المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 06 شباط/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.february06.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ ٱئْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/قراءة للياس بجاني (نص وفيديو) في ذل وعار وخيانة وطروادية ورقة تفاهم مار مخايل/مع نص الورقة باللغتين العربية والإنكليزية

الياس بجاني/كفى لبنان واللبنانيين دفع أثمان نفاق وتجارة وكذبة المقاومة

الياس بجاني/سامي وسمير وجوجو: ثلاثي كوارثي وتونالي الرؤية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بالصوت/مقابلة مولة وشاماة مع د. وليد فارس من اذاعة صوت الإرتقاء من اعداد وتقديم د. غسان عبد القادر

قائد جديد لـ "اليونيفيل" في لبنان... من هو؟

التوازنات الخارجيّة تحدّد صورة الرئيس المقبل!

لبنان يؤكد أهمية احترام دور «يونيفيل» وتسهيل حرية عملها

لوكسمبورغ تطلب من لبنان معلومات بشأن حسابات رياض سلامة

رسالة لبنانية للأمم المتحدة تطالب بنقل التفاوض بشأن الترسيم للخط 29

السفيرة الأميركية بمعقل “حزب الله”: اغتيال لقمان سليم هجوم على لبنان

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 5 شباط 2022

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 5 شباط 2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

رفض خليجي مُنتظر للجواب اللبناني: يفتقد المصداقية وصيغ بلغة “حزب الله”

واشنطن تندد بـ"صفقات الخفاء".. ومجلس الأمن يطالب بيروت بالإصلاحات وانتخابات شفافة

الغضب يكبر على “حزب الله” في الضاحية و داخل بيئته

إحباط تهريب 27 كلغ “شوكولا بالكبتاغون” إلى الكويت

الوضع الوبائي مأساوي… والمستشفيات “رح ينفجروا”!

بعبدا “تُقرصن” التشكيلات القضائية

تنسيق معارِض لإحباط اي محاولة لتطيير الانتخابات

أجواء الرد الخليجي على لبنان “سلبية”

المركزي يسلّم كافة المستندات التي طلبتها “A&M”

إصرار على سلفة الكهرباء… وخلافات بالجملة!

هوكشتاين إلى بيروت حاملاً "خلاصة الموقف الإسرائيلي"

التشكيلات القضائية: "القرصنة" مستمرة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

وفاة الطفل ريان

الأزهر والفاتيكان يحتفيان باليوم الدولي لـ«الأخوة الإنسانية»

روحاني وخاتمي يقودان “انقلاباً” ضد رئيسي ويشكلان حكومة ظل

واشنطن تخفف العقوبات ضد إيران... ومالي: لن نرفعها كلها... وعبداللهيان: توصلنا لتفاهمات ونسعى للضمانات

ضغوط في الكونغرس على بايدن للتخلي عن «هوس» طمأنة إيران

دعوات من مشرعين في الحزبين إلى دعم الحلفاء وإعادة الحوثيين لقائمة الإرهاب

إيران: لا يمكن لأي اتفاق أن يقيد الأبحاث النووية

واشنطن تعيد إعفاء إيران من عقوبات على برنامجها النووي «السلمي»

تحذير من قصر «فترة الاختراق» النووي الإيراني مقارنة بـ 2015 وماكينزي يتهم إيران بالاعتماد على ميليشياتها لتنفيذ «الأعمال القذرة»

العراق: الكتلة الصدرية تقاطع جلسة انتخاب الرئيس

سيناتور أميركي يطالب ألمانيا بإعادة النظر في سياستها بشأن أزمة أوكرانيا

الولايات المتحدة تكشف «مؤامرة» روسية لتبرير غزو أوكرانيا

بوتين وشي يرفضان توسع «الناتو» شرقاً ويتهمان الغرب بزعزعة الاستقرار

سفن حربية روسية تصل إلى ميناء طرطوس غرب سوريا قطعت أكثر من أكثر 6000 ميل بحري في رحلة حول أوروبا

داعش» والإيزيديون... جرائم تنتظر محاكمات و«الشرق الأوسط» ترصد ردود فعل ضحايا القرشي على قتله قبل أن يحاسب

شهود عيان من أطمة لـ«الشرق الأوسط»: عراقي غامض كان يسكن في منزل عادي

ليبيا: مرشحان فقط لخلافة الدبيبة وحفتر يعود لقيادة الجيش

حارسة للقذافي: الرئيس السابق على قيد الحياة ويقود المقاومة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أيّها الموارنة: كنتم الحضارة، فَجَعلوا مِنكم للانتخابات صحَّارة... "أُمُرُونُيِ: مدِينُيُوتُا وَيْتون، وعبدُوُخون قُوفيناِ لـﭼُوبُياِ"/بقلم المخرج يوسف ي. الخوري

البروبغندا الايرانية وأهداف حزب الله/الكولونيل شربل بركات

تعديل قانون الانتخابات: “المغتربون” مقابل البيطار/كلير شكر/نداء الوطن

هل  تحتقر أحزابنا " جماهيرها "؟/توفيق شومان/فايسبوك

إلى الدواء المحلي الصنع دُرّ؟/كارين عبد النور/نداء الوطن

مرجعية سنّية مطعّمة لقيادة الانتخابات/نقولا ناصيف/الأخبار

بعد 25 عاماً: 3 تحدّيات قاتلة و4 سيناريوهات مقبلة/جان عزيز/اساس ميديا

بعد الحريري وسلام… ميقاتي لن يخوض الانتخابات؟/راكيل عتيِّق/الجمهورية

الحكومة “تكهرب” البرلمان!/خالد أبو شقرا /نداء الوطن

خط الرجعة/سناء الجاك/نداء الوطن

الذكرى السنوية الأولى لإحراق بلدية طرابلس: لا ترميم ولا حقيقة/مايز عبيد/نداء الوطن

كل دكان سلطان زمانه... فهل تخيفهم المحاضر؟ إقفال الـcoop و"ريدي" بالشمع الأحمر وإمهال تعاونية رمّال/رمال جوني//نداء الوطن

الأزمة الاقتصادية فاقمت معاناتهم وأفقدتهم قيمة تعويضاتهم "جنى العمر" يذوب أمام عيون المتقاعدين/جويل الفغالي/نداء الوطن

"رجل دولة" في زمن "نهش" الدولة... إنتفاضة القائد للعسكر/ألان سركيس/نداء الوطن

قيد الدرس!/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

الليرة مفقودة والدولار متوافر؟!/رنى سعرتي/الجمهورية

غاز إسرائيل وسلاحها/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

هل الإسكندر تجليطة؟: «بطولات وفتوحات»/سمير عطا الله/ الشرق الأوسط

كارثة التعليم في سوريا!/أكرم البني/ الشرق الأوسط

«داعش» بعد مقتل زعيمه وتمرد الحسكة/شارلز ليستر/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي اطلع من بو حبيب على المبادرة الكويتية

مراد سلم الراعي رسالة جعجع الى غالاغير

موفد من جنبلاط يلتقي الراعي وينقل «مخاوف» من إلغاء الانتخابات

الحزب التقدمي دعا لتوفير العدالة الاجتماعية ولسياسة ضريبية عادلة في الموازنة

إحباط عملية تهريب مخدّرات داخل علب شوكولا!

لبنان يسلّم العراق 337 قطعة أثرية

ولادة تحالف المعارضة الديمقراطية في صور ومنطقتها

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ ٱئْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر

“إنجيل القدّيس لوقا12/من42حتى48/”قَالَ الرَّبُّ يِسُوع: «مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟ طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هكذَا!حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ. أَمَّا إِذَا قَالَ ذلِكَ العَبْدُ في قَلْبِهِ: سَيَتَأَخَّرُ سَيِّدِي في مَجِيئِهِ، وَبَدأَ يَضْرِبُ الغِلْمَانَ وَالجَوَارِي، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَر، يَجِيءُ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ في يَوْمٍ لا يَنْتَظِرُهُ، وَفي سَاعَةٍ لا يَعْرِفُها، فَيَفْصِلُهُ، وَيَجْعلُ نَصِيبَهُ مَعَ الكَافِرين. فَذلِكَ العَبْدُ الَّذي عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَمَا أَعَدَّ شَيْئًا، وَلا عَمِلَ بِمَشيئَةِ سَيِّدِهِ، يُضْرَبُ ضَرْبًا كَثِيرًا. أَمَّا العَبْدُ الَّذي مَا عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَعَمِلَ مَا يَسْتَوجِبُ الضَّرْب، فَيُضْرَبُ ضَرْبًا قَلِيلاً. وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ ٱئْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

قراءة للياس بجاني (نص وفيديو) في ذل وعار وخيانة وطروادية ورقة تفاهم مار مخايل/مع نص الورقة باللغتين العربية والإنكليزية

الياس بجاني/06 شباط/20221

http://eliasbejjaninews.com/archives/95699/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-15-%d9%84%d9%88%d8%b1%d9%82%d8%a9/

لا يمكننا أن نقول اليوم في الذكرى 16 لتوقيع ورقة تفاهم مار مخايل بين ميشال عون وحسن نصرالله غير أن هذه الورقة كانت ولا تزال وسوف تبقى خطيئة وجريمة وخيانة وذمية وطروادية بأبشع الصور، وهي داكشت الوطن وأهله وهويته ووجوده ومقاومته ودماء الشهداء وتاريخه بكرسي ومنافع ومكاسب شخصية وعائلية.

وفي هذا السياق الإسخريوتي فإنه في كل دولة من دول العالم هناك يوم اسود في تاريخها يتذكره الشعب ويلعن من تسبب به على خلفية الغباء والنرسيسية والخيانة والأجندات السلطوية الشخصية.

نحن منذ تاريخ توقيع الورقة “الخيانية” نرى وعن قناعة وبإيمان راسخ مبني على إثباتات ومواثيق ومعايير وطنية وتاريخية وإيمانية، ويرى معنا كثر من أهلنا الأحرار في الوطن الأم لبنان، وفي بلاد الانتشار، أن يوم السادس من شباط عام 2006 كان يوماً اسوداً بامتياز.

في ذلك اليوم المشئوم والأسود تخلى سياسي وزعيم لبناني كان مفترض أنه سيادي ومقاوم، وتولى سابقاً رئاسة الوزراء وقيادة الجيش اللبناني، هو العماد ميشال عون، تخلى بجحود وكفر وتخدر ضمير عن ذاته وتاريخه، ونقض دون خجل أو وجل كل وعوده وعهوده، ولحس كل شعاراته، وضرب عرض الحائط بكل ما هو لبنان ولبناني ودستور وعدل وقوانين وثوابت مسيحية ولبنانية واستسلم بذل للمحتل الإيراني الملالوي والمذهبي والإرهابي الذي هو حزب الله، ووقع معه ورقة سميت “ورقة تفاهم”… وأمسى من يومها رهينة لدى الحزب وأداة تخريبية وتدميرية بيده وتحت أمرته بالكامل.

إن ورقة تفاهم عون مع حزب الله التي قدست في بندها العاشر سلاح الحزب بينت كم أن الإنسان بطبيعته الغرائزية هو دائماً معرض للوقوع في التجربة الإبليسية عندما يقل إيمانه ويخور رجاؤه ويتعلق بثقافة الأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي.

عون بتوقيعه الورقة تنازل عن ذاته الإيمانية، ووقع في التجربة الشيطانية، وأصيب بعمى البصر والبصيرة، وتخلى عن كل ما هو لبنان ولبناني ووطنية.

والأخطر على المستوى الشخصي للرجل أنه رذل وداس ونحر ماضيه وباعه مقابل ثروات ومواقع سلطوية هي من تراب الأرض وفانية وآنية وباقية عليها.

باع نفسه وتخلى عن وضعيته الوطنية والمقاومتية مقابل كرسي رئاسي سلموه إياه بعد تجويفه من كل مقوماته الدستورية والوطنية.

الرجل باختصار خان نفسه وانقلب عليها في أقل تقدير، هذا إذا افترضنا أنه كان صادقاً في انتمائه للبنان ولمقاومته الحقيقة وللشعارات التي رفعها وللخطاب المقاوم والسيادي الذي تبناه ما قبل الورقة.

في الواقع المعاش فإن المنطق والعقل والحقائق يؤكدون أن عون لا يزال رهينة ورقة تفاهمه مع حزب الله 100%، وبالتالي فإن أي حليف أو مؤيد له أو ساكت عن شروده السيادي والإستقلالي والدستوري هو عملياً حليفاً لحزب الله وغطاءً لمشروعه الفارسي والذهبي والإرهابي.

للأسف إنها الطبيعة البشرية الغرائزية التي تسود عندما يقل الإيمان ويخور الرجاء.

ولحك ذاكرة عون وغيره من الشارين وعبدة الشخص فإن ورقة التفاهم كانت ولا تزال غطاءً مسيحياً مجانياً لكل ارتكابات حزب الله وقد استعملت ولا تزال في الأحداث الخطيرة ومنها، حرب تموز، وانقلاب الدواليب في 27 كانون الثاني 2007 وتحويله انقلاباً، وباحتلال الوسط التجاري تحت عنوان الاعتصام وتطويق السرايا، ومروراً بغزوة بيروت في 7 أيار، والقمصان السود وتطيير حكومة الرئيس سعد الحريري، وصولا إلى التورط في حروب سوريا والعراق واليمن ومعاداة الدول العربية وعزل لبنان عن دول الغرب الصديقة، وكذلك سلسلة الاغتيالات التي نفذها ومستمر بتنفيذها حزب الله .. كل هذه الأحداث غطتها ورقة التفاهم وحصل عون في المقابل على الرئاسة المفرغة من أي قيمة أو دور غير الغطاء .. والثمن الذي قدّمه عون لحزب الله باسم جزء كبير من المسيحيين هو أكثر بكثير من المكاسب الشخصية التي حصّلها، ولم تكن مكاسب للمسيحيّين أو مكاسب وطنيّة بل شخصيّة وعائليّة بحتة.

أخطر بنود الورقة هو البند العاشر الذي يتناول سلاح حزب الله، ويصفه بالوسيلة المقدسة. فقد نصّ هذا البند على أن سلاح حزب الله (لم يستخدم مصطلح المقاومة)، وهو وسيلة مقدسة ومكلّف بالدفاع عن لبنان وحمايته إلى أن يزول الخطر الإسرائيلي وتوافر “الظروف الملائمة”، وهذه كلمات غامضة تعطي الغطاء للسلاح إلى الأبد، والبند هذا الذي يحمل عنوان حماية لبنان وسيادته لا يذكر أبدا الجيش اللبناني، وكأن الأخير ليست مهمته الدفاع عن لبنان وحمايته، وهذا أمر خطير أراد حزب الله تمريره في الورقة وبصم عون عليه مع أنّه كان قائداً سابقاً للجيش ورئيساً لحكومة عسكرية!.

إن التعاطي مع سلاح حزب الله طبقاً للورقة هو تعاط مع الآلهة، والورقة لا تطرح أية آلية لمعالجة هذا السلاح وتسليمه للدولة ولا هي لم تتحدث عن مدد زمنية لإنهاء دوره، بل فتحت له المدى الزمني لسنين غير محددة ربطة مصيره بمصطلح غامض ومطاط هو “الدفاع عن لبنان”.

الأمر الأخطر في الورقة هو الذي يقول “سلاح حزب الله”، وليس حتى سلاح المقاومة وهنا افتراضاً إذا أراد أي مسيحي لبناني أن يحمل البندقية ليقاوم فالنص لا يشمله، وبالتالي فأمر المقاومة محظور عليه… كما أن ربط سلاح حزب الله بـحماية لبنان ونضوج الظروف الموضوعية المبهمين في الورقة هما فخ ومشكلة.

لا ذِّكر في الورقة إطلاقاً للجيش اللبناني/وظفت الورقة شرعة حقوق الإنسان لتبرير حمل حزب الله للسلاح بحجة الدفاع عن النفس.

المستغرب هنا كيف وقع عون في فخ حزب الله وهو يعلم أن عقيدة الحزب لا تعترف بشيء اسمه المجتمع الدولي ولا بالأمم المتحدة.

إن عقيدة حزب الله تعترف بالشريعة الدينية فقط وليس بالشرعة الدولية.

إن توقيع التيار الوطني الحر على ورقة التفاهم مع حزب الله تعني ببساطة متناهية أنه وقع في مطبات عديدة أخطرها تبنيه عقيدة الحزب الأصولي هذا وموافقته على عدم الاعتراف بالشرعية الدولية وشرعة حقوق الإنسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومن هنا غابت كلمة الدولة عن كل بنود نص الورقة.

المحزن هنا هو انقلاب عون على ذاته لأن كل ما ورد في الورقة يتناقض كلياً مع تاريخ العماد عون وأطروحاته الوطنية والنضالية طوال سنين ما قبل العام 2006.

إن عودة اللاجئين من إسرائيل طبقاً لبنود الورقة يعرضهم لمحاكمات أشد هولاً وأكثر ظلماً من تلك التي أجريت لمن بقي من أهل الشريط الحدودي في لبنان سنة إلفين ولم يلجأ إلى إسرائيل.

باختصار إن النص الذي استعمل في صياغة الورقة يعبر عن حالة التحاق كاملة للتيار الوطني الحر وعون بما كان يريده حزب الله.

الورقة تقر بنظرية الأسد الأب ًشعبين في بلد واحد”.

في الورقة تنازلٌ مطلق من قبل العماد عون لمصلحة حزب الله.

الورقة في بندها الثامن تصف الاحتلال السوري  بالتجربة التي شابتها بعض الأخطاء. (نص البند الثامن: “إن إقامة علاقات لبنانية – سورية سوية وصحيحة تقتضي مراجعة التجربة السابقة باستخلاص ما يلزم من العبر والدروس، ولتلافي ما علق بها من أخطاء وشوائب وثغرات، بما يمهد الطريق للنهوض بهذه العلاقات على أسس واضحة من التكافؤ والاحترام الكامل والتبادل لسيادة الدولتين واستقلالهما على قاعدة رفض العودة إلى أي شكل من أشكال الوصاية الخارجية”)

لم تقدم الورقة أي حل للمخطوفين والمغيبين في سجون سوريا والعماد عون أنكر وجودهم.

في الخلاصة: إن ورقة تفاهم ما مخايل هي كارثة وطنية، وتخلي عن كيان وسيادة واستقلال وهوية لبنان وقفز فوق ودماء الشهداء وتنكر للوجود.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

كفى لبنان واللبنانيين دفع أثمان نفاق وتجارة وكذبة المقاومة

الياس بجاني/05 شباط/2022

من يرفض تدويل لبنان وحياده حتى عن قضية فلسطين وتنفيذ القرارات الدولية ويستسلم لحزب الله بحجة الخوف من حرب أهلية هو غطاء للإحتلال

 

سامي وسمير وجوجو: ثلاثي كوارثي وتونالي الرؤية

الياس بجاني/03 شباط/2022

كل صاحب شركة حزب رايح عالإنتخابات بظل الإحتلال ليشرعنه هو يحمل نعشه ويمشي بهبل إلى القبر لدفن نفسه ووطنه. هذا وضع سامي وسمير وجوجو

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية  

بالصوت/مقابلة مولة وشاماة مع د. وليد فارس من اذاعة صوت الإرتقاء من اعداد وتقديم د. غسان عبد القادر

https://www.facebook.com/irtiqaa.way/videos/461575642328137

 

قائد جديد لـ "اليونيفيل" في لبنان... من هو؟

أم تي في05 شباط/2022

عيّن أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إسبانيًا، رئيساً وقائداً لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل"، وفق بيان أصدره نائب المتحدث الرسمي باسم الامين العام فرحان حق. وذكر البيان أن "اللواء الإسباني أرولدو لازارو ساينز سيخلف نظيره الإيطالي ستيفانو ديل كول الذي سيكمل مهمته قريبًا". وأوضح أن "اللواء لازارو ساينز، يتمتع بسيرة مهنية طويلة ومتميزة مع الجيش الإسباني حيث يشغل حاليًا منصب مستشار وزارة الدفاع لشؤون الدفاع والأمن". وأضاف: "كما يتمتع بخبرة دولية واسعة، إذ سبق وأن خدم في البوسنة والهرسك تحت قيادة الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي".

 

التوازنات الخارجيّة تحدّد صورة الرئيس المقبل!

وكالة الانباء المركزية/05 شباط/2022

حماوة الانتخابات النيابية تكاد تطغى على ما عداها من ازمات سياسية ومالية ومعيشية مستفحلة، واستمرارها بات ينذر بشر مستطير نتيجة قطع للطرقات واواصر البلاد على غرار ما أقدمت عليه أخيرا اتحادات النقل العام رفضا لارتفاع الاسعار وغلاء المحروقات وسواها من المواد الحياتية.والى حملات التراشق الكلامي والاعلامي المستعرة بين القوى السياسية والحزبية على  خلفية شد العصب الشعبي ولم المناصرين، كان اللافت انه وعلى مسافة أشهر من الاستحقاق الرئاسي لم تتبلور حتى الان صورة او معالم الرئيس العتيد للجمهورية خلافا لما كان يحصل في السابق. صحيح ان هناك اسماء متداولة لخلافة الرئيس العماد ميشال عون منذ ان تم انتخابه في العام 2016 امثال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الى اخرى لشخصيات مارونية تشغل مناصب عليا في الدولة ولكن لا شيء محسوما بعد لاي منها لانه وكما يقول مرجع سابق ان شخصية الرئيس العتيد تحددها القوى الاقليمية والدولية المؤثرة في المنطقة ولبنان، الذي يشهد راهنا صراعا بين محورين الاول يجمع دول الممانعة والتنظيمات المقاومة ومنها حزب الله والحلفاء وتتزعمه ايران والثاني ما يعرف بالسيادي ويضم الدول العربية وتحديدا الخليجية المؤيدة للغرب والمحسوبة عليه قوى الرابع عشر من اذار والمجتمع المدني. الاوساط تتوقف هنا عند الصمت المريب للقوى المحسوبة على سوريا حول عدم تحديد دمشق موعد لكل من الرئيس عون والنائب باسيل لزيارتها وتعزو ذلك الى ان نظام الاسد غير راغب في الانجرار الى الاشتباك السياسي الدائر في لبنان وهو يفضل البقاء بعيدا لاعتبارات عربية وسورية ولتجنب تداعيات مثل هذه الخطوة غير المحسومة النتائج. الخبير في الشؤون السياسية الوزير السابق فارس بويز يقول لـ “المركزية”: “ان شخص الرئيس الجديد للبلاد غالبا ما تحدده الظروف المحلية والمعادلات الاقليمية المرتسمة في الافق التي تخضع القوى المحلية لتوازناتها الدولية نتيجة ارتباطها بالخارج للاسف. من هنا القول اذا ما استمرت ايران في موقعها القوي والمؤثر راهنا فان الرئيس المقبل للجمهورية اللبنانية سيكون من صف النهج المعروف بالممانعة وواحد من اثنين سليمان فرنجية أو جبران باسيل. أما اذا تغيرت الاحوال ونتجت عنها معادلات جديدة نتيجة التسويات او الصدامات واحدى محطاتها الرئيسية مفاوضات فيينا، فذلك سيقود حتما الى تغيير في التوازنات  الشاملة من شانها أن ترسم صورة الرئيس العتيد الذي يفترض أن يكون تسوويا على غرار غالبية الرؤساء اللبنانيين الذين انتخبوا منذ نشأة لبنان حتى اليوم. وحده الرئيس الراحل سليمان فرنجية انتخب من قبل اللبنانيين وفاز بأغلبية صوت واحد وذلك في لحظة ترك  فيها لبنان لاتخاذ قراره”. وختم: “من الان وحتى موعد انتخاب الرئيس هناك 8 أشهر قد تحمل الكثير من المتغيرات والا فإن استمرار المشهدية السياسية الراهنة والتوازنات القائمة هو الذي سيرسم صورة الرئيس العتيد للبلاد”.

 

لبنان يؤكد أهمية احترام دور «يونيفيل» وتسهيل حرية عملها

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/05 شباط/2022

أكد وزير الدفاع الوطني اللبناني موريس سليم، على أهمية احترام دور القوة الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) وتسهيل حرية عملها، بالتعاون مع الجيش بحسب المهام التي نصت عليها القرارات الدولية ذات الصلة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وشدد سليم، خلال استقباله قائد القوة الدولية الجنرال استيفانو دل كول، على رأس وفد من بعثة «يونيفيل»، على «وجوب عدم حدوث أي إشكالات بين القوة الدولية والسكان». ووفق «الوكالة الوطنية للإعلام» اليوم (السبت)، أبلغ الجنرال دل كول، وزير الدفاع، بتعيين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اللواء أرولدو لازارو ساينز، خلفاً له أمس (الجمعة)، على أن يتسلم مهامه في أواخر فبراير (شباط) الحالي على رأس يونيفيل. وتناول اللقاء «الاستقرار الذي يسود منطقة عمليات القوات الدولية بفضل التعاون مع الجيش في قطاع جنوب الليطاني». وأكد دل كول «أهمية استمرار عقد الاجتماعات الثلاثية الدورية في الناقورة»، مؤكداً «العلاقة الممتازة السائدة بين القوة الدولية والمواطنين في مختلف البلدات والتعاون البناء بين اليونيفيل والإدارات المحلية». وأشار إلى أن «الحوادث التي تعرضت لها دوريات اليونيفيل لا تعبر عن أي مشاعر عدائية من قبل المواطنين في تلك المنطقة تجاه القوات الدولية».

 

لوكسمبورغ تطلب من لبنان معلومات بشأن حسابات رياض سلامة

لوكسمبورغ: «الشرق الأوسط أونلاين»/05 شباط/2022

أكد مصدر قضائي لبناني رفيع المستوى لـ«رويترز» أن لبنان تلقى رسالة من سلطات لوكسمبورغ تطلب معلومات تتعلق بحسابات وأصول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.ولم يذكر المصدر تفاصيل.وأكد متحدث باسم القضاء في لوكسمبورغ في نوفمبر (تشرين الثاني) أنه فتح «قضية جنائية» تتعلق بسلامة وشركاته وأصوله، وامتنع عن تقديم معلومات أكثر في ذلك الوقت، بحسب «رويترز» من جهته، قال سلامة إن طلب التعاون إجراء عادي وليس «دعوى قضائية». وأضاف أنهم لو كانوا رفعوا دعوى قانونية فلن يحتاجوا إلى المساعدة في التحقيق. ونفى سلامة التقارير التي قالت إن سلطات لوكسمبورغ وجهت إليه اتهامات، وقال إن سويسرا وفرنسا سبق وأن طلبتا تعاونا مماثلا من لبنان. وقال مكتب المدعي العام السويسري العام الماضي إنه طلب مساعدة قانونية من لبنان في إطار تحقيق في «غسل أموال ضخم» واحتمال اختلاس أكثر من 300 مليون دولار في ظل رئاسة سلامة لمصرف لبنان. وفتحت أيضاً فرنسا وليختنشتاين تحقيقات في مزاعم غسل أموال فيما يتعلق بسلامة. وأكد سلامة في مقابلة مع «الشرق الأوسط» أمس أن الحملة التي يتعرض لها «أسباب سياسية». وأضاف أن كل مكامن الضعف التي أدت للأزمة اللبنانية الحالية تم حصرها بشخصه، «وهو أمر غير منطقي، هدفه شيطنتي وتحويلي كبش محرقة».

سلامة لـ«الشرق الأوسط»: الحملة ضدي سياسية

وتابع قائلاً: «خلال العامين الماضيين كان مصرف لبنان المؤسسة الوحيدة التي تموّل القطاعين العام والخاص... وقد تصدّينا لكل المخاوف خصوصاً تلك التي كانت تتحدث عن مجاعة مقبلة. خفّفنا حدة الأزمة من خلال الدولارات التي كنا قد جمعناها استباقياً خصوصاً أنه لم تأتنا أي مساعدة من الخارج، وبالعكس كان يتم تحطيم صورة لبنان بهدف الدفع باتجاه الانهيار الكبير. قد يكون جزءاً من النقمة علينا أننا لم نسمح بحصول هذا الانهيار. اليوم هناك حكومة ونيات جدية لإعادة النهوض بالبلد، وهم لا ينطلقون من نظام محطم إنما من نظام موجود يمكن إصلاحه».وردّ سلامة على الإجراءات القضائية المتخَذة ضده، قائلاً: «كل القرارات الصادرة عن القاضية غادة عون شعبوية، باعتبار أن محكمة التمييز كانت واضحة لجهة أنْ لا صلاحية لها، أضف إلى ذلك أنني تقدمت بطلب رد القاضية عون لأن هناك إثباتات تؤكد أنها تكنّ عداوة شخصية لي سواء من خلال تغريدات لها على موقع (تويتر) أو من خلال تقارير رفعتها للخارج ضدي، وبالتالي كيف يمكن أن يكون القاضي حكماً وخصماً بنفس الوقت؟».

 

رسالة لبنانية للأمم المتحدة تطالب بنقل التفاوض بشأن الترسيم للخط 29

بيروت ـ “السياسة” /05 شباط/2022

قبل أيام من موعد وصول الوسيط آموس هوكشتاين الأميركي المكلف رعاية مفاوضات الترسيم، أرسل لبنان عبر وزارة الخارجية إلى الأمم المتحدة، بناء على توجيهات من رئاسة الجمهورية، بنقل التفاوض بشأن الحدود البحرية اللبنانية الجنوبية من الخطّ 23 إلى الخطّ 29، مع الاحتفاظ بحق تعديل المرسوم رقم 6433 في حال المماطلة وعدم التوصل إلى حل عادل. وقالت مصادر مطلعة لـ”المركزية” أن “هذا الخرق الذي سيشكل صفعة قانونية لإسرائيل، وقد يلزمها بالحضور إلى طاولة المفاوضات بعدما كانت اطمأنت، إلى أنها “حاصلة على كل الثروات النفطية من حساب مساحة لبنان من دون جميلة المفاوضات”، يعود إلى كتاب أرسله رئيس بعثة إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد أردان بتاريخ 23 ديسمبر2021 إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يبدي فيه اعتراض إسرائيل على فتح لبنان دورة التراخيص الثانية للتنقيب عن النفط والغاز في المياه البحرية التي كان أعلن عنها وزير الطاقة وليد فياض بتاريخ 26 نوفمبر الماضي، وهي تمتد إلى المياه الإسرائيلية أي إلى مساحة 860 كلم مربع المتنازع عليها بين الجانبين.

 

السفيرة الأميركية بمعقل “حزب الله”: اغتيال لقمان سليم هجوم على لبنان

بيروت ـ “السياسة” /05 شباط/2022

تجمع أصدقاء الكاتب السياسي الراحل لقمان سليم في حديقة دارة محسن سليم – حارة حريك، بضاحية بيروت الجنوبية في الذكرى السنوية الأولى لاغتياله، أمس، بحضور السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي تدخل مرة ثانية إلى معقل “حزب الله” والسفير البريطاني إيان كولارد وممثلّ عن السفير الألماني.

وقالت شيا في كلمة: “اسمحوا لي أن أبدأ بتجديد خالص تعازيَّ لأسرة لقمان سليم، وكذلك للمجتمعين هنا وفي الخارج، الذين أحبّوه والذين عملوا معه. كلنا هنا كنا متأثرين بعمله. لقد دافع لقمان عن حكم القانون. كان مناضلاً.. لم تخيفه أبداً التهديدات المتكرّرة ضده”. وأضافت: “لم يكن اغتياله هجوماً على شخص فحسب، بل كان أيضًا هجومًا على لبنان نفسه”. وأشارت شيا، إلى أن في أعقاب اغتيال لقمان، حاولت الجهات الخبيثة في لبنان إضعاف وتشويه ونزع الشرعية عن مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية اللبنانية، لكن اعتداءاتهم لا يمكن أن تمنع الجريء من قول الحقيقة للقوة”.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 5 شباط 2022

وطنية/05 شباط/2022

نداء الوطن

قرأت أوساط متابعة الزيارات التي قام بها نواب من «المستقبل» وشخصيات محسوبة على التيار إلى دار الفتوى في اليومين الأخيرين على أنها محاولة من هؤلاء للحصول على مباركة دار الفتوى لترشيحها، ليتم توظيفها في ما بعد بكسب أصوات الشارع السني على قاعدة أن دار الفتوى تغطي هذه الترشيحات والتحالفات.

لم تتقاضَ البعثات الديبلوماسية مخصصات ورواتب الشهر الماضي في وقت لم تعرف بعد كيفية تأمين رواتبهم بالدولار.

إستغرب مصدر اقتصادي السيناريو الذي تتبعه وزارة الاقتصاد في ملاحقة التجار والمحتكرين والمتلاعبين بالاسعار من خلال تطبيق إغلاق المحل، وهو ما يحقق مصلحة التجار الممتنعين اساساً عن بيع السلع بانتظار معاودة ارتفاع سعر صرف الدولار.

الجمهورية

يتجه فريقان على خلافات كبيرة بينهما الى خوض الانتخابات معا في أكثر من دائرة لأن مصلحتهما ومصلحة حليف لهما تحتم ذلك.

أكد مرجع سياسي كبير أنه يستحيل وصول أحد خصومه الى رئاسة الجمهورية.

حصل تفاوت كبير في تطبيق تعميم القرار ١٦١ حيث أن هناك مصارف دفعت بالليرة ومصارف أخرى امتنعت ودفعت بالدولار.

اللواء

بدأت سفيرة دولة كبرى وضع برنامج عمل لتفعيل اتصالاتها مع نخب شيعية في إطار البرنامج الإنتخابي ودعم الترشيحات.

أبلغ حزب بارز عدداً من نوابه الحاليين أن المرحلة تقتضي إجراء تغييرات تطال معظمهم، في هذه المرحلة.

يكشف قاضٍ بارز أن السلطة القضائية تمرّ بمخاض صعب، وفرز بين «قضاة مستقلين» وآخرين ما يزالون في دائرة المرحلة الماضية.

الانباء

تخبّط كبير يشهده فريق سياسي لا يبدو أن تحالفاته الداخلية ستُترجم في الاستحقاق المقبل الا في دوائر محدودة جداً.

مصير ملف قضائي وطني لا يزال معلّقاً بانتظار تعيينات لم تبصر النور بعد رغم الاجتماعات المتتالية لهذه الغاية.

البناء

تقول مصادر في الماكينة الانتخابية للثنائي إن هندسة توزيع الأصوات بناء على درس نتائج 2018 ستضمن تأمين خمسة مقاعد إضافية لجبهة التحالفات وإن تبادل التصويت (سواب) بين الحلفاء سيضمن مقعدين إضافيين والحصيلة زيادة 3 مقاعد بعد حساب الخسائر والأرباح المتوقعة.

تؤكد مصادر جهاز أمني أن معلوماتها تشير الى نهاية فترة الترقب لفرضية تأجيل الانتخابات بعد انسحاب الرئيس سعد الحريري لصالح حسم إجراء الانتخابات. وبات الشكل الوحيد للتأجيل مرتبطاً بحرب إقليمية مستبعدة وأي حدث أمني محلي مهما كان كبيرا سيبقى دون اغتيال الرئيس رفيق الحريري..

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 5 شباط 2022

وطنية/05 شباط/2022

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تتحضر الساح السياسية والاقتصادية اللبنانية لأسبوع تتوازى فيه مجريات الملفات والأوضاع لجهة دقتها، والمفاعيل المترابطة ولكونها تتزاحم في الأيام المئة التي تسبق الانتخابات النيابية، التي يشدد عليها المجتمع الدولي كما يعلن أفرقاء الداخل أنها ستحصل في موعدها بالخامس عشر من أيار، ولن تؤجل على حد تصاريح القوى الموجودة في السلطات وخارجها.

أبرز المجريات في الاسبوع المقبل:

- مشروع الموازنة بلا مادة الكهربا سيقر في جلسة لمجلس الوزراء في القصر الجمهوري الخميس، من أجل إحالته الى البرلمان حيث تنطلق المناقشات المعمقة..

- جلسة عادية الثلاثاء لمجلس الوزراء في السراي دعا اليها الرئيس نجيب ميقاتي بجدول عمل من 77 مادة.

-اطلاع شركة "الفاريس أند مارسال" على ما تبقى من مستندات تطلبها من البنك المركزي.

- مضمون الشق السياسي من عظة البطريرك الراعي في قداس عيد مار مارون الأربعاء في حضور رئيس الجمهورية.

- ترقب مدى استمرار وتوغل وزير الاقتصاد في مكافحة ارتفاعات الأسعار وكبح الفجار من التجار وأصحاب سوبرماركت.

-استطلاع أجواء دول الخليج العربي بعد رسالة الرد اللبناني على الورقة الكويتية- العربية- الدولية.

- عودة الوسيط الأميركي في موضوع الترسيم الحدودي الجنوبي آموس هوكستين الى بيروت.

وعشية عودته تحرك لبنان على خط الأمم المتحدة التي أبلغها برسالة خطية تمسكه بحقوقه وثروته البحرية، وبما طرحه الوفد اللبناني المفاوض بشأن الحدود مع فلسطين المحتلة، وضمن الرسالة أنه لا يمكن الإدعاء بأن هناك منطقة اقتصادية إسرائيلية خالصة مثبتة، وبالتالي لا يمكن اعتبار حقل كاريش إسرائيليا.

في الغضون، وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان مستعد لزيارة لبنان من جديد لتقديم الدعم للشعب اللبناني ومواكبة الحكومة اللبنانية في جهودها لانجاز الاصلاحات وتنظيم الانتخابات التي يجب أن تحصل في موعدها، ولكن حتى الآن ليس هناك من موعد محدد للزيارة، بحسب الناطقة باسم الخارجية الفرنسية.

وإذ أشارت في حديثها ل "النهار" الى القرارين الدوليين 1559 و1701 قالت: "نتوقع من حزب الله أن يتخلى عما سمته الإرهاب وعن المكافحة المسلحة- بحسب تعبيرها- وأن يتصرف كحزب لبناني يحترم السيادة اللبنانية وسيادة الدول الأخرى في المنطقة".

خارجيا يبدو أن التفاهم قريب في مفاوضات فيينا النووية. وفي الملف الاوكراني الصين دعمت مطلب روسيا بتراجع الناتو عن التوسع في أوكرانيا، فيما يزور موسكو مطلع الأسبوع الرئيس الفرنسي، ثم المستشار الألماني في محاولتين لثني بوتين عن خطته المزمعة لغزو أوكرانيا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

 إذا لم تطرأ عراقيل أو مطبات غير محسوبة، فإن طريق الموازنة سالكة ليقرها مجلس الوزراء في جلسته المقررة الخميس المقبل في قصر بعبدا ويحيلها إلى مجلس النواب. الموازنة تحط بداية على طاولة لجنة المال والموازنة النيابية، قبل الهيئة العامة التي تمعن فيها درسا وتمحيصا وتنقيحا وتشريحا.

 وكما بات معلوما فإن بند الكهرباء استعصى بتوتراته العالية على الجلسات الماراتونية لمجلس الوزراء في السراي الحكومي فجرى فصله عن مشروع الموازنة. الفصل جاء على غير ما اشتهى وزير الطاقة الذي كان يفضل المضي في سلفة الكهرباء، من دون ربطها بالخطة الإصلاحية الجذرية للقطاع.

 وإذا كان الاهتمام ينجذب إلى جلسة مجلس الوزراء الخميس على نية حسم الموازنة، فإن هذا لا يطمس أهمية الجلسة العادية التي تعقد الثلاثاء في السراي بجدول أعمال من ستة وسبعين بندا.

 وبين الثلاثاء والأربعاء، يحط الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين في بيروت بعد زيارة إلى تل أبيب في إطار حراكه الهادف إلى تحريك مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة.

قبل وصول هوكشتاين أرسلت وزارة الخارجية اللبنانية رسالة إلى الأمم المتحدة تؤكد أنه لا يمكن الإدعاء بأن هناك منطقة اقتصادية إسرائيلية خالصة مثبتة، بعكس ما ادعى العدو الاسرائيلي بشأن ما يسميه حقل KARISH، ما دفع لبنان إلى الاعتراض على أي أعمال تنقيب في المناطق المتنازع عليها.

إنها معركة الحق اللبناني في مواجهة العدو، من الاستشهادي حسن قصير حتى اليوم. اليوم تحديدا الذكرى السنوية لفتى عامل. هو رجع صدى السادس من شباط. شهادته كانت من اللبنات الأولى لمشروع انتصار لبنان على عدو كان جيشه لا يقهر فصار يقهر. حسن قصير وإخوته في المقاومة هم من رسموا طريق حفظ لبنان سيدا حرا عربيا.

إقليميا تبدو مفاوضات فيينا النووية تسير على السكة الصحيحة، ولعل من أبرز تجلياتها الجديدة المبادرة التي أطلقتها الولايات المتحدة والقاضية بمنح طهران إعفاءات من بعض العقوبات.

لكن الإيرانيين لم يسل لعابهم أمام هذه المبادرة، وهم اعتبروا أن الإجراءات الأميركية جيدة لكن غير كافية، وأكدوا أن على واشنطن أن ترفع العقوبات بصورة شاملة ومن ضمنها العقوبات النووية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

 نداء استغاثة صحية رفعته الحكومة اللبنانية، ففي زمن الأزمات لا قدرة لها على علاج حتى المصابين بالأمراض المزمنة، كما اشار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في اليوم العالمي للوقاية من السرطان، كيف لها القدرة والسرطانات المالية وهندساتها قد فتكت بالبلد ولم يسلم منها معافى ولا مريض، ومستشفى الشرق الأوسط - كما كان يسمى - بات بحاجة الى عناية فائقة، فيما فائق الحقد لدى البعض ما زال يمعن بالوطن المريض تنكيلا، ويسمون أصدقاء وأشقاء .. وما زال بعض اللبنانيين يطلب الترياق ممن تسببوا بكل هذا الشقاء، فكيف لاقتصادنا ووطننا أن يشفى؟.

 البلد الواقف على شفى الموت، اتسعت فيه رقعة الافلاس التي تسببت بها السياسات المصرفية، وبعد المودعين ارتفع صوت نقابات المهن الحرة من أطباء ومهندسين وصيادلة وغيرهم، ممن سرقت المصارف ودائعهم بمئات ملايين الدولارات، وجعلت أوضاعهم الاجتماعية بحالة ارتباك.

 وبعد طول تمنع وارتباك سرب المصرف المركزي عبر وسائل الإعلام أنه قبل بتسليم الشركات المكلفة التدقيق الجنائي المعلومات التي طلبتها، فيما تكفلت الجوقة السياسية والإعلامية - المعروفة التنغيم والتمويل - التقليل من أهمية طلب اللوكسمبرغ رسميا من السلطات اللبنانية اعطاءها معلومات تتعلق بحسابات وأصول حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، بناء على الدعاوى المرفوعة ضده هناك.

 بناء على عداد كورونا، فإن منسوب الخطر يتفاقم، ومع سرعة انتشار المتحور أومكرون وتزايد أعداد الاصابات فضلا عن عجز فحوصات الـpcr عن كشف الإصابات في بعض الأحيان، يفرض على اللبنانيين أعلى درجات الحيطة والحذر والوقاية من هذه الجائحة المتفلتة.

 في الإقليم لجمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية العنجهية الأميركية، ومع إصرارها على حقوقها النووية بدأت تنازلات واشنطن بالتخفيف من العقوبات، وان اعتبرتها طهران غير كافية للوصول الى الاتفاق النووي، لكنها مؤشر ايجابي على طريق المفاوضات.

 * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

 في موسم الانتخابات، يتبارون في التنديد بمساوئ النظام. يطلقون الشعارات الرنانة، ويوزعون اللوحات الاعلانية المكلفة على المفارق والطرقات وفي الساحات،… وعند دعوتهم الى البحث في تعديل النظام او بحث بعض بنوده لتطويره، يتنصلون. أما عند وضعهم أمام مسؤولياتهم حيال تطبيق بند جوهري من بنود النظام والوفاق، كاللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، فيتبارون في الهرب من الحوار.

وفي موسم الانتخابات النيابية أيضا، يتبارزون في التهجم على "حزب الله"، قاصدين بذلك، لا الحزب وحده، بل حلفاءه المسيحيين قبله. أما عند وضعهم أمام مسؤولياتهم للبحث في الاستراتيجية الدفاعية، فيتبارزون في ابتداع الحجج وخلق الذرائع للاعتذار عن الحوار.

وفي موسم الانتخابات أيضا وأيضا، يتسابقون على التذمر من الأوضاع المعيشية، الناتجة عن الوضع الاقتصادي والمالي المعروف. يزعمون الحرص على الناس والقلق على مصيرهم، فيما همهم الفعلي مقعد بالزائد او بالناقص، وحضور سياسي أقوى، يعبرون بواسطته من الاستحقاق النيابي الى الحكومي فالرئاسي. أما عند وضعهم امام مسؤولياتهم للنقاش في خطة للنهوض والتعافي في جو من التفاهم الوطني العام، فيختفون عند الدعوة الى الحوار.

هذه هي ببساطة حقيقة غالبية الشخصيات والقوى التي تزعم المعارضة اليوم، وتطمح الى تزعم الموالاة بعد الانتخابات. بأسمائهم تعرفونهم ومن تاريخهم وسيرهم الذاتية تقرأون المستقبل.

في الحرب حرقوا البلد، وفي السلم سرقوه. أما المستقبل، فلا يريدونه إلا استمرارا لماضيهم المحروق، وتكريسا لحاضرهم الأسود.

أشهر قليلة، وتدق ساعة الحقيقة. والشعب سيكون عمليا مصدر القرار. فهل يستسلم في الانتخابات المقبلة لأكاذيبهم المستمرة منذ ثلاث سنوات، ويخضع لنفاقهم المستمر منذ ثلاثة عقود؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إسمه ريان. إنه طفل مغربي في الخامسة من عمره. قبل خمسة أيام لم يكن العالم يعلم من هو، ولا اسم قريته، ولا أين تقع على خريطة العالم. لكنه مذ انزلق الى قعر بئر في جوار منزل العائلة أضحى حديث الشرق والغرب. ريان استقر على عمق 32 مترا تحت سطح الأرض. هو عالق في البئر، ومعلق بحبل الأمل، ينتظر بلهفة أن تصل عملية الانقاذ الى نهايتها السعيدة فيعود الى سطح الارض من جديد، ويعود الى عائلته بل الى العالم كله الذي اضحى في انتظاره.

في المبدأ سحب الطفل سيتم، لكن قصة ريان ستبقى في الأذهان: قصة طفل تحدى الخوف والرعب والعطش وضيق التنفس. قصة طفل تحدى الشعور الأليم بالحصار، لكنه تشبث بالحياة، فلم يستسلم بل قاوم، وهدف مقاومته واضح ومحدد: أن يطلع من عتمة البئر والاختناق من قلة الهواء الى نور الشمس ونسمة الحرية. فهل ريان بالنسبة الينا كلبنانيين هو ريان فقط، أم أن قصة ريان فيها شيء من قصتنا، من قصة لبنان؟.

بالمعنى المجازي ريان هو لبنان. وإذا كان الطفل المغربي عالقا منذ خمسة أيام في البئر، فالشعب اللبناني عالق في آبار لا قعر لها منذ سبعة وأربعين عاما، أي منذ بوسطة عين الرمانة الشهيرة. وإذا كان ريان لم يصل مبدئيا الى القعر فاللبنانيون لم يتركوا قعرا الا ولامسوه وارتطموا به الارتطام الكبير. من قعر المعارك والحروب العسكرية، الى قعر الاحتلالات والوصايات، الى قعر التوترات والاشتباكات السياسية، وصولا الى قعر الازمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية.

كلها ذقنا منها الأمرين، والذين رمونا في البئر لم يشبعوا من معاناتنا بعد. لكننا صمدنا كريان وأكثر. معاناتنا مستمرة، فلا الموازنة التي صارت على لياليها في مجلس الوزراء انقاذية حقا، ولا المفاوضات مع صندوق النقد الدولي تسير في الاتجاه الصحيح، والانتخابات النيابية ثمة من لا يريدها ويخترع ما لا يخترع لتأجيلها، فيما الوضع المؤسساتي بين المسؤولين مضحك- مبك في آن.

والخلاص الوحيد من بئرنا هو أن نعي جميعا خطورة وضعنا وأن نتذكر كل من رمانا في بئر، ونحاسبه في الانتخابات المقبلة. لذلك أيها اللبنانيون، عندما تأتي ساعة الاستحقاق، وإذا كنتم تريدون حقا أن تخرجوا من آبار الظلمات الى نور الحرية، أوعا ترجعو تنخبون هني ذاتن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

العالم ينتظر ريان المغربي، وكم من بلد في العالم يحسد المغرب على هذا الجهد، حيث أزاح جبلا لينقذ طفلا.

لبنان من هذه الدول التي تحسد المغرب. ففي لبنان جبال على صدور اللبنانيين. جبال مالية وصحية وحياتية، تضغط عليهم إلى حد الإختناق، وفي كل يوم تزداد اللاءات.

من الملفات الضاغطة: الخلاف المستمر على ملف الكهرباء، إذ إن هناك إصرارا من قبل وزير الطاقة على الحصول على سلفة للكهرباء وإدخالها في الموازنة، وهذا ما يرفضه رئيس الحكومة.

وفي جديد ملف مصرف لبنان، أكد مصدر قضائي لبناني لوكالة "رويترز" أن لبنان تلقى رسالة من سلطات لوكسمبورغ تطلب معلومات تتعلق بحسابات وأصول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. "رويترز" طلبت من سلامة التعليق، فقال إن طلب التعاون "إجراء عادي" لا "دعوى قضائية". وأضاف: "إنهم لو كانوا رفعوا دعوى قانونية فلن يحتاجوا إلى المساعدة في التحقيق".

في التطورات الإقليمية، الرئيس الإيراني يقول "إيران مستعدة لإجراء محادثات مع السعودية إذا كانت الرياض راغبة في مواصلة المحادثات في مناخ من الإحترام والتفاهم المتبادل".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

"اللي إلو عمر ما بتقتلو شدة" فكيف إذا كانت بئرا بعشرات الأمتار عمقا في باطن الأرض؟. خمسة أيام بنهاراتها ولياليها التحف فيها الطفل ريان بالظلمة والخوف، لكن غريزة البقاء كانت أقوى وبوضعية الجنين في رحم من صخر تمسك بالحياة، إلى أن فتحت فرق الإنقاذ ممرا للخلاص وأول الواصلين إليه كان فريقا طبيا مدعوما بآخر هندسي يشرف على عملية إخراج ريان من البئر بأقل ضرر ممكن، فيما الطواقم الأخرى في الخارج مجهزة بالمروحيات وعلى أتم الاستعداد لمعاينته ونقله للعلاج الفوري.

مشاهد عمليات الإنقاذ أبلغ من الكلام، وانتظار إشارة حياة من قلب النفق حبست أنفاس العالم، أما صورة ريان خارج البئر المهجورة فستصبح أيقونة وستنطبع في ذاكرته بكل وجعها وخوفها وحسرتها. ريان والبئر هي حكاية الزمن القادم ربما تروى في الأفلام والمسلسلات كواقعة حقيقية كتب نهايتها السعيدة، وأخرجها بلد وضع كل إمكانياته لإغاثة ابن الخمسة أعوام، فماذا لو كان ريان في لبنان؟ السؤال مشروع لكن أوجه الشبه معدومة.

 فلبنان ومنذ ثلاثين عاما دخل في نفق لا نور في آخره، سلطته رمته في البئر وأجهز عليه إخوته. محكوم من منظومة تحاول إعادة إنتاج ذاتها بتسليم الدفة لأبنائها، وفي مواسم الانتخابات فإن الأبناء لن يأكلوا الحصرم لأن الآباء أكلوا الأخضر واليابس وقضوا على كل الحقوق والمكتسبات. لو كان ريان في لبنان لكان المسؤولون سلموا بالقضاء عليه وتركوه لقدره كما فعلوا بتفجير العاصمة، وكما تعاملوا مع سلسلة الحرائق التي لفت البلاد من أقصاها إلى أقصاها، واكتفوا بالندب على الحال وانعدام الحيلة لأنهم أدرى بشعاب ما اقترفت أياديهم بحق هذا البلد وناسه.

وعدوه بجهنم فكان بئس المصير على الأرض، نهبوا عرق جبينه وجعلوه متسولا على أبواب الدول المانحة وغير المانحة، وها هم اليوم في رحلة التسليم والتسلم يديرون الأزمة ويبحثون في موازنتهم عن جنس الدولار الجمركي، ويسعون فيما تبقى من فلس الأرملة لتطويق أبسط سبل العيش والحقوق بضرائب جديدة.

لو كان ريان في لبنان لقضى عند أبواب المستشفيات وكان ليستجدي نفس الأوكسجين من مافيا الدواء ووكالاتها الحصرية في القبض على الأرواح، وما كانت المنظومة لتنير عتمته بشمعة لأن تجار الأزمات راكموا الملايين من بؤس الناس، ولأن وعود الكهرباء صرفت هدرا في سوق المناقصات والمحسوبيات  وسلفتها الموعودة لن يكون مصيرها أفضل من مصير البواخر التي تبخرت على خطوط التيار السياسي العالي.

لو كان ريان في لبنان لجعلت السلطة من قضيته قميص عثمان "ودبت الصوت" على الدول طلبا للمساعدة، تماما كما فعلت بتفجير المرفأ حيث الشاي السيلاني وزع على حاشية القصر، والطحين العراقي قضى نحبه تحت المطر في مدرجات المدينة الرياضية في وقت عز الحصول فيه على رغيف خبز، أما المساعدات المالية فحدث عنها ولا حرج. الحمدلله أن ريان لم يكن في لبنان.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

رفض خليجي مُنتظر للجواب اللبناني: يفتقد المصداقية وصيغ بلغة “حزب الله”

واشنطن تندد بـ"صفقات الخفاء".. ومجلس الأمن يطالب بيروت بالإصلاحات وانتخابات شفافة

بيروت ـ “السياسة” /05 شباط/2022

يشكل الملف اللبناني محور اهتمام إقليمي ودولي، في وقت تنتظر بيروت على أحر من الجمر، الرد الخليجي على جوابها بشأن الورقة الكويتية، والذي تشير المعلومات المستقاة من أوساط خليجية بارزة، كما علمت “السياسة”، أنه “سيكون في غضون الأيام المقبلة، بعد اجتماع يعقد بالعاصمة السعودية “الرياض”، للتوافق على صيغته النهائية، التي ستؤكد على وحدة الموقف الرافض للكثير من النقاط التي تضمنها الجواب اللبناني، كونها تفتقد إلى المصداقية، ولا تعكس موقف الدولة اللبنانية الحقيقي، وإنما صيغت بلغة “حزب الله” الذي يناصب دول مجلس التعاون العداء، وبالتالي لا يمكن القبول بالجواب اللبناني الذي بدا بوضوح أنه قاصر عن معالجة أسباب الأزمة”. وقد بحث مجلس الأمن الدولي، خلال جلسة عقدها، في القرارات الدولية بشأن لبنان، وأبدى الأعضاء موقفاً إيجابياً تجاه استئناف عمل مجلس الوزراء اللبناني، مشدداً على “ضرورة التحقيق بحوادث الاعتداء على قوات اليونيفيل”.

وحث أعضاء مجلس الأمن على “اتخاذ قرارات سريعة وفعالة من قبل الحكومة لاتخاذ إجراءات، بما في ذلك الاعتماد السريع لميزانية مناسبة لعام 2022، من شأنها أن تمكن من إبرام اتفاق سريع مع صندوق النقد الدولي”، مؤكدين الحاجة إلى “تنفيذ إصلاحات ملموسة سبق تحديدها وضرورية لمساعدة الشعب اللبناني”. كذلك شدد الأعضاء على “أهمية إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وشاملة كما هو مقرر في 15 مايو 2022، خصوصاً في التفجير الذي ضرب بيروت في 4 أغسطس 2020”. وفي السياق، عين الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إسبانيًا، رئيساً وقائداً لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان “اليونيفيل”، وفق بيان أصدره نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام فرحان حق. وقد التقى، وزير الدفاع الوطني موريس سليم قائد القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال ستيفانو دل كول، على رأس وفد من بعثة “اليونيفيل”. إلى ذلك، نوه الوزير السابق رشيد درباس بـ”العطف الكويتي على لبنان”، لكنه أشار إلى ان “الورقة الكويتية تتضمن طلبات أكبر وأخطر، من أن تتمكن حكومة ميقاتي من تحقيقها، فالحلول المقترحة مرهونة بطلبات تعجيزية لمساعدة لبنان”. وأضاف ان “دول الخليج تدرك أن غالبية الشعب اللبناني غير موافقة على السياسة الداخلية وممارسات حزب الله، وهي تعاني من التدخلات الخارجية”، لافتًا الى أنه “إذا كانت هناك شكوك بأمانة الدولة اللبنانية لجهة إنفاق الأموال بالإمكان تسليم المهمة الى مؤسسات أخرى عدة”. في الغضون، أعلنت مساعدة وزير الخزانة الأميركية لشؤون تمويل الإرهاب والجرائم المالية اليزابيت روزنبرغ أن “حزب الله لا يزال يقوم بتمرير عشرات الملايين من الدولارات إلى وكلائه – ليس فقط من خلال استخدام ناقلي النقود، ولكن من خلال المعاملات المصرفية وعمليات صرف العملات”. ودعا مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، “حزب الله إلى عدم استخدام سلاحه في الداخل اللبناني، وتوجيه إلى إسرائيل فقط، لا إلى اللبنانيين”، مشيراً إلى “ضرورة وأهمية إلغاء الحساسيات الطائفية والمذهبية، خصوصاً بين السنة والشيعة”. وتوقف عند “الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، ولا سيما في الجنوب والضاحية الجنوبية”، لافتاً إلى أن “الدول العربية مدت يد العون للبنان”. وأشار إلى أن “المملكة العربية السعودية قامت على اثر تلك الاعتداءات بإعمار الجنوب والضاحية، وساعدت جميع اللبنانيين من دون تفرقة او تمييز”. وأردف: “ليس من مصلحة ايران ان تكون عدوة للعرب، وانها فشلت في فرض التشيع”، سائلاً: “هل هذا يخدم الإسلام؟ وأين الوحدة الإسلامية التي يتحدثون عنها؟”.

 

الغضب يكبر على “حزب الله” في الضاحية و داخل بيئته

بيروت ـ “السياسة” /05 شباط/2022

يكبر الغضب تدريجيا في مناطق تواجد حزب الله وداخل بيئته بسبب الأزمة الحادة التي تعصف بلبنان والظروف المعيشية غير المستقرة، حتى وصلت لمحافظة بعلبك – الهرمل في البقاع أحد معاقل الميليشيات. وعلى رغم من غياب ملامح الاعتراض فيها، والمتمثلة بقطع الطرقات وتنظيم التظاهرات، إلا أن البقاعيين يعبرون وفق “العربية” في مجالسهم الخاصة عن غضبهم من سياسات الثنائي الشيعي تجاه منطقتهم. ونتيجة لذلك، يجاهر بقاعيون دون خوف باتّهام الطبقة السياسية بمن فيها حزب الله بإيصال البلد إلى ما هو عليه من تدهور اقتصادي وأزمة مالية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل عقود. ولعل ما أثار حفيظة البقاعيين من هذه السياسات التي وضعت منطقتهم على لائحة “المحافظات الأكثر فقراً” في البلاد منذ سنوات وحتى اليوم، توقّف حزب الله عن تزويدهم بالمازوت الإيراني وتركهم يواجهون الصقيع والبرد والعواصف. وبحسب مصادر بقاعية، فإن حزب الله أدخل في الأيام القليلة الماضية عشرات صهاريج المازوت آتية من سورية عبر منطقة الهرمل الحدودية مع سورية، وزّع قسماً منها على بلدتي حام معربون ذات الغالبية السنية قرب مدينة بعلبك، بالإضافة إلى مناطق ضمن محافظة عكار في شمال لبنان.

 

إحباط تهريب 27 كلغ “شوكولا بالكبتاغون” إلى الكويت

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة/05 شباط/2022

رغم الصورة السوداوية لأوضاع لبنان، إلا أن الحرب على المخدرات التي تقوم بها وزارة الداخلية اللبنانية بتوجيهات من الوزير القاضي بسام المولوي والأجهزة الأمنية التابعة لها، مدعاة لتفاؤل كبير بإمكانية خروج لبنان من النفق في وقت قريب، وهذا تأكيد على أن لبنان عازم ألا يكون مصدر خطر للدول الشقيقة والصديقة. وهذا ما ظهر، أمس، بتغريدة للوزير المولوي، كشف خلالها عن “إحباط جديد لمحاولة تهريب حبوب الكبتاغون مخبأة ومموهة داخل طرد بريدي يحتوي على قطع من الشوكولا، إلى دولة الكويت الشقيقة”. وقالت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، شعبة العلاقات العامة، في بيان، أمس، “بنتيجة الاستقصاءات والتحريات المكثّفة، تمّ تحديد مكان وجود الطرد لدى إحدى شركات البريد، حيث تم ضبطه. وبتفتيشه، عُثِرَ بداخله على 27 كلغ من ماّدة الكبتاغون المخدّرة، أي بما يوازي 150.000 حبّة تمّ طحنها وتوضيبها في أكياسٍ صغيرة، وتغليفها بمادّة الشوكولا، ووضعها في علب مخصّصة للحلويات”.

وتابع، “من خلال التنسيق بين عناصر المكتب والمجموعة الخاصة، تمّ توقيف متورّطة في هذه العملية، وتُدعى: ح. ط. (من مواليد عام 1995، لبنانية) ضُبط بحوزتها بطاقة هوية مزوّرة تستخدمها في عمليات التهريب، إضافةً إلى كميّة من حبوب الكبتاغون”.

 

الوضع الوبائي مأساوي… والمستشفيات “رح ينفجروا”!

الجمهورية/05 شباط/2022

يعود المشهد الداخلي العام إلى التموضع في ما يمكن تسميته «مثلث رعب»؛ في ضلعه الاول تتبدّى حال من الارتجاج المريب في سوق الصرف، أفضت إلى حال من انعدام التوازن المالي والنقدي، أخضع الواقع الاقتصادي المسموم للعبة دولار بمجموعة أسعار تستنزف المواطن اللبناني، ما بين السعر الرسمي، وسعر منصة صيرفة، وسعر البنوك، والسوق السوداء.. وكلها تقود إلى مكان واحد، وهو «تشليح» المواطن اللبناني النذر القليل من المدّخرات المتبقية لديه. وفي موازاة هذا اللغز المحيّر بالاسعار المتعددة للدولار، وعدم تقديم تفسير أو توضيح للناس حول حقيقة ما يجري؟ ولماذا هذه الفوضى؟ وإلى أين يُقاد البلد في ظلّها؟ تتبدّى الجريمة الكبرى والمتمادية التي ترتكب بحق المواطن الذي بات يُسابق لقمة عيشه، ويتعرض لأبشع عملية ابتزاز لم يسبق لأي دولة أن شهدت مثل وساختها، تقوم بها عصابات لا رادع أخلاقياً أو انسانياً لها، دأبت منذ بداية الازمة على احتكار الأساسيات ورفع أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية إلى مستويات جنونية، فيما السلطة التي يفترض أنها حامية لاستقرار المواطن وساهرة على أمنه الاجتماعي، لم تقدّم ولو من باب حفظ ماء الوجه،إيّ إجراء جدّي يوحي بأنّ الدولة موجودة، وينفّس الغضب المتراكم في صدور المواطنين، ويردع تلك العصابات ويكبح تفلّتها ويزجّها في السجون، ويدفّعها الثمن الباهظ على سياسة الدمار الشامل التي تنتهجها بحق اللبنانيين. وفي الضّلع الثاني لمثلث الرّعب، يتحصّن الوباء الكوروني، الذي بلغ ذروة مخيفة جداً في تفشّيه. وأمام حال الاستلشاء والتراخي السائدة في أوساط الناس، يضاف اليه الضعف المفجع في إجراءات الدولة الحمائيّة والوقائيّة، بات هذا الوباء يهدّد باجتياح المجتمع اللبناني بأسره وينذر بكارثة صحيّة يصعب احتواؤها. والمريع في الأمر هو الخفّة في التعامل الرسمي مع هذا الوباء، والهروب من الواقع الى كلام يطمئن بأن الوباء تحت السيطرة، يكتفي بتقديم النّصح للمواطنين، فيما أعداد الاصابات صارت بالآلاف وأكبر كثير من أرقام الاصابات التي يتم الاعلان عنها. وهو ما تؤكده مصادر صحيّة لـ«الجمهورية» حيث تقول «إن الوضع الوبائي مأساوي، لا تنفع معه سياسة التسكين التي تمارسها الجهات الرسمية، في الماضي كانت الاعداد تحصى بالمئات، اما في هذه الفترة فالاعداد بالآلاف، والبلد مقبل مع هذا الوضع على بلوغ أرقام مخيفة جداً في عدد الاصابات، حيث لن يطول الوقت حتى تتعالى صرخات المستشفيات وعدم قدرتها على استيعاب الاعداد الهائلة من الحالات المصابة، وهو الأمر الذي يضع الحكومة أمام واجب إعلان حالة طوارىء صحيّة مقرونة بخطوات وإجراءات بالغة الشدة لِتدارك الأسوأ.

 

بعبدا “تُقرصن” التشكيلات القضائية

نداء الوطن/05 شباط/2022

على قاعدة “سلّم تسلم” التي تنتهجها الطبقة الحاكمة لتخضيع السلطة القضائية وتدجين نزعتها الاستقلالية عن السلطة السياسية، لا يزال ملف التشكيلات القضائية مكبلاً بالقيود ذاتها التي زجّته في درج قصر بعبدا وأبقته منذ قرابة العامين رهينة إرضاء الأهواء الرئاسية للإفراج عنه، إذ لم ينجح مجلس القضاء الأعلى حتى الساعة في رفع سلة تشكيلات جزئية لملء الفراغ في غرف التمييز الست، وفشل في التوصل خلال اجتماعه أمس الأول إلى التوافق على 6 مرشحين لتولي رئاسات هذه الغرف بعد بلوغ رؤسائها سنّ التقاعد. وبشديد الاختصار، تعيد مصادر مواكبة لهذا الملف العرقلة الحاصلة إلى “استمرار محاولات القرصنة السياسية”، موضحةً لـ”نداء الوطن” أنّ “التدخل السياسي عطّل التشكيلات الجزئية، كما سبق أن عطّل التشكيلات العامة”، ولفتت إلى أنّ “رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود يعمل جاهداً لإنجاز التشكيلات وإيصالها إلى برّ الأمان لأن غرف التمييز معطلة وكذلك عمل المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت طارق بيطار معطل، سيّما وأنّ تجميد التشكيلات من شأنه أن يجمّد عملية إصدار قرار اتهامي من قبل المحقق العدلي كون أحد المدعى عليهم تقدم بدعوى مخاصمة أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز غير مكتملة الأعضاء”. ونوّهت المصادر بأنّ “التشكيلات الجزئية المنوي اقتراحها تُعنى باقتراح 6 قضاة ليحلوا مكان كل من القضاة ناجي عيد وجانيت حنا ورندا كفوري، إضافة إلى 3 رؤساء غرف بلغوا سنّ التقاعد”، كاشفةً أنّ “الاسم الوحيد المتفق عليه حتى الآن هو القاضي الشيعي ماجد مزيحم، بينما الخلاف مستمر على أسماء القضاة المسيحيين لأنّ “التيار الوطني الحر” ومن خلفه رئيس الجمهورية ميشال عون، يصرّ على تعيين أسماء محسوبة على “التيار” أو تدور في فلكه، في حين يتمسك رئيس مجلس القضاء باقتراح أسماء تتمتع بمناقبية معينة بمعزل عن الحسابات السياسية، لكن في نهاية المطاف تبقى الخشية من تعطيل التشكيلات وعدم التوقيع عليها من قبل رئيس الجمهورية إذا لم ترضه الأسماء المقترحة فيها، فيصبح مصير التشكيلات الجديدة كمصير التشكيلات السابقة التي رفض عون توقيعها”.

 

تنسيق معارِض لإحباط اي محاولة لتطيير الانتخابات

 وكالة الانباء المركزية/05 شباط/2022

التنسيق قائم بين اهل الخندق المعارض لاحباط محاولات تطيير الانتخابات النيابية. فبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، الخوف كبير لدى كل من القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي ومستقلّين كثر في البرلمان، وخارجه بطبيعة الحال، من ان يكون الحديث عن الدائرة 16، الذي ارتفع منسوبه في كواليس فريق 8 آذار سيما بين التيار الوطني الحر وحزب الله، مقدمة للاطاحة بالاستحقاق. منذ ايام قليلة، زار النائبان اكرم شهيب ووائل ابو فاعور معراب موفدَين من رئيس “الاشتراكي” وليد جنبلاط، للتنسيق انتخابيا، ولم يكن طيف ارجاء الاستحقاق غائبا عن النقاشات الثنائية. الى ذلك، شددت كتلة اللقاء الديموقراطي امس بعد اجتماعها برئاسة النائب تيمور جنبلاط على “أهمية إجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده دون أي تأخير او إبطاء  وبعيداً عن محاولات عرقلته او تطييره من خلال محاولة ادخال تعديلات على قانون الإنتخاب فيما خص تصويت المغتربين”، مؤكدة “حق الناس في التصويت لاختيار ممثليهم إلى الندوة البرلمانية بما يحفظ مسار تجديد المؤسسات الدستورية على طريق النضال للحفاظ على الكيان برمّته”. في الموازاة، زار أمين سر “كتلة اللقاء الديموقراطي” النائب هادي أبو الحسن، الصرح البطريركي في بكركي امس حيث التقى البطريرك بشاره الراعي. وقال بعد الزيارة: كان العنوان الأبرز في النقاش هو احترام الاستحقاقات الدستورية والتشديد على أهمية إجراء الانتخابات في موعدها، والوقوف في وجه أية محاولة لتطييرها، بخاصة أننا بدأنا نستشعر أمرا مريبا، ونسمع كلاما غريبا حول عدم توافر الاعتمادات لتغطية المصاريف اللوجستية للانتخابات في الخارج، وبدأت تتكشف أيضا نيات البعض لإعادة طرح اقتراح قانون للعودة إلى الدائرة 16، وبالتالي إقصاء المغتربين ومنعهم من حقهم الطبيعي في اختيار  ممثليهم في دوائرهم ال15 في لبنان”.  وأكد أبو الحسن “أن هذه المحاولة لن تمر وسنكون لها بالمرصاد، لأن هذا الأمر إذا ما حصل سيؤدي إلى تطيير الانتخابات، وهذا ما سلطنا الضوء عليه في المجلس النيابي، ونبهنا منه مرارا، ورفضناه ونرفضه اليوم بشكل قاطع”. اما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فاستقبل في معراب منذ ايام السفيرة الاميركية دوروثي شيا والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، حيث وضعهما في اجواء محاولات بعض الاطراف التلاعب بمواعيد الانتخابات من خلال اعادة الحديث عن الدائرة 16. حتى الساعة، اهل الفريق الحاكم يؤكدون جميعهم ان الانتخابات حاصلة في مواعيدها، لكن في صفوف المعارضة، “لا ثقة” بما يُقال، تتابع المصادر. من هنا، فان الاتصالات جارية لتوحيد الخطى وتنسيق الخطوات، لتطويق اي مخططات من هذا القبيل…

 

أجواء الرد الخليجي على لبنان “سلبية”

الجمهورية/05 شباط/2022

في وقت ينتظر فيه لبنان الرد الخليجي على الأجوبة اللبنانية على الورقة الخليجية، لا تتوقع مصادر مسؤولة هذا الرد في المدى المنظور. وخلافاً لكل ما قيل فإن المصادر عينها لا تشارك من ذهب الى افتراضات ايجابية قوبلت بها الورقة اللبنانية. وقالت لـ«الجمهورية»: لو انّ هذه الايجابية موجودة بالفعل لكان الرد الخليجي صدر فوراً بالترحيب والبناء عليه بإيجابيات ملموسة على صعيد العلاقات الثنائية بين لبنان ودول الخليج. واشارت المصادر الى انه على الرغم من انّ مضمون الاجوبة اللبنانية واضح، جاء الموقف الخليجي ليقول انها ستخضع للدرس، وهذا امر يستبطن سلبية، بدأ التعبير عنها في بعض وسائل الاعلام الخليجية، والتي اخذت تتحدث عن انّ اجوبة لبنان ليست بالمستوى المطلوب ولا تستجيب الى مضمون الورقة الخليجية، خصوصاً لتجاهلها القرار 1559 والموقف من «حزب الله» وسلاحه وتدخّلاته في شؤون الدول العربية والاعتداء عليها.

 

المركزي يسلّم كافة المستندات التي طلبتها “A&M”

ال بي سي/05 شباط/2022

أعلنت الـ”LBCI” ان المصرف المركزي اتخذ قرارا بالاجماع بتسليم كافة المستندات الاضافية التي طلبتها شركة A&M متمنيا البدء فورا بعملية التدقيق وهو على استعداد لمواصلة التعاون في المستقبل مع الشركة ما يعني عمليا انه سلم كل حسابات الموظفين من العام 2015 وحتى اليوم.

 

إصرار على سلفة الكهرباء… وخلافات بالجملة!

جريدة الأنباء الإلكترونية/05 شباط/2022

لفتت مصادر حكومية إلى الخلاف المستمر على ملف الكهرباء، إذ أنّ هناك إصراراً من قِبَل وزير الطاقة وفريقه على الحصول على سلفة للكهرباء، وإدخالها في الموازنة، وهو أمر مرفوض من قِبل رئيس الحكومة، ومن قِبل صندوق النقد الدولي، وفق جريدة “الأنباء” الإلكترونية.

وليس هذا هو الخلاف الوحيد، إنّما تتوسّع مروحة الخلافات حول آلية التفاوض مع صندوق النقد، وخطة التعافي المالي، وحول مصير حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وكل هذه المواضيع كانت محط بحث بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس الجمهورية ميشال عون، في اللقاء الذي عُقد صباح يوم الجمعة في القصر الجمهوري، فيما يصرّ عون على ضرورة تسهيل عمل شركة التدقيق الجنائي، ويتّهم حاكم المصرف المركزي بالتهرّب من إعطاء الشركة ما تحتاجه من معلومات.

 

هوكشتاين إلى بيروت حاملاً "خلاصة الموقف الإسرائيلي"

التشكيلات القضائية: "القرصنة" مستمرة

نداء الوطن/05 شباط/2022

على قاعدة "سلّم تسلم" التي تنتهجها الطبقة الحاكمة لتخضيع السلطة القضائية وتدجين نزعتها الاستقلالية عن السلطة السياسية، لا يزال ملف التشكيلات القضائية مكبلاً بالقيود ذاتها التي زجّته في درج قصر بعبدا وأبقته منذ قرابة العامين رهينة إرضاء الأهواء الرئاسية للإفراج عنه، إذ لم ينجح مجلس القضاء الأعلى حتى الساعة في رفع سلة تشكيلات جزئية لملء الفراغ في غرف التمييز الست، وفشل في التوصل خلال اجتماعه أمس الأول إلى التوافق على 6 مرشحين لتولي رئاسات هذه الغرف بعد بلوغ رؤسائها سنّ التقاعد.

وبشديد الاختصار، تعيد مصادر مواكبة لهذا الملف العرقلة الحاصلة إلى "استمرار محاولات القرصنة السياسية"، موضحةً لـ"نداء الوطن" أنّ "التدخل السياسي عطّل التشكيلات الجزئية، كما سبق أن عطّل التشكيلات العامة"، ولفتت إلى أنّ "رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود يعمل جاهداً لإنجاز التشكيلات وإيصالها إلى برّ الأمان لأن غرف التمييز معطلة وكذلك عمل المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار معطل، سيّما وأنّ تجميد التشكيلات من شأنه أن يجمّد عملية إصدار قرار اتهامي من قبل المحقق العدلي كون أحد المدعى عليهم تقدم بدعوى مخاصمة أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز غير مكتملة الأعضاء".

ونوّهت المصادر بأنّ "التشكيلات الجزئية المنوي اقتراحها تُعنى باقتراح 6 قضاة ليحلوا مكان كل من القضاة ناجي عيد وجانيت حنا ورندا كفوري، إضافة إلى 3 رؤساء غرف بلغوا سنّ التقاعد"، كاشفةً أنّ "الاسم الوحيد المتفق عليه حتى الآن هو القاضي الشيعي ماجد مزيحم، بينما الخلاف مستمر على أسماء القضاة المسيحيين لأنّ "التيار الوطني الحر" ومن خلفه رئيس الجمهورية ميشال عون، يصرّ على تعيين أسماء محسوبة على "التيار" أو تدور في فلكه، في حين يتمسك رئيس مجلس القضاء باقتراح أسماء تتمتع بمناقبية معينة بمعزل عن الحسابات السياسية، لكن في نهاية المطاف تبقى الخشية من تعطيل التشكيلات وعدم التوقيع عليها من قبل رئيس الجمهورية إذا لم ترضه الأسماء المقترحة فيها، فيصبح مصير التشكيلات الجديدة كمصير التشكيلات السابقة التي رفض عون توقيعها".

وفي الغضون، أعاد مجلس الأمن أمس التشديد على ضرورة تجاوب السلطات اللبنانية مع متطلبات اللبنانيين الذين "عبروا عن تطلعات مشروعة لإنجاز الإصلاحات والانتخابات الحرّة والنزيهة في 15 أيار المقبل، وتعزيز العدالة عبر إجراء تحقيق سريع ومستقل وشفاف في تفجير 4 آب 2020"، كما جاء في نص البيان الصادر عن المجلس إثر جلسة الإحاطة التي عقدها حيال تطبيقات القرارات الدولية ذات الصلة بلبنان. وحثّ أعضاء مجلس الأمن الحكومة اللبنانية على وجوب "اتخاذ قرارات وإجراءات سريعة وفعالة من شأنها أن تمكن من إبرام اتفاق سريع مع صندوق النقد الدولي، وتنفيذ إصلاحات ملموسة سبق تحديدها باعتبارها ضرورية لمساعدة الشعب اللبناني وضمان الدعم الدولي الفعال للبنان"، كما أعاد مجلس الأمن التأكيد على "دعم استقرار لبنان وأمنه وسيادته بما يتفق مع القرارات 1701 و1680 و1559 و2591"، مطالباً السلطات اللبنانية بتنفيذ "سياسة ملموسة للنأي بالنفس عن أي صراعات خارجية كأولوية مهمة"، مع التشديد في الوقت عينه على ضرورة التحقيق في الاعتداءات المتكررة على قوات "اليونيفل" في جنوب لبنان و"تقديم مرتكبيها إلى العدالة".

توازياً، تتجه الأنظار الأسبوع المقبل إلى زيارة الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود الجنوبية مع إسرائيل، السفير آموس هوكشتاين إلى بيروت، بعدما أجرى محادثات على مدى قرابة الأسبوع في تل أبيب ليعود منها "حاملاً إلى بيروت خلاصة ما توصل إليه مع الجانب الإسرائيلي" إزاء متطلبات استئناف عملية التفاوض غير المباشر لترسيم الحدود البحرية، وفق ما نقلت مصادر واسعة الاطلاع لـ"نداء الوطن"، مشيرةً إلى أنّ هوكشتاين انطلق في محادثاته الإسرائيلية من "استحصاله على تعهد من الجانب اللبناني بالانطلاق من الخط 23 في التفاوض على إقرار تسوية حدودية تقوم على اعتماد الخط المتعرّج، بحيث يحصل لبنان على حقل قانا بالكامل واسرائيل على حقل كاريش".

لكن في المقابل، وبعدما أعدت قيادة الجيش اللبناني كتاب ردّ على كتاب الاعتراض الاسرائيلي على فتح دورة التراخيص جنوباً، وحولته حينها وزارة الدفاع إلى وزارة الخارجية، سرت معلومات عن تعمّد دوائر "الخارجية" تأخير إرسال الكتاب إلى مندوبة لبنان السفيرة أمال مدللي لتقديمه إلى الأمم المتحدة بحجة الرغبة في "عدم التعكير على أجواء زيارة هوكشتاين المرتقبة"، لكنّ المصادر لفتت الانتباه إلى أنه "حتى لو تم ترسيم الحدود وفق الخط المتعرج فإنّ عمليات التنقيب قد تؤدي الى اكتشاف حقول مشتركة أخرى، وبالتالي يجب أن يلحظ أي اتفاق على الترسيم هذه المسألة حتى لا يتم الوقوع في مشكلة جديدة لاحقاً".

وبهذا المعنى، كان لا بدّ من إرسال رسالة لبنانية إلى رئاسة مجلس الأمن شددت فيها مدللي أمس على أنه "رداً على الادعاءات الإسرائيلية بشأن دورة التراخيص الأخيرة التي أطلقتها الحكومة اللبنانية، لمنح ترخيص للإستكشاف في عرض البحر والادعاء بأنها تقع في أماكن بحرية اسرائيلية، يؤكد لبنان أن جميع الأعمال المشار إليها تقع ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة للبنان، وغير القابلة للتنازل عنها"، وأشارت إلى أنه "احتراماً لمبدأ "الخط التفاوضي" الذي لم تتوصل إليه بعد المفاوضات غير المباشرة، لا يمكن الادعاء بأن هناك منطقة اقتصادية اسرائيلية خالصة مثبتة، بعكس ما ادعى الجانب الاسرائيلي بشأن ما يسميه حقل كاريش"، داعيةً باسم لبنان مجلس الأمن إلى مطالبة إسرائيل "بالامتناع عن أي نشاط في المناطق المتنازع عليها بما في ذلك منح حقوق لأي طرف ثالث، والقيام بأنشطة استكشافية أو بأعمال حفر أو بالمفاوضات غير المباشرة، وتركيز الجهود على الدفع قدماً بالمفاوضات غير المباشرة"، مقابل التأكيد على أنّ "لبنان ما زال يعوّل على نجاح مساعي الوسيط الأميركي، ويؤكد الالتزام بالتوصل الى حل "تفاوضي" لمسألة الحدود البحرية برعاية الأمم المتحدة، ما يعني معاودة المفاوضات من حيث توقفت بمعزل عن أي شروط مسبقة سوى الالتزام بالقوانين الدولية المرعية الاجراء".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

وفاة الطفل ريان

دبي - العربية.نت/05 شباط/2022

بعد 5 أيام في ظلمات البئر وترقب على مستوى العالم لعمليات الإنقاذ، أعلن التلفزيون المغربي اليوم السبت وفاة الطفل ريان الذي سقط في بئر بمدينة شفشاون شمال البلاد. ونقل التلفزيون عن بيان رسمي للديوان الملكي المغربي القول "على إثر الحادث المفجع الذي أودى بحياة الطفل ريان أورام، أجرى الملك محمد السادس اتصالا هاتفيا مع السيد خالد أورام والسيدة وسيمة خرشيش، والدي الفقيد، الذي وافته المنية". وأضاف البيان أن العاهل المغربي أعرب عن "أحر تعازيه وأصدق مواساته لكافة أفراد أسرة الفقيد في هذا المصاب الأليم". فيما أفاد مراسل العربية بأن الترتيبات لتشييع جثمان ريان ستبدأ بعد الانتهاء من تحديد أسباب الوفاة، مشيرا إلى أن فيض من برقيات التعازي من المسؤولين في المغرب وجهت لوالدي الصغير.

مشهد مهيب

يذكر أن الطفل البالغ 5 سنوات سقط عرضاً بعيد ظهر الثلاثاء في هذه البئر ذات القطر الضيق والتي يصعب النزول فيها، في قرية بمنطقة باب برد قرب مدينة شفشاون (شمالا). كان الطفل البالغ خمسة أعوام سقط الثلاثاء في بئر بجانب بيت العائلة في قرية إغران قرب مدينة شفشاون (شمال) في حادث عرضي، وفق ما أوردت وسائل الإعلام المحلية. ومنذ الأربعاء أثارت مأساته اهتماما وتعاطفا على نطاق واسع في المغرب وفي العالم العربي وخارجه. فيما ظلت الآمال قائمة لإخراجه حيا لكنها تضاءلت مع مرور الوقت، حيث باشرت فرق الإنقاذ منذ الأربعاء عملية معقدة للوصول إليه واجهتها عدة صعوبات، بحسب ما أوضحت السلطات المحلية طيلة الأيام الماضية. كما ظل والداه متمسكين بالأمل في ملاقاته حيا بحسب ما نقلت عنهما وسائل إعلام محلية الجمعة.

عملية معقدة

عصر السبت تمكنت فرق الإسعاف من دخول النفق الذي جرى تشييده في عملية معقدة على أمل إنقاذ الطفل مرفوقة بفريق طبي، وظل الترقب سيد الموقف إلى أن أعلنت وفاته ليلا. ولم يكن ممكنا إلى حدود تلك اللحظة "أن نجزم بأي شيء حول الحالة الصحية" للطفل، وفق ما أوضح المسؤول في لجنة الإنقاذ عبد الهادي الثمراني لوكالة فرانس برس، مشيرا إلى أن الكاميرا المثبتة فوق البئر كانت "تظهره مستلقيا على جانبه لا نرى سوى ظهره". وعملت فرق الإنقاذ على تزويده بالماء والأوكسيجين خلال الأيام الأخيرة، لكنها لم تتأكد من أنه استعملهما، حسب مراسلي وكالة فرانس برس.

صخرة أخرت إخراجه

وساد اعتقاد الجمعة بأن العملية اقتربت من نهايتها. لكن العمل تباطأ ولجأ المنقذون إلى الحفر اليدوي طوال الليلة الماضية بسبب مخاوف من انهيار للتربة وبعدما واجهتهم صخرة "أخرتنا كثيرا" فجر السبت، حسب الثمراني الذي أشار أيضا إلى المخاوف "من انهيار البئر".

وتخلصت فرق الوقاية المدنية من الصخرة بعد ثلاث ساعات مستعينة بأدوات كهربائية صغيرة، لتفادي إحداث شقوق قد تؤدي إلى انهيار حوالي البئر.

نفق أفقي

كما عملت على حفر نفق أفقي يمتد على ثلاثة أمتار تقريبا أملا بالنفاذ منه لاخراج الطفل، وذلك بعد دراسة تقنية لمهندسين طوبوغرافيين وأخصائيي الوقاية المدنية لطبيعة التربة بهدف تأمين جنباته. وظل الكثير من الأشخاص متجمهرين في محيط الموقع، بينما وضعت القوى الأمنية التي عززت انتشارها في المكان حواجز للحيلولة دون عرقلتهم جهود فرق الإنقاذ.

 

الأزهر والفاتيكان يحتفيان باليوم الدولي لـ«الأخوة الإنسانية»

القاهرة: وليد عبد الرحمن/ الشرق الأوسط/05 شباط/2022

حثّ الرئيس الأميركي جو بايدن جميع الشعوب على «العمل معاً، وتجاوز الانقسامات كافة، والتعاون فيما بينهم للتغلب على التحديات العالمية، بما في ذلك جائحة فيروس (كورونا) وأزمة (تغير المناخ)، من أجل بناء عالم أفضل يحترم حقوق الإنسان العالمية، وينهض بالأمن والسلام». جاء ذلك خلال رسالة للرئيس الأميركي بمناسبة اليوم الدولي لـ«الأخوة الإنسانية». في حين احتفى الأزهر والفاتيكان وقادة دينيون وشخصيات عالمية، أمس، باليوم الدولي لـ«الأخوة الإنسانية»، الذي يصادف ذكرى توقيع بابا الفاتيكان فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب وثيقة «الأخوة الإنسانية» في أبوظبي، فبراير (شباط) عام 2019، وأكد الطيب وفرنسيس، أمس، «مواصلة العمل لتحقيق السلام ومواجهة (الكراهية)». ووفق إفادة لمشيخة الأزهر في القاهرة أمس، فقد قال بايدن إن «ما نراه الآن من تحديات كالتهديد المستمر لجائحة (كورونا)، والأزمة الوجودية لـ(تغير المناخ)، وارتفاع وتيرة العنف حول العالم، يجعل التعاون مطلباً رئيسياً بين الناس من جميع الخلفيات، والثقافات والعقائد والأديان، وتتطلب منا هذه التحديات أن نتحدث مع بعضنا في حوار مفتوح، ونعزز قيم التسامح والاندماج والتفاهم». وأضاف بايدن: «في هذا اليوم (أي يوم الأخوة) نؤكد مجددًا – بالأقوال والأفعال – القيم الإنسانية التي توحدنا جميعاً».

ووقع شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس، الوثيقة في الإمارات، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي... وفي ديسمبر (كانون الأول) عام 2020 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع ليكون 4 فبراير «يوماً دولياً للأخوة الإنسانية».

وقال شيخ الأزهر إن «احتفاء العالم بهذه المناسبة، هو احتفال بإنسانية الدين الإلهي، ودعوته للتعارف والتفاهم بين أتباع الرسالات السماوية وغير السماوية، واحترامه لخصوصية الأديان والعقائد، من أجل عالم أفضل تسوده روح التسامح والإخاء والتضامن والتكافل»، مضيفاً، في كلمته بمناسبة اليوم الدولي لـ«الأخوة الإنسانية»، أن «الوثيقة كتبت تحت قباب الأزهر الشريف، وبين جنبات حاضرة الفاتيكان، إيماناً من الجميع بضرورة التفاهم بين المؤمنين بالأديان؛ بل وغير المؤمنين بها، من أجل التخلص من الأحكام الخاطئة، والصراعات التي تفضي إلى إراقة الدماء، وإشعال الحروب بين الناس، حتى بين أبناء الدين الواحد، والمؤمنين بعقيدة واحدة». وأشار شيخ الأزهر إلى أنه «سيواصل مع قادة الأديان ومحبي الخير حول العالم، ما بدأه من عمل في سبيل تحقيق السلام والأخوة، وإزالة كل مبررات (الكراهية) والتناحر والاقتتال».

من جهته، أكد البابا فرنسيس أن «الأخوة الإنسانية، إحدى القيم الأساسية والعالمية التي ينبغي أن تستند إليها العلاقات بين الشعوب، لئلا يشعر المحرومون أو أولئك الذين يعانون بأنهم مستبعدون ومنسيون؛ بل إنهم محتضنون ومدعومون كجزء من الأسرة البشرية الواحدة، ويتعين علينا جميعاً، أن نشاطر مشاعر الأخوة المتبادلة بيننا، وأن نعمل على تعزيز ثقافة السلام، التي تشجع بدورها التنمية المستدامة والتسامح والاندماج والتفاهم المتبادل والتضامن». وحسب بيان مشيخة الأزهر، فقد أوضح البابا فرنسيس أننا «جميعاً نعيش تحت قبة السماء الواحدة، بغض النظر عن مكان إقامتنا وطريقة عيشنا، وبمعزل عن لون البشرة والدين والطبقة الاجتماعية والجنس والعمر والظروف الصحية والاقتصادية، فجميعنا مختلفون؛ لكننا جميعاً متشابهون كما أثبته لنا زمن الجائحة»، مؤكداً أن «الأخوة الإنسانية تقودنا إلى الانفتاح على الجميع، وأن نتبين في الآخر أننا كلنا أخوة، لنتشارك الحياة ونمد يد العون لبعضنا، ولنحب الآخرين ونتعرف عليهم، وأنه قد حان الوقت (اليوم) للسير معاً، دون الإحالة إلى الغد أو إلى مستقبل قد لا يكون»، مشيراً إلى أن «الأخوة هي الحل للقضاء على الحروب، وتدمير الشعوب، وحرمان الأطفال من الغذاء، وتراجع مستوى التعليم». وأوضح فرنسيس أن «طريق الأخوة، طريق طويل وصعب؛ لكنه (قارب النجاة) للإنسانية جمعاء، فنحن نواجه صفارات الإنذار العديدة والأوقات المظلمة ومنطق الصراع براية الأخوة، التي تحتضن الآخر وتحترم هويته وتحثه على درب مشترك، لسنا سيان؛ بل نحن أخوة، ولكل منا شخصيته وفرديته». في غضون ذلك، قال الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية محمد عبد السلام إن «هذا اليوم (أي يوم الأخوة) يمثل لحظة فارقة في تاريخ الإنسانية، الذي اجتمع فيه قائدا أكبر مؤسستين في العالمين المسيحي والإسلامي عام 2019 للتوقيع على وثيقة (الأخوة الإنسانية)». فيما أكد وكيل الأزهر محمد الضويني، على هامش مشاركته في احتفالات اليوم الدولي لـ«الأخوة» بأبوظبي، أن «الأخوة الإنسانية تنادي على الناس بقيم التعارف والتعايش، والتواصل والحوار، وإقرار هذه المبادئ لا يعني أبداً التفريط في الحقوق، ولا الاعتداء على الخصوصيات، ولا مسخ الهويات، ولا الإساءة إلى المعتقدات، كما يظن البعض، فالعقيدة ليست مجالاً للمساومات ولا المفاوضات».

 

روحاني وخاتمي يقودان “انقلاباً” ضد رئيسي ويشكلان حكومة ظل

واشنطن تخفف العقوبات ضد إيران... ومالي: لن نرفعها كلها... وعبداللهيان: توصلنا لتفاهمات ونسعى للضمانات

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/05 شباط/2022

كشفت صحيفتا “إيران” الحكومية و”شرق” الإصلاحية الإيرانيتان أن العديد من أفراد المعارضة الإيرانية من بينهم رئيسين سابقين، يعتزمون تشكيل حكومة ظل، ونقلتا عن متحدث باسم حزب “كوادر البناء والتعمير” قوله إن الرئيسين السابقين محمد خاتمي وحسن روحاني من بين أولئك الذين اجتمعوا لبحث الوضع بالبلاد، ولم يؤكد أي من الرئيسين السابقين هذه التقارير. وعلى صفحتها الرئيسية، نددت صحيفة “إيران” الحكومية بـ “الائتلاف المتآمر” المزمع ضد حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي، بينما قالت مصادر في طهران إن صيغة حكومة الظل يمكن أن ترقى لانقلاب سياسي ضد رئيسي، وأعضاء حكومته، لا سيما المتشددين بالبرلمان. وعلى الرغم من الوعود بتحسين الوضع بعد رحيل روحاني، لم يحرز المتشددون بالبرلمان ولا رئيسي المحافظ المتشدد تقدما كبيرا في هذا الصدد. في غضون ذلك، أعادت واشنطن إعفاءاً من العقوبات يسمح للدول بالتعاون مع إيران في المشروعات النووية السلمية، حيث قال مسؤول بارز في الخارجية الأميركية إن الخطوة التي تلغي قرارا اتخذته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، تستهدف تسهيل المناقشات الفنية مع الشركاء الدوليين، معتبرا إياها “لا تعد دليلا على قرب التوصل إلى اتفاق في فيينا، كما أنها ليست تنازلا لإيران”. من جانبه، أعلن المبعوث الأميركي بشأن إيران روبرت مالي، أن بلاده لن ترفع العقوبات كافة عن طهران، على الرغم من التفاهم على رفع غالبيتها، موضحا أن بعض العقوبات المفروضة على طهران سابقاً لا تتعلق بالاتفاق النووي وإنما بسلوكها، في إشارة إلى دعم الميليشيات في المنطقة. وقال إن المفاوضين سيعودون إلى فيينا الأسبوع المقبل، معتبرا أن “هذا يدل على اعتقاد الإدارة الأميركية وبقية المفاوضين أن الاتفاق لم يتحول تماما إلى جثة هامدة بعد”، موضحا أنه في حال عدم التوصل لتوافق سيتعين حينها التفكير بطرق أخرى للتعامل مع برنامج طهران النووي.

وأكد أن واشنطن تعمل عن كثب مع تل أبيب بشأن الملف النووي الإيراني، على الرغم من وجودVبعض التباين في وجهات النظر. بدوره، أكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بيتر ستانو أن الجولة الثامنة من محادثات فيينا ستستأنف على الأرجح في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، قائلا “نحن حاليا في خضم الجولة الثامنة “، مضيفا أن “المحادثات تأخذ استراحة قصيرة منذ الأسبوع الماضي، حيث عاد المشاركون إلى عواصمهم لإجراء مشاورات مهمة والحصول على تعليمات سياسية حاسمة”. من جهته، أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أنه بدون التزام طهران وتعاون كل الأطراف لن يكون هناك اتفاق، معتبرا أنه كلما تحاور الأطراف كلما خف الصراع وتقاربت وجهات النظر، موضحا أن الوكالة الدولية تكثف جهودها لدعم التوصل لاتفاق، وضمان تنفيذه والالتزام به، مشيرا إلى أن المحادثات ماضية في الاتجاه الصحيح رغم صعوبة التحديات. واعتبر أن التوصل لاتفاق خلال أيام مسألة معقدة لكنها ليست مستحيلة، وأن الأيام القليلة المقبلة ستوضح ما ستؤول إليه الجهود، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم يتم التوصل لاتفاق لكن الأمل لم ينقطع، مضيفا أن “الصعوبات مستمرة وموجودة ولكن لابد من العمل على حلها”. في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، “ما يحدث على الورق في مفاوضات فيينا جيد ولكنه ليس كافيا، وعلى الأميركيين إظهار حسن نواياهم بحدوث شيء ملموس على الأرض”، موضحا أن “ما يسعى إليه الوفد الإيراني بشأن الضمانات يأتي على جميع الصعد السياسية والقانونية والاقتصادية، وقد تم التوصل إلى تفاهمات في بعض الأجزاء، لكن الوفد الإيراني المفاوض ما زال يسعى بجدية للحصول على ضمانات ملموسة من الجانب الغربي وضمان التزامه بالتعهدات وفق اتفاق فيينا”. وأردف “أبلغنا بصراحة الأطراف الأميركية التي نقلت رسائل من خلال وسطاء، أنه يجب عليهم إظهار حسن نواياهم، وإظهار ذلك يعني حدوث شيء ملموس على الأرض، ورفع جزء من العقوبات بالمعنى الحقيقي للكلمة، وبصورة واقعية يمكن أن تكون ترجمة جيدة لحسن النية التي يتحدث عنها الأميركيون”.

 

ضغوط في الكونغرس على بايدن للتخلي عن «هوس» طمأنة إيران

دعوات من مشرعين في الحزبين إلى دعم الحلفاء وإعادة الحوثيين لقائمة الإرهاب

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/05 شباط/2022

شهدت جلسة مجلس الشيوخ الأميركي أول من أمس، تحذيراً للرئيس الأميركي جو بايدن إزاء اعتداءات الحوثيين المتزايدة على حلفاء الولايات المتحدة، وكثف مشرعون ضغوطهم على إدارة بايدن لإعادة إدراج الميليشيات على لائحة الإرهاب، بعدما رفعتها بداية عهد الرئيس الأميركي. وفي خطوة نادرة، خصص زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل خطابه الافتتاحي اليومي في المجلس، والذي عادة ما يتطرق فيه إلى السياسة الداخلية، للحديث عن ملف وكلاء إيران في المنطقة، فذكر هجمات الحوثيين الأخيرة على الإمارات، قائلاً: «للأسبوع الثالث على التوالي، استهدف الحوثيون الإمارات بالصواريخ، في هجوم جعلته إيران ممكناً... الأسبوع الماضي، استهدف الإرهابيون قاعدة جوية يقبع فيها ألفا عنصر أميركي. وتصدت أنظمة دفاعية أميركية الصنع لهذا الهجوم». ووجه زعيم الجمهوريين ضربة لسياسة بايدن الخارجية، فقال إن «الولايات المتحدة تواجه تهديدات من وكلاء إيران في المنطقة، على غرار إسرائيل والإمارات. لكن هذا لا ينعكس أبداً على سياسة الرئيس بايدن الخارجية. فمنذ عام رفعت وزارة الخارجية الحوثيين عن لائحة المنظمات الإرهابية»، ومنذ اتخاذ القرار قال إن وكلاء إيران صعدوا من اعتداءاتهم «بتمويل إيراني ودعم تقني من طهران»، لدرجة أن إدارة بايدن بدأت تنظر في إعادة الحوثيين على اللائحة. وحذر الزعيم الجمهوري بايدن من تجاهل استهداف إيران لأصدقاء الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة، مضيفاً: «إذا استمرت الإدارة في حجب القدرات العسكرية من شركائنا الذين تهددهم إيران، لا يجب أن تتظاهر بالمفاجأة عندما يبدأ شركاؤنا التقليديون في الشرق الأوسط بالنظر إلى موسكو وبكين لملء الفراغ». تصريحات مكونيل تعكس قلقاً متنامياً لدى مشرعين من خطر وكلاء إيران على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وسط ما يصفه مراقبون بـ«سياسة الطمأنة» لطهران بسبب مساعي الإدارة للعودة إلى الاتفاق النووي.

ويتهم الجمهوريون البيت الأبيض بالتردد في إعادة إدراج الحوثيين على لوائح الإرهاب تخوفاً من إغضاب طهران. وهذا ما عكسته تصريحات مكونيل الذي قال: «إن هوس الإدارة المستمر بالعودة إلى اتفاق إدارة أوباما الفاشل هو ما يشتت انتباهها عن حماية مصالحنا في الشرق الأوسط».

ووجه السيناتور الجمهوري اتهامات خطيرة لبايدن قال فيها: «من خلال لوم سلفه على سياسة الضغط القصوى، وعدم الرد بحزم على الهجمات الإرهابية من وكلاء إيران، لم تعد خيارات العقوبات أو الرد العسكري موجودة على الطاولة». وفيما يسعى السيناتور الجمهوري تيد كروز لحشد الدعم لمشروع القانون الذي طرحه لإعادة إدراج الحوثيين على لوائح الإرهاب، بدأ زملاؤه في مجلس النواب من الحزبين بتصعيد الضغوطات على الإدارة الأميركية في هذا الإطار. فكتب كل من النائب الجمهوري مايك والتز والديمقراطي سيث مولتون رسالة إلى بايدن يحثانه فيها على إعادة إدراج الحوثيين على اللائحة. وتقول الرسالة التي شاركتها صحيفة «بوليتيكو» على موقعها الإلكتروني: «نحن نفهم أن هدف رفع الحوثيين عن اللائحة كان المساعدة على تحسين الوضع الإنساني في اليمن، لكن هذه الخطوة لم تنجح إلا بتقوية الحوثيين ودفعهم إلى تصعيد اعتداءاتهم وصد جهود المصالحة في البلاد». وتتابع الرسالة لتتحدث عن أهمية الشراكة بين الولايات المتحدة والإمارات، ذاكرة الاعتداءات المتكررة من الحوثيين على أبوظبي، فقال النائبان: «هذا وقت حساس للوقوف إلى جانب حليف مهم يتعرض للاعتداء» مشيرين إلى أهمية اتخاذ قرار بإعادة إدراج الحوثيين على اللائحة بسرعة. وبوجه هذه الجهود، يتصدى الليبراليون من الحزب الديمقراطي لاتخاذ خطوة من هذا النوع، بحجة عرقلة المعونات الإنسانية لليمن، وغرد السيناتور الديمقراطي كريس مرفي قائلاً بلهجة ساخرة: «إعادة إدراج الحوثيين على لائحة الإرهاب، هو تعبير أفضل من حصار أميركي على المنتجات الغذائية إلى اليمن للتسبب عن قصد بمجاعة جماعية للمدنيين». ولعل تصريحات من هذا النوع هي التي تدفع ببعض المنتقدين لقرارات إدارة بايدن في هذا الشأن لاتهام البيت الأبيض بالتودد للشق الليبرالي من حزبه، والتخوف من ردة فعلهم في حال قرر إعادة الحوثيين على لوائح الإرهاب.

 

إيران: لا يمكن لأي اتفاق أن يقيد الأبحاث النووية

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/05 شباط/2022

قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني اليوم (السبت) إن طهران لها الحق في مواصلة الأبحاث النووية والتطوير، مضيفا أن هذا «أمر لا يمكن أن يقيده أي اتفاق». وكتب شمخاني على تويتر «حق إيران الشرعي في مواصلة البحث والتطوير والحفاظ على قدراتها وإنجازاتها النووية السلمية، جنبا إلى جنب مع أمنها،... لا يمكن أن يقيده أي اتفاق». من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن الإجراءات الأميركية بشأن رفع العقوبات المفروضة على طهران «جيدة لكن غير كافية»، بعيد إعلان واشنطن إعادة العمل بإعفاءات متعلقة بالبرنامج النووي المدني للجمهورية الإسلامية. وقال عبد اللهيان «لقد أبلغنا الجانب الأميركي عن طريق بعض من ينقلون الرسائل هذه الأيام، أن عليهم اظهار حسن النية بالفعل. حسن النية بالفعل يعني ضرورة حصول أمر ملموس»، وفق ما نقلت وكالة «إيسنا» للأنباء. وأضاف «رفع بعض العقوبات بشكل عملي قد يعكس حسن نيتهم. الأميركيون يتحدثون عن ذلك، لكن يجب أن يُعرف أن ما يحصل على الورق هو جيد لكنه غير كافٍ». وتوقفت المفاوضات في فيينا في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي لكي يعود الدبلوماسيون إلى بلادهم للتشاور. وستكون الجولة القادمة من المحادثات هي المرحلة الأخيرة. وفرض اتفاق 2015 قيوداً على برنامج إيران النووي مقابل تخفيف بعض العقوبات الدولية، إلا أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، سحب بلاده من الاتفاق في 2018، واصفاً إياه بأنه متساهل مع طهران، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية أميركية مؤلمة على إيران. وبدأت إيران بعد ذلك في انتهاك الكثير من القيود التي يفرضها الاتفاق على التخصيب والقيود الأخرى.

 

واشنطن تعيد إعفاء إيران من عقوبات على برنامجها النووي «السلمي»

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/05 شباط/2022

أعادت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، من دون أيّ إعلان رسمي، العمل بإعفاءات أساسيّة تتعلّق بالبرنامج النووي المدني الإيراني كانت ألغيت خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترمب، وهي إعفاءات كانت تحمي الدول والشركات الأجنبيّة المشاركة في مشاريع نوويّة غير عسكريّة من التهديد بفرض عقوبات أميركيّة. ويسمح الإعفاء للدول الأخرى والشركات بالمشاركة في البرنامج النووي المدني الإيراني دون فرض عقوبات أميركيّة عليها، باسم تعزيز السلامة ومنع الانتشار. وقال مسؤول أميركي كبير: «قرّرنا إعادة العمل بإعفاء من العقوبات من أجل السماح بمشاركة خارجيّة» لضمان «عدم الانتشار»، بسبب «مخاوف متزايدة» ناتجة عن التطوير المستمرّ للأنشطة النوويّة الإيرانيّة. وأضاف المسؤول الأميركي بحسب وكالة الصحافة الفرنسية (ا.ف.ب)، أنّ هذا القرار يجب أن يُتيح أيضا «تسهيل» «المناقشات الفنّية» التي تُعتبر «ضروريّة في الأسابيع الأخيرة من المحادثات»، في إشارة إلى المفاوضات التي تُستأنف في الأيّام المقبلة في فيينا بين طهران والقوى الكبرى الأخرى. وأوضح أنّ «الإعفاء في حدّ ذاته سيكون ضرورياً لضمان الامتثال السريع لإيران لالتزاماتها النوويّة» في حال التوصّل إلى تسوية في فيينّا حيث تجري المفاوضات، مؤكداً أنه حتّى بدون اتّفاق في العاصمة النمسويّة، فإنّ «هذه المناقشات الفنّية ستظلّ تساهم في تحقيق أهدافنا المتعلّقة بعدم الانتشار». لكنّ واشنطن تؤكّد أنّ ذلك «ليس تنازلا لإيران» كما أنّه ليس «إشارة إلى أنّنا على وشك التوصّل إلى توافق» لإنقاذ اتّفاق العام 2015 الذي يُفترض أن يمنع إيران من تطوير قنبلة ذرّية. وكتب المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة نيد برايس على «تويتر»: «لم نمنح إيران تخفيفاً للعقوبات ولن نفعل ذلك حتّى تفي طهران بالتزاماتها بموجب خطّة العمل الشاملة المشتركة». قمر ماكسار يظهر لمحة عامة من محطة بوشهر للطاقة النووية على شاطئ الخليج جنوب إيران في 8 يناير 2020 (أ.ف.ب)

وكان ترمب قد انسحب أحادياً في العام 2018 من الاتّفاق النووي وأعاد فرض معظم العقوبات الاقتصاديّة الأميركيّة على طهران، في إطار حملة «ضغط قصوى». وكان ترمب عمد في بادئ الأمر إلى تمديد العمل بهذه الإعفاءات بانتظام، مشيراً إلى الحاجة لـ«تقليل مخاطر الانتشار». لكنّ إدارته ألغت في مايو (أيّار) 2020 هذه الإعفاءات عندما فشلت في دفع طهران نحو التوصّل إلى «اتّفاق أفضل». وتتعلّق هذه الإعفاءات خصوصا بمفاعل طهران المخصّص للأبحاث وبمفاعل الماء الثقيل في آراك الذي تمّ تحويله تحت أنظار المجتمع الدولي بشكلٍ يجعل من المستحيل أن يُنتِج البلوتونيوم للاستخدام العسكري. وردّا منها على العقوبات الأميركيّة منذ العام 2018، حرّرت السلطات الإيرانية نفسها تدريجاً من القيود التي فرَضَها الاتّفاق النووي على أنشطتها، إلى درجة أنها باتت حالياً بحسب خبراء على بعد أسابيع قليلة فقط من امتلاك ما يكفي من المواد الانشطاريّة لصنع سلاح نووي. ويريد بايدن العودة إلى اتّفاق 2015 لضمان بقاء الأنشطة الإيرانيّة مدنيّة وسلميّة بحتة، شرط أن تعود إيران أيضاً إلى التزاماتها. أرشيفية من اجتماع للجنة المشتركة حول المفاوضات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني في فيينا (ا.ف.ب)

وقالت باربرا سلافين المتخصصة في شؤون إيران في مركز أبحاث المجلس الأطلسي، إنّ إعادة العمل بالإعفاءات «شرط أساس لاستعادة الاتّفاق» النووي و«بالتالي فهي إشارة جيّدة إلى إمكان تحقيق» ذلك. وتهدف المفاوضات الجارية منذ الربيع الماضي في فيينا إلى إيجاد تسوية بشأن البرنامج النووي الإيراني. وتجري المحادثات بتنسيق من الاتّحاد الأوروبي، بين الإيرانيين والدول الأخرى الموقعة على الاتفاق (ألمانيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا)، وبمشاركة غير مباشرة من الأميركيّين. وتم إجراز تقدّم بعد أشهر من الجمود. وعُلّقَت المناقشات الأسبوع الماضي ومن المقرّر أن تستأنف في الأيام المقبلة. وقال عدد من المفاوضين، إنّ وقت «القرارات السياسية» قد حان للتوصّل إلى اتّفاق، مؤكّدين أنّه لم يتبقّ سوى بضعة أسابيع لتجنّب فشل الدبلوماسيّة ولجوء واشنطن أو إسرائيل إلى خيارات أخرى، بما في ذلك العسكريّة منها، والتي يمكن أن تتسبّب في تصعيد التوتّرات.

 

تحذير من قصر «فترة الاختراق» النووي الإيراني مقارنة بـ 2015 وماكينزي يتهم إيران بالاعتماد على ميليشياتها لتنفيذ «الأعمال القذرة»

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط /05 شباط/2022

حذر مسؤولون أميركيون من أن البرنامج النووي الإيراني أصبح «متقدماً للغاية»، مقارنة بما كان عليه عند إبرام الاتفاق النووي معها عام 2015. وصرح مسؤولون أميركيون بأنه بإمكان إيران إنتاج ما يكفي من الوقود لصنع قنبلة نووية في غضون أسابيع فقط، كما أنها قد تمتلك قنبلة يمكن بناؤها في أقل من عام. ويقدر مسؤولون أميركيون أن البرنامج النووي الإيراني على وشك إنتاج ما يكفي من الوقود لصنع قنبلة نووية في غضون أسابيع، ويمكن أن تنتج قنبلة خلال أقل من عام. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين لم تفصح عن أسمائهم، قولهم إن «وقت الاختراق» الإيراني - أي الوقت اللازم لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة لأجل سلاح نووي واحد - قد تقدم بشكل كبير بعد أن سحب دونالد ترمب الولايات المتحدة من الاتفاق مع إيران في 2018. ويختلف وقت الاختراق عن الوقت الذي قد تستغرقه إيران لبناء السلاح النووي. ويعتقد المسؤولون الغربيون أن إيران لم تتوصل بعد إلى كيفية بناء قلب القنبلة وتوصيل الرأس الحربي بالصاروخ، لكن وقت الاختراق المخفض أقل كثيراً من فترة 12 شهراً التي شكلت أساس الاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس باراك أوباما في عام 2015.

- نفاد الوقت

وقال تقرير الصحيفة إن إدارة بايدن تتوقع أن يؤدي التوصل إلى اتفاق على عودة طهران إلى الالتزام بالاتفاق النووي، إلى تمكين إيران من تكديس ما يكفي من الوقود لصنع قنبلة نووية في غضون أقل من عام، وهو نطاق زمني أقصر من ذلك الذي ترتب على اتفاق 2015، بحسب مسؤولين أميركيين. وأشار المسؤولون إلى أنهم «توصلوا إلى هذه النتيجة في أواخر عام 2021، مقارنة بالاتفاق الأصلي الذي كان يتيح فترة عام على الأقل لتصنيع السلاح النووي».

- اتفاق معدل

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين أنه «يجب التوصل قريباً إلى اتفاق معدل لإعطاء الولايات المتحدة وحلفائها وقتاً كافياً للرد على التعزيزات النووية الإيرانية». وأضافت أن «فترة الاختراق» ستعتمد على الخطوات التي توافق عليها طهران «لتفكيك مخزونها من اليورانيوم المخصب، وشحنه للخارج أو تدميره، والحد من إنتاج الوقود النووي، وقدرتها على تصنيع أجهزة الطرد المركزي». وتثير هذه المخاوف شكوكاً جديدة حول قدرة إدارة بايدن على التفاوض على «صفقة أطول وأقوى من شأنها تقييد مسار إيران لتصنيع سلاح نووي». وأشار المسؤولون الأميركيون إلى أن «واشنطن سترفع الجزء الأكبر من العقوبات التي فرضتها إدارة ترمب، إذا عادت إيران للالتزام بالاتفاق، وهناك مفاوضات جارية في فيينا حول الضمانات التي ستقدمها واشنطن لمساعدة إيران بمزايا اقتصادية». وغني عن القول إن هذا المسار يثير حفيظة، ليس فقط الدول العربية ولكن أيضاً حفيظة إسرائيل. وفيما رفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية التعليق للصحيفة حول هذا التقرير، مؤكداً أن «إدارة بايدن واثقة من أن الصفقة ستعالج مخاوفنا الملحة بشأن منع الانتشار النووي»، قال جوناثان شانزر نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن إسرائيل لا تزال حريصة للغاية على الحفاظ على علاقة مهنية مع الولايات المتحدة، رغم اشتداد الخلاف بينهما على ملف إيران. وقال شانزر في رسالة إلكترونية إلى «الشرق الأوسط»، إن الطرفين يواصلان العمل على استكشاف «الخيارات البديلة»، في حال فشلت المفاوضات، على الرغم من إصرار إدارة الرئيس الأميركي على التوصل إلى مثل هذا الاتفاق مع طهران، لأن وجود خيارات بديلة، ولو كانت غير محتملة حتى الآن، فإنها تبقى جزءاً من استراتيجية المشاركة طويلة المدى بينهما. وأعرب عن اعتقاده بأن خروج المفاوضين من الفريق الأميركي، أعطى إسرائيل مؤشراً على أن الاستراتيجية الأميركية المعتمدة في هذه المفاوضات، قد تتفكك، وهو ما قد يفتح فرصة لمناقشة «الخيارات الأخرى».

- محادثات مباشرة

وكانت وكالة الصحافة الفرنسية قد نقلت عن مسؤول أميركي رفيع، رفض الكشف عن هويته، قوله إن «الوقت بدأ ينفد أمام المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي»، داعياً طهران إلى الموافقة على إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن للمساعدة في إبرام اتفاق. وأضاف أن البرنامج النووي الإيراني يقترب من «تحقيق اختراق» نحو امتلاك قدرات لصنع أسلحة نووية، ما يترك مهلة «أسابيع» أمام المفاوضين للتوصل إلى اتفاق يجمد هذا البرنامج ويخفف من العقوبات المفروضة على طهران. وأضاف: «أعتقد أننا وصلنا إلى النقطة التي يتعين فيها اتخاذ بعض القرارات السياسية الأكثر حساسية من قبل جميع الأطراف المنخرطة في المفاوضات».

- اتهامات ماكينزي

من جهة أخرى، قال قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى (سينتكوم)، فرنك ماكينزي، إن النظام الإيراني يعتمد على الميليشيات التي تعمل بالوكالة عنه لتنفيذ «عملياته القذرة» في المنطقة، وذلك وسط تصريحات بدت أنها تأتي في سياق احتفاظ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بـ«مساحة للتقييمات المختلفة من دوائرها»، عن العلاقة مع إيران، ومحاولتها إرضاء حلفائها، عبر رفع التحذيرات من سلوكيات طهران الإقليمية. وبعدما تم استبعاد ملف سياسات طهران الإقليمية المزعزعة وملف صواريخها الباليستية، من جدول أعمال المفاوضات الجارية في فيينا للعودة إلى الاتفاق النووي، بدا واضحاً أن إدارة بايدن تسعى إلى محاولة استرضاء حلفائها وشركائها، عبر تكرار الانتقادات التي توجه لسياسات طهران، فيما تستمر المفاوضات في فيينا رغم التحذيرات من أن إيران اقتربت من إنتاج القنبلة النووية، وهو ما يثير حفيظة إسرائيل التي تطالب واشنطن بالإعداد جدياً «لخيارات أخرى» في حال فشل المفاوضات مع طهران.

وفي ندوة افتراضية مع «معهد الشرق الأوسط» في واشنطن، قال ماكينزي إن تلك العمليات تعرض أرواح البشر للخطر من خلال نقل الأسلحة والموارد الأخرى إلى تلك الميليشيات، خصوصاً أن القائد الجديد لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، لا تمكنه السيطرة على تلك الميليشيات بالدرجة نفسها التي كان القائد السابق قاسم سليماني، يفعل. وأضاف ماكينزي أن قاآني يكافح للسيطرة على تلك الميليشيات التي تعمل بالوكالة في المنطقة، لكنه لم يستطع ممارسة سيطرة مماثلة لسليماني، وهو ما تظهر نتائجه بشكل متزايد في أماكن مثل العراق. وأوضح ماكينزي أن «إيران تدرك جيداً خطوطنا الحمراء، لكن الأدلة تظهر أن الجماعات المسلحة تحاول بجدية قتل القوات الأميركية عبر الهجمات التي تنفذها».

- الخطوط الحمراء

وأكد ماكينزي أن سبب استمرار الحرب في اليمن لأكثر من 7 سنوات، يعود إلى حد كبير إلى دعم إيران لميليشيات الحوثي. وفي إشارة إلى هجمات الحوثيين الأخيرة على الإمارات، قال ماكينزي إن الحوثيين مقارنة بإيران، لديهم رغبة أقل للدخول في حرب محدودة، لكن وبغض النظر عن الخطر الذي يهدد البشر، فإنهم يستخدمون بطريقة متهورة أي قدرة تسليحية تقدمها لهم إيران. وأضاف أنهم وإيران يستخدمون الناس في الحرب اليمنية كفئران تجارب، وهي ممارسات غير إنسانية في الحروب، ووصف «التهدئة والتطبيع» بالخيار الأفضل لإيران.

 

العراق: الكتلة الصدرية تقاطع جلسة انتخاب الرئيس

بغداد/الشرق الأوسط /05 شباط/2022

أعلن رئيس كتلة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في البرلمان العراقي اليوم (السبت) أن أعضاء الكتلة سيقاطعون الجلسة المخصصة لانتخاب رئيس للعراق الاثنين. وقال رئيس الكتلة الصدرية النيابية حسن العذاري خلال مؤتمر صحافي إن على جميع أعضاء الكتلة «عدم حضور جلسة مجلس النواب الاثنين المقبل (...) الخاصة باختيار رئيس الجمهورية». ويُعدّ التيار الصدري أقوى كتلة في البرلمان العراقي بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 إذ يشغل 73 مقعداً من أصل 329. إلا أن تغيّب أعضائه عن الجلسة البرلمانية لا يُعرقل اكتمال النصاب، وبذلك لا تُلغى حتى الآن جلسة الاثنين.

والنواب العراقيون مدعوون لانتخاب رئيس جمهورية من أصل 25 مرشّحاً بمن فيهم اثنان هما الأوفر حظاً: الرئيس الحالي برهم صالح والوزير السابق هوشيار زيباري. ويقتضي العرف أن يشغل منصب رئيس العراق كرديٌ. ولطالما كرّر الصدر إصراره على تشكيل «حكومة أغلبية»، مما سيشكّل انقطاعاً مع التقليد السياسي الذي يقضي بالتوافق بين الأطراف الشيعية الكبرى. ويبدو أن التيار الصدري يتجه للتحالف مع كتل سنية، لا سيما مع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ومع الحزب الديمقراطي الكردستاني (31 نائباً) الذي يمثّله هوشيار زيباري في انتخابات الاثنين. وأثار تورّط زيباري في أعمال فساد غضب جزء من الرأي العام في الأيام الأخيرة، مما يتسبب بحرج لمقتدى الصدر الذي يقدّم نفسه على أنه مناهض للفساد. ويقدّم كلّ من الحزبين الكرديين الرئيسيين مرشحاً هذا العام. وكتب مقتدى الصدر على «تويتر» أمس (الجمعة): «إذا لم يكن مرشح الحزب الديمقراطي الحليف لرئاسة الجمهورية مستوفياً للشروط، فأدعو نواب الإصلاح لعدم التصويت له». وقال نائب من الكتلة الصدرية - فضّل ألّا تكشف هويته - لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «قرار الانسحاب موجه للأكراد، بشكل خاص الحزب الديمقراطي، من أجل الاتفاق على مرشح كردي واحد لمنصب رئيس الجمهورية». وأضاف أن زيباري «لم يحظَ بالتوافق الوطني والشعبي في ظل الاعتراضات السياسية والشعبية عليه». وأقال البرلمان زيباري في عام 2016 بعد الكشف عن فضائح فساد وشكوك باختلاسه أموال عامة. وأكّد زيباري في مقابلة أمس (الجمعة) أنه «لم تصدر أي إدانة (بحقّه) في القضاء العراقي». وشملت التهم الموجّهة إليه إنفاقه 1.8 مليون دولار على تذاكر سفر لحرّاسه الشخصيين.

 

سيناتور أميركي يطالب ألمانيا بإعادة النظر في سياستها بشأن أزمة أوكرانيا

واشنطن/الشرق الأوسط /05 شباط/2022

قبل الزيارة الأولى للمستشار الألماني الجديد أولاف شولتس لواشنطن، دعا السيناتور الأميركي جيم ريش، الحكومة الألمانية إلى إعادة النظر في سياستها فيما يتعلق بأزمة أوكرانيا. وقال السيناتور الجمهوري البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية في واشنطن: «في حال غزت روسيا أوكرانيا على نطاق واسع، سيكون لذلك آثار مأساوية على أوروبا بأكملها - بما في ذلك ألمانيا». وأضاف ريش، في إشارة إلى رفض ألمانيا توريد أسلحة لأوكرانيا: «أنا على دراية بسياسة ألمانيا طويلة الأمد بشأن مبيعات الأسلحة، لكن الوضع في أوكرانيا - وحلفاء الناتو يتفقون على هذا الأمر - فريد للغاية لدرجة أنه يتعين على ألمانيا إعادة النظر في موقفها». وفي الوقت نفسه، دعا السيناتور ريش إلى عواقب بالنسبة لخط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2»، وقال: «لقد سمعنا بالتأكيد من الحكومة الألمانية أن نورد ستريم 2 يمكن أن يكون هدفا للعقوبات... إذا صح الأمر، فسيكون ذلك جيدا. لكن بالنسبة لي هذا لا يكفي. فقد سمعنا تأكيدات مماثلة عندما غزت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014، لكن بعد بضعة أشهر واصلت ألمانيا المضي قدما في المشروع». ويستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن المستشار شولتس في البيت الأبيض بعد غد (الاثنين). ومنذ أسابيع، تواجه حكومة الديمقراطيين التي يقودها بايدن، والتي أكدت مراراً وحدة الحلفاء داخل الناتو بشأن أزمة أوكرانيا، أسئلة متزايدة تتسم بالانتقاد حول دور ألمانيا في مواجهة الأزمة. وردا على سؤال حول ما إذا كان السيناتور الأميركي لا يزال يعتبر ألمانيا حليفة موثوقة للولايات المتحدة، قال ريش إن العلاقات الثنائية تتجاوز الصراع في أوكرانيا، مضيفا: «لكنني أعتقد أنها يمكن أن تتحسن أيضاً»، مؤكداً ضرورة أن تجد ألمانيا والولايات المتحدة طرقا للعمل معا ضد التهديدات المشتركة العديدة التي تشكلها روسيا والصين وإيران.

 

الولايات المتحدة تكشف «مؤامرة» روسية لتبرير غزو أوكرانيا

بوتين وشي يرفضان توسع «الناتو» شرقاً ويتهمان الغرب بزعزعة الاستقرار

واشنطن: علي بردى موسكو - باريس - كييف/الشرق الأوسط /05 شباط/2022

غداة اتهام إدارة الرئيس جو بايدن للكرملين بإعداد مؤامرة تتضمن تلفيق «هجوم» أوكراني مصوَّر ضد مصالح روسيا ليكون بمثابة ذريعة لغزو أوكرانيا، الأمر الذي نفته موسكو على لسان وزير خارجيتها، اتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جينبينغ، خلال اجتماع بينهما قبيل إطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، على رفض توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقاً، واتهما الغرب والولايات المتحدة بزعزعة الاستقرار في مناطق واسعة من العالم. وخلال لقاء شخصي هو الأول له مع زعيم أجنبي منذ بدء جائحة «كوفيد - 19» قبيل عامين، قدم الرئيس الصيني دعماً ثميناً لنظيره الروسي الذي يواجه ضغوطاً متصاعدة من الغرب في شأن حشد أكثر من مائة ألف من قواته على الحدود الشمالية والشرقية والجنوبية لأوكرانيا، مما أثار المخاوف لدى دول «الناتو» من أن يكون ذلك مقدمة لبدء غزو. وفي ظل هذا الاستعراض الاستثنائي المتقن للتضامن بين البلدين على هامش الألعاب الأولمبية التي قاطع افتتاحها الرسمي الكثير من الزعماء الغربيين، أصدر الزعيمان بياناً مشتركاً طويلاً تضمن اتهاماً من الصين للولايات المتحدة بأنها تُذكي الاحتجاجات في هونغ كونغ وتشجع الاستقلال في تايوان، بالإضافة إلى اتهام من روسيا للولايات المتحدة بأنها تلعب دوراً مشابهاً في زعزعة الاستقرار في أوكرانيا. وأكدا أن «روسيا والصين تقفان ضد محاولات القوى الخارجية لتقويض الأمن والاستقرار في المناطق المتاخمة المشتركة بينهما». وأضافا أن البلدين «يعتزمان مواجهة تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة تحت أي ذريعة، ومعارضة الثورات الملونة وزيادة التعاون (بينهما) في (هذه) المجالات». وفي انحياز واضح من الصين إلى جانب روسيا في أحد مطالبها الأمنية الرئيسية، شدد البيان على أن الطرفين «يعارضان المزيد من توسيع (الناتو) ويدعوان حلف شمال الأطلسي إلى التخلي عن مقارباته الآيديولوجية للحرب الباردة». وأشار بوتين وشي في بيانهما إلى أن بلديهما سيعملان على إقامة علاقات أوثق في التجارة والدبلوماسية والأمن. وأكدا أن «الصداقة بين الدولتين ليس لها حدود». وقال شي إن الجانبين «يدعم بعضهما بعضاً بقوة في حماية مصالحهما الأساسية». وأعلن بوتين اتفاقاً لتزويد الصين بمزيد من الغاز عبر خط أنابيب جديد.

ذريعة جديدة للغزو

في المقابل، سعت إدارة الرئيس جو بايدن إلى تجريد موسكو من ذريعة جديدة لغزو أوكرانيا، إذ كشف مسؤولون أميركيون تفاصيل ما قالوا إنها مؤامرة لتلفيق «هجوم» مفصل ومجهز بكاميرات على المصالح الروسية ثم نشر الفيديو. وأكدوا أن هذه المؤامرة بلغت مرحل متقدمة في إعدادها. وجرى وصف خطة الهجوم الوهمي على الأراضي الروسية أو الأشخاص الناطقين بالروسية في معلومات استخبارية رُفعت عنها السريّة وجرى تقاسمها مع مسؤولين أوكرانيين وحلفاء أوروبيين في الأيام الأخيرة. وكان هذا أحدث مثال على كشف إدارة بايدن لمعلومات استخبارية كتكتيك لمحاولة وقف جهود التضليل الروسية وإحباط ما تقول إنه جهود الرئيس بوتين لوضع الأساس لعمل عسكري. وإذا قامت روسيا بالغزو، يقول مسؤولو الإدارة إنهم يريدون توضيح أن روسيا سعت دائماً إلى اختلاق ذريعة. وفي الأسابيع الأخيرة، أكد البيت الأبيض أن الاستخبارات الأميركية كشفت أن روسيا شنت حملة تضليل خبيثة على وسائل التواصل الاجتماعي ضد أوكرانيا وأرسلت نشطاء مدربين على المتفجرات لتنفيذ أعمال تخريبية ضد القوات الروسية. ورفض المسؤولون الأميركيون تقديم تفاصيل عن الأدلة التي تستند إليها. وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، بأن الإدارة بحاجة لحماية المصادر الحساسة وطرق جمع المعلومات الاستخبارية. وقال: «نرفع السرية عن المعلومات فقط عندما نكون واثقين من تلك المعلومات». وأفاد الناطق باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) جون كيربي، بأن المخطط يشمل إنتاج فيديو دعائي مصوَّر يُظهر انفجارات مدبّرة ويستخدم جثثاً وممثلين يصورون المعزين حزينين. وقال: «رأينا هذه الأنواع من النشاطات من الروس في الماضي».

وتشير المعلومات الاستخبارية إلى أن الروس سيقدمون معدات عسكرية تستخدمها أوكرانيا، بما في ذلك سلاح رئيسي قدمته تركيا، وهي عضو في «الناتو»، لتعزيز صدقية الهجوم المزيف. ويُحتمل أن تستخدم روسيا طائرات مسيّرة تركية الصنع من طراز «بيرقدار» كجزء من العملية المزيفة.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في إفادة صحافية أمس (الجمعة)، إن الولايات المتحدة أبلغت بلاده بأن روسيا ربما تنشر تسجيل فيديو دعائياً كاذباً كذريعة لتنفيذ هجوم عسكري، لكن أوكرانيا تنتظر مزيداً من التفاصيل. وشبّه كوليبا الوضع الحالي بذلك الذي كان عليه عام 2014 عندما ضمّت روسيا القرم ودعمت انفصاليين في شرق أوكرانيا. وقال الوزير: «مبدئياً، ما تم إعلانه ليس مفاجأة لنا... منذ 2014 ونحن نرى الكثير من الأفعال الماكرة من جانب روسيا الاتحادية». من جانبها وصفت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، التصريحات الأميركية بأنها «دليل واضح وصادم على عدوانية روسيا غير المبررة وعلى أنشطة سرية (لموسكو) لزعزعة استقرار أوكرانيا». وكتبت على «تويتر»: «المَخرج الوحيد لموسكو هو وقف التصعيد والانسحاب والالتزام بإيجاد مسار دبلوماسي». ونفى وزير الخارجية سيرغي لافروف، أمس (الجمعة)، مزاعم الولايات المتحدة بأن موسكو تلفق تسجيل فيديو كذريعة لشن حرب في أوكرانيا، ووصف الأمر بأنه «هراء». وحشدت روسيا أكثر من 100 جندي بالقرب من حدودها مع أوكرانيا لكنها تنفي التخطيط لغزو، وطالبت واشنطن وحلف شمال الأطلسي بضمانات بعدم السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى الحلف العسكري.

تعزيز دفاعات سلوفاكيا

وإلى ذلك، أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، محادثات أول من أمس (الخميس)، واشنطن مع وزير الخارجية السلوفاكي إيفان كوركوك، ووزير الدفاع السلوفاكى ياروسلاف ناد. وفي احتفال لاحق، وقع الدبلوماسيون الثلاثة على وثائق تهدف إلى تعزيز التحالف بين دولتي «الناتو» مع تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا. وتسمح الاتفاقية للولايات المتحدة بتوسيع وجودها العسكري في سلوفاكيا، التي تمتلك حدوداً مع أوكرانيا، من خلال تطوير مطاري «سلياك» و«كوشينا» العسكريين. وينقسم السلوفاكيون بشأن المعاهدة، حيث يرى المنتقدون أنها يمكن أن تؤدي إلى فقدان سيادة البلاد. وقال بلينكن إن «هذا الاتفاق يسهّل على جيوشنا تنسيق جهود دفاعية غير مألوفة مثل إجراء تدريبات مشتركة. وسيوجد المزيد من المشاورات المنتظمة بين بلدينا في شأن التهديدات التي يتعرض لها شعبنا والسلام والأمن الدوليين». وبعد التوقيع، لا يزال يتعين على البرلمان السلوفاكي منح موافقته -وليس هناك ضمان لتمرير الموافقة، حيث أثارت أحزاب المعارضة الثلاثة في البرلمان، وممثلو النقابات العمالية، والمنتقدون العسكريون، اعتراضات على الاتفاقية. كما أوصى مكتب المدعي العام السلوفاكي نواب البرلمان برفض المعاهدة، بدافع أن اتفاقية الشراكة تقوض الدستور السلوفاكي. وبموجب بنود المعاهدة، ستموّل الولايات المتحدة إعادة تطوير المطارين العسكريين، اللذين سيظلان ملكاً للحكومة السلوفاكية، لكن سيكون بإمكان الجيش الأميركي استخدامهما مجاناً.

واشنطن تحذّر بكين

وقبيل ساعات فقط من اجتماع بوتين وشي، حذرت الولايات المتحدة الصين من مساعدة روسيا على تفادي العقوبات المحتملة المتعلقة بالأزمة في أوكرانيا. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، إن واشنطن وحلفاءها «لديها مجموعة من الأدوات» التي يمكن نشرها ضد «الشركات الأجنبية، بما في ذلك تلك الموجودة في الصين» التي تحاول التهرب من الإجراءات العقابية المحتملة ضد روسيا. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، لصحيفتين ألمانية وفرنسية، إن الاتحاد الأوروبي أعدّ «حزمة قوية وشاملة من العقوبات المالية والاقتصادية» في حال غزت روسيا أوكرانيا. وتابعت فون دير لاين لصحيفة «هاندلسبلات» الألمانية و«ليزيكو» الفرنسية: «هذا يتراوح من تقييد الوصول لرؤوس الأموال الأجنبية إلى ضوابط على الصادرات خصوصاً على السلع التقنية»، مضيفةً أن الإجراءات يجب أن تجعل الاقتصاد الروسي «أكثر ضعفاً». وأشارت المسؤولة الأوروبية إلى «أنه من الجليّ تماماً» أنه لا يمكن استبعاد مشروع خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» المثير للجدل بين ألمانيا وروسيا كهدف للعقوبات. وفي هلسنكي، أجرى القادة الفنلنديون محادثات مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، حول رسالة أرسلها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى عدة دول حول «عدم قابلية الأمن للتجزئة» في أوروبا.

وفي بروكسل، رجح الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ، زيادة عدد القوات الروسية في بيلاروسيا إلى 30 ألفاً، بدعم من القوات الخاصة والطائرات المقاتلة المتقدمة وصواريخ «إسكندر» الباليستية قصيرة المدى وأنظمة صواريخ «إس 400» للدفاع الجوي. وقال: «هذا أكبر انتشار لروسيا هناك منذ الحرب الباردة». وأكد أن «الناتو» لا توجد لديه أي نية لنشر قوات في أوكرانيا في حالة غزو روسيا له، لكنه أشار إلى أن الحلف بدأ في تعزيز دفاعات الدول الأعضاء المجاورة، ولا سيما إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا. كما يخطط التحالف العسكري الذي يضم 30 دولة لتعزيز دفاعاته في منطقة البحر الأسود قرب بلغاريا ورومانيا.

ماكرون يجتمع مع بوتين وزيلينسكي

سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الزعيم الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو، بعد غد (الاثنين)، ومع الزعيم الأوكراني في كييف يوم الثلاثاء، لمناقشة الوضع في أوكرانيا إذ يحاول زعماء الغرب تجنب صراع كبير مع روسيا بشأن أوكرانيا. وأفاد مكتب ماكرون بأنه سيلتقي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كييف، في اليوم التالي لاجتماعه مع بوتين في موسكو. وقال الرئيس الفرنسي ماكرون إن إيجاد مسار تفاوضي لتهدئة التوتر بشأن أوكرانيا يمثل أولوية حتى مع إعلان الولايات المتحدة إرسال ثلاثة آلاف جندي إضافي إلى بولندا ورومانيا مع حشد روسيا لقواتها بالقرب من أوكرانيا.

وأوضح مكتب ماكرون في بيان أنه أجرى مكالمتين هاتفيتين مع الزعيمين الروسي والأوكراني أمس (الخميس)، لمحاولة إحراز تقدم بشأن وضع منطقة دونباس الانفصالية في شرق أوكرانيا في إطار جهود لنزع فتيل التوتر. وقال البيان أيضاً إن ماكرون أكد للرئيسين أهمية مناقشة شروط التوصل إلى توازن استراتيجي في أوروبا من شأنه أن يمكّن من خفض التوتر على الأرض ويضمن الأمن في القارة.

 

سفن حربية روسية تصل إلى ميناء طرطوس غرب سوريا قطعت أكثر من أكثر 6000 ميل بحري في رحلة حول أوروبا

موسكو - لندن/الشرق الأوسط /05 شباط/2022

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، أن 6 سفن إنزال كبيرة من أسطول الشمال وأسطول بحر البلطيق الروسيين وصلت إلى المركز اللوجيستي للبحرية الروسية في طرطوس غرب سوريا. وقال المكتب الصحافي لوزارة الدفاع في بيان، إن مجموعة الإنزال تضم 6 سفن كبيرة، وهي «بيوتر مورغونوف» و«غيورغي بوبيدونوسيتس» و«أولينيغورسكي غورنياك» و«كوروليف» و«مينسك» و«كالينينغراد». وأضاف أن السفن وصلت عبر أوروبا إلى الجزء الشرقي من البحر المتوسط كجزء من مناورات تجريها البحرية الروسية، تحت إشراف القائد العام للقوات البحرية، الأميرال نيكولاي إيفمينوف. وقطعت السفن أكثر من أكثر 6000 ميل بحري، وترسو السفن حالياً في ميناء طرطوس بسواحل سوريا، حيث تقوم بالتزود بالوقود ومياه الشرب والمواد الغذائية. وجاء في بيان من المكتب الصحافي لوزارة الدفاع الروسية «إن مجموعة سفن حربية تابعة لأسطولي بحر الشمال والبلطيق، أنهت في إطار مناورة للبحرية الروسية بقيادة قائد البحرية الأدميرال نيكولاي يفمينوف رحلة حول أوروبا ووصلت إلى الجزء الشرقي من البحر المتوسط». ووقعت موسكو ودمشق اتفاقية حول توسيع مركز الإمداد المادي والتقني التابع للأسطول الحربي الروسي في طرطوس، وتسمح الاتفاقية بتواجد 11 سفينة حربية، بما في ذلك النووية منها في آن واحد، لمدة 49 عاماً، مع إمكانية التجديد التلقائي لفترات بمدة 25 عاماً. وتنص الاتفاقية، التي بدأ تطبيقها في 18 يناير (كانون الثاني) 2017، بأن تتولى روسيا حماية مركز الإمداد التابع لأسطولها، في البحر والجو، فيما تتولى سوريا الدفاع عن المركز من البر.

وتنص الوثيقة، على وجه الخصوص، على أن يسلم الجانب السوري لروسيا للاستخدام المجاني طوال مدة الاتفاق، الأراضي والمياه في منطقة ميناء طرطوس، فضلاً عن العقارات التي لم يتم الإعلان عنها رسمياً. وكان مصدر عسكري روسي في قاعدة حميميم العسكرية الروسية قد كشف عن تسيير دوريات منتظمة للشرطة العسكرية الروسية داخل ميناءي اللاذقية وطرطوس ومحيطهما، بهدف «حمايتهما من أي هجمات قد تنفذها مجموعات إرهابية انطلاقاً من ريفي اللاذقية وإدلب». ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر عسكري روسي قوله، إن «طائرات الاستطلاع الروسية بدأت على التوازي أنشطتها في رصد مختلف أقسام ومحطات مرفأ اللاذقية بشكل كامل وعلى مدار الساعة، تزامناً مع استمرار القوات الروسية بتسيير دوريات على كامل أقسام المرفأ ومحيطه».وتشمل الإجراءات، حسب المصدر، «مرفأ طرطوس على الساحل السوري حيث تمت زيادة عدد القوات الروسية المسؤولة عن حماية المرفأ، مع قيام طائرات الاستطلاع بجولات رقابية في أجواء الميناء ومحيطه». وأفاد موقع «روس فيسنا» الروسي الاثنين الماضي بأن الشرطة العسكرية الروسية، بدأت بتسيير عدة دوريات داخل مرفأ اللاذقية لـ«منع حدوث قصف جديد»، في إجراء يعتبر الأول من نوعه في محيط المرفأ الذي تستخدمه إيران لنقل وارداتها إلى سوريا، بموجب اتفاقية تتيح عمليات شحن منتظمة بين مرفأ بندر عباس ومرفأ اللاذقية. وتعرض محيط مرفأ اللاذقية في الأسابيع الأخيرة، لهجومين تصدت لهما الدفاعات الجوية السورية بحسب ما أعلنته وسائل الإعلام الرسمية السورية، وتسببت الهجمات بحرائق في ساحة الحاويات في مرفأ اللاذقية. وجاء استهداف إسرائيل لمرفأ اللاذقية القريب من القاعدة العسكرية الروسية ليثير استياءً وغضباً شعبياً من التغاضي الروسي عن الهجمات الإسرائيلية على منطقة الساحل التي تعتبر منطقة نفوذ روسية لا سيما قاعدة حميميم الجوية، وميناء طرطوس، وذلك رغم امتلاك موسكو مضادات دفاع جوي من طرز مختلفة، حسب مصادر في دمشق.

 

داعش» والإيزيديون... جرائم تنتظر محاكمات و«الشرق الأوسط» ترصد ردود فعل ضحايا القرشي على قتله قبل أن يحاسب

لندن: هنا والاس/الشرق الأوسط /05 شباط/2022

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن القوات الأميركية الخاصة نفذت بنجاح عملية قتل زعيم تنظيم «داعش» أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، المعروف باسم الحاج عبد الله، في شمال غربي سوريا. ورغم أن مقتل قريشي، يعد دفعة كبيرة لعمليات مكافحة الإرهاب الأميركية في المنطقة والحرب الأوسع ضد عودة ظهور «داعش»، فإنه حدث مؤثر بشكل خاص لأبناء المجتمع الإيزيدي. ارتقى قريشي ليصبح نائب زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، قبل أن يخلفه في النهاية. ومع أن الدور الرئيسي الذي لعبه قريشي في تجارة الرقيق الإيزيديين والإبادة الجماعية لا يزال غير معروف، فإن الأدلة التي جمعتها «لجنة العدالة والمساءلة الدولية» توضح مسؤوليته الجنائية المحتملة عن جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية وغيرها من الجرائم، بما في ذلك الاتجار بالبشر. قُتل قريشي من دون محاكمة على الإطلاق على جرائمه المزعومة، ما يعطي دليلاً آخر على انعدام العدالة للإيزيديين، وفشل المجتمع الدولي في إجراء محاكمة دولية في هذا الشأن. جرت أول محاكمة بتهمة الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 عندما أدانت محكمة ألمانية في فرانكفورت المواطن العراقي طه الجميلي، بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. وكان قد اتهم بالتسبب في وفتاة إيزيدية شابة قام بتقييدها بالسلاسل إلى قضبان النوافذ في الشمس، ما أدى إلى موتها عطشاً. جاءت المحاكمة يومها لتذكر العالم بالفظائع التي لحقت بالأقلية الإيزيدية، عندما انتشر مسلحو «داعش» في سنجار، موطن الأجداد الإيزيديين في شمال غربي العراق. وقد سعى ما يسمى بـ«داعش» إلى القضاء على المجتمع الإيزيدي بحملة قتل جماعي وتهجير قسري واسترقاق. وفي النهاية قُتل أو اختُطف ما يقدر بنحو 10000 من الإيزيديين بصورة بالغة الوحشية. بالنسبة للإيزيديين، كان لحكم فرانكفورت ذلك المذاق الحلو المر في آن. فكأول إدانة بالإبادة الجماعية ضد أحد منتسبي «داعش» في أي مكان في العالم، بما يعنيه من اعتراف بالصدمة التي عانى منها المجتمع، فقد أظهر أن العدالة يمكن تحقيقها، وهي بالغة الأهمية للناجين. لكنها في المقابل سلطت الضوء أيضاً على الطبيعة البطيئة للعدالة والمساءلة، ما دفع العديد من الإيزيديين إلى الشعور بتخلي المجتمع الدولي عنهم.

- حصار سنجار

التفت العالم إلى الإيزيديين في أغسطس (آب) 2014 عندما دخل «داعش» القرى والبلدات المحيطة بسنجار. وبينما كان المسيحيون والعرب والأكراد يعيشون في المدن والقرى التي تعرضت للنهب، فإن الإيزيديين وحدهم من جرى إخطارهم بالعقاب دون غيرهم. وبعد اضطهادهم باعتبارهم عبدة شيطان، أطلق «داعش» حملة لتطهير المنطقة ممن يسمون «الكفرة». مع تقدم «داعش»، إلى قوات البشمركة الكردية العراقية عن نقاط التفتيش، حاول الإيزيديون الدفاع عن أنفسهم، وفرّ العديد منهم إلى المناطق الكردية وأصبحوا نازحين. الغالبية لا تزال هناك اليوم، عاجزة عن العودة إلى ديارهم، فيما فر آخرون إلى المنحدرات العليا لجبل سنجار، الذي لطالما كان ملاذاً لمجتمع حفل تاريخه بالاضطهاد والعنف. وبينما كان العالم ينظر في رعب، حاصر «داعش» الإيزيديين الذين حرموا من إمدادات المياه مع ارتفاع درجات الحرارة، ليلقى المئات من المسنات والأطفال حتفهم بسبب الجفاف. الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما أعلن أن هجوم «داعش» إبادة جماعية وتم إجلاء الآلاف من الإيزيديين في نهاية المطاف من الجبل على يد القوات الكردية بتغطية جوية أميركية، فيما حوصر من تبقى منهم من قبل «داعش». جرى فصل الرجال عن النساء، وتم إعدام بعض الرجال على الفور، وفي حالات أخرى، تم اصطحابهم بعيداً ولم يسمع شيئاً عنهم مرة أخرى. ووُضع بعض الأولاد الأصغر سناً أمام خيار التحول إلى نسخة «داعش» من الإسلام وسط مقاتلي «داعش» في القرى الشيعية سابقاً. وجرى نقل النساء والفتيات لاحقاً إلى غرف المشاهدة وفتح أسواق العبيد لبيعهن كرقيق للاستغلال الجنسي من قبل مقاتلي «داعش» ضمن نظام منضبط للغاية.

- البحث عن المفقودين

وفي حين يُعتقد أن العديد من الإيزيديات لقين حتفهن أثناء القتال خلال فترة وجودهن في الأسر، فإن من المعتقد أيضاً أن العديد منهن ما زلن على قيد الحياة. ويُعتقد أنهن يعيشن مع عائلات مرتبطة بـ«داعش» في العراق أو سوريا، غالبا في مناطق خارج سيطرة الحكومة، ما يجعل الاتصال بهن أو إنقاذهن أمراً صعباً. وفي أغسطس 2021، تم إنقاذ إيزيديتين على قيد الحياة في محافظة دير الزور بعد أن أمضتا وقتاً في التنقل بين المنازل في سوريا. يُعتقد أن بعض الإيزيديين يقيمون في معسكر الهول، الذي يضم أفراداً من عائلات مقاتلي «داعش» وآخرين تم أسرهم بعد سقوط ما يسمى مناطقهم. ويعتبر الوصول إلى المخيم للبحث عن الإيزيديين المفقودين صعباً، ولكنه ليس بالمستحيل، فقد شهدت حملة أطلقتها منظمات مختلفة في سبتمبر (أيلول) الماضي ضغوطاً من أجل القيام بعملة بحث رسمية لتحديد أماكن وجود النساء والأطفال المفقودين، بما في ذلك هذا المعسكر. وفي ديسمبر (كانون الأول) جرى توجيه نداء من 17 دولة لتسليط الضوء على ما يقرب من 2800 من النساء والأطفال الإيزيديين المفقودين. وحتى الآن لم يجر إطلاق أي بحث تقوده الحكومة للعثور عليهم، كما لم تكن هناك جهود منهجية من قبل السلطات العراقية لفحص الأطفال المحتجزين في معسكرات مثل «الهول» و«روج». والآن لا يزال الجميع ينتظر عملاً ملموساً بشكل عاجل. دفع فشل المجتمع الدولي الناس العاديين إلى العمل. وتكريساً لجهود العثور على الفتيات المفقودات، أسس نشطاء متفانون شبكة من المخبرين في سوريا لإنقاذ الإيزيديين المخطوفين. يعتبر عبد الله شريم أحد هؤلاء، بعد احتجاز 56 شخصاً من عائلته. كانت أول من عاد ابنة أخته مروة في نهاية عام 2014، وبمساعدة مهربي السجائر، تمكن شريم من تحديد مكانها في الرقة وإنقاذها. وعندما اكتشفت العائلات الأخرى ذلك، بدأوا في الاتصال بشريم بشكل محموم. قال شريم: «جاءوا إليّ وطلبوا إنقاذ ذويهم المختطفين. لقد أنقذت الكثيرين وأنشأت مجموعة كبيرة لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الناس. فحتى اليوم، أنقذت 399 شخصاً، ولديّ كل أسمائهم وتواريخ إنقاذهم والأماكن التي تم إنقاذهم منها لأنني أريد دعم عملي بالأدلة». ولتحديد مكان الفتيات، قام شريم بتنسيق شبكة معقدة من المتطوعين في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك الممرضات وجامعو القمامة والنساء اللواتي يتنقلن من منزل إلى آخر لبيع الملابس والخبز.

شأن العديد من الإيزيديين، يشعر شريم بخيبة أمل من المجتمع الدولي لفشله في إنقاذ أولئك الموجودين على جبل سنجار، ولعدم بذل أي جهد جاد لتحديد مكان الفتيات والنساء المفقودات في السنوات السابقة. استطرد شريم قائلاً: «منذ بداية عام 2014 وحتى نهايته، لم يكن للمجتمع الدولي والحكومات المحلية حضور. لقد أنقذنا العديد من الفتيات والنساء المخطوفات حتى قبل إنشاء مكتب غير رسمي في الرقة لهذا الغرض. لو كان هناك دعم دولي أو محلي، لكنا أنقذنا مجموعات كبيرة كانت قريبة في مناطق مثل تلعفر والموصل. فقد شعرنا بالتخلي عنا، ولا يزال هذا الشعور ينتابنا».

- حواجز العودة

من بين 12000 إيزيدي فُقدوا، تم تحديد 5000 قتيل وإنقاذ بضعة آلاف، ما يعني أن ما يصل إلى 4000 لا يزالون في عداد المفقودين. ولا تزال العديد من المقابر الجماعية في سنجار في انتظار نبشها، حيث تخشى آلاف العائلات الأسوأ فيما يتعلق بأحبائها المحتمل وجودهم تحت ترابها. هناك نحو 200 ألف إيزيدي آخر يقبعون في معسكرات المشردين في كردستان العراق، غير قادرين على العودة إلى ديارهم بسبب نقص الضمانات الأمنية. لم يعد هناك مكان للعيش فيه، حيث إن سنجار والقرى المحيطة بها باتت خراباً إلى حد كبير. لم يتغير شيء يذكر منذ طرد «داعش» في عام 2014، حيث تجوب القوات العراقية والكردية المنطقة، وكذلك الميليشيات الشيعية، بينما تشن تركيا بانتظام غارات جوية ضد المسلحين الأكراد المشتبه في أنهم يختبئون في سنجار، في وضع يتعارض مع اتفاق وقعته حكومتا كردستان والعراق عام 2020 لاستعادة الاستقرار في المنطقة. تعتبر هذه الصفقة واحداً من عدة تعهدات من قبل الحكومة العراقية لم تؤت ثمارها بعد. ففي العام الماضي، أقر العراق قانون الناجين الإيزيديين، الذي اعترف بالجرائم ضدهم على أنها إبادة جماعية، ووعد بأرض واعدة وتعويضات وفرص عمل متزايدة للناجين. ورغم أن تمرير القانون كان بالغ الأهمية، فقد جاء التقدم بطيئاً بالنسبة للناجين الذين لا يزالون في الغالب يعيشون من دون منازل أو وظائف أو أي مظهر من مظاهر الاستقرار.

- ماذا بعد؟

يتوقع إيزيديون أن يشجع المجتمع الدولي بغداد وحكومة كردستان على وضع جدول زمني واضح واتباعه لتنفيذ اتفاق سنجار يتمحور حول احتياجات المجتمع الإيزيدي. فإذا كان الرئيس الأميركي بايدن جاداً بشأن سياسة خارجية تركز على حقوق الإنسان، فيجب أن تكون مساعدة المجتمع الإيزيدي أولوية. بعد ذلك يجب على المانحين الدوليين الرئيسيين والحلفاء العراقيين الاستثمار في إعادة الإعمار الشامل في سنجار، لتمكين العودة الآمنة للإيزيديين النازحين لأن مخيمات النازحين ليست حلاً دائماً. في هذا الصدد، قال عابد شمدين، المدير التنفيذي لـ«مبادرة ناديا» (جمعية غير ربحية مكرسة لإعادة بناء المجتمعات الممزقة والدفاع عن الناجين من العنف الجنسي): «لا يمكن تحقيق التقدم واستدامته إلا من خلال استقرار الأمن والحكم المحلي الذي يسمح لمجتمعات سنجار، مثل الإيزيديين، بأن يكونوا أصحاب مصلحة متساوين في استعادة وطنهم وإدارته الديمقراطية». وأضاف شمدين: «أدى التهجير الإيزيدي المطول إلى ارتفاع معدلات الانتحار وزواج الأطفال وحالات العنف ضد المرأة، وهذه المعدلات يمكن تخفيفها من خلال توفير مسار للعودة إلى منازل آمنة ودائمة مع إمكانية الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والعمل في سنجار». تعمل «مبادرة ناديا» على تطوير مشروع لإنقاذ الآلاف من النساء والأطفال الإيزيديين المفقودين، عبر إنشاء قاعدة بيانات شاملة للمفقودين ووضع الأساس لإنقاذهم وجمع شملهم مع عائلاتهم. وتعتبر المبادرة الأولى من نوعها في المنطقة، ويجب أن تكون مدعومة بتمويل دولي ودعم لوجيستي. وختم شمدين قائلاً: «رغم أننا، بوصفنا منظمة غير حكومية دولية، غير قادرين على المشاركة في الإنقاذ الفعلي لأولئك المفقودين، فإن أملنا هو دفع العراق وكردستان والمجتمع الدولي لبذل المزيد من الجهود. في النهاية، نريد أن يعرف هؤلاء النساء والأطفال أنهم لم يُنسوا».

 

شهود عيان من أطمة لـ«الشرق الأوسط»: عراقي غامض كان يسكن في منزل عادي

أطمة (شمال سوريا): فراس كرم/الشرق الأوسط /05 شباط/2022

علمت «الشرق الأوسط» من شهود عيان في بلدة أطمة شمال سوريا قرب حدود تركيا أن الشخص الذي استُهدف في البلدة كان «رجلاً غامضاً» وساد اعتقاد أنه «عراقي وربما تركماني» دون أي تفاصيل إضافية، وكان يسكن في منزل عادي، تعيش في قبوه أسرة عادية. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إنه «في نحو الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس، حلقت في أجواء بلدة أطمة قرب الحدود السورية التركية، 7 طائرات مروحية على علو منخفض جداً، وقامت بمحاصرة منزل مؤلف من طابقين وقبو أرضي بمحيط البلدة جواً، وعرفت القوات في المروحيات عن نفسها بأنها تتبع التحالف الدولي، وعلى المطلوبين تسليم أنفسهم، وطالبت خلال ذلك النساء والأطفال بإخلاء منازلهم في المنطقة المستهدفة، وأعقبها إطلاق نار كثيف بالرشاشات والصواريخ على المنزل المستهدف». ويضيف الشهود: «نفذت قوات التحالف إنزالاً جوياً، وانتشر عدد كبير من عناصرها بالمكان وسط اشتباكات عنيفة مع سكان المنزل، استمرت لأكثر من 3 ساعات، وجرى خلالها تدمير أجزاء من المنزل وأساسه، ومقتل 13 شخصاً؛ بينهم 4 نساء و6 أطفال، في حين جرى إسعاف طفلة تعرضت لإصابات خطيرة». وأوضح الشهود أن «سكان المنزل الذي جرى استهدافه من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية مجهولو الهوية ولا أحد يعرف عنهم ولا عن جنسيتهم أي شيء، ولم يتسن لأحد التأكد من أنه جرى إلقاء القبض على أي شخص خلال عملية الإنزال، بسبب ضراوة الاشتباكات ومحاصرة المكان من قبل قوات التحالف، واستهداف أي ضوء يقترب من المكان». من جهته، قال مالك المنزل في بلدة أطمة، إنه قام «بتأجير المنزل لشخص من ريف حلب منذ نحو عام بمبلغ 130 دولاراً أميركياً شهرياً، ولا يعلم بعد ذلك شيئاً عن سكان المنزل». وقال أحد أبناء المنطقة إن «المنزل الذي جرى استهدافه يضم طابقين وقبواً، وفي الطابق الأول يقطن الشخص المستهدف، بينما الطابق الثاني تقطن فيه امرأة أرملة واثنتان من بناتها، قتلوا جميعاً خلال العملية، أما القبو فتقطن فيه عائلة ورب الأسرة فيها يعاني من أمراض في الكلى لم يصابوا بأذى». وأضاف أنه «جرى استهداف سيارة تقل شخصين حاولت الاقتراب من مكان الاشتباك بالصواريخ والرشاشات، من قبل الطائرات الأميركية، مما أدى إلى مقتلهما على الفور، ليتبين فيما بعد أنهما عناصر أمنية يتبعون (هيئة تحرير الشام)».

ونفذت طائرات مروحية تابعة لـ«التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، فجر الخميس 3 فبراير (شباط) الحالي، عملية إنزال جوي استهدفت خلالها منزلاً في منطقة أطمة، وسط اشتباكات عنيفة استمرت لساعات، ودعت فيها قوات التحالف عبر مكبرات الصوت «المطلوبين لتسليم أنفسهم»، وقتل خلالها 13 شخصاً بينهم أطفال ونساء، بحسب ناشطين. ووصفت «وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)»، أمس الخميس 3 فبراير الحالي، في بيان لها، «عملية الإنزال الجوي» التي نفذتها فجراً شمال سوريا بـ«(الناجحة)، دون سقوط أي ضحايا مدنيين». وأضافت أن «العملية جاءت لمكافحة الإرهاب في تلك المنطقة»، وأكدت اعتقالها عناصر إرهابية متطرفة. من جهته؛ أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي، أن «القوات الأميركية نفذت بنجاح مهمة متعلقة بمكافحة الإرهاب في شمال غربي سوريا، ولم تكن هناك خسائر في صفوف القوات الأميركية، وسيجري توفير مزيد من المعلومات عندما تصبح متوفرة».

وكشف مسؤولون أميركيون عن أن «إحدى الطائرات المروحية التي شاركت في عملية الإغارة على منطقة أطمة، واجهت مشكلات ميكانيكية، وكان لا بد من قصفها وتدميرها على الأرض». وتداول ناشطون «صوراً لحطام طائرة مروحية بالقرب من منطقة عفرين شمال سوريا، قالوا إنها تعود لحطام الطائرة المروحية الأميركية التي جرى قصفها على الأرض بعد تعرضها لمشكلة ميكانيكية». ويبعد المنزل المستهدف نحو مائتي متر عن حاجز ومعبر دير بلوط الذي تسيطر عليه قوات تابعة لـ«هيئة تحرير الشام»، ويبعد عن موقع عسكري ومخفر تابعين للقوات العسكرية التركية بنحو 500 متر، وكيلومتر، على التوالي، وتعدّ منطقة أطمة ملاذاً آمناً للنازحين السوريين، حيث تضم نحو 60 مخيماً وتجمعاً سكنياً للنازحين، ويتوارى في المنطقة زعماء وقادة فصائل بارزون؛ بحسب الناشطين. وقال ناشطون سوريون إن «عملية الإنزال لقوات التحالف الدولي قرب منطقة أطمة شمال إدلب، هي الأكبر منذ العملية التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية في 27 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 وأدت إلى مقتل زعيم تنظيم (داعش) أبو بكر البغدادي وعدد من مرافقيه حينها».

 

ليبيا: مرشحان فقط لخلافة الدبيبة وحفتر يعود لقيادة الجيش

حارسة للقذافي: الرئيس السابق على قيد الحياة ويقود المقاومة

طرابلس، عواصم – وكالات/05 شباط/2022

فيما ينتظر الليبيون الجلسة النيابية التي سيعقدها البرلمان في الثامن من فبراير الجاري، لاختيار رئيس جديد للحكومة، فإن حكومة الوحدة الحالية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، ما زالت تتمسك بموقفها الرافض للتخلي قبل انتخاب سلطة شرعية، تؤازرها في موقفها ميليشيات في طرابلس تلوح مهددة بالتصعيد.بموازاة هذا التوتر، أفادت معلومات بأن مرشحين فقط ملفاتهما مستكملة لشروط الترشح إلى منصب رئيس الوزراء الجديد، هما فتحي باشاغا وخالد البيباص، فيما استبعد المرشح مروان عميش لعدم حصوله على التزكيات المطلوبة، علما أن مهلة تقديم الترشيحات انتهت أمس. من جهة أخرى، ذكر مصدر عسكري ليبي أن خليفة حفتر، عاد إلى قيادة الجيش الوطني الليبي بعد تركه المنصب، بهدف الترشح للانتخابات الرئاسية الليبية. على صعيد آخر، عادت دفعة تتألف من حوالي 250 مرتزقاً سورياً إلى الأراضي التركية، بعد مكوثها لأشهر طويلة في ليبيا، ضمن ما يسمى “الجيش الوطني” المدعوم من أنقرة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. في حين، يواصل الجيش الليبي فرض سيطرته على جنوب البلاد، والتي استهدفت في المقام الأول الأوكار الإرهابية والمهربين وعصابات الهجرة غير الشرعية والتي تتمركز في الجنوب. القائد العسكري آدم حجر صالح، آمر الدوريات الصحراوية باللواء طارق بن زياد المعزز في منطقة أم الأرانب، أكد أن الوضع الأمني أصبح تحت السيطرة الكاملة عقب تعزيز القوات العسكرية في تلك النقطة. وأوضح صالح، أن القوات في تلك المنطقة مكلفة بمهمة واحدة من القيادة العامة للجيش الليبي وهي فرض السيطرة الكاملة على المنافذ الحدودية الجنوبية بشكل كامل. في حين، شهد محيط جزيرة الفرناج بالعاصمة الليبية طرابلس اشتباكات بين مجموعتين مسلحتين، وفق ما ذكرت وسائل إعلام ليبية. وأفاد سكان بالمنطقة بأن ما يجري هو تبادل إطلاق النار بين “الكتيبة 777” التي شكلها مؤخرا، هيثم التاجوري، وقوة من الشرطة القضائية التابعة لجهاز الردع. في سياق مختلف، زعمت عائشة الفيتوري، الضابطة السابقة في طاقم حراسة معمر القذافي، أن الرئيس الليبي الراحل لا يزال على قيد الحياة، مشيرة إلى أن الذي قتل هو أحد أقاربه. وقالت إن القذافي لم يدخل إلى سرت، بل الذي دخل هو شبيه له يدعى حميد أبومنيار القذافي، أما الرئيس فقد دخل إلى بني وليد ثم غادرها. وكذبت عائشة الفيتوري كلام محكمة الجنايات الدولية التي أكدت أن المقتول هو القذافي من خلال فحص الحمض النووي للجثمان، زاعمة أن “هذا غير صحيح، فلماذا لم يصدر قرار من الأمم المتحدة بذلك حتى الآن، ولماذا لم يتم تسليم الجثمان؟”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أيّها الموارنة: كنتم الحضارة، فَجَعلوا مِنكم للانتخابات صحَّارة... "أُمُرُونُيِ: مدِينُيُوتُا وَيْتون، وعبدُوُخون قُوفيناِ لـﭼُوبُياِ"

بقلم المخرج يوسف ي. الخوري/05 شباط/2022

*إخواننا في الطوائف الأخرى لا تُكثروا الشماتة بنا، يكفيكم أن تنظروا إلى مصائبكم لتُدركوا أنّ أزماتكم لا تقلّ خطورة عن أزمات الموارنة، فادعوا للموارنة لكي يعودوا إلى اللا انتظام الحقيقي، فيصطلحون ويعودون إلى لبنان وكلنا نعود.

http://eliasbejjaninews.com/archives/106108/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a3%d9%8a%d9%91%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%b1%d9%86%d8%a9-%d9%83/

اِجتمع مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية الحالية مع مجموعة دعم لبنانية – أميركية، فدار النقاش بين الطرفين حول ما قاله وزير الخارجية الأميركي "أنتوني بلينكن"، في مؤتمر التغيير المناخي – "غلاسكو" عن أنّ الانتخابات النيابية المقبلة "على" لبنان "يجب أن تكون حرّة وعادلة". وبطبيعة الموقف، من البديهي أن تسأل مجموعة الدعم:

•"كيف تكون الانتخابات حرّة وعادلة في بلد فاقد السيادة ويُهَيمن على قراره حزب إسلامي متطرّف مصنّف إرهابي !؟"

• (المسؤول الأميركي يُجيب).

•"كيف تكون الانتخابات حرّة وعادلة بينما القانون الانتخابي مفصّل، وبتواطؤ بين كلّ الزناديق في السلطة، لكي يضمن أكثريّة برلمانيّة لمحور حزب الله المصنّف إرهابي!؟"

• (المسؤول الأميركي يُجيب).

•"تحضّنا على التغيير بالانتخابات مع العلم أنّ الأكثريّة البرلمانية لا تؤثّر في ظلّ هيمنة سلاح غير شرعي على قرار الدولة، والبرهان، كانت الأكثريّة البرلمانية ضدّ حزب الله وخطه منذ العام 2005 ولغاية 2018، ماذا غيّرت أو فعلت غير الاستسلام والخنوع؟"

• (المسؤول الأميركي يُجيب).

هنا يهمس أحد أعضاء مجموعة الدعم في أُذُن صديقه:

•"أكنّا مضطرّين إلى المجيء إلى واشنطن لنسمع هذه الأجوبة؟ الجميع في لبنان، تيار وقوّات وكتائب...الخ.. يردّدونها نفسها في صالوناتهم الانتخابية."

•(ممازحًا) "هنا في واشنطن النكهة مختلفة! ألا تلمس أهميّة أن يأتيك الجواب مباشرةً من مصدره: "هذا ما يُريده المجتمع الدولي". (يضحكان سرًّا)

يحتدم النقاش في الناحية الأخرى:

•أحد أعضاء الوفد (للمسؤول الأميركي): "إذا كانت واشنطن محتلّة ودعت الإدارة الأميركية إلى انتخابات في ظلّ الاحتلال، هل تشاركون فيها؟"

•المسؤول الأميركي: "بالتأكيد لا نشارك".

•"لماذا؟ لأنّ بلدكم سيكون محتلًا؟"

•"لا بل أكثر، لأن الدعوة إلى الانتخابات لن تكون صادرة عن الإدارة، بل عن إرادة المحتلّ".

•"ولماذا تدفعوننا إلى المكان الذي لا تقبلونه على أنفسكم كوطنيين أميركيين؟!"

• (المسؤول الأميركي يُجيب).

•"سعادتكم، قبل سنة ونصف كان حزب الله من المحرّمات، أمّا اليوم فأكثر من ثلثي الشعب يهتف بأنّه محتلّ إيراني. لا أظنّ أنّه يخفى عليكم أنّ الانتخابات ستُعيد الحزب أقوى إلى البرلمان وستعطيه شرعيّة شعبيّة ودستوريّة، وسيظهر للعالم وكأنّ اللبنانيين راضون عن محتلّهم وهم انتخبوه.  وأنتم ستكونون مضطّرين، قبل غيركم، للاعتراف به، لأنكّم حرّضتم على انتخابات تحت السلاح وضغط الاحتلال".

•المسؤول الأميركي (Poker face): "مَن نحن؟"

•عضو مجموعة الدعم: "المجتمع الدولي، والأمم المتّحدة، والأوروبيون وكل مَن يحرّض على المشاركة في هذه الانتخابات..."

•المسؤول الأميركي: "بما أنّكم تكبدّتم كلّ هذا العناء لمقابلتنا في واشنطن، كان عليكم أن تدرسوا ملفّكم أكثر: الانتخابات هي مطلب "قياداتكم" المسيحيّة قبل أيّ أحد غيرها. والتمسّك بالقانون الانتخابي الحالي الذي يُعطي الغلبة لحزب الله، هو خط أحمر عند زعمائكم المسيحيين وليس عند أحد آخر غيرهم!"

هَمْسٌ مرّة جديدة بين أعضاء مجموعة الدعم:

•"أتعتقد أنّ سيّدنا البطريرك الراعي يعلم أنّنا نحن مَن يُدير المجتمع الدولي وليس العكس؟"

حين يقول المسؤول الأميركي "قياداتكم" المسيحيّة، فهذا يعني تحديدًا "القيادات" المارونيّة، لأنّه صودف أنّهم "موارنة" هؤلاء المدّعين تمثيل المسيحيين، أو المدافعين عنهم وعن حقوقهم، وطبعًا خلف كلّ منهم شرائح مسيحيّة من طوائف أخرى.

وقبل أن يأتيني أحد غيارى الدين منتفضًا لكرامة الموارنة، أو مدافعًا، مثلًا، عن ميشال عون وسمير جعجع لكونهما مارونيّين، ويضطرّني أن أجيبه "بالكبيري"، أفصح، دون خوف ولا وجل، عن أنّ ما سأدلي به يُصيب الزعامات السياسيّة المارونيّة العائليّة والحزبيّة، كما يُصيب مَن يُصوّرون أنفسهم، أو يُصوّرونهم لنا، نخبًا مثقفة (أنتليجنسيا) مارونيّة.

دلوي يفيض بمنسوب الغباء العالي لدى سياسيي وأنتلجينسيا الموارنة، وعيناي تفيضان حين أرى إلى اين انحدروا بالموارنة وبالمسيحيين وبلبنان، وكي لا تفيضُ روحي قهرًا على أمّة "دمُرونُيِ"، سيفيض صدري بما يختزن من خساسة وذلّ وهَوان النميمة لدى "هُلِن"، و"هُلِن" كلمة سريانية تعني هؤلاء.

أَبِعشرين من الكراسي البرلمانية تبيعون "دْبِتْ مُرُون"، و1600 سنة من تاريخ "دمُرُونُيِ"، وتبيعون خلفهما الفكرة اللبنانيّة!!؟ لبنان في خطر وسياسيو الموارنة يتلهّون بانتخابات أقصى أمل منها أكثريّة لحزب الله تكفيه لتحويل لبنان إلى جمهوريّة إسلاميّة؟!! أمِن شيم سياسيي الموارنة، مِمّن يدّعون تمثيل كلّ المسيحيين، ويزايدون في لبنانيّتهم، أن يلهثوا خلف برلمان سيتحتّم عليهم مجالسة المحتلّ فيه، في حين هم يُزايدون على بعضهم البعض في أنّ معركتهم سياديّة وتركّز على التخلّص من هذا المحتلّ!!؟ أتُدركون يا "هُلِن" السياسيين، أنّ مجالسة المحتلّ في نفس البرلمان لها تفسيران لا ثالث لهما: إمّا المحتلّ ليس محتلًّا وهو فعلًا من النسيج اللبناني. وإمّا أنتم عملاء للمحتلّ لتقبلوا بمجالسته. وكم بتّ أتمنّى أن يتواضع السيّد حسن نصرالله "ويبيعنا اِيّاها ويقبل إنّو هوّي لبناني"، كي لا يوصم تاريخ "دمُورُنُيِ" بابن صبحا جديد، متمثّلًا بسياسيي الكراسي الموارنة "هُلِن"، الزاحفين إلى الموت في انتخابات الـ2022!

حيف عليكم، وعلى أدائكم، وعلى خطابكم الذي من خلاله تسمحون لأنفسكم بتضليل الشعب من أجل كرسيّ نيابيّ، والشعب يجوع يا كفرة! ألا تخجلون من أنفسكم حين تكذبون على الشعب وتَعِدونه بأنّكم ستغيّرون من الداخل وأنتم أعجز من أن تقفوا حُجّاب على باب البرلمان في ظلّ الاحتلال!!؟ ما هي المشاريع التي ستغيّرون من خلالها والتي على أساسها سينتخبكم الشعب؟ واحدكم مشروعه "جرّبونا". نجرّبكم!!؟ "وبركي فوّتونا بالحيط"!؟ واحد آخر مشروعه نزع الغطاء عن حزب الله من خلال إضعاف حليفه المسيحي! نزعنا الغطاء. ومن قال إنّ المحتلّ يحتاج هذا الغطاء ليمرّر مشاريعه؟؟ وثالث ينحدر بترويجه للانتخابات إلى اعتقاده بأنّه يغري الناس بوعده بأنّ سعر صرف الدولار سينخفض بمجرّد أن ينتخب الناس جماعته بعد أربعة أشهر، فيأتيه المحتلّ في اليوم التالي ليقول له "كفى هرطقة"، وبإشارة و"قبّة باط" يُخفّض المحتلّ الدولار في يوم واحد 10,000 ليرة، ولا أعرف إذا فهم هذا "الماروني" بأنّ المحتلّ، بتخفيضه الدولار، يقول له: "انتظم، أنا مَن يأمر هنا!"

ويأتيك قُمّة التفاني من أجل المسيحيين، حليف حزب الله "الماروني"! مشروعه المشرقي يقضي على آخر نفس مسيحي حرّ في هذا الشرق وليس في لبنان فقط؛ وتمسّكه بطموحاته الرئاسيّة وبموقعه على رأس شريحة وازنة من المسيحيين، بعدما صدرت بحقّه عقوبات دوليّة، لا أستطيع ترجمته إلّا بِنوع من “المكيافيليّة" العمياء الراضيّة بالتضحية بشعبها للوصول إلى مآربها الشخصيّة. 

ما بالك بالسياسيين الموارنة أمام أصحاب الطموحات السياسية من التجّار "الموارنة"، ومن اليسار الماروني الزنديق! وما بالك بالسياسيين الموارنة أمام الأنتليجنسيا المارونيّة العاجزة حتّى عن تحديد هويّة "دْبِتْ مُورُن" قبل أن نقول أنّها عاجزة عن تحديد الهويّة اللبنانية. يأتيك تاجر طامح إلى شراء كرسي نيابي بماله الوفير، فـَ "بيفقعنا" نظريّة النور والظلام من القرون الوسطى ليُغري الناخبين بالقول أنّه يريد أن يضع لبنان في القسم المُضاء من العالم الجديد. ويأتيك تاجر طموح آخر يحدّد أنّ المعركة الانتخابية النيابية هي التي ستحدّد هويّة لبنان!!! "يا ربّي دخلك"، يا جماعة هذا العبقري وضع الهويّة اللبنانية في صندوق الاقتراع والكلّ يعرف أنّ الانتخابات سيفوز بها حزب الله. "ولك باعنا بقشرة بصلي!!" وتأتيك جماعة الأنتليجنسيا، جماعة الهَبَل والهبَل الآخر، عرب، عروبة، عَوْربة، قوميّة عربية في وجه قوميّة فارسيّة، وأنّ الانتخابات النيابية هي استحقاق لا يجب تفويته، والشعب يجوع يا كفّار يا تجّار!!!

ثلاثون سنة مرّت على لبنان ولم يُحترم أيّ استحقاق، ليأتيك اليوم "نخبويّ" قائلًا بما معناه: "فَليأخذ البلد حزب الله، لكن حذارِ تطيير الانتخابات".

هذا الشح في التفكير بين نخب الموارنة، وضعني منذ يومين في قلق عميق، حتّى اتّصلت بأحد الأصدقاء لأسأله ما إذا كان العقل يتوقّف عن النمو وقبول التطوّر في عمر معيّن. والحمد لله أن لا!

"مُورُنُيِ لُو مْطَكْسينْ" (أيّ "الموارنة لا ينتظمون")، هكذا كان يصفهم أعداؤهم عبر العصور. لا ينتظمون، لكنّهم استمرّوا لأنّهم كانوا يعرفون متى يتعالون على الجراح ولو على مضض، ولأنّ كنيستهم ورهبانهم بقوا ساهرين على لمّ شملهم وجمعهم. اليوم، "موارنة" الكراسي لا يجمعهم غير الحقد والدناءة، ولن يتعالوا على الجراح ولو كان ذلك سيكلّف دمار لبنان وخروج الموارنة من الشرق إلى غير رجعة. كنيستنا تتطلّع إلى إنقاذ لبنان، وهي تعجز عن جمع "دْبِتْ مُورُن". رهباننا، صمّام أمان الموارنة، لم أعد أعرف عنهم شيئًا ولا أراهم.

رحيل تبكي على أبنائها وأنا أبكي على "ﭼفِتُا دمُورُنُيِ" (كرمة مارون). وما يكسر وجداني أنّ موارنة الكراسي يدمّرون الموارنة ولبنان في صراعاتهم الظاهرة، أمّا في الباطن، فهم مَمسوكون من مايسترو واحد يتلاعب بهم.

إخواننا في الطوائف الأخرى لا تُكثروا الشماتة بنا، يكفيكم أن تنظروا إلى مصائبكم لتُدركوا أنّ أزماتكم لا تقلّ خطورة عن أزمات الموارنة، فادعوا للموارنة لكي يعودوا إلى اللا انتظام الحقيقي، فيصطلحون ويعودون إلى لبنان وكلنا نعود.

 

البروبغندا الايرانية وأهداف حزب الله

الكولونيل شربل بركات/05 شباط/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/106113/106113/

بينما كنت استمع لمقابلة من أحد المدافعين عن حزب إيران، والذي أتحفنا بالكثير من المعلومات المهمة عن مخططات الشر والحقد التي يرسمها جماعة الولي الفقيه، والتي تجعلنا نتمنى بأن يتدخل الله فعلا ليمحي الشر الذي يزرعونه في النفوس وقد أمرضها غيّهم واستكبارهم والعنجهية الفارغة، والتي لا تترك للخير سبيلا ولا للشفقة عليهم اي باب، هذا المدافع عن حزب ولاية الفقيه مدعيا الفهم ومتخفيا خلف عنوان كبير لمؤسسة دراسات استراتيجية "وهمية" يحاول بمطالعته إرهاب اللبنانيين أولا، ومن ثم كل المختلفين عن جماعته، بالكلام على قوة "المقاومة" التي يصرّ على أنها ليست حزب الله منفردا انما هناك تنظيمات ومسميات تعاونه. ويبدو في كلامه الكبير أن الحزب محشور فعلا، في لبنان أولا وفي بقية الجبهات التي استعمل لدعمها.

ففي لبنان يبدو بأن الشارع لم يعد يخيفه تجبّرهم فوضحت الصورة في عيون الكل وعرفوا مكامن الحقد حتى على الذات والتي أدت بهؤلاء إلى أن يدمّروا كل مظاهر الحضارة التي تغنّى بها لبنان لكي يشعروا بالتفوق على أبنائه كونهم لا يملكون ما يتباهون به سوى مسلسل الحقد والشر الذي يزرعون حيثما حلوا.

وفي العراق، وهو البلد الأقرب إلى إيران والذي تسكنه أغلبية شيعية صمم الخميني وخلفاؤه بأنها ستكون خزان المقاتلين والمدافعين عن الامبراطورية كما كان المناذرة العرب قبل الفتح الاسلامي، يبدو أنه بدأ يفقد المبادرة، بالرغم من اعتبار جماعة الحشد الشعبي التي أدخلها في مؤسسات الدولة بكامل سلاحها وتنظيمها وقيادتها المؤتمرة من الحرس الثوري، وهو في كل يوم يحصد ثمن العنجهية الفارسية وتنامي غضب الشارع الشيعي في البصرة وجنوب العراق قبل مناطق السنة أو الأكراد أو المسيحيين.

أما في اليمن "السعيد"، الذي كان أهله يعتبرون من دول الخليج العربي بشكل أو بآخر وقد عملوا في دوله وعاشوا منافع الجيرة بعد ظهور الثروة النفطية، ولو أنهم تأخروا قليلا عن اللحاق بالحضارات الجديدة كما الكثير من جيرانهم، فقد حاول الخميني ضمهم إلى حلمه حيث قرأ تاريخ الأمبراطورية الفارسية جيدا وتعلّم بأن كسرى الأول كان أرسل أحد قادته "فاهريز" على راس ثلّة من الفرسان النبلاء للاستيلاء على اليمن وقطع الطرق التجارية بين الهند والقسطنطينية. وقد كان فاهريز نصّب يومها أحد أبناء اليمن "سيف بن ذي يزن" ملكا عليها ليرعى مصالح الأمبراطورية الفارسية، وكان ذلك حوالي سنة 570 ميلادية. ولكن سيف قتل من قبل الأثيوبيين أثناء مساندتهم لثورة قامت ضده سنة 575 ما اضطر فاهريز للعودة على راس قوة من أربعة آلاف فارس إلى اليمن لطرد الأثيوبيين وتنصيب ابن سيف ملكا على اليمن. ولكنه هذه المرة بقي فيها كحاكم يمثل الامبراطور. وبحسب تاريخ "الطبري" فإن الايرانيين تزوجوا من بنات اليمن وتخالطوا معهم حيث نشأت طبقة ما يسمى "بالأبناء" والذين ورثوا السلطة. وقد حكم بعد فاهريز ابنه "مرزبان" ثم ابن ابنه "بيناغار" ومن بعده حفيده "خورا كسرى" وأخيرا "بدهان" الذي لم يكن من سلالة فاهريز. وبعد مقتل كسرى الثاني سنة 628 انقطعت صلة طبقة النبلاء الفرس هؤلاء مع الامبراطورية. ومن ثم وبعد بروز الاسلام اتفق حكام اليمن هؤلاء مع النبي محمد حيث بقي "للابناء" احترامهم وسلطتهم في اليمن في ظل الدولة الاسلامية. من هنا كان لليمن في تخطيط آية الله الخميني دورا سعى بشتى الطرق لبلورته واستعادته. ولكنها اليوم وبعد الهجمات المدعومة من قبل السعودية ودول الخليج بدأت على ما يبدو تفقد هذا الدور. فهل سيبادر "الأبناء" أو "الحوثيون" إلى القبول بالأمر الواقع والتنازل عن التحالف مع الايرانيين ومن ثم اقامة اتفاق جديد مع عرب الجزيرة؟ أم أنهم سينتظرون سقوط "المدائن" الجديدة ليقوموا بذلك؟

من هنا يبدو بأن حزب الله دخل في نوع من الخوف على المصير، ولذا فهو يضغط لاقناع جماهيره الغاضبة من جراء الحالة الاقتصادية السيئة في لبنان والفقر المرافق لها والذي تترتب المسؤولية فيه عليه أولا وأخيرا، بأن الأمور لا تزال تسير كالمخطط، وأن إيران هي قوة لا تقهر، وبالعكس فإن الفقر الذي هم فيه مخطط له، فالدول المتقدمة في المنطقة، أي دول الخليج واسرائيل ستذوق طعم الصواريخ الإيرانية فتتحطم مظاهر حضارتها وواجهات أبنيتها الزجاجية المكلفة، بينما لن تتأثر أيران وحلفاؤها بالدمار مهما حصل كونها لا تملك ما يدمر.

فكرة فذة ومبدعة تدل على الافلاس الرهيب الذي يعيشه محور إيران أو كما سماه الرئيس بوش يوما "محور الشر" فهو بالطبع أفلس من حيث ادارة الدول ولم يعرف سوى التدمير، في الفكر والنفسية والعلاقات مع الآخرين، وبالنتيجة أيضا في الاقتصاد. بالرغم من أن إيران تملك الكثير من الثروات وتسيطر على العراق الغني مثلها وتتحكم اليوم، بواسطة مراكزها في اليمن ومضيق هرمز وجزر الأمارات التي احتلتها منذ ايام الشاه، بطرق مواصلات بحرية تعتبر من أهم الطرق الدولية لما يمر فيها من خطوط تجارية عالمية. ولكنها يوم تبنت تحرير فلسطين جعلت هذه "اللازمة" مصدر قلق دفع عرب الخليج لفتح علاقات علنية مع دولة اسرائيل حتى بدون تفاوض وشروط، كونهم رأوا بأم العين بأن خطر اسرائيل، الدولة الصغيرة التي تحاول البقاء والاستقرار في هذه المنطقة، لا يعتبر بقياس الخطر المباشر والتهديد بالتوسع الامبراطوري والانفلاش الذي يحلم فيه خلفاء الخمينية وحكام دولة ولاية الفقيه.

فهل إن توسع كسرى الثاني وتشاوفه على هرقل وتمدده صوب المراكز الاستراتيجية بالأتكال على الفرسان النبلاء والعساكر الزاحفة بدأ ينتهي هذه المرة أيضا منذ قرار الرئيس ترامب مواجهة سياسة تمدد الامام خامنئي وريث الخميني باصطياد قاسم سليماني وخروج السيستاني وشيعة العراق عن وصايتهم وحرب "العمالقة" اليوم في اليمن وما سيتبعه بدون شك من وقوف اللبنانيين العزل بوجههم وتحرير قرارهم وبلادهم بدون سلاح؟

إن محاولة حزب السلاح زج لبنان في مخاطر المواجهات العسكرية ليس بجديد فهو لم يحسب حسابا للأهل في اي قرار اتخذه ولا اعتبر يوما مصالح الناس حاجزا بينه وبين تنفيذ قرارات لا بل "تمنيات" الولي الفقيه وكما فعل في حرب 2006 يوم دمر الجنوب على رؤوس أهله وفي انفجار المرفأ يوم هجر بيروت وسكانها الذين حموه واستقبلوه في بيوتهم، فهو قادر بدون شك على تحميل كل اللبنانيين في كل مكان، من الهرمل إلى عكار وصولا للناقورة وحاصبيا، وزر أوامر وتمنيات صاحب الزمان ولذا قد يدخل لبنان كما يهدد في حرب صواريخ وردود الفعل التي تليها بالطبع ويهدم معها ما تبقى من البيوت لأنه دمر المؤسسات ولم يعد لأي منها أي دور في بناء الوطن وحماية أهله وقد زرع ما يكفي من المتفجرات بين البيوت في كل المناطق تكفي لمساواتها بمرفأ بيروت وهو بالطبع مستعد لتهجير كل اللبنانيين وحتى قتلهم فهم ليسوا من جماعته ولن يكونوا. ولذا فقد حضرني قول شاعرنا الجنوبي فيهم ما يلي:

لم القى شعباً بغير الأرض مرتبطاً       له ولاءٌ غريبٌ كيفما ارتحلَ

لم ألقَ شعباً يرجّي هدم موطنه           ليبني الغير من أنقاضه دولَ

شعبٌ كهذا جديرٌ إن مررتَ به          أن تسدد الأنف من نتنٍ وتنعدلَ

 

تعديل قانون الانتخابات: “المغتربون” مقابل البيطار!

كلير شكر/نداء الوطن/05 شباط/2022

لم يكن تضمين الرئاسة الأولى جدول أعمال الدورة الاستثنائية، بند تعديل قانون الانتخابات، عن عبث أو من فراغ. ثمة رغبة جامحة لدى هذا الفريق بالتخفيف من أثقال الناخبين غير المقيمين الزائدة، بدليل ما قاله رئيس «التيار الوطني الحرّ» جبران باسيل في مؤتمره الصحافي الذي عقده في الثاني من كانون الثاني الماضي، «رح نبقى نقاتل لما نحصر المنتشرين بـ128 نائب بس بدوائرهم بلبنان ونحرمهم من 6 نواب زيادة بيمثلوهم مباشرةً بالانتشار. (الحقيقة هي انو يكون عندهم اختيار 134 نائب بدل 128، ومش 6 نواب بدل 128 متل ما عم يشيّعوا). كمان رح نكمّل نقاتل للميغاسنتر ليقدروا اللبنانيين المقيمين خارج مناطقهم ينتخبوا وين ما بيريدوا». قبل أقل من مئة يوم على موعد فتح صناديق الاقتراع، يبدو المشهد الانتخابي مخيّباً للآمال وفيه الكثير من الإحباط، لاعتبارات كثيرة، منها مرتبط بالأزمة الاقتصادية – المالية وحالة اليأس التي تصيب الناس وبينهم الطامحون إلى لقب «مرشح»، ومنها مرتبط بخشية القوى السياسية من مواجهة هذا الاستحقاق، بعدما شكّلت أرقام المسجلين غير المقيمين، صدمة حقيقية تؤشر إلى مناخ «مُعاد» قد يصيب أركان المنظومة السياسية في عقر دارها!

في الواقع، فإنّ «جحافل» المغتربين التي هبطت فوق رؤوس القوى السياسية، تثير الرعب من نتائج لم تعد مضمونة في الكثير من الدوائر، لا سيما تلك المرشّحة لمعارك طاحنة قد تصير فيها المنافسة على بعض مئات الأصوات التي من شأنها أن تنقل الحاصل من ضفّة إلى أخرى. قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات، يعاني معظم القوى السياسية لا سيما التي توصف بالسلطوية، أزمات داخلية تجعل من الاستحقاق، تجربة مرّة في مذاقها وفي نتائجها. ولهذا، الكلّ يبحث عن طوق نجاة يريحهم من هذا الثقل الذي استحال عبئاً، سيكون من الصعب جداً التخلّص منه.

يقول أحد الخبراء الانتخابيين إنّ التقديرات الأولية تشير إلى احتمال أن يشارك حوالى ثلثي الناخبين الذين سجّلوا أسماءهم في الخارج، ما يعني أنّ الرقم قد يبلغ حوالى 150 ألفاً، وبين هؤلاء قد تنجح قوى السلطة في جذب حوالى ثلثهم أي 50 ألفاً لمصلحة لوائحها، فيما يُرجح أن تتوزع المئة ألف الباقية على اللوائح الخصمة ذات الطابع المعارض.

ولهذا، تعيد القوى السياسية، وتحديداً قوى الثامن من آذار، جدولة حساباتها من جديد، على قاعدة إمكانية الاتفاق على إخراج المغتربين من الدوائر الـ 15 وحصرهم بالدائرة 16، مع العلم أنّ تعديلاً كهذا لقانون الانتخابات من شأنه أن يطيّر الاستحقاق برمّته بسبب المهل القانونية التي سيُعاد تحديدها بعد إصدار المراسيم التنظيمية للدائرة 16، بمقاعدها الستة، ما يعني فرض تأجيل تقني للانتخابات والدخول في نفق التمديد، الذي قد يمتدّ إلى أجل غير محدد.

أكثر من ذلك، فإنّ تعديل القانون قد يعرّضه للطعن إذا ما اشتكى غير المقيمين من حصرهم بالدائرة 16 وهم تسجّلوا على أساس الاقتراع في دوائر نفوسهم، ما قد يؤدي إلى إلغاء كل عملية التسجيل لإعادة فتح بابها من جديد وهذه المرة للمشاركة في الاقتراع لنواب الدائرة 16.

هذه الوقائع تبعث من جديد شريط التطورات التي شهدها قانون الانتخابات بدءاً من تصويت مجلس النواب في 19 تشرين الأول الماضي، برفع الأيدي على انتخاب المغتربين في الدول المتواجدين فيها كل بحسب دائرة قيده، بعد اعتراض كلّ من «تكتل لبنان القوي» و»كتلة الوفاء للمقاومة»، مع العلم أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري توجّه حينها إلى وزير الداخلية بسام مولوي بسؤال حول المغتربين والمقاعد الستة. وقد أكد مولوي تشكّل لجنة بين وزارتي الداخلية والخارجية لوضع آلية الانتخاب، ونتيجة هذه الاجتماعات سيتم رفعها للتصويت عليها بمرسوم بأكثرية الثلثين في مجلس الوزراء، مضيفاً أنّ هناك بعض المشاكل في توزيع المقاعد، فلا يُمكن أن تستوي الأمور إلّا إذا تمّت قسمة كل قارة على طائفة أو قسمة المقاعد على الطوائف لا القارّات… وصولاً إلى الطعن الذي قدمّه «تكتل لبنان القوي» أمام المجلس الدستوري والذي انتهى إلى «لا قرار» مبقياً المغتربين في الدوائر الـ15.

يقول أحد نواب قوى الثامن من آذار إنّ هذا الفريق اشتغل لغير مصلحته في ما خصّ تصويت المغتربين بسبب سياسة النكايات والخلافات الحادة بين الرئيس بري وجبران باسيل، فاضطر البعض إلى التصويت وفقاً لرغبة بري، فيما اصطفّ «حزب الله» إلى جانب العونيين مع العلم أنّ وجهة نظرهم بهذا الخصوص هي الأسلم. والخلافات ذاتها هي التي أطاحت باحتمال قبول الطعن من جانب المجلس الدستوري بعد ربط قراره بسلّة شروط وضعها رئيس مجلس النواب تتصل بالتحقيقات العدلية وبالتعيينات القضائية.

ويكشف النائب ذاته أنّ رفض رئيس الحكومة نجيب ميقاتي السير بمقتضيات التسوية، لم يكن السبب الوحيد لنسف التفاهم المرجوّ، ذلك لأنّ باسيل كان يشترط أيضاً أن تكون التشكيلات القضائية انطلاقة لقطار التعيينات الإدارية، الأمر الذي رفضه بري.

ووفق القاعدة ذاتها، يتردد في أوساط هذا الفريق، أنّ باسيل يعيد إحياء مسعاه التفاهمي لإخراج غير المقيمين من الدوائر الـ15. من جديد، يحاول البحث عن صيغة تريحه، كما تريح الآخرين من هذا العبء الذي قد يخلط نتائج الكثير من الدوائر الانتخابية. يشير المتابعون إلى أنّ قوى الثامن من آذار لديها الأكثرية النيابية التي تسمح لها بإجراء هذا التعديل في قانون الانتخابات، شرط أن تكون «كتلة التنمية والتحرير» ضمن الخندق المؤيّد للتعديل. ويبدو أنّ الرئيس بري، وفق المعلومات منفتح على النقاش الايجابي.

يكشف المتابعون أنّ الشروط التي سادت في الجولة الأولى من المفاوضات، توضع راهناً على طاولة النقاش المكتوم، أي حذف المغتربين من الدوائر الـ15 مقابل إجراء سلّة تعيينات قضائية، وبالتالي إقالة المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، وهو بمثابة شرط تعجيزي قد يكبّل المفاوضات برمّتها ويتركها عالقة في المربّع الأول. أكثر من ذلك، يؤكد أحد نواب هذا الفريق أنّ العبث بالمواعيد الدستورية هو قرار كبير، لن يجرؤ أيّ من القوى السياسية على وضع بصمته عليه لمواجهة رغبة الدول الغربية بإجراء الانتخابات في موعدها… ولهذا قد يكتفون بتطيير مشاركة غير المقيمين في حال تفاهموا. ولكن الأرجح أنّ كل المحاولات الجارية هي أشبه «بطبخة بحص»!

 

هل  تحتقر أحزابنا " جماهيرها "؟

توفيق شومان/فايسبوك/05 شباط/2022

دائما كان ثمة سؤال مطروح على امتداد العالم العربي ، لماذا الأحزاب  وما دورها ؟ ومن هذا السؤال كان يطل سؤال آخر : ما تعريف السياسة إذا لم تكن لصيقة بهموم الناس وشؤونهم وأنماط عيشهم ؟ واقع الممارسة الحزبية في اللحظة العربية الراهنة (بل منذ عقود) ، يستحضر إلى الذاكرة نماذج حزبية متعددة وسيئة للغاية ، وتنطلق مفاهيمها السياسية  من قواعد النظر لذاتها  بإعتبارها " النخبة والطليعة "  وبأن الجمهور جاهل وغبي ، وما هذا الجمهور في مفهموم " الطليعة " إلا أرقام مرقومة لا ضير بالتضحية بها أو إفقارها أو تشريدها في سبيل المُثل العُليا ، التي لم تحققها التجربة البشرية في يوم من الأيام ولن تتحقق أبدا إلا بمشيئة رب العالمين  .  من آوائل النماذج الحزبية في التاريخ الإسلامي التي افترضت نفسها " نخبة " وخلعت على الجمهور صفة " العوام " والجهالة ، كان حزب " المعتزلة " ، وعلى الرغم من انزياح هذا الحزب نحو " العقلانية " في بعض فروع تفكيره ، إلا أن تطرف " العقل " على ما جاء لاحقا في " نقد العقل المحض " لإيمانويل كنط ، دفع المعتزلة إلى احتقار الناس ، وفي ذلك ، نقل المؤرخون والضليعون في الملل والنحل الإسلامية عن الفقيه المعتزلي ثمامة بن الأشرس قوله للخليفة العباسي المأمون  " ... وما العامة ، والله لو وجهت إنسانا ، على عاتقه سواد ، ومعه عصا ، لساق إليك عشرة آلاف من العامة ".

هذا المفهوم الإحتقاري للعامة والناس ، سيتمثل به حزب آخر ، هو الحزب القرمطي ،  ويُروى عن زعيم القرامطة ابو طاهر سليمان الجنابي (ت 944 م) على ما جاء في " البداية والنهاية " لإبن كثير ، أنه ( الجنابي) لما هاجم مكة المكرمة ، راح يقطع أعناق حجاج بيت الله الحرام ، وقيل إنه أهلك عشرات الآلاف ، كان يقطع الأعناق وكان يردد : 

  أنا بالله وبالله أنا / يخلق الخلق وأفنيهم أنا .

وما بين منزلة الإحتقارالتي أنزل العقل المعتزلي الناس إليها ، وبين سيوف البطش التي أمعن بها العقل القرمطي بالناس ، كم من أحزاب معتزلية وقرمطية تمتد على مساحة  الوطن العربي الكبير، حيث يهلك الجمهور مرة بإحتقاره من قبل " النخب الحزبية " ، و يهلك مرة ثانية بتجفيف مصادر الأرزاق المتوازي مع قطع الأعناق جراء السياسات الحزبية التي ترفض أن تفهم أن الخبز والعمل والطبابة والتعليم والسكن هم أصل السياسة وفصلها ؟.

بعيدا عن التاريخ البعيد ، وبحسب المفكر المصري إمام عبد الله إمام في كتابه " الأخلاق والسياسة " ، لعل الرئيس الأندونيسي أحمد سوكارنو (1901ـ1970) ، كان من آوائل القائلين " إن الديموقراطية لا تلائم شعوب العالم الثالث " ، ولأجل انفراده  بالحُكم بعد قيادته حركة تحرر وطني أفلحت بطرد الإستعمار الهولندي من اندونيسيا عام 1945، ابتكر نظاما أسماه " الديموقراطية الموجهة " بهدف " الحد من التسيًب في العملية السياسية الجماهيرية " ، فعاث قمعا وتنكيلا ب " الجماهير " بغية توحيدها وتأديبها ، إلى أن أطاح به الجنرال محمد سوهارتو (1921 ـ 2008  ) بإنقلاب عسكري عام 1966، ولم يختلف مفهوم احتقار الناس عند الرجلين إلا بإستبدال راية اليسار براية اليمين .

من أين جاء  مفهوم احتقار الناس ؟

هذا السؤال يستدعي العودة إلى " الأستاذ الأكبر" لغالبية الأحزاب العربية ، الإيطالي نيقولا ميكافيلي(1469 ـ  1527) ففي كتابه " المطارحات " يقول :

" من واجب الحكام ألا يعطوا بالا لميول الجماهير، إذ ليس ثمة شي أكثر تفاهة من تقلبات الجماهير "  ويمضي قائلا " يعتقد كثيرون أن مؤسس مدينة روما قام بفعل سيء حين قتل شقيقه وزميله ، ولكن الطموحين إلى الحُكم ، قد يحذون حذوه  ضد من يعارضون سلطاتهم ، ذلك أنه من النادر، إن لم يكن من المستحيل ، أن تقوم حكومة إذا لم يشرف عليها شخص واحد ، فمن الضروري جدا أن يكون ثمة رجل واحد ، ترتكز على تفكيره وطريقة عمله ، مهمة تنظيم الدولة ، وعلى هذا الرجل أن يحزم أمره ويكون صاحب السلطة الواحدة ".

ويعترف ميكافيلي في الكتاب نفسه بأن النظام الجمهوري القائم على حرية الإختيار هو النظام الأرقى والأعلى مثالا، ولكن هذا الأمر يتطلب قدرا عاليا من الوعي غير المتوافر لدى الشعوب كافة ، ولذلك ذهب ميكافيلي إلى تحبيذ مفهوم " وصاية الشخص على الشعب " ، حتى لو أوغلت تلك الوصاية بدماء الشعب ، فالغاية السامية تبرر وسيلة القتل ، وقائمة النماذج  الحزبية والسياسية بهذا الشأن طويلة ، ومنها :

في " حوارات غير منشورة " يقول المفكر الماركسي الياس مرقص في معرض نقده للتجربتين السوفياتية والصينية " إذا تسلم حزب شيوعي السلطة ، وراح يبطش بالبشر، ويُعلن أن هذا البطش وهذا القتل وهذه الميكافيلية من أجل المستقبل الوضًاء ، ثم بعد عشر سنوات او عشرين سنة نكتشف أن مستوى معيشة الناس قد انخفض انخفاضا مزريا ، فالأحرى إذا أردنا أن نتكلم عن فشل وإخفاق ، أن نفتش عن كلمات أقوى".

ـ ماذا عن الصين  في عهد ماوتسي تونغ ؟

يقول الياس مرقص " مات الملايين تحت سكين لين باو ".

ـ  وما السبب في نقد التجربتين السوفياتية والماوية ؟

 يجيب الياس مرقص في " الحوارات " ذاتها  ويقول " ارتكبنا غلطا مميتا حين قلنا إن الدولة جهاز طبقي لسحق الطبقات المعادية " ، وأما مجلة " الصين الجديدة " فقد استدركت متأخرة مأساة الثورة الثقافية الصينية ، فكتبت في عام 2002 منتقدة  التجربة الماوية ومعها مقولة ماو تسي تونغ " إن السلطة السياسية تنبع من فوهة البندقية " .

ناقد آخر للتجربة الحزبية اليسارية ، هو المفكر منير شفيق ، يجادل ويساجل كتاب فلاديمير لينين " الدولة والثورة "  في كتاب يحمل الإسم نفسه ( الدولة والثورة : رد على ماركس ، إنجلز ، لينين ) ويقول في مقدمته  " إن الكفاح من أجل تحرير الشعوب المستضعفة غير ممكن إلى حد بعيد ، إلا من خلال نقد الإطروحات الليبرالية الرأسمالية والماركسية اللينينية حول الدولة ".

أكثر من مرة يكرر منير شفيق أن الماركسية  تنظر إلى الدولة  بكونها " أداة قمع " ويستشهد بمقولة لينين التالية " دكتاتورية البروليتارية هي ديموقراطية  الفقراء ، ديموقراطية الشعب ، لا ديمقراطية الأغنياء ، تفرض في الوقت نفسه التقييدات على الحرية حيال الظالمين المستثمرين والرأسماليين ، يتوجب علينا قمعهم وتحطيم مقاومتهم بالقوة ، وواضح حيثما يكون القمع ويكون العنف ، فلا حرية ولا ديموقراطية ".

ذلك ما يقوله لينين في لحظة تبريره للقمع والقتل والتضييق على الحريات وتنظيره للحزب " الطليعي " ، ولكن كيف يرد عليه منير شفيق ؟ يرد بالتالي :

" ما دام  لا بد من القمع ، فلا حرية ولا ديموقراطية ، وعلينا أن نسأل هنا على عجل ، هل كان ستالين نبتا غريبا عن ماركس ولينين ؟ ". 

صحيح أن منير شفيق يساجل الحزبيات اليسارية في كتابه ذاك ، إلا أنه في الوقت نفسه يخشى أن تخطو الحزبيات الإسلامية الطريق نفسه ، وإذا ما تم التوقف عند ما يقوله المؤلف بأن كتابه كان معدا للنشر في آوائل التسعينيات الماضية ، فالمفارقة أنه استشرف احتمال أن يسلك " إسلاميون سياسيون وحزبيون" سلوكا فرعونيا في حال لم يعالجوا موضوع الدولة الحديثة معالجة سليمة ، وحيال ذلك يقول :

" إن من أشد الويلات  التي يمكن أن تلحق بالدعوة الإسلامية في هذا العصر ، قيام دولة طاغوتية ترفع على جبهتها راية إسلامية ، بينما هي في الوقع دولة ظلم وإستبداد ، دولة فئة قليلة أو حزب ، تتمتع بالإمتيازات والسلطات ، وقد جعلت من نفسها عبر أجهزة الدولة ، كما حدث مع دولة لينين ، دولة طاغية فوق الشرع وفوق المجتمع " .

هذا الإستشراف الذي سبق ظهور نظام حركة " طالبان " في أفغانستان ، وسبق بعقدين إثنين ظهور تنظيمات " داعش" و " النصرة " وما يماثلهما في دنيا الله الواسعة ، يوجب استدعاء ذرائع القتل والقمع في تجربة " الحكم الحزبي الإسلامي " في السودان ، وفي ذلك مثال :

يروي وزير الإرشاد القومي السوداني محجوب عثمان (1926 ـ2010) أن  الشيخ حسن الترابي الذي كان وقف خلف الإنقلاب العسكري على التجربة الديموقراطية السودانية في الثلاثين من حزيران/ يونيو 1989، قد قال " إن الشعب السوداني لن يسلك الطريق القويم إلا بالقهر ". 

القهر يا فضيلة شيخ ؟

سبحان الواحد القهًار .

سبق القول أن زعيم حزب القرامطة " أفتى"  بإفناء خلق الله ، وكاد الجنرال عمر البشير أن يفعلها مستندا إلى " فتوى " اضطرب الفقهاء في مصدرها ومرجعها ، وعلى ما قال القائد الميداني لقوات "الدعم السريع" السودانية  الجنرال عبد الرحيم حمدان دقلو لصحيفة " الشرق الأوسط " في الرابع من آذار / مارس 2021 ، أن الجنرال عمر البشير قال لقادة الجيش السوداني إثر اندلاع حركة الإحتجاجات الشعبية في ربيع العام 2019 " اقتلوهم ، هناك فتوى تبيح قتل ثلث الشعب ، بل هناك فتوى  أكثر تشددا تبيح قتل نصف الشعب حتى يعيش الباقون ".

ما قاله عمر البشير ، أو ما " أفتى" به ، كان " الثائر" الشيوعي بول بوت قائد " الخمير الحمر " في كمبوديا ، قد أوغل به وصال وجال ، فخلال سنوات قليلة من حكمه (1975ـ 1979) أفنى ربع السكان ، أي ما يعادل مليونين من أصل ثمانية ملايين كمبودي ، وكلما كانت تتوسع حقول الجماجم  في ظل نظامه ، كانت الدعاية الحزبية اليسارية تبرر حملات الإبادة والقتل بشعار " موت أكثر ... حياة أفضل " .

 وهذا الشعار الذي استجمله الحزبيون اليساريون وزينوه وأنشدوه ، مناقض تماما لأرض كمبوديا الخصبة والواسعة (182ألف كلم) وقلة عدد سكانها آنذاك واعتقادهم بأنهم " شعب لا يجوع بفعل عناية السماء " ، ومن مظاهر إيمانهم بعقيدة انتفاء الجوع عنهم والتي بقيت سائدة إلى عهد الأمير نوردوم سيهانوك (1969) " أن وزير الزراعة كان يصعد إلى أرجوحة في ليلة رأس السنة ، وبعد أن ينزل منها تنزل معه الخيرات من السماء"  كما يقول جبرائيل بقطر في كتاب صادر في القاهرة في آوائل الستينيات بعنوان " كمبوديا كما رأيتها " . 

حين أسقط الفيتناميون نظام بول بوت الدموي في عام 1979، عمل الأميركيون على رعاية " مقاومته " لمواجهة المد الفيتنامي ، بالتعاون مع الصين وانطلاقا من الأراضي التيلاندية ، وعرقلوا مرات عدة حصول نظام ما بعد بول بوت و " الخمير الحمر"  على مقعد كمبوديا في هيئة الأمم المتحدة معتمدين على نظام النقض ( الفيتو) ، وهذا يفتح الباب على التحزبات الغربية ، ومن آخر مظاهرها ما حدث مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حين طلب من أنصاره اقتحام مبنى " الكابيتول" في السادس من كانون الثاني 2021 ، متجاوزا القوانين والدولة والمجتمع ، وشاهرا بالفعل والقول وصية ميكافيلي القائلة بأن من يصل إلى السلطة عليه البقاء على رأسها .   

لا ضرورة لإطالة الحديث عن " فوهرر الحزب"النازي الألماني  ادولف هتلر ولا عن " دوتشي" الحزب الفاشي الإيطالي بنيتو موسوليني ، ولكن إيراد بعض اقوالهما التي تظهر احتقارهما للجمهور يستوفي الغرض  ويكفي :

ـ في كتاب " كفاحي " يقول ادولف هتلر" إذا فشل رجل الدولة في جذب الأكثرية، هذا الورم الخبيث الذي طغى على النظام البرلماني ، فهل معنى ذلك فشله في الحُكم ؟ وهل هناك من يعتقد ان تقدم العالم يمكن ان يكون نتيجة تفكير الأكثرية أم دماغ رجل عبقري واحد؟".

من يحدد هذا العبقري؟ هتلر يحدد نفسه .

ـ في كتاب صادر عن " الهيئة المصرية العامة للكتاب للإيطالي جوسيبي دي لونا  " أن موسوليني خطب في السابع والعشرين من أيار / مايو 1927 وقال " لقد أخرسنا كل صحف المعارضة ، وقمنا بحل كل الأحزاب المعارضة للفاشية ، وأنشأنا شرطة خاصة في كل منطقة لملاحقة المطلوبين المعادين للنظام  ".

في الختام  : عودة إلى سؤال البداية : ما دور الأحزاب بالفعل؟.

 

إلى الدواء المحلي الصنع دُرّ؟

كارين عبد النور/نداء الوطن/05 شباط/2022

ينطلق قرار تصنيع أي دواء أساساً من حاجة السوق إليه. وتتمثّل الخطوة الأولى بإنجاز الفحوصات والاختبارات اللازمة التي تثبت فاعلية الدواء خلال فترة صلاحيته، تليها دراسات التكافؤ الحيوي (دراسات على الإنسان مقارنة مع الدواء الأساسي) في مختبرات خارج لبنان- في حال كان الدواء مطوّراً داخل المصنع اللبناني- مع مقارنة المستحضر المحلي بالمستحضر الأساس. بعدها تُجرى الفحوصات المخبرية في مختبرات عالمية معتمدة من قبل وزارة الصحة العامة للتأكيد على الاختبارات التي أجريت داخل المصانع اللبنانية. من ثم يقدَّم ملف التسجيل إلى الوزارة، محتوياً على كامل شروط التسجيل المعتمدة للأدوية المصنعة محلياً كما للأدوية المستوردة. وبناء عليه تقوم الوزارة بدراسة الملف وفق المقتضى ضمن اللجان التقنية قبل تحديد سعر الدواء بحسب آلية التسعير الخاصة بها كي يتم، في المرحلة الأخيرة، إعطاء الإذن بتصنيع وتسويق المستحضر.

في هذا الإطار، كان لـ»نداء الوطن» حديث مع رئيسة نقابة مصانع الأدوية، الدكتورة كارول أبي كرم، التي لفتت إلى نواح ثلاث في معرض التأكيد على نوعية الإنتاج في المصانع اللبنانية: أوّلها المعايير العالمية المحددة من قبل منظمة الصحة العالمية، والمعروفة أيضاً بأصول التصنيع الجيّد (Good Manufacturing Practices)، المعتمدة من قبل وزارة الصحة المشرفة على حسن تطبيق هذه المعايير في المصانع وفق كشوفات دورية للتأكد من مطابقتها لها. تليها المختبرات الدولية التي تعتمد المصانع اللبنانية في صناعاتها. إذ إن هناك ما يقارب 39 مختبراً عالمياً وإقليمياً تصنّع أدويتها في لبنان وهي تشرف بدورها على المصانع وتقوم بكشوفات دورية للتأكد من مطابقة المعايير الدولية ومعايير الدول التي تنتمي إليها. ثم هناك السلطات الصحية في بعض الدول التي يصدّر لبنان الدواء إليها، حيث تقوم بزيارة المصانع بشكل دوري والكشف عليها لنفس الغرض أعلاه.

وعن المواد المستخدمة في صناعة الدواء في لبنان، تجيب أبي كرم: «لصناعة المواد الأولية، وهي صناعة تخصصية، مراكز معينة في دول العالم. هناك مصنع واحد في المنطقة يقوم بتصنيع عدد ضئيل منها وبصورة خجولة جداً. فكل المواد الأولية المستعملة في صناعة الدواء تُستورد من الخارج. أما مواد التوضيب، أي علب الكرتون والنشرات الداخلية، فنقوم بشرائها محلياً».

لمصانع الأدوية اللبنانية الكفاءة والطاقة الإنتاجية الكافية لتغطية كامل حاجة السوق المحلية. لكن على الرغم من التعاون مع وزارة الصحة العامة، إلا أن التحديات التي تواجه القطاع تحول دون تحقيق الغاية المرجوة.

في دردشة مع أحد إداريي شركة للصناعات الدوائية في لبنان، أشار إلى أن التحدي الأكبر منذ نهاية العام 2019، أي مرحلة تفاقم الأزمة الاقتصادية وتدهور سعر صرف الليرة، كان ولا يزال غياب تمويل استيراد المواد الأولية والآلات والمستلزمات الضرورية للإنتاج. ويقول: «لم يكن دعم مصرف لبنان لتأمين المواد الأولية عادلاً ومتساوياً بين الدواء المحلي الصنع والدواء المستورد. فقد رأينا الأدوية المستوردة تُدعم بنسبة 100% على سعر كلفتها، في حين أن الصناعة اللبنانية تُدعم فقط بنسبة 85% على المواد الأولية المستوردة، ما يشكل نسبة 30% من سعر الكلفة الإجمالي». وإذا ما قارنّا الدواء المستورد بالمحلي، لوجدنا أن الصناعة الدوائية المحلية تُكلّف مصرف لبنان ثلث ما يكلّفه الدواء المستورد، وهو ثلث كفيل بتأمين مخزون يزيد عن الأدوية المستوردة بنسبة تفوق المرتين والنصف. في هذا السياق، تعلق أبي كرم أنه رغم المتابعة وتقديم كافة الدراسات ذات الصلة منذ العام 2020، إلا أن المسؤولين لم يولوا الأهمية اللازمة لضرورة إيجاد خطة ترشيد النظام الاقتصادي الحر المعتمد في لبنان من خلال دعم الصناعة المحلية. «فلو حصل ذلك لكنا تمكنّا أقلّه من تأجيل أزمة الانقطاع شبه التام للدواء». وتضيف أن لكل دواء في لبنان ثمة ما يفوق 20 رديفاً (Generic) يتم استيرادها بغض النظر عن حاجة السوق إليها أو حتى أسعارها. فبغياب السياسة والرؤية السليمة وتحت شعار «النظام الاقتصادي الحر» استنزفت الأدوية المستوردة من الخارج احتياطي مصرف لبنان من دون «رقيب ولا حسيب». إذ تمّ تحويل مبالغ هائلة بالعملات الصعبة لاستيراد أدوية لم تكن السوق اللبنانية بحاجة إليها أساساً. فكيف للبنان الذي لا يتجاوز عدد سكانه 6 ملايين نسمة أن يستورد أدوية بما لا يقل عن مليار وخمسمائة مليون دولار أميركي سنوياً، في حين لا يتخطى استيراد الأردن، مثلاً، نصف ذلك المبلغ مع عدد سكان أقل بقليل من الضعف؟

التحدي لم يقتصر على الدعم غير المتساوي بين التصنيع المحلي والاستيراد من الخارج، إنما تخطاه ليشمل عدم صرف مصرف لبنان للأموال المستحقة للدعم بطريقة دورية ومستدامة. هنا يردف إداري شركة «بنتا»: «هناك أموال عالقة لحسابنا لدى مصرف لبنان تعود إلى أوائل العام 2021 ولم تُسدَّد لغاية الآن. فالمورّدون الذين فقدوا الثقة أصلاً في بلدنا باتوا يطلبون تسديد كلفة المواد الأولية مسبقاً في حين لا ندري ما إذا كان المصرف المركزي سيمدّنا بالدعم أم لا».

ثم هناك تحدّ آخر شهده القطاع خلال الازمة. فالمصانع راحت ترفع قدرة إنتاجها تلبية لحاجة السوق المحلية مضاعفة أعداد الموظفين، في وقت كانت قطاعات أخرى تشهد موجات تقليص لليد العاملة. لكن التردي المتواصل في الأوضاع دفع بالعديد من الأدمغة والخبرات بالتوجه إلى الخارج بحثاً عن ظروف معيشية وحياتية أفضل. وهو ما يشكل خطراً محدقاً بالقطاع على المديين المتوسط والبعيد.

 

مرجعية سنّية مطعّمة لقيادة الانتخابات

نقولا ناصيف/الأخبار/05 شباط/2022

إلى أن يأتي أوان سير الأفرقاء في عكسها، فإن انتخابات أيار واقعة حتى إشعار آخر. لن تظهر إشارات التلاعب بموعدها وتأجيلها سوى تدريجاً، ككرة تتدحرج بين أقدام فيما رؤوس أصحابها تتظاهر بالإغماض. حتى ذلك الوقت، الجميع تقريباً يخشى الاستحقاق، وهو يجهر باستعداده له

أسباب شتى تدعو أكثر من طرف إلى إجراء مراجعة في تعاطيه مع انتخابات 15 أيار 2022. قانون الانتخاب أصبح مجرّباً الآن بعدما غشّ أكثر من جهة قبلت به، ثم ندمت عليه، وهي الآن مقيّدة بالسير فيه. المرشحون المترددون في تقديم طلباتهم ـ وإن أعلن البعض منهم عزمه على خوضها ـ ينتظرون التحقق من احتمال دخولهم في اللوائح المقفلة الملزمة، وهو الشرط الفعلي لقبول ترشحهم. مع أن التحالفات باتت شبه معروفة كما بين الحزب التقدمي الاشتركي وحزب القوات اللبنانية، وبين حزب الله وحركة أمل، وبين حزب الله والتيار الوطني الحر، وكذلك شبه معروفين أعداء هؤلاء الحلفاء وهم منافسوهم، بيد أن الإفصاح عن التحالفات غير كاف تماماً في ظل فخيْ القانون: الحاصل الانتخابي المتأتي من مجموع الأصوات التي تحوزها لائحة الائتلاف، والأصوات التفضيلية الفردية المفضية إلى الفوز. كلٌ من الحلفاء يحتاج إلى آخر للوصول إلى الحاصل، لكنه مضطر إلى الاستغناء عنه عند عدّ الأصوات التفضيلية، بغية وصوله إلى أكبر عدد من المقاعد. ينطبق ذلك أيضاً على اللوائح المنافسة. بذلك يصحّ وصف قانون 2017، بعد تجربة 2018 وعلى أبواب انتخابات 2022، بأنه قانون السكاكين المسنونة.

من المفترض أن تُستعاد الأسباب هذه في استحقاق 2022، تبعاً لما خبرته لوائح انتخابات 2018. إلا أن العامل غير المحسوب في اللعبة المكرّرة هو خروج الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل من خوض الانتخابات، دونما أن يُعدّ ذلك إحجاماً للطائفة السنّية عن الاقتراع للمقاعد الـ27 المحددة لها. مغزى المعضلة الجديدة يكمن في توقيت خروج الحريري وتياره ـ أو إخراجهما ـ من المعادلة السياسية الحالية، على أبواب انتخابات نيابية عامة ثم انتخابات رئاسية، ناهيك بحكومة جديدة تلي الأولى، ثم حكومة ثانية تلي الثانية ما لم تعمّر حكومة الشغور، من دون أن يكون للرئيس السابق للحكومة ولتياره أي دور في كلا الاستحقاقين. لا يُبعد الرجل عن انتخابات أيار فحسب، بل عن مجمل الحقبة المهمة التي ستليها. عنى ذلك أيضاً كأن تكون طائفته، بما يرمي إليه تمثيله إياها، خارج الاستحقاقات المقبلة.

لكن الوجه الآخر للمعضلة المستجدة، بعد اعتزال الحريري، أن الأفرقاء الباقين أضحوا أكثر من أي وقت مضى معنيين باستقطاب الشارع السنّي. ليست مفارقة أن يكون السنّة، كالمسيحيين وخلافاً للدروز والشيعة، منتشرين وإن بتفاوت في كل الدوائر الانتخابية ناخبين وأصحاب مقاعد، أو ناخبين بلا مقاعد، ما يشير إلى كونهم عنصراً أساسياً تقريباً في توازنات التصويت في الدوائر كلها: في بيروت حصتهم أساسية في الدائرتين، في الشوف الأوسط مرجحون، في الشمال أصحاب البيت، في بعلبك ـ الهرمل كما في البقاعين الأوسط والغربي في صلب التحالفات كما في المنافسة، انتهاء بالجنوب. في كل من الدوائر هذه، ناخبين أو أصحاب مقاعد، هم أساسيون في التحالفات التي يحتاج إليها الأفرقاء الآخرون، مقدار ما هم أيضاً خصم مقلق لمنافسيهم في القوى والأحزاب والطوائف الباقية. للفور، على إثر انسحاب الحريري من الحياة السياسية، وإيعازه إلى تياره باللحاق به، سارع الأطراف الآخرون، حلفاؤه التقليديون أو العابرون أو خصومه، إلى التأكيد أن أياً منهم لا يفكر في وضع اليد على مقاعد الطائفة أو الاستيلاء عليها، مع أن سنّياً سيجلس على مقعد سنّي لن يبقى شاغراً، على نحو ما خبره المسيحيون في انتخابات 1992.

ما يجري داخل الطائفة السنّية منذ 24 كانون الثاني، يوم أعلن الحريري اعتزاله، يحاول ملء فراغين كبيرين نشأا للتو: غياب قائد الشارع السنّي المكرَّس للحريري منذ عام 2005 ومن قبله لوالده الرئيس الراحل رفيق الحريري مذ خاض انتخابات 1996، وتشتت الشارع السنّي الذي التصق بقائديه المتتاليين وها هو اليوم يجد نفسه من دونهما. مر السنّة في حال مماثلة، بيد أنها لم تدم أكثر من شهرين، ما بين اغتيال الحريري الأب وتولي ابنه سعد عباءة البيت. مع ذلك، لم يكن في الإمكان تكريس زعامة الابن بعد الأب إلا بمرور أربع سنوات، في انتخابات 2009. حتى ذلك الوقت، ترأس الحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ثم من بعده الرئيس فؤاد السنيورة الذي ظهر أمام الداخل والخارج أنه المحاور الفعلي باسم الطائفة، مع أن الحريري الابن كان انتخب نائباً وتزعّم تيار المستقبل وقاد الغالبية النيابية.

ما يدور حالياً داخل الطائفة السنّية، يحاول أن يُجيب عن بضعة هواجس خلّفها القرار الذي اتخذه الحريري. الشائع أنه أُرغم عليه، ما أحال أي تفكير في محاولة ملء الفراغ مشوباً بالحذر واليقظة: إعادة لمّ الشارع السنّي من حول مرجعية موقتة على الأقل، وتفادي الإيحاء بما يثير حفيظة الخارج المعني بقرار الحريري.

أما بضعة الخطوات المقررة، فهي:

1 ـ تحوّل الرؤساء السابقين الثلاثة للحكومة، في الإطار الذي يجمعهم في الوقت الحاضر، مرجعية سياسية تستظل المرجعية الدينية التي يمثلها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. لا تقتصر المهمة عليهم، بل يجري الحديث على توسيع هذا الإطار بإضافة شخصيات سنّية لا تزيد على خمسة ربما، ليس فيها وجوه خشنة، غير مرشحة للانتخابات النيابية، مشهود لها دورها، تمثّل مناطق الانتشار السنّي الأساسي في المدن الثلاث وعكار والبقاع الغربي. الثلاثة الحاليون يمثلون بيروت (الرئيس تمام سلام) وطرابلس (الرئيس نجيب ميقاتي) وصيدا (السنيورة). بعض الاقتراحات المتداولة يتحدث عن ضم الوزيرين السابقين رشيد درباس وسمير الجسر. النائبة بهية الحريري ليست في وارد الانضمام إليهم والظهور في صدارتهم، ملتزمة قرار ابن شقيقها. تكرّست وجهة النظر بنشوء هذه المرجعية في عشاء الأحد 30 كانون الثاني في منزل ميقاتي جمعه والسنيورة وسلام. القاسم المشترك في ما بين الثلاثة أنهم غير مرشحين لانتخابات أيار.

المرجعية المحدثة تعوّض الأبوة المفقودة وتجري تحالفات على القطعة

2 ـ ترمي المرجعية المحدثة هذه، في آن، إلى تعويض الأبوّة التي بات الشارع السنّي يفتقر إليها باعتزال الحريري، خصوصاً أن من غير المسموح له الاضطلاع بأي عمل أو دور سياسي علني، وفي الوقت نفسه بث الدفء في الشارع السنّي أولاً، والتأكيد له أنه غير متروك وغير مكسور، وضبط حركته بمنع تفلته أو استدراجه إلى نقيض خياراته، وإعادة قيادته ووضع قواعد للاقتراع السنّي يميز المسموح عن الممنوع.

3 ـ تدرك المرجعية السنّية الجديدة أنها في حاجة إلى تحالفات انتخابية، كي تقود الشارع السنّي إلى انتخابات أيار، فلا يقاطع أو يحجم أو يساهم في إيصال مَن يقتضي أن لا يحلوا في المقاعد التي يمثلها تيار المستقبل. مآل ذلك الخوض مع الأفرقاء الآخرين في تحالفات، أقرب ما تكون على القطعة. كل دائرة انتخابية على حدة تبعاً لظروفها ومرشحيها وتوازنات قواها وأحجامها. لن تسمح لأي تحالف بأن يختار المرشحين السنّة، إلا أنها تعرف حاجتها إلى تبادل الأصوات، لكنها لن تهب الأصوات مجاناً.

4 ـ ليس خافياً أن الرؤساء السابقين للحكومة يدركون وجود أفرقاء سنّة آخرين، كـ»الجماعة الإسلامية» في الشوف الأوسط وطرابلس وبيروت وعكار وصيدا والبقاع الغربي، وكذلك «الأحباش» في بيروت. يدركون أن حزب الله نجح في انتخابات 2018 في إيصال عشرة نواب سنّة حلفاء له، شكلوا ما يزيد على ثلث مقاعد الطائفة. أما المحظور الفعلي للمرجعية المحدثة، فهو الحؤول دون تمكين حزب الله من توسيع حصته السنّية أكثر. فيما يدور الحديث عليه في ما بينهم، التخلي عن عدد من الوجوه التقليدية المألوفة التي نابت في السنوات الأخيرة، واختيار مرشحين جدد مجاراة للحراك الشعبي.

 

بعد 25 عاماً: 3 تحدّيات قاتلة و4 سيناريوهات مقبلة

جان عزيز/اساس ميديا/السبت 05 شباط 2022

ثلاثة أسابيع بالتمام تفصلنا عن ربع قرن كامل على ذاك الصباح...

الزمان: الإثنين 24 شباط 1997.

المكان: الفاتيكان. الردهة الكبيرة خارج مكتب قداسته.

المناسبة: ضيف اسمه رفيق الحريري. أمّا الحدث فإعلان موعد زيارة قداسته للبنان.

بعد دقائق فُتح الباب. وتقدّمت هالة النور المهيب لمصافحة الوفد. بخطى ثقيلة أتعبتها سنون كثيرة وقضايا كبيرة، كان يقترب. في يدٍ ميداليّته التذكارية وفي الأخرى بركة تلقائية. بين تسلّم وسلام، متكرّرين، كان يسمع: لبنان كلّه ينتظرك صاحب القداسة. فيردّ وهو يتابع خطواته: وأنا أيضاً.

فجأة قيل له: لكنّنا ننتظرك كما انتظرتك بولونيا سنة 1979.

فجأة أوقف خطاه. استدار وقال بصوت خافت واثق: "وهذا هو المطلوب. وهذا ما أتمنّاه".

ربع قرن كامل. تسترجعه اليوم بصورة. كأنّ كلّ ما أراده حصل. أو بالعكس، كأنّ شيئاً ممّا تمنّيناه لم يحصل.

من الضروري تأمّل شريط الأحداث، ولو بسرعة، لنفهم كيف تكوّن الفعل والحدث السياسيّان يومها. وبالتالي كيف يمكن أن يتطوّرا اليوم:

في أيار 1997، الرجل الأبيض في لبنان. لاقاه كلّ عاشق للحريّة، قرب مرفأ بيروت. هناك وقف بينهم وبين البحر كأنّه سدٌّ دونهم والجزر لوقف هجرتهم وهزيمتهم ونزفهم ونزعهم (تُراه كان 4 آب في المكان نفسه فعلاً معاكساً؟؟).

بعد الزيارة بدأت معالم صحوة. راح يتفسّخ جدار ما سُمّي الإحباط:

في انتخابات بلديّات 1998، ظهرت أولى المؤشّرات.

تنبّه المنتدِب الدمشقيّ للأمر. أصلاً، بعد زيارة قداسته فوراً، نفّذ حملة اعتقالات واسعة. وبعد الانتخابات البلدية، "انفجرت" صدفة وفجأة سيارة في منطقة الدورة، وقد شكّلت ذريعة لانقضاض النظام على السياديين.

بعد أشهر قليلة اُستُكملت محاولة الردّ: تزكية رئاسية جديدة سنة 1998. على قاعدة نظرية الرجل النظيف، ابن العائلة المارونية العريقة، وابن جبل لبنان، وابن مؤسّسة الجيش... خلطة مثالية لاستيعاب المعترضين، وأوّلهم بكركي، بالرهان على بقايا وجدان من ثقافة الجمهورية الأولى.

تماماً كما كانت دمشق نفسها قد ردّت سنة 1992 على مقاطعة السياديين لانتخاباتها المعلّبة، بتزكية رفيق الحريري. في خطوة استيعابية مطابقة. غايتها حينها أيضاً الإيحاء البعثي بالتزام دفتر شروط الوصاية، كما وضعها الكونسورسيوم الثلاثي بين واشنطن والرياض ودمشق.

لكنّ تطوّرات ما بعد 1998 لم تجرِ كما بعد 1992.

بدأ الحراك السيادي يتكوّن ويتكوكب تحت مسمّى جنينيّ، اسمه معركة قانون الانتخابات واستحقاق سنة 2000.

فجأة، دُحِر الاحتلال الاسرائيلي في أيار. فزاد إرباك المنتدِب الوصيّ.

خرجت بكركي بندائها الشهير في أيلول. فانطلقت معركة الاستقلال فعليّاً، بعبارة مفتاحية أعلنها النداء، ولا تزال صالحة اليوم: "وبعدما خرجت إسرائيل، أفلم يحن الوقت؟؟؟"، ومعها دعوة عميقة صادقة إلى كلّ اللبنانيين، خصوصاً إلى "حكمة من حرّروا الجنوب بما بذلوه من دماء زكيّة في سبيل التحرير، بدافع من حميّة وطنية صحيحة". دعوتهم إلى تسوية ميثاقية على قاعدة التساوي والتوازن، تشكّل المدخل لدعوة مطابقة إلى سوريا، لتسوية تاريخية بينها وبين لبنان، على قاعدة السيادة والتعاون.

لم تتلقّف دمشق الفرصة. قيل يومها لأسباب داخلية، مع بداية عهد رئيس جديد وريث شابّ حذر، محاصَر بحراكِ حرسٍ قديم من حوله، وبداية شيء من ربيع دمشق، وحركة منتدياتها، وذعر "الديمقراطيات الخاصة" من أمراض الضوء والهواء. وقيل بسبب تحريض سلطوي لبناني من أصحاب المصلحة والمنفعة.

جنبلاط والحريري... والاغتيال

بدأ الحراك السيادي في بيروت يوسّع مروحة قاعدته. صوب جنبلاط أوّلاً وعلناً. ثمّ بالتحييك سرّاً مع رفيق الحريري. وصولاً حتى البيئة الشيعية، ولقاءات فريق الحوار العربي مع ممثّلين لحزب الله، من اللقلوق إلى مونترو... كلّ ذلك تحت: "عنوان كيف لا نضيّع بلدنا؟".

بعد سنة كان زلزال 11 أيلول. تغيّرت واشنطن. انتقلت عدوى حروبها الخارجية إلى ساحاتها الداخلية. صارت علاقاتها الدولية هموماً محليّة. إذ استفاق ابن فيرجينيا ونيويورك على كون حياته أو موته مرتبطين بكتب "المدارس" من آسيا الوسطى إلى بعض دول الخليج العربي.

هكذا اهتزّ شيء ما بين واشنطن والرياض، الضلعين الضالعتين في مثلّث تسليم بيروت إلى دمشق.

بعد سنتين جاءت التكملة: اهتزاز جديد وجذريّ مع الضلع الثالثة والأهمّ.

ففي ربيع 2003، كانت حرب العراق. وصلت النار إلى حدود سوريا. لم يكرّر ابن الأسد مع ابن بوش تحالف الوالدين في حرب تحرير الكويت. فافترق الأميركي عن السوري. وبدأت معالم مرحلة جديدة للبنان. كأنّه شيء من انتقام التاريخ لنفسه. ذلك أنّ اتفاق دمشق وواشنطن فوق رقعة الكويت التي اجتاحها صدّام سنة 1990، شكّل مناسبة لبيع الأميركي لبنان إلى السوري، فيما افتراق دمشق عن واشنطن فوق رقعة العراق نفسه، الذي سقط مع صدّام سنة 2003، كان اللحظة التي بدأت واشنطن تفكّر فيها بإنهاء تلزيم لبنان للأسد.

وكرّت بعد ذلك الافتراق أحجارُ الدومينو: إقرار قانون محاسبة سوريا واستعادة سيادة لبنان نهاية 2003. اتفاق النورماندي في حزيران 2004. القرار 1559 في أيلول. اغتيال الحريري. فاستفاقة كلّ اللبنانيين مُجمعين على أولويّة السيادة.

بين مَن قالها بصيغة "شكراً سوريا"، ومن ردّ بعد أسبوع: "إلى اللقاء سوريا"، حقّق إجماع اللبنانيين جلاء الجيش السوري عن لبنان بعد 29 عاماً على دخوله.

ليرحل قداسته في 2 نيسان 2005 مطمئنّاً ربّما، بعد أسابيع على إعلان الجلاء في 5 آذار، وقبل أسابيع مماثلة من إنجازه وتحقّق سيادة لبنان في 26 نيسان.

25 عاماً... لنصل إلى هنا. إلى ما قد يرى كثيرون أنّه وضع أسوأ ممّا كان. هل صحيح؟ كيف؟ ولماذا؟

لمحاولة الإجابة على هذا السؤال، لا بدّ من محاولة تشخيص الأزمة، وبالتالي تقدير أفق احتمالاتها والحلول.

ثلاث دوائر تأسيسية

بالتجربة والمحاولة والخطأ، بات واضحاً أنّ قضيتنا مكوّنة، أو مركّبة بنيويّاً على ثلاث دوائر:

- الدائرة الأولى هي الدولة. دولة لبنان، بمفهوم القانون والشرعية الدوليّين والقانون الدستوري وما يتعارف عليه العالم المعاصر لأيّ كيان دولتيّ.

- الدائرة الثانية هي دائرة الجماعات. أو ما نسمّيه طوائف أو عائلات روحية أو مكوّنات دينية، أو سواها من التسميات. كلّها للدلالة على هذه الشريحة السوسيو – سياسية، الوسيطة داخل الدولة.

- تبقى دائرة ثالثة اسمها المواطن الفرد الإنسان الشخص. أيضاً بكلّ الأبعاد والمفاعيل القانونية والمجتمعية لهذا المفهوم.

أزمة لبنان هي نتاج أزمات الدوائر الثلاث، منفردة أو مجتمعة. ولا يمكن حلّ القضية اللبنانية إلا أن يتضمّن حلّاً لأزمة كلّ من الدوائر الثلاث.

والحلول الضرورية، بحسب دروس المآسي والكوارث، معروفة بسيطة:

المطلوب سيادة للدولة.

وتوازن للجماعات ضمن الدولة.

وحريّة للمواطن الفرد، أكان منتمياً إلى جماعة أو خارجاً منها أو عنها أو حتى عليها.

أيّ اجتزاء لهذه الثلاثيّة يؤدّي إلى انتقاص في الحلّ. وأيّ قفز، الآن، فوق أيّ دائرة منها، لا يوفّر حلّاً قابلاً للحياة.

المعادلة واضحة. واجتزاءاتها أيضاً: نموذج الوصاية الخارجية التي تفرض شيئاً من توازن الجماعات، بلا سيادة للدولة، نهايتها كارثية. وقد جُرّبت.

ونظام توازن الطوائف، على حساب حريّة المواطن الفرد، كارثة مماثلة. وقد شهدنا نموذجاً صارخاً له منذ العام 2005، بإقفال البلد على أوليغارشية خمسة أو ستة بارونات، يختزلون الناس والنظام والدولة. فكانت النتيجة جهنّم اليوم، لأنّ تركيبة كهذه نتيجتها الحتميّة زبائنيّة قاتلة، ولأنّ هناك جيلاً جديداً واعياً ناضجاً ملتزماً بدأ يخرج تدريجياً من قوالب الزعامات والجماعات. وهو يعبّر عن ذلك في كلّ استحقاق ومحطّة. إنّه جيل 17 تشرين الذي لن يُذلَّل ولن يُذَلّ.

وأخيراً وطبعاً لا يمكن القفز فوراً وكليّاً فوق تركيبة الطوائف اللبنانية الراهنة، وخصوصاً أنّنا نعيش في منطقة تتفجّر يوميّاً حروباً إلهيّة متوالدة، ويعتبر أهلُها الأرضَ ميدان قتال لغرف عمليات سماوية مفتوحة منذ قرون.

هذه هي التوليفة المطلوبة إذن:

سيادة للدولة اللبنانية، لا تستقوي ولا تستعدي.

وتوازنٌ للجماعات، لا يختزل ولا يحتكر ولا يؤبّد أمراء الزبائنية الطائفية ولا يتركهم يدمّرون مقدّرات المجتمع لاستمرار سلطتهم.

وأخيراً حريّة لمواطن فرد، متبلورة مع خارطة طريق واضحة، تنقلها وتنقله، من مستوى حريّة الضمير الهيوليّة العامّة، إلى المفعول القانوني والفعليّ لها في الأحوال الشخصية وفي النظام السياسي وفي المشاركة الكاملة في مجالات الشأن العامّ كافّة، مع جدول زمني ثابت واضح، بما يفتح الأفق للانتقال إلى واقع الدولة المدنية الكاملة. وهذا عمليّاً ممكن، بلا خبريّة النصوص والنفوس، ولا التلطّي خلف مادّة دستورية عقيمة.

فرصتان في عقد واحد

ليست هذه الثلاثيّة مستحيلة، لا بل سنحت لنا في خلال عقد واحد، فرصتان لتحقيقها.

أُتيحت للبنان مرّتين لحظة تكافؤ في موازين القوى، بين دواخله وخارجه، كانت كافية لتحقيق هذا الحلّ الثلاثي المركّب.

المرّة الأولى سنة 2005، بعد جلاء الجيش السوري. والثانية سنة 2016، مع التسوية الرئاسية الجامعة لمختلف القوى اللبنانية الأساسية.

في المرّتين، كانت الظروف المحليّة والخارجية مؤاتية لحلّ يضمن حرّية مواطننا، ويسمح بتسوية ميثاقية بين جماعاتنا تشكّل مدخلاً لتسوية تاريخية مع سوريا.

وفي المرّتين أضعنا الفرصتين لأسباب كثيرة تُختصر بعبارتين:

- سنة 2005 أهدرنا الفرصة، على وهم إنشاء نظام سنّيّة سياسية، مستنسخٍ عن المارونية السياسية التي سقطت.

- وسنة 2016، أضعنا الفرصة على وهم استعادة نظام المارونية السياسية البائد.

في الحالتين، كان المستفيدُ في الداخل نظامَ الشيعية السياسية المتبلور حول عمود فقري، اسمه حزب الله.

(وفي ملاحظة منهجية ضرورية، لا علاقة للسُنّة ولا للموارنة ولا للشيعة بالتسميات الثلاث. بل المقصود تركيبة زعاماتية بأرجحيّة سلطوية من جهة معيّنة، وملحقين من جهات أخرى).

وكان المستفيد في الخارج تنافساً على دور النفوذ بين طهران الجاهزة والمتحفّزة لِما بعد فيينا، وبين دمشق المتطلّعة إلى أيّ فرصة في مدى متوسّط أو بعيد، لاستعادة موقعها في لبنان، خصوصاً بعد الأخطاء التي اُرتُكبت في التعامل معها ومع الشعب السوري في محطّتين بارزتين: محطة خروج جيشها من لبنان، ومحطة الحرب السورية بعد سنة 2011.

وهنا لا بد من هلالين عن حزب الله، في ما له وما عليه:

تُسجّل للحزب ثلاثة: تحرير الأرض من الاحتلال، ومواجهة حركات التطرّف الإرهابية والمساهمة في هزمها، وإعلان أمينه العامّ في 3 كانون الأول 2013، في ذروة الحرب السورية واشتراك الكلّ فيها، قرار شورى الحزب الالتزام بنهائيّة الكيان الللبناني.

لكنّ ما يبقى على الحزب توضيحه ومكاشفته، هو أيّ مشروع ونظام وهويّة لهذا اللبنان النهائي، خصوصاً في ظلّ محاذير مشروعة، في الداخل، كما في الخارج؟

ففي داخل لبنان ظاهرتان بارزتان نشهدهما بشكل مطّرد:

- أوّلاً، تراجع الدولة، حضوراً وثقافةً ومفهوماً، في مناطق الحزب عموماً، وهو تراجعٌ أسبق وأظهر من تراجعها المماثل في مختلف المناطق الأخرى.

- وثانياً، تراجع وجود الآخر في هذه المناطق. أيّ آخر كان، حتى الشيعي غير المنتظم حزبيّاً.

ظاهرتان فعليّتان على الأرض تترافقان مع تنامي ثقافة الإلغاء (Cancel Culture) على مستوى كلّ وسائل التواصل والتخاطب، وبشكل خطير ومعمّم على قوى المنظومة كلّها.

أمّا في الخارج فلا يمكن تجاهل أدوار الحزب المتنامية في أكثر من بلد ومنطقة وإقليم، مع ما ترتّبه على لبنان من تبعات وانعكاسات.

الآن وصلنا إلى هنا. الأزمة كبيرة جدّاً. لكنّ كلّ أزمة تستبطن فرصة، خصوصاً أنّنا في منطقة زلزالية قال عنها أحد الفرنسيين يوماً إنّها قد تُمضي قرناً كاملاً بلا أيّ حركة، وإنّها قد تشهد في ليلة واحدة حراكَ قرنٍ كامل.

لكنّ خطورة الأزمة الراهنة داخليّاً تتمثّل في ثلاثة تداعيات – تحدّيات داخلية:

1- انهيار مجتمعيّ عامّ، نتيجة الانهيار النقدي المالي الاقتصادي المعيشي. انهيار طاول بعض وظائف لبنان الأساسية، في المدرسة والجامعة والمستشفى والمصرف والمرفأ وغيرها، مع كلام محلّي ودولي عن فترة تعافٍ تراوح بين 7 و14 سنة. قياساً من بدء التعافي... إذا بدأ.

2- نزف ديمغرافي خطير جدّاً: نحو 10 آلاف لبناني يرحلون شهرياً. المقيمون دون سنّ 10 سنوات من اللبنانيين باتوا أقلّية على أرض بلدهم، مع قياسات مذهلة للأعوام المقبلة، وتبعاتها على الهرم العمري ومفاعيله. هي موجة الهجرة الثالثة، بعد أولى مع حرب 1975، وثانية مع حروب 88 – 90. وكلّ منهما غيّرت لبنان جذريّاً.

3- طبقة سياسية من مختلف المكوّنات، باتت متحالفة موضوعيّاً، متقاطعة مصلحيّاً، ومرتاحة إلى الكارثة. لا بل تعتبرها ضرورية لتأبيد سلطتها وتوريث زعاماتها من الأجيال الخلدونيّة، خصوصاً في مواجهة حركة اعتراض 17 تشرين. إذ يؤدّي الانهيار والهجرة معاً خدمات كبيرة لأمراء هذه الطبقة على قاعدة تكريس نظام الحاجة والخوف، فإفقار الناس يزيد حاجتهم، وخطاب الكراهية يزيد خوفهم، والحاجة والخوف يضمنان موقع الزعيم. أمّا الهجرة فكفيلة بتأدية ثلاث خدمات كبيرة لهذا المخطّط:

- أوّلاً شطب قسم كبير من معارضي المنظومة، خصوصاً من الشباب.

- ثانياً شطب قسم من عبء توفير أموال الاستيراد، عبر خفض حجم الاستهلاك.

- وثالثاً، زيادة التحويلات المالية إلى لبنان. وهو ما يساهم في تصحيح ميزان المدفوعات. وبالتالي طمس الكارثة، من دون مساءلة مرتكبيها ولا محاسبة مجرميها. وذلك على حساب الشعب والمجتمع. هي معادلة يعمل عليها أهل السلطة الحالية بجهد ودأب. ووفق هذه الحسابات بالذات، تقامر هذه الطبقة كلّها لإعادة إنتاج نفسها في الانتخابات المقبلة، بلا أيّ تغيير.

تلزيم إيران؟

أمّا التحدّي الخارجي الأبرز فيتمثّل في مشهد دولي يدفع لبنان إلى احتمال من اثنين:

- إمّا تلزيم وتسليم بدور إيراني ما، في حال نجحت عملية فيينا.

- وإمّا تسليم وتلزيم يمهّدان لعودة دور سوري ما، إذا فشلت فيينا أو تعثّرت، وإذا ما انتهت حرب سوريا إلى قبول غربي بوصاية روسية على سوريا تضمن مصالح الغرب فيها، من الجولان حتى كردستان، وهي وصاية يمكن أن تستتبع بيروت وتستلحقها فوراً أو بعد حين.

لا شكّ أنّ هذه الطبقة السياسية مستعدّة بكاملها للتكيّف مع هذين الاحتمالين الخارجيّين، ولأن تعود طبقة مقاطعجيّة لدى أيّ وصي خارجي، لا بل بدأت تستعدّ لذلك. وهو ما بدأنا نراه في سلسلة مواقف وخطوات. حتى إنّ بعض القوى المفترض أنّها سياديّة، أطلقت مواقف خطيّة، متحدّثةً عن تطلّعها إلى انضمام لبنان إلى كيان سياسي أوسع منه. وهي رسائل قد لا يلحظها المناصر المعميّ بمناصرته للزعيم. لكنّها رسائل تصل إلى الخارج المعنيّ بها، ويفهمها ويبني حساباته عليها.

كأنّ ربع قرن لم يكن. أو كأنّه كان، وكان دورة كاملة تعيدنا إلى حيث كنّا. فما هي الاحتمالات أمام لبنان الآن؟

- الاحتمال الأوّل أن يستمرّ الوضع الحالي، بالتقدّم والقضم، بحيث يترسّخ نظام "شيعية سياسية" ما، بأرجحيّة مقرِّرة من حزب الله، وملحقات من مختلف مكوّنات المنظومة.

- الاحتمال الثاني أن يقوم كونسورسيوم جديد، أميركي روسي سوري هذه المرّة، ويبدأ بوصاية موسكو على دمشق، ويستلحقها بدور ما، متمدّد متطوّر راعٍ لمنظومة الحكم في بيروت. بين حدّ أدنى من نفوذ وإدارة عن بعد، وبين حدّ أقصى في مدى أبعد، عبر فدرلة سورية لبنانية كاملة. والهمس في أكثر من وسط خارجي أنّ هذه الصيغة قد طُرِحت في الخارج، ولو أنّها فكرة للبحث والعصف فحسب.

- الاحتمال الثالث أن يتشلّع لبنان في ظلّ عدم اهتمام أيّ خارج به. شيء من صوملة على الطريقة اللبنانية الخاصّة، تحت تسميات مختلفة.

- يبقى الاحتمال الرابع: استعادة سيناريو من السيناريوهين الضائعين. إمّا الـ2005، وإمّا الـ2016. أي إمّا لحظة إقليمية-داخلية مركّبة تمنح انتفاضة شعبية جامعة عابرة، كما في سنة 2005، فرصة أخرى لتحقيق ثلاثية "سيادة وتوازن وحرّية". وإمّا تسوية رئاسية، كما في سنة 2016، تكرّر المشروع نفسه، على ألّا يُهدرها جموح أو جنوح أو جنون... لتبدأ بعدها المعالجات البنيويّة الضرورية لكيفيّة مقاربة مسألة حزب الله، وقضية النازحين واللاجئين، وتطوير النظام السياسي الدستوري، وأولويّة المعالجة اقتصادياً. وهي كلّها معالجات ممكنة على الرغم من صعوباتها وأثمانها. لكنّنا أمام طبقة عاجزة عن تنفيذها. فضلاً عن أنّها لا مصلحة لها بذلك.

الأكيد أنّ سنة 2022 تحمل فرصة ممكنة للسيناريوهين. فهي سنة استحقاق نيابي، مثل 2005، وسنة استحقاق رئاسي، مثل 2016.

لا أوهام في المحطّتين ولا تخيّلات. لكنّ الأكيد أنّ هناك هوامش كافية للفعل. في المحطّة النيابية مثلاً، تكفي نواة تغييرية، شرط أن تكون نواة صلبة جدّية جذرية، لتبدأ التحوّل ولتفرض أجندة مختلفة. وهذا ممكن.

وفي المحطّة الرئاسية، يكفي أن يفكّر المعنيّون بالاستحقاق، بعمق وصدق، في سؤال: مَن يقدر الآن، أو يوحي على الأقلّ بالحدّ الأدنى من استعادة ثقة الإنسان اللبناني بوطنه، كي لا يرحل عنه؟ ومَن يقدر الآن، أو يوحي باستعادة حدّ أدنى من ثقة العالم بنا، كي لا يتخلّى عنّا نهائيّاً، ليتمّ تبنّيه صراحةً وعلناً، بلا أيّ اعتبارات؟

فالفأس قد وُضعت على أصل الشجر، كما تقول البشارة...

في رسالة قداسته إلى اللبنانيين في 1 أيار 1984، وصيّتان ثمينتان: "إعرفوا دونما سذاجة كيف تثقون بالآخرين". وفي مكان آخر: "لا تخجلوا أبداً في الدفاع عن حرّياتكم".

هذا هو المدخل: لا سذاجة. لا خجل. شباب لبنان وشابّاته بدأوا تجسيد وصيتيْ قداسته. يبقى علينا أن نكون معهما مثلهم. 

* ألقيت هذه المداخلة في مؤتمر جامعة الروح القدس الكسليك، في 3 شباط 2022، حول "البابا يوحنّا بولس الثاني ولبنان الرسالة".

 

بعد الحريري وسلام… ميقاتي لن يخوض الانتخابات؟

راكيل عتيِّق/الجمهورية/05 شباط/2022

يميل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى العزوف عن الترشّح شخصياً الى الانتخابات النيابية المقبلة، الّا أنّه سيكون له حضور انتخابي وسيدعم لوائح على مستوى الشمال. هذا على رغم من أنّ البعض كان يتوقّع أنّ قرار كلّ من رئيسي الحكومة السابقين سعد الحريري وتمام سلام بعدم الترشّح سيدفع ميقاتي الى خوض الانتخابات شخصياً، لكي لا تغيب المرجعيات السنية عن مجلس النواب المقبل. على رغم مَيل ميقاتي الى عدم الترشّح للانتخابات النيابية الّا أنّه لم يحسم قراره بعد، ومن المُفترض أن يُعلنه في غضون نهاية الشهر الجاري، بحسب مصادر قريبة منه، إذ إنّ غالبية القوى السياسية لم تحدّد وتعلن مرشحيها وتحالفاتها بعد. وفي انتظار قراره، يعمل نواب كتلة «الوسط المستقل» على مستوى طرابلس والشمال وهناك حضور مستمرّ ومتواصل لهم، كذلك إنّ قاعدة ميقاتي الصلبة موجودة، بحسب هذه المصادر، التي تؤكد أنّه سيكون لرئيس الحكومة لوائح يدعمها وكتلة نيابية في المجلس الجديد.

حسابات ميقاتي الانتخابية لا تتعلّق بالأرقام بل تجري على المستوى الوطني، ولديه تقويمه الخاص للوضع، بحسب المصادر نفسها التي تشير الى أنّه يقوم بمجهود كبير على المستوى الوطني كرئيس للحكومة، مؤكدةً أنّ عمله السياسي مستمرّ، كذلك حجم حضوره وصيغته الوطنية التي باتت واضحة. ويقوّم ميقاتي قرار ترشُّحه للانتخابات لجهة إذا كان يساعد وطنياً أم لا، وستنجلي صورة هذا القرار بعد أن تتّضح خريطة انتخابات 2022. كذلك لا يبدو أنّ من بين حسابات ميقاتي التخوف من بروز شخصيات ومجموعات متطرّفة، وتعتبر المصادر القريبة منه أنّ الساحة الطرابلسية لن تجنح الى التطرف، على رغم اجتذاب «داعش» لعناصر وتجنيدهم في سوريا والعراق حيث قُتل أخيراً شبان من طرابلس. وتوضح أنّه صحيح أنّ هناك من يستغل الضعف المادي لجذب بعض العناصر الشبابية، الّا أنّ طرابلس لم تكن حاضنة للإرهاب تاريخياً حتى في موجات التطرف التي ضربت المنطقة، وعلى رغم ظهور بعض المجموعات المتطرّفة الّا أن لا بيئة حاضنة لها، وهذا البعض لا يشكّل شيئاً من النسيج الطرابلسي. وتشدّد المصادر نفسها على «أنّ الطائفة السنية أمة لديها امتداداتها وعمقها على مستوى المنطقة، وليست في حاجة الى التطرف بل إنّها تحتوي الجميع، والأشخاص الذين يجنحون الى التطرُّف يبقى حجمهم ضئيلاً».

الى موضوع الانتخابات، يحاول ميقاتي كرئيسٍ للحكومة حشد أكبر دعم خارجي للبنان في هذه المرحلة. وفي هذا الإطار أتت زيارته الأخيرة لتركيا على رأس وفد وزاري بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وفي حين يرى البعض أنّ ميقاتي «لم يأتِ بالمساعدة المهمة من تركيا»، تشير المصادر القريبة منه الى البحث الذي بدأ بين وزراء من البلدين لتفعيل التعاون وهذه الملفات لا تُختتم بأيام، فضلاً عن شكل الزيارة بحيث أنّ الحفاوة التي استُقبل بها ميقاتي تدلّ الى صيغة ترحيب كبيرة به. لكن الى المساعدات، إنّ هدف ميقاتي تأمين مظلّة للبنان، وتأتي زيارة تركيا ضمن زيارات لبلدان عدة سبق أن قام بها لتأمين مظلة استقرار للبلد عربية أو إقليمية، فهذا الأمر مفيد ومهمّ جداً للبنان في هذه المرحلة، خصوصاً على مستوى الاستقرار، لأن المنطقة في مرحلة تغييرات وهناك سعي لكي لا تكون تداعياتها كبيرة وسلبية على لبنان، وفق القريبين منه.

أمّا عن الانتقادات الموجهة الى الحكومة، لجهة أنّها لا تتمكّن من حلّ أي من الأزمات التي يعلق فيها لبنان والمشكلات التي يرزح تحت ثقلها المواطن، ولم تنجز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي كان يأمل المجتمع الدولي في إنجازه مع مطلع هذه السنة، تذكّر المصادر أنّ عمر حكومة ميقاتي 4 أشهر وتعذّر اجتماعها لشهرين، وأنّ هناك تراكمات كبيرة، والعمل جارٍ لإقرار الموازنة، وبعدها خطة التعافي، وعلى أساسها يُصار الى الاتفاق مع صندوق النقد، مشيرةً الى أنّ هذا التفاوض بدأ أساساً على نقاط معينة، وعلى رغم كلّ ما يُقال عن نظرة سلبية من صندوق النقد الّا أنّ هناك رسائل إيجابية منه خصوصاً لجهة توحيد أرقام المالية والخسائر. وتلفت الى أنّ الحكومة تعمل على موازنة، في ظلّ تعدُّد أسعار الصرف، وانّ اجتراح الحلول في ظلّ ذلك ليس سهلاً أبداً.

لكن البعض يعتبر أنّ تركيز المجتمع الدولي بات محصوراً بإجراء الانتخابات، وبعد إنتاج مجلس نواب جديد وبالتالي سلطة جديدة، تسير الملفات الأخرى كلّها، وذلك إمّا رهاناً على فرز الانتخابات تغييراً جديداً في السلطة وبالتالي تغييراً في ذهنية التعاطي مع الإصلاح ومع كلّ الملفات وإدارة الدولة، وإما لاعتبار أنّ حكومة ميقاتي التي تُعتبر مستقيلة بعد الانتخابات النيابية لا يمكنها في غضون أشهر قليلة إنجاز ما لم يُنجز في سنوات، وليس مضموناً أن تلتزم الحكومة التي ستخلفها ما التزمته أو ستلتزمه هذه الحكومة.

إلّا أنّ هذا التحليل الذي يفترض أن لا حلّ لأي مشكلة صغيرة أو أزمة كبيرة في لبنان قبل الانتخابات النيابية، لا يمنع رئيس الحكومة من الاستمرار في العمل وتحديداً على الموازنة والاتفاق مع صندوق النقد. وترى المصادر القريبة منه أنّ القوى الدولية لا ترغب في سقوط لبنان، وأي ضغط إضافي قد يؤدّي الى دخول البلد في فوضى، إذ إنّ البعض قد يستغلّ عدم قدرة الناس على التحمُّل بإرباكات معينة وعلى مستوى الشارع، وبالتالي إذا حصل أي تفلُّت في الوضع اللبناني لن تقتصر تداعياته على البلد بل سيطاول المحيط والمنطقة وصولاً الى أوروبا، إذ إنّ التعقيدات في لبنان كثيرة، فضلاً عن وجود اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين، وبالتالي إنّ الإبقاء على الاستقرار على المستوى الإجتماعي والأمني بالحد الأدنى هو من مصلحة الجميع.

 

الحكومة “تكهرب” البرلمان!

خالد أبو شقرا /نداء الوطن/05 شباط/2022

إخراج سلفة الكهرباء بقيمة 5250 مليار ليرة من خارج أبواب إنفاق الموازنة وإحالتها إلى مجلس النواب لاقرارها بقانون خاص هو أحسن ما فعلته الحكومة. فهذه السلف التي دأبت وزارة الطاقة على طلبها لمؤسسة كهرباء لبنان تتناقض مع التعريف القانوني للسلفة. فعدا عن أنها طويلة الأجل، فهي تعطى لمؤسسة مفلسة لا قدرة لها على إرجاعها. في حين أن “المادتين 203 و204 من قانون المحاسبة العمومية تنصان على أن السلفة تعطى بعد تأكد وزير المالية من قدرة المؤسسة المستلفة على السداد”، يقول المدير العام السابق للاستثمار والصيانة في وزارة الطاقة غسان بيضون، و”التأكد من أن المؤسسة أدرجت في موازنتها الاعتماد الخاص لتسديد السلفة… وفي حال تجاوز مهل إرجاعها السنة يتطلب إقرارها من مجلس النواب”. في المقابل فإن هذه السلفة هي حساب ذمة، لا تظهر في الموازنة. والقصد بإدراجها في هذا الشكل المموه هو النية بعدم إرجاعها، وعلى النواب ألّا “ينغشوا” بهذه السلفة، كما المرات السابقة”، برأي بيضون، خصوصاً أن السلفة هي لشراء المحروقات التي لا يمكن للمؤسسة استرداد قيمتها. كل عناصر السلفة إذاً غير متوفرة في ما تطلبه وزارة الطاقة، والقيمة المطلوبة 5250 مليار ليرة غير منطقية كيفما قلبناها. فهذا المبلغ لا يساوي أكثر من 260 مليون دولار على سعر السوق، وهو رقم لا يكفي لشراء المحروقات أكثر من شهرين في حال لم ترفع التعرفة إلى 14 سنتاً للكيلواط كما هو مقرر بخطة الكهرباء. وحتى لو ترافق مع رفع التعرفة فـ “لن يكفي أيضاً”، بحسب بيضون. ذلك أن التغذية لن تزيد إلا بضع ساعات في أحسن الاحوال وثلثا الانتاج سيذهب هدراً بسبب زيادة السرقة، وسينخفض معها الاستهلاك، ولن تبدأ الجباية في بعض المناطق قبل عامين من اليوم في جميع الحالات”. أما إذا كانت لتسديد متأخرات المتعهدين وشراء قطع الغيار ولدفع متأخرات البواخر فسيكون استخدامها أسوأ. كل منطق السلفة غير مقنع ولا يمكن البناء عليه، ولا سيما إذا أضفنا كلفة استيراد الغاز المصري والكهرباء من الأردن المقدرة كلفتهما بحدود 1 مليار دولار. فمن أين سترد الأموال؟ سؤال على النواب التوقف عنده عندما يصلهم الطلب، وبدلاً من الموافقة عليه وتكبيد الخزينة والمواطنين المزيد من الخسائر، عليهم الضغط لتشكيل الهيئة الناظمة المستقلة للقطاع والمباشرة بتنفيذ الاصلاحات بدءاً من تخفيض الهدر.

 

خط الرجعة

سناء الجاك/نداء الوطن/05 شباط/2022

تتسارع الإنقلابات في مواقف فطاحل المنظومة مع إقتراب إحتمال إجراء الانتخابات النيابية.. أو إحتمال تأجيلها..وأهم ما يميزها هو هذا الـ»sans-gκne» المرتكز على الوقاحة، وعلى إفتراض قوامه أن الرأي العام «بغلٌ» بإمتياز، لا يتذكر ولا يحاسب ولا يعاقب.

وإلا كيف يمكن تفسير عودة الفتى الضال عن تهديده راعيه وحاميه بفك التحالف، وعن إتهامه إياه بتغطية الفساد. ليسارع اليوم إلى الإحتماء به والإستقواء بتحالفه وإياه في وجه العواصف العاتية عليه. أكثر من ذلك، يشدد الفتى الضال على إعطاء براءة ذمة لوظيفة فائض السلاح الميليشيوي لحاميه خارج الدولة «للدفاع عن لبنان وسيادته». لا يهم إذا كانت ساحات هذا الدفاع عن السيادة تستبيح دماء الشعب السوري أو اليمني أو السعودي أو الإماراتي.. أو.. أو.. مع إنكفاء عن هدر الدم الإسرائيلي.. وما دام هذا الحامي متمتعاً بقدراته التخريبية هذه، يبدو منطقياً أن يتراجع الفتى الضال عن تهديده السابق. فقد كان لزوم بعض الشعبوية المنشودة بفعل إفلاس جماهيري بات يصعب ترميمه. والواضح أنه يعتمد في إنقلاب مواقفه هذا، وهو ليس الأول ولن يكون الأخير على ما عهدنا وشهدنا، ليس على الذاكرة المثقوبة للرأي العام، وليس على إعتماد الكذب على هذا الرأي العام كقاعدة ذهبية لا يزال يجني ثمارها حتى يومنا هذا..

وإنما وبكل بساطة، هو يعلم يقيناً بأن مصدر إستمراريته ليست في شخصيته ومزاياه، وإنما في قدرة الحاكم بأمره على فرضه بمعزل عن المقومات التي لا يملكها. ولنا ذاكرة تؤرشف لهذا الفرض من خلال جولات الشلل التي إنتابت كل محطة من محطات وصوله إلى سلطة ما، ولا يخرج التمديد لمجلس النواب عام 2013 وصولاً إلى إقرار القانون الإنتخابي الحالي المعد على قياسه، حتى لا يرسب كما كانت النتائج السابقة.

لذا صاحبنا لا يتوقف عند مسألة المحافظة على «خط الرجعة» عما يقترفه من أخطاء وخطايا. لا يهمه إلا هذا التخندق إلى يمين من يصادر السيادة لمصلحة المحور الإيراني، فهو وحده منقذه من الضلال مهما شطح.. ولأجله قد تتم الإطاحة بالإنتخابات النيابية المرتقبة.

لكن المفارقة أن تستخف باقي القوى المتناحرة على حصصها في السلطة بأهمية «خط الرجعة»، في حين أنها تحتاجه لتستمر في عملية متواصلة لتمتين القواعد الشعبية والتحالفات التي كانت تجمعها في خندق واحد بمواجهة الحاكم بأمره، فهو كان ولا يزال يزيح من يشاء منها، سواء بالاغتيال الجسدي أو المعنوي. فهذه المغالاة في إظهار العداء جديرة بالإهتمام والتأمل. ولا تبررها صدمة تعليق رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عمله السياسي ومشاركته في الانتخابات، لا سيما مع معلومات مستجدة عن محاولات من رأس الهرم لرأب الصدع بين «الأخوة الأعداء» الذين راحوا بعيداً في تحريض قواعدهم على الخصومة، من دون التحسب لـ»خط الرجعة» الذي قد يجدون أنفسهم مرغمين على سلوكه إذا ما تم ترتيب «الصلحة» بحفلة تبويس لحى، يبدو أن لا بد منها بعد المجهول الذي يمكن ترقبه إذا استمر الحريري في قراره.

فقد نسي «الأخوة الأعداء» أنهم لا يتمتعون بنعم الفتى الضال. وهم لن يحصدوا إلا ما زرعوا، وعودتهم إلى الخريطة السياسية لا تتعلق إلا بجهودهم في هذا المضمار.. لذا حسابات «خط الرجعة» يجب أن توضع في الميزان.. وإلا خط الندم لهم بالمرصاد..

 

الذكرى السنوية الأولى لإحراق بلدية طرابلس: لا ترميم ولا حقيقة

مايز عبيد/نداء الوطن/05 شباط/2022

سنة كاملة مرت على إحراق مبنى بلدية طرابلس، وقد ترك آثاراً كبيرة في داخله وخارجه، من دون إماطة اللثام حتى اللحظة عن الجهة الفاعلة أو المُحرّضة، كذلك من دون اعادة ترميمه، بينما حقيقة ما جرى لا تزال غائبة، أسوة بكل ملف أمني أو قضائي أو جريمة تحصل في هذا البلد وتبقى طي النسيان والكتمان.

ما كادت تمضي أيام قليلة على الحريق، حتى راحت الجهات المختلفة تتصل برئيس البلدية الدكتور رياض يمق وتبدي رغبتها في التكفّل بترميم المبنى التاريخي الذي يشكّل قلب طرابلس الحضاري النابض. آنذاك، ظنّ الجميع أن الأمر لن يطول وأنها مسألة أيام ويبدأ الترميم، فيُزال السواد عن الجدران، ويتم تركيب النوافذ والأبواب في الداخل والخارج، ويعود المبنى كما كان وأفضل. لكن ذلك لم يحصل، وعلى الطريقة اللبنانية في المماطلة والتسويف، والروتين والمد والجزر، تمرّ الذكرى السنوية الأولى على إحراق المبنى وترميمه لم يتم حتى اللحظة، والوعود بالتبرّع والتكفّل لم تتحقق، والوضع ظلّ يراوح مكانه.

ويتساءل الطرابلسيون: من افتعل الحريق؟ ولماذا لم يتم ترميم المبنى ومسح آثار هذا العبث؟ وهل المطلوب أن يكون كل ما في المدينة على شاكلة مبانيها الأثرية، حرقاً أو هدماً أو انهياراً؟

وفيما نظم عمال وموظفو بلدية طرابلس وقفة إحتجاجية، للمطالبة بمعرفة الحقيقة، تحدث رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق لـ «نداء الوطن» عن التأخير الحاصل في ترميم المبنى وقال: «هناك تقصير في الدراسة التي تقوم بها الجامعة اللبنانية وقدّمتها مجانًا ولم تنته حتى الآن. أضف إلى ذلك، هناك أمر أساسي، نحن نريد أن نعرف من هي الجهة التي افتعلت هذا الحريق ضد بلدية طرابلس وضد طرابلس كلها. هناك دعوى مقامة من البلدية في هذا الصدد ولا يعقل أن تبقى من دون بت حتى اللحظة».

أضاف: «إحراق مبنى البلدية ليس بالأمر البسيط والهيّن، ولا يجب أن يضعه المعنيون في آخر أولوياتهم. محافظ الشمال لم يقم بدوره في هذا الشأن؛ لا بل اتجه إلى اتهامي أنا بهذا العمل التخريبي ولم يتابع ما عليه من مسؤوليات، سيما وأن الوزير السابق للداخلية محمد فهمي كلّفه بمتابعة الأمر. وبدل أن يبحث عمّن تسبب بالحريق، حاول تحميلي المسؤولية، ولذلك ضجّت المدينة ضدّه. وأمام موقفي الثابت للدفاع عن حقي وحق البلدية، نيّم الموضوع ، وهو يتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الشأن. فإذا كنت أنا مسؤولا فليتابع اتهامه ضدي أنا تحت القانون والعدالة؛ وإلا فليقل لنا من هو المسؤول لأن هناك حقي وحق مدينة بأكملها ولا سكوت عنه». واضاف: «قدّمنا مراجعة جديدة لوزير الداخلية بسام مولوي بخصوص الحريق، وأكرر انه يجب محاسبة من حرق البلدية حتى لا تكون سابقة في تاريخ المدينة ومستقبلها. يجب كشف الحقيقة كاملة وأن يكون لبلدية طرابلس وضع استثنائي في السلف والصرفيات وكل المعاملات التي تعود إليها». يأمل الطرابلسييون، ألا تصبح الذكرى السنوية الأولى لإحراق البلدية ذكريات ككل شيء في هذا البلد، وألا تطول الأمور وتطول بانتظار الحلول.

 

كل دكان سلطان زمانه... فهل تخيفهم المحاضر؟ إقفال الـcoop و"ريدي" بالشمع الأحمر وإمهال تعاونية رمّال

رمال جوني//نداء الوطن/05 شباط/2022

جولة لمراقبة الأسعار

كبسة مفاجئة قام بها مدير عام وزارة الاقتصاد الدكتور محمد أبو حيدر على سوبرماركات في النبطية لم تلتزم سياسة خفض الأسعار كما تبنّت سابقاً رفعها، بالكاد انخفضت لدى بعضها 15 بالمئة، فيما عمدت اخرى الى رفع الاسعار ضاربة بعرض الحائط انخفاض الدولار، ما أدى الى ختمها بالشمع الاحمر. لم تأت جولة ابو حيدر من العبث، بل نتيجة شكاوى أبناء المنطقة من الغلاء الكبير الذي يسود السوبرماركات والدكاكين، وقد رفعت الاسعار بدلاً من خفضها، ومن خفَّض لم تتجاوز النسبة الـ20 بالمئة، وهي نسبة لا تتماشى على الإطلاق مع نسبة انخفاض الدولار من 33 الف ليرة حتى الـ20 الف ليرة.

وأسفرت جولة ابو حيدر عن اقفال سوبرماركت الـCOOP بالشمع الاحمر بناءً على اشارة القضاء المختص، وسوبرماركت «ريدي» في كفرجوز النبطية للسبب ذاته، فيما تم اقفال تعاونية ابو عامر رمال الاصلي في كفرجوز لـ 24 ساعة حتى تصحيح الاسعار لديه وتسطير محاضر ضبط بحق العديد من المتاجر. هي حصيلة جولة شكلت بارقة امل لمواطن إنتظرها طويلاً، رغم أن مراقبي وزارة الإقتصاد، وعلى قلتهم، كانوا يجولون على المتاجر لضبط الأسعار، ولكنهم لوحدهم لن يتمكنوا من مسح المتاجر كافة، ويفترض أن تؤازرهم البلديات وأجهزتها. الكل يدرك ان البلديات اليوم تعيش حالة شلل بانتظار الانتخابات، ومعظمها تكتنفه الخلافات الحزبية وتغيب عنه الرؤية التنموية، ما يدفعها لتجاهل معاناة الناس وترك السوق للتجار من دون ضبط الاسعار او مراقبتها، ما جعل كل دكان سلطان زمانه، فيما يتحمل المواطن وزر الغلاء. غير أن الخضة الكبيرة التي احدثتها جولة ابو حيدر لمراقبة الاسعار وإقفاله 3 سوبرماركات ستخيف باقي المتاجر التي ربما ستخفض أسعارها خوفاً من المحضر وهذا ما يعول عليه مراقبو الوزارة وايضا أبو حيدر، قائلاً: «ندرك ان الناس موجوعة من الاسعار، وتنادي بخفضها»، مؤكداً أنه معهم «ومع وجعهم» داعياً البلديات الى «مواكبة مراقبي وزارة الاقتصاد في جولاتهم وهكذا نكون يداً واحدة لمصلحة المواطنين وخدمتهم».

ورفض اعتبار الجولة متأخرة مؤكدا «اننا كنا متواجدين كوزارة وكنا نسطر المحاضر ولكن للاسف هذه المحاضر لم تكن رادعة ولذا اليوم استعنا بالقضاء المختص وبعض الاجهزة الامنية المختصة في هذا النطاق، ومن الاكيد ان الشكر الكبير لكافة الاجهزة الامنية في هذا المجال ومن اليوم وصاعداً سيواكبنا القضاء وسيكون الرادع في هذا المجتمع». هل تكون الجولة رادعا للتجار لخفض الأسعار أم ستخيفهم يومين ويزاولون جشعهم مجدداً؟ لا تخفي سوسن تخوفها من الامر، فهي لم تلمس تراجعاً في الأسعار اطلاقاً، وابلغت الامر لأبو حيدر، غير انها تخشى أن يعتمد التجار قنوات التفافية تمكنهم من رفع الاسعار، ولكنها تعوّل على دور الرقابة الحالية. بالطبع لم يقبل اصحاب السوبرماركات قرار الاقفال، اعتبروه مجحفاً بحقهم على قاعدة انهم خفَّضوا الاسعار 15 بالمئة، في حين انخفض الدولار اكثر من 10 آلاف ليرة، ولم يلمس المواطن شيئاً من هذا الانخفاض، وهو ما دفع بأبو حيدر والفريق المرافق للضرب بيد من حديد، مصلحة الناس أولا، «صحّح الأسعار تعاود فتح السوبرماركت» وهذا ما اعتبره ابو حيدر منصفاً للمواطن الذي يحق له ان يعيش لا أن يكون حقل تجارب للتجار. من السهل ان يتلاعب التجار بالاسعار،و لو حرم الفقير لقمته بسببهم، المهم بنظرهم تحقيق الارباح الطائلة، مستغلين الظرف، غير ان «الاقتصاد» كانت لهم بالمرصاد وهذه المرة لا تلاعب والا الإقفال. في المحصلة هل يتعظ التاجر أم سيعاود الكرة ويعيد رفع الأسعار بعد خفضها؟ العبرة في الخواتيم.

 

الأزمة الاقتصادية فاقمت معاناتهم وأفقدتهم قيمة تعويضاتهم "جنى العمر" يذوب أمام عيون المتقاعدين

جويل الفغالي/نداء الوطن/05 شباط/2022

إذا قارنّا بين الدول النامية والدول المتقدمة، نرى أن هذه الأخيرة تسعى دائماً لإصلاح وتعديل أنظمة التقاعد، وذلك لضمان استمراريتها وتأمين حياة كريمة للمتقاعدين وبالتالي مواجهة تحديات الشيخوخة. وما يحصل اليوم في لبنان هو العكس تماماً، حيث باتت الأغلبية الساحقة منهم تعاني بشدة منذ بدء الأزمة حتى اليوم، فمن هو المسؤول إذاً؟ تأتي هذه الأزمة كـ»الكابوس» على عدد كبير من اللبنانيين الذين عملوا في قطاعات عديدة، عامة وخاصة، وشاركوا في نهضتها وتنميتها. فانهيار قيمة الليرة أفقدت المعاشات التقاعدية والتعويضات قيمتها، بسبب ارتفاع نسبة التضخم، مع ما رافقها من ارتفاع في أسعار الحاجات والخدمات الأساسية كالغذاء والدواء والكهرباء والسكن. فوجد المتقاعد نفسه أمام أعباء حياتية لم تكن في الحسبان، سببها أزمة اقتصادية حادة، وعجز المسؤولين عن حلّها. واذا بجنى عمرهم يتبخر في لحظة، وهم الذين طمحوا بآخرة سليمة وحياة كريمة بعد عمر طويل من العمل، وكل اتكالهم على معاشاتهم التقاعدية إما بشكل كلي أو جزئي لتأمين ضروريات الحياة والعيش برفاهية.

تقلّص الرواتب

بعد 33 سنة قضتها المربية ليندا في التعليم، وهي أستاذة اللغة العربية في إحدى المدارس الخاصة، إنخفض إجمالي دخلها الشهري مع استمرار تدهور الليرة اللبنانية أمام الدولار حتى أصبح راتبها التقاعدي لا يكفي لشراء «كم كيلو لحمة» من السوبرماركت. فـ»قبل بدء الأزمة كانت رواتبنا قد تحسنت كثيراً خاصة بعدما حصلنا على الدرجات الست في سلسلة الرتب والرواتب، ولكنها أصبحت اليوم من دون فائدة أمام جنون الدولار. وأصبح الراتب بالكاد يساوي 100 دولار»، تقول ليندا. «أما لجهة التأمينات الصحية فلدي أنا وزوجي إلى جانب الضمان الاجتماعي، تأمين خاص. فنحن لدينا الامكانية الكافية للتأمين على صحتنا، ولكن ما هو حال من هم غير قادرين على تأمين أي غطاء صحي يحميهم من أي سوء يمكن أن يطرأ عليهم؟».

أما سمير، الذي يعمل في مجال الخياطة والأزياء، فيقول إنه «مع تدهور قيمة الليرة اللبنانية خسر المضمون جنى العمر، فبدلاً من أن يساوي تعويض نهاية الخدمة حوالى خمسين ألف دولار، بات يقدر بنحو عشرة آلاف دولار، بالإضافة الى فرض قيود مصرفية شديدة والتقنين في السحوبات. والخشية أن الضمان الاجتماعي سوف يتوقف بعدما أتخطى الـ 65 من عمري، ويصبح على عاتقي همّ التأمين على صحتي، وخاصة أنني أعاني من أمراض مزمنة».

المتقاعدون مهمشون

يقدّر عدد المتقاعدين من القطاع العام في لبنان بـ120 ألفاً، غالبيتهم من المعلمين والعسكريين بحسب أرقام «الدولية للمعلومات»، حيث يواجهون اليوم أزمات مالية كبيرة بسبب ارتفاع نسبة التضخم إضافة إلى تحميلهم المسؤولية بإعتبارهم «عبئاً على الدولة».

وبعدما قضى عمره في خدمة السلك العسكري، يجد عميد متقاعد من السلك العسكري نفسه يعيش في المجهول، منتظراً ما ستحمله الأيام القادمة، خاصة بعدما انخفض راتبه التقاعدي مع استمرار انهيار الليرة اللبنانية والإرتفاع الجنوني في الأسعار وتدهور القدرة الشرائية. حيث أصبح الراتب التقاعدي لا يكفي إلا لدفع فاتورة كهرباء، الأمر الذي يدفعه الى الاستعانة بتعويضه الذي تراجعت قيمته أساساً. فمصاريفه الشهرية الأساسية ارتفعت الى 13 مليون ليرة لشخصين فقط. «هذا هو حالي وحال الكثيرين، كنت أتمنى أن أتمكن من العيش حياة رغيدة بعد كل هذا العمر، إلا أن أزمة سياسية-اقتصادية رمت بأثقالها على الشعب اللبناني وضيّعت جنى العمر بين يوم وليلة»، بحسب العميد. ويوضح عن اللعبة التي لعبتها المصارف قبل عدة سنوات من الأزمة، «فهي مارست أبشع الطرق لتقنع عملاءها بفتح حسابات بالليرة اللبنانية وأغرتهم بالفوائد العالية عليها، وهذه كانت النتيجة. ونرى اليوم أن قسماً كبيراً من الشعب يعتمد على المساعدات المالية التي تقدّمها المنظمات الدولية والجمعيات المحلية. ولكن كلها بلا جدوى، فهي تنعشهم لفترة قصيرة لا أكثر، فالمطلوب اليوم العمل بجدية على إيجاد حلول تفيد المجتمع على المدى البعيد، وتبدأ أولاً بعلاج تقلّب الدولار».

ويتابع العميد بالحديث عن الهجوم الذي يتعرض له المتقاعدون في القطاع العام، ويرفض مواد الموازنة التي تنص على حرمان زوجات العسكريين المتوفّين وبناتهم غير المتزوجات من معاشاتهم التقاعدية، «فهم يعتبروننا عبئاً يشكل خطراً على موازنة الدولة، فيما نحن الذين خدمنا الوطن لحوالى 40 عاماً وساهمنا في نهضته، ونحن بحاجة ماسة إلى تقدير جهودنا وتوفير حياة تقاعدية تليق بنا، «غصت بعينن هالكم ليرة» التي أُنفقت على سلسلة الرتب والرواتب وتجاهلوا المليارات التي أُنفقت على الكهرباء، وحتى اليوم «ما في كهرباء»، إضافة الى الأموال التي أُنفقت على الإعمار والإنماء وغيرها».

إن تهميش المتقاعدين في لبنان يعني غياب الأمن الاقتصادي لهم، خاصة بعدما تدهورت قيمة تعويضاتهم وباتوا يعيشون كل يوم بيومه. فهم ليسوا في وضع يسمح لهم البدء بعمل جديد وشق طريق للمستقبل. وإذا كانت ظروف البعض منهم تخوّلهم العيش برفاهية، فإن الغالبية الساحقة من المتقاعدين يعتمدون على رواتبهم الشهرية وليس لديهم الإمكانية إلا لتأمين الأساسيات. وعلى المسؤولين مراجعة موازنة 2022 حيث أنها تفتقد لأي خطة اقتصادية وانقاذية لحل الأزمات العالقة.

 

"رجل دولة" في زمن "نهش" الدولة... إنتفاضة القائد للعسكر

ألان سركيس/نداء الوطن/05 شباط/2022

العماد جوزف عون والرهان على المؤسسة العسكرية

باتت المهمات الملقاة على المؤسسة العسكرية كثيرة ومعقّدة، إذ إنّ الجيش الذي يجب أن يُدافع عن الحدود ويصونها يُثقل كاهله بالمهمات التي لا تعرف كيف تنتهي.

تحاول الطبقة السياسية أن تُحوّل الجيش اللبناني من أهم جيش استطاع مواجهة تنظيم «داعش» وأخواته بشهادة أهم قادة الجيوش العالمية وعلى رأسهم قادة الولايات المتحدة الأميركية، إلى شرطي سير من ضمن مهامه تنظيم عمل محطات الوقود في زمن الإحتكار والدعم، أو يحاول فرض الأمن بين الأحياء السكنية.

والأصعب من هذا كلّه أنّ معظم مؤسسات الدولة تنهار وتتفكّك، وكان آخرها القطاع المصرفي الذي أطاح بمدّخرات اللبنانيين، في حين يعجز القيّمون على المؤسسات عن فعل شيء، لا بل يستغلّ بعضهم هذا الإضمحلال في الدولة ليرفع منسوب فساده وسرقته.

منذ سنة تقريباً كان الوضع في المؤسسة العسكرية كارثياً، رواتب العسكريين لا تساوي شيئاً، الطبابة مفقودة والتعليم أيضاً وحالات الفرار تتكاثر وتكاد تهدّد بنية المؤسسة، وكان أمام قائد الجيش العماد جوزف عون خيار من اثنين: إما الإستسلام للواقع وترك المؤسسة تنهار ويقول «اللهم إني بلغت» وإما الإنتفاضة والسعي إلى تمرير المرحلة بأقل خسائر ممكنة.

لكن جوزف عون الذي اختار أن يعمل في وظيفته العسكرية لا السياسيّة قرّر الإنتفاضة ولم ينتظر أحداً، فهو يعلم جيداً أنّ هذه السلطة عاجزة وكل ما ستقدّمه للعسكري هو «فتات» من العملة الوطنية ستذهب قيمتها سدى بسبب مستويات التضخم العالية، فباشر بالإتصال بقادة جيوش العالم من أجل حصد الدعم.

وفي المحصّلة، فقد بدأت خطوات عون تؤتي ثمارها وِفق خطة مرسومة بدأت بتخفيف تكاليف النقل للعسكريين عبر تقصير مدّة خدمتهم وتأمين وسائل نقل للمراكز، من ثمّ تقديم بعض المساعدات لعناصر وعائلات الجيش من الهبات التي حصل عليها من الدول الصديقة، لكنّه أيقن أن هذا الأمر غير كافٍ. وفي وقت تنهار المؤسسات الضامنة والإستشفائية ويموت عدد لا يستهان به من الناس على أبواب المستشفيات، إستطاع قائد الجيش تأمين طبابة بقدر مئة في المئة للعسكريين وعائلاتهم، ما يعني أن هذا الأمر من أهم الإنجازات في زمن الإنهيار الشامل، والشعب يدرك جيداً ماذا تعني فاتورة الاستشفاء حالياً.

يعمل جوزف عون تحت عنوان صون البشر قبل الحجر، فما الفائدة إذا امتلك الجيش آلاف المعدات المتطورة ولا يوجد عنصر بشري لتشغيلها، من هنا وتحسيناً لرواتب العسكر، فقد حصل كل عسكري على مئة دولار «فريش» خارج راتبه وذلك لدعم صموده، وهذه المساعدات ستتوالى، في حين أن الأميركي المعجب بأداء المؤسسة العسكرية حوّل نحو 67 مليون دولار كمساعدات لعناصر الجيش.

قد يكون قائد الجيش استفاد من القرار الدولي والأميركي بمنع الفوضى في لبنان وحماية المؤسسة العسكرية، لكنه أيضاً تصرّف كرجل دولة، ففي وقت ينتقد الجميع الرؤساء الثلاثة والوزراء والنواب وحاكم مصرف لبنان وبقية قادة المؤسسات والأجهزة على عدم مبالاتهم بآلام الشعب، يخرج بصيص أمل من بين جدران اليرزة ليقول إن الأمل لا يزال موجوداً مع قائد الجيش، وهناك رجال دولة عملهم حماية عناصر المؤسسة العسكرية لأن انهيارها يعني انهيار الدولة وضرب حلم كلّ شاب إنتفض من أجل دولة قوية وسيّدة وحرّة ومستقلّة.

 

قيد الدرس!

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/05 شباط/2022

الرد على الرسالة الناصحة للحكومة اللبنانية من الكويت ودول الخليج وبعض الدول العربية والدولية، كان ملخصها «كما ترون... لا نستطيع أن نفعل الكثير...»، والكثير هنا حتى قليل منه هو إنقاذ الاقتصاد اللبناني وبالتالي حال اللبنانيين... وكان جواب الرد... رأيكم «قيد الدرس»! هذا الملف برمته قد لا يكون قد آن أون حله نهائياً، أرادت الورقة أن تكون جزءاً من الحل فحوّلها محازيب «حزب الله» جزءاً من المشكلة. مشروع «حزب الله» (تجاوزاً)، وهو في الحقيقة مشروع القابضين اليوم على النظام الإيراني، تقود الكثير من المؤشرات إلى أنه قريب إلى الإفلاس. صحيح أن هناك في العراق مثلاً من لا يزال موالياً لطهران، ولكن الصحيح أيضاً أنه يخسر العراقيين، فقد خسر الانتخابات وهو مؤشر مهم، وأيضاً لجأ إلى العنف وهو مؤشر آخر على إفلاس المشروع. ومن يتابع وسائل الاتصال الاجتماعي القادمة من العراق يرى كم من التنمر الحاقد يطلقه مناصرو ذلك التيار على المطالبين بالدولة الوطنية، وكم من السباب يلقاه المتصدون للمشروع التوسعي من أتباع إيران، بل بدأت بعض شرائحهم تنتقل من العنف الفردي إلى العنف الجماعي باستهداف المؤسسات الحيوية العراقية.

في الخليج، سار بعض معتنقي المذهب الشيعي خلف شعارات أطلقت من طهران، بل لجأ بعضهم الآخر إلى هناك ووجدوا بعد حين أن المشروع الذي التحقوا به ليس أكثر من سراب، وعاد كثيرون إلى حضن الوطن حدث ذلك مبكراً، إلا أن اللافت في الفترة الأخيرة أن بدأ بعض النشطاء السابقين من أبناء الخليج والذين انساقوا وراء الشعارات يراجعون الموقف علناً، وقد ظهرت العديد من الكتابات الصحافية والمقابلات التلفزيونية تناقش مراجعة تلك الأفكار، وهو المسار الطبيعي أن حكم العقل هو الذي يسود. إذا كان ثمة منقصات أو إخفاقات في مسيرة الوطن، فإن ذلك يسري على كل المواطنين من كل الشرائح، وتضخيم المظلومية على شريحة واحدة ليس له علاقة بالواقع. فشرائح المجتمع يصيب بعضها زيادة في أسهم المشروع الوطني ويصيب بعضها الآخر نقصاً في هذا المشروع، إلا أنه من غير الحقيقي أن هناك «سياسة معتمدة من الدولة» في التفرقة بين المواطنين في الدولة الخليجية الحديثة. وأي تعظيم لبعض السلوكيات هو خارج عن نطاق الحكم العقلي، وما هو إلا اصطياد للبسطاء، فإن كان ثمة مشروع وطني لا ينهض إلا بكل مكونات المجتمع.

لذلك؛ فإن جهود «حزب الله» ومن ورائه المشروع الإيراني بمحاولة زعزعة أمن واستقرار المجتمع الخليجي باستدراج أو تهيئة منصات لبعض المنتمين إلى المكون الشيعي العربي على أنهم «معارضة» هو طلقة في الهواء، قد يُسرّ بسماعها بعض من حولها، ولكنها لا تصيب. من يقوم بذلك لا يعرف تاريخ المنطقة ولم يقرأ أياً من أدبيات العمل السياسي في القرن العشرين لهذه المجتمعات. فقد أصبح هناك قاعدة شبه ثابتة، أن نجاح أي مشروع وطني يحتاج إلى جميع المكونات الاجتماعية، ويفشل بالضرورة أي مشروع وطني إنْ اعتمد على مكون واحد، وبمجرد ما أن تتجاهل الجناح الآخر فأنت في طريقك إلى الفشل. لذلك؛ فإن حضن الدولة الوطنية والتعامل مع القضايا من داخلها هو المكان الأسلم والأكثر نجاعة في تحقيق الغايات الوطنية. من هنا، فإن «اجتماع الضاحية» ذا اللون الواحد أو حتى المنابر في الخارج المرتكنة على مساعدات أو تمويل خارجي، هي من جديد طلقة في الهواء قد تُسرّ من يسمعها، ولكنها لا تؤثر في مسيرة الوطن، بل تزيد من الاحتقان وقد توظف لدق إسفين الفرقة. لا جدال أن بعض متعصبي السنّة قد استفزوا الآخرين بشيطنة المذهب إما عن جهل أو عن تسييس، استفاد منه المتعصبون في الطرف الآخر، من هنا فإن للفصل بين الديني والسياسي الأهمية القصوى في نزع الكراهية.

فك ارتباط المشروع الوطني العربي عن المشروع القائم في طهران هو أولى خطوات العودة إلى العقل الرشيد وأيضاً النهوض بالأوطان؛ فهو مشروع كما يرى الجميع من دون لبس فشل في تقديم الحد الأدنى من الخدمات والرفاه إلى أهله، بل اعتمد على صراخ آيديولوجي في مراحل أودى بحياة الناس، كما حدث مؤخراً في فتوى تحريم استيراد اللقاحات (الأميركية والبريطانية) من جرائها فقد نصف مليون من الإيرانيين، حياتهم حسب ما تقوله الإحصاءات الدولية.

من هنا، يأتي الاحتفاء بعدد من الأقلام الزملاء الذين كانوا منتمين إلى الإسلام الحركي التابع للفقيه بأن يناقشوا وينقدوا التجربة، هي ليست خيانة للمذهب كما يريد أن يروّج البعض صداً لهؤلاء الشجعان، بل ممارسة حق في النقد والمراجعة، كما المطلوب من حركة «الإسلام الحركي السني» والذين صدعوا رؤوس الجميع بمقولاتهم الخارجة عن العقل باتباع سراب «خليفة المسلمين» محرر القدس الذي قاد مكانه في أحد الاجتماعات رفضاً للموقف من الإسرائيلي، ها هو اليوم يعود لتمجيد العلاقات معها وليس فقط تجديدها!

العودة إلى الصواب يتوجب أن تقابل بالترحاب والتشجيع وأيضاً بالاعتراف أن هناك قصوراً في الأداء الوطني لا بد حاصل في الدولة الوطنية يتوجب على الجميع الإدلاء بآرائهم في محاولة تصويبه، بهذا يُبقى على الجيد مما حققته الدولة الوطنية، وهو ليس بالقليل، وتصويب الخلل من منطلق وطني وليس تابعاً لأي مشروع خارجي. ذلك هو دور النخبة.

إن عدنا إلى مشروع إنقاذ لبنان ورد الدولة اللبنانية التي أصبحت لا حول لها ولا قوة، فإنه نابع كلياً من شعور عربي بمحاولة استرجاع لبنان إلى أهله، أما ما يقوم به «حزب الله» مهما كان لن يضير مشروع الدولة الوطنية التي تتقدم بسرعة في منطقة الخليج.. كل ما يفعله هو إفقار والحط من كرامة وحياة اللبنانيين وفيهم من يعارض وسوف يقاوم.

آخر الكلام: أفضل ما يقوم به كتّاب مراجعة الموقف أنهم وضعوا قيد الدرس فك الوهم الذي ساد عند البعض والقائل «كي تكون شيعياً تقياً وجب أن تكون تابعاً للفقيه»، أي فك ارتباط السياسة بالمذهب فهي ليست خيانة للمذهب، بل هي ولاء للوطن.

 

الليرة مفقودة والدولار متوافر؟!

رنى سعرتي/الجمهورية/05 شباط/2022

هل نجح مصرف لبنان في خطته، من خلال ضَخ الليرات التي امتصّها من السوق مقابل استعادة الدولارات التي ضخها على مدار الاسبوعين الماضيين، في التحكّم بسعر الصرف واعتماد «صيرفة» كمنصة رسمية وحيدة لتحديد الاسعار؟

نجح مصرف لبنان، عبر ضَخ ملايين الدولارات من السيولة النقدية في السوق في غضون أسبوعين، بخفض سعر صرف الدولار من 33 الف ليرة في منتصف كانون الثاني الى حوالى 20 الف ليرة حاليا. كما نجح من خلال خطته التي تعتمد على امتصاص اكبر قدر ممكن من السيولة النقدية بالليرة اللبنانية الموجودة في السوق، في جعل سعر صرف منصة صيرفة يتحكّم منفردا في السوق، وليس سعر الصرف في السوق السوداء وعلى المنصات الالكترونية، بحيث تخطى سعر صرف الدولار على منصة صيرفة مؤخراً، السعر في السوق السوداء. وبعد ان تهافت المواطنون والمودعون على «جمع» الليرات من السوق لاستبدالها بالدولارات من المصارف على سعر صرف صيرفة، مساهمين في نجاح هدف مصرف لبنان، امتصاص الليرة من السوق، اصبح شراء وبيع الدولارات محصورا الى حدّ ما بالمصارف وليس بالصيارفة التي لم تعد تتوفّر لديهم السيولة بالليرة، لأن المصارف توزّع الدولارات على الجميع وتسدد الرواتب والاجور بالدولار، كما وتبيع الدولارات على سعر «صيرفة»، وتتشدّد مع اصحاب الحسابات بالليرة، او بالدولار والمستفيدين من التعميم 151 الذي يُجيز لهم السحب على سعر صرف الـ8000 ليرة، من خلال خفض سقوف السحوبات بالليرة والاجازة لهم باستهلاك السقوف المحددة ولكن عبر استخدام بطاقات الدفع في نقاط البيع.

أدّت هذه الاجراءات مجتمعة الى فقدان السيولة بالليرة من السوق في اليومين الماضيين، والى تعذّر سحب الموظفين لرواتبهم بالليرة لأنّ معظم ماكينات الصراف الآلي التابعة للمصارف «فارغة» من الليرات. وعلى عكس ما كان سائداً منذ اندلاع الأزمة، وبصورة لم يتوقعها احد، أصبحت الليرة مفقودة والدولار متوفراً! وفي هذا السياق، أصدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بيانا اوائل الاسبوع، اعلن فيه انه يمكن للمصارف التي بحاجة الى سيولة نقدية بالليرة اللبنانية ان تحصل عليها مقابل بيع دولاراتها الورقية على سعر منصة Sayrafa وذلك عبر هذه المنصة. وبالتالي، يكون مصرف لبنان قد أعاد ضخ الليرات التي امتصّها من السوق مقابل استعادة الدولارات التي ضخها على مدار الاسبوعين الماضيين، مُحققا بذلك الهدف المرجو من خطته: التحكم من قبله بسعر الصرف واعتماد «صيرفة» كمنصة رسمية وحيدة لتحديد الاسعار!

في هذا الاطار، اعتبر مصدر مصرفي لـ«الجمهورية» ان مصرف لبنان يعمل منذ اندلاع الأزمة وانهيار الليرة على ابتكار معالجات على «طريقة التجربة والخطأ» وليس ضمن سياسة مالية نقدية، حيث حاول في البداية لجم الانهيار من خلال التعميم 151 ومن ثم التعميم 158 ومؤخرا التعميم 161 الذي عاد وطوّره. ولم ينجح سوى من خلال التعميم 161، في خفض سعر صرف الدولار، حيث تمكّن من المساواة بين سعر صرف منصة صيرفة وبين سعر الصرف في السوق السوداء. «ولكن يبقى السؤال: الى متى سيستمرّ في ضبط السوق؟ هذا الجواب لا يملكه أحد. ولا أحد يعلم بحجم تدخل مصرف لبنان في السوق. يقال انه استخدم لغاية الآن 400 مليون دولار، في حين يقول سلامة انه استخدم فقط 150 مليون دولار وانه يستخدم اموال التحويلات الواردة من الخارج عبر شركات تحويل الاموال لتمويل خطة ضبط سعر الصرف».

واضاف المصدر: في ظلّ عدم وجود اتفاق مع صندوق النقد الدولي وعدم وجود سياسة مالية نقدية للدولة، وعدم توفّر حلّ سياسي بعد، يحاول مصرف لبنان تمرير المرحلة والحدّ من انهيار الليرة بشكل أكبر، «إلا ان الدولار سيعود الى التحليق من دون سقف، في حال لم يستفد السياسيون من مرحلة التهدئة التي منحهم ايّاها مصرف لبنان ولم يفلحوا في وضع خطة نهوض اقتصادي واقرار الموازنة والاتفاق مع صندوق النقد الدولي». وذكّر المصدر المصرفي انه عندما بدأ مصرف لبنان في العام 2016 بالهندسات المالية، اوضح للسلطة الحاكمة ان تلك الهندسات ستخدم في تهدئة الوضع حوالى عام او عام ونصف العام الى حين التوصل الى توافق سياسي، وهذا ما لم يحصل وانفجر الوضع. وقال: نجح مصرف لبنان في امتصاص نسبة كبيرة من الليرة الموجودة في السوق من خلال ضمّ حوالى 80 في المئة من المتداولين الى منصة صيرفة، وضبط السوق. ولكن لا تزال هناك سيولة بالليرة موجودة في السوق.

 

غاز إسرائيل وسلاحها

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/05 شباط/2022

تستضيف الحكومة التركية رئيسَ إسرائيل الشهر المقبل، وضمن ملفات التعاون تحاول إقناعه بمدِّ أنابيب الغاز عبر أراضيها إلى أوروبا، بدلاً من مدّه بحراً إلى اليونان. وسبقه، تطور في غاية الأهمية سياسياً واقتصادياً، هو مد أنبوب «السلام»، أو خط «الغاز العربي»، أو «الغاز المصري» الذي نشرت عنه صحيفة «الشرق الأوسط» تفاصيل مبكرة. الغاز الإسرائيلي من شاطئ عسقلان، عبر مصر، ثم إلى الأردن وسوريا ولبنان. والآن يبدو أن المشروع في طريقه إلى إسطنبول مع قدوم إسحق هيرتزوغ، رئيس الدولة العبرية، ضيفاً على أنقرة الشهر المقبل.

الغاز سلاح جيوسياسي حيوي، لا يقلُّ في أهميته عن التدفئة أو الطبخ. خلال السنوات الماضية عارضت واشنطن ألمانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي في صفقة الغاز مع روسيا. الآن، بعد أن حشد الرئيس الروسي بوتين مائة ألف جندي على حدود أوكرانيا، والتهديد بغزوها، أصبحت أيدي الأوروبيين مغلولة لا يستطيعون وقف التوغل الروسي، وعليهم دفع الفاتورة، حيث ارتفعت أسعار الغاز على المستهلك الأوروبي 193 في المائة. لهذا، يحاول الرئيس الأميركي شلَّ سلاح بوتين الرئيسي، أنبوب الغاز «نورد ستريم»، مصدر إمدادات الغاز لنحو مائتي مليون أوروبي؛ نصف سكان الاتحاد.

قطر مموّل مهم للسلعة الحيوية، ووسط هذه الأزمة أعطتها واشنطن «مكانة خاصة» مقابل أن تمد أوروبا بالغاز. خطوة مهمة للدوحة، ومحرجة أيضاً، لأنَّها قد تضعها في الخط الأمامي في الحرب الباردة الروسية - الأميركية. فالروس يعدّون تصدير الغاز شأناً استراتيجياً.

إسرائيل، هي الأخرى، بدأت تستخدم الغاز جيوسياسياً. وقد ابتسم لها الحظ، واكتشفت من الغاز أكثر من حاجتها، وغيّر حالها الاقتصادية من العجز إلى الوفر، وقررت وضع أربعين في المائة من غازها للتصدير الخارجي، وأدخلته ضمن نشاطها السياسي الخارجي.

رغم ما يقال في البرلمان الأردني، وفي الإعلام السوري، ضد غاز إسرائيل، فالناس تتدفأ عليه في الأردن، وتطبخ به في سوريا، وينتظره اللبنانيون مع انقطاعات الكهرباء على أحر من الجمر. لا توجد أمامهم خيارات أخرى، وهذا هو الطبيعي بين دول المنطقة أن تتعاون، مهما اختلفت بينها، لتلبية حاجات مواطنيها من دون مكابرة أو مزايدات. فـ«شركة غزة لتوليد الكهرباء» تستورد الغاز من «شركة الكهرباء الإسرائيلية» وتجلب الوقود من الضفة التي تستورده من إسرائيل. وفي الوقت الذي ترفض فيه القيادات السياسية التوصل إلى تفاهمات تخفف المعاناة على الناس، يربض حقل الغاز أمام شاطئ غزة منذ عشرين عاماً من دون أن يتم الاتفاق على تنقيبه واستخراجه، وكذلك في لبنان. أما تركيا فيبدو أنها اختارت استئناف العلاقة «الطيبة» مع إسرائيل، تريد مدَّ أنبوب الغاز الإسرائيلي إليها، ضمن رغبتها في أن يكون لها دور مهم عند الأوروبيين، وتقليل أضرار سياستها السابقة معهم.

كما تسعى تركيا إلى إعادة تفعيل علاقتها العسكرية والاقتصادية مع إسرائيل، حيث اكتشفت أنها، خلال سنوات الخلاف، ذهبت العقود إلى خصمها اليوناني. أيضاً، كسبت دولة الإمارات كثيراً من الرخص الصناعية العسكرية والتقنية الإسرائيلية، التي كانت تذهب سابقاً إلى تركيا وغيرها.

 

هل الإسكندر تجليطة؟: «بطولات وفتوحات»

سمير عطا الله/ الشرق الأوسط/05 شباط/2022

رغم أن بعض العلماء يعتبرون الإسكندر «بلطجياً شاباً وسكيراً؟»، يبدو أنه كان يتمتع بحسٍّ دقيق فيما يتعلق بالتعامل مع الأراضي التي فتحها حديثاً وشعوبها. فهو غالباً ما كان ليّناً في كل ما يخص المعتقدات الدينيّة والممارسات المحليّة، مظهراً عن حسن نيّة واحترام. على سبيل المثال، يحكى أنه استاء للطريقة التي انتُهكت بها حرمة قبر كورش الكبير، فلم يرمم القبر وحسب، بل عاقب أيضاً الذين دنّسوه. وحرص الإسكندر على إقامة تشييعٍ يليق بمقام داريوس الثالث، وعلى دفنه إلى جانب القواد الفارسيين الآخرين، عقب العثور على جثمانه مرميّاً في مركبة بعد أن اغتاله أحد ضبّاطه. وكان الإسكندر قادراً على ضم المزيد من الأراضي إلى سيطرته؛ لأنه كان مستعداً للاتكال على النخب المحلية. ويُنقل عن لسانه أنه «لم يرد أن يمر بآسيا وحسب، بل أن يمسكها»؛ لذا قال «يجب أن نقابل هؤلاء الناس بالرأفة؛ لأن وفاءهم هو ما سيجعل إمبراطوريتنا مستقرة ومستدامة». وكان يترك الرسميين المحلّيين، ونخب المسنين في مكانهم لإدارة المدن والأراضي التي يغزوها، وحتّى إنه اعتمد الألقاب التقليدية وارتدى الثياب الفارسيّة ليظهر قبوله العادات المحليّة. وكان حريصاً على الظهور بصورة بعيدة عن صورة الغازي الفاتح، وأقرب إلى وريثٍ لمملكة قديمة، رغم أصوات بعض الساخرين الذين كانوا ينادون بأنه «لم يجلب سوى البؤس للأرض التي أشبعها دماً».

ويذكر أن معظم المعلومات التي وصلت إلينا عن حملات الإسكندر ونجاحاته وسياساته تحدّرت من المؤرِّخين اللاحقين الذين غالباً ما كانوا يعظّمون القائد الشاب وبطولاته ويخبرون عنها بحماس. ورغم ذلك، وإن وجب علينا التريث حول الطريقة التي نقلت بها المصادر إلينا سقوط الإمبراطورية الفارسية، فإن السرعة التي كان الإسكندر يوسّع فيها حدود حكمه شرقاً تتكلّم عن نفسها. فهو كان يؤسس مدناً جديدة باندفاع، تحمل عادة اسمه، ولكنها تُعرف اليوم بأسماء أخرى، مثل «هرات» (الإسكندرية في آرية)، وقندهار (الإسكندرية في أراشوسيا)، وباغرام (الإسكندرية في القوقاز). إنَّ بناء هذه النقاط الاستراتيجية وتعزيز نقاط أخرى شمالاً وامتداداً إلى وادي فرغانة، رسم خطاً جديداً طوال عمود آسيا الفقري. إن بناء المدن المتمتعة بالقوى الدفاعيّة الكبيرة والحصون والقلاع، هدفه أولاً الدفاع ضد الخطر الذي تشكّله قبائل السهوب البارعة بشنّ الهجومات الكاسحة. وبالتالي، كان برنامج الإسكندر التحصيني مصمماً لحماية المناطق الجديدة التي تم فتحها أخيراً. وفي هذا الوقت تحديداً، تجاوب بالطريقة عينها مع التهديدات المماثلة في منطقة الشرق. وكان الصينيّون قد طوّروا مفهوم «هواشيا»، ممثلين من خلاله العالم الحضاريّ؛ بهدف التصدّي لتحدّيات سكان السهوب. ومن ثم، وسّع مخطط البناء المكثّف شبكة التحصين إلى ما أصبح معروفاً بسور الصين العظيم، تبعاً لمبدأ الإسكندر نفسه، ألا وهو أنّ التوسّع من دون دفاع لا يجدي أي نفع.

إلى اللقاء...

 

كارثة التعليم في سوريا!

أكرم البني/ الشرق الأوسط/05 شباط/2022

منذ أربع سنوات خصصت الأمم المتحدة يوم 24 يناير (كانون الثاني) من كل عام، يوماً عالمياً للتعليم، اعترافاً بالدور الذي يضطلع به التعليم في تحقيق السلام والتنمية، ومنذ سنوات لا تزال تتواتر تقارير منظمة «يونيسيف» عن تدهور مستوى التعليم في سوريا حتى وصل إلى درك مخيف وبات يشبه الكارثة، حيث انخفضت نسبته بين السوريين عموماً بمقدار 50% عن معدلاته قبل عشرة أعوام، وبينما كانت النسبة تصل إلى 95% للأعمار بين 15 و24 سنة، ازداد عدد الأطفال السوريين الذين باتوا خارج المدارس، ليقارب ثلاثة ملايين، إنْ داخل البلاد أو خارجها، كما تجاوزت النسبة 60% ممن يغادرون نهائياً مقاعد الدراسة في سن الثالثة عشرة، لتصل إلى 80% ممن يغادرونها في سن السادسة عشرة، عدا عن أن الاهتمام بالتعليم في مخيمات اللجوء هو في الحدود الدنيا، وإن تفاوت بين بلد وآخر، ففي لبنان مثلاً ثمة أكثر من ثلثي الأطفال والفتيان السوريين لا يتلقون أي نوع من التعليم، والأنكى أن ازدياد التضييق في الآونة الأخيرة على اللاجئين وعلى استقبال أبنائهم في المدارس، ترافق مع تراجع الدعم المقدم لزيادة أعداد خيام الدراسة التي يتم إنشاؤها كبديل للمدرسة. فيما مضى، كان السوريون يتسابقون على الدراسة وتأمين مستلزماتها ولو على حساب بعض الحاجات الضرورية ويتفاخرون بما يحققه أبناؤهم من شهادات علمية وتحصيل معرفي، وغالباً ما كانت العائلة الواحدة تتحول في فترة الامتحانات إلى ما يشبه خلية النحل لتوفير أفضل مناخ كي ينال الدارسون من أفرادها أفضل الدرجات، ربما لأن طريق التعليم والحصول على شهادة جامعية كان الخيار الأنجع لنيل احترام المجتمع وضمان مستقبل آمن.

اليوم تَغيَّر المشهد، لم يعد للتعليم في سوريا تلك القيمة، بل بات في أدنى سلم الاهتمام، انحطت مكانته، وفقد دوره التنموي، والأسباب كثيرة، من أهمها:

أولاً، تداعيات الحرب المدمرة وما سببته من تغيير في شروط حياة الناس وتفكيرهم وتطلعاتهم وتالياً إعادة ترتيب أولياتهم، فأي موقع يحتله التعليم عند من لا يزال يبحث عن مأوى واستقرار؟ وكيف يهتم بالدراسة، مَن وقع على كاهله توفير المستلزمات الأساسية لأسرته بعد أن فقدت معيلها؟ وأين هو الوقت الكافي للتعلم عند صغار وفتيان مكرهين على الالتحاق بأعمال مرهقة لتحصيل لقمة العيش أو على الوقوف ساعات كثيرة للمزاحمة على تأمين حاجاتهم ضمن طوابير الانتظار الطويلة؟ ثم ما جدوى الشهادات الجامعية والتحصيل التعليمي في مجتمع بات مدمراً وتتفاقم يوماً تلو آخر مشكلاته الاقتصادية وصارت فرص العمل فيه شبه معدومة؟ والأنكى أن الشهادة العلمية لم تعد امتيازاً يدل على الكفاءة والاجتهاد أمام سهولة حيازة أعلى الشهادات العلمية من أكثر الناس جهلاً، بقوة المال أو الترهيب والابتزاز، ما أفضى إلى تراجع المكانة الاجتماعية لأصحاب الكفاءات العلمية أمام سطوة العنف والسلاح، كما إلى تراجع الثقة العالمية بالشهادات الجامعية السورية وازدياد الصعوبات أمام الطالب السوري الراغب في تعديل شهادته، إن أراد متابعة دراسته والعمل في الخارج.

ثانياً، أدى تقاسم النفوذ في المجتمع السوري من أطراف محلية ودولية، إلى وجود خمسة مناهج تعليمية على الأقل تُدرّس في سوريا تبعاً لطابع القوة المسيطرة، وإن تتفاوت تلك المناهج بمقدار ما تقدمه من علوم ومعلومات أساسية، لكنها تتفق جميعها على تسخير التعليم لتغذية سطوتها وديماغوجيتها، ولتشويه عقول طلاب العلم السوريين وقدراتهم على التفكير السليم. البداية من المنهج البعثي القومجي الذي يفرضه النظام في مناطق سيطرته، وغرضه، كما درجت العادة، خلق جيل خانع ومضلل يمتثل لطاعة السلطة ويهلل لشعاراتها الديماغوجية، وحتى لما تسببه من قهر وفقر وفساد، بما في ذلك تسويغ ما قامت به من عنف وقتل وتدمير واستجرار للأجنبي بدعوى مواجهة الإرهاب والمتآمرين، ويرفد ذاك المنهج السلطوي منهج جديد بدأ يتغلغل في صفوف السوريين عبر مدارس دينية وصفوف للتدريس في بعض الحسينيات، تمده ميليشيا طهران بأسباب الاستمرار ويتضمن في جوهره تعبئة لصالح الثقافة الإيرانية الفارسية وفكرها المذهبي.

في مناطق سيطرة المعارضة، حرصت القوة المتنفذة هناك على تهميش المعايير العلمية والموضوعية للتعليم، إنْ في جعل الدين مرجعيته، أو بفرض نوع من أنواع التعليم الديني غايته التعبئة العقائدية وحقن الفتيان الصغار بسموم التطرف والتشدد... لم لا؟ ما دام هؤلاء الفتيان هم الخزان الاحتياطي لاستمرار الحرب، والأجدى ليس تعليمهم، بل تجنيدهم للقتال بمجرد أن يقدروا على حمل السلاح.

وبينما سارعت حكومة أنقرة إلى فتح مدارس في المناطق التي سيطرت عليها داخل الأراضي السورية لترويج لغتها وثقافتها، فإن الأكراد فرضوا بدورهم في شمال شرقي البلاد منهجاً دراسياً خاصاً بهم، يعتمد لغتهم لغةً رئيسية، ويعمل على نشر ثقافتهم وروايتهم التاريخية للمستقبل الكردي وفق منظور حزب العمال الكردستاني.

ثالثاً، أفقدت الحرب وتداعياتها السوريين خيرة كفاءاتهم التعليمية من المفكرين والمدرسين والمعلمين وأساتذة الجامعات، وتشير آخر الأرقام إلى ما يقارب مائتي ألف موظف من العاملين في سلك التعليم لم يعودوا إلى وظائفهم، إما هربوا طلباً للأمان وإما سُجنوا أو قُتلوا في أتون الحرب، ويزيد الطين بلة الخراب الذي طال ما يقارب أربعة آلاف مدرسة في سوريا، دُمرت بشكل كامل أو جزئي، فكيف الحال مع تحويل بعض هذه المدارس لمراكز اعتقال وتعذيب واستخدام مكاتب الجامعات ومرافقها كأوكار للشبيحة وميليشيا النظام وإيران، وتسخيرها لخطف كل طالب أو أستاذ يُشتبه بمعارضته للنظام أو يُبدي عدم رضاه عن الوضع القائم؟

قالت شرعة الأمم المتحدة إن التعليم هو حق من حقوق الإنسان، وهو صالح عام ومسؤولية عامة، بينما قالت القوى المتنفذة في سوريا إن التعليم هو أمر مرذول إذا لم يكن في خدمة دوام تسلطها وامتيازاتها وفسادها، والقصد أن من قادوا البلاد إلى هذا المشهد المأساوي من الخراب والضحايا والمعتقلين لن تشغل بالهم كارثة التعليم، بل على العكس، تجمعهم مصلحة واحدة في تعميقها لخلق جيل يسهل تطويعه، جيل جاهل وضائع، والأهم عاجز عن ممارسة حقه في مساءلتهم ومحاسبتهم عمّا ارتكبته أياديهم الآثمة.

 

«داعش» بعد مقتل زعيمه وتمرد الحسكة

شارلز ليستر/الشرق الأوسط/05 شباط/2022

قبل أسبوعين، شن تنظيم «داعش» أكبر هجوم له في سوريا والعراق منذ هزيمته الإقليمية قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، تحديداً في مارس (آذار) 2019، وبحسب «قوات سوريا الديمقراطية»، فقد شن ما يصل إلى 300 مقاتل من «داعش» هجوماً على سجن الصناعة في مدينة الحسكة. في وقت متأخر من 20 يناير (كانون الثاني) فجر انتحاريان شاحنة مفخخة خارج الجدران الشمالية للسجن، ليمهدا الطريق لهجوم بري داخل المنشأة فسيطر سجناء مسلحون على الجناح الشمالي، وأطلقوا سراح المئات من المتطرفين المتشددين في الشوارع.

بعد الهجوم الدراماتيكي، احتاجت «قوات سوريا الديمقراطية» أسبوعاً لإعادة سيطرتها على السجن. ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى تدخل القوات الخاصة البريطانية والأميركية وسلسلة ضربات بطائرات الهليكوبتر والطائرات المقاتلة. وبحلول ذلك الوقت، قُتل ما يقرب من 120 عنصراً من «قوات سوريا الديمقراطية» و375 من «داعش»، لكن القتال المتقطع استمر في شوارع الحسكة طوال الأسبوع الثاني. ووفقاً لمصادر عديدة متمركزة في مواقع جيدة، يبدو أن ما لا يقل عن 300 سجين آخر من «داعش» نجحوا في الهرب بلا عودة، ما ينذر بتعزيز قدرات «داعش» بشكل كبير، سواء في سوريا أو في العراق المجاور.

بعد أسبوعين من هجوم «داعش» على السجن في شمال شرقي سوريا، هبط فريق النخبة من عناصر «قوة دلتا» الأميركية بطائرة مروحية خارج منزل في شمال غربي سوريا، وقتل زعيم «داعش» الحاج عبد الله. استغرقت العملية التي استندت إلى أشهر من التخطيط والاعتراضات الاستخباراتية أكثر من ساعتين، وشهدت تفجير زعيم التنظيم الإرهابي عبوات ناسفة في الطابق الثالث من البناية، ما أدى إلى مقتله هو وأسرته بأكملها. من المرجح أن يوجه مقتل الحاج عبد الله، الذي قال مسؤولون أميركيون إنه ظل على اتصال دائم مع عناصر «داعش» في سوريا والعراق وكذلك في جميع أنحاء العالم، ضربة كبيرة لمعنويات التنظيم، ولا سيما بعد وقت قصير من الهجوم على السجن، ولكن من غير المحتمل أن يكون له تأثير كبير على القدرات العملياتية اليومية لـ«داعش».

لتنظيم «داعش» سجل حافل من الهجمات على السجون. فقبل عقد من الزمان، أدت حملة «تحطيم الجدران» في العراق إلى خروج مئات السجناء من المعتقلات، وحفزت على ظهور التنظيم الإرهابي مجدداً بشكل دراماتيكي. لهذه العمليات غرض عملي في تحرير الأعضاء من الاعتقال، لكنها أيضاً أداة دعائية قوية، إذ إنها تُظهر للأعضاء والمؤيدين أن «داعش» يقف إلى جانب أولئك الذين أقسموا على الولاء له. لا يمكن أن يكون هناك شك في أن الهجوم على سجن الصناعة كان بمثابة دفعة معنوية هائلة لقاعدة دعم «داعش» في الشرق الأوسط وخارجه.

عند تحليل الهجوم ومصرع الحاج عبد الله ونتائجه، يجب أولاً لفت النظر إلى أمر مهم: «داعش» لم يعاود الظهور بشكل كبير ولا يزال بعيداً جداً عن تكرار مكاسبه في عام 2014، ومع ذلك، يجب أن يكون الهجوم بمثابة تنبيه. «داعش» لم يُهزم عندما خسر أراضيه قبل ثلاث سنوات، بل تحول إلى شكل مختلف. في الواقع، تواجد «داعش» وأسلافه منذ عام 2003 وازدهر لفترة أطول بدون أرض أكثر ما ازدهر خلال وجوده عليها، فهو على دراية جيدة بطريقة العمل كمتمرد سري في حرب عصابات ويعلم أن الوقت لصالحه، لا سيما في سوريا.

يثير هجوم بهذا الحجم، على مثل هذا الهدف، تساؤلات جدية حول مدى استعداد التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، لاحتجاز 12000 مقاتل من «داعش» في شبكة من مرافق الاحتجاز المؤقتة والضعيفة الموارد. كان سجن الصناعة، الذي يضم ما بين 4000 و5000 نزيل، أكبر منشأة في العالم لاحتجاز أسرى «داعش»، ومع ذلك فهو مجرد سلسلة من المباني المدرسية السابقة محاطة بجدار كبير. تم توفير الأمن داخله من قبل حراس مدنيين مدربين تدريباً متواضعاً، غالبيتهم غير مسلحين، أما الأمن من الخارج فتشرف عليه «قوات سوريا الديمقراطية»، ومن شبه المؤكد أن بعض أفرادها تعرضوا لإغراء الرشوة أو أجبروا على التنحي قبل هجوم «داعش». وبخلاف التدريب الدوري وتوفير معدات مكافحة الشغب، لم يضطلع جنود من الولايات المتحدة أو التحالف بأي دور في أمن السجون.

وبمجرد أن يستقر الغبار إثر الهجوم، يجب أن ينظر التحقيق الجاد والجوهري، من قبل التحالف، بشكل مباشر فيما إذا كان «داعش» تسلل بالفعل إلى حراس سجن الصناعة، كما فعل في جميع عمليات اختراقه للسجون عبر تاريخه. بالحكم على لقطات فيديو لـ«داعش» من داخل السجن، يبدو أن المعتقلين كانوا على علم مسبق بالهجوم، ومن المعروف أنه من خلال الرشوة، كان بإمكان سجناء «داعش» في سجن الصناعة الوصول بانتظام إلى الهواتف الجوالة. وعلى التحالف أيضاً التحقيق في سبب احتجاز «قوات سوريا الديمقراطية» لما يصل إلى 800 صبي إلى جانب مقاتلي «داعش» أصحاب الخبرة في هذا السجن.

في الأسابيع المقبلة، ينتظر المجتمع الدولي نتائج البحث الجاد عن أسباب الخلل. فقد كان اعتقال الآلاف من مسلحي «داعش» من دون محاكمة في منشآت مؤقتة ضعيفة الموارد تحت حراسة جهة فاعلة غير حكومية تفتقر إلى أي خبرة في مجال الاعتقال الجماعي، بمثابة قنبلة موقوتة على الدوام. وبعد تدخله في 2014 لوضع حد لمكاسب «داعش» على الأرض، يتحمل التحالف الدولي مسؤولية جدية عما سيأتي بعد ذلك. لم يتم فعل شيء يذكر منذ ذلك الحين لحل قضية المعتقلين، ناهيك عن الأزمة التي يمثلها أكثر من 70 ألف امرأة وطفل مرتبطين بهم في معسكرات الاعتقال مثل «الهول» و«الروج». لم يعد بإمكان العالم إرجاء النظر في الأمر، فقد حان الوقت للتعامل بعزم أكبر مع هذه التحديات وجهاً لوجه قبل فوات الأوان. ورغم ذلك، في نهاية الأمر، فإن هجوم «داعش» على سجن الصناعة يؤكد أيضاً اتجاهاً مقلقاً للغاية كان واضحاً لبعض الوقت: لقد أعاد التنظيم بناء نفسه ببطء وبهدوء ومنهجية في سوريا والعراق منذ هزيمته على الأرض في عام 2019، فقد أكدت تعليقات المسؤولين الأميركيين التي جاءت عقب مقتل الحاج عبد الله أنه كان على اتصال وتنسيق مع عناصره في سوريا والعراق وأماكن أخرى، وهو ما يعكس حقيقة أن التنظيم أكثر انسجاماً وتنظيماً، ولم يكن مجرد شبكة ضعيفة لا مركزية من المتمردين كما أخبرونا قبل. وإذا كان هذا التوصيف الحديث دقيقاً، فهذا يعني أن «داعش» تعافى إلى حد أكبر مما كان يعتقد سابقاً. كان دحر الكيان الإقليمي لـ«داعش» مهمة كبيرة من الناحية الاستراتيجية، ولكنها بسيطة نسبياً مقارنة بالتحدي الذي نواجهه حالياً: حملة مكافحة التمرد ومواجهة الإرهاب المعقدة والمثقلة بالموارد والمعتمدة على الاستخبارات ضد عدو يختبئ في الظل. بدلاً من تعديل القدرات للتكيف مع هذا التحدي في عام 2019، قلل التحالف من وجوده وموارده، ما زاد الضغط على شركائه المحليين، مثل «قوات سوريا الديمقراطية». ولذلك، يجب أن يفكر التحالف بجدية في زيادة استثماراته في مهمة مكافحة «داعش» لمواجهة التحديات المقبلة بشكل أفضل، أو المخاطرة بمنح «داعش» المساحة والفرص لمواصلة تعافيه. أخيراً، يتعين على المجتمع الدولي أيضاً أن يعترف بأن «داعش» لا يزال كما كان دائماً: أحد أعراض أزمات أكبر وأعمق جذوراً. في سوريا، تبدو هذه الأزمات مختلفة عما كانت عليه في 2014، لكن الدوافع التي تغذي نشاط «داعش» وتوفر فراغات يمكن التدخل فيها، وشقوقاً لاستغلالها ما زالت موجودة. لا تزال أعظم هذه الأسباب الجذرية هي نظام الأسد وسمعته كنظام وحشي فاسد وعديم الكفاءة، لكن الفقر وكذلك العداوات العرقية والطائفية والجيوسياسية عناصر جميعها لصالح «داعش» أيضاً. في الواقع، فإن إعادة الانخراط مع نظام الأسد والفشل في الضغط من أجل تحقيق تغيير هادف وإيجابي لسوريا وشعبها وتحقيقه تضمن فعلياً الاستفادة لـ«داعش».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي اطلع من بو حبيب على المبادرة الكويتية

وطنية/05 شباط/2022

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وزير الخارجية الدكتور عبدالله بو حبيب، يرافقه مدير الشؤون السياسية في الوزارة السفير غدي خوري. بعد اللقاء قال الوزير بو حبيب: "ان هدف زيارتي اليوم الى هذا الصرح، هي لاطلاع غبطته على المبادرة الكويتية تجاه لبنان وعرضت لغبطته موجزا عنها. اضافة الى انني وضعته في أجواء زيارتي الاخيرة الى الولايات المتحدة الاميركية وغيرها من الزيارات، لانه من المهم جدا ان يعرف غبطته بشكل دقيق ما تقوم به وزارة الخارجية من أجل اصلاح الامور بهدف أخذ بركته وتوجيهاته بهذا الشأن".

 

مراد سلم الراعي رسالة جعجع الى غالاغير

وطنية»/05 شباط/2022

زار رئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية في حزب "القوات اللبنانية" أنطوان مراد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ظهر أمس في الصرح البطريركي في بكركي، موفدا من رئيس الحزب سمير جعجع وسلمه نسخة من الرسالة التي وجهها جعجع الى أمين سر الفاتيكان للعلاقات مع الدول المونسنيور بول ريتشارد غالاغير الذي تسلمها في مقر اقامته في السفارة البابوية، وشرح فيها وجهة نظر الحزب من التطورات، مؤكدا دعمه للمواقف الوطنية والمبدئية للبطريرك الراعي.  وجاء في نص الرسالة التي نشرها مكتب الاعلام في الحزب: "ينوه حزب القوات اللبنانية بالاهتمام المضطرد الذي يوليه قداسة البابا فرنسيس للبنان وقضاياه، ولاسيما في مرحلة تحفل بالمخاطر التي تحدق به وطنا ودولة ونموذجا فريدا للشراكة والعيش معا. ويأمل حزب القوات أن ينجح الحبر الأعظم بمحبته الأبوية للبنان وشعبه وبمساعدة كبار معاونيه وأنتم بخاصة من بينهم، على دعم لبنان في محنته وإنقاذه من المحاولات المتفاقمة لوضع اليد عليه وإلحاقه بمحور غريب يقحمه في صراعات دولية وإقليمية لا شأن للبنان بها، ويسعى إلى ضرب صيغته كوطن للحرية والتنوع والعدالة. ويهمنا أن نؤكد لكم دعمنا الكامل لما يطرحه غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من مواقف تعبر بصدق وصراحة عن الدور التاريخي للكنيسة للبطريركية المارونية بشكل خاص بالنسبة لاستقلال لبنان ورفض كل هيمنة خارجية عليه وكل هيمنة من أي طرف داخلي يستقوي بالسلاح على سائر الأطراف وسائر اللبنانيين مسيحيين ومسلمين. فالسلاح غير الشرعي يناقض أبسط مفاهيم سيادة الدولة على أراضيها وشعبها وقرارها، فكم بالحري عندما يتم استعماله في الوقت عينه للتهويل والترهيب والضغط في الداخل وللمشاركة في حروب وصراعات اقليمة في الخارج خدمة لأهداف إحدى الدول الطامحة إلى التوسع".  وتابع جعجع رسالته الموجهة الى غالاغير: "إننا نعلن وقوفنا على خط مواز إلى جانب البطريرك الماروني في رفضه لاستمرار سلطة جائرة تغرق في الفساد والصفقات وترهن نفسها للطرف الذي يرفع سلاحه غير الشرعي متحديا الدولة والدستور والمجتمع الدولي والقرارات الدولية الخاصة بلبنان، وهي سلطة أوصلت لبنان إلى هذه الهوة السحيقة والكوارث المتتالية والتي تمنع في الوقت عينه مختلف المساعي الجدية للإنقاذ وتخشى المحاسبة وتعرقل عمل القضاء المستقل على غرار ما هو حاصل بالنسبة لتفجير مرفأ بيروت في 4 آب 2020 وما نتج عنه من ضحايا بالمئات ومصابين بالآلاف ودمار وخراب لنصف بيروت تقريبا. إننا نعول عليكم لدفع المجتمع الدولي أكثر لمساعدة لبنان على التحرر والنهوض، ليعود أرض التلاقي والحرية والتفاعل الحضاري، ولاسيما في ما خص الانتخابات النيابية المقبلة كي تتم في مواعيدها بجو من الحرية والديموقراطية، لأنها تمثل فرصة حقيقية كبيرة للخلاص".

وختم: "بكل احترام ومحبة بنوية لقداسة الحبر الأعظم ولجهودكم من أجل لبنان وقضايا الحق والسلام".

 

موفد من جنبلاط يلتقي الراعي وينقل «مخاوف» من إلغاء الانتخابات

الحزب التقدمي دعا لتوفير العدالة الاجتماعية ولسياسة ضريبية عادلة في الموازنة

بيروت: «الشرق الأوسط»/05 شباط/2022

أوفد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، النائب هادي أبو الحسن، للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، ناقلاً إليه «مخاوف» من مساعي إطاحة الانتخابات البرلمانية المقررة الربيع المقبل. وقال أبو الحسن بعد اللقاء: «كان العنوان الأبرز في النقاش هو احترام الاستحقاقات الدستورية والتشديد على أهمية إجراء الانتخابات في موعدها، والوقوف في وجه أي محاولة لتطييرها، خصوصاً أننا بدأنا نستشعر أمراً مريباً، ونسمع كلاماً غريباً حول عدم توفّر الاعتمادات لتغطية المصاريف اللوجيستية للانتخابات في الخارج، وبدأت تتكشّف أيضاً نيات البعض لإعادة طرح اقتراح قانون للعودة إلى الدائرة 16، وبالتالي إقصاء المغتربين ومنعهم من حقهم الطبيعي في اختيار ممثّليهم في دوائرهم الـ15 في لبنان». وأكّد أبو الحسن أنّ «هذه المحاولة لن تمر وسنكون لها بالمرصاد، لأنّ هذا الأمر إذا ما حصل سيؤدي إلى تطيير الانتخابات، وهذا ما سلّطنا الضوء عليه في المجلس النيابي، ونبهنا إليه مراراً، ورفضناه ونرفضه اليوم بشكل قاطع». وأعلن أنه «تم البحث مع البطريرك في ضرورة إقفال آخر ملفات الماضي الأليم، عنيتُ بذلك ملف بلدتي كفر سلوان - جوار الحوز، وإنجاز المصالحة بين البلدتين وبين أبناء البلدة الواحدة، وبعدها لا بد من العمل على إقفال وزارة المهجرين مع انتفاء الحاجة لبقائها، واستيعاب موظفيها في إدارات الدولة». ولفت أبو الحسن كذلك إلى أنه «جرى التشديد على أهمية بذل أقصى الجهود من الجميع من أجل انتظام عمل مؤسّسات الدولة وتكاملها، واحترام الدستور، وإقرار موازنة إصلاحية عادلة تجنّب المواطنين أعباء لا قدرة لهم على تحمّلها، في الوقت الذي يمكن فيه تعزيز الواردات الضريبية من خلال الضريبة التصاعدية، والضريبة على الثروة والأملاك البحرية، وغيرها من الأفكار التي وردت في الورقة الاقتصادية الإصلاحية لـ(الحزب التقدمي الاشتراكي) و(اللقاء الديمقراطي)، والتي تمّ طرحها قبل الأزمة الحالية التي تتخبط بها البلاد منذ ما يزيد على ثلاث سنوات، وللأسف لم يؤخذ بها في حينه، ولو أخذوا بها لكنّا اختصرنا الكثير من الأزمات والمصاعب والآلام. وكان هناك تشديد على إيلاء الشأن الاجتماعي الأهمية القصوى، وتسهيل إنجاز التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وتطبيق برنامج الإصلاحات بدءاً من قطاع الكهرباء دون تباطؤ أو تردد». إلى ذلك، شدّدت «كتلة اللقاء الديمقراطي» (الحزب التقدمي الاشتراكي) على «ضرورة تضمين مشروع الموازنة العامة كل ما هو أساسي لتوفير العدالة الاجتماعية وتأمين الواردات عبر سياسة ضريبية عادلة»، وحذّرت في الوقت عينه من أي محاولات لعرقلة الانتخابات النيابية أو تطييرها. وجاءت مواقف الكتلة في اجتماعها الدوري الذي عُقد برئاسة النائب تيمور جنبلاط، حيث جرى نقاش في مختلف المواضيع والشؤون العامة، وتحديداً في الوضعين الاقتصادي والمعيشي، وتداعيات الأزمات المستمرة على حياة المواطنين. وعن الانتخابات النيابية في شهر مايو (أيار) المقبل، شدّدت الكتلة على «أهمية إجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده دون أي تأخير أو إبطاء، وبعيداً عن محاولات عرقلته أو تطييره، من خلال محاولة إدخال تعديلات على قانون الانتخاب فيما خص تصويت المغتربين»، مؤكدة «حق الناس في التصويت لاختيار ممثليهم للندوة البرلمانية، بما يحفظ مسار تجديد المؤسسات الدستورية على طريق النضال للحفاظ على الكيان برمّته».

 

إحباط عملية تهريب مخدّرات داخل علب شوكولا!

وطنية/05 شباط/2022

أعلنت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة، في بيان، أنه “في إطار مكافحة عمليات تهريب المخدّرات التّي يقوم بها مكتب مكافحة المخدّرات المركزي في وحدة الشّرطة القضائية، توافرت معلومات عن قيام مجموعة من الأشخاص بالتخطيط لعملية تهريب كميّة كبيرة من الحبوب المخدّرة “كبتاغون” إلى إحدى الدول العربية، مخبأة ومموّهة داخل طرد بريدي يحتوي على عُلَبٍ لقطعٍ من الشوكولا. بنتيجة الاستقصاءات والتحريات المكثّفة، تمّ تحديد مكان وجود الطرد لدى إحدى شركات البريد، حيث تم ضبطه. وبتفتيشه، عُثِرَ بداخله على /27/ كلغ من مادة الكبتاغون المخدّرة، أي بما يوازي /150،000/ حبّة تمّ طحنها وتوضيبها في أكياسٍ صغيرة، وتغليفها بمادّة الشوكولا، ووضعها في علب مخصّصة للحلويات.” وأضاف البيان: “من خلال التنسيق بين عناصر المكتب والمجموعة الخاصة، تمّ توقيف متورّطة في هذه العملية، وتُدعى: ح. ط. (من مواليد عام 1995، لبنانية) ضُبط بحوزتها بطاقة هوية مزوّرة تستخدمها في عمليات التهريب، إضافةً إلى كميّة من حبوب “الكبتاغون”. التحقيق جارٍ بإشراف القضاء المختص، والعمل مستمر لتوقيف باقي المتورطين”.

 

لبنان يسلّم العراق 337 قطعة أثرية

وطنية/05 شباط/2022

أعلنت وزارة الثقافة اللبنانية، تسليم العراق 337 قطعة أثرية عراقية مهربة. وقال وزير الثقافة محمد مرتضى لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن “اتفاقا جرى بين متحف (نابو) اللبناني الذي توجد فيه القطع الأثرية وبين الحكومة العراقية يتضمن تسليم هذه القطع الى العراق”، لافتا الى أن “المديرية العامة اللبنانية للآثار سبق وأن كشفت في تقرير لها في العام 2018 عن وجود قطع اخرى قد تكون ذات أصول عراقية ونتيجة لذلك قامت وزارة الثقافة اللبنانية بتكليف لجنة من المتخصّصين الفنيين بالكشف على هذه القطع المتنازع عليها”. وأضاف أن “عدد القطع التي ستُسلّم للعراق 331 قطعة من الرُّقم المسمارية بالإضافة إلى ست قطع أثرية أخرى كانت ضمن 32 قطعة “متنازع عليها”، مشيرا الى أن “لجان عراقية وسورية ولبنانية أكدت أن القطع الست تعود إلى العراق وبالتالي تقرّر تسليمها مع القطع الأخرى”.ولفت إلى أن “عملية التسليم ستتم في المتحف الوطني اللبناني برعاية وحضور وزير الثقافة اللبناني وبمشاركة السفير العراقي في لبنان ووفد عراقي ومؤسس متحف نابو جواد عدرا”.

 

ولادة تحالف المعارضة الديمقراطية في صور ومنطقتها

وطنية/05 شباط/2022

أعلن رئيس منتدى صور الثقافي الدكتور عمر خالد ولادة "تحالف المعارضة الديمقراطية" في مدينة صور ومنطقتها، في حضور ممثلين عن أحزاب المعارضة وفاعليات وناشطين سياسيين، ومرشحين خاضوا انتخابات 2018. بعد النشيد الوطني، تلا خالد وثيقة التحالف متوسطا الناشط محمد فران والدكتور حازم الخليل. وقال: "اللقاء يجمع مختلف القوى المعارضة للسلطة السياسية الفاسدة في لبنان"، مؤكدا على "الممارسة الديمقراطية في الحياة السياسية والثقافية والإجتماعية في لبنان عموما، ومنطقة صور خصوصا، ومواجهة التدهور الحاصل الذي قد يؤدي إلى انهيار الدولة وتفكك الكيان". وشدد اللقاء على اعتبار "المقاومة حق إنساني للشعوب، وقيمة وطنية، شهدتها بلادنا جراء الاحتلال الإسرائيلي، فكانت ردا على مخاطره وانتهاكاته سيادة الدولة، داعيا إلى مقاربة هذه المسألة من خلال الدعوة إلى بناء استراتيجية دفاعية وطنية ضد أي احتلال أو وصاية أو تدخل أو ارتهان للخارج، والعمل على بناء دولة ذات إرادة حرة تقرر الحرب والسلم، دولة القانون والمؤسسات واستقلالية القضاء، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، دولة تبسط سلطتها على كامل أراضيها، وتحمي حدودها الدولية". وأكد "التمسك بالدستور وتطبيق مواده كاملة كما جاءت في وثيقة الوفاق الوطني في الطائف. وفصل السلطة القضائية واستقلاليتها عن السلطة السياسية، على أن تقوم بدورها في حماية الحريات العامة، وحفظ حقوق الدولة والمواطن، والعمل على وضع الآليات العملية لاسترداد الأموال العامة المنهوبة، وحفظ حقوق وأموال المودعين، والمطالبة بخطة إنقاذية شاملة، لمحاربة الفساد وإصلاح الإدارة، وإعادة عجلة العمل والإقتصاد، وحماية الأمن الصحي والإجتماعي للمواطنين اللبنانيين". وفي ختام تلاوة الوثيقة، رد خالد وفران والخليل على أسئلة المشاركين. كما كانت مداخلة للدكتور حازم الخليل الذي شرح أهمية المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة لانها فرصة للتغيير، وقال: "علينا أن نتكاتف ونتعاضد من أجل التغيير الذي تطمح إليه شريحة كبيرة من اللبنانيين".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 05-06 شباط/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 05 شباط/2022

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/106093/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1323/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/February 05/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/106096/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-february-05-2022/

#LCCC_English_News_Bulletin’