”) أهمّ من الانتخابات ونتائجها.

المخيف أنّ لا همّ لدى رئيس الجمهورية سوى إنقاذ المستقبل السياسي لصهره جبران باسيل الذي فُرضت عليه عقوبات أميركية

في المقابل، إذا كان لا يزال باكرا تقييم نتائج الانتخابات، من السهل تقييم عهد ميشال عون وصهره جبران باسيل، وهو عهد يسميه المعجبون بعون وباسيل “العهد القوي”. في ظلّ هذا العهد، اختفت الكهرباء وطار مرفأ بيروت وطار التعليم ورغيف الخبز وانهار القطاع المصرفي. يصبّ كل ما فعله “العهد القوي” في تدمير المؤسسات اللبنانية وسدّ سُبل العيش أمام اللبنانيين كي لا يعود أمامهم سوى الهجرة. تكمن المشكلة بكل بساطة في أن ميشال عون ينتمي إلى مدرسة ما زالت تُستخدم في عملية السيطرة على لبنان ووضعه في تصرّف إيران. ما لا بدّ من تذكره في كلّ وقت، أنّ ميشال عون ارتضى الوصول إلى قصر بعبدا بصفة كونه مرشّح “حزب الله”. هذه مدرسة تشرّبت العنصرية والجهل والحقد على كلّ نجاح في الوقت ذاته، مدرسة تعتقد أن في استطاعة المسيحيين في لبنان الحصول على حقوقهم بفضل سلاح لميليشيا مذهبية اسمها “حزب الله”. ليست هذه الميليشيا سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني. لا يمكن لهذه الميليشيا سوى أن تجرّ لبنان إلى كوارث أخرى بعدما استطاعت، بفضل ميشال عون وجبران باسيل عزله عربيّا.

لا يمكن عزل العبارات المهينة التي وجّهها في الماضي القريب أحد وزراء الخارجية من المحسوبين على الثنائي الرئاسي إلى أهل الخليج، مع تركيز خاص على المملكة العربية السعودية. كانت تلك العبارات تعبيرا صادقا عن ثقافة “التيار العوني” الذي ينتمي إليه ذلك الوزير الذي ما لبث أن اضطرّ إلى الاستقالة. ينفّذ هذا التيار خطةً واضحة تستهدف تدمير لبنان تحت شعار الإصلاح والتغيير، واستعادة حقوق المسيحيين. يتبيّن كل يوم أكثر أن تهجير اللبنانيين من بلدهم هو الهواية المفضّلة لدى ميشال عون الذي حقّق في أثناء وجوده في قصر بعبدا في الأعوام 1988 و1989 و1990، بصفة كونه رئيساً لحكومة مؤقتة مهمّتها انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، إنجازاً ضخماً يعجز عنه أي مسؤول لبناني آخر.

تمثّل هذا الإنجاز، وقتذاك، في خَوض ميشال عون حربين من أجل الوصول إلى موقع رئيس الجمهورية. الأولى استهدفت المسلمين وسُمّيت “حرب التحرير”، والأخرى استهدفت المسيحيين وسُمّيت “حرب الإلغاء”. هجم ميشال عون، مستخدماً ألوية في الجيش اللبناني بقيت موالية له، على مواقع سورية في لبنان. قتل مواطنين لبنانيين ولم يقتل عسكريين سوريين. انتقل بعد ذلك إلى حرب مع “القوات اللبنانية”، لعلّ الرئيس السوري (الراحل) حافظ الأسد يرضى عنه ويأتي به رئيساً للجمهورية… يبدو الطريق أمام إحداث تغيير في لبنان طويلا. ليس ما يدلّ على أنّ الانهيار يمكن أن يتوقف في بلد لا وجود فيه لمن يريد أن يحاسب، أو يمتلك القدرة على المحاسبة يُعتبر ما يشهده لبنان حالياً، حيث تزداد نسبة الفقر على نحو مريع، بمثابة استكمال لمسيرة ميشال عون. لذلك، لم تكن عملية عزل لبنان عربيّا سوى تفصيل صغير في لعبة كبيرة يُخشى أن تقضي نهائياً على البلد.

يفقد لبنان تباعاً المقومات التي قام عليها. يأتي ذلك في وقت يشرف “العهد القوي” على نهايته في اليوم الأخير من تشرين الأوّل – أكتوبر المقبل، أي بعد خمسة أشهر وبضعة أيّام.

المخيف أنّ لا همّ لدى رئيس الجمهورية سوى إنقاذ المستقبل السياسي لصهره جبران باسيل الذي فُرضت عليه عقوبات أميركية بموجب قانون ماغنتسكي المتعلّق بالفساد. إنها عقوبات سيكون صعباً على الصهر العزيز الطامح إلى أن يكون رئيساً للجمهورية الخروج منها يوماً. إلى أين أخذت الانتخابات لبنان واللبنانيين؟ سيطرح السؤال نفسه بإلحاح، خصوصا عندما سيكتشف أعضاء مجلس النوّاب أنّ ليس أمامهم سوى خيار واحد هو انتخاب نبيه برّي رئيسا للمجلس. سينجح “حزب الله” مرّة أخرى في فرض إرادته على اللبنانيين الذين لن يكون أمامهم سوى الرضوخ لمشيئة الحزب المسلّح صاحب قرار الحرب والسلم في البلد. يبدو الطريق أمام إحداث تغيير في لبنان طويلا. ليس ما يدلّ على أنّ الانهيار يمكن أن يتوقف في بلد لا وجود فيه لمن يريد أن يحاسب، أو يمتلك القدرة على المحاسبة. كان مهمّا في الانتخابات إسقاط الرموز التابعة للنظام السوري، بمن في ذلك مرشّح الحزب القومي أسعد حردان وطلال أرسلان وغيرهما. ولكن ما العمل في بلد لا خيار فيه أمام النوّاب سوى إعادة نبيه برّي إلى موقع رئيس مجلس النوّاب نظرا إلى غياب أي مرشّح في وجهه أوّلا… ونظرا إلى أنّ “حزب الله” الذي احتكر التمثيل الشيعي في مجلس النواب بات يمتلك ورقة قويّة ثانيا. إنّها ورقة نبيه برّي أو لا أحد… نبيه برّي أو الفراغ.

 

ينتظرونَه عند ضفة النهر.. فهل سيجدد باسيل لبري؟

مرلين وهبة/الجمهورية/24 أيار/2022

بعد كلمة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل المُسهبة في البيال احتفالاً بفوز التيار بـ18 مقعدا نيابيا، توقف البعض عند تأكيده انّ عدد نواب تكتل «لبنان القوي» سيرتفع بعد الطعون الجاري تحضيرها، وكذلك بعد انضمام نواب آخرين اليه ليصبح 21 نائباً، فتبدّل هذه الطعون «حسبة البيدر».

امّا الأبرز في كلام باسيل فهو ما استوقَف الأكثرية المترقّبة قراره بالنسبة الى تجديد البيعة لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، وقد قرأ البعض في كلمته التباساً في الفقرة التي تكلم فيها عن شروط التيار لانتخاب بري لولاية جديدة، معتبرين انّ باطن الكلام يفتح نافذة، إن لم نقل باباً، للتسوية مع رئيس المجلس حتى لو انّ جدول الشروط تضمّن مطالب عالية السقف أقلّه بالنسبة الى «الحليف اللدود». وفي الوقائع لا بد من التسليم انّ باسيل طرح شروطاً تعجيزية «على قاعدة رفع مهر العروس لإبعاد العريس». الا انّ البعض استبعد هذه النظرية التقليدية في القراءة السياسية، لافتين الى اهمية قراءة ما بين سطور دفتر الشروط الهادف الى استدراج رئيس المجلس الى التفاوض على سلة مطالب في «الوقت الثمين» المتبقّي للعهد. خصوم باسيل المتحمّسين لعدم التجديد لبري تساءلوا عن سبب طرحه سلة «مطالب تعجيزية» وعدم إعلانها مباشرة كما يفعل في معظم خطاباته وفي شتى المناسبات اذا كان فعلاً لا يريد هذا التجديد؟ اي ان يقول بجرأة وبساطة ان كتلة «التيار الوطني الحر» لن تجدّد لبري لأسباب كثيرة سبق ان فنّدها في معظم إطلالاته...! ويقول هؤلاء: «اذا كان دفتر الشروط هدفه فعلاً فتح باب المفاوضة فكيف سيُبرّر باسيل للتيار ولأنصاره تجديد البيعة لبري بعدما كان قد انتقَده في مناسبات عدة بعبارات نابية؟».

وامام هذه التساؤلات ترى مصادر متابعة انه من المهم ان يوضح باسيل موقفه لـ«التياريين» قبل توضيحه للرأي العام. فيما السؤال المطروح هنا: لماذا اتخذ باسيل هذا الموقف «المُلتبس» خصوصا انّ البعض ينتظره عند ضفة النهر يَوم الاستحقاق النيابي للإنقضاض عليه، وقد لمّح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى هذا الأمر، مُتسائلاً عن مغزى كلام باسيل في وقت كان موقف «القوات» الرافض انتخاب بري حاسما وجازما. أنصار «التيار الحر» يقولون انه بغضّ النظر عما اذا كان قرار باسيل انتخاب بري او عدم انتخابه، او ترك الخيار لنواب التكتل كما حصل منذ 4 سنوات، فإنّ سلة المطالب اذا كانت «حرزانة» فإنّ المكاسب «قد تنعكس إيجاباً على لبنان عموماً لأن مطالب التيار هي مطالب سيادية واجتماعية بامتياز وتحقيقها سينعكس ايجاباً وهدوءاً على الواقع السياسي، وهو الامر الذي ننشده أيضاً… فنحن لسنا هواة اعتراض للمعارضة فقط، خصوصاً ان بري ما زال حتى الساعة المرشّح الوحيد الذي اختارته طائفته بلا منافس، وبالتالي لا يمكننا تغيير الأعراف التي ننادي بها، اي نظرية الأقوى في طائفته له افضلية التمثيل». الا أن مصادر قريبة من باسيل استغربت تَسرّع البعض في التحليل والبعض الآخر في الاستنتاج، وقالت لـ«الجمهورية»: «لا لبس في كلمة الوزير باسيل المسهبة، بل كان موقفه واضح جداً، هو وضعَ لائحة شروط طويلة وقال مسبقاً اننا لن نصدّق انّ بري سينفّذها… وبالتالي لن ننتخبه».

 

كيف سينزل باسيل عن الشجرة؟

طوني عيسى/الجمهورية/24 أيار/2022

ليس هناك أدنى شك في أنّ مسألة انتخاب رئيس جديد للمجلس النيابي تحكمها معادلة واقعية واحدة: «بري أو لا أحد»، بمعزل عن حجم التأييد له أو الرفض داخل المجلس النيابي الجديد. فالوضعية الشيعية داخل المجلس «خاصة جداً»، ونادر حصول مثيل لها في أي برلمان في العالم، وتتمثَّل في أنّ نواب الطائفة الـ27 جميعاً ينتمون إلى تكتل واحد يرئسه الرئيس نبيه بري والسيّد حسن نصرالله. إذاً، من أين يؤتى بنائبٍ شيعي «مختلف» لترشيحه؟ «تقنياً»، يبدو تغيير بري متعذّراً. وافتراضاً، لو صودف أنّ «التكتل» الشيعي كان يضمّ 22 نائباً أو 23 فقط، وتمّ خرق تمثيل الطائفة ببضعة نواب موزَّعين على قوى «التغيير» أو 14 آذار أو «التيار الوطني الحرّ» أو سواه، فهذه القوى نفسها كانت ستتنافس على ترشيح ممثليها، فيما سيرفع الثنائي لواء «الميثاقية» التي تقضي بتمثيل كل طائفة بالأقوى داخلها. وهذا مطلب القادة المسيحيين أيضاً.

في التركيبة السياسية القائمة حالياً، يمكن اختيار ماروني رئيساً للجمهورية، من المجلس أو من خارجه، من «القوات اللبنانية» أو «التيار» أو «المردة» أو حتى «التغييريين» و»المستقلين»، لأنّ القوى المسيحية لا تشكّل تكتلاً واحداً. وكذلك، بعد خروج الرئيس سعد الحريري من اللعبة السياسية، بات ممكناً اختيار أي سنّي رئيساً للحكومة، لمجرّد أن يحظى بالتوافق والتغطية من القوى غير السنّية. لكن هذا الأمر ليس وارداً في ما يتعلق بالتمثيل الشيعي. وإلى حدّ ما، ليس وارداً في ما يتعلّق بالتمثيل الدرزي، إذ استطاع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط أن يضمن هذا التمثيل بتحالفات انتخابية عقدها «من تحت الطاولة» في الانتخابات الأخيرة، سعياً إلى توفير مستقبل «أكثر أماناً» لتيمور. ولذلك، سيبقى جنبلاط متحالفاً مع بري، ولو اختلف مع الآخرين جميعاً.

إذاً، تحت هذا السقف، يستعدّ الجميع لمعركة رئاسة المجلس. وبالتأكيد، لن يتراجع الدكتور سمير جعجع وحلفاؤه عن «الوعد» بعدم الاقتراع لبري، لمقتضيات مبدئية. ولكن، ليس واضحاً ما ستكون عليه خيارات النواب الآخرين، الحاملين عناوين «التغيير» و»المستقلّون»، إذ إنّهم ليسوا مجرَّبين بغالبيتهم.

ويخطّط «الثنائي الشيعي» لاجتذاب هؤلاء، كل على انفراد، واستخدام الإغراءات مع بعضهم، بحيث تتضارب المصالح ويتعطّل أي ترابط في ما بينهم. ومن ذلك مثلاً، إغراء النائب عبد الرحمن البزري بموقع رئاسة الحكومة، ومعه حليفاه في اللائحة أسامة سعد وشربل مسعد، فيما يتحمَّس آخرون لنواف سلام.

ولكن، في المقابل، هناك مَن هو جاهز لعقد الصفقة مع «الثنائي»، لكنه يبحث عن الثمن المناسب. وهذا هو حال رئيس «التيار» جبران باسيل الذي قال بوضوح: «عم يسترخصونا» بالمقايضة على موقع نائب رئيس المجلس. وفي هذه النقطة تحديداً يبدو كلام باسيل منطقياً. فموقع نائب رئيس المجلس بروتوكولي وليست له أي فاعلية واقعياً، أي هو مجرّد لقب.

ولذلك، طرح باسيل مقايضات «وازنة»: اللامركزية الإدارية الموسَّعة، تعديل النظام الداخلي للمجلس، الفصل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وتغيير حاكم مصرف لبنان المركزي. ولكن، في العمق، المقايضة الحقيقية التي يرمي إليها باسيل هي: رئاسة الجمهورية. ولذلك، هو ينادي بأنّ كتلته ستتألف من 21 نائباً بانضمام «الطاشناق» اليها، وقد ترتفع إلى 23 إذا تمّ القبول بطعون يجري تحضيرها. من أجل موقع الرئاسة فقط، باسيل مستعدّ لمساومة بري. ولاستكمال الصورة، هو طرح تعديل الدستور لتكون أمام رئيس الحكومة المكلَّف مهلة شهر فقط من أجل تشكيلها. فبهذا الطرح هو يريد استعجال إنجاز الصفقة، لأنّ ولاية الرئيس ميشال عون باتت على وشك الانتهاء. وفي أي حال، عون لن يتيح الفرصة لولادة أي حكومة ما لم يضمن الحصة.

في الواقع، يبدو اعتراض باسيل على احتكار بري لموقع رئاسة المجلس مستهجناً في نظر كثيرين. فهو نفسه كان راضياً طوال سنوات بنفوذ حليفه، «حزب الله»، على كل شيء وعلى الجميع، ووافق على رعايته الواقع السياسي حتى داخل الطائفة المارونية. وقبل أسابيع قليلة، تمكَّن السيد نصرالله من القيام بما لا يستطيع فعله إنسان آخر، إذ جمع قطبي الموارنة المفترض أنّهما مرشحان لرئاسة الجمهورية، باسيل وفرنجية، على إفطار عشية الانتخابات. وبهذا سيكون لـ»الحزب» فضل على أي من «الرئيسين» إذا حالفه الحظّ.

كما أنّ باسيل لا يستطيع الاعتراض على رغبة «حزب الله» في اختيار بري رئيساً للمجلس، لولاية جديدة، فيما هو يريد من «الحزب» نفسه أن «يختاره» رئيساً للجمهوية، وأن يوفّر له دعم بري في هذه المسألة. وعلى الأرجح، سيضع فريق عون «بيضَه» في سلّة «الحزب» مجدداً ويطلب إليه «توزيع الأرزاق». فإذا حصل ذلك، سيذهب باسيل بكل سرور الى انتخاب بري. أي، إنّ باسيل لا يعترض على مبدأ «الأحادية» في اختيار بري رئيساً للمجلس، إنما هو يريد المقايضة بين الأحادية الشيعية في المجلس والأحادية المارونية في رئاسة الجمهورية. وفي أي لحظة، تنتهي اعتراضات باسيل على بري، إذا تمَّت هذه الصفقة. في هذه الحال، يصبح توفير نصاب الغالبية المطلقة لانتخاب بري أمراً متيسّراً: النواب الشيعة وحلفاؤهم وكتلتا باسيل وجنبلاط و»مستقلون». وقد يساهم بعض قوى المعارضة و»التغييريين» في تأمين النصاب، تحت عنوان أدائهم للواجب الدستوري، ولو لم يصوِّتوا لبري. إذاً، سيضغط الوقت على «حزب الله» لإبرام صفقة معينة ترضي «التيار» وتمرِّر «قطوع» رئاسة المجلس خلال أسبوعين. ولكن، ثمة مَن يعتقد أنّ «الكباش» قد يُطول أكثر من ذلك. فاللعبة لم تعد بسيطة إلى هذا الحدّ، ولم تعد طموحات باسيل واقعية كما كانت قبل الانتخابات وما أفرزته من متغيّرات. وسيكون على «الحزب» أن يساعد باسيل على النزول من شجرة التصعيد التي تسلَّقها، لأنّ سقوطه من الأعلى سيصيب الفريق كلّه بخسائر إضافية.

 

غرِق فرنجية و"القومي"فعامَ باسيل على حطامهما

الياس الزغبي/فايسبوك/24 أيار/2022

حلّل كثيرون، من الكَتبة والقارئين والمحلّلين، أسباب انعطافة فرنجية - باسيل من القدح إلى المدح، ومن العذَل إلى الغزَل، واختصروها بانتسابهما إلى "خط الممانعة" واللطو خلف ظلّ نصراللّه، بعد ذاك الإفطار الإذعاني في حارة حريك، تحت جنح الظلام.وغاب عن بال جميع هؤلاء، بشكلٍ خاص، السبب الأهم والمباشر في كواليس انتخابات الدائرة الثالثة في الشمال (البترون الكورة زغرتا بشرّي):

فقد كشفت لعبة الأرقام السريّة أن "المردة" و"القومي" بجناحَيه مرّرا نزولاً عند طلب "حزب اللّه" الذي أوفد اثنين من ماكينته قبل أسبوع من الانتخابات إلى زغرتا وأميون والبترون، أكثر من ألفين وخمسمئة صوت للائحة باسيل، إضافةً إلى أكثر من ألف ومئتي صوت شيعي في المنطقة، فغرقا معاً وهو عامَ على كتفيهما!

ومن لا يصدّق فليقرأ ما كتبه شقيق وزير المردة السابق يوسف سعادة عن ضريبة "الخط" الذى يتباهى فرنجية بالانتساب الضرير إليه! ولا يستغربنّ أحد أن يصف باسيل، في أي وقت، النائب السابق سليم سعادة الغارق هو الآخر، أو مرجعيته أسعد حردان، ب"الأصيل"، على غرار الوصف الذي أطلقه على فرنجية.

فالعَوم على حطام الغارقين يستأهل كلمة مديح!

والآن يحاول "حزب اللّه" التعويض على فرنجية باستجماع كتلة صغيرة بعد استدراج نواب فائزين على لوائح سيادية أو تغييرية، بعدما أمّن لباسيل كتلة كبيرة على حساب سائر ملحقاته في البقاع والشوف وعاليه وبيروت وبعبدا وجبيل وصولاً إلى عكّار. إضافةّ إلى دغدغته بوعد زهري نحو قصر بعبدا، وكأنّه لا يزال يتوهّم بقدرته على فرض الرئيس الذي يريد كما فعل سنة ٢٠١٦. أمّا التعويض العملي على "القومي" فغير ممكن بعد إخراجه من الخريطة السياسية إلى غير رجعة، ولا يبقى له سوى كلام الشكر المعسول والمغسول!

 

سيناريوهان قيد التنفيذ: الرئاسة لباسيل وإلّا فعون...باقٍ!

فارس خشان/النهار العربي/24 أيار/2022

تحمل الأشهر الخمسة التي تفصل قصر بعبدا عن وجوب خروج رئيس الجمهورية ميشال عون منه، وفق المعايير اللبنانية، مفارقة لافتة، فهي إن بدت "داهمة جداً"، من جهة إلّا أنّها يمكن أن تكون "بعيدة للغاية"، من جهة أخرى.  هي "داهمة جدّاً" لأنّ كلّ الإستحقاقات التي دقّت ساعتها، مثل "تكريس" نبيه برّي رئيساً للمجلس النيابي، لولاية سابعة على التوالي، وتشكيل حكومة جديدة بعد اختيار شخصية سياسية تتولّى المهمّة، ستتم "هندستها" على قاعدة خدمة الانتخابات الرئاسية. وفي المقابل، تبدو هذه الأشهر الخمسة "بعيدة للغاية"، لأنّ الإستحقاق الرئاسي، وفق التجارب اللبنانية الحديثة، يمكن أن يطول كثيراً، بحيث تكون "المهل الزمنية" المنصوص عنها في الدستور، مجرّد "حبر على ورق". وإذا كانت أطراف كثيرة في لبنان، تتطلّع إلى أن يتم تمرير هذا الإستحقاق، بصورة سلسلة من شأنها أن تُطلق، بما توفّره من زخم "إيجابي"، مسار الإنقاذ المالي والإقتصادي والإجتماعي، فإنّ "التيّار الوطني الحر" ليس في هذا الوارد، فهو، يعمل على وضع اللبنانيّين أمام خيارين، لا ثالث لهما: إيصال رئيسه جبران باسيل الى القصر الجمهوري، أو إبقاء الرئيس ميشال عون فيه. وسبق أن وضع عون وحزبه "خريطة الطريق" للوصول الى أحد هذين الهدفين، ويبدو أنّ ساعة التنفيذ قد حانت.

ولقد عزّزت نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة هذا التوجّه، حيث نجح "التيّار الوطني الحر" في الحدّ من الخسائر، فهو، وإن كان قد انحسر، شعبياً ونيابياً، إلّا أنّه، وبدعم أساسي من "حزب الله"، لم يُهزم، وتالياً أصبح جزءاً من "الغالبية المطلقة" في مجلس النوّاب. "الغالبية المطلقة" هي التي يُنتخب بها رئيس الجمهورية، بدءاً من الجلسة الثانية، إذ إنّ الجلسة الأولى تفترض حصوله على أغلبية الثلثين من أصوات أعضاء المجلس النيابي. وهذه النتيجة الانتخابية، وإن كانت تسمح لباسيل بتحقيق حلم "خلافة" والد زوجته، إلّا أنّه يمكن استغلالها أيضاً، وبدعم من "حزب الله"، من أجل توفير ما يلزم من عدّة، لإبقاء عون الذي أهداه باسيل "هذا النصر"، في القصر الجمهوري.  وتحقيقاً لهذه الغاية، هناك سيناريوهان، قيد التنفيذ. السيناريو الأوّل، يهدف الى انتخاب باسيل، أمّا السيناريو الثاني فيهدف إلى إبقاء عون في القصر الجمهوري، بحجّة " قوّة الإستمرارية" التي توافرت "فتاوى" لمصلحة اعتمادها في "الرئاسة الأولى".

ويقوم السيناريو الأوّل على الآتي:

يحتاج "تكريس" الرئيس نبيه برّي في "الرئاسة الثانية"، في ضوء رفض شرائح واسعة في المجلس النيابي، إلى قوّة نيابية وازنة، من شأنها أن توفّر لـ" دستورية انتخابه" مشروعية.

 وإذ يبدو واضحاً أنّ القوى النيابية المسيحيّة الوازنة الممثّلة ب"القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" وغالبية المستقلّين، سوف تمتنع عن التصويت لبرّي، فإنّ "حزب الله"، كما سبق أن وضع "حركة أمل" و"التيّار الوطني الحر" في لوائح انتخابية مشتركة، سوف يعمل على إيجاد تفاهم بين برّي، من جهة وعون، من جهة أخرى، حتى يخرج الإثنان من استحقاق رئاسة مجلس النوّاب بمكاسب مشتركة، فالخلاف لا يُفسد للمصالح قضية!  وفي حال نجح "حزب الله" في مسعاه هذا، فالطريق يصبح معبّداً أمام إمكان انتخاب باسيل، إذ إنّ برّي، في مقابل، حصوله على أصوات تكتّل "التيّار الوطني الحر" النيابي، ينسّق مع جبران باسيل، بدعم من "حزب الله"، من أجل تشكيل حكومة يملك فيها كلّ من رئيس الجمهورية و"التيّار الوطني الحر" الثلث المعطّل كضمانة، إذ إنّه في حال جرت عرقلة عملية انتخاب باسيل يجري تفعيل السيناريو الثاني.

ويقوم السيناريو الثاني على الآتي: عند ثبوت عدم إمكان وصول باسيل الى رئاسة الجمهورية، تتم إقالة الحكومة واللجوء الى "الفتوى الدستورية" الجاهزة: بقاء عون في منصبه، لأنّه يملك ما يكفي من مشروعية، وذلك عملاً بقوّة الإستمرارية، من جهة و"الميثاقية الوطنية" من جهة أخرى، إذ إنّ "الرئيس القوي" لن يسمح بأن يكون الموقع المسيحي الأوّل في البلاد رهينة الفراغ وبعهدة حكومة تصريف الأعمال.

وإذا لم يرضَ برّي بالسير في هذا "التفاهم"، أو وجد "حزب الله" أنّه من الأجدى له تأخير البت بالإستحقاق الرئاسي، فحينها، تدخل تعديلات على السيناريو الثاني، من خلال  عدم التزام "التيّار الوطني الحر" بالتصويت لبرّي، ولجوء رئيس الجمهورية ميشال عون إلى وضع شروط "مستحيلة" تمنع أيّ شخصية سنية من القبول بتشكيل حكومة جديدة، فيحلّ الحادي والثلاثون من تشرين الأوّل/ أكتوبر 2022، على إيقاع أزمة سياسية كبرى في البلاد، يستغلّها عون للبقاء، بقوّة الإستمرارية، في القصر الجمهوري، على اعتبار أنّه لن يترك البلاد "التي تمر في خطر وجودي" بعهدة حكومة تصريف أعمال برئاسة نجيب ميقاتي.

ويُفضّل "التيّار الوطني الحر" السيناريو الإنتخابي على سيناريو" التمديد القسري" الذي يُدخل لبنان، منذ هذه اللحظة، في معركة سياسية قد لا يستطيع، بسبب الضغوط المحليّة والإقليمية والدولية، مواصلتها حتى تحقيق هدفها.

ولا يمكن لعون، في ضوء نتائج الانتخابات النيابية، أن يتطلّع الى الحصول على تمديد طبيعي، لأنّ ذلك يستلزم تعديل الدستور الذي يتطلّب أكثرية الثلثين من عدد أعضاء المجلس النيابي، وهي أكثرية حالت الانتخابات النيابية دون حصول الإئتلاف الذي شكّله "حزب الله" عليها.

وتسويقاً لتجنّب الوصول الى "سيناريو حافة الخطر"، أوصل جبران باسيل، في "احتفال النصر" الذي أقامه، قبل ثلاثة أيّام، رسالة تتضمّن إعادة تعويم النيّة "غير السريّة" لفريقه السياسي، عندما قال، بعدما حذّر من عدم تشكيل حكومة "بشروطه": إنتبهوا، فهذا يُسقط (اتفاق) الطائف ويجعل كلّ موقع ومؤسسة دستورية، من دون حدود زمنيّة".

و"الحدود الزمنية" التي يستهدفها كلام باسيل هي الأشهر الخمسة الفاصلة عن نهاية ولاية الرئيس عون. ولا يخرج الكلام الذي أطلقه النائب جميل السيّد "مهندس" تمديد ولاية الرئيس السابق أميل لحود، بعد خروجه من لقاء جمعه، أمس مع الرئيس عون عن السياق نفسه الذي كان قد أثاره باسيل، إذ قال السيّد:" في حال حصلت فعلياً مؤامرة عدم تشكيل الحكومة، فإن فخامة الرئيس لا يجوز ان يسلّم صلاحيات الرئاسة الى حكومة تصريف اعمال في نهاية ولايته، لأنّ صلاحيات الرئاسة ليست من المواضيع التي يشملها تصريف الاعمال ولا يمكن، حسب رأيي، لفخامة الرئيس المغادرة وتسليم صلاحياته الى حكومة تصريف اعمال لا تتمتع بصلاحيات دستورية بنفسها ولا يمكن لها بالتالي أن ترث الصلاحيات الدستورية لفخامة الرّئيس."  وإذا كان القصر الجمهوري الذي لم يكن قد علّق على كلام باسيل قد سارع إلى "التبرؤ" من "اجتهادات السيّد الدستورية"، فهذا لا يعني أنّه يرفض هذا السيناريو، ولكنّه لا يُريد أن يتبنّاه، كما لو كان خطّة يتولّى عون نفسه العمل من أجل تحقيقها، وتالياً يتم تحميله، مسبقاً أمام اللبنانيين وأمام مراكز القرار المهتمّة بلبنان، مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة.

 على مدى معركة الانتخابات النيابية غاب الكلام عن الإستحقاق الرئاسي، ولكنّ فريق رئيس الجمهورية، وقبل بدء هذه المعركة، كان قد وضع هذا الإستحقاق على الطاولة، سواء لجهة انتخاب باسيل، أو لجهة تمديد ولاية عون، وفق ما فعله، في بداية العام 2021 النائب في حينه، ماريو عون، إذ قال:" إنّ عدم التمديد لعون يُشكّل ظلماً بحقه وبحق قسم من الشعب اللبناني".  بطبيعة الحال، سوف يحاول "التيّار الوطني الحر" إضفاء شيء من الغموض على الخطط التي وضعها قيد التنفيذ، ولكن هذا لا يُلغي أنّ المعنيين بهذا الإستحقاق سوف يتعاطون معها بكثير من الجدّية. في الواقع، يُخطئ من يظن أنّ التكتيكات السياسية وحدها قادرة على إحباط الوصول الى واحد من هذين الهدفين، لأنّ "حزب الله"، بالمحصّلة، هو من يُمسك بهذه الورقة، ولن يقبل بالتخلّي عنها إذا لم يحصل على أثمان قد تكون أكثر كلفة على البلاد، من انتخاب باسيل أو "التمديد القسري" لعون. قبل العام 2016، كانت فكرة انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، بالنسبة لكثيرين، مجرّد "تخريف سياسي"، ولكن "حزب الله" بذل أقصى جهوده المشروعة وغير المشروعة، لتحقيق هذا الهدف، فتهاوت المقاومات، واحدة تلو الأخرى، وصار ما كان يبدو مستحيلاً حقيقة. وبما أنّ لبنان دولة ينتصر فيها "غير المعقول" على كلّ ما هو "بديهي"، فإنّ جدّية مواجهة هذين السيناريوهين تقتضي استنفاراً شعبياً يُعطي ما يلزم من زخم للإستنفارَيْن السياسي والدبلوماسي الواجبين، خصوصاً وأنّ شعار التخلّص من "كلّن يعني كلّن" قد يصبح عنواناً لمرحلة سوف تشهد عودتهم "كلّن يعني كلّن"، على الرغم من دخول بعض حملة شعار "الترحيل" الى ساحة النجمة!

 

إنقاذ بيروت يبدأ من طهران

نديم قطيش/أساس ميديا/24 أيار/2022

تظلم نتائج الانتخابات البرلمانية اللبنانية إذا ما قرأت من زاوية دلالاتها على تداول السلطة، وتغيير الحكم بتغيير الأكثرية داخل مجلس النواب على ما هي عادة قراءة أي انتخابات في أي ديمقراطية برلمانية طبيعية في العالم.

صحيح أن الأغلبية البرلمانية انتقلت من ضفة إلى أخرى، إلا أن ‏أهميتها تكمن في طبيعتها الاستفتائية فقط، لا في طبيعتها التي ترشح فريقاً جديداً للحكم والإمساك بدفة إدارة السياسة والاقتصاد كما ينبغي للواقع أن يكون.

في النتائج الاستفتائية للانتخابات ما هو واضح وضوح الشمس وعنوانه الأبرز أن أغلبية شعبية لبنانية عابرة للطوائف صوّتت ضد سلاح حزب الله، يتصدرها انتقال التفويض الشعبي المسيحي، للمرة الأولى بهذا الشكل منذ عام 2005، من ضفة ميشال عون ومشروع تحالفه مع حزب الله إلى ضفة القوات اللبنانية المعترضة علناً وبمثابرة وثبات على استمرار واقع الشذوذ الذي يمثله حزب الله وسلاحه.

بيد أن هذا الانتقال في الأغلبية من نخبة إلى نخبة يرشح البلد لواحد من احتمالين، ‏يصب كلاهما عملياً عند استمرار هيمنة حزب الله على الحياة الوطنية والسياسية في لبنان.

فإما أن تعقب الانتخابات تسوية سياسية على غرار التسويات السابقة كتسوية الدوحة 2008 مثلاً أو تسوية انتخاب مرشح حزب الله ميشال عون رئيساً للجمهورية، ونكون في حينها أمام تذويب متعمد لكل النتائج الاستفتائية التي أشرنا إليها سابقاً، وإما أن تعقب الانتخابات مرحلة من الشلل السياسي والمؤسساتي على غرار المشهد الحاصل في العراق، بحيث يكون اللبنانيون أمام انتصار سياسي وشعبي ودولة مخطوفة ومؤسسات معتقلة تمنع ترجمة الانتصار داخل المؤسسات الدستورية.

‏أرجح أن حلقة جديدة من حلقات مسلسل الشلل المديد هو الاحتمال الأقرب الذي للمفارقة تقاطع عند توقعه كل من حزب الله في لبنان وشخصيات عارفة بتفاصيل الملف اللبناني في واشنطن كالدبلوماسي الأميركي السابق دايفيد هايل.

حقيقة الأمر أن لا الشلل جديد ولا الاستفتاء على سلاح حزب الله، فقد عرفت الدولة اللبنانية منذ عام 2005 فراغات متتالية على مستوى المؤسسات الدستورية الرئيسية كالحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية، تزيد فيها سنوات التعطيل على سنوات العمل. كما خبر اللبنانيون في انتخابات عام 2009 استفتاء انتخابياً على سلاح حزب الله جاءت نتائجه لمصلحة معارضي السلاح، بعد أن وضع حزب الله عنواناً للمعركة حينها هو إعادة تكوين السلطة، وردت عليه الكنيسة المارونية بقيادة البطريرك الماروني التاريخي مار نصر الله بطرس صفير، بأن الانتخابات آنذاك كانت صراعاً في مواجهة محاولات نقل لبنان من ضفة إلى ضفة.

‏كما خبر اللبنانيون تحقيق حزب الله لأغلبية برلمانية في انتخابات عام 2018 التي احتفل بها يومها قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، ووصفها بأنها لحظة تحويل لبنان من دولة فيها مقاومة إلى دولة مقاومة وحكومة مقاومة.

في الأحوال جميعاً، أي في حال الفوز على حزب الله أو في حال فوز حزب الله نفسه بالأغلبية، لم نكن بإزاء التعطيل والشلل وتعثر الحكم وانهيار الدولة وشيوع الفساد، لأننا ببساطة لسنا في صراع بين مشاريع سياسية، بل في صراع بين جهة خاطفة وبلد مخطوف، لا تهتم الجهة الخاطفة بأي شيء يتصل بأحواله، بل بالريوع السياسية والعسكرية والأمنية التي يوفرها المخطوف، لصالح مشروع آخر لا علاقة له بلبنان واللبنانيين. ‏فلا يملك حزب الله مشروعاً سياسياً أو اقتصادياً في لبنان. ما يحركه ببساطة هو الحاجة لإخضاع البلد ومنع نخبه وطوائفه وأحزابه من التشويش على تحويله إلى غرفة دعم متقدمة لمشروع إيران في المنطقة لا أكثر ولا أقل.

‏هذه العلاقة بين الخاطف المخطوف لا تترك مجالاً كبيراً لآليات التغيير من خلال العمل المؤسساتي والدستوري الطبيعي.

فمن الصعب أن يتغير الكثير في لبنان ما لم يغير حزب الله من طبيعة ما يريده من هذا البلد، وهذا البند الأخير لن يتغير بدوره ما لم يحصل تغيير حقيقي أو جذري على مستوى مشروع إيران في المنطقة. ‏إن أزمة لبنان في صيغتها الراهنة الممتدة من قرار طهران بتصفية الرئيس رفيق الحريري وحتى اليوم هي أزمة متولدة عن أزمة العلاقة بين إيران والمنطقة، وأي حل في لبنان لن يكون مستداماً ما لم يكن جزءاً من حل جذري لأزمة العلاقة بين إيران والمنطقة.

‏كل جبروت حزب الله ينتهي لحظة حصول تغيير حقيقي في إيران، أكان على مستوى طبيعة النظام نفسه الذي تحاصره انتفاضات داخلية متتالية وإهانات إسرائيلية متلاحقة، أو على مستوى سلوك النظام إذا ما تغيرت الوجهة السياسية في هذا البلد الذي يوحي أكثر من أي وقت مضى بأنه على أبواب مرحلة انتقالية إلى ما بعد علي خامنئي، لا سيما في ظل غياب قاسم سليماني كمشروع مستقبلي كان يعد وانتهى.

لقد قدمت هذه الانتخابات صورة مهمة عما سيكون عليه الوضع في حالة حصول تغيير حقيقي في إيران، وذلك من خلال الرسوب المدوي لكل أركان سوريا في لبنان... لقد رسب كل رؤساء أحزاب سوريا في الانتخابات، أو فشلوا في الوصول إلى الندوة البرلمانية، رغم كل الانطباعات حول إعادة تأهيل بشار الأسد وعودة سوريا إلى لبنان وما شابهها من سيناريوهات ازدهرت خلال الأشهر الـ12 الماضية. خروج أحزاب سوريا من البرلمان هو ترجمة عملية لهزال المركز، أي دمشق، الذي كان يعطي هؤلاء الدفع السياسي والوزن المعنوي. الأمر نفسه سيحصل مع هزال المركز الإيراني.

إيران هي المفتاح للتغيير الحقيقي في لبنان. أما في لبنان فالمسؤولية العربية هي في دعم البيئات والمجموعات التي أعلنت من بيروت رفضها لهيمنة السلاح، وهذا يتطلب مقاربة عربية جديدة للوضع اللبناني، تأخذ في عين الاعتبار المتغير الشعبي والسياسي الدي كشفت عنه الانتخابات... وللحديث صلة.

 

هل التقارب ممكن بين بايدن والتحالف العربي؟ من الصعب تصور طلاق بين واشنطن وتلك العواصم

د. وليد فارس/انديبندت عربية/24 أيار/2022

يعلم القاصي والداني في الشرق الأوسط أن العلاقات ما بين دول التحالف العربي وإدارة جو بايدن لم تكن في أفضل حالاتها منذ مطلع 2021، وقد وصلت إلى مستوى منخفض في عام 2022، وإن كان ذلك بتهذيب دبلوماسي. فإن البعض في واشنطن بات يرى أن هنالك احتمالاً، ولو متنامياً، بأن تسعى الإدارة إلى تحسين تلك العلاقات في هذه المرحلة بسبب تعقد الأمور، وحرب أوكرانيا، والموقف الإيراني، والأوضاع الداخلية في الولايات المتحدة الأميركية. فالأسئلة هنا تطرح بالتسلسل: لماذا الجفاء بين الإدارة والتحالف؟ هل تغيرت الظروف؟ هل يمكن إصلاح العلاقات؟ هل بدأت الإدارة بذلك؟

جذور الجفاء

وجذور التباعد بين دول التحالف العربي وإدارة الرئيس بايدن معروفة لدى الرأي العام في تلك الدول، وهي تاريخياً تسبق هذه الإدارة، وتعود بمعظمها إلى فترة الرئيس باراك أوباما ما بين 2009 و2016. فالأزمة الأولى بين إدارة أوباما ومصر، حصلت في 2013، عندما تظاهر ملايين المصريين ضد نظام محمد مرسي كانت واشنطن تبني شراكة مع الإخوان المسلمين. وفي 2015، عندما وقعت إدارة أوباما الاتفاق النووي مع إيران، حصل شرخ نفسي وسياسي بين الإدارة الأميركية وأهم الدول العربية الحليفة لأميركا. وتعمق التباعد مع السعودية والتحالف، مع تصاعد الضغط من واشنطن لوقف الحملة العربية للتصدي لميليشيات الحوثي في اليمن. وتوسعت الخلافات بين المنطقة العربية وإسرائيل، التي انتقدت توقيع الاتفاق النووي وتزويد طهران بمليارات الدولارات وعقد شراكة مع القوى الإسلاموية المقاتلة من ليبيا إلى سوريا، عبر ما سمي "الربيع العربي". وسار الاختلاف في الرأي بين قوى الشرق الأوسط المؤيدة تقليدياً للولايات المتحدة، وإدارة أوباما، بشكل متوازٍ مع الخلاف الداخلي بين المعارضة الجمهورية في الكونغرس والإدارة التي يؤيدها الحزب الديمقراطي، في مختلف ملفات الشرق الأوسط، هذا الجفاء الذي بات جزءاً من التاريخ الحديث للعلاقات بين واشنطن وحلفائها في المنطقة، لم يكن سرياً، وكتب عنه كثير في المنطقة، ولكن لم يكن معروفاً بشكل واسع في أميركا نفسها.

أسباب الجفاء

أسباب الاختلاف بين الحلفاء العرب والإسرائيليين من ناحية، وإدارة أوباما، الذي كان جو بايدن نائباً للرئيس فيها، تمحورت حول شراكتين حاولت إدارته أن تقيمهما في المنطقة، شعر الحلفاء أنهما تهددانهم. فالخليج الذي كان يتواجه مع إيران، خشي أن يعزز الاتفاق النووي قوة إيران على حساب دوله. ودول شمال أفريقيا شعرت بأن الشراكة بين واشنطن والإخوان، لا سيما خلال "الربيع العربي"، ستفيد الإسلامويين في هذه الدول. أما إدارة أوباما، فكانت تعتبر الشراكتين جزءاً من استراتيجيتها الجديدة لنشر استقرار ثابت عبر "استيعاب الأخصام" Absorbing foes، ولكن إدارة أوباما شملت مدرستين: مدرسة راديكالية ضمت أقصى اليسار وأنصار الانفتاح على إيران والإسلاميين الراديكاليين، ومدرسة السياسيين البراغماتيين، ومن بين هؤلاء الآخرين نائب الرئيس وقتها، بايدن. فهذا الأخير يتمتع بخبرة في العلاقات الخارجية كونها على مدى عقود داخل مجلس الشيوخ، وقد تواصل مع قيادات وشخصيات إقليمية لسنوات. لذا، فإن الفريق الراديكالي في إدارة أوباما تصرف عقائدياً تجاه حكومات المنطقة، بينما البراغماتيون في تلك الإدارة تصرفوا وفق حسابات مبنية على تقييم يمكن أن يتبدل.

ما بعد أوباما

العلاقات العربية - الأميركية سرعان ما عادت إلى الدفء خلال رئاسة دونالد ترمب، لا سيما منذ قمة مايو (أيار) 2017 في الرياض، وكأنها انقلبت 180 درجة، إذ قامت واشنطن بدور العراب في إطلاق "التحالف العربي" بالتنسيق مع السعودية وزعماء أكثر من خمسين دولة عربية وإسلامية، وتأسس مركز لمواجهة الإرهاب ومكافحة التطرف في المملكة، ودعم جهود مصر والإمارات في الرد العقائدي على التيارات التكفيرية، ووضع "الحرس الثوري الإيراني" على لائحة الإرهاب، وأخيراً وليس آخراً الانسحاب من الاتفاق النووي ومواجهة ميليشيات القدس ومتفرعاتها في المنطقة. بدأت العلاقات بين التحالف العربي تتحسن مع واشنطن بين 2017 و2020، وحافظت إدارة ترمب على علاقات قريبة مع قطر على الرغم من التباعد الذي طرأ على العلاقات الخليجية. فإن قمة التقارب العربي الأميركي تجسدت في توقيع المعاهدة الإبراهيمية في صيف 2020 بين إسرائيل ودول عدة في التحالف العربي.

ومع انطلاقة إدارة بايدن مطلع 2021، عادت السياسة الخارجية إلى أجندة إدارة أوباما للشرق الأوسط. فافتتحت الإدارة عهدها الجديد برفع الحوثيين من لائحة الإرهاب، ومن ثم السماح لبعض الدول بالإفراج عن سيولة لإيران، وإعادة المفاوضات مع طهران بشأن الاتفاق النووي، ما عكر الأجواء، ولو تحت الطاولة، مع الخليج وإسرائيل. أما الانسحاب الدراماتيكي من أفغانستان في صيف 2021، فقد أثار قلق دول المنطقة التي تواجه القوى الإسلاموية القتالية، ومنها مصر والعراق وليبيا والأردن والإمارات واليمن. واعتبر البعض أن عودة طواقم أوباما إلى إدارة بايدن ستعيد التشنج بين واشنطن والأصدقاء التقليديين في المنطقة، ولكن بعض العوامل والظروف باتت تظهر تطوراً لم يكن في الحسبان.

حدود الابتعاد

تحت إدارة أوباما، والآن تحت إدارة بايدن، هنالك حدود موضوعية لأي ابتعاد أميركي عن الحلفاء التاريخيين في المنطقة، بغض النظر عن الحماسة لمشاريع صفقات مع القوى الراديكالية. وأهم هذه الحدود، هي الآتية:

أولاً، حجم التعامل الاقتصادي بين السوق الأميركية، والأسواق الشرق أوسطية، بما فيها الخليجية، هو كبير بشكل يضع ضغطاً على القطاعين الخاص والعام لدى الطرفين لعدم قطع الشريان المالي بسبب اختلاف سياسي. فعلى الرغم من أي تباعد، أو تقارب، ما هو ثابت في العمق، هو شبكة صلبة وقديمة من المصالح الاقتصادية والنفطية بين الطرفين، تفوق بحجمها المصالح التي قد تأتي مع الاتفاق النووي، حتى الآن.

ثانياً، الاستقرار الإقليمي الذي تقدمه الدول العربية، بما فيها الخليجية، وإسرائيل، للمصالح الأميركية. بما في ذلك على الصعيد الدبلوماسي، والأمني، والدفاعي.

ثالثاً، المساحة والمواقع الجيوسياسية لتلك الدول، حيث القواعد العسكرية، والممرات المائية، والجوية، والتعاون مع القوات المسلحة الإقليمية.

لهذه الأسباب، من الصعب تصور طلاق بين واشنطن وتلك العواصم، ينهي الشبكة الهائلة من المصالح التي باتت جزءاً من التاريخ الحديث. مما قد يخلص إلى اعتبار موضوعي، هو أن الإدارة الحالية لا يمكنها بشطبة قلم أن تستبدل العلاقات الاقتصادية للولايات المتحدة وغيرها مع العرب وإسرائيل للحصول على اتفاق مع إيران. المنطق يقول إنه في نهاية المطاف لا بد من أن تصل إدارة بايدن إلى استنتاج ما يظهر لها أن المصلحة الأميركية العليا تلزم بوجود علاقات طيبة مع الأصدقاء التقليديين في المنطقة.

أسباب مستجدة

إضافة إلى المصالح الأميركية الثابتة والقديمة، هنالك أسباب باتت بارزة وطارئة قد تفرض تفكيراً جديداً لدى أوساط الإدارة، بالتالي تحوز مراجعة جديدة في المنطقة، بغض النظر عن مسألة إعادة بناء الثقة بين الأطراف. ومن بين هذه الأسباب الداهمة ما يلي:

تشبث إيران بشروطها التعجيزية للعودة إلى الاتفاق، مما يضع إدارة بايدن أمام ضغوط إضافية.

أزمة نفط وغاز حادة، تدفع بواشنطن إلى الطلب من السعودية وشركائها زيادة الإنتاج.

انفلات إيران في المنطقة، مما يجعل إسرائيل في وضع ضاغط على واشنطن كي تتحرك.

تحرك دول المنطقة للتموقع في مسافة محايدة إزاء الصراع مع روسيا.

وهناك بالطبع فترة دقيقة أمام الإدارة وهي انتخابات الكونغرس في الخريف المقبل، بالتالي سيصعب على براغماتيي الإدارة أن يواجهوا الناخبين الأميركيين بسياسة خارجية تأتي بتردي العلاقات مع إسرائيل ودول معاهدة إبراهام والتحالف العربي.

تحرك مميز

في أبريل (نيسان) الماضي، كثفت إدارة بايدن تحركاتها في اتجاه عواصم المنطقة، ولا سيما التحالف العربي وإسرائيل، بهدف "تطمين الحلفاء حول متانة العلاقات واستعداد واشنطن للوقوف إلى جانبهم ضد أي اعتداء". فكانت زيارات لمسؤولين أميركيين إلى مصر التي وصفت بـ"الحليف القديم". وزيارات لمستشار الأمن القومي ووزير الخارجية إلى السعودية والالتزام بـ"الدفاع المشترك ضد الاعتداءات". وصدر من الخارجية تنديدات بالقصف الحوثي للسعودية والإمارات. وعند وفاة رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد، وصلت نائبة الرئيس الأميركي ووزيرا الدفاع والخارجية إلى أبو ظبي للتعزية كرسالة دبلوماسية عالية الأهمية. بالتوازي، جرت زيارات واتصالات عالية الأهمية مع إسرائيل، ومشاركة أميركية واسعة في مناورات إسرائيلية جوية، في سيناريو قصف على إيران.

مؤشر

ذلك كله مؤشر واضح إلى أن الإدارة تبغي إعادة الربط مع التحالف العربي وإسرائيل، أي الشركاء الدائمين للولايات المتحدة في المنطقة. ويأتي ذلك في إطار إعادة ترتيب البيت الأطلسي والغربي في مواجهة روسيا والصين، وفي ظل عدم الوضوح تجاه الملف الإيراني. في اللغة الدبلوماسية البحتة، ذلك يعني أن التقارب ولو البطيء بين إدارة بايدن والتحالف العربي بات ممكناً، ولو لم يكن ساطعاً. فالتقاطع في المصالح بسبب الوضع الدولي ينطلق من واقعين. الأول هو محاولة واشنطن قطع الطريق على موسكو وبكين، كي لا تستدرجان العرب إلى معسكرهما، والثاني هو استفادة مصلحية لدى حكومات التحالف لكي ترمم الجسور مع واشنطن وربما أن تؤخر نتائج توقيع محتمل للاتفاق النووي إذا ما حصل. إذاً، التقارب على الرغم من الجفاء الماضي ممكن، ولكن الأسئلة تبقى على الطاولة. هل مقاربة فريق بايدن هي استراتيجية وخيار حقيقي بوجه إيران، أم تحرك تكتيكي لحماية وثبة آتية للتوقيع مع إيران؟

وفي المقابل، هل لأعضاء التحالف ثقة بالمقاربة الأميركية الجديدة، أم أنهم يتبعون البراغماتية الدبلوماسية، ويستفيدون من نتائجها الآنية؟ وأخيراً، ما قدرة اللوبي الإيراني على تعطيل تقارب كهذا؟

سنرى.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 24 و25 أيار/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 24 أيار/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/108884/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1431/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/May 24/2022/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/108886/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-may-24-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

#LCCC_English_News_Bulletin

 

 

 

ما يسمى عيد تحرير الجنوب هو كذبة وتزوير للتاريخ ولهذا مطلوب إلغائه وشطبه من ذاكرة لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/24 أيار/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/75160/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%b3%d9%85%d9%89-%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8-%d9%83/

بداية فإن مصداقية وجدية ووطنية كل النواب الناجحين في الإنتخابات النيابية، ويدعون السيادية، أو يحملون شعارات التغير، هم أمام الإمتحان  مصيري، وأول ما يجب أن يفعلوه هو تقديم قانون مشروع يطالب بإلغاء ما يسمى زوراً "عيد التحرير الجنوب"، لأنه وكما تؤكد كل الحقائق الموثقة، فإن حزب الله لم يحرر الجنوب، بل هو من يحتله، كما أن إسرائيل انسحت منه تنفيذاً للقرار الدولي 425 على خلفيات لها علاقة بشؤون إسرائيلية داخلية وضمن اتفاق مع الحزب ومع راعيته إيران

 

 

 

Hezbollah’s Liberation & Resistance Day Is A Big Lie

Elias Bejjani/May 25/2021

We call on the Lebanese government, the Lebanese Parliament and on all the free and patriotic Lebanese politicians and leaders to cancel the May 25 National Day, because it is not national at all, and also to stop calling Hezbollah a resistance, put an end for its mini-state, cantons and weaponry, and secure a dignified, honorable and safe return for all the Lebanese citizens who have been taking refuge in Israel since May 2000.

http://eliasbejjaninews.com/archives/75168/elias-bejjani-hezbollahs-bogus-liberation-resistance-day-3/

May 25/2021