المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 كانون الثاني/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.january24.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هكَذَا أَحَبَّ اللهُ العَالَم، حتَّى إِنَّهُ جَادَ بِٱبنِهِ الوَحِيد، لِكَي لا يَهْلِكَ أَيُّ مُؤْمِنٍ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/كارثية وحقارة وجهل وغباء قطعان أصحاب شركات الأحزاب

الياس بجاني/كلن يعني كلن

الياس بجاني/مطلوب محاسبة جنبلاط وجعجع ع جريمة انتخاب عون وتسليم البلد لحزب الله

الياس بجاني/خروج الحريري من الحياة السياسية كسب للبنان وللبنانيين

الياس بجاني/ذكرى مجزرة الدامور الوحشية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة د. صالح المشنوق من تلفزيون  أم تي في. قراءة واقعية وسياسية بعيدة عن العواطف والشعبوية في قرار الحريري الإنسحاب مع تيارة من السياسة والإنتخابات، وشرح لسياسات وفرمانات ومشروع حزب الله شريك ورئيس المافيا بكل افرادها ومؤسساتها

وزارة الصحة : 6381 إصابة جديدة و 13 حالة وفاة

البخاري: البعض ﻳﻜﻫﻨﺎ ﻟﻤﺍياﻧﺎ

المودعون يتظاهرون: لن نسمح بتحميلنا ثمن صفقاتهم وهدرهم وفسادهم

بعد الانهيار… هل بدأت رحلة الصعود؟

الأحرار ثمن الجهود التي تقوم بها الكويت ودعا للمساعدة في تنفيذ القرارات الدولية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 23 كانون الثاني 2022

عناوين المتفرقات اللبنانية

المفاوضات مع صندوق النقد... عقبات وتشاؤم؟!

هذا ما تتضمّنه مقترحات الكويت للبنان

هل طلبت السعودية من الحريري عدم الترشح؟

باسيل بدل نائب… صانعُ نواب؟

الحريري يَخرج من “الحلبة”… هل هو “وقت مُستقطَع”؟

استياء من قرارات مؤسسات تربوية خاصة برفع أقساطها

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مسؤول إسرائيلي يكشف تفاصيل هجوم الحوثيين على أبوظبي

إيران: المحادثات النووية ستنتهي قبل آذار باتفاق

إيران ترفض مقترحاً روسياً لإبرام «اتفاق مؤقت» في فيينا/واشنطن علمت به من دون أن تكترث بالخطة التي تمتد ستة أشهر... وخلافات في الفريق المفاوض الأميركي

البحرية الأميركية تعترض سفينة من إيران تحمل أسمدة قد تستخدم في المتفجرات

ناشطان يُضربان عن الطعام لإطلاق سراح سجناء في إيران وسط المحادثات النووية

وزير النفط الإيراني يطالب المواطنين بتقليل استهلاك الغاز

إيران بصدد استعادة حقها بالتصويت في الأمم المتحدة

البرلمان العراقي يواجه إشكالية «الثلث المعطل» وانتخاب رئيس الجمهورية يتطلَّب حضور وتصويت ثلثي النواب له

ارتفاع حصيلة الاشتباكات في محيط سجن غويران بالحسكة إلى 123 قتيلاً

قسد للعربية: لتركيا مصالح بخلق الفوضى داخل الأراضي الخاضعة لسيطرتنا

"قسد" تؤكد أنها تسيطر بشكل كامل على "الوضع الاستثنائي" في الحسكة.. والتحالف يقول إنه سيقوم بتأمين المعتقلين في سجن غويران الذين لم يشاركوا في الأحداث

واشنطن تأمر عائلات دبلوماسييها بمغادرة العاصمة الأوكرانية وسمحت واشنطن بالمغادرة "الطوعيّة" لموظّفي سفارتها هناك

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

شفيع لبنان مار شربل يشفي السيدة ندى طراد من مرض السرطان المنتشر في كل اعضاء جسمها/كنيسة مار شربل في مدينة ميسيسوغا (كندا-انتاريو-تورنتو)،تشهد أعجوبة جديدة/ الكولونيل شربل بركات

أَوجعني ضميري كثيراً/الأب سيمون عساف

المذكرة الخليجية: مواجهة إيران.. ولا تفاوض مع حزب الله/منير الربيع/المدن

مقاطعة الحريري.. ضربة قاضية للانتخابات؟/نادر حجاز/أم تي في

قراءة "رومانسية" لـ"تراجيديا" سياسية كتبها انكفاء الحريري/فارس خشان/النهار العربي

عزوف الحريري يضع لبنان أمام مشهد انتخابي جديد/إعداد خطة لملء الفراغ وميقاتي يميل لعدم الترشُّح/محمد شقير/الشرق الأوسط

معارضون يطالبون بإشراف دولي على الانتخابات النيابية/بولا أسطيح/الشرق الأوسط

إيران كسرت كل المحاذير/طارق الحميد/الشرق الأوسط

الإمارات والحوثي... النجاحات الدولية/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

مسيرة طويلة ومكلفة تنتهي حيث بدأ أحمد جبريل/حازم صاغية/الشرق الأوسط

«جردة حساب» عربية ـ أميركية... انطلاقاً من اليمن/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

عين بادين على الناخب الأميركي لا على الإنسان اليمني/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

إسرائيل تسابق الزمن والفصائل تسابق نفسها/نبيل عمرو/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون: حرص لبناني ثابت للمحافظة على أفضل العلاقات مع الدول العربية

الرئيس عون لوزير خارجية الكويت: نحرص على أفضل العلاقات مع الدول العربية

الصباح: نريد لبنان مثلما كان لأكثر من 73 سنة أيقونة ورمزية مميزة

وزير خارجية الكويت زار مولوي وسلمه رسالة خليجية تتضمن الخطوات الواجب اتخاذها لإزالة أي خلاف

الحريري أمام الحشود: أؤكد لكم أن هذا البيت لن يغلق

الراعي: الإصلاح الاقتصادي يبدأ بإصلاح النهج السياسي والوطني لا بتكبيد الشعب ضرائب غب الطلب

المطران عودة: المغامرة باستقرار البلد جريمة والمطلوب عمل إنقاذي سريع

رعد: لن نوافق على أي موازنة تزيد أعباء الناس ولا تعطيهم حقوقهم

جعجع يعيد ترشيح عقيص في زحلة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قَالَ يَسُوع للمشلول: «قُمِ ٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وٱمْشِ». وفِي الحَالِ شُفِيَ الرَّجُل، وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وصَارَ يَمْشِي

إنجيل القدّيس يوحنّا05/من01حتى16/:”كَانَ عِيدٌ لِليَهُود، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلى أُورَشَليم. وفي أُورَشَليم، عِنْدَ بَابِ الغَنَم، بِرْكةٌ يُقَالُ لَهَا بِٱلعِبْرِيَّةِ بَيْتَ حِسْدا، ولَهَا خَمْسَةُ أَرْوِقَة، يَضْطَجِعُ فِيهَا حَشْدٌ مِنَ المَرْضَى، مِنْ عُمْيَانٍ وعُرْجٍ ومَشْلُولِين، وهُمْ يَنْتَظِرُونَ فَوَرَانَ المَاء، لأَنَّ مَلاكَ الرَّبِّ كَانَ يَنْزِلُ إِلى البِرْكَةِ أَحْيَانًا، فَيَتَحَرَّكُ مَاؤُهَا. وكَانَ الَّذِي يَنْزِلُ أَوَّلاً، بَعْدَ تَحَرُّكِ المَاء، يُشْفَى مَهْمَا كَانَتْ عِلَّتُهُ. وكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ مَرِيضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وثَلاثِينَ سَنَة. ورَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعًا، وعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَنًا طَويلاً عَلى تِلْكَ الحَال، فَقَالَ لَهُ: «أَتُرِيدُ أَنْ تُشْفَى؟». أَجَابَهُ المَرِيض: «يَا سَيِّد، لَيْسَ لِي أَحَدٌ يُلقِينِي في البِركَةِ عِنْدَمَا يَتَحَرَّكُ المَاء. وفيمَا أَنَا أُحَاوِلُ النُّزُول، يَنْزِلُ قَبْلي آخَر». قَالَ لَهُ يَسُوع: «قُمِ ٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وٱمْشِ». وفِي الحَالِ شُفِيَ الرَّجُل، وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وصَارَ يَمْشِي. وكَانَ ذلِكَ اليَومُ سَبْتًا. فَقَالَ اليَهُودُ لِلْمُعَافَى: «إِنَّهُ سَبْت، فَلا يَجُوزُ لَكَ أَنْ تَحْمِلَ فِرَاشَكَ». فَأَجَابَهُم: «ذَاكَ الَّذي شَفَانِي قَالَ لِي: إِحْمِلْ فِرَاشَكَ وٱمْشِ». سَأَلُوه: «مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذي قَالَ لَكَ: إِحْمِلْ وٱمْشِ؟». وكَانَ المُعَافَى لا يَعْلَمُ مَنْ هُوَ، لأَنَّ يَسُوعَ قَدِ ٱبْتَعَدَ عَنِ الجَمْعِ المُحْتَشِدِ فِي ذلِكَ المَكَان. بَعْدَ ذلِكَ، وَجَدَهُ يَسُوعُ في الهَيْكَل، فَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ قَدْ شُفِيت، فَلا تَعُدْ إِلى الخَطِيئَةِ لِئَلاَّ يُصِيبَكَ مَا هُوَ أَسْوَأ». مَضَى الرَّجُلُ وأَخْبَرَ اليَهُودَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الَّذي شَفَاه. ولِذلِكَ صَارَ اليَهُودُ يَضْطَهِدُونَ يَسُوع، لأَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ ذلِك يَوْمَ السَّبْت.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

كارثية وحقارة وجهل وغباء قطعان أصحاب شركات الأحزاب

الياس بجاني/23 كانون الثاني/2022

مشكلة، بل كارثة لبنان هي ليست فقط باحتلال حزب الله، بل في ثقافة وهمجية وجهل قطعان أصحاب شركات الأحزاب كافة ودون استثناء واحد.

 

كلن يعني كلن

الياس بجاني/22 كانون الثاني/2022

عون وباسيل وجعجع والجميلين والحريري وجنبلاط وفرنجية وبري ونصرالله من خامة وثقافة واحدة والفروقات بالشكل والأسماء . كلن يعني كلن

 

مطلوب محاسبة جنبلاط وجعجع ع جريمة انتخاب عون وتسليم البلد لحزب الله

الياس بجاني/21 كانون الثاني/2022

الحريري يدفع ثمن جريمة صفقة عار انتخاب عون وتسليم البلد لحزب الله. مطلوب محاسبة جعجع وجنبلاط بنفس الجرم وليس تركهما دون محاسبة.

 

خروج الحريري من الحياة السياسية كسب للبنان وللبنانيين

الياس بجاني/20 كانون الثاني/2022

سعد الحريري سياسي استسلامي كسول وجاهل اشل وخسع ولم ينجز غير الكوارث ع طائفته و ع لبنان. خروجه من الحياة السياسية ربح لكل لبنان وع قبال الباقيين كلن ويعني كلن

 

ذكرى مجزرة الدامور الوحشية

الياس بجاني/20 كانون الثاني/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/71221/damour-massacre-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d9%85%d8%ac%d8%b2%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%88/

*اليوم يقوم النظام الإيراني الملالوي عن طرق ذراعه المسماة حزب الله، وبالتكافل والتضامن مع نظلم الأسد الإبن، وبعض مرتزقة الداخل من اليساريين والجهاديين وتجار المقاومة والتحرير بإكمال فصول جريمة مجزرة الدامور، ولكن على نطاق أوسع يشمل كل مساحة لبنان، وشرائحه المجتمعية كافة، حيث يسعى نظام الملالي بالقوة والإرهاب بكل أشكاله وأنواعه ليس على فقط اقتلاع المسيحيين من لبنان وقتلهم وتهجيرهم، بل على تدمير الكيان اللبناني، وإسقاط نظامه التعايشي والحضاري، واستبداله بجمهورية ملالوية ملحقة بحكام طهران تكون قاعدة ومنطلق لإسقاط كل الأنظمة العربية وإقامة الإمبراطورية الفارسية.

لم ولن تغيب عن الذاكرة اللبنانية والمسيحية الوجدانية والوطنية والإيمانية واقعة مجزرة الدامور الوحشية التي ارتكبها النظام السوري ألأسدي، والإرهاب الفلسطيني، وجماعات اليسار والعروبيين والجهاديين يوم 20 كانون الثاني من سنة 1976.

هي ذكرى مؤلمة لحقبة وحشية ودموية من تاريخ لبنان ومن نضال وصمود الوجود المسيحي الحر فيه.

هي ذكرى لحقبة مريرة وجحودية تحالف فيها بعض خونة ومرتزقة الداخل مع الإرهاب الفلسطيني والعروبي واليساري والجهادي حيث قامواً معاً بتنفيذ مجازر وحشية وبربرية ضد أبناء الدامور المسالمين، وضد كل سكان ساحل الشوف المسيحيين، وصولا إلى حصار الرئيس كميل شمعون في بلدة السعديات.

هي ذكرى سوداء وبشعة ودموية من تاريخ محاولات اقتلاع المسيحيين من لبنان وتدمير لبنان الكيان والتعايش والرسالة والهوية والحضارة.

هي ذكرى بربرية موصوفة قام خلالها أعداء لبنان والحضارة والإنسانية ولبنان الرسالة بتدمير منازل وكنائس بلدة الدامور والبلدات الساحلية المجاورة لها وإحراق الحقول وتهجر أهلها من المسيحيين.

لقد قدر عدد الضحايا الأبرار لمجزرة الدامور ب 684 فرداً بين أطفال ونساء وشيوخ ومقاتلين.

لن ننسى تلك المجزرة، ولن ننسى من خطط لها وقام بها..

ولن ننسى أهدافها الشيطانية الهادفة لاقتلاع المسيحيين وتهجيرهم من لبنان.

تلك الأهداف والمرامي الإبليسية التي لا تزال تمارس حالياً بحق المسيحيين وغيرهم من الشرائح اللبنانية السيادية والاستقلالية، وإن كانت بأنماط وطرق وأساليب مختلفة، وذلك عن طريق جماعات محلية وإقليمية ودولية قد تكون هويتها مختلفة، ولكن تحت نفس المفاهيم العدائية والمذهبية المغلفة بالحقد والهمجية والمذهبية وكل وأنواع الإرهاب.

اليوم يقوم النظام الإيراني الملالوي عن طرق ذراعه المسماة حزب الله، وبالتكافل والتضامن مع نظلم الأسد الإبن، وبعض مرتزقة الداخل من اليساريين والجهاديين وتجار المقاومة والتحرير بإكمال فصول جريمة مجزرة الدامور، ولكن على نطاق أوسع يشمل كل مساحة لبنان، وشرائحه المجتمعية كافة، حيث يسعى نظام الملالي بالقوة والإرهاب بكل أشكاله وأنواعه ليس على فقط اقتلاع المسيحيين من لبنان وقتلهم وتهجيرهم، بل على تدمير الكيان اللبناني، وإسقاط نظامه التعايشي والحضاري، واستبداله بجمهورية ملالوية ملحقة بحكام طهران تكون قاعدة ومنطلق لإسقاط كل الأنظمة العربية وإقامة الإمبراطورية الفارسية.

في هذه الذكرى الموجعة فإن كل الشرائح اللبنانية السيادية والاستقلالية والسلمية، وفي مقدمها المسيحيين لن ينسوا بطولة أهلنا الأبرار والشرفاء والأبطال الذين وقفوا في وجه الغزاة والمرتزقة وقدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطنهم المقدس والغالي.

لا، لن ننسى الشهداء الأبرار، ولن ننسى تضحياتهم.

اليوم نرفع الصلاة خاشعين من أجل أن تستريح نفوسهم في جنات الخلد.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*ملاحظة: المقالة التي في أعلى هي من أرشيف 2019

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة د. صالح المشنوق من تلفزيون  أم تي في. قراءة واقعية وسياسية بعيدة عن العواطف والشعبوية في قرار الحريري الإنسحاب مع تيارة من السياسة والإنتخابات، وشرح لسياسات وفرمانات ومشروع حزب الله شريك ورئيس المافيا بكل افرادها ومؤسساتها, تعليقات على الكثير من الملفات بدءاً من إلى الإنتخابات حتى الموازنة

http://eliasbejjaninews.com/archives/105818/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%af-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%86%d9%88%d9%82-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86/

23 كانون الأثاني/2022

د. صالح المشنوق: لست مرشحاً للإنتخابات، انكفاء الحريري هو نهاية لمشروعه، الطائفة السنية معتدلة وغياب الحريري لن يعوض عنه بالتطرف والمتطرفين، حسن نصرالله يزايد على الإيرانيين بحبه وولائه للولي الفقيه، حزب الله يريدنا دروع لنحميه، من يذهب إلى محور الممانعة يذهب إلى الفقر والفوضى والحروب العبثية وهو محور الطفر والطفرانين، حزب الله عاد إلى الحكومة بعد أن حقق ما يريده، كل جماعات المافيا يعملون عند حزب الله، الموازنة تعتير ع الآخر وأي نائب يوافق عليها يكون عديم الفهم والوطنية، الحل هو بمواجهة حزب الله ورفض احتلاله وكسر المافيا التي تعمل بأمرته، والآتي هو انتخابات وعقوبات وجنازات ومذكرات (طارق البيطار).

 

وزارة الصحة : 6381 إصابة جديدة و 13 حالة وفاة

وطنية/23 كانون الثاني 2022

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل " 6381 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 865229 كما تم تسجيل 13 حالة وفاة".

 

البخاري: البعض ﻳﻜﻫﻨﺎ ﻟﻤﺍياﻧﺎ

تويتر/23 كانون الثاني 2022

غرّد السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري عبر حسابه على “تويتر”، قائلا: “ﺷﻜﺍً لنبيّ الله يوسف، فمن قصّته تعلَّمتُ ﺃﻥَ ﺑﻌ البشر ﻳﻜﻧﻨﺎ ﻟﻤﺍياﻧﺎ ﻭﻟﻴ ﻟﻌﻴبنا!”.

 

المودعون يتظاهرون: لن نسمح بتحميلنا ثمن صفقاتهم وهدرهم وفسادهم

وطنية/23 كانون الثاني 2022

 نظمت "جمعية المودعين" و"رابطة المودعين" تظاهرة أمام مقر جمعية المصارف في بيروت، "رفضا لخطة الحكومة تحويل الودائع الى ليرة والتفرقة بين المودعين على أساس تاريخ 17 تشرين وتعويض المودعين بالليرة". وتوجهت التظاهرة الى السرايا الحكومية ثم الى أمام مصرف لبنان، حيث تلي البيان المشترك وجا فيه: "ملتقانا اليوم، وحرب النظام على الناس مستمرة، وتستعر كل يوم مع اعتداءات الطغمة السياسية والمالية المتكافلة والمتضامنة على أموال الناس ومدخراتها وحقوقها. ملتقانا اليوم والناس في حاجة أكثر من أي وقت لكل فلس من ودائعها من أجل تأمين حاجات الإنسان، ليس الأولية فحسب بل البدائية. ملتقانا اليوم في ظل موجة برد وصقيع وعواصف تزهق أرواح المواطنين والمقيمين، إما بسبب تفشي الأمراض والأوبئة، أو بسبب انعدام إمكانية التدفئة وحتى من الجوع، والمصارف والمنظومة تحلل لنفسها احتجاز أموال الناس". أضافوا: "نعيش اليوم حال إفقار لا فقر. نعيش نتائج خطة التجويع لا نتاج مجاعة، ولا نبالغ إن قلنا إن الاعتداء السافر على أموال المودعين وحقوق الناس ومدخراتهم هو عدوان بكل ما للكلمة من معنى، يوازي في نتائجه اعتداء الغزاة والاحتلالات وغزوهم، ومن نتائج الاعتداء على أموال المودعين ومدخرات النقابات والصناديق ضرب الاقتصاد، كما تضربه الحروب والاحتلالات. من نتائجه ضرب الحقوق الأساسية كالغذاء والتعليم والسكن والصحة والعمل، تماما كما سعى ويسعى كل محتل. من نتائجه ضرب البنى التحتية والخدمات من طاقة وكهرباء ومياه، تماما كما يقصف العدو كل هذه القطاعات الحية. لن نخاطب أركان هذه المنظومة السياسية والمالية الحاكمة التي تسببت بمآسينا وسطت على جنى أعمارنا. لن نخاطب تحالف المال والسلطة الذي راكم المليارات من الفوائد والهندسات على حساب الاقتصاد وحقوق الناس. لن نخاطب عصابة المصارف وعرابها حاكم المصرف المركزي، وشركائهم من أركان نظام الطوائف. هم واهمون ان اعتقدوا أن الناس سيسكتون عن ذوبان ودائعهم أو عن تعاميمهم المزورة أو سرقاتهم وخططهم الوقحة".  وتابعوا: "لن نسمح لهم بالتمادي في تحميل مزيد من الخسائر للناس. لن نسمح لهم بليلرة الودائع. لن نسمح لهم باقتناص براءة ذمة عنوة على أكتاف الناس. لن نسمح لهم بتحميل المودعين والنقابات ثمن صفقاتهم وهدرهم وفسادهم ورعونتهم. لن نسمح لهم باستغباء الشعب والقضاء على الطبقات الحية والمنتجة فيه. نحن اليوم هنا، مودعات ومودعين، مهددة ودائعهم الصغيرة والمتوسطة بالاندثار، عاملات وعاملون وأصحاب مهن حرة خسروا قدرتهم الشرائية ومهددة مداخليهم بالتبخر. نقابيات ونقابيون مهددة مدخراتهم وصناديقهم وحقوقهم بالضياع".

وقالوا: "نجتمع ونعرف خصمنا من مصارف ومنظومة سياسية - مالية مجتمعة. نجتمع ونعرف حلفاءنا من قوى مجتمعية حية. نجتمع ونحمل رسالة واضحة، رسالة بلاءات خمس في وجه أي حلول وخطط مقترحة: لا لليلرة الودائع، لا لضرب القدرة الشرائية للناس بضرب قيمة الليرة، لا للمس بمدخرات النقابات والصناديق الاجتماعية، لا للمس بممتلكات الدولة ومرافقها، فأملاك أصحاب المصارف ويخوتهم وقصورهم مقابل ودائعنا، لا لتعاميم المصرف المركزي المخالفة لكل القوانين. رسالة بمرتكزات خمسة لأي حل مالي اقتصادي عادل: العدالة في توزيع المسؤوليات والخسائر وتحميلها للمصارف أولا، إعادة هيكلة الدين العام وشطب ديون المصارف بما يوازي الأرباح المحققة وهيكلة القطاع المصرفي ومصرف لبنان، الشمولية في الحل مما يضمن إعادة تأسيس اقتصاد العدالة الاجتماعية، الشفافية من خلال تدقيق جنائي شامل للقطاع المصرفي ومصرف لبنان، المحاسبة لكل من ارتكب وأساء الأمانة وتسبب بالانهيار من سياسيين ومصرفيين". وختموا: "رسالتنا هذه للمجتمع ككل، بكل مكوناته وبخاصة النقابات والتجمعات المهنية، لكل مواطن متضرر من سياسات هذا النظام، وكل مواطن طامح لإقامة نظام العدالة الاجتماعية على أنقاض نظام المصارف والريوع. رسالتنا أن ينضم كل من يسمعنا الى هذه المواجهة الحاسمة، انضموا من أجل حماية ما تبقى، من أجل الدفاع عن المدخرات والوادئع ومن أجل استعادة الحقوق، كل الحقوق".

 

بعد الانهيار… هل بدأت رحلة الصعود؟

 صحيفة الراي الكويتية/23 كانون الثاني 2022

رصدت مصادر معنية ومُواكِبة تحولاتٍ نوعيةً في إدارة ملفات الأزمات اللبنانية الشائكة، تتجمع تباعا تحت مظلة معاودة الانعقاد الدوري لمجلس الوزراء وبدء العقد الاستثنائي لمجلس النواب، ما ينعش الآمال بوجود تفاهمات داخلية تحظى بإسنادٍ دولي لانطلاق رحلة الصعود المتدرّج من الهاوية السحيقة التي انحدرت اليها البلاد واقتصادها وسط انهيارات مالية ونقدية كادت تطيح بكامل المقومات والأرصدة الوطنية. ووضعت المصادر انكباب مجلس الوزراء، والعائد من تغييب قسري تعدّى ثلاثة أشهر متواصلة على مناقشة مشروع موازنة العام الجاري ابتداء من يوم الاثنين وتخصيصه بجلسات متصلة لتسريع إقراره وإحالته على البرلمان، ضمن مسارٍ نقيضٍ لحال التفكك والانكفاء الذي أخلّ طويلاً بانتظام السلطات العامة وتَسَبَّبَ بشلل شبه تام في الوزارات والمؤسسات، فيما كانت الأزمات النقدية والمالية تنهش ما تبقى من رمق في معيشة المقيمين من مواطنين ونازحين تبعا للتآكل الحاد في القدرات المعيشية الذي أصاب مستويات المداخيل كافة بالعملة الوطنية وحتى الأعلى بينها والخاصة بالوزراء والنواب وكبار الموظفين والضباط في الأسلاك العسكرية.

 

الأحرار ثمن الجهود التي تقوم بها الكويت ودعا للمساعدة في تنفيذ القرارات الدولية

وطنية/23 كانون الثاني 2022

أصدرت أمانة الاعلام في حزب الوطنيين الاحرار البيان التالي: "رحب الحزب بالمبادرة التي قام بها وزير خارجية الكويت مثمناً الجهود التي تقوم بها دولة الكويت بطلب من مجلس التعاون الخليجي خصوصاً والدول الصديقة عربية كانت أم دولية عموماً. وأننا ندعو اصحاب المبادرة للمساعدة في تنفيذ القرارات الدولية، من أجل استرداد السيادة الوطنية وعودة لبنان منارة الشرق وايقونة العرب كما وصفها معالي الوزير الكويتي، مع علمنا المسبق أن الطبقة الحاكمة وكما عودتنا لن تتلقف المبادرة ولن تسعى لإيجاد الحلول والأجوبة للطروحات المعروضة".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 23 كانون الثاني 2022

وطنية/23 كانون الثاني 2022

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

هل تكون زيارة وزير الخارجية الكويتي بوابة الخروج من صقيع العلاقة مع الخليج العربي وبالتالي فاتحة خير لايام لبنانية - خليجية افضل واعمق واصدق؟

مصدر حكومي بارز اكد  أن ورقة الافكار العامة لطي الصفحة السابقة مع دول الخليج والتي حملها وزير خارجية الكويت ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح وسلمها الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تتألف من 12 بنداً، وهي عبارة عن افكار معظمها وارد في البيان الوزاري للحكومة لا سيما لجهة التأكيد على سياسة النأي بالنفس وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.

وأشار المصدر الحكومي إلى أنّ الوزير الكويتي أكد أن هذه الافكار العامة تمت مناقشتها بين الكويت والسعودية والامارات العربية المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة، موضحاً أن هذه الأفكارستتم مناقشتها بين المسؤولين اللبنانيين وسيستكمل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب بحثها مع المسؤولين الكويتيين خلال زيارته الرسمية الى الكويت في التاسع والعشرين من الشهر الحالي ومشاركته في اجتماع وزراء الخارجية العرب.

مصادر دبلوماسية اكدت لـوكالة "رويترز" أنّ المقترحات التي قدّمها وزير الخارجية الكويتية للبنان تشمل الالتزم باتفاق الطائف وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وإجراء الانتخابات في موعدها. وأضافت المصادر أنّ المقترحات شملت أيضاً تشديد الرقابة على الصادرات للخليج لمنع تهريب المخدرات والتعاون بين الأجهزة الأمنية.

وليس بعيدا عن التحرك الخليجي تحرك فاتيكاني باتجاه بيروت، فمن المقرر ان يصل موفد بابوي في الثالث من شباط المقبل، في اطار متابعة نتائج زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الفاتيكان واجتماعه مع قداسة البابا فرنسيس.

في الداخل، رصد سياسي وشعبي للموقف الحاسم الذي سيعلنه الرئيس سعد الحريري من الانتخابات النيابية المقبلة، في كلمة يلقيها عند الرابعة عصر غد مباشرة على الهواء من بيت الوسط الذي يشهد محيطه منذ الامس تجمعات حاشدة دعما للحريري، وهو لاقى الحشود الاتية من عكار امام بيت الوسط بالقول القلب على الشمال استمعوا الي غدا و هذا البيت سيبقى مفتوحا لكم ولكل اللبنانيين.

وقبل (اثنين الحسم) واصل الرئيس الحريري مشاوراته قبل اعلان موقفه النهائي حيث زار عين التينة والتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري على مدى اكثر من ساعة ونصف الساعة ليعود الرئيس نبيه بري ويلتقي هذا المساء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعد زيارة الاخير الى بيت الوسط أمس.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

عطلة نهايةِ الأسبوع لم تكن عطلةً سياسياً وديبلوماسياً، وأرست مساراً يؤسّس لتطوّرات كبيرة. عودةُ العاصفةِ الثلجية الباردة واكبتها عواصفُ سياسيّة وديبلوماسيّة حارّة سترخي بظلالها على الأسبوع الطالع. العاصفة الأولى حريريّة بامتياز. فموقف الحريري المتمثل بعدم المشاركةِ في الإنتخابات شغَل الوَسَطين السياسيّ والشعبي، وطرح أكثرَ من سؤال وأثار أكثرَ من هاجس.

اليوم أكد الحريري أمام مناصريه أنه رغم الأيام الصعبة فإنَّ بيت الوسط لن يقفِل أبوابَه وسيظل مفتوحاً أمام الناس. فماذا يقصد الحريري بالأيام الصعبة؟ هل يقصد الأيامَ الصعبة بالمطلق على اللبنانيّين، أم الأيامَ الصعبة عليه شخصياً؟ وما هوية هذه الأيام الصعبة؟ هل هي محليةٌ أم إقليمية؟ وبالتالي أيُّ قرارٍ سينتج منها؟ عدمُ مشاركتِه هو شخصياً في الإنتخابات، أم انكفاءُ تيارِه السياسيِّ ككل، أم أنَّ القرار سيشمل أيضاً نادي رؤساءِ الحكوماتِ السابقين؟ إنها أسئلةٌ مشروعةٌ قد يجيب عنها الحريري في المؤتمر الصحافي الذي دعا إليه في الرابعة من بعد ظهر غد وقد لا يجيب. "اسمعوني بكرا" عبارةٌ ردَّدها زعيمُ تيارِ المستقبل أكثرَ من مرة أمام مناصريه اليوم، فهل من مفاجأة جديدة يفجِّرُها في مؤتمره الصحافي، والذي يتزامن، ربما مصادفةً وربما لا، مع انتهاء جولةِ وزير الخارجيّة الكويتيّة على المسؤولين اللبنانيّين؟

ديبلوماسيا، ما كان مرجحا بالامس صار مؤكدا اليوم. فوزير خارجية الكويت اعلن صراحة انه يحمل رسالة كويتية خليجية عربية ودولية هي بمثابة اجراءات وافكار لبناء الثقة مجددا مع لبنان. التصريح المعلن يؤكد المعلومات التي اشارت الى ان الزيارة الكويتية المفاجئة هي نتيجة جهود ديبلوماسية حثيثة بين دول مجلس التعاون الخليجي من جهة وبين فرنسا واميركا من جهة ثانية، وان القصد منها توجيه رسالة اخيرة الى السلطات اللبنانية علها تصحح  المسار وتعيد بناء الثقة مع محيطها العربي.

لكن الواضح ان المسؤولين اللبنانيين اعجز من ان يلتزموا البنود التي تضمنتها الرسالة الكويتية. اذ هل المسؤولون اللبنانيون قادرون على اتخاذ اجراءات لمنع حزب الله من التدخل في حرب اليمن؟ وهل السلطات اللبنانية قادرة على التزام القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن الدولي ولا سيما القرار ١٥٥٩، مع ما يعنيه ذلك من ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية؟ وقبل كل ذلك هل تتجرأ السلطات اللبنانية وتتخذ اجراءات جدية وموثوقة لضبط المعابر اللبنانية ومنع تهريب المخدرات ولا سيما الكبتاغون؟

الجواب اللبناني عن بنود الرسالة العربية الدولية جاء كالعادة بصيغة التسويف والمماطلة. فالرئيس عون اعلن ان افكار المبادرة موضوع تشاور لاعلان الموقف المناسب منها، فيما اشارت مصادر الرئيس ميقاتي الى ان الافكار التي تضمنتها المبادرة  الكويتية لم تبدأ مناقشتها بعد. الا يدل التصريحان على ان التسويف والمماطلة اللبنانيين سيدا الموقف،  وان لا امل بتغيير الذهنية والممارسة والموقف في ظل هكذا منظومة راضخة ومستسلمة؟ لذلك ايها اللبنانيون، انتم على موعد مع التغيير في الخامس عشر من ايار. فكونوا على قدر المسؤولية التاريخية ، واوعا  ترجعو تنتخبون هني ذاتن.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

قرارٌ وجواب.. وعلى طبقةٍ عاليةِ الصوت القرار سيَتّخذه الرئيس سعد الحريري غداً متجهاً نحوَ العُزلةِ الانتخابية.. والجواب من لبنان إلى الدولِ العربية لفكِّ العزلةِ الخليجية في حالِ تطبيقِه بنوداً سَلّمتها الكويت إلى المسؤولين اللبنانيين واعتَمدَ وزيرُ خارجيةِ الكويت الشيخ أحمد ناصر الصُباح تسميةَ "إعادةِ بناءِ الثقة" للمبادرة التي جالَ بها اليوم على القيادات والمسؤولينَ اللبنانيين نجلُ رئيسِ وزراءِ الكويت السابق ناصر المحمد الأحمد الصُباح تحدّثَ بفائقِ الدبلوماسية، والتي ضَمّنها أفكاراً مكتوبة بدأَ المسؤولون دراستَها وأبلغَ رئيسُ الجُمهورية العماد ميشال عون الزائرَ العربي التزامَ لبنان تطبيقَ اتفاقِ الطائف، وقراراتِ الشرعيةِ الدولية، والقراراتِ العربية ذاتِ الصلة، مشيراً إلى أنّ الأفكارَ الواردة في المذكّرة ستكونَ مَوضِعَ تشاورٍ لإعلانِ الموقفِ المناسب منها وهي الأفكارُ التي ستُعيدُ للرئيس عون "موّالَ" طاولةِ الحوار للتذكيرِ بأنّ طرحَهُ المرفوض.. كان في محلِّه، وأنّ أحداً لم يَستجبْ لندائِه.

وقالت مصادرُ في دوائرَ حكوميةٍ للجديد إنّ جُزءاً من هذه المقترحات واردٌ في البيانِ الوِزاري للحكومة.. لكنّ وزيرَ الخارجية عبدالله بوحيبب سيَحمِلُ الأجوبةَ الرسمية في التاسعِ والعشرين من الجاري إلى دولةِ الكويت وسيتدبّرُ لبنان أمرَ الأجوبةِ الصَعبة من دونِ أن يَتضِحَ ما إذا كانتِ الإجابات ستمنحُه الصَفْحَ الخليجي.. أم إنّه سيتعرّضُ لمزيدٍ من القراراتِ الدولية.

وإلى تاريخِ تقديمِ أجوبةٍ على الامتحانِ الأصعب.. فإنّ الحكومةَ تَحتفي غداً بتقليعتِها بعدَ هزيمةِ حربِ القلع.. وتعودُ إلى الانعقادِ بطرحِها موازنةَ المُفلسين للشعبِ المنهوب الاحتفالُ في بعبدا.. وإطلاقُ القنابلِ السياسية المسيّلةِ للدموع سيكون في بيت الوسط وفي مؤتمرٍ صِحافي عند الرابعة عصراً سيُعلِنُ الرئيس سعد الحريري قرارَ التنحي عن خوضِ الانتخابات النيابية بعدَ مشاوراتٍ أجراها المُعلَنُ منها كانَ معَ الرئيس نبيه بري ورئيسِ الحزبِ التقدمي وليد جنبلاط. لا شكَ في أنّ الحريري سيُقدِمُ على قرارٍ ثوري وغيرِ مسبوق، بمَعزِلٍ عن أبعادِه العربية والخليجية.. وأنه بقرارِه هذا سيَترُكُ وراءَه أيتاماً في السياسة وفي طليعتِهم الرئيس نبيه بري الذي كان يَستوي على حاصلِ رئاسةِ مجلسِ النواب من زادِ أصواتِ المستقبل. فكيف سيُبرِّر الحريري خروجَه غداً وأيُ أسبابٍ موجِبة سيَستندُ إليها، متوجهاً أولاً إلى جمهورِه الذي وقفَ على أبوابِ بيتِ الوسط لليوم الثاني على التوالي؟ سيتحدّث زعيمُ المستقبل بواقعيةٍ سياسية أخرجتْه من الحكومة إرادياً بعد أيامٍ من ثورة تِشرين لقناعتِه بصوابيةِ الحَراكِ الشعبي واستقالتُه يومَذاك جاءت بعدَ سماعِ أنينِ الناس، وظَلَّ متمسكاً بالانسحابِ من الحكومة على الرَغمِ ممّا قُدِّمَ له من عسلٍ سياسي سُمّي حينَها "لبنَ العُصفور" وعندما عادَ رئيساً مكلّفاً.. تمّ وضعُه على "دولابِ التعذيب" في بعبدا.. راح وجاءَ أشهراً تخلّلتها ميثاقيةٌ وأعمدة ودراجاتٌ هوائية وشروطٌ تعجيزية للتأليف.. فحَمَلَ أمتعتَه السياسية واعتذر..

وقبلَ هذا التكليف وخلالَ حكومةٍ سبقتها، فإنّ الحريري لم يَستطعْ أن يُنفِّذَ مشروعاً واحداً من مشاريعِه وبَقِيَ "سيدر" حبراً على ورقٍ فرنسي وشروطٍ محلية وأمامَ هذه الحصيلة قد يَقِفُ الحريري غداً سائلاً كتلتَه النيابية: ماذا فعلنا.. وأيُ دورٍ سُمِحَ لنا بالقيامِ به.. ماذا فعلنا ليرتاحَ البلد؟ والجواب.. لا شيء، كصيغةٍ طِبقَ الأصل عن "ما خلّونا"..التي جاءت مطوقةً من جهاتٍ سياسيةٍ عدة أدارتْ ظهرَها لزعيمِ المستقبل، لا بل إنّ بعضَها بدأَ يُعِدُّ العُدّةَ لوارثتِه سُنياً ولمّا مُنِعَ الحريري من التقدّم في المشاريع، فقد اتَخذَ قرارَه الجريء في مغادرةِ المَنصِب من دونِ الزَعامة، في ثورةٍ زرقاء قد تُمهّدُ الطريقَ أمامَ ثورةٍ بيضاء.. وهي فرصةٌ لكلِ المعترضين والثائرين والحَراكيين، من المستقبل ضِمناً ومن خارجِه، لأنْ يَنزعوا عن الحُكمِ طبقةً جليدية عَمّرت طويلاً وحانَ وقتُ تغييرِها وليس دورُ المستقبل وزعيمِه سعد الحريري أن يُعوِّضَ يُتْمَ نبيه بري في رئاسةِ المجلس.. أو أن يَدعمَ مقاعدَ وليد جنبلاط الانتخابية.. أو أن يَرفِدَ "العايزين" في دوائرَ من البقاع إلى الشمال وإذا قرّرَ الحريري أن يَترُكَ فراغاً.. فإنّ التعبئةَ المناسبة ستكونُ في المرشحين المناسبين.. لفرضِ صورةٍ مغايرة عن كلِ "التحنّطِ السياسي" الذي حان وقتُ زوالِه.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بين اليوم والغد تتسابق الملفات على حلبة المشهد اللبناني.

اليوم استكمل رئيس الدبلوماسية الكويتية حلقة مشاوراته مع المسؤولين اللبنانيين في إطار مبادرة منسقة مع الدول الخليجية لترطيب العلاقات بين لبنان وهذه الدول.

المبادرة تقوم على أفكار ومقترحات لإعادة بناء الثقة لم يكشف الوزير الكويتي عن مضمونها لكنه قدم رسماً تشبيهياً لها/ حدودُهُ التضامن مع لبنان واستعادةُ رونقه وعدمُ تحوله منصة هجوم لفظي وعملي تجاه دول الخليج.

الحراك الكويتي المغطى خليجياً حظي بمباركة لبنانية وحرصٍ على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية.

كيف لا وللكويت إرثٌ طويل في دعم لبنان وابتداع المبادرات التي يُعَوَّل عليها اليوم في رأب الصدع مع دول الخليج وإعادتها إلى طبيعتها.

الوزير الكويتي غادر لبنان الذي تبدو أجندتُه مثقلةً باستحقاقين مهمين غداً.

الإستحقاق الأول استئناف مجلس الوزراء جلساته وباكورتُها على نية موازنة العام 2022 في ما يبدو امتحاناً صعباً لمصادفته مع أكبر كارثة اقتصادية يواجهها لبنان في تاريخه الحديث.

وإذا كانت بداية نهار غد ستكون في مجلس الوزراء فإن نهايته في بيت الوسط حيث يُبقُّ الرئيس سعد الحريري البحصة الانتخابية سلباً أو إيجاباً.

وعشية هذا الإستحقاق قصد الحريري عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقبل اللقاء خاطب الحريري أنصاره الذين احتشدوا أمام بيت الوسط مؤكداً لهم أن "هذا البيت ما حيتسكر".

وفي وقت سابق نُسب إلى زعيم المستقبل قولُه: بعض المرات لازم الواحد يخطي خطوة لورا حتى يرجع يتقدم للأمام.

كما زار عين التينة أيضاً رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ملتقياً الرئيس بري

وغادر دون الإدلاء بأي تصريح.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

تحت عيونِ اللبنانيين َستكون ُالايام ُالمقبلة ُلكثرة ِالمرتقب ِفيها سياسيا ًومالياً.. الحكومة ُتلتئم ُفي جلستِها غدا ًفي قصر بعبدا بجدول ِاعمال ٍيتصدرُه مشروع ُالموزانة، وهنا مربط ُالخيل.

المشروع ُالذي اتت مسودتُه بالكثير ِمن السوداوية، وانعكست عدم َرضا لدى قوى ًسياسية ٍعدة ٍومنها حزبُ الله الذي اكد باسمِه رئيس ُكتلة الوفاء للمقاومة ان مشروع َالموازنة ِغير َالمتوازن في فرض ِالرسوم ِعلى فئات ِالمواطنين لن ينال َشرف َالموافقة ِعليه.

الجلسة ُغدا تحت َالمجهر ِالنقابي والعمالي لما فيها من وعود ٍمعيشية ٍتنتظر ُالاقرار َوهي تأتي محاطةً برفضِ ان تكون جرعات ِتهدئة ٍاو تخديراً موضعياً. اما المودعون فاسئلتُهم تطول ُوتطول ُلانهم تلمسوا ان كل َما تقدمُه الدولة ُكحلول ٍللازمة ِلن تعيد َحقوقَهم بل ستنال ُمنها حتى اخر ِليرة ٍفي ظل ِالظرف ِالمعيشي الصعب.

“هيدي الايام صعبة” قال اليوم رئيسُ تيار المستقبل النائب سعد الحريري لمناصريه امامَ بيت الوسط، قبلَ توجهه الى عين ِالتينة ولقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري في اطار لقاءاتِه التي عقدَها بعد َعودته الى لبنان. وبعد ظهرِ الغد يعلن الحريري موقفه من الانتخابات..

في المنطقة، لن يكون سهلا ًعلى قوى العدوان ِالسعوديِ الاماراتي ِالاميركي اقفالُ حساب ِالاجرام ِالذي فتحوه مع اليمن، ولن يكونوا بمنأىً عن الرد ِاليمني القادم وِالصارم، ولو تداعَوا في جلسة طارئة لجامعةِ دول تركت شؤون َالعرب وذهبت تحشد ُالمواقف َوقطفَ تغطية واسعة لاستهداف ِاليمنيين َمن رجال ٍونساء ٍواطفال ٍوهدم ِمعالم ِبلدٍ طاعن ٍبالعروبة ِوقبل ان يظهر َاثرٌ على الخارطة لبعض ِمن هم في جامعة العرب.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

فجأة، خُرق كلُّ الجمود، وتحرَّكت كلُّ الملفات دفعة واحدة.

فمجلس الوزراء الذي عُطِّل ثلاثة أشهر، يعود غداً إلى الانعقاد، والأبرز على جدول أعماله مشروع قانون الموازنة، المتضمن بنوداً ستأخذ حيزاً واسعاً من النقاش، في ضوء المواقف المعلنة للأفرقاء، بدءاً بالتيار الوطني الحر، وليس انتهاء بحزب الله الذي أكد على لسان النائب محمد رعد اليوم، أن المشروع المطروح لا يبشر بخير ولا يجعلنا نتجه لينال شرف موافقتنا عليه.

وموضوع الارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار، وَجد أخيراً من يلتفت اليه، بغض النظر عن الخلفيات والاهداف الفعلية، فانخفض سعرُه دفعة واحدة قرابة العشرة آلاف ليرة، من دون أن يفهم اللبنانيون لماذا ارتفع أصلاً إلى حدود الأربعة وثلاثين ألفاً، وكيف وجدت فجأة الآليات والدولارات الكفيلة بخفضه.

ومسألة الكهرباء، وُضعت بدورها على السكة الصحيحة. فبعد التقدم المحرز مع الجانب المصري، يُوقَع الاربعاء المقبل العقدان المطلوبان بين الاردن وسوريا ولبنان.

والاستحقاق الانتخابي الذي كان غارقاً في التأويلات حول موقف سعد الحريري، يشهد هذه الايام تطورات متسارعة، حيث عقد رئيس تيار المستقبل فور عودته الى بيروت سلسلة لقاءات، وصولاً الى عين التينة اليوم، التي وصلها بعدَه وليد جنبلاط مستطلعاً، علماً أن رئيس الحكومة السابق يطل في الرابعة من بعد ظهر الغد، لإعلان الموقف الحاسم، لتبدأ بعده القراءات الجدية في تأثيره على الانتخابات، لناحية اجرائها والنتائج.

أما قِمَّة المفاجآت على خط خرق الجمود، فبالمبادرة الخليجية التي حملها الى بيروت وزير الخارجية الكويتية، بتنسيق واضح مع سائر الدول المعنية بالشأن اللبناني. وقد أبلغه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، العازم والمصرّ وفق معلومات ال أو.تي.في. على صياغة موقف وطني جامع من المذكرة التي تسلمها، وهدفها إعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج… أبلغه ترحيب لبنان بأي تحرك عربي من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج العربي، انطلاقا من حرص لبناني ثابت على المحافظة على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية. وأكد الرئيس عون للوزير الكويتي التزام لبنان تطبيق اتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية ذات الصلة.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"

ما كان يقال همسا ثم تلميحا ثم علنا من قبل الولايات المتحدة وفرنسا وعدد من الدول العربية والخليجية لحل الازمة اللبنانية، اصبح مكتوبا على ورقة محددة النقاط، حملها وزير خارجية الكويت الى السلطات اللبنانية، مانحا اياها اياما معدودة للرد عليها، لتنطلق بعدها فقط، مرحلة اعادة بناء الثقة مع لبنان والتي ستستغرق الكثير من الوقت.

في الرسالة اكثر من مؤشر.

فناقلها دولة الكويت، بما تحمله من علاقات تاريخية مع لبنان ومقبولة مع ثنائي امل حزب الله، ومن ثقة تمنحها اياها السعودية، وسائر الدول التي وافقت على مجموعة الشروط لاعادة بناء الثقة.

وفي مضمونها، المؤشر الاهم، سلاح حزب الله...

فوفق مصادر ديبلوماسية، تركز الورقة على اهمية التزام لبنان باتفاق الطائف، وقرارات الشرعية الدولية ابرزها تطبيق القرار 1559 و1701، و1860 ووقف التدخل في الشؤون الخليجية والعربية والقيام بأعمال عدائية ضد دول مجلس التعاون الخليجي، اضف الى نقاط اخرى منها اجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في موعدها.

ابرز الشروط من دون منازع اذا، وبموجب القرار 1559، نزع سلاح حزب الله، فكيف سيكون الجواب اللبناني على هذه النقطة تحديدا؟

وهل سيتمسك لبنان الرسمي في هذه النقطة تحديدا بالبيان الوزاري لحكومة الرئيس ميقاتي الذي فيه ما حرفيته: التزام احكام الدستور واحترام الشرائع والمواثيق الدولية وقرارات الشرعية الدولية كافة، والتأكيد على الالتزام بتطبيق القرار 1701؟ وللملاحظة فكل الفرق هنا بين احترام القرارات الدولية كافة، والالتزام بتطبيق 1701 منها فقط؟

والى ماذا ستؤدي مجموعة المشاورات التي ستجري من اليوم حتى موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب والتي حكما ستشمل حزب الله؟

موقف حزب الله صعب، فهو سيحمل مسؤولية امام كل اللبنانيين لان شروط المبادرة دقيقة، فأما تبدأ رحلة انتشال لبنان من الانهيار الذي هو فيه عبر استعادة الثقة، واما يضيّع فرصة يؤكد بعض من التقى وزير الخارجية الكويتي ان ثمنها سيكون غاليا.

وهل يدفع ذلك ربما الحزب، الى الالتزام على الاقل بالنأي بالنفس في شكل كامل عن كل صراعات المنطقة، وبوقف حتى ما اسماه وزير الخارجية الكويتي الاعتداء اللفظي على الدول الخليجية، فيفتح بذلك باب تفاوض قد يستغرق شهورا او ربما اكثر؟

الورقة وشروطها تزامنت مع ترقب موقف الرئيس سعد الحريري غدا.

فبعدما بات محسوما عدم نيته الترشح شخصيا للانتخابات النيابية، ينتظر ان يتوضح موقفه من مسألة، ليس فقط مشاركة تيار المستقبل في الانتخابات، انما الادق مصير التيار كله، وهل سيحمّل الرئيس الحريري حزب الله وسلاحه مسؤولية انكفائه عن الحياة السياسية اللبنانية، كون الدولة والدويلة غير قابلتين للتعايش؟

دخل لبنان في مرحلة دقيقة، تفترض اجوبة واضحة على الموازنة التي ستعيد للحكومة الحياة اعتبارا من الغد، وعلى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي التي تُستهلّ غدا ايضا، وصولا الى الاجابة بعد حوالي عشرة ايام من اليوم، على ما يصلح تسميته شروط اعادة الثقة، والا...

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المفاوضات مع صندوق النقد... عقبات وتشاؤم؟!

المركزيّة/23 كانون الثاني 2022

تتصدر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي الاهتمامات وواجهة الاستحقاقات مع توجه لبنان لإجراء بداية الاسبوع المقبل جولة جديدة عبر تقنية زوم مع وفده، الذي كان زار بيروت في النصف الاول من شهر كانون الاول الماضي، لعقد اول اجتماع رسمي ومراجعة ما اعده الجانب اللبناني، وطرح اسئلة تتعلق ببعض المسائل السياسية الاقتصادية، التي تعد جزءا اساسيا من اي برنامج مالي قد يوضع للبنان بينها اعادة هيكلة القطاع المصرفي على ان يعود مجددا مطلع شهر شباط المقبل لوضع الصيغة النهائية للاتفاق على ما يقول رئيس الوفد اللبناني نائب رئيس الحكومة سعاد الشامي.  الا ان الحقائق في الموضوع لا تدعو الى مشاطرة أهل السلطة التفاؤل المفرط في قرب موعد الوصول الى اتفاق مع الصندوق ومن أهمها:

اولا: لم يعرف حتى الان ما اذا كان الصندوق وافق على رقم الخسائر الذي اتفق عليه الجانب اللبناني والمقدر بـ 69 مليار دولار. ثانيا: لم يعرف ايضا بعد كيف سيتم توزيع الخسائر خصوصا ان رئيس الوفد الشامي عدد المعنيين بتحمل الخسائر وعلى راسهم الدولة من دون وجود مؤشرات الى التوافق السياسي على اشراك الدولة في تحمل جزء من الخسائر.

ثالثا: لم تظهر بوادر توحي بقدرة الحكومة على اتخاذ اي اجراء اصلاحي مطلوب خصوصا بعد دخول البلد في العصر الانتخابي حيث يصعب اقرار اصلاحات موجعة شعبيا تحتاجها البلاد للبدء في تنفيذ خطة التعافي.  كل هذه المعطيات معطوفة على تشدد حزب الله واعلانه اننا سنفاوض الصندوق بشروطنا، لا تسمح على ما تقول مراجع أقتصادية بمجاراة اهل السلطة المتفائلين وتدعو الى الريبة والحذر خصوصا ان كل التجارب السابقة لا تشجع للمراهنة على تغيير حقيقي في العقلية التي اوصلت البلاد الى ما هي عليه اليوم والمستمرة في تدميره الممنهج وهو ما عكسته الموازنة التي ستباشر الحكومة درسها يوم الاثنين المقبل والخالية من أي بنود اصلاحية ورؤية والتي من شأنها ان تثقل كاهل الموطن بمزيد من الاعباء نتيجة ما لحظته من زيادات ضريبية ورفع للرسوم الجمركية وعلى كافة المواد الحياتية والمعاملات الرسمية.

 

هذا ما تتضمّنه مقترحات الكويت للبنان

رويترز/23 كانون الثاني 2022

أفادت مصادر دبلوماسية لوكالة “رويترز”، اليوم الأحد، بأن المقترحات التي قدمها وزير الخارجية الكويتي إلى لبنان، بهدف نزع فتيل الأزمة مع دول الخليج، تركزت على اتفاقية الطائف، وتطبيق قرارات مجلس الأمن، والالتزام بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في موعدها. كما تشمل مقترحات الوزير الكويتي، الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، وفقا للمصادر ذاتها، تشديد الضوابط على الصادرات إلى الخليج ومنع تهريب المخدرات والتعاون بين أجهزة الأمن اللبنانية والخليجية.

 

هل طلبت السعودية من الحريري عدم الترشح؟

 إذاعة صوت كل لبنان/23 كانون الثاني 2022

أكّد نائب رئيس تيار “المستقبل” مصطفى علوش أن الرئيس سعد الحريري كان صامتاً على مدى أشهر وقد اتخذ قراره بعد تفكير مطوّل بالإيجابيات والسلبيات. ورأى أنه مع غياب إمكانية احداث تغيير في منظومة لا تنفك تدمّر البلاد الأفضل الانسحاب. وأضافر في حديث لـ”صوت كل لبنان”: “خروج الحريري من الحياة السياسية غير وارد لكن الخروج من الحكم في غياب القدرة على احداث تغيير فهو أفضل الحلول.” ورداً على سؤال حول ما إذا كانت السعودية هي التي طلبت من الحريري عدم الترشح قال: إذا كان هذا صحيح فماذا بعد؟ وحول ما إذا كان الرئيس فؤاد السنيورة بديلاً في مركز قيادة التيار، أشار الى أنه لديه دور عليه أن يلعبه. وعن ترشحه للانتخابات قال إن اولويته هي لتيار المستقبل والترشح منفرداً غير وارد. وحذّر من انه إذا تم انتخاب النائب جبران باسيل رئيساً للجمهورية وعادت المنظومة الفاسدة الى الحكم فلن يبقى لبنان وهذا السيناريو ما زال مطروحاً. وشدد على أن الخليج لم يتخلّ عن لبنان ويتمنى أن يعود له دوره، مع عودة الاستقرار السياسي والأمني وإزالة سيطرة حزب الله على القرار اللبناني.

 

باسيل بدل نائب… صانعُ نواب؟

الانباء الكويتية/23 كانون الثاني 2022

بدأ خيار امتناع الآخرين عن الترشح للانتخابات يقرع أبواب تفكير رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، انطلاقا من قناعة مستجدة لديه بأن رئيس التيار يستطيع ان يرأس كتلة تياره النيابية، دون ان يكون نائبا، أسوة بوليد جنبلاط وسليمان فرنجية وحتى سمير جعجع، وبما ان حالته الشعبية لم تعد كما كانت عام 2018، خصوصا بعدما اصبح معاقبا أميركيا، فإنه يخشى ألا يفوز في الانتخابات المقبلة، أو ان يفوز بشق النفس، الأمر الذي يؤثر سلفا على طموحاته الرئاسية، لذا يصبح العزوف أفضل، وبدلا من ان يكون نائبا قد يصبح صانعا للنواب. إلى ذلك، ثمة مراجع سياسية تخشى ان يكون وراء هروب الأقطاب من خوض الانتخابات النيابية قطبة مخفية، تتمثل بتطيير الانتخابات، وبالتالي بقاء القديم على قدمه، ان عصر الخرافة يتجدد.

 

الحريري يَخرج من “الحلبة”… هل هو “وقت مُستقطَع”؟

صحيفة الراي الكويتية/23 كانون الثاني 2022

منذ دخوله الحياة السياسية من الباب العريض بعد اغتيال والده الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، لم يشغل الرئيس سعد الحريري المشهدَ اللبناني كما يفعل في هذه الأيام المفصلية التي يقف فيها على مشارف قرارٍ فوق عادي، المحسوم منه حتى الآن أن زعيم «تيار المستقبل» سينكفئ عن الترشح شخصياً لانتخابات 15 مايو المقبل، ليبقى معلَّقاً هل ينسحب ذلك أيضاً على حزبه فتكون الساحة السياسية أمام أول غياب لـ «الحريرية السياسية» عن استحقاق نيابي منذ 1996. وفي حين يُنتظر أن يعلن الحريري قراره رسمياً غداً، فإن عزوفَ زعيم «المستقبل» عن انتخابات 2022 والذي تتشابك في خلفياته كل خفايا الأعوام الـ 17 الماضية بتحالفاتها وخصوماتها، بمعاركها ومهادناتها، بموجبات «الواقعية المفرطة» التي حكمتْ مراحلها الأخيرة، بخيباتها و«طعناتها» من أقربين وأبعدين، لا يمكن مقاربته إلا على أنه من «وزن» المحطات المأسوية في تاريخ السنّة في لبنان، سواء في الاغتيالات السياسية أو في حدث «7 أيار» 2008، بعد محطات الازدهار السياسي الذي عرفوه بعد اتفاق الطائف وصعود الحريرية السياسية. وبمعزل عن الاقتناع بأن الخاسرين والرابحين من انسحاب الحريري من الحال السياسية في لبنان متساوون، وأن المستفيدين من غيابه والمنزعجين إقليمياً وحتى دولياً، سيتركون تأثيراتهم من الآن وصاعداً على الواقع الداخلي، فإن أسئلةً كبرى تدافعتْ، وهي بحجم التداعيات المتعددة الاتجاه لمعطى لم يَحتسب له أحد، وربما تمنّاه البعض وعمل له آخَرون في سياق القضم الممنهج للواقع اللبناني وتوازناته. وأبرز هذه الأسئلة: هل خيار زعيم «المستقبل» هو بمثابة وضع «حجرٍ على قبر» حريريةٍ تعرّضت مع الحريري الأب كما الابن لاستهدافاتٍ في الأمن والسياسة تداخلتْ فيها الأبعاد الداخلية مع الإقليمية، ولا سيما بعدما تحرّكت «الصفائح الساخنة» في المنطقة، أم أن الأمر هو «وقت مستقطع» لمعاودة تنظيم الصفوف وترتيب الأولويات؟ وهل مقاطعة سعد الحريري بما سترتّبه على صعيد التوازنات المحلية والمعادلة السياسية ستكون تعبيراً عن واقع مأزوم للمكوّن السني الذي قد يجد نفسه للمرة الأولى أمام غياب زعاماته عن واجهة المسرح الانتخابي مع انسحاب الرئيس السابق للحكومة تمام سلام من استحقاق مايو، وكذلك الرئيس السابق فؤاد السنيورة وترجيح أن يلجأ رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الى الخيار نفسه؟ والأهمّ هل سيكون السنّة في لبنان أمام سيناريو مشابه للمقاطعة المسيحية في 1992، وهل سيُعطي الحريري لقراره أبعاداً سياسية تتصل بمجمل مكامن الخلل في الواقع اللبناني؟ وأي تأثيراتٍ لذلك ستكون على الوضع الداخلي كما على عموم الانتخابات النيابية التي بدأ البعض يروّج أنها ستكون في خطر من البوابة «الميثاقية»، بما يعكس خشية من جعْل خطوة زعيم المستقبل «شمّاعة» للراغبين في تطيير الاستحقاق النيابي و«الخائفين» منه؟

بأي حالٍ، لن يكون انسحاب الحريري المنتظَر أمراً سهلاً، بعدما تربع على عرش الساحة السنية منذ اغتيال والده.

ولن يكون سهلاً كذلك استيعاب إعلان الانسحاب تزامناً مع الذكرى 17 لجريمة 14 شباط 2005 التي ساهمت في تكوين أكبر رأي عام واسع في «14 آذار» وانسحاب الجيش السوري من لبنان. إنه زمن المفارقات غير المألوفة أن ينكفئ الحريري «موديل 2022» ويخرج من لبنان، بعدما تمكن من أن يفرض نفسه زعيماً قوياً للطائفة السنية على غرار زعماء الطوائف الأخرى. وقد لا يكون الحريري اقتصادياً وسياسياً مُحنكاً، كما بعض القيادات كالرئيس سلم الحص، أو كالرئيس صائب سلام، ولا جامعاً للعلاقات الدولية والعربية ورجل أعمال سوبر ناجح كوالده. ورغم ما منيت به زعامته من نكسات، ورغم بعض المآخذ التي سُجلت عليه، إلا أنه عَرف، وأحياناً بكاريزما وأحياناً بشد العصب، وأحياناً بصورة أو بضحكة، أو باعتدال سياسي لافت في زمن العصبيات الطائفية، كيف يكسب جمهوره ولا سيما إبان الانتخابات الماضية التي خاضها تحت شعار «الحريري موديل 2018» وارثاً تسوية رئاسية أوصلت العماد ميشال عون الى قصر بعبدا على متن شبه إجماع مسيحي فرض عليه خوض «المخاطرة الكبرى» بما عَنَتْه من إعطاء أفضلية كبيرة لـ «حزب الله» في الواقع اللبناني، وتحصين وضعيته فيها، ولو مراتٍ بأداء أثار استياء وغضب حلفاء في الداخل والخارج. وكذلك عَرف كيف يحصل على تَعاطُف جماهير أخرى، احتضنت الشاب الآتي من عالم الأعمال إلى زعامة العائلة الحريرية، بديلاً عن الابن البكر بهاء الذي يعود اليوم بقوة لا تعادل قوة سعد، لكنه بدأ يحفر له طريقاً معبدة بالمشاريع الإعلامية وضخ الأموال تمهيداً للانتخابات النيابية.

والتكهنات حول مستقبل أسرة الحريري خارج لبنان وداخله بدأت تكثر في المدة الأخيرة.

لكن الحكم على احتمال وراثة بهاء لسعد الحريري تبدو مبكرة جداً، ووراثة بيت الوسط والزعامة البيروتية والصيداوية. تداعيات قرار الحريري ستكون مؤثرة على القوى السياسية الأخرى، بقدر تأثيرها على «تيار المستقبل» والطائفة السنية. إذ يخرج الحريري كزعيم قوي في طائفته، أي أن ذلك يسحب المقولة الشهيرة عن حُكْم «الأقوياء في طوائفهم» التي تمسكت بها القوى السياسية خلال الأعوام الماضية وصولاً إلى ترشيح العماد عون رئيساً للجمهورية، وطرح المرشحين الموارنة هذه النظرية مقابل تمسك الرئيس نبيه بري كأكبر ممثلي طائفته برئاسة مجلس النواب. وجاء اختيار رؤساء الحكومات لمصطفى أديب وتعايشهم مع حسان دياب ليكسر هذه المعادلة. ولم يكن اختيار الرئيس نجيب ميقاتي، رغم ما له من نفوذ اقتصادي وشمالي، إلا كحل وسطي بين الزعامة القوية التي رفضها عون بعدما انهارت التسوية الرئاسية، وبين اختيار شخصيات لا تتمتع بالتمثيل الواسع. بخروج الحريري، تتحول الطائفة السنية إلى ساحة انتظار لزعامة قد لا تتكرر، في الوقت القريب. فالواقع السني، وبغض النظر عن أي تمايزات حصلت في «تيار المستقبل»، ما زال في غالبيته يدين بالولاء إلى قرار الحريري بالمعنى السياسي والاصطفاف إلى جانب ما أنتجته قوى «14 آذار» في مرحلة ما بعد اغتيال رفيق الحريري. ففي مواجهة ما عرف بـ«سنة 8 آذار» أي القوى السنية التي والت «حزب الله»، ومنها شخصيات سياسية في البقاع الغربي، أو شخصيات طرابلسية وعكارية، أو حتى ما عرف بـ«سرايا المقاومة»، تمكنت الحريرية السياسية من التغلب عليها، ولو أنها ارتكبت كثيراً من الأخطاء.

وانسحاب الحريري لن يعيد إلى الحياة هذه الشخصيات، على مستوى تبوؤ أي منصب قيادي أو على مستوى الزعامة، بعدما ثبت في كثير من المحطات السياسية أنها لم تستطع أن تتحول قوة جارفة. رغم أن بعض شخصياتها ظلت محتفظة بموقعها ليس نتيجة علاقتها بـ«حزب الله» بقدر إرثها العائلي والعصبيات التي تعرف بها مناطق عكار وبعض مناطق البقاع. وخروج الحريري سيكون أثره على الشخصيات الطامحة في «تيار المستقبل»، وأولها من العائلة نفسها، بين النائبة بهية الحريري ونجلها أحمد الحريري بعد خروج مستشار الحريري السابق نادر الحريري من الضوء السياسي، وبين الرئيس فؤاد السنيورة ابن المدرسة الحريرية وصانع الكثير من مواقفها السياسية «الحادة والصلبة» تجاه «حزب الله» وعون وخصوصاً بعد التسوية الرئاسية. والأثر الثاني سيكون على الطامحين من الخارجين من «المستقبل»، من شخصيات بيروتية عارضت الحريري وحاولت حفظ موقع لها، تارة في إبقاء صلات وثيقة مع «الثنائي الشيعي» وتارة في معارضته مع تقديم نفسها نموذجاً صالحاً لرئاسة الحكومة. وقد يكون النائب نهاد المشنوق واحداً من هؤلاء، والنائب فؤاد مخزومي. في حين أن النائب أسامة سعد في المقابل حجز لنفسه مكاناً مختلفاً واستعاد وجوده الطبيعي في صيدا، لا سيما منذ احتجاجات 17 تشرين الاول 2019 علماً انه أحد خصوم الحريرية السياسية، لكنه استطاع جذب جمهور شعبي أعاد له صدقيته وحضوره وإرثه العائلي الصيداوي. في المقابل، خرجت شخصيات سنية من بيت الوسط، إثر التسوية الرئاسية. هذه الشخصيات عارضت خيار الحريري وتسوياته مع «حزب الله» ومع عون، وكانت أشد معارضيه حدة، كالوزير السابق أشرف ريفي، الذي يقترب من علاقة جيدة مع «القوات اللبنانية»، أو النائبين السابقين معين المرعبي وأحمد فتفت (نجله النائب سامي فتفت ما زال عضواً في كتلة «تيار المستقبل»)، اللذين هما في صلب مشروع مناهضة «الاحتلال الإيراني» إلى جانب النائب السابق فارس سعيد، في حين يحتفظ النائب السابق مصطفى علوش بموقعه في «تيار المستقبل»، من دون التخلي عن نهجه المعارض. وأهمية هذه الشخصيات أنها حافظت على صدقيتها وموقعها منذ 14 فبراير 2005، رغم كل التغييرات السياسية المحلية والإقليمية، لكنها في الوقت نفسه، لم تتحول زعامة بالمعنى الواسع، الذي يمكّنها من تَصَدُّر القيادة السنية. في كل المشهدية السياسية السنية، سيكون لدار الفتوى موقعها ورأيها، رغم أن التأثيرات السياسية تغلب موقع الدار. لكن الانتظار الأكبر، سيكون لموقف المواقع العربية السنية إقليمياً.

تجمعاتٌ شعبية دعماً للحريري

وشهدت مناطق عدة في بيروت والبقاع تجمّعات دعماً للرئيس سعد الحريري على خلفية المعلومات عن عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة. وتداعى المؤيدون للحريري للتلاقي في محيط مقرّ إقامته في وسط بيروت.

 

استياء من قرارات مؤسسات تربوية خاصة برفع أقساطها

بيروت: «الشرق الأوسط»/23 كانون الثاني 2022

أثار قرار بعض المدارس والجامعات الخاصة برفع تكلفة التعليم، استياء أهالي الطلاب الذين وجدوا أن الزيادات «غير عادلة» على ضوء الأزمات المعيشية والمالية، في وقت لا تجد المدارس حلاً إلا بالزيادة لتغطية نفقاتها التي ارتفعت أخيراً على خلفية عرض سعر المحروقات لتوليد الكهرباء بالدولار. وطلبت بعض إدارات المدارس مبلغاً بالدولار أو ما يوازيه بالعملة الوطنية على سعر صرف السوق السوداء (حالياً نحو 23 ألف ليرة لبنانية) عن كل طالب تحت عنوان إنشاء صندوق دعم مؤقت للمعلمين على أن تدفع منه مساهمة شهرية مقدارها مائة دولار لكل معلم، علماً بأن المدارس زادت مع بداية العام الدراسي الحالي أقساط الطلاب ولو بنسب متفاوتة تختلف من مؤسسة تربوية إلى أخرى. وتؤكد رئيسة اتحاد لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة لما الطويل في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «لا أساس قانونياً لهذه الزيادات التي تطلبها إدارات المدارس والتي تصل إلى نحو 350 دولاراً نقداً لكل طالب في العام الدراسي الواحد». وتوضح أنه بحسب القانون، «يحق للمدارس عند دراسة الموازنة المدرسية أن تطلب زيادة لا تتخطى نسبة العشرة في المائة، أما ما يحصل اليوم أن المدارس تطلب هذه الزيادات من خارج الموازنة عبر تبريرات معينة كصندوق تعاضدي أو هبة أو مساعدة اجتماعية للأساتذة، ويضعونها تحت بند لا يرد في الموازنة في محاولة للالتفاف على الأهل»، وترى أنه «نظراً للوضع الاقتصادي الحالي ووفقاً للمنطق، فإن زيادة 10 في المائة قد تكون غير كافية ولكن يجب ألا تتخطى 35 في المائة»، لافتة إلى أن «المدارس حصلت على هذه النسبة مطلع العام الدراسي».

وإذ تشير الطويل إلى أن بعض المدارس تعمد إلى إجراء استبيان لأولياء الأمور للوقوف عند قدراتهم وما يستطيعون تقديمه للمحافظة على المدرسة والأساتذة والطلاب في آن معاً، تؤكد أن «الزيادات على الأقساط في بعض المدارس تتخطى الـ70 في المائة وصولاً إلى مائة في المائة وبشكل غير قانوني»، مستنكرة قيام المدارس بتحميل الأهل نتيجة تقصير الدولة. ولا يختلف الحال في الجامعات الخاصة التي شهد بعضها ارتفاعاً في الأقساط خلال الفترة الماضية، في حين رفعت بعض الجامعات أقساطها بنسبة 50 في المائة، وكان آخرها «جامعة بيروت العربية» إذ تبلغ طلابها بشكل غير رسمي رفع رسوم الساعات الدراسية إلى نحو الضعف للرسوم المطلوبة بالليرة اللبنانية (من 2700 ليرة لبنانية للدولار الواحد إلى 5000 ليرة لبنانية للدولار) تُضاف إلى دفعات فصلية لما سمته رسوماً إضافية للنفقات التشغيلية تدفع بالدولار النقدي حصراً وتتراوح بين 300 و600 دولار في الفصل بحسب الكلية والاختصاص.

ووجه بعض الطلاب نداءً عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى الطلاب وأولياء أمورهم، للاعتصام اعتراضاً يوم الاثنين. وتقول إحدى الطالبات لـ«الشرق الأوسط» إن الطلاب لم يتبلغوا موضوع الزيادات بشكل رسمي ولم ترد أي رسالة من الجامعة على الحسابات الإلكترونية، لكن «الأغلبية ليس بمقدورها الدفع وفقاً للتسعيرة الجديدة». وتشير إلى أن بعض الطلاب «يفكرون بالانتقال إلى الجامعة اللبنانية لأنها الأوفر». وتؤكد مديرة العلاقات العامة والإعلام في جامعة بيروت العربية زينة العريس حوري في حديث لـ«الشرق الأوسط» صحة خبر رفع الأقساط، موضحة أن «الجامعة صمدت خلال الفترة الماضية ولم تعمد إلى أي زيادة على الأقساط رغم الأزمة الاقتصادية، لكن الجامعة لم تعد تستطيع الاستمرار على هذا المنوال خصوصاً أن هناك الكثير من مستلزمات التعليم تدفع بالدولار النقدي في حين تتقاضى الجامعة الأقساط على سعر صرف الـ2700 ليرة لبنانية للدولار الواحد».

وتقول: «اضطررنا آسفين إلى رفع الأقساط بشكل منطقي يتناسب مع قدرة الأهل والتلاميذ لكننا نسعى بالمقابل إلى زيادة المساعدات الطلابية، وتعمل الجامعة جاهدة للحصول على هبات أكان من أصدقائها أو خريجيها لتمرير هذه المرحلة الصعبة، كما أنها ستستمر بسياسة التقسيط»، وتضيف «من غير الممكن أن نفرط بطلابنا، وخلال 62 سنة من مسيرة الجامعة لم تمنع أي طالب من إجراء امتحاناته بسبب عدم تسديده للقسط وخصوصاً في هذه الظروف الصعبة».

وتشير حوري إلى أن «رابطة الجامعات اجتمعت مع وزير التربية عباس الحلبي الأسبوع الماضي وأبلغته بأنها لم تعد تستطيع الاستمرار من دون رفع الأقساط». وعن إجبار الطلاب على دفع المبلغ المطلوب بالدولار نقداً، توضح أن «الإصرار على الدفع بالدولار النقدي سببه التزامات الجامعة التي تسددها بالعملة الصعبة»، مشيرة إلى «أننا أمام خيارين إما الاستمرار أو اللعب بمصير 10 آلاف طالب». وتنفي حوري أن تكون الأقساط قد أصبحت أعلى من الجامعات الأخرى، مشيرة إلى أنها «تتقارب في بعض الاختصاصات وهناك أرقام تؤكد هذا الموضوع، كما أن العديد من الجامعات ستقوم برفع إضافي للأقساط».

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

مسؤول إسرائيلي يكشف تفاصيل هجوم الحوثيين على أبوظبي

روسيا اليوم»/23 كانون الثاني 2022

كشف مسؤول أمني إسرائيلي رفيع تفاصيل جديدة عن هجوم الحوثيين على العاصمة الإماراتية أبو ظبي يوم الاثنين، منها أن “الإماراتيين تصدوا لثلاث مسيّرات من أصل خمسة”. ونقل موقع “المونيتور” الأميركي عن المسؤول الذي لم يكشف هويته أن “إحدى المسيّرات التي أسقطت كانت في طريقها إلى متحف اللوفر، وأخرى كانت في طريقها إلى هدف إستراتيجي آخر” لم يكشفه. وقال المسؤول الإسرائيلي: “إن الإماراتيين في صدمة. صدمة شديدة. ليسوا معتادين على التعرض لهجوم مثل هذا”، متابعًا: “رغم مقتل 3 أشخاص وتدمير عدة مخازن وقود، فقد تم تفادي وقوع كارثة أثقل بأعجوبة”. وأضاف: “الجميع يعرف أن الحوثيين ليس بمقدورهم القيام بهجوم مثل هذا لوحدهم. الجميع يعرف أن الأسلحة المستخدمة كانت إيرانية، وأنّ الأوامر صدرت من طهران”. وأردف: “ومع ذلك، مفاوضات فيينا مستمرة كالمعتاد. أنت ترى الجميع يتصرفون كالمعتاد. الإيرانيون يتجاهلون الجميع، وجرأتهم تزداد يوميا. هذا أمر لا يمكن تصوره”.

 

إيران: المحادثات النووية ستنتهي قبل آذار باتفاق

 سبوتنيك عربي/23 كانون الثاني 2022

أشار المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، عباس زاده مشكيني، الى أن محادثات إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، ستنتهي قبل نهاية آذار المقبل، وسيتم التوصل إلى اتفاق. وقال زاده مشكيني في تصريحات لموقع “خبر أنلاین” الإيراني: “ما يهمنا هو الوصول إلى نتيجة جيدة وليس الوقت الذي نصل فيه إليها، لذا نبادر وندير المحادثات على هذا الأساس”. وتابع: “الوصول إلى صفقة جيدة للجميع أمر قابل للتحقيق، على الرغم من أن الغربيين، وخاصة الأميركيين، يسعون إلى فرض صفقة سيئة علينا”، مضيفا “طهران لا تقبل بأي شكل من الأشكال، باتفاق سيء على الإطلاق”، لافتاً الى ان “الاتفاق السيئ يعني أنهم يحققون أهدافهم ولا نحقق نحن أهدافنا”.

 

إيران ترفض مقترحاً روسياً لإبرام «اتفاق مؤقت» في فيينا/واشنطن علمت به من دون أن تكترث بالخطة التي تمتد ستة أشهر... وخلافات في الفريق المفاوض الأميركي

لندن - فيينا - طهران: «الشرق الأوسط»/23 كانون الثاني 2022

سارعت وسائل إعلام رسمية في إيران، أمس، إلى نفي مناقشة أي خطة للتوصل إلى «الاتفاق المؤقت» في مباحثات فيينا، على إثر تسريب تفاصيل مقترح روسي لإيران بعلم أميركي، لإبرام صفقة تتضمن تخفيف العقوبات الأميركية مقابل بعض القيود على برنامج إيران النووي، على رأسها تجميد تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 و60 في المائة، على أن تمتد الخطة لستة أشهر قابلة للتجديد. واستمرت اجتماعات فيينا على المستويات الثنائية والمتعددة، أمس. وقالت وكالة «إيسنا» الحكومية إن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني أجرى محادثات مع وفد الترويكا الأوروبية بحضور منسق المحادثات إنريكي مورا، بموازاة عقد اجتماعات على مستوى مجموعات العمل التي تضم خبراء من الأطراف المشاركة في المحادثات الرامية لإعادة العمل ببنود الاتفاق النووي لعام 2015، وتجري الولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بسبب رفض الجانب الإيراني. وأفادت شبكة «إن بي سي نيوز» عن مسؤولين أميركيين وأحدهما مسؤول بالكونغرس، ومسؤول أميركي سابق، وأربعة أشخاص مطلعين على المناقشات في فيينا، بأن محادثات روسيا وإيران بشأن الاتفاق المؤقت قد تمت بعلم ومعرفة الولايات المتحدة، لكن مسؤولاً رفيع المستوى في إدارة بايدن، قال إنه لا تتم مناقشة «ترتيب» مؤقت بشكل جاد. وقال المسؤول: «رغم أننا لا نستطيع الحديث عن أي مناقشة قد جرت بين روسيا وإيران، فنحن على ثقة في هذه المرحلة بعدم مناقشة مثل ذلك الترتيب المؤقت بجدية». أضاف قائلاً: «فيما يتعلق باتفاق مؤقت، نحن لن نتفاوض في الصحافة أو نعلق على مزاعم محددة بشأن المفاوضات. يقوم جدولنا الزمني على تقييم فني للتقدم النووي الإيراني وليس على ساعة موقوتة». وتابع: «كنا نفضل الحديث مباشرة مع الوفد الإيراني ونعتقد أن ذلك سيكون أكثر نفعاً، لكن إيران رفضت».

اتفاق لستة أشهر

بحسب المصادر فإن مقترح الاتفاق المؤقت الذي ناقشته روسيا وإيران على هامش محادثات فيينا، تلتزم طهران بالامتناع عن تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60 في المائة والتخلص من مخزونها الحالي، ربما من خلال تصديره إلى روسيا، كما أنه سيضع قيوداً على التخصيب بنسبة 20 في المائة، وكذلك على أجهزة الطرد المركزي المتقدمة. وفي المقابل، تحصل الحكومة الإيرانية على 10 مليارات دولار من عائدات النفط المجمدة في حسابات مصرفية أجنبية في كوريا الجنوبية واليابان والعراق. وتبلغ مدة الاتفاق المقترح ستة أشهر مع وجود خيار لتمديده بعد انتهاء الشهور الستة، وفقاً لتلك المصادر.

خطة معقدة

وأشار التقرير إلى «قلق متزايد» داخل إدارة بايدن من «نفاد الوقت»، في المفاوضات بين إيران والقوى العالمية بشأن العودة للامتثال المتبادل بالاتفاق النووي لعام 2015، وإن «إيران أقرب من أي وقت مضى من امتلاك القدرة على تصنيع الأسلحة النووية». وينقل التقرير عن مسؤولين أميركيين أنه «لا تزال هناك اختلافات كبيرة» في محادثات فيينا، كما «لا يوجد متسع من الوقت قبل أن يصل برنامج إيران النووي إلى نقطة تمتلك عندها طهران مواد انشطارية كافية لتصنيع قنبلة نووية». وفي المقابل «يمكن أن يساعد التوصل إلى اتفاق مؤقت في إبطاء البرنامج النووي الإيراني ريثما يحصل المفاوضون على المزيد من الوقت للتوسط في عودة كاملة إلى اتفاق عام». إضافة إلى ذلك، يلفت التقرير إلى صعوبة «الترويج» للاتفاق المؤقت في واشنطن وطهران على حد سواء. وفي حال إصرار البيت الأبيض على أن «ترتيباً» مؤقتاً يمثل الخطوة الأولى باتجاه تجديد اتفاق عام 2015، من المرجح أن يطالب بعض الجمهوريين وبعض الديمقراطيين المعتدلين الإدارة بتقديمه إلى الكونغرس للمراجعة. ويلزم قانون تم إقراره بعد اتفاق إيران النووي لعام 2015، يجب على الكونغرس مراجعة أي اتفاق نووي جديد والموافقة عليه قبل تنفيذه، ويمنح قانون مراجعة الاتفاق النووي الإيراني الكونغرس 60 يوماً للقيام بذلك. وصف شخص مطلع على الاقتراح الروسي ذلك الاقتراح بأنه «خطوة مؤقتة» باتجاه عودة كاملة للالتزام باتفاق عام 2015، وأوضح قائلاً: «إنه ليس بديلاً، وبهذا المعنى لا يعد اتفاقاً جديداً، بل تفاهم لقطع جزء من الطريق إلى تلك النقطة». ولا يبدو أن الخلافات تقتصر على أطراف الاتفاق النووي في المحادثات، إذ كشف مصدران أميركيان عن تغير تشكيلة الفريق الأميركي المفاوض في فيينا مؤخراً، بمغادرة أحد اللاعبين الرئيسيين في الفريق، وهو ريتشارد نيفيو، الخبير المالي، والذي تلقبه وسائل الإعلام الإيرانية بـ«مهندس العقوبات»، وذلك إثر خلافات بين نيفيو والمبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي بشأن اتجاه المحادثات. وقال مسؤول في الخارجية الأميركية في بيان إن نيفيو «قدم إسهامات مهمة في الفريق الذي خدم فيه لنحو عام، وهو لا يزال يعمل في وزارة الخارجية».

طهران تغلق الباب

ورأى الخبراء ومسؤولون سابقون أن الصيغة الروسية للاتفاق المؤقت يمكن أن «تضيع الميزة التي تتمتع بها طهران في المفاوضات الأكثر شمولاً»، وتوقع هؤلاء أن تخفيفاً محدوداً للعقوبات مدمر سياسياً لحكومة إيران المتشددة الجديدة، التي صورت حسن روحاني، الرئيس الإيراني السابق، بأنه مستعد لتقديم التنازلات إلى الغرب وفشل في تحقيق منافع اقتصادية لإيران». ورداً على التفاصيل الجديدة من المباحثات التي تجري خلف الأبواب، قالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة إنها «لا تزال معارضة لعقد محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية في فيينا، وإن أهداف إيران المتضمنة تخفيف العقوبات، وعودة أميركية مضمونة إلى اتفاق عام 2015، «لن تتحقق في إطار أي اتفاق مؤقت، لذا يجب رفض مثل هذا الاقتراح». وأضافت في بيان «تسعى إيران إلى اتفاق موثوق به ودائم ومتوافق مع الوعود التي تم قطعها في خطة العمل الشاملة المشتركة، وأي اتفاق لا يطابق المعيارين المذكورين ليس مطروحاً على الأجندة بالنسبة إلينا». ورغم بيان البعثة الإيرانية، فقد جاء تأكيد رفض مقترح الاتفاق المؤقت، سريعاً من وسائل الإعلام الإيرانية؛ إذ ذكرت وكالة «تسنيم» الناطقة باسم «الحرس الثوري» أن الحكومة لن توافق على أي خطة للاتفاق المؤقت في سياق مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي. ورأت وكالة «نور نيوز» التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي أن الاتفاق المؤقت مصمم من إدارة بايدن للهروب من تنفيذ الالتزامات النووية وبنفس الوقت تسجيل إنجاز استعراضي في إطار الشعارات طرحها الديمقراطيون في الانتخابات الرئاسة 2020. وأبدت الوكالة إصراراً على تفكيك خطاب الأطراف الأخرى في المفاوضات، واتهمت «وسائل الإعلام الأميركية وبعض الخبراء الغربيين» بـ«تزييف» مسمى الاتفاق المؤقت، وقالت إن تأكيد الجانب الغربي على «نفاد الوقت» لمواصلة المباحثات «يأتي في نفس السياق». ووصفت المخاوف الغربية من محاولات إيران لتضييع الوقت في المفاوضات من أجل بلوغ العتبة النووية بأنها «كذبة كبيرة... وجزء من المشروع النفسي للأطراف الغربية في المفاوضات، لكي تجعل من هذا التصور الأميركي (...) قضية ذات مصداقية». وفي نفس الاتجاه، كتبت وكالة «إرنا» الرسمية أن «المسؤولين الإيرانيين لم يدخلوا أي نقاش حول الاتفاق المؤقت» وأضافت «إيران قادت المحادثات في الاتجاه الصحيح، والآن حان دور الولايات المتحدة لإثبات جديتها من خلال اتخاذ قرارات سياسية». ونقلت الوكالة عن مصدر مقرب من الفريق المفاوض الإيراني قوله إن «هذا الاتفاق ليس مطروحاً على جدول أعمال الجمهورية الإسلامية في إيران». وقبل عشرة أيام على إنكار مناقشة الاتفاق المؤقت، كانت الوكالة قد نقلت عن رئيس اللجنة البرلمانية للأمن القومي، والسياسة الخارجية، النائب وحيد جلال زاده أن إيران تلقت مقترحاً من الدول الكبرى على قبول «اتفاق مؤقت (مرحلي)»، موضحاً أن طهران «لم ترفق أو توافق على المقترح، وهو قيد الدراسة». والأربعاء الماضي، قال المتحدث باسم اللجنة البرلمانية، أبو الفضل عمويي إن «الاتفاق المؤقت ليس ما نريده»، لافتاً إلى أن الأفكار المطروحة في هذا الصدد «ليست جدية». أما وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، رأت في مقترح «الاتفاق المؤقت» بأنه «فخ دبلوماسي من بايدن لتحييد أدوات التفاوض الإيرانية». وقالت الوكالة إن مسمى «الاتفاق المؤقت» يأتي إلى جانب «القيود الزمنية» و«وقت الهروب النووي» و«الضرورة الملحة في المفاوضات» و«العودة المتزامنة للاتفاق» في «افتعال الأجواء النفسية على هامش المفاوضات».

تعاون مثمر

قال المفاوض الروسي، ميخائيل أوليانوف على تويتر إن «التوقيت يعتمد على المشاركين في محادثات فيينا». وأضاف «يعد التوقيت مهماً للغاية ولكن لا ينبغي أن يكون العامل الرئيسي الذي يحدد نتيجة المفاوضات حول مستقبل الاتفاق النووي». وأضاف «إذا لزم الأمر يجب على المفاوضين الإسراع في عملهم». وكان أوليانوف يعلق على تغريدة اقتبسها مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال» من تصريحات مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، أول من أمس: «تقديري هو أننا نسير في الطريق الصحيح للتوصل إلى اتفاق نهائي» مشيراً إلى تقدم «محدود» في عدد من القضايا، لكنه قال: «قلقي الأكبر يتعلق بالتوقيت أكثر من المحتوى. لديَّ شعور بأننا نسير ببطء شديد. سيكون خطأً فادحاً إذا لم نتوصل إلى حل مناسب بسبب التوقيت». وأضاف «ومع ذلك أعتقد أنه سيكون لدينا اتفاق... عاجلاً وليس آجلاً». وحض وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، نظيره الروسي، سيرغي لافروف خلال مباحثاتها الجمعة في جنيف على استخدام النفوذ الذي تتمتع به وعلاقتها مع إيران في توصيل رسالة بضرورة الإسراع في التوصل لاتفاق، لافتاً إلى الاتفاق النووي «مثال للتعاون الممكن» بين واشنطن وموسكو في «القضايا الأمنية». وكتب أوليانوف على تويتر «العلاقات الروسية - الأميركية في حالة سيئة للغاية، لكن بشأن إيران تمكنا من العمل بشكل مثمر». وكان بلينكن قد اتفق مع نظرائه الأوروبيين في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الخميس على أن الفرصة المتبقية لإنقاذ الاتفاق النووي هي مسألة أسابيع. فيما قال مصدر دبلوماسي فرنسي إنه لا يوجد تقدم بشأن المسائل الجوهرية. واحتجت صحيفة «جوان» الناطقة باسم «الحرس الثوري» أمس على إصرار الأوروبيين للإسراع بمفاوضات فيينا. ونقلت عن مصادر إيرانية مقربة من المحادثات إن «المسودة الخاصة بخطوات الإيرانية (التزامات طهران) تتقدم لكن لا يوجد هذا التقدم في المسودات الأخرى خصوصاً في المسودة الخاصة بالتزامات الأطراف الغربية في رفع العقوبات»، وقالت إن «هذا الأمر شجع الأطراف الغربية على التحدث في التسرع بالمفاوضات».

 

البحرية الأميركية تعترض سفينة من إيران تحمل أسمدة قد تستخدم في المتفجرات

المنامة: «الشرق الأوسط أونلاين»/23 كانون الثاني 2022

أعلن سلاح البحرية الأميركية، اليوم (الأحد)، اعتراض سفينة كانت تحمل 40 طناً من السماد الذي يمكن استخدامه لصناعة المتفجرات أثناء إبحارها من إيران على طريق استخدمت في الماضي لتهريب الأسلحة إلى الميليشيا الحوثية الإرهابية. وأفادت البحرية بأنها فتّشت السفينة التي تم توقيفها العام الماضي، أثناء نقلها آلاف قطع السلاح وتسليمها إلى خفر السواحل اليمني، بعد اعتراضها في المياه الدولية بخليج عمان الثلاثاء. وأفاد الأسطول الخامس الأميركي ومقرّه البحرين بأن مدمّرة صواريخ موجّهة أميركية وسفينة دورية «اعترضتا سفينة لا ترفع علم أي دولة وتمر من إيران على الطريق المستخدمة تاريخياً لنقل الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن». وأضافت أن «القوات الأميركية اكتشفت 40 طناً (36300 كلغم) من أسمدة اليوريا، وهو مركّب كيميائي للاستخدامات الزراعية يعرف بإمكانية استخدامه في تحضير المتفجرات».

 

ناشطان يُضربان عن الطعام لإطلاق سراح سجناء في إيران وسط المحادثات النووية

فيينا: «الشرق الأوسط أونلاين»/23 كانون الثاني 2022

ينظم رجلان إضراباً عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراح سجناء محتجزين في إيران، وذلك على هامش مفاوضات دولية تُعقد في فيينا لمنع الطموح النووي الإيراني. وكان الناشطان قد تعرضا سابقاً للسجن في إيران، وفقاً لما أبلغا به وكالة الأنباء الألمانية في فيينا. وقال باري روزين، والذي كان دبلوماسياً أميركياً شاباً واحتُجز خلال أزمة الرهائن الأميركيين في إيران بين عامي 1979 و1981 مع العشرات من أعضاء السفارة، أمس (السبت)، إنه دخل في إضراب عن الطعام منذ يوم (الأربعاء) الماضي. بدوره، كان نزار زكا، الذي بدأ الإضراب عن الطعام في نفس الوقت، قد اعتُقل في عام 2015 بتهمة التجسس. وقضى المواطن الأميركي اللبناني 4 أعوام في السجن. ويوجد حالياً أكثر من 10 مواطنين من دول غربية محتجزين في إيران، بمزاعم ارتكاب جرائم سياسية أو التجسس. وفي هذا السياق، يبدأ البريطاني الإيراني أنوشه عاشوري، المُحتجز في إيران، إضراباً عن الطعام اليوم (الأحد)، وفقاً لما ذكرته ابنته. والمهندس المدني المتقاعد، الذي يقترب من عيد ميلاده الـ68، محتجز في سجن «إيفين» منذ أكثر من 4 سنوات بتهمة التجسس، وهو ما ينفيه. وقالت ابنته إليكا عاشوري على «تويتر» إنه سيبدأ إضراباً عن الطعام، مشيرة إلى أنه يأمل أن يجذب هذا الاحتجاج «الانتباه العالمي إلى محنة» أولئك الذين تحتجزهم إيران ظلماً. بدوره، قال الدبلوماسي الأميركي السابق روزين لوكالة الأنباء الألمانية: «أريد أن تطلق إيران جميع الرهائن فوراً». ودعا الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا لممارسة ضغوط بشكل أقوى على طهران من أجل إعادة مواطنيها. أما زكا فقال إنه من المهم إرسال إشارة للمعتقلين بأنهم لم يذهبوا طي النسيان. وقال الدبلوماسي الأميركي روبرت مالي، عبر «تويتر» عقب اللقاء مع روزين في فيينا: «هذه الأزمة تحظى بكامل اهتمامنا». ومع ذلك، دعا روزين إلى إنهاء الإضراب عن الطعام حفاظاً على صحته. ويقيم روزين في فندق «بالاس كوبورغ» حيث تُجرى المحادثات، بينما يقيم زكا في فندق «إمبريال» مقر الوفد الأميركي. ويُذكر أن روبرت مالي وزملاءه قضوا أشهراً في محاولة إيجاد سبيل لدفع إيران وأميركا للتوقيع مجدداً على الاتفاق النووي المبرم عام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة)، والذي بموجبه وافقت أميركا وخمس دول أخرى، على رفع العقوبات عن إيران، مقابل وقف طهران برنامجها النووي. غير أن أميركا لم ترفع مطلقاً العقوبات غير النووية، وبعد ذلك سحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بلاده من الاتفاق، ما دفع إيران للبدء في انتهاك بعض بنوده. وتحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، عن «تقدم ضئيل» فقط في المفاوضات النووية، خلال زيارة إلى برلين، يوم (الخميس) الماضي.

 

وزير النفط الإيراني يطالب المواطنين بتقليل استهلاك الغاز

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/23 كانون الثاني 2022

حث وزير النفط الإيراني الشعب على الحد من استهلاك الغاز، حيث وصل الاستهلاك اليومي إلى مستوى قياسي بلغ 692 مليون متر مكعب خلال عطلة نهاية الأسبوع، حسبما أفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن التقرير أن وزير النفط جواد أوغي أعلن أن الاستهلاك المحلي والتجاري واستهلاك الصناعات غير الأساسية سجل ذروته يوم الجمعة. ونصح الوزير المستهلكين بارتداء ملابس أكثر قدرة على التدفئة وإغلاق المدافئ عند عدم التواجد في المنازل. كانت وزارة الكهرباء العراقية قد أعلنت في بيان صحافي أمس (السبت) أن منظومة الطاقة الكهربائية في البلاد لا تزال متأثرة بشكل كبير بانحسار واردات الغاز من إيران وخفض معدلاتها. مع موجة البرد التي اجتاحت إيران هذا الأسبوع، أصبح نقص الغاز الطبيعي حاداً، حسبما أفادت وسائل إعلام إيرانية. كما حذرت تركيا الأسبوع الماضي من أنها سوف تقلص إمدادات الطاقة للمصانع بعد أن أوقفت جارتها إيران تدفقات الغاز الطبيعي لمدة 10 أيام. يشير إعلان تركيا يوم الخميس عن قطع طهران لإمدادات الغاز إلى الموقف الخطير الذي تواجهه إيران في الحفاظ على دفء مواطنيها وتوفير الكهرباء.

 

إيران بصدد استعادة حقها بالتصويت في الأمم المتحدة

لندن: «الشرق الأوسط»/23 كانون الثاني 2022

أعلنت مصادر أممية أن إيران بصدد استعادة حقها بالتصويت في الأمم المتحدة بعد إفراجها الجمعة عن أكثر من 18 مليون دولار، وتحويلها إلى حساب للمنظمة الدولية في سيول. وقال أحد هذه المصادر لوكالة الصحافة الفرنسية، طالباً عدم كشف هويته، إن وصول «هذه الأموال متوقع الأحد أو الاثنين». كانت إيران فقدت في 11 يناير (كانون الثاني) حقها بالتصويت بسبب ديون كبيرة مستحقة للمنظمة. وتنص المادة 19 من ميثاق الأمم المتحدة على تعليق حق التصويت في الجمعية العامة لأي دولة يكون مبلغ متأخراتها مساوياً أو أعلى من المساهمة المستحقة عليها عن العامين المنصرمين. في 11 يناير، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنه يتعين على إيران دفع 18.4 مليون دولار لاستعادة حقها بالتصويت. وقالت طهران إنها لا تستطيع الوفاء بالحد الأدنى المطلوب لتسديد ديونها في الأمم المتحدة بسبب العقوبات الاقتصادية والمالية التي تفرضها واشنطن. وبعد مفاوضات استمرت أشهراً، مُنحت طهران إعفاءً في يونيو (حزيران) يسمح لها بدفع مستحقاتها واستعادة حق التصويت. وفي بداية يناير، أكدت الخارجية الإيرانية «التزام» طهران بـ«تسديد مساهماتها المستحقة بالكامل والإيفاء بوعدها»، لكنها لم تتمكن من التسديد «بسبب العقوبات الأميركية الجائرة وغير القانونية»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضافت، في بيان، أن «على الأمين العام للأمم المتحدة والأمانة العامة أن يأخذا بالاعتبار الظروف الخاصة للدول التي تُواجه عقوبات غير قانونية، وألا يترددا في مساعدة الدول على تسديد مستحقاتها». تبلغ موازنة التشغيل السنوية للأمم المتحدة التي تمت الموافقة عليها في ديسمبر (كانون الأول) نحو 3 مليارات دولار. وتبلغ ميزانية عمليات حفظ السلام المنفصلة، التي تمت الموافقة عليها في يونيو 6.5 مليارات دولار. والخميس، قالت مصادر حكومية في سيول إن كوريا الجنوبية تجري مشاورات مع إيران بشأن الاستخدام المقترح لأموالها المجمدة في تسديد رسوم عضويتها بالأمم المتحدة لاستعادة حقها في التصويت. ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية عن المصادر القول إن طهران تسعى للاستفادة من تلك الأموال المجمدة لمعالجة مشكلة المستحقات المتأخرة للأمم المتحدة. وقال أحد المصادر، «تجري حكومتنا مشاورات مع الحكومة الإيرانية في هذا الصدد، وتجري المشاورات ذات الصلة مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة كذلك». ووافقت الولايات المتحدة على تمكين طهران من استخدام بعض الأموال المجمدة لدى البنك الصناعي الكوري لدفع الحد الأدنى من الرسوم لتلك السنة، واستعادة حقها في التصويت.

 

البرلمان العراقي يواجه إشكالية «الثلث المعطل» وانتخاب رئيس الجمهورية يتطلَّب حضور وتصويت ثلثي النواب له

بغداد: «الشرق الأوسط»/23 كانون الثاني 2022

لا يزال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يصر على كسر القاعدة التي مضت بموجبها الحكومات العراقية السابقة، بعد أول انتخابات برلمانية عام 2005. فخلال أول 3 دورات انتخابية (2005- 2014) تشكَّلت الحكومات وفقاً لمبدأ التوافقية بين المكونات المذهبية- العرقية الثلاث (الشيعية والسنية والكردية) التي كانت عبارة عن بيوت شبه صلدة ومتماسكة إلى حد كبير. ومع أن التوافقية هي الاسم المحسَّن للمحاصصة الطائفية والعرقية، فإن ما كان يدفع بالمضي في هذا الاتجاه هو وجود كتل برلمانية متماسكة إلى حد كبير؛ خصوصاً أنها نشأت جميعاً في ظل تناحر سياسي ومذهبي حول شكل الدولة القادمة؛ خصوصاً بعد تخلي الأميركيين عن أي مقاربة صحيحة لبناء الدولة التي قضوا عليها برمتها عام 2003؛ فضلاً عن بدء أعمال العنف والمقاومة التي أشعلت منذ أوائل عام 2006 فتيل الحرب الطائفية، بعد تفجير مرقدَي سامراء. فعلى الرغم من نجاح أول حكومة (حكومة إبراهيم الجعفري) التي تشكلت في ضوء معادلة تحالف الأقوياء (الكرد والشيعة) الذين كانوا قد نجحوا في كتابة الدستور الدائم الحالي، فإنها لم تصمد طويلاً. وكان الدستور قد تمت كتابته والتصويت عليه عام 2005 بأغلبية شيعية- كردية واضحة (82 في المائة) مع رفض العرب السُّنة التصويت عليه لأسباب عديدة، في المقدمة منها إقراره الفيدرالية التي كانت مطلباً كردياً- شيعياً وقتذاك، مع رفض سني شبه مطلق لها، بينما تحولت اليوم إلى مطلب سني مرفوض من الأغلبية الشيعية. بعد تشكيل حكومة نوري المالكي الأولى (2006) استمرت البيوت المكوناتية في التماسك (التحالف الوطني الشيعي، والتحالف الكردستاني، وجبهة التوافق السنية) حتى انتخابات 2010، حين قرر العرب السُّنة تشكيل قائمة عابرة نسبياً للعرقية والمذهبية، ترأَّسها إياد علاوي (شيعي، وأحد أبرز معارضي نظام صدام حسين). وبينما بقي التحالفان الشيعي والكردستاني يحملان التسمية نفسها، قرر السنة تسمية قائمتهم الجديدة «القائمة العراقية». وفي الانتخابات حصلت على 91 مقعداً مقابل 89 لقائمة «ائتلاف دولة القانون» بزعامة نوري المالكي الذي كان رئيساً للحكومة.

لم يُسمح لـ«القائمة العراقية» بتشكيل الحكومة، بعد أن قدمت المحكمة الاتحادية تفسيراً أقصى «العراقية» من أن تمثل الأغلبية السياسية لأول مرة بعد عام 2003، حين منحت ائتلاف المالكي فرصة تشكيل الكتلة الأكبر داخل البرلمان.

خلال انتخابات 2018 تحسن الأمر قليلاً حين تشكل تحالفان عابران لأول مرة للطائفية والعرقية، وهما تحالف «البناء» الذي ضم أحزاباً شيعية وكردية وسنية، مقابل تحالف «الإصلاح» الذي ضم هو أيضاً أحزاباً شيعية وكردية وسنية. وبينما كان المفروض أن تتشكل الحكومة طبقاً لقاعدة الأغلبية السياسية، فإن اتفاق مقتدى الصدر مع هادي العامري زعيم تنظيم «بدر» أجهض تلك المحاولة؛ حيث تشكلت حكومة ضعيفة برئاسة عادل عبد المهدي سقطت بعد نحو سنة ونصف سنة، وسقط معها مئات القتلى وعشرات آلاف الجرحى، خلال التظاهرات الرافضة للنظام السياسي.

بعد محاولة إياد علاوي الفاشلة (عام 2010) الشيعي الذي تزعم قائمة سنية عابرة في تشكيل حكومة عابرة للمكونات، ومن ثم محاولة الصدر (عام 2018) في تشكيل حكومة أغلبية، تأتي محاولة الصدر الثانية اليوم لتشكيل حكومة أغلبية وطنية، مثلما يسميها هو.

وحيث يبدو عديد من مقدمات النجاح لهذه الحكومة، بعد أن تمكن الصدر من استقطاب الغالبية العظمى من العرب السنة (تحالف «تقدم وعزم») وغالبية كردية نسبية (الحزب «الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني) فإنها ستواجه بدءاً من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية إشكالية الثلث المعطل. فبينما نجح مفهوم الأغلبية في تمرير رئيس البرلمان خلال الجلسة الأولى التي لم تبت في شرعيتها المحكمة الاتحادية بعد حصوله على 200 صوت، بينما هو يحتاج فقط إلى النصف زائد واحد، أي 166 صوتاً، فإن الأمر يختلف فيما يتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية.

الباحث العراقي فرهاد علاء الدين، رئيس المجلس الاستشاري العراقي، يشرح لـ«الشرق الأوسط» مبدأ الثلث المعطل الذي قد يشل الحكومة القادمة؛ قائلاً إن «مجلس النواب لن يصوِّت على انتخاب رئيس الجمهورية من دون حضور ثلثي عدد أعضاء مجلس النواب، المكون من 329 عضواً، وهذا هو الثلث المعطل». وطبقاً لهذه الرؤية فإنه في حال بقاء أغلبية الصدر- الحلبوسي- بارزاني قائمة خلال جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقبل، وهو مرشح حزب بارزاني (هوشيار زيباري)، فإنه يحتاج ليس فقط التصويت بالجولة الأولى على ثلثي عدد أعضاء البرلمان؛ بل لا بد من أن يكون عدد الحضور خلال افتتاح الجلسة ثلثي عدد أعضاء البرلمان. ويستطرد علاء الدين قائلاً: «إذا حضر ثلثا النواب وبدأ التصويت في الجولة الأولى، ولم يحصل أحد المرشحين على ثلثي الأصوات، فسيُستبعَد المرشحان الخاسران، ويبقى اثنان فقط هما الحاصلان على أعلى الأصوات؛ حيث يفوز في الجولة الثانية من يحصل على الأغلبية البسيطة حتى لو كانت بفارق صوت واحد». ويمضي علاء الدين إلى القول إن «الثلث المعطل سوف يبقى ملازماً للبرلمان؛ حيث إنه من مجموع النواب هناك نحو 75 نائباً يمثلون الإطار التنسيقي، وهو ما يعني أن المتبقي من عدد النواب لن يزيد على 250 نائباً، وفي حال غاب 29 نائباً من الكتل الأخرى والمستقلين فلن يكون هناك نصاب الثلثين داخل البرلمان، ولن يحصل التصويت».

 

ارتفاع حصيلة الاشتباكات في محيط سجن غويران بالحسكة إلى 123 قتيلاً

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/23 كانون الثاني 2022

قتل أكثر من 120 شخصاً خلال الاشتباكات المستمرة لليوم الرابع على التوالي بين مقاتلين من تنظيم «داعش» والقوات الكردية على أثر هجوم للمتطرفين على سجن بحي غويران في الحسكة شمال شرقي سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد. وتحدّث المرصد عن مقتل 77 من عناصر تنظيم «داعش» و39 مقاتلاً كردياً وسبعة مدنيين في آخر حصيلة. وقال إن «العدد أكبر من ذلك والعدد الحقيقي غير معروف حتى اللحظة، نظراً لوجود العشرات لا يعرف مصيرهم»، إضافة إلى وجود عدد كبير من الجرحى بعضهم في حالات خطرة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

ونقل المرصد عن مصادر أن اشتباكات متقطعة لا تزال تدور في المباني المحيطة بالسجن في حي غويران، نتيجة ملاحقة العناصر الهاربين ومقاومتهم. ودفعت قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مساء أمس، بتعزيزات عسكرية كبيرة جداً إلى مدينة الحسكة. وقالت مصادر سورية في مدينة الحسكة لوكالة الأنباء الألمانية: «وصلت عربات مدرعة أميركية إلى حي غويران جنوب مدينة الحسكة والمجاور لسجن الصناعة الذي يسيطر عليه مسلحو تنظيم «داعش». كما وصلت المئات من العربات العسكرية التي تحمل مقاتلين وأسلحة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية من مناطق محافظة الحسكة». ووفقاً للمرصد فإن سجن غويران كان يضم نحو 3500 سجين من عناصر وقيادات تنظيم «داعش»، وهو أكبر سجن للتنظيم في العالم أجمع. كما يُذكر أن هذا الهجوم هو الأعنف والأضخم من نوعه منذ القضاء على تنظيم «داعش» كقوة مسيطرة على مناطق مأهولة بالسكان في مارس (آذار) من عام 2019.

 

قسد للعربية: لتركيا مصالح بخلق الفوضى داخل الأراضي الخاضعة لسيطرتنا

"قسد" تؤكد أنها تسيطر بشكل كامل على "الوضع الاستثنائي" في الحسكة.. والتحالف يقول إنه سيقوم بتأمين المعتقلين في سجن غويران الذين لم يشاركوا في الأحداث

العربية.نت/23 كانون الثاني 2022

قالت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" للعربية، مساء الأحد، إن "تركيا لديها مصالح لخلق الفوضى داخل الأراضي الخاضعة لسيطرتنا، وإنها تدعم عناصر داعش للهجوم على قواتنا".

وأضافت قسد أن قواتها أطلقت عملية لتأمين الأحياء السكنية في الحسكة، مشيرة إلى أن هناك أجندات خارجية خلف الهجوم على سجن غويران بالحسكة. وأكدت قسد للعربية أن داعش يستخدم المدنيين في حي غويران كدروع بشرية، وأن عناصر التنظيم المحتجزة داخل سجن غويران لم تفر منه، لافتتة إلى أن قواتها سيطرت على محيط سجن غويران بالحسكة. وقبيل ذلك قال قائد قوة المهام المشتركة في التحالف الدولي ضد داعش، جون برينان، الأحد، إن قواته نفذت سلسلة ضربات ضد التنظيم في سجن غويران (في الحسكة)، بعد أن نفذت عناصره عملية لتحرير سجناء تابعين له. ونقل بيان للتحالف الدولي عن برينان وصفه للعملية التي قادها داعش بأنها "محاولة يائسة"، وقال إن التنظيم "أصدر بذلك حكماً بالإعدام" على العديد من أفراده. وأضاف أن التحالف الدولي يحتفظ بالحق في الدفاع عن نفسه وعن القوات الشريكة له ضد أي تهديد، وأنه سيواصل بذل كل ما في وسعه لحماية تلك القوات. وتابع: "عندما حمل معتقلو داعش السلاح، أصبحوا يشكلون تهديداً نشطاً، ثم اشتبكوا معنا وتم قتلهم في غارات جوية لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف"، مشيراً إلى أن المعتقلين الذين لم يشاركوا في تلك العملية سيتم تأمينهم. وقال أيضاً إن التحالف واثق من أن محاولة عناصر داعش الأخيرة للهروب لن تشكل تهديداً كبيراً للعراق أو المنطقة، لكن التحالف "يحلل الوضع لتحديد" ما إذا كان عناصر داعش يخططون لأي هجمات مستقبلية على مرافق الاحتجاز الأخرى في العراق وسوريا.

داعش يستخدم القُصّر دروعاً بشرية

من جانبها أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، اليوم الأحد، أنها ستفرض حظرا كليا على منطقة الحسكة لمدة سبعة أيام، اعتبارا من يوم غد الاثنين، بغرض منع ما وصفتها بالخلايا "الإرهابية" من أي تسلل خارجي. يأتي هذا بينما أفادت وكالة هاوار الكردية، الأحد، بأن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" سيطرت بشكل كامل على ما وصفته بـ"الوضع الاستثنائي في مدينة الحسكة"، حيث سيطر عناصر من داعش على سجن غويران، ودارت اشتباكات أفضت لمقتل ما يزيد على 100 شخص. ونقلت الوكالة عن قوات سوريا الديمقراطية قولها إنها "في مرحلة متقدمة" من القضاء النهائي على المسلحين الذين هاجموا السجن. وتابعت نقلاً عن "قسد": "قواتنا سيطرت بشكل كامل على الوضع الاستثنائي الذي كان داعش يحاول الاستفادة منه للفرار"، مشيرة إلى أنه ليس بإمكان عناصر داعش المتبقين داخل أسوار السجن الفرار الآن. وأضافت أن العشرات من المسلحين "قُتلوا وأُلقي القبض عليهم خلال اليوم". كما قالت "قسد" إن "استخدام داعش للأطفال التابعين للتنظيم كدروع بشرية منعنا من اقتحام سجن غويران"، مؤكدةً أن التنظيم "يستخدم 700 قاصر كانوا يتواجدون في مراكز تأهيل تابعة للسجن كدروع بشرية". وحمّلت "قسد" تنظيم داعش مسؤولية أي ضرر للقصر داخل سجن غويران.

العراق: مخيم الهول وسجن غويران تهديد حقيقي

في سياق متصل، حذر مستشار الأمن العراقي قاسم الأعرجي من الخطر الذي يمثله مخيم الهول للاجئين وسجن غويران في سوريا، معتبراً أنهما يشكلان "تهديداً حقيقياً" للمنطقة والعالم. ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن الأعرجي، الأحد، قوله إن على المجتمع الدولي "إجبار الدول لتسلم رعاياها" من عناصر داعش ومحاكمتهم في بلدانهم. وقال الأعرجي إن العراق قاتل داعش "نيابة عن العالم" وكان سباقاً بالمطالبة بتسليمه عناصر التنظيم من العراقيين لدى قوات سوريا الديمقراطية، مشيراً إلى تسلم المئات منهم لمحاكمتهم. وأضاف "العراق حريص جدا على التعاون مع المنظمات الدولية، ولديه الخبرة في التعامل مع ملف داعش ومخيمات النازحين". والهجوم الذي يشنه تنظيم داعش على سجن غويران هو الأكبر والأعنف منذ إعلان القضاء عليه في مارس 2019 وخسارته كل مناطق سيطرته. وكان هجوم داعش على السجن الكبير في مدينة الحسكة، الذي يضم آلافا من عناصر التنظيم، بدأ ليل الخميس-الجمعة. وتحاول القوات الكردية احتواء هذا الهجوم المتواصل لليوم الرابع بدعم من قوات التحالف. ومنذ إعلان إسقاط هزيمته، يشنّ داعش بين الحين والآخر هجمات ضد أهداف حكومية وكردية في منطقة البادية المترامية الأطراف، الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرقا) عند الحدود مع العراق، وهي المنطقة التي انكفأ إليها مقاتلو التنظيم. لكن هجومه الأخير على السجن، يعد الأكبر منذ دحره، ويمثّل مرحلة جديدة في عودة ظهور التنظيم مرة أخرى.

 

واشنطن تأمر عائلات دبلوماسييها بمغادرة العاصمة الأوكرانية وسمحت واشنطن بالمغادرة "الطوعيّة" لموظّفي سفارتها هناك

دبي _ العربية.نت/23 كانون الثاني 2022

أمرت الولايات المتحدة عائلات دبلوماسيّيها في العاصمة الأوكرانيّة كييف بمغادرة البلاد "بسبب التهديد المستمرّ بعمل عسكري روسي"، وفق ما أعلنت الخارجيّة الأميركيّة الأحد. كما سمحت واشنطن بالمغادرة "الطوعيّة" لموظّفي سفارتها هناك، ممّا يزيد من التوتّرات بين روسيا والغرب بشأن الأمن الأوروبي ومن المخاوف المتعلّقة بغزو محتمل لأوكرانيا من جانب روسيا. وكشف البيت الأبيض، الأربعاء، أن الرئيس الأميركي جو بايدن التقى بفريقه للأمن القومي، بما في ذلك مستشار الأمن القومي جيك سوليفان والمستشار ستيف ريتشيتي، حيث تم بحث الأزمة الأوكرانية. وقال البيت الأبيض إن الاجتماع ركز على الإجراءات العدوانية الروسية المستمرة تجاه أوكرانيا وجهود التهدئة، إضافة إلى إجراءات الردع التي يتم تنسيقها مع حلفاء واشنطن بما في ذلك عمليات التسليم الجارية للمساعدة الأمنية لأوكرانيا. وجدد الرئيس الأميركي تهديده لروسيا بفرض عواقب وصفها بالسريعة والخطيرة على الكرملين إذا قامت روسيا بغزو أوكرانيا. وسبق وأن أوصت الإدارة الأميركية رعاياها بعدم التوجّه إلى أوكرانيا وأبلغتهم بوجود "معلومات تفيد بأن روسيا تتهيّأ لعملية عسكرية كبرى ضد أوكرانيا"، وفق ما كشفت متحدثة باسم الخارجية الأميركية في تصريح لوكالة "فرانس برس".كما قالت المتحدثة "في حال قرّرنا تعديل موقفنا بشأن وجود الدبلوماسيين الأميركيين وعائلاتهم، سيتعين على الأميركيين ألا يعوّلوا على تنظيم الحكومة عمليات إجلاء"، مضيفة: "هناك حاليا رحلات تجارية تتيح المغادرة". في موازاة ذلك، حثت بلجيكا مواطنيها على عدم السفر إلى أوكرانيا، داعية رعاياها هناك للتسجيل بالسفارة. كما قالت ألمانيا إنها وضعت خطة لإجلاء دبلوماسييها إذا تدهور الوضع هناك. يذكر أن العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة، تشهد في الآونة الأخيرة، توترا بسبب زيادة وجودها العسكري بالقرب من الحدود الروسية بذريعة حماية أوكرانيا من "تهديد روسي محتمل"، وهو ما تعتبره موسكو خرقاً للوثيقة الأساسية للعلاقات بين الجانبين. وتؤكد عدم صحة المخاوف الغربية من إعدادها لغزو أوكرانيا. يشار إلى أن القوات الأوكرانية تخوض منذ عام 2014 قتالا مع متمردين مدعومين من روسيا في منطقة دونباس، ولم تفلح اتفاقيات وقف إطلاق النار المتتالية في إعادة الهدوء إلى المنطقة. وبدأت هذه الأحداث مع خروج مسيرات في دونباس عقب الاحتجاجات العارمة التي شهدتها أوكرانيا في 2014، وسرعان ما تحولت إلى مواجهات مسلحة بين قوات انفصالية والجيش الأوكراني.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

شفيع لبنان مار شربل يشفي السيدة ندى طراد من مرض السرطان المنتشر في كل اعضاء جسمها

كنيسة مار شربل في مدينة ميسيسوغا (كندا-انتاريو-تورنتو)،تشهد أعجوبة جديدة

http://eliasbejjaninews.com/archives/105798/105798/

 الكولونيل شربل بركات/23 كانون الثاني 2022

يقيم المونسينيور جوزيف سلامة كاهن رعية ميسيسوغا ضاحية تورونتو الغربية في الثاني والعشرين من كل شهر كعادة كل اللبنانيين حول العالم قداسا للمشاركة بالصلاة التي طلبها مار شربل قديس لبنان من السيدة نهاد الشامي وقد أصبح هذا التاريخ من كل شهر موعد المؤمنين مع مار شربل.

اليوم وبالمناسبة حضرت السيدة ندى طراد بركات وهي سيدة لبنانية وأم لأربعة أولاد صبيين وأبنتين تسكن في سكاربيرو وهي الضاحية الشرقية من مدينة تورونتو الكندية وقدمت شهادتها أمام الجميع وأخبرتنا كيف شفاها القديس شربل في تشرين الماضي من مرض السرطان الذي كان انتشر في جميع أنحاء جسمها ضاربا الكبد والكليتين والرئة وحتى العظام وقد كانت بدأت بالعلاج الكيميائي في آذار من السنة الماضية 2021 حيث قال لها الطبيب صراحة بأنها ستعيش بين ستة اشهر وسنة.

جلست ندى أمام المذبح وخلفها ذخائر القديس شربل التي أنعم علينا بها ديره في عنايا لتكون رفيقة المؤمنين وملهمتهم أثناء الصلاة فكثير من اللبنانيين وغير اللبنانيين خاصة من البلاد المحيطة بلبنان مثل العراق وسوريا والأردن وفلسطين يتعمدون زيارة الكابيلا الصغيرة التي تشبه إلى حد ما كنائس لبنان العتيقة حيث يتقربون من الله طالبين شفاعة قديس عنايا الذي لا يرد طالبا ويعرف الجميع بأنه يستمع إلى صلواتهم ويتضرع إلى الله ليحدث الشفاء عن طريقه.

أمام باب تلك الكابيلا يقف تمثال القديس شربل والذي تكسوه المسابح العائدة لمن طلب شفاعته وشعر بأنها استيجبت وكلما كثرت المسابح تنزع عن أيدي التمثال لتعود فتمتلئ بعد وقت قصير لأن المؤمنين كثر والطلبات المستجابة لا تحصى.

السيدة ندى وهي خريجة جامعة تورونتو وتعمل في المدينة كانت تعيش حياتها العادية بدون أن تشعر باي مشاكل ولكنها لما أحست بنوع من الورم في رقبتها زارت الطبيب الذي أجرى لها فحوصات ظهرت بنتيجتها بأنها تعاني من سرطان الخلايا والذي كان قد انتشر في كل أنحاء جسمها وأصبح بالطور الرابع (stage four) أي أنه متقدم ولا يمكن السيطرة عليه.

بدأت السيدة بحسب راي الطبيب بالعلاج الكيميائي الذي رافقته الأوجاع المؤلمة وساءت حالتها سريعا حيث فقدت 40 كيلو من وزنها خلال أربعة اشهر ولم تعد تقوى على أي عمل لا بل صارت حياتها كلها وجع ولكن إيمانها واصرار والدتها وزوجها والأولاد على أن الله قادر على شفائها جعلها تتحمل ليس فقط العلاج ولكن السفر من سكاربيرو إلى ميسيسوغا في كل 22 من الشهر لحضور قداس وصلوات مار شربل في الكنيسة التي لم تكن قد سمعت بوجودها قبل مرضها.

لم تتقدم حالتها بعد انتهاء جلسات الكيمو وفي الفحوصات التي تمت بعدها لم تكن النتائج مرضية أيضا فقرر الطبيب ولتخفيف أوجاعها خاصة بعد أن بدأت بعض عظامها تنكسر أن يعرضها لجلسات اشعة لوقف سرعة انتشار المرض في العظم. وفي ايلول الماضي 2021 أمر الطبيب باجراء فحوصات كاملة مجددا لتقدير الحالة ومعرفة الوضع الذي وصلت له. في هذه الأثناء حضرت ابنة شقيقتها من لبنان وقد أحضرت معها من عنايا ترابا من قبر القديس وبعض الزيت المقدس الذي كانت طلبته. وقبل أن تذهب إلى المستشفى لمعرفة النتيجة وضعت السيدة ندى التراب في ماء غلته على النار وقد خرجت منه رائحة بخور أعطتها نوعا من الارتياح جعلها تشرب الماء بكل ثقة.

عندما ذهبت إلى المستشفى أعطتها المسؤولة عن النتيجة ورقة واحدة وهي كانت بالعادة تحمل تقريرا من عدد كبير من الأوراق تشرح فيه مدى الانتشار وحالة كل عضو من جسمها تعرض للمرض فتعجبت متساءلة هل هذا هو التقرير ولكنها عندما اطلعت عليه رأت بأن بجانب كل فحص يوجد كلمة Normal الرئتين طبيعي الكبد طبيعي الكليتين طبيعي العظام طبيعي. عندها عرفت بأن طبيب السماء قد فعل فعله وأنها شفيت من مرضها لذا قررت أن تذهب مع زوجها إلى لبنان قبل الثاني والعشرين من تشرين الأول لتشارك بالصلاة التي تقام في عنايا وهكذا كان فقد سافرت في 19 تشرين أول ووصلت وشاركت في الصلاة وحتى صعدت إلى الصومعة في 22 تشرين الأول ومن ثم سجلت الأعجوبة مع النسخ لكل الفحوصات قبل وبعد الشفاء وكانت الأعجوبة رقم 21 لسنة 2021.

وها هي اليوم تعود إلى كنيسة مار شربل في ميسيسوغا وتشارك في القداس الذي جرى في الثاني والعشرين من كانون الثاني وتعلن لكل الحاضرين بأنها شفيت بشفاعة القديس الكبير وتعرض بعد القداس قصتها على الحاضرين وسط دعوات الشكر لله ولقديسه مار شربل والتصفيق لها وتهنأتها بالسلامة.

فيا قديس لبنان يا مار شربل أنت القادر على كل شيء بشفاعتك عند الرب هلا تشفعت لنا ليقوم لبنان من محنته ويتوقف هذا الوباء الذي يضرب العالم ويمنعنا جميعا من التواصل والتعاون على الخير؟

فيا قديس المن عنا يا شربل صلي عنا ضويت سراجك بالمي ضوي العتم بموطنا

التلة والوادي أهلي وبلادي كلتنا منصليلك يا شربل انت منا.

ملاحظة: في اسفل صورة السيدة ندى بركات

 

أَوجعني ضميري كثيراً

الأب سيمون عساف/23 كانون الثاني/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/105795/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d8%a3%d9%8e%d9%88%d8%ac%d8%b9%d9%86%d9%8a-%d8%b6%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d9%83%d8%ab%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%8b/

“يا ليتهم شهداءَ الأَرزِ ما قُتلوا  فدى ترابِ أرضٍ أو فدى علمِ

ما قائدٌ مرَّ في يومٍ بمقبرةٍ  إِلا وكلُّ شهيدٍ صاحَ أَين دمي”

وصلتني رسالة عبر الهاتف المحمول، كما يسمُّونه، مع صورتين واحدة للسيدة رندا برِّي وواحدة للسيد ماهر ميقاتي على ما أَظنّ، قِوام أَو مضمون أَو فحوى الرسالة: خمسين مليون دولار بدل فحوصات PCR  من المطار بعملية سطو من جيوب المواطنين، فتلوَّى القلب والوجدان انصدع.

لم يشفَون من مرض الغزو القبَلي المترسِّخ في دماء عروقهم. والله يا جماعة عيب هو الأمر ومخزي، كيف أقدمتم على فعلتكم وكأنكم ابرياء والحق لكم مشروع ومباح؟ ألا تسمعون بالإفلاس في البلد والسرقات، فجئتم تؤكدون أنكم كذلك من هذا الصف المخجل؟ يا للمذلة! ماذا عسانا نقول بعد؟ نهب الحراميه على المفضوح لا عيب ولا حياء ولا شؤمة.

ومن تراه يُحاسب، والزمام في يدهم هُم الأَولياء.  والله والله أَستحي من نفسي أَن أَكتب عن مسؤولين في بلادي يتصرَّفون بسلوكيات مشينة مهينة تعيق ولا تليق. نعم إنها هتيكة وإِهانة للشعب اللبناني برُمَّته. إِلى هذا الحد بلغت بهم الوقاحة والوساخة، وما من حسيب او رقيب او قضاء يجرؤ على المساءلة. مثل سائر قضايا البلد المُعلَّقة بخصوص النيترات امُّونيوم والسرقة المُتمَّمة من الفاجر على عينك يا تاجر.

لذلك انتفضَتْ فيَّ أَخلاقي على الانحراف ونهضَتْ غيرة شفقتي على الناس الجياع  المقهورين المُعدَمين المخدوعين الفقراء، وتجاسر اندفاعي المتحمِّس لوطن يتداعى وينهار بشكل سريع أَمام عينيّ حتى الزوال والاضمحلال. من أَين لي أَن أَعتصم بالسكوت ويُذبح لبنان قدَّامي؟ يا ويلتاه من هذا الجرم القبيح وهذه المجزرة المخزية! إستحوا يا عمَّاه استحوا…

لا يمكنني أَن أُنقذ منازعاً يحشرج، وما قوارب عندي لانتشال الغريق، ولا سلطة لديَّ لأثيرها ثورة عارمة تطيح بكراسي جلاَّسٍ  جزَّارين يحكُمون ويتحكَّمون برقاب العباد وأعناقهم من دون أَن يرمش لهم جفن. أَينكم يا قديسي الأرز لا تجترحون المعجزات والخوارق والأَعاجيب؟

يا للضحايا الأبرياء تُساقون كل يوم الى المسالخ ولا تنبثون بشفة، لماذا هذا الصمت القاتل يا بني أَمي.

كان جمال باشا السفَّاح في حرب العالمية الأُولى، موجودا في صالون حلاقة يقص شعره عند حلاَّق في البلد، فسأله الحلاَّق إِلى أَي متى تدوم هذه الظلامة يا سيّد جمال؟ أَجابه الباشا لو كان أَهالي لبنان خليقين بالحياة غلبوني بل طردوني من اليوم الأول.

واليوم نحن نعاني من كابوس الغلاء ومن نهابِّي الخزينة وفساد القضاة الفاسقين وسفالتهم، الذين هم رمز الحق والعدل. ومن ماسكي مقاليد الدستور والتشريع، نراهم لصوصا “زعراناً” خونة قتلة يرقصون على أوجاع الناس ويقهقهون في مآتمهم مُطرِّبين لا يبالون بمآسي خلَّفوها وخرَّبوا كل ما في بُنيَةِ الدولة.  لم يتركوا مرافىء ومرافق وعقارات وصناديق مال ومؤسسات، يعني عوض السعي للعمار الكامل سعيٌ الى الدمار الشامل.

وأَذكّر الجميع أنه حين كان الموارنة يتمتعون بصلاحيات كان لبنان مرآة الشرق وقبلة أَنظار العالم على كل صعيد ومستوى.، والكلام للمحامية بُشرى خليل وليس لي، أَما اليوم فهو يشبه نفاوة الخمَّارات لا بل وأكثر مزبلة التاريخ مدى الأجيال.

إِنني جد متعجِّب يوم التقيت بالسيدة رندا بري في افريقيا أَبيدجان، لم أَعهدها إِلا سيدة محترمة، لذا اتساءل “شو عدا ما بدا”؟ لماذا هذا الصيت المُلطَّخ الموصوم بالعار، حتى أَبناءُ طائفتها ينحون عليها باللائمة من فجِّ وعميق!

أَما السيد ماهر ابن رئيس مجلس الوزراء صاحب الحَول والطَول، أَفٍّ له وعليه، إلم يكتفِ السيد نجيب ميقاتي بما حصل من أَموال الناس والإِسكان والخليوي، حتى جاء الوريث يستكمل الدرب من بعده على ما تبقَّى؟

لا لا لبنان القديم انتسى، ولبنان الحالي انتهى ولبنان الآتي ألله يعلم كيف صيغته ستكون. وكل ما أَعرف أَن الموارنة ارتكبوا أَخطاءً جسيمة بحق تاريخهم، فانزلق من بين أَيديهم ما اورثه لهم الأجداد والأباء والشهداء. أَجل، هذا ما سبَّب لي الوجع الناخع في العظام والتبكيت للضمير ولم يبقَ سوى المناحة والمراثي على المظلومين والمحتاجين الى عضَّة في لقمة الخبز.!!!وللحساب يوم يا أبناء  الجارية؟؟؟؟

 

المذكرة الخليجية: مواجهة إيران.. ولا تفاوض مع حزب الله

منير الربيع/المدن/23 كانون الثاني/2022  

تعود إبرة البوصلة الخليجية لتتجه نحو لبنان. صحيح أنه يحتلّ آخر الحلقات في سلّم الأولويات الخليجية، لكن زيارة وزير خارجية الكويت إلى بيروت في هذا التوقيت تنذر بتطور لافت. تأتي الزيارة في أعقاب تجديد التفاوض السعودي-الإيراني في بغداد. وعلى وقع تحقيق تقدّم في مفاوضات فيينا بين إيران وأميركا. والأهم أن هذه المفاوضات بعد انتهائها من البحث في الملف النووي، ستبحث في ملفات إقليمية ودولية. وهنا يحضر لبنان، ضمن سلة شروط خليجية أو سعودية بالدرجة الأولى.

السعودية تفاوض الدولة 

وهذه الشروط هي التي حملها وزير خارجية الكويت في لقاءاته المسؤولين اللبنانيين، فسلمهم مذكرة واضحة تتعلق بالحفاظ على الدستور والمؤسسات واتفاق الطائف، والالتزام بالقرارات الدولية ومقررات الجامعة العربية، ووقف التدخل في شؤون الدول العربية والخليجية، ووقف تهريب المخدرات، ومنع لبنان أن يكون مقراً أو مستقراً لأي عمليات استهداف سياسية أو إعلامية أو عسكرية لدول الخليج. وتقول المصادر إن الهدف من تسليم هذه الشروط عبر دولة الكويت إلى الحكومة اللبنانية، يعني استباقاً سعودياً للتطورات في المنطقة. وإبداء استعداد الرياض للتفاوض حول الملف اللبناني. ولكن السعودية تريد التفاوض مع الدولة اللبنانية حصراً، وليس مع حزب الله، كما كانت إيران تحاول تكريس حزب الله مفاوضاً في الملف اللبناني، السوري، واليمني. وهذا ما ترفضه السعودية قطعاً. وحتى لو وافقت السعودية على التفاوض مع الحوثيين في اليمن، فيستحيل أن توافق على التفاوض مع حزب الله. لذلك سلمت المذكرة الخليجية إلى الدولة اللبنانية، التي عليها البحث مع حزب الله في ما يجب إرساؤه من اتفاقات لا تمس أمن دول الخليج.

مواجهة سياسية لإيران

ومرر الوزير الكويتي موقفاً لافتاً حول الشروط التي يحملها وتمثل دول الخليج وموقف المجتمع الدولي: أي بحث في الملف اللبناني على الصعيد الإقليمي والدولي، يجب أن يكون منطلقاً من ما تحققه الحكومة اللبنانية مع حزب الله. وهذا أمر شبه مستحيل. فالحزب إياه لا يمكن أن يرضخ لما تريده الدولة اللبنانية. ومعياره الوحيد هو ما تنجح إيران في تحصيله في معاركها الميدانية والسياسية. ولا يمكن فصل هذا التطور الخليجي عن الاستحقاقات الداخلية في لبنان، لا سيما في ظل اتخاذ سعد الحريري قرار عزوفه عن الترشح في الانتخابات. وأصبح واضحاً أن من أبرز أسباب العزوف هي ضغوط خارجية، وتحديداً خليجية، لتغيير المسار السياسي في لبنان، أو لإنتاج موقف سياسي على الساحة السنية يتعلق بالاستعداد لمواجهة حزب الله وإيران سياسياً. على نحو الطرح الذي تقدم به "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني"، أو مثل السياسة التي تنتهجها القوات اللبنانية. وهذا يعني الوصول إلى نوع من التوأمة المستجدة بين شخصيات سنية والقوات اللبنانية. ما ينعكس تصعيداً سياسياً في الداخل اللبناني. فحزب الله لن يتراجع إلا إذا اقتضت الظروف الإيرانية الإقليمية والدولية ذلك.

لماذا عزف الحريري؟

ويفسر البعض خطوة الحريري بالعزوف -في مقابل الشروط الخليجية المرتفعة السقف والقاسية- بأنها تنذر بمرحلة جديدة تجدد الاصطفاف السياسي العمودي في لبنان، مع ما يعنيه ذلك من توتر سياسي، على وقع تطورات كبيرة تشهدها المنطقة. صحيح أن الغاية الدولية هي الوصول إلى تسويات وتفاهمات حول الملفات الإقليمية والدولية. لكن طريق الوصول إلى مثل هذه الاتفاقات، معبدة بالكثير من الصدامات أو الانفجارات أو التوترات التي تدفع الجميع إلى الجلوس على طاولة التفاوض.

 

مقاطعة الحريري.. ضربة قاضية للانتخابات؟

نادر حجاز/أم تي في/23 كانون الثاني/2022

بعد 17 عاماً على وراثته للزعامة السنية بعد زلزال اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، شهدت انتكاسات كثيرة أجبرته مراراً على ترك السراي الحكومي حيناً والبلد أحياناً أخرى، يبدو ان الرئيس سعد الحريري أمام تحوّل كبير في حياته السياسية وأدائه وقد اتخذ قراره بمقاطعة الانتخابات النيابية أقلّه على المستوى الشخصي بالعزوف عن الترشح. القرار سيضع تيار المستقبل أمام تحدٍ مصيري ومعه تمثيل السنّة في لبنان وما يمكن أن يصيبهم من تشتت نتيجة هذا الموقف. موقف الحريري ليس وحيداً بعد اعلان الرئيس تمام سلام عدم ترشحه، لتتجه الأنظار الى كل من الرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة واحتمال ان يكون لديهما الخيار نفسه، الأمر الذي سيضع مصير الاستحقاق الانتخابي برمته على المحك في ظل مقاطعة شريحة أساسية واسعة للانتخابات وربما افقادها ميثاقيتها التمثيلية، وعما اذا سيكون عزوف الحريري مقدمة لتطيير الانتخابات واتخاذ هذا الموقف كذريعة للتمديد للمجلس النيابي الحالي. فهل هذا الأمر ممكن دستورياً؟ وهل عزوف الحريري يفقد الانتخابات ميثاقيتها؟ اعتبر رئيس منظمة JUSTICIA الحقوقية المحامي الدكتور بول مرقص  ان "لا علاقة لعزوف او مقاطعة أحد او أكثر من التيارات السياسية للانتخابات النيابية بدستوريتها او بشرعيتها، ولا ينتقص ذلك أيضا من ميثاقيتها طالما ان جميع الناخبين من كل الطوائف لهم حرية المشاركة في الانتخابات، وعدم الترشح شأنه شأن حق الترشح محفوظ ايضاً، كذلك الأمر بموضوع الاقتراع أو عدمه من قبل الناخبين".

وأشار مرقص، في حديث لموقع mtv، الى ان "هذه الحقوق متوافرة ومحفوظة سواء بالاشتراك او بالعزوف، أي مشاركة الحق ايجاباً أو سلباً هو أمر ممكن في القانون ولا يؤثر على صحة وسلامة العملية الانتخابية طالما ليس هنالك من استبعاد او حرمان او اقصاء لشريحة بشكل متعمّد في القانون او في الادارة الانتخابية".  وعما اذا كان هناك من سبل قانونية لاتخاذ هذا القرار كحجة لتأجيل الاستحقاق، أكد مرقص ان "ذلك لا يمكن ان يُتخذ ذريعة لتأجيل الانتخابات النيابية طالما ليس هناك من حرمان لشريحة من الناخبين من الاقتراع او لأي من المرشحين من الترشح. أما سوى ذلك فيكون من باب التحجج واتخاذ الذرائع التي لا مقام لها ولا موقع في القانون والدستور". ورغم ان الرأي القانوني يؤكد أن دستوريا لا انتقاص من ميثاقية الاستحقاق، الا ان النظام التوافقي اللبناني في ظل النظام الطائفي القائم  لا يسمح لهكذا قرار بأن يمر مرور الكرام، ومثال المقاطعة المسيحية لانتخابات ١٩٩٢ وتداعياتها على الشارع المسيحي وعلى المستوى الوطني خير نموذج. وهنا أشار مرقص الى ان "هذا الأمر ينتقص من فاعلية التمثيل التي كان جاء النص عليها في وثيقة الوفاق الوطني في اتفاق الطائف، حيث ورد ان قوانين الانتخاب يجب ان تراعي فاعلية التمثيل، أي تقسيم الجغرافيا الانتخابية والدوائر الانتخابية، والنظام الانتخابي يجب ان يشرك الشرائح المختلفة في المجتمع اللبناني، لكن في الممارسة والتطبيق هذه المرة فان المقاطعة هي التي تنتقص من فاعلية التمثيل لكنها لا تجعل الانتخابات باطلة او فاقدة للشرعية". مفترق طرق خطير أمام البلد بعد قرار الحريري وما سيتركه من تداعيات كارثية، سيكون أسوأها تطيير انتخابات أيار اذا ما حصل، فهل تكون هذه الخطوة الضربة القاضية للاستحقاق؟

 

قراءة "رومانسية" لـ"تراجيديا" سياسية كتبها انكفاء الحريري

فارس خشان/النهار العربي/23 كانون الثاني/2022

كثيرة هي الزوايا التي يمكن النظر منها الى انكفاء الرئيس سعد الحريري عن خوض الانتخابات النيابية، سواء فردياً أو حزبياً.

النظرة الى هذا الحدث السياسي اللبناني المرجّح، من زاوية وجدانية وأدبية وفلسفية، تروق لي، ليس لأنّ التخلّي، يبقى، بالنسبة لي، إحدى أهم وسائل "المستضعفين السلميين" للمقاومة فحسب، بل لأنّ التعاطي مع "اليأس"، بما يقتضيه من استسلام وتسليم، يُشكّل خلطة تترك سحرها فيّ، أيضاً.

لا أنكر أنّ سياسات الرئيس سعد الحريري لم تعد، وتحديداً منذ سنة 2014، تروق لي، لتصبح، بدءاً بعام 2016، دافعاً لمعارضتها، ولكنّ قرار انكفائه عن خوض الانتخابات النيابية، وتالياً عن عدم المشاركة الفعّالة، في ما يُسمّى بالسياسة السياسية، أي بالتفاصيل والمكاسب والصفقات والأحجام، أخذني، بعيداً من التحليل السياسي "البارد"، الى زاوية رومانسية جميلة سبق أن بيّن التاريخ أنّ لها دوراً كبيراً في صناعة التحوّلات الكبرى والثورات الناجحة والمحطات اللامعة واللحظات... الدامعة.

 ليس مشهداً مألوفاً أبداً، في بلد يقف فيه الساعون الى المناصب في صفوف طويلة، حاملين أطباقاً فضية يضعون فيها "رؤوس" المبادئ المهدورة والأصدقاء المغدورة، أن ترى زعيماً "متوّجاً" يترك كلّ شيء ويهاجر إلى... الحياة الطبيعية.

"العاقلون" لديهم تفسيرات كثيرة لهذه الخطوة الحريرية، على قياس: القيادة السعودية الحالية تريده خارج الحلبة السياسية. قيادة الإمارات العربية المتحدة خيّرته بين أن يكون رجل أعمال فيها وبين أن يكون سياسياً لبنانياً. الرجل قد أفلس وليس لديه ما يخوض به الانتخابات النيابية، في وقت دخل فيه شقيقه الأكبر بهاء الذي لا يزال مليارديراً على الخط، لينافسه. الضعف الذي أصابه في شارعه يرعبه.

قد يكون كلّ ما يورده "العاقلون" من أسباب صحيحاً أو بعضه على الأقل، ولكن هذا لا يُلغي أنّ قواعد العمل الانتخابي في لبنان يمكنها، لو شاء سعد الحريري، أن تُخفّف من مفاعيل هذا السبب، هنا، وأن تُلغي مفاعيل ذاك السبب، هناك، فالحدّ الأدنى من الشعبية - وهي "خميرة انتخابية - متوافر، الأمر الذي يمكن تثميره في حملة تقوم على الشعارات الضخمة وعلى رمي مسؤولية الفشل على الآخرين، وعلى استثارة الغرائز الطائفية، وخلاف ذلك من "الأدوات" التي يعرفها الكثيرون ويعتمدونها، كما أنّ الحدّ الأدنى من العلاقات العربية والدولية المتوافر هو الآخر، قد لا يمكنه أن يقلب "النقمة" الى تأييد، ولكن يستطيع، بالتأكيد، أن يُلغي "الفيتو"، في حين أنّ الافتقار الى المال يمكن تعويضه بترشيح شخصيات ثرية تتولّى تمويل الحملة الانتخابية لزملائها غير المقتدرين.

ولكنّ سعد الحريري تجاوز كلّ ذلك، وأصرّ، على الرغم من إلحاح محازبيه، على أن يترك الزعامة ويهاجر الى "الحياة الطبيعية".

 لماذا هذا "العناد"، وفق معطيات الزاوية الرومانسية؟

لا جواب حاسماً يمكن الزعم بامتلاكه، لأنّ تفسير قرارات "التخلّي" لا يمكن توفيره بالاعتماد على سبب واحد، أو باللجوء الى معايير "العلم الدقيق"، بل يقتضي تلمّسه، على قاعدة الطهو، حيث تختلط كلّ المكوّنات المتناسقة بعضها بالبعض الآخر.

ولإنجاح هذه "الطبخة"، لا بدّ من وضع المكوّنات بعضها مع البعض الآخر.

نبدأ من الأصل.

في الأساس، أحبّ الرئيس سعد الحريري الأدوار السياسية، لكنّ العمل السياسي اليومي، لم يستهوِه يوماً.

عارفوه اكتشفوا، بعد وقت قصير، أنّ الحريري لا تنطبق عليه مواصفات "الحيوان السياسي" التي تنطبق على كثيرين غيره، ليس في صفوف خصومه ومنافسيه فقط بل حتى في أقرب المحيطين به، أيضاً.

افتقاد الحريري لهذه المواصفات، دفعه الى "تجيير" الكثير من المهام الجوهرية إلى المعاونين والمقرّبين، واضعاً فيهم كلّ ثقته، حتى صحّ فيها مصطلح "الثقة العمياء".

بعض هؤلاء استفاد من هذه الوضعية، فحوّل نفسه الى "زعيم فرعي"، وراح يتصرّف باستقلالية "شبه مطلقة"، الأمر الذي سمح له، وهو يقدّم العناوين التي تعني الحريري، أن يفيد نفسه من أدق التفاصيل.

وليس سرّاً أنّ أشخاصاً في محيط الحريري أثروا فيما كان هو يفتقر، وعقدوا صداقات عميقة فيما هو كان يخاصم، ووضعوا خطوطاً حمراء منعته، عندما ارتأى، من الذهاب بعيداً.

وعندما أتى وقت الحساب، لم يجد الحريري من يحاسبه إلّا نفسه، فهؤلاء نتاج خياراته هو، ولم يصلوا الى حيث وصلوا ولم يوصلوه إلى حيث أوصلوه، لو أنّه أعطى قيمة للشكاوى التي كانت تصله حول أدائهم وأفعالهم و"شطحاتهم".

وتحميل الرئيس نفسه مسؤولية ما قام به مرؤوسوه ميزة ونقمة في آن. هي ميزة لأنّها تجعل الرئيس يواجه نفسه، ونقمة لأنّها تُصيبه بإحباط عميق.

"الحيوان السياسي" يقطع رأس هؤلاء. سعد الحريري ليس "حيواناً سياسياً".

هذا في الأصل، أمّا في الفروع فتبرز الأهداف التي حملها الحريري، عندما دخل، في ضوء اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، الى السياسة.

ويمكن توزيع الأهداف الى عنوانين عريضين: العدالة والمشروع.

على مستوى العدالة، وضع الحريري جهداً كبيراً في كشف حقيقة اغتيال والده ومحاكمة المتورّطين، وتحمّل من أجل ذلك الكثير، مقاوِماً الترغيب هنا ومواجِهاً الترهيب هناك.

ولكنّ النتيجة التي وصل إليها لم تكن مطلقاً على قدر الجريمة، فـ"المحكمة الخاصة بلبنان" التي دفع فريق الحريري كما القوى الحليفة له ثمناً غالياً من أجل إنشائها، انتهت الى تجريم شخص واحد من "حزب الله"، وهو سليم عيّاش، وبالصورة الغيابية، وسط عجز عن اعتقاله، في تعبير عن استسلام تام، محلّي ودولي، أمام إرادة "حزب الله".

استسلام فسّره الحريري، في ضوء تأويله لتجاربه السياسية، بأنّه "تواطؤ" مع "حزب الله"، من أجل إغلاق صفحة رفيق الحريري الى الأبد، بعدما فتحتها ظروف طواها الزمن ومتغيّراته.

وليس سرّاً أن سعد الحريري قد غيّر نظرته الى الداخل والخارج، بعد عمليتي اغتيال استهدفتا أقرب المقرّبين منه: اللواء وسام الحسن (خريف 2012) وبعده الوزير السابق محمّد شطح (شتاء 2013).

هاتان العمليتان أصابتا سعد الحريري بالعمق، خصوصاً بعدما اكتشف أنّهما ستكونان أقوى من المساءلة، وهما اللتان حصلتا فيما كانت "المحكمة الخاصة بلبنان" في قمة نشاطها.

ومنذ اغتيال محمّد شطح تغيّر سعد الحريري كثيراً، كأنّه، وسط مشاعر الفجيعة، قرّر أن يوقف، باعتماد نهج "التسويات"، هذا النزف المأساوي، فكانت البداية تراجعه عن شعار "لا حكومة مع حزب الله من دون تسليم المتهمين الى المحكمة الخاصة بلبنان" لمصلحة شعار "ربط النزاع" مع "حزب الله" والدخول معاً، بالتفاهم مع "التيار الوطني الحر"، في حكومة واحدة برئاسة تمّام سلام، ومن ثم الترشيح الأوّل الذي جرى إحباطه للعماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، قبل أن يرشّحه، ثانية، بعد الانقلاب الناجح على ترشيحه "المندفع" للوزير السابق سليمان فرنجية.

منذ عام 2014، لم يعد سعد الحريري يريد أن يرى دماء أحبائه وأصدقائه وحلفائه وضمناً دماءه هو، تُسفك في صراع بلا قواعد وبلا ضوابط وبلا مساءلة، فقرّر أن يذهب الى "السياسة التقليدية" في بلد يعاني معضلات "غير تقليدية"، مجتهداً في تفسير مشروع والده، على قاعدة أنّه مشروع "حياة مرفّهة للبنانيين".

وعليه، قال للبنانيين إنّه قرّر تسخير السياسة من أجل لقمة عيشهم، ومن أجل مكافحة البطالة في صفوفهم، ومن أجل استكمال عملية إعمار بلدهم.

وكانت النتيجة أنّ أكبر ثورة تحمل مطالب اجتماعية ومعيشية عرفها لبنان، اندلعت، وهو رئيس للحكومة.

وفوراً، فضّ الحريري شراكاته السلطوية، واستقال، خلافاً لإرادة هؤلاء الشركاء، من رئاسة الحكومة، من دون أن يتقدّم لرئاسة أخرى، بمعيتهم.

وحاول، في ضوء المبادرة الفرنسية، أن يعود الى السلطة، معتقداً أن الأدوات التي افتقدها، سابقاً، سوف توفّرها له هذه المبادرة، لكنّ ظنّه خاب، فالفرنسيون، كما وجدهم، يريدون منه أن يعيد شبك الشراكات التي فضّها، بعد اندلاع "ثورة 17 أكتوبر"، ولكن بطريقة مقنّعة تحمل اسم "اختصاصيين".

لم يجد الحريري لذلك تفسيرات كثيرة. حصرها في أنّ المجتمع الدولي، من البوابة الفرنسية، ارتضى بتسليم لبنان إلى إيران.

عندما وصل الحريري الى هذا الاستنتاج، كان قد خسر كلّ شيء: ثقته بالمجتمع الدولي، ثقته بمحيطه، ثقته بحلفائه والأخطر ثقته... بنفسه!

في ضوء كل ذلك، انصبّ تفكير الحريري على جدوى استمراره في العمل السياسي، فهو مدعو الى معركة لن تُنتج أهدافاً إيجابية، حتى لو انتصر فيها. سبق أن انتصر في معركتين انتخابيتين وحاز مع حلفائه الأكثرية النيابية، ولكنّ ذلك لم يجدِ نفعاً.

وفي هذه المعركة الانتخابية التي لا يأمل شيئاً من نتائجها، مهما كانت حصيلتها، سيكون في مواجهة شقيقه الأكبر بهاء الذي يحاربه، في الميدان وفي الإعلام - وهي مواجهة كريهة - وسيكون إلى جانب حلفاء لا يثق بهم ولا يثقون به - وهذا تحالف بشع - وسيكون بحاجة الى أثرياء يدعمون لوائحه - وهذه حاجة استتباعية - وسيكون "فقيراً" يتحمّل مسؤولية فساد الآخرين - وهذا واقع مؤذٍ - وسيكون شاهداً على دماء ممنوع التعويض عليها بشيء من العدالة - وهذه قمة المآسي.

 رومانسياً، وبعيداً من التحليل السياسي الهادئ، يكتب الحريري الذي يعشق "الفن السابع"، بانكفائه، تراجيديا سياسية تصلح أن يحوّلها المتخصصون الى سيناريو لإنتاج ضخم.

 

عزوف الحريري يضع لبنان أمام مشهد انتخابي جديد/إعداد خطة لملء الفراغ وميقاتي يميل لعدم الترشُّح

محمد شقير/الشرق الأوسط/23 كانون الثاني/2022

يكتمل المشهد السياسي في الشارع السني مع استعداد الرئيس سعد الحريري للإعلان غداً الاثنين عن موقفه بعدم خوض الانتخابات النيابية المقررة في 15 مايو (أيار) المقبل، وينسحب ذلك على كتلته النيابية من دون أن يقطع الطريق على من يود من نوابه الترشح إنما على مسؤولياتهم الشخصية، وبذلك يفتقدون للغطاء السياسي من تيار «المستقبل». ومع خلو المعركة الانتخابية للمرة الأولى منذ عام 1996 من مرشحي «المستقبل»، فإن المنافسة في الشارع السني مفتوحة على كل الاحتمالات، إذا أُضيف عزوف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن الترشح في ضوء ما يتردد على لسان مصدر مسؤول في نادي رؤساء الحكومات السابقين لـ«الشرق الأوسط» بأنه على الأغلب لن يترشح، وإن كان هو الذي يتخذ القرار النهائي بهذا الشأن. ويقول المصدر نفسه إن رصد رد الفعل في الشارع السني يبقى ناقصاً قبل أن يقول الحريري كلمة الفصل للتأكد مما إذا كانت المعركة الانتخابية ستدخل في مرحلة جديدة غير تلك التي كانت قائمة قبل إعلان عزوفه عن خوضها، وإن كان الشعور بإحداثه فراغاً بدأ يتكون ولا يقتصر على جمهور التيار الأزرق بل ينسحب على سواه، وبعضهم ممن اندفعوا في تأييد الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019.

ويكشف أن رؤساء الحكومات السابقين ومعهم ميقاتي التقوا مساء أول من أمس في إطار اجتماعات مفتوحة فور عودة الحريري إلى بيروت للبحث في الوضع السياسي المستجد في ضوء قراره النأي عن خوض الانتخابات ترشحاً أو من خلال كتلته النيابية.

ويؤكد المصدر نفسه أن محاولة إقناع الحريري بالعدول عن موقفه اصطدمت بإصراره على قراره، ويُنقل عنه قوله إنه اتخذ قراره ولا مجال للعودة عنه، وسيعلنه غداً الاثنين بعد أن يستكمل مشاوراته التي بدأها بلقاءاته بأعضاء المكتب السياسي لـ«المستقبل» وهيئته التنفيذية التي تتشكل من المنسقيات في المناطق، ويرى أن هناك استعداداً لوضع ورقة عمل مشتركة لرؤساء الحكومات السابقين بالتفاهم مع ميقاتي لمواجهة مرحلة ما بعد عزوف الحريري لملء الفراغ السياسي الناجم عن غياب «المستقبل» عن البرلمان. ويقول إن لديهم إصراراً على وضع خطة عمل مشتركة، وإنما بعد أن يعلن الحريري قراره بصورة رسمية من دون انكفائهم عن الاستمرار في محاولاتهم لإقناعه بسحب عزوفه من التداول، وتحديداً من خلال تواصلهم المفتوح معه الذي يُفترض أن يستمر قبل الموعد المحدد الذي يطل فيه على اللبنانيين ومحازبيه للإدلاء بما لديه من معطيات أملت عليه الخروج من المنافسة الانتخابية.

وينقل المصدر عن الحريري أن المشاورات التي بدأها تحضيراً للموقف الذي سيعلنه غداً تزامنت مع استقباله لعدد من السفراء بناءً لرغبتهم للوقوف منه على الأسباب الكامنة وراء تمسكه بموقفه، إضافة إلى الاتصالات التي تلقاها من الخارج، ويؤكد أنه التقى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط لهذه الغاية، على أن يلتقي لاحقاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

ويؤكد أن اجتماعه ببري يأتي في ختام المشاورات التي بدأها، ويسبق الإعلان الرسمي لموقفه بعدم خوض الانتخابات الذي لن يخلو من مراجعة لأبرز المحطات السياسية التي كانت وراء اتخاذه موقفه، ويكشف أن الحريري في مداخلته التي أدلى بها أثناء ترؤسه كتلة «المستقبل» النيابية، أو خلال اجتماعه برؤساء الحكومات، حرص على تمرير لفتة إيجابية باتجاه رئيس البرلمان، واصفاً إياه بأنه الصديق الصادق الذي وقف إلى جانبه، لكنه لم يتمكن من أن يفعل شيئاً وحده. ومع أن الحريري سيعود ثانية للقاء كتلته النيابية في اجتماع يسبق إعلانه عن قراره الذي لن يغيب عنه ما لديه من خيارات سياسية يصارح بها تياره ومن خلاله اللبنانيين وبالتنسيق مع نادي رؤساء الحكومات، فإنه استبق مطالعته بقوله أمام نوابه بأنه لم يلمس من بعض شركائه في الوطن أي تجاوب لإخراج البلد من التأزم والسير به نحو الإنقاذ. وينقل أحد النواب عن الحريري قوله: «إن البعض يريد أن يتحالف معي في الانتخابات النيابية ليبادر لاحقاً إلى مساواتي بمن يعطل البلد وينضم إلى من يتهمونني بالتحالف مع هذا الطرف أو ذاك على حساب إنقاذه».

كما ينقل عنه قوله: «إننا خضنا الانتخابات النيابية في دورات سابقة وفزنا فيها، لكن أين يصير هذا الفوز طالما أن بعض شركائنا في الوطن ليسوا في وارد الانضمام إلى جهودنا لإنقاذ البلد بإعطائهم الأولوية لمشروع الدولة وتعزيز حضورها وتفعيل دورها بتحقيق الإصلاحات السياسية والإدارية، لحساب المشاريع الأخرى التي تعوق عملية الإنقاذ؟». ومع أن الحريري لم يوفر هؤلاء من انتقاداته من دون أن يسميهم، فإنه في المقابل توقف، كما يقول النائب الذي فضل عدم ذكر اسمه، أمام تعطيل مفاعيل مؤتمر «سيدر» للنهوض بلبنان من أزماته المالية والاقتصادية والاجتماعية، وأمام الأسباب التي أملت عليه الاعتذار عن تشكيل الحكومة وأبرزها رفض بعض الأطراف تشكيل حكومة إنقاذ من اختصاصيين ومستقلين ومن غير المحازبين انسجاماً مع المبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ويؤكد أن الحريري استفاض في مداخلته بالحديث عن عدم الإفادة من الفرص التي أتيحت لإنقاذ لبنان، وكيف أن بعض الأطراف أهدرتها، ويقول إنه تطرق أيضاً إلى ربط النزاع مع «حزب الله»، وكيف انقلب عليه بخرقه وآخرين لسياسة النأي بالنفس بتحييد لبنان عن الصراعات في المنطقة، ما شكل خرقاً للبيانات الوزارية التي كانت التزمت بها. وعليه، فإن رؤساء الحكومات السابقين ومعهم ميقاتي سيتفرغون لعقد اجتماعات مفتوحة فور انتهاء الحريري من تلاوة بيانه لوضع خطة لمواجهة المرحلة السياسية بعد عزوفه عن خوض الانتخابات لملء الفراغ السياسي لغياب «المستقبل» عن البرلمان، مع أن غيابه سيؤدي إلى إعادة خلط الأوراق، وهذا ما يمكن أن تأتي به الانتخابات النيابية في ضوء انصراف القوى المحلية إلى مراجعة حساباتها اقتراعاً وترشحاً وصولاً إلى التحالفات التي تسبق تركيب اللوائح.

 

معارضون يطالبون بإشراف دولي على الانتخابات النيابية

بولا أسطيح/الشرق الأوسط/23 كانون الثاني/2022

يخشى معارضون لبنانيون من تجاوزات قوى السلطة في الانتخابات النيابية المقبلة ما يدفعهم للمطالبة قبل نحو 4 أشهر على موعد الاستحقاق بإشراف دولي على العملية الانتخابية في ظل شكوك في جدوى وصلاحيات هيئة الإشراف على الانتخابات التي شكلها مجلس الوزراء عام 2018 وتأخر تشكيل هيئة جديدة لها إثر انقطاع الحكومة عن الاجتماعات لمدة 3 أشهر متواصلة. ولفت أخيراً تحذير «تحالف الإصلاح الانتخابي» المؤلف من «الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات»، و«الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية »، و«مؤسسة مهارات»، و«الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركياً» من أن «الجو العام الذي يحيط بالعملية الانتخابية يتميز بالضبابية والشلل» خصوصاً أنه لم يتم تعيين هيئة جديدة للإشراف على الاقتراع، والتي من أبرز صلاحياتها نشر الثقافة الانتخابية، ومراقبة الإنفاق الانتخابي، ومراقبة الإعلام والإعلان الانتخابيين. ويشير النائب المستقيل إلياس حنكش، عضو حزب «الكتائب» المعارض في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المطالبة بإشراف دولي على الانتخابات سببه الرئيسي عدم الثقة بهيئة الإشراف على الانتخابات كما بقوى السلطة التي تدير عملية الانتخابات خصوصاً أننا خضنا معركة في هذا المجال عام 2018 وشهدنا على تجاوزات فاضحة تبدأ بغياب الالتزامات الأخلاقية حيث إن الوزراء يفترض ألا يترشحوا ويستغلوا مناصبهم، فكان هناك مثلاً 17 وزيراً مرشحاً بينهم وزير الداخلية الذي يدير الانتخابات، من هنا مطالبتنا بجهة دولية تشرف على الانتخابات موثوق بها كالأمم المتحدة مثلاً».

وتقول النائبة المستقيلة وعضو تحالف «وطني» المعارض بولا يعقوبيان إنهم أجروا لقاءات مع وفود من الاتحاد الأوروبي زارت لبنان وطالبوهم بإشراف دولي وتوسيع المهمة التي قاموا بها في الانتخابات الماضية من خلال اعتماد فريق أوسع والقيام بمزيد من العمل، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبرز ما تمت المطالبة به أيضاً هو إقامة «ميغاسنتر» (مراكز اقتراع كبيرة تمكن الناخبين من الاقتراع في أماكن سكنهم) أقله في بيروت والمدن الكبيرة بحيث إن من شأن ذلك أن يغير بالنتائج كما أن الإشراف الدولي عندها يكون له فاعلية أكبر».

وفي الوقت الذي لم يتبلور فيه بعد موقف الكثير من الأحزاب من الدعوة لإشراف دولي على الانتخابات، يعتبر عضو تكتل «لبنان القوي» النائب آلان عون أن «لا مانع من إشراف دولي على الانتخابات وقد سبق وحصل في الانتخابات السابقة من قبل الاتحاد الأوروبي وهو سيتكرر في هذه الانتخابات»، لافتاً إلى «أننا التقينا في مجلس النواب مع بعثة الاتحاد الأوروبي التي جاءت الشهر الماضي في مهمة استطلاعية التقت خلالها المسؤولين الحكوميين أيضاً، تحضيراً لمهمة الإشراف على الانتخابات المقبلة». ويضيف عون في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «بجميع الأحوال، لا نمانع كتيار وطني حر في أي رقابة تزيد من شفافية الاستحقاق الانتخابي ونزاهته، ضمن احترام السيادة الوطنية والقوانين المرعية الإجراء».

من جهته، يرى عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبد الله في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن موضوع الإشراف الدولي «يناقش في مجلس الوزراء بالتنسيق مع وزير الداخلية المعني مباشرة بالملف... ففي حال تم اتخاذ قرار بشأنه فالطلب يجب أن يكون بشكل رسمي كما يمكن أن يحصل من خلال هيئة الإشراف على الانتخابات بحيث تستعين بخبراء دوليين بالمراقبة وهو ما كان يحصل سابقاً». ويشدد رئيس جهاز التواصل والإعلام في حزب القوات اللبنانية شارل جبور على أن «وجود مراقبين دوليين مسألة أساسية لتحصين العملية الانتخابية والدفع باتجاه مزيد من الشفافية»، موضحاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنها مسألة «لا تتعارض مع وجود هيئة إشراف محلية، فهي بالنهاية عملية تكاملية… وبكل الأحوال تسونامي الناس بالإقبال على صناديق الاقتراع لن يؤثر فيه شيء». أما قانونياً، فيشير رئيس منظمة «جوستيسيا» الحقوقية الدكتور بول مرقص إلى أنه «وفق الوضع القانوني الحالي، فإن هيئة الإشراف على الانتخابات المعينة سابقاً تستمر بعملها إلى حين تعيين هيئة إشراف جديدة، وإن كان ذلك يجعل صلاحياتها أقل فاعلية مما هي في النص علماً بأن صلاحياتها أصلاً غير كافية وهي إشرافية عامة تطال حصرًا الإنفاق والإعلام الانتخابيين». لافتاً إلى أن «وزير الداخلية لا بد أنه أعد مشروع تعيين رئيس وهيئة إشراف جديدة»، إلا أنه مشروع لا يمكن السير به في حال عدم انعقاد مجلس الوزراء. ويوضح مرقص في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك تنسيقاً بين برنامج الأمم المتحدة undp والوكالة الدولية للتنمية الدولية usaid والاتحاد الأوروبي لمتابعة موضوع الانتخابات منذ الآن باعتبار أن الأعمال التحضيرية والتمهيدية للانتخابات مهمة بمقدار أهمية العملية الانتخابية يوم الاقتراع»، مشيراً إلى أن «الإشراف على الانتخابات منظم بالقانون، ويمكن للجمعيات المحلية والهيئات الدولية أن تتقدم بطلبات لمراقبة الانتخابات خصوصاً أنه ليست هنالك إدارة مستقلة للانتخابات».

 

إيران كسرت كل المحاذير!

طارق الحميد/الشرق الأوسط/23 كانون الثاني/2022

نحن أمام بحر من التصريحات الأميركية والأوروبية حيال إيران والمفاوضات النووية في فيينا، وكذلك تجاه الحوثيين، وأضف لها التصريحات الصادرة من واشنطن تجاه الروس على خلفية الأزمة الروسية – الأوكرانية. كلها تصريحات من دون أفعال، وبلا عواقب تذكر، ولا ينتظر منها أي شيء، والأكثر أهمية، بالنسبة لمنطقتنا، أن كل محظور قد تحقق، وكل خط أحمر تم تجاوزه، وليس اليوم فقط، بل منذ عام 2011. استخدم بشار الأسد الكيماوي ضد شعبه، ولم يحدث شيء، والميليشيات الإيرانية تجوب المنطقة من لبنان إلى سوريا، وفي اليمن، وعاثت وتعيث فساداً في العراق. ميليشيات تهدم مفهوم الدولة ونسيجها الاجتماعي، ولم يفعل الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، شيئاً. وقد يقول قائل إنه لا ينتظر من واشنطن أن تخوض حروب المنطقة، وإن أولوية الإدارة الأميركية هي خدمة المواطن الأميركي، وهذا صحيح تماماً، وليس مطلوباً من الولايات المتحدة أن تخوض حرباً بالنيابة.

المطلوب بسيط جداً، وهو ألا تمنح الولايات المتحدة، أو الأوروبيون، الإيرانيين ما لا يستحقونه، ولا يملكونه. للفرنسيين مثل، لبنان ليس ملكاً لـ«حزب الله»، بل إنه محتل من قِبل الميليشيا الإيرانية. وللأميركيين أيضاً، العراق ليس ملكاً لإيران، والشيعة من أبناء العراق ولبنان، وغيرهما من الدول، هم الرافضون للنفوذ الإيراني. وسوريا ليست إيرانية، ولا دولة مجاورة لإيران، والخطأ التاريخي السياسي لا يعني واقعاً جغرافياً. وعليه، فإن المطلوب من واشنطن والغرب هو عدم التعامل مع أمن منطقتنا باستهتار، بل أن يؤخذ أمن دولنا واستقرارها على محمل الجد، ومن خلال معرفة أن الإرهاب واحد، سواء كان سنياً أو شيعياً.

«القاعدة» و«داعش» لا يقلان خطراً عن «حزب الله» أو «عصائب أهل الحق» والميليشيات الإيرانية المنتشرة بسوريا، أو الحوثيين، فكل منهم وجهان لعملة واحدة، عناصر وقيادة. والمطلوب هو عدم التساهل في المفاوضات مع إيران، وحصرها فقط بالملف النووي، وإنما منع إيران من تمويل وتسليح الإرهاب والميليشيات في المنطقة. وأن يكون هناك تنسيق جاد لضرب أذرع إيران بالمنطقة، فلا مفاوضات جادة من دون عصا وجزرة. ولا يمكن إعادة فرز العدو بالنسبة لأميركا، أي الصين، أو مجابهة الروس، وتجاهل النظام الإيراني المخرب والممول للإرهاب والإرهابيين. ولا يمكن القول إن المنطقة ودولها لم تتغير، وإن واشنطن لا تكترث لحماية «تقليديين»، فهذا غير صحيح، حيث لدينا محور اعتدال عربي حقيقي يبحث عن سبل الحياة، وليس الحروب والدمار كالنموذج الإيراني. والدليل أن الخلل في واشنطن، مثلاً، التجاهل الأميركي لحليفتهم إسرائيل، ومواقفها من العدوان الإيراني في المنطقة. إسرائيل، مثلاً، تعلن صراحة أنها غير ملزمة بما ينتج عن فيينا، وترى أنها بوصلة التأمين ضد امتلاك إيران للسلاح النووي. ولذا، فإن التصريحات الأميركية ما هي إلا محاولة لتدوير الأزمات، ومنها تصريحات الرئيس بايدن عن إمكانية إعادة الحوثيين إلى قوائم الإرهاب، والحقيقة أن شطبهم كان خطأ، والتأخر في إعادتهم للقائمة خطأ، والتساهل ضد إيران خطأ أكبر.

ملخص القول: على الدول أن تتصرف كدول، وما بالك إذا كانت الدولة بحجم الولايات المتحدة، وقوتها!

 

الإمارات والحوثي... النجاحات الدولية

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/23 كانون الثاني/2022

لا يشعر المواطن والمقيم في السعودية والإمارات بأن الدولتين تخوضان حرباً في اليمن لأسباب أهمها قوة الدولتين وقوة التحالف الذي يربطهما، والانتصارات العسكرية مسبوقة دائماً بانتصارات سياسية واقتصادية تشهد بها التنمية الاستثنائية التي تشهدها الدولتان.

هجوم «الحوثي» على الإمارات غبي، ولكنه متوقع، واتضح من تعامل الإمارات معه أنها كانت مستعدة تماماً لمثله، فاستيعاب الهجوم والتعامل معه تم بشكل سريع واحترافي، وتلاه العمل السياسي والدبلوماسي الواسع والمؤثر، وسيتلوه العمل العسكري ضمن «التحالف العربي» بلغة لا يبدو أن الحوثي يفهم سواها.

تفاصيل العمل الاحترافي السريع في التعامل مع الهجوم منشورة، وقد نجحت الإمارات في استصدار إدانة «بالإجماع» من مجلس الأمن الدولي بأعضائه الخمسة عشر لهجوم الحوثي «الإرهابي» وبأشد العبارات، والنجاح في استصدار القرار بالإجماع وبأوضح العبارات نجاح دبلوماسي وسياسي، وسيعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعاً الأحد لإدانة مماثلة، وسيل الإدانات مستمر من الدول والمنظمات والرموز، خليجياً وعربياً وإقليمياً ودولياً، والحروب تكسب بالعقول قبل «القوة الخشنة». السعودية كانت أقوى الدول في دعم الموقف الإماراتي وذلك لأسباب عملية واضحة، فالسعودية هي الدولة الأكثر تضرراً من عمليات «ميليشيا الحوثي» الإرهابية، والإمارات هي حليفتها الأقوى في المنطقة وفي مواجهة الأزمة في اليمن تحديداً لا سياسياً واقتصادياً فحسب، بل وعسكرياً، والتحالف السعودي - الإماراتي المظفر هو الذي حصد كل نجاحات الدول العربية في العقد الماضي.

لا يفهم السياسة من يحسب أن «التحالفات» علامة لضعف الدول، أو من يفتش عن الخلافات ليضرب التحالفات، وهؤلاء - بقصد أو بدونه - لا يخدمون إلا أجندة الحوثي والنظام الإيراني وحلفائهما المؤدلجين في المنطقة، ونائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان كتب عبر حسابه في موقع «تويتر» قائلاً: «يمثل اعتداء الميليشيات الحوثية اليوم على المملكة والإمارات العربية المتحدة الشقيقة تهديداً لأمن دولنا والمنطقة بأكملها. والمسارات واضحة أمام ميليشيا الحوثي، واختارت مساراً تصعيديا وستتحمل منفردة نتيجة عبثها بمستقبل اليمن، وتعنتها واعتداءاتها على دول الجوار».

«عدالة القضية» وقوة المصالح والعلاقات، وعمق التحالف السعودي - الإماراتي، كل ذلك كان سبباً مباشراً لأن تتفق أميركا مع الصين وروسيا في مجلس الأمن لإدانة الاعتداءات الحوثية، والنتيجة الطبيعية بعد هذا هي إعادة تصنيف «ميليشيا الحوثي» إرهابية بعد الخطأ التاريخي بإلغاء هذا التصنيف.

ردود فعل الدول ليست عاطفيةً ولا انفعاليةً، ولكنها تأتي مُحكمة التخطيط واستراتيجية التأثير، وهو ما سيجري في اليمن في المرحلة المقبلة بحيث ستكتشف هذه «الميليشيا» الإرهابية أنها تمادت كثيراً في خدمة أجندة النظام الإيراني ضد مصالح اليمن وشعبه وضد مصالح «الميليشيا» نفسها، ومن فقد قراره أصبح تابعاً صغيراً ينفذ أجندة الأعداء الكبار حتى وإن أضرت به. أحد دوافع «ميليشيا الحوثي» للهجوم على أبوظبي هو النجاحات التي تحققت على الأرض في عملية «حرية اليمن السعيد» التي أطلقها «التحالف العربي»، ونجاحات «ألوية العمالقة» وهو هجوم يدل على «الغباء» و«الحمق» بالمعنى السياسي العملي لا بمعنى الهجاء، وبالتالي فهذه النجاحات ستتضاعف وسيحميها ويدعمها ويعززها «التحالف العربي» ويمنع أي محاولات لطعنها في الظهر.

الطائفية مرفوضة كمنهج وفكر ورؤية، وهي سلاح النظام الإيراني في نشر «استقرار الفوضى» في الدول العربية، ولكن «الطائفية» هي كل ما يصنعه الحوثي في اليمن، فهي معطى واقعي يجب فهمه والتعامل معه لا بالانسياق خلف طائفية مضادة، بل بحسن إدارة الصراع، و«سلفيو» اليمن يعرفون «الحوثي» جيداً ولا تربطهم به أي مشتركات «أصولية» أو «آيديولوجية» تعوق مواجهته أو تفرض حسابات سياسية مختلفة على المعارك الساخنة.

الإمارات والسعودية تؤكدان على الدوام حقهما المشروع في «الدفاع عن النفس» و«رد العدوان»، وبخاصة بعدما تأكد العالم أجمع أن هذه الميليشيا الإرهابية فاقدة للبوصلة ورافضة لكل الحلول والمبادرات السياسية وأنها تستغل كل المبادرات والاتفاقات الدولية لممارسة مزيد من العدوان على الشعب اليمني وعلى دول الجوار في السعودية والإمارات وعلى الملاحة الدولية وعلى السلم والأمن الدوليين. الدعم العسكري بالسلاح والصواريخ والمسيّرات وبالتدريب والتخطيط والعمليات يأتي غالبه عن طريق البحر وموانئ البحر الأحمر تحديداً، وعمليات «القرصنة» الحوثية تأتي من نفس الموانئ، و«اتفاق استوكهولم» بدل أن يكون حلاً شكل غطاء لاستمرار جرائم الحوثي وما لم تتم السيطرة على الموانئ اليمنية بشكل كامل من قبل «الشرعية اليمنية» و«الدولة اليمنية» فإن مسلسل الاختطاف الحوثي والجرائم الحوثية سيستمر.

اضطراب المواقف الغربية في التعامل مع «ميليشيا الحوثي» سببه الاضطراب في التعامل مع النظام الإيراني، وتفاني الدول الغربية في استجداء إيران العودة إلى الاتفاق النووي في فيينا شجع إيران على التمادي في سياساتها العدائية ضد الدول العربية، ويخطئ صانع القرار الغربي كثيراً حين يحسب أن الدول العربية لن تدافع عن نفسها وشعوبها ومصالحها بشتى الطرق والأساليب، ولن تنتظر أحداً لتحمي سيادتها واستقرارها ومستقبلها. الإدانات الغربية للاستراتيجية الإيرانية العدائية في المنطقة لا تجدي كثيراً، وبخاصة مع موجة «الاسترضاء» التي تتبعها الدول الغربية تجاه إيران، والتعامل الغربي مع «حزب الله» اللبناني هو خير نموذج، فالمماطلة في تصنيفه إرهابياً والبطء الشديد في ذلك مكن هذا الحزب من إفشال الدولة اللبنانية وتحويل لبنان الدولة إلى مصدر مهم لتصدير الثورة الإيرانية على كافة المستويات، ولن تسمح السعودية ولا الإمارات بتحويل اليمن الشقيق والمجاور إلى نقطة انطلاق للاستراتيجية الإيرانية التوسعية والتخريبية في دول الخليج العربي. بيان مجلس الأمن الدولي وبالنص: «يشدد على أهمية تحقيق العدالة بمن خطط وموّل ودعم وأقدم على هذه الأفعال الإرهابية الشنيعة، ويطالب مجلس الأمن جميع الدول، وفقاً لالتزاماتها الدولية، على التعاون مع دولة الإمارات لمعاقبة الجناة» والإدانة شاملة للهجوم على أبوظبي و«مناطق أخرى في السعودية» بحسب نص البيان، وهذا مرتكز دولي جديد للتعامل مع تجاوزات الحوثي الخارجة لا عن القوانين الدولية فحسب، بل وعن العقل والمنطق. أخيراً، فالحشد الدولي الواسع لإدانة الاعتداءات الحوثية على الإمارات والسعودية يشكل نجاحاً مهماً لدعم جهود الدولتين في إنهاء الأزمة في اليمن واستعادة الدولة اليمنية وضم الشعب اليمني لمنظومة مجلس التعاون الخليجي لينعم بما ينعم به أشقاؤه الخليجيون من استقرار ورفاه.

 

مسيرة طويلة ومكلفة تنتهي حيث بدأ أحمد جبريل

حازم صاغية/الشرق الأوسط/23 كانون الثاني/2022

قد يباشر الرئيس السوريّ بشّار الأسد، في أيّة لحظة، تحرير فلسطين. هذا هو الانطباع الذي يخلقه الإجماع الفلسطينيّ الحاليّ عليه. المعتدل والمتطرّف. الإسلاميّ والعلمانيّ. اليساريّ واليمينيّ. كلّهم متّفقون على الأسد وخدماته الجليلة لـ «القضيّة»، وضرورة الاقتراب منه أو الاندماج فيه.

ما كان ينبغي قطع هذه المسيرة الطويلة المليئة بالدماء والأشلاء والتضحيات والنقاشات والانشقاقات للوصول إلى النقطة التي بدأ منها أحمد جبريل. مؤخّراً زار دمشق أمين سرّ اللجنة المركزيّة لحركة «فتح» جبريل الرجوب، فأعلن أنّ الرئيس الفلسطينيّ محمود عبّاس سيزور سوريّا قريباً. رجّوب قال أيضاً في مؤتمر صحافيّ عقده هناك إنّ «زيارته والوفد المرافق له ستشكّل انطلاقة حقيقيّة لصياغة الوضع الفلسطينيّ، في ظلّ تصعيد الاحتلال الإسرائيليّ غير المسبوق لإنهاء القضيّة الفلسطينيّة». وفي مناسبة أخرى اعتبر أنّ وجود سوريّا خارج الجامعة العربيّة «عار على العرب، لا سيّما أنّها دولة مؤسّسة للجامعة العربيّة ويجب أن تستعيد عضويّتها». في موازاة ذلك، حرص المقرّبون من سلطة رام الله على التذكير بـ «دور لافت لعبّاس، ضمن جهود عربيّة، في السنوات الأخيرة، لإعادة دمشق إلى الجامعة»، وبأنّ الرسائل المتبادلة بين عبّاس والأسد لم تنقطع «إبّان الأزمة السوريّة»، فيما ذُكر أنّ السلطة الفلسطينيّة رفضت دائماً «المشاركة في عزل النظام السوريّ». وكان عبّاس في 2014 أرسل للرئيس السوريّ برقية ذاعت يومذاك، مهنّئاً إيّاه بتجديد انتخابه رئيساً، وواصفاً انتخابه بأنّه «يجسّد الحفاظ على وحدة سوريّا وسيادتها، ويسهم في خروجها من أزمتها الحاليّة في مواجهة الإرهاب». حينذاك لم يكن انقضى سوى أشهر قليلة على مجزرة الكيماويّ في الغوطة الشرقيّة، حيث قُتل 1500 شخص، وأصيب أكثر من 11 ألفاً. هذا عن «المعتدلين العلمانيّين»، أمّا «المتطرّفون الإسلاميّون» فقصّتهم أشدّ تشويقاً.

في 2014، وبالتوازي مع أنباء حول وساطة إيرانيّة بين دمشق وحركة «حماس»، رأى خالد قدّومي، ممثّل «حماس» في طهران، أنّ سوريّا في عهد بشّار الأسد كانت ملجأ للمقاومين الفلسطينيّين. ثمّ في 2015 أطلق خالد مشعل، رئيس المكتب السياسيّ يومذاك، تصريحات تعلن عودة الابن الضالّ إلى كنف الأب الغفور. في تلك التصريحات دعا «الجماعات التي تقاتل في سوريّا إلى أن توجّه البندقيّة إلى فلسطين». في 2018، وصف اسماعيل هنيّة، وكان قد حلّ محلّ مشعل في رئاسة المكتب السياسيّ، ما جرى في سوريّا بـ «الفتنة» التي تحوّلت «إلى تصفية حسابات دوليّة وإقليميّة». فحين ذكّره صحافيّ وكالة «سبوتنيك» الروسيّة بمواقف سابقة مختلفة، لفتَه هنيّة إلى «أنّ ما نُسب إليه حول دعم الثورة السوريّة غير دقيق»، مؤكّداً أنّ حركته «لم تكن يوماً في حالة عداء مع النظام السوريّ، الذي وقف إلى جانبنا في محطّات مهمّة وقدم لنا الكثير».

وبدوره تمنّى يحيى السنوار، قائد الحركة، «أن تتفكّك الأزمة الداخليّة في سوريّا»، وأن يُفتح الباب لـ «ترميم علاقاتنا». وكان قد سبق لأحد قياديّي الحركة، موسى أبو مرزوق، أن أفتى في تصريح أكسبته غرابتُه شهرةً واسعة، بأنّ «النقطة الأولى على جدول أعمال مؤتمر الحوار الفلسطينيّ هي منع تصنيف (حزب الله) كمنظّمة إرهابيّة». لكنْ بعد حرب غزّة في العام الماضي، تبرّع قادة في «حماس» بشكر الأسد وإيران على مواقفهما الداعمة للحركة، وأشاد أحد قياديّيها، أسامة حمدان، بموقف بشّار، «لدعمه ومساندته المقاومة الفلسطينيّة».

أمّا «حركة الجهاد الإسلاميّ» التي تتّخذ من العاصمة السوريّة مقرّاً لها، ففيها تقيم احتفالاتها بكلّ ذكرى سنويّة لانطلاقها، وفي دمشق كانت قد شيّعت، قبل عامين، أحد أبرز قادتها رمضان شلّح. ويُعَدّ الأمين العامّ الحاليّ للحركة، زياد نخالة، أحد الوجوه الاجتماعيّة البارزة هناك. فلئن شاب علاقةَ «حماس» بدمشق بعضُ التوتّر خلال 2011 - 2014، فهذا ما لم تتعرّض له أصلاً علاقة «الجهاد»، الأوثق صلة بطهران، بالنظام السوريّ. هكذا وقف «المؤمنون الإسلاميّون»، فماذا عن «الملاحدة الماركسيّين»؟ تشكّل دمشق مقرّ الجبهتين «الشعبيّة» (حبش – سعدات) و«الشعبيّة الديمقراطيّة» (حواتمة) «لتحرير فلسطين» طبعاً. أبو أحمد فؤاد، نائب الأمين العامّ لـ «الشعبيّة»، لم يَفُتْه التأكيد، في مايو (أيّار) الماضي، على عبارة نسبها للأسد من أنّ «أبواب سوريّا مفتوحة لكلّ فصائل المقاومة بغضّ النظر عن تسمياتها». صدر هذا الكلام بعد مشاركته في لقاء بين الأسد و«الفصائل الفلسطينيّة». ومنذ 2013 أفادتنا ليلى خالد، عضو المكتب السياسيّ في «الشعبيّة»، والتي استحقّت موقعها بسبب تمكّنها من خطف الطائرات، أنّها «مع مطالب الشعوب في الديمقراطيّة والحرّيّة»، لكنّ «ما جرى في سوريّا ليس كما جرى في أيّ بلد آخر». وهي لئن اعترفت بأنّ النظام ربّما أخطأ في البداية، ما لبثت أن توقّفت عند «مخطّط لإنهاء سورّيا، وليس النظام، مثلما فعلوا في العراق لكنْ بأدوات محليّة»، مضيفة بميلودراميّة يقشعر لها البدن: «وعندما تتعرّض سوريّا لهذه الهجمة غير المبرّرة، والتي تستهدف إنهاءها كدور وكشعب وكوطن، لا، نحن مع سوريّا، وضدّ كلّ هذا الإرهاب الآتي من الخارج، والذي جاء ينهي مخيّماتنا». بالطبع لم يكن مخيّم اليرموك في حسابها.

أمّا الأثر الخالد نايف حواتمة فأرسل، العام الماضي، برقيّة إلى الرئيس السوريّ لتهنئته بإعادة «انتخابه» لولاية رئاسيّة رابعة، مؤكّداً «وقوفَ الشعب الفلسطينيّ إلى جانب الشعب العربيّ السوريّ، في مسيرته لاستعادة وحدة بلاده، وكلّ شبر منها، ووحدة مؤسّساته الرسميّة وصون وحدة جيشه، وإسقاط المشاريع والخطط كافّةً، التي تستهدف سيادة سوريّا واستقلالها ودورها الإقليميّ». الآخرون، كـ «الصاعقة» و«القيادة العامّة» و«النضال الفلسطينيّ»، لا ينبغي أن يطويهم النسيان. صحيحٌ أنّهم «الفراطة» في عاميّة اللبنانيّين، أو «الفكّة» في عاميّة المصريّين، وأنّهم صُنعوا أصلاً ممّا نفخه الأسدان، الأب والابن، في ترابهم فصاروا أجساداً وأسماء. لكنّهم، مع هذا أو بسببه، يحتفظون بحقّ الريادة والأسبقيّة في سياسات القضيّة والتحرير. إنّهم مراجع التقليد.

 

«جردة حساب» عربية ـ أميركية... انطلاقاً من اليمن

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/23 كانون الثاني/2022

طمأننا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن إعادة اعتبار الحوثيين جماعة إرهابية مسألة «قيد الدرس» في أعقاب استهدافها مطار أبوظبي. هذه خطوة في الاتجاه الصحيح، مع أن رفع الإدارة الديمقراطية الجديدة في واشنطن الانقلابيين الحوثيين عن قائمة الإرهاب، بعد فترة قصيرة من تسلّمها السلطة، جاء منسجماً مع سلسلة مواقف وقناعات عند الديمقراطيين تجاه إيران وأتباعها من العرب منذ سنين. وبعيداً عن لياقات الدبلوماسية ولباقة عباراتها، كانت معظم تحركات واشنطن ومواقفها الفعلية – تحت الإدارات الجمهورية والديمقراطية – منذ 2003 تقوم على اعتبار طهران جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة. ولئن كان بول بريمر، (حاكم العراق العسكري بعد الغزو فالاحتلال)، قد تباهى بإنهائه الحكم السني للعراق بعد أكثر من ألف سنة، فإن المنطقة العربية تعيش اليوم واقع «تقبّل» واشنطن التمدد الإيراني غرباً باتجاه البحر المتوسط وجنوباً باتجاه اليمن والبحر الأحمر، ناهيك من عملها على تحويل الخليج إلى «بحيرة فارسية»... ومباركتها الضمنية استحواذ أتباع إيران على العراق وسوريا ولبنان وشمال اليمن وغزة. لا ندري بالضبط منذ متى بدأ «درس» قرار رفع الحوثيين عن قائمة الإرهاب، وما هي حيثياته أو مبرّراته، لكن ما هو منطقي في سياق تلاحق الأحداث، ما يلي:

1 - داخل الحزب الديمقراطي، وكذلك داخل «لوبيات» واشنطن و«مراكزها البحثية والاستخباراتية»، يوجد تيار معاد تلقائياً لدول مجلس التعاون الخليجي – وتحديداً، المملكة العربية السعودية – من دون أن يكون بالضرورة حليفاً للنظام الإيراني. وهذا العداء التلقائي يدفع على الدوام إلى سوء الظن بالنيات الخليجية من ناحية، وتجاهل وجود أي نيات عدوانية مبيّتة في الطرف المقابل، وفي حالة اليمن... النظام الإيراني.

2 - ينشط في واشنطن وعواصم القرار الغربية «لوبي» إيراني منظم، قد لا يكون من الناحية التنظيمية جزءاً من أصابع المنظومة الإعلامية والأمنية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، لكنه لاعتبارات قومية ووطنية يبقى حريصاً على مكانة إيران «القيادية» على مستوى الشرق الأوسط. وعليه، فهو لا يمانع – ولو مرحلياً على الأقل – بأن يقطف الملالي وحرسهم الثوري الثمرة على حساب منافسي إيران الإقليميين.

3 - لا تكترث شبكات المصالح المالية الأميركية كثيراً بـ«الصداقات» التقليدية ورومانسياتها، وهي على استعداد دائماً لابتزاز الحليف قبل الصديق. وهذا ما رأيناه ونراه غير مرة في علاقات واشنطن حتى بـ«حليفاتها» الأوروبيات والأطلسيات.

4 - أكثر من طبيعي أن حسابات الولايات المتحدة بوصفها «قوة عظمى»، تجاه تفاصيل القضايا المحلية والإقليمية، تختلف جوهرياً عن الحسابات الخاصة بكل دولة معنية بهذه القضايا مباشرة. ومن هذا المنطلق، وحتى إذا سلمنا بسلامة نيات واشنطن إزاء التعامل الخليجي مع الملف اليمني، نجد تيارات عديدة في العاصمة الأميركية ترى في المواجهة الخليجية للانقلاب الحوثي «هجوماً عدوانياً» لا إجراءً دفاعياً - كما هو حقاً - يرفد قرارات الشرعية الدولية، ويتصدّى لحالة عدوانية تتباهى بها طهران علانية وبلا مواربة في ظل ارتباط الحوثيين العضوي بالمخطط التوسعي الإيراني.

5 - ورثت إدارة جو بايدن الحالية «طاقمها الشرق أوسطي» شبه كامل من إدارة باراك أوباما. ومعلوم أن إدارة أوباما اعتمدت «مفاهيم» جديدة في تعاملاتها مع قضايا الشرق الأوسط... من إيران إلى إسرائيل، مروراً بالإسلام السياسي وغيره من المسائل البنيوية اقتصادياً وسياسياً وأمنياً. وواكبت هذه «المفاهيم» تطوّر «التحديين» الروسي والصيني في المنطقة، وتسريع طهران وتيرة «احتلالاتها» على امتداد المنطقة، وتبلور معالم حضور تركي متزايد ومرتبك إلى حد ما حتى اللحظة.

في الحصيلة النهائية، يتوجب علينا أن نقتنع إذن، بأن مواصلة الرهان على «صداقات» غير موجودة… سياسة تفتقر إلى الواقعية والبراغماتية. وبالتالي، عاجلاً أو آجلاً، لا بد من تقييم الخيارات والبدائل، إذا كانت هناك حاجة أو إمكانية لاعتماد بدائل. وفي هذا السياق، أذكر أنه نُشرت في الأيام الأخيرة مطالعتان إزاء سياسات إدارة بايدن الشرق أوسطية.

المطالعة الأولى وردت في تقرير لمعهد «بروكينغز» الأميركي، وهي من إعداد باحثة أكاديمية وخبير استخباراتي يمثلان وجهة نظر معادية تماماً للموقف الخليجي، ويعتبران الحوثيين «ضحية لعدوان خارجي» على اليمن... يجب على واشنطن مناوأته ورفضه. وينهيان مطالعتهما العدائية بـ«مقارنة» مزعومة للوضعين اليمني والأفغاني، فيدّعيان أن «الحالة اليمنية شبيهة بالحالة الأفغانية. ومع أن طالبان، كالحوثيين، منتهكون دائمون لحقوق الإنسان، فإنهم – حسب زعم التقرير – يقاتلون ضد قوة أجنبية غازية». ومن ثم، يحث المعدّان الرئيس بايدن على اعتماد خيار «الانسحاب» نفسه الذي اعتمده في أفغانستان، متجاهلَيْن بصورة غريبة الخلفيات التوسعية الإيرانية (الطائفية والعسكرية والإرهابية والمخدراتية) على مستويي الخليج والمشرق العربي والبحر الأحمر.

أما المطالعة الثانية فتمثلت بتقرير أعدّه ستيفن كوك ونُشر في «فورين بوليسي»، وجاء قراءةً ناقدة لكنها موضوعية - وأقل عداءً - لخلفيات تعامل إدارة بايدن مع الملفات الإقليمية في الشرق الأوسط.

لقد اختار كوك في مطالعته مصطلح «البراغماتية العديمة الشفقة» لوصف «استراتيجية» بايدن في المنطقة. وشدد على أن لدى الإدارة استراتيجية في الشرق الأوسط لكنها «عديمة الشفقة» في براغماتيتها، وخاصة في كل من سوريا واليمن.

إزاء سوريا، يرجح كوك أن بايدن استنتج أن «خفض التوتر» هو خير وسيلة لخدمة الأهداف الاستراتيجية الأميركية، وذلك من منطلق «اقتناع ضمني بأن بشار الأسد انتصر وما عاد بالإمكان فعل شيء». ثم يضيف أن استراتيجية بايدن في «براغماتيتها العديمة الشفقة» تربط الآن مصالح واشنطن بـ«مكافحة الإرهاب، ومنع انتشار الأسلحة، وضمان أمن إسرائيل... وحقوق الإنسان عبر تعزيز وصول الإغاثة!». أما بالنسبة لليمن فيعرض الكاتب حسابات إدارة بايدن وتبريراتها، والكلام الملتبس حيال تعريف ما يشكل «الدفاع المشروع» أو لا يشكله. ثم يتطرق إلى مستقبل الاستقرار في شبه الجزيرة العربية، والتهديد الاستراتيجي للملاحة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر إذا ما قيّض للحوثيين النجاح، ولا سيما، في ظل ارتباطاتهم مع إيران. ويختتم بالقول إنه «لا تنوير ولا بطولات» في استراتيجية بايدن هذه «لأنه، في أغلب الأحيان، تنطوي السياسة الخارجية على اتخاذ قرارات مشكوك في أخلاقيتها».

هذه الصورة الكئيبة الآتية من واشنطن تسلط الضوء على خفايا من المفاوضات النووية مع إيران… تهرب من الحقيقة، وتطرح أمامنا أوهاماً وخرافات على أنها حقائق وسياسات واقعية وأخلاقية.

 

عين بادين على الناخب الأميركي لا على الإنسان اليمني

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/23 كانون الثاني/2022

تخبّط السياسة الأميركية في عهد إدارة بايدن في الملف اليمني أساسه ومرده أن تلك الإدارة معنية بمخاطبة الداخل الأميركي، أكثر من اعتنائها بمعطيات واقعية تعكس ما يحدث في اليمن، معنية بصورتها بشعاراتها الانتخابية التي طرحتها، معنية بقياس الاستطلاعات الأميركية لشعبية بادين التي تتهاوى، معنية بصورتها التي لا تريد أن تكون فيها متناقضة، معنية بمعاكسة إدارة ترمب أياً كانت تبعات تلك المعاكسة. فإدارة بايدن منذ ما قبل انتخابها وهي تعاكس إدارة ترمب في كل قراراته، على اعتبار أن ذلك كان شعارها الانتخابي، فهي من أظهرته مجنوناً، وهي من أظهرته غبياً لا يعرف تقدر الأمور، وهي من أظهرته لا تعنيه حقوق الإنسان ونصرة الضعفاء والمظلومين، وحين تسلمت الإدارة بدأت سياستها الخارجية بنقض التعاطي الأميركي مع الملف اليمني، وبدأتها بتغيير تصنيف جماعة الحوثي ونزعها من قائمة الجماعات الإرهابية، وما ذلك إلا لأن ترمب هو من وضعها على هذه القائمة، فجعلت بهذا القرار هذه الميليشيات الإيرانية الصنع «طرفاً» في الصراع اليمني وساوتها مع الشرعية اليمنية المنتخبة! ثم أخذت تنظر للمملكة العربية السعودية من منظور متشددي الحزب الديمقراطي، فتراها دولة لا يهمها الحل السلمي، وأنها هي من يصر على الحرب كخيار، وهي من يمنع وصول المساعدات للشعب اليمني.

ثم وضعت تلك الإدارة هدف العودة للاتفاق النووي مع إيران والذي نقضه ترمب كأولوية لسياستها الخارجية، ومؤشراً على نجاحها، وهذان منظوران سيحجبان عنها حتماً رؤية المعطيات الحقيقية على الأرض أن جعلتها منطلقاً لأحكامها.

وحين رأت ما كانت تنكره إبان الحقبة الأوبامية، واستمعت لمبعوثها الخاص الذي أكد للكونغرس وللإدارة أن جماعة الحوثي إرهابية بكل سلوكياتها، وأنها من ترفض الحل السلمي، ووافق المبعوث على المبادرة السعودية للسلام وأشاد بها، وأقرّ بأن إيران هي من يتحكم في قرارات تلك الميليشيات، إلا أن ذلك كله لم يدفعها لتصحيح خطأها، وحين تمادت تلك الجماعة، وأطلقت مسيّراتها على الأراضي الإماراتية، وقتلت مدنيين أسقط في يدها، وكان أقصى رد فعل لها أنها ستراجع قرار وضعها على قائمة الإرهاب من جديد!

إدارة بايدن تعرف أن العودة عن ذلك القرار سيؤثر سلباً على مفاوضاتها مع إيران على الاتفاق النووي، وأن تغير موقفها خلال سنة سيؤثر وسيسيئ لشعبيتها، ويظهرها بمظهر المتردد ويجعلها نسخة ترمبية أخرى، وهذا آخر ما تريده هذه الإدارة!

فالإدارة تضع الاتفاق النووي الإيراني من أولويات إنجازاتها الخارجية، وتحت هذا البند ستضطر الإدارة الأميركية إلى التغاضي عن كل نشاط إيران الإرهابي خارج حدودها بما فيها الإدارة الأميركية لن تكون محايدة أبداً في طرحها للمبادرات، كما لن يهمها ما ستؤول إليه الأوضاع في اليمن ولو استمرت معاناته، ما يهمها هو الناخب الأميركي ألا يراها متناقضة مع شعاراتها الانتخابية. لهذا؛ فإن وجود المبعوثين الأميركي والأممي لليمن في السعودية من بعد المرور على بريطانيا، ما هو إلا لبحث تكرار تجربة «استوكهولم» مرة أخرى، والتي خرقها الحوثي على مرأى ومسمع من مراقبي الأمم المتحدة، وتحت نظر وسمع الأقمار الصناعية الأميركية دون أن يتحرك أي منهما أو يوقف تلك المهزلة التي فاقمت بمأساة اليمنيين، فهل سنقع في الفخ ذاته مرة أخرى؟

 

إسرائيل تسابق الزمن والفصائل تسابق نفسها

نبيل عمرو/الشرق الأوسط/23 كانون الثاني/2022

الطرفة الشائعة في أوساط الفلسطينيين، سؤال: ما العاصمة التالية بعد الجزائر؟ وعلى قائمة الانتظار دعوة قديمة سوف تتجدَّد ممهورة بالختم الروسي، وما إن تنتهي الضيافة الجزائرية المألوفة العطاء والسخاء، سيحمل القوم أمتعتهم ويشدُّون الرحال إلى موسكو، حيث دفء الضيافة أقوى من الصقيع المناخي هناك.

لتتجدّد الطرفة بذات السؤال: ما العاصمة التالية بعد موسكو؟ الصورة تبدو كاريكاتورية، إلا أنَّها الأكثر واقعية في تجسيد حال المصالحة الفلسطينية، إذ يصعب تحديد العواصم التي اشتغلت على هذا الملف لكثرتها أولاً ولطول أمد استثمارها الذي بلغ خمس عشرة سنة.

البحث عن الوحدة وراء البحار والمحيطات يجسد بؤس حال الطبقة السياسية الفلسطينية، ذلك أنَّ الهمَّ الفلسطيني يتركز على أرض فلسطين، والخطر على الشعب الفلسطيني ينشأ ويتواصل ويتسارع من جانب إسرائيل، والاثنان، الهمُّ والخطر، ليسا وراء البحار والمحيطات بل في قلب الوطن وعلى كاهل أهله.

لا أشككُّ في حُسن نية كل العواصم التي دعت الفلسطينيين للتصالح في فنادقها، من أول عاصمة هي القاهرة مروراً بمكة المكرمة وليس انتهاءً بالجزائر، غير أنَّ الاستضافات حسنة النية أثمرت نتائجَ عكسية حتى صارت بديلاً عن الاتحاد داخل الوطن، والتكاتف لمواجهة الخطر المفترض أنَّه الأولوية المنطقية لمعالجته. سيناريو الجزائر تمَّت تجربته في كل العواصم التي تصدت لهذا الملف... * حوارات ثنائية بين المضيفين والضيوف كلٌّ على حدة. ثم استخلاصات يرى المضيف أنَّها تصلح للدعوة إلى لقاء الجميع، وحين يتم اللقاء ويهم القوم بالمغادرة استعداداً للذهاب إلى عاصمة أخرى، يصدر بيان مجاملة للمضيف تتم صياغته بجمل ودودة تشي بنجاح ولو ليوم واحد، ذلك أن حليف الفصائل في ادّعاء النجاح رغم الفشل هي الذاكرة التي لم تعد تسجل ولو سطراً واحداً مما يقال في البيانات ليس لعجز فيها بل ليأس من جدوى الرهان على فصولها.

بعد المحادثات الثنائية بين المضيف والضيف ستجري حتماً، إن لم تكن تجري الآن بالفعل، محادثات في الغرف بين الفصيل والفصيل الآخر، وهي محادثات متكررة المفردات والحجج والاشتراطات والخلاصات. النتائج الملموسة حتى الآن من حوارات العواصم وماراثونات الكلام هي أن الفصائل في وادٍ والواقع على أرض الصراع في وادٍ آخر، والأمر هنا لا يتصل فقط بمجرد ما تفعل إسرائيل في سباقها المحموم مع الزمن لتحويل الاحتلال إلى سيطرة دائمة بل فيما هو أبعد من ذلك، أي اللامبالاة الشعبية بكل ما تفعل الفصائل وما تقول وما تعدّ وما تحشد من قرائن على جدارتها في قيادة الحالة الفلسطينية، من دون اعتراف صريح بأنها تحولت إلى عبء ثقيل لا علاج شعبياً له إلا إدارة الظهر، ذلك أمر لم يكن ليحدث ولا حتى في الخيال زمن الثورة، زمن مسلّمة منظمة التحرير سيدة الإجماع المطلق الذي لا يُخترق، ليس فقط في تمثيل الشعب الفلسطيني بل فيما هو أبعد من ذلك، حين خلعت عليها صفة الوطن المعنوي المؤدي إلى الوطن الفعلي. رغم كل ما تقدم وهو في دائرة السلب، فإن هنالك أمراً يحمل إيجابية واعدة تتفوق على بؤس حال الطبقة السياسية، وهي أن الظاهرة الفلسطينية تتميز بقوة المجتمع على أرض الوطن وفي المنافي، التي يقابلها ضعف ظاهر في التعبير السياسي التقليدي عن هذه القوة الفعلية، ولقد تكرست ظاهرة تحييد الطبقة السياسية بما تفعل وما لا تفعل عن النمو القوي والطبيعي للظاهرة الفلسطينية ذات الإبداعات الفردية والجمعية في البناء والثبات على أرض الوطن ومقاومة الاحتلال بتأسيس أرضية راسخة لاستحالة الإذعان له والتعايش معه، ذلك من خلال مبادرات شعبية على كل المستويات الكفاحية، هذه المبادرات تخيف الاحتلال أكثر مما تطمئنه الاتفاقات والابتزازات والتحايلات والرشى، ولا أرى أهم من هذا كضمان للحقوق مهما تضافرت عوامل الالتفاف عليها أو تزويرها، وهل من سبب جعل القضية الفلسطينية على قيد الحياة غير هذا؟ ولنقرأ التاريخ كما يجب أن يُقرأ.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون: حرص لبناني ثابت للمحافظة على أفضل العلاقات مع الدول العربية

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/23 كانون الثاني/2022

أكد الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم (الأحد) أن هناك حرصاً لبنانيا ثابتا على المحافظة على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية. ونقلت الرئاسة اللبنانية عبر حسابها على موقع «تويتر» عن عون قوله، خلال استقباله اليوم في قصر بعبدا وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، إن «أفكار مبادرة لإعادة بناء الثقة، التي نقلها الوزير الكويتي ستكون موضع تشاور لإعلان الموقف المناسب منها»، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف عون أن «لبنان يرحب بأي تحرك عربي من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج العربي، وهو ملتزم تطبيق اتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية ذات الصلة». وكان وزير خارجية الكويت طالب بألا يكون لبنان منصة لأي عدوان لفظي أو فعلي، وأن يكون عنصراً متألقاً وأيقونة مميزة في المشرق العربي، مشيرا إلى أنه لا توجه للتدخل في شؤون لبنان.

 

الرئيس عون لوزير خارجية الكويت: نحرص على أفضل العلاقات مع الدول العربية

الصباح: نريد لبنان مثلما كان لأكثر من 73 سنة أيقونة ورمزية مميزة

وطنية - أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الخارجية الكويتي الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح، خلال استقباله له قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ترحيب لبنان بأي تحرك عربي من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج العربي، انطلاقا من حرص لبناني ثابت على المحافظة على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية.  وشكر للوزير الكويتي المبادرة التي نقلها وتعكس العلاقات المميزة التي تجمع لبنان بالكويت، ولا سيما أن هذه المبادرة تحظى بدعم خليجي وعربي ودولي بهدف إعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج.وأكد للصباح التزام لبنان تطبيق اتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية  ذات الصلة، مشيرا الى أن الأفكار التي وردت في المذكرة التي سلمها الوزير الكويتي ستكون موضع تشاور لاعلان الموقف المناسب منها. وجدد متانة العلاقات اللبنانية-الكويتية، محملا الوزير الصباح تحياته الى أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وشكر لبنان رئيسا وشعبا على وقوف الكويت دائما الى جانب لبنان في مختلف الظروف الصعبة التي مر بها، إضافة الى "رعاية اللبنانيين المقيمين في بلدهم الثاني الكويت". وكان الصباح نقل في مستهل الاجتماع الى عون تحيات أمير الكويت وولي العهد والشعب الكويتي، مشيرا الى تزامن زيارته مع مرور 60 عاما على قيام العلاقات الديبلوماسية بين لبنان والكويت، ومرور 30 عاما على ذكرى تحرير الكويت، مستذكرا موقف لبنان من الغزو العراقي الذي تعرضت له.

وقدم لعون المذكرة التي تضمنت أفكارا واقتراحات هدفها "إعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج"، مجددا تأكيد "عدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وعدم الرغبة في ان يتدخل لبنان في شؤون دول أخرى".

 الحضور

حضر الاجتماع عن الجانب الكويتي: مساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي الوزير المفوض ناصر صنهات القحطاني، القائم بأعمال سفارة دولة الكويت عبدالله سليمان الشاهين، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب الوزير أحمد عبدالرحمن الشريم، المستشار في مكتب وزير الخارجية فواز عبدالله بورسلي والسكرتير الثاني لإدارة شؤون الوطن العربي سالم علي أبو حديدة.

وحضر عن الجانب اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، الوزير السابق سليم جريصاتي، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشارون رفيق شلالا وانطوان قسطنطين واسامة خشاب.

 كلمة في سجل التشريفات

وفي ختام الاجتماع، دون الصباح كلمة في سجل التشريفات، جاء فيها: "تشرفت صباح اليوم الأحد 23-01-2022 بلقاء فخامة رئيس جمهورية لبنان الشقيق حيث نقلت له تحيات أخيه سيدي حضرة صاحب السمو أمير الكويت، وحكومة وشعب الكويت، والتمنيات للبنان بأن ينعم بالمزيد من الاستقرار والأمن والازدهار".

 تصريح الصباح

وبعد اللقاء، قال الوزير الكويتي للصحافيين: "تشرفت صباح هذا اليوم بلقاء فخامة رئيس جمهورية لبنان الشقيق، ونقلت له تحيات صاحب السمو امير دولة الكويت، وسمو ولي العهد، وحكومة وشعب الكويت، والتمنيات بمزيد من الأمن والاستقرار والرخاء للبنان. كذلك نقلت الى فخامته السبب الرئيسي لزيارتي لبنان، إذ أحمل رسالة كويتية، خليجية، عربية، ودولية، كإجراءات وأفكار مقترحة "لبناء الثقة مجددا مع لبنان". كل هذه الأفكار والمقترحات مستنبطة، وأساسها، قرارات الشرعية الدولية والقرارات الأخرى السابقة لجامعة الدول العربية. ولله الحمد، لقد نقلتها الآن الى فخامة الرئيس، وهم الآن بصدد دراستها، وان شاء الله يأتينا الرد على هذه المقترحات قريبا".  وردا على سؤال هل دول الخليج التي اتخذت إجرءات بحق لبنان ستراقب ما يقال فيه، بعد كلامه أمس عن الا يكون لبنان منصة "للعدوان اللفظي"، وما تعليقه على المجزرة في اليمن قبيل يومين؟ أجاب: "ان الذي طالبنا به هو الا يكون لبنان منصة لأي عدوان لفظي او فعلي. نحن نريد لبنان مثلما كان لأكثر من 73 سنة: عنصرا متألقا، أيقونة ورمزية مميزة في العالم وفي المشرق العربي. لبنان واحة وساحة أمل للجميع، ملجأ للمثقفين، للفنانين والأدباء وللعلوم الإنسانية كلها. هذا هو لبنان الذي نعرفه. هو ليس منصة عدوان، ولا أي مكان آخر لجلب أي حساسية تجاه هذا البلد الشقيق وهذا الشعب الجميل. هذه هي المسألة الأساسية في هذا الأمر. وأنا أجدد أن ليس هناك ابدا أي توجه للتدخل في الشؤون الداخلية للبنان. هذه أفكار ومقترحات كإجرءات لبناء الثقة، نتمنى ان يتم التعامل معها بالشكل المفيد للجميع". سئل: هل الكويت مستعدة لقيادة حوار جديد في لبنان تحت عنوان تطبيق اتفاق الطائف "الذي يتضمن معالجة الهواجس التي تطرحونها"؟ أجاب: "باختصار، نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للبنان. وفي طيَّات السؤال هناك الإجابة، هو فقط تطبيق ما تم الاتفاق عليه مسبقا، ومن بين ذلك اتفاق الطائف. واذا كانت هناك بعض الالتزامات التي لم تنفذ لغاية الآن، فان شاء الله من خلال تطبيقها بشكل ملموس، نصل الى مبتغى الجميع".  وعن مدى إمكانية لبنان تطبيق القرار 1559 في ظل الانقسام السياسي الواضح، قال: "هذا أمر يعود الى اللبنانيين أنفسهم، وليس أمرا يعود الى الكويت. لكن كل قرارات الشرعية الدولية ملزمة لكل دول العالم، وإن شاء الله لبنان وجميع من هم معنيون في هذا القرار بالذات يصلون الى أمر يكون متوافقا مع قرارات الشرعية الدولية". وبالنسبة إلى صحة ما تناقلته وكالات الاعلام عن تقدمه أمس الى رئيس الحكومة بورقة من عشر نقاط، وما تتضمنه هذه النقاط، قال: "هي أفكار ومقترحات قدمت أمس، وذكرتها اليوم الى فخامة الرئيس، ولا أجد انه من المفيد مناقشة هذه النقاط في الإعلام. هذه النقاط متروكة الى المسؤولين اللبنانيين، وهم يرون اذا ما كانوا يريدون مناقشتها في الإعلام أو لا. لكننا ننتظر منهم ردا عليها".  وعن الدعوة الرسمية التي قدمها الى الرئيس نجيل ميقاتي لزيارة الكويت، وزيارة وزير الخارجية اللبناني الى الكويت، في ظل قطع العلاقات الديبلوماسية، قال: "أولا، العلاقات الديبلوماسية لم تنقطع مع الكويت. تم استدعاء السفير للتشاور. ثانيا ان دعوة وزير الخارجية اللبناني الى الكويت تأتي من خلال اجتماع تشاوري عربي سوف يعقد آخر هذا الشهر في الكويت، بحكم انها الآن تترأس مجلس وزراء خارجية الدول العربية. ونحن نستضيف ما يقارب 50000 لبناني، وسعداء في دورهم التنموي، كما نرحب باللبنانيين بكل مستوياتهم في زيارة الكويت. وزيارة وزير الخارجية ثنائية، ولكن في الاساس ضمن التحرك العربي".

 

وزير خارجية الكويت زار مولوي وسلمه رسالة خليجية تتضمن الخطوات الواجب اتخاذها لإزالة أي خلاف

وطنية/23 كانون الثاني/2022

إستقبل وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي في مكتبه، وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، يرافقه القائم بأعمال سفارة دولة الكويت في لبنان المستشار عبدالله سليمان الشاهين. وبعد الاجتماع قال مولوي: "صاحب السمو والمعالي وزير خارجية دولة الكويت العزيزة، تشرفنا بلقاء الاحبة، نحن مسرورون بلقاء الاشقاء والاخوة من يحب لبنان ومن يحبه لبنان، تشرفنا بهذه الصبيحة بلقاء صاحب السمو والمعالي، تداولنا بكل الامور التي تهم دولة الكويت والتي تهم لبنان، ومن خلال هذا اللقاء أكدت لصاحب السمو والمعالي على موقف لبنان، وموقف وزارة الداخلية من كل الامور التي تحصل في داخل لبنان، والتي من شأنها ان تشكل أذى لفظيا او فعليا لدولة الكويت او سائر دول مجلس التعاون الخليجي".  أضاف: "إستعرضت كل الاجراءات التي أقوم بها في هذا الاطار، خصوصا في ما يتعلق بضبط الحدود وكشف شبكات المخدرات وضبطها ومنع تهريبها، وفي ما يتعلق ايضا بكل الاذى اللفظي الذي ينال دول مجلس التعاون الخليجي والذي ينال من لبنان. لقد أكدت تطبيق القوانين اللبنانية كما أكدت الشدة بالالتزام بما هو مصلحة لبنان الذي لا يكون الا بمنع أي شر أو أذى من أي نوع يقع على الدول العربية صاحبة الفضل الى جانب لبنان تاريخيا وفي كافة مراحله وأزماته، وفي كل عدوان تعرض له لبنان وقفت دول مجلس التعاون الخليجي ودعمت لبنان ورفعت آثار العدوان، وهذا ما أقوم به بوزارة الداخلية بمبادرة الاحسان بالاحسان وهل جزاء الاحسان إلا الاحسان، هذه واجباتنا ونؤمن ببناء الدولة وهو ما يرغب به أشقاؤنا في دول مجلس التعاون الخليجي، وكما ساعدونا دوما سياعدوننا في بناء الدولة".

الوزير الكويتي

بدوره قال الوزير الكويتي: "سعدت بلقاء أخي سعادة وزير الداخلية في لبنان الشقيق، ونقلت له كافة الحوادث، الامر الاول متعلق بلبنان المميز كأيقونة للحضارة الانسانية في المشرق العربي، لبنان مركز ومنبر للثقافة والادب والفن والعلم، وهذا لا يكون من خلال أن يكون لبنان مستغلا من أي أطراف لاي عدوان فعل لفظي او فعلي، وأكد لي معاليه في هذا المجال واستعرض لي الاجراءات الفعلية التي قامت بها السلطات اللبنانية ومعاليه شخصيا لوضع حد لهذه الامور وعدم تكرارها بالمستقبل". وقال: " نحن مقدرون لهذا الامر وهناك مسؤولية على الدولة اللبنانية وان شاء الله نرى أفعالا أكثر في هذا الامر". أضاف: "الجانب الآخر يتعلق بتصدير آفة المخدرات الى خارج لبنان، وهناك رغبة من ان تكون منافذ الدولة كلها بأيدي سلطات الدولة، ولاحظنا تحركا من سلطات وزارة الداخلية مشكورة في إلقاء القبض على شحنة كانت ذاهبة الى الكويت نتمنى وضع آليات لضمان عدم مرور هذه الشحنات الى الكويت والى المنطقة، وهذه الافكار مطروحة لدراستها ووضع آلية تكون أكثر ناجعة لمنع آفة المخدرات من المرور والعبور خارج لبنان، ونتمنى من خلال بسط أكثر لنفوذ الدولة في لبنان وان يكون أكثر أمنا وأمانا وازدهارا".

 وسئل: زرتم الرئيس بري وهو المفاوض بالسياسة بإسم حزب الله وتتحدثون عن تطبيق الشرعية الدولية واساسها سلاح حزب الله هل سيتولى الرئيس بري البحث بذلك؟ أجاب الوزير الكويتي: "كل الافكار التي أتيت فيها الى لبنان الشقيق هي مستنبطة اساسا  بما تم الاعلان والالتزام به من الاطراف اللبنانية كلها وهي اجراءات لبناء الثقة مع لبنان اساسها وروحها إتفاق الطائف، وكذلك الجوانب الاخرى المتعلقة بقرارات الشرعية الدولية الملزمة للجميع خصوصا للدول الاعضاء في الامم المتحدة والقرارات العربية، وعدم تنفيذ هذه القرارات يترتب عليها اجراءات وارهاصات لا نريدها لاي كان". وردا على سؤال قال الوزير الصباح: "إن دول الخليج لا ترسل تهديدات بل ترسل حمام السلام، هناك بعض الامور يجب التعامل معها بجدية ومسؤولية، وهنا أجد انه التزام علي ان أشيد بما قام به معالي وزير الداخلية خاصة في الاشهر الاربعة الماضية في معالجة بعض الثغرات في المجالات الامنية وايجاد الحلول لها، وهي محل تقدير من دول الخليج". وقدم الوزير مولوي أرزة لبنان من شظايا ومخلفات حرب تموز 2006، من جهته سلم الوزير الكويتي الوزير مولوي نسخة عن الرسالة الخليجية، التي تتضمن الاجراءات والخطوات الواجب اتخاذها لإزالة أي خلاف.

 

الحريري أمام الحشود: أؤكد لكم أن هذا البيت لن يغلق

وطنية/23 كانون الثاني/2022

لاقى الرئيس سعد الحريري ظهر اليوم، الحشود التي أمت "بيت الوسط" من عدد من المناطق اللبنانية، بمشاركة نواب وشخصيات، للتعبير عن رفضها لإمكانية عزوفه عن المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة وتأييدها لنهجه السياسي، وطالبته بإلحاح بالاستمرار في خوض الانتخابات. وتوجه الرئيس الحريري إلى الحشود بالقول: "القلب على الشمال، وكلكن بالقلب". أنا أعلم أن هذه الأيام صعبة، ولكن هذا البيت سيبقى مفتوحا لكم ولكل اللبنانيين. رفيق الحريري لم يستشهد لكي نغلق بيتنا، وأنا أفديكم بالروح والدم. أشكركم على مشاعركم وعلى مجيئكم ووجودكم هنا، وأنا اليوم سمعتكم وأريد منكم أن تستمعوا إلي غدا، لأني سأعود وأؤكد لكم أن هذا البيت لن يغلق".

 

الراعي: الإصلاح الاقتصادي يبدأ بإصلاح النهج السياسي والوطني لا بتكبيد الشعب ضرائب غب الطلب

وطنية/23 كانون الثاني/2022  

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة حنا علوان، مروان تابت وانطوان عوكر،أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، في حضور النائب المستقيل نعمة افرام، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان:"إن لم يولد الإنسان من الماء والروح لا يستطيع أن يدخل ملكوت الله" ( يو 3: 5)، وقال: "حدث الرب يسوع نيقوديموس، رئيس اليهود، الذي جاء ليلا يعلن إيمانه به، عن المعمودية الأسرارية من الماء والروح، وسماها ولادة من جديد، تدخل المعمد في سر الملكوت الذي هو الكنيسة، جسد المسيح السري. إن هذه الولادة الجديدة تتم أيضا بمعمودية الشوق، التي أساسها الإيمان كما هو أساس المعمودية الأسرارية، حسب قول الرب يسوع: "من آمن واعتمد يخلص" (مر 16: 16).

يسعدنا أن نرحب بكم جميعا، مع تحية خاصة إلى (مجموعة الشابات والشبان) الذين منذ ثلاث سنوات يؤلفون جماعة تلتزم بالإيمان المسيحي والممارسة الدينية أيام الآحاد والأعياد، ويقيمون علاقات توعية مع أقرانهم الشباب، ويحملون هموم الوطن في مصيره، وهموم اللبنانيين الإقتصادية والمعيشية والمادية، وهموم الشباب الذين لا يفكرون إلا بهجرة الوطن. إننا نبارك آمالهم وتطلعاتهم". أضاف: "في هذا الأحد الثالث بعد الدنح نحتفل بيوم كلمة الله وفقا لقرار قداسة البابا فرنسيس ومجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. ونفتتح في الوقت عينه أسبوع الكتاب المقدس الذي تنظمه اللجنة الأسقفية اللاهوتية الكتابية، وجمعية الكتاب المقدس. وموضوعه (الشركة في الكتاب المقدس). علم القديس إيرونيموس أن الكتاب المقدس هو كتاب شعب الله. بالإصغاء إليه ينقل هذا الشعب من الإنقسام إلى الوحدة. فكلمة الله توحد المؤمنين وتجعلهم شعبا واحدا. وعلم أيضا أن من يجهل الكتاب المقدس، يجهل الله. وعلم آباء المجمع الفاتيكاني الثاني أن الكنيسة تكرم الكتب المقدسة، مثلما تكرم جسد المسيح نفسه. فهي في الليتورجيا المقدسة، تتغذى بخبز الحياة من كلا المائدتين، مائدة كلمة الله، ومائدة جسد المسيح (كلمة الله، 21). فلنجلس، نحن أيضا في كل يوم أحد إلى هاتين المائدتين المهيأتين لنا من جودة الله ومحبته".

وتابع: "عندما أعلن نيقوديموس إيمانه بيسوع، اقتبل معمودية الشوق. تعلم الكنيسة في كتاب التعليم المسيحي: معمودية الشوق هي أن كل إنسان يجهل إنجيل المسيح والكنيسة، لكنه يبحث عن الحقيقة ويصنع إرادة الله وفقا لفهمه لها، يستطيع أن يخلص. ذلك أنه يوجد لديه إرادة ضمنية وشوق لقبول المعمودية لو استطاع إليها سبيلا أو أدرك ضرورتها (فقرة 1260). وتعلم أيضا أن كل الذين عاشوا بموجب إلهامات النعمة الإلهية باحثين عن الله وباذلين جهدهم لإتمام إرادته، إنما يخلصون بالمسيح ولو لم يعتمدوا (المرجع نفسه 1281، الدستور العقائدي في الكنيسة، 16). يدخل المعمد، سواء بمعمودية الشوق أم بالمعمودية الأسرارية، في عمق الشركة مع الله، التي تمحو منه الخطيئة الأصلية وخطاياه الشخصية، وتجعله عضوا حيا في الكنيسة، جسد المسيح السري، وهو مدعو ليعيش بحسب مقتضيات الروح الإلهي الذي ناله، فالمولود من الجسد هو جسد، والمولود من الروح هو روح(يوحنا 3: 6). كشف بولس الرسول أن هذه المقتضيات هي: المحبة والفرح والسلام والأناة واللطف والصلاح والثقة والوداعة والعفاف (غلاطية 5: 22-24).

علم القديس توما الأكويني أن أسرار الكنيسة السبعة تكمل مراحل الحياة الطبيعية: فحياة الإنسان الطبيعية تولد من الزواج، وحياته الجديدة من سر المعمودية؛ الحياة الطبيعية تنمو وتتقوى بالمناعة، والحياة الجديدة تنمو بالميرون وبمسحة الروح القدس؛ الحياة الطبيعية تتغذى بالطعام، والحياة الجديدة بسر القربان، جسد المسيح ودمه؛ الحياة الطبيعية تمرض وتتعافى بالتطبيب، والحياة الجديدة تمرض بالخطيئة وتشفى بسر التوية؛ الحياة الطبيعية تتحرر من آثار المرض بالنقاهة، والحياة الجديدة تتعافى بسر مسحة المرضى نفسا وجسدا من آثار الخطيئة؛ الحياة الطبيعية تنتظم في حياة اجتماعية تؤمن الخير العام، والحياة الجديدة تحظى بسر الكهنوت يقودها برعايته إلى الخلاص الأبدي؛ الحياة الطبيعية تتواصل في التوالد بالزواج، والحياة الجديدة تتواصل في سر الكهنوت، لتشمل جميع الناس، وتدخلهم في ملكوت الله".

وأردف الراعي: "نحن، في لبنان بحاجة إلى حياة جديدة تبث روحها لدى المسؤولين السياسيين، ولدى كل المتعاطين الشأن السياسي، لكي نخرج من مآسينا المتفاقمة والمتزايدة منذ ما يفوق الثلاثين سنة. هذه الروح تحث المسؤولين على إحياء المؤسسات الدستورية، وانعقاد مجلس الوزراء طبيعيا، وإجراء الإصلاحات، والاتفاق مع صندوق النقد الدولي، ووقف الفساد، وتوفير الظروف السياسية والأمنية لإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في مواعيدها الدستورية، واستكمال التحقيق العدلي الجاري في تفجير مرفأ بيروت. فيجب عليهم الإستفادة من الوفود النيابية والوزارية الصديقة التي تزور لبنان داعمة له، والتعاون مع هؤلاء الأصدقاء الذين يحاولون إبعاده عن انعكاسات ما يجري في الشرق الأوسط وحوله، وتحييده عنها ليعيد اللبنانيون تنظيم شراكتهم الوطنية واستعادة سيادة وطنهم واستقلاله واستقراره. إن جميع أصدقاء لبنان وأشقائه المخلصين يؤمنون بحياد لبنان، لكن المؤسف أن هذا المفهوم المنقذ يغيب عن لغة المسؤولين اللبنانيين وعن خطاباتهم وطروحاتهم ويبقون البلاد رهينة المحاور الإقليمية. لقد سبق وأعلنا أن الحياد ملازم وجود لبنان، وهو ملح أي نظام سياسي عندنا، أكان مركزيا أم لامركزيا أم أي شكل آخر، ويحصر الخلافات، ويزيل أسباب النزاعات، ويوطد الشراكة الوطنية بين جميع المكونات وينقي علاقات لبنان مع محيطه والعالم، ويضعه على نهج السلام الأصيل الذي هو أساس دوره ورسالته".

 وقال: "من ناحية أخرى، فيما الحكومة ستقر بدءا من الغد موازنة الدولة، يطلب المواطنون من الحكومة أن تنظر بعدل إلى أوضاعهم وهم رازحون تحت الفقر والجوع والبطالة وفقدان الضمانات الصحية. وإنا نحذر من محاولة تمرير قرارات مالية في الموازنة، أو بموازاتها، تكون أشبه بسلسلة رتب ورواتب جديدة مقنعة، وبفرض ضرائب ورسوم مموهة. إن فرض الضرائب والرسوم يتم في مرحلة التعافي لا في مرحلة الانهيار، وفي طور النمو لا في طور الانكماش، ويتم في إطار خطة إصلاح شامل، في ظل سلطة حرة تحوذ على ثقة شعبها وثقة المجتمعين العربي والدولي. فالإصلاح الاقتصادي يبدأ بإصلاح النهج السياسي والوطني لا بتكبيد الشعب ضرائب غب الطلب. بعد ضرب النظام المصرفي، تأتي مثل هذه القرارات لتزيد الانهيار الاقتصادي من دون زيادة القدرة الشرائية للعائلات، ولتشكل ضربة قاضية لنظام الاقتصاد الحر المنظم في لبنان. منذ نشؤ دولة لبنان، ظلت الليبرالية الاقتصادية سر ازدهار لبنان ونموه وتقدمه، والمشجع على التوظيفات المالية والاستثمارات في جميع القطاعات ما خلق فرص عمل وتواصل بين الاقتصاد اللبناني والاقتصاد العالمي قبل بروز العولمة. بفضل هذا النظام الليبرالي انتعشت الطبقات الوسطى وتعززت قيمة الليرة اللبنانية، وكان لبنان في العقود السابقة في طليعة الدول المتقدمة من حيث النمو. في الواقع، لم يبدأ الانهيار إلا مع إضعاف الليبرالية اللبنانية ببعديها الاقتصادي والاجتماعي".  وختم الراعي: "نسأل الله أن يبعث فينا وفي كل إنسان الحياة الجديدة من أجل خلاصنا، وبناء مجتمع أفضل وأكثر تقدما وإنسانية. له المجد والشكر والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".

 وبعد القداس، استقبل  الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

 

المطران عودة: المغامرة باستقرار البلد جريمة والمطلوب عمل إنقاذي سريع

وطنية/23 كانون الثاني/2022

 ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، قداس الاحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت، في حضور حشد من المؤمنين.  وبعد الانجيل المقدس، ألقى المطران عودة عظة قال فيها: "سمعنا في إنجيل اليوم عن أعمى كان يطلب صدقة من جميع عابري السبيل خارج أريحا. لما سمع الجمع مجتازا سأل ما هذا فأخبر بأن يسوع الناصري عابر فصرخ قائلا: (يا يسوع ابن داود ارحمني). لم يثنه عن إلحاحه التعقل المزعوم، الذي أبداه المجتمع حوله، بل ازداد صراخا: يا ابن داود ارحمني، عدم إذعانه للضغوط من حوله، وتوسله الملح في آن، جعلا يسوع يطلب أن يقدم إليه، وسأله: (ماذا تريد أن أصنع لك؟). سؤال المسيح هذا، الذي يبدو غريبا للوهلة الأولى، يحمل مضمونا عميقا. هل يحتاج أحد أن يسأل الأعمى عما يريد؟ طبعا يريد أن يعود نور عينيه. هكذا تماما أجاب الأعمى: (أن أبصر)".

 أضاف: "من المهم أن يعرف الإنسان مشكلته الأساسية التي تعذب وجوده فعلا، بحيث يصير الشفاء منها همه الأول. هذا الهم يعبر عنه الإنسان في حواره مع المسيح من خلال الصلاة. إن عقم صلاتنا يعود، بدرجة كبيرة، إلى عدم معرفتنا ما يجب أن نطلبه، أو كيف نطلبه. من هنا أهمية التأمل في المعنى الذي يخفيه سؤال المسيح. إن ما طلبه الأعمى من المسيح هو الرحمة"، قال: (ارحمني). أي إنه أراد من المسيح أن يعطف عليه ويساعده. هذا الدعاء، أي طلب الرحمة، هو صلاة الكنيسة الدائمة والمستمرة. وما الرحمة التي نطلبها في قولنا (يا رب ارحم) أو (ربي يسوع المسيح ارحمني) سوى طلب نعمة الله، وعمله المطهر المنير، الذي يشفي نفوسنا من أمراض الأهواء. تحوي كلمة رحمة طلبات النفس المصلية كلها. عندما نقول: ارحم، نعترف بتواضع أننا بحاجة إلى الرحمة، أي إلى إحسان الله لنا، كفقراء ومرضى، غير قادرين على تطبيق وصايا الإنجيل. لكن هذا الطلب العام يجب أن يرافقه تطبيق عملي".

وتابع: "يقول الآباء القديسون إن الصلاة فيها تبدلات تغير صفاتها دائما، وترتبط بسائر تفاصيل الحياة الروحية ومراحلها، ومنها يتشبع كل عمل نقوم به. إنها ليست مستقلة عن جهادنا ضد الأهواء، كما لا يمكن أن تتجاهل مشاكلنا اليومية. في الحقيقة، من حيث الجوهر، المشكلة هي نفسها، دائما وفي كل مكان: إنها تمردنا على مشيئة الله. هذا التمرد يمزق وجودنا، ويعرقل عمل النفس، فيجعلنا غير قادرين على مقاومة كل ما تثيره فينا الطبيعة من الخارج. إنها الخطيئة بمختلف مظاهرها.

يعلم آباؤنا القديسون أن شفاءنا من مرض الخطيئة والأهواء لا يتم فجأة، بمجرد إخراج الصوت. فهو يتبع ترتيبا معينا، ومسيرة متنامية، ويحتاج إلى كثير من الوقت والصبر والمثابرة. في هذه المسيرة الروحية، يجب أن نعرف كل مرة ما الهوى الذي يعذبنا، أو يحاربنا عن كثب، وأن نبادره أولا بسهام الصلاة. يريدنا المسيح أن نجيبه دائما، في صلاتنا، عن سؤاله: (ماذا تريد أن أصنع لك؟)، مظهرين الهوى الأساسي أو المشكلة الأساسية التي تعذبنا. طبعا، إن الهوى الرئيس ليس سوى عدم إحساس النفس، وعدم معرفتنا لذواتنا. عندئذ، يمكن أن تتضمن صلاتنا كلمات مثل: (أضئ ظلمتي أريد أن أبصر)".

وقال عودة: "سؤال المسيح عما نريده أن يصنع لنا يحمل دينونة لنيتنا وتوجهاتنا. فلو فحصناها لوجدناها مرارا لا تعرف ماذا تريد من المسيح. هذا ما حدث مع تلميذي المسيح عندما طلبا حق التقدم على الآخرين، فيما هو يكلمهما على تضحية الصليب. عندئذ قال لهما: (أنتما لا تعلمان ماذا تسألان) (مر 38: 10). وفي سياق آخر نصح تلاميذه قائلا: (أطلبوا أولا ملكوت الله وبره) (مت 6: 33). أما نحن، فبسبب افتقارنا إلى النضوج الروحي، نطلب من الله أن يتدنى إلى خدمة مصالحنا الشخصية. طبعا، حياتنا كلها تخص الله، كما أن كل عمل نعمله ينبغي أن نباشره ببركته. هذا يتطلب إيمانا حيا، واستعدادا ليستنير كل ما تنطوي عليه حياتنا بحضرة الله. إلا أن أناسا كثيرين يصبون اهتمامهم كله في مصالحهم وتصريف أعمالهم، من غير أن يتوقفوا طويلا عند السبل المؤدية إلى نجاحها. عندئذ يساوون بين الإيمان والتنجيم، فيقصدون المنجم بالسهولة نفسها التي يستدعون بها الكاهن. هذه مشكلة حقيقية فيها دينونة لإيماننا لأننا نطلب أولا سائر الأمور، ونترك ملكوت الله. لقد أجاب الأعمى تلقائيا عن سؤال المسيح: (أريد أن أبصر). في حالة الأعمى، كما في حالات أخرى، يوجه المسيح أسئلته في سياق الحوار الذي يدور بينه وبين الإنسان المقترب إليه، مريدا أن يظهر إيمان ذاك الإنسان، وفضيلته وشفافية مطالبه. كذلك يريد أن يسمع الحاضرون جميعا طلبه، ليتأكدوا فيما بعد أنه أعطي ما طلب. المسيح يمنحنا ما نطلبه، شرط ألا ينافي الطلب مشيئته، ويشكل خطرا على خلاصنا. وإذا تأخر فلكي يمتحن صبرنا. نحن نجدف عندما نتضرع إلى الله ليصير خادما لنوايانا الخاطئة. يقول الرسول يعقوب أخو الرب: (تسألون ولا تنالون لأنكم لا تحسنون السؤال، لرغبتكم في الإنفاق على أهوائكم) (4: 3). إن عدم تحقيق الله لإحدى رغباتنا هو بركة وعطف خاص من لدنه. هو يحبنا، ويعتني بكل تفاصيل حياتنا. يريد أن يجعلنا مشابهين له بالنعمة، لا غارقين في الوحل. لذا، فليكن طلبنا الأساسي جواب الأعمى للمسيح: (أريد أن أبصر)، سائلين أن يفتح أذهاننا لنفهم الكتب، وأن ينير أعين نفوسنا علنا نرى بوضوح طريق الرب في كل ظرف".

 أضاف: "إن ما يحدث في بلدنا الحبيب هو العمى بذاته، لكن العميان عندنا لا يلجأون إلى الرب لينير عيونهم وعيون ضمائرهم، بل يتلطون خلف المظاهر الإنسانية والتسميات الدينية والمطالبة بحقوق الطوائف، لا محبة بأبناء الإيمان، بل خدمة لمصالحهم الشخصية. لهذا، يطبق على قادتنا ما قاله الرب للنبي إشعياء: غلظ قلب هذا الشعب وثقل أذنيه واطمس عينيه، لئلا يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه ويفهم بقلبه، ويرجع فيشفى (إش 6: 10). كلما أراد المسؤولون الإستفادة شخصيا يسمعوننا الكلام الطائفي المحرض أو المفرق. الله يجمع ولا يفرق. الدين محبة لا تفرقة فيه، فلا تستخدموه إلا للاقتراب من الرب، وطلب الغفران منه على ما اقترفتم بحق الشعب. الأسبوع الماضي فرح البعض لأن الحكومة ستعود للعمل من أجل تسيير أمور الناس. أليس الطبيعي أن تجتمع الحكومة وتستميت في خدمة الشعب عوض جعله رهينة ومطية للمصالح والأهواء؟ أليس طبيعيا أن تكون اجتماعاتها مفتوحة في هذه الفترة العصيبة الحرجة، وألا تهمل أي تفصيل يساهم في إنهاض البلد وإنقاذه؟ طبعا نأمل أن تجتمع الحكومة باستمرار، وأن تعمل من أجل إنقاذ ما تبقى من الشعب في أرض الوطن، أو ما تبقى منه حيا يرزق بعد أن فقدت مقومات الحياة في البلد، ولم يتبق شيء يذكر. وعوض بحث بعض الأمور، عليها البحث في كل الأمور ومعالجتها بأقصى سرعة. كما نأمل أن لا يسود قانون الغاب حيث يحصل الأقوى على ما يريده، ويأكل الأضعف، بل أن يدار البلد بحكمة وتعقل وشفافية وضمير حي، وبحسب ما يمليه دستور البلد وقوانينه لا مصالح الأفراد أو الجماعات. إن قيام المسؤول بمهامه، ومنها حضور جلسات مجلس الوزراء والمشاركة في إنقاذ البلد، يجب ألا يكون خيارا يتخذه بل واجبا يحتمه الحس الوطني والمسؤولية. إن المصلحة الوطنية هي الحد الذي تتوقف عنده الأنانيات والمصالح. أما المغامرة باستقرار البلد فهي جريمة، لذلك فإن المطلوب عمل إنقاذي سريع قبل فوات الأوان".

وختم عودة: "دعاؤنا أن يحفظ الله أبناء هذا البلد الحبيب من كل مكيدة وشر، وأن يمنحهم الإستنارة كي يعرفوا أخطاءهم ويحسنوا الطلب إلى الله العطوف، الذي لا يهمل طلبة البار، ويستجيب دعاء الصادقين. فكما قال للأعمى: إيمانك قد خلصك، هكذا إيماننا بالله الذي يشدد انتماءنا إلى الوطن هو سبيلنا إلى الخلاص. كما نسأله أن يلهم هذا الشعب الطيب لكي يحسن اختيار ممثليه، لأن الوقت حان لإجراء تغيير حقيقي يقود البلد إلى حيث يطمح شعبه ويستحق. شددكم الرب وأناركم وبارك حياتكم، آمين".

 

رعد: لن نوافق على أي موازنة تزيد أعباء الناس ولا تعطيهم حقوقهم

وطنية/23 كانون الثاني/2022

سأل رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد خلال احتفال تكريمي للتعبئة التربوية ل"حزب الله" في كفرحتى: "لماذا يستخفون بحقوق الناس؟ لماذا لا يراعون مصالح الناس؟ هؤلاء الذين يحكمون البلاد، لماذا يمارسون الظلم؟ لان الله ليس في قلوبهم. فالذي يجعل الله في قلبه يجب أن يحسن علاقته بالناس ويعمل لصلاحهم". وقال: "أقول هذا الكلام ونحن مع إقرار الموازنة بعد هذه الأزمة النقدية والمالية التي صدرت بسبب فساد متوال وهجمة وحصار وتضييق دولي واميركي تحديدا، لثنينا عن التزاماتنا من أجل تضييع هويتنا المقاومة وإخضاعنا لمصلحة عدونا والذين يتآمرون علينا. مشروع الموازنة الذي بدأنا نقرأ عنه القراءة الأولية، لا يبشر بخير ولا يجعلنا نتجه لتنال الموازنة شرف موافقتنا عليها، فهي لا تنطوي على أي توازن ولا تعطي الناس حقوقهم وتحملهم الأعباء بعد أن حملتهم الأزمة الكثير الكثير مما نهب من أموالهم وصودر من ودائعهم وأهمله وأساء التصرف به المسؤولون في بلادنا، والسماسرة في المصارف وغير المصارف".  أضاف: "لا يجوز أن يتحمل الفقراء والمساكين تبعات هذه الأزمة ونفرض عليهم الجبايات والضرائب والرسوم المرتفعة، بحجة اننا نريد توازنا في الموازنة. فكروا في تحقيق التوازن. نحن لا نريد ان نحمل الناس شيئا، لكن بكل صراحة نريد أن تتوزع الأعباء بحسب قدرات الناس، فلا نحمل الفقراء كما الأغنياء. نحن بكل الأحوال نريد ان نمشي بما أمرنا الله به في خط الاستقامة وأن نوجه كل نعم الله لخدمة الناس والمصلحة العامة ومصلحة المجتمع، وأن نتخلى عن مصالحنا الشخصية وأنانياتنا، فيكون الله معنا ويكون ناصرنا. فالذي نصرنا في أشرس المعارك وفي مواجهة الهجمة الني شنت علينا سينصرنا في كل حين إذا التزمنا هذا الخط الإيماني والجهادي الذي نفتخر بالانتماء اليه".  وتابع: "صحيح كان لنا شرف تعميم خبرتنا الولائية على الكثير من المستضعفين في هذه المنطقة وشعوبها، لكن يجب ان نتعلم من تجارب الشعوب الأخرى. لكن أيها الأعزاء، عليكم أن تتعلموا ونتعلم من صبر أولئك اليمنيين الذين يذبحون ويمنع عنهم الدواء والهواء من أجل أن تنتصر إرادتهم وألا يضيع حقهم ويذلوا، من أجل ألا يرضوا ويكونوا حارسا للاجنبي في منطقتنا. يقصف في دولة مارست العدوان على اليمن تقوم القيامة، لكن تحصل إبادة للأطفال والنساء الذين خارج ساحات القتال لا نسمع صوتا يدين المجازر والاعتداء ولا يطالب بوقف التصعيد". وقال: "هذا لا يضير أيها الأعزاء، بل يزيد من رصيد اليمنيين في قلوب المستضعفين في العالم. هذا يؤشر إلى الزاوية التي يحشر بها العدوان ولم يجد سبيلا الى توازن المعادلة إلا بسفك دماء الأبرياء، ولن تتوازن المعادلة. الشعب اليمني سينتصر انتصارا مدويا كما دوي دماء الأطفال التي تراق ظلما. نأمل أن يكون النصر قريبا ونستفيد من تجربة الشعب اليمني، من تواضعه وإيمانه وصبره والتزامه لقيادته. 8 سنوات من الحصار ومنع الدواء على اليمنيين، والمجاهد اليمني في العراء والمعارك والصخور، بكل صبر وعزيمة". وختم رعد: "علينا أن ندرس تجربة اليمن جيدا ونتعلم منها، لئلا تتجرأ إسرائيل وتتطاول".

 

جعجع يعيد ترشيح عقيص في زحلة

وطنية/23 كانون الثاني/2022

أعلن رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع اليوم الأحد, إعادة ترشيح النائب جورج عقيص عن المقعد الكاثوليكي في زحلة، مؤكدًا أن, "القوات تتواصل في زحلة مع بعض الشخصيات المستقلّة من أجل تكوين لائحة سياديّة بامتياز وتغييريّة بامتياز وضد الفساد بامتياز وقادرة على وضع الجهد اللازم من أجل بناء الدولة التي نطمح لها". كلام جعجع جاء خلال ندوة تحضيرية للإنتخابات في زحلة عقدتها المنسقيّة في مركزها في المدينة، وحضرها: معاون الأمين العام للحزب د. وسام راجي، منسق المنطقة د. ميشال فتوش، المنسقان السابقان: طوني قاصوف وميشال تنوري، الهيئة الإداريّة للمنسقيّة، رؤساء المراكز ومسؤولي القطاعات والمكاتب الإنتخابيّة. وقد اطل جعجع على المشاركين في الندوة في اتصال عبر تطبيق "zoom"، واستهل كلمته بالقول: "اشتقت جداً لزحلة وأهلها، فللأسف الظروف في السنتين الماضيتين لم تسمح لي بزيارتها إلا أنني إن شاء الله سأزوركم قريباً لنلتقي مواجهةً ونتكلم في كل ما نريد الكلام به". ولفت جعجع إلى أننا, " لا نخوض أبداً هذه الانتخابات على أساس الحصول على نائب من هنا وآخر من هناك، فهذه الانتخابات مصيريّة باعتبار أنه على ضوء نتائجها سيتحدد ما إذا كان لبنان سيستمر على النحو الذي هو عليه اليوم، أي نحو القعر أكثر وأكثر وأكثر، أو أن هذا التدهور سيتوقف لتبدأ عمليّة الإنقاذ المنشودة". وأضاف أنه, "يجب أن يؤمن كل فرد منا أن صوته قادر على التغيير في كل شيء، لأن الإرادة بالتغيير هي إرادة ذاتية قبل كل شيء، وهذا الإيمان يجب ان يترجم في الانتخابات في زحلة وكل لبنان، ومهمتنا تبديد الانطباع الخاطئ لدى البعض بان صوتهم لا يؤثر سلبا او إيجابا، وعلينا أن نفسر لهم أنه على ضوء صوتهم الذي سيدلون به في صندوق الإقتراع سيصل هذا النائب أو ذاك إلى الندوة البرلمانيّة ووصول هذا أو ذاك سيؤدي إلى تكوين أكثرية جديدة ويحدد ما إذا كنّا سنستمر بالتدهور أو أننا سنقف عند حدود معيّنة لنبدأ بعملية الصعود مجدداً".

ولفت جعجع إلى أنَّ, "هناك بعض المفاهيم المغلوطة والموروثة منذ زمن في أن الصوت الذي يدلي به المواطن اللبناني في صندوق الاقتراع لا علاقة له بالسياسات العامة في البلاد التي تقوم بتحديدها الشياطين من الخارج أو الملائكة من السماء، وهذا المفهوم برمّته خطأ فمن يحدد السياسات العامة في لبنان وما إذا كنا سنتجه شرقاً أو غرباً وما إذا كانت الدولة فاسدة أم لا وما إذا كان هناك سلاح واحد على أراضيها هو هذا الصوت الذي ندلي به يوم الانتخاب وعلى الناس أن يدركوا هذا الأمر جيداً". وتابع, "باعتبار أنه أصبح معلوماً اليوم ما هو اتجاه الإرادة الشعبيّة في لبنان اللهم الأساس هو أن تتصرف يد الناس بحسب ما عقلهم وقلبهم يريد ليعبّر صوتهم يوم الانتخابات عن التوجهات التي يريدونها وهي دولة فعليّة بسلاح واحد وهو سلاح الجيش اللبناني، خالية من الفساد ولديها علاقات طيّبة مع جميع دول العالم، وليس انطلاقاً من اعتبارات أخرى لا علاقة لها في ما يريدونه".

وشدّد أنَّ, "وهذه النقطة أساسيّة وجوهريّة أيضاً وأود أن أطلب منكم فرداً فرداً أن تقوموا بنشرها بيتاً بيتاً في زحلة والمنطقة ليدرك الناس ان مصيرهم بيدهم للخروج مما نحن فيه أو التمديد 4 سنوات أخرى لجهنم التي نعيش فيها اليوم، اللهم أن يدركوا كيف يجب أن يترجموا تطلعاتهم في صندوق الاقتراع".

ورأى جعجع أنَّ, "ليس فقط في زحلة وإنما كل مواطن لبناني مدعو أن يفكّر جيداً وبشكل صحيح قبل الإدلاء بصوته في صندوق الاقتراع، فمن زاره عندما توفي والده يجب أن يرد له الجميل برد الزيارة لا أن يقوم بالاقتراع لصالحه باعتبار أن الواجبات الاجتماعية يجب مبادلتها بواجبات اجتماعية مماثلة وليس بالخيارات الوطنيّة، وإذا ما دفع شخص ما عنه مبلغاً من المال في يوم من الأيام في المستشفى أو في أي مكان آخر يجب عليه أن يرد له الجميل عندما تتحسن أحواله بإعادة المبلغ له لا أن يعطيه صوته في الانتخابات لأن صوته أغلى بكثير من هذا المبلغ الزهيد من المال".

وأضاف, " باعتبار أنه لو أدلى المواطن اللبناني أساساً بصوته لصالح الجهة المناسبة لما كان بحاجة لكي يدفع عنه أحد أي مبلغ مالي أياً يكن هذا المبلغ، لذا علينا العمل جميعاً على تصحيح هذه المفاهيم المغلوطة في مجتمعنا لأنها ستحدد مصير الانتخابات القادمة".

واعتبر جعجع أن "الاتجاه العام في لبنان كما هو في زحلة جيد جداً اللهم أن نتابع عملنا حتى النهاية وبالشكل المطلوب، فلا نوم بعد اليوم حتى اقفال صناديق الاقتراع في 15 أيار وعليكم جميعاً أن تعتبروا أنفسكم مسؤولين في ماكينة انتخابية كبيرة اسمها "القوّات اللبنانيّة".

وتابع, "باعتبار أنه بعد إعلان التعبئة الانتخابية العامة لم يعد هناك أي تمييز بين من يعمل في الماكينة الانتخابية ومن يعملون في قطاعات حزبيّة أخرى باعتبار أن جميع المصالح والأجهزة والمكاتب والمراكز والمسؤوليات اليوم تحوّلت إلى مصالح وأجهزة ومكاتب ومراكز انتخابيّة فالمطلوب منا جميعاً أن نضع جهدنا كاملاً من أجل العمل على تأمين الانتصار للخط السيادي التغييري ووجود الدولة في لبنان في الانتخابات المقبلة". وتطرّق جعجع إلى الأوضاع في منطقة زحلة، قائلاً: "نشكر الله أن الأوضاع في المنطقة من الناحية الشعبيّة جيّدة ومشجّعة جداً وعلينا أن نكمل تحضيراتنا من أجل ملاقاة هذا الوضع الشعبي بالترتيبات اللازمة لكي يتم ترجمة هذا الوضع الشعبي في صناديق الاقتراع". وختم رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع بالقول, "وددت الإطلالة عليكم اليوم في ندوتكم هذه لأؤكد لكم أن ما ستؤول له الأوضاع في لبنان بشكل عام متوقّف على عمل كل فرد منكم، وسيكون لنا لقاءات عدة قبل الانتخابات إلا أن الأهم هو أننا سنلتقي نهار الانتخابات ليلاً لنحتفل بالشكل الذي يجب أن نحتفل به".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 23-24 كانون الثاني/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 23 كانون الثاني/2022

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/105791/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1310/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/January 23/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/105793/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-january-23-2022/

#LCCC_English_News_Bulletin