المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 30 كانون الأول/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.december30.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَا إِنْ مَاتَ هِيرُودُسُ حَتَّى تَرَاءَى مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ لِيُوسُف، وهُوَ في مِصْر، وقَالَ لَهُ: «قُمْ، خُذِ ٱلصَّبِيَّ وأُمَّهُ، وٱذْهَبْ إِلى أَرْضِ إِسْرَائِيل، فَقَدْ مَاتَ مَنْ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيّ».

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

فيديو وبالصوت والنص، عربي وانكليزي: دراسة مفصلة تبين كل ما على اللبناني معرفته عن مزارع شبعا ماضياً وحاضراً، وذلك لتعرية نفاق وهرطقات حزب الله وأسيادة الملالي الفرس ونظام الأسد البعثي

بالصوت والنص/الياس بجاني (من أرشيف عام 2015): يوم حذرنا جعجع والحريري من خطيئة فرط 14 آذار، والحوار والتفاهمات النرسيسية مع عون وحزب الله، لم يسمع لا جعجع ولا الحريري

الياس بجاني/التايوانيون من أصحاب أحزاب 14 آذار يغتالون محمد شطح كل يوم 100 مرة/ مع فيديو/حزب الله الفارسي والإرهابي والمحتل على مشرحة الشهيد محمد شطح

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو رامي شطح، ابن الشهيد محمد شطح، يجيب على 12 سؤال، في ذكرى اغتيال والده

قرار غبي اخر من الرقابة في لبنان/ايلي ابو عون

"يا هلا" بالمحقّقين/بشارة شربل/نداء الوطن

قطر لقائد الجيش: بدنا وما فينا!/محمد المدني/ليبانون ديبايت

“اليونيفيل”: ملتزمون بدعم السلطات اللبنانية

بنزين لبنان إلى سوريا… بالسيارات والباصات/رمال جوني/نداء الوطن

مرضى السرطان في لبنان خائفون من علاجاتهم وهم بين سندان الأدوية المفقودة ومطرقة المزورة/بولا أسطيح /الشرق الأوسط

أسرار الصحف الصادرة يوم الخميس في 29 كانون الأول 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 29/12/2022

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

فقر وجريمة وهجرة في لبنان.. وانتصار ثورة إيران؟/مجلة "إيكونوميست" البريطانية/ترجمة أساس ميديا

جماجم على منازل مسيحيين… ما الدوافع؟/يوسف دياب/الشرق الأوسط

ورقة الرياض للحلّ: تسوية على الرئاسة والحكومة/صفاء درويش/الجمهورية

وفد من "لقاء الهوية والسيادة" زار الراعي وسلمه وثيقته المتضمنة رؤية لبناء دولة نموذجية

عون: بري وأتباعه عرقلوني... وتفاعم مار مخايل "عملو جبران"

"شعوذات" صيرفة: دولار "السحر الأسود" يغذّي "السوق السوداء"

"نداء الوطن": وزارة الإعلام تستردّ إدارة "تلفزيون لبنان" بحكم قضائي/ريشار حرفوش/نداء الوطن

وزير الدفاع الفرنسي في لبنان الجمعة

سلامة يُجهّز أرضية التمديد؟!

هل باتت التسوية في الملعب اللبناني؟/فادي عيد/ليبانون ديبايت

هل تنجح المساعي بين المعارضة والنواب الـ20

أسماء رئاسية جديدة من خارج المتداولة!

أنت مصاب بالسرطان”… رسالة خاطئة من مركز طبي تثير الذعر!

“نافذة أمل”… بري قرّر “حفر جبل التعقيدات” ولو بإبرة!

التحذيرات تتوالى… فهل تحمل 2023 وجعًا كبيرًا للبنان؟

مولوي يحسمها: لا تأجيل للانتخابات البلدية

 فياض: تم الاتفاق على تكون الكهرباء أقل كلفةً.. ولكن!

قاتل زينة كنجو في قبضة السلطات السويدية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الكنيست الإسرائيلي يمنح ثقته للحكومة الجديدة برئاسة نتانياهو

نتنياهو يؤدي اليمين الدستورية رئيساً للحكومة الإسرائيلية

تحديات حكومة نتنياهو

بايدن يصف نتنياهو بـ«الصديق» ويتعهّد المضي قدماً بدعم حل الدولتين

بوتين يهنّئ نتنياهو ويأمل بتعزيز التعاون مع إسرائيل

سفيرة إسرائيل في فرنسا تستقيل رفضاً لحكومة نتنياهو

روسيا تشن أعنف هجوم صاروخي... ومدن أوكرانيا تغرق في الظلام

صاروخ أوكراني «يستفز» دفاعات بيلاروسيا... ومينسك «تدرس الموقف»

وزيرة الخارجية الفرنسية: الضربات الصاروخية الروسية ضد أوكرانيا «جرائم حرب»

اختصاصية فرنسية: الرئيس الروسي مستمر في الهروب إلى الأمام

تاتيانا كاستويفا جان: مصير الحرب في أوكرانيا سيحدد مصير بوتين شخصياً

إيران… الحرس الثوري يهاجم منازل الصحافيين!

إيران تعيّن محافظاً جديداً للبنك المركزي إثر تراجع قياسي للريال

زيلينسكي: معظم مناطق أوكرانيا في العتمة بعد القصف الروسي

رئيس وزراء أرمينيا ينتقد مجدداً الجنود الروس في قره باغ

وزير الدفاع التركي: اجتماع موسكو الثلاثي بحث حل الأزمة السورية في إطار «2254»

أنقرة ترى معارضة أميركية ـ أوروبية للتقارب... وجاويش أوغلو نفى لقاءه الأسد

صرب كوسوفو يبدأون تفكيك حواجزهم على الحدود تمهيداً لتخفيف حدة واحدة من أسوأ أزمات المنطقة في السنوات الأخيرة

وفاة أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه عن 82 عاماً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عزل لبنان عن النظام المالي العالمي وتحوّله إلى "دولة مارقة"...تداعيات خطرة جداً لعرقلة التحقيق الأوروبي مع سلامة/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

خمسون نجيباً و101 صهر/عماد موسى/نداء الوطن

التغيير في لبنان بين المُنتَظَرِ والمُرْجَأ/ د. حارث سليمان/جنوبية

الإستحقاق النيابي: “الجنازة حامية”… والنتائج أقل من عادية/أكرم حمدان/نداء الوطن

مسؤوليّة حزب الله.../جان عزيز/أساس ميديا

تقدّم “القوات” وتراجع “التيار” وارتباك “الحزب”/نجم الهاشم/نداء الوطن

بدء التنقيب عن الغاز… هذه مستجداته/لينا الحصري/اللواء

اجتماع باريس… محطة أساسية في الانتخابات الرئاسية/عمر البردان/اللواء

سقطَ سهواً... في الجيش زحمة متطوعين والتحاق فارّين/جان الفغالي/نداء الوطن

ميقاتي متحمّس لجلسة جديدة... لكنّ "حزب الله" متريّث/كلير شكر/نداء الوطن

فرنسا ولبنان: من الحلّ بالحياد... إلى الحلّ بطبقة سياسيّة جديدة!/د. نبيل خليفه/نداء الوطن

إيران... أهي نموذج أم تحذير؟/أمير طاهري/الشرق الأوسط

الدولة والتاريخ الثقافي ومناهج التغيير/رضوان السيد/الشرق الأوسط

بداية جديدة في سوريا عام 2023؟/عمر أنهون/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

المكاري من بكركي: نظرية الرئيس التوافقي لا علاقة لها بالديموقراطية والتواصل قائم بين البطريرك وفرنجيه

سانشيز يتفقد كتيبة بلاده ويزور ميقاتي وبري:ندعم عمل اليونيفل

داليا أحمد تعتذر وتهاجم المسيئين: المشكلة بالعقلية المتحكمة

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَا إِنْ مَاتَ هِيرُودُسُ حَتَّى تَرَاءَى مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ لِيُوسُف، وهُوَ في مِصْر، وقَالَ لَهُ: «قُمْ، خُذِ ٱلصَّبِيَّ وأُمَّهُ، وٱذْهَبْ إِلى أَرْضِ إِسْرَائِيل، فَقَدْ مَاتَ مَنْ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيّ».

انجيل القدّيس متّى02/من19حتى23/:”مَا إِنْ مَاتَ هِيرُودُسُ حَتَّى تَرَاءَى مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ لِيُوسُف، وهُوَ في مِصْر، وقَالَ لَهُ: «قُمْ، خُذِ ٱلصَّبِيَّ وأُمَّهُ، وٱذْهَبْ إِلى أَرْضِ إِسْرَائِيل، فَقَدْ مَاتَ مَنْ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيّ». فقَامَ يُوسُف، وأَخَذَ الصَّبِيَّ وأُمَّهُ، وجَاءَ إِلى أَرْضِ إِسْرَائِيل. ولكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرخِيلاوُسَ يَمْلِكُ عَلى اليَهُودِيَّةِ خَلَفًا لأَبِيهِ هِيرُودُس، خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلى هُنَاك. وأُوحِيَ إِليْهِ في الحُلْمِ فَلَجَأَ إِلى نَواحِي الجَلِيل. ومَضَى فَسَكَنَ مَدِينَةً تُدْعَى النَّاصِرَة، لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاء: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا».

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

فيديو وبالصوت والنص، عربي وانكليزي: دراسة مفصلة تبين كل ما على اللبناني معرفته عن مزارع شبعا ماضياً وحاضراً، وذلك لتعرية نفاق وهرطقات حزب الله وأسيادة الملالي الفرس ونظام الأسد البعثي

الياس بجاني/29 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/4935/4935/

Audio/text/Arabic & English: A detailed study showing everything the Lebanese should know about the Shebaa Farms big lie, past and present, in order to expose the hypocrisy and heresies of Hezbollah, Syria & Iran

Elias Bejjani/This Study in its English version was first published on Match 18/2005

Translated from Arabic to English by Dr. Joseph Hitti

في اسفل دراسة تبين كل الحقائق التاريخية والجغرافية والقانونية المتعلقة بمزارع شبعا. كنا نشرنا الدراسة باللغة العربية لأول مرة سنة 2014، وبعد ذلك نشرنا ترجمتها باللغة الإنكليزية. اليوم نعيد نشر الدراسة بالصوت والنص وباللغة الإنكليزية لوضع الحقائق أمام كل اللبنانيين ونقض وتعرية وفضح كل هرطقات النظامين الإيراني والسوري، ومعهما وحزب الله وكل الطرواديين والملجميين في لبنان، الذين ينافقون ويستعملون كذبة المزارع لتبرير بقاء الإحتلال الإيراني عن طريق حزب الله الملالوي 100%. الدراسة بالصوت مدتها حوالي 39 دقيقة وهي موجودة فيديو وفورمات WMA and MP3.

خلاصة الدراسة

باختصار مفيد نعم مزارع شبعا ارض لبنانية 100% ولكن سوريا وضعت يدها عليها إدارياً وعسكرياً بالقوة منذ أوائل الستينات، وقامت بقتل رجال درك لبنانيين فيها، وبالقوة أقفلت مخفر الدرك اللبناني هناك وطردت السلطة اللبنانية الممثلة بعناصره. لو أن الحكم البعثي السوري أراد فعلا المساعدة باستعادة مزارع شبعا وتخليصها من الاحتلال الإسرائيلي لكان قدم الوثيقة الرسمية المطلوبة من الأمم المتحدة واعترف رسمياً بلبنانية المزارع.  والأمم المتحدة كفيلة بإرجاعها إلى لبنان من دون رصاصة وحدة. علماً أن إسرائيل كانت أكدت للأمم المتحدة مراراً استعدادها للانسحاب من المزارع في حال اعترفت سوريا بلبنانيتها وتم نشر الجيش اللبناني على الحدود.

لم تعترف سوريا يوماً بلبنان كدولة مستقلة منذ إعلان حدود لبنان الكبير سنة 1920 رغم كل الكلام المعسول عن الأخوة والجغرافيا والتاريخ، وهي رفضت دائما وبقوة إقامة علاقات دبلوماسية معه وعندما فعلت ذلك بعد إنهاء احتلالها له سنة 2005، كان الأمر صورياً فقط، كما أنها امتنعت عن إجراء ترسيم للحدود بين البلدين على خلفية أطماعها المغلفة بشعارات مسمة مثل شعب واحد في بلدين، والخاصرة الرخوة ووحدة المسار والمصير وغيرها الكثير.

فلو فعلا المطلوب هو تحرير المزارع لكان لبنان طلب من سوريا الوثيقة التي تريدها الأمم المتحدة، ولو كان حزب الله فعلاً يسعى لتحرر المزارع كما يدعي لكان سلم سلاحه للدولة اللبنانية بعد أن نفذت إسرائيل القرار 425 وانسحبت من الشريط الحدودي، ولكان ترك الجيش اللبناني ينتشر على الحدود مع إسرائيل ويبسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، ولكان سهل على الدولة تنفيذ الشق المتعلق بها من القرار 426.

لحكام سوريا البعث الذين لا يسيطرون إلا على 40% من بلدهم، ولحزب الله الإرهابي والمذهبي الموضوع على قوائم الإرهاب في معظم دول العالم، ولإيران الملالي التي تحتل لبنان منذ انسحاب الجيش السوري منه عام 2005 ولكل المرتزقة من اللبنانيين المنضوين تحت مسمى تجمع 08 آذار، نقول: يمكنكم أن تخدعوا بعض الناس لبعض الوقت، لكنكم لن تقدروا أن تخدعوا كل الناس كل الوقت”.

مع أهم النصوص الرسمية لأهم القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وبالحروب العربية -الإسرائيلية

القرار 1701/القرار1559/القرار425/القرار 383/القرار 242/اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل

 

فيديو وبالصوت وبالنص عربي وانكليزي: دراسة مفصلة تبين كل ما على اللبناني معرفته عن مزارع شبعا ماضياً وحاضراً، وذلك لتعرية نفاق وهرطقات حزب الله وأسيادة الملالي الفرس ونظام الأسد البعثي

الياس بجاني/29 كانون الأول/2022

ِAudio/text/Arabic & English: A detailed study showing everything the Lebanese should know about the Shebaa Farms big lie, past and present, in order to expose the hypocrisy and heresies of Hezbollah, Syria & Iran

Elias Bejjani/This Study in its English version was first published on Match 18/2005 

https://eliasbejjaninews.com/archives/4935/4935/

Translated from Arabic to English by Dr. Joseph Hitti 

https://eliasbejjaninews.com/archives/4935/4935/

الرسمية لأهم القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وبالحروب العربية -الإسرائيلية

القرار 1701/القرار1559/القرار425/القرار 383/القرار 242/اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل

https://www.youtube.com/watch?v=4sDED6HSCyw&t=244s

 

 

بالصوت والنص/الياس بجاني (من أرشيف عام 2015): يوم حذرنا جعجع والحريري من خطيئة فرط 14 آذار، والحوار والتفاهمات النرسيسية مع عون وحزب الله، لم يسمع لا جعجع ولا الحريري

https://eliasbejjaninews.com/archives/15638/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86%d9%8a/

الياس بجاني/28 كانون الأول/2022

يومها في عام 2015، حذرنا وبصوت عال من هرطقة وعبثية وجريمة حوار عون وجعجع المصلحي والنفعي والإحتيالي والخادع، وقلنا بأن ما يجري بينهما غير مقبول وخطير، ونتائجه سوف تكون كارثية على لبنان واللبنانيين عموماً، وعلى المسيحيين تحديداً.  وها نحن اليوم في عام 2022 نحصد زرعهما الزؤاني والشيطاني الذي تجسد في ورقة تفاهم معراب السيئة الذكر، فهما سلما لبنان لحزب الله على خلفية نرسيسيتهما، وعمى بصائرهما، وموت ضميريهما، ولم يبقى من الدولة ومؤسساتها غير الهياكل. وكنا بنفس الوقت حذرنا من حوار تيار المستقبل وحزب الله الغبي والاستسلامي، فتنطح الحريري ورفع شعار ربط النزاع، وها هو الحريري نفسه يحصد ما زرعه من غباء وركوع وفقدان رؤية وينتهي خارج لبنان، وخارج الحياة السياسية. أما جعجع فلا يزال يعيش مرّضياً حالة انكار ما ارتكبه من خطيئة ممتة بورقة معراب التقاسمية والنرسيسية واللاوطنية واللا مسيحية، وبعناد دكتاتوري يرفض الإعتراف بخطيئته والإستقالة بعد فشله المدوي وتسليم عون الرئاسة، وتسليم البلد لحزب الله. عون خرج من قصر بعبدا ولم يترك مؤسسة قائمة، ولم يترك في لبنان غير الخراب والفوضى والفقر والتعتير وتحلل الدولة... نتيجة حتمية كنا حذرنا منها ولم يستمع لا جعجع ولا الحريري، فدفع لبنان واللبنانيين ثمن جهلهما والغباء والإجندات السلطوية والمصلحية.

نعيد نشر التعليق والمقالات لعلى تستفيق الضمائر المخدرة وتعود العقول الشيطانية إلى وعيها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

بالصوت والنص/الياس بجاني (من أرشيف عام 2015): يوم حذرنا جعجع والحريري من خطيئة فرط 14 آذار، والحوار والتفاهمات النرسيسية مع عون وحزب الله، لم يسمع لا جعجع ولا الحريري

https://www.youtube.com/watch?v=a5OXfeymiPs&t=406s

الياس بجاني/28 كانون الأول/2022

 

التايوانيون من أصحاب أحزاب 14 آذار يغتالون محمد شطح كل يوم 100 مرة/ مع فيديو/حزب الله الفارسي والإرهابي والمحتل على مشرحة الشهيد محمد شطح

الياس بجاني/27 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/50620/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d9%8a%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7/

من فعلاً اغتال الشهيد محمد شطح وغيره من شهداء وطن الأرز والرسالة والقداسة ليس فقط من فجر بحقده وإرهابه وهمجيته وكفره أجسادهم الطاهرة..

ولكن من فعلاً وعملياً اغتالهم ويقتلهم كل يوم 100 مرة هم التايوانيون الفجار من أصحاب شركات أحزاب 14 آذار الذين باعوا القضية ومعها السيادة والحريات والاستقلال.

هؤلاء الجاحدين قفزوا فوق دماء الشهداء ..

هؤلاء المارقين نحروا ثورة الأرز وسكروا ورقصوا فرحين على دمها..

هؤلاء الخبثاء يسمون باطلاً الشر خيراً والخير شراً.

هؤلاء تجردوا من إنسانيتهم واستهانوا بكل التضحيات..

هؤلاء خدروا ضمائرهم والوجدان..

هؤلاء قتلوا في قلوبهم كل ما هو رجاء ومحبة.

هؤلاء التحقوا زاحفين وراكعين وبذل وقلة وفاء وجبن بقوافل الإسخريوتيين الخانعين والمستسلمين..

هؤلاء وبسبب قلة إيمانهم وخور الرجاء في دواخلهم الأنانية أوقعوا أنفسهم في أوحال تجارب إبليس وكل شياطينه.

هؤلاء اختاروا دسم الحقائب الوزارية والأبواب الواسعة على مبدأ الشهادة للحق.

هؤلاء فضلوا بجشع مقزز مواقع السلطة الفانية وثرواتها الترابية..

هؤلاء تخلوا بوقاحة عن كل قيم الكرامة والرجولة وعزة النفس والوفاء.

هؤلاء تعروا بفرح ووقاحة حتى من أوراق التوت..

هؤلاء شوهوا ثقافة المقاومة النبيلة وسمموا عقول أتباعهم وحولوهم إلى قطعان من الأغنام..

هؤلاء نصبوا أنفسهم آلهة وجروا الأتباع من قطعانهم على عبادتهم والتبخير لهم.

هؤلاء هم الذين أقولاً وأفعالاً وعهراً ومعهم كل من يماشيهم في طرواديتهم والملجمية اغتالوا محمد شطح ويغتالون كل يوم مليون مرة قوافل الشهداء..

هؤلاء من يتنازل عن الوطن وأهله ويسلمونهم مقابل ثلاثين من فضة إلى الغزاة والإرهابيين وجماعات البربرية والهمجية.

في ذكرى استشهاد محمد شطح نجدد التزامنا بلبنان الرسالة والسيادة والاستقلال والقضية والإنسان..

ومع الذكرى نطلب من الخالق جل جلاله الرحمة لنفوس كل الشهداء الأبرار.

وبصوت عال نرفض واقع الاحتلال الإيراني المفروض على وطننا الحبيب.. لبنان القداسة والرسالة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

التايوانيون من أصحاب أحزاب 14 آذار يغتالون محمد شطح كل يوم 100 مرة

الياس بجاني/27 كانون الأول/2022

مع فيديو/حزب الله الفارسي والإرهابي والمحتل على مشرحة الشهيد محمد شطح

https://www.youtube.com/watch?v=tt3DItbVGfA&t=3s

 

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو رامي شطح، ابن الشهيد محمد شطح، يجيب على 12 سؤال، في ذكرى اغتيال والده

Ronnie Chatah, son of Mohammad Chatah, answering 12 questions about his father’s assassination

https://eliasbejjaninews.com/archives/114492/ronnie-chatah-son-of-mohammad-chatah-answering-12-questions-about-his-fathers-assassination-%d8%b1%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b4%d8%b7%d8%ad%d8%8c-%d8%a7%d8%a8%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d9%8a/

 

قرار غبي اخر من الرقابة في لبنان

ايلي ابو عون/29 كانون الأول/2022

قرار غبي اخر من الرقابة في لبنان: منع فيديو كليب أغنية ميلادية لمجرد وجود كلمة "اسرائيل"  بينما نفس النص الديني يقرأ في جميع الكنائس. لسنا بحاجة لشرطة أخلاق في لبنان: نستطيع التمييز بين الخير والشر من دون فضل ظابط رقابة ما في غرفة مظلمة.

رابط فيديو الكليب الذي منع

https://www.youtube.com/watch?v=U7RZjsJkUm8

 

"يا هلا" بالمحقّقين

بشارة شربل/نداء الوطن/29 كانون الأول 2022

لا ضرورة مطلقاً لرفع العقيرة والصراخ "وا مُعتَصِماه". فالمحققون الأوروبيون القادمون للتحقيق مع رياض سلامة وصحبه "الكرام" بفساد طاول نظامهم المالي والمصرفي محترمون محترفون "يحلُّون أهلاً ويطَأون سهلاً" لتنفيذ مهمة كان يجب على قضائنا قضاؤها لولا انحلال المؤسسات. لن تُهان كرامتنا وتُداس أمجادنا بمجيء المحققين الأجانب. فكرامة اللبنانيين مهدورة أصلاً بوجود سلطة بلا كرامة، وحقوقهم منتهكة ما دام الممسكون بزمام الأمور مستمرين في التآمر على أرزاقهم وليرتهم وودائعهم وسيادتهم ونظامهم الديموقراطي سواء بالتعمد أو التواطؤ أو الإهمال أو التعطيل. وكلّها جرائم تودي الى السجن لولا اختلال موازين القوى لمصلحة أهل النظام الفاسدين، ولولا أن قوى التسلط أعتى من الدولة، والمافيا أقوى من القانون. ربما توجَّب على المزايدين بالسيادة والمستفيقين اليوم على رسم حدود لتدخل قضاء خارجي غريب في قضائنا المحلي أن يعيرونا سكوتهم. فنحن ما صرنا لُقمة سائغة أو "حائطاً واطياً" بالصدفة أو لأن "الرجل الأبيض" يريد ممارسة "طبيعته الاستعمارية" ضدّنا، بل لأنّ هؤلاء بالتحديد أهدروا طوعاً كلّ مقومات دولتنا وسيادتها ومسخوا قضاءها وحوَّلونا شحادين ومارقين وحالة مَرضية بات تعاطي المجتمع الدولي معها واجباً لمنع انتشار الوباء. المتطيِّرون من قدوم المحققين في لصوصية رياض سلامة وتواطؤ مساعديه وتبييضه الأموال عبر شقيق أو عشيق، ليس همُّهم رأس حاكم مصرف لبنان، بل يخشون "صندوق الباندورا" إذا انفتح، ولسان رياض إذا باح. فـ"الحاكم" منذ ثلاثة عقود مفتاحٌ وحامل أسرار فساد "المنظومة" من الألف الى الياء. عبره تم تمويل الصفقات والهندسات، وإسكات من أرادوا حصة من مغانم اتفاقات التراضي، وتوزيع قروض هالكة لشراء الولاء. ومن طريقه جرى التربُّح بالفوائد الفلكية والاستفادة المُجرَّمة من المعلومات الخاصة الداخلية. وهو الراشي الأول لـ"أهل الرأي" ومؤسساتهم ليجمِّلوا ارتكاباته وينظموا الحملات ضد معارضيه وليَسكتوا عن الفضائح ويشاركوا بالتآمر على مواطنيهم الضعفاء.

أكثر ما يخشاه أدعياء الكرامة والسيادة (الذين استسهلوا التفريط بالخط 29 وارتموا للترسيم البحري مع إسرائيل) هو أن يشكل التحقيق الأوروبي فاتحة لتحقيقات تطال جريمة العصر في مرفأ بيروت أو تفتح أبواب ملفات الجرائم الموصدة بإحكام، وهي خط أحمر لدى منظومة اعتادت الإفلات من العقاب وتعتبر الضحايا "أضراراً جانبية" والناس أكياس رمل في معارك لا مصلحة فيها للبنان. لا يحمل الأوروبيون القادمون مع مطالع العام الجديد السيف للاقتصاص ولا الأصفاد لاعتقال من يعتبرونهم مشتبهاً فيهم، بل اتفاقات ومعاهدات وقَّع عليها لبنان، لكن حبذا لو تكون بعثتُهم أول الغيث، فتأتي لجنة تقصي حقائق لتكشف تفاصيل جريمة 4 آب ما دامت العدالة محجوزة لدى من يحرمون الضحايا والمجتمع الحقيقة ومشروعية الحساب. لم نتوقّف يوماً عن المطالبة باحترام سيادة لبنان أرضاً وحدوداً ومؤسسات. لكن مفاعيل كلّ سيادة وعزَّة وطنية يجب أن تخرج من الحسبان حين يُمسّ بحقوق الانسان وتعجز السلطات المحلية عن ردع فرد مرتكب او جماعة خارجة عن القوانين والأعراف. و"يا هلا" بكلّ تدخل دولي ينقذ اللبنانيين من جهنم "ذوي القربى" ويعيد الاعتبار الى العدالة والأخلاق.

 

قطر لقائد الجيش: بدنا وما فينا!

محمد المدني/ليبانون ديبايت/الخميس 29 كانون الأول 2022    

لم يعد خافياً على أحد أن اللقاءات التي يعقدها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، مع بعض القيادات السياسية، تهدف بالدرجة الأولى، إلى إيصال رسالة واضحة إلى "حزب الله"، بأن باسيل قادرٌ على التحرك سياسياً من خارج عباءة وتعليمات حارة حريك. أمّا الهدف الثاني لباسيل، فهو ضرب ترشيح كلٍ من رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد ميشال عون. معظم لقاءات باسيل، وهو يعلم، لا تجدي نفعاً في قلب الموازين الرئاسية رأساً على عقب، وأكثر ما يمكن تحصيله منها، هو تكريس دوره كممرٍ إلزامي لأي مرشّح نحو قصر بعبدا. لكن رئيس التيار، يسلّط تركيزه بالكامل على فرنجية وعون، ويريد إسقاط ترشيحهما بمختلف الطرق والسبل الممكنة وغير الممكنة. يحظى قائد الجيش بحظوظٍ أكبر من حظوظ فرنجية، وزيارة العماد عون إلى قطر، والتي أتت بعد زيارة باسيل إلى الدوحة، كانت جيدة في الشكل وفي المضمون، إذ حظي عون، باهتمامٍ قطري واضح في زيارته التي استمرت لأيام معدودة.

ووفق المعطيات، تبلّغ قائد الجيش من القطريين، أنه سيتمّ تشكيل لجنة في وزارة الخارجية القطرية للتشاور والتحاور مع الأفرقاء اللبنانيين، لتسويق إسمه لرئاسة الجمهورية. لكن القطريين أبلغوا عون، أنهم يتمنون وصوله للرئاسة، لكنهم لا يستطيعون فرضه كمرشّح أمر واقع، خصوصاً وأن قطر تعمل على الملف اللبناني من دون أن تتخطّى الجانبين السعودي والفرنسي. ومن المعروف أن باريس بإدارة ماكرون، تبحث عن رئيسٍ يؤمّن لها مصالحها في لبنان ويكرّس نفوذها المفقود منذ الإنتداب الفرنسي في القرن الماضي. أمّا المملكة العربية السعودية، فموقفها واضحٌ وهي تنتظر من السلطة في لبنان، إنصافها بصراعها مع إيران، وقبل تحقيق هذا الأمر، ستبقى المملكة على مسافة من الملف اللبناني بكل تفاصيله. بالعودة إلى قائد الجيش، فإن انتقاله من اليرزة إلى بعبدا مشروط بتخلّي الثنائي الشيعي "حزب الله" وحركة "أمل"، عن ترشيح فرنجية، وهذا الأمر بعيد المنال، إن لم نقل مستحيل، أقلّه في المدى المنظور. كما أن هناك مواقف تصدر من بعض النواب، تطالب قائد الجيش بحسم خياره إذا كان يريد الترشّح أم لا، وإذا كان راغباً لماذا لا يقوم بتقديم استقالته من قيادة الجيش والتفرّغ لعرض رؤيته السياسية والإقتصادية على النواب لإقناعهم بتبنّي ترشيحه؟ إذاً كلٌ من فرنجية وعون ليس باستطاعتهما حتى الساعة، تجاوز اختبار رئاسة الجمهورية. رئيس تيار "المردة"، يحتاج الغطاء المسيحي غير المؤمّن لا من "القوات اللبنانية" ولا من "التيار الوطني"، وقائد الجيش يحتاج إلى تعديلٍ دستوري يبدو صعباً، كي لا نقل مستحيلاً. في المحصّلة، يبدو أن باسيل سينجح في فرض خيار الرئيس التوافقي الذي سيأتي برضى غالبية الكتل النيابية، لكن حتماً الرئيس التوافقي، لن يكون من بين الأسماء التي يرغب ويطمح رئيس التيار بإيصالها وباتت معروفة، بل يصحّ القول إنها احترقت إلى غير رجعة.

 

“اليونيفيل”: ملتزمون بدعم السلطات اللبنانية

إذاعة صوت كل لبنان/29 كانون الأول 2022

رأى الناطق باسم القوات الدولية العاملة في الجنوب أندريا تيننتي أن “عدم وجود صراع هو بحدّ ذاته علامة على نجاح البعثة والقوات المسلحة اللبنانية والناس الذين يعيشون في المنطقة”. وأسف تيننتي في حديث لـ”صوت كلّ لبنان”، “لتعكّر فترة الاستقرار بسبب الحادث المأساوي الذي تعرضت له الكتيبة الإيرلندية، واصفًا إياه “بالجريمة بحق جنود حفظ السلام الذين أتوا من دول بعيدة لدعم الشعب اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية والمساعدة في الحفاظ على الاستقرار”. ورفض الناطق باسم “اليونيفيل” الخوض في تفاصيل التحقيق الذي تجريه اليونيفيل لحماية نزاهتها، آملاً في “الوصول إلى نتائج، ومحاسبة المرتكبين، وإنصاف الجندي شون روني وعائلته”. وأضاف تيننتي أنّ “الأخطار والصعاب تفاقمت بسبب حملات التضليل المتعمّدة ضدّ البعثة، والتي تضلّل الناس وتشوّش على ولايتنا وأنشطتنا وأهدافنا في الجنوب اللبناني”. الى ذلك، طمأن المتحدّث باسم اليونيفيل إلى أن “جنود حفظ السلام يعملون بجدّ لدعم الاستقرار والأمن”، لافتًا الى أنّ “وحداتنا تقف إلى جانب الناس، ولهذا السبب ندعم سكان المنطقة بنشاط وتظلّ اليونيفيل مستقلّة ومحايدة، وستواصل العمل من أجل حياة أفضل للناس الذين يعيشون على جانبي الخط الأزرق”. وشدد على أنه “مهما كانت التحديات التي نواجهها، فإنّنا نظلّ ملتزمين بدعم السلطات اللبنانيّة وتنفيذ ولايتنا بموجب القرار 1701”. كما أبدى تيننتي ارتياحه إلى “النتيجة الإيجابيّة والسلميّة لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية، التي من شأنها أن تفيد من الناحية الاقتصاديّة الناس الذين يعيشون على جانبي الخط الأزرق وتقلّل من احتمال نشوب نزاع”. وأوضح أننا “نواصل العمل مع لبنان وإسرائيل، لتقليل التوترات واحتماليّة وقوع حوادث في البرّ والبحر يمكن أن تعرّض وقف الأعمال العدائيّة للخطر”.

 

بنزين لبنان إلى سوريا… بالسيارات والباصات

رمال جوني/نداء الوطن/29 كانون الأول 2022

ينشط التهريب على خط لبنان ـ سوريا، لم يعد محصوراً بالمواد الغذائية، بل شمل البنزين والمازوت عبر سيارات وباصات كبيرة مجهّزة بخّزانات وقود اضافية، حيث يصل سعر صفيحة البنزين في سوريا إلى حدود الـ40 دولاراً، ما يعني أنّ حدّة التهريب سترتفع أكثر. على بعد أمتار من الحدود اللبنانية ـ السورية، تقف عدّة سيارات لإفراغ البنزين والمازوت المهرّب في غالونات يتمّ تسليمها لمهرّبين. فوفق المعلومات، هؤلاء يسيطرون على السوق بشكل كبير، وفي حال قرّر أي مواطن سوري شراء صفيحة بنزين عند الحدود يدفع ثمنها أقلّ من سعرها في السوق السورية، قبل أن تُصادر منه لاحقاً، فالهدف من التهريب هو تحقيق الأرباح، وليس بيعه للمواطن بسعر أقلّ. اذ يدرّ التهريب أرباحاً كبيرة تصل الى حدود الـ500 دولار في كل مرّة، وهو أمر لا يمكن لأحد أن يخفيه، بل على العكس، فالمهرّب يشتري البنزين أو يملأ خزّان سيارته به، وما إن يتجاوز الحدود حتى يتم بيعه، «ولا مين شاف ولا مين دري» ، والسعر مفتوح، كما يقول أحد سائقي الأجرة في الداخل السوري، مؤكّداً أنّه حاول ذات مرّة شراء البنزين المهرّب ليخفّف من فاتورته غير أنه صودر فوراً «ما يضطرنا لشرائه بأسعار مرتفعة جداً في سوريا». ارتفاع أسعار المحروقات في سوريا يفتح شهيّة المهرّبين على الربح، وفق المعطيات فإنّ عملية التهريب تتمّ عبر خزّانات إضافية يتم وضعها داخل السيارة أو البولمان، في عملية يصعب كشفها. ويبدو أنّ سوق التهريب سينشط أكثر في الأيام المقبلة، في ظلّ الحدود المفتوحة، وهذه المرّة التهريب يتمّ عبر المعابر الشرعية ولا أحد يتحرّك. وسّعت الازمة اللبنانية مروحة التهريب وصار معاكساً أيضاً وخصوصاً تهريب الدواء من الداخل السوري إلى لبنان بعد رفع الدعم عن دواء الجنريك اللبناني، وفقدان معظم الأدوية من الصيدليات ومنها الأدوية المزمنة والحليب، ما دفع التجّار الى توفيرها من سوريا لقاء مبالغ طائلة، فالاستغلال سيّد المشهد. وفق يوسف، فإنّه يقصد سوريا لشراء الأدوية المزمنة والحليب، يوفّر ما أمكنه، يذهب مرّة أسبوعياً ويعود بما تيسّر له، ويضع نحو 50 الف ليرة وأكثر على كل دواء أو علبة حليب، «فالأزمة بتعلّم التجار السرقة». أمّا تهريب البنزين تحديداً، فيتمّ عبر أشخاص يتزوّدون به من محطات البقاع ثم يجتازون الحدود اللبنانية ـ السورية لافراغ حمولتهم. ووفق أحدهم فإنه يفعل ذلك مرّتين يومياً فيحقّق ما يوازي الـ200 دولار تقريباً، فالتهريب بات مهنته مع اشتداد الأزمة، والأخطر أنّ بعض العناصر الأمنية تغضّ الطرف عمّا يجري، فالتهريب يتمّ عبر الحدود الشرعية، ولا تخفي مصادر أمنية متابعة أنّ هذا الأمر سيترك ارتداداته على السوق المحلية الداخلية… وفيما ينشغل الزعماء في خلافاتهم يتوسّع سوق التهريب أكثر، وقد تزداد وتيرته مطلع العام

المقبل، ما يؤزّم الوضع أكثر، فهل من يتحرّك؟

 

مرضى السرطان في لبنان خائفون من علاجاتهم وهم بين سندان الأدوية المفقودة ومطرقة المزورة

بولا أسطيح /الشرق الأوسط/30 كانون الأول/2022

لم يكن ينقص مرضى السرطان في لبنان الذين يعيشون المأساة أضعافاً، نتيجة بحثهم المستمر عن أدويتهم المفقودة، بعد تراجع المبالغ المرصودة من قبل المصرف المركزي لاستيراد الأدوية بسبب الأزمة المالية الحادة التي ترزح تحتها البلاد، إلا تنبيه «منظمة الصحة العالمية» بشأن وجود دفعة ملوثة من أحد أدوية السرطان تم توزيعها في لبنان واليمن. وذكرت المنظمة في بيان أنه «تم العثور على الدفعة الملوثة بعد ظهور آثار ضارة على أطفال مرضى يتلقون الدواء». وأثار هذا الإعلان الهلع في صفوف المرضى وعائلاتهم، لا سيما أن قسماً كبيراً منهم بات يعتمد على أدوية يشتريها من السوق السوداء، لعدم توافر الكميات اللازمة لكل المرضى في المراكز المعتمدة من قبل وزارة الصحة. ويشير ميلاد ضو، وهو والد أحد مرضى السرطان، إلى أنه يشتري منذ فترة الدواء لابنه المصاب بسرطان العظام من السوق السوداء بأسعار خيالية: «حالة ابني المتطورة تجعلنا نلجأ لكل الوسائل لتأمين الدواء. أما اليوم وبعد الإعلان عن دفعة ملوثة من الدواء، أشعر بأن الدنيا تضيق بنا». ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نعيش في بلد غير قادر حتى على تأمين الدواء لمرضاه، حيث تتم التجارة بالأرواح دون حسيب أو رقيب؛ كأنه لا يكفي المريض وعائلته الأوجاع والمآسي التي يعانونها ليكتشفوا أن الدواء الذي يبيعون كل ما يملكون لتأمينه يقتل أبناءهم ولا يشفيهم!». وفور صدور التنبيه عن «منظمة الصحة العالمية»، سارعت وزارة الصحة في لبنان لإصدار قرار بسحب الطبخة المزورة من المستحضر الطبي الذي أشارت إليه المنظمة، وهو METHOTREX 50 mg (Methotrexate) الخاص بعلاج السرطان، من الأسواق اللبنانية، ومنع تداوله. وأوضحت الوزارة أن «هذا الدواء غير مسجَّل في لبنان، وتم إدخاله إلى البلاد عبر طرق غير شرعية». وأكدت أنها «ستتابع هذا الملف لإظهار المتورطين فيه واتخاذ الإجراءات اللازمة في حقهم».

وتجد وزارة الصحة صعوبة في ضبط الأدوية المهربة بسبب شح الأدوية المدعومة، خصوصاً أدوية السرطان، في السوق اللبنانية، مع تراجع الاعتمادات المرصودة للوزارة، ما يحتم عليها ترك منفذ معين عبر المنافذ الحدودية، لاستقدام الأدوية المفقودة، وهو ما يشير إليه هاني نصار، رئيس جمعية لدعم مرضى السرطان، لافتاً إلى أن كثيراً من اللبنانيين باتوا يجلبون الأدوية للمرضى «بشنط السفر»، لكن بالمقابل هناك شبكات ومافيات تتاجر بالأدوية التي تأتي بشكل رئيسي من تركيا. ويوضح نصار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الدفعة التي تبين أنها ملوثة مؤخراً جاءت من الهند، علماً بأن الدواء الذي احتوته الدفعة مخصص لمرضى سرطان الدم وللأطفال، باعتبارهم الأكثر عرضة لهذا النوع من السرطانات، كما يستخدمه مرضى «الروماتيزم»، مضيفاً: «استيراد دواء السرطان بات أيضاً يتم عبر عدد من الصيدليات المعروفة لبنانياً، دون رقابة وزارة الصحة، باعتبار أن الأدوية التي تستقدمها الوزارة لا تكفي إلا ما بين 60 و70 في المائة من مرضى السرطان». وبعدما كان «المصرف المركزي اللبناني» يدعم هذه الأدوية بمبلغ 115 مليون دولار قبل الأزمة المالية، تراجع المبلغ لحدود 35 مليوناً موزعة ما بين أدوية السرطان والأمراض المستعصية الأخرى والمستلزمات الطبية. واستنفر المعنيون بالقطاع الصحي، إثر تنبيه «منظمة الصحة العالمية». وطالب نقيب صيادلة لبنان، الدكتور جو سلوم، المسؤولين بـ«التشدد في منع دخول الدواء المهرب إلى لبنان تحت أي سبب أو ظرف؛ فتشريع دخول الدواء المهرب، وغير المسجل في وزارة الصحة، الذي يفتقر إلى معايير الجودة العالمية، هو قتل متعمد للمرضى»، داعياً في الوقت عينه إلى «الإسراع في تأمين الدواء الجيد للمرضى، واجتراح خطة لدعم مباشرة المريض للتمكن من شراء الدواء، لا سيما بعد تدهور القدرة المالية للبنانيين».

 

أسرار الصحف الصادرة يوم الخميس في 29 كانون الأول 2022

وطنية/30 كانون الأول/2022

النهار

يتناقل الناشطون عبر وسائل التواصل رسالة من طفل في زوق مكايل الى بابا نويل يدعوه الى توفير الطعام لعائلته لتجنيب والدته البكاء، وقد شنّ الناشطون هجوما على الكنيسة التي لم تنظر لحال الصبي، لكن احدا لم يتمكن من ارشاد الراغبين بالتبرع الى عنوان الصبي او اسمه الكامل.

لوحظ أن موقف نواب تكتل نيابي وسطي، كان موحّداً لعدم التدخّل من قريب أو من بعيد، أو إعطاء أي معلومات عن لقاء سياسي عُقِد أخيراً.

تؤكد بعض الجهات السياسية أن معلومات أحد قادة الأجهزة الأمنية عن اضطرابات أمنية، تؤكدها بعض الأحداث المتنقلّة في المناطق من حيث توقيتها وأهدافها.

الجمهورية

تبيّن أنّ لقاء حصل بين قطبين بارزين بوساطة أحد المراجع السياسية اقتصر الكلام خلاله على المجاملات والعموميات من دون الغوص في التفاصيل لكنه أدى الى انكسار الجليد على أمل لقاءات أخرى.

خلافاً لإعلانها وجوب الإسراع في إنجاز استحقاق حسّاس تتمسك جهة فاعلة بخياراتها في شأنه مهما طال الوقت.

قابلت جهات سياسية باستغراب موقف عاصمة كبرى يُراعي وجوب التفاهم بينها وبين حزب كبير.

اللواء

لم تتضح بعد الجهات الدولية والاقليمية التي تقف وراء التحركات المحلية، ذات الصلة بالإعداد لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية.

يترقب مطلعون زيارة وفد من كتلة نيابية حليفة لمرجع سابق أو مرجعين، على أقل تقدير للتهنئة بالأعياد.

استثني العسكريون المتقاعدون من نظام صيرفة الجديدة 38 ألف ليرة لبنانية لكل دولار، فيما باقي موظفي القطاع العام، من متقاعدين وغيرهم احتسبت سحوباتهم بالدولار على السعر الجديد!

نداء الوطن

يتردد أنّ معظم القضاة سيعودون عن اعتكافهم مطلع العام المقبل خصوصاً وأنّ قيمة رواتبهم الجديدة صارت مقبولة نسبياً مقارنة ببقية الموظفين.

تقول مصادر اطّلعت على مضمون اللقاء-العشاء الذي جمع جبران باسيل بسليمان فرنجية، إنّ الأول حاول تقديم عرضٍ للثاني، باعتبار أن حظوظه شبه معدومة، يقضي بأن يتوافقا على اسمٍ يختارانه معاً، في ما يبدو أنّ عرض باسيل يهدف إلى قطع الطريق على وصول قائد الجيش جوزاف عون إلى قصر بعبدا.

تفيد المعلومات أنّ بعضاً من المدراء العامين وكبار الموظفين المسيحيين، راح يبحث عن غطاء سياسي جديد، لا سيما وأنّ بعضهم محسوبون على العهد العوني، ويتحججون بالاستهداف السياسي.

البناء

قال مصدر نيابي لقد بدأت ترجمة نتائج لقاءات النائب جبران باسيل والرئيس نجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط بتوقيع وزير الدفاع موريس سليم مرسوم المساعدات الاجتماعية للعسكريين، كما اعتمدها ميقاتي وسيليها توقيع سليم قرار تأجيل تسريح أعضاء المجلس العسكري.

لاحظ مصدر دبلوماسي أن لقاء موسكو السوري التركي الروسي لم يتم وفقاً للتسلسل الذي اقترحه الرئيس التركي فجرى ضم اجتماع وزراء الدفاع ورؤساء الأركان ورؤساء المخابرات ولم يستبعد أن تكون الخطوة التالية قمة رئاسية ثلاثية يحضرها وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء الأركان والمخابرات.

الأنباء

موقف مسوؤل خارجي كان غير مسؤول في تعميم تحميله لمسؤولية الفشل في إتمام استحقاق داهم دون تمييز بين المعرقلين والجاهدين لإتمامه.

مرجعية غير سياسية لا تزال على موقفها الرافض للحوار دون أن تقدم اي اقتراح بديل.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 29/12/2022

وطنية/29 كانون الأول/2022

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

مع اقتراب عقارب الساعة  للدخول في سنة 2023 يمكن الجزم ان سنة 2022  كانت سنة "الدولار" بامتياز، الذي تقلب اليوم عند حدود 43 ألفا مقابل الليرة مع تدن صارخ في سعر العملةالوطنية ، وتآكل القدرة الشرائية فيما أضحت الأجور في  حالة (السقوط الحر)

معيشيا أيضا الكهرباء عالقة عند عادة تقاذف المسؤوليات فوزير الطاقة حمل من جديد وزارة المال مسؤولية التقاعس عن تحويل الاعتمادات لشراء الفيول وتحسين التعذية.

في السياسة وفي ظل الجمود التام محليا تتجه الانظار من جديد الى خارج الحدود مع عودة نتنياهو على رأس القرار السياسي الاسرائيلي بعد حصوله على ثقة الكنيست اليوم مع ما تضمه حكومته من شخصيات متطرفة.

وفي ضوء أولوية حكومة نتنياهو القائلة بمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية كما قال فإن الأسئلة الرئيسية في المرحلة المقبلة تتصل بمدى التزام الحكومة الاسرائيلية الجديدة بقواعد اتفاق ترسيم الحدود من عدمه وانعكاس الحالين على الداخل اللبناني.

والى الداخل وفي وقت تشيرالمعطيات الى إصرار رئيس المجلس النيابي نبيه بري على مبادرته الحوارية آملا باستفاقة سياسية شاملة  قد تقارب الأزمة بمسؤولية وتكسر الواقع التعطيلي القائم.

في المقابل جدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اتهامه حزب الله وحلفاءه بتعطيل الاستحقاق الرئاسي رافضا تكرار تجربة اتفاق الدوحة تزامنا لفت رد بري على كلام رئيس الجمهورية السابق ميشال عون حول مكافحة الفساد قائلا وعدتنا بجهنم ووفيت حرمتنا نجوم الليل وشوفتنا نجوم الظهر.

الى ذلك لفتت أوساط سياسية بارزة الى ان الحراك الدبلوماسي تجاه لبنان والذي سيتوج بلقاء في باريس منتصف الشهر المقبل لن يقدم اي جديد يمكن البناء عليه على صعيد انجاز الاستحقاق الرئاسي، مشيرة  إلى ان التواصل بين العواصم لا يعني انها متفقة على مقاربة واحدة تجاه لبنان. علما أن مصادر فرنسية اشارت الى أن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لو كورنو سيقوم بزيارة الى لبنان من الجمعة 30 كانون الاول حتى 2 من كانون الثاني يلتقي خلالها القوات الفرنسية العاملة في قوات الطوارئ الدولية ويمضي معهم ليلة رأس السنة.

ومن المتوقع أن يلتقي لو كورنو رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع اللبناني موريس سليم وقائد الجيش جوزاف عون.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

ما بين عيدي الميلاد ورأس السنة بقي اللبناني عالقا في دوامة ما بين الدولارين: دولار المصارف ودولار المحطات. والجامع المشترك بينهما هو الطوابير.

في المحروقات ما كاد المواطنون يهنأون لساعات بالإنخفاض الكبير الذي سجلته اسعارها أمس حتى عادت الأمور إلى ما كانت عليه من ارتفاع للأسعار التي تخضع لدولار السوق السوداء وليس لسعر صيرفة الذي حدده مصرف لبنان بثمانية وثلاثين ألف ليرة.

وفي هذا المجال ومنعا للتحريف أوضح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ملابسات طلب وزير الطاقة تغطية قرار تراجعه عن اعتماد السعر الجديد للمحروقات  إلى حين إنتظام عمل المصارف وفق آلية التسعير الجديدة لصيرفة والإبقاء على تسعيرة البيع بسعر الصرف في السوق الموازية إلى حين الإنتهاء من وضع الآلية المذكورة.

أما في دولار المصارف تقاطر للمواطنين إلى البنوك التي التزمت بتعميم مصرف لبنان حول إستبدال العملة الوطنية بالدولار الأميركي وفق سعر منصة صيرفة.

وربطا بضبط الأسواق عشية عيد رأس السنة  كشف المدير العام لوزارة الإقتصاد محمد أبو حيدر للNBN عن مداهمات وضبط كميات كبيرة من الدجاج الفاسد والمواد الغذائية المنتهية الصلاحية في منطقة بشامون إضافة إلى تسطير محاضر ضبط في برالياس ومجدل عنجر وراشيا على خلفية بيع مواد مقلدة وعدم الإلتزام بالكيل ومخالفة الأسعار المحددة.

على هدي نجوم الأعياد المجيدة قصد وفد من حركة أمل الصرح البطريركي في بكركي ناقلا تهاني الرئيس بري إلى البطريرك بشارة الراعي.

الوفد أكد أن ما يؤمن به كل منهما هو تثبيت عمل المؤسسات وملء  الفراغات وهي كثيرة بدءا برئاسة الجمهورية والحكومة وشدد على أن الرئيس بري والبطريرك متفقان على كل آلية الإنتخاب التي سوف يعمل بها في نهاية المطاف.

ما بين عين التينة وبكركي تنقل اليوم وزير الداخلية مؤكدا تكرارا أن الأمن ممسوك ومشيرا إلى أن التحضيرات للانتخابات البلدية بدأت ويجب أن تحصل في ايار المقبل.

وردا على تقارير صحفية  عن استعداد الرئيس نجيب ميقاتي لعقد جلسة لمجلس الوزراء مطلع العام الجديد قال الوزير بسام مولولي إن هذا الأمر يقرره رئيس الحكومة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

ربط اسعار المشتقات النفطية بمنصة صيرفة سقط. ومع سقوطه عادت الاسعار الى الارتفاع وفق سعر السوق السوداء.  ولأن الاسعار ارتفعت فتحت المحطات أبوابها من جديد، فتنفس المواطنون الصعداء ، رغم ان تنفسهم هذا كلفهم زيادة  حوالى 80 الف ليرة لصفيحة البنزين الواحدة.

كهربائيا ، ازمة تلوح في الافق مع تمنع وزارة المال عن تمويل شراء مشتقات النفط لزوم تشغيل معامل انتاج الطاقة في مؤسسة كهرباء لبنان ، باعتبار ان مبلغ  السلفة لا يمكن صرفه الا بمرسوم حكومي . فهل مكتوب على اللبنانيين ان يتنقلوا من مشكلة الى اخرى نتيجة التخبط الرسمي والصراع الحكومي؟

الغريب ان الازمات المعيشية لم تغير شيئا في تصرفات اركان المنظومة. الرئيس عون اتهم في حديث تلفزيوني الرئيس بري بعرقلة عهده ، فرد عليه الاخير قائلا: لم تكن بحاجة لمن يعرقلك فقد " كفيت ووفيت" . فهل يعتقد عون وبري حقا ان الناس ما زالوا يهتمون لما يقولانه ؟ الم يدركا بعد ان الناس تعبت من معارك السياسيين ؟ امر صحيح وحيد قاله بري ولو بطريقة مجتزأة.

اذ اعتبر ان عون "شوف  اللبنانيين نجوم الضهر". والصحيح ان كل اركان المنظومة ، بمن فيهم عون وبري "شوفوا"  اللبنانيين "نجوم الضهر" . فجهنم في النهاية ليست اختصاص عون لوحده ،  بل اختصاص  معظم  السياسيين والمسؤولين!

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

وانتصرت السوق السوداء رغم كل المحاولات، كيف لا وهي مرعية من اصحاب الايادي الطولى – ذوي القلوب والعقول السوداء..

اختفت الطوابير التي صنعتها التعاميم امام محطات البانزين، بمجرد ان حافظ التاجر على مستوى ربحه والمصرف على دولاره، وجرت الحلول كالعادة على حساب المواطن، فعاد جدول المحروقات بكله وكلكله معتمدا على اساس دولار السوق السوداء، اما دولارات منصة صيرفة فيبدو ان جلها لمديري المصارف وحاشياتهم وادواتهم في اسواق الدولار، وريعهم جميعا – بنوكا وصرافين وتجارا – للحاكم الاكبر لكل الاسواق – حاكم مصرف لبنان..

انه لبنان الذي اراده الاميركي وادواته على هذه الحال، محاصر من الخارج عبر منع المساعدات والهبات وحتى القروض عنه، ومن الداخل عبر مافيا من المنتفعين الذين يتبعون بالاهداف لمشروع التدمير الاقتصادي..

ومن طوابير البنزين والدولار الى معضلة باخرتي الفيول العالقتين عند الشواطئ اللبنانية تنتظران اشارات التفريغ عبر كتب الائتمان، فوزير الطاقة وليد فياض ناشد وزارة المال التدخل لتأمين الاموال المطلوبة، ووزارة المال ردت بالحاجة الى مرسوم لتامين الاعتمادات على ما قال الوزير، وبالتالي فان القول المتيسر الى الآن: ان الفيول في البواخر محجوز، وان عتمة كهرباء لبنان لا تزال حاجزة لجل ساعات اللبنانيين..

في يوميات العراقيين تلاعب بالدينار عبر الدولار، وتقنين لدخول العملة الى الاسواق بقرارات الفدرالي الاميركي كما يقول خبراء السياسة والاقتصاد ، ما ينذر بشحذ الخنجر الاقتصادي اميركيا للرد سياسيا في الساحة العراقية، وفي نسخة طبق الاصل سيدفع المواطن العراقي الثمن..

اثمان كبيرة يتحضر لدفعها الصهاينة وفق كبار محلليهم ، بعد تكوين حكومة بنيامين نتنياهو ونيلها ثقة الكنيست.

فصورتها المجمعة على مضض سياسي، تجعلها محكومة من اقصى اليمين المتطرف، ما ينذر بقرب الاشتباك وفق كبار المراقبين العبريين، الذين يخشون العواقب الكبيرة..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

وفي اليوم الثالث قبل نهاية عام 2022، لا تزال عناوين المأساة اللبنانية هي إياها، بفعل عجز الطبقة السياسية عن التفاهم على حلول، وفشل المؤسسات الدستورية في ترجمتها، من خلال ملء الفراغ الرئاسي بالرئيس المناسب، والشلل الحكومي بسلطة إجرائية فاعلة، والمراوحة التشريعية بقوانين إصلاحية طال انتظارها، ناهيك عن وضع قضائي معروف، استدعى تدخلا اوروبيا، سيسلك طريقه في المرحلة المقبلة في اتجاه لبنان.

وفي وقت لملم المعنيون أزمة البنزين بالتي هي أحسن، فاختفت الطوابير، ولو على حساب الناس، تبقى سائر المشكلات اليومية التي لا لزوم لتكرار تعدادها، بلا علاج، فيما المسؤولون عنها يبدعون في فنون الهرب الى الامام، في انتظار المجهول.

وعلى وقع كل ذلك، تترقب الاوساط السياسية اللبنانية الكلمة التي يلقيها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الثامنة والنصف من مساء الغد، خصوصا أنها الأولى له بعد التباين الأخير حول جلسة مجلس الوزراء مع التيار الوطني الحر، المعطوف على المواقف الواضحة للطرفين من الملف الرئاسي.

غير ان اللافت في الساعات الاخيرة، كان العودة الى نغمة الدعوة الى عقد جلسة جديدة لمجلس الوزراء، على لسان اوساط الرئيس نجيب ميقاتي، وكأن في البلاد من يتعمد الاستفزاز، سواء من خلال السطو على توقيع رئاسة الجمهورية، او عبر الإمعان في تجاوز الدستور ووثيقة الوفاق الوطني أو اتفاق الطائف، والميثاق الوطني بشكل عام، من دون ان يفهم احد ما الفائدة من تلك الممارسات، التي تأخذ حقوق الناس رهينة، وتربط تحريرها بالخروج على الدستور وتكريس اعراف تمس جوهر الصيغة اللبنانية وقضية العيش المشترك.

فإلى متى هذا الإجرام في حق وحدة لبنان؟ ومن يضع حدا لهذا التفلت غير المسبوق، الذي يكرس دستور الجمهورية اللبنانية حبرا على ورق، لا نصا قانونيا ساميا يرعى الحياة الوطنية في لبنان، وينظمها وفق أسس واضحة، تحقق الانسجام المطلوب بين المكونات اللبنانية وممثليها، وتبني الثقة في ما بينهم، على عكس ما يحصل اليوم؟

في انتظار الاجابة على هذا السؤال، البداية من رأس السنة، واستعدادات الصليب الاحمر والدفاع المدني في هذا الاطار.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

"عيدا عالطرمبة " كاد هذا الشعار أن يحل محل شعار "عيدا عالشتوية "، اللبنانيون وقفوا طوابير أمام المحطات في الصيف، وتكرر المشهد أمس، ربما شاءت الدولة ان تجعل المغتربين يشاهدون الذل على طريقة "برامج الواقع".

إنها أزمة "قصر نظر" من الدولة، و" قصر نفس" من المواطن، فبين وزارة الطاقة ومصرف لبنان والمصارف وشركات المحروقات "خبيصة" ولدت هلعا لدى المواطنين الذين يبدو أن جميعهم "ضوا العلام الأحمر" في سياراتهم، فارتصفوا صفوفا طويلة أمام المحطات، فهل فجأة " نشفت خزانات سياراتهم"؟

إنها أزمة متعددة الأضلاع: دولة ترتجل قراراتها، شركات تمتنع عن التوزيع ومحطات ترفع خراطيمها، ومواطن يهلع، وفي ظل هذا المثلث تكاد فرحة الأعياد تتلاشى، لكن تم تدارك ما حصل، وعاد شعار "عيدا عالشتوية ".

حكوميا، وبعد مرور قطوع المساعدات الأجتماعية للأسلاك العسكرية، تطرح فكرة عقد جلسة لمجلس الوزراء مطلع السنة الجديدة، وهذه الفكرة محط مشاورات لتحديد ما هي القضايا الملحة التي تستدعي عقد مثل هذه الجلسة.

وغدا مساء  يتحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، كلامه، ووفق العلاقات الإعلامية في الحزب، سيكون حول عدد من التطورات السياسية المحلية، من دون أن تحددها العلاقات الاعلامية.

غدا، وزير الدفاع الفرنسي، الذي كان اليوم في أوكرانيا، في بيروت، في زيارة أولويتها قوات الطوارئ الدولية، وسيلتقي رئيس الحكومة ووزير الدفاع وقائد الجيش.

اقليميا، حكومة جديدة في اسرائيل، وفي تعيين له مغزاه، عين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو،  وزير الاستخبارات السابق إيلي كوهين الذي لعب دورا مهما في تطبيع العلاقات بين اسرائيل  وعدد من البلدان العربية، وزيرا للخارجية.

لكن البداية مما يجري ماليا في مصر حيث الكابيتال كونترول اتخذ عمليا صفة المعجل، فيما هو في لبنان بصفة المؤجل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

هي من المرات النادرة في تاريخ مصادرة وزارة الإعلام سياسيا وحزبيا.. تمنح الوزارة الحرية الأولوية، ويجري وزيرها زياد مكاري معاهدة وعهدا على احترام المؤسسات الإعلامية والعاملين فيها وصون أمنهم وإذ انطلق الاجتماع في مبنى الوزارة من إعلان بيروت عاصمة ثقافية العام المقبل..

فإن الوزير مكاري أعلن وزارته عاصمة للكلمة الحرة وبيتا مفتوحا للديمقراطية...

وأول المبادئ الديمقراطية كان إدانة الاعتداء الذي تعرضت له قناة الجديد والإقلاع عن أساليب تهديدية ممجوجة تزيد المؤسسات الإعلامية تمسكا بالرأي الحر.

وهذا ما اتفق عليه المجتمعون من المؤسسات الإعلامية اليوم وأجمعوا على الإدانة، مع تسجيل ملاحظات لممثل تلفزيون المنار.

وأكدوا إحترامهم الكبير للمرأة اللبنانية وأدوارها في تحصين المجتمع..

وهو ما أكدت عليه الجديد أيضا والتي تطبق هذا النهج بالفعل وليس على صفحات البيانات...

واتفق المجتمعون على أن الجميع مدعو في هذه المرحلة إلى التحلي بروح المسؤولية الوطنية والاحتكام إلى الأطر القانونية المشروعة واللجوء إلى القضاء لحفظ الحقوق وصون الحريات...

وأمام القضاء اليوم دعاوى ودعاوى مضادة من المتعدي والمعتدى عليه قناة الجديد.. وهو الأسلوب الذي تلجأ اليه القناة للرد وعبر الأطر القانونية وليس تراشقا بكرة النار واليوم: ما قلناه قد قلناه، وأصبح الكلام للمحاكم...

وأما اللبنانيون فهم أنفسهم مطالبون "بفشة خلق" في الشارع، بعدما أغرقوا في أزمات لا تنتهي في نهاية العام.. بل تحزم حقائبها لتسافر معهم إلى العام الآخر وتستأنف أعمالها بكل نشاط، على أبواب المصارف والمحطات والأفران وعند أبواب الصيدليات ويمضون ليالي الألفين وثلاثة وعشرين تحت حكم العتمة وغياب الكهرباء وصراع تياراتها من البحر إلى النهر..

ومن وزارة المال إلى المصرف المركزي فوزارة الطاقة واتضح أن صيغة سلفة الخزينة التي شددت على طلبها الأمانة العامة لمجلس الوزراء من الوزير وليد فياض، لا يمكن صرفها إلا بمرسوم وزاري.. ما يعني إرجاء الحل.. و"كب" أمواله في البحر وعلى صراع المراسيم الجوالة منها، وتلك التي تعفنت في الأدراج السياسية.. دار سجال هو الأصدق بين رئيسين يتهمان بعضهما بالتعطيل...

فبكلام ما بعد العهد أفاض الرئيس السابق ميشال عون ووصف الرئيس نبيه بري بأبرز المعطلين والمعرقلين لمسيرته...

ولأن رئيس المجلس ينتظر هذا الاتهام عند أول المفارق ليدلي بشهادته.. فقد كتب لعون "رسالة خمس نجوم" ورد قائلا: لم تكن بحاجة إلى من يعرقلك، فقد وعدتنا بجهنم "ووفيت وكفيت"، وأضاف بري: للذكرى وليس للحنين، أربعة وسبعون قانونا صدرت ولم تنفذ وليست في الجوارير، أولهم وليس آخرهم الكهرباء..

وختم قائلا: حرمتنا رؤية النجوم ليلا "وشوفتنا نجوم الظهر"،

وعلى هذه المعادلة يفتتح الفندق السياسي اللبناني العام المقبل ليشهد على نزاعات وجلسات من قنابل فراغية.. سواء بين الحكومة والمراسيم الجوالة أو داخل مجلس النواب وعلى جلسات الرئيس...

وأما عدونا فقد سوى أمره بأسوأ الحكومات وأكثرها تطرفا وعنفا واستيطانا وتنكيل أسرى ومصادرة جثمانين الشهداء منهم ورسميا أصبحت حكومة بنيامين نتنياهو حاصلة على ثقة الكنيست، الذي أدت أمامه يمينها الدستورية..

وقد ضمت في صفوفها وزراء من أصحاب السوابق والقتلة وأصبحنا أمام حكومة إيتامار بن غفير المستوطن الأكثر تطرفا وقائد مجموعات المتطرفين في اقتحامات المسجد الأقصى وهي حكومة بتسلئيل سموتريتش رئيس حزب الصهيونية الدينية الداعي إلى استخدام القوة تجاه الفلسطينيين وهي تشكيلة آرييه درعي المدان بالتهرب الضريبي،

وألموج كوهين الذي نشر أخيرا صورة لنفسه قبل تسع سنوات وهو يجثو بركبتيه فوق ثلاثة فلسطينيين بينما كانوا مقيدين أرضا حكومة تستدعي الاستنفار داخل إسرائيل.. وفي محيطها من الدول.. وهناك أم المعارك.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

فقر وجريمة وهجرة في لبنان.. وانتصار ثورة إيران؟

مجلة "إيكونوميست" البريطانية/ترجمة أساس ميديا/الجمعة 30 كانون الأول 2022

2023 هو عام "تقاسم العالم" بين أميركا والصين. وهو عام الركود العالمي الذي لا مفرّ منه. وهو عام ستتحدّد ملامحه بناءً على تطوّرات الحرب في أوكرانيا وتأثيرها على الجغرافيا والسياسة والأمن، والتضخّم وفوضى أسواق الطاقة. وسيشهد 2023 ولادة مفردات جديدة في اللغة والتعاملات اليومية: عملات مشفّرة، تشفير لاحق وكمّي، صراع مجمّد. وسيكون أكثر اضطراباً بسبب تقلّبات التنافس بين القوى الكبرى، وتداعيات جائحة كورونا التي عادت للانتشار في الصين، والاضطرابات الاقتصادية، والطقس القاسي، ونقص الغذاء، والتغيّرات الاجتماعية والتكنولوجيّة السريعة. "أساس" ينشر 5 حلقات تلخّص ملفّاً ضخماً جدّاً أعدّته مجلة "إيكونوميست" البريطانية الواسعة الانتشار والمعروفة بموضوعيتها عن العام المقبل، وقامت الزميلة إيمان شمص بترجمته إلى العربية ليكون بمثابة رؤيّة دولية لـ"عام التحوّلات" الذي عنونت به "أساس" ملفها السنويّ ويُنشر اعتباراً من يوم غد السبت. في الحلقة الأولى استشراف لمستقبل لبنان في 2023، وكذلك سوريا، وتوقّعات بأن يشهدا مزيداً من البؤس والانهيار، وتأكيد أنّ 2023 لن يشهد نهاية ثورة النساء والشباب الإيرانية، بل قد يشهد انتصارها وسقوط نظام الملالي.. الجيش هو من سيقرّر. ستواجه الدول العربية المستورِدة للنفط أزمة ديون في عام 2023 ومزيداً من الاضطرابات، بسبب التضخّم وضيق ميزانياتها، وتشدّد شروط صندوق النقد الدولي. لذا عليها أن تتعايش مع نهاية زمن التبرّعات السخيّة من دول النفط العربي. هذه أيام ولّت إلى غير رجعة. أمّا نظام الملالي في إيران، الذي سيدخل العام الجديد بمزيد من العنف ضدّ المتظاهرين ومزيد من الغضب الشعبي ضدّ رجال الدين، فسيتخبّط بين سيناريوهين: واحد متشائم وآخر متفائل بنهاية أزمتها، على الرغم من غياب أيّ مؤشّر إلى حلّ وسط. وقد يكون للجيش الصوت الحاسم في تقرير من ستكون إيران 2023 في يديه: آيات الله أم نساء الثورة.

مصر تنخفض مواردها

ترسم إيكونوميست صورة قاتمة للدول العربية المستوردة للنفط التي تنهي عام 2022 بديون مقلقة: مصر والأردن وتونس مدينة بحوالي 90 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في كلّ منها. أمّا لبنان فيتخبّط في فشله الذي نجم عن تخلّفه عن سداد ديونه في عام 2020، وفي إعادة هيكلتها، فتقزّم اقتصاده.

ستسعى هذه الدول إلى تنفيذ برامج صندوق النقد الدولي. لكنّ الدعم الخارجي الخجول لن يُخرجها من فخّ الديون وستكون ميزانيّاتها ضيّقة وستعاني صعوبات جديدة. كانت مصر أعلنت عن صفقة بقيمة 3 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي في تشرين الأول 2022. وهذا مبلغ تشتدّ حاجتها إليه. فيما تبلغ خدمة دينها ما يقرب من نصف إيرادات عام 2023. وهي تحتاج إلى المزيد من السيولة والدولارات. لذا ستبيع الحكومة المصرية بعض الشركات المملوكة للدولة لزيادة رأس المال، وستسعى إلى خفض استهلاك الكهرباء لتعزيز صادرات الغاز الطبيعي. وستستمرّ في خنق الواردات وتقليص الإنفاق على التعليم والرعاية الصحّية.

سبق لمصر أن خفّضت قيمة عملتها امتثالاً منها لشروط صندوق النقد الدولي، ففقدت 35 في المئة من قيمتها في عام 2022. وهذا يخفّض فاتورة الاستيراد، لأنّ السلع الأجنبية أصبحت باهظة الثمن بشكل متزايد. ويعتقد بعض المستثمرين أنّ الجنيه سيشهد المزيد من الانخفاض، والتضخّم سيبلغ ذروته، والأسعار سترتفع كثيراً في عام 2023.

لبنان: فقر وجريمة.. وهجرة

أمّا لبنان الذي توصّل إلى اتفاق على مستوى الموظفين مع صندوق النقد الدولي في نيسان 2022، فيتطلّب الإفراج عن القرض البالغ قيمته 3 مليارات دولار أن تقرّ حكومته ميزانية الدولة العامّة وأن تفرض ضوابط على حركة الأموال (كابيتال كونترول)، وأن تراجع قانون السرّية المصرفية، وأن تنظّف القطاع المصرفي والمالي. لكن لا شيء من هذا نفّذته الحكومة. ومع إقرار موازنة 2022 في أواخر أيلول، فمن غير المرجّح أن يحرز لبنان تقدّماً في عام 2023. فلا سياسيّوه الفاسدون ولا مصارفه المتعثّرة يريدون مواجهة الواقع. وسوف تعيش البلاد على الصدقات وتعتمد على ضخّ تحويلات المغتربين بالعملة الصعبة في الشتات اللبناني المترامي، لكنّ هذا غير كافٍ. قد ترسل إيران شحنات من الوقود لتوفير بضع ساعات من الكهرباء يومياً. لكنّ مستوى الفقر والجريمة سيستمرّ في الارتفاع. وسيهاجر المزيد من المواطنين: الطبقة الوسطى على متن الطائرات، والفقراء يخاطرون بحياتهم في قوارب الموت.

تقع تونس في مكان ما بين لبنان ومصر. ستواجه صفقة صندوق النقد الدولي معارضة متواصلة من الاتحاد العمالي العام التونسي. وستؤدّي تخفيضات الأجور ورفع الدعم إلى تفاقم الفقر. وسيحاول الرئيس قيس سعيّد ترهيب "اتحاد العمال" كي يوافق على الاتفاقية. لن يكون لدى تونس الكثير من الخيارات. وتظلّ الاضطرابات الاحتمال الراجح.

دول متعثّرة

هذه الدول وغيرها من الدول العربية المستوردة للنفط تتطلّع إلى دول الخليج للحصول على المساعدة، معتقدة أنّ استمرار أسعار النفط بالارتفاع سيعود على هذه الدول بمليارات الدولارات لتنفقها في المنطقة. لكنّ عصر المساعدات الخليجية السخيّة للحلفاء قد انتهى. بدلاً من ذلك باتت دول الخليج ترى هذه البلدان متعثّرة. وقد تقدِّم لها دعماً في المجالات الاستراتيجية، لكنّ الملوك لن يقدّموا لسلطات هذه البلاد شيكات على بياض. فمصر استدانت لبناء مشاريع ضخمة، مشكوك في عائداتها الاستثمارية. وستضطرّ تونس إلى دفع واحدة من أكبر فواتير الرواتب العامة في العالم. ولبنان حوّل اقتصاده إلى مخطّط بونزي عملاق. وبالتالي ليس لدى أيٍّ من هذه الدول خطة إصلاح جادّة. وسيكون عام 2023 هو المزيد من المشاكل.

إيران ظريف رئيساً

تتأرجح إيران بين سيناريو متشائم وآخر متفائل، ويبدو أنّ الجيش هو من سيقرّر مستقبل البلاد من خلال وضعه في أيدي آيات الله أو أيدي النساء الثائرات.

السيناريو المتفائل، حسب إيكونوميست، أن يتغيّر النظام قريباً، كأن يحتشد الإيرانيون خلال مهرجان ربيع النوروز في 20 آذار 2023 في مطار طهران لاستضافة طائرة مليئة بالمنشقّين المنفيّين، وتصطفّ الجماهير في الشوارع للترحيب بهم في مشاهد تذكّر بعودة آية الله الخميني إلى طهران عام 1979. ثمّ يُغيّر اسم المطار من الإمام الخميني إلى مهسا أميني التي أدّى قتلها إلى انبعاث الثورة. فيفرّ كثرة من الملالي، طلباً لحماية الميليشيات الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان. ويتوجّه البعض إلى عُمان أو الإمارات العربية المتحدة. أمّا المرشد الأعلى فيهرب إلى بكين. ويضع مجلس من الشباب الإيراني دستوراً جديداً ويستبدل رمز العلم بشعار الثورة: "المرأة، الحياة، الحرّية". وسيكون وزير خارجية النظام السابق محمد جواد ظريف رئيساً مؤقّتاً بعد تنحّي إبراهيم رئيسي، في محاولة لضمان انتقال سلس للسلطة. وسوف يلقى استحساناً في الخارج لكثرة المنفيين في حكومته، وهم من المتباهين بشهادات الدكتوراه من الجامعات الغربية. ويوقف ظريف إمداد روسيا بالطائرات بدون طيار، ويسعى إلى مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، فيدعو شركات الطاقة الغربية للتعاقد معها. ويحاول إلغاء قيود اللباس التي فرضها الملالي على النساء، ويتعهّد بإجراء استفتاء لمعرفة هل تظلّ إيران جمهورية إسلامية. وتعلن وسائل الإعلام الغربية أنّ السيّد ظريف هو غورباتشوف جديد.

سيناريو القتل

في المقابل، يتخيّل المتشائمون مشهداً مختلفاً تماماً: يرسل النظام قواته للتعامل بعنف مع المعارضة. ويصل عدد القتلى إلى الألوف فتضعف وحدة الشعب الإيراني، وتبرز الانتفاضات الانفصالية في كردستان وبلوشستان، وتهدّد بحرب أهلية، فتضعف الرغبة في تغيير النظام. سيعود فرض الحجاب الإلزامي وتباشر شرطة الأخلاق الانتقام. يعلن خامنئي المنتصر أنّ ابنه مجتبى هو خليفته. ويطلق النظام سلسلة من العمليات العسكرية الإقليمية لصرف الانتباه عن المعارضة الداخلية ولتعزيز الوحدة ضدّ الأعداء الأجانب.

قد تشمل الأهداف عمليات توغّل داخل أذربيجان بحجّة وجود شبكات استخبارات إسرائيلية. ويشتعل القتال حول حقول النفط في جنوب العراق، حيث تسيطر الميليشيات الموالية لإيران. قد تُطلق صواريخ على تل أبيب أو على خطوط الأنابيب السعودية وعلى الأسطول الأميركي الخامس في البحرين. وسيرتفع سعر برميل النفط إلى ما فوق 200 دولار. يرغب كثيرون في حلّ وسط نظراً إلى قوة الاستقطاب في إيران. لكنّ المتشدّدين من الجانبين قد يطيحون تلك الدعوات. وفي النهاية سيكون للجيش الصوت الحاسم في تقرير هل سيكون مستقبل إيران في أيدي آيات الله أو نساء الثورة، أيّاً كان الفائز من الطرفين، وسط توازن غير مستقرّ بين الركائز الثلاث للسياسة الإيرانية المتمثّلة في رجال الدين والشعب والقوات المسلّحة.

لقراءة النصّ الأصلي: إضغط على الرابط في أسفل

https://www.economist.com/the-world-ahead/2022/11/18/several-oil-importing-arab-states-face-debt-crises-in-2023

 

جماجم على منازل مسيحيين… ما الدوافع؟

يوسف دياب/الشرق الأوسط/29 كانون الأول 2022

عكّر صفو يوم الميلاد لدى أهالي بلدة بريح في منطقة الشوف (جبل لبنان)، رسوم وصور جماجم وضعها مجهولون على منازل عائدة لمسيحيين في البلدة، وأثارت هذه الصور التي تناقلها ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي موجة استياء سياسي وشعبي، وتقاطعت مواقف الأحزاب والقوى السياسية على رفضها ودعوة الأجهزة الأمنية إلى كشف فاعليها، حتى لا تستثمر طائفياً وتقود إلى توتير الأجواء في الجبل، الذي طوى صفحة الحرب. وسارعت بلدية بريح إلى محاولة احتواء ما حصل. وأشارت في بيان إلى أنه «منذ العام 2014 تاريخ العودة إلى بلدة بريح والمصالحة الوطنية التي جرت حيالها، وبلدتنا تنعم بالاستقرار والعيش المشترك والواحد بين جميع أبنائها». وأكدت البلدية، أن هذا الموضوع «قيد المتابعة الحثيثة مع سائر القوى الأمنية من أجل تبيان الحقيقة إذا كان الذي حصل فردياً أم بهدف إثارة الفتن ومحاسبة الفاعل أياً كان ولأي جهة انتمى».

أما مسؤول الحزب التقدمي الاشتراكي في بريح وجوارها سهيل أبو صالح، فقد رأى، أن الحادث «أعاد تثبت نموذج العيش المشترك في هذه البلدة، بدليل أن الأهالي وضعوا الحادث خلفهم». وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الأهالي «واثقون بأن من يقف وراء هذه الرسوم يحاول النيل من أبناء بريح المسيحيين والموحدين الدروز، الذين لم ولن يتأثرون بما حصل، لكنهم يطالبون بأن تأخذ العدالة مجرها وتقتص من الفاعل أياً يكن». وقال «الأجواء في البلدة كانت وما زالت هادئة والكل يعيش فرحة الميلاد المجيد ورأس السنة باحتفالات وأجواء كانت وما زالت توحد تجمع أهالي بريح على السراء والضراء».

الأحزاب السياسية ذات الحضور السياسي الفاعل في الجبل، تحسست خطورة هذه الرسالة وأبعادها، وأجمعت على وضع الأمر بيد القضاء والأمن، وطالب عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب بيار بو عاصي الأجهزة الأمنية بـ«الإسراع بكشف الفاعلين وتوقيفهم». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المقصود من هذا العمل التخريب والتوتير وخلق أجواء فتنة خرج منها الجبل ولن يعود إليها». وشدد بو عاصي على أن «العملية لن تؤدي إلى توتير الأجواء، والناس في بريح تتفاعل مع بعضها إيجاباً، لكن في الوقت نفسه نحن نصرّ على أن يأخذ القانون مجراه لأن ما حصل تهديد مباشر لأمن بريح والجبل». وتقع بلدة بريح المختلطة من المسيحيين والدروز في منطقة الشوف، وهي البلدة الوحيدة التي تأخرت العودة المسيحية إليها حتى 17 أيار 2014، من خلال المصالحة بين أبناء البلدة، التي رعاها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

وأكد أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي، ظافر ناصر، أن الحزب «طلب من الأجهزة الأمنية كافة أن تتحرّك بسرعة، والّا تتهاون مع هذا العمل المدان». وأشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى «تواصل حصل بين مسؤول الحزب في الجبل عمر غنّام مع عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب جورج عدوان وعضو تكتل «لبنان القوي» (الموالي للرئيس السابق ميشال عون) النائب غسان عطا الله، لتطويق ما حصل وعدم إعطائه أبعاداً حزبية أو طائفية من شأنها النيل من مصالحة الجبل».

وتأتي هذه العملية غداة التباينات السياسية القائمة بين الحزب الاشتراكي من جهة وتيار عون، خصوصاً بما خصّ ملفّ الانتخابات الرئاسية، ودعا ظافر ناصر إلى «وضع كلّ هذه الاحتمالات في الحسبان لأن المتربصين بأمن الجبل كثر، سواء الذين يريدون ضرب المصالحة أو ضرب الاستقرار في الجبل أو اللعب على التناقضات بين الأحزاب». وإذ فضّل عدم استباق التحقيق اعتبر أن «الأساس هو حماية جوهر مصالحة الجبل مع كلّ الأطراف السياسية، وعدم السماح لأحد بضرب هذا الخيار الاستراتيجي».

وآثر عضو تكتل «لبنان القوي» النائب فريد البستاني عدم إطلاق المواقف والاستنتاجات قبل انتهاء التحقيق. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا العمل مرفوض، ومن يقم به يعرّض السلم الأهلي في الجبل وفي البلاد للخطر»، لافتاً إلى أن «لا أحد لديه رغبة أو مصلحة بإثارة الفتن وضرب العيش المشترك؛ ولذلك يجب على الأجهزة الأمنية تحديد الفاعلين ومن يقف وراءهم بسرعة». من جهته، أكد عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» (الاشتراكي) النائب بلال عبد الله، في تغريدة على حسابه عبر «تويتر»، أن «المصالحة الحقيقية في الجبل والعيش الواحد فيه، لن تعكره الممارسات الصبيانية، واستحضار شعارات غريبة عن بيئتنا».

أما نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان، فاعتبر أن «ما حصل في بريح لا يعكس المناخ العام السائد في الجبل، حيث يسود الأمن والاستقرار والطمأنينة». وشدد على أن «الحادثة أتت من خارج السياق العام وهي مفتعلة من مغرضين لن يتمكّنوا من تعكير صفو هناء الحياة في بريح والجبل».

 

ورقة الرياض للحلّ: تسوية على الرئاسة والحكومة

صفاء درويش/الجمهورية/29 كانون الأول 2022

تنبّؤات كثيرة خرجت منذ بدء انعقاد جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، عن موقف المملكة العربية السعودية من الاستحقاق، وعن هوية مرشّحها المفضّل ووفق أي معايير؟ فمنذ العام 2016، تسير المملكة في وضوح بسياسة جديدة في لبنان، وهي سياسة الوقوف على مسافةٍ واحدة من الجميع حتى حدود معينة، فبعيدًا من شبه عداوةٍ قائمة مع «حزب الله»، وُلدت بعيدًا من الساحة اللبنانية، فإنّ أداء المملكة عبر سفارتها في بيروت كان مختلفًا عن تعاطيها في فترة ما قبل وصول ولي العهد الامير محمد بن سلمان. ورغم أنّ لبنان لا يندرج ضمن أي من أولويات بن سلمان اليوم، يبقى الملف اللبناني ملفًا يمس الحضور الشرق أوسطي لأي دولة عظمى لها نفوذ اقليمي في المنطقة. من هذا المنطلق، لا تعني مسألة الرئاسة الجانب السعودي إن فُصلت عن بقية الملفّات، ولكنّ ما يعنيها تحديدًا هو الاستقرار على كل الصعد. ومن هنا تنظر إلى ملف الرئاسة كعقدة من سلسلة عقدٍ تؤدي حلحلتها إلى تأمين هذا الاستقرار المنشود، والذي يعيد ترسيخ «اتفاق الطائف» ومعه المكتسبات التي لا يمكن لأحد أن يتساهل في مسّ الآخرين بها. تشير الأجواء، إلى أنّ المملكة تدرك تمامًا أنّ الإتيان برئيس تحدٍّ في لبنان سيعقّد الأمور أكثر، وسينسف فكرة الإستقرار، ما قد يهدّد وجود النظام. ومن هنا لم يشجّع أي مقرّب من السعودية، في بيروت والرياض على حدّ سواء، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على السير بترشيح رئاسي لن ينال دعم المملكة، ولن يكون له أي حظ في متابعة السعي نحو القصر الجمهوري. ورغم عدم مجاهرتها، ولا حتى دعمها العلني لأي اسم، من الواضح أنّ ورقة المملكة الرئاسية هي تسوية على الرئاسة والحكومة في آن، وهي تجنح بمضمونها نحو رئيسين وسطيين، للجمهورية والحكومة، يميل كلّ منهما نحو جهة ضامنة. ومن دون الخوض بالأسماء، لا بدّ للحل، إن أتى على «خاطر» السعوديين أن يكون برئيسين، يميل الأوّل بوسطيّته سعوديًا، ويجنح الثاني نحو طمأنة الفريق الآخر في لبنان. وهنا، تدخل مستجدّات العلاقة السورية ـ السعودية المتطوّرة، فتحضر سوريا مباشرةً كشريك أساسي في أي رؤية سعودية للبنان، وهنا نعود لتثبيت «اتفاق الطائف» وتقويته، والتي يجاهر قريبون من السعودية أنّه لا يقوى سوى «بعصًى سوريّة» مهما كان شكلها! معلومة واحدة تأخذ شكل الرضا السعودي المشروط على أيّ رئيس مقبل، أكان وسطيًا يميل للثامن من آذار، أم وسطيًا يحمل أي هوية أخرى، وهو تعهّد غير محدّد المعالم يقضي بعدم التفكير بتسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، وهو ما يُعدّ بديهيًا في حال استمرار عدم رضا المملكة عن رئيس الحكومة السابق. الأكيد أنّ الحلّ في لبنان يمرّ عبر الرياض دومًا، وإرضاء الرياض اليوم عنوانه واحد: استبعاد سعد الحريري!

 

وفد من "لقاء الهوية والسيادة" زار الراعي وسلمه وثيقته المتضمنة رؤية لبناء دولة نموذجية

وطنية نداء الوطن/29 كانون الأول 2022

أعلن "لقاء الهوية والسيادة" في بيان، ان وفدا من اللقاء برئاسة الوزير السابق يوسف سلامه وعضوية: ممثل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي عبد الخالق والدكتور محمد السماك والسيد قصي شرف الدين والاستاذ كميل منسى والدكتور جبران كرم والسيدة سينتيا ابونيان، زار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، في حضور المطران سمير مظلوم.  وفي نهاية الاجتماع، تحدث الشيخ سامي عبد الخالق باسم اللقاء، وقال :" قصدنا بكركي في الزمن الميلادي، زمن المحبة والتسامح والوفاء، لنقدم التهاني بعيدي الميلاد ورأس السنة ونؤكد لحراسها أن لقاء الهوية والسيادة الذي انطلق من رحمها منذ عقد ونيف امتد على مساحة الوطن بكامل مكوناته الانسانية". أضاف:" بناء عليه، أودعنا غبطته وثيقة وطنية تناولت رؤيتنا الكاملة لكيفية بناء دولة نموذجية قابلة للحياة، في محاولة جدية لاحياء حوار لبناني لبناني صادق وصريح وقادر على تشخيص علة الوطن وفرض العلاج الشافي له اذا ما تسلح بوحدة وطنية صلبة".

 

عون: بري وأتباعه عرقلوني... وتفاعم مار مخايل "عملو جبران"

"شعوذات" صيرفة: دولار "السحر الأسود" يغذّي "السوق السوداء"

نداء الوطن/29 كانون الأول 2022

نظرياً، لا شكّ في أنّ تعاميم حاكم المصرف المركزي تساهم في إعادة لجم سعر صرف الدولار كلما "جنّ جنونه"، فيبادر إلى فتح خزائن الخزينة لضخّ جرعة إضافية من دولارات المودعين في سوق "صيرفة" لكبح جماح سوق "الصيارفة"، فيتراجع السعر ويتخدّر الناس لبعض الوقت حتى ينتهي مفعول الجرعة تحت تأثيرات لعبة العرض والطلب ليعاود الدولار قفزاته التصاعدية مجدداً خارقاً سقوفاً جديدة ومسجلاً رقماً قياسياً جديداً على حساب الليرة. وهنا عملياً، يكمن بيت القصيد وراء الغاية من "الشعوذات المالية" المتّبعة في عمليات منصة "صيرفة"، بحسب تعبير أحد الخبراء الماليين، مؤكداً أنّ هذه المنصة أوجدها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في سبيل "لمّ الدولارات من السوق وليس لضخّها فيها"، بخلاف ما توحي تعاميمه، إذ إنّ ما يقوم به هو أشبه بـ"السحر الأسود الذي يستخدمه لتعذية السوق السوداء بالدولارات، بدايةً عبر إغراء المواطنين بشراء الدولار من المصارف على تسعيرة صيرفة لبيعه بتسعيرة الصرافين وتحقيق ربح من الفارق الضئيل بين التسعيرتين، فيسارع بعدها "المركزي" إلى جمع الدولارات بسعر الصرف المنخفض من السوق قبل أن يعود السعر إلى الارتفاع مجدداً... وهكذا دواليك منذ نشأة "صيرفة" على تسعيرة 12 ألف ليرة حتى بلغت اليوم مستوى 38 ألفاً". وخلال مخاض ضخ الدولار وسحبه من السوق، تخلق هذه الحركة المالية البهلوانية بلبلة في الأسواق سرعان ما ترتد سلباً على المواطن فيدفع أضعاف ما حصّله من ربحية "صيرفة" ثمناً لتغطية تكاليف حياته، معيشياً ومالياً واقتصادياً، كما يحصل في السوبرماركات وكما حصل أمس مع عودة الطوابير إلى محطات الوقود على خلفية إشكالية رفض المصارف تزويد أصحاب المحطات بدولار "صيرفة"، فحُرم اللبنانيون من التزوّد بالوقود على أساس جدول الأسعار الصادر عن المديرية العامة للنفط الذي سجّل تراجعاً في تسعيرة تنكة البنزين بعدما رفعت المحطات خراطيمها، على أن تعاود أعمالها اليوم بموجب جدول أسعار جديد يلحظ تسعير التنكة على أساس دولار السوق السوداء.

وفي الغضون، يواصل أصحاب الربط والحل في السلطة السياسة تفقير اللبنانيين وتجويعهم وهدم كل مقومات صمودهم في مواجهة تداعيات الأزمة، حتى أضحى "الوطن في خطر والشعب يتلقى الضربات" وفق ما حذر البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس، في معرض تنديده باستمرار تعطيل الاستحقاق الرئاسي بما يشكله من مدخل ومعبر إلزامي لحلحلة سائر الأزمات التي تعصف بالبلد، مبدياً في هذا المجال رفض بكركي مواصلة "الأخذ والرد" و"الطريقة الخطأ" التي تنتهجها الكتل النيابية في عملية انتخاب الرئيس.

وتزامناً، سُجّل أمس أعنف هجوم من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على "محور الممانعة" المعرقل للانتخابات الرئاسية، واصفاً تعطيل هذا المحور لانتخاب رئيس الجمهورية بأنه "عمل في غاية الحقارة يضرب الديمقراطية والوطنية ولبنان"، لكنه شدد في الوقت عينه على أنّ ما يحصل اليوم في الاستحقاق الرئاسي "ليس بسبب جبروت محور الممانعة إنّما بسبب ضعف من كان يجب عليهم تحمّل مسؤولياتهم ويرفضون القيام بذلك"، وأضاف: "جلّ ما في الأمر أنّنا بحاجة الى أشخاص يتحمّلون مسؤوليتهم، وعلى المواطنين الذين يكتوون يومياً بنار الأزمة أن يطلبوا من النائب الذي اقترعوا له بصفته صاحب الوكالة النيابيّة، التصويت في الانتخابات الرئاسيّة لرئيس جدّي يعيد الحق الطبيعي الى موقع رئاسة الجمهوريّة"، مع الإشارة إلى أنّ "الفريق الآخر يقوم بشلّ انتخابات الرئاسة لأنه يريد رئيساً يكون في خدمته، رئيساً له وليس رئيساً للبنانيين، وهذا ما يقصده عندما يقول نريد رئيساً "منرتحلو"، في حين أنّ ما نريده هو إراحة البلاد وليس إراحة هذا الفريق". أما على مقلب الفريق الآخر، فبرزت مساءً إطلالة للرئيس السابق للجمهورية ميشال عون عبر شاشة "أو تي في" جدد خلالها التصويب على رئيس مجلس النواب نبيه بري بوصفه المسؤول الأول عن حماية الفساد في الجمهورية، فأكد أنّ "بري وأتباعه" عرقلوا عهده ومنعوه من الإصلاح، مستعرضاً قائمة من "18 بنداً" قال إن من عرقل إنجازها هو "رئيس المجلس النيابي الذي حكم محل القضاء واعتدى على أنظمة الحكم متجاوزاً صلاحياته التشريعية". وفي المقابل، حرص عون على التزام الصمت إزاء أي سؤال يتعلق بالعلاقة مع "حزب الله"، واكتفى بالإشارة إلى أنّ "جلسة المصارحة مع الحزب لازم تصير مع جبران" باسيل، كاشفاً على العلن للمرة الأولى أنّ تفاهم مار مخايل "جبران عملو" مع "حزب الله"، واليوم يريد تعديله وتطويره "وأنا أؤيده في ذلك".

 

"نداء الوطن": وزارة الإعلام تستردّ إدارة "تلفزيون لبنان" بحكم قضائي

ريشار حرفوش/نداء الوطن/29 كانون الأول 2022

صدر حكم قضائي عن قضاء العجلة يوم أمس الثلثاء، قضى باسترداد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري إدارة تلفزيون لبنان. مكاري الذي أكد عبر موقع "نداء الوطن" الالكتروني المعلومات المتداولة، أعلن أنه سيعتمد الآلية المحدّدة قضائياً بعد صدور الحكم القضائيّ. وقال اليوم الأربعاء: "ستقوم الجهات المعنيّة بالجردة اللازمة مع قسم المحاسبة على أن تقوم الوزارة باستلام مهام الإدارة بشكل مباشر". وتابع: "التقصير الذي حصل ساهم بالإسراع في بتّ الملف، علماً أن فيفيان لبس ستواصل ادارة شؤون المؤسسة المستقلة ولكن تحت وصاية الوزارة بشكل مباشر". وشدد مكاري على أن "لتلفزيون لبنان استقلاليّة معينة، والوضع بدأ يتفاقم في التلفزيون منذ 6 أشهر، وكان من الأفضل أن يصدر هكذا قرار لما فيه خير الموظفين، وهو متعلق بالتقصير الحاصل، ونتمنى ألا يأخذ منحى سياسيّاً". وختم: "هناك استحالة لتعيين مدير عام جديد أصيل في ظل وجود حكومة تصريف الأعمال، وما يمكن فعله اليوم يكمن بأن أدير شؤون التلفزيون أنا، أو أنتدب أحداً، وهذا ما سيبحث في الأسابيع المقبلة بعد الأعياد المجيدة". من جهته، أعلن مصدر معنيّ بشؤون الموظفين المتضررين من سوء الإدارة الحالية عبر "نداء الوطن" أن "الحكم القضائي الأخير كان بمثابة خشبة الخلاص الوحيدة للتلفزيون". وختم المصدر: "هذا ما عملنا عليه مع الوزارة لتحصيل حقوق الموظفين الذين لم يتقاضوا مستحقاتهم منذ 8 أشهر، ومطلبنا يكمن بإدارة الوزارة لشؤون التلفزيون لشهرين مقبلين ريثما يتم تعيين حارس قضائي جديد طالما أن الحكومة الحالية عاجزة". "نداء الوطن" وسعياً منها للوقوف على آراء مختلف الأطراف المعنية بهذا الملف، حاولت التواصل مع فيفيان لبّس التي يتوقع إنتهاء مهامها نهاية الشهر الأول من العام المقبل، الا أنها لم تنجح بالوصول اليها بما أنها أقفلت خطّها الهاتفي رفضاً لأي تصريح صحافي.

 

وزير الدفاع الفرنسي في لبنان الجمعة

| إم تي في اللبنانية/29 كانون الأول 2022

أفادت مصادر فرنسية لـ”mtv” بأن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لو كورنو سيقوم بزيارة الى لبنان من الجمعة 30 كانون الاول حتى 2 من كانون الثاني يلتقي خلالها القوات الفرنسية العاملة في قوات الطوارئ الدولية ويمضي معهم ليلة رأس السنة. ومن المتوقع أن يلتقي لو كورنو رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع اللبناني موريس سليم وقائد الجيش جوزيف عون. وأكدت مصادر دبلوماسية لـ”mtv” أن الاهتمام بهذا الملف وعقد اجتماعات دورية تشاورية في باريس أو كما حدث أخيراً في الرياض لا يعني أن هناك اختراقا حدث، نافية الانباء الواردة عن عقد مؤتمر دولي حول لبنان. وتأتي هذه الزيارة في وقت تبذل فيه باريس مساعي واتصالات لمواكبة الوضع الراهن ومساعدة لبنان.

 

سلامة يُجهّز أرضية التمديد؟!

"ليبانون ديبايت"/الخميس 29 كانون الأول 2022      

ربطت أوساط متابعة قرارات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الأخيرة برغبته بتجهيز الأرضية لتمديد ولايته، مشيرة الى أن السؤال هو من سيعرقل التمديد وليس من سيوافق عليه. واستبعدت الأوساط غياب ملف سلامة عن لقاءات النائب جبران باسيل الأخيرة، معتبرة أن الفراغ في حاكمية مصرف لبنان سيكون كارثي، وتسليم صلاحيات الحاكم لوسيم منصوري، النائب الشيعي للحاكم، هو أحد عناصر الضغط على باسيل، وهو ما يُمكن أن يجعله يُوافق ضمنيًا على التجديد لسلامة.

 

هل باتت التسوية في الملعب اللبناني؟

فادي عيد/ليبانون ديبايت/الخميس 29 كانون الأول 2022     

تعتبر أوساط نيابية واسعة الإطلاع، أنه من الصعب الحديث عن أية مواعيد لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد، في ظلّ ما يتمّ التداول به عن عِقدٍ وعقبات لا تزال تعترض أي حلً للإنقسام السياسي الداخلي، والذي أدّى إلى فشل عشر جلسات نيابية في انتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية، ولذا، ترى هذه الأوساط، أن عوامل عدة تدخل في الإعتبار عند الحديث عن موعد نهاية الشغور الرئاسي، علماً أنه من غير الممكن أن يستمر هذا الأمر طويلاً، نظراً للإختلاف الكبير في واقع الشغور الرئاسي الحالي عن واقع الشغور الذي حصل ودام لفترة عامين في العام 2014. وترفض الأوساط النيابية، أن يصبح هذا الشغور أمراً واقعاً، وأن يتّجه المسؤولون، كما المواطنين، إلى التأقلم معه على أساس أنه من الممكن أن يستمر الوضع طبيعياً وتعمل المؤسّسات من دون أية عوائق، في الوقت الذي يبقى فيه الموقع الأول في الدولة شاغراً. وبالتالي، فإن انتخاب الرئيس، لم يعد مهمةً ذات طابعٍ محلي، وهو ما درجت عليه الأمور منذ سنوات، حيث أن هذه العملية لم تكن تحصل في أي مرحلة إلاّ بعد تفاهمات خارجية تنسحب محلياً، وذلك مهما طال الوقت وأمد الخلاف أو الشغور. وعليه، فإن الأوساط النيابية نفسها، لا تزال ترى أنه طالما أن الفريقين الأساسيين في المجلس النيابي، قد توقفا عند خيارهما الرئاسي الأول وهو النائب ميشال معوض مقابل الورقة البيضاء، فإن المجال ما زال متاحاً أمام البحث بمرشّحٍ توافقي، طالما أن فريق الورقة البيضاء، لم يتبنَّ أي مرشّح، وهو ما تصفه مصادر نيابية في هذا الفريق، فرصةً أو إشارةً لفريق المعارضة، للتفاهم حول شخصية قد تكون قادرة على حصد تأييد غالبية نيابية تسمح بوضع حدٍ للفراغ الرئاسي. وبانتظار الوصول إلى هذه المعادلة التوافقية، تؤكد الأوساط النيابية ذاتها، أنه وبمعزلٍ عن المناخ السياسي حول الإستحقاق الرئاسي، فإن ظروف المرحلة الحالية، تختلف بشكلٍ كلّي عن ظروف مرحلة ما قبل انتخاب الرئيس السابق ميشال عون، وهي في الدرجة الأولى تحمل طابعاً مالياً، حيث أنّ الأزمة المالية التي تعصف بالبلاد لا تسمح بشغور طويل الأمد، حيث أنه في العام 2014، كان سعر الصرف مستقراً، وكان الإقتصاد يشهد نمواً ملحوظاً، بينما اليوم، لم يعد الواقع المالي أو الإقتصادي، يسمح بتضييع الوقت وتأخير عمليتي الإنتخابات الرئاسية، وتالياً الإنقاذ المالي والإقتصادي، وذلك، مع العلم أن إدارة مرحلة الشغور في هذه المرة، لا تبدو ممكنة بل محفوفة بالخلافات والإنقسامات التي تهدّد بتعطيل عمل المؤسسات الدستورية وتعميق الإنهيار الذي بدأ يسلك منحىً بالغ الخطورة في الأيام الماضية، خصوصاً مع امتداد واقع الإنهيار إلى قطاع الدواء وصحة المواطن. وفي سياقٍ متصل، تعتبر هذه الأوساط، أن ميزان القوى الدولي كما الإقليمي، يشهد اختلافاً من حيث الإتجاهات والأولويات، حيث أن هناك تقاطعاً على هذا الصعيد بوضع الإستحقاق الرئاسي في الملعب اللبناني.

 

هل تنجح المساعي بين المعارضة والنواب الـ20

"ليبانون ديبايت"/الخميس 29 كانون الأول 2022      

تُسابق المعارضة الوقت والتدخلات الخارجية من أجل لبننة الإستحقاق الرئاسي، والسباق الذي يتّجه إلى التزخيم مع مطلع العام الجديد، يركِّز على توحيد الصفوف وإطلاق نقاش مع كل النواب المستقلين والمعارضين ونواب تكتل "التغيير"، للوصول إلى بلورة تصوّر مشترك عشية العودة إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد. ومن ضمن هذا السياق، يأتي طرح المبادرة الحوارية التي يتمّ الإعداد لها بعيداً عن الأضواء، والتي تجزم مصادر مسؤولة في "القوات اللبنانية"، بأنها ليست بالضرورة مبادرة حوارية جديدة، مؤكدةً بأن ما يحصل هو أن مكوّنات المعارضة، على اختلافها في نقاشٍ مستمر، مع العلم أن هذا النقاش لم يتوقّف يوماً، وبالتالي، فإن "القوات" حريصة على متابعته من جهتها، وكذلك بالنسبة للمكوّنات كلها. وتشير المصادر المسؤولة في "القوات" رداً على سؤال لـ "ليبانون ديبايت"، إلى أن التواصل والحوار بين كل القوى المعارضة، تتواصل ولم تتوقف يوماً، ومن ضمن هذا السياق، فإن زيارة النائب وائل أبو فاعور إلى معراب منذ أيام، هي "جزء من التحصين المتواصل للموقف من الملف الرئاسي الذي تفاهمنا عليه مع الحزب التقدمي الإشتراكي". وبالتالي، تشير المصادر، إلى أن "القوات تعتبر، ومن الأساس، أنه في حال تمكّنت المعارضة من التواصل مع النواب ال20 الذين يشكّلون نواب الثورة، وشخصيات معارِضة ومستقلّة، قد ننجح في إحداث خرق أساسي والتوافق على توجّهٍ مشترك إزاء الإستحقاق الرئاسي". وعن طبيعة هذا التوجّه الرئاسي المشترك، تؤكد المصادر "القواتية"، أن التركيز مع مطلع السنة الجديدة سيتناول البحث في كيفية تجميع الصفوف، لأن الخيار الآخر هو استمرار الشغور، كما أن الخيار الآخر، سيعني انتظار الفريق الآخر، أي فريق 8 آذار لكي يبلور نفسه ويوحّد صفوفه، مشيرةً إلى أنه بالنسبة للقوات، فإن خيار الشغور خطير جداً على البلد لأنه

"خيار تدميري".

وتلفت المصادر، إلى أنه "خارج هذا السياق سيستمر الشغور، أو سنكون أمام وضعية 8 آذارية مهدِّدة لوضعية البلد السياسية والمالية والإقتصادية، ولذلك، فإن الخيار الوحيد اليوم، هو أن تتمكّن مكوّنات المعارضة، والتي فشلت في الإتفاق حتى اللحظة، من بلورة تصوّر مشترك، لأن خلاف ذلك سيجعل لبنان في خطر". وتخلص المصادر "القواتية" المسؤولة، إلى الكشف عن أن مساعي التقارب والحوار سوف تتجدّد، علماً أنها مستمرة ولم تتوقف أبداً، موضحةً أنه اعتباراً من المرحلة المقبلة ما سيحصل هو تفعيل العمل في هذا السياق.

 

أسماء رئاسية جديدة من خارج المتداولة!

"ليبانون ديبايت"/29 كانون الأول 2022

تُجمع المواقف والتسريبات في الأيام القليلة الماضية على أن العام الجديد سيشهد زحمة مبادرات تحت عنوان الإستحقاق الرئاسي و"فتح كوّة" في جدار التأزّم الحالي، حيث من الطبيعي أن تترافق هذه الأجواء مع تعديلات وتغييرات في نادي المرشحين الرئاسيين، وذلك، في ضوء واقع الجمود والمراوحة في وضعية المرشحين الحاليين، والتي لم تلحظ أي تطور في الجلسات الإنتخابية العشرة التي شهدتها ساحة النجمة. وبناءً على هذا الأساس، بدأت الكواليس السياسية تشهد تسرّباً للمبادرات الحوارية التي ستنشط بها كتلتا "الجمهورية القوية" و"لبنان القوي" في الأسبوع المقبل، بعدما أعلن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل عن إطلاق مبادرة تحت عنوان الأولويات الرئاسية في الأسبوعين المقبلين، فيما كشف النائب ملحم رياشي، عن خطة ثانية ل"القوات اللبنانية"، ستعلن عنها في مطلع الشهر المقبل. وبنتيجة هذه المعطيات، سيكون من البديهي، وكما كشفت أوساط سياسية واسعة الإطلاع لـ"ليبانون ديبايت"، أن تكون هذه المحطة الرئاسية، مناسبةً لطرح أسماء جديدة ومرشحين رئاسيين من خارج نادي المرشحين المتداولة خلال الأشهر الأخيرة، وذلك تناغماً مع الخيارات الجديدة. وبالتالي، وإلى أن يعود البحث في الحلقة المقبلة من مسلسل جلسات انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية المتوقعة في الخميس المقبل، سيحضر الحديث عن هذه اللائحة في الكواليس السياسية والديبلوماسية في لبنان، كما في عواصم القرار العربية والغربية. لكن الأوساط المطلعة هذه، تتوقّع أن تأتي الطروحات وفق أسس جديدة لم تتمّ مقاربتها حتى هذه اللحظة السياسية، وذلك بسبب تمسّك القوى السياسية بخياراتها الرئاسية ومن بينها "الورقة البيضاء". ومن هنا، فهي تعتبر أن انقلاباً سيحصل في الصورة الداخلية إنطلاقاً من هذه المعطيات، ومن دون أن يعني هذا الأمر أن موعد انتخاب الرئيس العتيد قد بات وشيكاً، أو من الممكن تحديده منذ لحظة الإعلان عن أي مبادرة رئاسية جديدة، أو عن خطة "ب". وعن احتمالات النجاح والفشل لهذه المبادرات، تؤكد الأوساط السياسية المطلعة، أنها مرتبطة بنضوج "القرار" في مكان ما من العواصم المعنية بالملف اللبناني، وخصوصاً تلك التي تمّ استحضارها من قبل أطرافٍ داخلية، قد أعلنت بشكلٍ أو بآخر عن عجزها في إتمام الإستحقاق الرئاسي. وسيقود هذا الواقع إلى الدخول الخارجي في عملية تشكيل المواصفات المطلوبة للرئيس العتيد، وتحديد طبيعة علاقاته الدولية، والإستحقاقات التي قد يواجهها في ظل الإحتقان الإقليمي. ورداً على سؤال حول هذه المواصفات، تقول الأوساط، أنها تختلف عن كل ما هو مطروح حالياً، بحيث أنها ليست فقط سياسية أو توافقية، بل إقتصادية قادرة على استعادة الثقة الدولية قبل المحلية، وعلى تأمين المرور الآمن من ضفة الإنهيار إلى ضفة الإنقاذ بمعونة خارجية.

 

أنت مصاب بالسرطان”… رسالة خاطئة من مركز طبي تثير الذعر!

قناة العربية.نت/29 كانون الأول 2022

فوجئ عدد من الأشخاص في مدينة دونكاستر البريطانية برسالة نصية من مركز طبي شهير في الـ23 من كانون الأول، تؤكد إصابتهم بـ”سرطان الرئة العدواني”، والتي تم إرسالها بالخطأ بدلاً من رسالة تتمنى لهم عيد ميلاد سعيد. وأثارت هذه الرسالة لحظات من الرعب بعد تلقيهم الرسالة من المركز الطبي والتي عكرت صفو احتفالاتهم بعيد الميلاد في أجواء من السعادة. وبعد حوالي 22 دقيقة، أرسل المركز رسالة نصية ثانية، يقدم فيها “اعتذارا صادقا” عن الخطأ، مضيفا: “كان يجب أن تقول رسالتنا لكم: نتمنى لكم عيد ميلاد مجيد وسنة جديدة سعيدة”. وأثارت تلك الرسالة ذعر الكثيرين، خاصة أن بعضهم كانوا بالفعل ينتظرون نتائج الفحوصات الخاصة بسرطان الرئة. وقال المطور العقاري، كريس ريد (57 عاما)، إن الرسالة التي تلقاها بعد اختبار سرطان الرئة “جعلت شريكته تنهار بالبكاء”. وعلى الفور، حاول ريد الاتصال بالمركز لكنه وجد خطوط الهاتف غير متاحة، فهرع إلى المركز ليتم إبلاغه بعد ذلك أنه كان “خطأ”، وأن نتائج السرطان التي حصل عليها كانت “سلبية في الواقع”.

 

“نافذة أمل”… بري قرّر “حفر جبل التعقيدات” ولو بإبرة!

الجمهورية/29 كانون الأول 2022

أبلغت مصادر سياسية واسعة الاطلاع إلى «الجمهورية» قولها، انّها على الرغم من الأفق المسدود، فإنّها تلمح نافذة امل، وقالت: «المشهد الداخلي أمام مراوحة مفتوحة في دائرة السلبية، الّا إذا نجحت المحاولة الاخيرة لكسر حلقاتها، التي يُنتظر ان يقوم بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وخصوصًا انّه اعلن انّ الشغل الجد، سيبدأ اعتبارًا من مطلع السنة الجديدة». وإذا كانت اجواء الرئيس بري تؤكّد انّه ليس بصدد تكرار الدعوة إلى حوار بين المكونات الداخلية، على اعتبار انّ عناصر هذا الحوار غير مكتملة جراء عدم تجاوب «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» مع هذا المنحى، فإنّ في أجندة رئيس المجلس افكارًا لكسر حلقة التعقيد، منها عقد جولات من المشاورات الثنائية مع الكتل النيابية والتوجّهات السياسية. واكّدت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، انّ “بري قرّر ان يحفر جبل التعقيدات ولو بإبرة، ويراهن في محاولته هذه، على انّ استفاقة سياسية شاملة تقارب الأزمة بمسؤولية وتكسر الواقع التعطيلي القائم”. واوضحت: “خصوصًا انّ ما استتبع هذا التعطيل من تداعيات على اكثر من صعيد، زادت من مخاطر الأزمة وأعبائها على اللبنانيين، يفترض انّه يحفز الاطراف السياسية على أن تتعمق في قراءة وضعنا الكارثي، وان يتحمّل كل طرف مسؤوليته في الشراكة في إحداث اختراق في الجدار الرئاسي المسدود، يفضي إلى توافق على انتخاب رئيس للجمهورية، حيث لا سبيل لإنهاء الأزمة من دون هذا التوافق، والّا فإنّ لبنان سيبقى غارقًا في مشهد سوداوي مفتوح، وبمعنى اخطر، مشهد أقرب إلى ساحة للتداعيات والمصاعب التي فقد اللبنانيون طاقتهم على تحمّلها”.

 

التحذيرات تتوالى… فهل تحمل 2023 وجعًا كبيرًا للبنان؟

الجمهورية/29 كانون الأول 2022

ما يزيد من سوداوية المشهد اللبنانيّ، هو أجراس الخطر التي تواظب المؤسسات المالية الدولية على قرعها، وآخرها ما تبلّغته مستويات اقتصادية مسؤولة من تحذيرات وصفت بالأكثر من جدّية هذه المرّة، من انّ لبنان سيقبل على وجع كبير جدًا اعتبارًا من بدايات السنة الجديدة، ما لم يسارع المسؤولون فيه إلى إعادة ترتيب واقعه السياسي بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة على وجه السرعة، تباشر فورًا في خطوات التعافي والانقاذ.

حيث ورد في هذه التحذيرات ما حرفيّته: «امامكم فرصة ضيّقة جدًا يمكنكم خلالها من تجنّب الوجع غير المحتمل الآتي عليكم. والإجراء الأقرب امامكم هو إتمام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، حيث لا سبيل غيره امام لبنان. ويؤسفنا إبلاغكم بأنّ وضعكم الحالي تخطّى حدود الانهيار، وخرج من دائرة التصنيفات السلبية، وصرتم في مرتبة حرجة جدًا ودون الصفر بمراحل، حيث بات بلدكم اقرب من اي وقت من ان يُصنّف بدولة فاشلة».

 

مولوي يحسمها: لا تأجيل للانتخابات البلدية

الوكالة الوطنية للإعلام/29 كانون الأول 2022

كد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي أننا “سنبقى بمؤازرة القوى الامنية لتمر الاعياد بسلام، ونحن موجودون لنكون إلى جانب الناس ونعطيهم الامل والثقة بنفسهم ووطنهم”. وقال مولوي بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي: “نتمنى إنتخاب رئيس للجمهورية لإعادة التوازن للحكم وهذا ما شدّد عليه البطريرك الراعي”. كما كشف وزير الداخلية أنّ “التحضيرات للانتخابات البلدية بدأت”، لافتًا الى أنها “يجب أن تحصل بشهر أيّار ولا تأجيل بالنسبة لنا”. الى ذلك، اوضح أنّ “رئيس الحكومة هو من يقرر موضوع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء”، مشددا على أنّ “الأمن ممسوك وأنّ الشعب اللبناني لا يريد حربا وهو يقاوم هذا الوضع الاقتصادي السيء”. وفي موضوع رميش، طمأن الى أن” قوى الامن تعمل لحماية الأهالي وتتابع الموضوع ولا عودة للحرب الدموية”. وعن وضع النافعة، لفت مولوي الى أنها “بدأت تعمل وفق نظام جديد لتسهيل امور الناس وسيطبق القانون على الخارجين من السجن”.

 

 فياض: تم الاتفاق على تكون الكهرباء أقل كلفةً.. ولكن!

صحف/29 كانون الأول 2022

كشف وزير الطّاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض عن مستجدات ملف الكهرباء موضحًا أنّ “هناك عائقًا من وزارة المال فهي لا تعطي القرار لمصرف لبنان بصرف الأموال” . وأشار فياض خلال مؤتمر صحافي إلى ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أكّد توفّر المال، متمنّيًا أن تحجز هذه الأموال لتوريد الفيول. وأضاف: “يجب إما تأمين سلفة الاعتماد لنتفادى الهدر أو أن توضع النقاط على الحروف فلغي الموضوع من أساسه”. وتابع: “تم الاتفاق على تكون الكهرباء أقل كلفةً اذا توجهنا الى خطة الطوارئ ولكن هذا الموضوع شائك والجهات الاجنبية التي يجب أن تساعد تتأخر”، سائلًا: “أما في الداخل فما الذي يؤخّرنا إذا مصرف لبنان أكّد وجود الاموال؟”

 

قاتل زينة كنجو في قبضة السلطات السويدية

الوكالة الوطنية للإعلام/29 كانون الأول 2022

أفاد وكيل عائلة المغدورة زينة كنجو المحامي أشرف الموسوي أن “القضاء السويدي أوقف القاتل ابراهيم الغزال، إنفاذا لمذكرة الانتربول الدولية الصادرة في حقه من المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات على خلفية قتله زوجته زينة كنجو، وبعد صدور مذكرة توقيف غيابية في حقه من قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا، في انتظار استرداده من دولة السويد ومحاكمته في بيروت أصولا”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الكنيست الإسرائيلي يمنح ثقته للحكومة الجديدة برئاسة نتانياهو

وكالات/29 كانون الأول/2022

منح البرلمان الإسرائيلي اليوم الخميس، ثقته للحكومة الجديدة برئاسة بنيامين نتانياهو والتي ينظر إليها على أنها الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية. وصوّت 63 نائبا من أصل 120 في البرلمان لصالح حكومة نتانياهو التي تضم حزبه الليكود وأحزابا دينية متشددة ويمينية متطرفة.

 

نتنياهو يؤدي اليمين الدستورية رئيساً للحكومة الإسرائيلية

تل أبيب/الشرق الأوسط//29 كانون الأول/2022

ادى بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، اليمين الدستورية رئيساً للوزراء في إسرائيل، بعدما منح البرلمان (الكنيست) ثقته للحكومة الجديدة التي يُنظر إليها على أنها الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية. وأدى نتنياهو اليمين الدستورية بعد دقائق على منح 63 نائباً، من أصل 120، ثقتهم للحكومة التي شكّلها من وزراء من حزبه «الليكود» وأحزاب دينية متشددة ويمينية متطرفة. وشدد نتنياهو على أن هدفه الأول والأساسي يتمثل في «إحباط جهود إيران الرامية إلى تطوير ترسانة نووية» و«ضمان تفوق إسرائيل العسكري في المنطقة». وأعرب عن أمله في «توسيع دائرة السلام مع الدول العربية». بدوره، قال حزب «ليكود» المحافظ بزعامة نتنياهو إن الحكومة «ستدعم الاستيطان وتعززه» في مناطق «للشعب اليهودي حق خالص لا يقبل المساس» فيها. وتعتبر معظم القوى العالمية بناء المستوطنات على أراض جرى الاستيلاء عليها خلال الحرب، غير قانوني. من جهة أخرى، انتخب البرلمان الوزير السابق أمير أوحانا رئيسا جديدا للكنيست بأغلبية 63 صوتا فيما صوت خمسة نواب ضد القرار وامتنع نائب واحد عن التصويت. ينتمي أوحانا الذي دخل الكتيست للمرة الأولى عام 2015 إلى حزب الليكود. ويعتبر الرجل الثالث في الدولة بعد الرئيس ورئيس الوزراء، وفق الدستور.

 

تحديات حكومة نتنياهو

(تحليل إخباري)تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/30 كانون الأول/2022

في الوقت الذي وقف فيه بنيامين نتنياهو على منصة الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، ليعرض حكومته وحتى نزوله عنها، كان نواب المعارضة بقيادة يائير لبيد، يهتفون في وجهه «ضعيف... ضعيف». وقد راح رئيس الجلسة يوبخهم ويخرج من الجلسة النائب تلو الآخر. ونتنياهو نفسه خرج عن طوره، وأخذ يصرخ على النواب. فقال «أنا أتحدث عن مواجهة التهديد الإيراني وأنتم لا تصغون. لأنه لا يهمكم بشيء. أين انتماؤكم الوطني؟». وكانت تلك صورة سريالية ترمز كثيراً لما هو قادم. نتنياهو تحدث عن تحديات حكومته، وأولها التحدي الإيراني كما قال، ثم الحفاظ على إسرائيل متفوقة على كل محيطها، وثانيها مد خط سكة حديد من أعلى الشمال وحتى أقصى الجنوب، وثالثها الاستمرار في توسيع دائرة السلام مع الدول العربية لأجل إنهاء الصراع الإسرائيلي - العربي. وقال، إن إسرائيل تدخل عامها الخامس والسبعين، وإنه يعد للخمس والعشرين سنة المقبلة أن تكون سنوات الإنجازات الهائلة في الازدهار والأمن والأمان والسلام والتطور. وقد رد عليه لبيد، فعدّد إنجازات حكومته المنتهية ولايتها (أوقفنا الاتفاق النووي من دون صراع مع واشنطن وحاربنا «كورونا» من دون فرض إغلاق وخفضنا البطالة إلى 3 في المائة ورفعنا الصادرات بنسبة 15 في المائة ووضعنا خطة لمكافحة العنف في المجتمع العربي وأقمنا علاقات دولية لم يسبق وإن كان لإسرائيل مثيل لها)، ودعا الحكومة الجديدة بألا تهدم هذه الإنجازات، ووعد «نحن عائدون قريباً إلى الحكم».

عندما تكلم نتنياهو صفق له نواب الائتلاف الحكومي، مع أن أنظمة الكنيست تحظر التصفيق. فراح نواب المعارضة يصفقون له أكثر، لدرجة أنه لم يستطع إكمال خطابه. وكاد ينزل عن المنصة من دون أن يعرض أسماء الوزراء، كما ينص القانون. فسارع مساعدوه إلى إعادته. وبدا نتنياهو فعلاً ضعيفاً ومرهقا ومترهلاً، حتى أن كثيراً من المقربين قالوا، إن نتنياهو اليوم هو ليس نتنياهو القائد القوي الذي عرفناه. لكن المشكلة أيضاً، أن المعارضة لم تظهر قائداً قوياً آخر ينافسه. لبيد يعدّ شخصية باهتة عديمة الكاريزما، وكذلك الأمر بيني غانتس. والمعارضة بكل أحزابها، ورغم أن لديها 56 نائباً في الكنيست، لم تستطع تجنيد أكثر من 200 شخص للتظاهر ضد الحكومة الجديدة. لهذا؛ يتحدثون عن «معارضة» أخرى يمكنها أن تهدد نتنياهو بشكل فعلي، هي «الواقع» السياسي الذي يواجه، أكان ذلك داخل إسرائيل أو خارجها. فهو يعرف تماماً ما هي حكومته وكم هي متعبة وجاذبة للمشاكل والأزمات. يعرف أنها يمكن أن تدخله في شرخ شديد وربما صراعات حادة بين مختلف الشرائح اليهودية، متدينين وعلمانيين، يمين ويسار، وتدخله في تنافر حقيقي مع الجيش، وقد رأينا ملامح تململ في المؤسسة العسكرية القوية. وتدخله في صدام دامٍ مع الفلسطينيين في المناطق (الضفة والقطاع) وفي اشتباك مع مواطني إسرائيل العرب (فلسطينيي 48)، وقد تدخله في صدام مع يهود الويات المتحدة والإدارة الأميركية ودول أوروبا. ولكنه رضخ لحلفائه في اليمين المتطرف حتى النهاية. ولأنهم لا يثقون بوعوده، قام بتحويل طلباتهم إلى قوانين تمت المصادقة عليها حتى قبل إقرار الحكومة، وهو أمر لم يحدث في التاريخ الإسرائيلي. وقد أثار ردود فعل سلبية للغاية حتى في صفوف مؤيديه، وقال 60 في المائة من الإسرائيليين، إنهم يخشون على الديمقراطية بسببها. لكن نتنياهو يتحمل كالفيل كل هذه السيناريوهات. فما يريده من هذه الحكومة، ولا يجده لدى أي حكومة بتركيبة أخرى، هو ممارسة الضغوط لكي ينجو من السجن، إذا ما أدين بتهم الفساد التي تجري محاكمته حولها. فهذا هو التحدي الكبير. لأجله يخوض حرباً على الجهاز القضائي. فيهدد بسنّ قوانين تقيد المحكمة العليا وتشطب ما لديها من صلاحيات تتيح لها إبطال قوانين يسنّها الكنيست. فإذا رضخ القضاء ونجا نتنياهو، سيتفرغ لبقية التحديات، ولن تكون لديه مشكلة عندئذ في أن يفكك الائتلاف الحكومي المتطرف ويقيم ائتلافاً آخر أو يذهب لانتخابات جديدة. وهنا يُسأل السؤال: ماذا سيحدث مع التحدي الإيراني، الذي وضعه نتنياهو في رأس اهتمامه؟ والجواب هو، أن علاقات نتنياهو السيئة مع الجيش، تثير شكوكاً في إمكانية شن حرب. وعلاقاته مع الإدارة الأميركية سيكون لها دور أساسي في محاربة إيران، أو حتى أذرعها من الميليشيات المسلحة في سوريا ولبنان أو الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. لذلك؛ يتوقع أن يستمر في الوضع الحالي من دون تغيرات متطرفة. لذلك؛ فإن نتنياهو سيصب جام اهتمامه حالياً بمعركة النجاة أولاً من القضاء، وينتظر ليرى التطورات اللاحقة. ومن وجهة نظره، يوجد معه وقت كافٍ، حتى يعالج الملفات الأخرى.

 

بايدن يصف نتنياهو بـ«الصديق» ويتعهّد المضي قدماً بدعم حل الدولتين

واشنطن/الشرق الأوسط»/30 كانون الأول/2022

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم (الخميس) أنه سيتعاون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصفه بـ«الصديق»، لكنه تعهّد معارضة السياسات التي تشكّل خطراً على حل الدولتين مع الفلسطينيين، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال بايدن في بيان: «أتطلع للعمل مع رئيس الوزراء نتنياهو الذي كان صديقي على مدى عقود، للتعامل بشكل مشترك مع التحديات والفرص التي تواجه إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك التهديدات الإيرانية». وأضاف: «كما فعلنا طوال عهدي، ستواصل الولايات المتحدة دعم حل الدولتين، ومعارضة السياسات التي تشكّل خطراً على قابلية تحقيقه، أو تتناقض مع مصالحنا المتبادلة وقيمنا».

 

بوتين يهنّئ نتنياهو ويأمل بتعزيز التعاون مع إسرائيل

موسكو/الشرق الأوسط/29 كانون الأول 2022

رحّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، بعودة بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة في إسرائيل، آملا بتعزيز التعاون مع الدولة العبرية «في كل المجالات»، وفق ما أفاد الكرملين في بيان. وقال بوتين في رسالة وجهها إلى نتنياهو «آمل أن تواصل الحكومة الجديدة برئاستكم النهج الهادف إلى تعزيز التعاون الروسي الإسرائيلي في كل المجالات من أجل مصلحة شعبينا، وبهدف ضمان السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط». وأضاف «نقدر كثيرا في روسيا مساهمتكم الشخصية طوال أعوام في تعزيز العلاقات الودية بين بلدينا»، علما بأن نتنياهو سبق ان وصف الرئيس الروسي بأنه «صديق» في مناسبات عدة.

وبعد بدء الهجوم الروسي على اوكرانيا في فبراير (شباط)، التزمت اسرائيل موقفا حذرا حيال موسكو في ما بدا سعيا الى الحياد.

 

سفيرة إسرائيل في فرنسا تستقيل رفضاً لحكومة نتنياهو

باريس/الشرق الأوسط//29 كانون الأول/2022

قدّمت السفيرة الإسرائيلية في فرنسا يائيل جيرمان استقالتها، اليوم الخميس، بعد نيل الحكومة الجديدة الثقة برئاسة بنيامين نتنياهو التي تُعدّ الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. ونشرت جيرمان، على «تويتر» في منتصف النهار، رسالة بالعبرية أرسلتها إلى رئيس الحكومة الجديد.وقالت السفيرة، في الرسالة: «سياستكم وتصريحات وزراء حكومتكم ونياتكم التشريعية تتعارض مع ضميري ورؤيتي ومبادئ إعلان استقلال دولة إسرائيل». وأضافت: «في ظل هذه الظروف، لا يمكنني الكذب على نفسي والاستمرار في تمثيل سياسة مختلفة جذرياً عن كل ما أؤمن به، ولهذا أقدم لك استقالتي من منصبي سفيرة لإسرائيل في فرنسا»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». وعرض نتنياهو فريقه الوزاري على نواب الكنيست صباحاً قبل حصولهم على الثقة. وأعلن خصوصاً تعيين وزير الاستخبارات السابق إيلي كوهين وزيراً للخارجية. وكان قد أشار، في اليوم السابق، إلى تعيين يوآف غالانت وزيراً للدفاع، وهو ضابط كبير سابق يُعدّ قريباً من الحركة المؤيدة للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة. وجيرمان في الأصل مؤرِّخة، بدأت حياتها السياسية في حزب ميريتس (يسار). وبعد تولّيها رئاسة بلدية هرتسليا، انتُخبت نائبة في عام 2013 عن حزب يش عتيد (هناك مستقبل) برئاسة رئيس الوزراء السابق يائير لبيد. كما تولّت حقيبة الصحة من مارس (آذار) 2013 إلى ديسمبر (كانون الأول) 2014 قبل تعيينها سفيرة في باريس عام 2021.

 

روسيا تشن أعنف هجوم صاروخي... ومدن أوكرانيا تغرق في الظلام

صاروخ أوكراني «يستفز» دفاعات بيلاروسيا... ومينسك «تدرس الموقف»

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط//29 كانون الأول/2022

شهدت المدن الأوكرانية، اليوم (الخميس)، أوقاتاً عصيبة بعد تعرضها لأعنف هجوم صاروخي منذ بدء الحرب في فبراير (شباط) الماضي. وأفادت وسائل إعلام روسية وأوكرانية أن ضربات مكثفة استهدفت عشرات المدن، وأسفرت عن قطع التيار الكهربائي في غالبيتها. وقالت السلطات الأوكرانية إن روسيا استهدفت العاصمة كييف ومدينة خاركيف في الشمال الشرقي ومدناً أخرى. وحملت عبارات وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على «تويتر» إشارة إلى حجم الصدمة الأوكرانية باتساع مجال الضربات وكثافتها. وكتب: «بربرية متبلدة. هذه هي الكلمات الوحيدة التي تتبادر إلى الذهن عندما ترى روسيا تطلق وابلاً آخر من الصواريخ على مدن أوكرانية مسالمة قبل بداية العام الجديد». ووفقاً للمعطيات، فقد أطلق سلاح الجو الروسي أكثر من 120 صاروخاً في أنحاء البلاد، ودوَّت صفارات الإنذار في غالبية المدن الأوكرانية لخمس ساعات في واحدة من أطول فترات الإنذارات منذ انطلاق الحرب.

وأعلن الجيش الأوكراني لاحقاً، أنه أسقط 54 صاروخاً من بين 69 أطلقتها روسيا في هجوم بدأ في السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي. وكتب الجنرال فاليري زالوجني، قائد القوات الأوكرانية على موقع «تلغرام»: «أطلق المعتدون صباح اليوم صواريخ كروز من الجو والبحر، وصواريخ موجهة مضادة للطائرات على منشآت البنية التحتية للطاقة في بلدنا». وجاء القصف بعد هجوم خلال الليل شنته طائرات مسيّرة انتحارية إيرانية الصنع.

وجاء الهجوم الواسع بعد رفض الكرملين خطة سلام أوكرانية، وتمسكه بأنه يتعين على كييف الإقرار بضم روسيا لأربع مناطق أوكرانية. وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر «تلغرام» إسقاط 16 صاروخاً فوق العاصمة. فيما ذكر إيغور تيريخوف، رئيس بلدية خاركيف، أن المسؤولين يستوضحون الأهداف التي تعرضت للقصف، وما إذا كان هناك ضحايا بعدما تسببت الصواريخ الروسية في سلسلة من الانفجارات. بدوره، لفت أندريه سادوفي رئيس بلدية لفيف في أقصى غرب البلاد، إلى انقطاع الكهرباء عن 90 في المائة من المدينة، إلى جانب توقف وسائل النقل العام التي تعمل بالطاقة الكهربائية عن العمل. وكان المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك، قد قال إن أكثر من 120 صاروخاً أُطلقت على أوكرانيا. وكتب على «تويتر»: «ننتظر مقترحات أخرى من قوات حفظ السلام بشأن تسوية سلمية».

في الوقت ذاته، قالت شركة سكك الحديد الأوكرانية إن حركة القطارات تأخرت في الكثير من الخطوط نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي. وكتب عمدة كييف فيتالي كليتشكو على «تلغرام» أن العاصمة قد تعاني من انقطاع التيار الكهربائي، وحضّ السكان على شحن هواتفهم وتخزين المياه. وتم الإعلان عن انقطاع التيار الكهربائي أيضاً في منطقتي أوديسا ودنيبروبتروفسك بهدف تقليل الأضرار المحتملة في البنية التحتية للطاقة. وأضاف كليتشكو: «40 في المائة من المستهلكين في العاصمة بقوا من دون كهرباء بعد الهجوم الصاروخي. ومن جانب التقنيين، تم اتخاذ جميع تدابير السلامة اللازمة في أثناء الغارة الجوية، وهم يعملون حالياً لإعادة عمل منشآت الطاقة. ويتم توفير الدفء والمياه في المدينة بشكل طبيعي». في المقابل، قالت ممثلية إقليم دونيتسك الموالية لموسكو إن القوات الأوكرانية قصفت منطقتي كيروفسكي وكويبيشيفسكي في دونيتسك بـ17 قذيفة مدفعية. وأضافت الممثلية في بيان أمس: «تم تسجيل قصف من التشكيلات المسلحة الأوكرانية في الساعة 11:05 استهدف منطقة كيروفسكي بمدينة دونيتسك، وذلك بخمس قذائف مدفعية». ووفقاً للبيان، فقد أطلقت القوات الأوكرانية أربع قذائف على منطقة في دونيتسك، وثماني قذائف في منطقتي كيروفسكي وكويبيشيفسكي. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت القوات الأوكرانية أربع قذائف على منطقة كالينينسكي في جورلوفكاو، ولاحقاً استهدفت منطقة منطقة كيروفسكي بمدينة دونيتسك بـ12 قذيفة مدفعية.

في الوقت ذاته، أفادت السلطات المحلية في مقاطعتي بيلغورود وبريانسك الروسيتين المحاذيتين لحدود أوكرانيا، بأنه تم تشغيل الدفاعات الجوية الروسية فيهما صباح أمس. وكتب فياتشيسلاف غلادكوف، حاكم مقاطعة بيلغورود عبر «تلغرام» أنه ليست هناك إصابات وأن خدمات الطوارئ تدرس المعلومات حول الآثار المحتملة على الأرض، مضيفاً أن جزءاً من صاروخ سقط على أحد طرق المنطقة. تزامن ذلك، مع إعلان وزارة الدفاع الروسية أن قواتها نجحت في السيطرة على مواقع جديدة مهمة على محور دونيتسك، ولفتت في بيان إلى أن القوات «تواصل التقدم والسيطرة وتم اليوم تحييد أكثر من مائتي عسكري أوكراني على محاور عدة». وأفاد البيان العسكري الروسي بأنه تم أيضاً «تدمير أكثر من مائة موقع قيادة وتمركز لقوات كييف وثلاثة مستودعات للذخيرة، بالإضافة إلى إسقاط طائرتين هجوميتين أوكرانيتين ومروحيتين».

* بيلاروسيا

على صعيد آخر، برزت مقدمات لتطور خطر في الحرب بعد الإعلان أمس عن إسقاط صاروخ أوكراني من طراز «إس 300» انتهك الأجواء البيلاروسية. وأفادت وزارة الدفاع البيلاروسية بأن نظام الدفاع الجوي البيلاروسي أسقط الصاروخ الأوكراني في منطقة بريست الحدودية. وذكرت في بيان أنه «تمت إصابة الهدف الجوي نحو الساعة 10:00 صباحاً بتوقيت موسكو». وقالت الإدارة العسكرية: «عُثر على شظاياها في حقل زراعي قرب قرية جورباخا بمنطقة إيفانوفو بمنطقة بريست». وأظهر الفحص أن الحطام كان لصاروخ موجّه مضاد للطائرات أُطلق من أراضي أوكرانيا. ووعدت الوزارة بتقديم تفاصيل إضافية لاحقاً. وأعلنت الرئاسة البيلاروسية أنه «تم إبلاغ الرئيس ألكسندر لوكاشينكو على الفور بالحادث الذي وقع في النصف الأول من اليوم. وبناءً على تعليماته، تم تشكيل مجموعة من المتخصصين من بين منتسبي لجنة التحقيق ووزارة الدفاع في البلاد للوقوف على أسباب الحادث». وكان وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين، قد أعلن في وقت سابق أن «الوضع الأمني في الاتجاه الأوكراني لا يمكن التنبؤ به، لكنه خاضع للسيطرة». وأضاف أن مينسك ترى في «مجموعة من الإجراءات التي يتخذها الناتو استعداداً لتوسيع نطاق الحرب». بدوره، قال الرئيس البيلاروسي في وقت سابق إن أوكرانيا «تدبر استفزازات على الحدود»، مشدداً على أن الجيش البيلاروسي «لا يشارك في العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا. لكنه مستعد لمواجهة أي مخاطر». ونقلت وسائل إعلام بيلاروسية أن «لجنة حدود الدولة رصدت تكرار الاستفزازات من الجانب الأوكراني، كما لوحظ أن الأوكرانيين كانوا يقومون بتلغيم الطرق والجسور، ويقومون بدوريات متزايدة، ويتم إسقاط الطائرات المسيّرة الأوكرانية على الأراضي البيلاروسية».

 

وزيرة الخارجية الفرنسية: الضربات الصاروخية الروسية ضد أوكرانيا «جرائم حرب»

باريس/ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط//29 كانون الأول/2022

نددت وزيرة الخارجية الفرنسية، اليوم، بالضربات الصاروخية الروسية التي استهدفت البنى التحتية المدنية في مدن أوكرانية رئيسية. وكتبت كاترين كولونا، في تغريدة لها على حسابها الرسمي في منصة «تويتر»: «واصلت ورسيا، صباح اليوم، حملة القصف المنهجية التي تستهدف البنى التحتية المدنية بإطلاقها 100 صاروخ، ما يُعدّ رقماً قياسيا». وأضافت: «إن أياً من هذه الأعمال ضد المدنيين يُعدّ جريمة حرب، وفق القانون الدولي». وعصراً، أصدرت وزارة الخارجية بياناً «أدانت بأقصى الشدة» الضربات الكثيفة التي قامت بها روسيا والتي أصابت «كامل الأراضي الأوكرانية»، مركزة «بشكل متقصد على البنى التحتية الخاصة بالطاقة والتي دمرت مساكن وتسببت بانقطاع التيار الكهربائي والمياه وعطلت وسائل النقل وأوقعت الكثير من الجرحى المدنيين».ووفق البيان، فإن هذه الاستهدافات المنهجية والمقصودة تبيِّن «رغبة روسيا في الإيقاع بالمدنيين وتهشيم مقاومة الشعب الأوكراني». وختم البيان أن هذه الأعمال «لا يمكن أن تبقى من غير عقاب»، مذكّرا بعزم فرنسا على «مواصلة محاربة التفلت من المحاسبة» وهي تؤكد «مواصلة باريس الدعم العسكري والمدني لأوكرانيا وتعزيز قدراتها على المقاومة».

 

اختصاصية فرنسية: الرئيس الروسي مستمر في الهروب إلى الأمام

تاتيانا كاستويفا جان: مصير الحرب في أوكرانيا سيحدد مصير بوتين شخصياً

باريس/ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط//29 كانون الأول/2022

تُعدُّ تاتيانا كاستويفا جان من أبرز الباحثين في الشأن الروسي بفرنسا، وهي تدير «مركز دراسات روسيا والدول المستقلة حديثاً»، التابع ﻟ«المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية» الذي يُعد أحد أبرز مراكز البحث على الصعيد العالمي. وفي موضوع مطول نشرته في صحيفة «لوموند» الفرنسية المستقلة، تسلط الباحثة الضوء على سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والحرب التي أطلقها على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي ودوافعها العميقة، والأسباب التي تجعله مصراً على مواصلتها مهما يكن الثمن الذي يتعين عليه دفعه في الداخل والخارج. ترى الباحثة أن بوتين «مستمر في الهروب إلى الأمام». والإشكالية الرئيسية التي تتبدى من خلال مراجعة التطورات التي حدثت منذ نحو 11 شهراً وحتى اليوم، تبين أن بوتين «لا يأخذ في الحسبان الحسابات العقلانية والموازنة بين الخسائر والمنافع، بل تقوده نزعة متأصلة من كرهه لأوكرانيا؛ تحوّلت إلى هوس، وللغرب بشكل عام، وهو كره يتجذر مع مرور الوقت». ولأن هذا هو واقعه؛ فلا فشل هجومه على كييف في بداية الحرب، ولا الصعوبات التي يواجهها في فرض سيطرة قواته على منطقة الدونباس، ولا أعداد القتلى بالآلاف من قواته، ولا العقوبات الغربية التي تكبّل الاقتصاد الروسي، جعلته يعيد النظر في هذه الحرب التي يبدو أكثر فأكثر أنه قد يخسرها بسبب الدعم اللامحدود الذي يقدمه «الغرب الأطلسي» لأوكرانيا؛ سياسياً ومالياً؛ وخصوصاً عسكرياً. وتؤكد تاتيانا كاستويفا جان، أن هدف بوتين الذي لا يتغير هو «الاستيلاء على أوكرانيا، وإلحاق الهزيمة بشكل غير مباشر بالغرب». ترى الباحثة أن 3 أسباب رئيسية تبرر هروب بوتين إلى الأمام: أولها «اعتباره أن مصير الحرب سوف يقرر مصير روسيا ومصيره الشخصي»، ومصير الطموحات التي حملها وعنوانها: «إعادة الاعتبار لروسيا وتعزيز مواقعها بمواجهة الغرب والولايات المتحدة تحديداً، وضرب هيمنتها على العالم»، فضلاً عن أن صراعه مع الغرب «نزاع حضاري». وفي العديد من خطبه، يشدد بوتين على أن الغرب استكمل ما فعله بالاتحاد السوفياتي، وأضعف روسيا لفترات طويلة. ولذا؛ فإن التكلفة والخسائر التي تدفعها روسيا في هذه الحرب؛ بما فيها البشرية، «يمكن تبريرها في النظرة التاريخية؛ لأنها تندرج في ما بدأه قياصرة روسيا منذ مئات السنين». وفي المحصّلة؛ فإن هذه الحرب «لم يكن ممكناً تلافيها»، مما يبرر أن «بوتين هو من فضّل أن يضرب أولاً».

السبب الثاني في هروب بوتين إلى الأمام، يتمثل في قناعة بوتين، رغم الهزائم التي لحقت بقواته حتى اليوم، بأنه «قادر على الانتصار؛ لأنه لا يمكن لقوة نووية كروسيا أن تُهزم». وفي سردياته، يستعيد الرئيس الروسي أدبيات الحرب التي خاضتها روسيا بقيادة ستالين ضد ألمانيا النازية، بالتركيز على أنها حرب وجود. وبالتوازي؛ يبدو بوتين مطمئناً للدعم الذي يتلقاه في الداخل؛ وبالتحديد دعم النخبة الروسية. لكن هذا الواقع لا يمكن أن يغطي على الانقسامات التي برزت داخل قياداته العسكرية، والتي ظهرت من خلال إقالة قادة كبار لفشلهم في المعارك. لكن الباحثة تنبه إلى أن مزيداً من الخسائر الميدانية، سيضاعف الضغوط الداخلية على بوتين. أما السبب الثالث؛ فتعيده الباحثة إلى أن بوتين لا يكنّ للغرب أي احترام أو تقدير، والدليل على ذلك أنه يعمل على إحداث انقسامات داخله، وفي جناحه الأوروبي بوجه خاص، إنْ من خلال الضغط عبر مبيعات الغاز والنفط، وإنْ من خلال رشوة بعض الشخصيات والأحزاب الأوروبية، والتعويل على تمرد دول مثل المجر... وإذا كان ضم 4 مناطق أوكرانية رسمياً (دونيتسك، ولوغانسك، وزابوريجيا، وخيرسون)، كان غرضه وضع الغرب أمام واقع جديد، فإن في وسع بوتين اللجوء إلى أسلحة جديدة؛ كإعلان الحرب رسمياً، أو التعبئة العامة، إنْ على كامل الأراضي الروسية أو في المناطق الحدودية وإغلاق الحدود، أو عبر التهديد باللجوء إلى السلاح النووي التكتيكي، إضافة إلى ما يقوم به منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من استهداف البنى التحتية المدنية ومحطات الكهرباء والمواصلات في أوكرانيا...تبدو الباحثة الفرنسية متأكدة من أن بوتين «لن يتراجع أو ينكفئ»؛ الأمر الذي يطرح على واشنطن والعواصم الغربية سؤالاً رئيسياً؛ هو: إلى أي حد ستبقى المجموعة الغربية - الأطلسية متماسكة وعازمة على دعم أوكرانيا في مواجهة التصعيد الروسي بما فيه النووي؟ خصوصاً أنه لا شيء في الأفق يشي بوجود مبادرة تفضي بالطرفين إلى العودة لطاولة المفاوضات، بالنظر إلى تباعد المنطلقات والأهداف، ولغياب وسيط قادر على التقريب بين الفريقين المتواجهين.

 

إيران… الحرس الثوري يهاجم منازل الصحافيين!

قناة العربية.نت/29 كانون الأول 2022

كشف موقع “إيران إنترناشونال” نقلًا عن تقارير أنّ “الحرس الثوري الإيراني هاجم في الأيام الأخيرة منازل عدد من الصحافيين وصادر أجهزتهم الإلكترونية”. وأضافت التقارير أن “عناصر النظام هددت الصحافيين بالاعتقال في حال نشر محتوى أو آراء شخصية حول الاحتجاجات أو أوضاع المعتقلين أو إجراء مقابلات مع أسرهم”. وكان النظام الإيراني قد اعتقل عشرات الصحافيين في مختلف المدن، واستدعى عشرات آخرين عقب اندلاع الاحتجاجات على خلفية مقتل الشابة مهسا آميني.

 

إيران تعيّن محافظاً جديداً للبنك المركزي إثر تراجع قياسي للريال

لندن/الشرق الأوسط//29 كانون الأول/2022

استقال محافظ البنك المركزي الإيراني، اليوم الخميس، وعيّنت الحكومة خلفاً له، بعد أن عانى الريال من انخفاض قياسي بسبب العقوبات المفروضة على البلاد منذ 2018، وفق ما أوردت وسائل إعلام رسمية. وأوردت وكالة «تسنيم» أن «مجلس الوزراء وافق، يوم الخميس، على استقالة محافظ البنك المركزي علي صالح آبادي، وقام بتعيين محمد رضا فرزين خلفاً له». وأضافت أن ذلك جاء «تزامناً مع تشديد تقلبات سعر صرف العملات الأجنبية خلال الأسابيع الأخيرة»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضحت وكالة «تسنيم» أن محمد رضا فرزين كان مديراً تنفيذياً للبنك الوطني. وعُيّن المحافظ المستقيل قبل 15 شهراً، وجاء تنحّيه في وقت فقَد الريال فيه نحو ربع قيمته خلال شهرين فقط، وانخفض من نحو 330 ألفاً للدولار إلى 430 ألفاً مع ارتفاع التضخم. وتتعرض إيران لسلسلة من العقوبات الأميركية منذ عام 2018، عندما سحب الرئيس دونالد ترمب بلاده من الاتفاق النووي لعام 2015 بين طهران والقوى الدولية الكبرى. وخّفف الاتفاق، المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، العقوبات السابقة مقابل فرض قيود على برنامج طهران النووي؛ لضمان عدم تطويرها سلاحاً نووياً، وهو أمر طالما نفت سعيها إليه. كما استهدف الغرب الكثير من الشركات الإيرانية وكبار العسكريين بعد اتهام إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيّرة لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا عقب الغزو الروسي لتلك الدولة قبل 10 أشهر، لكن طهران تنفي أيضاً هذه الاتهامات. فضلاً عن ذلك، تعرّضت إيران لرزم من العقوبات من أوروبا والولايات المتحدة وكندا وعدة دول أخرى؛ على خلفية كيفية تعاملها مع الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول) بعد أيام من توقيفها. وتُوفيت الشابة الإيرانية الكردية بعد أن أوقفتها شرطة الأخلاق في طهران بزعم انتهاكها قواعد اللباس الصارمة في البلاد.

 

زيلينسكي: معظم مناطق أوكرانيا في العتمة بعد القصف الروسي

كييف/الشرق الأوسط/29 كانون الأول/2022

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، أن معظم مناطق بلاده تعاني من انقطاع الكهرباء وسط انخفاض كبير في درجات الحرارة بعد الهجمات الصاروخية الروسية التي استهدفت جميع أنحاء البلاد. وقال: «اعتبارا من هذا المساء، هناك انقطاع للتيار الكهربائي في معظم مناطق أوكرانيا»، مضيفا أن «الأمر صعب بشكل خاص في منطقة كييف والعاصمة ومناطق لفيف وأوديسا وخيرسون وفينيتسيا وترانسكارباثيا». وأكد أنه «مع كل ضربة صاروخية من هذا النوع، لا تجني روسيا سوى دفع نفسها بشكل أعمق إلى طريق مسدود». وحذّر من أنه «سيكون لصفة أكبر دولة إرهابية في العالم عواقب على روسيا ومواطنيها لفترة طويلة. وكل صاروخ يؤكد فقط أن كل هذا يجب أن ينتهي في المحاكم. وهذا بالضبط ما سيحدث».

 

رئيس وزراء أرمينيا ينتقد مجدداً الجنود الروس في قره باغ

يريفان/الشرق الأوسط//29 كانون الأول/2022

انتقد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان مجدداً، الخميس، قوات حفظ السلام الروسية المنتشرة في ناغورني قره باغ، متهماً عناصرها بأنهم «شهود صامتون» على عدوان أذربيجان في هذه المنطقة المتنازع عليها. ورفضت موسكو هذه الانتقادات. وقال باشينيان خلال اجتماع للحكومة الأرمينية: «سلوك قوات حفظ السلام الروسية غير مقبول بالنسبة إلينا، لقد أصبحوا شهوداً صامتين» على محاولات أذربيجان طرد الأرمن من ناغورني قره باغ. تتهم بريفان المسلّحين الأذربيجانيين بقطع طريق حيوي منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) - ممر لاتشين - الذي يربط أرمينيا بالأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الأرمن في ناغورني قره باغ، المنطقة الجبلية التي انفصلت عن أذربيجان مطلع التسعينيات، حيث يقول السكان إنهم يخشون الآن وقوع أزمة إنسانية. هذا الحصار الذي نفّذه عشرات الأشخاص الذين يزعمون أنهم نشطاء بيئيون، حصل رغم وجود قوة حفظ سلام روسية منتشرة بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب بين أرمينيا وأذربيجان في عام 2020. وقال باشينيان، الخميس: «تنتظر أرمينيا وناغورني قره باغ أن تكشف روسيا خريطة الطريق التي وضعتها لفتح ممر لاتشين». وتابع أنه في الوضع الحالي على روسيا إما أن تسعى للحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي لقواتها العسكرية، وإما أن تطلب نشر «كتيبة إضافية متعددة الجنسية» في المنطقة. ورفضت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الخميس، الانتقادات «غير المقبولة». وقالت، خلال لقاء صحافي، إن «قوات حفظ السلام الروسية تبذل كل ما في وسعها لتحسين الوضع على الأرض». دارت اشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان، مطلع التسعينيات، عند تفكك الاتحاد السوفياتي للسيطرة على ناغورني قره باغ، حيث الغالبية الأرمينية التي انشقّت عن أذربيجان. هذا النزاع الأول، الذي أودى بـ30 ألف شخص، انتهى بانتصار الأرمن، لكن أذربيجان انتصرت في الحرب الثانية التي أودت بـ6500 شخص في خريف 2020، وسمحت لباكو باستعادة أراض واسعة. تعتبر روسيا القوقاز ساحتها الخلفية، لكنها منشغلة بسبب هجومها على أوكرانيا.

 

وزير الدفاع التركي: اجتماع موسكو الثلاثي بحث حل الأزمة السورية في إطار «2254»

أنقرة ترى معارضة أميركية ـ أوروبية للتقارب... وجاويش أوغلو نفى لقاءه الأسد

إلى موسكو (الأربعاء)أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/30 كانون الأول/2022

قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إنه بحث مع نظيريه السوري علي محمود عباس، والروسي سيرغي شويغو، خلال الاجتماع الذي عُقد في موسكو بمشاركة رؤساء أجهزة المخابرات في كلٍّ من تركيا وسوريا وروسيا، أول من أمس (الأربعاء)، الخطوات التي يمكن اتخاذها من أجل تأمين السلام والهدوء والاستقرار في سوريا والمنطقة وتحويل التطورات فيها إلى مسار إيجابي. وشدد على أن هدف بلاده الوحيد هو محاربة الإرهاب في سوريا، وأنه تم التأكيد على ضرورة حل الأزمة السورية بما يشمل جميع الأطراف، وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2254».

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، من جانبه، أنه سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف، على خلفية اجتماع وزراء الدفاع، ملمحاً إلى أن الخطوة المقبلة ستكون لقاء وزراء الخارجية. ونفى ما تردد عن لقاء جمعه برئيس النظام السوري بشار الأسد مؤخراً في اللاذقية. وأشار إلى معارضة أميركية أوروبية للتقارب التركي مع دمشق. وقال أكار في تصريحات أمس (الخميس)، حول اجتماع موسكو، إنه تم التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة حل الأزمة السورية بما يشمل جميع الأطراف، وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2254» الصادر عام 2015.

وأضاف: «من خلال الجهود التي ستُبذل في الأيام المقبلة يمكن تقديم مساهمات جادة لإحلال السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة»، مشيراً إلى أن الاجتماع الثلاثي، الذي استمر قرابة الساعتين في موسكو، بحث الخطوات التي يمكن اتخاذها من أجل تأمين السلام، والهدوء والاستقرار في سوريا والمنطقة، وتحويل التطورات فيها إلى مسار إيجابي.

وذكر أكار أنه نقل إلى المجتمعين الآراء والأطروحات ذات الصلة لبلاده، وأن «مكافحة الإرهاب من بين أهم الأمور التي ذكرها خلال الاجتماع، وشددنا خلال الاجتماع على احترامنا وحدة وسيادة أراضي دول الجوار، وفي مقدمتها سوريا والعراق، وأن هدفنا الوحيد هو مكافحة الإرهاب، وليس لنا أهداف أخرى في هذين البلدين». وتابع أنه أكد أيضاً أن بلاده تهدف إلى تأمين حدودها وشعبها، و«القضاء على إرهابيي تنظيمي وحدات حماية الشعب الكردية (أكبر مكونات قسد والتي تعدها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني في سوريا) و(داعش)، وهما يشكّلان تهديداً لسوريا أيضاً».

وقال أكار: «إننا نبذل جهوداً أيضاً لوقف تدفق مزيد من النازحين من سوريا إلى تركيا»، مشيراً إلى أن المشاركين في اجتماع موسكو اتفقوا على مواصلة الاجتماعات الثلاثية.

وعُقد في موسكو (الأربعاء)، اجتماع بين وزراء دفاع تركيا وروسيا والنظام السوري، ورؤساء أجهزة الاستخبارات في البلدان الثلاثة. وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إن الاجتماع الثلاثي ناقش الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين والمكافحة المشتركة للتنظيمات الإرهابية في سوريا.

وأكد البيان اتفاق المجتمعين خلال اللقاء، الذي ذكر أنه عُقد في أجواء بنّاءة، استمرار الاجتماعات الثلاثية من أجل ضمان الاستقرار والحفاظ عليه في سوريا والمنطقة.

وفي بيان مماثل، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن وزراء دفاع روسيا الاتحادية وسوريا وتركيا، أجروا محادثات ثلاثية في موسكو لبحث سبل حل الأزمة السورية وضرورة مواصلة الحوار لتحقيق الاستقرار في سوريا.

وقالت وزارة الدفاع السورية إن الجانبين التركي والسوري بحثا ملفات كثيرة وكان اللقاء إيجابياً. وأشارت، في بيان، إلى أن جميع الأطراف أكدوا ضرورة وأهمية استمرار الحوار المشترك من أجل استقرار الوضع في سوريا والمنطقة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد قال، في 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، إنه عرض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فكرة عقد اجتماع ثلاثي مع الرئيس السوري بشار الأسد، لافتاً إلى أن بوتين رحّب بالفكرة.

وأضاف إردوغان: «نريد اتخاذ خطوات مشتركة مع روسيا وسوريا. للقيام بذلك يجب أن تلتقي أجهزتنا الاستخباراتية أولاً، ثم وزراء الدفاع والخارجية وبعد ذلك نجتمع نحن القادة... الخطوات التي نتخذها حيال تطبيع العلاقات مع سوريا تأتي في إطار مصالحنا الوطنية».

ولمح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، السبت الماضي، إلى إمكانية عقد لقاء يجمعه بنظيريه الروسي والسوري.

وتوقعت مصادر دبلوماسية في أنقرة، تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أن يتم قريباً عقد اجتماع بين وزيري الخارجية التركي والسوري، بعد لقاء وزيري الدفاع بوساطة موسكو، والذي جاء بعد فترة طويلة من اللقاءات بين أجهزة المخابرات في البلدين، تم تكثيفها في الأشهر الماضية، في ظل انفتاح على تطبيع العلاقات لأسباب تفرضها المصالح التركية، وأهمها مكافحة الإرهاب، وتأمين حدود البلاد الجنوبية، والحفاظ على وحدة أراضي سوريا ودفع العملية السياسية. وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في تصريحات (الخميس)، إنه يعتزم إجراء مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، على خلفية الاجتماع الثلاثي بين وزراء دفاع ورؤساء أجهزة استخبارات تركيا وروسيا والنظام السوري. وأضاف جاويش أوغلو أن «محادثاتنا مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والعراق والنظام السوري مستمرة... وزير الدفاع ورئيس المخابرات كانا في موسكو أمس (الأربعاء)، وسألتقي بدوري مع لافروف». ووصف جاويش أوغلو الاجتماع الثلاثي في موسكو بـ«المفيد»، مشيراً إلى معارضة بعض الدول لتقارب أنقرة مع نظام الأسد. وقال إن «هناك الكثير من الدول التي تدعم عملية التقارب والحوار، لكن هناك من يعارضها. ولا سيما الدول التي تدعم وحدات حماية الشعب الكردية... الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية لا تفضل هذا الحوار».

وشدد الوزير التركي على أهمية التواصل مع النظام السوري من أجل التوصل إلى حل سياسي لسلام واستقرار دائمين، معتبراً أن هذه العملية مهمة، كما أن التوافق على خريطة الطريق لحل الأزمة السورية بين النظام والمعارضة، مهم أيضاً.

وعن المرحلة التالية بعد لقاءي وزيري الدفاع التركي والسوري، قال جاويش أوغلو إنه «يجب التخطيط لعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، لكن لا يوجد جدول زمني محدد لموعد الاجتماع... سألتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لبحث التطورات».

وعمّا تردد بشأن لقاء قد يُعقَد بين الرئيس رجب طيب إردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد في يناير (كانون الثاني) المقبل، رأى جاويش أوغلو أن يناير موعد مبكر جداً لعقد اجتماع على مستوى الرؤساء.

ونفى جاويش أوغلو ما تداولته وسائل إعلام، حول لقائه رئيس النظام السوري في اللاذقية مؤخراً. وعلق الخبير في شؤون روسيا وسوريا محلل السياسة الخارجية أيدين سيزار، على لقاء وزيري الدفاع التركي والسوري بوساطة روسيا بعد 11 عاماً، قائلاً: «الآن على سوريا، قبل روسيا، أن تقول نعم للعملية البرية المحتملة لتركيا ضد (قسد) في شمال سوريا».

وأضاف سيزار أن اجتماع موسكو كان تطوراً إيجابياً، ويعني أن هذا الاجتماع يعني أن روسيا أقنعت الأسد بإقامة اتصال مع تركيا، مشيراً إلى أن العملية البرية التي أعلنت عنها تركيا تم تأجيلها. وعبّر عن اعتقاده أن العملية لا يمكن إجراؤها إلا بالتنسيق مع سوريا.

ولفت إلى أن هناك توافقاً على أن القضية ليست وحدات حماية الشعب الكردية فقط، لكن أيضاً المتطرفون أو التنظيمات الإرهابية، وهذا مهم أيضاً لسوريا وروسيا. وبعد ساعات على اجتماع موسكو، قصفت القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري»، الموالي لأنقرة، منتصف ليل الأربعاء – الخميس، بشكل مكثف قرى في شمال غربي الحسكة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه تم استهداف قرى محرملة وبوبي ونويحات ودادا عبد الله، بريف أبو راسين شمال غربي الحسكة، بالمدفعية الثقيلة وسط حركة نزوج جديدة للأهالي نحو الريف الشرقي الأكثر أمناً. وجاء القصف قبل ساعات من تسيير القوات الروسية والتركية دورية عسكرية مشتركة مؤلفة من 4 عربات عسكرية من كل جانب (الخميس) من ريف الدرباسية وصولاً إلى ريف أبو راسين، مروراً بالكثير من القرى. وكانت القوات الروسية قد سيّرت دورية منفردة في ريف عين العرب (كوباني) الشرقي (الاثنين) حيث كان من المقرر تسيير دورية مشتركة مع الجانب التركي ولكن بسبب الأحوال الجوية لم تشارك العناصر التركية رغم وصول عرباتها إلى نقطة الانطلاق.

 

صرب كوسوفو يبدأون تفكيك حواجزهم على الحدود تمهيداً لتخفيف حدة واحدة من أسوأ أزمات المنطقة في السنوات الأخيرة

ميتروفيتسا (كوسوفو)الشرق الأوسط//29 كانون الأول/2022

بدأت الأقلية الصربية في كوسوفو التي تغلق الطرق منذ حوالي ثلاثة أسابيع، رفع الحواجز قرب الحدود مع صربيا، اليوم الخميس، ما يمهّد لتخفيف حدة واحدة من أسوأ الأزمات في المنطقة في السنوات الأخيرة. وأكدت شرطة كوسوفو إعادة فتح المعبر الحدودي الرئيسي مع صربيا رسمياً، والذي كان مغلقاً في اليوم السابق. وأظهرت لقطات بثّها التلفزيون الحكومي الصربي «آر تي إس» تشكُّل طوابير من السيارات والشاحنات على الجانب الصربي من المعبر الحدودي الرئيسي حيث أقيمت الحواجز على الطرق. وكان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أعلن إزالة الحواجز، مساء أمس الأربعاء، بعد دعوة لوقف التصعيد وجهتها واشنطن والاتحاد الأوروبي. وقال فوتشيتش خلال لقاء مع ممثلي صرب كوسوفو قرب الحدود: «سيجري تفكيك الحواجز لكن (جَو) عدم الثقة ما زال قائماً»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وفي خطوة من الواضح أنّها تهدف إلى تخفيف التوترات، أمرت محكمة في بريشتينا، عاصمة كوسوفو، في وقت سابق من اليوم نفسه بالإفراج عن الشرطي الصربي السابق ديان بانتيتش، ووضعه رهن الإقامة الجبرية، بعدما أثار اعتقاله غضب الأقلية الصربية. وساد الهدوء، صباح الخميس، شمال كوسوفو، مع تسيير دوريات لقوات حفظ السلام الدولية، وفقاً لمراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وفي ميتروفيتسا، احترقت شاحنتان استُخدمتا لإغلاق جسر أثناء الليل. ولم يعرف سبب الحادث. وفي قرية روداري قرب ميتروفيتسا، كان حوالي عشرة متظاهرين لا يزالون واقفين عند حاجز على الطريق، معربين عن استيائهم من فكرة إزالته. ومنذ 10 ديسمبر (كانون الأول)، يغلق مئات من أبناء العرقية الصربية في كوسوفو طرقاً رئيسية في المناطق الشمالية احتجاجاً على اعتقال شرطي صربي سابق، في تحرّك شلّ حركة المرور إلى معبرين حدوديين مع صربيا. وقالت رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش الأسبوع الماضي إنّ الوضع في هذه المنطقة كان «على حافة الانزلاق إلى نزاع مسلح». وتعرضت شرطة كوسوفو وقوات حفظ السلام الدولية لعدّة هجمات بأسلحة نارية، فيما وضعت صربيا قواتها المسلّحة في حال تأهّب قصوى. وأعلن إقليم كوسوفو استقلاله في العام 2008، بعد عقد من حرب دامية بين القوات الصربية والمتمرّدين الألبان. لكنّ صربيا ترفض الاعتراف بالدولة الفتيّة. وتحضّ بلغراد 120 ألف صربي يعيشون في كوسوفو، ولا سيّما في مناطقه الشمالية، على تحدّي سلطات بريشتينا، في وقت تسعى الأخيرة إلى فرض سيادتها على معظم أراضي الإقليم.

 

وفاة أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه عن 82 عاماً

ساو باولو//الشرق الأوسط//29 كانون الأول/2022

توفي أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه والفائز بكأس العالم ثلاث مرات والذي يعتبر في نظر كثيرين أعظم لاعب في كل العصور، عن عمر يناهز 82 عاماً، حسب ما أعلنت عائلته، اليوم الخميس. وكتبت ابنة «الملك» كيلي ناسيمنتو على «إنستغرام» من مستشفى ألبرت أنشتاين في ساو باولو حيث كان يعالج بيليه من مرض السرطان منذ شهر: «نشكرك... نحبك بلا حدود... ارقد بسلام»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأشار تقرير طبي إلى أن بيليه «توفي الساعة 3:27 مساء بالتوقيت المحلي بسبب فشل أعضاء في جسده عن القيام بوظائفها بسبب سرطان القولون». واختير بيليه، اللاعب الوحيد المتوّج بكأس العالم ثلاث مرات (1958 و1962 و1970) أفضل رياضي في القرن الماضي من قبل اللجنة الأولمبية الدولية عام 1999، وبعدها بعام كأفضل لاعب في القرن عينه من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وخسر بيليه معركته الأخيرة مع سرطان القولون المُكتشف في سبتمبر (أيلول) 2021 خلال فحوص روتينية.

ويعتبره كثر أعظم لاعب كرة قدم في كل العصور، ويُعدّ هذا المراوغ الفتاك الذي ساهم بولادة «كرة السامبا» بمثابة «كنز وطني» في البرازيل. وهزّ الشباك بغزارة غير مسبوقة مُسجلاً 1281 هدفاً في 1363 مباراة تحت ألوان نادي سانتوس (1956-1974)، المنتخب الوطني «سيليساو»، وكوزموس نيويورك الأميركي (1975-1977). لكن بعيداً عن الأرقام، تبقى ذكرى بيليه خالدة كـ«ملك» أحدث ثورة في رياضته، مع رقم 10 الأبدي على ظهره. وكان بيليه رائداً في كرة القدم الحديثة، بتقنية استثنائية مقترنة بقدرات رياضية لا مثيل لها برغم قامته المتواضعة (1.72 م).

* بيليه في سطور

في ما يأتي حياة النجم الراحل في سطور:

الاسم: إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو.

تاريخ الولادة: 23 أكتوبر (تشرين الأول) 1940

مكان الولادة: تريس كوراسويس (البرازيل)

الطول: 1,72 متر

المركز: مهاجم/لاعب وسط هجومي

- مسيرته مع الأندية:

سانتوس البرازيلي (1956-1974)

نيويورك كوزموس الأميركي (1975-1977)

- الألقاب والسجل مع الأندية:

كأس الانتركونتيننتال (1962، 1963)

كأس ليبرتادوريس (1962، 1963)

بطولة ولاية ساو باولو البرازيلية (1956، 1958، 1960، 1961، 1962، 1964، 1965، 1967، 1968، 1969، 1973)

هدّاف بطولة ولاية ساو باولو 11 مرة: 1957 (سجل 17 هدفا)، 1958 (58 هدفا)، 1959 (45 هدفا)، 1960 (33 هدفا)، 1961 (47 هدفا)، 1962 (37 هدفا)، 1963 (22 هدفا)، 1964 (34 هدفا)، 1965 (49 هدفا)، 1969 (26 هدفا)، 1973 (11 هدفا)

بطل كأس البرازيل (1961، 1962، 1963، 1964، 1965، 1968)

دوري كرة القدم الأميركي الشمالي (1977)

- مسيرته والألقاب مع المنتخب الوطني:

خاض 92 مباراة سجل خلالها 77 هدفا

بدأ مسيرته الدولية في السابع من يوليو (تموز) 1957 ضد الأرجنتين (1-2)، وأنهاها في 18 يوليو 1971 ضد يوغوسلافيا (2-2).

أحرز كأس العالم ثلاث مرات (1958، 1962، و1970)

نهائي بطولة كوبا أميركا الأميركية الجنوبية (1959)

- التكريمات الفردية:

* اختارته اللجنة الأولمبية الدولية «رياضي القرن» في العام 1999

* اختاره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) «لاعب القرن» في العام 2000

* منح جائزة الكرة الذهبية الفخرية في العام 2014

- أرقام قياسية:

* الوحيد الذي توج بلقب كأس العالم ثلاث مرات كلاعب

* أصغر لاعب يسجل هدفا في مباراة نهائية لكأس العالم (عن عمر 17 عاما في مونديال السويد 1958)

* 1281 هدفا في مسيرته في 1363 (بحسب احصاءات فيفا)

* الهداف التاريخي للمنتخب البرازيلي بالتساوي مع نيمار (77 هدفا)

* عدد الأهداف في عام واحد (127 هدفا في العام 1959)

* الرقم القياسي لعدد الأهداف في مباراة واحدة (ثمانية في فوز سانتوس على بوتافوغو بنتيجة 11-صفر في نوفمبر/تشرين الثاني 1964)

- الوضع العائلي:

* تزوج ثلاث مرات، الأولى من روزميري دوس رييس شولبي (1966-1982)، والثانية من أسيرا ليموس سيكساس (1994-2008)، والثالثة من مارسيا آوكي (2016 - حتى وفاته)

* له ابنان وخمس بنات

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عزل لبنان عن النظام المالي العالمي وتحوّله إلى "دولة مارقة"...تداعيات خطرة جداً لعرقلة التحقيق الأوروبي مع سلامة

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/29 كانون الأول 2022

أمهل القضاء الأوروبي نظيره اللبناني طويلاً للتعاون في دعاوى الفساد وتبييض الأموال المتهم بها حاكم المصرف المركزي رياض سلامة. ولمّا تيقّن من إهمال الملف داخلياً، وتمييعه بدعاوى مخاصمة الدولة وكفّ اليد من قبل المدّعى عليه، وتذرّع محاكم بعدم صلاحية النظر بالدعاوى... قرّر إرسال وفد إلى لبنان للتحقيق ميدانياً. فالارتكابات المتهم بها الحاكم، ومن يغطّيه خطيرة وحجم المخالفات قد يتجاوز المليار دولار. في غضون الأعوام الثلاثة الماضية عمدت جهات محلية ودولية أبرزها "المحاسبة الآن" - Accountability Now، ورابطة المودعين، إلى تقديم دعاوى بحق الحاكم في العديد من الدول الأوروبية. وقد تدرّجت الدعاوى من استغلال النفوذ، وتهريب الأموال، والاختلاس، واستعمال المزور، وصولاً حتّى تبييض الأموال. ورغم نفي الحاكم مراراً وتكراراً كل الاتهامات، واضعاً إيّاها في سياق الإقتصاص السياسي، فقد أكدت "وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال العدالة الجنائية" والمدّعي الفيدرالي السويسري المعلومات التالية:

الأموال المشكوك بـ"نظافتها"

- جمّدت كلّ من فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ 130 مليون دولار من قيمة الأصول العائدة إلى رياض سلامة.

- تبيّن وجود 46 مليون دولار مشكوك بها تعود إلى الحاكم في إمارة موناكو.

- تحويل 500 مليون دولار من حسابات مصرفية سويسرية تعود للحاكم ومقربين منه على صلة وطيدة.

- تحويل شركة "فوري" التي يملكها شقيق الحاكم مبلغ 334 مليون دولار عبر ما يزيد عن 310 عمليات تحويل مصرفية.

- وجود 153 مليون دولار تم تحويلها من حسابات في "جولياس بير".

الأصول موجودة

هذه الأرقام التي تناهز المليار دولار "ليست أرقاماً دونها نشطاء"، بحسب تصريح للمحامية في مؤسسة المحاسبة الآن زينة واكيم. و"الأكيد أنها ليست إختراعات تغذّي مؤامرة سياسية، إنما معلومات موثقة صادرة عن الوكالات الأوروبية العاملة في هذا الشأن". ما يعني أن هذه الأصول موجودة، أولاً. وثانياً والأهم، يتوجب التحقق من مصدرها وشرعيتها، وما إذا كانت قد جُمعت بطريقة مخالفة للقوانين وأضرّت بالشعب اللبناني عموماً، والمودعين خصوصاً. وهذا هو الهدف النهائي من الدعوى، أي تبيان الحقيقة في الإدعاءات.

القضاء اللبناني ملزم بالتعاون

أمام هذا الواقع نُقلت معلومات عن مصدر قضائي تفيد بـ:"أن محققين أوروبيين سيزورون بيروت الشهر المقبل، لمتابعة التحقيق في مصادر ثروة رياض سلامة". القرار الذي أثار حفيظة جهات قضائية باعتباره تعدّياً على السيادة اللبنانية، مشروعٌ بنسبة 100 في المئة، ولا أحد قادر على إيقافه قانونياً. فـ"لبنان انضمّ إلى معاهدة الأمم المتحدة لمكافحة الفساد. ويتوجّب على قضائه تبعاً لبنود المعاهدة التعاون مع الطلبات الأجنبية للمساعدة القضائية"، يقول المحامي كريم ضاهر. و"المعاهدة كما هو معلوم تسمو على القوانين الداخلية اللبنانية، بحكم المادة الثانية من قانون أصول المحاكمات المدنية. وعليه لا يمكن للقضاء اللبناني التذرّع بالإستقلالية والسيادة لعرقلة التحقيق".

لا تذرّع بالسرّيّة المصرفية

يحتّم الفصل الرابع من معاهدة الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وجوب تعاون القضاء اللبناني إلى أقصى حد مع القضاء الدولي، نظراً لوجود أدلة جدية تستوجب التحقيق والمتابعة. أكثر من ذلك فإن "الفقرة 8 من المادة 46 من "المعاهدة" لا تتيح للقضاء التذرّع بقانون السرّيّة المصرفية"، بحسب ضاهر. و"لا تحول هذه السرّيّة دون تمكين القضاء الأجنبي من التحقيق والاستحصال على المعلومات. لا سيما أنه بإمكان القضاء الأجنبي المولج التحقيق الطلب من القضاء اللبناني الاستحصال على المعلومات. والأخير ليس مجبراً على المرور بهيئة التحقيق الخاصة بموجب القانون الجديد 306/2022 المتعلق بالسرّيّة المصرفية. فالقضاء المختص أصبح مخوّلاً بشكل مباشر الحصول على كل المعلومات المصرفية من دون طلب الإذن من هيئة التحقيق الخاصة التي يرأسها الحاكم بنفسه".

ماذا يعني كلّ هذا؟

يمكن القول باختصار إن الوفد القادم إلى لبنان للتحقيق بالدعاوى المقامة على الحاكم، يملك من الأدلة ما يكفي لتحويل الدعاوى إلى إتهامات جدية بالفساد وتبييض الأموال. لا ينقص الفريق المزمع إيفاده "لأخذ قرارات قضائية جازمة أو الإدعاء أو إحالة الملف إلى قضاة التحقيق للادعاء الفعلي، إلا تثبيت "الجرائم الأصلية" أو ما يعرف بـ infraction source. وهذا لا يتم إلا من خلال التحقيق ميدانياً"، من وجهة نظر ضاهر. "خصوصاً أن القضاء اللبناني لم يتعاون قضائياً مع الجهات التي تحقق في الخارج في هذا الملف. وذلك على الرغم من امتلاك القضاء الأجنبي معلومات وتفاصيل كافية عمّا يجري في لبنان. وأن الجرم الأساسي ارتكب في لبنان وتم تحويل المبالغ إلى الخارج وتبييضها في شراء العقارات والحسابات. وهذا الجرم متحقّق في الخارج. كما أن الجهات القضائية الدولية ولا سيما الألمانية والفرنسية لديها معلومات بكل تفاصيل الملف. وقد استحصلوا على المستندات وجرت دراستها بعناية كبيرة وتحليلها.

تداعيات عدم التعاون

في حال لم يتعاون القضاء اللبناني، أو عمد إلى عرقلة التحقيق الدولي، فإن الدول الأجنبية تملك أكثر من طريقة للتضييق على لبنان. حيث يمكن لمجموعة الدول العشرين G20 وضع لبنان على اللائحة السوداء للدول المتّهمة بتبييض الأموال. عندها تتوقف التحاويل المصرفية، وتنعدم إمكانية فتح الاعتمادات مع المصارف المراسلة، وتتوقف عمليات استيراد أبسط السلع والخدمات من الخارج. وينعزل لبنان عن النظام المصرفي العالمي كلياً. خصوصاً أن المدّعى عليه هو رأس السلطة النقدية، وليس أي شخصية عامة ثانوية. أما في حالة اتهام النظام وشخصياته الأساسية بالفساد، فتستطيع الدول أخذ قرار على صعيد الأمم المتحدة لإدانة لبنان رسمياً وملاحقة مسؤوليه الأساسيين والمطالبة بمحاكمتهم. وهذا ما حصل في الكثير من الدول مثل ليبيربا ورواندا ويوغسلافيا... وغيرها من الدول. وعليه إن كان المسؤولون يظنون أنفسهم أذكياء بما يكفي للتحايل على النظام العالمي، فهم "يهدّدون بتحويل لبنان إلى دولة مارقة"، برأي ضاهر. و"هذا ممنوع لأنه يشكل خطراً على الدول المحيطة".

في جميع الحالات فإن التحقيق الأجنبي سيفتح كوّة جديدة في جدار فساد المنظومة. ومع زيادة عدد هذه الكوّات سينهار الحائط السميك وتتداعى ركائزه المبنية على مراكمة المنافع الشخصية على حساب شعب يعاني أسوأ أزمة إقتصادية. وعلى حد قول ضاهر فإن "نهاية المنظومة لم تعد بعيدة". فقد انفضح أمرها في مختلف المحافل السياسية الدولية ولم يعد من المسموح أن تستمر أكثر. ولعل ما يطلب من لبنان على صعيد تعديل السرية المصرفية والتعاون القضائي وتبادل المعلومات هو خير دليل على العمل الجاد على تقويض بنية المنظومة.

يذكر أن الدولة المارقة أو الدولة الخارجة عن القانون Rogue state‏، مصطلح يطلق من قبل بعض المنظّرين الدوليين على الدول التي يعتبرونها تهديداً للسلام العالمي.

 

خمسون نجيباً و101 صهر

عماد موسى/نداء الوطن/29 كانون الأول 2022

في خلال لقائنا الأول قبل نحو ثلاثة عقود، لاحظ الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، أنني أحدّق في مجموعة دمى متشابهة وفي بالي سؤال معلّق. إنتظر حتى فرغت من المقابلة وقال لي: ألا تريد أن تسألني عن ماتريوشكا؟ ظننته يقصد راقصة باليه مشهورة. تناول الدمية الأكبر حجماً المصطفة ورفيقاتها على رفّ خشبي وجرى التعارف الأولي. "هذه ماتريوشكا" قال. والأخريات؟ سألتُ. يمكننا القول ماتريوشكات، وشرع يشرح لي تاريخ صناعة هذا النوع من الدمى، وأخبرني أنه اشتراها في إحدى زياراته لموسكو. وما لم يخبرني إياه أستاذ جورج أن مع البريسترويكا تم تصنيع أكبر دمية لميخائيل غورباتشيف، وعُرفت باسم غوربي أو غوربا، ولاحقاً شهد الإتحاد الروسي ولادة دمى لبوريس يلتسن وديمتري ميدفيديف وفلاديمير بوتين رجوعاً في الزمن إلى ليونيد بريجينيف ولينين وستالين... من دون أن يزجّ بمصمّمي هذه الدمى ومصنّعيها ومروّجيها في سجن الدلفين الأسود.

وأكبر مجموعة دمى مكوّنة من 51 قطعة. ماذا لو انتقلت صناعة الـ"ماتريوشكا" (تصنّع بأخشاب الزيزفون) إلى الحرف اللبنانية وأخذت مكانها إلى جانب أطقُم الفخاريات والزجاجيات والسلال؟ وماذا لو صار لدينا في الدرسوارات وعلى الرفوف وفي أجنحة المعارض وفي بيوتات الأحزاب دمى خشبية لجبل شيخ الجبل، ووليد جنبلاط، ونبيه بري، وسمير جعجع، وسعد الحريري، وسليمان فرنجيه، والنجم الصاعد وليد فيّاض، ورياض سلامة، وغادة عون، ونجيب ميقاتي وإميل لحّود وبوليت سيراكان يعقوبيان وميشال عون. من بينهم سيحظى بأكبر مجموعة؟ يعتقد كثيرون أن الزعيم وليد جنبلاط سيكون محط اهتمام الحرفيين، فيصنعون من أبي تيمور عجائب خشبية، ويتفنّنون في رسم الفوارق البسيطة بين دمية ودمية. ويميل آخرون إلى أن طول دولة الرئيس نجيب عزمي ميقاتي قد يكون عاملاً مساعداً، في تحطيم الرقم المسجل باسم الروسية يوليا بيريزنيتسكايا في العام 2003. كم هو لافت أن تضع بين مقتنياتك الفنية والثمينة 50 نجيباً مفلطحاً ككرة الروكبي، وكم جميل أن تكون القطع المشغولة بيد أمهر الرسامين طبق الأصل وتوحي بالتفاؤل والطيبة والخير والحق والجمال وتراث العيش المشترك والإنفتاح والإنتفاخ! لكن المفاجأة التي لن تخطر على بال أحد، أن بمجرد أن تفتح دمية "بي الكل" فستجد في جوفها صهره. إفتح دمية الصهر تجد صهراً بملامح الولد النزق، وضمن النزق الصهر الأرنب، وضمن الأرنب الصهر الثعلب وضمن الثعلب الصهر المقاوم... وقد يناهز عدد الأصهرة المائة وواحداً.

 

التغيير في لبنان بين المُنتَظَرِ والمُرْجَأ

 د. حارث سليمان/جنوبية/29 كانون الأول/2022

لم يكن اعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن ضرورة تغيير الطبقة السياسية في لبنان التي تمسك بالسلطات كافة فيه، وبكل أطرافها الطائفية وامتداداتها المالية والاقتصادية، ناتج عن غضب فرنسي او أوروبي على المنظومة الحاكمة، ولا كانت تعبيرا مجازيا او موسميا نتيجة توتر العلاقة الاوروبية الايرانية بعد تداعيات ثورة النساء والحجاب في ايران، بل عبرت عن تعب غربي ودولي من ممارسات المنظومة وارتكاباتها وفشلها، واصرارها على منافعها الدنيئة، واستمرارها في عمليات النهب والفساد والمحاصصة في موارد الدولة ومرافقها وملكياتها، وكيدياتها السخيفة بين أطرافها، وتنكرها لأبسط النصوص الدستورية والأحكام القانونية  وقواعد الحكم الرشيد، بما في ذلك أخلاقيات العفاف المالي والنزاهة، وتعطيل المساءلة والمحاسبة، واستتباع القضاء وتقاسمه واستعماله اداة تراشق فضائحي معيب.

فما أعلنه الرئيس الفرنسي هو قناعة دولية وعربية اصبحت راسخة، بان التغيير السياسي والاصلاح الاداري والمالي والمصرفي، ووقف الهدر في قطاعات الكهرباء والنفط والاتصالات والنفايات، كما وقف استباحة الشواطئ والرمول والجبال والجرائم البيئية في المقالع والكسارات، والعمل على تحصيل حقوق الدولة من الضرائب والرسوم على الحدود والمعابر الحدودية، ان هذه الاصلاحات لا يمكن ان تتم مع هذه المنظومة وأطرافها، وأنَّ التغيير السياسي  بات معبرا اجباريا وملزما ووحيدا، لخروج لبنان من دوامة الانهيار الاقتصادي والمالي، وان استعادة عافيته الاقتصادية ونهوض قطاعاته الانتاجية، اصبح مرتبطا بإعادة انتاج سلطة بديلة، تستطيع ان تحدد رؤية وافقا متطورا، لوظيفة لبنان ودوره في المنطقة، وتستند الى كفاءات ومهارات أجيال جديدة، ونخب حديثة لم تعد ترضى بالعيش في وطن فقد كل مقوماته، ودفن كل آمال شاباته وشبابه.

لذلك كانت ١٧ تشرين ٢٠١٩ ثورة حقيقية للتغيير، لأنها اولاً كشفت فشل اطراف السلطة وأكدت مسؤولياتهم المعنوية والعملية عن افقار شعب لبنان والتلاعب بمصير أبنائه، وأدانت بالوقائع والمواقع مكامن الفساد والهدر والتربح من السلطة والاثراء غير المشروع من المالية العامة، كجريمة شائنة في حق الوطن والمواطنين، وفضحت ارتهان أحزابها جميعا لدول الخارج الاقليمي، وتبنت قيما جديدة وثقافة حديثة لتغيير شامل وعميق، يهدف الى بناء دولة مدنية حديثة، وتجاوز الطائفية الى دولة المواطنة وحقوق الانسان، كما دعت الى الخروج من عباءة زعماء الاحزاب الطائفية، ورفعت رايات الوطن، متجاوزة الفواصل النفسية والسياسية والمذهبية بين المناطق والمذاهب والطوائف.

وعلى الرغم من مرور ثلاثة سنوات كاملة على انفجار الازمة وتوالد تداعياتها الكارثية، في كل الطبقات الاجتماعية والفئات اللبنانية ، فقد فشلت المنظومة ب تقديم اية حلول عملية للحد من الكارثة ومنع تفاقمها، بل ساهمت اطراف هذه المنظومة في تعطيل عمل المؤسسات الدستورية، وفي وقف  الخدمات الاساسية في الدولة وفي تعميم الشلل في الادارة والمحاكم القضائية والمرافق العامة، واوصلت قطاعات التعليم والاستشفاء والدواء والنقل الى العجز التام والانهيار الشامل.

وقد شكلت جريمة تفجير المرفأ  وانكشاف عمليات تهريب المخدرات والتجارات غير الشرعية، حقيقة خواء الهيكلية الادارية والامنية للدولة اللبنانية، كما بين استمرار الجريمة المنظمة، فداحة الاختراق  الذي تحدثه انظمة الممانعة في البنية اللبنانية نظاما سياسيا وجماعات أهلية...

يتضح مما تقدم توفر شرطان اساسيان وضروريان للتغيير:

  الاول انطلاق ظاهرة اجتماعية وشعبية ملأت ساحات المدن اللبنانية بملايين المواطنين يرفعون  قيما جديدة، ويتسلحون بوعي ثوري وينبذون اطراف السلطة، ويتبنون هوية وطنية جامعة عابرة للمناطق والطوائف ويعلنون ثقافة متجددة،

• الثاني افتضاح فساد السلطة وخوائها وفقدانها لمصداقيتها وعجزها عن تقديم حلول للازمة وانقطاعها عن تسيير الخدمات والمرافق العامة.

فلماذا لم يحدث التغيير المرتجى في السلطة ؟ ولماذا تتبدى صورة المشهد اللبناني وكأن المنظومة  تتصرف على راحتها، او انها استعادت زمام الفعل والمبادرة ؟ فعادت رموزها الى مخاطبة الرأي العام واحتلال مساحات النقاشات السياسية والسجالات الإعلامية!

في واقع الامر ان هذين الشرطين هما ضرورتين أساسيتين للتغيير، لكنهما غير كافيين لهزيمة المنظومة واضعافها ثم اسقاطها، بل لزاما ينبغي توفر عاملين آخرين إضافيين :

• الاول اجادة قواعد اللعبة من قبل قوى التغيير، في الصراع السياسي والذي يتحدد بالتنافس على ولاء الجماهير ومحاولة استقطابها وتنسيق فعالياتها ومبادراتها في وجه السلطة. كما يتضمن الإختيار الصائب لآليات المواجهة وساحاتها وميادينها، ولقد اختارت ١٧ تشرين، الحراك السلمي المنظم والالتزام بسقف الدستور والاحكام القانونية، كما اختارت بأكثرية فعالياتها، خوض الانتخابات النيابية على اساس قانون الانتخاب القائم، على الرغم من سلبيات القانون وخطاياه، ووجود تحفظات وفجوات فيه.

اما القواعد الاساسية في كل مسار تغييري، فهو الحرص الشديد على توحيد القوى المعارضة للسلطة، وصياغة أجندة حراك سياسي تتحدد بنودها بأهداف عملية يمكن تحقيقها ويتسبب إنجازها بثلاثة مكاسب، الاول إضعاف المنظومة وتعميق انقساماتها واللعب على تناقضاتها، اما المكسب الثاني فهو توسيع جبهة قوى التغيير وضم قطاعات جديدة الى صفوفها، من المتضررين من السلطة او المختلفين مرحليا معها، والمكسب الثالث هو إقناع جماهير الثورة والتغيير بإمكانية نجاح العملية الثورية والانتصار على السلطة وهزيمتها نتيجة انجازات موضعية وجزئية.

ولقد استطاعت ١٧ تشرين ان تطرح قضايا الفساد وتحدد مواقعه، وان تطالب بمواجهة الانهيار المالي والاقتصادي والمصرفي، كما طرحت قضية استعادة الدولة لسيادتها طبقا للدستور واحكام القانون، ويتضمن ذلك احتكار الدولة عبر مؤسساتها، للقرار والخيار في مجالات الدفاع والامن والجباية المالية والعلاقات الخارجية والدولية، والسيادة المطروحة هذه، شاملة ناجزة على حدودها وداخل حدودها.

ولعل الخلل الاول في مسار التغيير اللبناني هو عدم القدرة على صناعة وحدة مجموعات التغيير وساحاتها، حيث ضمت الانتفاضة ما يقارب ٤٥١ مجموعة تعددت اسماءها وطروحاتها ونشاطاتها وتناثرت فعالياتها ومبادراتها، وتفاوتت بمستويات وعيها للازمة وتناقضت فيما بينها حول تشخيص الازمة وسبل حلها، كانت ١٧ تشرين لحظة مصيرية اكتشف فيها ملايين اللبنانيين حجم الكارثة التي حلت بهم، فملأوا الشوارع لأسباب عديدة وسعوا لعقاب المسؤولين عنها، كل بحسب تاريخه وانتماءاته وارتباطاتهم! وكان هذا أمرا طبيعيا ومقبولا تماما.

والسؤال الذي يطرح هنا، هل كان هناك من طريقة لإيجاد قاسم مشترك بين هذه الجماهير التي طالبت بعقاب المنظومة وبتغيير الاداء السياسي واعادة بناء السلطة ؟ والجواب ببساطة نعم... والايجاب هنا ليس تسرعا او تفائلا اجوف، فالقاسم المشترك هنا، هو قاسم كان يمكن ان يضم قوى اساسية وفعاليات مختلفة من اقصى اليسار الى اقصى اليمين، لكنه سيضع على الهامش قوى اخرى لن تكون من ضمن صلب الثورة او في الكتلة التاريخية التي يستند التغيير لها ويقودها.

  وعلى الرغم من هذا العدد الكبير من الشلل الثورية فانه يمكن تصنيف هذه القوى الى ثلاث مجموعات رئيسية  ؛ الأولى جبهة ١٣ نيسان / الثانية جهة المعارضة اللبنانية/ الثالثة ممفد والحزب الشيوعي واتجاهات يسارية جادة كاطار مدى والنادي العلماني وحزب حقي، رغم ان الجهة الثالثة هذه لا تتبنى اجندة سياسية واحدة، يضاف الى كل هؤلاء بعض المجموعات الملتبسة التي حاولت اختراق فعاليات الانتفاضة وتجييرها لاجندة الممانعة والتلاعب بمسيرتها، وقد تقاطعت مع بعض انصار الاحزاب والشخصيات الوطنية وبعض الجنرالات المتقاعدين، ومجموعات جديدة كشباب المصرف و الحركة الشبابية للتغيير.

برنامجيا اتفقت المجموعات على امور ثلاث "حكومة كفاءات مستقلة عن احزاب المنظومة" والدعوة لقيام "سلطة قضائية مستقلة" ول" إستعادة الاموال المنهوبة"، فيما تعددت المقاربات في موضوع السيادة ومعالجات الانهيار الاقتصادي والمالي.

اول انقسام في المقاربات بين المجموعات آنفة الذكر، هو فهم طبيعة السلطة القائمة، والاختلاف حول تثقيل الوزن الحقيقي للحريرية السياسية داخل المنظومة، فمنهم من اعتبر ان السلطة الحقيقية الاساسية في لبنان تعود للحريرية السياسية وجمعية المصارف، وان النجاح في اسقاط الحريرية والضغط على القطاع المصرفي، عبر التواطئ مع حزب الله او تحييده، وحتى مسايرته، يمكن ان ينجز اهداف التغيير واعادة تكوين السلطة، وقد انعكس هذا السلوك في قيام مجموعات كبرى من الحراك بالتعويل على حكومة حسان دياب واعطائها فرصة سماح انتظارا لإنجازاتها.

وقد اثبتت الوقائع زيف هذا التقييم وخطأه، بل تبين لكل متابع ان الحريرية كانت اضعف اطراف المنظومة واكثرها هشاشة، وان حكومة حسان دياب التي تمظهرت كحكومة مستقلين مزيفين، كانت ستارا لأسوأ ما في المنظومة، ولاستنزاف ١٧ مليار $ كاموال صرفت من احتياط مصرف لبنان، بزعم كاذب لتخفيف معاناة اللبنانيين، فيما استعملتها بقية المنظومة، بعد استقالة الحريري، لامداد نظام الاسد بكل احتياجاته من السلع والمواد الاساسية، تجاوزا لعقوبات فرضتها اميركا عليه عبر قانون قيصر، وان ما تبقى من منظومة الفساد في ظل الانهيار حققت ارباحا من تهريب المواد المدعومة الى خارج لبنان، لا تقل عن ٧ مليارات $ اميركي.

المحطة الثانية في خوض الصراع السياسي كانت الانتخابات النيابية، وهي انتخابات كانت نتائجها احكاما مبرمة وعادلة، قام المواطنون بإصدارها بكل اتجاه ولكل فئة:

• تصويت عقابي، شمل كل دوائر لبنان الانتخابية لاطراف المنظومة واحزابها، وتمثل ب ٤٣٠ الف ناخب يشكلون ربع من ادلو باصواتهم في صناديق الاقتراع رفضا للمنظومة. وتاييدا للوائح الجدية التي قدمتها الثورة ونوابا واحزابا انحازوا للتغيير لحظة انفجار الازمة، فيما ذهب حوالي ماية وعشرون الف صوت هدرا الى لوائح ثورية متنافسة لم تستطع بلوغ الحاصل الانتخابي ونيل مقاعد نيابية.

• تدني نسبي في كثافة التصويت في مناطق الثنائية الشيعية، على الرغم من عمليات التزوير والاكراه والترغيب  وحملات القمع والتخوين التي تعرضت لها لوائح المعارضة، والتي مارستها احزاب الثنائية الشيعية.

• كان يمكن لنتائج الانتخابات ان تكون عبرة للمجموعات التي نزعت للانفراد والتميز والنهج الانشقاقي، لكي تعدل اداءها وتعود الى سلوك التضامن والبحث عن المشتركات، والسعي لتوسيع اطار التحالفات، وكان يمكن للنتائج الهزيلة التي نالتها لوائح م.م.ف.د وبيروت مدينتي ( جناح صحناوي)، كما كان لفشل مرشحي حزب الكتلة الوطنية والمرصد الشعبي للفساد في دائرة بعبدا، وضعف لوائح التغيير في بعلبك الهرمل ودائرتي صور الزهراني وزحلة، كان يمكن لكل هذه النتائج ان ترسم خارطة للوحدة والتضامن، وتؤطر كتلة نيابية لنواب ١٧ تشرين قد يصل عددهم الى ٢٥أو ٢٦ نائبا، بعد جمع النواب الذين استقالوا بعد تفجير المرفأ ( كتائب، افرام، تجدد، مستقلين) او اللذين انحازوا الى قوى التغيير بعد حدوث الانهيار ( سعد، بزري، مسعد، ميشال ضاهر)  وهو امر لو جرى تنفيذه لن يصنع من "نواب ١٧ تشرين" اكبر كتلة برلمانية تستند الى ساحات نضالية عابرة للمناطق والطوائف فحسب، بل ستؤهل "قوى التغيير" لتكون قاطرة سياسية تجر خلفها كل عربات الاحزاب والبنى السياسية، وتحدد جدول الاعمال الوطني ومراحل تطور الاحداث السياسية وايقاعاتها. ولم يكن مفهوما ابدا اعلان حصر التغيير فقط ب ١٣ نائبا شكلوا كتلة نيابية سرعان ما انكشف ارباكها وتعثرها وانقساماتها!!

  ولعلنا نسأل بهدف الحصول على اجوبة ما زلنا ننتظرها؛ والسؤال الاول هو ؛ ما هي المعايير التي اعتمدت لقبول الانتساب لهذه الكتلة، وما هي المعايير التي اعتمدت لرفض انتساب نواب آخرين لها !؟

• أما السؤال الثاني فهو ؛ هل كتلة نواب التغيير هي قيادة التغيير، فإن كانت كذلك فلتبين لنا خارطة طريقها للتغيير، عبر تحويل خطابها العام، الى اهداف محددة يمكن إنجازها، وان كانوا فقط نواب التغيير فليندمجوا بجبهة سياسية تحدد لشعب لبنان خارطة طريق تخرجه من الازمة!؟

• أما السؤال الثالث فهو ؛ اذا كانت ١٧ تشرين ثورة شعبية عابرة للطوائف والمذاهب متجاوزة لانقسامات ١٤ و٨ اذار، وتريد دولة مدنية حديثة، تدفن صراعات الطوائف وتطفئ اية شرارات لإشعال الحرب الأهلية، اذا كانت كل ذلك وهي حتما ينبغي ان تكون على هذه الصورة، فكيف لا تكون كتلتها النيابية عابرة للطوائف وعابرة للمناطق ومتجاوزة انقسامات الحرب وتواريخها وكل انقسامات اخرى!؟

اما الشرط الثاني لنجاح التغيير وامساك الثورة بالسلطة وهزيمة اطراف المنظومة واسقاطها، فهو متعلق بتوافر الامكانيات المختلفة من  التمويل، والتجهيز والادارة، الى القدرة على حشد الجماعات والشرائح صاحبة المصلحة بالتغيير، واستمالة المتضررين من كارثة الانهيار، وتوافر خبرات في تنظيم الموارد البشرية والمالية، ورسم السياسات العامة واجتراح الحلول البديلة، وانعقاد تفاهمات مع حلفاء اقوياء، وهو أمر سيكون موضوع مقالة قادمة تعالج شروط قيام سلطة بديلة للمنظومة وأسباب تعثرها.

 

الإستحقاق النيابي: “الجنازة حامية”… والنتائج أقل من عادية

أكرم حمدان/نداء الوطن/29 كانون الأول 2022

على الرغم من الأزمة الإقتصادية غير المسبوقة التي يمرّ بها لبنان، والمتغيّرات شبه الجذرية التي حلّت بالمشهد السياسي بعد انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 وانفجار مرفأ بيروت في آب 2020، إلّا أنّ الإستحقاق النيابي الذي أنجز رغم التشكيك الذي أحاط به حتى الساعات الأخيرة، لم يكن انقلابياً في نتائجه التي أسفرت عن ولادة أكثرية نيابية مموهة، أو بالأحرى غير صلبة، إنعكست بشكل واضح على المسار السياسي ما أدى إلى عدم تشكيل حكومة بعد الإنتخابات، ولا تزال تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية.

فهل يمكن القول إنّ نتائج هذه الإنتخابات وما أفرزته هي التي أدّت إلى تعميم حالة الشلل والتعطيل التي أصابت الواقع السياسي والمؤسساتي في البلاد؟

بداية، لا بدّ من التذكير بأنّ هذه الإنتخابات جرت تحت عناوين وشعارات رُفعت خلال انتفاضة 17 تشرين وأهمّها محاربة الفساد والنظام الطائفي ومحاسبة المسؤولين عن الإنهيار المالي والإقتصادي وعن إنفجار مرفأ بيروت، كما أنها حصلت على إيقاع التأثيرات والإنعكاسات السلبية للحرب الروسية -الأوكرانية وما نتج عنها على مستوى أمن الطاقة والغذاء، إضافة إلى أنّها أول انتخابات تجرى في لبنان من دون مشاركة تيار «المستقبل» بعد قرار تعليق العمل السياسي الذي اتخذه رئيسه سعد الحريري في كانون الثاني 2022، كما أنّ توقيت الإنتخابات جاء أيضاً في آخر ولاية الرئيس السابق ميشال عون.

وبمعزل عن نسب المشاركة وتوزّع خارطة المرشّحين بين القوى والأحزاب التقليدية وغير التقليدية، فإنّ قراءة النتائج بيّنت للبعض بأنّه ما زال لدى «حزب الله» تمثيل نيابي في المحافظات كلها، ولديه حلفاء في كلّ المناطق والطوائف، لكنّه بات أكثر حاجة لخصومه لتشكيل حكومة وتمرير مشاريع واقتراحات قوانين في المجلس النيابي.

ومن النتائج التي لا بدّ من التوقف عندها، قطع الطريق حسابياً وربما عملانياً ايضاً على أيّ احتمال لوصول رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل إلى رئاسة الجمهورية، بعدما أصبح المزاج المسيحي منقسماً بالمناصفة بين «التيار» و»القوات اللبنانية» التي تقدّمت عن الدورة السابقة وفي الشارع، لا سيما بعد خسارة باسيل وتياره خسارةً كبيرةً في معاقل رئيسية مثل جزين والأشرفية وزحلة.

ولاقت الدعوة إلى مقاطعة الإنتخابات إستجابة في الوسط السُّنّي عموماً، كما برز رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط باعتباره كأبرزالفائزين، بحصوله على ستة من مقاعد الدروزالثمانية، كما ربح ممثّلو انتفاضة 17 تشرين أو الذين رفعوا شعاراتها خلال حملاتهم الإنتخابية عدداً من المقاعد قد تكون تجاوزت التوقعات المتشائمة قبل الإنتخابات كما خسر هؤلاء بعض المقاعد نتيجة انقساماتهم خلال تشكيل اللوائح الإنتخابية والتي استمرت بعد الإنتخابات وأدّت في الفترة الأخيرة إلى تفكّك تكتل «نواب التغيير» الـ13 على الرغم من وجود نواب مستقلّين يمكن أن يشكّلوا مع هؤلاء عدداً يتجاوز الـ25 نائباً.

كلّ هذه القراءات لا بدّ وأن تأخذ في الإعتبار أيضاً الدور المؤثر لمشاركة المغتربين في عملية الإقتراع والتي انعكست بشكل واضح على النتائج في أكثر من دائرة، حيث بلغ عدد المقترعين في الخارج 142000 ناخب من أصل 225000 مسجّلين حسب الأرقام النهائية لوزارة الخارجية والمغتربين، أي إنّ نسبة إقتراعهم كانت 63 في المئة وساعدت هذه المشاركة مرشّحي الإنتفاضة على كسب مقعد إضافي في دوائر رئيسية مثل بيروت الأولى والثانية، والشوف – عاليه، ودائرة الجنوب الثالثة، بينما تراجعت نسبة الإقتراع في الداخل في كل محافظات لبنان، مقارنة مع العام 2018.

وعلى الرغم من القراءات التي توزّع مجلس نواب الـ2022 بين المعسكر المؤيد لـ»حزب الله» والمعسكرالمناهض له والإنتفاضة والمستقلّين، إلا أنّ الكثير من القوى الممثّلة داخل البرلمان وخارجه وحتّى بعض المراقبين والباحثين في الشأن الإنتخابي، يرون أنّ التقييم الحقيقي لنتائج أي إنتخابات لا بدّ وأن ينطلق من قانون الإنتخاب كخطوة أولى وأساسية ثم طبيعة النظام السياسي، وهما أمران غير متوفرين في لبنان بسبب النظام الطائفي والقانون الذي وضعته القوى السياسية بهدف تحقيق مصالحها النيابية والسياسية، ما يُفسّر ربّما إحجام أكثر من مليوني مواطن لبناني عن المشاركة في الإنتخابات الأخيرة.

وفي السياق، يقول الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين لـ»نداء الوطن»: «إنّ نتائج الإنتخابات كرّست واقعاً موجوداً ولم تُفرز واقعاً جديداً، وبالتالي عمّقت الأزمة التي يعاني منها لبنان ولم تؤدّ إلى الحلّ، فالنظام الطائفي الذي يتداخل فيه رجل الدين مع رجل السياسة يؤدّي إلى إقفال كلّ أبواب التغيير».

ويضيف: «إنّ القانون الذي جرت على أساسه الإنتخابات النيابية هو قانون ضدّ التغيير، والقوى السياسية التي وضعته عام 2017 واختبرته في العام 2018 تمسّكت به لأنّه يُحقّق مصالحها النيابية والسياسية».

ويرى أنّ «التغيير ينطلق من المجتمعات الأهلية عبر الإنتخابات البلدية والمدارس، وأنّ تدنّي نسبة الإقتراع التي انخفضت إلى 49.2% عام 2022 بعدما كانت 49.7% عام 2018، مؤشر على عدم رضى الناخبين الذين لم ينتخبوا السلطة ولا حاملي شعارالتغيير، ما يستوجب عملاً مغايراً ينطلق من تحفيز الناس على المشاركة في تغيير نظام طائفي عمره نحو 100 عام». ويشير شمس الدين إلى أنه «ليس صدفة أن ينتخب 1950000 ناخب من أصل 3967000، أي أن قرابة المليوني لبناني فضّلوا البقاء في منازلهم وتخلّوا عن دورهم في التغيير المنشود».

في الخلاصة، أدّت نتائج الإنتخابات إلى وجود كتلة متنوعة بالكاد تصل إلى 65 نائباً في حالات معينة كما جرى خلال إنتخابات رئاسة مجلس النواب ونائب الرئيس بينما لا تستطيع ذلك في حالة إنتخاب رئيس جمهورية، ما يطرح السؤال عن مدى تمسّك القوى والكتل الأساسية الكبرى في البرلمان بقانون الإنتخاب الحالي الذي يرى فيه البعض أنّه الأفضل والأكثر تمثيلاً، بينما يرى فيه البعض الآخر بأنّه من أسوأ القوانين؟

 

مسؤوليّة حزب الله...

جان عزيز/أساس ميديا/30 كانون الأول/2022

قبل أيام ورد في الإعلام خبر مفاده أنّ أحد المطلوبين للعدالة في حادث فردي في البقاع، تمّ تسليمه. المطلوب شقيقٌ لنائب في حزب الله. والقضية إطلاق نار واعتداءات متشعّبة على خلفيّات شخصية. المهمّ أنّ المطلوب، بحسب الخبر، تسلّمته "اللجنة الأمنية في الحزب" التي عادت وسلّمته إلى من يمثّل الدولة اللبنانية. قبلها بأيام أيضاً، الترتيب نفسه حصل مع المشتبه فيه في حادثة مقتل عنصر من اليونيفيل في الجنوب. حادث مؤسف بين من يمثّل حزب الله على الأرض، وبين من يمثّل الأمم المتحدة على الأرض نفسها. انتهى إلى ترتيب مماثل لكلّ حوادث الحدود أو إشكالات الاحتكاك العفوية بين الدول.

خبران يستبطنان الخطر الأكبر على المقاومة في لبنان. لا بل يشيان بما يمكن أن يكون مؤامرة ثلاثية عليها. والكلام هنا حسّاس دقيق بقدر ما هو واجب وضروري. في هذا "المكان" اليوم ظاهرتان بديهيّتان: هناك دولة متكاملة المقوّمات والمكوّنات، هي دولة حزب الله، بلا حاجة إلى أيّ شرح أو تدليل. وهناك لادولة متداعية حتى اندثار معالمها، كثقافة دولة ومفهومها. هي ما كان حتى قبل أعوام قليلة، الجمهورية اللبنانية. وهو ما لا داعي أيضاً لتقديم قرائنه الدامغة. خبران يستبطنان الخطر الأكبر على المقاومة في لبنان. لا بل يشيان بما يمكن أن يكون مؤامرة ثلاثية عليها. والكلام هنا حسّاس دقيق بقدر ما هو واجب وضروري

قد يرى البعض في هذا المشهد انتصاراً للمشروع السياسي الذي يمكن أن يكون الحزب حامله أو مستبطنه. وتقويم الانتصار هذا موجود بين مريدي حزب الله من المنتفعين من فائض قوّته، كما لدى رافضي الحزب والمتضرّرين من وجوده. أنصار الحزب يعلنون انتصارهم هذا، حيناً بصمت وأحياناً بجهر، ودائماً بسلوكهم اليومي الفعليّ، أن نحن الأقوى، لا بل نحن القوة الوحيدة الباقية على هذه الأرض اليوم، وكلّ الآخرين، من دولة وجماعات، إلى زوال. فيما خصوم الحزب كانوا يقولون دوماً، وباتوا يصرخون اليوم علناً: إنّه انتصار لمشروع إسلاموي خمينيّ كامل في لبنان. وما إسرائيل ومقاومتها إلا ذريعة ووسيلة وسبيل مرحليّ مختصر.

ثلاثية قاتلة "للمقاومة"

لكن بين "الانتصارين"، ومع استمرار الوضع العام الذي سمح بهما، أو ولّد انطباعَيْهما، هناك خطر أكيد على المقاومة التي يحملها حزب الله، لا بل يمكن القول إنّ هذا الواقع بثنائيّته المتضادّة يحمل أخطاراً ثلاثة قاتلة للمقاومة.

ـ أوّل المخاطر يمثّله الوضع الديمغرافي بكل بساطة وفجاجة. لا لزوم لكثير من التحليل. فلنكن واضحين مباشرين.

تفيد الأرقام الموثوقة والمعلنة أنّ لبنان خسر من شعبه على مدى ثلاثين عاماً أكثر من 800 ألف لبنانية ولبناني. لكنّ اللافت أنّ نحو ثلث هؤلاء هجروه في الأعوام الخمسة الأخيرة مقابل نزف ثلثَيْهم على مدى 25 عاماً. مسألة لافتة أن يكون شعبنا قد صمد في مرحلة الاحتلال الإسرائيلي وفي ظلّ الوصاية السورية الثقيلة وفي ظلّ زلزال 2005 وعدوان 2006 وما بعدهما، فيما قرّر أن يرحل الآن، بعد كلّ الانتصارات التي حقّقتها المقاومة للبنان.

ولنكن مباشرين أيضاً وأكثر. قد يُضمر البعض من الحزب تقويماً إيجابياً لهذه الهجرة، بمعنى أنّها تصيب معارضيه أكثر من مؤيّديه، أو أنّها حلّ شامل لأزمة الانهيار اللبناني، أو أنّها مقدّمة لتغيير مطلوب في النظام الدستوري لا بدّ أن يشكّل خطوة أكيدة في الاتجاه الذي يفضّله حزب الله، تخلّصاً من قيود نظام الطائف وتوازناته، من دون أيّ ثمن ولا مسؤولية ولا تبعة عليه.

لكنّ الحقيقة المقابلة، وعلى المستوى المجتمعي العام، لا المذهبي أو الطائفي، مغايرة تماماً. فالمغادرون بلا عودة هم من الشباب. والهرم العمريّ اللبناني اليوم بات في مرحلة دقيقة خطيرة جداً. هو مخصور عند وسطه، فيما قمّته من المتقدّمين في العمر، أكبر من شبابه، وبشكل متّسع ومطّرد. وهو هرم غير قابل للاستمرار طويلاً. وفي منطق الشعوب والمجتمعات، هذا الوضع السكانيّ غير قابل للحياة. وهو أمام مؤدّى من اثنين: إمّا انكسار الهرم كليّاً وسقوط المجتمع بالكامل، وإمّا أن تأتي مجموعة سكانية أخرى وتملأ هذا الفراغ الشبابي في وسط هرمنا السكاني.

في الحالتين، وبلا لزوم لتفاصيل، هذا خطر أول وأكيد على المقاومة وعلى التركيبة المجتمعية والسكانية التي انبثقت منها، والتي أنتجتها وأبقتها.

ـ خطر ثان بات واضحاً معيوشاً كلّ لحظة، اسمه انهيار النموذج الاجتماعي الاقتصادي لِما كان لبنان.

لا نتحدّث ههنا عن انهيار العملة وحدها، أو سقوط القطاع المصرفي، أو أزمة قطاع تربوي هنا أو صحّي استشفائي هناك. نحن نتحدّث عن نموذج كامل، لحياة مجتمع وجماعة بشرية، بات منعدم الوجود. خلال ثلاث سنوات ونيّف، ما سقط وقضى أكبر من أزمة أيّ قطاع محدّد. إنّه مبدأ علّة وجود هذا المجتمع: ماذا يُنتج وماذا يستهلك وكيف يموّل الحركتين؟ ما الذي يربطه بالعالم من حوله؟ أيّ أنشطة حياتية تؤمّن بقاءه وتفاعله مع العصر؟ أيّ ناتج وطني لخمسة أو ستة ملايين إنسان؟ ومن أين يتأتّى؟ ماذا يصدّرون وماذا يستوردون وكيف يظلّون على قيد الحياة، أفراداً ومجتمعاً؟... كلّ هذا سقط.

وهنا أيضاً، يعتقد بعض الظّانّين سوءاً بحزب الله أنّ مشروعه السياسي غير متضرّر من هذا السقوط. يهمس بعض أصحاب ألسنة السوء أنّ الحزب يعتبر نفسه وناسه وبيئته غير معنيّين بكلّ ما سقط. فالمصارف مسيحية سنّية. والقطاع التربوي لا يشبهه ولا يحمل إيديولوجيّته. كلّ الباقي لا يخدم فكره ومشروعه. وبالتالي لا ضير من سقوطه. لا بل ربّما هناك منفعة مباشرة أو غير مباشرة جرّاء هذا الانهيار... ثمّ يقول هؤلاء أيضاً إنّ حالة البؤس الشديد التي نجمت عن الكارثة، ضرورية لاستدامة أحزمة الحاجة وعشوائيّات الفقر. وهي أساسية لاستدامة خزّان التجنيد والتحشيد لصالح حزب الله. تجنيد الأشخاص وتحشيد الأفكار. إذ لا يمكن لمشروع كهذا أن يجد ناسه، أو يُوجِد إيديولوجيّته، في مجتمع مترف مزدهر مكتفي الحاجات والكماليّات.

لكن ماذا عن التفجّرات الداخلية لواقع كهذا؟ ماذا عن الظواهر المرضية الكبرى الملازمة له؟ وعن تشويهها لمفهوم المقاومة وقدسيّتها ونموذجها الجذّاب؟

يمكن للفقر المدقع أن يؤمّن حشداً شعبياً. لكنّه حشد يذهب إلى ما بين الثورة الشعبية والفوضى الأهلية. لا صوب مقاومة وطنية. ولو بصبغة دينية. يمكن للبؤس أن يدفع إنساناً إلى حمل بندقية. لكنّها حتماً بندقية متفلّتة المهداف والرصاص، جاهزة بأيّ لحظة للتحوّل من القتال إلى القتل. ومن الخارج باسم تحرير مقدّس، إلى كلّ داخل وباسم كلّ تسيّب وتفلّت. وهو ما لا مصلحة فيه قطعاً للمقاومة. لا بل يشكّل مقتلاً لها. وهو ما تحدّث عنه محذّراً وعلناً وأكثر من مرّة، السيّد حسن نصرالله.

ـ يبقى خطر المؤامرة الثالثة على المقاومة، وهو المتمثّل في وجود وجدوى خيار لبنان، دولةً ووطناً.

تطوّرات الأعوام الأخيرة، بكلّ ما فيها، بدأت تفسّخ هذا الخيار لدى كثيرين. لم يعد لبنان يشبه نفسه. عبارة تردّدها أكثرية لبنانية واضحة عابرة لكلّ لبنان. قالتها بالهجرة. وفي صناديق الاقتراع. بمعزل عن النتائج المعلّبة وأعداد مقاعد التفاهة. وبدأت تقولها بالأفكار السياسية. من لامركزية إلى فدرالية. ومن 17 تشرين إلى هذا السأم القاتل كلّ يوم. نحن نتّجه في يوميّاتنا المعيوشة إلى ارتداد واضح عن مفهوم الدولة كإطار ناظم جامع في لبنان، قبل أن نصل في العقول إلى انكفاء عن مفهوم الوطن الواحد.

يهمس بعض أصحاب ألسنة السوء أنّ الحزب يعتبر نفسه وناسه وبيئته غير معنيّين بكلّ ما سقط

تتابع الخيبات من الرهان على حزب الله 

ولسان حال الذين يعيشون تلك التفكّرات يقول إنّه لم يعد من حلٍّ مع حزب الله. راهنّا قبل 17 عاماً على تلاقي "الحلف الرباعي"، بحضانة فرنسية إيرانية لإنتاج طبخة لبنانية ما، فانتهى إلى سلسلة طويلة من محطّات الدم. راهنّا بعدها على "التفاهم" بينه وبين ميشال عون، فانتهى إلى أن بات العونيون يعلنون أنّ الحزب وحده هو من قوّض دولتهم وعهدهم، وصولاً إلى ذهاب باسيل في فعله أو ردّ فعله نحو أقصى مقولات افتعال التطرّف المذهبي المختلَق والمفبرَك، كي يظلّ حيّاً سياسياً في دولة الحزب.

وراهنّا أخيراً على هبّة اللبنانيين في 17 تشرين بمواجهة نظام فاسد، وباسم وطنية مدنية واحدة، من طرابلس إلى صور. فوجدنا الحزب وحده في مواجهتنا، مدافعاً شرساً أوحد عن هذا النظام، لا بل هو من أنقذه من السقوط، بحجّة السفارات والعمالات. لنكتشف قبل أشهر أنّ حلفاءه هم وحدهم من عبّد طرقات السفارات، وصوب "الشيطانَيْن" بالذات، الأكبر والأصغر. وبينما كان الثوار ولا يزالون في الشارع والبرلمان، يرفضون اتفاق الذلّ والإذعان، كان الحزب يغطّي توقيع حلفائه على التهريبة السرّية والمحظور نشرها وإعلانها ومعرفة نصوصها الفضائحيّة حتى اللحظة، محلياً ودولياً.

لم يبقَ إلا "أبغض الحلال" مع حزب الله

لسان حال هؤلاء يقول: لقد جرّبنا كلّ شيء مع حزب الله، فلم يعد أمامنا إلا أبغض الحلال.

وهو الخطر الثالث القاتل للمقاومة. المقاومة التي كانت بنت التركيبة اللبنانية بالذات، بنت حرّيتها، المنبثقة من تعدّديّتها وتنوّعها. لم تولد المقاومة في جولان الأسد المحتلّ، ولا في أيّ مكان آخر، لأنّ نموذج الحرّية هو وريد المقاومة. من لم يعرف الحرّية يوماً أو يحلم بها لحظة، لا يمكن أن يعتنق مشروع تحرير. وواقع التعدّدية هو شرط الحرّية ووجهها في آن. لا مقاومة حيث لون واحد أو صوت واحد أو رأي واحد. ولا مقاومة قطعاً حيث هناك حزب واحد.

باختصار ختاميّ، كيف يواجه لبنان وحزب الله هذه المخاطر على مقاومته؟

الاستحقاق الرئاسي مفصل أساسي. فالمطلوب رئيس يوحي على الأقلّ بثلاث ثقات:

- ثقة اللبناني الفرد بأنّه ما زال ههنا ما يُمكن أن يكون دولة، كي لا يهاجر.

- وثقة العالم بهذا المكان، كي يساعد على عودته نموذج دولة قابلة للحياة.

- وثقة الجماعات بخيار الجمهورية اللبنانية، على الضدّ من الخيارات الموهومة أو المأزومة، الأصغر من دولة لبنان أو الأكبر منها.

إذا ساهم حزب الله، وهو الأقدر، في اختيار رئيس كهذا، دافع عن نفسه وعن مقاومته وعن وطنه. وإلّا فلنسجّل للتاريخ كلّ ما ورد آنفاً.

 

تقدّم “القوات” وتراجع “التيار” وارتباك “الحزب”

نجم الهاشم/نداء الوطن/29 كانون الأول 2022

إذا كانت سنة 2022 شهدت توقيع اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان و»دولة إسرائيل» فإنّها شهدت أيضا ترسيماً جديداً للحدود السياسية الداخلية بين القوى التي وقفت على ضفتيْ الحكم بين السلطة وبين المعارضة بعدما شهدت ترسيماً للحدود بين الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية وبين الفراغ في سائر المؤسسات التي حكمها الإنهيار فباتت معطّلة أو شبه معطّلة في دولة فَرَغَت من مضمونها وأصابها الإنهيار وفقدت أسباب الإستمرار بعدما انعدمت فيها الحدود بين الدولة واللادولة. شكّلت انتخابات 15 أيار 2022 النيابية حدّاً فاصلاً بين زمنين في عمر الدولة اللبنانية. فبعدما كان الرهان عليها ليبدأ معها الصعود من الهاوية سقط الرهان وتلاشت الأحلام. وبعدما كان يؤمل أن تكون بداية النهوض ومقدّمة لملء الفراغ في سائر المؤسسات وتأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية يتمّ بعده تشكيل حكومة جديدة حلّت الخيبة وحلّ الفراغ في القصر الجمهوري وانشلّ عمل حكومة تصريف الأعمال وانعدم أداء المجلس النيابي بعدما تحوّل إلى شاهد زور على استحقاق رئاسي بدا بعيد المنال في ظلّ صراع الأوراق البيض والأوراق الملغاة مع أوراق حملت أسماء كان أبرزها ميشال معوض ولكنّها عجزت عن القفز إلى حافة أكثرية الـ65 نائباً التي تؤهِّل حاملها لدخول المنافسة الحقيقية ليصبح رئيساً بانتظار تأمين نصاب الثلثين ولكي يبدأ معها تحميل المعطّلين مسؤولية التعطيل. لم تفرز انتخابات 15 أيار أكثرية موصوفة. ولكنّها أعادت فرز الساحة السياسية وفرضت ترسيماً جديداً للحدود بين الأحزاب والطوائف وبين من كانوا يشكّلون قوى 14 آذار وقوى 8 آذار وظهّرت أحجاماً جديدة رفعت أطرافاً وأنزلت أخرى من دون أن تمكِّن أي طرف أو تحالف من الحسم أو الفوز في المعركة الرئاسية.

«القوات» نيابياً وشعبياً

أبرز المتقدمين في اللعبة السياسية نتيجة الإنتخابات كان حزب «القوات اللبنانية» الذي تمكّن بفضل تحالفاته من كسر الأكثرية التي كان احتفظ بها «التيار الوطني الحر» منذ العام 2005 داخل مجلس النواب على صعيد التمثيل المسيحي. نجحت «القوات» في خوض معركة سياسية وانتخابية مستفيدة من قوة الحضور ومن وضوح المواقف وثباتها ومن التركيز على نقاط ضعف الآخرين خصوصاً تحالف «حزب الله» و»التيار الوطني الحر». ونتيجة ذلك رفعت «القوات» عديد كتلتها النيابية إلى 19 نائباً وكسبت المرتبة الأولى في تصويت المسيحيين متخطّية «التيار الوطني الحر» بعدد كبير من الأصوات. هذا الإنتصار القواتي لم يترجم على أرض الواقع ولكنّه شكّل نقطة قوة وحضور وتغيير في اللعبة السياسية بحيث تحوّلت «القوات» إلى ما يشبه القاطرة السياسية لمجموعات المعارضة التي تلتقي حول نهج يقوم على المطالبة بتغيير السلطة القائمة منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية في 31 تشرين الأول 2016. صحيح أنّ «القوات» كان لها دور أساسي في انتخاب عون وفتح طريق بعبدا أمامه، وصحيح أيضاً أنّ العهد مع «حزب الله» حاولا محاصرة «القوات اللبنانية» وإبعادها عن تحقيق أي تقدم ولكن «القوات» حوّلت هذه المواجهة لمصلحتها. من هذه الخلفية أسقط الرئيس عون ومعه رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل تفاهم معراب وانقلبا عليه ولكن هذا الأمر انعكس سلباً عليهما واستفادت منه «القوات». منذ 19 تشرين الأول 2019، بعد يومين على بدء انتفاضة 17 تشرين وخروج القوات من الحكومة والإنتقال إلى ضفة «الثوار» أحسنت القوات الإستفادة من المرحلة السياسية لتراكم إنجازات حصدت نتائجها في صناديق الإقتراع.

«التيار» إلى الوراء

على الضفّة الأخرى من الشارع المسيحي انتقل «التيار الوطني الحر» من حزب السلطة والعهد ليصير الحزب المنبوذ من بيئته والمسؤول عن الإنهيار وعن الدخول في نفق جهنم. كان العهد يأمل أن تكون السنوات الستّ من ولايته كافية لكي يعزّز حضوره مستفيداً من سحر السلطة وجذبها للمنتفعين، ولكن النتائج جاءت عكسية وانتهى الرئيس عون في 31 تشرين الأول 2022 وهو يغادر القصر الجمهوري إلى إعلان الفشل وإلى تحميل الآخرين مسؤولية هذا الفشل على قاعدة «ما خلّونا» التي اعتمدها «التيار» لتبرير الخسارات المتتالية الأمر الذي انعكس مزيداً من الإنهيار في الشعبية ومزيداً من تحميله المسؤولية خصوصاً من كثيرين ممن آمنوا في لحظات معينة بأنّ الرئيس عون مع التيار هما المنقذان والأمل، وثبت بالدليل الحسي أنّ العكس هو الصحيح. ولم يقتصر حجم الخسارة على هذا المستوى بل انتقل إلى العلاقة بين «التيار الوطني الحر» و»حزب الله» ليهدّد جدّياً التفاهم الذي قام بينهما منذ 6 شباط 2006. فالخسارة تُفرِّق بدل أن تجمع وبالتالي ذهب «التيار إلى تحميل «حزب الله» مسؤولية الفشل لأنه لم يدعمه ولم يتخلَّ عن دعم الرئيس نبيه بري رئيس حركة «أمل» الذي اعتبره الرئيس عون وباسيل أنه رئيس فريق المعرقلين للعهد. هذا التفاهم الذي ترنّح بعد تشكيك باسيل بصدق وعود الصادقين شكّل في احتضاره مفصلاً أساسياً في إعادة رسم الخريطة السياسية كما شكّل في توقيعه بداية طريق لرسم خريطة سياسية جديدة في العام 2006 استفاد منه الطرفان في تأمين مصالحهما من دون أن ينعكس على حسن الأداء في السلطة وعلى تحسين وضعية الدولة بحيث تمّ نحره على مذبح تكبير دور الدويلة التي مثّلها «حزب الله».

«حزب الله» ونقاط ضعفه

حاول «حزب الله» أن يؤمّن انتصارات لحليفه خلال الإنتخابات النيابية ونجح في مدّه ببعض المقاعد ولكنّه فشل في أن يبقيه في المرتبة الأولى للتمثيل المسيحي فهو لم يكن يقبل بأن يخسر حليفه مقابل فوز «القوات اللبنانية». راهن «الحزب» على مسألتين في الإنتخابات النيابية: أن لا يتمّ خرق المقاعد الشيعية في أي دائرة وأمّن مع حركة «أمل» والرئيس نبيه بري فوز 27 نائباً شيعياً بأصواتهما مع توسيع دائرة القدرة على التأثير على عدد من المقاعد السنيّة. احتكار التمثيل الشيعي أمّن للثنائي استمرار الرئيس بري في رئاسة مجلس النواب ولكنه لم يؤمّن له اختيار رئيس الجمهورية الذي يريد.

صحيح أن الرئيس بري لم ينتخب مرشّح «حزب الله» العماد ميشال عون في العام 2016 ولكن الثنائي اتفق هذه المرة على دعم المرشّح الذي كان يريده بري في ذلك الوقت، رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. كانت لدى «الحزب» وقتها ملاحظات جوهرية على الطريقة التي تصرّف بها فرنجية من خلال توجّهه إلى قبول عروض ترشيحه الأولى من رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري ومن الرئيس بري، ولكنّه في انتخابات 2022 الرئاسية وجد نفسه أمام خيار فرنجية بعد استحالة تبنّيه خيار جبران باسيل مرشّح الرئيس عون لأنّ تعهّده الذي قطعه للرئيس عون لا يمكنه أن يقطعه لباسيل وهذا ما مهّد للتصدّع الكبير الذي أصاب تفاهم 6 شباط.

فـ»حزب الله» يعرف أنّه يخوض الإنتخابات الرئاسية من موقع ضعيف ولا يمكنه أن يفرض الرئيس الذي يريده وإن كان لا يزال ربما قادراً على منع وصول الرئيس الذي لا يريده من دون القدرة على التحكم بهذه القدرة إلى مدى غير محدّد في حال تغيّرت الظروف والمعطيات والترشيحات. وإذا كانت انتخابات 2018 أعطت الحزب وحلفاءه أكثرية موصوفة فإن انتخابات 2022 أفقدته هذه الأكثرية ووضعته في موقف صعب لناحية عدم تمكنه حتى من الجهر باسم مرشحه مع وضعه في حسابه دائماً أنّه مرشّح للتفاوض على اسم يمكن أن يتمّ القبول به مع شرطه الدائم بأن يأمن جانبه ولا يطعنه هذا الرئيس في الظهر ومع ذلك لم يظهر أن لديه اسماً غير التعطيل.

ارتباك «حزب الله» على المستوى الرئاسي يترافق مع ارتباك على المستوى الأمني والسياسي نتيجة حدثين مفاجئين له: الأول بعد حادث الإعتداء على دورية قوات اليونيفيل في بلدة العاقبية الذي اضطرّ بعده إلى عدم تبنّيه وإلى التراجع أمام التركيز المحلي والدولي على تحقيق شفاف وإن كان من غير المنتظر أن تتأمّن الظروف المساعِدة على مثل هذا التحقيق. الثاني المواجهة التي حصلت مع أهالي بلدة رميش الذين رفضوا استباحة «الحزب» لأراضيهم من خلال جمعية «أخضر بلا حدود» الأمر الذي اضطرّه أيضاً إلى احتواء الموضوع بإعلان الإنسحاب من مواقع كان أنشأها داخل هذه الأراضي. وهي من المرّات القليلة التي يتراجع فيها الحزب في مثل هذه القضايا.

الحريري خارج السياسة

التعديل الأكبر في خريطة الحدود السياسية الداخلية كان خروج الرئيس سعد الحريري من اللعبة السياسية بعدما أعلن تعليق العمل السياسي والعزوف عن خوض الإنتخابات وابتعد عن المشهد بصورة كاملة منصرفاً إلى أعمال خاصة من خارج الحدود من دون أن تكون لديه أي خريطة طريق للعودة إلى لبنان. فقد بدا أنّ هذا الخيار خياره وأنه حتى لا ينتظر لعبة الوقت على طريقة مراحل عبور الصحراء التي يمرّ بها سياسيون في أوقات كثيرة ويحتفطون دائماً بقوّة العودة إلى الحضور وإلى الملعب. فالرئيس سعد الحريري ترك الملعب واللعبة واللاعبين الآخرين وأوحى أن اعتزاله دائم وأن لا عودة عن قراره في المدى المنظور الذي لم يعد يتَّسع لهذه العودة حتى، لأن الفراغ الذي يتركه يوجد تباعاً من يملأه ولأنّه لا يشحن شارعه والذين كانوا معه من مؤيِّديه بأسباب البقاء بحيث يبقون جاهزين لقرار العودة بينما لا يلاحظون أن مثل هذا القرار المحتمل موجود في لائحة أهدافه وأنّ العكس ربّما هو الصحيح. لذلك انعكس هذا الغياب للرئيس سعد الحريري تشرذماً في التمثيل السنّي حاولت دار الفتوى مع المفتي عبد اللطيف دريان والمملكة العربية السعودية من خلال السفير وليد البخاري ومع عدد من القيادات السنية لملمته. وهذا الأمر أتاح للرئيس نجيب ميقاتي البقاء في سدة الرئاسة الثالثة مراهناً على أنه سيتسمرّ في هذا الموقع حتى لو حصلت انتخابات رئاسية.

جنبلاط والتمثيل الدرزي

الطرف الآخر الذي استطاع تحقيق تقدم في الموقع السياسي كان رئيس «الحزب التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط الذي استفاد من اللعبة الإنتخابية على غير ملعبه ليحصد نتائجها في ملعبه. فنتيجة تركيز «حزب الله» على دعم «التيار الوطني الحر» أدّت إلى خسارة الأمير طلال أرسلان لمقعده النيابي وإلى فشل الوزير السابق وئام وهاب في كسر الحاجز الذي يحول دون دخوله إلى البرلمان. وهذا الفوز سيعزّز من احتكار جنبلاط للتمثيل الدرزي وسيبعد أرسلان عن أي حكومة جديدة وسينعكس سلباً على حضوره السياسي خصوصاً أنّه فقد الكثير من هذا الحضور منذ الإنتخابات بحيث لم يعد يتّكل إلّا على تمثيل وزيره في حكومة تصريف الأعمال وزير المهجرين عصام شرف الدين وهذه هي المرة الأولى تقريباً التي يصل فيها حضور دار خلدة إلى هذا الإنحدار.

قوى التغيير تحتاج إلى تغيير

ثمة اتفاق على أنّ قوى التغيير استطاعت أن تحقق خرقاً من خارج الإصطفافات السياسية بحيث نجحت في وصول 13 نائباً غير محسوبين على أيّ طرف وإن كانوا أقرب إلى المعارضة بمعناها الشامل. ولكن هؤلاء الذين وصلوا بقوة التصويت المعارض ليس لأسمائهم أو لقوة تأثيرهم وحضورهم الشخصي، انتهوا إلى خيبة أمل نتيجة ما أظهره بعضهم من مراهقة سياسية وعدم إلمام بأصول اللعبة السياسية وصولاً إلى الإفتراق في استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية وعدم اتفاقهم على اسم محدد وتوزعهم إلى أكثر من مجموعة. نتيجة هذه الحدود الجديدة في الترسيم الداخلي للعبة السياسية يقف استحقاق رئاسة الجمهورية أمام استحالة التمكن من إنجازه بحيث ترتسم حدود مانعة لهذا الإنتخاب ليبقى الفراغ مسيطراً على مقر الرئاسة في بعبدا ولكي يبقى لبنان متجهاً نحو الإنهيار الشامل في ظلّ عدم وجود أيّ حدود لهذا الإنهيار أو أيّ حواجز تمنع استمراره. وإذا كانت انتخابات 2022 رسمت هذه الحدود فلا يمكن انتظار انتخابات 2026 لكي تعيد ترسيم الحدود من جديد لأن المطلوب فتح الحدود أمام الرئاسة.

 

بدء التنقيب عن الغاز… هذه مستجداته

لينا الحصري/اللواء/29 كانون الأول 2022

بعد توقيع الاتفاق النهائي لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل ودخوله حيز التنفيذ منذ 27 تشرين الأول الماضي، يتوقع البدء الفعلي في عملية التنقيب خلال العام 2023 مما قد يشكّل نقطة تحوّل في الاقتصاد اللبناني المنهار، خصوصا ان لدى لبنان 10 بلوكات يمكن تلزيمها والاستفادة منها.

وحول آخر المستجدات والتحضيرات لبدء عملية التنقيب مع بدء العام 2023 تقول مصادر وزارة الطاقة لـ«اللواء» في هذا الإطار: «من منطلق استقطاب شركات للعمل على ثمانية بلوكات متبقية للاستفادة من مخزونها تم تمديد فتح دورة التراخيص حتى 30 حزيران 2023، لأننا نأمل أن تتقدم شركات أجنبية بما فيها الأميركية للعمل في هذه البلوكات، خصوصا انه وبعد أن أصبح اتفاق ترسيم الحدود واقعا وباتت الأنظار متجهة دوليا للعمل في بحر لبنان للاستفادة من مخزونه المدفون، وبدورنا يهمّنا أيضا تلزيم عدد كبير من البلوكات خصوصا اننا أضعنا سنوات طويلة قبل الوصول الى هذه النتيجة».

وتشير المصادر الى ان الجانب القطري سيكون الشريك الثالث لشركتي «توتال» الفرنسية و«ايني» الإيطالية في الكونسورتيوم، فتتم حاليا إنجاز الإجراءات النهائية والترتيبات المطلوبة للشركة القطرية قبل الموعد النهائي للدخول وهو 21 كانون الثاني 2023، بحيث سيكون نصيب قطر 30% بينما النسبة لدى شركة «توتال» 35% كذلك الأمر بالنسبة الى شركة «اني» الإيطالية.

وتكشف المصادر الى انه وبعد ان قدمت شركة «توتال» خطة عملها التي باتت جاهزة فإن البدء بعملية الحفر سيكون كحد أقصى في الفصل الأخير من العام 2023، وتلفت الى ان هناك إمكانية لبدء العمل قبل هذا الموعد في حال تم إيجاد الحفارة كذلك فإن العمل جار من قبل الشركة على موضوع تجهيز القساطل المخصصة لوضعها في قعر البحر. وتؤكد المصادر أن العمل يسير على قدم وساق بالنسبة الى كافة التحضيرات كما ان فريق عمل شركة «توتال» سيرتفع عدده بشكل ملحوظ في شهر شباط المقبل بما في ذلك الفريق المختص، وتلفت المصادر الى ان قرار انطلاق العمل من قبل الشركة تم اتخاذه وسيكون من مرفأ بيروت بحيث سيكون نقطة للخدمات اللوجستية وتلزيم كل الخدمات المرتبطة بعملية الحفر.

وعن دور وزارة الطاقة وهيئة قطاع النفط، تشير المصادر الى ان الموضوع التقني يسير بكل جوانبه بشكل طبيعي وهناك مواكبة من قبلهما لعملية الحفر للبدء بها بأسرع وقت ممكن، من أجل العمل على إمكانية تطوير الاكتشاف في حال تبيّن ان هناك غازا، ولكي يكون هناك أيضا إمكانية للاستفادة منه داخليا وخاصة في معامل الكهرباء، وتعتبر المصادر ان المهم هو استقطاب شركات جديدة بما فيها الأميركية مثل شركتي «شيفرون» و«اكسون موبيل» وهما يعملان في قبرص ومن المنطق أن يكون لديهما إمكانية واهتمام للعمل في لبنان.

وعما إذا كانت الإجراءات تحتاج الى قرار لمجلس الوزراء، تشير المصادر الى ان كل التحضيرات التقنية والآلية في جهوزية تامة ومحور متابعة من قبل هيئة البترول كذلك الأمر بالنسبة الى موضوع استقطاب الشركات ولا حاجة الى مجلس الوزراء.

كما تعتبر المصادر ان كل الإجراءات التي يتم العمل عليها حاليا وقبل بدء عملية الحفر جدّية رغم انها تعتبر سلسلة طويلة ان كان بالنسبة الى موضوع تلزيم الحفارة ووضع دفتر شروط لها وغيرها من الأمور، وتلفت الى ان الآلية تسير بشكل سريع كذلك الأمر بالنسبة الى موضوع تقيّيم الأثر البيئي حيث عُقدت سلسلة اجتماعات لدراسة الأمر، علما ان الحفر يحتاج الى تحضيرات وخطوات مسبقة بيئيا من تحديد المكان وأخذ العينات من قعر البحر لمعرفة التأثير البيئي.

وتأسف المصادر للوقت الطويل الذي أضاعه لبنان قبل وضع الملف على السكة الصحيحة مع العلم انه تم تعيين هيئة قطاع البترول منذ عشر سنوات ولكن انعكس موضوع الشغور الرئاسي الذي دام لفترات طويلة على توقف الملف، بينما كانت إسرائيل تعمل على التحضير للحفر منذ خمسة عشر عاما، وتلفت الى ان الخلافات السياسية أيضا أثّرت سلبا على الموضوع رغم انه تم إقرار اتفاقية الإنتاج والاستكشاف في حكومة الرئيس سعد الحريري في كانون الثاني 2017. وعما إذا كان الاعتداء الأخير على القوة الايرلندية العاملة ضمن «اليونيفل» قد يكون له تأثير سلبي على دخول الشركات الأجنبية الى لبنان تقول المصادر: «من المعروف ان شركات التنقيب تعمل في عدد كبير من الدول التي تعتبر غير آمنة ووضعها أصعب من الوضع في لبنان، كما ان عمل الشركات سيكون في البحر وبالتالي لا خوف أمني عليها وعلى عمالها كما ان مثل هكذا شركات تقوم بإجراء دراسات أمنية قبل البدء بأي استثمار في أي بلد من خلال تأمين مصالحها الأمنية». وحتى حين بدء لبنان الاستفادة من إنتاجه النفطي يبقى الانهيار المالي والاقتصادي مستمرا بشكل كبير ومخيف، يصاحبه ارتفاع غير مسبوق لمستوى الأزمات على كافة الأصعدة، ولكن يبقى كل الأمل بأن تحمل السنة الجديدة الخير والبحبوحة للبنان وشعبه وان تكون بداية للخروج من جهنم.

 

اجتماع باريس… محطة أساسية في الانتخابات الرئاسية

عمر البردان/اللواء/29 كانون الأول 2022”:

وسط معمعة الانفلات المالي، باتت الملفات السياسية مؤجلة إلى ما بعد الأعياد، بانتظار ما سيحمله العام الجديد من تطورات متصلة بالاستحقاق الرئاسي، في وقت ليس محسوماً ما إذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري، سيدعو إلى حوار جديد بشأن الانتخابات الرئاسية، بعد رفض بعض المكونات النيابية التجاوب مع دعوتيه السابقتين. وإن كانت أوساط نيابية تعتقد أن «الرئيس بري لن يتخلى عن الدعوة للحوار، إذا وجد الفرصة مناسبة، لأنه يدرك أن انتخاب الرئيس العتيد، لن يكون إلا حصيلة حوار بين الأطراف المعنية، لإنهاء حالة الشغور القائمة»، لافتة إلى أن «هناك ترقباً لما سيصدر عن الاجتماع الرباعي المقرر عقده في باريس في النصف الأول من الشهر المقبل». وأشارت إلى أن «الفرنسيين يضغطون من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن، بالنظر إلى عواقب الشغور الرئاسي الوخيمة على البلد».

وكشفت المعلومات في هذا الإطار، أن قطر ومصر، تدرسان دعوة عدد من القيادات اللبنانية المؤثرة، للبحث معها في سبل تسهيل إنجاز الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت، من أجل وقف معاناة اللبنانيين والحد من تدهور أوضاعهم الاجتماعية والحياتية التي فاقت كل الحدود. وفي ظل استعداد جامعة الدول العربية لتقديم الدعم المطلوب للبنان، لإنهاء أزمته، بعدما أبلغ الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أنه يحبذ أن يكون مفتاح الحل بأيدي اللبنانيين، وإذا تعذر ذلك، فإنه من الأفضل أن ينبع هذا الحل من داخل البيت العربي. ومن هنا فإن الدوحة تلعب دوراً أساسياً على صعيد طي صفحة الشغور، وفتح الأبواب أمام توافق اللبنانيين على الرئيس العتيد الذي يجب أن يحظى بأوسع توافق داخلي، حتى يتمكن من لعب الدور المنوط به، ويكون قادراً على إعادة بناء الجسور بين لبنان والمجتمعين العربي والدولي.

وفي الوقت الذي يبدي المجتمع الدولي خوفاً على مستقبل الأوضاع في لبنان، إذا لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية، فإن اجتماع باريس، يرجح أن يشكل محطة أساسية على صعيد تعبيد الطريق أمام إنهاء الشغور، وبما يفضي إلى السير باتجاه تبني شخصية توافقية لرئاسة الجمهورية، كاشفة أنه ليس هناك إلا قائد الجيش العماد جوزف عون، من يتمتع من بين كل المرشحين بصفة التوافقي، ولذلك فإن هذا الاجتماع، قد يفتح الطريق أمام وصول العماد عون إلى قصر بعبدا، سيما في ظل استحالة قدرة أي طرف على إيصال مرشحه، سيما وأن «حزب الله» يدرك أنه غير قادر على تأمين ظروف انتخاب مرشحه رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، سيجد نفسه مضطراً في نهاية المطاف، للقبول بقائد الجيش رئيساً للجمهورية، باعتباره الوحيد الذي يحظى بشبه إجماع القوى السياسية.

وإذا كان من السابق لأوانه الحديث عن مبادرة رئاسية، قد تفضي إلى حصول توافق بشأن الاستحقاق المنتظر، إلا أن الأوساط النيابية، لا تستبعد حصول مشاورات بعيدة من الإعلام، تمهيداً لمثل هكذا مبادرة، على غرار ما كشفه النائب المستقل غسان سكاف، بانتظار تبلور مواقف بقية القوى السياسية، وما يمكن أن تخرج به جولات رئيس «التيار الوطني الحر». النائب جبران باسيل على القيادات السياسية، حيث يتوقع أن يلتقي مطلع السنة الجديدة برئيس البرلمان ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، لكنها أشارت، إلى أنه ليس مضموناً ما إذا كانت المكونات السياسية، ستستجيب لهذه الدعوة، من أجل إنهاء الشغور الرئاسي، أم أنه إزاء إصرار «حزب الله» على مرشحه فرنجية، ستذهب هذه المحاولة أدراج الرياح، كما في كل مرة. وسط حديث عن إمكانية أن يطرح حزب «القوات اللبنانية» مبادرة رئاسية، على ما كشفه النائب ملحم رياشي في هذا السياق، لتقول القوى السياسية موقفها منها. لكن ورغم انسداد مخارج الحلول الداخلية لتجاوز المأزق الرئاسي، ومع استحالة تمكن أي فريق من فرض خياراته على الآخرين. وإن كان ذلك بحد ذاته مبرراً أساسياً لسلوك طريق الحوار، من أجل التوافق على الرئيس العتيد. إلا أن الاتصالات الداخلية والخارجية لن تتوقف، استناداً إلى ما كشفته الأوساط النيابية، بالنظر إلى مخاطر استمرار الشلل الذي يطبق على مرافق البلد، من أجل تهيئة المناخات لوصل ما انقطع بين المكونات السياسية، على أمل أن تشهد بداية السنة فكفكة العقد التي تحول دون التوافق على رئيس جديد للجمهورية، وبما يخفف من المعاناة القائمة، وتالياً توصل الفرقاء المعنيين إلى التفاهم على اسم الرئيس العتيد الذي سيحظى بدعم عربي ودولي، لوقف مآسي اللبنانيين.

 

سقطَ سهواً... في الجيش زحمة متطوعين والتحاق فارّين

جان الفغالي/نداء الوطن/29 كانون الأول 2022

يفرح وزير الدفاع العميد المتقاعِد موريس سليم، مع الفرحين في المؤسسة العسكرية لأنّه سينال المساعدة الإجتماعية، وهي البحصة التي تسند خابية الراتب، لكنّ فرحته شابتها غصَّة لأنّه لم يكن المُسهِّل لهذه المساعدة، بل إنّ موقفه كاد أن يحرم العسكريين منها، ولو موقتاً، بعدما اشترط أن يُمهَر المرسوم بتوقيع جميع الوزراء، فصدر بتواقيع الوزراء المختصين فقط. بالتأكيد لم يكن الوزير سليم يرضى لنفسه أن يكون في هذا الموقف، الذي فرضه عليه رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، فوقَع في حرجٍ كبير، إذْ كيف يضع عينيْه في عيني مرافقِه العسكري أو الذي يؤدي له التحية عند دخوله إلى مكتبه في وزارة الدفاع؟ فعناصر الجيش، من كل الرتب، باتوا يحسبونها «على القرش»، وكل قرش، من مستحقاتهم، ينقص، يتسبب لهم بأزمة معيشية. هذه المعاناة يعرفها جيداً قائد الجيش العماد جوزاف عون، ومن هنا كان سعيه لتأمين المساعدة المالية من الدولة القطرية، والتي وفَّرت مئة دولار «فريش» لكل عسكري، أياً تكن رتبته، والمعلومات تتحدَّث عن أن الدولة القطرية تدرس مواصلة تقديم المساعدة بعدما ارتاحت إلى طريقة توزيعها التي تميَّزت بشفافية مطلقة. في حسبةٍ بسيطة، فإن العسكري بات يحصل على المكتسبات التالية:

أساس الراتب، متممات الراتب، أو ما يسمَّى المساعدة الاجتماعية، المئة دولار «فريش» التي توازي أربعة ملايين وخمسمئة الف ليرة تقريباً، النقليات مجاناً، الطبابة المجانية، بالإضافة إلى أنّ القيادة سمحت للعسكريين بأن يعملوا يومين في الأسبوع خارج المؤسسة، ما يتيح لهم توفير بعض المال من جراء هذا العمل، هذا عدا المساعدات العينية التي توفرها القيادة للعسكريين، من هِبات ومتبرعين، بعدما تمنَّت القيادة على هؤلاء المتبرعين أن يستعيضوا عن تقديم الهدايا بتقديم تبرعات للمؤسسة العسكرية.

هذه «الباقة» التي تشمل الراتب، وصولًا إلى كل المساعدات الآنفة الذِكر، أعادت الطمأنينة إلى العسكريين، وخلقت جواً من الإرتياح كان من نتيجته «زحمة» طلبات تطوُّع، تكشف مصادر موثوقة من داخل المؤسسة أنها بلغت قرابة السبعة آلاف طلب تطويع، بالإضافة إلى مَن مُدِّدت خدماتهم. وتضيف هذه المصادر أنّ حالات الفرار انحسرت بشكلٍ تدريجي وسريع، وأكثر من ذلك بلغ الملتحقون، بعدما فروا، الألف وثلاثمئة ملتحِق، وفي الأرقام أيضاً أنّه تمّ تسريح أكثر من ثلاثة آلاف. خطة عدم انهيار المؤسسة، مادياً ومعيشياً، والذي يؤثِّر على معنويات العسكر، انجزتها القيادة بشكلٍ لفت الأنظار داخلياً وخارجياً. المخضرمون يتذكَّرون النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي، حين كانت المساعدات النقدية تأتي «بالشنط»، يتولى نقلها عميد، مقدَّمة من رجل أعمال، وتُوزَّع استنسابياً، اليوم لا «شنط» ولا عميد ينقل، بل تحويلات وكشوفات، وللجميع من دون استثناء. هذا الواقع «قَلَبَ الآية» من فرار إلى رغبة في التطوُّع، فهل تتعلَّم سائر مؤسسات الدولة من هذه الأمثولة؟

 

ميقاتي متحمّس لجلسة جديدة... لكنّ "حزب الله" متريّث

كلير شكر/نداء الوطن/29 كانون الأول 2022

لا جلسة جديدة لمجلس الوزراء قبل نهاية الأسبوع. سيقفل العام أيامه الأخيرة على الحدّ الأدنى من الإشكالات السياسية-الدستورية مع ترحيل مسألة عقدة الجلسات الحكومية إلى العام المقبل. إلى الآن، لا يبدو أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قد يرتدّ عن ترؤس المزيد من الجلسات الحكومية. للمفارقة أنّ الرجل أمضى الكثير من أيام تكليفه تشكيل الحكومة، يتغنّج طلوعاً ونزولاً من بعبدا إلى السراي، ولم يكلّف نفسه عناء عقد جلسة لحكومة تصريف الأعمال، فيما روزنامة القصر كانت تدقّ ناقوس اقتراب موعد الشغور، وما سيحمله من متاعب ومآسٍ قد تطيح بآخر ما تبقى من هيكل الدولة. وها هو اليوم يسابق الوقت لعقد الجلسة تلو الآخرى بحجة تسيير أمور الناس والمواطنين. فعلياً، لم يعد الوقت متاحاً لعقد جلسة خلال الساعات المقبلة لإقرار ترقيات الضباط من مختلف الأسلاك الأمنية والعسكرية، كما أنّ تواجد العديد من الوزراء خارج البلاد لتمضية الأعياد، حال حتى دون وضع الفكرة على طاولة النقاش الجدي. وبالتالي سيتمّ تأجيل هذا البند إلى وقت لاحق مع العلم أنّ اقرار الترقيات بمفعول رجعي، سيكون مخالفاً للقانون. وعليه سيلحق بند الترقيات بجدول الأعمال الذي يتمّ الإعداد له، تحت عنوان ملحّ وعاجل... إلى حين يقضي الحدّ الأنى من التوافق، أمراً كان مفعولا. في هذه الأثناء، تقصّد المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي نشر نصّ الكتاب الذي وجّهه إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء حول التوقيع على مشروع مرسوم يرمي إلى إعطاء الأسلاك العسكرية (في الخدمة الفعلية والمتقاعدين) مساعدة اجتماعية وفقاً لقرار مجلس الوزراء رقم 24 تاريخ 5/12/2022.

وفي متن الكتاب يذكر ميقاتي أنّ «وزير الدفاع أعاد بتاريخ 21/12/2022 مشروع المرسوم موقعاً من قبله ولكنه أدخل عليه بعض التعديلات... وأدرج أسماء جميع أعضاء الحكومة خلافاً للأصول الدستورية التي توجب توقيع الوزراء المعنيين فقط أي توقيع وزير الداخلية والبلديات ووزير الدفاع الوطني ووزير المالية وعلى أن يصار بعدها إلى اصداره أصولاً، أي بعد توقيعه من قبل رئيس مجلس الوزراء مرتين». أضاف أنّه «أعيد الطلب من وزير الدفاع توقيع المشروع من دون أيّ تعديل، ولكن لغاية تاريخه لم يرسل وزير الدفاع المشروع، وطالما أنّه قد وقّع المشروع وإن كان بصيغة معدّلة، ما يفيد موافقته على مضمونه... يطلب إليكم إجراء ما يلزم من تعديلات على المشروع لإصداره بحسب الأصول الدستورية أي بالصيغة المرسلة سابقاً إلى وزير الدفاع بعد استكمال تواقيعه أصولاً».

ماذا يعني ذلك؟

يعني أنّ ميقاتي ضرب عرض الحائط اعتراض وزير الدفاع لجهة طلب توقيع كلّ مكونات الحكومة المؤلفة من 24 وزيراً، ولو أنّ هذا الطلب ليس من اختصاص وزير الدفاع، أسوة بالآلية التي كانت معتمدة خلال حكومة تمام سلام ابّان الشغور الرئاسي نهاية عهد الرئيس السابق ميشال سليمان. ما يعني أنّ ميقاتي مصرّ على اصدار المراسيم كما لو أنّه ليس هناك من شغور في رئاسة الجمهورية، ولا وجود للمادة التي 62 التي تقول إنّه «في حال خلو سدة الرئاسة لأية علّة، ومنها انتهاء ولاية الرئيس دون التمكن من انتخاب رئيس جمهورية جديد على سبيل المثال، فإن صلاحيات رئيس الجمهورية يتولاها وكالة مجلس الوزراء»، ولا للفقرة الرابعة من المادة 64 التي تقول «يوقع مع رئيس الجمهورية جميع المراسيم ما عدا مرسوم تسميته رئيساً للحكومة ومرسوم قبول استقالة الحكومة او اعتبارها مستقيلة».

ويعني أيضاً أنّ ميقاتي كرّس هذه الآلية في إصدار المراسيم التي ستصدر لاحقاً من خلال الاكتفاء بتوقيعيْه وتواقيع الوزراء المعنيين، ليكون بذلك قد أقفل أذنيه على اعتراض «التيار الوطنيّ الحرّ» وغيره من القوى المسيحية، وذلك بدعم من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان أول من دعا إلى التخلّص من تلك الآلية للحؤول دون تحوّل الوزراء الـ24 إلى 24 رئيساً للجمهورية. وبالفعل، ها هو ميقاتي يصدر اولى تلك المراسيم مكتفياً بتواقيع الوزراء المعنيين. وهذا ما يؤكد أنّ اللقاء-الغداء الذي جمع ميقاتي برئيس «التيار الوطنيّ الحر» جبران باسيل انتهى إلى «صفر نتيجة».

ومع ذلك، تبدو الجلسة الثانية لحكومة تصريف الأعمال، قيد النقاش الصامت. ميقاتي متحمّس للدعوة، ويعدّ جدول الأعمال، فيما المطلعون على موقفه يؤكدون أنّ مضامين جدول الأعمال لا تعود ذات أهمية اذا ما عقدت الجلسة، فلماذا حصر أعمالها بما هو ملّح؟ العنوان الأساس قد يكون بنداً طارئاً، ولكن تسيير شؤون الناس لا يميّز بين ملّح وغير ملّح. لكنّ حماسة ميقاتي لا تزال مطوّقة بتأني «حزب الله» حيث يبدو أنّ الأخير يحاذر فتح معركة جديدة مع باسيل ويفضّل التريث كثيراً قبل أن يعطي رئيس حكومة تصريف الأعمال الضوء الأخضر. ولهذا ثمة من يقول أنّ «الحزب» لن يشارك في أي جلسة جديدة اذا لم تكن بنودها طارئة جداً ولا تحتمل التأجيل، ومحدودة جداً. أمّا غير ذلك فيحتمل الانتظار. ولهذا يبدو الموعد المرتقب، بعيد الأجل.

 

فرنسا ولبنان: من الحلّ بالحياد... إلى الحلّ بطبقة سياسيّة جديدة!

د. نبيل خليفه/نداء الوطن/29 كانون الأول 2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114525/%d8%af-%d9%86%d8%a8%d9%8a%d9%84-%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%81%d9%87-%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d8%a7-%d9%88%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%91-%d8%a8%d8%a7%d9%84/

يمرّ لبنان حالياً بمعضلة يعتبرها بعض الدّارسين من أهم وأخطر ما تعرض له وطن الأرز في تاريخه. فهي من العمق والشمولية بحيث تطال مختلف جوانب الحياة الوطنية في أبعادها السياسية والاقتصادية وصولاً في بعض الأحيان إلى ملامسة قضاياها الوجودية كدولة سيّدة حرّة مستقلّة. ومع كثير من المعنيين بمقاربة هذه المعضلة سواء في الداخل أم من الخارج، تبقى الأنظار شاخصة إلى دور فرنسا الخاص والمميّز في مقاربة القضية اللبنانية لأسباب تاريخيّة وجغرافيّة وانسانيّة ودينيّة وجيو- سياسيّة. ففرنسا كانت في أساس قيام الجمهورية اللبنانية وفي مرافقة مسارها خلال الأعوام المئة المنصرمة. وها هي الآن تحاول أن تقوم بدور لايجاد حلّ للمعضلة اللبنانية في زمن حكم الرئيس ايمانويل ماكرون. لكن عقبات وصعوبات تقف حائلاً دون تمكّن فرنسا – ماكرون من تحقيق اختراق ايجابي في القضية اللبنانية بحيث راحت تعمل لبغداد ولمصير العراق بديل أن تعمل لبيروت ومصير لبنان؟

هذا التساؤل يطرح في الحقيقة احتمالين: إمّا أن تكون الوضعية اللبنانية بتعقيداتها سبباً لتأجيل مقاربتها! وإمّا أن تكون السياسة الفرنسية المعتمدة تجاه لبنان تقوم على اعتبارات سياسية عارضة وليس على أسس واعتبارات استراتيجية مبنية على ما يقدم الفكر العلمي الاستراتيجي حول مصير الدول الحاجزة ( État- Tampon) وهو ما كانت تسعى إليه فرنسا زمن شيراك وشيسون!

فرنسا... ولبنان

1 - يقول الرئيس الفرنسي الديغولي جاك شيراك (1988) «إنني متعلّق بلبنان تعلقاً عميقاً مثل الشعب الفرنسي. هذا البلد الصديق الذي يربطنا به التاريخ ومشاعر القلب». التاريخ والقلب، العلم والعاطفة جمعت بين لبنان وفرنسا. لا يقوم احدهما مقام الآخر. فالعلاقات الفرنسية - اللبنانية تقوم على أسس موضوعيّة وذاتيّة عميقة وثابتة وراسخة في التاريخ والجغرافيا والانسان المتوسطي. من حدود فرنسا إلى حدود شرقي المتوسط.

2 - لقد وعت أوروبا وفرنسا بشكل خاص، أهميّة لبنان، ليس فقط كبلد نموذجي للتفاعل الفكري والصراع الايديولوجي، والتنوّع الثقافي والتحكّم بعقدة المواصلات، ووجود أقليات مسيحية فيه، بل قبلها جميعاً بسبب موقعه الجغرافي، ففي التاريخ كل شيء يتغيّر: الناس والأفكار والمجتمعات والنظم والثقافات. ولكن الشيء الأكثر ثباتاً هو الجغرافيا. فالموقع الجغرافي مهمّ جداً في تحديد الأهميّة الاستراتيجيّة لبلد ما. وهذه الأهميّة تعود إلى الاشراف على البحار ونوعية المناخ ومربض الصواريخ والاشراف على المناطق المجاورة وحصانة الجبال التي يمكن الدفاع عنها.

3 - هذه المحفّزات، جعلت فرنسا تولي اهتماماً خاصاً للبنان ككيان سياسي إلى حدّ القول إنّ مشروع الدولة اللبنانية هو مشروع فرنسي بامتياز. وبالتالي فإن فرنسا ومعها أوروبا ستظلان أكثر من سواهما معنيّتين بشكل مباشر بمصير لبنان واللبنانيين. وتأكيداً لهذا الاهتمام، فقد أعلنت مؤسسة سوفرس (Sofres) الفرنسية عشية الانتخابات الرئاسية (26/4/1988) إنّ لبنان جاء في طليعة البلدان التي يشعر الفرنسيون حيالها بالتعاطف والتضامن بنسبة 47%. لقد كان الوجود المسيحي في لبنان عاملاً مهماً وأساسياً في تحديد النظرة الفرنسية إلى لبنان حيث تقوم شرعية ذات ملامح مسيحية وتقوم أول جمهورية ديمقراطية في العالم العربي. وكان طبيعياً أن تسعى فرنسا لجعل لبنان دولة منحازة لها.

4 - على أنّ الأحداث التي عصفت بالمنطقة وبلبنان في الربع الأخير من القرن العشرين جعلت المسؤولين الفرنسيين يعيدون حساباتهم بالنسبة للموقف من لبنان. وهو ما عبّر عنه الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران إذ قال: «إن فرنسا هي بين الدول التي يهمّها مصير لبنان وهي متنبهة للمخاطر التي تهدد وجوده ومستعدة للعمل في اطار الأسرة الدولية للحفاظ على مصالح لبنان الأساسية» (25/5/1981). كما أكد رئيس الوزراء الفرنسي بيار موروا، أنّ فرنسا لا يمكنها التخلي عن اهتمامها بلبنان ولن تفعل. ولا التخلي عن مستقبله وعن احتفاظه بحدوده وبسط سلطة حكومته وسيادة شعبه. وهي مصممة مهما كانت الصعوبات والأخطار على المساعدة في ايجاد حلّ للمسألة اللبنانية، (26/5/1982).

5 - كيف يمكن لفرنسا أن تحافظ على لبنان: الدولة والكيان؟ وجاء الجواب واضحاً وصريحاً: بالدعوة إلى حياد لبنان باعتباره الحل الوحيد الممكن والمناسب للمسألة اللبنانية. فلقد دعا السيد كلود شيسون «إلى تحييد كامل الأراضي اللبنانية» على أن يكون حياداً مضموناً على الطريقة السويسرية «إذ ان حياد لبنان هو الحل» وصيغة لبنان لا يمكن ان تكون إلا صيغة حيادية، وفي قناعته أنّ «صيغة الحياد هذه ينبغي ان تقر بناءً على طلب اللبنانيين على ان تعترف بضمانات جيران لبنان والدول الكبرى». ويأخذ السيد شيسون على الحكم اللبناني أنه لم يأخذ باقتراحه حول حياد لبنان الذي عرضه على المسؤولين اللبنانيين عام 1983.

6- السيد ليونيل جوسبان يرى ضرورة تحييد لبنان كأفضل حلّ للمعضلة اللبنانية. والسيد جاك سويغيرت الناطق باسم الحزب الاشتراكي في السياسة الخارجية يرى أن الحلّ الجدير بالحياة في لبنان هو نوع من أنواع الحياد. فحياد لبنان هو ضرورة لحلّ مشكلته. السيد فرنسوا دي غروسوفر مستشار الرئيس ميتران حمل مشروعاً لحياد لبنان وعمل على اقناع الدول به ومنها الفاتيكان (1/5/1995). كما عرض مسؤولون فرنسيون فكرة حياد لبنان على وزير الخارجية السوري فاروق الشرع لدى زيارته لباريس (أيار/1985) .

من الاستيعاب إلى التحييد

باختصار لقد تحوّلت السياسة الفرنسية إزاء لبنان، من أقصى درجة العمل لانحياز لبنان واستتباعه إلى فرنسا، إلى أقصى درجة العمل لتحييد لبنان إزاء دول العالم أجمع القريبة منه والبعيدة عنه بما فيها فرنسا ذاتها. ما الذي قاد إلى مثل هذا التحوّل؟ إنها في اعتقادنا العودة إلى الحقائق العلمية في العلاقات الدولية. إلى قواعد الجيو- بوليتيك التي تصنّف الدول في طبيعتها وعلى أساس هذا التصنيف تختار لها الحلّ المناسب لقضاياها ومشاكلها. لقد انتقلت السياسة الفرنسية في لبنان من إطار العواطف والانفعالات والتراكيب السياسية... إلى تحديد طبيعة لبنان الدولة والكيان من أنّه، وبحسب المراجع العلمية الفرنسية ذاتها، دولة – حاجز. والحلّ الوحيد للدولة الحاجز، الواقعة بين دولتين توسعيتين هما اسرائيل وسوريا لن يكون إلاّ باعتماد حياد الدولة اللبنانية. من هنا أصبح المسؤولون الفرنسيون أول دعاة وحماة فكرة حياد لبنان وتحييده، اي ايجاد الحلّ المناسب للبنان بعيداً عن المراهنات السياسية المضللة! اليوم، تسعى السياسة الفرنسية لايجاد الحل خارج حياد لبنان وضمن ألاعيب اقليمية لا تحل شيئاً. بل تزيد المشاكل تعقيداً، فهل ننصح الرئيس ماكرون بأن يطلب من مستشاريه الاستراتيجيين إعادة قراءة كتاب «الجغرافيا السياسية» لفريدريتش راتزل، أم كتاب «سياسة الدول وجغرافيتها» لجان غوتمان؟

إنّ الطريق إلى الحلّ الوحيد والمناسب للبنان معروف، ولكن، هل من يجرؤ على اعتماده لانقاذ وطن الأرز؟... وتلك هي المسألة!!

(*) باحث في الفكر الجيو سياسي

 

إيران... أهي نموذج أم تحذير؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/30 كانون الأول/2022

هل تساءلتم: لماذا يتظاهر هذا العدد الهائل من الإيرانيين ضد الجمهورية الإسلامية منذ أكثر من ثلاثة أشهر؟

إليكم إجابتان:

1- يقول المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي: «تحدث الاضطرابات الحالية لأن الشيطان الأميركي الأكبر يغار من إنجازات ثورتنا الإسلامية».

2- يقول آية الله كاظم صديقي، إمام صلاة الجمعة في طهران: «الجمهورية الإسلامية هي القوة الأولى في العالم اليوم. والعالم الخارجي ليس على دراية كافية بإنجازاتنا المحيرة للعقول».

حسناً، ما تلك الإنجازات التي لا يعلم العالم عنها شيئاً؟

لا شك أنه منذ استيلاء الزمرة الخمينية على السلطة قبل نحو 43 سنة، شهدت إيران تغييرات جذرية.

في عام 1977، عشية الثورة، كان عدد سكان إيران يبلغ 38 مليون نسمة، ويقترب العدد اليوم من 88 مليون نسمة. وفي عام 1977 كان هناك ما يقدَّر بـ35 ألف إيراني يعيشون في الخارج، ويقدر العدد اليوم بنحو 8 ملايين شخص.

في العقد السابق على الثورة، شهدت إيران معدل نمو اقتصادي سنوي بلغ 7 في المائة في المتوسط، غير أن هذا المعدل بلغ في العقود الأربعة الماضية نحو 3.5 في المائة في المتوسط. وفي العقد الماضي وحده، كان المعدل صفراً تقريباً، وحسب الإحصاءات الإيرانية الرسمية، فقد تقلص الناتج المحلي الإجمالي للفرد بنسبة 40 في المائة.

في العقدين السابقين على الثورة، كان معدل التضخم الإيراني يبلغ نحو 2.2 سنوياً، ومنذ اندلاع الثورة تُحلق نسبة التضخم حول 20 في المائة، ووصلت إلى نحو 45 في المائة عام 2022. في عام 1977، انتشرت التجارة الخارجية الإيرانية بين 72 دولة، وبحلول عام 1990 كان 80 في المائة من التجارة الإيرانية الخارجية مع 23 بلداً فقط. وفي عام 2022 كان أكثر من 56 في المائة من التجارة الإيرانية الخارجية مع 3 بلدان فقط: العراق، والإمارات، والصين.

منذ اندلاع الثورة ارتفعت نسبة الإيرانيين الذين يعيشون تحت مستوى «الفقر المدقع» من 7 في المائة عام 1977 إلى 18.4 في المائة عام 2022. وفي الأثناء ذاتها اتسعت الهوة بين الأغنياء والفقراء. فقد أصبح الأثرياء أكثر ثراءً من الفقراء بنحو 14 ضعفاً مقارنةً بنحو 10 أضعاف في عام 2000.

انحدر سوق العمل في البلاد من أزمة إلى أخرى. فقد «علّق» الملالي قانون العمل الذي كان معمولاً به قبل الثورة، زاعمين أنهم سوف يقدمون قانوناً إسلامياً جديداً، ذلك الذي أخفقوا في طرحه حتى الآن. نتيجة لذلك، يفتقر نحو 60 في المائة من العمال الإيرانيين إلى التغطية المعيارية للبطالة والتأمين الصحي. وقد ارتفع معدل البطالة، الذي قُدّر بنحو 4 في المائة عام 1977، إلى 12.5 في المائة عام 2021، حسب الأرقام الرسمية. غير أن معدل البطالة بين الشباب بلغ نحو 22 في المائة، وبين الشابات لما يزيد على 30 في المائة.

خلال العقود الأربعة الماضية، ارتفع عدد الملتحقين بالتعليم العالي من مليون مواطن عام 1977 إلى أكثر من 2.1 مليون مواطن، وهي قفزة مثيرة للإعجاب، غير أنها في واقع الأمر تعكس حالة من الركود لا سيما عندما نتذكر أن عدد سكان إيران قد زاد بأكثر من الضعف.

مما يثير الإعجاب أيضاً أن النساء يمثلن أكثر من 50 في المائة من الملتحقين بالتعليم العالي. ورغم ذلك، يصبح الرقم أقل إثارةً للإعجاب عندما ندرك أن المشاركة النشطة للنساء في الاقتصاد الوطني تساوي خُمس مشاركة الرجال من ذوي التعليم المماثل.

هناك الكثير من المجالات التي تحتلّ فيها إيران المركز الأول عالمياً؛ إذ حسب صندوق النقد الدولي، هناك أكثر من 150 ألف إيراني من ذوي التعليم العالي يختارون الحياة في المنفى في كل عام، ومن ثم فإن هذا يُعد المركز الأول في عصبة هجرة العقول عالمياً.

كما أن إيران هي رقم واحد، بالنسبة إلى عدد السكان، من حيث عدد عمليات الإعدام كل عام.

كما تحتل إيران المراكز المتقدمة عالمياً من حيث عدد السجناء السياسيين، وسجناء الرأي، والرهائن الأجانب.

عطفاً على ذلك، فإن إيران هي الدولة الوحيدة التي صنّفتها أكثر من 40 دولة بوصفها «راعية للإرهاب الدولي».

بصرف النظر عن جنوب أفريقيا تحت نظام الفصل العنصري، فإن إيران أيضاً هي الدولة الوحيدة بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي سوف تُطرد رسمياً من إحدى لجانها.

حسب منظمة الشفافية الدولية، تُعد إيران من أكثر الأنظمة الحاكمة فساداً في العالم، حيث تحتل المرتبة 150 بين 180 دولة.

وفي حين ارتفع متوسط العمر المتوقع من 62 سنة عام 1977 إلى 78.6 سنة عام 2021، انخفض معدل المواليد في إيران من 6.24 في المائة إلى 2.15 في المائة، في ظل اتجاه متسارع يمكن أن يسفر، وفقاً للدراسات الرسمية، عن تقلص عدد السكان بحلول عام 2030.

تحتل إيران أيضاً المركز الأول على العالم في الفرق العمري بين عامة السكان وبين أولئك الذين يديرون الحكومة. وفي حين أن متوسط عمر الإيرانيين كان 31 عاماً عام 2021، فإن متوسط عمر الحكام، الذين يشغلون أعلى المناصب المدنية والعسكرية البالغ عددها 5000 منصب، يزيد على 60 عاماً.

كما أن النخبة الحاكمة، التي تتألف بشكل رئيسي من رجال الدين الشيعة والأجهزة الأمنية العسكرية، هي أيضاً أقل تعليماً وتثقيفاً من المواطنين الإيرانيين العاديين في المناطق الحضرية.

ويدرك الإيرانيون تمام الإدراك حقيقة أن النخبة الحاكمة لا تشبههم ولا تمثلهم.

بالمقارنة مع لقطة من كبار المسؤولين الذين يلتقون «المرشد الأعلى»، تُظهر لقطة الإيرانيين في أيٍّ من البلدات والمدن الـ900 أو نحوها في البلاد اختلافات بالغة الحدة في المظهر واللباس ولغة الجسد، وحتى في المفردات واللهجات، إذا أُضيفت إليها الأصوات.

ومما يعزز الشعور بالغربة أن المواطن الإيراني العادي يقرأ المزيد من الكتب، ويشاهد المزيد من الأفلام، ويستمع إلى المزيد من المواد الموسيقية المتنوعة، كما أنه أكثر علماً ودراية من الناحية التقنية، وأقل تشدداً بكثير، ويتمتع بالفنون والثقافة أكثر من النخبة الحاكمة.

لعل الأهم من ذلك، أن النخبة الحاكمة تتألف إلى حد كبير من شبكة مكونة من نحو 200 أسرة ذات خلفيات دينية وعسكرية وأمنية وتجارية.

ربما لا يوجد بلد آخر تكون فيه النخبة الحاكمة، وهي الطبقة المنفصلة، مختلفة إلى هذا الحد المفزع عن الشعب الذي تهيمن عليه بالقوة وبالدعاية.

كما تذكر دراسة مثيرة للجدل أجراها أحد أساتذة جامعة طهران أن متوسط معدل ذكاء النخبة الحاكمة أقل من متوسط معدل الذكاء لدى المواطنين الإيرانيين.

وفي حين أن هناك الكثير من الإيرانيين الذين يحققون تميزاً دولياً في الفنون، والآداب، والسينما، والإعلام، والعلوم، والأعمال، إلا أن أياً من كبار أعضاء النخبة الحاكمة لا يستطيع أن يقدم سيرة ذاتية مماثلة.

كما لم ينتصر قادة جيوشهم في أي معركة على الإطلاق، ولم يُفلح ساستهم في حل أي مشكلة، كما لم يتمكن دبلوماسيوهم من تحويل أي خصم إلى صديق أبداً.

ومما يثير الاهتمام، أو بالأحرى يدعو للأسف، أن الصفين الأوسط والأدنى من هذا النظام الغريب يضمّان الكثير من الرجال والنساء من ذوي التعليم العالي، والخبرة المهنية، والنزاهة الفكرية الذين يُستبعدون بصورة ممنهجة من عملية صناعة القرار.

يؤمن آية الله خامنئي، أو لعله يتظاهر، بأن نظامه يُعد نموذجاً «للأمم كافة»... غير أن الكثير من الإيرانيين الذين يحتجون الآن في تمرد صريح يعتقدون أن النظام الراهن ليس إلا لعنة على أمتهم، وتحذير واضح لمن سواهم.

 

الدولة والتاريخ الثقافي ومناهج التغيير

رضوان السيد/الشرق الأوسط/30 كانون الأول/2022

عندما كانَ علماءُ الأنثروبولوجيا وفلاسفة الدين يشتغلون على الفروق بين الدين والثقافة؛ كانوا يحسبون شأنَ مارسيل غوشيه أنَّ الأوروبيين خرجوا من الدين ولم يخرجوا عليه. وأنّ الذهاب باتجاه الثقافة بعد مغادرة الحرام الديني يسهِّل عمليات التغيير إلى حدٍ كبير.

وما كان في الحساب أنّ بعض العادات والأعراف والانطباعات العامة الداخلة في الثقافة تتحول إلى ما يشبه الدين؛ وهذا أمرٌ مختلفٌ عن تحول «التديُّن» إلى دينٍ وإن يكن بين الاثنين نسبٌ وسبب. مناسبة هذا الحديث ما تكرر على ألسنة كثيرٍ من المتحدثين في الآونة الأخيرة عن سوء العلاقة القديمة بين الدين والدولة في الإسلام الأول والكلاسيكي. وهم يحتجون لذلك بأثر نبوي: «تكون الخلافة ثلاثين عاماً ثم يكون مُلْكٌ عَضوض»! وقد استمر هذا التصور وتعقْد حتى صار اعتقاداً شبهَ يقيني، ودعمه مستشرقون كثرٌ في الأزمنة الحديثة، ثم صار يقيناً لدى الصحويين والأصوليين. فكانت النتيجة هذه الحملة الشعواء على الدولة الوطنية والغزو الثقافي الغربي، شأن ما كان للدثائر اليونانية والإيرانية من تأثيرٍ كبير على تقاليد ودواوين الدولتين الأموية والعباسية. لقد تبيَّن لي (وقد عملتُ في أطروحتي على بعض الثوار على الأمويين) أنّ الأمويين ما كانوا أقلّ التزاماً بالإسلام من خصومهم. فهم ما كانوا من أهل السابقة ولا من أهل قرابة النبي، ولذلك فقد استندوا إلى الإسلام بعامة، واشتغلوا على بناء إمبراطورية بالفتوحات والجهاد. فما كان الأمويون قليلي الدين.

وعندما استولى العباسيون ما تغير هذا الأمر، وبخاصة أنهم كانوا من سلالة العباس بن عبد المطلب عم النبي (صلى الله عليه وسلم). نوعان من أنواع الشرعية: شرعية التأسيس وشرعية المصالح. وتقوم شرعية التأسيس على الوحدات الثلاث: وحدة الدين والدار والسلطة. أما المصالح فالمعنى بها حسن إدارة الشأن العام في ظل قيم وممارسات العدالة. ومشروع الدولة هو مشروع العلماء أيضاً، ولذلك فهم لا يتصارعون مع السلطات، والاختلاف مع السلطة القائمة من جانب سائر الفئات يدخل في نطاق المصالح التي لا يشكل الخلاف حولها خطراً على الدولة، وينتهي بالمصالحة حتى لو كان نزاعاً مسلَّحاً. هو تاريخ قديم وما كان العلماء كما يصورهم الأصوليون اليوم إما ثواراً أو عبيداً للسلطان. لكنّ الانطباع عن وقوف السلطات في وجه الدين استمر عبر العصور، وعاد مسلَّمة قوية في الأزمنة الحديثة؛ حيث شيطن الصحويون الدولة الوطنية (المتغربة) مثلما فعل الثوار الراديكاليون مع خصومهم في إدارة الدولة قديماً. ما مآل هذا كلّه؟ لا يقتصر الأمر على تصحيح الصورة التاريخية للعلاقة بين الدين والدولة؛ وهذا أمر خطير على كل حال. بل ضرورة التحول ضمن رؤية أُخرى للعالم من التأريخ العقدي إلى التاريخ الثقافي. ومقتضى ذلك الانفتاح من جهة البدايات على واقع دخول العناصر البيزنطية والفارسية واليونانية والسريانية على التاريخ والحضارة، ووجود التيارات الفكرية المتجددة والمتواشجة في الثقافة العربية والإسلامية الكلاسيكية. إنّ وقائع الضيق والانكماش التي أفضت إلى التشدد المشهود في الأزمنة الحديثة، هي أساس فكرة انحطاط الألف عام، وأساس فكرة العصور الوسطى الإسلامية المماثلة في ظلامها للعصور الوسطى الأوروبية.

وهكذا فإنه كما خرج الأوروبيون من العصور الوسطى، ينبغي أن يخرج المسلمون بالأسلوب نفسه من عصورهم الوسطى! والمقصود بالأسلوب الفصل بين الدين والدولة، باعتبار هذا عائقاً دون التقدم. وهذا ما طالب به فرح أنطون الشيخ محمد عبده في مطلع القرن العشرين. وقد أجابه محمد عبده أنَّ الحكمَ في الإسلام مدني، بمعنى أنَّ الدولة لا تُحكَمُ بالدين، فلا حاجة للتصارع بينهما على السلطة! بيد أنّ هذا هو ما وقع في النصف الثاني من القرن العشرين عندما ظهرت أفكار النظام الكامل والحاكمية.

في حين ظلّ التحديثيون أجانب وعرباً يتابعون دراسات الانحطاط، ويقترحون الأساليب للخروج منه ومن ضمنها نفي الموروث أو الخلاص منه. وهذه الفكرة نفسها عن الانحطاط (إنما بسبب الابتعاد عن الدين الحنيف) ظهرت لدى الإسلامويين والصحويين، الذين كافحوا الغزو الثقافي الغربي، وأرادوا التشبث بالأصالة في مواجهة كل دخيل! وقد كانت لذلك آثار سلبية على الدولة الوطنية، في تجربتها الأولى والثانية.

إنَّ من فوائد انتهاج سبيل التاريخ الثقافي ظهور استمرارية الحضارة وتعدد تياراتها التي ما كانت بينها قطيعة، وإن لم يكن الوفاق التام سائداً بين اتجاهاتها، وإنما كانت الثقافة الإسلامية بمثابة الشبكة الضخمة لجهتي الذاتية والترابط. وقد ازدهرت في النهاية حضارة عظيمة ما داخلها الانحطاط كما يزعم هذا الطرف أو ذاك، وإنما قهرها الغزو بعد القرن الثامن عشر. وهناك جدلٌ عظيمٌ اليوم بشأن الدولة الوطنية وتجربتها تتجدَّد في عددٍ من الدول العربية؛ لكنّ دعاة القطيعة من الشرق والغرب بعضهم يبحث عن الفرادة والتفرد، والبعض الآخر يبحث عن الأصالة والعراقة والقدسية! ويردُّ على هؤلاء مثقفون عرب كبار يريدون القطيعة مع الموروث الإسلامي مثلما يريد الصحويون استهداف الثقافة الغربية. وبالطبع فإنه بعد العنف الهائل فالانحدار الهائل في التوقعات؛ فإنّ هذه التأملات المتناقضة صارت كلاماً نظرياً، وقد كُتبت عشرات الألوف من الصفحات عن النظام الكامل من جهة، وعن القطيعة من جهة أُخرى.

لكنْ يبقى لها تأثير بالطبع في الفكرة السائدة عن الخصومة المستمرة بين الدين والدولة منذ القديم. في حين يريدها المثقفون العرب علمانية صافية لا تنتهي نصاعتها! وفي حين يختار الصحويون والجهاديون من النصوص والوقائع التاريخية ما يعتبرونه دالاً على النظام الكامل؛ فإنّ تصويت الإسلاميين أو عدم تصويتهم غير ذي معنى ما دامت «العقدنة» مستمرة ولا إصغاء لآمال الناس وتوقعاتهم.

لسنا محتاجين إلى أن يكون النظام السياسي عقيدة حتى يمكن الحفاظ عليه. يكفي ما نرى في العالم اليوم من صراعاتٍ على الدولة لكي نخاف عليها بدلاً من الخوف منها. وقد كان ديدني دائماً القول؛ لا بد من استعادة السكينة في الدين، وتجديد تجربة الدولة الوطنية، وتصحيح العلاقة مع العالم!

 

بداية جديدة في سوريا عام 2023؟

عمر أنهون/الشرق الأوسط/30 كانون الأول/2022

انتقلت الأزمة السورية في عام 2022 إلى مرحلة جديدة، كما أكدتُ في مقالات سابقة متعلقة بسوريا، ويمكننا توقع المزيد في عام 2023. وفي هذا الصدد، فإنَّ العلاقات مع تركيا جديرة بالذكر بصفة خاصة. كشف الرئيس إردوغان، في النصف الأول من العام، أن جهاز الاستخبارات التركية ونظام الأسد دخلا في محادثات. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الأمور أكثر تسارعاً. ففي الآونة الأخيرة، طرح الرئيس إردوغان فكرة عقد قمة ثلاثية بينه وبين الرئيسين الأسد وبوتين، وقال إنَّه ينبغي أن يسبق هذه القمة اجتماعات لوزراء الدفاع والشؤون الخارجية. وقد أسفرت الحرب في أوكرانيا عن نشوء نوع أكثر قوة وتنوعاً من علاقات العمل بين تركيا وروسيا. وتريد روسيا من تركيا والأسد عقد مصالحة بينهما. ويبدو أن تركيا تقبلت بسرور أن تتولى روسيا دفة القيادة والمضي قدماً. وفي 28 ديسمبر (كانون الأول)، اجتمع وزراء دفاع روسيا سيرغي شويغو، وتركيا خلوصي أكار، وسوريا علي عبد الله أيوب في موسكو. وكان حقان فيدان، رئيس الاستخبارات التركية، حاضراً أيضاً. ويعد هذا أول اجتماع من نوعه منذ 11 عاماً. في هذه المرحلة، دعونا نُلقِ نظرة موجزة على سوريا. يسيطر الأسد، الذي انتخب رئيساً لولاية رابعة في انتخابات العام الماضي، على ما يزيد قليلاً عن نصف مساحة البلاد. ويشغل ممثله مقعد سوريا في الأمم المتحدة. ورغم ذلك ليس الأسد، في نظر الملايين من السوريين، أكثر من ديكتاتور متوحش، وسبباً رئيسياً للدمار في سوريا، وكثيرون في المجتمع الدولي يحملون نفس الرأي.

ويشهد الاقتصاد السوري تدهوراً منذ عام 2011. ومن أصل عدد السكان البالغ 23 مليون نسمة قبل الحرب، فرَّ أكثر من 7 ملايين سوري من بلادهم. وهناك ما يتراوح بين 7 و8 ملايين نازح داخلياً. وبحسب البيانات الرسمية لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، هناك 14.6 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات، و90 في المائة يعيشون تحت خط الفقر، و80 في المائة آخرون يعانون من انعدام الأمن الغذائي. كما تراجعت الليرة السورية لتقترب من أن تكون ورقة نقدية عديمة القيمة. كما أن الكهرباء والوقود شحيحان للغاية. ويواجه الشعب السوري خطراً حقيقياً بوقوع المزيد من المآسي الإنسانية، بما في ذلك المجاعة والوباء.

وكان من بين الأسباب الرئيسية لانتفاضة عام 2011 في سوريا الفساد المستشري، واحتكار النظام للثروة الاقتصادية للبلاد. ولا يزال هذا الوضع قائماً، بل هو أسوأ اليوم. وتحتاج سوريا إلى كل قطرة من نفطها للتغلب على الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها. لكن «وحدات حماية الشعب»، الجهة الفاعلة غير الحكومية، تتحكم في مواردها الطبيعية التي تشتد الحاجة إليها، وتستخدم عائدات النفط لتمويل عملياتها العسكرية والإدارية.

ويتحكم ثلاثي آستانة (روسيا، وتركيا، وإيران) في الواقع السوري على مدى السنوات القليلة الماضية. ويدين الأسد باستمراره في السلطة لروسيا وإيران إلى حد كبير. ورغم أن روسيا منشغلة الآن بالحرب الدائرة في أوكرانيا، وأن إيران تواجه تحديات خطيرة في الداخل، فإن أياً من البلدين لم يتراجع عن مكانته كصاحب نفوذ في الشأن السوري. وانخرطت تركيا في الآونة الأخيرة (ونجحت إلى حد كبير) في التطبيع مع عدد من بلدان المنطقة التي كانت علاقاتها معها سيئة، والآن، تحولت إلى سوريا من أجل التطبيع. ولقضيتي «وحدات حماية الشعب» وعودة اللاجئين، تداعيات مباشرة على تركيا، وكلتاهما مشكلة متجذرة في سوريا. وقد أصبحت هاتان القضيتان أكثر أهمية مع الانتخابات المقبلة، حيث سيكون الرئيس إردوغان في حاجة إلى كل صوت. وقد انتقد العديد من الأتراك، بمن في ذلك أنصار الحكومة المخلصون، إردوغان بسبب سياساته في سوريا. في ظل هذه الظروف، اختارت الحكومة التركية تحولاً سياسياً جدياً للغاية، من مقاربة عنوانها «ليس مع الأسد»، إلى مقاربة «ليس من دون الأسد». وإذا تمكن الرئيس إردوغان من التحدث مع الأسد وتحقيق أي شيء يمكن اعتباره إنجازاً، فإنه سوف يُحقق نجاحاً دبلوماسياً كبيراً آخر. ولا يعرف أحد ما قد يجلبه الغد، لكن اعتباراً من اليوم، يبدو أن الخاسرين في هذه العملية هم: الولايات المتحدة وإيران و«وحدات حماية الشعب».ولطالما قالت الولايات المتحدة إنَّ أولويتها في سوريا هي هزيمة تنظيم «داعش»، وضمان استمرار هزيمته. وكان الشريك المحلي للولايات المتحدة في حربها ضد «داعش» هو «وحدات حماية الشعب»، التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية، وينظر إليها السوريون على أنها تهديد لوحدتهم الوطنية.

وفيما يتعلق بالموقف الأميركي من الأسد، من الواضح أن الولايات المتحدة لا تحبه. ولا يزال «قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا» نافذ المفعول. ومؤخراً، أدرجت الولايات المتحدة «مكافحة تجارة النظام السوري بالكبتاغون» ضمن قانون الإنفاق الدفاعي الذي وقعه الرئيس بايدن.

ومنذ بضعة أيام، رداً على سؤال لصحافي تركي، قال المكتب الصحافي التابع لوزارة الخارجية الأميركية إن «الولايات المتحدة لن ترفع من مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الأسد، ولن تدعم البلدان الأخرى في ترقية علاقاتها معه. وتحث الولايات المتحدة بلدان المنطقة على النظر بعناية إلى الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري خلال العقد الماضي. وتعتقد الولايات المتحدة أن الاستقرار في سوريا والمنطقة بأسرها يمكن تحقيقه من خلال عملية سياسية تمثل إرادة جميع السوريين».

على أي حال، ورغم كل ذلك، لا أشك في أن الولايات المتحدة إذا اعتقدت أن الأمر يخدم مصالحها، فإنها لن تمتنع عن التعامل مع الأسد.

ولم تكن تركيا مرتاحة للغاية لوجود «وحدات حماية الشعب» والدعم الأميركي الذي تتلقاه. وأقل ما تريده تركيا هو دفع «وحدات حماية الشعب» إلى مسافة 30 كيلومتراً على الأقل من حدودها، وإنشاء منطقة آمنة هناك.

وبُغية تحقيق أهدافها، تشير تركيا إلى عملية عسكرية جديدة منذ فترة. ولا تريد الولايات المتحدة، التي استثمرت الكثير في شريكتها المحلية «وحدات حماية الشعب»، أن تلحق الأضرار باستثماراتها. كذلك، فإن روسيا ولأسباب مختلفة، لا تريد عملية تركية أيضاً.

وفي ظل هذه الظروف، تبدو تركيا على استعداد للتوصل إلى حل من خلال المحادثات بدلاً من القتال.

وكان اجتماع وزراء الدفاع في موسكو نتيجة لكل هذه الاعتبارات والتطورات. وقد غابت إيران عن الاجتماع في موسكو، لكنها لا تزال حاضرة إلى حد كبير في سوريا. وانتشر الإيرانيون ووكلاؤهم على طول الحدود العراقية السورية، وفي محافظة دير الزور، ومنطقة البوكمال الحدودية. وهذه هي المناطق التي توجد وتعمل فيها خلايا «داعش»، كما أنها من بين أكثر المناطق استهدافاً من قبل إسرائيل. ولن تتخلى إيران عن الوضع من دون أن تحصل على حصتها من دعمها لنظام الأسد. ولا يزال الموقف الذي ستتخذه بشأن المحادثات بين تركيا والأسد تحت رعاية روسيا غير واضح بعد. وبالعودة إلى المحادثات بين الأتراك والسوريين، أتوقع أن تطلب سوريا من تركيا الانسحاب من أراضيها (إدلب وما يسمى مناطق العمليات)، والتوقف عن دعم الجماعات المسلحة. في المقابل، تصر تركيا على طرد «وحدات حماية الشعب» بعيداً عن الحدود. ومن المأمول أن يسفر استبدال جنود نظام الأسد بميليشيات «وحدات حماية الشعب» على طول الحدود، عن إضعاف «وحدات حماية الشعب» والوجود الأميركي، الأمر الذي من شأنه أن يكون مناسباً سواء للأتراك أو لنظام الأسد. وما سيحدث مع «وحدات حماية الشعب»، وأين سيكون موضع الأكراد في مستقبل سوريا، أمر يحتاج إلى إجابة. وفي مرحلة ما، أتوقع أن تشارك «وحدات حماية الشعب» أيضاً في مكان ما ضمن الإطار العام للمحادثات والمفاوضات، الذي يعني إشراك الأميركيين أيضاً. وستحرص تركيا للغاية على الاتفاق على خريطة طريق لعودة السوريين إلى وطنهم، ولكن قد يكون هذا معقداً للغاية بسبب عدد من الحسابات. وهناك العديد من الموضوعات الرئيسية والفرعية التي يجب مناقشتها، والعديد من المشاكل التي يجب حلها. وعلى سبيل المثال، من بين المشاكل الرئيسية التي ينبغي تناولها، ما يحدث مع «الجيش الوطني» السوري و«هيئة تحرير الشام»: هل يضمن النظام سلامتهم؟ هل سيصدر عفو من النظام؟ هل ستكون تركيا مستعدة لأن تصبح مضيفة مدى الحياة لمقاتلي المعارضة السورية الذين يرفضون الحياة تحت حكم الأسد؟

وينبغي أن نضع في اعتبارنا أن كل ذلك سيحدث في بلد مضطرب للغاية، يقع في وسط مضطرب للغاية، حيث يمكن لكل شيء أن يصبح متعلقاً به، حتى وإن لم يكن متصلاً به منذ البداية.

إن الاجتماع الثلاثي لوزراء دفاع تركيا وسوريا وروسيا لم يكن نهاية عملية صعبة للغاية، وإنما بداية لها؛ إذ تنطوي على مشاكل كثيرة تراكمت على مدى السنوات الإحدى عشرة الماضية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

المكاري من بكركي: نظرية الرئيس التوافقي لا علاقة لها بالديموقراطية والتواصل قائم بين البطريرك وفرنجيه

وطنية/30 كانون الأول/2022

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، يرافقه مدير مكتبه العميد انطوان المكاري، في زيارة للتهنئة بعيدي الميلاد ورأس السنة. وكانت مناسبة لعرض الاوضاع الراهنة.

وقال المكاري بعد اللقاء: "وضع البلد دقيق وهناك اقتناع بانه لا يمكن ان يسير من دون رئيس للجمهورية، وكل يوم يمر من دون دون انتخاب رئيس، فان لبنان يدفع الثمن اغلى مما يتخيله الجميع.

ان عدم انتخاب رئيس يعني ان هناك ازمة ايضا في اجتماع مجلس الوزراء، وهذا الامر لا يدرك المواطنون كم هو مؤذ لتسيير الاعمال وللموظفين ولجميع اللبنانيين، وان اصغر معاملة في وزارة عندما تتعرقل يرتد الاذى على الجميع".

وأضاف:  "غبطته مصر على انتخاب رئيس بالطرق الديموقراطية، ونحن لدينا وجهة النظر نفسها. ويجب ألا ننتظر الخارج لان لدينا الرشد الكافي ونعرف كيف ننتخب رئيسا، وبالتالي نقول الاقوى يربح. ان نظرية الرئيس التوافقي ليس لها علاقة بالديموقراطية، ولا اعرف أي رئيس يمكن ان يكون توافقيا وقادرا على جمع كل اللبنانيين وهو غير موجود لأنه لو كان موجودا لكان ظهر وانتخب رئيسا".

اسئلة واجوبة

وردا على سؤال نفى ان يكون قد نقل الى البطريرك "اي رسالة من رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجيه، مؤكدا "ان التواصل بينهما قائم والعلاقة جيدة وسليمة ومفتوحة".

سئل: هل هناك توجه جدي لانعقاد جلسة لمجلس الوزراء مطلع السنة الجديدة؟

اجاب: " عقد جلسة مطروح، ولكن ليس هناك حاليا أي شيء واضح، مع العلم ان هناك قضايا تتعلق بترقية العسكريين وبعض الامور الضرورية. ونعرف ان انعقاد جلسة مجلس الوزراء يعني ان هناك ازمة ولا احد يريدها لا الرئيس (نجيب) ميقاتي ولا الوزراء ولا القوى السياسية".

وعن حقيقة ما يجري في "تلفزيون لبنان، قال: "تناولنا الموضوع في الاطار الصحيح والاداري البحت، ولا علاقة له بشيء آخر، ولم يكن هناك تنسيق جيد بيننا وبين الادارة مما دفعنا الى اللجوء الى القضاء لنسترد الادارة الى وزارة الاعلام. وكل ما يقال في وسائل الاعلام عن امور طائفية وغيرها هو كذب بكذب ولا صحة له، واتمنى على القوى السياسية ألا تتدخل في عمل وزارة الاعلام، ونحن نعلم جيدا كيف نكون عادلين وعلى مسافة من الجميع، ونعرف جيدا ايضا ان الناس الأكفياء يتسلمون الادارة. التلفزيون لم يتطور واخذنا عهدا على انفسنا لايجاد طريقة للخروج من هذه الازمة السيئة.

ان حقوق العاملين في التلفزيون محفوظة ونعمل عليها، ولكن نحن نستلحق الامر في نهاية المطاف، وسننجز لوائح الموظفين وسألتقي وزير المال للضغط من اجل الحصول على مساعدات لهم".

سئل هل كان يتوقع نشوء ازمة معيشية واقتصادية في ظل تردي الاوضاع المعيشية، فأجاب: "نحن ندعو الى انتخاب رئيس للجمهورية، وخصوصا ان سعر صرف الدولار ليس مستقرا، وعدنا لنرى الطوابير على محطات البنزين، وهذا امر مؤسف. واذا استمررنا في هذا الواقع، يؤسفني ان اقول إن الامور ستزداد سوءا، ولكن، في الوقت عينه، نشكر الله ان القوى الامنية ما زالت تسهر على الامن وهذا ما نتمناه ونقدر جهود العسكريين والضباط الذين يحمون البلد واللبنانيين".

غداء

واستبقى البطريرك الراعي الوزير المكاري الى مائدة الغداء.

 

سانشيز يتفقد كتيبة بلاده ويزور ميقاتي وبري:ندعم عمل اليونيفل

المدن/30 كانون الأول/2022

جدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تاكيد" التزام لبنان بكافة مندرجات القرار 1701 والعمل الحثيث على تطبيقها"، مشددا على"ان كافة السلطات الأمنية والعسكرية والقضائية ، لم ولن تتوانى، ولو للحظة عن القيام بواجباتها كافة لناحية معرفة هوية مطلقي النار على آلية اليونيفيل قبل اسبوعين وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم". أما رئيس وزراء اسبانيا بيدرو سانشيز فاكد"حرص بلاده على دعم عمل اليونيفيل في جنوب لبنان"، مشيرا الى "أن الكتيبة الاسبانية هي اكبر الفرق المشاركة منذ العام 2006". ونوه باستقبال لبنان النازحين السوريين ، رغم الازمات التي يعاني منها، متفهماً حرص لبنان على العودة الطوعية لهؤلاء الى بلادهم". وكان رئيسا الحكومة اللبنانية والاسبانية عقدا مساء اليوم محادثات في السراي الحكومي، في اطار الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة الاسبانية الى لبنان وتفقده كتيبة بلاده العاملة مع القوات الدولية في جنوب لبنان.

وقد وصل رئيس وزراء اسبانيا الى السراي عند السادسة مساء حيث كان في استقباله رئيس الحكومة ورحبت به ثلة من سرية حرس رئاسة الحكومة، قبل ان ينتقلا الى الصالون الداخلي حيث صافح الرئيس ميقاتي اعضاء الوفد الاسباني الذي ضم وزيرة الدفاع مارغاريتا روبلز، سفير اسبانيا في لبنان جيزوس ايغناسو سانتوس، ومديرة قسم الشؤون الخارجية في رئاسة الحكومة الاسبانية ايما اباريتشي. كما صافح رئيس وزراء اسبانيا الوفد اللبناني الذي ضم: وزير العدل هنري خوري، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة، ومستشاري الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر، والسيد زياد ميقاتي .

ميقاتي وعبء اللجوء

وعقد الرئيسان ميقاتي وسانشيز خلوة تلتها المحادثات الرسمية الموسعة بمشاركة اعضاء الوفدين.  تحدث الرئيس ميقاتي مرحبا بضيفه وقال: "زيارتكم هي تأكيد اضافي على التضامن الدولي مع لبنان والدعم الذي لا بديل عنه لينهض من كبوته. كما أتوجه لكم بالشكر الدائم على مشاركة بلادكم بكتيبة تضم حوالى 600 عنصر من حفظة السلام الاسبان في قوات الامم المتحدة، وهي تشكل كما علمت ، أكبر قوة عسكرية اسبانية خارج البلاد ، مما يدل على التزام اسبانيا الثابت باستقرار لبنان". أضاف ميقاتي:"إنني اؤكد أمامكم، ما سبق وأكدته لقائد قوات اليونيفيل الجنرال لازارو الذي انتدبتموه مشكورا لقيادة هذه القوات، ان كافة السلطات الأمنية والعسكرية والقضائية ، لم ولن تتوانى، ولو للحظة عن القيام بواجباتها كافة لناحية معرفة هوية مطلقي النار على آلية اليونيفيل قبل اسبوعين ما ادى الى فقد عنصر من الكتيبة الايرلندية في قوات حفظ السلام، واصابة رفاق له بجروح، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم. نحن ننحني أمام التضحيات الجسام التي تبذلها القوات الدولية في الجنوب حيث إختلطت دماء أهله الطيبين بدماء عناصر هذه القوات ليعم الأمن والسلام في ربوع الوطن". وتابع الرئيس ميقاتي : اسمحوا لي يا دولة الرئيس ان اكرر امامكم التزام لبنان بكافة مندرجات القرار 1701 والعمل الحثيث على تطبيقها. وانتهز فرصة وجودكم اليوم في لبنان ، لأكرر امامكم ما صرتم تعرفونه ، ان ما يزيد من وزر الضائقة الاقتصادية الخانقة في لبنان هو وجود اعداد كبيرة من النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين على الأراضي اللبنانية وتبعات هذا الوجود على الأمن والاستقرار والاقتصاد. وقد زاد من وطأة هذه الضائقة تداعيات وباء كورونا وما رافقه من إغلاقات عامة وعرقلة لحركة الانتاج وللدورة الاقتصادية ، ثم جاء انفجار مرفأ بيروت المدمّر ليقضي على كل الآمال بتعاف سريع". وقال :"بدعمكم لنا اليوم ، خاصة بعد قراركم المشكور باضافة لبنان على لائحة الأولويات للتنمية والتعاون الدولي للفترة 2022-2026، وبدعم الاسرة الدولية ، سينهض لبنان من كبوته ، ويعود له بريقه بين الأمم. فلا غنى له عن أصدقائه الدوليين، وانتم في طليعتهم. فلنعمل سويا على اعادة احياء العجلة الاقتصادية في لبنان وعلى اعادة النازحين السوريين الى بلادهم والتي اصبحت في معظم مناطقها آمنة وسالمة . فلنوفر لهم عودة آمنة وكريمة غير مشروطة، ليشاركوا في اعادة اعمار وطنهم، ولنكمل نحن معالجة مشاكلنا الاقتصادية الداخلية التي زادها هذا النزوح تفاقما". وقال "إننا على ثقة بأن اسبانيا يمكن ان تقدم الكثير من الدعم في هذا الاطار، وأن تعطي ملف النازحين السوريين الأولوية ضمن الاتحاد الأوروبي خلال فترة ترؤسها المجلس الأوروبي في النصف الثاني من العام 2023. لنعمل معا بشراكة تامة على الساحة الدولية لنؤمن الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي للبنان .ولكم منا تعهّدا أعطيناه لأنفسنا وللبنانيين بأننا لن نألو جهدا في اجراء اللازم من اصلاحات واجراءات لتخطي الأزمة والانطلاق نحو المستقبل .

رئيس الحكومة الاسبانية

بدوره قال رئيس الحكومة الاسبانية :"جئت الى لبنان لأنه بلد يعني لنا الكثير وهو البلد الاول الذي تدعمه اسبانيا من صندوق الدعم الاسباني" . وأكد حرص بلاده على دعم عمل اليونيفيل في جنوب لبنان ، وقال ان الكتيبة الاسبانية هي اكبر الفرق المشاركة منذ العام 2006. وأشار الى ان بلاده سترأس العام المقبل المجلس التنفيذي للاتحاد الاوروبي، ومن اولوياتنا دعم العلاقة مع دول الجوار وفي مقدمها لبنان وتقويتها، اضافة الى تعزيز العلاقات بين لبنان والاتحاد الاوروبي في مجالات الطاقة البديلة والزراعة والبنى التحتية وتنمية قدرات الشباب". ونوه باستقبال لبنان النازحين السوريين ، رغم الازمات التي يعاني منها، ويتفهم حرص لبنان على العودة الطوعية لهؤلاء الى بلادهم وسيبذل جهده عبر الاتحاد الاوروبي لدعم لبنان في هذا المجال".

الى عين التينة

بعد السراي، توجه رئيس الحكومة الاسبانية الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، ترافقه وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبلز والسفير الاسباني في لبنان خيسوس سانتوس إغوادو. وقد عقدوا اجتماعا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري .

قاعدة "ميغيل دي سرفانتس"

كان رئيس الحكومة الإسبانية قد زار، تزامنا مع عطلة عيد الميلاد، قوات بلاده التابعة لبعثة الأمم المتحدة الدولية –"اليونيفيل"، في "قاعدة ميغيل دي سرفانتس". وبعد تكريمه بعرض عسكري، زار مرافق القاعدة، حيث أطلعه أفراد الوحدة على المهمات والواجبات التي يقومون بها. واختتم زيارته باجتماع مع مسؤولين من الوحدة الاسبانية، قبل عودته إلى بيروت. واشار بيان لـ"اليونيفيل" الى ان "القوات المسلحة الإسبانية انتشرت لأول مرة في جنوب لبنان، في بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، في ايلول 2006 ، امتثالاً للقرار 1701 الصادر في 11 أب 2006، و الذي وافق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهدفه الأساسي ضمان وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، ودعم الجيش اللبناني في بسط سلطته في المنطقة، كذلك تقديم الدعم لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين.

 

داليا أحمد تعتذر وتهاجم المسيئين: المشكلة بالعقلية المتحكمة

المدن/30 كانون الأول/2022

قدمت الاعلامية داليا أحمد، مقدمة برنامج "فشة خلق" على قناة "الجديد"، اعتذاراً غير مباشر على الجزئية التي اقتطعها الناشطون من حلقة الاسبوع الماضي واثارت أزمة، وشنت هجوماً مضاداً في المقابل على المسيئين لها وللبرنامج خلال الردود عليها.

وفي حلقة ذُيلت بهاشتاغ "للجنوبيات تحية"، استهلت أحمد العرض بتقديم تحية "للمرأة الى دافعت عن بيتها وأرضها وكانت مقاوِمة بلا تكليف"، واضافت: "أعتذر مئة ألف مرة من 12 ثانية وردت في فيديو مجتزأ، لكن أطلب منكم مشاهدة المقطع الواضح الكامل لتعرفوا الحقيقة"، في اشارة الى ما ورد ضمن الفقرة الساخرة التي أشعلت الجمهور، وسردت خلالها ظروف الهجوم. وبدت الحلقة، من خلال توجيه التحية للجنوبيات، وعبر الاعتذار عن المقطع المتداول، بمثابة مراجعة للأزمة في محاولة لاستيعابها، وذلك إثر التسعير الذي بلغ حد التحريض على القناة. وقالت أحمد: "يمكن أن يكون السكيتش الساخر فُهم بطريقة خطأ، ويحتاج لمراجعة مع أنه ورد ضمن برنامج ساخر وليس في نشرة الاخبار أو في برنامج "توك شو" جدي". وبينما لم يصدر أي موقف عن "حركة أمل" أو نوابها بشكل مباشر، وتركزت الحملة على لسان "المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى" ونائب عن "حزب الله" بشكل أساسي، الى جانب ناشطين يميلون الى الثنائي الشيعي،  اتهمت أحمد "حزب الله" من غير أن تسميه بالوقوف وراء الحملة حين قالت إنه "إذا أردتم أن تُنسوا الناس حادثة اليونيفيل، فالجديد ليست العاقبية"، في وقت كانت طوال الوقت تعمّم المسؤولين بذكر "الثنائي الشيعي" بالوقوف وراء الحملة. وفي مقابل "المراجعة" التي أعلنتها أحمد، عرضت في سياق الحلقة مقاطع فيديو لناشطين مسوا بشرفها شخصياً، وبشرف القناة ومقدمة السكتش الساخر جوانا كركي، بما فيها ألفاظاً مسيئة اعتذرت عنها القناة، وقالت إن المشكلة ليست بالرد على سكتش ساخر. "المشكلة بالعقلية المتحكمة بالردود الي منستحي نقولها". كما هاجمت "المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى" بالقول إنه تدخل "لكن ليس لحماية النساء بل لوضعنا في خدمة العدو الصهيوني".  ولم يظهر أن تراجع "الجديد" عن السكتش بالتأكيد أن القناة "ليست ممراً للفتنة"، ساهم في تهدئة الحملة على القناة، حيث أعاد ناشطون نشر "سكتشات" أخرى قدمتها كركي في حلقات سابقة، وتظهر فيها تؤدي امرأة جنوبية محجبة، وأدانوها، ومن ضمنها "سكتش" كانت تقول فيه إنها تقضي وقتها في الملاهي الليلية، وتُفتح لها زجاجات الشامبانيا، وأن الملاهي الليلية يشغلها أبناء الطائفة المغتربين.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 92 و 30 كانون الأول/2022

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 29 كانون الأول/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/114488/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1643/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For December 29/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/114490/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-december-29-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

 

تعليقات تتناول قدوم محققين غربيين للتحقيق مع رياض سلامة بتهم متعددة

عزل لبنان عن النظام المالي العالمي وتحوّله إلى “دولة مارقة”…تداعيات خطرة جداً لعرقلة الحقيق الأوروبي مع سلامةخالد أبو شقرا

يا هلا بالمحقّقين/بشارة شربل

https://eliasbejjaninews.com/archives/114521/%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d8%aa%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%84-%d9%82%d8%af%d9%88%d9%85-%d9%85%d8%ad%d9%82%d9%82/

/نداء الوطن/29 كانون الأول 2022