المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 حزيران/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.june07.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَنْتُم تَسْجُدُونَ لِمَا لا تَعْلَمُون، ونَحْنُ نَسْجُدُ لِمَا نَعْلَم

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/قماشة أبو سلة وبري ونصرالله وكل أصحاب شركات احزابنا الزفت هي واحدة

الياس بجاني/كلما وقع حزب الشيطان في ضيقة تهب وسائل الإعلام الإسرائيلية لدعمه وتلميع صورته ونفخ ريشه والتغني بقدراته العسكرية

الياس بجاني/لا حلول في لبنان قبل استئصال سرطان ووباء حزب الشيطان

الياس بجاني/الإنتخابات بظل احتلال حزب الله خدعة حاكها كل من شارك فيها

 

عناوين الأخبار اللبنانية

دولة “أبو سلِّة”… وحصانة غازي زعيتر/جان الفغالي/هنا لبنان

لبنان يطلب عودة المفاوض الأميركي لكبح التصعيد مع إسرائيل

"حزب الله" أعلن الاستنفار وأكد عدم تردده في تنفيذ تهديداته بقصف سفينة التنقيب

إسرائيل تحذّر لبنان... وإعلان حرب!

اسرائيل دخلت.. هل نحنُ أمام اجتياح جديد؟

اسرار الصحف اللبنانية اليوم الإثنين 06-06-2022

عناوين الصّحف الصادرة اليوم الإثنين 06-06-2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 06/06/2022

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ثلاثة سيناريوهات متوقعة للمرحلة المقبلة

حق اللّبنانيين بالغاز والنفط مهدّد!

جنبلاط يحرم "حزب الله" من التفرّد بأهمّ "ورقة سياسية"

الجيش اللبناني يستكمل حربه على تجار المخدرات

الإعلام اللبناني يفقد «العدالة» بالمال والتوجيه السياسي وتبدل في مفاهيم الاتصال بين الناخب والمرشح وإخلال بالمساواة بين المتنافسين

تأجيل استشارات الحكومة اللبنانية يثير تساؤلات... وموعدها في عهدة باسيل

ميقاتي لـ«الشرق الأوسط»: لن أكون رئيساً لتمديد الأزمة وهذه شروطي للإنقاذ

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

استهدف مواقع لإيران وحزب الله.. هجوم إسرائيلي على دمشق

دول الخليج تُصنِّف 13 فرداً و3 كيانات منتمية لتنظيمات إرهابية

ثلاثة مرتبطين بالحرس الثوري وأربعة بتنظيم "داعش" وستة لـ "بوكو حرام" وسرايا الأشتر والمختار

إسرائيل توسِّع تحذير السفر لمواطنيها تحسباً لـ”انتقام” إيراني

غروسي طالب طهران بضمانات تُثبت سلمية برنامجها النووي

 احتجاجات في مدن أوروبية وكندية لدعم انتفاضة آبادان

روسيا تدك كييف وتهدد أهدافاً جديدة وأوكرانيا أشادت بنتائج «هجوم مضاد» في الشرق

لافروف يحذّر الغرب من إرسال أسلحة بعيدة المدى إلى أوكرانيا

زيلينسكي: الجيش الأوكراني صامد في سيفيرودونيتسك لكن الوضع صعب

الولايات المتحدة أمرت بمصادرة طائرتين يملكهما رجل الأعمال الروسي الثري أبراموفيتش

روسيا تفرض عقوبات على وزيرتين أميركيتين

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يجتاز امتحان الثقة

روما تستدعي السفير الروسي للتنديد بتصريحات موسكو

السفير الأميركي لروسيا: لا تغلقوا السفارة

سوليفان حذر من مغبة إزالة أعمال تولستوي من أرفف الكتب الغربية

الهند تختبر بنجاح صاروخاً باليستياً قادراً على حمل أسلحة نووية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

غريب البلدان/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

لبنان ونظام الحكم/الكولونيل شربل بركات

"قاهر" الجمهورية وحده!... لسنا في وارد خداع انفسنا لكي نوهم الناس بتصديق كل الترهات ما دام "أبو سلة" قادرا بمعية حماته المباشرين والضمنيين على قهر الجمهورية/نبيل بومنصف/النهار

حزب الله والجيش يتخبطان بالدوامة في الجنوب والبقاع والضاحية/منير الربيع/المدن

كيف سيوُصِّل حزب الله باسيل إلى الرئاسة؟/د. توفيق هندي/اللواء

يثور على البك ليصبح بك/د.مصطفى علوش/الجمهورية

أين اختفت الدولارات؟ ومَن «التهمها» بسرعة؟/أنطوان فرح/الجمهورية

لأفكار من خارج «العلبة»/شارل جبور/الجمهورية

إتصال بين الإليزيه والفاتيكان... الفراغ ممنوع في رئاسة لبنان/ألان سركيس/نداء الوطن

الحياد والوساطة في ميزان الربح والخسارة/سام منسى/الشرق الأوسط

عودة الخوف إلى القارة القديمة/غسان شربل/الشرق الأوسط

زيارة لافروف إلى تركيا دليل الربط بين أوكرانيا وسوريا/عمر أنهون/الشرق الأوسط

كيسنجر... سارق الكتب!/ممدوح المهيني/الشرق الأوسط

هل حقاً ضلَّت الإدارة الأميركية طريقها؟/جوناثان برنستين/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

د. فؤاد ابو ناضر قدم كتابه "لبنان نضالي قضيتي"

غادة عون: ممارسات التفتيش لمنعي من إكمال التحقيقات في ملفات الفساد تخولني حق مقاضاتهم سندا للمادتين 7 و 8

رعد: تعالوا نتفاهم ونتوافق على إدارة شؤون هذا البلد بما يصون سيادته ونستخرج النّفط والغاز كما نشاء ومع من نشاء

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَنْتُم تَسْجُدُونَ لِمَا لا تَعْلَمُون، ونَحْنُ نَسْجُدُ لِمَا نَعْلَم

إنجيل القدّيس يوحنّامن04/من21حتى24/”قَالَ يَسُوعُ للسَامِرِيَّة: «صَدِّقِينِي، يَا ٱمْرَأَة. تَأْتِي سَاعَةٌ، فِيهَا تَسْجُدُونَ لِلآب، لا في هذَا الجَبَل، ولا في أُورَشَلِيم. أَنْتُم تَسْجُدُونَ لِمَا لا تَعْلَمُون، ونَحْنُ نَسْجُدُ لِمَا نَعْلَم، لأَنَّ الخَلاصَ هُوَ مِنَ اليَهُود. ولكِنْ تَأْتِي سَاعَة، وهِيَ الآن، فِيهَا السَّاجِدُونَ الحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِٱلرُّوحِ والحَقّ. فَعَلى مِثَالِ هؤُلاءِ يُريدُ الآبُ السَّاجِدينَ لَهُ. أَللهُ رُوح، وعَلى السَّاجِدِينَ لَهُ أَنْ يَسْجُدُوا بِٱلرُّوحِ والحَقّ».”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

قماشة أبو سلة وبري ونصرالله وكل أصحاب شركات احزابنا الزفت هي واحدة

الياس بجاني/06 حزيران/2022

الفرق بين بري ونصرالله وكل أصحاب شركات الأحزاب وابوسلة، هو بالأسماء فقط. ثقافتهم وفجورهم وإرهابهم وانحطاطهم وشواريعتهم واحدة.

 

كلما وقع حزب الشيطان في ضيقة تهب وسائل الإعلام الإسرائيلية لدعمه وتلميع صورته ونفخ ريشه والتغني بقدراته العسكرية

الياس بجاني/05 حزيران/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109176/%d9%83%d9%84%d9%85%d8%a7-%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%b6%d9%8a%d9%82%d8%a9-%d8%aa%d9%87%d8%a8-%d9%88%d8%b3%d8%a7%d8%a6%d9%84-%d8%a7/

من يتابع الأخبار وتحديداً وسائل الإعلام الإسرائيلية، وذلك منذ تأسيس حزب الشيطان عام 1982، يعرف جيداً وبالوقائع والإثباتات المدونة والموثقة، بأن إعلام دولة إسرائيل هو رافعته رقم واحد، والمسوّق له، والمستعد باستمرار لنجدته كلما واجه صعوبة، أو دخل في ورطة ما، أو اهتزت صورته المقاومتية النفاق والدجل.

من يراجع أرشيف وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ سنين، سيجد المئات من التصاريح والأخبار والدراسات التي تتناول قوة وأسلحة وصواريخ وأخطار حزب الشيطان، وكلها تتزامن مع أزمات واجهها الحزب وقادته.

في أسفل تقرير جديد يندرج في  هذا السياق القديم والجديد، مما يعني لأصحاب العقول النيرة بأن الحزب هو الطفل الإسرائيلي المدلل اعلامياً، والفزاعة التي يستعملها في الداخل والخارج ... مصالح واحة، وأهداف واحدة.

وكاسك يا وطن مبتلي بمقاومة نفاق ودجل، هي عملياً احتلال فارسي، ورزم من الإرهاب والتدمير الممنهج للبنان، ومصانع لتصنيع المخدرات والأسلحة، والتهريب والمتاجرة بكل الممنوعات.

من هنا فإن لا خلاص للبنان، ولا مجال لأية حلول فيه، كبيرة أو صغيرة، وفي أي مجال وعلى أي مستوى، قبل استئصال هذا السرطان الملالوي والإرهابي، وتطبيق القرارات الدولة كافة، ووضع البلد تحت البند السابع الدولي، وإعلانه دولة مارقة وفاشلة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني http://www.eliasbejjaninews.com

 

لا حلول في لبنان قبل استئصال سرطان ووباء حزب الشيطان

الياس بجاني/04 حزيران/2022

لا حلول كبيرة أو صغيرة ما دام الحكام أدوات طروادية في يد حزب الشيطان، وما دام الحزب يحتل لبنان ويجره إلى عصور ما قبل الحجرية.

 

الإنتخابات بظل احتلال حزب الله خدعة حاكها كل من شارك فيها

الياس بجاني/03 حزيران/2022

انتهت الإنتخابات وطلعت ريحة غباء ودجل أصحاب شركات الأحزاب وأوباش اليسار المنافق الذين وعدوا الناس بالمن والسلوى والتحرير. فشل مدوي

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

دولة “أبو سلِّة”… وحصانة غازي زعيتر

جان الفغالي/هنا لبنان/06 حزيران/2022

“أبو سلة” من أخطر رؤوس عصابات تجارة المخدِّرات، نجح الجيش اللبناني في الوصول إلى مكانه في منطقة الشراونة في بعلبك، لكن النائب في كتلة حركة “أمل” غازي زعيتر (وأبو سلة من آل زعيتر)، حال دون وصول الجيش إلى حيث مكان أبو سلة، من خلال افتعال تظاهرة احتجاج من نسوة وأولاد وقفوا في وجه الجيش اللبناني وحالوا دون تحركه. ما حصل فضيحة بكل المقاييس، ويستدعي تحركًا نيابيًا وحكوميًا تمهيدًا لرفع الحصانة عن النائب زعيتر، تمهيدًا لملاحقته بتهمة عرقلة الجيش اللبناني في توقيف أحد رؤساء عصابات المخدِّرات

الكرة في ملعب “اللاعبين” التاليين:

رئيس مجلس النواب نبيه بري، باعتبار أن النائب غازي زعيتر هو أحد أعضاء كتلته النيابية.

النواب المئة والستة والعشرون (بعد سحب اسمَي الرئيس بري وغازي زعيتر)، باعتبار أن النائب غازي زعيتر “زميل” لهم، فهل يملكون الجرأة على مقاضاته؟

ما حدث في الشراونة يُثبِت أنّ حركة “أمل”، على رغم كل المواقع التي اتخذتها داخل الدولة، مازالت تفكِّر بذهنية ميليشوية لا مكان فيها لدولة القانون، لنتذكر لبرهةٍ من الزمن، أن النائب غازي زعيتر كان وزيرًا للدفاع في حكومة الرئيس سليم الحص، في أول عهد الرئيس السابق إميل لحود، فكيف يؤوي “إرهابي المخدِّرات”، وهو الذي مكث في وزارة الدفاع، كوزير للدفاع من خريف 1998 حتى الانتخابات النيابية عام 2000؟ مَن مرَّ في وزارة الدفاع على مدى سنتين، كيف “يطاوعه ضميره” أن يعرقِل وصول الجيش اللبناني إلى أحد أكبر رؤوس عصابات المخدِّرات؟

هذه المفارقة تطرح إشكالية كبيرة بين القوة المطلوبة من الجيش اللبناني وفائض القوة الذي بات يستعمله حزب الله وحركة أمل على حدٍّ سواء. ويأتي هذا الاستعمال في ظرف سياسي بالغ الدقة، إنه الاختبار الأول لمجلس النواب الجديد، فكيف سيتعاطى مع هذا المعطى من الفلان؟ هل تمر هذه الحادثة الخطيرة وكأنها حادث فردي بين شخصين؟ إن الاعتداء على الجيش على مدى أربعة أيام متوالية، يثبت بما لا يقبل الشك أن هناك أحزابًا وحركات ميليشيوية لا تؤمن بالدولة اللبنانية بل بدويلتها الخاصة، وعبثًا التخفيف من وقْعِ الموضوع.

 

لبنان يطلب عودة المفاوض الأميركي لكبح التصعيد مع إسرائيل

"حزب الله" أعلن الاستنفار وأكد عدم تردده في تنفيذ تهديداته بقصف سفينة التنقيب

بيروت ـ “السياسة /06 حزيران/2022

مع تقدم ملف الترسيم البحري إلى واجهة التطورات في لبنان، استنفر المسؤولون اللبنانيون قواهم ولو متأخرين، خشية خروج الأمور عن السيطرة، لمواكبة مجريات التحركات البحرية، بعد دخول سفينة وحدة انتاج الغاز الطبيعي قبالة المنطقة المتنازع عليها، وهو أمر ينذر بعواقب وخيمة في حال أقدمت إسرائيل على بدء التنقيب من حقل “كاريش”. واستناداً إلى ما ذكرته “السياسة” في عددها أمس، فإن لبنان طلب على عجل عودة الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين إلى المنطقة من أجل نزع التوتر، قبل تفاقم الوضع، وحدوث ما ليس في الحسبان، في ظل تصاعد التهديدات المتبادلة بين إسرائيل و”حزب الله”. وكشفت معلومات “السياسة” في هذا الإطار، أن “حزب الله” أعلن الاستنفار في مناطق جنوب لبنان، وأنه لن يتردد في تنفيذ تهديداته بقصف سفينة التنقيب، في حال بدأت مهمتها من حقل “كاريش”، ما قد يفتح الباب أمام مواجهة عسكرية شاملة بين إسرائيل ولبنان، وعلى مختلف الجبهات. وقد استدعت التطورات الجنوبية، صدور بيان عن المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، أشار إلى أنه، “في اطار متابعة تطورات التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة وحدة انتاج الغاز الطبيعي المسيل “إينرجيان باور” قبالة المنطقة البحرية المتنازع عليها في جنوب لبنان، بحث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي صباح اليوم في الخطوات الواجب اتخاذها لمواجهة محاولات العدو الاسرائيلي توتير الأوضاع على الحدود البحرية الجنوبية”. وقال البيان، “كما تقرر القيام بسلسلة اتصالات ديبلوماسية مع الدول الكبرى والأمم المتحدة لشرح موقف لبنان”.

وقد اعتبر وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم أن “التحركات التي تقوم بها اسرائيل في المنطقة المتنازع عليها في الجنوب اللبناني، تشكل تحديا واستفزازا للبنان وخرقا فاضحا للاستقرار الذي تنعم به المنطقة الجنوبية من لبنان”. وفي الإطار، عقد نواب قوى التغيير مؤتمراً صحافياً حول الخط 29 والأمور المستجدة. وقال النائب ملحم خلف، إن “العدو الاسرائيلي استهل التنقيب عن النفط في بعض الحقول ومنها المتاخمة للحدود اللبنانية مما شكّل اعتداءً على حقوق لبنان ومن ضمنها الخط 29”.وطالب بـ “باتخاذ موقف رسميّ وطني واضح يتناول الحفاظ على حقوق لبنان من خلال الطلب من السلطة التنفيذية فورا تعديل المرسوم 6433 وفق مقترحات قيادة الجيش واعتماد الخط 29 بدلا من الخط 23 المحدد اعتباطا ومن دون أي سند قانوني”.وفي السياق، لفت رئيس الوفد التقني العسكري المفاوض حول الحدود البحرية الجنوبية، العميد الركن بسام ياسين، “أن تمسك لبنان بالخط 29 بدل الخط 23 يضمن حقوقه في حقل كاريش النفطي الذي أعلنه لبنان رسميًا حقلًا متنازعاً عليه”.وحمل “لقاء سيدة الجبل”، رئيس الجمهوريّة، “المسؤولية لكونه وحده المسؤول عن إبرام الاتفاقات الدوليّة، بحسب المادة 53 من الدستور”، داعياً إلى “مراسلة الأمم المتحدّة لمطالبة اسرائيل بوقف الاعمال تجنباً لأي استفزاز” . ومن جهته، رأى “التيار الوطني الحر”، أن “الخط 29 اعتمده الفريق اللبناني كخط تفاوض، ولا يمكن لرئيس الجمهورية أو غيره اعتباره خطاً رسمياً للبنان من دون اعتماده بقرار ومرسوم من الحكومة اللبنانية”. وقال، إن “اصحاب حملة المزايدات يجب أن يعرفوا أن تثبيت أي معادلة توازن بالخطوط أو الحقول يستوجب الاتكال على معادلة القوة مع اسرائيل والتي فرضتها المقاومة”. وقال رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، “كفوا عن الرّهان على الأجنبيّ الطّامع في ثرواتنا والسّمسار الذي يروّج للصفقات في بلدنا على حساب مصالحنا ، تعالوا لنستخرج النّفط والغاز كما نشاء ومع من نشاء ووفق إرادتنا وتقديرنا لمصلحة البلد”، فيما اعتبر رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله”، هاشم صفي الدين، أنّ “لبنان يمتلك القدرة والفعالية في استخراج غازه ونفطه وأن يكون مستقلاً عن كلّ وسائل الضغط، التي يخشاها بعض اللبنانيين في الداخل”.

 

إسرائيل تحذّر لبنان... وإعلان حرب!

وكالات/06 حزيران/2022

أشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الى أن "الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي اتهما إسرائيل، يوم أمس، بانتهاك سيادة لبنان على مياهه الإقليمية ، بعد أن دخلت منصة حفر غاز إسرائيلية جديدة منطقة بحرية متنازع عليها بين البلدين". ولفتت الصحيفة، الى أن "شركةالطاقة البريطانية اليونانية Energean، التي تمتلك حقوق حقول غاز كاريش منذ عام 2016، أقامت الحفارة يوم أمس، على بعد حوالى 80 كم غربحيفا"، موضحةً أنه "في الأيام المقبلة، سيربط العمال المنصة برواسب الغاز ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل الحفارة في الأشهر الثلاثة المقبلة". وذكرت أن "البحرية الإسرائيلية تقوم بتأمين الحفارة منذ خروجها من قناة السويس. وفي الأسبوع الماضي، وافقت لجنة الاقتصاد فيالكنيستعلى لوائح تحظر الحركة البحرية في دائرة نصف قطرها حول منصة الحفر - كما هو معتاد مع منصات التشغيل"، مشيرةً الى أن "لبنان يزعم أن البوارج البحرية الإسرائيلية موجودة بالفعل في مواقع تحمي الحفارة، حتى قبل أن يتم توصيلها بمكامن الغاز. وأوضحت الصحيفة أن "إسرائيل قالت في وقت سابق إن أي ضرر لحق بمنصات الغاز الخاصة بها سينظر إليه على أنه إعلان حرب"، لافتة إلى أن "مسؤولي دفاع إسرائيليين أبلغوا لبنان أخيرا أن منصة الغاز الجديدة ستبدأ العمل في المنطقة قريبًا، ويعتقدون أنه لا توجد نية لمهاجمة الحفارات أثناء الأشغال". واعتبرت أن "إسرائيل لم ترد رسمياً على المزاعم اللبنانية، وليس لديها في الوقت الحالي أي نية للقيام بذلك، لتفادي إضفاء الشرعية على الادعاء بأن المنطقة متنازع عليها بالفعل".

 

اسرائيل دخلت.. هل نحنُ أمام اجتياح جديد؟

لبنان 24/06 حزيران/2022

 لا يُمكن لأي أحدٍ حذف تاريخ 6 حزيران من الذاكرة التاريخية اللبنانية، لأنه يوم كان شاهداً على اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982. قبل 40 عاماً، سقطت هيبة الدولة بيد الإحتلال، فبات لبنان مُستباحاً من جنوبه إلى شماله، حتى أن مدينة بيروت حينها، باتت العاصمة العربية الثانية التي تحتلّها إسرائيل، بعد القدس.

وبعيداً عن التفاصيل التاريخية لذلك الاجتياح، وبمنأى عن المفاصل الأساسية له، يبقى أساسياً الوقوف عند نتائجه من جهة، وعما نشهده من ظروف ارتبطت به من جهة أخرى. حُكماً، فإن ما يُمكن قوله أن اجتياح العام 1982 أدى إلى ولادة قوى جديدة في لبنان بعدما هدف إلى إقصاء قوى أخرى في طليعتها منظمة "التحرير الفلسطينية". حقاً، الأمر هذا حصل، إذ أن اجتياح عام 1982 أفرز عن بروز قوة عسكرية في جنوب لبنان أساسها "حزب الله"، ومن خلال الأخير وفصائل المقاومة الأخرى، حصل التحرير عام 2000، فاندحرت إسرائيل إلى خلف الحدود اللبنانية، لكن عينها بقيت على ثروات لبنان المائية والنفطية.

ووسط أزمات متراكمة وإنهيارٍ متفاقم، تحلّ ذكرى اجتياح العام 1982 وسط حدثٍ قد يُبدل المشهد القائم، والمشكلة الأكبر أن هذا الحدث يحمل طابع الاجتياح قبل 40 عاماً. في هذا اليوم من العام 2022، دخلت سفينة يونانية طلبتها إسرائيل للتنقيب عن الغاز، حقل كاريش المتنازع عليه بين لبنان والعدو الإسرائيلي.

بعد 40 عاماً، "سيناريو الانتهاك" المتمادي يتكرّر، وهُنا يُطرح الأساس: ما هي العبارة التي يمكن أن تصف المشهد الجديد غير عبارة الذل وضرب الكرامة؟ إسرائيل تحاول نهب ثرواتنا بينما نحن لا نتحرّك أبداً. في العام 1982، حصل الاجتياح بسهولة من دون أي سدّ منيع بوجه دبابات الإحتلال.. في ذلك العام، تقدّمت أرتال الآليات العسكرية الإسرائيلية أمام اللبنانيين، فوصلت عبر البحر والبر إلى بيروت.. المشهدُ قاتل حقاً.. ورغم الإمكانيات الصعبة حينها، هبّ اللبنانيون من مختلف المناطق لمقارعة الإحتلال في مختلف الأماكن والمحاور.. حقاً إنه المشهد المُشرّف.. بالسلاح والنار والإرادة، "أخذ التار للوطن".. في ذلك الوقت، تجاوز اللبنانيون طوائفهم وتوحدوا في مقاومة عابرة للوطن، فقاوموا الإحتلال وكسروا شوكته. كانت هناك إرادة وطنية لبنانية لتدمير أسطورة الإحتلال عند مثلث خلدة ومحور المتحف وعين المريسة وكورنيش المزرعة.. حينها، لقّن اللبنانيون العدو درساً لا ينساه على جسر سليم سلام، وعلّمه أن بيروت عصيّة على السقوط.. في ذلك الزمن، كانت صيدا شاهدة على مقارعة عدوّ ظنّ العالم أنه لا يُقهر.. كانت معارك الجبل والشوف وعاليه شاهدة على سقوطِ الإسرائيليين خيرَ سقطة.. وفي قلعة الشقيف، حيثُ الحصن المنيع، شهد الغزاة على حرب النار، فكانت خير حاضنٍ لشهداء أبراراً أحراراً.

من كلّ لبنان، انتفضَ الناس لمقارعة العدو بإيمانٍ وطني.. لم يكن هناك أي احتكار للمقاومة، لأن الهدف كان واحداً وهو "تحرير الأرض من رجس الإحتلال".. نعم، هذا ما كان وهذا ما يجب أن يكون الآن، لكن المعضلة الأكبر هي أن اللبنانيين يغرقون في الإنهيار وسط إحباط كبير.. حقاً، سيناريو 1982 يتكرّر اليوم.. فهل نحنُ أمام اجتياح جديد وما العمل؟ هل نحنُ أمام معركة جديدة في وطنٍ مُثقل بالإنهيار؟ حقاً، حينما تُخلق الإرادة يحصلُ كلّ شيء، وما كان الشعب اللبناني إلا عنواناً للإنتصار.. وسيبقى.. وفي ساعة الصفر، لن يبقى اللبناني على حاله. فمثلما انتصر سابقاً، سيُقارع الاحتلال من أجل أرضه وحقوقه .. حُكماً إنها الحقيقة.

 

اسرار الصحف اللبنانية اليوم الإثنين 06-06-2022

وطنية/06 حزيران/2022

صحيفة البناء

ـ خفايا

توقعت مصادر نيابية أن ينال "نواب التغيير" رئاسة لجنتي الصحة والبيئة بعد فشلهم بتأمين نصاب للفوز برئاسة ‏لجنة الإدارة والعدل النيابية التي يترأسها حليفهم النائب جورج عدوان الذي يتمسك برئاسة اللجنة ويحتمي بتوافق ‏الكتل الكبرى ببقاء القديم على قدمه.

صحيفة الجمهورية

ـ نصح نائب في إحدى دوائر جبل لبنان بالكف عن التصويب المركّز على جهة سياسية لها حضورها في منطقته.

ـ حزبي سابق تساءل عما جناه رئيس حزبه الشاب من "تهشيل" كادرات مناضلة من حزبه تحت شعار التجديد ‏إلا المزيد من التراجع على غير صعيد.

ـ يسعى أكثر من نائب للإحتفاظ بموقعه في رئاسة اللجان النيابية فيما الساعون من النواب الجدد يصوّبون على ‏عدد منها.

صحيفة اللواء

ـ ينقل زوار عن مرجع كبير كلاماً بأن التحدي الأساس هو الإسراع في تشكيل الحكومة بغض النظر عمن يكون ‏رئيسها، لأن أوضاع البلد تزداد تدهوراً والإستحقاق الرئاسي على الأبواب!

ـ لوحظ أن نائب رئيس المجلس النيابي ألياس بو صعب يحرص على الكلام من موقعه كمستشار ومقرب من رئيس ‏الجمهورية ويتجاهل الكتلة ورئيسها التي رشحته لمنصب "دولة الرئيس"!

ـ تساءل ديبلوماسي غربي متابع لملف الترسيم للحدود البحرية عما إذا كان وصول باخرة التنقيب عن الغاز من ‏الجانب الإسرائيلي في حقل كاريش سيشكل ضغطاً بإتجاه مواجهة عسكرية أم يُسرِّع التسوية الديبلوماسية بين ‏الطرفين!

صحيفة نداء الوطن

ـ بعد وصول باخرة الحفر الى حقل كاريش ومع ارتفاع حدة التوتر بين لبنان وإسرائيل تخوفت مصادر متابعة ‏من أن المرحلة المقبلة قد تحتاج إلى فيليب حبيب جديد أكثر مما تحتاج إلى أموس هوكشتاين كوسيط أميركي.

ـ شبهت جهات سياسية ترشيح السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة بترشيح العميد ريمون إده لرئاسة الجمهورية ‏حيث أنه كان يطلب مثلاً انسحاب الجيشين السوري والإسرائيلي ليقبل أن يكون رئيساً.

ـ اعتبرت جهات مراقبة أن تصدي لبنان للتنقيب الإسرائيلي في حقل كاريش يبدأ من توقيع رئيس الجمهورية ‏تعديل المرسوم 6433 وهو كان وقعه ثم سحب توقيعه وتساءلت عما إذا كان التوقيع يتطلب إعادة توقيع رئيس ‏حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزراء الخارجية والأشغال والدفاع، أم أنه يمكن العودة إلى تواقيع رئيس ‏الحكومة السابق الدكتور حسان دياب ووزراء حكومته.

صحيفة الأنباء

*تكرار تصريحات

حزب فاعل يكرر تصريحات شعبوية حيال ملف حيوي وسيادي دون أن يؤثر ذلك بأي شكل على ‏خطوات متخذة من الجانب الآخر.

*إشارات غير مشجعة

تتوالى الإشارات غير المشجعة من جهة سياسية حيال ضرورة توحيد المقاربات للملفات ‏المطروحة

 

عناوين الصّحف الصادرة اليوم الإثنين 06-06-2022

التحري/06 حزيران/2022

النهار

-“مواجهة كاريش”: خطر الصدام يحرك المفاوضات

-“انرجيان باور” تدخل حقل كاريش المتنازع عليه وتوقع عقودا لبيع غاز لبنان إلى مصر وإسرائيل

-الأكراد “منفتحون” على التعاون مع دمشق للتصدي لتركيا

-“كأس العالم” في بيروت

-أنباء أميركية عن إرجاء بايدن إلى تموز زيارته المحتملة للسعودية وإسرائيل

نداء الوطن

-بعبدا تحت ضغط “الاستشارات”… و”القوات” مع اتفاق المعارضة بلا “تسجيل نقاط”

-إسرائيل تلعب بالنار: “أنظروا إليها”… تشفط الغاز!

-“بيروت” يجرّ الرياضي إلى التعادل

-سيفيرودونيتسك: الجيش الأوكراني يستعيد المبادرة

-المستوطنون يقتحمون باحات “الأقصى”… والمقاومة “لن تصمت”

اللواء

-تسلّل إسرائيلي إلى حقل «كاريش»: ميوعة أميركية وعجز لبناني!

-فوضى في الخيارات النيابية غداً.. وعمليات منهكة للجيش في قرى بعلبك

-الاعتداء الإسرائيلي.. كل الاحتمالات واردة ولكن؟

-المصارف والصرّافون والتصريف

الجمهورية

-لبنان أمام 3 سيناريوهات

-الراعي: الدولة أضعف حلقات الوطن

-ثلاث نقاط يلح الفاتيكان على طرحها

-لافكار من خارج »العلبة«

-يثور على البك ليصبح بك

الشرق

-لا سياحة… بوجود السلاح [2]

-بالوقائع والأدلة رياض سلامة بريء من مجزرة انهيار الليرة وأموال المودعين 10

-إسرائيل تستعدّ للتنقيب في كاريش … ولبنان يحذّر!

الديار

-العدو الإسرائيلي يضع لبنان تحت الإختبار.. فهل تردّ المُقاومة؟

-مصداقية السياسيين على المحك.. «إينرجيان» تُقرّ مرسوم ٦٤٣٣؟

-الجيش في مواجهة تجار المُخدّرات وسقوط شهيد في معركة الشرف

البناء

-هل يعلن رئيس الجمهورية فشل المفاوضات في منع التعدّي ويوقّع مرسوم تعديل الخط البحريّ؟

-التنقيب في كاريش يفضح خصوم المقاومة: طالبوا مجلس الدفاع بتكليف الجيش بالتصدّي

-اكتمال تركيبة اللجان النيابيّة بانتظار التوافق مع «نواب التغيير» و«نزولهم عن الشجرة»

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 06/06/2022

وطنية/06 حزيران/2022

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

بقيت قضية محاولة "القوطبة" الإسرائيلية بهدف القرصنة الغازية للثروة اللبنانية  محور متابعة تتصدر المشهد الداخلي.

رئيس مجلس النواب نبيه بري كان أول من دعا الى حضور الوسيط الأميركي الى بيروت لإبلاغه أن لبنان لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه التجاوزات مشددا على ضرورة أن يقوم (آموس هوكشتين) بإجراءات لوقف هذه التجاوزات باعتباره مسؤولا عن ملف التفاوض.

ونبه الرئيس بري إلى أنه إذا لم يتجاوب الوسيط الاميركي ولم يصل إلى نتيجة فعلى الحكومة أن تجتمع وأن تأخذ قرارا وطنيا بالإجماع بتعديل المرسوم 6433 وإرساله إلى الأمم المتحدة.

وعلى الموجة نفسها كان الرئيسان ميشال عون ونجيب ميقاتي يتوافقان ايضا على دعوة هوكشتاين الى بيروت للبحث في مسألة استكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والعمل على انهائها ولمنع حصول أي تصعيد لن يخدم حالة الاستقرار التي تعيشها المنطقة.

وفيما حمل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب من عين التينة مسؤولية الفوضى الحاصلة في هذا الملف الى الوسيط الاميركي الذي لا يأتي الى لبنان لفت الى انه اذا ما اراد الاميركيون ان يكونوا وسطاء  فعلى هوكشتاين ان يأتي ويقوم بزيارات مكوكية من أجل التوصل الى إتفاق ليعرف كل طرف اين هي حدوده ويعمل ضمن هذه الحدود.

وفي الوقت الذي يترقب فيه لبنان الموقف الأميركي بشأن عودة الوسيط جاء اعلان وزير الحرب الإسرائيلي عن أن الخلاف بشأن حقل الغاز الحدودي سيتم حله مع لبنان عبر الوساطة الأميركية.

الى ذلك اعتبر المكتب السياسي لحركة امل ان موضوع ترسيم الحدود ليس مطروحا للمساومة او المقايضة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

حزب الله لا يتوقف عن مفاجأتنا. بالمعنى السلبي طبعا. فقد كنا ننتظر منه ان يؤيد الجيش في معركته ضد الممنوعات والمهربين في حي الشراونة. كما كنا ننتظر منه ان يقف الى جانب المؤسسة العسكرية في مسعاها للحد من الفوضى المستشرية في منطقة بعلبك.

لكن الحزب ابى الا ان يستكمل مخططه في حق لبنان واللبنانيين، اذ اعلن على لسان الوكيل الشرعي العام للامام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك انه اذا لم تحل الامور في ساعة او ساعتين واذا تم التمادي فلنا موقف وسنكون الى جانب اهلنا، وما يصيبهم يصيبنا، ولن نقبل اي مظلومية لاحد. فمن اين جاء يزبك بفكرة ان الحرب ضد المهربين والمروجين هي حرب ضد اهله؟

انها بالمنطق وفي الحقيقة، حرب ضد كل من يخالف القانون. فهل الدين والشرع يسمحان لحزب الله ان يحمي المطلوبين والفارين من وجه العدالة؟

انطلاقا مما قاله يزبك يتأكد ان الحزب لا يريد الدولة، ولا يريد الجيش ولا اي قوى امنية، بل يريد حماية دويلته ومكتسباته فيها ومن ضمنها المخدرات، صناعة وتجارة وترويجا. ولو لم يكن الامر كذلك هل كان الحزب يكشف القناع عن وجهه الحقيقي ويرسم خطا احمر منعا لاي مس بتجار المخدرات ومروجيها؟

على صعيد الحدود البحرية، اسرائيل تستكمل استعداداتها العملانية، فيما المسؤولون اللبنانيون بدأوا يستفيقون من غيبوبتهم ويحاولون التحرك. اسرائيل ركزت الحفارة وربطت  المنصة برواسب الغاز استعدادا لبدء التشغيل في الاشهر الثلاثة المقبلة.

في المقابل اجتمع رئيس الجمهورية برئيس الحكومة وتوافقا على دعوة الوسيط الاميركي الى الحضور الى لبنان لاستكمال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، والعمل على انهائها في اسرع وقت ممكن. فلم يصل المسؤولون عندنا متأخرين دائما؟ ولم مكتوب على لبنان ان يفاوض دائما  تحت ضغط الامر الواقع بدلا من ان يمتلك القدرة على المناورة وحرية القرار؟

نيابيا، غدا الجلسة المنتظرة لانتخاب اللجان. ووفق المعلومات فان محاولات التوافق على تركيبة اللجان النيابية لم تصل الى نهاياتها حتى الان. لكن المحاولات ستتواصل مساء اليوم وصباح الغد. فاذا لم يحصل التوافق فان مجلس النواب متجه  حكما الى  انتخاب لجانه، وهو امر حصل مرات عدة.

حكوميا، لا جديد، لان التطورات الامنية والحدودية والمجلسية فرضت نفسها كأولوية، لذا لا تستبعد مصادر مطلعة ان يؤجل رئيس الجمهورية استشارات التكليف اسبوعا آخر في انتظار التوافق على الصيغة الحكومية. فهل عدنا من جديد الى نظرية وضع العربة قبل الحصان، اي الاتفاق على التأليف قبل التكليف؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

بعد طول ركود في البلوكات النفطية اللبنانية، وكثير تسويف عن التنقيب للوصول الى الحقوق الطبيعية، عاد الغليان الى ملف النفط والغاز المدفون في اعماق البحر وصحراء السياسة.

استفزاز صهيوني قلب المشهد اللبناني العاكف مسؤولوه على البحث عن رد مناسب، فتكثفت الاتصالات بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي وصولا الى دعوتهما الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين بالقدوم الى لبنان لاستئناف وساطته، وهو ما أيده الرئيس نبيه بري الذي دعا الى ابلاغ هوكشتاين ان لبنان لن يقف مكتوف الايدي ازاء التجاوزات الصهيونية، واذا لم يتجاوب فعلى الحكومة ان تجتمع وتأخذ قرارا وطنيا بالإجماع بتعديل المرسوم 6433 وإرساله إلى الأمم المتحدة.

وحتى تحسم الدولة امرها وتقول ان كان الكيان العبري يعتدي على نفطنا ومياهنا فان قرار حزب الله واضح بحسب نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم، وهو حاضر للضغط والردع واستخدام الوسائل المناسبة بما فيها القوة للحفاظ على نفط لبنان وسيادته.

الشيخ قاسم تمنى انه اذا كان هناك انسداد في المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط الاميركي ان يعلن المسؤولون اللبنانيون ذلك، لكن ان نبقى نترجى الاميركيين وننتظرهم ان يمنوا علينا بزيارة، ويقدموا اقتراحات غير واقعية، فهذا اضاعة للوقت بحسب الشيخ قاسم.

ووسط التحدي الكبير الذي فرضه الاسرائيلي على اللبنانيين بحسب وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، فان المحللين الصهاينة دعوا حكومتهم الى الاصغاء جيدا للتهديدات التي تصدر من لبنان، فالامر ليس رحلة استجمام، ولا يمكن فرض الشروط، كما قالوا، لان لبنان يمتلك من القوة ما يجعل قضية وصول السفينة الى كاريش اشبه بفتيل يمكن أن يفجر تداعيات خطيرة لا يمكن لاحد تخيلها – والوصف للمحللين الصهاينة.

اما وصفة الحل لهذه القضية بحسب وزير الحرب الصهيوني بني غانتس، فهي الطرق الدبلوماسية بوساطة اميركية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

بين ليلة وضحاها، اضحى كثيرون من اللبنانيين خبراء في النفط والغاز، واختصاصيين في ترسيم الحدود البحرية، “وصار اللي فاهم واللي مش فاهم” متساوين على مواقع التواصل، التي تفجرت على صفحاتها المواهب، كما حفلت الشاشات والاذاعات بصور المحللين والباحثين واصواتهم، التي توجتها مواقف بعض النواب حديثي النعمة، او حديثي الحرص على الثروات… وفي مقابل جميع هؤلاء صار السيادي الاول في الدولة اللبنانية متهما اول في نظر هؤلاء، والجيش والمقاومة في مرمى التشكيك والمزايدات.

لكن، في مقابل غابة الكلام الفارغ، صرخة في البرية تنطلق من الآتي:

اولا، ان الخط الذي اعتمدته الدولة اللبنانية رسميا منذ عشر سنوات تقريبا وطالبت به بكل مكوناتها هو الخط 23، ومنذ ذلك الوقت واسرائيل تعمل في حقل كاريش دون اعتراض من لبنان. ومن حذر من خطورة الامر عام 2013 لم يكن الا رئيس التيار الوطني الحر، وزير الطاقة في حينه جبران باسيل، في مؤتمر صحافي موثق، تجاهله معظم المزايدين اليوم.

اما الخط 29، فاعتمد كخط تفاوض من قبل الفريق اللبناني اذ لا يمكن لرئيس الجمهورية او لغيره اعتباره خطا رسميا للبنان من دون اعتماده بقرار ومرسوم صادر عن الحكومة اللبنانية.

ثانيا، ان الحملة المستجدة والمستعرة لا تعدو كونها حملة مزايدات سياسية يجب ان يعرف اصحابها ان تثبيت اي معادلة توازن بالخطوط او الحقول تستوجب الاتكال على معادلة القوة مع اسرائيل التي فرضتها المقاومة. وقد تكون عبارة “لا غاز من كاريش من دون غاز من قانا” التي طرحها باسيل في احتفال الانتصار الذي اقامه التيار بعد الانتخابات الاخيرة هي المدخل الصحيح لذلك.

ثالثا، ان الدولة اللبنانية يتوجب عليها عدم القبول باستخراج اسرائيل الغاز من كاريش قبل تثبيت حقوقها وخطوطها في البلوكات الجنوبية، واتخاذ كل الاجراءات اللازمة لذلك.

وبناء على ما تقدم، الترقب سيد الموقف للتطورات الآتية، ومصير التواصل مع الوسيط الاميركي، خصوصا ان موقفا بارزا صدر اليوم عن وزير الدفاع الاسرائيلي جزم فيه ان الازمة ستحل بناء على وساطة واشنطن.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

في انتظار المفاوض الأميركي. لبنان يقول إن حقل كاريش متنازع عليه، وأي عمل فيه هو عمل عدواني.

إسرائيل، عبر وزارة الطاقة، تقول إنه تم الانتهاء من الحفر الفعلي قبل أشهر عدة، وأن عملية الاستخراج ستكون التالية، معتبرة أن وصول السفينة، خطوة في هذا الاتجاه.

وقالت متحدثة باسم وزارة الطاقة الإسرائيلية "ما يعملون عليه اليوم هو ربط الحقل عبر أنابيب، بالمنصة، التي وصلت أمس" على أن "تنقل أنابيب أخرى الغاز من المنصة إلى السواحل الإسرائيلية"، متوقعة بدء تدفق الغاز من كاريش في أيلول "المقبل".

ويقول مسؤول إسرائيلي رافضا الكشف عن اسمه لفرانس برس، إن "كاريش هو خزان للغاز الطبيعي داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لإسرائيل المعترف بها من الأمم المتحدة". وانتقد ما سماه "الأكاذيب الصادرة من لبنان، الزاعمة بشكل مفاجئ أن هذه منطقة متنازع عليها"، مؤكدا أنه "يمكن دحضها من الأمم المتحدة، وهي تتعارض مع موقف لبنان في الماضي، عندما اعترف بنفسه بهذه المنطقة على أنها مياه إسرائيلية".

إذا، الجميع في انتظار المفاوض الأميركي، ولا توقعات قبل وصوله.

ولكن لحزب الله موقف آخر، وهو على جهوزيته. نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يعلن أن  الحزب مستعد لاتخاذ إجراءات "بما في ذلك القوة" ضد عمليات التنقيب الإسرائيلية عن الغاز في المناطق البحرية المتنازع عليها، بمجرد أن تعلن الحكومة اللبنانية انتهاك إسرائيل حدود لبنان البحرية.

وقال قاسم لرويترز: "عندما تقول الدولة اللبنانية إن الإسرائيلي يعتدي على مياهنا ويعتدي على نفطنا، نحن حاضرون أن نقوم بمساهمتنا في الضغط والردع واستخدام الوسائل المناسبة، بما فيها القوة، لمنع إسرائيل من أن تعتدي على مياهنا ونفطنا".

في التطورات البرلمانية، غدا مرحلة ثانية من إعداد المطبخ التشريعي المتمثل بإجراء انتخابات رؤساء اللجان النيابية ومقرريها، فهل تختلط الأوراق إذا تعذر التوافق؟

أمنيا ، عملية الجيش مستمرة في الشراونة للوصول إلى أحد أكبر رؤوس عصابات المخدرات "أبو سلة". واللافت اليوم الكشف عن ذخائر في حوزة عصابات المخدرات عليها كتابات عبرية وهي من صنع اسرائيلي.

في التطورات الأمنية الخارجية، كشف جهاز أمن الدولة في السعودية أن "الدول الأعضاء في مركز استهداف تمويل الإرهاب، ومنها المملكة العربية السعودية صنفت، اليوم الإثنين، 13 فردا و3 كيانات، منتمية لتنظيمات إرهابية متنوعة"، حيث تضمنت الأسماء مواطنا  لبنانيا مرتبطا ب"حزب الله"، هو علي قصير.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

كانت أولا بيروت المدينة العربية التي اجتاحتها إسرائيل في السادس من حزيران عام اثنين وثمانين، وانسحبت منها بعد صيف مقاوم حار تمر سنوات الاحتلال الأربعون ويظل العدو عدوا، من اجتياح البر إلى قرصنة البحر ومن طائرات النار إلى سفن استخراج النفط والتي تنفذ في حزيران ألفين واثنين وعشرين أوسع عملية اجتياح بحرية ضد لبنان وحقوله النفطية.

وإذا كانت عملية "سلامة الجليل" قبل أربعين عاما قد انتهت بخروج إسرائيل تحت ضربات مقاومة فإن عملية سرقة الثروة النفطية لا تجد من يوجه مسارها، وسط تخبط رسمي ودبلوماسي ولم يملك لبنان حتى الآن سوى رفع نداء استغاثة إلى الوسيط الأميركي آموس هوكستين إذ وجهت إليه كل القيادات الدعوة لصقا للحضور الفوري من أجل فض النزاع.

أما بقية محاور التشاور السياسي بين الأركان والألوية الحاكمة فقد أظهرت وجود قطب مخفية وكلمة سر واحدة احتفظ بها الرؤساء الثلاثة في عملية تعطيل منظم ومدروس للخط 29. وعلى منصات نائمة وعائمة جاءت مواقف الرئاسات وكلها وحدت مطلبها باستدعاء الوسيط الأميركي الشريك الرابع في كلمة السر.

فرئيس الجمهورية تشاور مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب استأنس بوزير الخارجية والتيار الوطني الحر استقوى بالمقاومة والمقاومة تريثت في انتظار قرار الدولة.

وفي أول موقف لحزب الله قال الشيخ نعيم قاسم لرويترز إن الحزب مستعد لاتخاذ إجراءات "بما في ذلك القوة" ضد عمليات التنقيب الإسرائيلية عن الغاز في المناطق البحرية المتنازع عليها بمجرد أن تعلن الحكومة اللبنانية انتهاك إسرائيل حدود لبنان البحرية.

وتابع قاسم إن المسألة الآن تتطلب قرارا حاسما من الدولة اللبنانية، هل هذه الباخرة تعمل في منطقة متنازع عليها أم لا؟ هل حسمت الدولة اللبنانية مسألة الحدود وخط التفاوض أم لا؟

ودعا قاسم الدولة إلى أن تكون لديها "حرارة أكثر وضغط أكثر" في مسألة ترسيم الحدود البحرية وبتعبير أكثر دقة دعا وزير العمل مصطفى بيرم الدولة إلى أن "يكون عندها ركاب" وحتى الساعة لم تثبت هذه النظرية، والدعوة ما زالت تحتاج إلى تركيب أعضاء للصمود والمواجهة.

ومنعا لاستنزاف الوقت ورميه في البحر، فقد أقدم نواب التغيير اليوم على خطوات تشريعية لحفظ الحق فكانوا أول من رفع أصواتا تفضيلية لاستعادة الثروة على الأوراق الرسمية أولا.

وفي مؤتمر صحافي عقدوه في مجلس النواب طالبوا بتعديل المرسوم فورا والمجاهرة بحق لبنان الثابت في الخط 29 من دون أن تكون حكومة تصريف الأعمال عقبة في وجه هذا الإجراء والنواب الذين تحدث باسمهم النقيب ملحم خلف أعلنوا أنهم لن يكتفوا بالتحرك التشريعي بل ستيوجهون إلى ضغط شعبي، فدعوا إلى وقفة تضامنية في الناقورة يوم السبت المقبل.

وعلى مسافة قريبة كان النائب حسن مراد ينكب على كتابة اقتراح قانون معجل مكرر لتعديل قانون متعلق بالخرائط من شأنه أن يثبت حق لبنان في حدود النقطة 29، وراى مراد ان اقتراح القانون سيضع النواب أمام مسؤوليتهم عند ادراجه على جدول الاعمال في أول جلسة تشريعية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

 ثلاثة سيناريوهات متوقعة للمرحلة المقبلة

الجمهورية/06 حزيران/2022

تتعامل معظم القوى السياسية مع مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية بكونها استمراراً لما قبلها، وفي أفضل الحالات كمرحلة انتقالية بين عهدين، عهد الرئيس ميشال عون الذي دخل في الأشهر الأخيرة لولايته، والعهد الجديد الذي بدأت القوى على اختلافها الاستعداد له خلف الكواليس، في ظلّ الكلام عن ثلاثة سيناريوهات:

ـ السيناريو الأول، ان تجري الانتخابات الرئاسية في مطلع المهلة الدستورية لا آخرها، من أجل التهيئة لمرحلة وطنية جديدة، تُنهي حقبة الانقسام وتعيد تجديد التسوية التي تسمح بعودة الجميع إلى طاولة مجلس الوزراء، خصوصاً انّ عامل الوقت يعمل ضدّ لبنان واللبنانيين، ولا أمل في الخروج من الأزمة المالية وتحسين الأوضاع سوى مع انطلاق مرحلة سياسية جديدة. وتتحدّث بعض المعلومات، عن انّ بعض العواصم الغربية المعنية بالملف اللبناني فتحت بعد الانتخابات النيابية مباشرة، خطوط التواصل مع بعض القوى السياسية، في محاولة لجسّ نبضها حول إمكانية التوافق على مواصفات رئيس الجمهورية وإسقاطها على الشخص المعني، وتحويل الفترة الفاصلة بين انتخابه وتسلّمه سلطاته الدستورية، ورشة لانطلاقة متجدّدة للبلد بعد التعثُّر الطويل الذي شهده لبنان ويشهده.

السيناريو الثاني، ان تغرق البلاد في فراغ جديد بسبب تعذُّر انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً في حال أصرّ أحد الأطراف على الترشُّح وألزم حليفه بتعطيل النصاب في انتظار تأمين التوافق حول اسمه، في استنساخ للطريق الذي سلكه العماد ميشال عون، ولكن مع فارق انّ هذا الفريق جُرِّب والبلاد لا تحتمل مزيداً من الفراغ، إلّا انّه لا يجب استبعاد هذا الاحتمال مع غياب التوافق على مرشّح محدّد، تتوافر فيه المواصفات التي تشكّل مصدر ارتياح للقوى الأساسية على تناقضها وانقسامها.

 السيناريو الثالث، ان يشكّل انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه «بروفا» للانتخابات الرئاسية، فيدعم كل فريق من الفريقين الأساسيين أحد المرشحين ويتمّ التنافس بينهما بالاقتراع وليس بتعطيل النصاب، في استعادة فعلية للانتخابات الرئاسية في العام 1970، أي معركة الصوت الواحد بين الرئيسين الراحلين سليمان فرنجية والياس سركيس، حيث انّ هناك من يتمنى إعادة إحياء هذا السيناريو، ويعتبر انّ ظروفه واردة في ظلّ التعددية القائمة داخل مجلس النواب.

وفي مطلق الحالات، فإنّ كل الأنظار شاخصة على محطة غد الثلثاء، مع جلسة مجلس النواب المقرّرة لانتخاب اللجان النيابية، وما إذا كانت ستعبر بسلاسة أم ستشهد انتخابات وانقسامات. وأما بعد هذه المحطة، فيفترض برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان يدعو الى الاستشارات النيابية لتكليف رئيس للحكومة.

 

حق اللّبنانيين بالغاز والنفط مهدّد!

الأنباء الإلكترونية/06 حزيران/2022

استقدمت إسرائيل سفينة الحفر "اينرجيان باور" الى حقل كاريش في المنطقة الاقتصادية المتنازع عليها مع لبنان الغائب والمنكفئ والمكتفي بالمواقف من دون أن يحسم أمره حول أي خط تفاوض ليقارع العدو لترسيم الحدود البحرية. ووفق المعلومات فإن السفينة وصلت إلى حقل كاريش متجاوزة الخط 29 تمهيدا لبدء الحفر لاستخراج الغاز في غضون أشهر قليلة. وبات بحكم المؤكد أن الانقسام في الرأي بين المسؤولين اللبنانيين وإضاعة الوقت لاتخاذ الموقف النهائي بشأن المفاوضات ستضيع حق لبنان بالاستفادة من ثروته من النفط والغاز والتي تعد بحسب الخبراء أهم حدث في العالم.

مصادر عليمة بموضوع النفط والغاز والحقول المتنازع عليها دوليا استغربت عبر "الأنباء" الإلكترونية عدم التوضيح للرأي العام مضمون اجتماعات ترسيم الحدود التي عقدت في الناقورة بين لبنان وإسرائيل بإشراف مندوب عن الأمم المتحدة وممثل عن الإدارة الأميركية بصفة مراقب، وسألت عن "السر الكبير الممنوع معرفته من قبل اللبنانيين، وما هي الأسباب التي دفعت الى التخلي عن اتفاق الاطار الذي كان توصل اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي عمل عليه لسنوات مع الجانب الأميركي، ولماذا اصبح الملف في عهدة رئيس الجمهورية؟". المصادر استغربت أن "يمر 418 يوما دون أن يوقع رئيس الجمهورية على تعديل المرسوم 6433، وانقضاء أكثر من شهر على تركيب إسرائيل للمنصة العائمة دون أن تحرك الرئاسة والحكومة ساكنا، وماذا يمكن أن تفعله الحكومة اللبنانية في حال بدأت إسرائيل باستخراج الغاز المسيل؟ فهل ستحتكم إلى الفتاوى التي أطلقها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بالاحتكام الى السلاح، أم ثمة قوانين دولية تحفظ لكل بلد حقه بثرواته الموجودة في مياهه الإقليمية؟". عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله دعا في حديث مع "الأنباء" الإلكترونية إلى "وجوب استكمال اتفاق الإطار الذي توصل إليه الرئيس بري مع الجانب الاميركي بعيدا من المزايدات والمواقف الشعبوية نتيجة تراكم أخطاء السلطة وتخبطها". وقال: "هناك جهد كبير حصل كان يجب الاستفادة منه وتوظيفه لخدمة اللبنانيين، لكن مع الأسف لم يحصل شيء، ولم تبلغ الأمم المتحدة حقيقة الموقف اللبناني، مشيرا الى أنه "كان هناك اتفاق على الخط 23 وكان الموضوع قابلا للنقاش، فجأة برزت النظريات واختلطت الشعبوية بالمواضيع التقنية فوصلنا الى ما وصلنا اليه". عبدالله شدد على أن الدولة اللبنانية ملزمة بالحفاظ على ثروة لبنان من النفط والغاز، وأن يكون ما نطالب به قابل للتحقيق، آملا من الحكومة الجديدة في حال تشكلت أن تتولى المفاوضات بطريقة علمية وأن تقارب الموضوع بواقعية.

الباحث الاستراتيجي عصام خليفة أشار من ناحيته لـ "الأنباء" الإلكترونية إلى أن "حق لبنان واضح في الخط 29 لأن الخط 23 الذي يتحدثون عنه هو خط اسرائيلي وهمي ولا ينطلق من الحدود البرية. فالخط 29 هو حقنا ويجب ان نفاوض على أساسه بموجب القانون الدولي"، كاشفا عن "تقرير وضعته CIA يعتبر ثروة لبنان من النفط والغاز أهم حدث في العالم، لكن للأسف نحن محكومون من قبل عصابات"، مؤكدا انه "لا يحق لإسرائيل أن تسيطر على 30 كلم شمال رأس الناقورة"، مذكرا بالتقرير الذي وضعه أحد الخبراء البريطانيين سنة 2011 عن حق لبنان بالخط 29 لكن الرئيس ميقاتي لم يوزعه آنذاك. ودعا خليفة مجلس النواب لإقرار تعديل يلحظ حق لبنان بالخط 29، مبديا ارتياحه لقانون النفط والغاز 132 محذرا من إنشاء شركات وهمية لسرقة ثروة لبنان.

 

جنبلاط يحرم "حزب الله" من التفرّد بأهمّ "ورقة سياسية"

محمد المدني/ليبانون ديبايت/06 حزيران/2022

عند كلّ إستحقاق، يخطف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الأضواء، بمواقف تجعله حديث الصالونات السياسية منها والشعبية. قلائلٌ هم من ينجحون في فهمه وقراءة ما بين سطوره. فبين انتخابه للرئيس نبيه برّي في جلسة الثلاثاء الماضي، وبين دعوته القوى السيادية للتكاتف بوجه فريق 8 آذار، لا بدّ من معرفة الدور الذي يريده جنبلاط لكتلته النيابية في قادم الإستحقاقات. من المعروف أن دور كتلة نواب الإشتراكي تراجعت بعد التسوية الرئاسية "بيضة 2016. قبل ذلك، كانت كتلته تلعب دور"بيضة القبّان" بين الأفرقاء، أي بين 8 و14 آذار. وبعد انتخابات 2022، قد يعود هذا الدور نوعاً ما، لكن هذا يعتمد على طريقة عمل مجموعة النواب التغييريين الـ 13، وكيف سيمارسون دورهم، وكيف ستكون مواقفهم داخل مجلس النواب أو عند تشكيل الحكومة. لا شكّ أن هذا منوطٌ بمدى تكتّلهم في ما بينهم ووحدتهم وتوافقهم حول برنامج سياسي واحد وطريقة عمل مشتركة وقواسم مشتركة، إزاء قضايا أساسية لا سيّما عندما يتعلق الأمر إمّا بانتخابات رئيس الجمهورية أو بتشكيل حكومة أو بتسمية رئيس جديد للحكومة. من المبكر تحديد موقع كتلة النائب السابق وليد جنبلاط، لأن مجلس النواب مشرذم، والأمر لم يعد كما كان قبل العام 2016، من خلال كتلتين كبيرتين تنقسمان داخل مجلس النواب. لذلك سيكون من الصعب على جنبلاط أن يلعب دور "بيضة القبّان"، لكنه سيلعب دوراً أكبر من الدور الذي لعبه بعد 2016 ولا سيّما بعد انتخابات العام 2018. ربح جنبلاط إنتخابات العام 2022 في وجه محاولات تحجيمه ومحاصرته، لكنه لم يستعد دوره التاريخي الذي لعبه بين عامي 2011 بعد الإنقلاب على الرئيس سعد الحريري، و2016 بعد انتخاب الرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية. لكنه خرج رابحاً من استحقاق أيار الماضي، أقلّه، أنه حافظ على كتلة نيابية وازنة، وتمكّن من إلحاق الهزيمة بخصومه في الإنتخابات، ومنع أي اختراق في التمثيل النيابي الدرزي من قبل عدد من حلفاء "حزب الله" والنظام السوري.

أبرز ما حصده بيك المختارة، هو استحواذه على الأكثرية الدرزية التي ستجعله متحكّماً بالميثاقية، على غرار الثنائي الشيعي "حزب الله" وحركة "أمل"، خصوصاً اذا لم يشارك النواب التغييريون في الحكومة عبر تسمية وزيرٍ درزي، وهذا أمر مرجّح جداً. ومن جهة أخرى، وحيث أن الأكثريات تحددها المواضيع المطروحة، سوف يحاول أن يأخذ أقصى ما يستطيع من مطالب في مقابل كلّ مرة يكون تصويته حاسماً لفريق على حساب آخر. لكن المعطيات تشير إلى أن جنبلاط سيعود إلى خطاب التهدئة خصوصاً مع "حزب الله" الذي يعدّ الرابح الأكبر، كونه إستطاع أن يولف بين حليفيه اللدودين "التيّار الوطني الحر" وحركة "أمل"، لتقطيع الأمور الأساسية، وهذا ما شاهدناه في الجلسة الأولى لمجلس النواب، لذلك ستكون مهمة جنبلاط صعبة سياسياً، لأن الوضع القائم سحب من يده القدرة على المناورة والقدرة على الربط بين المواقف المتناقضة.

 

الجيش اللبناني يستكمل حربه على تجار المخدرات

بيروت ـ “السياسة” /06 حزيران/2022

استكمل الجيش اللبناني حربه الواسعة النطاق على تجار المخدرات في مناطق البقاع الشمالي، حيث أعلنت قيادة الجيش، أمس، أنها تتابع عمليات الدهم في منطقة الشراونة. وشددت مصادر عسكرية بارزة لـ “السياسة”، على أن ” الجيش لن يرضخ لأي ابتزاز، وسيواجه العابثين وتجار المخدرات بحزم لا يلين، حتى تحقيق كامل أهداف عمليته في البقاع، كما في كل المناطق اللبنانية”. وفي هذا الشأن، قدر وزير الدفاع موريس سليم الدور الوطني الكبير الذي يقوم به الجيش، واعتبر انه “بالرغم من كل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، فإن أبناء المؤسسة العسكرية، لا يزالون يقدمون التضحيات الكبيرة”.ودعا “لقاء سيدة الجبل”، “جميع اللبنانيين إلى الوقوف مع الجيش والقوى الأمنية الشرعية، في مواجهة تحديات المربعات والجزر الأمنية التي كان آخرها في منطقة الشراونة – بعلبك.

 

الإعلام اللبناني يفقد «العدالة» بالمال والتوجيه السياسي وتبدل في مفاهيم الاتصال بين الناخب والمرشح وإخلال بالمساواة بين المتنافسين

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/06 حزيران/2022

لم تحظَ أي انتخابات لبنانية بإجماع على «الإخلال في عدالة الظهور الإعلامي والمساواة بين المرشحين»، كما هو حال الانتخابات الأخيرة التي أقرت فيها المنظمات الحقوقية والمعنية بهذا الجانب، رغم محاولات ردم الهوة بين فرص المرشحين بدعم من منظمات مدنية ودولية. ولقد وُسِمَت الانتخابات الأخيرة بثلاث وقائع: أولها غياب الشفافية في الإعلان عن التمويل، وثانيها تبدل مفاهيم الاتصال بين المرشح والناخب عما كان عليه تقليدياً في لبنان، وثالثها التوجيه السياسي الذي يُستدل عليه من غياب مرشحين على قنوات، مقابل ظهور آخرين بشكل حصري على قنوات أخرى. وحقاً، أجمعت عدة منظمات حقوقية وهيئات مراقبة للانتخابات على مسألة الإخلال في عدالة الظهور الإعلامي. إذ أشارت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في لبنان، في بيان إلى أن «الإطار القانوني لتمويل الحملات الانتخابية يعاني من أوجه قصور خطيرة فيما يتعلق بالشفافية والمساءلة». وتابع البيان أنه «بينما تم احترام حرية التعبير بشكل عام، فشلت وسائل الإعلام في توفير رؤية متساوية وتغطية متوازنة» للانتخابات. وتوصلت مؤسسة «مهارات»، التي بدأت برصد الخطاب الإعلامي في فبراير (شباط) الماضي، إلى خلاصة مشابهة ستعلن عنها خلال الأسبوع المقبل، بعد التدقيق في نتائج الرصد وأرقامه. أما «هيئة الإشراف على الانتخابات»، فأكدت وجود «فوضى في الحملات الانتخابية في الإعلام»، وأقر رئيسها بأن «وسائل الإعلام لا تقدم التقارير الدقيقة المطلوبة لإطلالات المرشحين على شاشاتها لناحية التكلفة والمساحة والوقت».

 يُنظر كثيرون إلى حلقة «صاروا مية» على أنها حلقة أساسية و«ذكية»

تبدل مفاهيم الاتصال

لقد ساهم الإقبال الواسع من قبل قوى تغييرية على الترشح للانتخابات النيابية، في تغيير وقائع أساسية كانت تشهدها التجارب الانتخابية السابقة. إذ كانت تلك تقتصر على مشاركة القوى السياسية الرئيسة، وتقدم خلالها وجوهاً معروفة في بيئاتها، ما حصر الجزء الأكبر من الاتصال بين الناخب والمرشح في السابق، بلقاءات «وجهاً لوجه». بيد أن المروحة الواسعة من المرشحين - التي فاقت الألف مرشح هذه المرة - حتمت الاعتماد على وسائل الإعلام سبيلاً للتعريف بالمرشحين، وتقديمهم لناخبيهم. هذا كان متغيراً أساسياً دفع باتجاه الإقبال على وسائل الإعلام، التي فرض بعضها مبالغ مالية كانت تجري إثر اتفاقات «ضمن المكاتب المغلقة»، كما قالت مصادر في أحد التلفزيونات اللبنانية، خلافاً لما كان يُعلن عنه في السابق لجهة الإعلان عن باقات إعلامية واضحة. مدير وحدة الرصد الإعلامي في «مؤسسة مهارات» طوني مخايل قال في لقاء مع «الشرق الأوسط» إن «مفاهيم الاتصال اختلفت في الانتخابات الأخيرة»، لافتاً إلى أن حجم الظهور ساهم في إيصال بعض المرشحين. وأوضح أنه «منذ أن انطلق الحديث عن الانتخابات في سبتمبر (أيلول) 2021 بدأت بعض الوجوه تظهر بكثافة على الشاشات. واستفاد من ذلك من كان يحظى بظهور متكرر في وسائل الإعلام، ضمن أجندات إعلامية واضحة ساهمت بتوجيه الناس نحو بعض الناخبين». هذا الأمر أدى إلى إيصال وجوه وأسماء غير معروفة على نطاق واسع، اخترقت المشهد السياسي اللبناني من خارج الاصطفافات السابقة والقوى التقليدية. وتابع مخايل «بدا أن الظهور الإعلامي مؤثر بشكل كبير. واتسم بظهور منظم لبعض القوى والوجوه ضمن تغطيات وبرامج توك شو وملفات مختلفة، ما ساعد بتعريف الناس على تلك الوجوه»، لافتاً إلى أن الظهور المقتصر على فترة ما قبل الانتخابات لمرة أو اثنتين «لم يكن له التأثير الكبير، لأن الظهور الإعلامي عملية تراكمية».

توجيه سياسي

يؤشر هذا الواقع بشكل أساسي إلى عمليات توجيه سياسي، وأجندات انخرطت فيها وسائل الإعلام في وقت مبكر قبل الانتخابات، تُضاف إلى حث متكرر على التغيير. وهنا تتنوع دلالات التوجيه السياسي من حجم الظهور ونوعيته، وصولاً إلى مواقيته وطريقة التقديم الإعلامي.

واحدة من الظواهر التي رصدتها «الشرق الأوسط» إبان الفترة السابقة أن المرشحين التغييريين لم يحظوا بفرصة الظهور الإعلامي المباشر في قنوات مملوكة لجهات سياسية أو مقربة منها، مثل «المنار» و«أو تي في» و«إن بي إن»، باستثناء بعض الظهور في نشرات الأخبار. وفي المقابل، استضافت القنوات التي تتمتع بهامش أكثر استقلالية مثل «إم تي في» و«إل بي سي» و«الجديد» مرشحين تغييريين انقسموا بدورهم بين المحطات، بالنظر إلى أن بعضهم لا تجمعه خيارات سياسية واقتصادية. وفي حين ندر ظهور مرشحين قريبين من «14 آذار» - ومن ضمنهم مستقلون يتقاطعون مع (14 آذار) - على عناوين سياسية، على القنوات المملوكة لأحزاب 8 آذار، ظهر أحياناً مرشحون ينتمون إلى قوى «8 آذار» على القنوات الأخرى، وكان واضحاً في الأيام الأخيرة التي سبقت الانتخابات ظهور مسؤول في «حزب الله» على «إل بي سي»، التي استضافت أيضاً رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ليلة الانتخابات، كما ظهر النائب إبراهيم كنعان المنتمي لـ«التيار» على «إم تي في». هنا يقول مخايل: «لم تكن هناك آلية موضوعة يجري الالتزام فيها لتأمين تكافؤ الفرص»، لافتاً إلى أن «هيئة الإشراف على الانتخابات» لم تضع أي آلية «مع أن القانون يسمح لها بتحديد المساحات الإعلانية والمعنية بالشأن الإعلامي». ومع إقرار مخايل بأن بعض القنوات أعطت أولوية خلال الأسبوعين الأخيرين (تخللتهما 6 أيام للصمت الانتخابي) للمرشحين المتمولين، من غير أن ينتقص منها هذا الحق، لفت إلى أن قوى مدنية ومنظمات دولية وائتلافات وقوى سياسية ناشئة «ساعدت في ردم الهوة التي تشوب مبدأ تكافؤ الفرص حين دعمت برامج تلفزيونية لاستضافة مرشحين تغييريين وأمنت ظهورها إعلامياً ضمن مساحات مدفوعة». وهو يأخذ على المرشحين الذين حازوا على هذا الدعم النقص في الشفافية «كونهم لم يحتسبوا هذا الظهور ضمن إنفاقهم الانتخابي»، مضيفاً أنه «لم تكن هناك منصة للإعلان عن هذا الإنفاق». بموازاة ذلك، يرصد مخايل أن مساحة الظهور للقوى التغييرية في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) الماضيين، كانت أكبر من شهر مايو (أيار) الذي أجريت الانتخابات في منتصفه. ويشير في الوقت نفسه إلى أن بعض المؤسسات الإعلامية فتحت مساحات لقوى التغيير والمستقلين، لكن في الغالب «كانت هناك انتقائية» إذ «لم نشاهد مثلاً مرشحين من عكار في الشمال أو من سائر مناطق الأطراف بشكل كبير على الشاشات». أيضاً أمكن رصد إجحاف في توقيت الظهور بين «الوقت المثالي» لأعلى نسب مشاهدة، وحتى في البرامج التي استضافت المرشحين وحدهم يتوجهون من خلالها لناخبيهم، أو المرشحين الذين ظهروا في برامج مناظرات وحوار موسع، وهو أمر «خاضع لخيارات سياسية».

تمويل ضخم

من جهتها، لا تخفي المنظمات الحقوقية، وبينها «مهارات»، أن هناك إنفاقاً انتخابياً لم يكن مرئياً، حيث أخفت بعض البرامج الدعائية للقوى السياسية، ولم يكن هناك من إنفاق مضبوط. وتتسم تلك الوقائع بـ«الضبابية» كون بعضها يصعب توثيقه، لكنه «قد يؤثر في الطعون الانتخابية» التي تعتزم قوى سياسية تقديمها أمام المجلس الدستوري، وسط شكوك بإمكانية إثبات استخدام المال الانتخابي والرشى والإعلانات التي ظهرت بطريقة مختلفة. وحُكي عن مليون دولار تكلفة باقة إعلامية على إحدى القنوات دفعتها إحدى القوى السياسية، كما وصل سعر الدقيقة الواحدة للظهور في برامج محددة إلى حدود الألف دولار أميركي. وذكرت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في لبنان في بيان أولي أن الانتخابات النيابية «طغت عليها ممارسات واسعة النطاق لشراء الأصوات والمحسوبية والفساد مما شوه تكافؤ الفرص وأثر بشكل خطير على اختيار الناخبين». وتابعت «اتسمت الحملة بالحيوية، وشابتها حالات مختلفة من الترهيب، بما في ذلك أمام مراكز الاقتراع وداخلها وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، كما سجلت حالات عرقلة مختلفة طالت الحملات الانتخابية... لقد طغت الممارسات الواسعة لشراء الأصوات والمحسوبية على الانتخابات».

حلقة تلفزيونية غيرت وقائع

في الشارع المسيحي

يُنظر كثيرون إلى حلقة «صاروا مية» التي بثتها قناة «إم تي في» يوم الأربعاء الذي سبق الانتخابات، في فترة الصمت الانتخابي عشية انتخابات الموظفين، على أنها حلقة أساسية و«ذكية» ساهمت بتوجيه الناخب في الشارع المسيحي إلى الخيارات السياسية المعارضة لـ«قوى 8 آذار» وحلفاء «حزب الله».

هذه الحلقة التلفزيونية، التي تضمنت مائة تصريح علقت في ذهن المواطن اللبناني إبان القرن الماضي، أعادت التذكير بالإخفاقات التي طبعت مسيرة «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» مثل خطاب الجنرال ميشال عون الذي سبق العملية العسكرية للقوات السورية ضد القصر الجمهوري وأدت إلى لجوئه إلى فرنسا، وخطاب أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله لجهة القول إن «يوم 7 أيار هو يوم مجيد». ومنها أيضاً وعود النائب جبران باسيل بتأمين التغذية الكهربائية، في مقابل خطاب البطريرك الراحل نصر الله صفير حول الوجود السوري، وخطاب رئيس الجمهورية الراحل بشير الجميل حول مساحة لبنان (معروف بخطاب 10452 كيلومتراً). ويرى كثيرون أن هذه الانتقائية في اختيار أبرز التصريحات «لعبت دوراً أساسيا في توجيه الرأي العام المسيحي، ما ساهم بتقويض شعبوية باسيل في هذا الشارع».

 

تأجيل استشارات الحكومة اللبنانية يثير تساؤلات... وموعدها في عهدة باسيل

ميقاتي لـ«الشرق الأوسط»: لن أكون رئيساً لتمديد الأزمة وهذه شروطي للإنقاذ

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/06 حزيران/2022

يتريث رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون في تحديد الموعد النهائي لإجراء الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة ريثما ينتهي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل من جوجلة أسماء المرشحين في محاولة للضغط، كما تقول مصادر بارزة في الموالاة والمعارضة، على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي كونه الأوفر حظاً بلا منازع لتولي رئاسة الحكومة العتيدة، وابتزازه لعله يستجيب لشروطه برغم أنه يدرك، أي عون، بأن تأخير ولادتها سيزيد من التكلفة السياسية والاقتصادية والمالية على البلد الذي لم يعد يحتمل إضاعة الفرص ويفتح الباب أمام ارتفاع منسوب الاحتجاجات الشعبية. وتستبعد المصادر البارزة في الموالاة والمعارضة أن تجري الاستشارات النيابية المُلزمة هذا الأسبوع، إلا إذا رضخ عون لطلب الكتل النيابية والنواب المستقلين بضرورة الإسراع لإنجازها. وتسأل ما الجدوى من تأخيرها، وإن كان الدستور اللبناني لا يُلزمه بمهلة زمنية لإتمامها، كما لا يُلزم الرئيس المكلف بمهلة مماثلة لتأليف الحكومة؟ وتحذر المصادر نفسها من أن يؤدي تريث الرئيس عون بدعوته النواب للاستشارات المُلزمة إلى تكرار نفس السيناريو الذي اتبعه قبل أن يوجه الدعوة للنواب بعد استقالة حكومة الرئيس حسان دياب للمشاركة في الاستشارات التي سمت زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة، واضطر لاحقاً للاعتذار عن عدم تأليفها بعد أن اصطدم بشروط باسيل التي تبناها رئيس الجمهورية على بياض، رافضاً التدخل لضبط إيقاع صهره لتسهيل ولادتها.

وتكشف هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن باسيل يستدرج العروض بتواصله المباشر مع عدد من المرشحين لتولي رئاسة الحكومة في محاولة لإعادة خلط الأوراق، وتقول بأن المطبخ السياسي في القصر الجمهوري والذي يدين بالولاء المطلق لباسيل هو من يحرض المرشحين، ويتولى تنظيم اللقاءات لهم ويحضهم على التواصل مع عدد من القيادات لإطلاعهم على برامجهم الإنقاذية في حال توليهم رئاسة الحكومة. وتؤكد أن هذه اللقاءات لم تقدم أو تؤخر وإنما حصلت من باب رفع العتب وبقيت محصورة في تعرف هذه القيادات على المرشحين وغالبيتهم من الذين استحضرهم باسيل على عجل، وتقول بأن الخبير السابق في صندوق النقد الدولي صالح نصولي انضم إلى نادي المرشحين، وتردد بأن الفريق المحسوب على عون - باسيل كان وراء حثه على عرض خدماته لتولي الرئاسة الثالثة. وترى المصادر نفسها أن باسيل وإن كان يعتقد بأن هناك صعوبة في التفافه على ميقاتي كونه المرشح الأممي لتولي رئاسة الحكومة، فإنه يسعى لابتزازه لعله يتمكن من تحسين شروطه في الحكومة، وهذا ما يعترف به عدد من النواب المنتمين إلى تكتله النيابي بقولهم أمام عدد من زملائهم على هامش الجلسة الأولى للمجلس النيابي التي خُصصت لإعادة تكوين البيت التشريعي للبرلمان بأن باسيل يرفض في العلن عودة ميقاتي إلى سدة الرئاسة الأولى؛ لأنه يريد تمرير رسالة سياسية لمن يعنيهم الأمر بضرورة التواصل معه لإصلاح ذات البين بينه وبين رئيس حكومة تصريف الأعمال لإعادة وصل ما انقطع بينهما.

وتلفت إلى أن الفريق السياسي المحسوب على عون - باسيل هو من يُشرف على تنظيم الهجوم المضاد لمعظم المرشحين في محاولة لحشر ميقاتي و«زكزكته»، لكن الأخير يتصرف بهدوء ويدير ظهره للذين يقدمون أنفسهم على أن لديهم المواصفات والشروط التي تتيح لهم الدخول معه في منافسة ليست موجودة في الأساس لأن أكثرية الكتل النيابية تتعاطى مع حرتقات باسيل على أنها تأتي في الوقت الضائع ولا يمكن التأسيس عليها كواحدة من الخيارات التي تحظى بتأييد الأكثرية في البرلمان. وتؤكد المصادر نفسها أن الكرة الآن في مرمى رئيس الجمهورية، وأن التبرير الذي يلجأ إليه فريقه السياسي في دفاعه عن تريثه في دعوة النواب للاستشارات النيابية المُلزمة لن يُصرف في مكان ولن يكون له من مفاعيل سياسية، خصوصا أنه ليس في الموقع السياسي الذي يستطيع من خلاله التدخل لإزالة العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة قبل أن يجري الاستشارات لتسمية الرئيس المكلف. وتصنف تريث عون بدعوة النواب للاستشارات المُلزمة على خانة الاستجابة لطلب وريثه السياسي، أي باسيل، الذي يتولى تلغيمها ما لم تُشكل الحكومة العتيدة على قياسه، وتقول بأن بمجرد تمديده لفترة التريث سيواجه بحملة سياسية تتجاوز الداخل إلى الخارج الذي حدد دفتر الشروط وضرورة التقيد بمضامينه الإصلاحية لتأمين العبور بلبنان إلى مرحلة التعافي واستباقاً لما يمكن أن تحمله الاستشارات النيابية المُلزمة. وقد أكد ميقاتي لـ«الشرق الأوسط» أنه لن يتهرب من تحمل المسؤولية، وأن لديه شروطاً وطنية وليست شخصية لإنقاذ البلد، وأبرزها إقرار الإصلاحات وخطة التعافي المالي، ووضع قطاع الكهرباء على سكة إعادة تأهيله، وإلا تُعطى الفرصة للمرشحين لتولي رئاسة الحكومة وهم كثر ومن بينهم عدد من النواب.

ومع أن ميقاتي يتجنب الدخول في تفاصيل المداولات التي دارت بينه وبين عون في اجتماعهما الأخير، فإنه يؤكد أنه لن يكون رئيساً لحكومة تتولى إدارة الأزمة وتمديدها في بلد يقف على حافة الانهيار الشامل يستدعي من الجميع التلاقي لإنقاذه بدلاً من أن نقحمه في سجالات لا جدوى منها تعيق الجهود لإتمام ما يتوجب علينا لإخراج بلدنا من التأزم غير المسبوق؛ لأن علينا أن نساعد أنفسنا قبل أن نتوجه إلى المجتمع الدولي طلباً للمساعدة. ويبقى السؤال: هل يبادر عون إلى اختصار المهلة الزمنية التي حددها لنفسه وخصصها للتريث بدعوته إلى إجراء الاستشارات النيابية المُلزمة؟ لأن اللعب على عامل الوقت مهما كانت الذرائع سيؤدي حتماً إلى تعطيل الجهود الرامية إلى وقف الانفجار الاجتماعي الشامل الذي لا يُداوى بالمواقف الإعلامية ولا بتبادل الاتهامات، وبالتالي فإن رهانه على إخضاع ميقاتي لشروط باسيل ليس في محله، وسيرتد كارثياً على من يعطل تشكيل الحكومة مهما تعددت الأسباب. وعليه فهل يتحمل عون إغراق البلد في لعبة استمزاج الآراء بحثاً عن اسم المرشح لتولي رئاسة الحكومة؟ أم أنه سيختصر المسافة بتسهيل تشكيلها بعد أن قال ميقاتي كلمته بأنه لن يشكل حكومة بأي ثمن لا يراد منها أولاً وأخيراً أن تتصالح مع اللبنانيين وتستجيب لآلامهم بحثاً عن لقمة العيش وطلباً لإصرارهم على إخراج البلد من العتمة السياسية والكهربائية؟ وإلا فإن الأزمة تبقى مفتوحة على مصراعيها.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

استهدف مواقع لإيران وحزب الله.. هجوم إسرائيلي على دمشق

دبي - العربية.نت/06 حزيران/2022

أفاد مصدر عسكري، اليوم الاثنين، أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لهجوم إسرائيلي جنوب العاصمة دمشق. وقال إن الهجوم الجوي الإسرائيلي جاء من اتجاه الجولان واستهدف بعض النقاط جنوب العاصمة. كما أضاف أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت معظم الصواريخ الإسرائيلية، فيما اقتصرت الخسائر على الماديات، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا). من جانبه، أعلن مدير المرصد السوري، أن إسرائيل استهدفت بالصواريخ مواقع تابعة لإيران وحزب الله اللبناني، موضحاً أنه يتواجد فيها بطاريات للدفاع الجوي التابع للنظام في منطقة الكسوة جنوبي العاصمة دمشق. وقال إن الدفاعات الجوية التابعة للنظام نجحت في إسقاط عدد من تلك الصواريخ، مبيناً أن صاروخين تمكنا على الأقل من الوصول إلى أهدافهما في تلك المواقع. ودأبت إسرائيل على قصف أهداف تابعة لإيران وميليشيات حزب الله اللبناني في العمق السوري دون أن تعلن عن تبنيها لتلك الهجمات. ونادراً ما تؤكّد تل أبيب تنفيذ ضربات على الأراضي السورية، لكنها تكرّر على الدوام أنها ستواصل تصدّيها لما تصفها بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري هناك.

 

دول الخليج تُصنِّف 13 فرداً و3 كيانات منتمية لتنظيمات إرهابية

ثلاثة مرتبطين بالحرس الثوري وأربعة بتنظيم "داعش" وستة لـ "بوكو حرام" وسرايا الأشتر والمختار

الرياض، عواصم – وكالات/06 حزيران/2022

 صنفت الدول الأعضاء في مركز استهداف تمويل الإرهاب ومنها الكويت والسعودية الإمارات والبحرين أمس، 16 اسما و13 فرداً وثلاثة كيانات منتمية لتنظيمات إرهابية متنوعة. واشتملت قائمة الأسماء المستهدفة على ثلاثة أفراد مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني، وأربعة أفراد وشركة واحدة مرتبطين بتنظيم “داعش” الإرهابي، وستة أفراد ممولين منتمين لجماعة “بوكو حرام” الإرهابية، وجماعتين إرهابيتين هما سرايا الأشتر، وسرايا المختار. وتتزامن هذه التصنيفات مع مرور خمسة أعوام على إنشاء مركز استهداف تمويل الإرهاب، استهدفت خلالها الدول الأعضاء في المركز حزمة واسعة من أنشطة تمويل الإرهاب بهدف تعزيز وتقوية القدرات الإقليمية للدول الأعضاء. كذلك، يُعد التصنيف امتدادًا لالتزام الدول الأعضاء في مواصلة تحقيق أهداف المركز، كما يبعث رسالة إلى المجتمع الدولي حول التعاون المثمر بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأميركية، في استهداف أنشطة تمويل الإرهاب من خلال الكيان المتعدد الأطراف. وضمت الأسماء المصنفة اللبناني علي قصير والإيرانيين مقداد أميني ومرتضى ميناي هاشمي، لارتباطهم بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وتنظيم “حزب الله” الإرهابي، والأفغاني عصمت الله خلوزي لارتباطه بتنظيم “داعش” الإرهابي في خراسان، والسوري علاء خنفورة لارتباطه بتنظيم “داعش” الإرهابي، والنيجيريين عبدالرحمن آدو موسى وصاليحو يوسف آدمو وبشير علي يوسف ومحمد إبراهيم عيسى وإبراهيم علي الحسن وسوراجوا أبو بكر محمد، لقيامهم بإنشاء خلية في الإمارات تابعة لتنظيم “بوكو حرام” الإرهابي، لجمع الأموال وتقديم المساعدة المالية لأعضاء التنظيم في نيجيريا. كما ضمت القائمة السوريين براء القاطرجي وحسام بن رشدي القاطرجي، مؤسسا شركة (القاطرجي) التي قامت بتسهيل تجارة الوقود لتنظيم “داعش” الإرهابي، والتعاون مع التنظيمات الإرهابية مثل “الحرس الثوري” الإيراني.

أما الكيانات المصنفة فتضم شركة القاطرجي لقيامها بتسهيل تجارة الوقود لتنظيم “داعش” الإرهابي، والتعاون مع التنظيمات الإرهابية مثل “الحرس الثوري” الإيراني، فضلا عن ميليشيا سرايا الأشتر وميليشيا سرايا المختار، وهي ميليشيات إرهابية مقرها البحرين وتدعمها إيران وتتلقى الدعم المالي والعسكري واللوجستي من “الحرس الثوري” الإيراني. وتُعد التصنيفات مزيدا من الاستهداف؛ لتعطيل تمويل التنظيمات، وسيواصل المركز تنسيق الإجراءات والجهود؛ لتعطيل تمويل الإرهاب ومشاركة المعلومات الاستخباراتية المالية، وبناء قدرات الدول الأعضاء من أجل استهداف الأنشطة التي تشكل تهديدًا على الأمن الوطني لأعضاء المركز. واستنادا لنظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله بالمملكة، والآليات التنفيذية لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وتمويله، الذي يستهدف من يقوم بالأعمال الإرهابية، أو مقدّمي الدعم للإرهابيين، فإنه يجب تجميد جميع الأموال والأصول التابعة للأسماء المصنفة، كما يُحظر القيام بأي تعاملات مباشرة أو غير مباشرة معهم أو لصالحهم أو نيابة عنهم، من قِبَل المؤسسات المالية والمهن والأعمال غير المالية المحددة والأشخاص الاعتباريين والطبيعيين، وستُتّخذ الإجراءات النظامية بحق كل مَنْ تثبت علاقته بالأفراد أو الكيانات الموضحة. في غضون ذلك، قال عضو مجلس الشورى السعودي إبراهيم النحاس: إن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي كانت مقررة للمملكة هذا الشهر، أرجئت حتى تستجيب واشنطن لطلبات الرياض، مضيفا أن الاستجابة لترتيبات الرياض بما يحقق مصالحها هي الأصل في الزيارة، مؤكداً أن المملكة “ستعمل مع من يحقق مصالح الشعبين السعودي والأميركي، والقضايا الرئيسية التي ستخدم الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة”، مؤكدا أن زيارة بايدن المحتملة إلى السعودية “ستضيف الكثير للمنطقة والولايات المتحدة والسعودية”.

 

إسرائيل توسِّع تحذير السفر لمواطنيها تحسباً لـ”انتقام” إيراني

غروسي طالب طهران بضمانات تُثبت سلمية برنامجها النووي

طهران، فيينا، عواصم – وكالات/06 حزيران/2022

 كشفت وسائل إعلام عبرية أن الأجهزة الأمنية الاسرائيلية، تدرس إمكانية توسيع التحذير الذي أصدرته لمواطنيها من السفر إلى تركيا على ضوء التهديدات الإيرانية وتطوراتها، تحسبا لعمليات “انتقامية” إيرانية لمقتل عقيد “الحرس الثوري” عباس خدائي، الذي تتهم طهران تل أبيب بالوقوف وراء مقتله أمام منزله قبل نحو أسبوعين. وأفادت القناة الإسرائيلية “إن 12” بأن التوتر يتزايد بعد ثلاثة حوادث قتل غامضة في إيران، مشيرة إلى أن “الحوادث تتسبب بإحراج وبلبلة للنظام الايراني والحرس الثوري”، لافتة إلى أنه “في إسرائيل باتوا يميزون أن الايرانيين يسعون إلى تحقيق انتقام على سلسلة حوادث القتل والتي يتهمون إسرائيل بتنفيذها”.

وأوضح تقرير القناة أن “تسلسل الأحداث يضع تساؤلات كبيرة حول قدرة إيران، أيضا بين حلفائها، وأن التحدي الأكبر أمام الحرس الثوري مزدوج ما بين سد الثغرات وإحباط العمليات ضده”، مشيرا إلى أنه “سمع مؤخرا تعهدات بتنفيذ عمليات انتقام ستنفذ ضد إسرائيل”، حيث “تدرك إسرائيل أن دافع إيران للانتقام مرتفع جدا، والسؤال المفتوح حاليا هو قدرتها على التنفيذ”. وبين التقرير أنه “يجب الانتباه الى التوقيت، قبل عطلة الصيف التي يخرج خلالها الإسرائيليون بأعداد كبيرة”، موضحا أن “إسرائيل تتوقع أن يستهدف الإيرانيون السياح الاسرائيليين في الخارج، ولذلك من المحتمل أن يتم توسيع تحذير السفر”. وفي إيران، نفت طهران وفاة أحد العلماء المرتبطين بالبرنامج الصاروخي الإيراني، وأوضح قضاء محافظة يزد أنه “لا صحة للأنباء التي تتحدث عن موت أحد علماء الفضاء الإيرانيين في ظروف مشبوهة”، مشيرا إلى أن “المتوفى كان موظفا عاديا في شركة صناعية وليس عالما في مشاريع الفضاء والصواريخ”.

في غضون ذلك، أكد مدير الوكالة الدولية لطاقة الذرية رافايل غروسي، أن عمل مفتشي الوكالة تأثر بشكل كبير في إيران خلال الأشهر الماضية منذ قرار وقف طهران التزاماتها المتعلقة بالاتفاق النووي، قائلا أمام مجلس محافظي الوكالة بفيينا، إن إيران لم تقدم أجوبة شافية حول العثور على آثار يورانيوم في ثلاثة أماكن سرية. ورأى أن السلطات الإيرانية لم تتعاون وتوضح الغموض الذي لف تلك المواقع، وحضها على تقديم الإجابات الواضحة دون تأخير لحل المسائل العالقة، قائلا: إن “على إيران التعاون من دون تأخير لحل المسائل العالقة، وإلا فلن تكون الوكالة قادرة على منح ضمانات تؤكد أن برنامجها النووي سلمي حصرا”.

وفي مؤتمر صحافي لاحق، أكد غروسي أن الوكالة لم تصل للنتائج المتوقعة مع السلطات الإيرانية، مضيفاً: “علينا الاعتراف بذلك”، معتبرا توقف التعاون بين الوكالة وطهران ليس في صالح أحد، مشددا على ضرورة مواصلة العمل بين الطرفين، داعياً إيران إلى الاستمرار بتقديم معلومات واضحة حول برنامجها النووي.

ويبحث مجلس محافظي الوكالة الذي يجتمع حتى يوم الجمعة المقبل، مشروع قرار غربي يوجه اللوم لطهران وسط تعثر المحادثات لإحياء الاتفاق النووي، ويحض النص الذي أعدته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، طهران، على “التعاون الكامل” مع الوكالة، ويُعدّ مؤشرا على نفاد صبر الغربيين.

ويناقش الاجتماع بشكل مستفيض التقرير الأخير للمدير العام للوكالة رافائيل غروسي بشأن مسألة التحقق والرصد في إيران، إضافة إلى إخطار مجلس المحافظين بنتائج زيارة المدير العام للوكالة إلى كل من ايران واسرائيل.

في المقابل، توعدت إيران برد فوري على أي تحرك سياسي، وهددت من يحرض الوكالة الذرية بتحمل العواقب، وقال وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إن “من يدفعون باتجاه تبني قرار مناهض لبلاده في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، سيكونون مسؤولين عن جميع العواقب”، مضيفا أنه بحث مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، المضي قدما في محادثات فيينا النووية. وعبر عن ترحيب بلاده باتفاق نووي “جيد وقوي ودائم”، مؤكدا أنه “في المتناول”، إذا تحلت الولايات المتحدة ودول الترويكا الأوروبية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا بالواقعية، حسب قوله.

 

 احتجاجات في مدن أوروبية وكندية لدعم انتفاضة آبادان

عواصم – وكالات/06 حزيران/2022

 تظاهر الإيرانيون الأحرار وأنصار المقاومة ومنظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية في أمستردام ويوتيوبوري وأوتاوا وآرهوس وفرانكفورت ومالمو، دعماً لأبناء خوزستان والمدن الأخرى، ونددوا بجرائم نظام الملالي بحق الشعب الإيراني. وتظاهر تنظيم الجاليات الإيرانية والإيرانيون الأحرار في الولايات المتحدة، وأنصار المقاومة الإيرانية و”مجاهدي خلق”، أمام البيت الأبيض في واشنطن، دعما لأبناء خوزستان ومدن أخرى منددين جرائم نظام الملالي ضد الشعب الإيراني. وهتف المتظاهرون “الموت لخامنئي ورئيسي، والديمقراطية والحرية مع مريم رجوي، نحن نريد إسقاط نظام الملالي، صرخة كل إيراني الموت لخامنئي ورئيسي، من آبادان إلى طهران الانتفاضة حتى إسقاط النظام”. كما نظمت الجالية الانكليزية – الإيرانية وأنصار المقاومة الإيرانية، مسيرة لدعم الاحتجاجات المستمرة ضد النظام في إيران، أمام سفارة النظام في لندن، حيث أعرب المشاركون عن تضامنهم مع أهالي مدينة آبادان الجنوبية الغربية. ودعا المتظاهرون، المملكة المتحدة والمجتمع الدولي، إلى دعم الاحتجاجات الشعبية في إيران والاعتراف بحق الشعب الإيراني في إنهاء الديكتاتورية الدينية لإقامة إيران حرة وديمقراطية. كما دعوا المملكة المتحدة والمجتمع الدولي إلى دعم الحراك الشعبي من أجل العدالة، من خلال اتخاذ إجراءات لإنهاء الإفلات من العقاب في إيران وتنفيذ القانون الدولي والآليات الحالية لمحاسبة النظام وقادته. وامتدت الاحتجاجات المناهضة للنظام في الأيام الأخيرة إلى مدن ومحافظات إيرانية عدة، بما في ذلك آبادان والأهواز وخرمشهر وبهبهان وأميدية وباغ ملك وسربندر وماهشهر، وعشرات القرى في خوزستان، مع هتافات “الموت للديكتاتور”، “عار على رئيسي واترك السلطة”، “لا يعود يؤثر استخدام المدفع والدبابة والرشاشة، ليرحل الملالي”، “عدونا هنا، إنهم يكذبون”، و”ليذهب الملالي للجحيم”، وغيرها.

 

روسيا تدك كييف وتهدد أهدافاً جديدة وأوكرانيا أشادت بنتائج «هجوم مضاد» في الشرق

كييف - لندن/الشرق الأوسط/06 حزيران/2022

قصفت روسيا العاصمة الأوكرانية كييف بالصواريخ في ساعة مبكرة من صباح الأحد، للمرة الأولى منذ ما يزيد على شهر، في حين قال مسؤولون أوكرانيون إن هجوما مضادا في ساحة المعركة الرئيسية في الشرق استعاد نصف مدينة سيفيرودونيتسك. وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من على بعد أميال بعد الهجوم على منطقتين نائيتين من كييف، كما نقلت وكالة رويترز. وقالت موسكو إنها قصفت ورشة إصلاح تضم عتادا جرى إرساله من أوروبا الشرقية. فيما أكدت أوكرانيا أن روسيا نفذت الضربة باستخدام صواريخ بعيدة المدى تطلق من قاذفات ثقيلة على مسافات بعيدة مثل بحر قزوين، وهو سلاح أثمن بكثير من العتاد الذي قالت روسيا إنها أصابته. ونقل شخص واحد على الأقل إلى المستشفى جراء القصف الذي ذكر بأجواء الحرب في العاصمة، حيث عادت الحياة الطبيعية إلى حد كبير منذ انسحاب القوات الروسية من ضواحيها في مارس (آذار). وكتب مستشار الرئاسة الأوكراني ميخائيلو بودولياك على تويتر: «لجأ الكرملين إلى هجمات خبيثة جديدة. الضربات الصاروخية اليوم على كييف ليس لها سوى هدف واحد، هو قتل أكبر عدد ممكن». وقالت الشركة المسؤولة عن الطاقة النووية الأوكرانية إن صاروخ كروز روسياً انطلق على مستوى «منخفض جدا» فوق ثاني أكبر محطة للطاقة النووية في البلاد.

وهذا هو أول هجوم كبير على كييف منذ أواخر أبريل (نيسان)، عندما أسفرت ضربة صاروخية عن مقتل صحافي. وشهدت الأسابيع الماضية تركيز روسيا لقدرتها العسكرية بشكل أساسي على خطوط المواجهة في شرق وجنوب أوكرانيا، رغم أن موسكو توجه من حين لآخر ضربات في أماكن أخرى، فيما تقول إنه حملة لتقويض البنية التحتية العسكرية الأوكرانية ومنع شحنات الأسلحة الغربية.

- بوتين يتوعد

في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الروسي، قال الرئيس فلاديمير بوتين إن موسكو ستضرب أهدافا جديدة إذا زود الغرب أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى. لكنه هون من تأثير تلك الأنظمة الصاروخية المتقدمة التي وعدت بها واشنطن أوكرانيا الأسبوع الماضي، قائلا إنها لن يكون لها أي تأثير يذكر على مسار القتال.

وتقوم الولايات المتحدة بالفعل بتدريب القوات الأوكرانية على راجمات صواريخ من طراز «هيمارس» القادرة على ضرب مواقع خلف الخطوط الروسية. وتقول كييف إن مثل تلك الأسلحة ستساعدها على تحويل كفة الحرب. وقال بوتين، في مقتطفات من مقابلة نقلتها وكالات أنباء روسية قبل بثها، إن بلاده «ستقصف تلك الأهداف التي لم نبدأ في ضربها بعد» إذا زود الغرب أوكرانيا بصواريخ أبعد مدى، دون أن يحدد الأهداف التي يقصدها. وأضاف أن القوات الروسية تضرب أنظمة الأسلحة الأوكرانية «وتقضي عليها بسهولة بالغة»، ونفى أن تكون الصواريخ الأميركية ستغير أي شيء فيما يتعلق بالتوازن على أرض المعركة وقال إنها «تهدف للتعويض عن الخسائر في العتاد العسكري» للجيش الأوكراني.

- معارك سيفيرودونيتسك

انصب تركيز روسيا في الأسابيع الماضية على مدينة سيفيرودونيتسك الصناعية الصغيرة في شرق أوكرانيا، حيث تشن واحدة من أكبر المعارك البرية في الحرب في محاولة للسيطرة على منطقة لوغانسك. وبعد احتدام المعارك في المدينة خلال الأيام الماضية، شنت أوكرانيا هجوما مضادا هناك تقول إنه فاجأ الروس. وقال سيرغي غايداي، حاكم منطقة لوغانسك التي تقع بها سيفيرودونيتسك، إن القوات الأوكرانية، بعد استعادة جزء من المدينة، تسيطر الآن على نصفها وتواصل دفع الروس إلى خارج المدينة. وأضاف غايداي للتلفزيون الأوكراني: «لقد كان وضعا صعبا. كان الروس يسيطرون على 70 في المائة من المدينة، لكن خلال اليومين الماضيين تم إبعادهم... المدينة الآن، بشكل أو بآخر، منقسمة إلى نصفين». ويقول الجانبان إنهما أوقعا خسائر كبيرة في الأرواح في سيفيرودونيتسك، وهي معركة يمكن أن تحدد الطرف المستعد لخوض حرب استنزاف على مدى الأشهر المقبلة. من جهتها، قالت وزارة الدفاع البريطانية، الأحد، إن الهجمات الأوكرانية المضادة على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية ستقلل على الأرجح من زخم العمليات التي حققت فيها القوات الروسية مكاسب من قبل. وأضافت أن روسيا تنشر مقاتلين انفصاليين ليسوا مجهزين بعتاد وأسلحة قوية في المدينة، للحد من المخاطرات التي تخوضها قواتها النظامية.

في المقابل، قالت موسكو إن قواتها هي التي تحقق مكاسب في المدينة. وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية تواصل شن عمليات هجومية بمساعدة المدفعية وسيطرت على الجزء الشرقي من سيفيرودونيتسك. وقال رئيس البلدية، أوليكسندر ستريوك، للتلفزيون الوطني السبت إن «الموقف متوتر ومعقد»، مشيرا إلى نقص في الغذاء والوقود والأدوية. وأضاف «جيشنا يفعل كل ما بوسعه لإخراج العدو من المدينة». وفي دونيتسك المجاورة، التي تسعى موسكو أيضاً للسيطرة عليها نيابة عن انفصاليين موالين لها، تتقدم القوات الروسية في الأيام القليلة الماضية في مناطق إلى الشمال من نهر سيفيرسكي دونيتس، قبل ما تتوقع أوكرانيا أن يكون هجوما على مدينة سلوفيانسك الرئيسية. وقال مسؤولون أوكرانيون إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 11 في قصف روسي على المنطقة خلال ليل السبت إلى الأحد.

 

لافروف يحذّر الغرب من إرسال أسلحة بعيدة المدى إلى أوكرانيا

موسكو/الشرق الأوسط/06 حزيران/2022

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين من أن روسيا سترد على الإمدادات الغربية من الأسلحة البعيدة المدى لأوكرانيا من خلال تكثيف جهودها لدفع قوات كييف بعيداً عن حدودها، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال لافروف في مؤتمر صحافي: «كلما ازداد عدد الأسلحة بعيدة المدى التي تزودونها بها، دفعنا (خطوط القوات الأوكرانية) بعيداً عن أراضينا». وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد أن موسكو ستضرب أهدافاً جديدة إذا زود الغرب أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، مضيفاً أن شحنات الأسلحة الحالية تهدف إلى «إطالة أمد الصراع». تأتي هذه التصريحات بعد أيام قليلة من إعلان الولايات المتحدة قرارها تسليم قاذفات صواريخ متعددة إلى أوكرانيا يصل مداها إلى 80 كيلومتراً تقريباً. ويقول خبراء عسكريون إن مدى هذه الأنظمة أكبر قليلاً من مدى الأنظمة الروسية المماثلة الأمر الذي يسمح لقوات كييف بضرب مدفعية العدو من بعيد. من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر إنه تحدث الاثنين هاتفياً مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون «بشأن حزمة جديدة معززة» من المساعدة العسكرية البريطانية.

 

زيلينسكي: الجيش الأوكراني صامد في سيفيرودونيتسك لكن الوضع صعب

كييف/الشرق الأوسط/06 حزيران/2022

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الإثنين، إن القوات الأوكرانية التي تدافع عن مدينة سيفيرودونيتسك في شرق البلاد «تحافظ على مواقعها» على الرغم من هجمات القوات الروسية التي هي «أكثر عددا وأكثر قوة». ووصف خلال لقاء مع صحافيين في كييف، الوضع على الجبهة الشرقية بأنه «صعب». وقال إن مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك «تحولتا اليوم إلى مدينتين مقفرتين»، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وأشار إلى أن كميات القمح العالقة في أوكرانيا ستتضاعف ثلاث مرات بحلول الخريف، موضحاً أن ما يصل إلى 75 مليون طن من الحبوب قد تكون مكدّسة حينذاك، وأن كييف تريد أسلحة مضادة للسفن قد تضمن المرور الآمن لصادراتها، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. وكشف زيلينسكي أن أوكرانيا تناقش مع بريطانيا وتركيا فكرة أن يتولى سلاح البحرية لدولة ثالثة ضمان مرور صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود الذي تهيمن عليه روسيا. وأضاف أن أسلحة أوكرانية ستكون أقوى ضمان للمرور الآمن لصادراتها.

 

الولايات المتحدة أمرت بمصادرة طائرتين يملكهما رجل الأعمال الروسي الثري أبراموفيتش

وطنية/06 حزيران/2022

أمرت وزارة العدل الأميركية بمصادرة طائرتين يملكهما رجل الأعمال الروسي الثري رومان أبراموفيتش، مشيرة إلى أنهما "استخدمتا في انتهاك للعقوبات المفروضة على روسيا" على خلفية حربها في اوكرانيا، بحسب "وكالة الصحافةالفرنسية".  وقالت الوزارة في وثائق قضائية إن "الطائرتين، وهما بوينغ 787-8 دريملاينر وغالفس تريم جي650 إي آر النفاثة، توجهتا إلى مناطق روسية في وقت سابق هذا العام في انتهاك لقيود أميركية على التصدير".

 

روسيا تفرض عقوبات على وزيرتين أميركيتين

موسكو/الشرق الأوسط/06 حزيران/2022

قالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الاثنين، إن روسيا فرضت عقوبات شخصية على 61 مسؤولاً أميركياً من بينهم وزيرة الخزانة جانيت يلين ووزيرة الطاقة جنيفر غرانهولم ومسؤولون تنفيذيون كبار في الدفاع والإعلام. وطالت التدابير المدير التنفيذي لشركة وان ويب نيل ماسترسون والمدراء التنفيذيين ليونيفرسال بيكتشرز ووكالة فيتش. وقالت وزارة الخارجية إنها فرضت هذه العقوبات رداً على «التوسع المطرد في العقوبات الأميركية على الشخصيات الرسمية والعامة الروسية، وكذلك ممثلي الشركات المحلية»، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. ومنذ بدء الحملة الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي حظر الكرملين دخول مئات الشخصيات الغربية إلى روسيا.

 

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يجتاز امتحان الثقة

لندن/الشرق الأوسط/06 حزيران/2022

فاز رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في اقتراع على الثقة اليوم الاثنين، متجاوزا تحديا لقيادته قدمه نواب من داخل حزب المحافظين الحاكم. وحصل جونسون على 211 صوتا مقابل 148، وفقا لغراهام برايدي، رئيس لجنة الحزب التي أشرفت على الاقتراع. وأُجري التصويت على خلفية مخالفة جونسون تدابير العزل الصحي في ظل جائحة «كوفيد - 19» في ما عُرف بـ«بارتي غيت».

 

روما تستدعي السفير الروسي للتنديد بتصريحات موسكو

روما/الشرق الأوسط/06 حزيران/2022

استدعت روما السفير الروسي اليوم (الاثنين) للاحتجاج على ادعاءات وزارة الخارجية الروسية بأن مواطنين ومسؤولين روسا يتعرضون للتمييز في إيطاليا. واستدعى أمين عام وزارة الخارجية الإيطالية إيتوري سيكوي «سفير روسيا الاتحادية لدى إيطاليا سيرغي رازوف» بحسب بيان رسمي، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وفي البيان أدان المسؤول «بشدة اتهامات لا أخلاقية تجاه بعض ممثلي المؤسسات ووسائل الإعلام الإيطالية والتي برزت في تصريحات صادرة عن وزارة الخارجية الروسية مؤخرا (...) ورفض التلميحات المتعلقة بتورط مزعوم لوسائل إعلام بلادنا في حملة مناهضة لروسيا». وكان رازوف نشر السبت على حساب السفارة على فيسبوك مقتطفات من تقرير لوزارة الخارجية الروسية يزعم تعرض الروس للتمييز في إيطاليا. وبالتالي فإن «الممثليات الدبلوماسية الروسية في إيطاليا تتلقى بانتظام معلومات من مواطنيها بشأن التهديدات التي يتلقونها» وفقاً لهذا التقرير. وأضاف التقرير أن «الحملة الكبرى التي أطلقت في إيطاليا ضد الثقافة الروسية وممثليها أدت إلى سلسلة حوادث مؤسفة»، مشيراً إلى مشاكل أخرى يواجهها الروس في إيطاليا. من جانبه جدد الدبلوماسي الإيطالي «إدانة العدوان غير المبرر على أوكرانيا من جانب روسيا الاتحادية»، وجدد رغبة روما «في التوصل سريعا إلى حل تفاوضي للنزاع على أساس عادل مع احترام سيادة أوكرانيا ومبادئ القانون الدولي». لطالما كان لإيطاليا والعديد من قادتها ولا سيما رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلوسكوني علاقات وثيقة مع روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، لكن الحكومة الحالية برئاسة ماريو دراغي انحازت على الفور إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي منددة بالغزو الروسي وطبقت جميع العقوبات وزودت أوكرانيا بالأسلحة.

 

السفير الأميركي لروسيا: لا تغلقوا السفارة

سوليفان حذر من مغبة إزالة أعمال تولستوي من أرفف الكتب الغربية

لندن/الشرق الأوسط/06 حزيران/2022

قال السفير الأميركي في موسكو، اليوم (الاثنين)، إنه ينبغي ألا تغلق روسيا السفارة الأميركية رغم الأزمة التي تسببت فيها الحرب في أوكرانيا؛ لأن أكبر قوتين نوويتين في العالم يجب أن تواصلا التحدث معاً. وصور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا على أنه نقطة تحول في تاريخ روسيا وثورة على هيمنة الولايات المتحدة التي قال عنها إنها أهانت روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي في عام 1991. وتقول أوكرانيا وداعموها الغربيون إن كييف تقاتل من أجل البقاء في مواجهة استيلاء على الأراضي بأسلوب استعماري قديم متهور تسبب في مقتل الآلاف وشرد أكثر من 10 ملايين ودمر مساحات شاسعة من البلاد. وفي محاولة واضحة للبعث برسالة إلى الكرملين، قال السفير جون جيه. سوليفان، الذي عينه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، لوكالة «تاس» للأنباء، إن واشنطن وموسكو عليهما ببساطة عدم قطع العلاقات الدبلوماسية. وأضاف سوليفان في مقابلة مع «تاس»: «علينا أن نحافظ على القدرة على التحدث بعضنا مع بعض». وحذر من مغبة إزالة أعمال ليو تولستوي من أرفف الكتب الغربية، أو رفض عزف موسيقى تشايكوفيسكي. وفي الشهر الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مازحاً إنه يريد إهداء أغنية تايلور سويفت «وي آر نيفر إيفر جتينغ باك توغيذر» أو: «لن يعود بعضنا لبعض أبداً» لبوتين. وتعليقاً على ذلك، قال السفير سوليفان: «لكننا أيضاً لن نقطع أبداً علاقتنا بالكامل». وعندما سألته «تاس» عما إذا كان الكلام يعني أن السفارتين قد تغلقان، قال سوليفان: «يمكنهم... هذا احتمال، لكنني أعتقد أنه سيكون خطأً فادحاً. كما أفهم الأمر؛ ذكرت الحكومة الروسية خيار قطع العلاقات الدبلوماسية... لا يمكننا فحسب أن نقطع العلاقات الدبلوماسية ونتوقف عن الحديث بعضنا لبعض». وقال سوليفان: «السبب الوحيد الذي يخطر على بالي وقد يدفع بالولايات المتحدة دفعاً ويجبرها على إغلاق سفارتها لدى روسيا هو أن يصبح الوضع غير آمن لاستمرار العمل».

 

الهند تختبر بنجاح صاروخاً باليستياً قادراً على حمل أسلحة نووية

نيودلهي/الشرق الأوسط/06 حزيران/2022

أعلنت وزارة الدفاع الهندية، اليوم (الإثنين)، عن اختبار ناجح للصاروخ الباليستي «أجنى 4» القادر على حمل أسلحة نووية، ويمكنه ضرب أهداف على مسافة 4 آلاف كيلومتر، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقالت الوزارة إنه تم اختبار إطلاق الصاروخ قبالة ساحل أوديشا اليوم (الاثنين)، في خطوة تُعتبر تعزيزاً كبيراً للقدرات العسكرية للبلاد، بحسب قناة «إن دي تي في» الإخبارية الهندية. والصاروخ «أجنى 4» هو الرابع من سلسلة من هذا الطراز، وكان يُعرف باسم «أجنى برايم 2». وقامت بتطويره منظمة الأبحاث والتطوير الدفاعي. وفي العام الماضي، اختبرت الهند بنجاح الصاروخ الاستراتيجي «أجنى برايم» القادر على حمل أسلحة نووية وضرب أهداف على مسافة تتراوح ما بين 1000 و2000 كيلومتر.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

غريب البلدان

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/06 حزيران/2022

كان جواز السفر اللبناني في مطارات العالم خلال حربنا الماضية شيئاً مثل الطاعون والهواء الأصفر وكورونا، التي لم تعرف بعد. فأنت قادم من بلد يقتتل فيها الناس على الهوية، ويقيمون فيما بينهم الحواجز والسواتر الترابية، وينكر فيه الصديق صديقه، ويطرد الجار جاره. لذلك طفق اللبنانيون في ديار العالم يطلبون الأمن والسلامة وأي جنسية يتحنن بها أي بلد. كانت بريطانيا ملجأنا ولندن حظنا. وبعد انتهاء فترة الإقامة اللازمة تقدمنا بطلب إلى الملكة، وبعد قليل صار لنا جواز سفر يحمل غلافه صورة تاجها. وبرغم انحسار الإمبراطورية، ظل للتاج هيبة ووقار. وما إن يلمحه ضابط المطارات والقطارات والبحار، حتى يؤشر لك بكل مودة، تفضل يا مواطن «صاحبة الجلالة». لم يعد أحد يختم على جوازك تاريخ الدخول والخروج. ولا يسألك لماذا أنت قادم ومتى حضرتكم تغادرون إلى الربوع بالسلامة. ولم تتردد موظفة شرطية في مطار روما مرة بالقول وهي تتأمل الجواز: نيالك! أو يا بختك، فقلت على ماذا يا سنيورة، فغضبت غضبة مضرية قائلة: «على ماذا يا مغفل؟ على لندن». امرأة من روما، وتحسدك على لندن؟ حامل الجواز نفسه كان قبل سنوات يثير الهلع في مطار فيومتشينو عندما تشاهد الموظفة صورة الأرزة على الغلاف، وتقرع أجراس الإنذار السرية تحت مكتبها بما معناه: جواز أزرق عليه أرزة، كيف نتصرف. بلغونا. نعمة كان الجواز البريطاني. لا رعب في المطارات، ولا طوابير بلا نهاية لطلب التأشيرات، ولا تدقيق في روابط إلا الاسم بين عطا الله وآية الله. لكن النِعَم لا تدوم. ولا أدري ماذا خطر للإنجليز لأن يَخرجوا من الوحدة الأوروبية إلى «بريكست» ويخرجونا معهم. ويا مولانا، حقاً، «يا للهول». أمس، للمرة الأولى منذ عام 1989 تاريخ انضمامنا إلى الكومنولث، وصلتُ إلى فرنسا ووقفت في طابور جميع الجوازات. وبكل أدب، ولكن بكل حزم أخذت شرطية المطار ختمها وطبعت لي تاريخ الوصول. وفسرت لي ما معناه، أن أنتم حاملو هذا النوع من وثائق السفر أوروبي أكثر من ثلاثة أشهر، ومبروك عليكم بريكست. شعرت بانقباض. فأنا في حاجة إلى البقاء مدة أطول في فرنسا خلال الصيف. وفكرت أنني سوف أثير المسألة مع الملكة عندما أكتب لها مهنئاً بيوبيلها الماسي. لكنني تنبهت إلى أن المعني في هذا الأمر ليس الملكة، وإنما هو المسيو ماكرون، وهو الرجل الذي يجب أن أكتب إليه. إلا أنني أعرف جوابه سلفاً: الأفضل أن تعود إلى بوريس جونسون، وتسأله: هل كانت المسألة تستحق بريكست؟ من المؤسف أن يصير المرء غريباً مرتين في فرنسا. مرة كلبناني ومرة بريكست. بالإضافة إلى الغربة الكبرى في بلد المنشأ!

 

الكولونيل شربل بركات: لبنان ونظام الحكم…محاولات اللبنانيين فرض العيش المشترك بظل سيطرة سلاح حزب الله وتنفيذه لأوامر الولي الفقيه وصلت إلى طريق مسدود

لبنان ونظام الحكم

الكولونيل شربل بركات/06 حزيران/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109190/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83/

يقف النظام اللبناني إذا على المحك كون حزب السلاح يصادر قرار الشيعة كمركب اساسي بالبلد وهو يحوّل هذا البلد إلى مقاطعات غير متجانسة ولا متداخلة وتنتفي فيها المساواة في الحقوق والواجبات إن من ناحية التسلط أو تنفيذ القوانين وعدم المساهمة بدفع الرسوم تحت أعذار مختلفة تسببت بخراب أهم مصدر محرك للاقتصاد وهو الطاقة الكهربائية، فكيف يمكن اعتماد الديمقراطية فيها؟

****

اعتمد لبنان منذ نشاته نظام الحكم الديمقراطي المستند على حكم الأكثرية النيابية ومعارضة الأقلية ومراقبتها ممارسة الأكثرية لهذا الحكم كي لا تصبح مستبدة فتنسى القوانين وتطبيقها والعدالة وممارستها وتتحول إلى خدمة مصالحها بدل خدمة الشعب الذي انتخبها واعطاها سلطة اتخاذ القرار لحماية الناس وتسهيل حاجاتهم.

منذ قيام لبنان الكبير حاولت الفئات التي اعتبرت نفسها خسرت بانحسار الهيمنة العثمانية استلهام الأفكار الهدامة للوطن والنظام القائم بقصد تفشيل التجربة الديمقراطية في حكم البلد وسقوطها في الفوضى والأعمال الغوغائية التي تسمح لأي كان بالسيطرة عليها طالما وجد بالداخل من يسانده. وقد كانت الدول التي تبنت نظام الانتداب حاولت أن تعلم اللبنانين ممارسة تنظيم البلاد وادارتها برعاية المجالس المنتخبة.

أما بعد الحرب العالمية الثانية حيث منيت أكثر القوى العالمية بخسائر في الأرواح والعتاد وتهدمت مناطق كبيرة في دول أوروبا جعلتها تلملم بقاياها لتركز على اعادة اعمار بلادها خاصة فرنسا التي أثقل كاهلها الاحتلال الهتلري وبريطانيا التي دمرها قصفه العشوائي وكذلك الاتحاد السوفياتي الذي كان خسر ملايين القتلى وهدمت مدنه الرئيسية. وبالرغم من العداوات التي قامت بين النظام النازي وأعوانه من جهة وقوات الحلفاء من جهة أخرى، حاولت الدول المنتصرة أن تسهم في اعادة اعمار وتنظيم المجتمعات في طول أوروبا المنهكة وعرضها وبالتالي لم تعد تعير الكثير من الاهتمام للمناطق الموكل اليها ادارتها فتركتها تحت شعارات الاستقلال وحرية الشعوب. وقد ساهمت الصحف ودور الاعلام فيها بترويج هذه الافكار لجعل الانسحابات تبدو تحت ضغط الشارع في تلك البلاد المطالبة بالحرية والاستقلال.

نال لبنان استقلاله سنة 1943 أي بعد سنة من دخول قوات الحلفاء بقيادة الفرقة الاسترالية إليه وبالتالي لم تكن فرنسا قد تحررت بعد من نير الاحتلال النازي وذلك لكي تتفرغ قيادة فرنسا الحرة للتركيز على عملية تحرير أرضها. وفور انتهاء الحرب سنة 1945 بانتصار الحلفاء بدأ البريطانيون التحضير للانسحاب من الهند أولا سنة 1947 تحت ضغط حركة غاندي المطالبة بالاستقلال ومن ثم من فلسطين في 1948 بينما لم يكن لهم ضرورة في مصر التي حكمت من قبل سلالة محمد علي منذ أواسط القرن التاسع عشر بالرغم من وجود مصالح لهم في قناة السويس.

تعرضت تجربة لبنان بالحكم الديمقراطي لعدة ازمات كان أولها محاولة التجديد للرئيس بشارة الخوري في 1952 ثم محاولة عبد الناصر ضم لبنان للجمهورية العربية المتحدة التي انتهت بانزال للمارينز على سواحل لبنان، ومن ثم محاولة منظمة التحرير الفلسطينية السيطرة على البلد منذ أحداث 1968 والتي كانت انتهت بما سمي اتفاق القاهرة ما عطل بنود الهدنة الموقعة مع اسرائيل سنة 1949 والتي كانت ضمنت الأمن عبر الحدود المشتركة طيلة عشرين سنة.

اليوم وبعد تتالي الأزمات وخلخلت النظام الديمقراطي بواسطة الحكم المباشر للسوريين مدة ما يقارب الثلاثة عقود، ومن ثم السيطرة الإيرانية على المؤسسات بواسطة سلاح الحرس الثوري المتمثل بحزب الله وأعوانه، ماذا تبقى من الديمقراطية في لبنان وكيف يمكن تصور الحلول لمشاكله؟

قلنا بأن شروط النظام الديمقراطي تكمن في حكم الأكثرية البلاد ومراقبتها من قبل الأقلية المعارضة فاذا انتفى وجود المراقبة تصبح الأكثرية الحاكمة تحت أي مسمى (حكومة وحدة وطنية أو حكومة توافقية…) بدون مراقبة ما يعطل المساءلة وبالتالي الحكم فيتحول إلى نوع من الديكتاتورية الفاسدة والتي تستغل طاقات البلاد للاثراء غير المشروع وتقاسم الثروات من قبل المجموعة الحاكمة واستغلال السلطة لمصالح فئوية ضيقة تسهم في فرض سيطرتها على الناس بالقوة والتنفيذ المجحف للقوانين ما يؤدي بالطبع إلى تأخر البلاد ودخولها نفق الاستنزاف والفوضى والتقهقر وبالنتيجة الافلاس.

بعد الانتخابات النيابية التي جرت في منتصف الشهر الفائت هل يمكن التأمل بالتغيير؟

الجواب سلبي كون ممارسة الديمقراطية كما اشرنا سابقا يتطلب موالات ومعارضة، وبما أن البلاد تحكم منذ نشؤ لبنان الكبير بنوع من التوازن بين المجموعات الحضارية فيه، ما يتطلب قيام تنوّع في داخل كل مجموعة منها لكي تنسحب قضية الديمقراطية على كافة مركبات البلد، فإن انتفاء المعارضة داخل المجتمع الشيعي وفرض لون واحد على هذه الطائفة ممثلا بجماعة إيران المسلحة والتي منعت، ليس فقط نجاح أي نائب يخالفها الراي، بل حتى حق الترشح في بعض الدوائر، فإن ذلك مؤشر على عدم ممارسة الديمقراطية، كما رايناه واضحا بانتخاب رئيس المجلس حيث كان السيد بري مرشحا وحيدا (أزليا) يرأس المجلس النيابي للمرة السابعة على التوالي ما يعتبر مخالفا لكل الأصول الديمقراطية مهما حاولنا تجميل الوضع بالاتفاق على انجاحه بأكثرية صوت واحد وهي نكتة سمجة في اخراجها وروايتها.

يقف النظام اللبناني إذا على المحك كون حزب السلاح يصادر قرار الشيعة كمركب اساسي بالبلد وهو يحوّل هذا البلد إلى مقاطعات غير متجانسة ولا متداخلة وتنتفي فيها المساواة في الحقوق والواجبات إن من ناحية التسلط أو تنفيذ القوانين وعدم المساهمة بدفع الرسوم تحت أعذار مختلفة تسببت بخراب أهم مصدر محرك للاقتصاد وهو الطاقة الكهربائية، فكيف يمكن اعتماد الديمقراطية فيها؟

من هنا فإذا ما استمرت سيطرة هذا الحزب بالقوة أو بالاقناع لا فرق على الطائفة الشيعية بأكملها فإننا نعتبر لبنان انتقل من النظام الديمقراطي إلى نظام آخر قد يكون أشبه بالثيوقراطي في مناطق تواجد الأكثرية للشيعة. فإما أن يتغير نظام البلد ككل من الشكل الوحدوي إلى الحكم الذاتي للمناطق والتي قد تطالب بالاجتماع مع مناطق أخرى ضمن بلد واحد في نظام يشبه الفدرالية أو غيرها من الحلول المعتمدة بالعالم، أو تبدأ ممارسة شكل آخر من التقسيم تحكم خلاله المناطق الشيعية وفق نظام خاص بها وتتحمل نتائجه نجاحا أو فشلا فلا هم يفرضون مساوئ خياراتهم على المناطق الأخرى أو الطوائف الأخرى ولا يفرضها عليهم الآخرون. أما في حال تعذر هذين الحلين فإن المناطق التي يسيطر فيها حزب الله هذا سوف تعتبر مناطق محتلة ما يدعو إلى المطالبة بتحرير بقية المناطق بمرحلة أولى ومن ثم محاولة اعادة ضم المناطق التي يسيطر عليها الحزب لاحقا بحسب مطالبة سكانها أو عدمه.

انتظار الحلول الآتية من الخارج صعب جدا ومضني وقد يجرف سوء الادارة كل مقدرات البلد قبل أن يصبح مضرا لمصالح الدول القادرة على التغيير. إنما، وإذ يمر الشعب اللبناني باسوأ ما يمكن من ادارة فاشلة ويرى كل يوم وبأم العين سقوط عمود آخر من أعمدة الوطن، فإن عملا سريعا يجب أن يوضع على الطاولة ويبحث بجدية وباصرار من قبل بقية مركبات الوطن التي لا تريد أن تعيش في ظل سيطرة حزب الله وسلاحه.

إن محاولات اللبنانيين فرض العيش المشترك بظل سيطرة سلاح حزب الله وتنفيذه لأوامر الولي الفقيه وصلت إلى طريق مسدود وعليه، ومهما تكن مصالح دول العالم والمنطقة متكيفة مع حكم الملالي الإيراني، فإن استمرار لبنان كبلد هو على المحك الآن. فإما أن يغير حزب الله طريقته بفرض الراي على الآخرين بدءً من الطائفة الشيعية الكريمة فيسمح بتعددية الراي وبنشؤ معارضة لسياساته قادرة على التعاطي بالشأن العام والمشاركة بتنظيم معارضة وطنية فعالة تستند على حرية الرأي هذه وحرية التصرف والحركة ويبدا بالتخلي عن سلاحه الذي يفرض الارهاب ويمنع حرية الخيار ومخالفة الرأي، وإما أن يعلن احتلاله حيث وجد وسيطرته على المناطق التي يستطيع فرض حكمه فيها ويترك الآخرين ينظمون شؤونهم بأنفسهم ويختارون طريقة عيشهم وعلاقاتهم مع دول الجوار والعالم.

إن حزب الله الذي يتخفى تحت شعار المقاومة أرهق لبنان وشعبه بدءً بالشيعة وقد صادر قرار المؤسسات وسيطر حيث أراد على الشارع وعلى تصرف اللبنانيين، ومن ثم فرض حروب الآخرين وعداواتهم على البلد بكامله واستعمل اللبنانيين، ولو كانوا من الشيعة، كمرتزقة للقيام بحروب في دول المنطقة، من سوريا إلى البحرين والسعودية واليمن وغيرها، ومن ثم استعدى بتحالفاته دولا كثيرة للبنانيين فيها صداقات متينة ومصالح مهمة وجاليات مستقرة. وهو اليوم عطل النظام الديمقراطي وفرض التجديد للرئيس بري للمرة السابعة، وسوف يقوم بالطبع باختيار حكومة على قياسه تعطل البلد أكثر مما عطلته الحكومات التي ساندها منذ 2019، وسيحاول أن يعطل أيضا انتخاب رئيس الجمهورية إن لم يقدر أن يأتي بدمية جديدة تنفذ له سياسته بمصادرة قرار اللبنانيين وحكمهم من قبل الولي الفقيه مباشرة.

الكلام على الاصلاحات والشعارات التي ينادي بها بعض التيارات السياسية المستحدثة لن يؤدي إلى أي تقدم في مسيرة البلاد طالما بقي التمييز بين اللبنانيين واقعا ومفروضا بالقوة، والالتصاق بمحور اقليمي ومعاداة البقية تحت أي شعار لن يسهم في الاستقرار، والذي بدوره يعتبر الاساس الذي يبنى عليه الاقتصاد الناجح، من هنا فإن اللبنانيين على مفترق طرق مهم وحساس ومصيري وعليهم الاختيار بين الدولة الموحدة والتي تعترف بتعددية المصالح وحق الاختلاف بالراي ولكن مع احترام نظام الاقتصاد الحر الذي أثبت فعاليته والحياد بين القوى الاقليمية الذي يمنع التدهور ويحافظ على الاستقلالية، وذلك لكي يكون التنوع الداخلي عنصرا ايجابيا في المساهمة بالحلول وليس عنصرا سلبيا لاضافة التعقيد يتحمل البلد نتائجه المضنية، وبين الذهاب إلى المطالبة بفرض مناطق خارجة عن سيطرة حزب الله تدار من قبل الدولة منفردة وتعمل فيها قوى المعارضة على المراقبة الجدية لكل التصرفات بدءً بالجبايات إلى الموازنات والمعابر الدولية والطاقة واستعادة الثقة بالمؤسسات المالية وغيرها من البنود التي يرتكز عليها الاقتصاد.

من هنا فان التزام حزب الله وتعهده منع الاعتداء على حدود اسرائيل سنة 2000 كان يجب أن يتبعه عودة العمل باتفاقية الهدنة الموقعة منذ 1949 والتي تلغي وضع الساحة المفتوحة بدل أن يكون الادعاء بالتحرير بالقوة والدخول بحلف الحرب هو الخيار الاعلامي المتبع والذي لا يفعل سوى تهييج النفوس بدون نتيجة ومنع ازدهار المنطقة والتحضر للمساهمة بخلق أجواء سلمية تعود على اللبنانيين بالخير وعلى المحيط بكامله بالتطور للحاق بركب الحضارة.

إن العودة إلى اللعبة الديمقراطية اساسي في تطور البلد ولكن هذه اللعبة تتطلب مساواة وحماية للحرية ومساءلة، ومن هنا ضرورة المعارضة وتنوّع الطروحات فيعطي الشعب تكليفه لمن ينجح في ادارة البلاد لا لمن يدعي الحق الالهي بالقدرة على خلق الفوضى وتهديد مصالح الناس…

 

"قاهر" الجمهورية وحده!... لسنا في وارد خداع انفسنا لكي نوهم الناس بتصديق كل الترهات ما دام "أبو سلة" قادرا بمعية حماته المباشرين والضمنيين على قهر الجمهورية .

نبيل بومنصف/النهار/06 حزيران/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109188/%d9%86%d8%a8%d9%8a%d9%84-%d8%a8%d9%88%d9%85%d9%86%d8%b5%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%b1-%d9%82%d8%a7%d9%87%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%ad%d8%af/

سواء جاءت حلقات المواجهة التي يخوضها الجيش في حي الشراونة في بعلبك منذ أيام مع اوكار المخدرات والتهريب والاستباحة الأمنية بمحض مصادفة مع واقع داخلي مذهل في ضغوطه وتحولاته الدراماتيكية ام بفعل فاعل متعمد فالخلاصة واحدة لجهة ابراز الخوف الزائد على بقايا مشروع الدولة في لبنان . ثمة حقيقة لا يرقى اليها شك وما كانت لتحتاج الى ابراز لولا مرور أيام على مواجهة مع احد "رموز" الاستقواء المافيوي على السلطة والجيش فيما لا تحرك قوى الامر الواقع في بعلبك – الهرمل الممثلة بحركة "امل" و"حزب الله" ساكنا متفرجة ، ان لم نقل متواطئة ، على المواجهة وتداعياتها . انها حقيقة "استحالة" (بكل ما للكلمة من وقع ودوي)  التوصل الى مقاربة مشتركة بين معظم القوى اللبنانية وهذا الفريق على الرؤية الحقيقية الموحدة لمفاهيم الامن بشقيه الداخلي والدفاعي في كل الاتجاهات ما دام الفريق المستقوي بالسلاح "الاستراتيجي" يخضع البلاد لمعادلة فائض القوة ولا مرد لتسلطه على الواقع الداخلي برمته .

ليس "أبو سلة" الرمز المطارد من الجيش منذ زمن بعيد والذي ضاعت اثاره منذ بداية المواجهة الأخيرة قبل أيام سوى رمز للازدواجية "اللامعة" للفريق السياسي الذي يغطي كل الواقع الاجتماعي والأمني المتفاعل في بعلبك – الهرمل بقوة غير مسبوقة منذ قرن وليس منذ عقود فقط . لقد صمت اذان اللبنانيين وهي تسمع شعارات "تربيح الجميل" من زعامات "حزب الله" زاعمة انها انقذت لبنان من براثن "داعش" وبالكاد تركت للجيش الإقرار بالقليل القليل من فضله في طرد التنظيم الإرهابي وتطهير ارض لبنان من اجرامه التكفيري . ثم ان حركة "امل" التي تزعم دوما انها صاحبة الباع الطويل في مشروع الدولة والعدالة وما الى ذلك من ادبيات لفظية براقة لم تقصر اطلاقا في المزايدة على شريكها في الثنائية المعمدة بامر واقع قسري جعل الدولة حقيقة اثرا بعد عين في كل مناطق نفوذهما الا بارادتهما وبقوانينهما وبشرعتهما .

وتبعا لهذه المواجهة التي حلت في موعد ساخن يحتدم لبنان على ناره منذ اجراء الانتخابات النيابية ولا احد يدري الى اين سيدفع به مسلسل الاستحقاقات المتعاقبة نتساءل فعلا الى متى الضحك على انفسنا ونحن نتغرغر بشعارات متقادمة فارغة كتلك التي تتناول "الحوار" لوضع استراتيجية دفاعية لئلا نتلفظ بتعبير ممنوع تداوله تحت وطأة التخوين والاتهام  بالتآمر وهو نزع سلاح "حزب الله" ؟ اذا كان القبض على زعيم عصابة مخدرات وممنوعات واعتداءات على الجيش والتسبب باستشهاد عسكريين صار يحتاج الى حملات عسكرية بهذا الحجم تحت انظار قوى الامر الواقع التي ترعى وتحمي هذا الواقع وتزيده تفاقما فاي معنى لذاك الرهان الساذج بعد لدى أولئك الذين يكررون شعارات ببغاوية عن الحوارات وما شاكلها مع فريق يفرض قوانينه ودستوره بقوة الاستقواء التي لا يقيم وزنا سوى لقواعدها ؟

سنذهب مع الذاهبين الى التصديق ان مناخا جديدا لا بد ان يحل مع مجلس منتخب واستحقاقات تغييرية أخرى مقبلة ونسأل : أي قواعد جديدة يمكن توقعها داخل المجلس المنتخب والحكومة الجديدة في التعامل مع قضايا أساسية كالامن والدفاع والامرة في زمن الحرب والسلم وترسيم الحدود وملف الغاز والنفط تماما مثل ملفات الانهيار والتعافي المالي والاقتصادي وكل المشتقات ؟ لسنا في وارد خداع انفسنا لكي نوهم الناس بتصديق كل الترهات ما دام "أبو سلة" قادرا بمعية حماته المباشرين والضمنيين على قهر الجمهورية .

 

حزب الله والجيش يتخبطان بالدوامة في الجنوب والبقاع والضاحية

منير الربيع/المدن/07 حزيران/2022

يستمرّ لبنان بتخبطه في أزماته المتناسلة. لا رؤية واضحة لدى أي طرف حول آفاق المرحلة المقبلة. ويسود التخبط في ملفات تفصيلية داخلية وأخرى استراتيجية. الضياع السائد منذ سنوات في التعامل مع الوضع الاقتصادي والخطط المالية، لا يزال على حاله، كتشكيل حكومة جديدة، ومقاربة ترسيم الحدود، إضافة إلى المداهمات التي يقوم بها الجيش اللبناني في البقاع.

حزب الله والجيش

سياسياً يحاول حزب الله أن يثبّت أكثرية نيابية، بعد ظهورها في انتخاب نائب رئيس مجلس النواب. وهذا يعبر عن ذهنية الحزب عينه، وعن آلية تعامله مع الاستحقاقات، سواء في تشكيل الحكومة الجديدة، أو في موقفه من ملف ترسيم الحدود، وكذلك حيال الوضع في البقاع. حال الترهل اللبناني والانهيار المستمر، تشمل القطاعات كلها، فيترابط ويتدافع تآكلها، فيما تستقدم إسرائيل باخرة تنقيب عن الغاز في حقل كاريش. وهذا ما استدعى استنفارًا سياسيًا لبنانيًا، بينما ينفذ الجيش مداهمات في البقاع. وهناك من يربط الحوادث ببعضها البعض، بناء على نظريات "المؤامرة". وقد يعتبر البعض أن حزب الله يريد للجيش أن يداهم في البقاع وينشغل هناك، فيما يتفرغ هو عينه وحده للتعامل مع ما يجري في الجنوب، للتصدي أو لمواكبة أي تداعيات تنجم عن الحفر الإسرائيلي في منطقة يعتبرها لبنان متنازع عليها.

لكن لا مسوغ ثابتًا للربط بين الحدثين، فيما يدفع الانهيار اللبنانيين إلى ربط المشاهد السوداوية كلها.

خراب ولا مسؤول

إزاء الأزمة التي تضرب المناطق والبيئات اللبنانية كلها، تلجأ جماعات إلى مصادر مالية أساسها التهريب أو تجارة المخدرات. وهذا يشكل لبيئات بقاعية عمودًا فقريًا يمكنها من التعيّش وتحسين أحوالها. ومثل هذه التجارات تزدهر في ظل انعدام خيارات أخرى. ويسيطر الارتباك اللبناني على التعامل مع كل الملفات: في البقاع، كما في الجنوب. وفي ملف ترسيم الحدود يهيمن التخبط القائم الذي تركز عليه الجهات الخارجية لتستفيد من الانقسامات اللبنانية. وما يجري يظهر سوء إدارة مزمن في مقاربة ملفات أساسية واستراتيجية. فيظهر سلوك عديم المسؤولية، أو يذر الرماد في العيون فلا يتبين من هو المسؤول الحقيقي. حزب الله يقف خلف الدولة اللبنانية. الدولة بسلطتها السياسية تقف خلف الجيش. الجيش يحمّل المسؤولية للسلطة السياسية، من رئاسة الجمهورية إلى الحكومة، في عدم تحسين موقف المفاوض اللبناني من خلال تعديل المرسوم 6433، والذي يثبت فيه لبنان أنه يطالب بالخط 29 كجزء من حقوقه.

تخبط ديبلوماسي جنوبًا

بدأ لبنان اتصالات ديبلوماسية مع الفرنسيين والأميركيين، وصولاً إلى تواصل مباشر مع السفيرة الأميركية الموجودة في واشنطن. وهو وجه دعوة عبرها لآموس هوكشتاين للمجيء إلى بيروت، والبحث في حلّ ملف التفاوض. جاء ذلك بعد تنسيق بين الرؤساء، استعدادًا للمواجهة الديبلوماسية، فيما يركز الأميركيون والإسرائيليون على التخبط اللبناني الحاصل، والتضارب بين المطالبة بالخط 23 والخط 29. يستند الأميركيون والإسرائيليون إلى ما سجّله لبنان في العام 2011 لدى الأمم المتحدة، والذي يعتبر بموجبه أن حقه في المياه يصل إلى الخطّ 23 وليس الخطّ 29 الذي اكتشفه الجيش اللبناني بناء على خرائط وإثباتات لديه. وكانت المشكلة الأكبر في امتناع رئيس الجمهورية عن توقيع تعديل المرسوم، وتسجيل لدى الأمم المتحدة أن حق لبنان هو الخطّ 29، ليخرج عون فيما بعد ويعلن أن الخط 29 هو خط تفاوضي.

وتخبط في البقاع

التخبط في مقاربة الملف الجنوبي، يوازيه تخبط في البقاع. ثمة من يعتبر أن لعبة العشائر متبادلة بين الجيش من جهة وحزب الله من جهة أخرى. الطرفان يستثمران في العشائر. ولا شك في أن هناك تراكم كبير للمخالفات، أهمها يرتبط بملف المخدرات وتصنيعها وتصديرها. لذا كان لا بد لحزب الله من رفع الغطاء عن العشائر، بعد خلافات كثيرة بينهما. فرفع الحزب الغطاء نسبيًا لصالح الجيش الذي اتخذ قراراً بالمداهمات. وفيما بعد وجد حزب الله أن الجيش قد اندفع كثيرًا، وبنتيجة ضغط العشائر اتخذ الحزب موقفًا داعمًا لها. التجاوزات في البقاع أتاحت المجال للقيام بضربة. ولم يكن للجيش أن يتخذ هذه الخطوة بدون حصوله على ضوء أخضر من حزب الله، لا سيما أن التجاوزات حصلت بعد الانتخابات وليس قبلها. فقبلها لم يكن حزب الله في وارد ازعاج العشائر. واتخذت الحوادث في البقاع بعداً جدياً، خصوصاً أن الجيش أظهر جدية استثنائية. وهذا ما لا يمكن لحزب الله أن يرضى به. فالعشائر تنتقد الحزب وتنقلب عليه، لذا لا يريد للجيش القيام بعملياته، ويحقق نجاحاً كبيرًا. بل يريده أن ينجح "عالحفة" أو جزئيًا. فنجاح الجيش الكامل يؤدي إلى تكريس واقع لا يقبله حزب الله، لأنه ينعكس سلبًا عليه. خصوصاً أن الجيش يحقق بذلك قوة يرفضها حزب الله.

 

كيف سيوُصِّل حزب الله باسيل إلى الرئاسة؟

د. توفيق هندي/اللواء/06 حزيران/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109192/109192/

في بيان صادر يوم الأربعاء بتاريخ 25 أيار 2022، دعا مجلس الأمن إلى تشكيل سريع لحكومة شاملة جديدة وتنفيذ عاجل للإصلاحات الملموسة المحددة مسبقا»،... أي أنه تبنى، «شكليا» على الأقل، طرح حزب الله.

بذلك يكون قد أحرج هذا الموقف الدولي من جاهر قبل الإنتخابات بأن حكومات الوحدة الوطنية أوصلت لبنان إلى جهنم التي يعيشها الشعب اللبناني، بعد أن شارك بشكل متكرر في حكومات ساكن فيها حزب الله. فإن شارك هذا البعض فيها يخسر ما تبقى له من مصداقية وإن رفض المشاركة يضع نفسه في تناقض مع المجتمع الدولي.

ولكن الأهم من ذلك هو معرفة ماذا يخطط حزب الله للإمساك برسن اللادولة اللبنانية والطبقة السياسية المارقة التي تتحرك تحت سقف سطوته على لبنان.

قالوا إن الإنتخابات أفرزت غالبية جديدة بيد القوى المسماة سيادية وتغييرية، عن حق بالنسبة للبعض، وعن باطل بالنسبة للبعض الآخر.

لا دلالة لإنتخاب بري بـ «65 صوتا» إذ أن جنبلاط صوت له وباسيل سمح بتسرب بعض أصوات «حلفائه» في كتلة «لبنان القوي» مبقيا» على موقفه «المبدئي» لدى أعضاء تياره بعدم التصويت لبري. تناغم صاحب القرار الفعلي، أي حزب الله، مع تصرف باسيل ، بهدف تدعيم «مشروعيته» المسيحية.

أما إنتخاب الياس بو صعب بـ «65 صوتاً» كما آلان عون بنفس عدد الأصوات يدلل بما لا شك فيه أن الغالبية البرلمانية بقبضة حزب الله. وقد تزيد عن الـ 65 نائباً في حال قبل المجلس الدستوري ببعض الطعون.

وقد سيطر حزب الله على مكتب المجلس بـ 5 أعضاء من مجموع 7 أعضاء، علماً أن قراراته تتخذ بالغالبية العادية (4) حسب النظام الداخلي للمجلس النيابي. مما يسمح له بتفسير المقطع الذي يحدد كيفية إنتخاب رئيس الجمهورية في المادة 49 من الدستور بما يتناسب مع هدفه بفوز مرشحه للرئاسة.

يقول هذا المقطع : «ينتخب رئيس الجمهورية بالإقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى، ويكتفي بالغالبية المطلقة في دورات الإقتراع التي تلي».

نذكّر بهذا الخصوص أن التفسير الذي أعطاه مكتب المجلس سابقا كان أنه لا يصح إعتبار الدورة الأولى قد أجريت إذا لم تحصل جلسة إنتخاب الرئيس على نصاب الثلثين. لذا، وبما أن عدد أعضاء كتلة حزب الله وأتباعه كان يفوق في ذلك الوقت ثلث مجلس النواب،  توالت جلسات الإنتخاب لمدة سنتين وخمسة أشهر دون نتيجة إلى حين رشّح الدكتور سمير جعجع مرشح حزب الله، أي الجنرال ميشال عون.

وبالعودة إلى الظروف التي أدت إلى هذا التفسير، نذكّر أنه كان ل 14 آذار غالبية المجلس الذي إنتخب سنة 2009. وقد مدد له حتى إجراء إنتخابات 2018، وكانت حكومة المساكنة التي كان يرأسها تمام سلام تمارس صلاحيات رئاسة الجمهورية منذ نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان. هذه الظروف سمحت لحزب الله فرض هذا التفسير للمادة 49 من الدستور.

ونذكّر بالمناسبة، أن السبب الرئيسي لأحداث 7 أيار 2008 المشؤومة التي أوصلت إلى إتفاق الدوحة، كان بتبني 14 آذار تفسير آخر للمادة 49 كونها كانت لها الغالبية المطلقة (أي أكثر من 64 نائباً) في تلك المرحلة وليس غالبية ثلثي مجلس النواب (أي 86 نائباً) لإنتخاب خلف للرئيس أميل لحود. أما قضية الإتصالات السلكية لحزب الله وكاميراته في مطار بيروت، فشكلتا السببين المباشرين لهذه الأحداث.

كان هذا التفسير يقضي بأن إجراء الدورة الأولى لا يحتاج نصاب ثلثي مجلس النواب. وبذلك، كان فوز مرشح 14 آذار مؤكدا» بالغالبية المطلقة في الدورة الثانية.

 أما اليوم، وبعد تغير الظروف الإقليمية والدولية والداخلية لصالح حزب الله، وبعد حيازته على الغالبية المطلقة في برلمان 2022، تقضي مصلحته بتبني هذا التفسير لإنتخاب من يختاره هو رئيسا» للجمهورية.

فكيف السبيل

 إلى ذلك؟

1) سوف يتبنى مكتب المجلس هذا التفسير. ولا مشكلة مع بري أن يتناقض مع نفسه إذا طلب منه ذلك الآمر الناهي. فالضرورات تبيح المحظورات.

2) سوف يعرقل حزب الله تشكيل الحكومة بحجج وأدوات مختلفة، دون أن يتحمل مسؤولية العرقلة مباشرة، وذلك لكي لا يتحمل عبء إنهيار البلد، ولأن حكومة تصريف أعمال تشكل أداة إضافية بيده لفرض مرشحه.

3) فيما إذا، لسبب أو لآخر، طرأ ضغط خارجي مثلاً،أو تغيير في التوجه الدولي والإقليمي، فلن يتمكن حزب الله من فرض مرشحه، تصبح رئاسة الجمهورية شاغرة، وتطرح حينذاك إشكالية دستورية حول أهلية حكومة تصريف أعمال في أن تجتمع (مجلس وزراء) للقيام بمهام تتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية، في حين تصبح المهمة الوحيدة المخول البرلمان القيام بها هي إنتخاب رئيس للجمهورية. وهكذا، تتعطل بشكل كامل المؤسسات الدستورية الثلاث : رئاسة الجمهورية، الحكومة، البرلمان. هذا الوضع قد يدفع بعض الخارج إلى عقد «مؤتمر طائف» جديد يلبي متطلبات الإحتلال الإيراني للبنان من خلال حزب الله، إذا إستمر الغرب في سياسة مسايرة الجمهورية الإسلامية في إيران.

والسؤال الذي يطرح: من هو مرشح حزب الله «المكتوم القيد» حتى الآن والذي قد لن يعلن عنه حزب الله حتى اللحظة الأخيرة؟

ثمة مؤشرات تشير إلى باسيل.

1) أعطى حزب الله الأولوية لدعم باسيل على حساب «حلفائه» الآخرين إلى حد أن أوصل بعضهم إلى خسارة مقعده، لكي يحظى باسيل على كتلة وازنة لتشكل له غطاء مسيحياً وازناً.

2) تفهم الحزب  تماماً أن لا ينتخب باسيل لبري، لا بل قد يكون شجعه على ذلك ل«تزخيم» شعبيته المسيحية.

3) الضغط على بري لإعطاء أصواته لإلياس بوصعب والان عون.

أما لماذا باسيل وليس غيره؟

1) لأن موازين القوى الخارجية والداخلية وإمساكه بقرار البرلمان وسطوته على الطبقة السياسية المارقة من خلال سلاحه، معطوفاً على ظمئها لفتات السلطة في اللادولة اللبنانية، لا ترغمه على القبول بمرشح تسوية أو وسطي أو قائد الجيش (يتذكر تجربتهم المرة مع ميشال سليمان)؛ ولأنه بالمقابل، بإمكانه أن يأتي بباسيل رئيساً بسهولة من خلال إمساكه بمكتب المجلس.

2) لأن باسيل لا «صاحب» له سوى حزب الله. وبهذا الأمر، لا يشبه سليمان فرنجيه الذي له علاقات مميزة مع الأسد وعلاقات جيدة مع بري، جنبلاط والحريري.

3) لأن هناك عقوبات على باسيل تجعله يتوجه شرقاً بعلاقاته الخارجية.

4) لأن حضوره السياسي هو على كامل الجغرافيا المسيحية ولا ينحصر في منطقة مثل سليمان فرنجية.

5) لأن كتلته النيابية وازنة وليست كما كتلة فرنجية التي تقلصت إلى حدها الأدنى، وبالتالي تشكل له غطاءً مسيحياً مهماً.

6) لأنه لن يخسر فرنجية إذا أتى بباسيل رئيساً نظراً لنبل أخلاق سليمان ومبدئية إلتزامه بـ«الخط السياسي»،كما يحلو له أن يردد.

لا ديمقراطية تحت الإحتلال، ولا سيما أن من يمارسه هو منظمة مصنفة إرهابية ومخلة بالأمن والإستقرار الإقليمي والدولي، من دول وازنة في العالم والمنطقة العربية.

لا مجال لتحقيق خلاص لبنان من خلال المسالك الدستورية للادولة اللبنانية (حتى لو فقد حزب الله الغالبية النيابية، كما في السابق) ولأن الدولة اللبنانية هي اليوم دولة حزب الله.

لقد أظهر الشعب اللبناني بشكل جلي إرادته بتحرير لبنان من الإحتلال الإيراني ومن الطبقة السياسية المارقة الفاسدة القاتلة التي بمكوناتها كافة تعمل تحت سطوته. وقد ودفع ولا يزال يدفع الأثمان الباهظة، رافضاً إدخال نفسه في مسارات عنفية لا تؤدي إلاّ إلى مزيد من الخراب والمآسي.

حيال هذا الوضع، حان الأوان لتطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بلبنان، ولا سيما القرار المحوري 1559 ووضعه تحت الفصل السابع إذا أمكن. كما لوضع لبنان تحت الوصاية الدولية وفقا» للفصلين 12 و 13 من شرعة الأمم المتحدة ليمر بمرحلة نقاهة ضرورية بهدف التخلص من الفساد والمحاصصة والزبائنية السياسية المسيطرة على جميع الوحدات التي تكون الدولة اللبنانية.

خريطة الطريق هذه لا تحقق خلاص لبنان وليست من أجله فحسب، إنما تشكل ضرورة لتأمين مصالح المجتمع الدولي والعالم العربي. وبخلاف ذلك، يشكل لبنان قنبلة لم تعد قنبلة مؤقتة، تهدد الأمن والإستقرار الإقليمي والدولي.

الكرة في ملعبكم.

 

يثور على البك ليصبح بك

د.مصطفى علوش/الجمهورية/06 حزيران/2022

«شدي اللحاف يا صفية... مفيش فايدة» (سعد زغلول)

«يعيش أهل بلدي وبينهم ما فيش تعارف يخلّي التحالف يعيش

تعيش كل طايفة من التانية خايفة وتنزل ستاير بداير وشيش

لكن في الموالد يا شعبي يا خالد بنتلم صحبة ونهتف يعيش

يعيش أهل بلدي» (أحمد فؤاد نجم)

في رواية عن عقم التغيير في السلطة في بلدان العالم الثالث، ذكرها كتاب «كيف تفشل الأمم» للباحثَين «روبنسون» و»أسيموغلو»، أنّ «منغيستو هيلا مريم»، ضابط الجيش الإثيوبي الذي أصبح من أيقونات المناضلين الشيوعيين في العالم الثالث، عندما انقلب على العهد الإمبراطوري، بعد سنتين من وفاة الامبراطور «هيلا سيلاسي»، استهلّ حكمه بجلوسه على عرش الامبراطور الراحل بحلّة ثورية متوحشة، أي أنّه لم يغيّر حتى في موقع إدارة الدولة. كما هو متوقع، فقد ترحّم الناس فيها آلاف المرات على عهد الامبراطور، فقد كان على الأقل يحمل أسطورة نسل الملك سليمان الحكيم من زوجته ملكة شيبا، والله أعلم!

بصراحة، لم تفاجئني أبدًا تلك اللقطة المثيرة للجدل، حيث حمل «الشعب» المتحمّس والجماهير الغفيرة، النائب الثائر والمنتصر على البك على الأكتاف، فليس الحق دائمًا على المحمول على الأكتاف، فالحامل يتحمّل هو أيضًا وزر دفع النائب الثائر على البك ليتحوّل إلى بك هو نفسه، حتى وإن بقي يتقمّص صفة محارب البكوات وقاهرهم في عقر دارهم. ففي مراجعة للنواب الذين أعرفهم في طرابلس، وكانوا ينافسون جميعهم زعامة الأفندية التاريخية، على أساس أنّهم من سُعاة التغيير في النهج والأداء، فقد كانوا ينتهون جميعًا إلى النهج نفسه في السعي إلى الزعامة وتأبيدها، ومنع أيّ من المستجدين من المنافسة على موقع يتحوّل فجأة ملكية عائلية يَرثه عادة النجل الذكر، بغض النظر عن مؤهلاته. أحيانًا تنتقل الوراثة إلى الأخ أو إبن الأخ، إن عزّ وجود إبن ذكر، أو إلى الزوجة أو الإبنة أو الأخت.

وغالبًا ما يأتي هؤلاء الورثة الشرعيون، بأداء يترحّم على الأصيل، عندما تحلّ البلطجة بدل هيبة الزعامة، ورعاية الخارجين عن القانون بدل رعاية السلم الأهلي، أو التفاهة والرويبضة بدل العقلانية والتحفّظ، وإن كانت تلك العقلانية عقيمة. الغريب المؤسف هو أنّه حتى المواطنين الذين يقضون 4 سنوات في انتقاد أداء نائب ما وشتم الساعة التي أتت به على ناصية القوم، لفساده أو لسوء أدائه وغبائه أو لإهماله مصالح الناس، يعودون في يوم الانتخابات إلى النهج نفسه، فإما يتخاذلون عن الذهاب الى التصويت لمرشحهم المثالي بحجج شتى، منها مثلًا عدم الرغبة في تلويث الإصبع بالحبر، أو لأنّ يوم الأحد هو يوم إجازة نقضيه على البحر أو لا أحد يستأهل. لكن المصيبة تحلّ عندما ينتخبون النائب نفسه بحكم العادة أو المعرفة أو القرابة أو لخدمات شخصية قدّمها أو وعد بها هذا النائب أو ولي عهده.

ثالثة الأثافي هي عندما يقرّر البعض أنّ التغيير هو الشعار، لأنّه «كلن يعني كلن»، وبالتالي يفتقد الرشد إلى حسن الخيار، ويتمّ اختيار المجهول من دون تفكير أو تمحيص بمن وكيف ولماذا أتى هذا المجهول من المجهول ليخوض غمار مغامرة في المجهول في بلد مفلس ودولة فاشلة. والمصيبة النكباء تحلّ عندما يتمّ الاختيار من دون أن يحمل ذاك القادم المجهول أي مشروع سياسي أو اقتصادي أو إصلاحي، فيما عدا حفنة من ملايين الدولارات يصرفها على المستشارين الخبراء في إدارة الانتخابات، وسماسرة الأصوات البائعين لها في المزادات، وهم القادرون أيضاً على شراء كل لوحات الإعلانات لفرض سحنتهم وابتساماتهم ووقفات عزّهم وشعاراتهم الفارغة على عقول الناس، بما يكفي لتخطّي الحاصل الانتخابي. هنا، تذكّرتُ كيف أتاني صديق خبير في شؤون الانتخابات، في بدايات الحملة الأخيرة ليقول لي: سترى كيف سأجعل من فلان الآتي من المجهول ولا يحمل أي مشروع ولا يفهم شيئًا عن السياسة، نائبًا عن المدينة! وهكذا حلّ بك جديد بدل بك قديم. وستمضي سنوات أربع من عمرنا في شتم الساعة التي تخلّينا بها عن عقلنا وعن واجبنا في اختيار المعروف بدل المجهول.

عندما نقول المعروف فالخيار ليس صعبًا ولا معقّدًا، فيكفي أن يتمّ التركيز على صفات ثلاث أساسيات:

ـ الأولى، النزاهة، وهذا يعني الصدق والشفافية والبعد عن المال الحرام في الحياة الخاصة والعامة، وهذا ليس بالشأن الصعب معرفته في مجتمع النميمة الذي نعيشه بنحو لصيق كل يوم.

ـ الثانية، هي القوة والصلابة في الثبات على النزاهة، عندما تأتي المغريات الكثيرة في موقع السلطة، وهذا أمر يمكن استشفافه من مسار الفرد في السلطة أو في المعارضة. لكن ما يجب التركيز عليه هو المشروع الذي يحمله ذاك المتنطح للقيادة في الشأن العام، إن كان مجديًا أو مناسبًا أو واقعيًا أو لا يتناقض مع المسار العام لمدّعيه. من هنا تأتي النزاهة والصلابة لتدعم مسار تحقيق البرنامج، أو على الأقل السعي إليه.

أقول قولي هذا وأنا خارج مثقلًا بخيبات أمل، ليس بسبب عدم النجاح شخصيًا في الانتخابات، بل لأني عدت وراجعت أسباب عدم ثقة أفلاطون بالديموقراطية، فتأكّدت أنّ وصول الحكيم الثاقب النظر إلى سدّة المسؤولية لا علاقة له برأي الأكثرية، «فشدي اللحاف يا صفية مفيش فايدة».

 

أين اختفت الدولارات؟ ومَن «التهمها» بسرعة؟

أنطوان فرح/الجمهورية/06 حزيران/2022

الاجراء الاستثنائي الذي اتخذه مصرف لبنان في الايام القليلة الماضية لجهة ضَخ الدولارات في السوق بلا سقف، لتلبية الطلب على العملة الخضراء بهدف خفض سعر الصرف، لا يزال يتفاعل بسبب التساؤلات التي يثيرها.

كثيرة هي الاسئلة التي يثيرها قرار ضخ الدولارات من الاحتياطي المتبقي، ومن أهمها، التالي:

أولا - حجم التداول عبر منصة صيرفة ارتفع بنسبة كبيرة عما كان عليه قبل القرار، بحيث انه تم تداول حوالى نصف مليار دولار في غضون اربعة ايام. مما دفع البعض الى التساؤل عن كمية الاموال المتبقية من الاحتياطي الالزامي في مصرف لبنان.

ثانيا - ليس معروفاً بعد الى متى سيستمر تنفيذ هذا القرار، ومتى قد يبدأ المركزي الهبوط التدريجي، ام أنه قد يضطر الى وقف التنفيذ كلياً، وبشكل مفاجئ.

ثالثا - من اتخذ قرار الضَخ شبه المفتوح للدولارات في السوق.

رابعا - بالاضافة الى المواطن العادي الذي استفاد جزئيا من القرار، من هم المحظوظون ومن هي الجهات التي تستفيد من هذا الوضع لتحقيق ارباح خيالية وغير شريفة على حساب مستقبل البلد؟

من أجل تسليط الضوء على النقاط الآنفة الذكر، لا بد من توضيح مسألة مهمة تتعلق بحجم التداول. اذ يعتبر البعض انّ المبالغ التي تعلن عنها صيرفة يمكن اعتمادها لتقدير حجم المبالغ التي ضَخّها المركزي. لكن الواقع انّ مصرف لبنان يعمد الى اعادة شراء قسم من الدولارات من السوق. وبالتالي، فإنّ المركزي لم يخسر من احتياطه نصف مليار دولار في ٤ أيام لكنه خسر حتماً مبالغ محترمة على اساس انه اشترى الدولار في هذه الفترة على سعر وسطي بلغ ٣٢ الف ليرة، وباعَه على سعر ٢٤ الف ليرة.

النقطة الثانية المتعلقة بالفترة التي سيستمر خلالها ضخ الدولار خلالها غامضة، وقد تكون مرتبطة بحسابات سياسية وشخصية. وحتى الآن، ليس واضحاً بعد من يتخذ قرار ضخ الدولارات. هل هو حاكم المركزي منفرداً، ام انه يلبّي رغبة سياسية من طرف يَمون عليه؟ وهناك شبهة دائمة في التوقيت.

لكن النقطة الأخطر تتعلق بالمستفيدين من هذا الوضع الشاذ. وعندما يتحدث صندوق النقد الدولي عن نمو الفساد بسبب تعدّد اسعار الصرف، إنما يكون المقصود بشكل خاص المضاربين الذين يجنون ثروات من اموال المودعين، ويحرمون اصحاب الحقوق الأمل في استرداد حقوقهم المالية. وهناك من يسأل في صندوق النقد، عن آليات المراقبة المعتمدة لضبط حركة بيع الدولارات وشرائها. بمعنى آخر، من يضمن انّ المضاربين الكبار لا يبيعون الدولار في السوق السوداء على سعر مرتفع ومن ثم يعيدون شراءه عبر صيرفة. وقد يكررون العملية مرات عدة، ويجنون ثروات غير شرعية؟

وللعلم، إنّ قضية المضاربة بالكاش صارت رائجة عند الكثير من التجار الكبار، لا سيما المستوردين منهم. هؤلاء استساغوا تجارة العملة النقدية سواء بالليرة او بالدولار. واللافت انّ بعضهم يبيع الكاش الى مصارف ينقصها النقدي. ويبدو ان هذه التجارة تعود بأرباح على هؤلاء تفوق نسبة أرباحهم في مشاريعهم التجارية.

وفي عودة الى مسألة إفساح المجال امام المضاربة بالدولار من خلال الفارق بين سعرَي السوق السوداء وصيرفة، فإنّ السؤال الأهم هو: ما دام مصرف لبنان قرر ضَخ الدولارات في السوق لوقف تدهور الليرة، لماذا لم يضخ كميات كافية لخفض الدولار في السوق السوداء الى مستوى سعر منصة صيرفة؟ فبهذه الطريقة فقط يمكن إغلاق الطريق على المضاربين. الا اذا كان الامر مقصودًا، وهنا تكون المسألة أشد خطورة من تهمة تبديد ما تبقّى من احتياطي وطني، الى تهمة «سرقة» هذا الاحتياطي من خلال تقديمه على طبق من فضة الى المضاربين.

 

لأفكار من خارج «العلبة»

شارل جبور/الجمهورية/06 حزيران/2022

تحوّل مصطلح «out of the box» من أكثر المصطلحات استخداماً لكل باحث عن مخارج أو حلول من خارج المألوف، او حتى لكل من يريد التمايز في المواقف السياسية، بعدما أصبحت المدارس الكلاسيكية مملة وتفتقد الجاذبية.

التفكير من خارج «العلبة» ضرورة دائمة وحيوية، بحثاً عن حلول لقضايا وأزمات، فشلت كل محاولات معالجتها بالطرق الكلاسيكية. والبحث عن هذه الحلول يجب ان يترافق مع ما هو أهم، والمتعلِّق بالقدرة على المبادرة وتنفيذ هذه الأفكار، وإلّا تبقى مجرد تمنيات وأحلام. ولكن هذا لا ينفي ضرورة البحث الدائم عن أفكار خارجة عن السياق المعهود، حتى لو كان تنفيذها متعذراً.

فهل كان من خيار آخر مثلاً غير التسلُّح لمواجهة الثورة الفلسطينية عشية الحرب اللبنانية؟ بالتأكيد كلا. لأنّ هدف هذه الثورة كان وضع يدها على لبنان بحجة استعادة أرضها من الإسرائيليين، أي الحجة نفسها التي يستخدمها «حزب الله» اليوم. والفارق الوحيد بين الأمس واليوم اختلاف اللاعبين وأيديولوجياتهم، ولكن النتيجة نفسها مع الثورة الفلسطينية والثورة الإيرانية، فلا سيادة ولا دولة ولا استقرار.

وطالما أن لا اختلاف بين الثورتين، فلماذا ووجهت الأولى بالسلاح والثانية بالسياسة؟ والجواب بكل بساطة، لأنّ المواجهة المسلّحة بحاجة إلى رعاية واحتضان، والدولة اللبنانية غضّت النظر في مطلع سبعينات القرن الماضي عن تسلُّح «الكتائب» و»الأحرار» وغيرهما من التنظيمات المسيحية، بسبب عجزها عن التصدّي للثورة الفلسطينية، فسهلّت مواجهتها عن طريق هذه الأحزاب، فيما الدولة اليوم ممسوكة من قِبل «حزب الله» خلافاً لواقع دولة العام 1975، وستقف بالمرصاد لكل من يحاول امتلاك السلاح على غرار امتلاكه من قِبل الحزب، وإلّا كيف يستقيم شعار «لا يُواجه السلاح سوى بالسلاح» في مرحلة معينة، ومن ثمّ يبطل معنى هذا الشعار ليتحوّل إلى مواجهة العنف بمزيد من التمسّك بالسلام؟

ما تقدّم أعلاه هو لضرورات النقاش ليس إلّا. واستكمالاً لهذا النقاش، هل كان بالإمكان مثلاً أيضاً مواجهة الاحتلال السوري بين عامي 1990 و 2005 بالسلاح؟ والجواب بالتأكيد كلا، لأنّ النظام السوري أمسك بكل مفاصل السلطة والحياة السياسية في لبنان، إلى درجة انّ المعارضة الصوتية كانت ممنوعة، فكيف بالحري المواجهة المسلّحة التي تتطلّب مساحة جغرافية وقوة منظّمة وظروفاً مؤاتية؟ الأمر الذي لم يكن متوافراً، بدليل انّه عندما توافرت ظروف مواجهة الجيش السوري عسكرياً حصلت المواجهة، وعندما انتفت الظروف انعدمت هذه المواجهة.

وطالما الشيء بالشيء يُذكر، فإنّ الدعوة إلى إقامة منطقة حرّة في لبنان برعاية دولية لا تندرج في سياق التفكير خارج المألوف، لأنّ هذه الفكرة غير قابلة للتطبيق لسببين أساسيين: الأول كون المنطقة الحرّة تُنشأ بإرادة لبنانية ذاتية، ولا قدرة لبنانية على إنشاء منطقة من هذا القبيل، والمنطقة الحرة في الحرب أُنشئت بقوة ذاتية واستحضرت الخطوط الحمر الدولية؛ الثاني كون المجتمع الدولي منشغل بقضاياه ومشاكله، وقبل ان يُنشئ منطقة حرّة في لبنان فلماذا لا يطبِّق القرارات الدولية وفي طليعتها 1559؟ ولماذا لا يُنهي الحرب السورية؟ ولماذا لم يمنع موسكو من اجتياح أوكرانيا؟ وهذا لا يعني طبعاً عدم طرح فكرة المنطقة الحرّة، فمن حق كل شخص او مجموعة طرح الأفكار التي تريدها، ولكن التمييز واجب بين الأفكار القابلة للتطبيق بإرادة ذاتية، والأفكار التي يتطلب تطبيقها معادلات خارجية لا تأثير لبنانياً عليها.

وفي السياق نفسه، ومن أجل الدخول في صلب الموضوع، هل نزع سلاح «حزب الله» ممكناً؟ والجواب غير ممكن لبنانياً وبحاجة لمعادلات خارجية. ما يعني انّ المطلوب مواصلة التكتيك نفسه: صمود في الداخل بانتظار تحوّلات في الخارج تؤدي إلى التقاء موضوعي كما حصل في العام 2005. ولكن ماذا لو لم يحصل هذا الالتقاء؟ وكيف يمكن التخفيف من تأثير هذا السلاح بانتظار تحوّلات خارجية من بينها مثلاً أن تطلب إيران من الحزب تسليم سلاحه نتيجة تغيير طهران لدورها في المنطقة؟ وهل يمكن تحقيق أي خطوة تساهم في صمود اللبنانيين وتعزِّز مواجهتهم الكلاسيكية؟ وهل من حاجة للتذكير بأنّ الحرب اللبنانية انتهت في 15 عاماً، وانّ إمساك النظام السوري بالنظام اللبناني انتهى بعد 15 عاماً، وإنّ إشكالية سلاح «حزب الله» التي تغيّب الدولة مستمرة منذ أكثر من 17 عاماً؟ ولماذا لا يُصار إلى المزاوجة بين المواجهة الكلاسيكية المعتمدة منذ العام 2005، وبين تحقيق كل ما يمكن تحقيقه من خطوات، تخفِّف من تأثير سلاح الحزب على كل البلد وجميع اللبنانيين؟

فالأجوبة عن هذه التساؤلات تندرج في سياق التفكير «out of the box»، ومن الأفكار التي يمكن تحقيقها على سبيل المثال لا الحصر:

أولاً، وضع اللامركزية الموسّعة إلى أبعد الحدود هدفاً أوّل، والتقاطع مع أي جهة سياسية على استعداد لإقرار هذا البند والسير به عملياً على أرض الواقع، خصوصاً انّ استفحال الأزمة المالية لم يعد يسمح باستمرار الاتكاء على الدولة المركزية، بل الحاجة أصبحت ملحّة لإقرار اللامركزية التي تشكّل عاملاً مساعداً في التخفيف من حدّة الأزمة وتطويقها مناطقياً، حيث تصبح كل منطقة مسؤولة ومعنية في توفير مستلزماتها الحياتية، خصوصاً انّ هناك بعض المناطق تعتاش على حساب غيرها من دون وجه حقّ، فيما كل منطقة يجب ان تكون مسؤولة عن ماليتها وتأمين فرص العمل اللازمة.

ومن غير المفهوم مبدئياً، لماذا هذا البند لم يُقرّ بعد منذ العام 1990، فيما يجب تحويله إلى أولوية سياسية وتأمين الأكثرية النيابية القادرة على تبنّيه وإقراره، وممارسة أقصى الضغوط اللازمة لترجمته على أرض الواقع؟

ثانياً، من غير المفهوم أيضاً ما هي طبيعة العوائق التي تحول دون تشريع مطار في حامات وآخر في القليعات؟ ومن غير المفهوم لماذا لا تتكتّل القوى السياسية وتمارس الضغوط المطلوبة لتشريعهما، خصوصاً انّهما يفسحان في المجال أمام آلاف الوظائف الجديدة، ويساهمان في تنمية المناطق المحيطة بهما؟ وهل يُعقل الإبقاء على مطار واحد بقوة الأمر الواقع لاعتبارات أمنية ونشغيلية؟ وإلى متى السكوت عن هذا الواقع؟ وجلّ ما يتطلبه هذا البند ان يقرُّه مجلس الوزراء لا أكثر ولا أقل، وهو يشكّل مطلباً وحاجة إنمائية بامتياز.

ثالثاً، تنشيط المرافئ المناطقية وتفعيلها وتوسيعها من أجل تحويلها إلى مرافئ بمعايير دولية، لأنّه إذا كان يتعذّر رفع يدّ الأمر الواقع عن مرفأ بيروت، فلا يجب التأخير بتطوير المرافئ المناطقية، ويجب إزالة كل العوائق التي تحول دون تحقيق هذا الهدف.

رابعاً، هل يُعقل انّ الحرب اللبنانية انتهت منذ أكثر من ثلاثة عقود وأزمة الكهرباء لم تُحلّ بعد وتشكّل النزيف الأكبر للموازنة؟ ولماذا لا يبدأ البحث عن حلول مناطقية لهذه الأزمة، لأنّ ما لم يُحلّ على مدى ثلاثين عاماً يعني انّ المستفيد من خراب هذا القطاع سيُبقيه على ما هو عليه؟ والكهرباء تشكّل عصب الحياة والحركة، ولم يعد من الجائز انتظار وزارة الطاقة والحكومة لحلّ هذه المشكلة المتمادية، إنما حان وقت المبادرة لحلول لا مركزية.

خامساً، ربط المناطق وأهلها ببرامج توأمة مع عائلات ورجال أعمال موجودين حول العالم من المنطقة نفسها. ومعلوم انّ عندما تكون المساعدة محصورة ضمن نطاق جغرافي وهادفة ضمن سياق مشروع واضح المعالم، تولِّد الحماس وتشجِّع أكثر اللبنانيين على مساعدة أهلهم وتنمية مناطقهم، والدليل الحماس الاغترابي على مزيد من التسجيل للتصويت في لبنان.

وما تقدّم يشكّل مجرّد عينة من أفكار كثيرة في حال اعتُمدت، تؤدي إلى ترييح الواقع اللبناني. ومن الخطيئة إبقاء كل الوضع اللبناني معلقاً بانتظار حلّ إشكالية سلاح «حزب الله». وماذا لو تأخّر هذا الحلّ عشر سنوات إضافية، فمن يضمن ألّا يكون الشعب اللبناني قد هاجر وتمّ استبداله بشعب آخر؟

وهذا لا يعني تخفيف الضغط على سلاح الحزب وضرورة تسليمه للدولة، إنما العمل بشكل متوازٍ على حلول قابلة للتحقُّق، في سياق سياسة الصمود والحدّ من تمدُّد الشيعية السياسية وخطرها على هوية لبنان وتعدّديته، الأمر الذي يتطلّب من القوى السياسية التي لديها الأهداف نفسها، ان تميِّز بين خلافها السياسي، وبين ضرورة اتفاقها حول كل ما يتصلّ بالقضايا الوجودية.

 

إتصال بين الإليزيه والفاتيكان... الفراغ ممنوع في رئاسة لبنان

ألان سركيس/نداء الوطن/06 حزيران/2022

إجتاز مجلس النواب قطوع انتخاب رئيسه ونائبه، لينتقل الإهتمام إلى انتخابات اللجان غداً وتأليف حكومة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

لا شكّ أن تأليف حكومة بعد الإنتخابات مطلب أساسي للمجتمع الدولي، لكن هذا المطلب ظرفيّ لأن الحكومة ستعيش 4 أشهر والإهتمام يتركّز على رئاسة الجمهورية بما تحمل من معانٍ ودلالات حول طبيعة توجّه البلاد في السنوات الست المقبلة.

وإذا كانت هناك أسماء يتمّ التداول بها للرئاسة، إلا أن الفراغ يبقى المرشّح الأبرز، ولأسباب عدّة أبرزها عدم امتلاك أي فريق أكثرية الثلثين وعدم وجود تفاهم داخلي على اسم الرئيس العتيد، في حين أن العوامل الخارجية لا تزال غير مسهّلة لإجراء استحقاق كهذا.

ويعلم من يتعاطى الشأن الرئاسي أن كلمة السرّ الحاسمة تأتي من الخارج، وباستثناء معركة 1970 بين المرشحَين الياس سركيس وسليمان فرنجية، فإن العامل الخارجي كان هو الناخب الأول في رئاسة الجمهورية اللبنانية. وأمام تعقيدات الوضع الداخلي، فإن عواصم القرار والدول الفاعلة بدأت تدرس جدياً سبل التحرّك لإنقاذ الإستحقاق الرئاسي لأنها تدرك عدم قدرة اللبنانيين على إنجاح استحقاق كهذا، وفي السياق، علمت «نداء الوطن» أن تواصلاً حصل أخيراً بين دوائر الإليزيه والدوائر الفاتيكانية حول ملفّ لبنان عموماً والملف الرئاسي خصوصاً، وتركّز البحث على ضرورة استمرار عمل المؤسسات الشرعية اللبنانية وعدم الجنوح نحو الفراغ القاتل. ولم يُخفِ الفاتيكان شعوره بالخوف على مصير الإنتخابات الرئاسية، خصوصاً أن تجربتي 2007 عندما انتهت ولاية الرئيس إميل لحود، و2014 عند انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، غير مشجّعتين، وبالتالي هناك خوف حقيقي على تطيير هذا الإستحقاق وسط تزايد الكلام عن الطريقة التي ستنتهي فيها ولاية الرئيس ميشال عون. ولا يريد الفاتيكان أن يكون التعطيل من بوابة الرئاسة مدخلاً لمؤتمر تأسيسي ينسف «إتفاق الطائف» ويقضي على المناصفة، خصوصاً أن الكرسي الرسولي متمسّك بصيغة التعايش المسيحي - الإسلامي ولا يريد أن يخسر مسيحيو الشرق مركزهم الأول في لبنان.

وإذا كان الكرسي الرسولي سيفعل كل ما بوسعه لمنع الفراغ الرئاسي، إلا أن قنوات التواصل ستبقى مفتوحة مع الإليزيه لمتابعة ملف الإنتخابات الرئاسية، وسيرتفع مستوى التنسيق في الأسابيع والأشهر المقبلة قبل الدخول في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وتنتظر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مهمة شاقة في لبنان، وقد تكون أصعب من زيارته بيروت بعد انفجار المرفأ وطرح تأليف حكومة اختصاصيين مستقلّة، فالرئيس الفرنسي لا ينظر بعين الراحة للقوى السياسية ويعلم كيف تتحايل على كل المبادرات وعلى رأسها المبادرة الفرنسية الأخيرة، التي كانت كفيلة بإخراج لبنان من أزمته الإقتصادية والسياسية التي تعصف به.

ولا تملك باريس حتى الساعة مبادرة كاملة تتعلّق بالإستحقاق الرئاسي، لكنها ستركّز في الفترة المقبلة على العناوين العريضة التي تردّدها دائماً وهي ضرورة تأليف حكومة وانتخاب رئيس جمهورية ومنع الفراغ والمباشرة بالإصلاحات المطلوبة لكي يحصل لبنان على المساعدات، وهذه العناوين تسبق الدخول الفرنسي في التفاصيل والأسماء.

 

الحياد والوساطة في ميزان الربح والخسارة

سام منسى/الشرق الأوسط/06 حزيران/2022

تشهد المنطقة الشهر الجاري تسارع أحداث مهمة ومفصلية، بدءاً من لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مع نظرائه من دول مجلس التعاون الخليجي (الأربعاء) الفائت في الرياض واحتمال مشاركته في قمة عربية خليجية، وصولاً إلى جولة الرئيس الأميركي جو بايدن المرتقبة، وذلك على وقع توتر متصاعد بين إسرائيل وإيران، إضافة إلى العملية العسكرية التركية المتوقعة في شمال سوريا. تأتي جولة لافروف في الوقت الذي تسعى فيه موسكو جاهدة لتعويض التداعيات الوخيمة والمتدرجة لإخراجها من المنظومة الرأسمالية، وعن تراخي روابطها الاقتصادية مع الأسواق الغربية جراء العقوبات وتداعيات الحرب في أوكرانيا على الأمن الغذائي والطاقة العالمية والاضطراب في الإمدادات، علماً بأن دول الخليج لم تنحَز إلى أي طرف في هذا النزاع. ولعل ما تصدر جدول المداولات هو الحصول على ضمانات لتوريد المنتجات الزراعية الروسية لدول الشرق الأوسط وحجم إنتاج النفط في ضوء قرار الاتحاد الأوروبي فرض حظر نفطي جزئي على موسكو. والمرجح أن تحتل إيران ودور موسكو التي تنسق معها في محادثات فيينا المتعثرة وتأثيرها على أمن المنطقة بعامة والعلاقات الإيرانية الخليجية بخاصة، مكانة في هذه المحادثات. وجاء كلام وزير الخارجية السعودي بعد الاجتماع ليؤكد وحدة مواقف ومصالح دول الخليج تجاه القضايا والأزمات الدولية ومواجهة «برنامج إيران النووي والصاروخي وتسليحها للميليشيات ودعمها للإرهاب وسلوكها المزعزع للاستقرار في المنطقة».

ولا يغيب عن أحد أن جولة الوزير الروسي في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة، استبقت زيارة بايدن المتوقعة أواخر الشهر، وتسعى من دون شك إلى محاولة تطويق أهدافها أو أقله التخفيف من تأثيرها على أدوار موسكو في المنطقة وتحصين علاقاتها مع دول الخليج. وبات معروفاً أن جولة الرئيس الأميركي هذه تهدف أساساً إلى رأب الصدع في العلاقات الأميركية - الخليجية بعامة والسعودية بخاصة، في تبدلٍ واضحٍ في سياسة واشنطن تجاه منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً دول الخليج العربية، بعد وعي متأخر لأهميتها في مواجهة روسيا والصين وعلى وقع المخاطر الناتجة عن الحرب في أوكرانيا والأزمة في علاقات موسكو مع الغرب. ومن غير المستبعد أن تسعى إدارة بايدن إلى إنشاء إطار أمني استراتيجي مع وبين دول حليفة في المنطقة لمواجهة توترات تَلوح في الأفق مع إيران. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي لديها علاقات متفاوتة مع طهران؛ من جهة، تبذل سلطنة عُمان وقطر جهوداً مشتركة مع الغرب لتقريب وجهات النظر مع إيران وتخفيف حدة الخلافات، وما يعزز هذا التوجه الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مؤخراً إلى السلطنة، حيث وقع عدداً من الاتفاقيات الجديدة، وزيارة أمير قطر الشيخ تميم إلى طهران، ومن جهة أخرى السعودية والإمارات والبحرين الأكثر تخوفاً وضرراً مباشراً من أجندة إيران الإقليمية، والكويت في مكان ما بين الجهتين.

ويبدو جلياً أن تنافساً قوياً بين موسكو وواشنطن يدور على استقطاب دول المنطقة في نزاعهما الذي لا يحتمل المنطقة الرمادية. وليس من الصعب التكهن بما حمله لافروف من تقدير لموقف دول الخليج الحيادي من جهة، وسعيه إلى تعزيز أواصر التعاون الاقتصادي التي أضحت أكثر من ضرورية وملحة بعد العقوبات الغربية من جهة ثانية. لكن ليس واضحاً ما قدمه لافروف لمجلس التعاون، لا سيما السعودية والإمارات، للمساعدة في تغيير المواقف والممارسات الإيرانية ومخاوفهما الأمنية جراءها. هذه الضبابية تطرح أكثر من علامة استفهام بشأن قدرة موسكو على لعب دور في منع إيران من تعكير أمن دول الخليج واستقرارها، في وقت تتكثف فيه الضغوط على الكرملين من كل حدب وصوب سياسياً وعسكرياً واقتصادياً بما يضيّق هامش مناورته وقدرته على الضغط على طهران في مسألة شديدة الأهمية والحساسية لها، أي أدوارها وحلفائها في دول الإقليم. وأصدق من عبّر عن ذلك الزميل عبد الرحمن الراشد حين قال الأسبوع الفائت: «كان وجود الروس ضمانة إقليمية بأن سوريا لن تكون قاعدة عسكرية متقدمة لـ(الحرس الثوري) الإيراني وأن الوجود العسكري الإيراني وميليشياته ينتهي بانتهاء الحرب الأهلية. الذي خرج هي روسيا، وإن بقيت قوات ستكون رمزية... في حين يتوسع الوجود العسكري الإيراني مع ميليشياته». والماضي القريب يبرهن أيضاً على أن التعهدات الروسية لإسرائيل تهاوت بعد عجز موسكو عن إبعاد الميليشيات الإيرانية والحليفة عن حدودها الشمالية مع سوريا. ولا يغيب عن البال أنها أساساً لم تكن صاحبة قرار حاسم في دفع مسار السلام.

وعلى خط موازٍ، يُطرح سؤال آخر بشأن قدرة موسكو على لجم التوتر المتصاعد بين تل أبيب وطهران والذي قد يسعّره تقلص الدور الروسي في سوريا. وحتى إذا كان الخروج الروسي متوهماً وغير وارد، ما الذي يمنع موسكو من استخدام سوريا وغيرها في المنطقة وخارجها للضغط على إسرائيل والولايات المتحدة وإشغالهما؟ ويشار هنا إلى مخاوف حول استهداف الأردن وإلى ضلوع إيران و«حزب الله» فيما يجري في غزة.

إن دِقّة ما آلت إليه العلاقات الدولية وخطورته تتجاوزان منطقتنا ومشكلاتها وأزماتها، لأن النظام الليبرالي القيمي والاقتصادي العالمي بات على المحك. فأوروبا تعيش زلزالاً، على ما أعرب عنه وزير الخارجية الألماني السابق، يوشكا فيشر، حين قال: «إن الوضع الذي كان قائماً قبل ذلك لن يعود. أنت ترى تغييراً كبيراً في أوروبا رداً على روسيا -ليس بناءً على الضغط الأميركي، ولكن لأن تصور التهديد لروسيا اليوم مختلف تماماً: نحن نفهم أن بوتين لا يتحدث عن أوكرانيا وحدها، بل يتحدث عنّا جميعاً». وأضاف فيشر: «سواء أحببنا ذلك أم لا، فإن أوروبا الحديثة هي الآن في وضع المواجهة مع روسيا التي لم تعد جزءاً من أي نظام سلام أوروبي»، فهناك «فقدان كامل للثقة مع بوتين». وإذا كانت حال أوروبا على ما وصفه فيشر، فكيف يكون موقف أميركا وحلفائها الآخرين من خارج أوروبا؟ الأزمة إذن غير مسبوقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وهي أزمة معقّدة ومركّبة في آن واحد وسبق للكثير من المحللين والمراقبين أن استبعدوا الحياد كموقف من هذه الحرب وكذلك الوساطة في النزاع التي تعترضها مطبات ومنزلقات قد يقع فيها الوسطاء، لا سيما أولئك الملتزمين «الحفاظ على النظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها»، على ما جاء في بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون في الرياض. الحياد صعب وله تبعات جسيمة أخلاقياً ومصلحياً، والوساطة تفتح أبواباً مغلقة كثيرة للدول التي تعرضت أراضيها للاحتلال وسيادتها للاعتداء، ومنها واقع تحت الوعيد والتهديد، والأمثلة كثيرة من حولنا. المعيار الوحيد بين الصواب والخطأ هو المصالح وحسابات الربح والخسارة. وقائع الحرب الدائرة لا تخفيها اللغة المعسولة ولا المواقف الرمادية ولا تلك التي من شأنها تعميق الشقوق بين العرب والغرب، من دون بدائل مقنعة وقادرة قد تُدخل المنطقة في مرحلة اضطراب تُضعف احتمالات الخروج من أزماتها المستحكمة، وهي متدنية أصلاً.

 

عودة الخوف إلى القارة القديمة

غسان شربل/الشرق الأوسط/06 حزيران/2022

يقعُ الصحافي أحياناً في حبّ مدينة يزورها بحثاً عن خبر أو لإجراء حوار أو تحقيق. وربما يرجع الحب إلى شعور بأنَّ المدينة تنام على خواتم لا تشيخ من القصائد والألحان واللوحات. وربما أيضاً لأنَّها وريثة تاريخ صاخب ترك في روحها جروحاً عميقة ومواعيد باهرة. وخلال التجوال بين المدن استوقفتني اثنتان؛ بغداد وباريس. فالتاريخ أكبرُ الأساتذة وأقساهُم ويخطئ من لا يتعلَّم منه سواء أكان حاكماً أم معارضاً أم صحافياً. أحبُّ بغداد بغضِّ النظر عن اسم حاكمِها وأزياءِ نظامها. تاريخها موشح بالثريات وغرور المتنبي والجواهري. وأحبُّ باريس لأنَّها سيدة الأساور ولأنَّ شوارعَها تتغاوى بأسماء الشعراء والروائيين الذين ساهموا أكثر من الجنرالات في صناعة تاجِها. الفارق هو أنَّني كنت أشمُّ حين يستولي الليل على دجلة رائحة خوفٍ من الأيام الآتية يصعب التقاطها في باريس التي تتظاهر بأنَّها أنجزت حروبَها وتقاعدت من زمن الدم.

الحسدُ شعورٌ سيئٌ لكنَّه طبيعي لدى أبناءِ الشرق الأوسط الرهيب. كنتُ أشعرُ به حين أنامُ في فيينا أو باريس أو برلين. كنت أحسدُ هذه المدن التي لم يعد يخطر ببالِها أن تعدَّ جيشَها لغزو محتمل، أو أن تهيئ نفسَها لحرب أهلية تقرع الأبواب. وكنت أسأل نفسي: متى تغادر عواصمُ منطقتِنا الخوف من الخارج والخوف من الداخل؟ نحن أبناء جيل محظوظ صحافياً. هكذا كنَّا نقول. شهدنا نهاية إمبراطورية من دون اندلاع حرب كبرى. وشهدنا ثوراتٍ تكنولوجية وإعلامية متلاحقة. وسمعنا وريثَ ماو تسي تونغ يدافع في دافوس عن فضائل العولمة، وتدفق السلع والأموال في مختلف حارات «القرية الكونية». ورأينا حكوماتٍ منشغلة بهموم البيئة والاحترار المناخي. لكن الجيل الذي اعتبر نفسَه محظوظاً غداة سقوط جدار برلين قد يشهد انطفاءَ تلك القناديل ليعود العالم إلى ظلمة التخاطبِ بالصواريخ والمسيّرات والدبابات. واضحٌ أنَّ فلاديمير بوتين البارعَ والمجروح شرع في كتابة رواية روسية أخطرَ من كل الروايات التي كتبَها أسلافُه.

قبل ما يزيد قليلاً على مائة يومٍ وَجَّه بوتين ضربة موجعة إلى عالم ما بعد الجدار، وأعاد القلقَ إلى العواصم الأوروبية التي كانت تتردَّد في زيادة إنفاقها الدفاعي، كأنَّها تشعر بأنَّ عصرَ الجيوش والجنرالات قد انقضى. لا غرابة أن تشعرَ بولندا بقدر من الذعر. لم يكن التاريخ رحيماً معها. التهم الأقوياء الوافدون من الخارج خريطتَها أكثرَ من مرة. أيقظتِ الحربُ الروسية شياطينَ خوفِها القديم. تخشَى ألا تكونَ الوليمة الأوكرانية كافية لإشباع شهيَّة القيصر المندفع في أوسعِ انقلابٍ منذ انتحار الاتحاد السوفياتي. الخوف نفسُه دفعَ السويدَ وفنلندا إلى مغادرة خيار الحياد، والتحفظ والتردد فقررتا ارتداءَ قبعة «الناتو» للاحتماء من الجيش الروسي.

كانت ألمانيا تستقبل اللاجئين الوافدين من البلدان المريضة والحزينة، بوصفها دولة مستقرة وواثقة. قبل أسابيعَ شممتُ في برلين رائحة الخوف الألماني الذي تُرجم بتخصيص مبالغ هائلة لزيادة قدرات جيشها، الذي كانت تعتقد أنَّها لن تحتاج إليه. وحين يراودُ الخوفُ ألمانيا، على روسيا أن تأخذَ الأمرَ على محمل الجد، فهذه الدولة ذات الاقتصاد القوي قادرة على صناعة جيش قوي. وألمانيا القوية تعيد إلى القارة الأوروبية نفسها شيئاً من الحسد والمخاوف، رغم رسوخ خياراتها الديمقراطية.

مع الطلقات الأولى في الحرب الروسية في أوكرانيا استيقظت أوروبا على مشهد جديد يكاد يُنسيها احتفالاتِها بسقوط الجدار الشهير. عادَ الخوف إلى القارة. ومع استمرار الحرب بدا أنَّ أوروبا، ومعها فرنسا، ستدفع باهظاً ثمن فاتورة الحرب وبما يتجاوز ارتفاع أسعار الغاز والنفط ومعها الحبوب. أمضت فرنسا عقوداً وهي تناكف القبعة الأميركية لحلف «الناتو». ظلّ أميركا على القارة يزعجها فضلاً عن أنَّها غير واثقة على المدى البعيد، من الالتزام الأميركي بالدفاع عن «القارة العجوز». لا خيارَ أمام الدول الأوروبية غير زيادة إنفاقاتها الدفاعية وتحمُّل أعباء أزمة اقتصادية تلوح في الأفق. لا خيار أمام أوروبا غير تجديد انضوائِها تحت جناح الجنرال الأميركي. أعادَ بوتين دفعَ القارة الأوروبية إلى الحضن الأميركي. وحدها بلادُ جو بايدن تملك إمكاناتٍ هائلة يمكن أن تؤثرَ على مسار الانقلاب الهائل الذي أطلقه بوتين. يحاول ساكن الإليزيه تسويق فكرة عدم إذلال روسيا. لكنّ الظاهر حتى الآن أن بوتين يبحث عن انتصار الانقلاب لا عن مخرج منه. والاصطفاف تحت الجناحِ الأميركي يعني أيضاً مسايرة أميركا في موقفِها من تايوان. والتوتر مع الصين ينذر في حال تصاعده بطامَّة اقتصادية كبرى.

كان الموعدُ في باريس للتطرق إلى بعض ملفات الشرق الأوسط. وكان لا بدَّ من حضور الموضوع الأوكراني، خصوصاً أنَّ المتحدث كان وزيراً للخارجية نحو عقد تقريباً. أعرب عن اعتقاده أنَّ الغرب لم يحسن التعامل مع روسيا بعد الانهيار السوفياتي ولم يدرك عمقَ ما تعنيه أوكرانيا لبوتين في التاريخ والجغرافيا.

استوقفني قولُ المتحدث إنَّ الحاكمَ يشعر أحياناً بأنَّ مصيرَ بلدِه، في الأمن والصورة، مرهونٌ بمصير بلدٍ مجاور. أعطاني مثالاً عن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وهو كان قد التقاه عشراتِ المرات. قال إن الأسدَ كان يشعر أنَّ سوريا ستعد معزولة ومطوقة إذا أبحر لبنانُ في وجهة مناقضة لها أو بعيدة عنها. لهذا كان الأسدُ مصاباً بهاجس الورقة اللبنانية التي تعزز موقعه التفاوضي تجاه الغرب ودول المنطقة. وإذا عدت إلى التاريخ تستنتج أنَّ أوكرانيا أكثرُ تداخلاً مع روسيا من لبنان مع سوريا. إنَّها مرحلة جديدة تماماً. ليس بسيطاً أنْ يزورَ الخوفُ العواصمَ الأوروبية ويحجزَ مكاناً للإقامة فيها. لقد تغيَّرَ العالم.

 

زيارة لافروف إلى تركيا دليل الربط بين أوكرانيا وسوريا

عمر أنهون/الشرق الأوسط/06 حزيران/2022

يواصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جولاته الدبلوماسية في المنطقة وخارجها، حيث اجتمع مؤخراً مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، إذ تعتبر روسيا موقف الدول العربية متزناً بصفة عامة. ويطير لافروف إلى تركيا في 8 يونيو (حزيران) الحالي، وذلك لبحث عدد من البنود المزمع مناقشتها، وسيكون الوضع في أوكرانيا وسوريا على رأس جدول الأعمال. وفي واقع الأمر، فإن هذه القضايا مترابطة بصورة ما الآن. وتستمر الحرب في أوكرانيا، مع قدر من التقدم الروسي والمقاومة الشرسة من الجانب الأوكراني. وصرح الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي في مقابلة، بأنهم مستمرون في القتال، لكن إنهاء الحرب لا يمكن التوصل إليه إلا على مائدة المفاوضات. وهذا التصريح صحيح ويعطي أملاً، غير أن كلا الجانبين يسعى للجلوس إلى المائدة بصفته الطرف الأقوى.

وتعتبر أزمة الغذاء من بين أهم القضايا ذات الصلة بالحرب الأوكرانية. وبرغم اختلاف الإحصاءات، لكن الحقيقة الراسخة هي أن الحبوب القادمة من أوكرانيا وروسيا تشكل جزءاً مهماً من إمدادات الحبوب في العالم. ويعاني العديد من البلدان، لا سيما في الشرق الأوسط وأفريقيا، من تبعات نقص إمدادات الحبوب. وهناك ملايين الأطنان من الحبوب قابعة في الصوامع الأوكرانية، ويتعذر تصديرها بسبب الحصار الروسي والظروف الأمنية، بما في ذلك الألغام المنتشرة في البحر الأسود. والجهود جارية على قدم وساق لوضع خطة أو آلية تسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية. والهدف من وراء ذلك فتح ممر آمن يمكن من خلاله تحميل الحبوب على السفن، ثم نقلها إلى وجهاتها من دون تعرضها للاستهداف. وهناك عدد لا بأس به من المسائل الواجب معالجتها، بما في ذلك طرق الدفع. ثم هناك مشكلة الثقة. ويخشى الأوكرانيون أن تستغل روسيا هذا الأمر بُغية الاستيلاء على أوديسا. وباعتبارها إحدى دول البحر الأسود، والدولة التي تسيطر على المضائق (المضائق التركية)، فإن تركيا جزء لا يتجزأ من الصورة. وصرح وزير خارجيتها لوسائل الإعلام، الأسبوع الماضي، بأن بلاده تتحدَّث مع روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة لتسهيل الجهود الرامية لإخراج الحبوب من أوكرانيا. من جهة أخرى، ذكر بوتين يوم الجمعة الماضي أن أزمة الغذاء العالمية مصطنعة. وقال إن الحبوب المعنية يمكن تصديرها عن طريق بيلاروسيا، لكنه أضاف أنه لتحقيق ذلك لا بد من رفع العقوبات المفروضة على بيلاروسيا أولاً. وأدلى رئيس بيلاروسيا من جانبه، ببيان يحمل المعنى نفسه. ومن الصعب الجزم بكيفية ملاءمة أفكار بوتين مع الجهود المذكورة آنفاً التي تبذلها الأمم المتحدة للتوصل إلى خطة للتعامل مع الأزمة. وتُلحق العقوبات الضرر بروسيا، لكن بوتين لا يستسلم، ويحاول عكس الموقف بمختلف الأساليب، إذ تهدف روسيا إلى جعل الطرف الآخر يشعر وكأن العقوبات تنقلب عليه، كما يهدف إلى خلق احتكاكات بين أطراف المعسكر المقابل. ويمكن النظر، ضمن هذا الإطار، إلى الصعوبات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي في فرض العقوبات على واردات النفط الروسية، والمعارضة الهنغارية القائمة.

والقضية السورية من القضايا الأخرى المزمع طرحها للمناقشة خلال زيارة لافروف إلى تركيا. وقد أشار الرئيس التركي إلى أن المنظمات الإرهابية، على الجانب الآخر من الحدود في شمال سوريا، تشكل تهديداً. وتهدف تركيا إلى تطهير هذه المناطق، حتى إن إردوغان حدد الأهداف: تل رفعت، ومنبج. وهذا ليس بالأمر المعتاد، إذ إنه يُنذر هؤلاء أولاً، مع منحه مهلة للاستعداد. والمناطق المذكورة تقع خارج نطاق العمليات التي جرت في السنوات الماضية، وتخضع لسيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية. والقوات الروسية، والأميركية، والإيرانية، وقوات نظام الأسد، موجودة «في هذه المناطق وحولها وفي جوارها».

وفي سوريا، تملك روسيا قواعد عسكرية وأعداداً غير معروفة (تقدر بنحو 30 إلى 40 ألفاً) من الجنود، من ضمنهم شيشان، الذين يعمل معظمهم كشرطة عسكرية، فضلاً عن مرتزقة شركة «فاغنر». وكما أشرت من قبل، فإن الروس ربما يعيدون التموضع في سوريا، أو يعيدون تمركز بعض القوات والمعدات بسحبها إلى أوكرانيا، ولكنَّهم بكل تأكيد لا يتخلون عن مواقعهم أو ينسحبون منها. لقد أصبحت سوريا مهمة للغاية بالنسبة لروسيا. وما لم يحدث أمر خطير للغاية، فإن روسيا سوف تواصل البقاء في سوريا، بصورة أو بأخرى. وحيثما تعيد روسيا نشر قواتها وتوجيهها نحو أماكن أخرى، فإن إيران والميليشيات المتحالفة معها تتحرك كذلك. فهي لا تحتل ولا تنتزع المواقع الروسية، وإنما تدخلها في إطار التفاهمات أو الاتفاقات بين البلدين المعنيين ونظام الأسد. وفي الصورة الأكبر، تواصل إيران اتباع سياسة النفوذ والتوسع المعهودة في جميع أنحاء المنطقة، عبر مختلف السبل والوسائل، ما يؤدي إلى عدم الارتياح في العديد من البلدان. وفي الأيام أو الأسابيع المقبلة، يبدو أن نوعاً من العمليات التركية الموجهة ضد «وحدات حماية الشعب» أمر لا محيد عنه. وهناك من يزعم بأن العملية ستكون شاملة، بينما يتوقع آخرون عملية محدودة النطاق، في أماكن أقل عُرضة بكثير للتسبب في أي احتكاك مع قوات بلدان أخرى في المنطقة.

لا بد من الإشارة إلى أمرين: أولاً، لا يمكن تجاهل حقيقة أن روسيا لا تزال تسيطر على المجال الجوي في سوريا. ثانياً، سترحب روسيا بشدة بالعملية التركية التي ستؤدى إلى خلافات جديدة بين حلفاء «الناتو». في ظل هذه الخلفية، ووجود مجموعة متنوعة من القضايا التي يمكن أن تخضع للأخذ والعطاء، سوف تكون زيارة لافروف مثيرة للاهتمام والمتابعة.

 

كيسنجر... سارق الكتب!

ممدوح المهيني/الشرق الأوسط/06 حزيران/2022

النقطة الثالثة التي أود الرد عليها في مقال الأستاذ سمير عطا الله هو قوله إن كتب كيسنجر فذلكات وإنها تُكتب من قِبَل مساعديه. تصريح قوي يسلب منه كل إرثه الفكري ويجعل منه مجرد لص مؤلفات. فهل هذا صحيح؟

هذا بالتأكيد ليس رأي الرئيس نيكسون الذي أُعجب بعقل كيسنجر قبل أن يعرفه. الواقع أن كيسنجر كان يمقت نيكسون ولا يراه مناسباً للرئاسة كما كانت تعتقد الدوائر الثقافية والسياسية المتعجرفة في نيويورك وواشنطن حينها. وحسب كاتب مذكراته، فإن كيسنجر اخترع مرة زيارة لليابان حتى يتجنب الالتقاء مع نيكسون. ويضيف ساخراً: «أن تختلق الأعذار لتجنب مقابلة شخص فهذا أمر طبيعي. ولكن أن تخترع رحلة إلى اليابان، فهذا يعني أنك تمقته بشدة». هذا النفور لم يستمر طويلاً، بعد الانجذاب الفكري بين الرجلين في لقاء جمعهما بعد ذلك في نيويورك. نيكسون المولع بالقراءة كان قد قرأ أغلب ما كتبه كيسنجر وأهمه كتابه «السلاح النووي والسياسة الخارجية». يجيب الكتاب الذي دفع اسم كيسنجر في الواجهة عن سؤال مهم وهو: «كيف لأمة أن تدافع عن مصالحها في العصر النووي من دون أن تدمر نفسها أو الحضارة التي تعيش فيها؟ هل هناك حل لمعضلة الحروب النووية بين القوى الكبرى، حل وسط بين الدمار الكامل أو الاستسلام؟، نُشر الكتاب في الخمسينات ولا يزال مهماً بسبب المخاوف المتكررة من اندلاع مواجهات نووية لا يمكن السيطرة عليها. ويطرح الكتاب مزيجاً من التفكير السياسي والعسكري لمعالجة هذه المعضلة ويستعرض عقيدة الحرب المحدودة.

كان شاباً في الأربعينات حينما نشر هذا الكتاب. لنتقدم في الوقت حتى اللحظة الراهنة وهو الآن يقترب من الـ100، فقد نشر قبل سنوات قليلة واحداً من أهم الكتب بعنوان «النظام العالمي». الكتاب الذي يُبحر في الأصول التاريخية لتشكل النظام الدولي الحالي الذي يرسم صورة الواقع السياسي الحالي. الكتاب خليط من البصيرة والمعرفة والحكمة التاريخية، وينطلق من معاهدة ويستالفيا التي شكّلت الهياكل الأساسية للنظام الدولي الذي نعرفه اليوم. في الكتاب يشير إلى نقطة مهمة وهو أن المعاهدة تجاهلت روسيا القيصرية حينها، لقد أُقصيت من البداية، وهذا ربما يفسّر المرارات التاريخية التي تعتمل بداخل بوتين ودوافعه العميقة لهدم النظام الأوروبي الغربي القديم واستبدال آخر به. من الصعب أن تقرأ هذا الكتاب الموسوعي من دون أن تتأمل المفارقة بأن يظل هذا العقل اللامع حبيس جسد كهل أرهقته أمراض الشيخوخة.

وبين الكتابين الأول والأخير، ألّف كيسنجر كمّاً كبيراً من الكتب اللافتة التي يجمع فيها التاريخ القديم وتاريخه السياسي وتجربته ورؤيته الفكرية مكتوبة بلغة رفيعة متدفقة، حتى وإن كانت الأفكار الثقيلة ممتدة على عدد كبير من الصفحات. وقد قال مرة ساخراً من مؤلفاته الطويلة: «أحد النقاد في صحيفة إنجليزية كتب في نقده لكتاب صخم لي: لا أعرف إذا كان كيسنجر كاتباً جيداً ولكن بالتأكيد الذي ينتهي من قراءة هذا الكتاب الثقيل قارئ جيد». في كتابه عن «الصين» يعتمد كيسنجر على معرفته الشخصية وتجربته الذاتية مع الصينيين، واطلاعه على تاريخهم، والهدف من الكتاب هو شرح الصين للقراء وللمسؤولين الغربيين حتى يفهموا طبيعتها الحذرة، وثقافتها المعقدة واختلافها عن أميركا. يغوص في الفصول الأولى باستعراض التاريخ الصيني حتى العصر الحديث. ويعتمد على مذكراته الشخصية خلال لقاءاته مع ماو والمسؤولين الصينيين في كتابة ما يصعب على المساعدين أن يكتبوه بدلاً عنه، كما يُتَّهَم.

ذات الأمر ينطبق على كتابه «الدبلوماسية» حيث يتطرق فيه كيسنجر إلى لقاءات بالزعماء (ديغول وماو ونيكسون، وريغان وغورباتشوف وغيرهم) والمفاوضات السياسية، ويمارس عادته في العودة 300 عام للوراء ليشرح كيف لعبت الدبلوماسية وتوازن القوى الدور الأكبر في شكل العالم الذي نعيش فيه.

قائمة طويلة من الكتب والمؤلفات والمحاضرات والمقالات تكشف عن الثقافة السياسية والتاريخية الواسعة التي يتملكها. السؤال إذن: من أين أتت تهمة الفذلكات وأنه يسرق جهود غيره؟ التفسير الوحيد يُفهم في سياق الهجوم عليه واغتيال الشخصية، فهو ليس فقط مجرم حرب عديم القلب، بل سارق كتب ومدّعي معرفة. رجل كاذب منتحل بلا مبادئ طامح فقط للقوة. بالطبع كل هذه الاتهامات التي يتم الترويج لها لم يَثبت منها شيء. في عالم المؤامرات كل شيء جائز. شيء يشبه عالم الأحلام، حيث يغيب منطق الأشياء وتمتزج الحقائق بالخرافات. ولديَّ تفسير آخر وهو أن الهجوم على كيسنجر أتى أيضاً في السياق الأوسع للهجوم على رئيسه نيكسون الذي تعرض، رغم دوره الجذري في التاريخ الحديث، لحملات شكّلت طبقات كبيرة من الأوهام أخفت حقيقة الرجل الذي بدأ مؤخراً يستعيد المكانة التي يستحقها في التاريخ. المهم في النقاش مع الأستاذ القدير سمير عطا الله ليس كيسنجر ولكن الفكرة نفسها. هذا ينطبق في وقتنا الراهن على شخصيات سياسية كبيرة ومفصلية تحاط بضباب كثيف من الدعايات المضللة لتحطيم صورتها. يصف أحد المعلقين الكاتب والمتحدث كيسنجر، في الوقت نفسه، بقوله: «إنه يكتب ويتكلم بطريقة تشبه انهمار المطر. إيقاع واحد وصوت واحد وأفكار مثل القطرات الهابطة من السماء. عندما تقاطعه، يختفي الإيقاع فجأة وعندما يعود للحديث أو الكتابة يعود المطر للانهمار من جديد».

 

هل حقاً ضلَّت الإدارة الأميركية طريقها؟

جوناثان برنستين/الشرق الأوسط/06 حزيران/2022

في تسلسل يمكن التنبؤ به، بعد أن انخفضت شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أقل مما كان عليه سلفه الرئيس دونالد ترمب قبل 4 سنوات، تصل إلينا قصة من شبكة «إن بي سي نيوز» حول مشكلات في البيت الأبيض وُصفت بأنها «على غير هُدى». العالم السياسي براندان نيهان يضفي عليها شرحاً بقوله: نسخ من هذه القصة تُتلى حرفياً عن كل رئيس حديث يواجه اقتصاداً سيئاً أو تحديات أخرى... إنهم محبطون من الاقتتال الداخلي ويريدون رسالة أكثر فاعلية. (تلميح: من شأن انخفاض التضخم وتراجع فيروس «كورونا» إصلاح معظم هذه المشاكل).

الواقع، أن نسخة الرئيس بايدن من هذه القصة تعكس إلى أي مدى قد يتسبب المراسلون في إحداث حالة من الفوضى. وأكبر فشل وقفنا عليه أن البيت الأبيض وإدارة الأغذية والأدوية كانا بطيئين في التحرك - ومن ثم تنبيه الرئيس - بشأن النقص في حليب الأطفال. يبدو هذا تقييماً دقيقاً للمجريات، ويمكن القول إن الإدارة تحركت ببطء أكثر مما ينبغي بشأن عدد قليل من القضايا الأخرى أيضاً. ومع ذلك، فإن هذا لا يضيف شيئاً في الواقع إلى اتهامات شبكة «إن بي سي» بحدوث «أعطال في الإدارة». كما أنها ليست انهياراً إدارياً عندما يتحدث بايدن بكل كبرياء وافتخار ثم يراجعه موظفوه فيما يقول. هكذا تسير الأمور عادة في مجتمع الرئاسة.

كما أنه كون مسؤولي البيت الأبيض يشعرون بالإحباط على ما يبدو بسبب جميع المشاكل التي واجهوها ليس أمراً مفاجئاً أيضاً، فجميع إدارات البيت الأبيض تشعر بعدم الإنصاف في التعامل معها، رغم أن الاستجابة المعقولة الوحيدة في كل مرة هي: ماذا كانوا يتوقعون؟ بالتأكيد، هناك الكثير للتعامل معه. هناك دائماً الكثير. فقد واجه ترمب الوباء في عهده. وتعافى باراك أوباما ببطء من الركود العميق الذي بدأ قبل توليه منصبه بفترة طويلة. وكان جورج دبليو بوش يعاني من الركود، علاوة على الهجمات الإرهابية. أما بيل كلينتون... حسناً، كان لديه السلام والازدهار في الغالب، لكنه ورث أيضاً النمو البطيء الذي استغرق وقتاً لتحسينه. وجورج بوش الأب - في فترة ولاية واحدة فقط - قد شهد نهاية الحرب الباردة، وزوال الاتحاد السوفياتي، وحرب الخليج، والركود، وما هو أكثر من ذلك. ويواجه بايدن التحديات بالتأكيد، ولكن نقارنها بولاية رونالد ريغان الأولى؟ أو هاري ترومان؟

الأمر المحبط بشكل مشروع هو العلاقة الضعيفة بين الإجراءات الرئاسية والنتائج الأكثر تأثيراً على الشعبية الرئاسية. أجل، من المحتمل أن يكون بايدن والديمقراطيون في الكونغرس قد أخطأوا في جعل مشروع قانون التعافي الاقتصادي لعام 2021 كبيراً للغاية. من ناحية أخرى، تتعامل أوروبا مع التضخم أيضاً، ومن السهل التركيز على ما حدث من أخطاء وتجاهل سوق العمل القوية والنمو الاقتصادي الذي ساعدت فاتورة التعافي في الحفاظ عليه. من المعقول جداً أن الخيارات السياسية المختلفة كانت ستتمخض عن درجة أقل من التضخم - لكن مع ركود سوق الوظائف وتباطؤ النمو. الفكرة هنا ليست الدفاع عن السياسة. والنقطة المهمة أنه سواء للأفضل أو للأسوأ فإن الحكم على الرؤساء يجري بناء على النتائج وليس السياسات. لا يفيد الاقتراع في هذا الصدد؛ ففي وقت سابق من هذا العام، أخبر الناس منظمي استطلاعات الرأي بأنهم على استعداد لدفع مزيد من ثمن الغاز لتقييد روسيا. لكن عندما ارتفعت الأسعار، تبين أن هؤلاء الناس كانوا مخطئين في توقع ردود فعلهم، لأنهم في الواقع شعروا بالاستياء الشديد وألقوا باللوم على بايدن. وخلص الاستطلاع أيضاً إلى أن الناس يريدون من بايدن أن يولي مزيداً من الاهتمام للتضخم. من الواضح أن هذا هراء. فإن ما يريدونه فعلاً هو النتائج. بالتأكيد، لن يضر ذلك أن يقوم بايدن بتنظيم فعاليات تعكس التزامه بحل المشكلة. لكن إن كان كل ما يطلبه الأمر مجرد الرغبة في تحقيق نتيجة بعينها، فلن يكون لدينا إلا النمو الاقتصادي القوي لعدد من القرون. وإذا كان الناخبون يهتمون بالجهود وليس النتائج، فإن كل رئيس تقريباً سوف يحظى بشعبية كبيرة. الحقيقة هي، إذا كان البيت الأبيض يعتقد أنه يعمل بشكل جيد، فإن أفضل خيار لا يزال تجنب الذعر والحفاظ على المسار، حتى لو كان هذا لا يضمن النتائج التي يهتم بها الناخبون.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

د. فؤاد ابو ناضر قدم كتابه "لبنان نضالي قضيتي"

وطنية/06 حزيران/2022

قدم الدكتور فؤاد ابو ناضر كتابه "لبنان: نضالي، قضيتي" بنسخته العربية الصادرة عن دار publisher Universal، وكان سبق وصدر باللغة الفرنسية عن دار النشر  Observatoire L الشهيرة.  حضر حفل التوقيع وزراء وسفراء ونواب حاليون وسابقون، كاهن رعية كنيسة مار الياس الكبرى في انطلياس وشخصيات. قدمت غريس بعقليني شخصية المؤلف "الذي هو في الوقت ذاته رئيس جمعية نورج الانسانية والقائد السابق "للقوات اللبنانية". ثم تحدث ابو ناضر مفندا الاسباب التي دفعته لكتابة هذا الكتاب، وقال: "أود عبر هذه السطور سرد مراحل نضالي والتأكيد على ايماني العميق ببلدي وشرح نظرتي عن لبنان المستقبل اذا ما قمنا بالاصلاحات الواجبة، لكي تكون صيغة تعايشنا الفريدة قابلة للحياة وتطبيقية، مستخلصا الدروس من الماضي وناظرا الى هذا الماضي بوضوح وصراحة"، مشيرا الى انه يتطلع "بثبات نحو المستقبل بكل تفاؤل بهذه النظرة والروح، ومقترحا الحلول التي يراها ناجعة لاخراج لبنان من محنته التي يتخبط فيها، والاتاحة للشباب الطالع النظر الى العيش في هذا البلد حسب احلامهم".  ثم كان نقاش بين ابو ناضر والحضور عن مضمون الكتاب.

 

غادة عون: ممارسات التفتيش لمنعي من إكمال التحقيقات في ملفات الفساد تخولني حق مقاضاتهم سندا للمادتين 7 و 8

وطنية/06 حزيران/2022

غردت النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون عبر حسابها على "تويتر": "صباح الخير يا أحبة، للعلم فقط ان ممارسات التفتيش ومن وراءه ضدي لمنعي من إكمال التحقيقات في ملفات الفساد تخولني حق مقاضاتهم سندا للمادتين 7 و 8 من قانون حماية كاشفين الفساد : تنص المادة 7 يقصد بالضرر لاغراض هذا القانون، الإجراءات التأديبية الصريحة او المقنعة، الصرف من الوظيفة او وقفها مؤقتا او تعليق ممارستها، اي عمل او امتناع او التهديد بالإجراءات المذكورة. المادة 8: يتخذ قرار الحماية عفوا من قبل الهيئة.

ان احالتي على المجلس التاديبي تندرج بالتاكيد في هذا الاطار، لان ملفي فارغ المضمون يستند على مخالفة موجب التحفظ وعلى اقاويل لا قيمة لها صادرة عن بعض القضاة. فبالنسبة لموجب التحفظ النادي كل يوم يصدر بيانات رئيسه ظهر في حلقة تلفزيونية كاملة. العديد من القضاة يضعون صورهم على الفايسبوك وتعليقاتهم. فلماذا لم تتم احالتهم الى المجلس التاديبي؟. انا في كل مشاركاتي على التويت اتناول حصرا قضايا قانونية وقضائية. وكمدعي عام ‏ من واجبي كممثل عن المجتمع ان اطلع هذا المجتمع الذي امثله عن مواضيع ادعاءاتي. ثم ومن ناحية أخرى لا نص قانوني يعاقب على مخالفة موجب التحفظ. فضلا عن ان هذا الموجب غير واضح المضمون ويخالف حق إنساني اساسي هو الحق في التعبير. لكل هذه الأسباب فانا سادافع عن نفسي عن كرامتي وعن حقوق الناس".

 

رعد: تعالوا نتفاهم ونتوافق على إدارة شؤون هذا البلد بما يصون سيادته ونستخرج النّفط والغاز كما نشاء ومع من نشاء

 وطنية - النبطية/06 حزيران/2022

قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، خلال إحتفالٍ تأبينيّ أقيم في بلدة قعقعية الجسر بمشاركة شخصيات وفاعليات: "يأتينا من يُريد أن يفرِض حجمًا له بالقوّة على الآخرين، ونلاحظ من يريد أن يزيد من وزنه وحجمه على حساب الوطن ، ونحن نقول تعالوا لنزيد من حجم الوطن على حساب أوزاننا ، تعالوا نتفاهم ونتوافق على إدارة شؤون هذا البلد بما يصون سيادته ويحفظ كرامة شعبه ، كُفّوا عن الرّهان على الأجنبيّ الطّامع في ثرواتنا والسّمسار الذي يروّج للصفقات في بلدنا على حساب مصالحنا ، تعالوا لنستخرج النّفط والغاز كما نشاء ومع من نشاء ووفق إرادتنا وتقديرنا لمصلحة البلد".

وأضاف: "من يستشعر أنّ هذه الإنتخابات أحدثت إنقلابًا لمصلحته فهو يسيء إلى مستقبل البلد والمواطنين في هذه المرحلة. لتكن أقدامُنا على الأرض ونرى بواقعية أنّ توازنات هذا البلد ما زالت كما هي ، والأكثريّة تبقى حافظة لوضعها ، الكلّ يملك القوّة التي يعبّر عنها، بحسب تأييد شعبه".

وتابع: "نحن نملك قوّة وازنة في المجلس النيابي لا أحد يستطيع أن يلغي تأييد الناس لنا، ونتحالف مع قوى وازنة في المجلس ولا أحد يستطيع أن يلغي أكثريّتنا، لكن عندما تخطئون في الحساب يكون يوم الإستحقاق يوم فاجعة بالنسبة اليكم لأنّ "حساب الحقل لا ينطبق على حساب البيدر".

وقال : "لا تكرّروا التجارب الخاطئة ، تعلّموا من تجربة الماضين وكونوا واقعيين في مقاربة الأمور". وشدّد على أنّ "هذه الوقائع والمعطيات تعلمناها في مسيرتنا في مواجهة العدوّ، وكلّ العالم يتآمر علينا ونحن بإمكانات متواضعة نريد أن نتصدّى لكلّ هذا التآمر". وختم: "يجب أن نشحذ بصائرنا وأن نستنفر عقولنا، ومع ذلك ليس علينا إلّا أن نتوكّل على الله وأن نثق بنصر الله ".

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 06 و 07 حزيران/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 06 حزيران/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/109182/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1443/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/June 06/2022/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/109186/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-june-06-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

http://eliasbejjaninews.com/archives/109186/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-

#LCCC_English_News_Bulletin