المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 آذار/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.march22.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِنْ كَانَ أَحَدٌ لا يُحِبُّ الرَّبّ، فَلْيَكُنْ مَحْرُومًا!

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/عون الإسخريوتي آخر من يحق له الكلام باسم المسيحيين وهو الذي داكشهم بكرسي مخلع

الياس بجاني/ثلاثي جوع وفجع السلطة وعبادة الكراسي: جعجع والحريري وجنبلاط

الياس بجاني/الرياشي قواتي تيواني وغاندي مسرحي

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة إيمانية في معاني توبة الابن الشاطر

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الإثنين في 21 آذار 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 21/03/2022

رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت: «الحرس الثوري» أكبر التنظيمات الإرهابية في العالم

الراعي: سلاح «حزب الله» خرج من يد اللبنانيين

الراعي التقى السيسي في القاهرة وأكد له أن الخلاص في «الطائف» و«الحياد

الإدعاء على رياض ورجا سلامة بجرمي الاثراء غير المشروع وتبييض الاموال

حاكم مصرف لبنان ينفي اتهامات بالإثراء غير المشروع

إسرائيل تضبط خلية لـ{حزب الله} خططت لخطف مسؤولين وجنود

لائحة اتهام ضد أربعة عناصر لهم سوابق في تهريب المخدرات

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الراعي وعون وواقع لبنان: صورتان وخطابان متناقضان؟!

هذه أسباب قلق الأمم المتحدة من هشاشة الهدوء جنوبا!

إخبارات بالجملة بحق “الحزب” في الأدراج!

متحفظاً على مواجهة وزير هارب من المحاكمة.. جان العلية يقبل تحدّي «"التيار"»: إلى المناظرة بالوثائق في 31 آذار!

«حزب الله» يصف المعركة الانتخابية بـ«الصعبة للغاية»

الحملات تحتدم في لبنان مع بدء الإعلان عن «تحالفات اللوائح»

ريفي من دار الفتوى: بين الاحتلال والسيادة لا حل وسطا الوطن في خطر والانتخابات المقبلة مصيرية

اليونيفيل أحيت الذكرى 44 لتأسيسها باحتفال في الناقورة لاثاروا: نجاحنا ما كان لولا دعم الجيش اللبناني وشراكته

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت: «الحرس الثوري» أكبر التنظيمات الإرهابية في العالم

أوكرانيا تعلن أن كل موانئها مغلقة

روسيا تحظر «فيسبوك» و«إنستغرام» بسبب «تطرفهما»

بريطانيا: روسيا وراء مكالمات خادعة تلقاها وزراء بريطانيون

ألمانيا: لا نستطيع الاستغناء عن واردات النفط الروسية

روسيا تكثف قصف المدن... وحديث عن «قرب تفاهم»...موسكو تستخدم صواريخها الجديدة لليوم الثاني... وكييف تتهمها باستهداف مدرسة

أوكرانيا ترفض الإنذار الروسي لاستسلام ماريوبول وقتلى بقصف على كييف

سكان ماريوبول يدفنون موتاهم في قبور مؤقتة «على جانب الطريق»

«مضادات دبابات» بريطانية وأميركية تغير المعادلة العسكرية في أوكرانيا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"اتفاق القاهرة"… هل تتذكرون؟/النهار/نبيل بومنصف

ماذا يريد سعد الحريري؟/جان الفغالي/نداء الوطن

ميقاتي لـ«الشرق الأوسط»: لبنان يتعاطى بإيجابية مع الورقة الخليجية ونأمل بانفراج يطوي «صفحة التصدع»/محمد شقير/الشرق الأوسط

جعجع للشرق الأوسط: سنفوز على «النواة الصلبة» للنظام… ولن نسمح بانتخاب رئيس منهم والقوات اللبنانية البديل الأفضل لتيار عون/ثائر عباس/الشرق الأوسط

بين "شمالنا" و"شمال الثورة"... إنشطر قلب الثورة/ألان سركيس/نداء الوطن

القطاع العقاري وقع وكثر "سلاخوه"/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

ماذا على الحاكم الجديد أن يفعل فوراً؟ .. رياض سلامة على بُعد خطوات من خط النهاية/منير يونس/نداء الوطن

عون إلى الفاتيكان: محاولة جديدة لإزاحة البطريرك الراعي/أحمد الأيوبي /اللواء

لا شرق ولا غرب في وقف آلة الحرب/سام منسى/الشرق الأوسط

الرقص مع القوى الثلاث/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

بوتين الذي لا يستطيع أن يخسر/غسان شربل/الشرق الأوسط

أوروبا «القارة المظلمة» ساحة لموجة هجرة ضخمة جديدة/بيتر غاتريل/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون التقى الحبر الاعظم وامين سر الفاتيكان وترحيب باقتراح انشاء صندوق للبنان مع برنامج الأغذية العالمي البابا: للبنان مكانة خاصة وسأزوه قريبا

رئيس الجمهورية التقى مدير الفاو ومدير برنامج الأغذية العالمي وطلب دعم اقتراح انشاء صندوق دعم وطني للبنان برعاية الكرسي الرسولي ومضاعفة برامج المساعدات

الراعي التقى شيخ الازهر وابو الغيط: ان يعيش لبنان كما هو اليوم منعزلا عن محيطيه الدولي والإقليمي ليس من صالح احد

الراعي: لا نريد أن يكون لبنان عالة على أحد

الراعي ترأس قداسا لمرور 50 عاما على بناء كابيلا القديسة ريتا في مصر الجديدة: لمسنا لدى السيسي اهتماما بلبنان وبضرورة إجراء الانتخابات في مواعيدها

ميقاتي اكد التزام الحكومة إعادة العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي الى طبيعتها

"لقاء سيدة الجبل": وجود البطريرك في الجامعة العربية يؤكد رفض اللبنانيين تحالف الاقليات

غصّة وحيرة وحزن في وداع ميشال مكتّف... البطريرك العبسي: كان رجل قناعات ومبادئ إنجيلية قوية ثابتة

500 طن مساعدات غذائية من تركيا إلى القوى ألأمنية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم
إِنْ كَانَ أَحَدٌ لا يُحِبُّ الرَّبّ، فَلْيَكُنْ مَحْرُومًا!

“رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس16/من15حتى24/:”يا إخوَتِي، إِنَّكُم تَعْرِفُونَ بَيْتَ إِسْطِفَانَا، إِنَّهُم بَاكُورَةُ أَخَائِيَة، وقَدْ وَقَفُوا أَنْفُسَهُم عَلى خِدْمَةِ القِدِّيسِين. فأَطِيعُوا أَنْتُم أَيْضًا أَمْثَالَ هؤُلاء، وكُلَّ مَنْ يُعَاوِنُهُم ويَتْعَبُ مَعَهُم. وإِنِّي سَعِيدٌ بِحُضُورِ إِسْطِفَانَا وفُرْتُنَاتُس وأَخَائِيكُس، لأَنَّ هؤُلاءِ مَلأُوا غِيَابَكُم، وأَرَاحُوا رُوحِي ورُوحَكُم. فَقَدِّرُوا هؤُلاءِ حَقَّ التَّقْدِير. تُسَلِّمُ عَلَيْكُم كَنَائِسُ آسِيَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُم كَثِيرًا في الرَّبِّ أَكِيلا وَبِرِسْقَة، والكَنيسَةُ الَّتي تَجْتَمِعُ في بَيْتِهِمَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُم جَمِيعُ الإِخْوَة. سَلِّمُوا بَعْضُكُم عَلى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَة. هذَا السَّلام، أَنَا بُولُسُ كَتَبْتُهُ بِخَطِّ يَدِي. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لا يُحِبُّ الرَّبّ، فَلْيَكُنْ مَحْرُومًا! مَرَانَا تَا!

نِعْمَةُ الرَّبِّ يَسُوعَ مَعَكُم!ومَعَكُم جَمِيعًا مَحَبَّتِي في المَسِيحِ يَسُوع!”.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

عون الإسخريوتي آخر من يحق له الكلام باسم المسيحيين وهو الذي داكشهم بكرسي مخلع

الياس بجاني/21 آذار/2022

المسيحيون ليسوا بحاجة لحزب الله الإرهابي ليحميهم كما يدعي باطلاً عون الإسخريوتي الذي باع لبنان ومن فيه لإيران بثلاثين من فضة

 

ثلاثي جوع وفجع السلطة وعبادة الكراسي: جعجع والحريري وجنبلاط

الياس بجاني/20 آذار/2022

ثلاثي الفشل والإستسلام جعجع والحريري وجنبلاط، ربطوا نزاع مع حزب الله طمعاً بالكراسي فانتهوا مربوطين بحبال الذل وسلموا البلد لإيران.

 

الرياشي قواتي تيواني وغاندي مسرحي

الياس بجاني/20 آذار/2022

مع احترامنا لملحم الرياشي فهو غريب عن وجدان القوات البشيرية التاريخية. غانديته المسرحية لا تقنع أحد وكذلك تاريخه، وبس هيك.

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة إيمانية في معاني توبة الابن الشاطر

الياس بجاني/20 آذار/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/73259/73259/

الصوم هو زمن التغيير والولادة الجديدة والرجوع إلى الجذور الإيمانية ومراجعة الذات والأفعال والتوبة وطلب المغفرة وعمل الكفارات. أن الله الذي هو أب رحوم وغفور ومحب قادر على تحويل كل شيء وتبديله فهو الذي حول الماء إلى خمر وهو إن طلبنا منه التوبة قادر على أن يحول عقولنا وضمائرنا من مسالك الخطيئة إلى الخير والمحبة والتقوى،  وهو وقادر في الوقت عينه أن يمنحنا رؤية جديدة بقلب متجدد ينبض بالمحبة والحنان والإرادة الخيرة. هذا الأب الذي تجسد وقبل الصلب والعذاب من اجل خلاصنا حول الأبرص صاحب الجسد المشوه إلى حالة السلامة والعافية وطهره ونقاه، وهو كذلك قادر أن يخلص وينقي النفوس الملطخة بالخطيئة إن طلبت التوبة بصدق وإيمان وثقة. بقدرته ومحبته أوقف نزف المرأة النازفة التي هي رمز كل نزيف أخلاقي وقيمي وروحي واجتماعي نعاني منه جميعاً أفراداً وجماعات وهو دائماً مستعد لقبول توبتنا ولاستقبالنا في بيته السماوي حيث لكل واحد منا منزل لم تشده أيدي إنسان وحيث لا حزن ولا تعب ولا خطيئة. تعلمنا الأناجيل أن الخلاص من الخطيئة والتفلت من براثنها لا يتم بغير التوبة والصلاة وعمل الكفارات وبالعودة إلى الله الذي هو محبة ونور. في الأحد الرابع من آحاد الصوم تحدثنا الكنيسة عن واقعة الولد الشاطر/الضال أو المبذر/الذي شطر أي اقتسم حصته من ميراث أبيه ومن ثم وقع في التجربة وغرق في أعمال السوء والملذات حتى أضاع كل شيء. وعندما أقفلت كل الأبواب في وجهه وعرف معنى الجوع والذل والغربة عاد إلى أبيه طالباً السماح والغفران. من هذه الواقعة الإنجيلية نستخلص مفاهيم ومعاني الخطيئة والتجربة والضياع الأخلاقي والإيماني وكذلك التوبة والمصالحة وثمارها.

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية  

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الإثنين في 21 آذار 2022

وطنية/21 آذار/2022

النهار

يعتبر أحد السياسيين البارزين أن عدداً من البرامج التلفزيونية يساهم في حال الاحتقان السائدة، وبعضها مطلوب لتصفية حسابات سياسية.

يؤكد نائب بارز أن وجود مرجعيتين سياسيتين على متن طائرة واحدة كانت متجهة الى باريس، هو محض صدفة وحصلت بينهما مجاملات وحديث اجتماعي، واثارة عناوين سياسية عامة.

يتحدث ناشطون عن مرشح من ضمن قوى التغيير يتصرف بفوقية ولا يقبل اي انتقاد بل يرد عليه بكلام جارح مدعيا ان لديه نحو 40 الف صوت.

الجمهورية

تقرّ جهات مسؤولة أن اتفاقاً وخطة أساسيين للنهوض لن يُقرّا قبل الإنتهاء من الإستحقاق الإنتخابي.

يؤكد مرجع روحي أنه كان على مسافة واحدة من جميع المرشحين لرئاسة هيئة زمنية تابعة لطائفته.

توسّعت دائرة الشكوك في إمكان حصول بعض التعيينات الإدارية بسبب الخلافات المستحكمة بين مسؤولين عنها.

اللواء

تصطدم مساعي توحيد "اللوائح السيادية" في أكثر من دائرة إنتخابية بعقبات لها طابع فردي وتنافسي بين مرشحي الصف السياسي الواحد!

تدور معارك صامتة بين مرشحي تيار سياسي ناشط على نفس اللائحة، وذلك في إطار التطاحن لكسب الأصوات التفضيلية وتجنّب كلٍّ منهم تجرُّع كأس الهزيمة!

ينوي مرجع بارز إجراء تغييرات في مناصب قيادية قضائية ضمن إجراءات أخرى لوقف تداعيات المعركة المحتدمة بين القضاء والمصارف! 

نداء الوطن

توقع مراقبون ان تعمد القاضية غادة عون الى تجزئة وفصل الملفات المنسوبة الى رجا سلامة، بهدف الحؤول دون إحالة كامل الملف الى قاضي التحقيق في جبل لبنان وبالتالي الاستمرار بالتحقيقات معه في كل ملف على حدة.

حضّرت دوائر السراي الحكومي مسودة مشروع لإلغاء بعض المؤسسات العامة وتطوير بعضها ودمج البعض الآخر، ومن المتوقع ان يُعرض على مجلس الوزراء خلال الاسابيع المقبلة.

يقال ان الدائرة الثانية في الشمال (طرابلس، الضنية، المنية) ستشهد على الأغلب تشكيل لائحتين قريبتين من أجواء "المستقبل" و"العزم".

الأنباء

تسعى ماكينة إعلام الممانعة إلى تكرار دسّ تقارير او تصاريح تزعم وجود خلاف كبير بين حزبين يجمعهما تفاهم انتخابي.

ترك الحضور الشعبي الاستثنائي الذي شهدته المختارة أمس الأول قلقاً لدى خصمين معنيّين، اللذين عبّرا عن ذلك كل منهما بطريقة مختلفة. 

البناء

تعتقد مصادر أمنية أن الفراغ والفوضى هما الطريق الوحيد لتأجيل الانتخابات النيابية لأنه لم يعد ممكناً تمديد ولاية مجلس النواب لوجود شرط مقابل لذلك بتمديد ولاية رئيس الجمهورية للمدة ذاتها، وهو ما لا يلقى أي قبول داخلي أو خارجي ويحتاج الى آليات دستورية ونصاب يصعب توفيرهما.

تؤكد مصادر عسكرية روسية أن خطة العمليات في أوكرانيا تعتمد خطة زمنية لعشرة أسابيع وهي تسير بدقة وتتضمن حسم أمر مدينة كل أسبوع بعد أسبوعين للتموضع والتقرّب من كييف وبعد خورسين بدأ أسبوع ماريوبيل. وتعتقد ان 9 أيار عيد النصر على النازية قد يكون موعداً أولياً لنهاية العملية.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 21/03/2022

وطنية/21 آذار/2022

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

جلجلة الناس والمودعين تتجدد في صورة الصراع المصرفي - القضائي الذي منع عنهم حقهم في أموالهم ومخصصاتهم ورواتبهم. وجلجلة الوطن تتجدد في حمل أثقال لم يعد يقوى عليها وتزداد ثقلا في المزايدات على حق اللبنانيين في تأمين شبكة أمان إجتماعية وإقتصادية ومالية في ظل عدم إنجاز وضع إستراتيجية إقتصادية واضحة تؤمن التصحيح المالي والإقتصادي المطلوب. ومن هذه العناوين التي تشكل العبور نحو وطن تسوده العدالة الإجتماعية وتحكمه المؤسسات في دولة مدنية تعطي للمواطن دوره في البناء والتنمية دعت حركة أمل عبر مكتبها السياسي إلى المشاركة الواسعة في الإنتخابات النيابية داخل لبنان وخارجه في لحظة تستوجب جمع كل الطاقات لتحصين لبنان وزيادة منعته.وتحصين لبنان يستوجب العمل بحس عال من المسؤولية الوطنية لمنع الإرتهان للمشاريع الأميركية - الصهيونية حتى لا يكون الترسيم بالصيغة التي يريد لها العدوان أن تكون إحتلالا مبطنا مستمرا لأرض لبنان وثرواته.

في التفاصيل اللبنانية لهذا اليوم إدعاء على حاكم مصرف لبنان وأعضاء المجلس المركزي.... سعر صرف الدولار تجاوز الأربعة وعشرين ألف ليرة.

المصارف مقفلة بإعلان إضراب تحذيري وفلتان في الأسعار وطمع التجار والكارتيلات ناهيك عن أزمة محروقات غير مبررة ترجمت بفتح متفاوت لمحطات المحروقات.

ولمن هزت السرير بيمينها لتبني الوطن بيسارها التحية لكن أيتها الصامدات الصابرات المناضلات على خطوط المجتمع والعائلة يا من تصنعن من العجز قوة ومن الخوف واليأس أملا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

" في وقت قريب سأزور لبنان , انه قرار اتخذته ذاك ان لبنان هو ، ورغم اي شيء ،  نموذج للعالم" . العبارة للحبر الاعظم البابا فرنسيس ، وهو قالها امام رئيس الجمهورية ميشال عون ، الذي يزور روما.

ورغم الاهمية الشكلية للزيارة ، فانه لا ينتظر منها ان تحقق الكثير،  وخصوصا ان رئيس الجمهورية اعتبر امس لدى وصوله الى عاصمة الكثلكة ان المسيحيين بخير ،  وان لبنان ليس بزائل .

طبعا ، التفاؤل في الحياة امر ايجابي ، لكنه يتحول انكارا عندما ينأى بصاحبه نهائيا عن الواقع. فاين وكيف يجد عون ان المسيحيين بخير؟  فالخير غير موجود لا عند المسيحيين ولا عند اللبنانيين ،  فمعظم الناس هنا  في الازمة سواء .

بالتوازي مع زيارة عون ، فان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يزور القاهرة.  وقد تكلم البطريرك امام المرجعيات المصرية ، من دينية ودنيوية ،  كلاما واقعيا . فهو اعتبر ان لبنان يمر بمرض ويجب ان يلجأ الى الاصدقاء.

كما حذر من جهة ثانية من خطورة سلاح حزب الله ، معتبرا ان التزام لبنان الحياد الايجابي الناشط هو الحل . اذا ، بين ما يطرحه رأس الدولة اللبنانية من جهة ،  ورأس الطائفة المارونية من جهة ثانية فرق شاسع.

فالرئيس عون لا يواجه الواقع ولا الوقائع ، فيما البطريرك الراعي يضع الاصبع على الجرح. يوصف الداء، ويعطي الدواء. فطالما ان المسؤولين السياسيين عندنا يعيشون حال انكار ، هل من يتساءل ويتعجب لم تدهور وضعنا الى هذا الحد؟  

في لبنان ، المواجهة بين غادة عون ورياض سلامة مستمرة. وجديدها اليوم ادعاء عون على حاكم مصرف لبنان بجرمي الاثراء غير المشروع وتبييض الاموال. وهذا الادعاء هو الثاني في اقل من اسبوع ،  اذ كان سبقه ادعاء عون على سلامة بجرم الاهمال الوظيفي وهدر المال العام واساءة الامانة.

وقد رد سلامة على الادعاء الجديد اعلاميا ، عبر وكالة رويترز،  حيث اكد انه أمر باجراء تدقيق ، وان التدقيق المذكور لم يكشف ان المال العام يمثل اي مصدر لثروته .

وبعيدا من الوقائع القانونية والقضائية ، الواضح ان كل ما يحصل هو ل "قبع" رياض سلامة من منصبه ، و لتغيير اركان النظام المصرفي اللبناني . والهدف ليس اعادة حقوق المودعين وصولا الى ضرب الفساد وتحقيق دولة الشفافية كما يشاع ، بل تغيير الوجه المالي والمصرفي للبنان ، تماما كما تم تغيير وجه لبنان على عدة مستويات .

بهذا الاطار تتحول غادة عون ومن وراءها مجرد أدوات لتنفيذ مخطط سياسي محلي - اقليمي يستهدف ضرب لبنان الذي نعرفه .

من هنا اهمية  الاستحقاق الانتخابي الاتي . فهو استحقاق مصيري بكل المعايير والمقاييس. والصراع فيه بين توجهين وفريقين . فريق يريد الحفاظ على لبنان النموذج كما وصفه البابا اليوم ، وفريق  آخر يريد ربط لبنان بمحور لا يؤمن الا بالحروب الدائمة المتنقلة. لذلك ايها اللبنانيون مشاركتكم في الاستحقاق الاتي هي الاساس.

فال  " تغيير بدو صوتك، بدو صوتك، وب 15 ايار خللي صوتكن يغير.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

كل عام وكل الامهات بالف خير في عيدهن الذي يحل باصعب حال، فيما حال أمنا الدولة يرثى له، وهي المصابة بكل انواع الازمات التي تسبب بها بعض ابنائها الذين سرقوا ثرواتها ويمنعون عنها كل علاج ،  فضلا عن مدعي الاخوة الذين يخنقونها وشعبها بحصارهم واحقادهم ..

اما اصحاب القلوب الخاوية فلا يزالون يخوضون معارك ثرواتهم على اجساد الفقراء وجثة الاقتصاد، والقطاع المصرفي وتوابعه من الكارتيلات لا سيما النفطية منها بعض هؤلاء.

المصارف العاجزة امام القانون والقضاء، لجأت الى السياسة وسكين الدولار، فوقفوا على دكة صيرفة – المنصة المعجزة – معلنين الاضراب وتجفيف السوق من حركة الاموال ، ومتحكمين بذلك بسعر الدولار ومحركين اتباعهم من الكارتيلات، محاولين الضغط على الدولة لحماية مكاسبهم وكبيرهم الذي علمهم سحر الهندسات المالية، وهو الذي يخوض حربا مع القضاء مستخدما كل الاسلحة الا الدليل على البراءة، فيما القاضية غادة عون التي تتابع الدعاوى المرفوعة عليهم تكمل مشوارها القضائي، فاضافت اليوم الى الدعوى على رجا سلامة، ادعاء على شقيقه – حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بتهمة تبييض الاموال .

وبحثا عن اياد بيضاء لمساعدة لبنان كانت زيارة الرئيس ميشال عون الى الفاتيكان حيث التقى البابا فرنسيس الذي أكد العمل لدعم لبنان ومحاولة انقاذه من ازماته التي يعانيها .

في الازمة الاوكرانية – التي باتت عالمية – ما ينذر بجنون اقتصادي لا سيما مع هروب الغرب للامام، والتلويح بمزيد من العقوبات على روسيا، فكان جواب موسكو واضحا بأن سعر برميل النفط سيلامس الخمسمئة دولار ان قررت اوروبا الاستغناء عن النفط الروسي، ما جعل المانيا تقف بوجه الاندفاعة الاميركية ، معلنة ان التخلي الكلي عن النفط الروسي امر مستحيل ..

في دروب المستحيل مشت الجمهورية الاسلامية الايرانية، وكانت اول النماذج الكونية على ان اميركا ليست قدرا، فوقفت اليوم في عيد النوروز بكل اقتدار، مؤكدة عبر الامام السيد علي الخامنئي أن خيار شعبها صون الاستقلال والاستقرار، وعدم ربط اقتصادها بالعقوبات الأميركية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

على المستوى السياسي والمعنوي، الحدث اللبناني في الفاتيكان، حيث استقبل البابا فرنسيس الرئيس العماد ميشال عون، مؤكدا أنه يسعى مع الجميع في العالم من اجل الحفاظ على هذا الوطن الذي لطالما اعتبره الكرسي الرسولي رسالة ونموذجا. أما رئيس الجمهورية، فشرح للبابا أن لبنان يجتاز مرحلة صعبة، لكنه سينتصر عليها حتما بإرادة ابنائه مجتمعين، وتوجه الى الحبر الأعظم بالقول: لا نريد للبنان الذي يقع في أتون من الصراعات والحروب، ان يدفع اثمانا لما يحصل في المنطقة، وهو بفضل عنايتكم واصرار ابنائه على النهوض ليس متروكا لقدره.

أما على المستوى القضائي، فالحدث اللبناني محوره القاضية غادة عون، التي ادعت على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بجرمي الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال، وعلى شقيقه رجا سلامة والأوكرانية أنا كوزاكوفا وعدد من الشركات، بالتدخل بهذا الجرم، وأحالتهم على قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور.

لكن، قبل الدخول في سياق النشرة، ولأن إقدام التيار الوطني الحر على الدعوة الى مناظرة علنية في ملف الكهرباء هو خطوة غير مسبوقة في تاريخ السياسة اللبنانية، ومن الآن وحتى انتهاء المهلة المحددة لتأكيد المشاركة في المناظرة، أي الاربعاء في 23 آذار الجاري، سنبقى نذكر كل يوم الوزير السابق نقولا نحاس والنواب أنطوان حبشي، بلال عبدالله، ياسين جابر، علي حسن خليل والنائبة المستقيلة بولا يعقوبيان، والسيدتين جسيكا عبيد وكارول عياط، والسادة جمال صغير، يحيى مولود، جان العلية، غسان بيضون، مارك أيوب، رياض قبيسي، رياض طوق، هادي الأمين، وكل من يعتبر نفسه معنيا بالدعوة الى المناظرة، مع امكانية التواصل مع المنظمين على الرقم 71010950.

ولأننا على مسافة سبعة وخمسين يوما من الانتخابات النيابية، نكرر: “تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

انه يوم التطورات القضائية المتسارعة... القاضية غادة عون تدعي على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بجرمي الاثراء غير المشروع وبتبييض الاموال، وعلى شقيقه رجا سلامة وأنا كوزاكوفا، وعدد من الشركات بالتدخل بهذا الجرم، وتحيلهم إلى قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان نقولا منصور.

يرد الحاكم  ل"رويترز" بشأن اتهامه ب"الإثراء غير المشروع" ليقول: "أمرت بإجراء تدقيق لم يكشف أن الأموال العامة تمثل أي مصدر لثروتي".

قبل الإدعاء على سلامة، سطرت القاضية عون قرارا يقضي بوضع اشارة منع تصرف على كل الممتلكات العقارية العائدة لشقيق الحاكم.

في غضون ذلك، المصارف اضربت لليوم الأول، وتواصل إضرابها غدا...

التطور البارز في هذا الملف أن المصارف المراسلة استفسرت عن قرارات منع السفر التي طاولت رؤساء مجالس إدارة عدد من المصارف، وعن المسار القضائي الذي يطاولهم، وقد باشرت المصارف إعداد الاجوبة.

ويبقى السؤال: ما هو المدى الذي يمكن أن يبلغه الكباش بين المصارف والقضاء.

في الفاتيكان، استقبل البابا فرنسيس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكانت خلوة في المكتب البابوي.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

افتتحت منصة الصيرفة القضائية على ادعائين بحق رياض ورجا سلامة حيث قصت القاضية غادة عون شريط الأسبوع بالادعاء على حاكم مصرف لبنان وشقيقه رجا وشركة فوري والمواطنة الأوكرانية انا كوزاكوفا بجرم تبييض الأموال والإثراء غير المشروع وقررت وضع إشارة منع تصرف على الممتلكات العقارية للأخوين سلامة وإحالة رجا موقوفا الى قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان القاضي نقولا منصور.

هذا ما خلفه القصف الروسي على أوكرانيا! 10 صور ستحكي المأساة هي إجراءات كانت محسوبة ومنتظرة من القاضية عون حيث الخبر كان يسبق القرار ويجري صراعا مع النشر المسبق والرد الأولي عليها جاء من حاكم مصرف لبنان الذي نفى لروتيرز اتهامه  بالإثراء غير المشروع وأوضح أنه أمر بتحقيق أظهر أن الأموال العامة لم تكن قط مصدر ثروته وأنه قدم تقرير المراجعة هذا إلى السلطات المختصة في لبنان والخارج.

ومشهد الاثنين لم يغير شيئا في مداولات السبت الحكومي فيما أعطت جمعية المصارف جرعة تذكيرية بإضرابها التحذيري ليوم غد الذي انعكس يومه الأول  سلبا على السوق  فطمينات وزير الطاقة وليد فياض إلى أن لا أزمة بنزين ترجمت طوابير سيارات امام محطات الوقود التي رفع بعضها خراطيمه وأقفل تحسبا لسعر أفضل.

أما الترجمة السياسية للمسار المصرفي القضائي فلم تجد مترجما محلفا بعد في انتظار تدوير زويا وتخفيف احتقان يجريه وزير العدل هنري خوري على خط العدلية السرايا بعبدا وطبقا لمحامي عدد من المصارف صخر الهاشم، فإن هناك اقتراحات خطية سيقدمها أركان السلطة القضائية يوم الأربعاء إلى جلسة مجلس الوزراء من دون حضورهم شخصيا.

وقال الهاشم للجديد إن "المجلس الوزاري سوف يشكل في المقابل خلية أزمة مؤلفة من خبراء ماليين ونقديين وقضاة وإن هذا الإخراج حصل بتوافق الرؤساء الثلاثة،  والهدف من هذه الخلية هو تصحيح المسار القضائي وفي حال لم يجر التصحيح فإن المصارف سوف تذهب الى اضراب مفتوح" .

لكن اولويات رئيس الحكومة كانت اليوم تتجه الى تصحيح المسار مع الخليج وهو راسل السعودية ودول مجلس التعاون عبر صحيفة الشرق الاوسط قبل ان يكتب بيانا عن التزامه وحكومته باعادة العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي الى طبيعتها واتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون.

وشدد على ضرورة وقف كل النشاطات السياسية والعسكرية والامنية والإعلامية التي تمس سيادة المملكة العربية ودول الخليج وأمنها واستقرارها والتي تنطلق من لبنان وعلى التزام ما تضمنته بنود المبادرة الكويتية وهذه السطور جاءت استباقا لاجتماع مجلس التعاون الذي سيرد على الورقة اللبنانية وقد يكون الرد إيجابيا هذه المرة  وبوادر الخليج تصحبها انفراجات دولية إقليمية من نقاط العبور الاوكرانية الروسية الى الاميال الاخيرة في الاتفاق النووي الايراني بلوغا نحو زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى الامارات العربية المتحدة والتي قد تمهد لجولات عربية اخرى .

ولبنان بين هذه المسارات يبحث عن صلاة ودعاء لدى الحبر الاعظم  في زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الفاتيكان وطلبه من البابا ان تطأ اقدامه بلداكان يسمى لبنان واصبحت كنيته " جهنم ".

 

رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت: «الحرس الثوري» أكبر التنظيمات الإرهابية في العالم

Israeli Prime Minister Naftali Bennett: Iran’s Revolutionary Guard Is World’s Largest Terrorist Organization

إسرائيل تضبط خلية لـ{حزب الله} خططت لخطف مسؤولين وجنود

Israel Arrests Hezbollah Cell Plotting to Kidnap Israelis

رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت: «الحرس الثوري» أكبر التنظيمات الإرهابية في العالم

http://eliasbejjaninews.com/archives/107196/%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b2%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%8c-%d9%86%d9%81%d8%aa%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d8%a8%d9%86%d9%8a%d8%aa/

تل أبيب/الشرق الأوسط/21 آذار/2022

 

الراعي: سلاح «حزب الله» خرج من يد اللبنانيين

الراعي التقى السيسي في القاهرة وأكد له أن الخلاص في «الطائف» و«الحياد»

بيروت: «الشرق الأوسط»/21 آذار/2022

رأى البطريرك الماروني بشارة الراعي أن «لبنان مريض وعلاجه بتطبيق اتفاق الطائف وإعلان الحياد»، معبراً عن أسفه بأنه «أصبح منعزلاً عن العالم»، ومعلناً أنه أكد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلاله زيارته القاهرة أن «موضوع سلاح (حزب الله) خرج من يد اللبنانيين». وقال الراعي، في حديث لقناة «أم تي في» اللبنانية، إنّ «الرئيس المصري يحب لبنان واللبنانيين، وقد شكرته على الجسر الجوي الذي أنشأه بعد انفجار المرفأ، ما يعبّر عن محبته وفتح أبواب مصر للبنانيين، وعن مواقفه الداعمة دائماً للبنان والوساطة التي يقوم بها مع بلدان الخليج». ولفت الراعي إلى أنه تطرق خلال زيارته القاهرة إلى قضايا لبنان الداخلية، ناقلاً عن السيسي أسفه للحالة التي وصل إليها لبنان، و«قلت له؛ لبنان مريضٌ ونحن بحاجة إلى علاج لمرضه، وهو عدم تطبيق اتفاق الطائف، والحلّ هو إعلان الحياد»، معبراً عن أسفه أن «لبنان أصبح منعزلاً عن العالم». وأعلن أن «الرئيس المصري عبّر عن استعداده لدعم القضيّة اللبنانية، وقلت له؛ إنّ الحلول ليست في يد اللبنانيين وحدهم لتطبيقها، إنّما هناك دور للعرب والمجتمع الدولي». ولفت إلى أنه تم التطرق خلال اللقاء إلى سلاح «حزب الله»، معتبراً «أنه خرج من يد اللبنانيين، ولو كانت هناك استراتيجية دفاعية لحُلَّ جزء من المشكلة». وتحدث عن «علاقة صداقة بيننا وبين الأمين العام لجامعة الدول العربية (أحمد أبو الغيط) الذي لم يقصّر في متابعة قضية لبنان الملتزم والعضو المؤسس فيها ولا يمكن للجامعة ترك لبنان مرمياً على الطريق، إنّما يجب العمل أكثر وأكثر من أجله».وعن الانتخابات النيابية المقبلة، أكّد الراعي للسيسي «أنّها يجب أن تحصل، ونحن يعنينا ذلك كي نحافظ على الاستحقاقات الدستورية وعلى الناخبين أن يشاركوا بكثافة وأن يُحسنوا الاختيار وبيدهم استعادة الثقة». وتوجّه الراعي إلى اللبنانيين داعياً إياهم إلى «المشاركة بكثافة في الانتخابات، ولا يمكن الاختيار بين الذهاب أو عدمه، فهذا واجب عليكم وانتخبوا من تعتقدون أنهم يلبّون طموحاتكم ولا تتخلّوا عن دور المساءلة والمحاسبة». وكذلك ألقى الراعي عظمة في كاتدرائيّة القدّيس يوسف - القاهرة (الظاهر)، والتقى بابا الكنسية القبطية تواضروس الأول.

 

الإدعاء على رياض ورجا سلامة بجرمي الاثراء غير المشروع وتبييض الاموال

الوكالة الوطنية للإعلام/21 آذار/2022

ادعت المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بجرمي الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال، وعلى شقيقه رجا سلامة والأوكرانية أنا كوزاكوفا وعدد من الشركات، بالتدخل بهذا الجرم، وأحالتهم على قاضي التّحقيق الأوّل في جبل لبنان نقولا منصور.

 

حاكم مصرف لبنان ينفي اتهامات بالإثراء غير المشروع

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/21 آذار/2022

قال حاكم مصرف لبنان المركزي، رياض سلامة، اليوم الاثنين، إنه أمر بإجراء تدقيق أظهر أن الأموال العامة لم تكن أبداً مصدراً لثروته، نافياً اتهام قاضية له بالإثراء غير المشروع. وقال سلامة رداً على سؤال أرسلته «رويترز» عبر رسالة نصية: «تقرير المراجعة هذا قُدم إلى السلطات المختصة في لبنان والخارج».

وكانت القاضية غادة عون قد أبلغت «رويترز» في وقت سابق اليوم، أنها وجهت اتهاماً لسلامة بالإثراء غير المشروع، بعد أيام من أمرها باعتقال شقيقه رجا في القضية نفسها. وسلامة (71 عاما) حاكم لمصرف لبنان منذ قرابة ثلاثة عقود واستمر في شغل المنصب حتى مع تداعي الاقتصاد تحت وطأة جبل من الديون وانهيار العملة وسقوط قطاعات واسعة من المجتمع في براثن الفقر منذ عام 2019. وقالت عون لرويترز إن الاتهام يتعلق بشراء وتأجير شقق في باريس بعضها للبنك المركزي. وأضافت أن سلامة لم يحضر جلسة الاستماع التي كانت مقررة اليوم الاثنين وأنها وجهت إليه التهمة غيابيا، وأشارت إلى أنها أحالت

القضية إلى قاضي تحقيق الذي سيعود له الأمر فيما لو كان سيصدر مذكرة توقيف بحقه. وفي الأسبوع الماضي وجهت عون الاتهام إلى شقيقه رجا سلامة في نفس القضية وأمرت بتوقيفه. وقال محامي رجا سلامة يوم الجمعة إن الادعاءات بالإثراء غير المشروع وتبييض الأموال ضد موكله لا أساس لها من الصحة واصفا الأدلة بأنها «تكهنات إعلامية دون أي إثبات». ويواجه رياض سلامة تحقيقات أخرى في لبنان والعديد من الدول الأوروبية، ومنها سويسرا، بسبب مزاعم «غسل أموال متفاقم» في البنك المركزي تنطوي على مكاسب بقيمة 300 مليون دولار لشركة مملوكه لشقيقه الأصغر رجا سلامة. وسلامة عضو رئيسي في فريق الحكومة اللبنانية الذي يجري محادثات مع صندوق النقد الدولي على أمل التفاوض على اتفاق إنقاذ ينظر إليه على نطاق واسع على أنه السبيل الوحيد للبلاد لرسم طريق للخروج من الانهيار. ولا يزال سلامة يحظى بدعم بعض أقوى المسؤولين في البلاد، ومن بينهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي. ويتهم منتقدون القاضية غادة عون بالتصرف بما يتماشى مع الأجندة السياسية للرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر الذي ينتقد سلامة بشدة ويرد عزله. وتنفي القاضية ذلك قائلة إنها تنفذ القانون.

 

إسرائيل تضبط خلية لـ{حزب الله} خططت لخطف مسؤولين وجنود

لائحة اتهام ضد أربعة عناصر لهم سوابق في تهريب المخدرات

تل أبيب/الشرق الأوسط/21 آذار/2022»

وجهت النيابة العامة الإسرائيلية، أمس (الأحد)، لائحة اتهام ضد أربعة مواطنين عرب من فلسطينيي 48، تدعي أنهم اعترفوا بتهمة العمل في خدمة حزب الله اللبناني، والتخطيط لخطف جنود وتنفيذ عمليات مسلحة، انتقاماً من العمليات الإسرائيلية ضد إيران وميليشياتها في سوريا والعراق. وقالت إنه تم تنظيمهم خلال لقاءات تمت على الأراضي التركية. وبحسب لائحة اتهام، فإن المتهمين الأربعة، هم سلطان عطا الله (55 عاماً)، وسامي جزاوي (56 عاماً) من قرية يركا، ورامي شامي (33 عاماً)، من مدينة المكر جديدة، وهم من سكان بلدات عربية في الجليل الغربي، ومتهم رابع (40 عاماً) من قرية عكبرة قرب صفد على البحر المتوسط، وقد حظر نشر اسمه، اعتقلوا جميعاً في شهر فبراير (شباط) الماضي، بتهمة تجارة مخدرات. وخلال سير التحقيق، تبين أن الأربعة يعملون لصالح حزب الله، ضمن خلية يقودها أحد القادة الميدانيين البارزين في الجنوب اللبناني، هو الحاج خليل حرب. وقد تم تجنيد اثنين منهما في تركيا، بواسطة اثنين من عملاء حزب الله، وهما: حسين خليل وأكرم الشيت، من قرية كفر كلا في الجنوب اللبناني. وبحسب بيان لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، فإنه «خلال التحقيق مع المعتقلين، تبلورت الصورة التي بموجبها عمل حزب الله من أجل تجنيد وتفعيل بنية تحتية ميدانية، وبضمن ذلك، العمل لصالح جهات استخباراتية إيرانية، بواسطة تجار مخدرات في لبنان يعملون في التهريب إلى إسرائيل». وأضاف الشاباك أن المعتقلين عطا الله والشامي «أدينا في الماضي بتهريب مخدرات، وتبين خلال التحقيق الحالي، أنهما عملا في هذا المجال، وكانا على علاقة قديمة مع حسين خليل، وهو مهرب لبناني مرتبط بحزب الله، قبع في السجن الإسرائيلي خلال فترة احتلال لبنان، قبيل عام 2000». وتتحدث لائحة الاتهام عن أن عطا الله والشامي، التقيا عدة مرات مع خليل والشيت، بين 23 و30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وطلب حسين خليل منهما، خلال هذا اللقاء، تهريب أسلحة إلى إسرائيل ودفنها في مخابئ، على أن يُخرجها مُجندون آخرون لحزب الله من خلاياه النائمة في إسرائيل. كما طلب منهما، دراسة إمكانية تنفيذ عمليات في إسرائيل خاصة بهما بصورة مستقلة. واعترف المتهمان بأنهما كانا على علم ووعي تامين، بأن حسين خليل وأكرم الشيت ناشطان في حزب الله، إثر توضيح شيت خلفية طلباته منهما. وأكدا أنهما وافقا على الهدف الاستراتيجي الذي وضعه لهما خليل والشيت، وهو «إعادة سيطرة الإمبراطورية الفارسية على المنطقة والانتقام من إسرائيل على عملياتها العدوانية ضد إيران»، بحسب وثائق الشاباك. وقد فهما أيضاً أن من المهام الموكلة إليهما في المستقبل، «نقل أسلحة إلى (خلايا نائمة) لحزب الله في إسرائيل، وتزويدهما بها وقت الحاجة، والمساعدة في العثور على أماكن حساسة داخل إسرائيل، تكون هدفاً لإطلاق صواريخ عليها أثناء الحرب، إضافة إلى خطف مسؤولين إسرائيليين سياسيين رفيعي المستوى، وضباط جيش وسياسيين». وقد وعدا بأموال طائلة مقابل النجاح في عملية خطف كهذه. وخلال هذه اللقاءات، جرى تسليم سلطان بندقية أوتوماتيكية من طراز «MP5». وقال ضابط مسؤول في الشاباك، خلال المحكمة، أمس، إن «هذه القضية تؤكد جهود جهات إرهابية إيرانية، وأخرى غيرها، من أجل استغلال مواطني إسرائيل، العرب والدروز». ودعا المواطنين الذين يتلقون توجهات من جهات إرهابية إلى «إبلاغ السلطات بذلك، والامتناع عن وضع يجدون أنفسهم فيه ضالعين في نشاط أمني خطير». وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن «المحور الإيراني، يقوم في السنة الأخيرة بمحاولات لتنفيذ عمليات تخريبية، وتهريب أسلحة ومخدرات إلى داخل الأراضي الإسرائيلية»، وإنه «تم تشكيل طاقم خاص للشاباك والجيش والشرطة وجهات أخرى، لمتابعة قضية تهريب الأسلحة والمخدرات». وبحسب بيان الجيش، فإن «المشتبه بهم، حصلوا على توجيهات من الحاج خليل حرب، الذي كُشف النقاب في الأشهر الأخيرة، عن تورطه في أعمال تهريب المخدرات والأسلحة إلى داخل إسرائيل». وادعى بيان الجيش الإسرائيلي، أنه «جرت مؤخراً، جولة لقاءات بين تجار مخدرات وأسلحة لبنانيين، ونشطاء إسرائيليين وفلسطينيين، في محاولة لتفعيل نشاطات تخريبية داخل إسرائيل. وفي أحد اللقاءات، أكد المشاركون أن الجهات التي تقف وراء عملية التهريب، هي حزب الله وإيران». من جهة ثانية، نفى حمو سلطان عطا الله، الاتهامات، واعتبر المسألة «اتهامات منفوخة لا أساس لها من الصحة». وشكا من مداهمة قوة كبيرة من الجنود، قوامها 30 عنصراً وأكثر، بيت ابنته في ساعات الفجر، وعاثوا خراباً وأفزعوا الأطفال، على قضية سيثبت قريباً بطلانها وتفاهتها»، على حد قوله، مضيفاً: «نحن أبناء الطائفة الدرزية الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي، لا نفكر إطلاقاً في خيانة إسرائيل والعمل ضد أمنها. لكن إسرائيل، بهذه الاتهامات، تريد أن تدفعنا بالقوة إلى صفوف أعدائها». يذكر أن لائحة الاتهام، لم تعطِ تفاصيل عن دور الاثنين الآخرين، في العملية التي تم الكشف عنها، وأن التفاصيل قد يكشف عنها في الجلسات المقبلة للمحاكمة التي انطلقت أمس.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الراعي وعون وواقع لبنان: صورتان وخطابان متناقضان؟!

وكالة الانباء المركزية/21 آذار/2022

صحيح ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اجرى السبت اتصالاً هاتفياً بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الموجود في القاهرة، خصص للتداول في عدد من المواضيع ولا سيما الزيارة التي سيقوم بها الرئيس عون ابتداء من الاحد (امس) الى الفاتيكان وروما، حيث التقى اليوم قداسة البابا فرنسيس وامين سر الدولة البابوية الكاردينال بييترو بارولين، ووزير الخارجية المونسنيور جان بول غالاغر.. غير ان هذا الاتصال لم يفض على ما يبدو الى توحيد او تنسيق للمواقف بين المركزين الاعلى مسيحيا في الداخل، روحيا وسياسيا، اذ تحدث كل منهما عن الوضع اللبناني، بلسانه وتعابيره الخاصة.. فلدى وصوله الى الكرسي الرسولي، قال عون امس: المسيحية في لبنان ليست في خطر، على ما يصر البعض على تصويره، مضيفا “إني أتطلع الى هذه الزيارة كبارقة امل لنؤكد من خلالها ان لبنان ليس بزائل، وهو سيبقى على الرغم من كافة الصعاب، وهي جسام، نموذجا للعيش معا، وفق ما يصر عليه جميع اللبنانيين. وما من احد في لبنان قاتل الآخر بهدف تغيير مذهبه الديني أو ايمانه. من هنا ما زلنا نعتبر اليوم لبنان مركزا للتلاقي في العالم بين المسيحية والاسلام بكافة طوائفهما، وكذلك ملتقى لمختلف الحضارات”. غير ان هذا الكلام المفعم بالامل الذي اطلقه رئيس الجمهورية، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، يصرف النظر عن حقائق موجعة ومؤلمة عن واقع اللبنانيين عموما والمسيحيين ضمنا. فبالارقام ووفق الدراسات، الشعب بات في معظمه تحت خط الفقر والشباب والعائلات تهاجر بعشرات الآلاف حتى ما عاد الامن العام قادرا على تلبية طلبات الناس لجوازات السفر، كما ان احدث التقارير اظهر ان الشعب اللبناني ثاني أتعس شعب في العالم لهذا العام بعد شعب افغانستان… وأشارت المصادر إلى أنه على الارجح، حديث عون في حاضرة الفاتيكان، سيبقى في هذا الاطار العريض حيث سيكتفي بعناوين عامة فضفاضة عن ان الانقاذ آت وعن انه مصر على الاصلاح، قبل ان يدعو الحبر الاعظم الى زيارة بيروت، علّ هذه الزيارة إن حصلت تساهم بعض الشيء في رفع أسهم العهد ومعنويات الشارع المسيحي المحبط من تجربة “الرئيس القوي”. لكن في المقابل، كان البطريرك الراعي يضع من القاهرة الاصبع على الجرح، ويسمي الامور بأسمائها، متحدثا مع الرئيس عبدالفتاح السيسي عن ان لبنان ليس على ما يرام، ومشددا على اولوية الحياد كمدخل الى انقاذ البلاد من جحيم الازمات التي تتخبط بها، ومتطرقا بوضوح الى مشكلة سلاح حزب الله، بما انه احد ابرز مسببي العزلة الدولية والعربية للبنان، حيث توقف عند ضرورة ان يتعاون الخارج معنا في ايجاد حل لهذه المعضلة الاقليمية ولاعلان لبنان دولة حياد ايجابي ايضا… على اي حال، ليست المرة الاولى التي يحمل فيها الراعي هذه العناوين الى الخارج، رافعا لواءها ومطالبا بتطبيقها “لان لا خلاص من دونها”. فبين مواقف سيد بكركي وكلام الرئيس عون، اي منهما يعكس اكثر الحقيقة والواقع الذي يعيشه اللبنانيون؟ الجواب واضح، ويكفي القاء نظرة سريعة على ما يحصل في المستشفيات والافران ومحطات المحروقات وفي قصور العدل حيث التهديدات بـ”قبع” هذا وذاك، لمعرفته، تختم المصادر.

 

هذه أسباب قلق الأمم المتحدة من هشاشة الهدوء جنوبا!

 وكالة الانباء المركزية/21 آذار/2022

بدا لافتا في الايجاز الذي قدمه كل من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا، الى مجلس الامن الدولي حول القرار 1701 الاسبوع الماضي، اشارتهما الى الاوضاع الهشة على الحدود الجنوبية حيث جاء في تقريرهما ما يلي: فرونتسكا حثت على التقيد الكامل بقرار مجلس الأمن 1701 في جميع أحكامه، مؤكدة على هشاشة الهدوء النسبي بين لبنان وإسرائيل. وشجعت الدول الأعضاء في المجلس، على مواصلة تقديم دعمها للجيش اللبناني ولكافة مؤسسات أمن الدولة. فوفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، تكاد تكون المرة الاولى التي تحذر فيها فرونتسكا من “هشاشة” الاوضاع على الجبهة الجنوبية، لافتة الى ان هذا التنبيه له بالطبع مبرراته. فقد بات الجميع في الداخل والخارج، يدرك ان حزب الله يعمل على تكبير ترسانته العسكرية وعلى تطويرها، حتى ان امينه العام السيد حسن نصرالله بات يجاهر بذلك، وهذا ما فعله في الاسابيع الماضية حينما كشف ان الحزب بات قادرا، فوق الاراضي اللبنانية وبطاقاته الذاتية، على صنع المسيرات وعلى تحويل الصواريخ الى صواريخ ذكية. وتجاهُل الحزب القرار 1701 ومندرجاته، لن تسكت عنه تل ابيب. فهي لم تكتف باسقاط المسيرات التي ارسلها الحزب الى اراضيها، بل أوصلت الصوت والتحذير الى مَن يعنيهم الامر في عواصم ومراكز القرار عالميا ودوليا وامميا، منبهة من انها لن تسكت عن تصرفات حزب الله وتهديداته وانها، في حال لم تتصرف الدول الكبرى للجم الحزب، فإنها ستتحرّك بنفسها للجمه وردعه. على اي حال، ترسل اسرائيل يوميا الى الخارج التقارير والدراسات التي تعزز وجهة نظرها والتي تبرهن بأن الحزب ماض قدما في خرق القرار 1701 لتبرّر لنفسها اي قرار تصعيدي قد تتخذه في المستقبل. امس مثلا، أعلن الجيش الإسرائيلي، توقيف خلايا كانت تهم بتنفيذ أعمال تخريبية وبتهريب أسلحة ومخدرات عبر الحدود مع لبنان وإحباط مخططاتها. واعتبرت المصادر أن الحزب اذا لا يبالي بالقرار 1701 ولا بالشرعية الدولية، والكيانُ العبري في المقابل على استنفاره وتأهّبه للرد على اي دعسة ناقصة قد يخطوها. من هنا يمكن فهم قلق فرونتسكا. ففي حال انهيار “الحوارات الاقليمية والدولية”، اشتعالُ الجبهة الجنوبية وارد في اي لحظة، خاصة وان “الحزازيات” الاسرائيلية – الايرانية مستمرة، وقد افيد في السياق بان تل ابيب تمكنت في الاسبوع الماضي من تدمير 600 مسيرة داخل ايران تابعة للحرس الثوري الذي رد بصاروخ على اربيل على منزل رجل اعمال كردي بالقرب من القنصلية الاميركية.

 

إخبارات بالجملة بحق “الحزب” في الأدراج!

 وكالة الانباء المركزية/21 آذار/2022

تكاد لا تتسع أدراج القضاء لملفات الإخبارات  “المكدسة” فيها والمقدمة من قبل قضاة وحقوقيين ضد حزب الله ومؤسساته، وبحق الأمين العام للحزب حسن نصرالله ونواب محسوبين على العهد والثنائي الشيعي وقادة عسكريين. مع ذلك، أيّ من هذه الملفات لم ولن يفتح، ولم يتم استدعاء أي مطلوب أو متهم للمثول أمام القضاء المختص علمأ أن المعطيات القانونية قاطعة وتدين المتهمين، والأفظع أن النواب الذين صدرت في حقهم مذكرات توقيف في جريمة تفجير مرفأ بيروت باتوا مرشحين للإنتخابات النيابية المقبلة من قبل “زعيمهم” وهم يسرحون ويمرحون ويسافرون من دون مساءلة. في حين يُمنع السفر عن أبرياء وتُحتجز أملاكهم وأموالهم -بحق أو بدونه – لأن ثمة قضاة ملتزمون بقرار سياسي. جردة الإخبارات التي تتفوق على حكم القضاء العادل تبدأ من مكان ولا تنتهي في زمان مرئي أقله في انتظار التغيير المرتقب من محدلة الإنتخابات النيابية المقبلة. نبدأ من الإخبارات التي تقدم بها المرشح عن دائرة الشمال الثالثة المحامي مجد حرب: إخبار حول التهرب الضريبي والجمركي وتبييض الاموال الذي يمارسه حزب الله، إخبار متعلّق بمخالفات جمعية “القرض الحسن” ومخالفة نشاط الجمعية لأحكام قانون النقد والتسليف الذي نصّ في المادة 206 على وجوب ملاحقة مخالفيه أمام المحاكم الجزائية، وإدانة من يتعاطى أعمال تسليف من دون أن يكون مسجلاً لدى مصرف لبنان سنداً لأحكام المادة 655 من قانون العقوبات. إخبارحول إدخال أدوية إيرانية الصنع بديلة إلى لبنان بشكل مخالف لمعايير منظمة الصحة العالمية وللأصول والإجراءات القانونية والإدارية المعتمدة لتسجيل الأدوية والمستحضرات الصيدلانية، مما قد يتسبّب بوفاة المرضى وإدخال النظام الصحي الوطني في خطر أكيد نتيجة المضاعفات والتداعيات السلبية لهذه الأدوية. المحامي حرب وتعليقا على الموضوع يقول لـ”المركزية”: “للأسف كل هذه الملفات لا تزال نائمة في الأدراج. فملف القرض الحسن لا يزال عالقا عند أول إجراء اتخذ بعد ساعتين على تقديمه وكذلك الحال بالنسبة إلى إخبارات أخرى منها التهرب الضريبي الجمركي والأدوية الإيرانية… كلها لم يتم حفظها”. واستبعد أن يجرؤ قاضٍ ممن عينتهم السلطة على فتح ملف وحفظه على رغم كل المعطيات القانونية”.

بالتوازي، ومع الضغوط التي تمارسها السلطة القضائية المعينة من قبل فريق العهد السياسي، يكشف حرب عن خطوات قانونية ستقوم بها مجموعة من المحامين “سوف نتقدم بملف يتعلق بوزارة المالية وسنواصل تحركنا ومواجهتنا ضمن الأطر القانونية إزاء هذه الإستنسابية حتى تحين ساعة التغيير. عندها يمكننا استرجاع القرار وتعيين قضاة يجرؤون على فتح ملفات مكافحة الفساد”. عندما انتشر خبر استدعاء قاضي التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت طارق البيطار الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة السابق حسان دياب قامت الدنيا ولم تقعد. يومها قيل إن أخباراً مدسوسة مماثلة من شأنها “أن تطلق فتنة في الشارع لتطيير التحقيقات”، أما أن يستدعى وليم نون وبيتر بو صعب شقيقا ضحيتين في الدفاع المدني في جريمة تفجير مرفأ بيروت فهذا أمر أكثر من “طبيعي”! وأن يستمر توقيف عدد من أبناء عين الرمانة لأنهم دافعوا عن منازلهم وصدوا الغزوة الشيعية دون توقيف احد من المهاجمين الشيعة، فهذا أيضا “طبيعي” في بلد خاضع لسلطة السلاح والترهيب! رئيس حركة التغيير المحامي ايلي محفوض الذي تقدم بإخبارات، منها شكوى جزائية مع عدد من المحامين ضد حسن نصرالله، على خلفية أحداث الطيونة والتي حاول من خلالها “الثنائي الشيعي” جرّ لبنان إلى حرب أهلية للتغطية على تحقيقات تفجير المرفأ، يقول لـ”المركزية”: “كل الإخبارات المقدمة بحق نصرالله وحزب الله هي بين أيدي مجموعات تتماهى مع العهد وحزب الله. والمؤسف أن حكومة حزب الله تساهم في طمس الإخبارات التي تمس بالعهد وحزب الله”.

وتعليقا على الإستنسابية في فتح الملفات يقول محفوض: “ثمة ديبلوماسي غربي همس حول خلفيات ودوافع توقيف رجا سلامة شقيق حاكم مصرف لبنان قائلا: إبحثوا عن الانتخابات المقبلة لرئاسة الجمهورية!”. ويضيف: “عندما لم يتمكنوا من توقيف رياض سلامة توجهوا نحو شقيقه لأن توقيف رياض دونه حمايات وعقبات والحكم يعلم هذا الواقع اما شقيقه فلن يجرؤ احد على التدخل او الدفاع عنه مجانا”. ويضيف: “هناك مصلحة مشتركة بين العهد والحزب فأولوية الأخير أمنية وأولوية الاول رئاسية وكل من يشكل خطرا عليها يتم التصويب عليه، من هنا تتم محاكمة رياض سلامة. لسنا ضد المحاسبة لكن يجب محاكمة الجميع وليس فقط من يشكلون خطرا على العهد وفريقه”. ويسأل محفوض: “كم من سلامة في لبنان في ملفات الإثراء والتبييض؟ ماذا عن ملف القرض الحسن؟ ماذا عن الشكوى الجزائية التي قدمها اهالي عين الرمانة متخذين فيها صفة الادعاء الشخصي ضد زعيم ميليشيا حزب الله على خلفية غزوة عين الرمانة؟ حتى اللحظة لم يراجعنا الجهاز الامني المحالة أمامه الشكوى لتقديم إفادتنا شو ناطرين؟… مع هيك قضاء وهيك قضاة لأ مش ماشي الحال”. ويختم: “كل ماروني يتولى مسؤولية ويُطرح اسمه كمرشح محتمل لرئاسة الجمهورية يُصار الى استهدافه، لكن الخطير بالامر انهم لا يستهدفون الشخص بل المؤسسة. راجعوا حملاتهم على قائد الجيش ورئيس مجلس القضاء الاعلى وحاكم المركزي، التصويب على القوات ورئيسها… فما نفع ان يكون المرء رئيسا على جمهورية لم تعد موجودة؟”.

 

متحفظاً على مواجهة وزير هارب من المحاكمة.. جان العلية يقبل تحدّي «"التيار"»: إلى المناظرة بالوثائق في 31 آذار!

نداء الوطن/21 آذار/2022

مرّات عديدة، تحدى فيها رئيس إدارة المناقصات جان العليّة «التيار الوطني الحرّ» لمواجهته في مناظرة علنية يوضع خلالها ملف الكهرباء على طاولة النقاش العلمي الموثّق، وهو الذي تسلّمها، أي «التيار» منذ العام 2009 ويُحمّل مسؤولية حرق المليارات من الدولارات لتأمين الفيول لمؤسسة كهرباء لبنان. وها هو «التيار» يقبل التحدي ويدعوه، كما يدعو الوزير السابق نقولا نحاس، النواب أنطوان حبشي، بلال عبدالله، ياسين جابر وعلي حسن خليل والنائبة المستقيلة بولا يعقوبيان، والسيدات جسيكا عبيد وكارول عياط، والسادة جمال صغير، يحيى مولود، جان العلية، غسان بيضون، مارك أيوب، رياض قبيسي، رياض طوق، هادي الأمين... لـ»مبارزة» علنية ومباشرة أمام الرأي العام، يوم 31 آذار في مركز «لقاء» في الربوة، يفترض أن تكون فرصة لاظهار الحقائق كاملة بالوقائع والمستندات. وفق المتابعين، فإن العديد ممن وجهت لهم الدعوة، قد يعتذرون، وقلة منهم ستكون حاضرة على الطاولة. العليّة سيعلن اليوم عن نيّته بالمشاركة غير المشروطة في المناظرة، لتكون مرافعته مبنية على «المخالفات الدستورية والقانونية والإدارية المرتكبة من قبل وزراء الطاقة في وزارة الطاقة، وفي كهرباء لبنان، جميعهم دون أي استثناء لاظهار الحقائق ودحض الافتراءات على الإدارة اللبنانية ومؤسساتها الرقابية»، مع تسجيل «تحفّظه المبدئي على مناظرة موظف برتبة وزير هارب من المثول امام المحاكمة وكونه نائباً اليوم لا يجيز له الهروب من العدالة بل يضاعف مسؤوليته، والقبول الاستثنائي بهذه المناظرة المطالب بها سابقاً، انطلاقاً من قرينة البراءة وحرصاً على المصلحة العامة».أما الهدف من مشاركة العليّة، فهو «مواجهة الحقائق بالوقائع والمستندات وإظهار دور ادارة المناقصات الوظيفي المستقل المتجرد على حقيقته بالاخص مع انصار هذه الجهة بالذات، ومن ضمنهم كثيرون صادقون في الحرب على الفساد، والتعويض عن تعطيل عمل لجنة تقصي الحقائق البرلمان المؤلفة بتاريخ 28 كانون الاول 2020 من قبل الجهة المنظمة بالذات».

 

«حزب الله» يصف المعركة الانتخابية بـ«الصعبة للغاية»

الحملات تحتدم في لبنان مع بدء الإعلان عن «تحالفات اللوائح»

بيروت: «الشرق الأوسط»/21 آذار/2022

تحتدم الحملات الانتخابية في لبنان مع اقتراب موعد الاستحقاق في 15 مايو (أيار) المقبل، ويرفع كل فريق شعاراته السياسية مع الإجماع على أهمية الانتخابات المقبلة، في موازاة بدء الإعلان تباعاً عن التحالفات التي رست عليها المفاوضات لتشكيل اللوائح قبل 2 أبريل (نيسان) المقبل، الموعد النهائي لتسجيلها في وزارة الداخلية. وأعلن أمس (الأحد) الوزير السابق وئام وهاب أنه حسم خيار التحالف في لائحة مشتركة تجمع حلفاء «حزب الله» وتلقى دعمه، وتضمه مع التيار الوطني والوزيرين السابقين طلال أرسلان وناجي البستاني، ما يعني أن صورة التحالفات في الشوف لا سيما الحزبية منها، باتت شبه نهائية، حيث سيتنافس فيها إضافة إلى لائحة وهاب – أرسلان – البستاني، لائحة أخرى تجمع «الحزب التقدمي الاشتراكي» مع حزب «القوات اللبنانية»، مقابل لائحة أو لائحتين لمجموعات المجتمع المدني. وأوضح وهاب في بيان له أنه «يعمل منذ فترة لخوض المعركة الانتخابية بلائحة تتسع لجميع الحلفاء، بهدف الحفاظ على العيش المشترك وتثبيت أهل الجبل في قراهم من خلال الإنماء والمشاريع»، علماً بأن حلفاء الحزب لم يجتمعوا في انتخابات عام 2018 وخاضوا المعركة في لائحتين منفصلتين، الأولى جمعت «التيار» مع أرسلان فيما عمد وهاب إلى تشكيل لائحة في المقابل. في المقابل، جدد «الحزب التقدمي الاشتراكي» على لسان أمين السر العام ظافر ناصر الالتزام بالعمل «لأجل سيادة لبنان، وحريته، واستقلاله مهما كلف الأمر، فلن نقبل بأن يكون لبنان، أو يدخل لبنان، في سجن آخر بعد، كما رفضنا دخوله في السجن العربي الكبير»، وذلك في لقاء انتخابي في طرابلس للإعلان عن ترشيح وكيلة داخلية الشمال في «التقدمي» القيادية عفراء عيد عن المقعد السني في دائرة الشمال الثانية. وأكد في كلمة له «لا نأتي إلى طرابلس بحثاً عن دورٍ سياسي، ولا عن موقعٍ نيابي. إنما نأتي لنثبت موقع طرابلس في عقلنا، وتفكيرنا»، متوجهاً لأهل المدينة بالقول: «سنعمل سوياً، ونتشارك سوياً الهم والمسؤولية وكل استحقاقات النضال والعمل الاجتماعي والتنموي، قبل السياسي وقبل القضايا الاستراتيجية الكبرى حتى ننهض بطرابلس، ومعها كل لبنان بإذن الله». من جهته، اعتبر الوزير السابق علي حسن خليل، المعاون السياسي لرئيس البرلمان نبيه بري، في احتفال في الجنوب، أن «الانتخابات المقبلة محطة للتغيير ونحن نستند إلى وفاء أهلنا الذين لم يبخلوا يوماً ولم تحد بوصلتهم قيد أنملة». في موازاة ذلك، يستمر «حزب الله» في إظهار الاستحقاق المقبل على أنه معركة ضد سلاحه وأن هدفه إنقاذ البلد، وهو ما يركز عليه نوابه ومسؤولوه في حملاتهم الانتخابية. وفيما وصف أمس رئيس كتلة «حزب الله» النائب محمد رعد المعركة بـ«الصعبة للغاية» أكد أنه «لا بد من أن ننتصر فيها لنكسر هذا المشروع المعادي الذي يستهدفنا في وجودنا، وفي كرامتنا وفي سيادة وطننا».

وقال في كلمة له خلال حفل لافتتاح أقسام جديدة في مستشفى في الجنوب: «الاستحقاق الانتخابي أصبح أكثر من ضرورة من أجل ألا تفلت الأوضاع في البلد، والذين يروجون لتأجيل أو تعطيل الاستحقاق الانتخابي، فإنما يريدون أن يدفعوا البلد إلى مزيد من الإرباك والفوضى»، مضيفاً: «لا نخوض الاستحقاق كمرشحين للمقاومة، وحجز مقاعد نيابية إنما على أساس أننا نواجه طرفاً يريد إفقار شعبنا وتجويعه، وخلق وتهديد أمننا وسيادتنا، وهذا الطرف الدولي يلقى للأسف بعض الآذان المصغية الإقليمية والمحلية»، مؤكداً أن «المسألة هي مسألة مواجهة مشروع سياسي... وعلى هذا الأساس نخوض الاستحقاق الانتخابي». وتحدث في احتفال آخر عن حرب أميركية ضد سلاح «حزب الله» واقتصاد لبنان، مؤكداً «أننا عائدون إلى المجلس النيابي بما كنا عليه أو أكثر». وقال في كلمة له: «الأميركي يشن حرباً علينا في الاقتصاد من أجل استثمار تجويع الناس، والتحريض من أجل الاستحقاق الانتخابي والذهاب لانتخاب من يريد الأميركي، تحت شعار لا للسلاح ولا للاحتلال الإيراني». ونفى وجود احتلال إيراني في لبنان قائلاً: «الكل يعرف أن لا احتلال إيرانياً في البلد، ولكن القضية هي الدعم والمساندة الإيرانية للمقاومة». وتابع: «هذا البلد لا يستطيع أن ينهض به فريق واحد. نقول هذا ونحن واثقون بأننا عائدون إلى المجلس النيابي بما كنا عليه أو أكثر، واصفاً خصوم الحزب بـ«المضللين والسماسرة والتجار والمأجورين».

 

ريفي من دار الفتوى: بين الاحتلال والسيادة لا حل وسطا الوطن في خطر والانتخابات المقبلة مصيرية

وطنية»/21 آذار/2022

استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى الوزير السابق اللواء أشرف ريفي الذي قال بعد اللقاء: "في المراحل الصعبة والانتقالية، لا بد أن نكون في دار الفتوى ومع دار الفتوى، وبالتحديد مع سماحة مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان، لنقول نحن أهل السنة في لبنان، ونحن أصحاب قرار وأصحاب مواقف وطنية ونعتز بانتمائنا الوطني، ونعتبر أن دار الفتوى هي دار لجميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين". أضاف:"نحن هنا لنقول إن ارتباط المسلمين في لبنان بالعالم العربي والإسلامي ارتباط لا ينفك ولا يمكن لأي فريق مهما بلغ حجمه أو تسليحه أو جبروته وتسلطه أن يفك هذا الارتباط، نحن هنا لنؤكد أن علاقتنا بالمكونات الدينية والسياسية في لبنان هي علاقة أخوة ومواطنة وتعاون وتنسيق".   وتابع:" نتشارك مع سماحته في هذه المرحلة الانتقالية في منع حصول الفراغ وإلى اعتبار استحقاق الانتخابات النيابية محطة هامة تتطلب المشاركة الفاعلة من أهلنا كي يقرروا مصيرهم بأصواتهم، ويقطعوا الطريق على من يريدون اختراق التمثيل السني والوطني بممثلين نختلف وإياهم في الرؤية والهدف".   وقال:" من هذه الدار الكريمة ندعو أهلنا إلى المشاركة الكثيفة بالانتخابات النيابية القادمة لاختيار مجموعة من النواب تواجه مشروع إيران التخريبي في لبنان"، مشيرا الى انه "بين الاحتلال والسيادة لا يوجد حل وسط، ولذلك ندعو لأوسع تحالف بين القوى السيادية والقوى التغييرية لنخوض الانتخابات تحت عنوان "مواجهة الوصاية الإيرانية على لبنان".   ورأى ان "الوطن في خطر والانتخابات المقبلة انتخابات مصيرية وهي ليست من أجل نيل مقعد نيابي بل من أجل الإنقاذ"، وقال: "المجاعة وصلت إلى كل منزل، والفساد قد تعمّم والقطاعات تنهار تباعا والوطن تحول إلى وطن الموت".   واردف :"من هنا من هذه الدار الكريمة نستنكر كل اعتداء على لبنان وحريته وكرامته، كما نستنكر كل اعتداء على أية دولة عربية وخاصة دول الخليج العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية التي وقفت وتقف دائما إلى جانب لبنان واللبنانيين". وختم:"نحن مكون أساسي في لبنان، نحن لبنانيون لبنانيون لبنانيون عرب، لا يمكن للمشروع الإيراني أن يجرنا إلى مشروع يناقض قناعتنا وعقيدتنا وهويتنا ومصالحنا، نحن طائفة أساسية لا نعرف الاستسلام ولا الإحباط ولا نستنكف عن أي استحقاق أو محطة وطنية، ونحن جاهزون لأن نكون شركاء أساسيين إلى جانب مواطنينا اللبنانيين الآخرين.  نمد أيادينا لكل السياديين ولكل النزهاء في هذا الوطن لنستعيد الدولة من الدويلة، فلا سلاح شرعيا بنظرنا إلا سلاح الدولة اللبنانية والجيش اللبناني، من هنا سنخوض الانتخابات النيابية دون تردد وندعو أهلنا للمشاركة فيها بكثافة لأسباب وطنية ومن يدعو إلى الاستنكاف والمقاطعة يخدم المشروع الآخر.  من طرابلس مدينتي الحبيبة، أنقل إلى كل المناطق اللبنانية تحية كبرى وأخص عاصمتها بيروت درة التاج بتحية خاصة، فنحن معها في السراء والضراء، هي عاصمتنا الآن وستبقى عاصمة كل اللبنانيين إلى الأبد بإذن الله".

 

اليونيفيل أحيت الذكرى 44 لتأسيسها باحتفال في الناقورة لاثاروا: نجاحنا ما كان لولا دعم الجيش اللبناني وشراكته

وطنية»/21 آذار/2022

أحيت "اليونيفيل" الذكرى الرابعة والأربعين لتأسيسها باحتفال في مقرها العام في الناقورة، حضره رئيس البعثة القائد العام الجنرال الاسباني ارولبو لاثاروا، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون نائب رئيس الاركان العميد الركن علي شريف، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان والمنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في لبنان الدكتورة نجاة رشدي، قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن مارون قبياتي، قائمقام صور محمد جفال، قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الامن الداخلي العميد الركن بلال الحجار، رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العقيد سهيل حرب، المدير الاقليمي لأمن الدولة في الجنوب العقيد الركن فادي قرانوح، رئيس اتحاد بلديات قضاء صور حسن دبوق، الناطق الرسمي باسم اليونيفيل اندريا تننتي، ضباط من الجيش اللبناني وقادة الكتائب المشاركة في اليونيفيل، ممثلو المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة في لبنان.

 بداية استعرض لاثاروا فرقا للكتائب الدولية المشاركة في اليونيفيل، التي قدمت التحية العسكرية على وقع الموسيقى، ثم رفعت اعلام الامم المتحدة ولبنان والدول المنضوية في قوات الطوارىء الدولية، ثم وقف الجميع دقيقة صمت عن أرواح ضحايا اليونيفيل، ووضع لاثاروا وشريف أكاليل من الزهر على النصب التذكاري لقوات الطوارىء الدولية. بعد ذلك، قال لاثاروا: "نجتمع اليوم لمناسبة ذكرى تأسيس قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان، والتي تصادف في التاسع عشر من آذار. في هذا التاريخ من العام 1978، تم تأسيس اليونيفيل بموجب قراري مجلس الامن الدولي 425 و426 لإعادة السلام والامن الدوليين الى هذه المنطقة الجميلة. ولما كانت المرة الأولى التي احتفل فيها بالذكرى الرابعة والأربعين لتأسيس اليونيفيل، أستطيع القول وبكل ثقة، إن ما من شيء في السنوات الأربع والاربعين الماضية حط من عزيمة قوات حفظ السلام في تشكيل مسار السلام في جنوب لبنان".

 أضاف: "التزامنا أقوى من أي وقت مضى خاصة خلال هذه الأوقات العصيبة، لهذا السبب قام جنود حفظ السلام العاملون في اليونيفيل بمضاعفة جهودهم لمجابهة تفشي الوباء والازمة الاجتماعية والاقتصادية في لبنان حيث تم تنفيذ أكثر من اربعمئة نشاط عملاني، ويعمل جنودنا التابعون لست وأربعين دولة على مدار الساعة، سبعة أيام في الاسبوع، من اجل تنفيذ مهمتنا برا وبحرا وجوا". وتابع: "لقد أسسنا لعلاقات طويلة ومثمرة مع سكان جنوب لبنان، وأؤكد لكم أن جنود حفظ السلام هنا دائما من اجلكم وعلى الرغم من سوء فهم قد يحصل احيانا في فترات معينة. نحن هنا من أجل الشعب الذي يريد السلام والاستقرار، والقدرة على العيش حياة سعيدة ومديدة ومزدهرة، على جانبي الخط الأزرق". وقال: "نجاحنا ما كان ممكنا لولا دعم وشراكة الجيش اللبناني شريكنا الاستراتيجي. اننا فخورون بالعمل مع الجيش اللبناني من اجل تنفيذ المهمة المنوطة بنا من مجلس الامن ودعم الجيش اللبناني في بناء قدراته وتعزيز سلطة الحكومة في الجنوب والتي واجهت خلال العقود الأخيرة اضطرابات عديدة. ان تدابير الدعم الخاصة والموقتة التي اوكلها الينا مجلس الامن ما هي سوى جزء من اعترافنا بأهمية هذه الشراكة ودورها في الحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة". أضاف: "إن الامن والاستقرار هما وليدا تضحيات جمة، وهنا لا بد لنا من ان نعترف ونجل جهود وتضحيات افراد حفظ السلام التابعين لليونيفيل، مدنيين وعسكريين، محليين ودوليين، العاملين جنبا الى جنب. واليوم نستذكر جنود حفظ السلام الذين قدموا التضحية الأسمى خدمة للسلام، ولا ننسى الافراد الثلاثمائة وأربعة عشرين العسكريين والمدنيين الذين ضحوا بحياتهم هنا خدمة لقضية السلام. في كل يوم على كل منا ان يخلد ذكراهم من خلال الجهود المستمرة والدؤوبة من اجل سلام مستدام. وفي حين لا نشعر بذلك دائما فقد أحدثت هذه الجهود فرقا حقيقيا ومستداما، حيث شدد الأمين العام للأمم المتحدة خلال زيارته الأخيرة في شهر كانون الأول على ان اليونيفيل تعمل جاهدة لمنع الاعمال العدائية في هذه المنطقة الهشة والمتوترة". وتابع: "لقد أطلق على اليونيفيل لقب رمز الاستقرار في منطقة غير مستقرة حيث نسب الفضل في عدم حدوث مواجهات بين لبنان وإسرائيل، الى جهود الرجال والنساء العاملين في اليونيفيل المنضوين تحت شعار الأمم المتحدة وقضية السلام. ويبقى الهدف الأساس للقرار 1701 التوصل الى وقف دائم لإطلاق النار وسلام مستدام".  وأردف: "في الوقت الذي يسعى فيه جنود حفظ السلام الى خلق الظروف المؤاتية للعملية السياسية، على كلا الطرفين اتخاذ الخطوات الضرورية لتحقيق ذلك. وهذا ما يستوجب شجاعة وإرادة سياسية وتسوية وتفاهما متبادلا من جانب الطرفين. هذا ليس الطريق الأسهل لكنه السبيل الوحيد من اجل السلام". وختم: "إننا سنستكمل عملنا كما فعلنا خلال الأربع والأربعين سنة الماضية، في خلق بيئة مواتية لتحقيق ذلك جنبا الى جنب مع الحكومة والجيش اللبناني والسلطات المحلية والسكان حيث نعمل ونعيش. مع احتفالنا بهذا اليوم، دعونا نتأمل في النجاحات والتضحيات على مر الاربع والأربعين عاما الماضية. ولنجدد العهد من اجل التوصل الى حل دائم لكل من يعيش على طول الخط الأزرق".

 وانتهى الاحتفال بعرض عسكري رمزي وغداء على شرف الحضور.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت: «الحرس الثوري» أكبر التنظيمات الإرهابية في العالم

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/21 آذار/2022

أمام احتمال مضي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قدماً في التفاوض على إخراج «الحرس الثوري» الإيراني من اللائحة السوداء لتنظيمات الإرهاب، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، أمس الأحد، أن إسرائيل ستستمر في مكافحة هذا «التنظيم بوصفه تنظيماً إرهابياً».

وقال بنيت، في مستهل اجتماع الحكومة الأسبوعي، إنه «حتى لو تم اتخاذ القرار المؤسف بإخراج (الحرس الثوري) من القائمة الأميركية لـ(التنظيمات الإرهابية)، فإن دولة إسرائيل ستواصل التعامل معه على أنه تنظيم إرهابي، وستواصل التحرك ضده بوصفه تنظيماً إرهابياً». وأضاف: «كالعادة؛ فإن الأشياء التي ستحدد مصيرنا هي الأفعال التي نقوم بها وليس الأقوال». ووفقاً لبيان صادر عن الناطق بلسانه، فإن بنيت «أشار بذلك إلى الهجمات الإسرائيلية المتكررة ضد أهداف في سوريا خلال السنوات الماضية، وكذلك ضد أهداف في العراق ومناطق أخرى» بادعاء أنها تابعة لـ«الحرس الثوري». وأضاف: «نحن قلقون جداً إزاء نية الولايات المتحدة الاستجابة للمطلب الإيراني الوقح بإخراج (الحرس الثوري) من قائمة التنظيمات الإرهابية. فـ(الحرس الثوري) أكبر التنظيمات الإرهابية، وأكثرها فتكاً حول العالم. وعلى عكس (داعش)، أو غيره من التنظيمات الإرهابية، تقف وراءه دولة؛ هي إيران».

ونوه بنيت بأن «الحرس الثوري» الإيراني «ليس مشكلة إسرائيلية فقط... فإن دولاً أخرى من الدول الحليفة للولايات المتحدة في هذه المنطقة، تتعامل يومياً وساعة تلو الأخرى مع هذه المنظمة الإرهابية. وعلى مدار السنوات الأخيرة أطلق (الحرس الثوري) الصواريخ باتجاه دول مسالمة وأرسل مسيّرات باتجاه إسرائيل وغيرها من الدول، وكذلك مسيّرات استهدفت قوات أميركية». وقال بنيت: «في هذا الوقت بالذات، نلاحظ أيضاً عزماً على إبرام الاتفاق النووي مع إيران بأي ثمن تقريباً؛ بما في ذلك الإعلان عن أكبر منظمة إرهابية في العالم بأنها ليست منظمة إرهابية. لكن هذا الثمن أغلى مما يمكن تحمله».

يذكر أن إسرائيل علمت قبل شهرين بأن الوفد الأميركي في مفاوضات فيينا تلقى موافقة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، على التداول مع الوفد الإيراني حول مطلبه رفع «الحرس الثوري» الإيراني من قائمتها السوداء للجماعات الإرهابية، مقابل التزام علني من طهران بخفض التصعيد في المنطقة. وقد نُشر الموضوع لأول مرة في موقع «أكسيوس» الأميركي، يوم الأربعاء الماضي، نقلاً عن 3 مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى ومصدرين أميركيين.

وقد باشرت حكومة بنيت اتصالات احتجاج مع الإدارة الأميركية ولكن بشكل هادئ بلا تسريبات. ولكنها قررت تحويل الأمر إلى معركة علنية. فأصدر بنيت ووزير الخارجية في حكومته، يائير لبيد، بياناً مشتركاً يوم الجمعة الماضي، جاء فيه أن «(الحرس الثوري) منظمة إرهابية قتلت آلاف الأشخاص، وضمنهم أميركيون. فيستحيل علينا التصديق بأن الولايات المتحدة ستلغي تعريفه بصفته منظمة إرهابية».

وأدرجت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب «الحرس» في هذه القائمة خلال أبريل (نيسان) 2019 بعدما قرر الانسحاب من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2018 وذلك بسبب ما عدّها «عيوب الاتفاق النووي» في معالجة الأنشطة الإقليمية والصواريخ الباليستية.

وأبدى بايدن؛ الذي خلف ترمب في منصب الرئيس، رغبته في العودة إلى الاتفاق، بشرط عودة طهران للامتثال لكامل التزاماتها التي تراجعت عنها في أعقاب انسحاب واشنطن.

وهذا الأسبوع، أكدت مصادر مطلعة على مسار المفاوضات، أن إحدى النقاط المتبقية هي إصرار طهران على رفع اسم «الحرس الثوري» من هذه القائمة التي تضم جماعات من قبيل تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، ضمن أي تفاهم يعيد إحياء اتفاق 2015.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية لموقع «تايمز أوف إسرائيل»، أول من أمس، إن الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ «قرارات صعبة» من أجل إحياء الاتفاق النووي مع إيران. وأضاف: «لقد أدى البرنامج النووي الإيراني غير المقيد إلى تصاعد الأزمة النووية وإلى زيادة التهديدات بشكل كبير لمواطني الولايات المتحدة ومصالحها وشركائها في المنطقة».وأضاف المسؤول الأميركي أن إسرائيل وأميركا «تشتركان في مصلحة مشتركة: التأكد من أن إيران لا تمتلك سلاحاً نووياً أبداً. لقد أوضحنا أن العودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل لـ(خطة العمل المشتركة الشاملة) هي أفضل طريق دبلوماسي للمضي قدماً، وأفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف». والجمعة الماضي، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن «مفاوضات تجرى حالياً. لن أتطرق إلى تفاصيلها. لكنني أشير إلى أن الوضع القائم الذي نحن فيه لم يحقق لنا أي شيء يجعلنا أكثر أمناً». وأضافت: «فعلياً؛ ازداد (الحرس الثوري) الإيراني قوة» منذ إدراجه على قامة المنظمات الإرهابية من قبل ترمب. وأبدت أوساط إسرائيلية انزعاجها من تصريحات رئيس أركان القيادة المركزية الأميركية، كينيث ماكينزي، الجمعة الماضي، التي قال فيها إن الضربات الإسرائيلية لإيران تتسبب في عراقيل أمام قواته العاملة في المنطقة. وكان ماكينزي يتحدث مع ضباطه بمناسبة إنهائه الخدمة؛ فقال إن «من حق إسرائيل أن تحارب إيران؛ لأن زعماءها وضعوا لأنفسهم هدفاً علنياً هو تدمير إسرائيل. ومن الطبيعي أن تدافع إسرائيل عن نفسها. ولكن هذا يجب أن يتم بالتنسيق والتعاون مع الحلفاء من دول الشرق الأوسط في مجال الدفاع الجوي».

ورأى ماكينزي أن «الحرس» أبرز عامل «خبيث» في الشرق الأوسط، مضيفاً: «لا أعرف إلى أي مدى سيؤثر رفعهم من القائمة». وشدد على أنه «فيما يتعلق بطريقة تفكيرنا بشأنهم؛ بشأن التهديد الذي يمثلونه يومياً (...) لا أعتقد أن الكثير سيتغير نتيجة ذلك».

 

أوكرانيا تعلن أن كل موانئها مغلقة

لفيف (أوكرانيا): «الشرق الأوسط أونلاين»/21 آذار/2022

أعلنت وزارة البنية التحتية الأوكرانية، اليوم (الاثنين)، إن جميع موانئ البلاد المطلة على البحر الأسود وبحر آزوف ما زالت مغلقة أمام السفن التي تسعى إلى الدخول أو الخروج، وفقاً لما أوردته وكالة «رويترز» للأنباء. وبعد فترة وجيزة من الغزو الروسي في 24 فبراير (شباط) الماضي، علق الجيش الأوكراني عمليات الشحن التجارية من موانئ البلاد، مما أثار مخاوف من تعطل الإمدادات من أوكرانيا التي تعدّ من أكبر مصدري الحبوب والبذور الزيتية.

 

روسيا تحظر «فيسبوك» و«إنستغرام» بسبب «تطرفهما»

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/21 آذار/2022

قضت محكمة في روسيا، اليوم (الاثنين)، بحظر منصتي «فيسبوك» و«إنستغرام» بوصفهما «متطرفتين». وقبلت المحكمة طلباً بهذا الخصوص قدمه الادعاء العام الروسي، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. ويشار إلى أن الخدمتين محجوبتان بالفعل في روسيا. وحسب المحكمة، فإن القرار الصادر لا يسري على خدمة الرسائل واتساب المملوكة أيضاً لمجموعة «ميتا» الأميركية. وجاءت هذه الخطوة من جانب القضاء الروسي على خلفية قرار «ميتا» السماح بنشر دعوات للعنف ضد القوات الروسية في أوكرانيا. يذكر أن خدمة «تويتر» للرسائل القصيرة أيضاً غير متاحة في روسيا حيث يتخوف الناس من احتمال إغلاق خدمة «واتساب» أيضاً. وكانت «ميتا» أعلنت تخفيف قواعدها في ما يتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا، وقال متحدث باسم شركة «فيسبوك» إن عبارة «الموت للغزاة الروس» تُعَدُّ من الأمثلة على الاستثناءات في العبارات التي تنتهك الإرشادات. وقد أثار ذلك غضباً كبيراً في موسكو، وفي وقت لاحق حددت «ميتا» القواعد لمراجعي المحتويات، وقالت إن هذه القواعد تسري فقط في أوكرانيا، وأضافت أنه لا يجوز توجيه دعوات عنف ضد الروس بوجه عام أو ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

بريطانيا: روسيا وراء مكالمات خادعة تلقاها وزراء بريطانيون

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/21 آذار/2022

انتقدت المملكة المتحدة روسيا بسبب مكالمات خادعة تلقاها ثلاثة وزراء في الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي، حيث وصفتها بأنها «ممارسة معتادة» من جانب الكرملين، بينما تسعى إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى صرف الانتباه عن إخفاقاتها في ساحة المعركة بأوكرانيا، بحسب ما ذكرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء اليوم (الاثنين). وكان كل من وزير الدفاع البريطاني بن والاس، ووزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل، قالا الأسبوع الماضي إنهما تلقيا مكالمات من محتالين كانوا يتظاهرون بأنهم رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال. وفي الوقت نفسه، قال ماكس بلان المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، للصحافيين اليوم الاثنين، إن هناك «محاولة مماثلة» تمت من أجل الوصول إلى وزيرة الثقافة نادين دوريس، إلا أنها باءت بالفشل. وكانت بريطانيا قد أعدت بالتعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات واسعة النطاق استهدفت القطاع المالي الروسي بالدرجة الأولى، كما تم حظر عبور الطائرات الروسية في المجال الجوي لبريطانيا والاتحاد الأوروبي، وذلك بعد العملية العسكرية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا. وأعلنت الحكومة البريطانية مطلع الشهر الحالي عقوبات جديدة على روسيا، بما في ذلك حظر السفن التي لها صلات روسية من دخول الموانئ البريطانية.

 

ألمانيا: لا نستطيع الاستغناء عن واردات النفط الروسية

برلين: «الشرق الأوسط أونلاين»/21 آذار/2022

قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، اليوم (الاثنين)، إن ألمانيا لا تزال على موقفها بأنها لا تستطيع الاستغناء عن واردات النفط الروسية، وذلك في ظل المناقشات التي يجريها الاتحاد الأوروبي حول فرض مزيد من العقوبات على موسكو. قال مسؤولون حكوميون من ألمانيا وقطر، أمس، إن البلدين يتفاوضان على شراكة طويلة الأمد في مجال الطاقة في الوقت الذي يسعى فيه أكبر اقتصاد في أوروبا، لأن يصبح أقل اعتماداً على مصادر الطاقة الروسية. وأطلق وزير الشؤون الاقتصادية الألماني روبرت هابيك عدة مبادرات لتقليل اعتماد بلاده على روسيا في مجال الطاقة منذ أن غزت جارتها أوكرانيا. وتفقد هابيك في مدينة مصدر بأبوظبي، اليوم، مشروعاً للطاقة الشمسية، وقال الوزير إن الشركات الألمانية ستوقع خمس مذكرات تفاهم تتعلق بأبحاث وتطوير الهيدروجين. ومن المتوقع أن يجري الوفد الألماني محادثات مع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) ومع وزير الطاقة الإماراتي.

 

روسيا تكثف قصف المدن... وحديث عن «قرب تفاهم»...موسكو تستخدم صواريخها الجديدة لليوم الثاني... وكييف تتهمها باستهداف مدرسة

أنقرة: سعيد عبد الرازق / واشنطن: معاذ العمري/كييف - موسكو: «الشرق الأوسط»»/21 آذار/2022

كثّفت القوات الروسية قصف المدن الأوكرانية أمس، وسط اتهامات وجّهتها لها كييف باستهداف مدرسة تؤوي مئات الأشخاص في مدينة ماريوبول المحاصرة، وذلك تزامناً مع إعلان تركيا عن قرب توصل الجانبين الروسي والأوكراني إلى تفاهم بشأن «قضايا مهمة» في المفاوضات. وقال مجلس مدينة ماريوبول الواقعة جنوب البلاد، إن الجيش الروسي قصف مدرسة للفنون استخدمت ملجأ لنحو 400 شخص، مضيفاً أن هناك مدنيين عالقين تحت الأنقاض. وذكرت سلطات المدينة المحاصرة أيضاً، أن بعض سكان ماريوبول أُرغموا على الانتقال إلى روسيا وجردوا من جوازات سفرهم الأوكرانية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنها استخدمت أمس (الأحد)، صواريخ جديدة أسرع من الصوت لتدمير مخازن وقود للجيش الأوكراني في جنوب البلاد، علماً بأنها كانت استخدمت هذه الصواريخ لأول مرة السبت. وذكرت الوزارة أن الضربة وقعت في منطقة ميكولاييف، لكنها لم تحدد تاريخها. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب أمس، إن حصار ماريوبول «سيسجل في التاريخ للمحاسبة على جرائم الحرب». في غضون ذلك، أعلنت أنقرة أمس، أن موسكو وكييف حققتا تقدماً في المفاوضات الهادفة إلى وضع حد للحرب. وصرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من محافظة أنطاليا جنوب تركيا، أن الجانبين باتا قريبين من إبرام اتفاق، مشيراً إلى ضرورة تسوية بعض المسائل على مستوى رئيسي البلدين. من جهتها، أكدت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» رفض أنقرة مقترحاً أميركياً بشأن نقل منظومة الدفاع الجوي الصاروخي «إس 400»، التي حصلت عليها من روسيا، إلى أوكرانيا لدعمها في مواجهة الاجتياح الروسي، مقابل إعادتها إلى برنامج إنتاج وتطوير المقاتلات الأميركية «إف 35». وفي واشنطن كشفت تقارير أن أعضاء في مجلس الشيوخ طلبوا من الرئيس جو بايدن حث حلف «الناتو» على تقديم دعم إضافي لأوكرانيا، وذلك عشية جولته المرتقبة إلى أوروبا لحضور اجتماع استثنائي للحلف.

 

أوكرانيا ترفض الإنذار الروسي لاستسلام ماريوبول وقتلى بقصف على كييف

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»/21 آذار/2022

رفضت أوكرانيا ليل الأحد الاثنين إنذارا أخيرا وجهته لها روسيا من أجل استسلام مدينة ماريوبول المحاصرة، في وقت أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه سيزور بولندا الجمعة. وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك لصحيفة "أوكراينسكايا برافدا" إنّ "الحديث عن الاستسلام أو إلقاء السلاح غير وارد. لقد سبق أن أبلغنا الجانب الروسي بذلك". ووصفت المطلب الروسي بأنّه "تلاعب متعمّد واحتجاز رهائن حقيقي". وكانت وزارة الدفاع الروسيّة دعت أوكرانيا إلى "إلقاء أسلحتها"، وطالبت "بردّ مكتوب" على إنذارها هذا قبل الساعة الخامسة من صباح الاثنين، من أجل حماية السكّان والبنية التحتيّة لمدينة ماريوبول. وقال ميخائيل ميزينتسيف، مدير المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع، في رسالة وزّعتها وزارة الدفاع الروسيّة "نطلب من السلطات الرسميّة في كييف أن تكون منطقية وأن تُلغي التعليمات المعطاة سابقا والتي ألزمت الناشطين بالتضحية بأنفسهم وبأن يُصبحوا شهداء ماريوبول". ووفقًا لميزينتسيف، اتّفقت روسيا وأوكرانيا على تأمين مسار يسمح لسكّان ماريوبول بالوصول إلى الأراضي التي تُسيطر عليها كييف في 21 مارس (آذار). وقال "اعتبارا من الساعة 10 صباحًا بتوقيت موسكو (...) تفتح روسيا ممرّات إنسانيّة من ماريوبول نحو الشرق، وبالاتّفاق مع الجانب الأوكراني، نحو الغرب".

وردّت فيريشتشوك على تلغرام، قائلة إنّ "المحتلّين يواصلون التصرّف مثل إرهابيّين". وأضافت "يقولون إنّهم يوافقون (على إقامة) ممرّ إنساني، وفي الصباح يقصفون مكان الإجلاء. الحكومة تفعل كلّ ما في وسعها. الشيء الأهمّ بالنسبة إلينا هو إنقاذ حياة مواطنينا". وأفادت السلطات المحلية أن الجنود الروس نقلوا بالقوة حوالى ألف من السكان إلى روسيا وحرموهم من جوازات سفرهم الأوكرانية، ما يمكن أن يشكل جريمة حرب. وأفادت فيريشتشوك للصحيفة عن "خطف" أطفال من دور أيتام. وقالت "سيتم نقل 350 طفلا بالقوة إلى روسيا بدون السماح لنا بتسلمهم" وطلبت من السلطات الروسية أن توضح سبب ذلك وتحدد "دار الأيتام"، مؤكدة "هذا إرهاب". ودعت إلى إعطاء الأولويّة لممرّ إنساني يسمح لنحو 350 ألف شخص ما زالوا عالقين في ماريوبول بالمغادرة.

وفي كييف، أدّى القصف الروسي إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل ليل الأحد الإثنين. وشوهدت ست جثث ممددة صباح الإثنين أمام المركز التجاري "ريتروفيل" في شمال غرب كييف، بعدما أصيب بضربة بالغة الشدة حطمت سيارات في الموقف وخلفت فجوة عرضها بضعة أمتار. من جهتها، قالت خدمات الطوارئ على فيسبوك إنّ "قصفا (نفّذه) العدو" تسبّب باندلاع حريق في طبقات عدّة من المركز التجاري الواقع في منطقة بوديلسكي بشمال غرب المدينة وباندلاع النار في آليّات عدّة. وفي شمال البلاد، أفاد الحاكم المحلي في سومي، دميترو جيفيتسكي، عن "تسرب أمونياك" في منشآت شركة سوميخيمبروم، يطال منطقة تمتد على مسافة 2,5 كلم حول المصنع الذي ينتج أسمدة. ولم يعرف مدى الحادث وسببه بوضوح لكن طلب من السكان اللجوء إلى الأقبية أو إلى مبان منخفضة الارتفاع لتفادي تعرضهم للتسرب. وكان وزير الدفاع الروسي صرح مساء الأحد أن "قوميين" قاموا بـ"تفخيخ" منشآت تخزين الأمونياك والكلور في سوميخيمبروم "بهدف تسميم سكان منطقة سومي بشكل جماعي في حال دخول وحدات من القوات المسلحة الروسية المدينة". قبيل ذلك، أعلن البيت الأبيض الأحد أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن سيتوجّه إلى وارسو الجمعة للقاء نظيره البولندي أندريه دودا ومناقشة الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال البيت الأبيض في بيان إنّ "الرئيس سيناقش كيفيّة استجابة الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائنا وشركائنا، للأزمة الإنسانيّة و(أزمة) حقوق الإنسان التي خلّفتها حرب روسيا غير المبرّرة على أوكرانيا"، مشيرا إلى أنّ زيارة بايدن هذه ستتمّ بعد توجّهه إلى بلجيكا حيث يلتقي قادة في حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع والاتّحاد الأوروبي. تُعتبر مدينة ماريوبول الساحليّة الجنوبيّة هدفًا رئيسيًا في الحرب التي يخوضها الرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا. وهي تؤمّن تواصلا بين القوّات الروسيّة في شبه جزيرة القرم، في الجنوب الغربي، والأراضي التي تسيطر عليها روسيا في الشمال والشرق.

ولدى وصوله الأحد إلى أثينا، شبّه القنصل اليوناني العام في ماريوبول، مانوليس أندرولاكيس، الذي نظّم عمليّات إجلاء عدّة لمواطنين يونانيّين، هذه المدينة الأوكرانيّة بغيرنيكا وحلب. وقال أندرولاكيس لصحافيّين في المطار "ماريوبول ستكون على لائحة مدن العالم التي دمّرت بالكامل بسبب الحرب، مثل غيرنيكا وستالينغراد وغروزني وحلب". ووفقًا للإدارة العسكريّة لمنطقة دونيتسك، أصبحت ماريوبول "مدينة أشباح". وقال المسؤول بافلو كيريلينكو "حاليا، أكثر من 80% من البنية التحتية للمدينة تضررت أو دمرت. ومن أصل نسبة الـ80%، هناك حوالى 40% غير قابلة للإنقاذ". ووصفت الأمم المتحدة الوضع الإنساني في المدينة بأنه "خطير جدا"، قائلة إن السكان "يواجهون نقصًا خطيرًا في الغذاء والماء والأدوية يهدّد حياتهم".وقال الرئيس الأوكراني في مقابلة بثتها شبكة "سي إن إن"، إنه "مستعد لمفاوضات" مع الرئيس الروسي. وصرح "كنت مستعدا خلال العامين الماضيين وأعتقد أنه من دون مفاوضات لن تتوقف الحرب". وكان زيلينسكي ندد في السابق بقصف مدرسة ماريوبول للفنون التي دمرتها ضربات روسية في وقتٍ كان لجأ إليها 400 شخص، من نساء وأطفال وكبار في السنّ، وفقا للسلطات المحلية. واعتبر الرئيس الأوكراني ليل الأحد الاثنين أنّ القدس يمكن أن تُشكّل "المكان المناسب لإيجاد السلام"، في إشارة إلى المفاوضات التي كان دعا إلى إجرائها مع روسيا. وقال زيلينسكي في رسالة عبر تلغرام إنّ "رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يحاول إيجاد طريق للتفاوض مع روسيا ونحن ممتنّون له على كلّ جهوده، حتى نتمكّن عاجلا أم آجلا من بدء المناقشة مع روسيا. ربّما في القدس. إنّه المكان المناسب لإيجاد السلام، إذا كان ذلك ممكنا".

 

سكان ماريوبول يدفنون موتاهم في قبور مؤقتة «على جانب الطريق»

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»/21 آذار/2022

يقوم سكان مدينة ماريوبول الأوكرانية الساحلية بدفن ضحايا الحرب مع روسيا، التي تحاصر قواتها المدينة، على جانب الطريق في مقابر مؤقتة، بعد أسابيع من القصف المتواصل من قبل القوات الروسية، وفق ما ذكرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية. وقال أندريه وهو من سكان المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا، والذي عرف نفسه باسمه الأول فقط، لوكالة «رويترز» للأنباء إنه حفر قبراً مؤقتاً على جانب الطريق في مقابل مبنى سكني تعرض للقصف لدفن جيرانه. وقال إن الجيش الأوكراني نصحهم بتخزين الجثث في أقبية باردة، لكن «بما أنها أصبحت مليئة بالفعل بالأشخاص الذين يحتمون من القصف، فقد أُجبر السكان الآن على دفن الجثث عن طريق حفر قبور مؤقتة». وأضاف: «آمل أن تتم إعادة دفنهم بصورة تكرمهم، وأن يكون هذا الدفن مؤقتاً فقط». وأوضح أندريه أنه كان يدفن شخصاً «لم يُقتل بقذائف أو قنابل يدوية روسية مثل العديد من الآخرين، لكنه مات بعد أن فشل في الحصول - بسبب الحصار - على مساعدة طبية لأمراض كان يعاني منها قبل الغزو». وفيما يُمكن أن يُطلق عليه «كارثة إنسانية» تتكشف في ماريوبول، أظهرت صور مئات الأشخاص مدفونين في مقابر جماعية محفورة حديثاً، مع وجود الكثير من الجثث في المشارح ونقص في الأشخاص الذين يمكنهم القيام بعمليات الدفن بشكل مناسب، وفقاً لصحيفة «الإندبندنت». ويوجد في ماريوبول، وهي هدف استراتيجي رئيسي للقوات الروسية، نحو 300 ألف شخص محاصرين داخل المدينة ومعزولين عن بقية العالم لأن الجنود الروس يحيطون بها منذ أكثر من أسبوعين. واستنكر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، اليوم الاثنين، عمليات التدمير التي ارتكبها الجيش الروسي بشكل عشوائي في ماريوبول، ووصفها بأنها «جريمة حرب كبرى». وقال قبل اجتماع مع وزراء الخارجية والدفاع في دول الاتحاد الأوروبي مخصص للبحث في عقوبات جديدة ضد موسكو: «ما يحدث في ماريوبول جريمة حرب كبرى... القصف العشوائي يدمر المدينة ويقتل الجميع»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. بدورها، قالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني (الاثنين) إن الوضع في المدينة المحاصرة «صعب جداً». وتابعت، أن الجهود التي تُبذل من أجل توصيل الإمدادات الإنسانية إلى ماريوبول لم تؤتِ ثمارها حتى الآن.

 

«مضادات دبابات» بريطانية وأميركية تغير المعادلة العسكرية في أوكرانيا

لندن: جون إيسماي/الشرق الأوسط/21 آذار/2022

في مقاطع فيديو التقطت في أوكرانيا، يشير نفث من الدخان ووميض قصير من الضوء إلى سقوط مجموعة أخرى من الدبابات الروسية. في بعض الأحيان، لا يستغرق الأمر سوى جزء من الثانية قبل أن ينتقل الضوء إلى دبابة أو عربة مدرعة تنفجر فجأة مسببة دخاناً ولهباً، وغالباً ما تنفجر من الداخل مع انفجار الذخيرة التي تحتويها. غالباً ما تُظهر مراجعة مقاطع الفيديو هذه جنوداً أوكرانيين قبل الهجوم يقومون بدوريات إلى موقع كمين حاملين على ظهورهم أنابيب خضراء كبيرة، حصلوا عليها كهبة من بريطانيا. ربما في 15 ثانية، وأحياناً أقل من ذلك، يمكن للجنود فك السلاح، وفتح نطاق التصويب، انتظاراً لظهور الفريسة. الأنابيب الخضراء تسمى NLAW، وهي اختصار لعبارة الأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات من الجيل التالي، وهي نتاج عقود من البحث لتصنيع صواريخ موجهة صغيرة وخفيفة الوزن ربما تكون قد أعادت توازن القوى في القتال بين الدبابة والجندي على الأرض. بالمقارنة مع سلاح «Javelin» المضاد للدبابات الأميركي الصنع، والذي أشاد به المسؤولون في البنتاغون والبيت الأبيض وأرسلوه إلى أوكرانيا بالآلاف، فإن «NLAW» يزن نحو نصف الوزن، وتكلفته أقل بكثير، ويمكن التخلص منه بسهولة، وقد تم تحسينه للاستخدام في المعارك قصيرة المدى نسبياً التي يخوضها الجنود الأوكرانيون مع القوات الروسية. سلاح «NLAW» المضاد للدبابات هو من إنتاج شركة «Saab» السويدية، وقد جرى بيعه إلى عدد من دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) - بما في ذلك بريطانيا، التي تجمع الصواريخ في مصنع في بلفاست، آيرلندا الشمالية، لصالح الجيش البريطاني. ورغم أن الجيش البريطاني لديه أيضاً سلاح «Javelin» المضاد للدبابات، فقد بدأ في شراء سلاح «NLAWs» منذ نحو 10 سنوات وقام بإرساله إلى أوكرانيا بأعداد أكبر من أي وقت مضى. وقال دبلوماسي بريطاني، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المساعدة الدفاعية، إن بريطانيا أرسلت أكثر من 4200 من هذه الأسلحة إلى أوكرانيا. استطرد الدبلوماسي قائلاً: «ما زلنا نراه أحد أفضل الأسلحة الدفاعية قصيرة المدى المضادة للدبابات». يشتمل سلاحا «Javelin» و«NLAW»، اللذان يمكن لجندي واحد حملهما وإطلاق النار بهما، على ميزات لم تُشاهد سابقاً إلا في أسلحة أكبر بكثير وأكثر تعقيداً، وهي الأنواع التي عادة ما يجري نقلها في مركبات. يمكن إطلاق كلا السلاحين مباشرة على أهداف مثل جنود العدو أو على مبنى، ولكن عند مهاجمة المركبات، يمكن أيضاً برمجتها لتصيب من الأعلى - حيث تمتلك الدبابة أو حاملة الجنود المدرعة دروع أقل. يمكن للسلاح الأميركي أن يطفو على السطح ثم يغوص ليصطدم وينفجر، بينما يطير الصاروخ البريطاني في مسار أقصر، حيث يعبر فوق هدفه ويطلق شحنته نحو الأسفل. النتيجة، كما هو واضح في أوكرانيا، هي نفسها: عدد لا يحصى من الدبابات والناقلات المدرعة والشاحنات الروسية المدمرة. نجحت الصواريخ رغم المساعي لإلحاق الهزيمة بها. وأفاد الجيش الروسي بأن نظاماً دفاعياً على أحدث دبابات «T - 90» كان قادراً على استشعار وتدمير الصواريخ المضادة للدبابات مثل صواريخ javelin وNLAW أثناء الطيران. وفي إجراء مضاد جديد على ما يبدو، تقوم القوات الروسية بوضع أقفاص مرتجلة من قضبان فولاذية متوازية فوق أبراج الدبابات، لكن أدلة الفيديو أظهرت فشل هاتين الطريقتين. يتكون سلاح Javelin، الذي تم تصميمه في نهاية الحرب الباردة، من جزأين: قاذفة قابلة لإعادة الاستخدام تزن 33 رطلاً يستخدمها الجنود غالباً للاستطلاع والمراقبة، نظراً لما تحويه من مجموعة كاميرات حرارية يمكنها التكبير والتصغير للعثور على الأهداف، وأنبوب زنة 15 رطلاً يحتوي على الصاروخ نفسه.

بالمقارنة، يزن صاروخ «NLAW» الأحدث أقل بقليل من 28 رطلاً ولا يحتوي على كاميرا - وبه نطاق تصويب بسيط.

ورغم أنه يمكن لصاروخ Javelin تدمير الدبابات من مسافة تصل إلى ميلين ونصف، فإن صاروخها يطير أبطأ من صاروخ NLAW، وهو الأكثر دقة للأهداف التي تصل إلى نحو نصف ميل فقط. وبالنسبة للأهداف المتحركة، يمكن لصاروخ «Javelin» توجيه نفسه أثناء الطيران، وذلك بفضل الجهاز الباحث عن الحرارة في مقدمة الصاروخ، بينما يقوم الجندي الذي يطلق صاروخ NLAW ببساطة بتوجيه السلاح نحو مركبة متحركة، ويشغل نظام التوجيه ويتتبع الهدف لبضعة ثوان قبل إطلاق النار. ثم يطير الصاروخ إلى النقطة التي يتوقع أن يكون الهدف فيها. قال الدبلوماسي البريطاني إن قدرات السلاحين تجعل من صاروخ «Javelin» أشبه ببندقية قنص لإسقاط المركبات المدرعة من مسافات بعيدة، في حين أن صاروخ NLAW أفضل للمعارك القريبة وسيناريوهات الكمائن. أضاف الدبلوماسي قائلاً إنه بالنظر إلى أن الأوكرانيين غير قادرين على محاربة الدروع الروسية بدبابات، فيجب عليهم استخدام تكتيكات مختلفة، مضيفاً أن الأوكرانيين أظهروا الإرادة وقدروا على الاقتراب من الدبابات وتدميرها في هذه الهجمات الصاروخية. في هذا الصدد، قال دبلوماسي: «أنت بحاجة إلى معرفة كيفية القتال، وتحتاج إلى الوسائل، ولكن هذه هي الإرادة - ما يوجد في قلب الأوكرانيين للقتال؟» إنهم يحاربون تهديداً وجودياً ولن يستسلموا. لذلك بناء على طلبهم كدولة ذات سيادة، فقد قدمنا لهم الأدوات اللازمة للقيام بذلك».

- خدمة «نيويورك تايمز»

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"اتفاق القاهرة"… هل تتذكرون؟

النهار/نبيل بومنصف/21 آذار/2022

تتشكل قبل اقل من شهرين على موعد اجراء الانتخابات النيابية حالة "متطورة" للغاية من تعقيدات إضافية متصلة بكارثة الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي التي انفجرت "رسميا" مع انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 بحيث يصعب تماما التكهن بما قد تفضي اليه تباعا من تفاعلات سلبية حتمية . اذ ان المواجهة التي عجزت الحكومة عن احتوائها بين بعض القضاء والمصارف مرشحة لان تتحول نزاعا مستداما ليس الى ما بعد الانتخابات النيابية فحسب بل الى ما بعد نهاية العهد العوني أيا تفضي اليه هذه النهاية من سيناريوات أسوأها محاولات التمديد المباشر او غير المباشر لعهد الانهيار او الفراغ الرئاسي مجددا . وربما لا يضع حدا للتفاقم التصاعدي في هذه المواجهة سوى صدمة إيجابية كبيرة ولكن لا أوهام حاليا في الرهانات العاجلة عليها اقله قبل إتمام وإنجاز الانتخابات النيابية من نوع التوصل الى اتفاق شامل بين الحكومة الحالية او التي يفترض ان تخلفها بعد الانتخابات وصندوق النقد الدولي وليس اقل من ذلك .  لذا تضيق الخيارات تباعا كلما اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي كما تكبر دائرة السيناريوات الخطرة من مثل التفلت الذي يمكن ان ينشأ عن خروج المواجهة القضائية – المصرفية عن الاطار القضائي والقانوني الصرف وتفجير تداعيات اجتماعية من شانها ان تضع البلاد برمتها امام واقع اهتزازات امنية واجتماعية لا تنتهي . والحال ان هذا الواقع بات من الخطورة الصاعدة بحيث يتجاوز المخاوف المنطقية التي يبديها الحرصاء على حصول الانتخابات في رهان شبه وحيد على تغيير يحمل نفحات امل ولو ضعيفة بكسر وطأة الأكثرية النيابية والسلطوية الحالية التي تتحمل وحدها واقعيا مع العهد نسبة ساحقة من تبعات الانهيار مهما تفنن بعض رموزها واقطابها وقواها في رمي كرة ما اقترفوه على خصومهم سابقا وحاليا . ذلك ان من الدلالات البالغة الخطورة للنزاع القضائي – المصرفي ان يؤدي مثلا الى تبادل غير مسبوق في الضربات والتداعيات سواء في جولات تضييق الخناق على المصارف او في اتساع دائرة الاقفالات والإضرابات المفتوحة بحيث يتحول المودعون مجددا رهينة فاقدة الوسائل تماما في رد مزيد من الضربات عنها كما ان يفتح النزاع الباب على الغارب في انهيار مصارف بعينها داخليا وعبر فروعها الخارجية . بذلك سيكون النزاع فتح المرحلة الثانية الأشد خطورة من الانهيار التي لا نعرف بعد كيفية تجنبه ما دام الاستهتار او العجز او التواطؤ او التآمر او الاهتراء بلغ بالبلاد هذه الحدود بسبب تخلف مجلس النواب الحالي الميمون عن تشريع قانون واحد اسمه قانون "الكابيتال كونترول" !

انها من اغرب سمات بلد ادمن السقوط في المقاتل والمؤامرات ان نضطر الى استعادات التاريخ لمقاربة تاريخ الكوارث والحروب والان الانهيارات بميزان المقارنات بين كل تجربة مدمرة وأخرى . ولا نغالي ان توغلنا الى تجربة اتفاق القاهرة المشؤوم الذي ظل سرا حتى على مجلس نواب ذاك الزمن في نهاية الستينيات من القرن الماضي الى ان فجر الحرب اللبنانية – الفلسطينية واستتباعا الحرب الاهلية اللبنانية واستباح لبنان للاجتياحات والوصايات . "نستعير" فقط تجربة اتفاق القاهرة لنتساءل هل يدرك مجموع الطبقة السياسية في السلطة والبرلمان الحاليين مدى الخطورة التي تتحملها والتي ستتحملها تباعا راهنا وامام التاريخ بفعل التعمد في عدم اصدار تشريع يحمي البقية الباقية من ودائع الناس كما يحول دون انهيار المصارف؟ ولماذا تسليط الاتهامات على قطاعات واشخاص فيما "المؤسسة الام " محيدة عن هذه الجريمة ؟

 

ماذا يريد سعد الحريري؟

جان الفغالي/نداء الوطن/21 آذار/2022

منذ تعليقه العمل السياسي، وعزوفه عن الترشح، لم يهدأ السؤال: ماذا يريد الرئيس سعد الحريري؟ هل هو «عزوف» العائد لاحقاً على حصان ابيض، كما فعل والده الشهيد رفيق الحريري إثر الانتخابات النيابية عام 2000؟ أم هو عزوفُ الخارج من الحياة السياسية إلى أجلٍ غير مسمى؟

«الإضطهاد» السياسي الذي تعرض له والده الشهيد رفيق الحريري، بين عامي 1998 و 2000، حمله إلى مجلس النواب بعدما اجتاح مقاعد بيروت في انتخابات الألفين. اليوم يصوِّر الرئيس سعد الحريري نفسه على أنه مضطهَد، ولذا آثر الإبتعاد، ولكن مَن يضطهِد الرئيس الحريري؟

إيران؟ «حزب الله»؟ نواب وشخصيات المستقبل الذين خرجوا على إرادته، وفي مقدمهم فؤاد السنيورة وأشرف ريفي؟ هل هم رجال سوريا في لبنان؟ هل هي «القوات اللبنانية»؟ بنظر الحريري، قد يكون معظم هؤلاء، وبدرجات متفاوتة؟ ولكن كيف يتعاطى الرئيس سعد الحريري مع هذه الباقة من «الأعداء»؟ ليس هناك معيار واحد، والحرب الأشرس التي يخوضها هي ضد الرئيس فؤاد السنيورة واللواء أشرف ريفي، و»القوات اللبنانية»، إذاً حدد معركته في الملعبين السني والشيعي، فكل مَن يرشحه الرئيس فؤاد السنيورة، «يُلقى الحُرْم المستقبلي» عليه، كترشيحِ رجل القانون الدكتور خالد قباني وكثيرين غيره . لكن لا بد من مخاطبة الرئيس سعد الحريري بالآتي:

إذا كان يرفض أن يرشِّح أحداً من «تيار المستقبل».

وإذا كان يحمِل، ضمناً، على مَن يرشحه الرئيس فؤاد السنيورة. فماذا يكون يفعل؟ الا يكون بذلك يسلِّم المقاعد السنية ليملأها «حزب الله»؟ هل هكذا يكون «يحارب» إيران و»حزب الله»؟

حين يريد ان يواجه «القوات اللبنانية»، فإنه يواجهها في مناطق قوتِّه السنيَّة، يُحرِّض السنة ويقول لهم: «ممنوع عليكم انتخاب مرشحي «القوات اللبنانية». من خلال «أمر العمليات» هذا، كيف يكون الرئيس سعد الحريري قد خرج من الحياة السياسية؟ المنع هو عمل سياسي بامتياز، وهو من ضمن الحياة السياسية، وهو يناقض ما قاله من انه علّق عمله السياسي. ألا يلتقي هنا مع «حزب الله» في وضع فيتو على مرشحي «القوات»؟ هل بهذا المعنى يكون الرئيس سعد الحريري حليفاً موضوعياً لـ»حزب الله»، ويلتقيان على هدفٍ واحد؟ هذا الإلتقاء لا يضير «القوات اللبنانية» ويؤذيها، بل يؤذي الرئيس الحريري.

عملياً سعد الحريري لم يعلِّق عمله السياسي، هو في قلب العمل السياسي بهدفين واضحين: الانتقام من «القوات اللبنانية» ومن كل من يخرج عن طاعته في «تيار المستقبل»، أما الحرب على إيران و»حزب الله» فشعارٌ للاستغلال الخارجي.

للمفارقة، فإن الرئيس الحريري يشن حربه الإنتقامية في اللحظة التي أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حكمها في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والذي اتهمت فيه رجال «حزب الله» وإيران، لا الرئيس السنيورة ولا «القوات اللبنانية»، ومع ذلك فإن الرئيس الحريري يريد ان يقاتل السنيورة و»القوات اللبنانية». أخطر سلاح يستخدمه الرئيس الحريري في وجه «القوات اللبنانية» هو سلاح العددية «نحن أكثر منكم عددياً في عكار وفي زحلة، ونحن نحسم في اقليم الخروب»، تماماً كما يقول الشيعة للمسيحيين: نحن اكثر منكم في بعلبك الهرمل وفي الجنوب.

سلاح العدد هذا يستخدمه السنة والشيعة بالمداورة، علماً ان شعار الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الطائف كان «أوقفنا العد». ستنتهي الانتخابات النيابية مساء الخامس عشر من أيار، السادس عشر من أيار يوم جديد. الرئيس الحريري و»تيار المستقبل» خارج مجلس النواب للمرة الاولى منذ العام 1996، فهل سيبقى معلِّقاً العمل في السياسة؟ وإلى متى؟

 

ميقاتي لـ«الشرق الأوسط»: لبنان يتعاطى بإيجابية مع الورقة الخليجية ونأمل بانفراج يطوي «صفحة التصدع»

محمد شقير/الشرق الأوسط/21 آذار/2022

تدخل العلاقات اللبنانية - العربية وتحديداً الخليجية في مرحلة اختبار النيات، يأمل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأن تؤدي إلى انفراج يطوي صفحة التصدع الذي أصابها، وصولاً إلى تفعيل التعاون بما يساعد لبنان للتخفيف من معاناة اللبنانيين، وهذا كان محور اتصاله بوزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح الذي عكسه سفير الكويت لدى لبنان عبد العال القناعي بقوله لـ«الشرق الأوسط» بأن التواصل كان إيجابياً ونأمل أن تكون النتائج سريعة. وأكد الرئيس ميقاتي لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة اللبنانية منفتحة على الورقة العربية الدولية الخليجية التي حملها معه إلى بيروت وزير خارجية الكويت، وهي تتعاطى معها بإيجابية وتُبدي ارتياحها لمبادرة المملكة العربية السعودية بإنشاء صندوق مالي يُخصص لتوفير الدعم للمؤسسات غير الرسمية من صحية وتربوية وإنسانية تولي اهتمامها باللبنانيين من ذوي الاحتياجات في هذا الخصوص في ظل عدم قدرة الدولة على تأمينها بسبب تدهور الوضع المالي والاقتصادي.

وقال إن إنشاء الصندوق السعودي - الفرنسي تقرر في الاجتماع الذي عُقد بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان. وأكد أن السعودية تبرعت بـ36 مليون دولار عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، وهذا ما يؤشر إلى بدء صرف المساعدات للمؤسسات الإنسانية غير الرسمية.

وكشف ميقاتي أن الضوء الأخضر لبدء صرف المساعدات أُعطي في الاجتماع الثنائي الذي عُقد أخيراً في باريس وضم المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا والسفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري ومستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل.

ولفت إلى أنه على تواصل مع دوريل، وقال بأن مركز الملك سلمان للإغاثة يقوم حالياً بإعداد الدراسات الميدانية للوقوف على احتياجات المؤسسات الإنسانية تمهيداً لمساعدتها، وتوقع بأن تُبادر السعودية إلى زيادة مساهمتها في الصندوق الذي أُنشئ خصيصاً للبنان.

ورداً على سؤال، قال ميقاتي بأن الحكومة ملتزمة إلى أقصى الحدود في الحفاظ على أطيب العلاقات مع دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية لرأب التصدع الذي أصاب هذه العلاقات ولتفعيل وتعزيز التعاون على قاعدة التزام لبنان بجميع القرارات العربية والدولية والعمل الجدي للحفاظ على استقرار لبنان وتحصينه وقطع الطريق على من يحاول العبث بالسلم الأهلي.

وأضاف: «إن الحكومة اللبنانية تعي تماماً بأن لا يكون لبنان منطلقاً لأي أنشطة سياسية وعسكرية وأمنية وإعلامية يمكن أن تهدد استقراره وتؤدي إلى زعزعة علاقاته التاريخية بدول الخليج وأولها السعودية». وقال: «نحن نحرص أشد الحرص لاتخاذ كافة الإجراءات لمنع تهريب الممنوعات، وخصوصاً المخدرات إلى دول الخليج الحريصة على سلامة مواطنيها والمقيمين على أرضها». وأبدى ميقاتي استعداد الحكومة من خلال مؤسساتها الأمنية المعنية بمكافحة المخدرات ومنع تهريبها، وخصوصاً حبوب الكبتاغون إلى دول الخليج. ورأى أن هناك ضرورة للتنسيق الأمني في هذا المجال لتبادل المعلومات من جهة ولإقفال كل المعابر من جوية وبحرية وبرية في وجه المهربين، إضافة إلى تدمير المعامل التي تتولى تصنيع الكبتاغون. وأكد ميقاتي أن الحكومة جادة في منع استخدام القنوات المالية والمصرفية لتبييض الأموال، وخصوصاً تلك التي تُستخدم لتمويل الأعمال الإرهابية لزعزعة الاستقرار في المنطقة وتهديد أمن دول الخليج العربي، وقال إن اتصالاته مستمرة مع الكويت وإنه يواكب عن كثب الجهود الفرنسية الرامية إلى تصويب العلاقات اللبنانية - الخليجية. وأعرب ميقاتي عن ارتياحه للدور الذي تقوم به باريس لدى المملكة العربية السعودية لتنقية العلاقات اللبنانية - الخليجية من كل ما أصابها من شوائب، خصوصاً أن دول الخليج كانت وستبقى الداعمة لاستقرار لبنان وتوفير المساعدات الإنسانية للبنانيين، وقال إنه لا مصلحة للبنان بتحويله إلى منصة لتوجيه الرسائل إلى الأشقاء العرب والتدخل في شؤونها الداخلية لأننا لسنا في وارد أن نعيش في جزيرة في عزلة عن محيطنا العربي.

لذلك، فإن ميقاتي يعلق أهمية على دخول لبنان في مرحلة اختبار النيات للتأسيس عليها لإعادة الروح لعلاقات لبنان بدول الخليج، ويأمل اجتيازها بسرعة لتجاوز الأزمة للانتقال بها إلى مرحلة التعافي السياسي، فيما أوشك مركز الملك سلمان للإغاثة على وضع آلية يتولاها فريق اختصاصي للبدء بصرف المساعدات للمؤسسات الإنسانية غير الرسمية والعاملة في مجالات الإغاثة والصحة والتربية كمساهمة لتمويل المشاريع الإنسانية الأولية لمساعدة الشعب اللبناني. وفي هذا السياق، أبدى مصدر قيادي في الحزب «التقدمي الاشتراكي» ارتياحه للأجواء التي تسود حالياً العلاقات اللبنانية - الخليجية، وقال لـ«الشرق الأوسط» لا بد من مواصلة الاتصالات لطمأنة الأشقاء العرب في دول الخليج وعلى رأسها السعودية بأن الحكومة عازمة على تصحيحها باتخاذ إجراءات وتدابير مشددة لمعالجة الأسباب التي كانت وراء تدهورها وعدم التساهل مع من يحاول استهدافها بإقحام لبنان في لعبة المحاور من خلال استخدامه منصة لتهديد أمن دول الخليج وسلامة مواطنيها. ولفت إلى أن دخول لبنان في مرحلة اختبار النيات يستدعي منه ترجمة ما تعهد به إلى أفعال ملموسة، وهذا ما يقع على عاتق الحكومة ورئيسها الذي يُبدي كل استعداد لتجاوز المرحلة العصيبة التي تمر فيها العلاقات بسبب تحويل البلد إلى «حاضنة» للإساءة إلى الأشقاء العرب، وقال إنه يتوقع الانتقال بهذه العلاقات إلى مرحلة الانفراج، وإن كان يتطلب من الحكومة مواصلة اتخاذها للخطوات المطلوبة بدءاً بمواجهة المشروع الذي يراد منه إلحاقه بمحور الممانعة برعاية «حزب الله» بالإنابة عن إيران. وكشف المصدر القيادي بأن قيادة الحزب بناءً على توجيهات رئيسه وليد جنبلاط تواكب إلى جانب رئيس الحكومة الجهود الرامية إلى إخراج علاقات لبنان الخليجية من التأزم، وقال إنها على تواصل مع السفيرين السعودي البخاري والكويتي القناعي حرصاً منها على تعبيد الطريق لتصبح سالكة أمام إعادة ترميم العلاقات وتفعيلها، خصوصاً أنه ليس لدول الخليج مشاريع خاصة بلبنان كغيرها، وهي كانت ولا تزال تدعم الجهود لخروجه من أزماته والحفاظ على استقراره وعدم تعريض سلمه الأهلي إلى انتكاسه تجره إلى الفوضى، علماً بأن المفتاح السياسي للانتقال بالعلاقات إلى الانفراج هو بيد الحكومة.

 

جعجع للشرق الأوسط: سنفوز على «النواة الصلبة» للنظام… ولن نسمح بانتخاب رئيس منهم والقوات اللبنانية البديل الأفضل لتيار عون

ثائر عباس/الشرق الأوسط/21 آذار/2022

يرفع حزب «القوات اللبنانية» شعاراً أساسياً في حملته للانتخابات النيابية المقررة في 15 مايو (أيار) المقبل، ركيزته عبارة: «نحن بدنا ونحنا فينا»؛ أي: «نحن نريد التغيير ونحن قادرون على القيام به»، وهو ما يؤكده رئيس «القوات» الدكتور سمير جعجع لـ«الشرق الأوسط»، عادّاً أن «الشعب اللبناني اليوم في مشكلة كبيرة جداً، ونحن نعرف كيفية الولوج إلى حل الأزمة، وقادرون». ويقول جعجع: «هذه المرة الوحيدة في تاريخ لبنان لا تخاض الانتخابات فيها على أساس حزبي وعائلي بالمعنى الضيق للكلمة. الأحزاب تخوضها بقوة طبعاً، لكن الناس ستصوت لنفسها هذه المرة بالسياسة، وليس انطلاقاً من انتماءات حزبية أو خدماتية على وجه الخصوص. الشأن العام بمفهومه الواسع كان يغيب عادة عن اهتمام الناس، لكن هذه المرة لن يغيب، وبالتالي نأمل أن تحمل هذه الانتخابات تغييراً ما».

يعرف جعجع «العدو» المقبل في الانتخابات، إنه «النواة الصلبة» للمنظومة الحاكمة، وهي في آخر عشر سنوات «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، بزعامة النائب جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية ميشال عون. ويجزم بأن هذه «النواة» قد تكون نتائجها غير جيدة في هذه الانتخابات. أي أن تخسر من قوتها في هذه الانتخابات، ويقول: «هذا أمر لا نقاش فيه، والجميع يلمسه رغم التفاوت في التقديرات لحجم الخسارة. وبالتالي ستنفرط المنظومة السابقة، وتنتج عن هذه الانتخابات أكثرية جديدة». يدرك جعجع أن هذه الأكثرية لن يمتلكها فريق واحد طبعاً، «لكن هناك مجموعة من القوى والأحزاب والشخصيات ستكون قادرة على إطلاق مسار جديد في هذه الانتخابات، وهنا بيت القصيد».

وعن تجربة قوى «14 آذار» التي امتلكت الأكثرية البرلمانية عامي 2005 و2008. وفشلت في تحقيق إنجازات، يقول جعجع: «الحق يقال إنه في عام 2005 كنا على وشك القيام بشيء، لكننا أفشلنا أنفسنا. كانت لدينا حكومة معترف بها من قبل العالم كله، وعندما قام (حزب الله) بعمليته في 11 يوليو (تموز) 2006 (اختطاف جنود إسرائيليين واندلاع حرب لبنان الثانية) قامت الحكومة بالتفاوض من أجل تحقيق وقف لإطلاق نار رغم أن الجميع كان يدرك أنها لم تكن مسؤولة ولم تكن تعرف بخطط الحزب، واستطاعت الحصول على وقف لإطلاق النار بأفضل الشروط الممكنة للبنان، وتجاوب معها كل دول الغرب، وطبعاً العرب ودول الخليج». ويستذكر جعجع الفترة بين عامين 2005 و2009. ويقول: «رغم الاغتيالات التي طالت فريقنا السياسي وإقفال مجلس النواب وحرب عام 2006 وتعطيل الوسط التجاري، فإن النمو في لبنان كان بين 4 و7 في المائة. الهجمات المتكررة والاغتيالات وهمجية الفريق الآخر جعلت بعضاً من الأكثرية النيابية يتردد ولا يكمل مسيرته، ووهج هذه الممارسات استمر بعد عام 2009، فكنا أكثرية، لكننا مارسنا الحكم كأقلية». لكن هذا السيناريو لن يتكرر بعد انتخابات الربيع المقبل، كما يجزم جعجع، فهو يرى «أننا لا نستطيع أن نأخذ هذا السياق، ونعتبر أن الأمر سوف يتكرر بعد الانتخابات. والأهم أن حكومات (الشوربة والمخلوطة) التي يسمونها حكومات الوحدة الوطنية غير واردة على الإطلاق. نحن نريد حكومة واضحة المعالم، ولديها سياسة واضحة جداً ومنسجمة. حكومة اختصاصيين فعليين، وليس اختصاصيين مستشارين». يعترف جعجع مجدداً بأن «المسار ليس سهلاً، لكننا سنناضل حتى يصل هذه المسار إلى ما نريده، وتبدأ عملية الإنقاذ». في قراءة لنتائج الانتخابات المقبلة، يرى جعجع أن «حزب الله» وحركة «أمل» قد يستطيعان الحفاظ على «كامل تمثيلهما النيابي، فلا أحد يراهن على بداية التغيير من هنا. لكنني أريد أن أؤكد أنه بعد سنتين طالت فيهما الأزمة كل لبناني في حياته ولقمة عيشه، لا أحد يتوقع كيف ستكون النتيجة. لكن حتى لو حصل هذا، فسيكون تمثيله العام هزيلاً مقارنة بالانتخابات السابقة».

وبحسابات بسيطة يتحدث جعجع عن الساحات الأخرى، قائلاً: «في الساحة الدرزية الوضع على حاله في أسوأ الاحتمالات؛ لأن (الحزب التقدمي الاشتراكي) برئاسة وليد جنبلاط لا يزال الأقوى بمسافة كبيرة في الطائفة. أما على الساحة المسيحية، فلا أحد يساوره شك في أن ثمة تغييراً كبيراً. قد يكون التغيير بنسبة 40 في المائة أو 60 في المائة؛ لأنه لا أحد يستطيع أن يعرف كيف ستتصرف الناس انطلاقاً من آلامها خلال السنتين الماضيتين. أما على الساحة السنية، فرغم اعتزال الرئيس سعد الحريري في الوقت الراهن، فإن في هذه الساحة الكثير من الناس التي تحمل فكر (تيار المستقبل) وتشاركنا في الرؤى والتطلعات. واضح أن الساحة السنية لن تعتزل العمل الوطني. وفيها من الحيوية التي ستنتج نواباً أقل ما يقال إنهم في الاتجاه الذي تمثله (14 آذار) بامتياز. هناك مخاض طبيعي بعد الاعتزال المؤقت لركنها الأساسي سعد الحريري».

وعن غياب التعاون مع مكونات أخرى، كحزب «الكتائب اللبنانية»، والقوى التي تمثل الحراك المدني، يقول جعجع: «هناك محاولات مستمرة لجمع أكبر قدر منهم إذا لم يكن كلهم، ما يجمعنا أقله النظرة للوضع الحالي وكيفية الخروج منه. والشيء الوحيد الأكيد أن كل الذين تتكلم عنهم، حتى الذين يناصبوننا عداءً شخصياً لأسباب لا أحد يعلمها، لن يكونوا في المجلس النيابي إلا بالاتجاه نفسه، وبالتالي؛ عملياً، إذا سألتني بالنتيجة من هم حلفاؤكم السياسيون، أقول لك صراحة كل من هم ليسوا النواة الصلبة (حزب الله) و(التيار الوطني الحر). وبالتالي، تلاقي الضرورات والطروحات موضوعياً سوف يؤدي إلى أن نكون تكتلاً كبيراً في المجلس النيابي بغض النظر عن الوضع التنظيمي لهذا التكتل الكبير».

ويرى جعجع أن الانتخابات حاصلة في موعدها «رغم نوايا البعض، خصوصاً النواة الصلبة». ويقول: «إذا استطاعوا أن يؤجلوا الانتخابات، فلن يتأخروا، خصوصاً (التيار الوطني الحر)، لكنني لا أرى أنهم قادرون أن يجدوا طريقة لتأجيلها أو إلغائها؛ لأن كل الإجراءات القانونية اتخذت». أما العمل الأمني فلا خوف منه، كما يؤكد رئيس «القوات» فـ«الأجهزة الأمنية، خصوصاً الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، تمسك الوضع بشدة، إلا إذا وقعت حرب كبيرة جداً (بين حزب الله وإسرائيل) ومن يتحمل مسؤولية القيام بها ونتائجها».

وهل تستطيع أغلبية برلمانية من نحو 65 نائباً من أصل 128 أن تأتي برئيس جديد للجمهورية في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل؟ يقول جعجع: «لا؛ لكن الأكيد أن الآخرين لن يقدروا على أن يأتوا برئيس، وهذا المهم. تبدأ من أن تمنع أي شيء مضر وتبقى تحاول أن تقوم بأشياء مفيدة».

مسار الخروج من الأزمة بعد الانتخابات إذا سارت الأمور كما هو متوقع واضح بدوره لدى جعجع؛ «لأن أزماتنا متشابكة. الاقتصاد والسياسة متداخلان». ويقول: «المشكلة الرئيسية عندنا سياسية، وهي التي ولدت الأزمات الاقتصادية. فالمجموعات الحاكمة تجمع بين الفساد من جهة؛ واللاكفاءة من جهة ثانية، والفلتان من جهة ثالثة، وهو الذي أدى إلى الأزمة الاقتصادية. لكن كل هذا يعود لمرجع القرار الفعلي الذي هو الحكومة اللبنانية، ومن ورائها الأكثرية النيابية المتعاقبة خلال السنوات الخمس والست الماضية، بالتالي كل شيء ممكن إذا حصل تغيير على المستوى السياسي». ويضيف: «المشكلة السياسية في لبنان ليست مستعصية أبداً، ونحن لدينا تصور واضح جداً كيف سنذهب في أول خطوة، والثانية... وغيرها، لكن يجب أن تكون هناك نية ورغبة سياسية وإرادة سياسية، وهذه مفقودة في الوقت الحاضر. مثلاً أزمتنا معلنة منذ سنتين ونعيشها على أرض الواقع، ولا أي خطوة حصلت في الاتجاه الصحيح؛ بل خطوات بالاتجاه المعاكس». وعن عبارة: «كلن يعني كلن» التي رفعها الحراك الشعبي المعارض، وعدّ البعض «القوات» جزءاً منها، يقول جعجع: «نحن كنا مشاركين في حكومات وليس في السلطة؛ إذا أنت حزب سياسي ذهبت لانتخابات نيابية؛ الناس أعطتك 8 نواب عام 2009، وبعدها 15 نائباً عام 2018، فماذا تفعل؟ تجلس في البيت وتقول لا أريد أن أعمل لأن الآخرين لا يتصرفون بالشكل الصحيح؟ لا، بل عليك أن تخوض المعركة في المؤسسات الدستورية، وكل يوم كنا نخوض معركة في المجلس النيابي ومجلس الوزراء». ويرى جعجع أن جماعة «كلن يعني كلن» أناس ظالمون ولا يطرحون الأشياء كما هي؛ «لأنك عندما تشمل كل شيء بعضه ببعض فأنت تجهل الفاعل الحقيقي... أنت تحاسب الأحزاب السياسية على مواقفها الفعلية وأدائها الفعلي، وهل في أدائنا الفعلي من رائحة فساد؟ هل اتخذنا موقفاً يخالف الذين يطرحونه هم الآن؟ مطلقاً. إذن شعار: (كلن يعني كلن) عبثي ولا يؤدي إلى مكان، بل يجهل الفاعل الحقيقي، ويعني أن الذي يطرحه إنما يريد أن يتخلص من الجميع ليحل مكانهم، وبالتالي هؤلاء ليسوا مؤهلين أن يعملوا بالسياسة».

وعن غياب البديل الموثوق للناس، يقول: «على المستوى المسيحي سوف أطرحها أول مرة بهذا الشكل: هل (القوات اللبنانية) بديل لـ(التيار الوطني الحر)؟ نعم؛ وبالفم الملآن وبصوت عالٍ. نعم بديل؛ لأن ممارسات (القوات اللبنانية) بعكس تماماً كل الممارسات التي رأيناها من (التيار) في السلطة».

أما مسار خروج لبنان من أزماته وأكبرها عزلته العربية الواضحة؟ فيرى جعجع أن هذا «أهون جزء من الأزمة. فبمجرد انتقال السلطة من يد ليس بها أي ثقة وتعدّ خصماً وعدواً وفاسدة، إلى يد تعدّ لبنانية وبيضاء وتريد أن تعمر، بدقائق معدودة سوف تعيد دول الخليج النظر في موقفها من لبنان. دول الخليج معروف أنها تعدّ لبنان جوهرة بالنسبة إليها، ومعروف ذلك من العلاقات التاريخية التي تربطنا، لكن عندما يتغير لبنان ولا يعود لبنان الذي كنا نعرفه؛ فهذا شيء آخر». ويضيف: «أكيد ليسوا مهتمين بلبنان الحالي، لن يهمهم لبنان قاسم سليماني (الجنرال في الحرس الثوي الإيراني الذي قتل في غارة أميركية)، لكن لبنان شارل مالك وكميل شمعون ورفيق الحريري وبشير الجميل يهمهم بالتأكيد».

 

بين "شمالنا" و"شمال الثورة"... إنشطر قلب الثورة

ألان سركيس/نداء الوطن/21 آذار/2022

من يراقب سير الأحداث منذ اندلاع إنتفاضة 17 تشرين، يُدرك تماماً أن الإنتخابات تشكّل فرصة أساسية للتغيير بعد أن شنّت السلطة هجوماً مضاداً لاستعادة نقاط القوة التي فقدتها. لا يمكن الرهان على سرعة التغيير، لأن مثل هكذا أمر يحتاج إلى سنوات وسنوات وإلى عمل متراكم تتخلّله عودة إلى المربّع الأول ومن ثمّ الثورة مجدداً على واقع ربما خلقته الثورة الأولى وكان من نتاجها. ومعلوم أن لبنان بلد مركّب ومعقّد، ففي تاريخه لم يعرف ثورات حقيقية بل إنقلابات وانتفاضات وخروج محتلّ، ومن لا يعرف أن يتعامل مع الواقع اللبناني سيصطدم بحائط من الفشل يُحبط معه آمال الشعب التوّاق إلى التغيير.

وفي السياق، فإن أحد أهم أخطاء إنتفاضة 17 تشرين أنها لم تنتخب أو تُعيّن قيادة موحّدة لمعرفة توجيه بوصلة المواجهة، وانقسمت على العناوين الكبرى، وباتت معارضات أو قوى ثورية غير موحّدة وتتنافس على احتلال الشاشات والمراكز. وفي السياق، يُطرح سؤال جوهري وهو: إذا فازت هذه القوى الثوريّة المتنافسة بعدد معين من النواب، فكيف ستجتمع ومن هي القوة التي ستجمعها، وكذلك، لو سلّمناً جدلاً أنها اجتمعت فكيف ستؤلّف إئتلافاً بوجه السلطة الحاكمة مع الأحزاب السيادية والشخصيات السيادية التي لم تنغمس بالفساد؟ وكيف ستتم مواجهة مشروع «حزب الله»؟ وكيف ستتفق على استحقاقات مهمّة مثل تأليف حكومة أو إنتخاب رئيس جمهورية؟ وهل هي قادرة على الفوز بالأكثرية بلا الأحزاب والقوى السيادية؟

بالأمس، وُلد ائتلاف جديد للثورة في دائرة الشمال الثالثة وهو «شمال الثورة»، وبهذا الأمر يكون قد أصبح هناك لائحة ثانية تحمل هذا العنوان بعد لائحة «شمالنا»، في حين أن بورصة المواجهة في هذه الدائرة واضحة مع جناحَي «حزب الله» المسيحيَّين، أي تيار «المرده» و»التيار الوطني الحرّ».

والناظر إلى خطاب هذه المجموعات التي رشّحت كلاً من بريجيت خير وإميل فياض في الكورة ورشيد رحمة في بشرّي وجويل الحويك في البترون وستتحالف مع رئيس حركة «الإستقلال» ميشال معوض والكتائب والمرشح مجد حرب، يكتشف أنه خطاب سيادي ووطني و»يميني» وإصلاحي بامتياز ولا لُبس فيه، ويدرك جيداً ان المواجهة ليست بالعناوين أو الشعارات، بل تنطلق من جرأة وثبات في المواجهة مثل مواجهة الإحتلال الإيراني وتبنّي مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بالحياد من دون خجل، وقد ذهب المرشح رحمة بعيداً بالتفاخر بمقاومته للوجود الفلسطيني سابقاً ومن ثمّ الإحتلال السوري وخوضه الإنتخابات في وجه الإحتلال الإيراني. أكثر من 20 مجموعة ثورية إجتمعت ودعمت المرشحين، والقاصي والداني يعلم جيداً أن هذه المجموعات لعبت دوراً في انتفاضة 17 تشرين، وهذه المجموعات تتمثّل بــ: «أنا خط أحمر» ، «القمصان البيض»، Fist، الجمعية اللبنانية السويسرية، pyramid، اتحاد ثوار الشمال، حركة شباب البقاع، octopus، Rebels، «نبض الجنوب المنتفض»، «لقاء تشرين»، 100% lebanon ، سمير سكاف، ثوار عكار، 128، «تقدم»، «لبنان يقلب الطاولة»، التجمع اللبناني في فرنسا، اللوبي اللبناني الدولي، مجموعة مواكبة الثورة (TMT)، وجبهة السيادة الوطنية (LSF)، الشمال ينتفض، ومنصة «كلّنا إرادة». ومع تعداد أسماء هذه المجموعات والقوى تسقط ذريعة أن هذه القوى وهمية ومخترعة، إذ إنه على سبيل المثال هل يستطيع معوّض خلق كل هذه المجموعات؟ وهل لديه من القوة لكي يكون المحرّك لكل هذه المجموعات؟ من هنا فإن حلم اللبنانيين كان بتوحّد كل مجموعات الثورة واتخاذها قراراً واحداً على مستوى كل لبنان، إما بخوض الإنتخابات لوحدها أو التحالف مع الأحزاب والشخصيات السيادية، فكل الإحتمالات متاحة في معركة إسقاط سلطة «حزب الله» وحلفائه. ربما تكون مجموعة «شمال الثورة» أكثر منطقية في التعامل مع الوضع في دائرة الشمال الثالثة، فهي انطلقت من عناوين واضحة ذات صبغة يمينية، فعلى سبيل المثال، لا تستطيع المرشحة التي كانت تنتمي سابقاً إلى الحزب الشيوعي ليال بو موسى القول إنها تحتكر الثورة في حين أنه باتت في وجهها مرشحة أخرى دعمتها قوى من الثورة هي جويل الحويك ذات خط اليميني المسيحي والتي تفاخر بأنها من عائلة البطريرك الماروني المكرّم الياس الحويك، أب لبنان الكبير ولديها خطاب يشبه أهل البترون ويقف إلى جانب المقاومة اللبنانية التي واجهت الإحتلالات وعلى رأسها الإحتلال السوري. إذاً، تشكّل «شمال الثورة» علامة جديدة في معركة الشمال الثالثة، حيث تضع العناوين السيادية في الطليعة، في دائرة يحاول «حزب الله» نجدة حلفائه المسيحيين وعدم السماح لهم بالسقوط، لذلك فان أي تشرذم سيخدم السلطة الممثلة بـ»الحزب» و»التيار الوطني الحرّ» وبقية حلفائهم.

 

القطاع العقاري وقع وكثر "سلاخوه"

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/21 آذار/2022

تيقّن المودعون بتعاظم خسائرهم في المصارف مع كل إشراقة شمس منذ استفحلت الأزمة المالية والنقدية، ما دفعهم إلى هجمة غير مسبوقة لتحويل «لولاراتهم» إلى «قوالب إسمنتية». فوصل عدد البيوعات العقارية في نهاية العام 2020 إلى ذروته. الفورة التي أنقذت القطاع بعد سنوات من التباطؤ شارفت حد الشلل في العامين 2018 و2019، لم تدم طويلاً. فعاد الجمود يخيم فوق القطاع متغذياً من صقيع استمرار انهيار سعر الصرف، وفقدان الأمل بعودة الودائع، وإصرار الحكومة على إغراقه بالضرائب والرسوم. «بدأ المودعون في العام 2020 شراء العقارات من شقق وأراض بشكل هستيري»، يقول الخبير العقاري ومدير عام CENTURY 21 أحمد الخطيب. «ساعدهم في ذلك وجود مخزون كبير عند المطورين العقاريين، وقبول المصارف بتسكير ديونهم بحوالات وشيكات مصرفية». عمليات بيع وشراء العقارات في هذا العام التي وصلت بحسب الدولية للمعلومات إلى «82 ألف عملية، بقيمة 14.4 مليار دولار» عادت للتباطؤ بعد نهاية الفصل الأول من العام 2021. وقد «اقتصرت عمليات البيع على بعض المطورين المضطرين إلى تسوية أوضاعهم مع المصارف، والذين لم يزالوا يملكون فائضاً في مخزونهم»، بحسب الخطيب. و»مع نهاية العام 2021 انهارت قيمة الشيك المصرفي، ولم يعد يساوي أكثر من 25 في المئة، فيما المطورون العقاريون الذين سددوا ديونهم لم يعد يهمهم البيع مع حسم، وأصبحوا يطلبون التسديد بالعملة الصعبة. أما حاملو الدولار النقدي فبدأوا يفاوضون على الشراء بحسم 70 و80 في المئة. فتوقفت عمليات البيع، ودخلنا بشلل تام».

هذا التناقض الذي ارتد سلباً على صفقات البيع والشراء، «انعكس إيجاباً على سوق الإيجارت الذي شهد تحسناً ملحوظاً في مؤشر العائد على الاستثمار ROI، فارتفع من 0.5 في المئة إلى 1 و1.5 في المئة، وخاصة في المناطق المميزة»، بحسب الخطيب. «مع العلم أن هذا الواقع ينطبق بشكل عام على كل لبنان، وبشكل خاص على مدينة بيروت الكبرى بما فيها «سوليدير» والواجهة البحرية ومحيط بيروت وجبل لبنان».

أمام هذا الواقع تراجعت أسعار العقارات في بعض المواقع بنسبة وصلت إلى 50 في المئة. فالشقة التي كانت تباع بـ 200 ألف دولار، أصبح بإمكان من يحمل الكاش دولار شراءها بـ 120 ألفاً وربما أقل. بيد أن هذا لا يعني من وجهة نظر الخطيب «خسارة من بادلوا مدخراتهم المصرفية بالعقارات مرتين. فالخسارة في العقار مهما كانت كبيرة تعوض مع مرور السنوات بشكل تلقائي، فكيف إذا صاحب هذه السنوات تحسناً في الوضع الاقتصادي. ومما يزيد من هذه القناعة هي ندرة الأراضي في لبنان، وارتباط تطوير العقار بما يعرف بـ «تكلفة الاستبدال» REPLACEMENT COST. فالذي يعتبر أن سعر 3000 دولار لمتر البناء على الرملة البيضاء مرتفعاً، لا يستطيع توفير أرض للبناء عليها والبيع بسعر أرخص».

التصحيح الحقيقي الذي شهده قطاع العقارات لم يكن في الأسعار، إنما في خروج الدخلاء من السوق. فقبل الأزمة تحول من يملك رأسمال أو يستطيع الوصول إلى قرض مصرفي كبير إلى مطور عقاري. هذه الفئة خرجت من السوق»، بحسب الخطيب. و»ستستمر فئتان في مجال التطوير العقاري: الاولى هي التي تملك الارض وتنوي التشييد للاستفادة من تراجع الاكلاف. والثانية وتشمل المطورين الذي يتشاركون مع ممولين مغتربين من الخارج. لكن بدون أدنى شك فان عمليات إنشاء مبان ومجمعات سكنية وتجارية التطوير سيتراجع إن لم نقل يتوقف بالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعوا التشييد من دون الحصول على الدفعات المسبقة من المشترين. وبشكل عام فان القطاع أصبح مكشوفاً على المخاطر المستقبلية. ومن هذه المخاطر مثلاً إمكانية فقدان اليد العاملة الرخيصة في حال بدأت مرحلة إعادة إعمار سوريا. ولكن مع هذا فان الخطيب يملك قناعة بان التطوير لا يمكن أن يتوقف كلياً فبعض المطورين المقتدرين سيستمرون في التشييد والبناء ولو بوتيرة أخف لاعتقادهم بان ما يمر به لبنان فرصة سيستفيدون منها في المستقبل.

معاناة القطاع العقاري وما يرافقها من مخاطر على الأمنين الاجتماعي والاقتصادي، لم تردع الدولة من تسليط سيف الضرائب والرسوم عليه في موازنة 2022. فلم تلتفت إلى أن هذا القطاع يؤمن السكن باعتباره أحد أهم حقوق المواطن، ويشغل أكثر من 75 مهنة ومصلحة وعشرات آلاف العمال في مختلف الاختصاصات... فأثقلته بالمزيد من الاعباء. حيث تضمنت موزانة العام 2022 مجموعة كبيرة من الضرائب والرسوم، منها:

1- ضريبة بنسبة 50 في المئة من صافي الايرادات المقدرة على العقارات الشاغرة لأكثر من عامين. وهو الأمر الذي سيحد من رغبة المطورين من بناء الشقق والمساكن ولن يشجعهم على البناء والبيع بأسعار رخيصة كما يأمل معدو الموازنة. وسيؤدي إلى خسائر هائلة في المجمعات التجارية التي فقدت أكثرية مستأجريها وسيدفع بعضها إلى الإقفال.

2- تخفيض قيمة تنزيل الضريبة على الأملاك المبنية من 13200 دولار إلى حدود 2000 دولار.

3- زيادة الرسوم على الاشغال الطبوغرافية بحوالى 18 ضعفاً في المادة.

4- زيادة الرسوم لدى السجل العقاري من 4 أضعاف إلى 25 ضعفاً.

هذه الضرائب المفروضة في غير مكانها وزمانها حولت «الموازنة إلى عملية محاسبية لا تتضمن أي بعد تنموي ونهضوي للقطاع العقاري»، بحسب نائبة رئيس جمعية المطورين العقاريين ميراي القراب أبي نصر، «فاتت عملية تجميع أرقام على الورق لتغطية النفقات الكبيرة، بغض النظر عن كلفة هذه الزيادات على القطاعات الانتاجية والخدماتية والاقتصاد».

من استطاع تهريب ودائعه من «قفص» اللولرة علق في «فخ» استيفاء رسوم التسجيل على سعر منصة صيرفة. ولا سيما من أخرج كل أمواله بشيك مصرفي واستثمر في مشروع قيد الانجاز أو شارف على الانتهاء»، تقول القراب. «إذ سيضطر إلى دفع 6 في المئة من قيمة العقد على سعر منصة صيرفة. وهو مبلغ يقل قليلاً عن سعر العقار، إذا أخذنا في عين الاعتبار نسبة الاقتطاع الكبيرة من الشيك المصرفي. فالتسجيل لشقة بقيمة 100 ألف دولار أصبح يكلف 120 مليونا بعدما كان 6 ملايين ليرة. والمصيبة أن أغلب العقود كانت بالدولار والمشترين لا يملكون المال للتسجيل».

في العام 2018 ومع توسع ظاهرة تملك العقارات بوكالات بسبب ارتفاع كلفة التسجيل على المواطنين، صدر قانون يقضي بتسهيل تسجيل العقارات، وإعطاء فترة سماح لمدة عام لكل من يملك عقد بيع ممسوح لتسجيله. وبالاضافة إلى قوننة الملكيات، فان القانون قدم البيانات الحقيقية للقطاع وأتاح للمطورين والمراقبين دراسته وتقييمه. «كما أنه أفسح المجال لاجراء الاصلاحات الضرورية ووضع خطط تطويره والنهوض به»، من وجهة نظر القراب أبي نصر. «ذلك انه من دون قاعدة بيانات يبقى القطاع المقدر حجمه بمليارات الدولارات كالشبح قائم على التكهنات. اليوم، ومع عدم القدرة على التسجيل ستعود المشكلة الجديدة القديمة نفسها. وهي إن كانت مشكلة إدارية بحت بحسب القراب أبي نصر، «فان عدم قدرة المواطنين على تسجيل ممتلكاتهم ستخلق إرباكات كبيرة على أرض الواقع». فالكثيرون سيعجزون عن استلام شققهم. والبائعون سيطمحون إلى اعادة استرداد العقار، وسندخل في دوامة من فوضى الدعاوى والمحاكم. وبالتالي فانه من واجب السلطة التنفيذية اليوم برأي القراب أبي نصر «النظر إلى القطاع بعين المسؤولية الاجتماعية والاقتصادية، وليس بـ»فم» الخزينة المفتوح لامتصاص كل ما ينتجه بالضرائب والرسوم. وعلى الحكومة أن تصدر مرسوماً تطبيقياً يتضمن استثناءات بالتسجيل على كل العقارات المشتراة، التي تعود إلى مشاريع مرخصة قبل العام 2019 ولم يستلمها أصحابها، وأن لا يطبق عليها قيمة التسجيل الجديدة، وأن يعطى أصحابها على الأقل مهلة سنة لتسوية أوضاعهم. فالتسعير بحسب سعر السوق سيحدث آجلاً، إنما عاجلاً يجب أن لا تتم العملية بين ليلة وضحاها حفاظاً على أمن المواطنين الإجتماعي وحقهم بالسكن».

القطاع العقاري الذي شكل ما يقرب من ثلث حجم الناتج المحلي الاجمالي في العام 2019، بامكانه النهوض بالاقتصاد إذا أعطي الاهتمام، كما ويمكنه كسر الاقتصادي وخلق انفجار اجتماعي في حال إهماله»، برأي القراب أبي نصر. و»الخطورة المحدقة به اليوم تتمثل بعدم وجود مشاريع عقارية جديدة، ولا أخرى تلوح في الأفق. وبالاضافة إلى إثقال القطاع بالضرائب والرسوم وعجز المواطنين عن الشراء والتملك على الصعيد الداخلي، فان أسعار مواد البناء من حديد وأخشاب ولوازم أولية تشهد ارتفاعات كبيرة وكلفة النقل والشحن تزداد بنسب كبيرة. وعليه فانه بسبب تراجع الربحية إلى حد انعدامها تتوقف عمليات التطوير العقاري وتتراجع معها قدرة الأفراد على السكن والمؤسسات الانتاجية على التوسع والانتشار. وهذه عوامل مهدمة للاقتصاد».

«قبل توحيد سعر الصرف واعتماد الحل الشامل فان القطاع العقاري سيبقى قابعاً في زاوية الجمود منتظراً البدء بالاصلاحات»، تقول القراب أبي نصر، «ومثل كل القطاعات الخدماتية والانتاجية فان الانطلاق بالاصلاحات العامة والشاملة هو المنقذ، ولا حلول بالمفرق ممكن أن تفيد مستقبل هذا القطاع».

 

ماذا على الحاكم الجديد أن يفعل فوراً؟ .. رياض سلامة على بُعد خطوات من خط النهاية

منير يونس/نداء الوطن/21 آذار/2022

يفصل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن خط نهاية مغامراته خطوات قليلة. انه قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، بعدما انهار قبله البلد مالياً ومصرفياً واقتصادياً واجتماعياً.. وأخلاقياً.

المواصفات الأميركية والأوروبية... والدولية

ليس سراً القول أن مخاضات البحث عن خليفة للحاكم تطرح نفسها كل يوم. بيد ان الخلافات بين أركان المنظومة السياسية المتسلطة، تحول دون الاتفاق سريعاً على اسم بديل، ضمن حزمة مواصفاته مراعاة اشتراطات دولية ضمنية معينة، لا سيما أميركياً وأوروبياً ومن صندوق النقد الدولي فضلاً عن جهات تمويلية دولية أخرى يعول عليها لبنان. أميركياً، ليس صحيحاً الاعتقاد «أن سلامة أو لا أحد»! انها اسطورة من نسج خبث حماة رياض السياسيين بتغذية منه، فضلاً عن السذج الرابطين أي تفصيل تافه في لبنان بعواصم القرار الدولية. بالنسبة للأميركيين، سواء كان سلامة أو غيره، يتعلق الأمر باستكمال مسار مكافحة تمويل «حزب الله»، والحوؤل دون خرقه للنظام المصرفي اللبناني. واللافت أنهم أضافوا مؤخراً هدف منع اختراق فساد السياسيين عموماً لهذا القطاع، كما جاء في اجتماع للخزانة الأميركية مع جمعية المصارف. أوروبياً، هناك المسار القضائي ضد سلامة المتهم بالاختلاس وتبييض الأموال. مسار يتقدم ببطء لكن بثبات كما أكد مصدر قضائي فرنسي مطلع على الملف في تحقيق استقصائي نشرته «ميديا بارت» قبل أيام قليلة. عدة دول أوروبية وضعت رياض سلامة تحت مجهر التحقيقات والقضاء والادعاء عليه بشبهات خطيرة من الاختلاس واستغلال النفوذ مروراً بتبييض الأموال، وصولاً إلى الاثراء غير المشروع.

على صعيد صندوق النقد، اتضح أن رياض سلامة ليس المفاوض الذي يفضله الصندوق لا بل يفضل استبعاده اليوم قبل الغد. فبعدما كان ضلعاً أساسياً في افشال مفاوضات سابقة للصندوق مع حكومة حسان دياب، اضاع سلامة وقت الصندوق في مناورات وحلول غير واقعية، ان لم نقل غير مسؤولة، قدمها في المناقشات التي اجراها فريق حكومة نجيب ميقاتي مع الصندوق في الأسابيع الماضية، وأدت الى فشل المناقشات.

محلياً يريدونه مطواعاً خدوماً... فاسداً مثلهم

محلياً، هناك مصلحة لفريق سياسي في الإبقاء على رياض سلامة في موقعه، ولا يريد هذا الفريق تقديم أي هدية للرئيس ميشال عون في آخر أيام عهده. كما انه يعتقد أن سلامة الوحيد القادر على المساهمة في الخروج من الأزمة لمعرفته بما حصل في العقود الماضية. الا ان ذلك لا ينفي خوف حماة سلامة من فقدان السيطرة على ملفات معينة اذا خرج سلامة من الحاكمية، لا سيما علاقات سفاح القربى السياسية المصرفية التي سادت منذ التسعينيات الى اليوم. برأيهم، كل شيء قابل للتسييس وتصفية الحسابات في لبنان، فماذا لو تعلق الأمر بعشرات المليارات تبخرت أو أهدرت. لذا، فاذا كان لا بد من حاكم جديد، فليكن طيعاً مطواعاً، مهادناً متهاوناً، والا فليبق سلامة مكانه حتى آخر ولايته مهما كلف الأمر من خسائر اضافية. وللعلم، فان الخسائر عشية الأزمة كانت تقدر بين 30 و34 مليار دولار. وهي الآن أكثر من 73 ملياراً بفعل منع اقرار قانون لضبط السحوبات والتحويلات (كابيتال كونترول)، وترك الحبل على غاربه لحاكم مصرف لبنان بتعاميم، فشلت كلها فشلاً ذريعاً في تهدئة المخاوف واعادة الحقوق لاصحابها. أما فريق الرئيس عون، عملاً بقاعدة «عليي وعلى أعدائي يا رب» يعتقد أنه قادر على قلب الطاولة وتحقيق مكاسب في اللحظات الأخيرة من عهده الذي انفجرت فيه الأزمة المالية الأخطر في تاريخ لبنان، والتي صنفها البنك الدولي بين الأخطر في العالم منذ 150 سنة.

توازن الرعب يخدم سلامة كما يطوّق عنقه

في توازن قوى الرعب هذه، يحاول رياض سلامة الرهان على الأقوى في المعادلة التي أمنت له الحماية منذ ما قبل اندلاع الأزمة في 17 تشرين 2019. لكن قطار القضاء الأوروبي يقترب أكثر فأكثر من محطات حقائق ارتكابات تقضي على بعض الأمل في نفس سلامة بالخروج منها سالماً، خصوصاً بعد توقيف أخيه رجا سلامة في لبنان واعترافاته المثيرة. أجل، بدأت تظهر كل الخطوط العريضة لخرائط شبهات الأموال والثروات التي حققها سلامة طيلة العقود الماضية، ومنها ما هو متصل بعقد مشبوه لشركة (فوري) استفادت من عمولات تسويق أوراق دين عام وشهادات ايداع، تراكمت حتى زادت على 330 مليون دولار. بعيداً من لعبة الاشخاص ولمن ينتمون، من يعينهم أو يزكيهم، اين هي مصلحة المودعين والقطاع المصرفي والمسار المالي والاقتصادي العام، وماذا على الحاكم الجديد لمصرف لبنان ان يفعل حيث له دور يفعله؟

فتح الدفاتر فوراً وبشفافية كاملة

أولاً: فتح الدفاتر بشفافية كاملة، والقبول بتدقيق حسابات مصرف لبنان التي يفترض أنها الصندوق الأسود الذي تخمرت ثم تعفنت فيه كل تفاصيل كيفية تبخر عشرات مليارات الدولارات. فتح الدفاتر يتجاوز طلبه بالحاح من طرف لبناني دون آخر، الى صندوق النقد الدولي الذي من دونه سيبقى لبنان يجرجر أزماته المتفجرة اقتصاياً ومالياً واجتماعياً وسياسياً وربما أمنياً أيضاً. يفترض بالتدقيق، الذي تتولاه شركة الفاريز اند مارسال حالياً، ليس تحديد الخسائر التي يسميها رياض سلامة «فجوة» هروباً من مسؤوليته ومسؤولية شركائه السياسيين والمصرفيين في اسبابها، بل أيضاً هو ضرورة قصوى للمحاسبة ومنعاً لتكرار نفس الأخطاء والخطايا مستقبلاً. اذ كيف يمكن تخسير المودعين معظم حقوقهم من دون حد أدنى أو أقصى من محاسبة المسؤولين عن ضياع الحقوق، وتطمين الأجيال الحالية المقبلة إلى أن نموذجاً جديداً يجب بناؤه على قواعد أكثر صلابة واستدامة ؟ من الممكن جداً أن يقبل المودعون وعموم اللبنانيين التضحية اذا رأوا أن من أجرموا مالياً يحاسبون على أعمالهم. وأن لبناناً جديداً يمكن أن يقوم على انقاض منظومة قتلت الناس في المرفأ وسرقت أموالهم في البنوك. وعلى صعيد الشفافية أيضاً، على الحاكم الجديد تكريس نشر دوري لكل الأرقام والميزانيات التي يجب الوصول اليها بسهولة، ولتتراكم تاريخياً وتشكل مرجعاً دقيقاً على الدوام. بعكس واقع الحال مع سلامة الذي ارتكب موبقة التعمية في الأرقام وصلت به حد تسجيل الخسائر كموجودات وتضليل المتابعين شر تضليل نحو 20 سنة متواصلة!! ولا ننسى في سياق الشفافية المطلقة معرفة ما لدينا من ذهب وأين هو وماذا سنفعل به ؟

مسار جديد مختلف كلياً للتفاوض مع صندوق النقد

ثانياً، على الحاكم الجديد أن يقرر فوراً مساراً جديداً للتفاوض مع صندوق النقد، بعدما اتضح ان رياض سلامة الذي أفشل خطة حكومة حسان دياب، يحاول مع حكومة ميقاتي تقديم حلول غير واقعية تراهن على الوقت والتمييع وتضييع المسؤوليات من دون أدنى عبء بمكاشفة الناس بما حصل؟ ولماذا حصل؟ وما الدروس المستفادة للبناء عليها نموذجاً جديداً مختلفاً كلياً عن نموذج المخطط الاحتيالي الذي تحدث عنه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وامين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش. وبين امثلة الحلول غير الواقعية، ليلرة الودائع الدولارية، اي دفعها بمئات تريليونات الليرة اللبنانية في مدى سنوات وسنوات من دون أي حساب علمي ومالي للآثار الجانبية على سعر الصرف والتضخم، وبالتالي التعاملات الاقتصادية والمالية برمتها. وفي سياق التفاوض مع صندوق النقد ولاحقاً، على الحاكم الجديد تنسيق سياسة نقدية في موازاة سياسة مالية هدفهما تحقيق النمو الاقتصادي المستدام الذي على عاتقه وحده اخراج لبنان من ازمته في المديين المتوسط والطويل.

تقرير مصير ضخ دولارات في سوق القطع

ثالثاً: عليه أيضاً، ومنذ الأيام الأولى لوصوله، تقرير مصير سياسة ضخ دولارات في الأسواق في محاولة لمنع انزلاق صرف الليرة أكثر. ذلك الصرف يهدر مما تبقى من عملات أجنبية في مصرف لبنان أي من حقوق المودعين قبل غيرهم. لكل خيار ثمن، أما سلامة فيشتري الوقت يوماً بيوم تحت رعاية سياسية لا تعبأ بحقوق المودعين وتفضل عليها الانتخابات لتجديد شرعية طائفية وفئوية تمنح اصحابها صك براءة لاستكمال فساد منظومة كانت سبباً رئيسياً في انهيار لبنان. وفي العموم، يبقى السؤال: هل نكرر خطيئة تثبيت سعر الصرف التي كانت أساس كل الشرورالمالية والنقدية في مدى أكثر من ربع قرن؟؟

تحميل المصارف والمصرفيين مسؤوليات ركوب المخاطر

رابعاً: الشروع في اعادة هيكلة القطاع المصرفي الذي بات نهباً للقضايا المرفوعة ضده بفعل تراخي سلامة في وضع الحلول المناسبة وفقاً لقانون النقد والتسليف. بهذا القانون وغيره من القوانين ذات الصلة والمرعية الاجراء ننتقل من وضع مصرفي عليل الى آخر أفضل حتماً. وتحديداً تحميل المصارف الجزء الذي يعود اليها من المسؤوليات برساميلها وأصولها، وثروات وأصول المصرفيين الذين غامروا ضاربين عرض الحائط أبسط معايير الحوكمة وتوزيع المخاطر، وشفطهم لأموال الناس ووضعها في مصرف لبنان الذي تصرف بها على هوى ما يراه مناسباً له وللمنظومة طيلة أكثر من عقدين من الزمن. بات مستحيلاً الابقاء على النظام المصرفي كما هو كأن شيئاً لم يكن. فذلك يعني أن أجندة التفريط بأصول الدولة أولوية عند المصرفيين وحماتهم من رياض سلامة الى الطغمة السياسية الحامية لهما معاً. وما استسهال التصرف بأصول الدولة، في غير محلها الصحيح لاعادة بناء الطبقة الوسطى وتوفير شبكة حماية للفقراء وتوفير نمو اقتصادي مستدام، الا للحؤول دون محاسبة أحد ليتكرر نفس النموذج المندور للأزمات دائماََ وأبداً.

الاستقلالية وإصلاح منظومة التنظيم والرقابة

خامساً: على الحاكم الجديد بناء جدار صيني سميك وطويل بينه وبين السياسيين، والشروع فوراً بطلب تعديل جملة قوانين مثل السرية المصرفية، وفصل الرقابة عن التنظيم والاشراف على القطاع المصرفي، كما فصل التحقيق بمخالفات البنوك عن الحاكمية، وغيرها من التشريعات التي تحمي المال العام والخاص من اجرام السياسيين الفاسدين والمصرفيين الجشعين.

تفكيك الإرث اللعين

سادساً: البدء في تفكيك إرث رياض سلامة في البنك المركزي، لا سيما مجموعة كبار الموظفين سياسياً وطائفياً، واستبدالهم بموظفين أكفاء من اصحاب الاختصاص النقدي والمالي والاقتصادي الرفيع. وعليه العودة الى ممارسات حصيفة كانت سادت أيام الياس سركيس وادمون نعيم في الحاكمية. وتعزيز دور مفوض الحكومة الذي ينقل الى مجلس الوزراء ما يجب نقله، لتعمل الحكومة عند الضرورة مع مجلس النواب على فتح جلسات مساءلة مع الحاكم سعياً لتعزيز الصواب وتصويب الاعوجاج.

ولتفكيك الإرث يفترض تخلي «المركزي» عن ملكيات في انترا وكازينو لبنان وشركة الميدل ايست وملكيته لعقارات وأصول ليست من صميم عمله.

خلاف ذلك... يعني أن بقاء سلامة يشبه مغادرته

ما سبق هو أبرز ما على الحاكم الجديد القيام به فوراً وتباعاً. خلاف ذلك، يعني ان بقاء سلامة مكانه يشبه استبداله. فرياض سلامة «شاطر» في المراوحة وكسب الوقت. وهذا ما تريده المنظومة التي ستجدد شرعيتها في الانتخابات وتستأنف تسلطها بتفويض شعبي هذه المرة يدفن احلام الناس في التغيير ويؤجل الأمل الى أجل غير مسمى.. فيدخل المجتمع مجدداً نفق مزيد من الاحباط والتحبيط، باحتقان متصاعد يجدد اعتمال امكان الثورة بعناوين اكثر جذرية، وبرامج اكثر توافقاً على أن مصير البلد فوق مصير الطوائف مهما زينوها بالمقدسات الكاذبة وفوق مصير الزعماء مهما علا كعبهم المافيوزي.

 

ماذا يملك رئيس الجمهورية في قضايا مسيحيي الشرق ليطرح شؤونهم في الفاتيكان؟

عون إلى الفاتيكان: محاولة جديدة لإزاحة البطريرك الراعي

أحمد الأيوبي /اللواء 21 آذار/2022

وضع رئيس الجمهورية ميشال عون لزيارته إلى الفاتيكان، عنواناً أساساً هو «مناقشة أوضاع مسيحيي الشرق ومسيحيي لبنان خاصة في ضوء التطوّرات والأحداث وإنعكاسها على مستقبل لبنان»، وهذا ما يطرح جملة إشكالات تثير الريبة، خاصة أنّ توسيع النقاش إلى مسيحيي الشرق، بينما يعاني مسيحيو لبنان، وبقية شراكائهم في وطن الرسالة، تحديات وجودية، يعتبر ترفاً سياسياً وانفصالاً عن الواقع، وتصويباً على عناوين اعتاد حلفاء عون الإقليميون استخدامها في إطار تسويق سياساتهم العنصرية التي كان أبرز تجلياتها حلف الأقليات، الذي جرى تسويقه منذ سنوات عبر الدبلوماسية الإيرانية لدى الفاتيكان، ومن خلال فرض الوقائع على الأرض في هذا الشرق.

عراضة المسيحيين المشرقيين

يعيد الرئيس عون طرح إشكالية المسيحيين المشرقيين وهي العنوان الذي حاول تسويقه من خلال مؤتمر عُقد في بيروت عام 2013 لتكريس مرجعيته في النطق باسم هؤلاء، لكنّ المؤتمر انفضّ وبقي الشعار للاستهلاك عند الحاجة الإقليمية والمحلية على حدٍ سواء.

لكن ماذا يملك عون من تأثير على مسيحيي المشرق وعلى مصائرهم وعلى قضاياهم، في العراق أو سوريا أو الأردن، إلاّ إذا كان يأخذ دور الناقل لرسائل إيران ومحورها حيال هذه الشؤون، فهذا أمر مرجح، لأنّ الاعتبار الأول، أي تأثير عون على قضايا المسيحيين، ساقط بحكم الواقع، بينما أصبح معتاداً أن تكون رئاسة الجمهورية صندوق بريد لنقل الرسائل الإقليمية والدولية. وهنا يبرز السؤال: ماذا يريد الرئيس عون من الفاتيكان وماذا يريد أن يقول للبابا حول أوضاع مسيحيي المشرق؟

على المستوى اللبناني: تنافر مع الكنسية

الواضح أنّ علاقة الرئيس عون بالكنيسة المارونية سيئة رغم الشكليات السائدة، ولسنا بحاجة إلى سرد عناوين التباين، التي كان أوضحها دعوة البطريرك بشارة الراعي رئيس الجمهورية إلى تحرير الشرعية، فضلاً عن الخلاف الواضح مع بكركي حول طرح الحياد. في السياق نفسه، فإنّ رئاسة الجمهورية في عهد عون لم تكن معنية في أي محطة من المحطات، بالدفاع عن الكنيسة المارونية، في وجه حملات الاستهداف التي تطالها، وفي وجه الإساءات التي يوجهها إليها المحور الإيراني، من خلال رؤوس «حزب الله» ووسائله الإعلامية، ومنها تلك الإساءة الصادرة عن قناة العالم في آذار 2021، وآخر تلك التي وجهها رئيس تحرير صحيفة «الأخبار» إبراهيم الأمين عندما لخّص حقيقة موقف الحزب من الكنيسة المارونية بقوله إنّ «هناك إشكالية أهم من إشكالية سلاح «حزب الله» في لبنان وهي إشكالية اسمها بكركي»، «رأيي مشكلة لبنان هي الكنيسة المارونية».

باسيل: تحريض على البطريرك

كان موقف تيار الرئيس، وعلى رأسه النائب جبران باسيل تحريضياً بشكل متواصل ضد البطريرك الراعي، ويكشف المتابعون لحركة باسيل باتجاه الفاتكيان أنّها كانت ممنهجة وتراكمية وتصاعدية، تستهدف دائماً التشكيك في سياسات البطريرك الراعي، وتحرّض عليه وتبخس طروحاته الوطنية، وتعمل دائماً على تبرير سياسات «حزب الله»، تحت ذريعة حماية المسيحيين، وتصوير انتخاب «الرئيس القوي» على أنّه من إنجازات تفاهم مارمخايل الذي شكّل ترجمة لدعم الحزب للمسيحيين.

لم يُخفِ باسيل يوماً محاولاته لتجاوز في بكركي في الفاتيكان، وكان أحد أبرز محطاته

مذكرته التي أرسلها إلى السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتاري عبر الوزيرين منصور بطيش وسيزار أبي خليل في شهر شباط 2021 رداً على مبادرة البطريرك الراعي إلى حياد لبنان، وحينها صرّح بطيش بأنّ شرط «تحييد لبنان عن صراعات المنطقة أن يكون ضمن أطر التفاهم الداخلي وهذا يتطلب الجلوس الى الطاولة لمناقشة مسألتي الحياد الإيجابي وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية الأمم المتحدة»، في إشارة واضحة إلى ضرورة العودة إلى «حزب الله» في هذه المسألة كشرط لقبول طرحها دولياً.

تعاون إيراني مع الحزب والتيار العوني

وحسب المعطيات المتوافرة، فإنّ «حزب الله» بالتعاون مع الدبلوماسية الإيرانية، ومع النائب باسيل الذي يعتمد على ولاء سفير لبنان في الفاتيكان فريد الياس الخازن على الضخّ السلبي المتواصل ضدّ قيادة البطريرك ومقاربته للشأن الوطني، وتفيد المعلومات بأنّ تحالف «حزب الله» مع الرئيس ميشال عون يسعى إلى اتخاذ سلسلة خطوات هدفها الأعلى الإطاحة بالبطريرك الراعي، كأولوية، في محاولة لتكرار تنحي البطريرك الراحل نصرالله صفير عن كرسي البطريركية، وفي حال الفشل: إضعافه وتحطيم حضوره ومنع تأثيره السياسي والاجتماعي والديني، من خلال الاستهداف والتطاول على مقامه، بمختلف الوسائل، وبهذا يجري إضعاف الحالة العامة الرافضة للهيمنة الإيرانية في لبنان.

الكنيسة وحفظ الوجود الحضاري

تعتبر الكنيسة المارونية الصخرة التي نشأ عليها لبنان، ومسار البطاركة الموارنة كان يدور حول الهوية التاريخية للمسيحيين في الشرق، وتماسكهم وبقائهم على مرّ القرون، وتمكنهم من صياغة حياة مشتركة حفظت وجودهم الحضاري بعد تحوّل المنطقة إلى الأغلبية الإسلامية السنية، رغم مرور فترات اضطراب عام.

ما يواجهه المسيحيون اليوم هو فرض هوية هجينة عليهم، تريد إقناعهم بأنّهم ضعفاء وغير قادرين على الاستمرار بدون الحماية الإيرانية، من خلال حلف الأقليات، وهذا الفكر هو الذي اعتنقه العماد ميشال عون، واستمدّ منه قوّته بابتزاز بقية المكوّنات حتى وصل إلى رئاسة الجمهورية، ويريد أن يعمّمه كمفهوم سياسي لعلاقة المسيحيين بمحيطهم. يرفض المسيحيون فكرة الذمية، رغم أنّ بداياتها كانت شرعية وسامية، في ظلّ دولة إسلامية حاكمة تجعل أهل الكتاب في ذمتها.  لكنّ هذا المفهوم تحوّل مع الوقت ليصبح مصطلحاً مرفوضاً، ولكنّ ما يطرحه الإيرانيون اليوم من خلال حلف الأقليات أسوأ بكثير من مفهوم الذمية. فأهل الذمة كانوا يعيشون في ظلّ دولة قادرة فعلاً على الحماية وعلى بسط القانون، بينما يقوم الإيرانيون بأعمال القرصنة والاعتداء وتدمير المجتمعات وضرب الاستقرار وتحريض الأقليات على الأكثرية السنية من دون وجه حق.. بل ويفتعلون الفتن ويدفعونها نحو المسيحيين، من خلال استثمارهم في تنظيمات التطرف السني (القاعدة وداعش)، التي آووا قادتها واستغلوا واخترقوا بينانها. الخطر في ما يحمله عون ومن معه في المجتمع المسيحي أنّه يقضي على تاريخ الموارنة وتراثهم الفكري والحضاري، ليُلحقهم بحضارة غريبة تنشر مفاهيمها بالقتل والتدمير والإرهاب، وهي لا تشبه المسيحيين وستعمل على طمس إيمانهم وهويتهم من خلال القضم التدريجي لمكوناتهم الاجتماعية. وفي هذا الإطار يصوّر «حزب الله» والرئيس عون للفاتيكان أنّ تفاهم مارمخايل الذي أوصل «الرئيس المسيحي القوي» جاء في إطار حماية المسيحيين وتعزيز حضورهم في الدولة، وأنّ معارضة العهد هي معارضة للحضور المسيحي القوي في الدولة وفي المشرق، وبالتالي فإنّ الاعتراض على هيمنة الحزب هي تهديد للوجود المسيحي بالحرب والإبادة.

عناوين مرافعة عون ضدّ البطريرك الراعي

تصبّ الانتقادات الرئاسية والباسيلية المدعومة من «حزب الله» للبطريرك الراعي في جملة نقاط أهمها:

 أنّه يشتغل بالسياسة وترك الشأن الديني وأهمل شؤون الكنيسة. ويأتي في هذا الإطار ما يثيره إعلام «حزب الله» من ملفات وقضايا تتعلق بالكنيسة، وذلك الهجوم العنيف الذي شنّه رئيس تحرير الأخبار إبراهيم الأمين عبر تلفزيون الجديد في برنامج «بتفرق عوطن» عندما اعتبر أنّ:»هناك اشكالية أهم من اشكالية سلاح «حزب الله» في لبنان وهي إشكالية اسمها بكركي» وأنّ «مشكلة لبنان هي الكنيسة المارونية».

 أنّ البطريرك الراعي، يشقّ الصف المسيحي، وينحاز لفئة دون الأخرى، من خلال تبنّيه للطروحات السيادية، وهنا يجري تحوير الموقف الوطني إلى انحياز حزبي، يعتبره التيار الوطني الحر ضدّ في السياسة، وهذا يمثل جزءاً من المكر السيِّىء الذي يريد إسكات الخيارات الوطنية لأنّ شرائح من اللبنانيين تؤيدها، بينما يقف الرئيس عون وصهره باسيل إلى جانب «حزب الله» في رفضها. يعترض الرئيس عون وصهره باسيل على الدور الاحتوائي الذي قام به البطريرك الراعي لهجوم الثنائي الشيعي على عين الرمانة، وتحركه للقاء الرئيس نبيه بري ووقف تدهور الأوضاع، ورفضه استخدام القضاء لاستهداف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، خلافاً لمنطق القانون وطبيعة الأحداث. لم يخفِ باسيل غضبه من مبادرة البطريرك الراعي بعد أحداث الطيونة عين الرمانة، وهو الذي ظنّ أنّه كاد أن ينجح في إعادة جعجع إلى السجن، وبعض الظن إثم. كان المطلوب بالنسبة إلى «حزب الله» أن تتحوّل تلك الأحداث إلى كرة نار تصيب شخص سمير جعجع، وعندما فشلت المحاولة، عمد الحزب ومعه التيار الوطني إلى تصوير عجزهم عن الحسم الميداني والاستثمار السياسي والأمني، إلى حكمة وصبر وحرص على المسيحيين، وهذا خلاف الواقع.  يأخذ الرئيس عون على البطريرك الراعي حرصه على العلاقة مع المملكة السعودية ودفاعه عن تاريخية العلاقة اللبنانية بالرياض، ويعتبر، مع «حزب الله» أنّ زيارته التاريخية للمملكة خرق سلبي ما كان يجب أن يحصل، لأنّه يضع الموارنة في المحور المعادي لإيران، وهذه نقطة جوهرية في مقاربة هذا الطرف للموقف من بكركي.

تبقى بكركي صخرة صمود لبنان

في الختام، يعتقد «حزب الله» والرئيس عون وجبران باسيل أنّ البطريرك الراعي عقبة في وجه استكمال السيطرة على لبنان وفي وجه ضمان التوريث الرئاسي وأنّ الخطّ التاريخي للبطاركة يجب أن ينتهي مع النهاية التي تريدها إيران للبنان، على غرار مع فعلته في العراق وسوريا واليمن، لكنّ صخرة بكركي الصلبة تكسّرت عليها موجات كثيرة عاتية من قبل، وستبقى ضمانة لاستمرارية الشراكة الإسلامية المسيحية ببعدها الحضاري والإنساني.

 

لا شرق ولا غرب في وقف آلة الحرب

سام منسى/الشرق الأوسط/21 آذار/2022

التقيت السفير الروسي السابق في بيروت ألكسندر زيسبكين في حلقة إذاعية، وسألته مستفسراً يومها عما هي مشكلة روسيا مع الغرب غداة سقوط الحاجز العقائدي معه وتحول موسكو إلى الرأسمالية، ولمَ الإصرار على مقولة الشرق والغرب؟ لم أتلقَّ إجابة واضحة شافية منه إلا تكرار قناعته بأن الغرب، وأصر مشدداً على الكلمة، يهدد روسيا ويسعى لإضعافها. أستذكر هذا الحوار مع السفير كون الأزمة الأوكرانية حرّكت مجدداً حدة التجاذب بين ما يسمى الشرق والغرب، وتظهر يوماً بعد يوم أن الحرب الدائرة هي أبعد من الأزمة بين موسكو وكييف.

وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى ما يطرحه أحد كبار خبراء التاريخ الروسي، ستيفن كوتكن بتعريفه الغرب بأنه «عبارة عن سلسلة من المؤسسات والقيم. الغرب ليس مكاناً جغرافياً. روسيا أوروبية، لكنها ليست غربية. اليابان دولة غربية وليست أوروبية. تعني كلمة (الغربية) سيادة القانون والديمقراطية وفصل السلطات والملكية الخاصة والأسواق المفتوحة واحترام الفرد والتنوع والتعددية في الرأي وجميع الحريات الأخرى التي نتمتع بها والتي نأخذها أحياناً كأمر مسلّم به. ننسى أحياناً من أين أتوا. ولكن هذا ما هو عليه الغرب». وينبغي أن نضيف إلى الدول التي ذكرها كوتكن كوريا الجنوبية وتايوان والهند وغيرها. ولا بد كذلك أن نتذكر أن أوكرانيا نفسها بالمفهوم المتداول، تدخل ضمن خانة الشرق كما عدد من الدول التي كانت بفلك الشرق السوفياتي وما لبثت أن التحقت بحلف الناتو هرباً من معاناتها منه.

ولطالما كرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه معيار الانتماء العرقي اللغوي أي السلافي الروسي والمذهبي المسيحي بقوله إن أوكرانيا وشعبها جزء من روسيا، ولعله اعتقد مخطئاً أن الأوكرانيين سوف يستقبلون جحافله بالورود بعد «تحرير» بلادهم من طغمة المتطرفين والمتعصبين والقوميين الذين وصفهم بالنازيين. لكن بعد ثلاثة أسابيع من المعارك، غضب الرئيس بوتين ظاهر في تصريحاته المنفعلة كان كبيراً كما كانت مفاجأته بحجم المقاومة في أوكرانيا وشراستها، مقاومة أسقطت حجة التحرير بالتفافها حول حكومتها المنتخبة ولا سيما بعد حجم الدمار الحاصل والخسائر المهولة وحصيلة القتلى وعدد النازحين الأوكرانيين المطلوب «تحريرهم».

وبمعزل عن التسميات والتوصيفات، يعيدنا هذا كله إلى صلب المشكلة بين روسيا والدول الغربية التي تشي بأنها عميقة ومعقدة لدرجة لم يعد مهماً ومن الأولويات التشخيص والسجال بين من يحمّل الغرب وحده وزر ما وصلت إليه الأمور، ومن يعتبر أن توسع «الناتو» كحلف دفاعي مكّن التعامل مع جنوح روسيا اليوم ضد دولة ذات سيادة، ولو لم تكن بولندا أو دول البلطيق في «الناتو» لوقعت في المأزق الذي تجد أوكرانيا نفسها فيه راهناً. هذا النقاش والسجال يدور في هذه الآونة في الأوساط الفكرية والبحثية في الدول الغربية نفسها، إنما مهما كانت مسببات هذه الحرب يبقى أن السياسة الخارجية الروسية لطالما عانت من طموحات متصاعدة تجاوزت حدود الدولة، من بطرس الأكبر، إلى الإسكندر الأول ثم ستالين المدعوم من الغرب بانتصاره على هتلر واليوم مع بوتين ونزوعه الإمبراطوري. هذه الميزة ترافقت دوماً مع إحساس بالاستثنائية مع التطلع إلى أن تكون روسيا أعظم قوة، بينما لم تكن قدراتها أو قوتها بقدر طموحاتها كحاملة حضارة وثقافة مميزة على كل الصعد ومنذ مئات السنين. وكلما حاولت موسكو ردم الهوة تعمّقت المشكلة، وربما سبب هذا الفشل هو تغول الأجهزة الأمنية وغياب الديمقراطية والحريات لا سيما في الحقبة السوفياتية.

السؤال الأهم اليوم هو هل تستطيع الدول الغربية والمحايدة نسبياً ذات الفاعلية المساعدة في اجتراح مخرج لبوتين لإنهاء هذه الحرب المروعة في القارة الأوروبية قبل أن تتفاقم ويلاتها أكثر؟

قرر الغرب، ولأسباب واضحة ومقنعة حتى، عدم خوض حرب مع روسيا وعدم فرض منطقة حظر طيران، واعتمد عقوبات اقتصادية أكثر شمولاً وقوة مما توقعه الناس في بداية النزاع. مع التحسب من إمكانية الالتفاف عليها وأن المستهدفين سيكونون قادرين على استيعابها. إنما تبقى العقوبات هي السلاح الأجدى لمن لا يرغب في خوض حرب مباشرة ومواجهة قوة نووية، وهو أقصى ما يمكن استعماله في هذا النزاع، إضافة إلى تزويد أوكرانيا الكثيف والغزير وغير المسبوق بالمساعدات المالية والعتاد العسكري، خاصة الدفاعي منه.

تبقى العقبة في تحديد أي أسلوب قادر على تحفيز بوتين للدخول في مفاوضات لحل الأزمة تشارك فيها شخصيات موثوقة منه وصديقة له مثل الرئيس الصيني شي جينبينغ. والعقبة أيضاً في التوقيت المناسب له قد يأتي بعد تحقيقه المزيد من المكتسبات على الأرض الأوكرانية والانهزام دولياً. ولا يستطيع بوتين إلا أن يأخذ بعين الاعتبار واقع قوة المقاومة الأوكرانية من جهة، ومن جهة أخرى تصميم الغرب وفي مقدمه الولايات المتحدة التي جددت زعامتها عليه وتلاشت معه مقولة زعمت انحلاله وانحداره، بل نهايته كما بشّر بعضهم. إذا صحت هذه الفرضية قد تكون فرصة لتلافي الأسوأ.

يبقى أن مخارج هذه الأزمة بعد الحدة والخطورة التي بلغتها لن تتيح للغرب السماح أو التهاون بتغيير الحدود والكيانات المعترف بها دولياً بالقوة. ويبدو أيضاً أن اللجوء إلى السلاح النووي مستبعد على الأرجح، رغم أن بوتين يمتلك القدرة ويمكنه الضغط على الزر. كذلك تبين أن النظام العالمي حصّن نفسه وأخذ جرعة مقوية عمادها عدد من الركائز الاستراتيجية الوازنة؛ الأولى هي التضامن بين ضفتي الأطلسي، والثانية التضامن الأوروبي وبروز «استقلالية أوروبية» لافتة كانت رافعة مهمة وفاعلة للولايات المتحدة، والثالثة، وهي مهمة بقدر الركيزتين السابقتين، هي الدعم والتضامن الشعبي المذهل في أوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا واليابان مع أوكرانيا وضمور الأصوات المتعاطفة سابقاً مع بوتين، ما شكّل أداة ضغط رئيسة يصعب على صناع القرار تجاوزها في هذه البلاد. وكمثال على التضامن الشعبي على مستوى العالم، حجز أشخاص من 165 دولة أكثر من 430 ألف ليلة بغالبيته في منازل أوكرانية، بواسطة آلية برنامج إحدى المؤسسات المختصة بتأجير الشقق، مع عدم وجود نية لاستخدامها، بل من أجل التبرع بالمال لهؤلاء المضيفين الأوكرانيين، وترجمت هذه الحجوزات إلى 17 مليون دولار.

والحال هذه فالمخارج خارج التفاوض كلها كارثية وأفظعها هو تدمير أوكرانيا، وهي مهد عباقرة وشخصيات مميزة في الثقافة السلافية لأنه كلما شعر بوتين بالخسارة السياسية وعدم القدرة على الحسم العسكري بحسب توصيف الرئيس البولندي، يمكنه بما يتوفر لديه من أسلحة لم يستخدمها، مفاقمة عذاب الضحية الأولى وليست الأخيرة وهي أوكرانيا وهي الشقيقة المهدورة.

 

الرقص مع القوى الثلاث

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/21 آذار/2022

في موسكو أُطفئت أنوار اللوحات التجارية الأميركية، إلا قلة، من بينها سلسلة مطاعم برغر كينغ، البقية أغلقت أبوابها مثل 847 فرعاً لمطاعم ماكدونالد، وشركات أبرزها أبل، وطائرات بوينغ، وأحذية أديداس، وفنادق ماريوت، ومصرف سيتي بنك. المناخ السياسي بلغ من التوتر مرحلة غير مسبوقة، فالصراع من وجهة نظر الجانبين الروسي والأميركي صراع وجودي تستخدم فيه كل الوسائل ما دون المواجهة المسلحة المباشرة. إيران توشك على الخروج من القفص بعد عقود من المقاطعة والعزلة الدولية، وروسيا تبدأ دورة من العزل والعقوبات الاقتصادية الغربية الأكثر قسوة. والخلاف الأميركي الصيني مستمر.

في هذا المناخ من التوترات يعيد العالم اكتشاف أهمية مصادر البترول وممراتها في الصراعات الجيوسياسية، وكذلك بناء التحالفات. ففي نهاية العام الماضي، هيمنت على الساحة العالمية الشعارات البيئية ودعواتها ضد النفط ومنتجاته تطالب بتخفيضه. اليوم الدعوات تطلب ضخ المزيد من البترول. وعن مستقبل السعودية والبترول معاً، سبق لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وتحدث بشأنهما في إطار التبدلات التي يشهدها العالم، وما يقال عن تراجع الدور والمداخيل. قال إنه في الوقت الذي تعزز فيه البلاد مواردها الأخرى الإضافية يبقى البترول ضرورة للعالم إلى منتصف القرن الحالي. الصدمة النفطية نتيجة حرب أوكرانيا، وكذلك نتيجة لعودة الأسواق الاستهلاكية للعمل نحو طاقتها القصوى بعد شبه توقف دام عامين بسبب جائحة «كوفيد».

إلى حد ما، لا توجد خيارات جديدة حاسمة في العالم اليوم عما كانت عليه في القرن الماضي. لا تزال مصادر الطاقة مهمة، والممرات المائية حيوية في خطوط الملاحة، وتستمر التوازنات الجيوسياسية في حسابات الدول الكبرى، وكذلك مؤسسات الحروب مثل حلف الناتو.

الحقيقة، لم يخرج النفط من حساب النزاعات، وستزداد أهميته مع استمرار الخلاف الصيني الأميركي، والحرب الروسية الغربية في أوكرانيا التي نقلتنا ونقلت العالم إلى مرحلة جديدة. وتطورات الفترة الأخيرة تدعو لمزيد من التأمل حول كيف يمكن لمنطقة بترولية مهمة أن تتحاشى النزاعات وتجد لنفسها ظلاً تستظل به خارج التجاذبات. المسألة معقدة وإدارتها عملية صعبة. فمعظم صادرات دول الخليج، وخاصة أكبرها المملكة العربية السعودية، تذهب للصين والهند، في وقت تبقى العلاقة قوية مع أوروبا والولايات المتحدة. كما أن التوازن في سوق النفط يتطلب التعاون بين دول الخليج وروسيا التي هي في حالة اشتباك خطيرة مع الولايات المتحدة وأوروبا. لا يوجد هامش كبير للمناورة السياسية. حاجتنا تملي علينا أن تكون علاقتنا قوية مع الولايات المتحدة والصين وروسيا. في الوقت الذي نحن على خلاف مع إيران ولا نثق بها، يزداد الموضوع المعقد تعقيداً، وذلك بدخول الإيرانيين كلاعب في الساحة بصفتين مختلفتين؛ منتج بترولي، وشريك تجاري في حال لم يعد على خلاف مع الغرب. حاجة الدول الكبرى إلى النفط كأداة في العمل السياسي ستضع منطقة الشرق الأوسط بين شد وجذب. ولا تجوز المقارنة بين مرحلتنا اليوم ومرحلة الحرب الباردة، 1947 إلى 1991. الاختلاف أننا حينها كنا في المعسكر الغربي، وذلك بحكم مصالحنا المشتركة، فهو كان المستورد الأكبر للنفط والحامي لممراته. اليوم الوضع مختلف، الصين المستورد الأكبر ولا تريد خوض معارك من أجله مما يزيد من المخاطر واحتمالات المعارك الإقليمية. لهذا، مصلحة المنطقة أن تحافظ على علاقة معقولة مع القوى الكبرى الثلاث المتنازعة، جميعها شركاء لنا، رغبة ليس من السهل علينا تحقيقها، خاصة عندما يرتفع مستوى النزاع كما نرى في أوكرانيا. ندرك أن تأثيرنا محدود على ما يحدث في العالم خارج منطقتنا. ما هو الحل، هل هو باختيار معسكر؟ أو التخلي عن آخر؟ هذا قرار صعب وربما الحديث عنه مبكر. وندرك أن القوى الكبرى، في الأخير، تعرف حدود قوتها والمخاطر التي تجلبها على نفسها، وتدرك أن استمرار الأزمة ليس في صالحها ولا في صالح العالم. عسى ألا تصل إلى هذه النقطة من القناعة بعد وقت طويل ومتأخر.

 

بوتين الذي لا يستطيع أن يخسر

غسان شربل/الشرق الأوسط/21 آذار/2022

يقف العالم مذهولاً أمام منعطف خطر لم يشهد مثيلاً له منذ عقود. لا مبالغة في هذا الكلام. عادت الحرب إلى القارة الأوروبية وعلى يد دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن. أطلقت مشاهد الحرب الروسية في أوكرانيا سيلاً من الأسئلة الصعبة. هل نحن أمام إعادة رسم بعض الخرائط؟ هل نشهد انقلاباً على عالم القوة العظمى الوحيدة؟ هل نحن في الطريق إلى نظام عالمي جديد؟ نظام متعدد الأقطاب يبيح لكل قطب التفرد بمصير الدول الواقعة في مداه الحيوي؟ وأين موقع الصين في هذا العالم الجديد الذي يولد على دوي القذائف وقطع الشرايين الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية؟ هل نحن في الطريق إلى سباق تسلح محموم ينسي العالم هموم الأوبئة والاحترار المناخي وجموع الفقراء الحالمين بالهجرة من بلدانهم الكئيبة المتصدعة؟ وماذا سيحصد العالم من الحرب الأوكرانية التي وضعت على المشرحة خطوط الغاز والقمح وسلاسل التوريد؟

واضح أن رجلاً اسمه فلاديمير بوتين وجّه ضربة بالغة القسوة إلى العالم الذي يحمل بصمات سلفه ميخائيل غورباتشوف، وهو العالم الذي أساءت أميركا المنتصرة إدارته. يمكن القول إن الحرب الأوكرانية أشد خطورة من كل النزاعات التي شهدها عالم المعسكرين. أخطر من الحرب الكورية والحرب الفيتنامية والحروب التي أنهكت الشرق الأوسط. أخطر لأن عالم المعسكرين كان يمتلك على الأقل القدرة على إيقاظ صمام أمان يشكله أي اتفاق بين واشنطن وموسكو على محاصرة الحريق أو إخماده. لا يمكن الحديث في العالم الحالي عن صمام أمان. مجلس الأمن يذكّر بشيخوخة المؤسسات حين تنزف هيبتها وفاعليتها ولا تحتفظ إلا بالقدرة على الكلام وتوزيع المناديل والضمادات. يذهب الزعيم إلى التاريخ حاملاً معه حربه أو قراراً كبيراً عند منعطف كبير. ومن عادة التاريخ أن يعطي مقعداً في شرفته للذين يجرون جراحات قاسية للخرائط وموازين القوى ويفوق أحياناً عدد ضحاياهم عدد مناصريهم. يستقبل كتاب الزمن من يقتحمون صفحاته ثم يحاكمهم ويعيد المحاكمات. ومن عادة التاريخ أن يُكتب بحبر المنتصرين. لزعماء الكرملين قصة مثيرة. قدرهم أن يكونوا أقوياء. ولد الاتحاد السوفياتي من رحم الإمبراطورية الروسية. ولا تستطيع موسكو التعايش مع الضعف لأنه يعني تطاير لحم الإمبراطورية. وفي موازاة القوة التي لا بد منها تسرب إلى الكرملين في القرن الماضي هذا الخوف من الغرب الذي زاره بطرس الأكبر متنكراً لاستكشاف أسباب قوته واستيراد خبراته. وكان الخوف من الغرب ونموذجه صحناً دائم الحضور على مائدة القياصرة الذين جلسوا تباعاً على عرش لينين.

لنترك ستالين مرتاحاً مع إنجازاته وارتكاباته بين سكاكين المؤرخين. ارتبطت أسماء معظم ورثته بأزمات كبرى وقرارات مدوية. كان «الفلاح الأوكراني» نيكيتا خروشوف في نادي القيادة حين لوّحت انتفاضة المجر بمغادرة النظام الصارم. تقدمت الدبابات السوفياتية إلى بودابست ولقنت خونة الحزب درساً لن ينسوه. وشاءت الصدفة أن يكون اسم السفير السوفياتي في وليمة بودابست يوري أندروبوف الذي سيقود لاحقاً إمبراطورية الـ«كي جي بي» وبعدها الاتحاد السوفياتي. وكان خروشوف في موقع القيادة في أزمة الصواريخ الكوبية التي وضعته في مبارزة مباشرة مع جون كينيدي وعلى شفير مواجهة نووية. وفي تلك الأيام كان بوتين في العاشرة من العمر. اسم ليونيد بريجنيف سيرتبط هو الآخر بمحطات كبرى. في 1968 ارتكب الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي بزعامة ألكسندر دوبتشيك خطيئة الدعوة إلى «اشتراكية ذات وجه إنساني». أدركت موسكو خطورة تسرب الرياح، فأمر بريجنيف بسحق «ربيع براغ» وكان له ما أراد. سيرتبط اسم بريجنيف أيضاً بقرار يفتقر إلى الحصافة، وهو تدخل الاتحاد السوفياتي للمرة الأولى خارج حديقة أوروبا الشرقية. تدفق «الجيش الأحمر» إلى أفغانستان ولن يخرج منها إلا مثخناً في عهد غورباتشوف. في روسيا بوتين زعيم سوفياتي يبحر في التسعينات بعد أن غير ملامح العالم الذي نعيش فيه. إنه غورباتشوف. فتح النافذة فدخلت العاصفة. سيرتبط اسمه في التاريخ بمنعطفين، هما انهيار جدار برلين وانتحار الاتحاد السوفياتي. خلال مفاوضات توحيد ألمانيا لم يحاول الحصول من قادة حلف «الناتو» على ضمانات بعدم اقتراب الحلف من روسيا. اكتفى بوعود شفوية ليس من عادة الأقوياء احترامها. لم يحاول الحصول على ضمانات مكتوبة لأن ذلك كان يعني، وفق تبريراته، التسليم باحتضار «حلف وارسو» الذي كان لا يزال حياً. أما اسم خليفته بوريس يلتسين فسيرتبط بتعميق شعور روسيا بالضياع والهزيمة خصوصاً بعدما تعرضت لأوسع عملية نهب في التاريخ على يد المافيات.

من غضب المطبخ العسكري - الاستخباراتي سيولد مشروع الثأر وسيحمله بوتين إلى الكرملين. لم يتنبه حلف «الناتو» لمخاطر إذلال روسيا. حرك بيادقه في اتجاه حدودها أو على مقربة منها. تجاهل ما يدور من تمزق على أرض أوكرانيا منذ عقدين. كازاخستان شيء وأوكرانيا شيء آخر. لن يغفر بوتين لأوكرانيا السلافية احتفالها بالقفز من القطار السوفياتي ضاربة عرض الحائط بمشتركات كثيرة وتداخلات أكثر. لن يغفر لها ثورتها البرتقالية في العقد الأول من القرن الحالي ولا قيامها في العقد التالي بطرد الرئيس المؤيد لموسكو. عاقبها على خيانتها. استعاد القرم ودعم الجيوب الانفصالية. لا الغرب التقط الرسائل ولا أوكرانيا فعلت. سدد بوتين ضربته الكبرى إلى العالم الذي استعذب معاملة روسيا كقوة من الدرجة الثانية. وكانت الحرب الحالية. أقسى ما في الحرب الحالية أن مهندسها لا يستطيع العودة إلى الوراء. يعتقد الغرب أن خروجه منتصراً منها سيضاعف شهيته لاستعادة «الأملاك المسلوبة». أما هو فيشبه رجلاً مفرط الذكاء قامر فجأة بكل رصيده ولا يستطيع أن يخسر. لا يستطيع العودة خاسراً إلى روسيا المحاصرة حتى لو اضطر إلى اللعب على حافة توسيع الحرب. هزيمته قد تهدد بتطاير لحم الاتحاد الروسي نفسه. على العالم الخائف على الغاز والحبوب والأمن والاستقرار ابتكار صيغة إنقاذ. سلوك الرئيس الصيني يوحي أن ظروف الخروج من المأزق لم تحن بعد. الحسابات الصينية شديدة التعقيد. التخلي عن روسيا مكلف. والانخراط الكامل في انقلابها باهظ. وسيد الكرملين لا يستطيع أن يخسر.

 

أوروبا «القارة المظلمة» ساحة لموجة هجرة ضخمة جديدة

بيتر غاتريل/الشرق الأوسط/21 آذار/2022

ثمة موجة هجرة كبرى أخرى تتكشف فصولها اليوم، وذلك مع فرار ما لا يقل عن مليونين ونصف المليون أوكراني من القصف الروسي إلى نحو جميع أنحاء أوروبا، في الوقت الذي تشرد فيه ما يقرب من مليوني أوكراني داخل أوكرانيا. ويبدو الوضع برمته حالة اضطراب مأساوية، في ظل تشتت العائلات، وهجرة الناس لبيوتهم وتساقط الأرواح. ومع ذلك، فإن هذه الحالة، مهما كانت بائسة، لا تخلو من سوابق، فأثناء ذروة الحرب في البوسنة والهرسك عام 1992، فر مليون شخص من منازلهم. وبحلول الوقت الذي انتهت فيه الحرب في أواخر عام 1995، كان نصف السكان قد نزحوا، وتشرد كثير منهم داخلياً. على مدار القرن العشرين، كانت أوروبا - «القارة المظلمة» كما قال مارك مازوير - مسرحاً لكثير من أزمات اللاجئين. وبطبيعة الحال، فإن هذه الحقيقة لا تقدم عزاءً ولا سلوى تذكر للأشخاص الذين يسعون نحو المأوى والأمن في خضم حرب وحشية. ومع ذلك، يبقى أمر مهم وراء حقيقة أن أوروبا والعالم قد ارتقيا إلى مستوى التحدي المتمثل في استيعاب أعداد كبيرة من اللاجئين من قبل. بجانب ذلك، حفزت التحركات الكبيرة للاجئين على اتباع توجهات أكثر إنسانية وإنصافاً تجاه توطين اللاجئين.

في عالم يفتقر إلى المثالية، حيث نزح ما لا يقل عن 82.4 مليون شخص قسراً بحلول نهاية عام 2020، يجدر بنا أن نتذكر هذه الجهود. في الماضي، كان التغيير يخرج من رحم المأساة في كثير من الأحيان. واليوم، ربما نرى في الترحيب الممنوح للأوكرانيين بجميع أنحاء القارة الأوروبية بصيصاً من الأمل في مستقبل أفضل. من جانبها، كتبت الصحافية الشهيرة ومراسلة الحرب مارثا جيلهورن: «كلمة لاجئ غارقة في الذكريات». داخل أوروبا، تلقي هذه الذكريات بظلالها القاتمة، خصوصاً الحرب العالمية الثانية. وثمة سبب وجيه وراء هذا الأمر، ذلك أنه في أعقاب الحرب طرد نحو 10 ملايين من أبناء العرق الألماني، رجالاً ونساء وأطفالاً، من شرق ووسط أوروبا. كما نزح أكثر من نصف مليون أوكراني وما لا يقل عن مليون بولندي عندما أعيد ترسيم الحدود بين بولندا والاتحاد السوفياتي.

وقد تسببت الحرب العالمية الأولى في اضطرابات مماثلة، ذلك أنه قبل الحرب وأثناءها وبعدها، كان اللاجئون يتنقلون بأعداد كبيرة عبر القارة، وربما وصل عددهم إلى 15 مليوناً أثناء الحرب نفسها. على سبيل المثال، تبدو هناك أوجه مقارنة بين الفرار السريع للمدنيين من غزو العدو لبلجيكا عام 1914 وصربيا عام 1915 والوضع القائم في أوكرانيا اليوم. وجاءت الخسائر في صفوف السكان مروعة، فقد لجأ ما بين خُمس وعُشر سكان البلاد للهروب إلى الخارج، في انتظار عودة الأمن.

ولا ينبغي لنا أن ننسى حجم ووتيرة النزوح خارج حدود أوروبا. في جنوب آسيا، تفوق الأعداد قدرة المرء على التصور، فقد نزح ما بين 14 و18 مليون شخص وتركوا ديارهم بسبب تقسيم الهند. كان الوضع في البنجاب قاسياً على وجه الخصوص، ذلك أن ثمانية ملايين لاجئ فروا عبر الحدود الجديدة التي تفصل بين غرب باكستان والهند في غضون ثلاثة أشهر أواخر عام 1947. وبعد عقدين من الزمن، أدت الحرب التي أسفرت عن ظهور بنغلاديش عام 1971 إلى نزوح نحو ثلاثة ملايين لاجئ في غضون أسابيع.

وتعين هذه الأحداث التاريخية على فهم الحاضر. إلا أن الأرقام تحكي نصف القصة فحسب، ذلك أنه إلى جانب بعض الاضطرابات الكبرى التي وقعت في الماضي، ظهرت ردود فعل دولية جماعية. في كثير من الحالات، مثلما كانت الحال مع اللاجئين الذين فروا من إسبانيا في عهد فرانكو أثناء الحرب الأهلية الإسبانية أواخر الثلاثينات، تمثلت ردود الفعل الدولية هذه، أولاً وقبل كل شيء، في تقديم مساعدات إنسانية طارئة في شكل توفير طعام ومأوى وتوطين مؤقت. وقد أسهمت دول من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك روسيا، في مثل هذه الجهود.

ومع ذلك، تمخضت أزمات اللاجئين عن حلول مؤسسية أكثر ديمومة. في الواقع، كانت الأحداث في روسيا وشرق ووسط أوروبا الدافع المحرك للسياسيين والدبلوماسيين نحو إقرار بعض إجراءات الحماية الرسمية للاجئين. وقد دفعت الثورة الروسية والحرب الأهلية التي أعقبتها عصبة الأمم إلى إنشاء مكتب المفوض السامي لشؤون اللاجئين عام 1921، أول مؤسسة دولية تدعم اللاجئين.

جدير بالذكر أن مثل هذه الترتيبات لم تكن عالمية، ذلك أنها في واقع الأمر لم تفعل شيئاً يذكر لضحايا فاشية ما بين الحربين العالميتين، أو اللاجئين غير الأوروبيين، مثل الإثيوبيين الذين عانوا على أيدي الاحتلال الإيطالي عام 1935. ومع ذلك، فإنها كانت تشكل نهجاً جديداً. داخل أوروبا خلال فترة ما بين الحربين العالميتين، جرى إمداد ما يقرب من مليوني لاجئ روسي وأرمني بوثائق سفر ومنظمة كان باستطاعتهم اللجوء إليها سعياً للاعتراف بحقوقهم الأساسية وحمايتها. ودفعت تداعيات الحرب العالمية الثانية إلى ابتكار مؤسسي آخر، كان يهدف بشكل أساسي لدعم ضحايا النازية الذين جرى تجنيدهم قسراً من أوروبا الشرقية المحتلة خلال الحرب. وعندما رفضت أعداد كبيرة عام 1946 (بينهم كثير من الأوكرانيين والبولنديين وأبناء شعوب البلطيق) العودة إلى ديارهم الأصلية التي أصبحت الآن تحت القبضة القوية للشيوعية، أنشأت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا منظمة دولية للاجئين لحماية ومساعدة الأفراد الذين ادعوا «أساساً موثوقاً للخوف من الاضطهاد». وبعد خمس سنوات، أنشئت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي إلى جانب اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين عام 1951، تلزم الدول الموقعة عليها عدم إعادة اللاجئين إلى بلدانهم الأصلية ضد إرادتهم، ويظل هذا المبدأ حجر الزاوية في جهود الحماية الدولية للاجئين.

ومع هذا، يبقى هذا الوضع بعيداً عن الكمال بالطبع، وذلك لسبب واحد هو أن الاتفاقية تنطبق فقط على الأشخاص الذين عبروا الحدود الدولية، الأمر الذي يمنع فعلياً المشردين داخلياً أو أولئك الذين لا يستطيعون مغادرة منازلهم، من الحماية القانونية الدولية. علاوة على ذلك، أدى التركيز على الاضطهاد إلى تفسير ضيق للغاية لمن يمثل لاجئاً، خصوصاً عند مقارنته بالأحكام الأوسع للاتفاقية التي اعتمدتها منظمة الوحدة الأفريقية عام 1969. وفي السنوات الأخيرة، تكشفت أوجه قصور شديدة في هيكل حماية اللاجئين. اليوم، يواجه ما يقرب من سبعة ملايين سوري فروا من الحرب الأهلية في البلاد، بجانب ما يقرب من ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني - ناهيك بلاجئي الروهينغا من ميانمار واللاجئين في اليمن وجنوب السودان وأماكن أخرى - مشقة هائلة وتهديدات للحياة. ويبقى هؤلاء الأشخاص بعيدين عن أي مساعدة مؤسسية جوهرية فحسب، بل ويبقون في كثير من الأحيان بعيداً عن أعين وسائل الإعلام العالمية.

فيما يخص أوكرانيا، نجد أنه هذه المرة كانت الاستجابة مختلفة، فقد رحبت أوروبا إلى حد كبير بالأوكرانيين الهاربين من ويلات الحرب. ووافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على منحهم الحق في العيش والعمل داخل التكتل الأوروبي، فضلاً على الوصول إلى الرعاية الاجتماعية والتعليم. ويعد هذا الاعتراف الفوري، بالطبع، موضع ترحيب عميق، وهو أكثر سخاء بشكل لافت مما هو متاح للسوريين وطالبي اللجوء الآخرين المسجونين داخل مخيمات قذرة في اليونان. كما أن الترحيب الدافئ باللاجئين الأوكرانيين يتناقض بشكل صارخ مع العداء العنصري الذي يتعرض له على الحدود الغربية لأوكرانيا الأفارقة والآسيويون الذين يحاولون الهروب من العنف المستعر في البلاد.

* مؤرخ معني بموجات الهجرة الحديثة

* خدمة «نيويورك تايمز»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون التقى الحبر الاعظم وامين سر الفاتيكان وترحيب باقتراح انشاء صندوق للبنان مع برنامج الأغذية العالمي البابا: للبنان مكانة خاصة وسأزوه قريبا

وطنية/21 آذار/2022

اكد قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس خلال استقباله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في حاضرة الفاتيكان، ان "للبنان مكانة خاصة في صلاتي وهو في صلب اهتماماتي، على الرغم من الوضع الدولي المتأزم على أكثر من صعيد، كما أنه لا يغيب عن اهتمامات الكرسي الرسولي".

وإذ اشار الى انه مطلع بأسى "على ما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة فيه"، شدد على ان "لبنان، بجميع ابنائه، المسيحيين والمسلمين، لا يجب ان يتخلى عن قيم الاصالة القائمة على الاحترام. وتعتبر انه من الواجب الحفاظ على الحضور المسيحي في الشرق، كما من الواجب الحفاظ على العيش معا في لبنان وهي صيغة جعلت منه رسالة". واكد الأب الأقدس انه يسعى مع الجميع في العالم "من اجل الحفاظ على هذا الوطن الذي لطالما اعتبره الكرسي الرسولي رسالة ونموذجا". وابلغ البابا الرئيس عون اصراره "أكثر من أي وقت مضى"، كما عبر عن ذلك تكرارا، على أن يزور لبنان "لأعادة إحياء الرجاء فيه"، وقال: "في وقت قريب سأزور لبنان. هذا قرار اتخذته، ذلك ان لبنان يبقى على الرغم من اي شيء نموذجا للعالم". من جهته، شكر الرئيس عون البابا على استقباله، "لا سيما في هذا الظرف الدقيق على المستوى الدولي عموما والاوروبي خصوصا، نتيجة تداعيات الحرب في اوكرانيا"، كما شكره على "محبته الكبيرة للبنان والتي أظهرها في أكثر من مناسبة، لا سيما من خلال تخصيص يوم كامل للصلاة والتفكير من أجل لبنان في الكرسي الرسولي يوم الاول من تموز الماضي"، وايفاده كلا من امين سر الدولة الكاردينال بييترو بارولين وامين سر العلاقات بين الدول المونسنيور بول - ريتشارد غالاغير في اقل من سنة الى لبنان "للوقوف الى جانب شعبه في الظروف الصعبة التي يمر بها"، وقال: "إن اللبنانيين يحفظون لقداستكم أطيب عبارات العرفان والتقدير مواكبتكم أحوال لبنان وتضامنكم مع شعبه خلال سلسلة الأزمات غير المسبوقة التي يمر بها. وهم لا ينسون المساعدات العينية والنقدية التي قدمها الكرسي الرسولي مباشرة او عبر المؤسسات والجمعيات الكنسية لهم، لا سيما الى فئة الطلاب منهم". وإذ شدد الرئيس عون على "اهمية الاهتمام الذي يوليه قداسته في متابعته والكرسي الرسولي لكل ما يساعد على تعزيز الاستقرار في لبنان، وتمكينه من استعادة لعب دوره في محيطه والعالم"، اعتبر ان "لبنان يعاني كثيرا، وهو بأمس الحاجة الى استمرار قداستكم في دعمه. وهو يجتاز مرحلة صعبة لكنه سينتصر عليها حتما بإرادة ابنائه مجتمعين". وقال: "لا نريد للبنان الذي يقع في أتون من الصراعات والحروب، ان يدفع اثمانا لما يحصل في المنطقة، وهو بفضل عنايتكم واصرار ابنائه على النهوض ليس متروكا لقدره". وعرض الرئيس عون مع الاب الاقدس الوضع في الشرق الاوسط عموما واوضاع لبنان خصوصا، وما ساهم في تفاقم الأزمات التي بلغت ذروتها نتيجة الادارات المالية الخاطئة لعقود، وتداعيات النزوح السوري، في الوقت الذي تقوم الدول الغربية بتأمين مساعدات لهم ولا تقدم مثل هذه المساعدات الى اللبنانيين، ما ساهم في تراكم الاعباء على لبنان، اضافة الى انتشار وباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت وما سببته كل هذه الازمات المتلاحقة من تداعيات سلبية". وقال: "لقد شهدنا مؤخرا موجة هجرة كثيفة الى الخارج، طاولت النخب في البلاد، ما يشكل خطرا على الهوية والتعددية في لبنان ويساهم في اضعاف الوجود المسيحي في الشرق". كما تطرق البحث الى العمل الذي يقوم به لبنان لوضع خطة للتعافي والانطلاق بها من اجل قيامته، "دعما لصمود الذين ما زالوا على الرغم من كل شيء متمسكين بأرض الأجداد، الأرض التي وطأتها اقدام المسيح والرسل، وتمهيدا للانتقال الى اعادة البناء"، ولفت الى ان "اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين يعانون من نتائج هذه الازمات، وهم مصرون معا على الانتصار عليها". وإذ طلب رئيس الجمهورية من الحبر الأعظم "الاستمرار في دعم لبنان ومساندته في المحافل الدولية والاقليمية"، ووعده البابا بذلك، جدد له الدعوة الرسمية لزيارة لبنان، التي كان سبق ووجهها اليه، قائلا: "ان لبنان المتألم يتطلع الى زيارتكم له، كدليل حي على قيامته. وقداستكم قمتم بزيارة معظم دول المنطقة باستثناء لبنان، ونأمل ان تتحقق زيارتكم الى أرضنا بأقرب فرصة. ولا يسعني هنا الا ان اشكر لقداستكم موافقتكم على تطويب الأبوين ليونار ملكي وتوما صالح اللذين سيكونان اول طوباويين شهيدين من لبنان في العصر الحديث، وقد استشهدا إبان الحرب العالمية الأولى، وذلك في احتفال سيقام لهذه الغاية في لبنان مطلع حزيران المقبل".

وقائع الوصول

وكان الرئيس عون وصل والوفد المرافق الى حاضرة الفاتيكان عند العاشرة من قبل ظهر اليوم بتوقيت روما، حيث استقبل وفق المراسم المتبعة في الكرسي الرسولي، فقدمت له ثلة من الحرس البابوي السويسري التحية قبل ان يستقبله رئيس التشريفات لدى الكرسي الرسولي المونسنيور ليوناردو سابيينزا الذي قدم له نبلاء الكرسي الرسولي الذين حيوه، ودخل بصحبته الى الجناح البابوي في القصر الحبري. ولدى وصول الرئيس عون الى مكتب الحبر الاعظم، خرج البابا فرنسيس لاستقباله، ودخلا معا الى المكتب حيث عقدت خلوة بينهما دامت نصف ساعة.

لقاء الوفد المرافق

بعد ذلك، انضم الى الرئيس عون والبابا فرنسيس اعضاء الوفد الرسمي المرافق لرئيس الجمهورية، الذين صافحهم قداسته فردا فردا، محييا اياهم، ويتقدمهم وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب وسفير لبنان لدى الكرسي الرسولي الدكتور فريد الخازن. 

تبادل الهدايا

ثم تم تبادل الهدايا بين الرئيس عون والبابا فرنسيس، فقدم رئيس الجمهورية للحبر الأعظم نسخة طبق الأصل من الكتاب الأول الذي طبع في لبنان والشرق، وذلك في مطبعة دير مار قزحيا في الوادي المقدس، وهو كتاب المزامير، اضافة الى عسل لبناني صاف، من مختلف المناطق اللبنانية، كما ومن حدائق القصر الجمهوري، تأكيدا على ما ورد في الكتاب المقدس على أن "لبنان يبقى أرض العسل الخالص". من جهته، قدم الحبر الاعظم الى الرئيس عون ميدالية السلام وقد كتب عليها ان "السلام يقوم على ركيزتي العدالة والحق"، اضافة الى مجموعة الكتب الأخيرة التي اصدرها وهو على رأس الكنيسة، وهي تشمل رسائل عامة وجهها الى العالم، ورسائل رسولية. كما قدم له نسخة عن وثيقة الاخوة الانسانية التي وقعها مع شيخ الأزهر الشريف، وكتابا يتضمن صلوات البابا فرنسيس من اجل شفاء العالم التي وضعها وتلاها ابان ذروة تفشي وباء كورونا.

ثم التقطت الصور التذكارية وقدم الاب الاقدس الى اعضاء الوفد هدايا تذكارية، قبل ان يودع البابا الرئيس عون عند باب مكتبه.

لقاء امين سر الدولة

بعد ذلك، التقى الرئيس عون والوفد المرافق أمين سر الكرسي الرسولي الكاردينال بيترو بارولين، في حضور أمين سر العلاقات بين الدول المونسنيور بول - ريتشارد غالاغير، وبحث معه في الاوضاع الصعبة راهنا في لبنان والمنطقة وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين لبنان والكرسي الرسولي في مختلف مجالات التعاون المشترك. وحضر اللقاء وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب وسفير لبنان لدى الكرسي الرسولي الدكتور فريد الياس الخازن، والمستشارون رفيق شلالا واسامة خشاب وريمون طربيه.

الرئيس عون

وخلال اللقاء مع الكاردينال بارولين، عرض الرئيس عون للوضع في لبنان، مؤكدا انه "يجتاز مرحلة صعبة لكنه ماض في استكمال كل مقومات مسيرة التعافي، أيا كانت العقبات، وصولا الى اهمية اجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها واقربها استحقاق الانتخابات النيابية في ايار المقبل".

وركز الرئيس عون على انه "آن الأوان ليقتنع الجميع، لا سيما من يتخذون من لبنان منصة لمصالحهم، ان لبنان يجب ان يعود الى لعب دوره كجسر تلاق وهو ليس منبع ازمات". وقال: "هناك مسؤولية على المجتمع الدولي لكي يقوم بواجباته في الحفاظ على وطن هو قيمة بإعتراف الجميع، لا سيما وأن ازمات لبنان متشابكة ومعقدة بين اسباب داخلية وتأثر بعواصف الصراعات المحيطة ونتائجها المدمرة احيانا". وإذ اعاد الرئيس عون التأكيد على "اهمية الدور المسيحي الجامع في المحيط العربي والعالم"، شدد على أن "لبنان لا يمكنه تحمل عبء النازحين السوريين وعدم عودتهم الى بلادهم، لا سيما وان مناطق عدة فيه اصبحت آمنة، وسط سكوت العالم ولامبالاته"، مشيرا الى "الانعكاسات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تترتب على استمرار وجودهم في لبنان والخشية من ان يؤدي بقاؤهم الى تغيير التوازن الديموغرافي للتركيبة اللبنانية او حتى هوية لبنان"، وقال: "نحن نتطلع بثقة عالية من أجل زيارة قداسة البابا للبنان".

الكاردينال بارولين

من جهته، شكر الكاردينال بارولين الرئيس عون على الاستقبال الذي خصه به يوم زار لبنان موفدا من الحبر الأعظم إثر انفجار بيروت، وعلى استقباله المونسنيور غالاغير منذ وقت قريب، وقال: "قرأت باهتمام بالغ المذكرة التي سلمتموها الى المونسنيور غالاغير، ونؤكد معكم فيها على ما ذكرتموه من أن لبنان يجب ان يبقى بلدا حرا، مستقلا وذا سيادة، والأب الأقدس يوصي دائما بضرورة العيش الاخوي والانساني معا في هذا البلد"، واشار الى ان "الاستقرار في لبنان من شأنه ان يساهم في استقرار المنطقة". وردا على اقتراح الرئيس عون ان يقوم الكرسي الرسولي بدعم انشاء صندوق وطني للبنان بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي "WFP"، ابدى الكاردينال بارولين تفهم الكرسي الرسولي للاقتراح وترحيبه به، وقال: "نحن سندرسه باهتمام وايجابية". ورحب بتأكيد الرئيس عون اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، فقال: "لدينا اسباب كثيرة للوقوف الى جانبكم، وهو ما يشدد عليه قداسة البابا في اكثر من مناسبة".

وفي ختام اللقاء، ودع رئيس الجمهورية والوفد المرافق بمثل ما استقبلوا به من مراسم حفاوة.

 

رئيس الجمهورية التقى مدير الفاو ومدير برنامج الأغذية العالمي وطلب دعم اقتراح انشاء صندوق دعم وطني للبنان برعاية الكرسي الرسولي ومضاعفة برامج المساعدات

وطنية/21 آذار/2022

 شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على "اهمية الاقتراح الذي تقدم به صباح اليوم، اثناء لقائه الحبر الأعظم البابا فرنسيس وأمين سر الدولة في حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، والقاضي بانشاء صندوق دعم وطني للبنان، تحت رعاية الكرسي الرسولي، طالبا دعم كل من مدير عام منظمة الأغذية والزراعة FAO كو دونغيي، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي WFP  دايفيد بايسلي لهذا الاقتراح". وكان رئيس الجمهورية التقى في مقر اقامته، في فندق Parco dei Principi في العاصمة الايطالية روما  كلا من دونغيي وبيزلي، في لقاءين منفصلين، بعد ظهر اليوم، حيث عرض لهما رؤيته لقيام هذا المشروع، الذي من شأنه ان يساهم في تقديم مساعدات مالية، ودعم تربوي وصحي لعدد كبير من اللبنانيين، اضافة الى تحسين شروط العيش الذي يعاني من صعوبات نتيجة الأزمة الاقتصادية الحادة التي يمر بها لبنان.

مدير عام ال"فاو"

وكان رئيس الجمهورية التقى مدير عام ال"فاو" عند الساعة الثالثة بتوقيت روما، حيث شكره على "العناية التي توليها المنظمة للبنان، لا سيما وان لبنان عضو مؤسس فيها، وهي كانت انشأت اول مكتب قطري لها بالعالم في لبنان العام 1977، كما ان الدكتور ادوار صوما شغل منصب مديرها العام لدورات ثلاث متتالية، من العام 1976 وحتى 1993". وإذ شكر الرئيس عون لدونغيي الدور الانساني والانمائي الكبير الذي تساهم فيه المنظمة في لبنان، فإنه اعتبر ان "الحاجة تتعاظم اليوم الى برامج المساعدة التي تقدمها المنظمة، لا سيما بعد الحرب في اوكرانيا وانعكاساتها على الأمن الغذائي العالمي".

وذكر رئيس الجمهورية السيد دونغيي ان "أكثر من ربع سكان اليوم هو من اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين، الأمر الذي يضاعف من وطأة الازمات المتتالية التي يعاني منها الشعب اللبناني، لا سيما بعد  تفشي وباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت، مشيرا الى ان الفقر اصبح يطاول 74% من مجموع السكان، وان المعاناة تطاول قطاعات اساسية كالصحة والتعليم، والخدمات العامة". من جهته، اكد دونغيي "مواصلة منظمة الفاو اهتمامها بلبنان، على الرغم من الظروف الدولية الصعبة، كاشفا انه سيجري اتصالات مع الدول الاعضاء في المنظمة، من اجل مضاعفة انتاجها للمواد الغذائية الاساسية وذلك بهدف مواجهة الاوضاع العالمية المستجدة نتيجة الحرب في اوكرانيا". ووعد دونغيي رئيس الجمهورية ايضا ب"مواصلة التنسيق مع الحكومة اللبنانية لتقديم ما يلزم للبنان. واعتبر ان اقتراح الرئيس عون الذي تقدم به اليوم سيؤخذ بعين الاعتبار لا سيما لجهة كيفية مساهمة المنظمة ضمن صلاحياتها فيه".

المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية 

كما استقبل الرئيس عون المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية دايفيد بيزلي، عند الرابعة من بعد الظهر بتوقيت روما، والذي كان التقاه في بيروت منذ قرابة 4 أشهر، اضافة الى لقائه به بعد ايام على انفجار بيروت، وشكره على "المساعدات التي قدمها البرنامج في حينه للبنان، والذي يقارب 12500 طن من القمح، الى مساعدات نقدية لنحو 86 الف شخص من ذوي الدخل المحدود". وشكر الرئيس عون بيزلي على "تقديم البرنامج مساعدات متتالية للبنان لمواجهة 4 ازمات رئيسية لا يزال يعاني من تداعياتها، وهي: ازمة النزوح السوري، والازمة الاقتصادية وجائحة كورونا، اضافة الى ما نجم عم انفجار مرفأ بيروت". وشدد على ان "لبنان اليوم يعاني ازمة اضافية في تأمين القمح، ناجمة عن الحرب في اوكرانيا، لا سيما بعد انفجار مرفأ بيروت وتدمير اهراءات القمح فيه". من جهته، اكد بيزلي ان "الوضع العالمي يزداد صعوبة نتيجة ما يجري في اوكرانيا"، مشددا على ان "البرنامج اضطر الى خفض المساعدات التي يقدمها في كل من اليمن وتشاد وسوريا وافغانستان"، الا انه كشف انه "اجرى اتصالات عدة بهدف مضاعفة المساعدات المالية ليتمكن البرنامج من مواصلة عمله، لا سيما في لبنان"، وشدد على ان "البرنامج لن يتردد في مساعدة لبنان"، ومشيرا الى ان "اقتراح الرئيس عون جدير بالدراسة وسيبقى موضع متابعة من قبل البرنامج بما يساهم في تحقيقه".

زيارة عمل الى ايطاليا

الى ذلك، يقوم رئيس الجمهورية غدا بزيارة عمل الى ايطاليا، يلتقي في خلالها نظيره الايطالي الرئيس سيرجيو ماتارييلا ويستعرض معه العلاقات الثنائية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك.

 

الراعي التقى شيخ الازهر وابو الغيط: ان يعيش لبنان كما هو اليوم منعزلا عن محيطيه الدولي والإقليمي ليس من صالح احد

وطنية/21 آذار/2022

يواصل البطريرك الماروني الاكردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الى مصر، واستهل اليوم الثالث منها بلقاء شيخ الازهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في مقر المشيخة، بحضور الشيخ حسن الصغير امين هيئة كبار علماء الازهر الشريف والشيخ سلامة جمعة داود رئيس قطاع المعاهد الازهرية.

 في بداية اللقاء رحب الطيب  بالراعي لافتا الى انه "يتابع مواقفه واخبار لبنان مبديا اسفه وحزنه الشديد على ما الت اليه الاوضاع فيه". وخلال البحث في دور الاديان واهمية وثيقة الاخوة الانسانية، كان "تأكيد على ان لا حل الا بالرجوع الى القيم الدينية التي تجمع بين الشعوب وتنشر السلام في صفوفهم على قاعدة ان العباد كلهم اخوة". كما كان توافق على "نبذ كل اشكال العنف والقتل والحروب والتطرف والاصوليات". في ختام الزيارة ابدى الراعي رغبته بان يقوم شيخ الازهر بزيارة للبنان، موضحا انه "سيتابع مع المرجعيات المعنية موضوع هذه الزيارة التي تكتسب اهمية خاصة لجهة نشر وتفعيل وثيقة الاخوة الانسانية في لبنان والمنطقة".  وبعد اللقاء لفت الراعي الى انه "تم التطرق الى الوثيقة التاريخية الأخوة الإنسانية والعلاقات الأخوية والتعايش المسيحي الإسلامي ودور الكنيسة المارونية والكاثوليكية والأزهر في تكريس سبل المحبة والسلام والعيش المشترك".  بعد ذلك توجه الراعي الى مقر جامعة الدول العربية يرافقه السفير اللبناني علي الحلبي والمطران جورج شيحان والمحامي وليد غياض، حيث كان لقاء مع امين عام جامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط،  في حضور الامين العام المساعد السفير حسام زكيوقد دار البحث حول اوضاع لبنان ودور الجامعة العربية تجاهه وهو عضو مؤسس وفاعل فيها.

 وبعد اللقاء قال الراعي امام الاعلاميين: "لقد تشرفنا بهذه الزيارة مع سفير لبنان المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية والمطران جورج شيحان والوفد المرافق. نحن اليوم نزور الأمين العام الذي لديه حب كبير للبنان، ولقد لمسنا كيف يتحدث عن لبنان بعاطفة. تشاركنا معه في قضايا كثيرة هو يعيشها بكل مضامينها، ولكون لبنان عضو ملتزم ومؤسس في جامعة الدول العربية فله محبة خاصة. ولقد عبر الأمين العام عن قدرة لبنان بتاريخه وحضارته وشعبه وثقافته وفكره النير استعادة قواه وان يكون هذا العضو الفاعل".  وتابع:" نحن لا نريد ابدا ان يكون لبنان عالة على احد، بل نريده بلدا يعضد ويساعد ويلعب دورا ويؤدي رسالته. ولأنه يمر بصعوبات فهو يلجأ للأصدقاء، لذلك نطلب من الإعلاميين ابراز وجه لبنان والتركيز على الإيجابيات بعيدا عن أولئك الذين ينشرون أخبارا كاذبة. وعلى الرغم من هذا يبقى هناك اصوات مأجورة يدفع لها من هنا ومن هناك وقد اعتدنا على الأمر، ونأسف لوجود وسائل تواصل اجتماعي تفبرك اخبارا كاذبة. وهنا رأينا خريطة الوطن العربي داخل أحدى القاعات تظهر فيها الدول العربية من دون حدود. لقد طرحنا قضية لبنان الأساسية العودة الى دوره وضرورة حياده، حيث يكون خيرا كل اللبنانيين فيكون فاعلا ومساعدا فيخدم كل ابنائه من دون استثناء، حتى يمكنه القيام بدوره واستعادة مكانته، اما ان يعيش لبنان كما هو اليوم منعزلا عن محيطيه الدولي والإقليمي فهذا ليس من صالح احد".

بيان الجامعة العربية

وعلى اثر اللقاء اصدرت الجامعة العربية بيانا صحفيا جاء فيه: "في زيارة هي الاولي من نوعها، استقبل السيد أحمد ابو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، ظهر اليوم 21 مارس بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي،  بطريرك انطاكية وسائر المشرق للموارنة الذي يزور مصر حاليا. وأعرب الأمين العام لغبطة البطريرك عن تقديره للدور الوطني المحترم الذي يقوم به في سبيل الحفاظ على السلم الأهلي في لبنان وترسيخ الوحدة الوطنية وايجاد حالة من التواصل الايجابي بين مختلف المكونات اللبنانية. كما أكد أبو الغيط خلال اللقاء علي دعمه وتأييده لدعوة البطريرك الي تحييد لبنان عن النزاعات والصراعات الاقليمية بما يحافظ علي السلم الاهلي في لبنان ويحفظ الاستقرار ويفتح الطريق امام التعافي الاقتصادي الضروري. كما تناول اللقاء مجمل الأوضاع في لبنان، بما في ذلك الانتخابات النيابية المقررة في 15 مايو القادم، وعلى أهمية الاسراع في اتخاذ الخطوات اللازمة للقيام بالاصلاحات الاقتصادية والمالية الضرورية لإخراج لبنان من الأزمة الحالية وتخفيف المعاناة التي يمر بها الشعب اللبناني. كما أعرب غبطة البطريرك الراعي للأمين العام عن سعادته بزيارة الجامعة للمرة الاولي وعن تقديره لحرص الجامعة العربية على دعم لبنان ومواكبته في مواجهة التحديات الراهنة، ووقوفها مع الشعب اللبناني في محنته، وحرصها علي مساندة لبنان في التمسك بهويته العربية".

 

الراعي: لا نريد أن يكون لبنان عالة على أحد

وكالات/21 آذار/2022

أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي انه يعنينا بأن يكون لبنان عضواً فاعلاً في جامعة الدول العربية، مشددا على اننا “لا نريد أن يكون لبنان عالة على أحد، بل نريده أن يكون مساعداً ويلعب دوراً ويؤدّي رسالته واليوم لبنان يمرّ بمرض، ويجب أن يلجأ إلى الأصدقاء وهذا ما نفعله اليوم”.

وقال الراعي بعد لقائه الأمين عام لجامعة الدّول العربية أحمد أبو الغيط: “إنّ هذه الزيارة سمحت لنا التعبير عن محبتنا وتقديرنا للجامعة وهي بيتنا، وتسمح لنا بالعيش ضمن بيت العائلة العربية التي لبنان جزءاً مُهمّاً منها”. واضاف: “نزور شخصاً لديه حب كبير للبنان ولمسنا كيف يتحدّث عنه بعاطفة وبهمّ لخروجه ممّا هو عليه، وتكلّمنا عن مختلف القضايا ووضعناها في قلبه”. كذلك أعرب الأمين العام للراعي عن تقديره للدور الوطني المحترم الذي يقوم به في سبيل الحفاظ على السلم الأهلي في لبنان وترسيخ الوحدة الوطنية وايجاد حالة من التواصل الايجابي بين مختلف المكونات اللبنانية. وأكد أبو الغيط خلال اللقاء علي دعمه وتأييده لدعوة البطريرك الي تحييد لبنان عن النزاعات والصراعات الاقليمية بما يحافظ علي السلم الاهلي في لبنان ويحفظ الاستقرار ويفتح الطريق امام التعافي الاقتصادي الضروري. وتناول اللقاء مجمل الأوضاع في لبنان، بما في ذلك الانتخابات النيابية المقررة في 15 مايو القادم، وعلى أهمية الاسراع في اتخاذ الخطوات اللازمة للقيام بالاصلاحات الاقتصادية والمالية الضرورية لإخراج لبنان من الأزمة الحالية وتخفيف المعاناة التي يمر بها الشعب اللبناني، بحسب بيان حامعة الدول العربية. وأعرب البطريرك الراعي للأمين العام عن سعادته بزيارة الجامعة للمرة الاولي وعن تقديره لحرص الجامعة العربية على دعم لبنان ومواكبته في مواجهة التحديات الراهنة، ووقوفها مع الشعب اللبناني في محنته، وحرصها على مساندة لبنان في التمسك بهويته العربية.

 

الراعي ترأس قداسا لمرور 50 عاما على بناء كابيلا القديسة ريتا في مصر الجديدة: لمسنا لدى السيسي اهتماما بلبنان وبضرورة إجراء الانتخابات في مواعيدها

وطنية/21 آذار/2022

يواصل البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي زيارته الى مصر وقد احتفل مساء أمس الاحد 20 آذار 2022، بالذبيحة الالهية في كنيسة مار مارون لمناسبة مرور خمسين سنة على بناء كابيلا القديسة ريتا للاباء المريميين في مصر الجديدة.

عاون البطريرك في القداس راعي الابرشية المطران جورج شيحان، الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الاباتي بيار نجم، رئيس الرسالة في مصر الاب نبيل رفول، بالاضافة الى لفيف من الاباء،  ومشاركة السفير البابوي في مصر المونسنيور نيكولا تيفنان ورؤساء الكنائس في القاهرة والسفير اللبناني علي الحلبي وحشد من المؤمنين.

نجم

في مستهل القداس ألقى الأباتي نجم كلمة ترحيب اعتبر فيها أن "الرهبانية المارونية المريمية التي تفتخر بالبطريرك الراعي ابنا وسليلا كانت من اوائل الرهبانيات التي انطلقت لخدمة الموارنة في الرسالات وقد حضرت الى مصر عام 1745، وهي تعاهد الرب امام غبطته باكمال المسيرة بالامانة والبذل بصلوات امنا مريم شفيعة الرهبانية من اجل خلاص النفوس". بعد تلاوة الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "ايمانك احياك... يكفي ان تؤمن فتحيا ابنتك"، قال فيها: "للمرأة التي جاءت خلسة من وراء يسوع، لتلمس طرف ردائه، ايماناً بأنها ستشفى من نزيف دمها الذي كانت تعاني منه منذ اثنتي عشرة سنة وقد انفقت كل اموالها من دون جدوى، قال يسوع: " إيمانك خلصك، اذهبي بسلام". وليئيرس الذي جاء يلتمس بإيمان من يسوع شفاء ابنته الصبية البالغة اثنتي عشرة سنة والمشرفة على الموت، وقد علم قبيل وصوله انها ماتت، قال له يسوع:" لا تخف، يكفي أن تؤمن فتحيا ابنتكَ". هكذا بقوة هذا الإيمان، أقامها الرب يسوع من الموت". أضاف: "يسعدني أن احتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية، مع سيادة راعي الابرشية المطران جورج شيحان، وقدس الاباتي بيار نجم الآتي خصيصا من لبنان، واشكره على الكلمة اللطيفة التي القاها. أحييكم جميعا وأحيي إخوتي في الرهبانية المارونية المريمية المتعاقبين منذ عام 1745 في خدمة الرسالة وصولا إلى رئيسها عزيزنا الاب نبيل رفول ومعاونه عزيزنا الاب طارق مشعلاني. نصلي من اجل كل الذين لهم تعب في هذه الرسالة فاذكر بالخير الاحياء منهم، وبالتماس الراحة الأبدية للذين سبقونا إلى بيت الآب. في هذه المناسبة نحيي ذكرى مرور خمسين عاما على بناء كابيلا القديسة ريتا، حبيب قلوب المؤمنين والمؤمنات". وتابع: "يقدم لنا إنجيل هذا الأحد آيتين تختصان بالمرأة: شفاء المرأة النازفة منذ اثنتي عشرة سنة، ولم يستطع اي طبيب شفاءها: وقيامة صبية ابنة اثنتي عشرة سنة من الموت. هذا دليل على ما كان عند يسوع من تقدير للمرأة، وقد عرف كرامتها وحنانها وحضورها الفاعل في العائلة والمجتمع، من خلال وجه امه مريم الكلية القداسة. جميلة الذكرى في ليلة عيد الأم، فنصلي من أجل كل أم، لكي يغدق الله عليها نعمه، ونجعلها تعيش حياة سعيدة، ويعزي قلبها في المحن والشدائد والصعوبات من اي نوع كانت".

وقال: "القديسة ريتا، شفيعة الكابيلا التي نحتفل بمرور خمسين سنة على بنائها، هي مثال كل أم امتحنتها مصاعب الحياة. عاشت حياة صعبة مع زوجها الذي افتعل مشاكل عدة في محيطه حتى قتل. وكان ولداها يسعيان للاخذ بالثأر. فكانت تقول لهما لا يحق لكما ان ترتكبا خطيئة القتل التي ينهي عنها الله. واذ ظلا مصممين على الأخذ بالثأر، طلبت من الله ان يموتا قبل ارتكاب هذه الخطيئة العظيمة. فمرضا الواحد تلو الآخر وفارقا الحياة. لكن الألم اعتصر قلب الأم. فكانت الأم الأرملة بموت زوجها، والأم الثكلى بموت ابنيها. لكنها صمدت وثبتت على صخرة الإيمان. وفتحت قلبها على سماع صوت الله الذي دعاها للترهب. فتقدست في حياتها الرهبانية، وطبع الله جبينها بجرح سر الفداء وأضحت في التقوى الشعبية شفيعة الامور المستعصية. إن سرها كان ايمانها، مثل المرأة النازفة ويئيرس". أضاف: "الإيمان لغتنا مع الله، ومفتاح ما نلتمس منه. انه يقرأ إيماننا كما هو في قلوبنا. المرأة النازفة لم تطلب شفاءها بالكلام بل بالفعل الناطق والمعبر عن ايمانها. يئيرس التمس شفاء ابنته لا قيامتها من الموت. وعندما قال له يسوع "لا تخف، يكفي ان تؤمن فتحيا ابنتك"، آمن وترك يسوع يواصل طريقه الى بيته. فكانت المعجزة. نحن نلتمس مثل هذا الإيمان الصامد بالرجاء على الرغم من كل ما يعاكسه. القديس بولس يدعونا الى "الرجاء ضد كل رجاء". فقيمة الايمان هو الثبات فيه خلال المحن". وقال: "أسعدت وتشرفت صباح اليوم (أمس) مع سفيرنا في القاهرة بزيارة  فخامة رئيس الجمهورية المصرية عبد الفتاح السيسي فشكرته باسم اللبنانيين على المساعدات المتنوعة والسخية التي ارسلها الى شعبنا ومؤسساتنا، بعد تفجير مرفأ بيروت، وعلى الإفساح في المجال امام اللبنانيين للعمل وإنشاء شركات في مصر العزيزة، وعلى فتح الأسواق المصرية للتفاح اللبناني، وعلى وساطته الدائمة لصالح لبنان، وبخاصة لعودة العلاقات الطبيعية مع المملكة العربية السعودية وبلدان الخليج، ولمسنا لديه اهتماما خاصا بالقضية اللبنانية وبضرورة إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في مواعيدها الدستورية"، آملا أن "تكون فرصة للتغيير. وتحدثنا عن إمكانيات الحلول للأزمة السياسية في لبنان التي هي في أساس الأزمات الاقتصادية والأمنية والمصرفية والمالية والاجتماعية. وأود أن أتوجه معكم بالتحية الى فخامته شاكرين له محبته للبنان وشعبه". 

أضاف: "كما لمسنا من ناحية أخرى، كم ان الشعب المصري محب للبنان، ومتألم للحالة التي وصل إليها، ويرغب من صميم القلب خروجه منها. وإني أحيي اللبنانيين الآتين حديثا الى مصر بهدف تحقيق ذواتهم، وهم يخلصون، مثل الذين سبقوهم، لمصر المضيافة، ولسلطاتها ولشعبها ويقدمون مساهمتهم في انمائها وتقدمها في كل القطاعات من خلال ما حباهم الله من فكر نير وخلاق". وختم: "نصلي كي نصمد دائما في الإيمان وبخاصة في ظروفنا الصعبة، ملتمسين من الله ازدهار مصر ونهوض وطننا لبنان من ازماته، فيستعيد دوره ورسالته وسط الأسرتين العربية والدولية. وليتمجد الله في كل ذلك. آمين".

وكان البطريرك الراعي قد زار ظهر اليوم دير راهبات قلب يسوع المصريات في القاهرة حيث كان في استقباله بطريرك الاسكندرية للاقباط الكاثوليك ابراهيم اسحق ورئيسة الدير الام ماري ناديا سعيد وجمهور الراهبات.

 

ميقاتي اكد التزام الحكومة إعادة العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي الى طبيعتها

الوكالة الوطنية للإعلام/21 آذار/2022

أعلن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "التزام الحكومة إعادة العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي الى طبيعتها"، مشددا على" أن الاتصال الذي جرى بينه وبين وزير خارجية دولة الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح يصب في هذا الاطار". ولفت الى"سلسلة مناشدات وصلته من مختلف القيادات السياسية والروحية والاقتصادية في هذا الاطار". وقال في بيان"أجدد إلتزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التَّعاون مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التَّعاون الخليجي،وعلى التزام لبنان كل قرارات جامعة الدول العربية والشرعية الدولية، والتزام العمل الجدي والفعلي لمتابعة واستكمال تنفيذ مندرجاتها بما يضمن السِّلم الأهلي والاستقرارالوطني للبنان وتحصين وحدته". وشدد على "ضرورة وقف كل الانشطة السياسية والعسكرية والامنية والاعلامية التي تمس سيادة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وامنها واستقرارها والتي تنطلق من لبنان". وجدد" التزام اتخاذ الإجراءات كافة  لمنع تهريب الممنوعات وخصوصا المخدرات إلى المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل مباشر أو غير مباشر والتشديد على كل المنافذ". وأكد" التزام لبنان اتفاقية الرياض للتَّعاون القضائي وتسليم المطلوبين إلى المملكة العربية السعودية"، وشدد على "أن الحكومة اللبنانية ستعمل على منع استخدام القنوات المالية والمصرفية اللبنانية لإجراء أي تعاملات مالية قد يترتب عليها اضرارا بأمن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي". كما شدد على "التزام ما تضمنته بنود المبادرة الكويتية".

 

"لقاء سيدة الجبل": وجود البطريرك في الجامعة العربية يؤكد رفض اللبنانيين تحالف الاقليات

الوكالة الوطنية للإعلام/21 آذار/2022

اعلن "لقاء سيدة الجبل" في بيان على اثر إجتماعه الدوري "ان "اللقاء" ينظر إلى سيل الأحداث الأمنية المتفرقة والمتكررة وصولا إلى الأزمة المعيشية المتفاقمة والتي وضعت لبنان على حافة الفقر، وفقا لتقارير الأمم المتحدة، مرورا بالإستخدام الإنتقائي والإرتجالي لبعض النفوذ القضائي في قضايا كيدية، ويعتبر أن كل ما يحصل إنما يهدف إلى إسقاط الدستور وإتفاق الطائف تمهيدا لمؤتمر تأسيسي يريده "حزب الله" وحلفاؤه على قاعدة موازين القوى المستجدة بتنامي ترسانة الأسلحة الصاروخية، إضافة إلى وضع لبنان على خط التماس مع قضايا إقليمية ودولية تفوق قدرة لبنان واللبنانيين على تحملها". ولاحظ ان "السلطة أمام هذه الأزمة التاريخية غير المسبوقة لم تقم، منذ عامين ونصف عام على الإنهيار بأي سياسة إصلاحية وبقي إهتمامها محصورا بالمحاصصة والسرقة والأمور الفرعية". وقدر "اللقاء" زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لجامعة الدول العربية طالبا دعم الإخوة العرب للبنان الذي ساهم في تأسيس الأسرة العربية منذ العام 1945". وفي الختام قال: "إن وجود بطريرك الموارنة في الجامعة العربية يؤكد رفض اللبنانيين لنظرية تحالف الأقليات، ويؤكد ايضا تمسكهم وخيارهم الواضح تجاه العيش المشترك ونهائية لبنان وعروبته". وشارك في الإجتماع الذي عقد إلكترونيا: أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أمين محمد بشير، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جورج كلاس، جوزف كرم، حسن عبود، حبيب خوري، خليل طوبيا، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كبارة، رودي نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سوزي زيادة، سعد كيوان، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطاالله، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، فيروز جودية، فتحي اليافي، لينا التنير، ماجدة الحاج، ماجد كرم، منى فياض، مياد حيدر، نورما رزق، نبيل يزبك، نيللي قنديل، وعطاالله وهبة.

 

غصّة وحيرة وحزن في وداع ميشال مكتّف... البطريرك العبسي: كان رجل قناعات ومبادئ إنجيلية قوية ثابتة

نداء الوطن/21 آذار/2022

بكى محبّو ناشر صحيفة «نداء الوطن» ميشال مكتف، مع عائلتيه الصغيرة والكبيرة وأصدقائه، في وداعه أمس. وترأس الصلاة الجنائزية عن نفسه بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، في مطرانية بيروت، عاونه المطارنة جورج بقعوني، كيرلس سليم بسترس، يوسف كلاس وأنطوان نجم، رئيس عام الرهبنة الشويرية الارشمندريت برنارد توما وحشد من الرؤساء العامين والكهنة، في حضور أهل الفقيد وعائلته، إضافة إلى الرئيس أمين الجميل وعقيلته جويس، النائبين نزيه نجم وإدي أبي اللمع، رئيس حزب الكتائب سامي الجميل وعقيلته كارن وشخصيات.

كلمة العبسي

وبعد الإنجيل المقدس، ألقى العبسي كلمة قال فيها: «نجتمع اليوم لنودّع بالصلاة الابن المحبوب والصديق العزيز والأخ الغيور ميشال مكتف الذي ناداه الله تعالى إليه منذ يومين، فانتقل بلمحة بصر، من دون وداع، تاركاً في القلب غصة وفي العقل حيرة من أمر هذا السرّ، سرّ الموت المحتّم على كل بشر، والذي لا مفرّ لإنسان منه، ولكن تاركاً خصوصاً في القلب إيماناً بأن هذا الموت، الذي رأى القديس بولس فيه آخر عدوّ للإنسان، قد انتصر عليه السيد المسيح ووطئه وكسر شوكته إلى لا رجعة بقيامته من بين الأموات».

أضاف: «اجتمعنا لنودّع هذه الأمانة، ابننا ميشال، بين اليدين اللتين جبلتاه، يدي الخالق، على رجاء أن يدخل اليوم إلى الفرح الإلهي الذي وعد به الرب يسوع المؤمنين به، على رجاء أن يكون استعاد الصورة الإلهية التي خلق عليها، الصورة التي وإن يكن الضعف البشري قد يكون أصابها في مسيرتها على الأرض، إلا أنها تبقى إلى الأبد جميلة ومحبوبة في عيني الله الذي قال عنها حين أبدعها إنها جميلة جداً. هذا ما جمعنا في هذه الساعة الخاشعة. أن نصلي من أجل ميشال. ومع صلاتنا من أجل ميشال نصلي أيضاً من أجل أنفسنا نحن المحزونين بفراقه، لأن القديس يعقوب يعلمنا في رسالته قائلاً: «إن كان فيكم محزون فليصلِ»، ولأن الرب يسوع صلّى في ليلة آلامه قبل الذهاب إلى الموت وطلب أيضاً من التلاميذ أن يصلّوا معه. فلنصلِّ إذن اليوم أيها الأحباء ونحن نفكر في حضرة ابننا ميشال لأن الصلاة هي التي تضيء أشياء وأمور حياتنا وعلى ضوئها نرى كيف عاش المنتقل حياته المسيحية».

وتابع: «ما عرفناه بشكل عام عن ميشال أنه كان رجل أعمال ناجحاً. لكن ميشال، كما عرفته عن كثب وعرفه الكثيرون أيضاً كان رجل قناعات ومبادئ إنجيلية قوية ثابتة صقلت شخصيّته ورسمت طبيعته الفرحة والمحبّة. نشأ وتربّى في عائلة مسيحية عريقة فكان الإنسان المؤمن الغيور على كنيسته وعلى بهائها، الحاني على الضعفاء والمحتاجين فيها، يعطي من دون أن تعلم اليسار ما تفعل اليمين، ومن دون أن ينتظر المديح والشكر، لأن بذلك فضله كما علّمنا السيد المسيح ولأن بذلك طريقه إلى الفرح الإنجيلي. من عرف ميشال رأى فيه أيضاً رجلاً وطنياً مخلصاً ومحباً للبنان، سعى بشتّى الطرق لكي يبقى لبنان سيداً وحرّاً.

متفائل رغم كلّ شيء

في لقائي الأخير معه، منذ حوالى شهر، أفصح لي عن تفاؤله بمستقبل لبنان وعن قناعته بأن الغيمة السوداء التي تعتّم على اللبنانيين سوف تمرّ وسوف يعود البلد إلى عافيته. كان كلامه مستغرباً لكثرة ما تبعث الأحداث التي تجري في هذه الأيام على التشاؤم، وبسبب ما كان لحقه من أذى من الحملة الدعائية التي تعرّض لها. لكن ميشال ظلّ متفائلاً رغم كل شيء لأن تفاؤله هذا كان ينبع من إيمانه ومن رجائه بضرورة الحفاظ على لبنان كبلد حرّ، فيه من المساحة ما يسع جميع أبنائه. هذا الإيمان عينه الذي كان له بلبنان دفعه إلى خوض ميدان السياسة عبر الترشح لدخول الندوة البرلمانية كتعبير عن قناعته بأن على الجميع أن يبادروا لمنع لبنان من الانهيار. كذلك دفعه إيمانه هذا للدخول في ميدان الصحافة عبر جريدة «نداء الوطن» التي أرادها مساحة للكتابة الحرّة وللتفكير الحرّ وللرأي الحرّ الذي يعبّر عنه باحتراف واحترام».

وقال: «لكن من عرف ميشال معرفة أعمق رأى فيه خصوصاً الإنسان المخلص لعائلته الحاضر معها والداعم لها. لم يكن فقط الأب بل كان أيضاً الصديق والسند. زرع في أولاده حبّ الكنيسة وحبّ الوطن. زرع فيهم الإيمان والرجاء والتفاؤل. وزرع فيهم بشكل خاص الفرح الذي عرف عنه والعزيمة الشديدة حتى في أصعب العقبات. حزننا اليوم عميق لأن الفراغ الذي تركه ميشال كبير جداً. لكن حزننا ليس كباقي الناس الذين لا رجاء لهم لأن يسوع معنا، يسوع الذي قال لنا لا تخافوا لقد غلبت العالم، يسوع الذي قال لمرتا ومريم أنا القيامة والحياة من آمن بي فلن يذوق الموت إلى الأبد. ميشال نفسه يدعونا إلى أن نتحلّى بالإيمان الذي تحلّى به هو. ميشال يؤكد لنا أنه في هذا اليوم الذي ننهي فيه فصل الشتاء قد انتقل من شتاء الأرض إلى ربيع السماء، وأنه يرتاح مع يسوع الحبيب الذي قال «تعالوا إليّ أيها المتعبون والمثقلو القلوب وأنا أريحكم».

وختم العبسي: «الإرث الذي يتركه ميشال لعائلته كبير والوفاء لميشال دافع لمتابعة مسيرته ولعيش قناعاته المسيحية والإنسانية التي عاشها وتعب من أجلها. لا ندع الخوف يتسلل إلى قلوبنا، فميشال، ولو غاب في الجسد إلا أنه حاضر في الزمن الإلهي مع السيد المسيح، ونحن نعيش الشركة معه من خلال الصلاة كما تعلمنا الكنيسة أمنا. وما دام ميشال في قلبنا وما دامت محبته فينا فهو حيّ أبداً. باسم أخي سيادة المطران جورج بقعوني راعي الأبرشية الجزيل الاحترام، وباسم الآباء الأجلّاء المشاركين في الصلاة، وباسم الأقارب والأصدقاء والحاضرين، أقدم التعزية الخالصة لزوجته الكريمة ولأولاده المحبوبين ولإخوته وعائلاتهم وجميع أفراد الأسرة. وأسأل الله تعالى أن يتغمّد ابننا ميشال بواسع رحمته وأن يفرحه في نور القيامة الذي لا يغرب مع الأبرار والصديقين. آمين».

وألقى نجل الفقيد، كريم، كلمة باسم العائلة، عبّر فيها عن فخره بوالده «الذي علمنا حب الناس والصدق والدفاع عن المظلوم والتواضع والكرامة وحب الحياة».

أما شقيق الفقيد، روني، فألقى كلمة تحدّث فيها عن مزايا الراحل «والمحبة والاهتمام اللذين كان يكنّهما لعائلته».

 

500 طن مساعدات غذائية من تركيا إلى القوى ألأمنية

الوكالة الوطنية للإعلام/21 آذار/2022

وصلت السفينة Dada star الى حوض مرفأ طرابلس، محملة ب 326 طنا من المواد الغذائية المختلفة، أولى دفعات هبة تركية الى لبنان على أن تاتي الدفعة الثانية الاسبوع المقبل. والهبة تقدر بأكثر من 500 طن من المواد الغذائية، على سفينة انطلقت من مرفأ مرسين وسيتم توزيع ما تحمل من المواد الغذائية على الأجهزة الأمنية العاملة ضمن وزارة الداخلية من قوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة ودفاع مدني.   وكان في استقبالها السفير التركي في لبنان باريش أولصوي، الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، العميد سامي ناصيف عن وزارة الداخلية، قائد منطقة الشمال الاقليمية لقوى الامن الداخلي العقيد يوسف درويش، المدير الاقليمي لأمن الدولة في الشمال العقيد ايمن سنو، رئيس دائرة الامن العام في الشمال المقدم عازار الشامي، رئيس أمن المرفأ المقدم خالد المحمد، رئيس مركز أمن عام المرفأ الرائد غيث اليوسف، مدير عام وزارة النقل مدير مرفأ طرابلس الدكتور أحمد تامر ممثلا بالمهندس عبد الرحمن هاجر، ورئيس العمال في المرفأ احمد السعيد، وعدد من الوكلاء البحريين وعمال الجمارك وقادة الأجهزة الأمنية الشمالية. وألقى اللواء خير كلمة للمناسبة، قال فيها: "شرفني دولة رئيس مجلس الوزراء الاستاذ نجيب ميقاتي باستقبال السفينة التركية التي تحمل 500 طنا من المواد الغذائية لصالح الاجهزة الامنية العاملة ضمن وزارة الداخلية وهي: قوى الامن الداخلي والامن العام وأمن الدولة والدفاع المدني.  تشكل هذه الهبة أول الغيث من سلسلة مساعدات تركية سوف تصل تباعا الى لبنان، وهي تدل على عمق العلاقات الاخوية بين البلدين اللذين تربطهما أواصر محبة واخوة وتعاون ضاربة في عمق التاريخ، فلتركيا مكانة كبرى في قلوب اللبنانيين، وكذلك الحال بالنسبة للبنان في قلوب الاتراك". أضاف: "لقد جاءت هذه الهبة بمساع بذلها دولة الرئيس نجيب ميقاتي في زيارته الاخيرة الى تركيا على رأس وفد وزاري، واللقاء المثمر الذي عقده مع سيادة الرئيس رجب طيب اردوغان الذي احاط دولة الرئيس والوفد المرافق بحفاوة بالغة. وقد كانت نتائج الزيارة ايجابية ومثمرة إن لجهة المبادرة التركية التي سمحت بإعادة تصدير الخردة من لبنان الى تركيا بعد توقف دام سنوات، وهذ من شأنه ان يرفد الخزينة اللبنانية بأكثر من مئة مليون دولار سنويا، او بالهبة التركية التي وصلت اليوم والتي ستليها مساعدات إضافية لاحقة".

  وتابع خير: "إن لبنان يحتاج اليوم الى كل المبادرات الخيرية، والى وقوف كل اصدقائه واشقائه الى جانبه لمواجهة الأزمات التي يعاني منها، ونحن نتوانى عن بذل كل الجهود في سبيل مساعدة المواطنين في كل المناطق في الهيئة العليا للاغاثة وبتوجيهات من دولة الرئيس نجيب ميقاتي لتلبية الحاجات وتقديم المساعدات سيما في ظل العاصفة الثلجية واقفال الطرقات، سواء من خلال الهبات التي تصل الى لبنان او عبر الاموال التي ترصدها الحكومة للهيئة في هذا الظرف الدقيق والعصيب. إاننا اذ نشكر الدولة التركية على هذه الهبة الغذائية لأجهزتنا الأمنية، نشد على أيدي سعادة السفير الصديق باريش اولصوي راجين منه المزيد من التعاون".  أما السفير اولصوي فقال: "أنا سعيد للغاية ومتحمس لوجودي هنا اليوم في ميناء طرابلس لأشهد نموذجا ملموسا جديدا لتضامن تركيا مع لبنان الصديق والشقيق. وصل إلى لبنان الجزء الأول من 524 طنا من مواد المساعدات الإنسانية، والتي تم إعدادها بتنسيق من رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ (AFAD) التابعة لوزارة الداخلية لدينا، بتعليمات من رئيسنا الموقر رجب طيب أردوغان. سنقوم بتسليم هذه المواد المساعدة، على متن 15 شاحنة من طراز TIR، إلى السلطات اللبنانية مع احتفالنا اليوم. تم إرسال حزمة المساعدات هذه، التي تشمل حليب الأطفال والمواد الغذائية، لتلبية الاحتياجات الأساسية العاجلة لأفراد الأجهزة الأمنية اللبنانية.  نتوقع وصول الأسطول الإضافي الثاني المكون من 18 شاحنة نقل إلى طرابلس قبل نهاية هذا الأسبوع، ليتم توزيعها مرة أخرى على أفراد الأجهزة الأمنية اللبنانية وعائلاتهم".  

أضاف: "إن تركيا التي لا ترى أن أمن لبنان واستقراره يختلفان عن أمنها واستقرارها، تولي أهمية كبيرة لدعم المؤسسات الأمنية وأعضائها في مواجهة الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة في لبنان. وهذه المساعدة، التي وصلت إلى أول طرف لها في طرابلس اليوم، هي دليل ملموس جديد على أن التزام تركيا بدعم الدولة والشعب اللبنانيين لا يزال قائما. كصديق للأزمنة الحالكة، لن تترك تركيا إخوانها اللبنانيين وحدهم في أوقاتهم الصعبة، ليس فقط مع مؤسسات الدولة ولكن أيضا مع المنظمات غير الحكومية. مرة أخرى، وبتنسيق من إدارة الكوارث والطوارئ، ستنقل "سفينة الخير" إلى طرابلس 1000 طن من المساعدات الإنسانية، تتكون من مواد غذائية ودقيق، تم إعدادها بدعم ومساهمات من المنظمات غير الحكومية التركية، قبل شهر رمضان المقبل وتسليمها للمحتاجين في لبنان. وهذه المساعدات، كعادتها، ستوزع دون توقع أي مقابل، لتشمل كل لبنان وكل مكونات الشعب اللبناني".   وختم: "تشترك تركيا في تاريخ عميق الجذور وعلاقات ثقافية عميقة مع لبنان، فضلا عن جغرافيا ومصير مشتركين. لقد وقفت تركيا على الدوام، بدولتها وشعبها، إلى جانب أشقائنا وأخواتنا اللبنانيين دون تمييز. إن رغبة تركيا الكبرى في المساهمة في التخفيف والقضاء على المشاكل الناجمة عن الصعوبات الاستثنائية التي يعيشها لبنان في السنوات القليلة الماضية.  لدينا ثقة كاملة في أن لبنان سيتغلب على هذه الفترة المضطربة التي يمر بها. تركيا لديها أجندة واحدة فقط في لبنان: الإسهام في إحلال السلام والطمأنينة والرفاهية لأشقائها اللبنانيين ودعم أمن لبنان واستقراره وسيادته. ستواصل القيام بدورها من أجل رفاهية ورفاهية لبنان الصديق والشقيق". وفي الختام ألقى السعيد كلمة قال فيها: "تتقدم نقابة عمال وأجراء مرفأ طرابلس باسمها وباسم جميع الاعضاء وأرباب العمل و العاملين في المرفأ بجزيل الشكر من رئيس الدولة التركية رجب طيب اردوغان وجمعية "آفاد" على المساعدات المقدمة للدولة اللبنانية".  وختم: "لا بد ان نشكر ايضا دور الجيش اللبناني و الامن العام و الجمارك اللبنانية على جهودهم في هذا العمل الانساني الكبير. ألف تحية لجميع القادة والعناصر والقادة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 21 و 22 آذار/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 21 آذار/2022

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/107189/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1367/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/March 21/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/107191/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-march-21-2022/

#LCCC_English_News_Bulletin