المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 06 آب/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.august06.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الوَيْلُ لَكُم، يَا عُلَمَاءَ التَّوْرَاة! لأَنَّكُم حَمَلْتُم مِفْتَاحَ المَعْرِفَة، فَأَنْتُم مَا دَخَلْتُم، وَمَنَعْتُمُ الَّذينَ يَدْخُلُون

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/ع قبال استئصال أذرع الملالي في لبنان

فيديو/الياس بجاني: قراءة نقدية في اطلالة د. جعجع مضموناً وشكلاً واهداف..إطلالة لزوم ما لا يلزم هدفها الظاهر والمبطن خدمة اجندته السلطوية

الياس بجاني/حزب الله الإرهابي هو المسؤول عن تفجير مرفأ بيروت، والعدالة لن تتحقق قبل تحرير لبنان من رجس احتلاله

الياس بجاني- أرشيف 2014/بالصوت والنص: ضرورة إنهاء وضعيىة لبنان الساحة والاعتراف بإسرائيل، وكفانا هرطقات مقاومة وممانعة وتحرير، وكفى استباحة وطننا وابقائه ساحة مباحة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون "ام تي في" مع النائب السابق انطوان زهرا تناول من خلالها ملفات وقضايا وهرطقات مختلفة وكذلك فجور الإحتلال ورعه وذلك على خلفية سيادية

فيديو من موقع المنتدى السياسي الإقتصادي الإجتماعي يلقي الأضواء على جريمة تفجير المرفأ: أكثر من ٢٢٠٠ طنًا من شحنة نيترات الأمونيوم.. أين ذهبت؟

عيد التجلي وكنيسة التجلي وتلة الاعمي في كفرشوبا/بيار عطالله/فايسبوك

ما مصير زيارة البابا فرنسيس الى لبنان؟

أول شحنة حبوب أوكرانية في لبنان الأحد

الميزان البرلماني يمنع انتخاب رئيس تحدٍّ!

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 5 آب 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 05/08/2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المصارف في اضراب بدءاً من الاثنين

مسيرات في ذكرى انفجار مرفأ بيروت تطالب بـ«سقوط الحصانات»...صرخة أهالي الضحايا: «ما راح تقتلونا مرتين»

انهيار جزء من إهراءات مرفأ بيروت يترافق مع الذكرى الثانية للانفجار وتظاهرات مستمرة حتى «تحقيق العدالة والمحاسبة»

إجماع لبناني على الغضب من تجميد عمل القضاء في انفجار المرفأ ودعوات دبلوماسية لاستئناف التحقيق ومحاسبة المتورطين

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

توقف غارات إسرائيل على غزة.. وحالة ترقب حذر تسود القطاع

الجيش الإسرائيلي يصعّد ضد غزة.. ويستدعي 25 ألفاً من الاحتياط

إسرائيل تطلق عملية عسكرية في غزة… وتقتل قياديًا بارزًا!

لبيد: الغارات على غزة تهدف إلى احتواء "تهديد داهم"

 حركة الجهاد الاسلامي تعلن اطلاق أكثر من 100 صاروخ باتجاه اسرائيل

انفجار كابول يقتل 8 اشخاص ويجرح 18 وداعش يتبنى

الأوروبيون يدعون إيران إلى «عدم التقدّم بطلبات غير واقعية» في الملّف النووي

ستئناف المفاوضات النووية... تمسك طهران بالشروط يبعد الانفراجة

إيران تناقش «رفعاً تدريجياً لعقوبات الحرس» وإسرائيل لا تتوقع اختراقاً

غوتيريش: من المستحيل حل مشكلات العالم من دون حوار صيني - أميركي

بكين تعلّق تعاونها مع واشنطن… والأخيرة: سنردّ

الصين تفرض عقوبات على بيلوسي ردا على زيارة تايوان

رئيسة تايوان تؤكد قدرة الحكومة على ضمان سلامة شعبها وسط المناورات الصينية الأكثر استفزازاً

اليابان تحذر من التـأثير «الخطير» لإطلاق صواريخ صينية

تايوان مصممة على الدفاع عن سيادتها... وواشنطن تحذر بكين

الصين تطلق صواريخ باليستية في مناوراتها غير المسبوقة حول الجزيرة رداً على زيارة بيلوسي

الحرب الأوكرانية تطلق شرارة تنافس جديد لخلافة بوتين

لماذا روسيا هي وجهة تركيا الأولى عندما يتعلق الأمر بسوريا؟

مقتل قيادي بارز في «الجهاد الإسلامي» بغارات إسرائيلية على غزة

«الناتو» يحض على «عدم السماح لروسيا بالانتصار» في الحرب الأوكرانية

واشنطن تصادق على انضمام السويد وفنلندا للحلف وتدعو بقية الأعضاء إلى الإسراع بالخطوة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

شهادة بأن المارونيّة كانت وستبقى حركة تأسيسيّة لبنانويّة ديمقراطيّة!/د. نبيل خليفه/نداء الوطن

ذكرى تفجير مرفأ بيروت تكشف الهيمنة الإيرانية/خيرالله خيرالله/العرب

قضية المطران الحاج والمعايير المزدوجة/د. مصطفى علوش/الجمهورية

جولة على المتورّطين بنسف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت/فارس خشّان/الحرة

ماذا سيقول عون في نيويورك عن العدالة؟/وليد شقير/نداء الوطن

قبل أن يقبض "حزب الله" مجدداً على رقبة الدولة/قاسم يوسف/نداء الوطن

جذرية جعجع ودروس الماضي/أسعد بشارة/نداء الوطن

لحود وعون: سكة وقطار/عماد موسى/نداء الوطن

باسيل يستبعد فرنجية ويحصر المنافسة مع جعجع/بسام أبو زيد/نداء الوطن

لبنان دخل عصر الطبقية في التعليم/جان الفغالي/نداء الوطن

الاستقطابات على هامش معركة الرئاسة اللبنانية/رضوان السيد/الشرق الأوسط

بوتين وتحديد عتبة الألم/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الخارجية”: لعودة النازحين إلى ديارهم حرصًا على استقرار لبنان

قبلان: نعم للحرب… إذا!

ميقاتي: ما أفصح حامل العقوبات الدولية عندما يحاضر بالعفّة!

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وظَهَرَتْ غمَامَةٌ تُظَلِّلُهُم، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ الغَمَامَةِ يَقُول: هذَا هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، فلَهُ ٱسْمَعُوا

إنجيل القدّيس مرقس09/من01حتى07/:”قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنا لَنْ يَذُوقُوا المَوْت، حَتَّى يَرَوا مَلَكُوتَ اللهِ وقَدْ أَتَى بِقُوَّة». وبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ ويَعْقُوبَ ويُوحَنَّا، وصَعِدَ بِهِم وَحْدَهُم إِلى جَبَلٍ عالٍ عَلى ٱنْفِرَاد، وتَجَلَّى أَمَامَهُم. وصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ نَاصِعَة، حَتَّى لَيَعْجُزُ أَيُّ قَصَّارٍ عَلى الأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ مِثْلَها. وتَرَاءَى لَهُم إِيلِيَّا مَعَ مُوسَى، وكَانَا يَتَكَلَّمَانِ مَعَ يَسُوع. فقَالَ بُطْرُسُ لِيَسُوع: «رَابِّي، حَسَنٌ لَنَا أَنْ نَكُونَ هُنَا! فَلْنَنْصِبْ ثلاثَ مَظَالّ، لَكَ واحِدَة، وَلِمُوسَى واحِدَة، ولإِيلِيَّا واحِدَة». ولَمْ يَكُنْ يَدْري مَا يَقُول، لأَنَّ الخَوْفَ ٱعْتَرَاهُم. وظَهَرَتْ غمَامَةٌ تُظَلِّلُهُم، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ الغَمَامَةِ يَقُول: «هذَا هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، فلَهُ ٱسْمَعُوا!».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

ع قبال استئصال أذرع الملالي في لبنان

الياس بجاني/05 آب/2022

إسرائيل تقوم بعملية استئصال سرطانات قادة الجهاد الإسلامي الإرهابية والمتفرسنة تسليحاً وتمويلاً وقراراً وثقافة. ع قبال يلي عنا

 

فيديو/الياس بجاني: قراءة نقدية في اطلالة د. جعجع مضموناً وشكلاً واهداف..إطلالة لزوم ما لا يلزم هدفها الظاهر والمبطن خدمة اجندته السلطوية

03 آب/2022

الغاية الأساسية من الفيديو النقدي هذا التأكيد بالإثباتات والمواقف أن أجندة د. جعجع هي شخصية وسلطوية، ولا تمت للبنان السيادة والتحرير، ولا لمصلحة المسيحيين بصلة، هكذا كانت هذه الأجندة النرسيسية، ولا تزال على حالها منذ أخراجة من السجن، وكذلك غربته بل عداوته للقرارات الدولية الخاصة بلبنان.

https://eliasbejjaninews.com/archives/110972/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%86%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d8%b7%d9%84%d8%a7%d9%84/

الهرطقات التي تعري 100% اجندة جعجع النرسيسية، وتؤكد اصطفافه مباشرة ومواربة تحت مظلة حزب الله، وهي واضحة وجلية من خلال المقاربات الذمية التي يكررها جعجع ونوابه واعلامييه ووسائل اعلامه منذ سنين وهي:

*شهداء حزب الله هم في منزلة شهداء القوات.

*حزب الله من النسيج اللبناني وممثل في مجلس النواب.

*حزب الله حرر الجنوب.

*سلاح حزب الله عنصر قوة.

*الحل بالحوار مع حزب الله.

*تعامي عن سابق تصور وتصميم عن القرارات الدولية.

*اغفال معتمد أن تسمية حزب الله بالمحتل.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

حزب الله الإرهابي هو المسؤول عن تفجير مرفأ بيروت، والعدالة لن تتحقق قبل تحرير لبنان من رجس احتلاله

الياس بجاني/04 آب/2022

"ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك. (النبي اشعيا33/01).

https://eliasbejjaninews.com/archives/101090/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d9%83%d9%84%d9%8a/

بداية، فإن العدالة في لبنان بظل الإحتلال الملالوي، والدمى والطرواديين والأدوات المحلية، هي بعيدة المنال، بل مستحيلة، أكان بما يتعلق بجريمة تفجير مرفأ بيروت الهيروشيمي، أو بقضايا وملفات اغتيال العشرات من القادة والمواطنين السياديين والأحرار.

في لبنان المحتل، العدالة حالياً هي عملياً مُغتالة ومُجهلة ومعطلة، ولن تتحقق بأي شكل من الأشكال قبل تحرير البلد من احتلال وهيمنة وبربرية ومافياوية حزب الله الإيراني، من قمة رأسه حتى أخمص قدميه.

وفي هذا الإطار القضائي المعطل والتعموي والطروادي، فإن كل ما يُحكى ويكتب ويذاع عن تحقيقات رسمية محلية في جريمة تفجير المرفأ تحديداً، هي 100% مسرحيات دجل ونفاق واستغباء لعقول اللبنانيين، كونها تتمحور حول تُجهيِل الفاعل الحقيقي الذي هو حزب الله، وإلهاء الناس باستدعاءات واتهامات ضوضائية، تطاول وزراء ونواب وحكام وموظفين ومسؤولين وأمنيين، وذلك فقط على خلفية الإهمال والتقصير الوظيفي ليس إلا.

معلوم للقاصي والداني بأن المحتل حزب الله يسيطر كلياً على المرافئ اللبنانية كافة، والتي من ضمنها مطار ومرفأ بيروت، وهو ومعه نظام الأسدي الكيماوي والمجرم جاؤوا بشحنة نبرات الأمونيوم إلى لبنان، وهو، أي الحزب، من خزنها واستعملها داخل لبنان وخارجه في عملياته الإرهابية، وهو من نقل معظمها إلى سوريا، حيث كان يحولها نظام الأسد المجرم إلى براميل موت ودمار.

ولأن حزب الله هو ماكينة اغتيالات ومنظمة إرهابية ومافياوية إيرانية، فإن كل المسؤولين اللبنانيين من أمنيين وسياسيين وموظفين، بمن فيهم الوزراء والنواب والرؤساء الثلاثة، وإن كان أحدهم على علم بشحنة الأمونيوم ماضياً أو حاضراً، فهو وعلى خلفية الخوف من الحزب، أو التبعية له، لن يتجرأ على عمل أي شيء غير الصمت المطبق، وتنفيذ فرمانات الحزب.

من هنا، فإن مسرحية التلهي القضائي بمن أهمل، وبمن قصر، وبمن علم ولم يتصرف، لن توصل لغير تجهيل الفاعل الأساسي الذي هو حزب الله.

إضافة إلى  أن سيد أمونيوم نصرالله، هدد وتوعد القضاء اللبناني، وشكك بمصداقيته وفاعليته وسخفه واستهزأ به، تماماً كما كان فعل بكل ما يتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رفيق الحريري.

سيد أمونيوم بفجور وبوقاحة يعيد اليوم استنساخ نفس السيناريو.

من هنا، لا تعود ذي أهمية وسيلة التفجير، أو أسبابه العملانية، أو من فجر، أو من أهمل أو قصر، أكان عمداً أو بالخطأ، حيث أن الحقيقة هي في مكان آخر وعند حزب الله.

في الخلاصة، فأن حزب الله الذي يحتل لبنان، ويتحكم برقاب وركاب وألسنة الحكام والمسؤولين، وأصحاب شركات الأحزاب كافة، ودون استثناء واحد، هو المسؤول الأول والأخير عن جريمة تفجير مرفأ بيروت، ولهذا فلن تتحقق العدالة بالكامل قبل تحرير لبنان من احتلاله، واعتقال قادته ومحاكمتهم.

وإلى أن يأتي يوم التحرير من احتلاله الدموي والمذهبي والإرهابي، فإن هذا الحزب الفارسي سوف يستمر في تدمير وتعهير وقتل لبنان وكل ما هو لبناني، واغراق  شعبنا وإلهائه بمسرحيات تمويهية واستغبائية تجهل حقيقة أنه هو المجرم الذي فجر مرفأ بيروت، واغتال كل السياديين والأحرار الذين عارضوا ورفضوا وفضحوا احتلاله ومخططه الإيراني... ونقطة ع السطر.

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: ضرورة إنهاء وضعيىة لبنان الساحة والاعتراف بإسرائيل، وكفانا هرطقات مقاومة وممانعة وتحرير، وكفى استباحة وطننا وابقائه ساحة مباحة

https://eliasbejjaninews.com/archives/4348/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%b6%d8%b1%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a5%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%a1-%d9%88/

طمن أرشيف 2014/ضرورة إنهاء وضعيىة لبنان الساحة والاعتراف بإسرائيل وكفانا هرطقات مقاومة وممانعة وتحرير، وكفى استباحة وطننا وابقائه ساحة مباحة

الياس بجاني/29 أيلول/2014

يقال: “إن عُرِّف السبب بطُل العجب”، والعجب العُجاب في هرطقة بقاء وطننا الأم لبنان في حالة مأساوية من الفوضى والضياع والجحود الفاقع، وفي وضعية المزرعة والساحة وصندوق البريد سببه الأول انعدام إيمان قادته وكفرهم وابتعادهم عن نعمتي مخافة الله والصدق، وافتقارهم لأبسط معايير الأخلاق والقيِّم، ولكل أسس مفاهيم الوطنية الحقة واحترام الذات والغير. إن استمرارية هؤلاء المرتزقة من جماعات الكتبة والفريسيين والعشارين والنرسيسيين في إمساكهم الخانق لأعناق المواطنين اللبنانيين يعود لغنمية المواطنين أنفسهم واستسلامهم الخنوعي لاجترار شعارات النفاق والدجل من مثل “كلنا ضد إسرائيل ولا عدو لنا غيرها”.

هل يعي هؤلاء المنافقين أن الأوطان لا تُبنى على قواعد الكراهية والحقد والحروب، بل على مداميك المحبة والتعايش والحضارة والثقافة والانفتاح والسلام. ففي حين صالحت كل الدول العربية والإسلامية مباشرة أو مواربة الدولة الإسرائيلية وعقدت الاتفاقات وتبادلت السفارات والعلاقات معها ومنها الأمنية والمخابرتية، رضي قادة لبنان التجار “والمقاطعجية” أن يبقى وطنهم ساحة مفتوحة لاستمرارية حالة حرب وعداء وتحرير ومقاومة كاذبة يسرح ويمرح فيها كل تجار وسماسرة هذه الحالة الشاذة من فلسطينيين وسوريين وفرس وأصوليين وعروبيين.

اللبنانيون لن يعرفوا الاستقلال والسيادة والقانون والطمأنينة والمواطنية الحقة قبل إقفالهم “وطن الساحة” وإنهاء حالة الحرب مع إسرائيل والاعتراف بها وإسقاط وطرد كل تجار الفجور، وخروجهم علناً ونهائياً من فخاخ “التحرير والمقاومة والممانعة” والتوقف عن خداع الذات والغرق في شعارات بالية لم تجلب لهم غير الكوارث والمآسي. إن استعادة لبنان لذاته ولحريته واستقلاله تبدأ بضبط الحدود مع إسرائيل والالتزام باتفاقية الهدنة معها والتوقف كلياً عن اجترار مقولة “لبنان آخر دولة يوقع الصلح معها”، لأنه عملياً الدولة الوحيدة الباقية التي لم تعترف بإسرائيل وتعقد الصلح معها. من هنا لا آمال ترجى من شعب غنمي وأذني ونفعي لا يجمع بين شرائحه المتعددة غير عاهة العداء وآفة غباء التسابق للمجاهرة بتبني وسائل القتل والانتقام الكلامية المفرغة من أي قيم أو معايير وطنية وإيمانية.

نعم هذا هو حال نسبة كبيرة من أبناء شعبنا اللبناني الذي لا يجمع بين مكوناته الإثنية سوى شعار العداء لإسرائيل الخادع، فيما هم مختلفون كل كل شيء آخر من مفهوم الوطن والمواطنية والدستور إلى الهوية والمصير. هذا العداء لإسرائيل هو خداع وكذب لفظي ونفاق بأبهى صوره، وقد أمسى تجارة رائجة يتاجر في بضاعتها الفاشلون والمرتزقة وأصحاب النفوس الرخيصة من جماعات النحر وبقر البطون وقطع الأعناق والأصولية والشمولية من محليين وإقليميين. بدأت هذه التجارة مع المقاومة الفلسطينية وكانت سبباً لحرب أهلية استمرت لسنوات، وها هي نفس التجارة مستمرة فصولاً وبوقاحة موصوفة مع مشروع ملالي الفرس التوسعي من خلال جيشهم الإرهابي والأصولي، حزب الله. مؤسف أن الشعب “العنيد” و”الغنمي” في آن هو المسؤول الأول والأخير عن نوعية قادته المستمرين دون محاسبة أو مساءلة بنحره وبتلحيسه المبرد ليتلذذ بملوحة دمه. قادة يتابعون بجنون وجحود تدمير مقومات الوطن وتهجير أهله على خلفية عشق المصالح الذاتية وعبادة المال والطروادية.

هذا الشعب في حال لم يعُد إلى ينابيع الإيمان واحترام الذات سيبقى فاقداً لنعمتي البصر والبصيرة ولن يعيش أجواء الحرية والسيادة والاستقلال لا اليوم ولا غداً. الحل والخلاص للمشكل في لبنان يكمنان بعودة المواطن اللبناني لينابيع المحبة والإيمان والرجاء، وإلى مبدأ مخافة الله الذي هو بجوهره محبة.المطلوب من المواطن اللبناني الخروج من وضعية التزلم والغنمية والتبعية حتى لا ينتهي مذبوحاً في المسالخ، والأهم السعي الحثيث للتحرر من نفوذ وسلطة وهيمنة قيادات وسياسيين ورجال دين اسخريوتيين وطرواديين وتجار هيكل من جماعات ثقافة العثمانيين البالية المحللة دون خجل أو وجل تغيير الطرابيش وتقبيل الأيدي ونقل البنادق من كتف لآخر وانتظار جثث الأعداء على ضفاف الأنهر. لقد حان الوقت لأقفال وطن الساحة ولشجاعة طرد وإسقاط كل مدعي هرطقات المقاومة والتحرير والممانعة والتوقف إلى الأبد عن غباء اجترار هذه الشعارات الكاذبة وتسمية الأشياء بأسمائها دون لف ودوران أو تقية وذمية.

في الخلاصة، لتحرير لبنان من وضعية الساحة المباحة، ومن تجار المقاومة المطلوب بمساعدة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والجامعة العربية أن يتم الاعتراف المتبادل بين إسرائيل ولبنان كما هو حال منظمة التحرير الفلسطينية والأردن ومصر والمغرب  والسدان وجنوب السودان والبحرين والإمارات والسعودية ومعظم الدول العربية، وإلا فالج لا تعالج.

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون "ام تي في" مع النائب السابق انطوان زهرا تناول من خلالها ملفات وقضايا وهرطقات مختلفة وكذلك فجور الإحتلال ورعه وذلك على خلفية سيادية وقال: لست نادماً على انخراطي في المقاومة وعلى استعداد لتكرار ما قمت به في أي وقت يكون وطني بحاجة للمقاومة

https://www.youtube.com/watch?v=4nf2VR4nMiw&t=2578&ab_channel=MTVLebanonNews

05 آب/2022..من المفيد مشاهدت المقابلة

 

فيديو من موقع المنتدى السياسي الإقتصادي الإجتماعي يلقي الأضواء على جريمة تفجير المرفأ: أكثر من ٢٢٠٠ طنًا من شحنة نيترات الأمونيوم.. أين ذهبت؟

 https://www.facebook.com/LebMountada/videos/1098212614450182/?extid=CL-UNK-UNK-UNK-AN_GK0T-GK1C-GK2T&ref=sharing

 

عيد التجلي وكنيسة التجلي وتلة الاعمي في كفرشوبا

بيار عطالله/فايسبوك/05 آب/2022

كفرشوبا غنية بتراثها وثقافة أهلها، ويروى نقلا عن راهبة فرنسية زارت بلدتنا راشيا الفخار منذ فترة ان تل «الأعمي » في خراج بلدة كفرشوبا واحد هضاب جبل حرمون الغربية هو ذلك الذي حدثت واقعة تجلي السيد المسيح فوق قمته، وان المحسنة الفرنسية مدام غواردن مدفيليه من ابرشية فرساي الفرنسية قامت ببناء كنيسة «التجلي » للروم الكاثوليك في البلدة خلال نهاية القرن التاسع عشر وتحديداً العام 1886 لأنها الاقرب الى موقع التجلي المقدس في تلة الأعمي (ومعناها المكان الذي أعمي فيه على عيون الرسل من نور التجلي)، حيث تبرعت بثلاث ارباع النفقة والربع الباقي تبرع به ابراهيم عيسى الدمشقي، طبعا الرواية قد لا تعجب البعض ممن يصر على أن قمة شبيب في أعلى جبل حرمون الشيخ هي موقع حادثة التجلي..... وفي بلدتنا وعلى ما يذكر الجميع، موقع يسمى "دعسة السيد المسيح" في اعلى البلدة، حيث كانت توجد حفرة/نقشة في صخرة تشبه دعسة قدم كبيرة وكان الجميع متفق على انها اثار قدم السيد المسيح اثناء صعوده الى جبل التجلي القريب عبر طريق كفرشوبا الذي كان يمر في تلك الناحية... لكن تلك الاثار التاريخية ذهبت بها يد الجهل والتخريب، وتمّ تدمير «دعسة السيد المسيح » وذهبت معها الاسطورة او الرواية الجميلة لمرور السيد المسيح في أراضي بلدتنا والجنوب في طريقه الى قمّة التجلي.

مجلة «ناشيونال جيوغرافيك » كتبت ان السيد المسيح زار منطقتنا او قيصرية فيليبس حسب جغرافيا العهد الجديد، في عددها الصادر بتاريخ كانون الاول 2017 وان جبل التجلي هو احدى قمم حرمون، لكنها لم تحدد القمة...

 

ما مصير زيارة البابا فرنسيس الى لبنان؟

 وكالة الانباء المركزية/05 آب/2022

مع عودة البابا فرنسيس من رحلة “التوبة” الى كندا وإعلان دوائر الفاتيكان عن زيارة سيقوم بها في ايلول الى كازاخستان، باتت التساؤلات مشروعة في لبنان عن مصير الرحلة التي كانت مقررة في حزيران الماضي الى بيروت وتمّ إرجاؤها، لدواع تتصل بالحالة الصحية لقداسته. مصادر عليمة على معرفة بشأن الزيارات البابوية افادت “المركزية” بأن زيارة لبنان رُحّلت إلى أجل غير مسمّى، ولم يُحدد لها موعد وليست مدرجة حتى على جدول الزيارات المعلنة، وإن لم تُلغى، وأسباب التأجيل عديدة ومنها ما يتصل بالدواعي الصحية التي كانت وراء تأجيل زيارته الى الكونغو وجنوب السودان. أما زيارة كندا فعاد منها متعباً لأنها كانت زيارة طويلة نسبيا. إضافة الى ان البابا يستعد لتعيين كرادلة جدد آخر شهر آب. وابتداء من تشرين الاول وما بعد، ينهمك الفاتيكان بارتباطات لها علاقات بأمور كنسية تستوجب حضور البابا شخصياً. إن البابا البالغ من العمر 85 عاماً، يعاني صحياً من إصابة في الركبة، وذكر أمام الصحافيين، في طريق عودته من كندا على متن الطائرة، أنه كان بالكاد يستطيع أن يخطو بضع خطوات، ويجلس على كرسي متحرك معظم الوقت. وتحدث عن إمكان تنحيه من منصبه لكن ليس الآن”. وأضاف: “لا أعتقد أنه يمكنني أن استمر بإيقاع السفر نفسه، كما كنت من قبل”. وأضاف أن مشكلة الركبة لا تحلّ إلا بالجراحة وهو غير راغب فيها ثانية، بعد الجراحة التي خضع لها لعلاج مشاكل في القولون قبل أكثر من عام بقليل. وأضاف أنه لا يزال يرغب في السفر. وربما يتعين التخطيط لرحلاته على نطاق أضيق قليلا”. وتشير معلومات “المركزية” الى ان البابا اختار عدم إلغاء رحلة كندا نظرا لأهميتها وما تعنيه للحبر الأعظم للاعتذار عن المأساة التي حصلت بين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينات القرن العشرين، من خلال تسجيل عدد كبير من اولاد السكان الأصليين قسرا في أكثر من مدرسة داخلية مدعومة من الدولة وتدير معظمها الكنيسة الكاثوليكية، بعد فصلهم عن أسرهم ولغتهم وثقافتهم. أما رحلة كازاخستان فقصيرة، للمشاركة في مؤتمر حول الحوار بين الأديان، في الفترة ما بين 13 و15 أيلول. وقال مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي ماتيو بروني في بيان إن البابا سيتوجه “إلى كازاخستان لزيارة مدينة نور سلطان لمناسبة المؤتمر السابع لقادة الأديان العالمية والتقليدية”. وهي المرة الأولى التي يشارك فيها حبر أعظم شخصياً في هذا المؤتمر، وان كان الفاتيكان يشارك عبر ممثلين. والبابا الذي يرغب في زيارة لبنان، قد لا تسمح له الظروف بذلك، أولاً بسبب وضعه الصحي، وثانياً، بسبب الوضع غير الثابت أو غير الواضح المعالم الذي يمرّ به لبنان، في ظل حكومة تصريف أعمال واستحقاق رئاسي، إلا أن هذا لا يعني عدم اهتمام البابا ببلاد الأرز، فهو لا يفوّت فرصة إلا ويطرح مسألة لبنان واهمها اللقاء التاريخي الذي عقده لرؤساء الكنائس في لبنان بحضوره شخصياً وبمشاركة كبار المعاونين في تموز الماضي. والفاتيكان لا يعقد مؤتمرات ولا يلقي خطابات للإعلان عما يقوم به، بل يعمل بصمت. ولا يتوانى عن مساعدة لبنان اقتصادياً من خلال المساعدات الاجتماعية والتربوية أو سياسياً من خلال بحث أزمة لبنان مع الدول الفاعلة وخاصة فرنسا والولايات المتحدة. وفيما خص قضية المطران موسى الحاج، أوضحت أوساط معنية أن موقف الفاتيكان واضح ومبدئي ولا لبس فيه، وهو موقف مؤيد ومتفهم للكنيسة وللبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بشكل كامل من ناحية عدم التعرّض لأي رجل دين، وفي حال وجود اي اشكالية فمرجعيته البطريركية أولا ومن ثم الفاتيكان لأنه يتبع القانون الكنسي الذي يعترف به لبنان. هذا مع العلم انه تم نقل السفير البابوي لدى لبنان جوزيف سبيتري الى المكسيك، وستنتهي خدمته في ايلول المقبل في لبنان، ولم يتم تسمية سفير جديد بعد. وكذلك تم تبديل الدبلوماسي المعاون في السفارة بدبلوماسي اخر سينتقل قريبا الى لبنان بعد ان خدم في كولومبيا. والفاتيكان لم ولن يتوقف عن مساندة لبنان ودعمه صحياً وتربوياً وانسانياً من خلال المؤسسات الخيرية، وموقفه في الموضوع السياسي او الدبلوماسي لموقف المجتمع الدولي الذي يطالب بالاصلاحات أولاً، كي تتيح له ليس فقط الانفتاح على لبنان إنما أيضاً استعادة الثقة به والقيام بخطوات تجاهه إن من خلال المساعدات او الاستثمارات. على لبنان أن يعي أن كل يوم يمرّ تسوء أوضاعه أكثر، خاصة بعد الحرب الاوكرانية الروسية او الاستفزازات الصينية التايوانية التي قد تشعل حربا، وما كان يمكن أن يقدّمه العالم من مساعدات منذ سنتين يختلف عما يستطيعه اليوم أو غداً، وكلما تأخرنا اصبحت الامور اصعب. الكرة في ملعب لبنان، فهل يلتقطها المسؤولون؟ تختم الأوساط.

 

أول شحنة حبوب أوكرانية في لبنان الأحد

وكالة فرانس برس/05 آب/2022

كشفت المتحدثة الإعلامية في السفارة الأوكرانية لدى بيروت ماريلين مرهج، اليوم الجمعة، أنّ “أول شحنة حبوب تصدّرها أوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية-الاوكرانية تصل الى مرفأ طرابلس صباح الأحد”. ولفتت مرهج لوكالة “فرانس برس” إلى أنه “من المتوقع وصول السفينة عند العاشرة (7:00 توقيت غرينيتش) من صباح الأحد إلى مرفأ طرابلس”. وانطلقت السفينة “رازوني”، التي ترفع علم سيراليون، من ميناء أوديسا الأوكراني الإثنين حاملة 26 ألف طن من الذرة، ووصلت الثلثاء الى شواطئ اسطنبول الشمالية قبل أن تكمل مسارها باتجاه لبنان. ويسمح اتفاق وقعته روسيا وأوكرانيا في 22 تموز بوساطة تركيا ورعاية الأمم المتحدة، باستئناف الشحنات إلى الأسواق العالمية من الحبوب الأوكرانية المتوقفة منذ الغزو الروسي. وينص خصوصا على إنشاء ممرات آمنة للسماح بإبحار السفن التجارية في البحر الأسود وتصدير بين عشرين و25 مليون طن من الحبوب.

 

الميزان البرلماني يمنع انتخاب رئيس تحدٍّ!

 وكالة الانباء المركزية/05 آب/2022

من انتخابات 2016 الرئاسية الى استحقاق 31 تشرين الاول 2022 المفصلي، ستة اعوام مليئة بالتحديات والازمات ومسلسل انهيار لا يجد من يخطّ سيناريو حلقته الاخيرة. آنذاك وعلى اثر عامين ونيف من الفراغ الرئاسي والتعطيل المتعمّد، انتخب المجلس النيابي الذي كانت الكلمة الفصل فيه لقوى 8 اذار، وبتبني القوات اللبنانية وتيار المستقبل ترشيحه، رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية. في الاعوام الستة هذه، تغير الكثير وتبدلت الاحوال، لا بل انقلبت رأسا على عقب. وما حَكَمَ، او فَرَض نفسه في الاستحقاق الاخير لن يكون نفسه اليوم. صحيح ان التغيير الذي مَنّ اللبنانيون والخارج انفسهم به بعد ثورة 17 تشرين وانتخابات ايار النيابية لم يحصل بالمستوى المطلوب ولا كسبوا الرهان على اطاحة المنظومة الحاكمة، الا ان ما حصل يكفي للتأكيد ان تجربة الـ 2016 لن ولا يمكن ان تتكرر. 13 نائبا تغييريا و51 نائبا جديدا دخلوا برلمان 2022. حتى اللحظة لم يحدثوا النقلة النوعية. نبيه بري بقي رئيسا للمجلس، بفعل احتفاظ الثنائي الشيعي بكامل الحصة الشيعية (27 نائبا) قاطعا الطريق على مجرد امكان ترشح نائب شيعي ضد بري العائد لولاية سابعة. التيار الوطني الحر،حليف حزب الله نجح في الحصول على مركز نيابة الرئاسة للنائب الياس بو صعب، حتى اللجان النيابية عاد رؤساؤها واعضاؤها انفسهم تقريباً وبقي القديم على قدمه. اختبار وحيد هو الاكثر اهمية ستخضع له قوى المعارضة والتغيير اعتبارا من ايلول المقبل لتؤكد بنتيجته ان كانت جديرة بحمل صوت الشعب الطامح للتغيير والانقاذ ام انها تخون الامانة الشعبية. فهل تعوّض فشلها نيابيا بنجاح رئاسي؟

ورقة الاكثرية المملوكة من المعارضين والتغييريين قادرة على التغيير خلافا لبرلمان 2016 الذي كانت اكثريته ملكا لفريق 8 اذار. ومن انتج التسوية آنذاك لم يعد في هذا الوارد اليوم ، فترشيح حزب القوات اللبنانية لعون على قاعدة “اوعى خيك” وتفاهماته ليس له من مكان، فيما تيار المستقبل وزعيمه الرئيس سعد الحريري خارج مدار العمل السياسي. النصاب النيابي الذي كان منقسما بين قوتي 8 و14 اذار انتهى لمصلحة مجلس مؤلف من كتل صغيرة غيرموحدة ولامتفقة على قرار، تعمل على القطعة وليس وفق خيارسياسي ولا يمكن تبعا لذلك لأي مكون ان يدّعي القدرة على جمع الغالبية خصوصا المعارضة التي تشكل الاكثرية(70 نائبا) مقابل الاقلية ( 58 نائبا) بسبب تشتت خياراتها حتى الاستراتيجية منها المتصلة بخيار المقاومة وحصر السلاح بيد الشرعية وتوزعها على قوى، لكل منها تطلعاتها ومصالحها التي لم تجد حتى اللحظة نقطة وطنية تتقاطع حولها لانقاذ الوطن من براثن الزوال الماضية نحوه بسرعة قياسية.

قوى المعارضة، كما الاقلية، تملك ورقة منع انتخاب رئيس، الا ان كليهما عاجز عن فرض مرشحه. وضعية تعقد الوصول الى اتفاق حول هوية الرئيس الجديد، وتحتم وجوب الاتفاق السياسي لانجازه . وتبعا لذلك، تعرب مصادر سياسية عبر “المركزية” عن اعتقادها ان لا مرشح حزبيا او مرشح فريق او طرف سياسي ولا مرشح تحد بلوفاق واتفاق ، وهو ما يضع المطروحة اسماؤهم راهنا من مرشحين حزبيين خارج المعادلة، اضف الى ان هؤلاء حظوظهم ضعيفة ما دامت القوى الكبرى التي يستظلون في فيئها غير موحدة حول اي منهم، لا بل منقسمة عموديا، امر يظهر في تجنب حزب الله اعلان مرشحه حتى اللحظة لعدم توسيع الشرخ بين مرشحي 8 اذار،رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وزعيم تيار المردة سليمان فرنجية . وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، طالب بالياس سركيس جديد، في حين يطالب آخرون بنموذج فؤاد شهاب آخر.فأي من االخيارين يتقدم؟ وهل ترجح كفة الخيار الثالث،اي شخصية اقتصادية مالية ملمّة بالواقع وقادرة على اخراج لبنان من ازمته؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 5 آب 2022

وطنية/05 آب/2022

نداء الوطن

بعد سرقة الأسلاك وأجهزة التحكم العائدة للمولد الاحتياطي التابع لوزارة الطاقة، اكتشف الموظفون تعرض المولدات للسرقة للمرة الثانية خلال 10 ايام حيث تمت سرقة البطاريات.

قام احد اعضاء مجلس النواب العراقي بإعداد سؤال الى الحكومة العراقية حول توريد الفيول الى لبنان، في ظل عدم التزام الطرف اللبناني بأي بند من بنود الاتفاقية مع الجانب العراقي، وخاصة في ظل انقطاع التيار الكهربائي عن عدة محافظات عراقية.

تبين ان تقديمات الضمان الاجتماعي الفعلية في فرع ضمان المرض والامومة تبلغ اقل من 15% من الاشتراكات عن هذا الفرع في ظل تحول تقديمات هذا الفرع الى تقديمات وهمية وإحجام المضمونين عن تقديم المساعدات المرضية إزاء تهالك قيمة التقديمات.

الأنباء

لم يخرج لقاء رسمي ثلاثي بأي جديد أو متغيّر بما يتعلق باستحقاق داهم.

تثار الكثير من علامات الاستفهام والشكوك حول توقيت حصول حادثة انهيار الصوامع في اليوم نفسه لذكرى الانفجار، وعن الجهة التي قد تكون مسؤولة عن ذلك بحال صحّت هذه الشكوك. 

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 05/08/2022

وطنية/05 آب/2022

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

خطفت العملية الاسرائيلية المسماة "الفجر الصادق" ضد حركة الجهاد الاسلامي وقطاع غزة خطفت الأضواء وأشاحت النظر عما يجري في مضيق تايوان الجزيرة التي قد تتحول بين لحظة وأخرى إلى أوكرانيا ثانية لتفتح الباب واسعا أمام حرب كونية لطالما حرص الجباران الصيني والأميركي على تفاديها.

إذا الطبول قرعت في تايوان لكن الحرب انطلقت في غزة وإذا كان من الصعب الربط بين الساحتين إلا أن السؤال يصبح مشروعا عن توقيت الهجمة الاسرائيلية على القطاع في ظل حراجة الوضع في شرق المتوسط وهل لإعلان تل أبيب تأجيل التنقيب في حقل كاريش الى موعد لاحق لأيلول علاقة بإطلاق الحرب على غزة؟ خصوصا وأن مسؤولا عسكريا قال ل" يديعوت أحرونوت: نستعد لتوسيع العملية بغزة ونعمل على استدعاء قوات الاحتياط.

في لبنان وبعد الخبز اللبنانيون في طوابير جديدة أمام المصارف إثر أعلان جمعية المصارف عن إضراب الإثنين والاربعاء المقبلين علما أن الثلاثاء يصادف ذكرى عاشوراء وعليه تهافت المواطنون لا سيما موظفو القطاع العام على المصارف لسحب رواتبهم المتأخرة بفعل إضراب القطاع العام نفسه.

أما جمعية المصارف فقد وضعت خطوتها التحذيرية هذه في سياق الاعتراض على ما سمته الدعاوى الكيدية التي تتعرض لها المصارف وآخرها توقيف رئيس مجلس إدارة "بنك الاعتماد المصرفي.

ومع إضراب المصارف يدخل البلد في حلقة جديدة من حلقات التعطيل التي تمعن في إنهاك الاقتصاد وتحميل المواطن المزيد من الاعباء وهذا ما بينته صرخة وزارة الخارجية اللبنانية اليوم: بأن لبنان يواجه أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة وأن 80 % من اللبنانيين تحت خط الفقر واعتبرت الخارجية أن الوجود الكبير للنازحين السوريين شكل سببا رئيسيا للأزمة العميقة داعية أوروبا لوضع خارطة طريق لإعادة النازحين الى بلادهم.

وفيما مسلسل الكوارث يطبق على أنفاس الناس يستغرق أهل السياسة في مسلسل المناكفات وكأنهم في كوكب آخر وما هجوم التيار الوطني الحر على الرئيس ميقاتي اليوم سوى نموذج عن كيفية معالجة التعامل مع الأزمة الوجودية التي يعانيها لبنان.

ومن خارج السياق أشعلت صحيفة ليبراسيون الفرنسية نارا غير محسوبة في ملف حساس هو ملف التجنيس سارعت الدوائر الرسمية لنفي وجود نية بذلك.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

جولة جديدة من العدوانية الإسرائيلية اطلقتها قوات الإحتلال على قطاع غزة إستهدفت فيها القيادي في الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري وموقعة عشرات الشهداء والجرحى.

لكن اسرائيل المأزومة هل أخطأت في حساباتها هذه المرة ايضا؟ رد فصائل المقاومة في غزة جاء واضحا: الدماء لن تذهب هدرا وستكون لعنة على الإحتلال.

أما في لبنان فلولا جولة السجالات الجديدة بين التيار الوطني الحر ورئيس حكومة تصريف الأعمال لكان الركود المطبق يتحكم اليوم بالمشهد الداخلي لكنه ركود يخفي بين مفاصله فتائل رزمة كبيرة من العناوين المقلقة والساخنة في غير مجال سياسي واقتصادي ومعيشي.

لجولة السجالية الجديدة بدأت ببيان للتيار البرتقالي نضح بكلام من العيار الثقيل عن الفساد والصفقات والسمسرات والعمولات والقروض المدعومة واسترضاء الخارج والعجز والجبن وعدم الإقدام.

الرد الميقاتي لم يتأخر ولم يكن أقل حدة في مواجهة (تيار قلب الحقائق) مستعينا بتصرف بقول الأديب سعيد تقي الدين (ما أفصح حامل العقوبات الدولية على فساد موصوف عندما يحاضر بالعفة والنزاهة والإستقامة).

موضوع آخر كان محور انشغال اليوم ويتصل بما أوردته صحف فرنسية عن مرسوم تجنيس قيد الإعداد يشمل بيع آلاف جوازات السفر لغير لبنانيين بأسعار مرتفعة.

هذه المعلومات نفت صحتها رئاسة الجمهورية اللبنانية وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال أن موضوع مرسوم التجنيس ليس مجال بحث لديه فيما شدد وزير الداخلية على أن الوزارة لم تقم بأي إجراء في خصوص اي مشروع مرسوم تجنيس جديد مؤكدا رفضها أي مشروع مرسوم من هذا النوع.

في اليوميات اللبنانية الاقتصادية والمالية والمعيشية ارتفاع سعر صرف دولار السوق السوداء إلى 30700 ليرة مقابل انخفاض أسعار البنزين والمازوت بدفع من تراجع الأسعار عالميا.

من جانبها رفعت جمعية المصارف منسوب مواجهتها ما وصفته بالدعاوى الكيدية التي تتعرض لها البنوك معلنة بدء إضراب يوم الإثنين المقبل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

إن لم تستح فافعل ما تشاء. إنه المثل الأكثر انطباقا على أركان المنظومة اليوم وكل يوم. إذ بعد ما شهدناه وسمعناه أمس في ذكرى الرابع من آب، إعتقدنا أن أهل المنظومة سيستيقظون، وكل همهم ينحصر في كيفية إعادة تفعيل التحقيق في قضية مرفأ بيروت. لكن ظننا خاب. فأركان  السلطة في لبنان  لا يبالون لا بأرواح الضحايا، ولا بأنين الجرحى، ولا بالخراب الأسود الذي أصاب بيروت. وهم نسوا في الليل ما قيل في النهار، فاستيقظوا واستيقظنا معهم على سجال عقيم مقيت بين التيار الوطني الحر من جهة والمكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وفي البيانين من الجهتين اتهامات مهينة بالفساد والعجز والفشل السياسي والتراجع الشعبي. فهل هذا ما ينتظره الناس من تيار رئيس الجمهورية ومن رئيس الحكومة المكلف؟ ألم يكن من الأجدى لهما ولنا أن يبحثا في كيفية إيجاد حل لعرقلة عمل التحقيق في قضية المرفأ، والبحث كذلك في كيفية تشكيل حكومة تحاول في اللحظات القاتلة أن تمنع الإنهيار الكبير؟

 وما لم يفعله رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في الرابع من آب قام به اهالي شهداء فوج اطفاء بيروت. اذ وجهوا رسالة الى الامين العام للامم المتحدة طالبوا فيها بانشاء لجنة تقصي حقائق دولية تتولى التحقيق في تفجير مرفأ بيروت.  الواضح ان المطلب لا يلقى تجاوبا من اركان السلطة. فحزب الله وحركة امل لا يريدان ذلك اطلاقا، وما لا يريده الثنائي لن يتجرأ اركان الحكم على السير به او تبنيه. في المقابل،  بدا الحكم عاجزا عن مواجهة ازمة اخرى هي ازمة المصارف. اذ اعلنت جميعة المصارف اضرابا شاملا  ايام الاثنين والثلاثاء والاربعاء من الاسبوع المقبل. وهذا يعني ان البلد مقبل على شلل شبه تام ، مع ما  يحمله  من تداعيات سلبية على  المواطن العادي، قد تبدأ بارتفاع  سعر صرف الدولار وقد لا تنتهي بعدم امكانه سحب ولو جزء يسير من امواله من المصارف.  التعثر المحلي يواكبه تصعيد اقليمي، اذ اعلنت اسرائيل اطلاق عملية عسكرية في غزة تستهدف حركة الجهاد الاسلامي. وقد بدأت العملية باغتيال قيادي بارز في الجهاد . فهل المنطقة مقبلة على مرحلة تصعيد؟ واي انعكاسات لهذا التصعيد على الوضع اللبناني،  بدءا بالترسيم وصولا الى استحقاق رئاسة الجمهورية؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

لن يصدق فجرهم مع لهيب آب الحالي وإن سموا عدوانهم “الفجر الصادق”، كما لم تحرسهم اسوارهم ذات ايار من العام الماضي وان سموه “حارس الاسوار”، فسيف القدس ما زال بتارا ويعرفه الصهاينة، ويعرفون معه كل صوارم المقاومة، والعدو الذي اشعل نارا لن تحرق اصابعه فحسب، بل كل كيانه حتى قلبه..

كعادته غادرا اطلق العدو الصهيوني صواريخه على عدة شقق في مجمعات سكنية في غزة، ما ادى الى وقوع عشرات الشهداء والجرحى بينهم اطفال ونساء، والقائد الجهادي الكبير في سرايا القدس تيسير الجعبري ..

هي سياسة حكومة لابيد بالهروب الى الامام، والتي اعدت لها المقاومة الفلسطينية ما لا يتوقع الاحتلال، فمن لم يحتمل تقييد حركة مستوطنيه عند حدود غزة بسبب استنفار المقاومة، عليه ان يحبسهم في ملاجئه على امتداد فلسطين المحتلة، وعليه الاحتساب لوحدة الصوت الفلسطيني من غزة الى كل الضفة كما أكدت جميع فصائل المقاومة..

هي معركة صعبة كما تنبأ لها المحللون الصهاينة وأكدها قادة المقاومة، وهي حقيقة تعرفها حكومة لابيد التائهة، التي تجر الكيان الى اصعب مكان، في وقت لن يقبل فيه الشعب الفلسطيني بتغيير المعادلات، او فصل الساحات الفلسطينية بعضها عن بعض. فجريمة العدو في غزة اليوم ستسمع ارتداداتها في الضفة وكل الاراضي المحتلة، وستقول غزة كلمتها التي يعرفها الصديق ويخشاها العدو.

ولن يخشى الفلسطينيون تقديم القرابين على طريق الحرية لكل فلسطين، ورغم تزاحم الملفات من المنطقة الى لبنان، فعند الوجع الفلسطيني تبرد كل الاوجاع، وعند صوتهم تنصت كل الآذان، ومن مآذنهم واجراس كنائسهم سيكون الايذان بفجر جديد ليس للصهاينة فيه من مكان..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

غداة الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت، انفجرت سياسيا بين الرئيس نجيب ميقاتي والتيار الوطني الحر، على خلفية التصعيد المؤجل احتراما للذكرى. وفي ختام يوم شهد بيانات وردودا، توجه التيار إلى ميقاتي بالقول: “كنا متأكدين أنك لن تستطيع أن ترد أو أن تدافع عن أي من الوقائع والارقام التي تدينك بفسادك في اعمالك داخل الدولة وخارجها، ولا أن تسمي لنا إسما أو شركة أو أن تورد رقما تدين به التيار أو رئيسه، ولكن بما أنك لم تستطع إلا الاستعانة بالعقوبات الاميركية التي وصفتها من خوفك بالعقوبات الدولية التي لم تخف رئيس التيار وتدفعه لقطع علاقته مع حزب الله، فإنها هي ما يخيفك في مسألة قبول هبة الفيول الايرانية أو المساس بالنظام او المنظومة المالية المفروضة على لبنان، وبأي من اركانها وانت واحد منهم، فصاحب المال الفاسد لا يمكن أن يكون يوما رجل دولة، حسم بيان التيار”.

وعلى خط آخر، أعاد ما نشرته صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية اليوم عن “بيع” مزعوم لجوازات سفر لاشخاص غير لبنانيين لقاء بدل مالي، الأمر الذي نفته رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ووزير الداخلية ووزير المال، اعاد هذا الموضوع الى الاذهان ملف التجنيس الذي صدر عام 1994، والذي احدث خللا كبيرا في التوازن الوطني بين الطوائف اللبنانية، والذي لا تزال تداعياته على المستوى الوطني تتفاعل حتى يومنا هذا، لاسيما وان المرسوم المذكور تم الطعن به امام مجلس شورى الدولة الذي اصدر سلسلة قرارات بنقضه لا تزال من دون تنفيذ.

وبالعودة الى المرسوم المذكور، يتضح ان الملفات التي ارتكز عليها اعتمدت حينها كلمة “وعائلته” الى جانب كل اسم من الاسماء التي وردت فيه، واستفادت من الحصول على الجنسية اللبنانية، وذلك من دون تحديد عدد افراد العائلة، الامر الذي زاد من الخلل الطائفي الذي تميز به هذا المرسوم.

وتظهر العودة الى التوزيع الطائفي للمستفيدين من مرسوم التجنيس الذي صدر في العام 1994 ارقاما فضائحية، سنعود إلى التذكير بتفاصيلها اعتبارا من الغد. غير ان البداية من حرب البيانات بين الرئيس نجيب ميقاتي والتيار الوطني الحر.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

بعدما كان مستشفى الشرق الأوسط، صار لبنان مقبرة على المتوسط المستشفيات دخلت مرحلة التقشف إنارة وتبريدا.. وأزمة الرغيف تنتظر موسم الحصاد الأوكراني، مع فائض إنتاج محلي من الشعير وبقرار جمهوري لتحفيز مزارعي القمح الصلب والطري، بحسب ما أفضى إليه اجتماع لجنة الأمن الغذائي في السرايا وعلى توقيت الانهيار الكبير والشلل العام الذي يصيب الإدارات العامة.. فإن جمعية المصارف تهدد بالانضمام إلى جمهور المضربين تاركة القرار النهائي إلى الأحد المقبل. وعلى الغازات السياسية السامة المنبعثة من مطمر التشكيل الحكومي.. ارتفعت روائح مرسوم للتجنيس مقابل ملايين اليورو من مقال نشرته صحيفة ليبراسيون الفرنسية ونفاه المسؤولون المعنيون في لبنان جملة وتفصيلا وإذا كانت تجارب الصفقات في لبنان تؤكد أن لا دخان من دون نار.. فإن شرارة السجال اشتعلت مجددا بين السرايا وميرنا الشالوحي..

وعاد الردح "من الزنار وبالنازل" بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والتيار الوطني الحر فعلى خلفية اتهامات بالفساد وجهها ميقاتي إلى التيار في ذكرى تفجير المرفأ.. رد التيار: "أمرك عجيب يا نجيب".. وأحال التهمة إلى المتاجرة بالخطوط والإتصالات الدولية المشبوهة واليخوت والطائرات الخاصة لكن الضرب "بميت التيار" حرام بحسب الرد على الرد.

وأضاف بيان ميقاتي: ما أفصح "حامل العقوبات الدولية" على فساد موصوف عندما يحاضر بالعفة والنزاهة والاستقامة. من شبه الخطاب السياسي بين المسؤولين بمحاكاة لغة شارع الزيتونة ما ظلم.. في ظل تقرير عن المالية العامة في لبنان صدر عن البنك الدولي والذي يؤكد أن انهيار لبنان لم يكن صدفة إنما كان مخططا له.. وهو نتاج سيطرة النخبة على موارد الدولة لتحقيق مكاسب شخصية وعلى مدى ثلاثين عاما وفق مخطط بونزي القائم على الاحتيال لجذب المستثمرين. وفيما كانت السلطة تعيد تمثيل جريمتها في الرابع من آب بسقوط عدد من صوامع الجهة الشمالية للمرفأ.. أفتى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بتنحي المحقق العدلي طارق البيطار ومن على منبر من خرج للإصلاح في أمة جده..

أقام نصرالله الحد مجددا على القاضي بيطار متهما إياه بارتكاب جريمة في تعطيل التحقيق. وإذا ما سلمنا جدلا بتنحية البيطار فهل سيكون البديل مطلق اليد في التحقيق مع من يشاء؟ وما هي الضمانات في ظل أدوات العرقلة على وفرتها من التعسف في استخدام القانون وطلبات كف اليد ومخاصمة الدولة؟ في خلاصة كلام نصرالله تدخل مباشر في عمل القضاء يضاف إلى التهديد بالقبع والخلع وهي لغة لم تشهدها أروقة العدلية في تاريخها فللقاضي بيطار مجلس قضاء أعلى له القرار في بقائه محققا عدليا أم تنحيته وله الرأي إن كان مدانا بشبهة تسييس التحقيق من عدمها لكن السلطة السياسية في لبنان لم تعتد على قاض متفلت من "كماشتها" وتجهد لوضع القاضي بيطار في بيت الطاعة.. وعلى العدالة الرحمة والسلام.

وعلى مسافة أيام من عودة الوسيط الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان، أشعلت إسرائيل جبهة غزة وفي عملية حملت عنوان "الفجر الصادق" شنت سلسلة هجمات على مواقع سرايا القدس في القطاع أسفرت عن اغتيال قائد المنطقة الشمالية في حركة الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري.

جيش الاحتلال استدعى قوات الاحتياط ونقل لواء النخبة "غولاني" إلى حدود غزة وحركة الجهاد الإسلامي لن تتهاون في الرد ورأت في هذا العدوان إعلان حرب على الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده.. ودعت كل قوى المقاومة وأجنحتها العسكرية إلى الوقوف في جبهة واحدة للرد على هذا العدوان أما حركة حماس فحملت إسرائيل كل التبعات والنتائج. فتحت إسرائيل النار في غزة كرافعة لأزمتها السياسية الداخلية.. وجعلتها منصة لإطلاق رسائل في أكثر من اتجاه باستهداف ذراع إيران في القطاع فهل ستحرق النار موضعها أم تكون مقدمة لما هو أوسع؟.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المصارف في اضراب بدءاً من الاثنين

نداء الوطن/05 آب/2022

أعلنت جمعية مصارف لبنان الاضراب ابتداءً من يوم الاثنين الواقع في 8 آب 2022، على أن تقرّر الجمعية العمومية للمصارف التي سوف تنعقد في 10 آب الموقف الذي تراه مناسباً في هذا الشأن.

وذلك بسبب ما اعتبرته أوضاعاً شاذةً حاولت المصارف قدر الإمكان التعامل معها بمرونة ولو على حسابها، وقد بلغت حدّاً لم يعد مقبولاً، وهي لم تعد تستطيع أن تتحمّل المواقف المضرّة والشعبوية على حسابها وحساب الاقتصاد، وهي تجد نفسها مضطرة إلى إصدار إنذار عام يكون دعوة للجميع للتعامل بجدية ومسؤولية مع الأوضاع الراهنة بهدف السير نحو التعافي الحقيقي. وأشارت الجمعية الى أنها لا تفهم أسباب توقيف رئيس مجلس إدارة بنك الاعتماد المصرفي ش.م.ل، بسبب ورود شكوى جزائية بحقّه أمام النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان من قبل "صاحبة أسهم تفضيلية تعيب عليه أنه لم يوزّع لها أرباحاً في وقت لم يحقّق المصرف أرباحاً ليوزعها" بحسب ما جاء في بيان الجمعية.

 

مسيرات في ذكرى انفجار مرفأ بيروت تطالب بـ«سقوط الحصانات»...صرخة أهالي الضحايا: «ما راح تقتلونا مرتين»

بيروت: «الشرق الأوسط»/05 آب/2022

تضرّجت وجوهٌ بصباغ أحمر كالدم النازف عصر الرابع من أغسطس (آب) 2020. طلاءٌ بمرتبة صرخة رُفعت على لافتات أمام قصر العدل البيروتي، بانتظار تحرُّك المسيرة المُطالبة بالعدالة. صرخة تقول: «ما راح تقتلونا مرتين»، بينما مكبّر الصوت يبثّ أغنية ماجدة الرومي «قوم اتحدّى الظلم». الثالثة بعد ظهر أمس، انطلقت المظاهرة نحو تمثال المغترب مقابل الأهراءات المنكوبة. تحت شمس الصيف الحارقة، يتذكر شاب: «شعرتُ كأنّ المنزل يسقط على رأسي»، ويكمل بالإنجليزية: «It was horrible». لا يكفّ «الناجون» عن نداء العدالة وهم يعلمون أنها مُجهَضة. كلمات عدّة أُلقيت في مسيرة امتدت لثلاث ساعات، جميعها يخرج من حرقة القلب. ثمة مَن رفع لافتة تطالب بتحقيق دولي، وأخرى تندّد بسيطرة السلطة السياسية بالكامل على القضاء. يرافق الغضب استنكارٌ جماعي: «أُعيد انتخاب مَن هم مُدانون بقتل بيروت. ما راح ننسى. الضغط الشعبي سيفضح مناوراتكم». تكاد حنجرة أحد الشبان تُبحّ وهو يصرخ: «بعدو ببالي الانفجار». أحدهم، في الطريق إلى «حديقة سمير قصير»، المحطة الثانية للمسيرة بعد قصر العدل، رفع علماً لبنانياً حلَّ الأسود بدل الأحمر وغابت الألوان إعلاناً للحداد الكبير. يرفض الحاضرون بكثافة في الذكرى الثانية لانفجار المرفأ اعتبار المجزرة ذكرى. في كلمته أمام الكاميرات ووسائل إعلام محلية وعربية وعالمية، يُذكّر بول نجار، والد أصغر الضحايا ألكسندرا نجار، طفلة السنوات الثلاث ونصف السنة، بأنّ 4 أغسطس هو كل يوم: «حين يتخرّج طالب ولا يجد عملاً. حين تنهار العملة وتساوي الرواتب المسخرة. وحين يُفقَّر الشعب ويُذل». تستمرّ المسيرة على وَقْع هتاف يشقّ طريقه من القهر إلى الحنجرة: «فلتسقط دولة النيترات». هتاف آخر: «فلتسقط الحصانة أمام دموع الأمهات». ثم تصدح أغنية الوجع العصيّ على الشفاء: «وحياة لراحلوا ولصاروا الحنين». يسير شبان بقمصان بيضاء كُتب عليها الإنذار - الرجاء: «العدالة آتية». يصدّقون الأمل، فتقول شابة وشقيقتها الجريحة إلى جانبها تشعر بتخبّط الأحاسيس: «لولا فكرة العدالة لما تحمّلنا هول المأساة. لن نسكت». تمهُّلٌ أمام السفارة الفرنسية، وصرخة لرئيس سار بين ركام مار مخايل والجمّيزة بعد الانفجار واحتضن الباكين. إلى إيمانويل ماكرون، دعوة عبر مكبرات الصوت لـ«الوقوف مع أهالي الضحايا ضدّ المسؤولين عن تمييع القضاء». بين الحاضرين، ملكة جمال لبنان المُنتخبة قبل أسبوعين ياسمينا زيتون. «كلّنا بدنا العدالة» تقول بتأثّر. ترى نفسها معنيّة بصرخات المُطالبين بعقاب المتسببين بالقتل والتشريد والتروما. تُوزَّع أشرطة حمراء، رمزية دماء لن تبرد. ويعلو صوت غسان الرحباني: «كرمال لعم بموتوا وقفوا وقفة ضمير». تحطّ المسيرة بجانب فندق «لوغراي» المقتول. دقيقة صمت، فتتحدّث زوجة لقمان سليم، مونيكا برغمان، عن الإفلات من العقاب والتوق إلى وطن يسوده القانون. بستّ طلقات، اغتيل زوجها، ولا أثر للمحاسبة. يصفّق الجميع بحرارة لاسم لقمان سليم، كما يصفّقون لاسم ألكسندرا نجار ووالدها يتوعّد بالقصاص. بينما يُلقي كلمته، يَرِد خبر عاجل: انهيار جزء من أهراءات المرفأ الشاهدة على المذبحة. تنتقل التلفزيونات من البثّ المباشر للتجمُّع إلى النزيف الممتدّ من عامين إلى اليوم: محيط صوامع القمح. يكمل بول نجار كلمته، وسط تنبيه المنظّمين: «ارتدوا الكمامات تفادياً للغبار». الخامسة وستّ دقائق، قبل ساعة على الزلزال، تسبق مكبرات الصوت الحشد نحو تمثال المغترب، حيث الوقفة الأخيرة. يحضر طيف ضحايا الدفاع المدني طوال الطريق إلى المرفأ. ليت الشموع تكفي ليستريح الألم. لكنها، والصلاة، ما يملكه مَن فقدوا أحبّة أوقدوا جرحاً يشتعل إلى الأبد.

 

انهيار جزء من إهراءات مرفأ بيروت يترافق مع الذكرى الثانية للانفجار وتظاهرات مستمرة حتى «تحقيق العدالة والمحاسبة»

بيروت: «الشرق الأوسط»/05 آب/2022

انهار جزء إضافي من صوامع القمح المتصدعة في مرفأ بيروت، بالتزامن مع وصول مسيرات المحتجين إلى محيط المرفأ الذي أحيا اللبنانيون أمس الذكرى الثانية لانفجاره بمسيرات حاشدة، ودعوات لمحاسبة المتورطين والمسؤولين عن تخزين مواد خطرة أدت إلى الكارثة. وسارت عائلات الضحايا وناشطون لبنانيون، في مسيرات التقت عند تمثال المغترب قبالة المرفأ، حاملين الشموع، مطالبين بحق أولادهم وأزواجهم وبناتهم وأشقائهم وأمهاتهم. وقال الأهالي من أمام قصر العدل إن «سنتين مرتا على مجزرة العصر في ظل غياب العدالة التي هي حق للشعب اللبناني وأساس استعادة القضاء والدولة». وأشاروا إلى أن «الضغط الشعبي فضح المناورات ونحن مستمرون بالتظاهر لتحقيق العدالة والمحاسبة». وطالب الأهالي وزير المال بالإفراج عن التشكيلات القضائية ليستطيع المحقق العدلي في الملف القاضي طارق البيطار استكمال تحقيقاته، بالنظر إلى أن البت في طلبات الرد ينتظر استكمال تعيينات قضائية تحتاج إلى توقيع وزير المال. وطالب الأهالي بـ«تعديل القانون وفرض غرامات باهظة على معطلي العدالة وإسقاط الحصانات فورا». وشدّد محيي الدين لاذقاني وهو ابن أحد ضحايا التفجير، على دعم الأهالي للقاضي طارق البيطار في تحقيقاته حتى صدور القرار الظني، مؤكداً انفتاحهم إلى أخذ حقهم بأيديهم في حال عدم تحقيق العدالة في هذا الملف.

وأمام السفارة الفرنسية، قال بعض الأهالي إن «فرنسا لديها فرصة اليوم للوقوف ضدّ المسؤولين عن تمييع العدالة في انفجار المرفأ»، وجددوا مطلبهم بإنشاء بعثة تقصّي حقائق «خصوصاً وأنّ التحقيق المحلّي متوقّف». وقال وليام نون شقيق شهيد انفجار المرفأ جو نون في حديث إذاعي إن أهالي الضحايا يسيرون في قضية واضحة وتحت سقف القانون وسيستمرون بالمواجهة إلى حين تحقيق العدالة ومحاسبة الجناة والمتورطين. ولفت إلى أن «61 سفيرا التقوا اليوم (أمس الخميس) مع أهالي شهداء فوج الإطفاء بطلب من الاتحاد الأوروبي وعرضنا مطلبنا الذي هو لجنة تقصي حقائق دولية تدعم المحقق العدلي وهدفنا الوصول إلى نتيجة التحقيق». وما أن بدأ الأهالي بالوصول إلى محيط المرفأ في وسط بيروت، حتى سقط جزء إضافي من إهراءات القمح المتصدعة، بعد أسبوع على سقوط جزء آخر من الجهة الشمالية، بفعل الحرائق الناتجة عن تكدس الحبوب في الصوامع منذ عامين. وأخلت الأجهزة الأمنية مركز الدفاع المدني وفوج الإطفاء داخل المرفأ والذي يبعد حوالي مائتين وأربعين متراً عن الإهراءات، وذلك في متابعة للإجراءات المتخذة لحماية المدنيين في حال انهيار أجزاء من الإهراءات. وتحدث مصدر رسمي عن ساعات وليس أيام تفصل اللبنانيين عن سقوط الصوامع الشمالية في الإهراءات، بعد انحنائها بنسبة كبيرة جداً. وتصاعد الغبار في محيط المرفأ بفعل سقوط الخرسانة الضخمة، من غير أن تسفر عن أي إصابة، بالنظر إلى أن المرفأ كان خالياً من الموظّفين.

 

إجماع لبناني على الغضب من تجميد عمل القضاء في انفجار المرفأ ودعوات دبلوماسية لاستئناف التحقيق ومحاسبة المتورطين

بيروت: «الشرق الأوسط»/05 آب/2022

طالب البطريرك الماروني بشارة الراعي بأن «يستأنف قاضي التحقيق العدلي عمله وصولاً إلى الحقيقة في تفجير المرفأ»، منتقداً السلطة السياسية بقوله: «نحن اليوم أمام جريمتين، هما جريمة تفجير المرفأ وجريمة تجميد التحقيق»، متحدثاً في الوقت نفسه عن تسييس القضاء، وذلك تعبيراً عن غضب لبناني تجاه تجميد عمل القضاء في تحقيقات المرفأ، ودعوات دولية لاستئنافه. وأحيا اللبنانيون أمس الخميس الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت، بغضب وحزن ومطالبات عامة باستئناف المسار القضائي الذي لم يصل إلى نتيجة حاسمة رغم مرور عامين على الجريمة. وأكد الرئيس اللبناني ميشال عون التزامه بإحقاق العدالة. وقال: «بعد عامين على فاجعة 4 آب، أشارك أهالي الضحايا والجرحى حزنهم، وعائلات الموقوفين معاناتهم. ‏وأؤكد لهم التزامي إحقاق العدالة المستندة إلى حقيقة كاملة، يكشفها مسار قضائي نزيه يذهب حتى النهاية، بعيداً من أي تزوير أو استنسابية أو ظلم، لمحاسبة كل من يثبت تورطه، لأن لا أحد فوق القانون». بدوره، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: «شهداء الرابع من آب شهداء كل لبنان، هم ضحايا جريمة أصابت كل لبناني في الصميم». وجدد تأكيده أن «المسار الذي يوصل حتماً إلى العدالة وكشف الحقيقة تطبيق الدستور والقانون». وقال: «نحن اليوم جميعاً بأمس الحاجة إلى تحمل المسؤولية الوطنية».

وتصاعدت دعوات ممثلي البعثات الدبلوماسية في بيروت، لاستئناف التحقيقات. وقال السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري في تغريدة على «تويتر»: «كثيرونَ يؤمِنونَ بِالحقيقة وقليلونَ ينطِقون بها»، فيما نشرت السفارة الأميركية في بيروت، صورة عبر حسابها على «تويتر»، تضمنت عبارة: «الشعب اللبناني يستحق العدالة». وتميزت البيانات والمواقف اللبنانية بلهجة تصعيدية، وقال المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، عن انفجار المرفأ: «الكل مسؤول عنه أمام الله وأمام الناس، ولا يمكن أن نستهين ونستكين أو نتهاون في مطالبة المسؤولين المعنيين بالإسراع في كشف أسباب هذه الجريمة ومن يقف وراءها والمتسبب بها ومن قام بهذا العمل الشنيع بتدمير بيروت وليس فقط مرفأها الذي ذهب ضحيته المئات من الأبرار والجرحى». وشدد على أن «من تسبب في وقوع هذه الجريمة المروعة ضد مدينة آمنة مطمئنة هو مجرم ويستحق أشد العقاب والقصاص لأنه تسبب بكارثة وطنية وإنسانية ما زالت آثارها مستمرة حتى الآن»، وطالب «القضاء بأن يبقى بعيدا من التجاذبات السياسية والإسراع بإظهار الحقيقة وتطبيق العدالة على من تتأكد إدانته ومسؤوليته عن هذه الجريمة النكراء». وكان البطريرك الراعي أكثر تصعيداً خلال ترؤسه قداساً لراحة نفس ضحايا انفجار المرفأ وقال: «نرفع صوت الغضب بوجه كلّ المسؤولين أيّاً كانوا وأينما كانوا ومهما كانوا، أولئك الذين يعرقلون التحقيق، كأنّ ما جرى مجرّد حادث تافه وعابر لا يستحقّ التوقف عنده ويمكن معالجته بالهروب أو بتسوية أو مقايضة كما يفعلون عادة في السياسة».

ورأى «أنّنا اليوم أمام جريمتين، هما جريمة تفجير المرفأ وجريمة تجميد التحقيق»، معتبراً أنّ «تجميد التحقيق لا يقلّ فداحة عن التفجير لأنّه فعلٌ متعمّد وإرادي بلغ حدّ زرع الفتنة بين أهالي الضحايا». كما لفت الراعي إلى أنّ «هناك من اتبع الحلّ المريح لكي يتهرّب من مسؤولية حسم مرجعية التحقيق، فإنّها لعبة توزيع الأدوار بين عددٍ من المسؤولين على مختلف المستويات الدستورية والسياسية والأمنية والقضائية، وهؤلاء إلى دينونة الله يُساقون إذا هربوا من عدالة الأرض أو منعوا سطوعها». وشدّد على أنّ «المطلوب أن يستأنف قاضي التحقيق العدلي عمله وصولاً إلى الحقيقة في تفجير المرفأ»، لافتاً إلى «أنّنا لا نتّهم أحداً ولا نبرئ أحداً، فالمواطنون يُريدون العدالة ونرفض أن يكون بعض المتهمين طليقين وبعضهم الآخر أبرياء ومعتقلين». وأكد أنّه «لا يحقّ للدولة أن تمتنع عن إجراء تحقيقٍ محلي وتُعرقل في المقابل إجراء تحقيقٍ دولي، والمستغرب أنّ جريمة تفجير المرفأ غريبة عن اهتمامات الحكومة قبل استقالتها وبعدها لا بل إن بعض وزرائها يتغافل عنها وبعضهم الآخر يُعرقل سير العدالة من دون وجه حقّ». وقال الراعي: «لا تعرقلوا التحقيق بالضغط السياسي على القضاة وبعدم إعطاء أذونات ملاحقة بحقّ مطلوبين للتحقيق ولا تعطّلوا التشكيلات القضائية للهيئة العامة لمحكمة التمييز بالامتناع عن توقيعها بقوّة النافذين السياسيين، ولا تتعرّضوا لأهالي الشهداء بالضرب والتوقيف والتحقيق على خلفية المطالبة بالعدالة».

من جانبه، أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، إلى أنّ «مقترفي جريمة انفجار المرفأ ما زالوا يتمتّعون بحريتهم فيما أهل بيروت يُعانون»، لافتاً إلى أنّ «سنتين مرّتا ولم يتوصّل القضاء إلى كشف الحقيقة لأنّ السطوة السياسية تُعيق عمله وتمنع العدالة».

وقالت السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو: «مرّ عامان ولكنّ الألم ما زال يعتصر القلوب. أفكّر اليوم بالضحايا الذين لن ننساهم وأفكّر بأقاربهم وبرجال الإطفاء والمسعفين وجميع الذين هبّوا للمساعدة في ذلك اليوم. نحن ننحني أمام شجاعتهم». ودعت إلى وجوب «أن تتم متابعة التحقيق بشكل مستقل وغير منحاز، من دون عوائق ومع الدعم الكامل من جانب السلطات اللبنانية. لا يمكن أن تتم إعادة بناء بلد وشعب من دون عدالة. للبنانيين الحقّ بالحقيقة». وشددت على أنّ «فرنسا ملتزمة إلى جانب لبنان وهي تفي بوعودها». وأصدرت بعثة الاتحاد الأوروبي في بيروت والبعثات الدبلوماسية التابعة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بياناً مشتركاً، لمناسبة ذكرى الرابع من آب، أعرب فيه الاتحاد والدول الأعضاء «عن التعاطف مع العائلات التي فقدت أحباءها في ذلك اليوم المأساوي وكذلك مع جميع المتضررين». وجددوا تضامنهم مع سكان بيروت وشعب لبنان، وأكدوا «التزامنا مواصلة دعمنا للاستجابة لمواجهة تداعيات الانفجار، إلى جانب الجهات الفاعلة في المجتمع المدني التي أدت دوراً حاسماً في هذه الجهود». وقال الاتحاد: «بعد انقضاء عامين، يحق للمتضررين من الانفجار بالمحاسبة»، وأكد الاتحاد «ضرورة متابعة التحقيق في الانفجار دون عوائق وبعيداً من التدخل السياسي»، داعياً إلى وجوب أن يكون التحقيق «نزيهاً وموثوقاً وشفافاً ومستقلاً». وقال: «ينبغي أن يتوصل إلى نتائج دون مزيد من التأخير من أجل الكشف عن أسباب المأساة ومحاسبة المسؤولين عنها».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

توقف غارات إسرائيل على غزة.. وحالة ترقب حذر تسود القطاع

دبي - العربية.نت/05 آب/2022

كشفت مصادر العربية/الحدث توقف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، مشيرين إلى حالة ترقب حذر تسود القطاع بعد توقف الغارات الإسرائيلية. كما أوضحت اليوم السبت، أن الحركة في قطاع غزة معدومة خشية تجدد القصف الإسرائيلي في أية لحظة، لافتين إلى أن هناك مخاوف في غزة من عدم نجاح جهود الوساطة المصرية للتهدئة. في موازاة ذلك، أكدت وزارة الخارجية المصرية أن اتصالات مكثفة تجرى لتهدئة الوضع والحفاظ على الأرواح والممتلكات في قطاع غزة، بعد ضربات متبادلة بين إسرائيل وحركة الجهاد أمس الجمعة. فقد أفادت مصادر العربية/الحدث بأن اسرائيل أبلغت الوسيط المصري رفضها وقف الضربات العسكرية قبل تحقيق أهدافها، مشيرة إلى أن القاهرة تتواصل مع وزراء ومسؤولين أمنيين إسرائيليين لوقف العمليات. وقالت إن الفصائل الفلسطينية جمدت مفاوضات صفقة الأسرى وملفات أخرى على خلفية تصعيد غزة. كذلك أضافت أن الوسطاء طالبوا إسرائيل بوقف استهداف قادة تابعين لفصائل فلسطينية لوقف التصعيد. وكانت مصادر العربية/الحدث أفادت في وقت سابق بأن وفدا أمنيا مصريا سيتحرك إلى تل أبيب للتهدئة في غزة، فيما أعلن مصدر مصري مسؤول أن القاهرة تكثف من اتصالاتها مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لإنهاء التصعيد الحالي بقطاع غزة واحتواء الموقف. كما أكد عدم توقف الاتصالات المصرية مع جميع الأطراف الإسرائيلية والفلسطينية من بداية حالة التوتر القائمة وحتى الآن. وكشف عن أن مصر أكدت خلال اتصالاتها على ضرورة توقف العملية العسكرية في القطاع وعدم التصعيد العسكري بالقطاع في أعقاب سقوط قتلى ومصابين بينهم أطفال. يذكر أن الجيش الإسرائيلي قد أعلن أن قوات خاصة ومدفعية تابعة له هاجمت نقاطاً عسكرية لحركة الجهاد، اليوم الجمعة، بعد قصف أهداف تابعة للحركة في قطاع غزة أدت لمقتل قيادي بارز فيها. فيما أطلقت عدد من الصواريخ من القطاع باتجاه إسرائيل أدت إلى حالة هلع بين السكان وهروبهم إلى الملاجئ دون تسجيل إصابات تذكر.

 

 

الجيش الإسرائيلي يصعّد ضد غزة.. ويستدعي 25 ألفاً من الاحتياط

دبي - العربية.نت/05 آب/2022

جددت إسرائيل قصف عدة مواقع لحركة "الجهاد" في غرب غزة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات خاصة ومدفعية تابعة له هاجمت نقاطاً عسكرية لحركة الجهاد، اليوم الجمعة، بعد قصف أهداف تابعة للحركة في قطاع غزة أدت لمقتل قيادي بارز فيها. وأفاد مراسل العربية/الحدث بإصابة 5 أشخاص في حي الشجاعية بينهم أطفال جراء القصف الإسرائيلي. من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن رئيس الأركان أوعز للجيش بالانتقال إلى حالة الطوارئ وفتح غرفة العمليات العليا لقيادة الأركان. فيما أفاد مراسل "العربية" بأن الجيش الإسرائيلي قرر استدعاء 25000 من جنود الاحتياط بسبب التصعيد بغزة.

العملية لم تنتهِ

وكان الجيش الإسرائيلي قد كشف أن الغارات الجوية التي شنّها، الجمعة، على غزة أودت بحياة 15 شخصاً، مؤكّداً أن العملية التي تستهدف حركة الجهاد لم تنتهِ بعد. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، ريتشارد هيشت، لوسائل إعلامية "بحسب تقديرنا، قُتل 15 شخصاً في العملية". وأكّد أن العملية "لم تنتهِ بعد"، واصفاً إياها بأنها "هجوم استباقي" على قائد كبير في الحركة. بالتزامن أفادت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل)، اليوم الجمعة، بأن الشرطة الإسرائيلية ستعزز قواتها في المناطق المعرضة للاستهداف بصواريخ.

رفع مستوى التأهب

وذكرت الصحيفة أن الشرطة الإسرائيلية رفعت مستوى التأهب بعد أن نفذ الجيش عملية عسكرية موسعة ضد حركة الجهاد في القطاع. ونقلت عن بيان أن الشرطة تعد قوات احتياطية من شرطة الحدود تأهباً لنشرها في حالة الطوارئ. إلى هذا، نفذ الجيش الإسرائيلي، الجمعة، ضربات على قطاع غزة، استهدفت مواقع لحركة الجهاد. وقال بيان: "نُغير الآن على قطاع غزة. تم الإعلان عن حالة خاصة في الجبهة الداخلية".

اغتيال قيادي في الجهاد

كما أكد متحدث باسمه اغتيال تيسير الجعبري، وهو قيادي بارز في حركة الجهاد بغزة.

وأطلقت إسرائيل عملية عسكرية هي الأحدث ضد حركة الجهاد الإسلامي في القطاع، وقال المتحدث باسم جيشها إن عملية (الفجر الصادق) استهدفت عناصر خليتين لإطلاق صواريخ مضادة للدروع كانوا في طريقهم لتنفيذ عملية. بدورها أعلنت الحركة في بيان مقتل تيسير الجعبري، أحد قادة جناحها العسكري، في غارة جوية إسرائيلية.

مقتل 10 أشخاص

ووفق وزارة الصحة في غزة، فقد قتل 10 أشخاص على الأقل، بينهم طفلة تبلغ 5 أعوام، في الغارات الإسرائيلية. وقال متحدث باسم الوزارة إنه تم إعلان حالة الطوارئ. فيما أظهرت لقطات تلفزيونية دخاناً أسود يتصاعد من سطح مبنى في القطاع المكتظ بالسكان.

وقال شهود عيان ومصادر أمنية إن الطائرات الحربية الإسرائيلية أطلقت صاروخاً على الأقل على شقة سكنية في برج سكني وسط حي الرمال غرب مدينة غزة.

"العملية محدودة"

من جانبها، ذكرت مصادر "العربية"، أن إسرائيل أبلغت القاهرة أن العملية في غزة محدودة، مشيرة إلى أن مصر طلبت من تل أبيب وقف الاستفزازات في القطاع. جاءت الضربات بعد أن ألقت إسرائيل القبض على بسام السعدي، القيادي البارز في حركة الجهاد، خلال مداهمة في مدينة جنين بالضفة الغربية في وقت سابق هذا الأسبوع. بعد ذلك أغلقت إسرائيل جميع معابر غزة وبعض الطرق المجاورة.

 

إسرائيل تطلق عملية عسكرية في غزة… وتقتل قياديًا بارزًا!

سكاي نيوز عربية/05 آب/2022

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، “إطلاق عملية عسكرية في قطاع غزة تستهدف حركة الجهاد الإسلامي، تضمنت اغتيال قيادي بارز في الجناح العسكري للحركة”. وقالت مصادر فلسطينية إن “الصواريخ الإسرائيلية قتلت قائد الجناح العسكري للجهاد الإسلامي في غزة تيسير الجعبري”. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه “يسمي هذه العملية الفجر الصادق، التي تستهدف مواقع حركة الجهاد في قطاع غزة”، معلنا عن وضع خاص “للجبهة الداخلية في إسرائيلي”. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، أن “الدبابات الإسرائيلية قصفت شرق بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، إضافة إلى وسطه، ومنطقة شراب العسل شرق خان يونس جنوب القطاع”.

 

 

لبيد: الغارات على غزة تهدف إلى احتواء "تهديد داهم"

وطنية/05 آب/2022

أعلن رئيس وزراء العدو الإسرائيلي يائير لبيد ان قواته شنتّ عملية تهدف إلى احتواء ما اسماه "تهديد داهما" بعد ضربات استهدفت حركة الجهاد الإسلامي المسلّحة في قطاع غزة. وقال لبيد في تصريح متلفز نقلته "وكالة الصحافة الفرنسية": ان "إسرائيل شنّت عملية لمكافحة الإرهاب محددة الهدف ضد تهديد داهم"، وتابع "الجهاد الإسلامي وكيل لإيران التي تريد تدمير دولة إسرائيل وقتل إسرائيليين أبرياء (...) سنفعل كل ما يقتضيه الأمر للدفاع عن شعبنا، بحسب تعبيره.

 

 حركة الجهاد الاسلامي تعلن اطلاق أكثر من 100 صاروخ باتجاه اسرائيل

وطنية /05 آب/2022

أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، أنها أطلقت أكثر من مئة صاروخ باتجاه إسرائيل ، ضمن "ردها الأولي" على قتل اسرائيل لقائد في صفوفها خلال غارات على قطاع غزة. وقالت سرايا القدس في بيان اوردته "وكالة الصحافة الفرنسية": "في إطار ردها الأولي على جريمة اغتيال القائد الكبير تيسير الجعبري وإخوانه الشهداء، سرايا القدس تدك تل أبيب ومدن المركز والغلاف بأكثر من 100 صاروخ".

 

انفجار كابول يقتل 8 اشخاص ويجرح 18 وداعش يتبنى

وطنية/05 آب/2022

قتل ثمانية أشخاص وإصيب 18 آخرون،  في حصيلة جديدة اعلنتها الشرطة الأفغانية عن الانفجار الذي وقع في منطقة سكنية  في العاصمة الأفغانية كابول اليوم. وأعلن تنظيم داعش في بيان اوردته "وكالة رويترز" مسؤوليته عن الانفجار.

 

 

الأوروبيون يدعون إيران إلى «عدم التقدّم بطلبات غير واقعية» في الملّف النووي

فيينا/الشرق الأوسط/05 آب/2022

حضّت الدول الأوروبية الثلاث الأطراف في الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، اليوم الجمعة، طهران على «عدم التقدم بطلبات غير واقعية» في المفاوضات الهادفة لإحيائه التي استؤنفت، أمس الخميس، في فيينا. وجاء البيان الفرنسي الألماني البريطاني، بعد ساعات من تأكيد مصدر إيراني ضرورة إغلاق ملف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن العثور على آثار ليورانيوم مخصّب في مواقع لم تصرّح طهران أنها شهدت أنشطة نووية، ويشكّل منذ أشهر نقطة تجاذب بين طهران من جهة، والوكالة التابعة للأمم المتحدة ودول غربية من جهة أخرى. ودعت الدول الأوروبية إيران إلى «عدم التقدم بطلبات غير واقعية خارج إطار خطة العمل الشاملة المشتركة (اسم الاتفاق)، بما يشمل مسائل الضمانات للوكالة الدولية للطاقة الذرية»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. من جهته، رأى دبلوماسي إيراني، لم يُكشف اسمه، أن القضية نشأت «من خلال الضغط السياسي، واستمرت تحت هذا الضغط وهي ذات طابع سياسي ولا ينبغي استخدامها كذريعة ضد إيران في المستقبل»، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (إرنا). وكانت الوكالة الدولية التي تتخذ من فيينا مقراً لها، قالت في تقرير أواخر مايو (أيار)، إن إيران لم تقدّم توضيحات وافية بشأن العثور على آثار لمواد في ثلاثة مواقع لم تصرّح عنها أنها شهدت أنشطة نووية. وأثار التقرير توتراً متزايداً مع الغرب، إذ أقر مجلس محافظي الوكالة في يونيو (حزيران)، مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة ودول أوروبية، ينتقد طهران على خلفية عدم تعاونها. ووجهت إيران انتقادات لاذعة للتقرير، معتبرة أنه «غير منصف». وأوقفت تزامناً مع إقراره، العمل بعدد من كاميرات المراقبة العائدة للوكالة في بعض من منشآتها النووية.

وحذّر المدير العام للوكالة رافائيل غروسي في حينه من أن الخطوة الإيرانية قد توجه ضربة قاصمة لجهود إحياء الاتفاق النووي لعام 2015. وأتاح الاتفاق المبرم بين إيران وست قوى كبر، رفع عقوبات عن طهران في مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت أحادياً منه في 2018 خلال عهد رئيسها السابق دونالد ترمب، معيدة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران التي ردت بالتراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها بموجبه. وبدأت إيران والقوى المنضوية في الاتفاق محادثات لإحيائه في أبريل (نيسان) 2021 في فيينا، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة وبتسهيل من الاتحاد الأوروبي. وعلّقت المحادثات في مارس (آذار) مع تبقّي نقاط تباين بين طهران وواشنطن لم يتمكن المعنيون من ردم الهوة بشأنها بعد. وأجرى الجانبان فيأواخر يونيو (حزيران)، محادثات غير مباشرة في الدوحة بتسهيل من الاتحاد الأوروبي، انتهت دون تحقيق اختراق. وبعدما أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أواخر يوليو (تموز) التقدم بطرح تسوية بين الجانبين، عاد مفاوضون إلى العاصمة النمساوية لعقد لقاءات لمحاولة كسر الجمود.

 

استئناف المفاوضات النووية... تمسك طهران بالشروط يبعد الانفراجة

إيران تناقش «رفعاً تدريجياً لعقوبات الحرس» وإسرائيل لا تتوقع اختراقاً

لندن - فيينا - تل أبيب/الشرق الأوسط/05 آب/2022

استأنف وسيط الاتحاد الأوروبي تبادل الرسائل بين الوفدين الإيراني والأميركي في أحدث جولة من المفاوضات غير المباشرة الهادفة إلى إعادة البلدين إلى الاتفاق النووي لعام 2015، دون أن تلوح في الأفق مؤشرات إلى انفراجة سريعة مع تمسك طهران بشروطها لإنجاز الجهود الدبلوماسية المتواصلة منذ أكثر من عام.

وبدأ المنسق الأوروبي للمحادثات إنريكي مورا اجتماعاته في قصر كوبورغ مع المبعوث الروسي إلى المنظمات الدولية، ميخائيل أوليانوف، والمبعوث الصيني وانغ كون، قبل أن يلتقي كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، حسبما أوردت وكالات أنباء. وقللت كل من طهران وواشنطن من احتمال حدوث انفراجة في المحادثات التي تم تعليقها في مارس (آذار) بسبب العديد من القضايا الشائكة. وقال باقري كني على «تويتر» قبل أن يتوجه إلى فيينا إن الكرة في ملعب الولايات المتحدة لإنقاذ الاتفاق، ودعا واشنطن إلى «إظهار قدر من النضج والتصرف بمسؤولية»، في إشارة تدل على عدم وجود مرونة تذكر لحل القضايا الشائكة المتبقية. وفي المقابل، شدد المبعوث الأميركي روبرت مالي على «حسن النية» للإدارة الأميركية للمضي قدماً في المحادثات على أساس مقترح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، لكنه قال إن «توقعاتنا محدودة». وكان الملف النووي الإيراني حاضراً في صلب لقاءات أجراها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن في كمبوديا، حيث أجرى مشاورات على هامش اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وهناك ناقش بلينكن وبوريل الجولة الجديدة في فيينا، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركي نيد برايس في بيان إن بلينكن أشاد بدور بوريل في محادثات النووي الإيراني، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة «تظل ملتزمة وثانية في رغبتها» بالعودة إلى الاتفاق.

وأرسل بوريل في 20 يونيو (حزيران) مسودة جديدة إلى أطراف الاتفاق النووي، تتناول حلولاً وسطاً لتخطي مأزق المحادثات. وكشف الأسبوع الماضي عن وجود المسودة، مؤكداً أن المجال أمام تقديم تنازلات إضافية مهمة قد استنفد. وقبل ذلك، حذّر بوريل في 5 يوليو (تموز) من أن الهامش السياسي للتوصل لاتفاق بدأ يضيق. وكان لافتاً أمس أن حضور المبعوثين الروسي والصيني على نقيض التأكيدات الإيرانية والأوروبية باختصار المحادثات على إطارها غير المباشر بين الوفدين الإيراني والأميركي، مثلما جرى في جولة الدوحة في يونيو (حزيران) التي انتهت بعد 24 ساعة من انطلاق المحادثات دون إحراز تقدم في كسر الجمود. وتبادلت إيران والولايات المتحدة إلقاء كرة مسؤولية إحياء الاتفاق في ملعب الآخر. وعلى غرار المفاوضات التي تعثرت في فيينا قبل نحو ستة أشهر، عقد المفاوضان الروسي والإيراني مشاورات. وكتب أوليانوف على «تويتر»: «كما هو الحال دائماً، كان لدينا تبادل صريح وعملي وبناء لوجهات النظر وسبل وسائل التغلب على آخر القضايا العالقة». بدورها، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن دبلوماسي أوروبي مقره في فيينا، لم تذكر اسمه، «رحب بلقاء يظهر إرادة الجميع للمضي قدماً. هذا أمر إيجابي لكن لا شيء مضموناً». وسارعت إيران على لسان مصدر مطلع في الفريق المفاوض النووي إلى نفي تقرير صحيفة «وول ستريت جورنال» مساء الأربعاء بشأن تخلي طهران عن شرطها بشأن إزالة «الحرس الثوري» من قائمة المنظمات الإرهابية. وأفادت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن أحد أعضاء الفريق المفاوض النووي بأن التقارير عن تنازل إيران عن طلب إزالة «الحرس الثوري» من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية «يفتقد للمصداقية».

وإلى جانب شرط إبعاد «الحرس الثوري» من قائمة الإرهاب، تطالب طهران بالحصول على ضمانات أميركية تتعلق بعدم انسحاب أي رئيس أميركي من الاتفاق النووي، وكذلك ضمانات اقتصادية بعدم إعادة فرض العقوبات والتحقق من رفع العقوبات الحالية. وإضافة إلى ذلك برزت عقبة جديدة أمام التوصل لاتفاق، يتعلق بتحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 3 مواقع سرية والعثور على آثار اليورانيوم هناك. وجدد جون كيربي، الناطق باسم البيت الأبيض للشؤون الاستراتيجية، الثلاثاء، رفض الرئيس الأميركي جو بايدن سحب «الحرس الثوري» من قائمة المنظمات الإرهابية «في إطار هذه المفاوضات».

ورداً على الموقف الأميركي، قال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، محمد إسلامي الأربعاء إن «قضية (الحرس) ليست القضية الأساسية في المفاوضات»، مضيفاً، في الوقت نفسه، أن إيران لن تسمح بتركيب كاميرات المراقبة الدولية، إذا لم يتوقف التحقيق. وأرسل المسؤولون الإيرانيون تلميحات إلى انفتاح طهران للدخول في صفقة ترفع القيود تدريجياً عن «الحرس الثوري». ونسبت «رويترز» إلى مسؤولين إيرانيين أن طهران «غير راضية عنها» في إشارة إلى مسودة بوريل. وقال مسؤول إيراني كبير: «أبدت إيران مرونة كافية. والآن الأمر متروك لبايدن لاتخاذ قرار. لدينا اقتراحاتنا الخاصة التي ستناقش في محادثات فيينا مثل رفع العقوبات عن الحرس بشكل تدريجي». وقال مسؤول إيراني آخر «إذا كانوا يريدون إحياء الاتفاق، فيتعين على واشنطن ضمان فوائد اقتصادية لإيران وليس فقط حتى نهاية ولاية بايدن». والشهر الماضي شكك مسؤولون غربيون بإرادة المرشد الإيراني علي خامنئي، صاحب كلمة الفصل في المؤسسة الحاكمة الإيرانية، للعودة إلى الاتفاق النووي.

محاولة يائسة

في تل أبيب، أعربت مصادر إسرائيلية رفيعة أمس عن تقديرها بأن هذه جولة فيينا «لن تحدث اختراقا». وقالت هذه المصادر لصحيفة «يسرائيل هيوم» إن استئناف المفاوضات هو «محاولة يائسة من إيران وأوروبا لاستخراج الماء من الصخر. ولا نرى مجالاً للتقدم». وللدلالة على ذلك أشارت المصادر إلى أن الأوروبيين «أرسلوا إلى المفاوضات وفداً ذا مستوى تمثيلي منخفض نسبياً». وأضافت: «الإيرانيون يواصلون سلوك المماطلة وكسب الوقت بغرض الوصول إلى وضع يصبح معه من المستحيل العودة إلى الوراء في كسب الخبرات التكنولوجية للتقدم نحو قدرات نووية عالية. وفي الآونة الأخيرة، نصبوا طرادات مركزية جديدة وحديثة». وأعربت المصادر الإسرائيلية عن قلقها مما اعتبرته «أسلوب الابتزاز الإيراني» وطالبت دول الغرب العظمى ألا تسمح باستمرار هذا الأسلوب. وفي أحدث مؤشر على تقدم برنامج إيران النووي، قال تقرير لـ«الطاقة الذرية» إن طهران أكملت تركيب ثلاث مجموعات من أجهزة الطرد المركزي المتطورة من طراز آي.آر - 6 في محطتها لتخصيب الوقود في نطنز. وحذر مدير الوكالة الدولية، رافاييل غروسي، الأسبوع الماضي من أن برنامج إيران النووي «يتقدم بسرعة»، مع تراجع معلومات المفتشين الدوليين بشأن الأنشطة الإيرانية الحساسة.

ومنذ تولي إدارة بايدن رفعت طهران، سقف انتهاك نسبة تخصيب اليورانيوم من 4.5 بدأت في عهد ترمب، إلى 20 في المائة قبل أن تباشر في أبريل (نيسان) برفع درجة نقاء التخصيب إلى 60 في المائة، وهي نسبة قريبة من 90 في المائة المطلوبة لصنع قنبلة نووية. وأعلى بكثير من سقف 3.67 في المائة المحدد بموجب اتفاق طهران النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية. وتحذر قوى غربية من أن إيران تقترب من التمكن من الإسراع صوب صنع قنبلة نووية. وفي غضون الأسبوعين الماضيين، لوح 3 من كبار المسؤولين الإيرانيين، بامتلاك طهران قدرات لصناعة قنبلة نووية. وقال مشرع إيراني الاثنين الماضي إن نواب البرلمان قد يطالبون «المرشد» بإعادة النظر في «فتوى تحريم إنتاج الأسلحة». وعلى ضوء هذه الإشارات النادرة على أعلى المستويات، بإمكانية تغيير مسار البرنامج الإيراني نحو إنتاج أسلحة تداولت قنوات تابعة لـ«الحرس الثوري» على شبكة «تلغرام»، مقطع فيديو يتحدث عن جاهزية إيران للبدء بخطوات لتطوير أسلحة نووية في منشأة «فوردو» المحصنة تحت الأرض، إذا تعرضت منشأة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم لهجوم إسرائيلي. لكن رغم التصعيد، تواجه حكومة المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي ضغوطاً متزايدة في الداخل الإيراني بما في ذلك من أوساط المؤسسة الحاكمة من أجل التوصل إلى تفاهم لإحياء الاتفاق النووي، وسط ضغوط معيشية واقتصادية تحاصر المواطن الإيراني. وأشارت صحيفة «دنياي اقتصاد» الإيرانية صباح أمس إلى ضغوط تتعرض لها سوق الدولار في طهران على إثر التوقعات السياسية «الإيجابية» في المفاوضات النووية. وقال النائب الإصلاحي السابق، مصطفى كواكبيان إن فرصة الاتفاق النووي على وشك النهاية، مطالباً الحكومة بقبول مقترح المسؤول الأوروبي جوزيب بوريل. وكتب كواكبيان في «تويتر»: «يا سيد رئيسي فرصة الاتفاق النووي على وشك الانتهاء، ومعيشة الناس في ضيق بالغ»، وأضاف: «الآن نظراً لنص بوريل الذي يحظى بقبول الأعضاء الآخرين، وفي ضوء توحيد جميع أجهزة المؤسسة الحاكمة وإذن المرشد (علي خامنئي)، فإن أي تأخير في الحصول على اتفاق (...) لإحياء الاتفاق النووي سيكون دليل ضعف وعجز الحكومة».

 

غوتيريش: من المستحيل حل مشكلات العالم من دون حوار صيني - أميركي

واشنطن/الشرق الأوسط/05 آب/2022: «الشرق الأوسط»

رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه «من المستحيل» حل «المشكلات الأكثر إلحاحاً» على غرار الاحترار المناخي العالمي من دون حوار فاعل بين الصين والولايات المتحدة، حسبما صرّح المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، اليوم (الجمعة). وفي مؤتمر صحافي بشأن إعلان بكين تعليق التعاون مع واشنطن في عدد من الملفات من بينها مكافحة التغير المناخي، قال دوجاريك: «أعتقد أنه بنظر الأمين العام، من المستحيل حل المشكلات الأكثر إلحاحاً في العالم من دون حوار وتعاون فاعلين بين البلدين». وكانت بكين قد أعلنت، في وقت سابق من اليوم، أنها أوقفت التعاون مع الولايات المتحدة في عدد من المجالات، بما في ذلك الحوار بين كبار القادة العسكريين، رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان هذا الأسبوع. وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، إنها أوقفت محادثات المناخ مع الولايات المتحدة، وكذلك التعاون في منع الجريمة عبر الحدود وإعادة المهاجرين غير الشرعيين، من بين ثمانية إجراءات محددة. كما أعلنت فرض عقوبات على رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي عقب زيارتها لتايوان.

 

بكين تعلّق تعاونها مع واشنطن… والأخيرة: سنردّ!

صحف لبنانية/05 آب/2022

ألغت الصين عددا من اللقاءات حول مسائل دفاعية على صلة بعدة ملفات مع الولايات المتحدة، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان هذا الاسبوع. وأكدت وزارة الخارجية الصينية أن بكين ستعلق المحادثات الصينية الأميركية حول التغير المناخي، وستلغي لقاء بين القادة العسكريين واجتماعين أمنيين، منددة بـ”الاستخفاف” الذي أبدته بيلوسي حيال معارضة الصين الشديدة لزيارتها إلى تايوان. كما أعلنت تعليق التعاون مع الولايات المتحدة بشأن مكافحة المخدرات، وبشأن الهجرة غير الشرعية. كذلك علقت بكين التعاون مع أميركا بشأن آلية السلامة البحرية. في المقابل، اعتبر مجلس الأمن القومي الأميركي، أن الصين لا تستطيع منع واشنطن من العمل في البحار والأجواء. وقال: “مستعدون للرد على التصعيد الصيني”.

 

الصين تفرض عقوبات على بيلوسي ردا على زيارة تايوان

بكين/الشرق الأوسط/05 آب/2022

أعلنت وزارة الخارجية الصينية فرض عقوبات على رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، في أعقاب قيام الأخيرة بزيارة تايوان في زيارة عدتها بكين «استفزازية». وقالت الوزارة إن بيلوسي «تدخلت بشكل خطير في الشؤون الداخلية للصين وقوضت بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها» عبر الزيارة، موضحة أن الصين «ستفرض عقوبات على بيلوسي وعائلتها المباشرة»، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وتعدّ الصين الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي ويبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة جزءاً لا يتجزأ من أراضيها. وقد ردت على الزيارة بتدريبات عسكرية الخميس واسعة غير مسبوقة حول الجزيرة، لا سيما إطلاق صواريخ باليستية كان يمكن أن يسقط بعضها في المنطقة. وأعلن الجيش التايواني، أن «طائرات وسفناً حربية صينية» عبرت «الخط الأوسط» لمضيق تايوان الجمعة، معتبراً أن التدريبات العسكرية الأخيرة لبكين «استفزازية جداً».

 

رئيسة تايوان تؤكد قدرة الحكومة على ضمان سلامة شعبها وسط المناورات الصينية الأكثر استفزازاً

تايبيه/الشرق الأوسط/05 آب/2022

شددت رئيسة تايوان تساي إينغ وين، اليوم (الجمعة)، على أن الحكومة قادرة «قطعاً» على ضمان سلامة شعبها في مواجهة المناورات العسكرية الصينية غير المسبوقة والأكثر استفزازاً منذ عقود، حول الجزيرة. وقد واصلت الصين، اليوم، مناوراتها وقامت بتدريبات عسكرية بحرية وجوية حول تايوان أمس (الخميس).

وبعد يوم من إطلاق صواريخ فوق الجزيرة التي يقيم فيها 23 مليون شخص، أرسلت الصين سفناً حربية عبر الخط الأوسط لمضيق تايوان في أول توغل من نوعه منذ سنواتـ وفق ما أوردته وكالة «رويترز» للأنباء. ومن المقرر أن تستمر التدريبات بالذخيرة الحية، وهي أكبر تدريبات تُجريها الصين على الإطلاق في مضيق تايوان، حتى ظهر الأحد. وغضبت الصين بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتعدّها بكين جزءاً من أراضيها. كما قطعت المحادثات العسكرية مع الولايات المتحدة عقب الزيارة.

 

اليابان تحذر من التـأثير «الخطير» لإطلاق صواريخ صينية

سيول/الشرق الأوسط/05 آب/2022

ندد رئيس الوزراء الياباني، اليوم (الجمعة)، بإطلاق الصين خلال مناورات عسكرية حول تايوان، صواريخ بالستية تعتقد طوكيو أن خمسة منها سقطت في منطقتها الاقتصادية الخالصة. وقال فوميو كيشيدا للصحافة بعد لقائه رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، إن إطلاق الصواريخ يمثل «مشكلة خطرة تؤثر في أمننا القومي وسلامة مواطنينا». صور بثها جيش التحرير الشعبي الصيني لتجارب صاروخية قبالة الساحل الشرقي لتايوان (رويترز) وأضاف: «تصرفات الصين هذه المرة لها تأثير خطير على السلام والاستقرار في منطقتنا وعلى المجتمع الدولي»، موضحاً «دعونا إلى الإلغاء الفوري للمناورات العسكرية». وذكر كيشيدا أنه ناقش مع بيلوسي القضايا الجيوسياسية بما في ذلك مسائل متعلقة بكوريا الشمالية والصين وروسيا، إضافة إلى الجهود المبذولة من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية.

 

تايوان مصممة على الدفاع عن سيادتها... وواشنطن تحذر بكين

الصين تطلق صواريخ باليستية في مناوراتها غير المسبوقة حول الجزيرة رداً على زيارة بيلوسي

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/05 آب/2022

أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس الخميس، أن الولايات المتحدة تعارض أي جهود أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن في تايوان، وخاصة بالقوة، وبأن سياستها تجاه الجزيرة لم تتغير. وأضاف بلينكن خلال مشاركته في اجتماعات رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) في كمبوديا، أن الاستقرار عبر مضيق تايوان يصب في مصلحة المنطقة بأسرها، وبأن واشنطن حريصة على سماع أفكار من الدول الأعضاء، حول كيفية تعاونها مع مجموعة الحوار الأمني الرباعي، التي تضم الولايات المتحدة، والهند، وأستراليا، واليابان. وكانت الصين بدأت ما عد أكبر مناورات عسكرية في تاريخها حول تايوان، ردا على الزيارة، التي وصفتها بـ«المستفزة» لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة. ووصف مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، المناورات العسكرية الصينية، بأنها «غير مسؤولة»، محذرا من خطر خروج الوضع عن السيطرة. وقال في حديث للإذاعة الوطنية العامة: «نعتقد أن ما تفعله الصين هنا غير مسؤول... عندما ينخرط جيش في سلسلة أنشطة تشمل إمكان إجراء تجارب صاروخية وتدريبات بالذخيرة الحية وتحليق طائرات مقاتلة في السماء وتحرك سفن في البحار، فإن احتمال حدوث نوع من الحوادث هو أمر حقيقي». وحض سوليفان بكين على تهدئة التوتر في مضيق تايوان، قائلا: «ما نأمله هو أن تتصرف الصين بمسؤولية وتتجنب نوع التصعيد الذي قد يؤدي إلى حدوث خطأ أو سوء تقدير سواء في الجو أو البحار». في هذا الوقت أعرب مسؤولون أميركيون عن أملهم في أن تستمر التدريبات العسكرية الصينية بضعة أيام فقط، لكنهم يناقشون في الوقت ذاته، «خياراتهم إذا توسعت تلك المناورات إلى شيء آخر». وساهمت سياسة «الغموض الاستراتيجي» للولايات المتحدة تجاه الصين وعلاقتها بتايوان، في عدم تقدير طبيعة «الرد» الأميركي على أي غزو محتمل واسع النطاق للجزيرة. وتحدثت وسائل إعلام أميركية عن أن مسؤولي الإدارة يناقشون كيفية الرد على «الضغط البطيء» الذي تمارسه الصين منذ سنوات على تايوان. وفيما يعتقد على نطاق واسع بأن الأحداث الحالية، قد تشبه من حيث الشكل، ما حصل في أزمة مضيق تايوان عام 1996، عندما أمر الرئيس الأسبق بيل كلينتون حاملات الطائرات الأميركية بالتوجه إلى المنطقة، للرد على المناورات الصينية، غير أن قدرات الصين العسكرية وتأثيراتها ونفوذها في المنطقة تغيرت اليوم. فالتدريبات الجارية اليوم أقرب بكثير من شواطئ الجزيرة، والمناطق التي أغلقتها الصين، عدت مناطق مفترضة، لا بل تدريبا مباشرا على غزو الجزيرة، أكثر من كونها تدريبات «قتالية عادية».

التمرين تحول إلى حصار

وعلى الرغم من ذلك، تنقل صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن تقييماتهم لا تزال ترجح إلى حد كبير، عدم قيام الصين بقطع الوصول الكامل إلى تايوان، «لأنه سيضر بالاقتصاد الصيني في وقت يشهد تباطؤا اقتصاديا حادا». ومع بدء المناورات العسكرية الصينية، كان مسؤولو البيت الأبيض والبنتاغون يراقبون الوضع من كثب، في محاولة لمعرفة ما إذا كانت الصين سترسل قوات إلى كل منطقة، بالقرب من ساحل تايوان الذي أعلنت إغلاقه. لكن تقييمهم «أن استراتيجية الصين هي التخويف والإكراه، دون إثارة صراع مباشر». لكن المسؤولين يرون أن «التمرين الصيني الذي تحول إلى حصار»، هو أحد السيناريوهات العديدة التي يجري مراقبتها والاستعداد لها في واشنطن بانتظام، في محاولة لرسم الخيارات قبل وقوع الأزمة، بحسب «نيويورك تايمز». ويقول المسؤولون، إن الرئيس بايدن «عليه أن يحاول السير في خط دقيق، لتجنب الانصياع للصين وتجنب التصعيد معها في الوقت نفسه». وكان الجيش الصيني أطلق، أمس الخميس، مقذوفات صاروخية بُعيد بدء أهم مناورات عسكرية في تاريخه حول تايوان. وأعلنت الرئيسة التايوانية تساي إينغ - وين أن بلادها لن تشعل صراعات لكنها ستدافع بقوة عن سيادتها وأمنها القومي. وبحسب ما أوضحه أحد المتحدثين باسم الجيش الصيني شي يي، بعد ظهر الخميس، فإن المناورات تضمنت «إطلاق صواريخ تقليدية» على المياه قبالة الساحل الشرقي لتايوان. وأكد في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية أن «كل الصواريخ أصابت هدفها بدقة واختبرت الضربة الدقيقة وقدرات منع الوصول» إلى المنطقة. وزارة الدفاع التايوانية أكدت أن الجيش الصيني أطلق «11» صاروخاً بالستياً من نوع دونغفينغ في المياه في شمال تايوان وجنوبها وشرقها، من دون أن توضح ما إذا كانت هذه الصواريخ حلقت فوق الجزيرة أم لا. وأعلنت عبور 22 طائرة صينية فوق الخط الفاصل في مضيق تايوان. فيما رجّح وزير الدفاع الياباني نوبوو كيشي أن يكون «خمسة من أصل تسعة صواريخ باليستية أطلقتها الصين، قد سقطت ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان»، وذلك للمرة الأولى. وتؤكد بكين أن هذه التدريبات - وكذلك تدريبات أخرى محدودة بدأت في الأيام الأخيرة - هي «إجراء ضروري وشرعي» بعد زيارة بيلوسي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ للصحافيين إن «الولايات المتحدة هي المحرض والصين هي الضحية. الصين في وضع الدفاع المشروع عن النفس». وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية أن التدريبات تهدف إلى محاكاة «حصار» للجزيرة وتشمل «مهاجمة أهداف في البحر وضرب أهداف على الأرض والسيطرة على المجال الجوي».وأدانت سلطات الجزيرة المناورات التي قالت إنها تهدد أمن شرق آسيا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التايوانية سون لي فانغ إن «بعض مناطق المناورة الصينية تتداخل (...) مع المياه الإقليمية لتايوان»، مديناً «العمل غير العقلاني الذي يهدف إلى تحدي النظام الدولي». وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ إنه يجب على الصين ألا تبالغ في رد فعلها على زيارةبيلوسي لتايوان. في المقابل، أبدت موسكو دعمها للصين، وأكدت أن التدريبات العسكرية الصينية «حق سيادي» للبلاد.

وزراء «آسيان»

وحض وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) على ضبط النفس، وحذروا خلال اجتماعهم في بنوم بنه من أي «عمل استفزازي». وقالوا في بيان مشترك إن الوضع «يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، وبالتالي إلى حسابات خاطئة ومواجهات خطرة ونزاعات مفتوحة وعواقب لا يمكن توقعها بين القوى الكبرى». وحضر وزير الخارجية الصيني وانغ يي الاجتماع مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن من دون حصول لقاء ثنائي. وأعلنت وزارة الخارجية الصينية إلغاء اجتماع بين الوزير وانغ يي ونظيره الياباني على هامش الاجتماع. في وقت دعا وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي الصين إلى «وقف فوري» لمناوراتها. وقال ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في تغريدة من بنوم بنه «لا مبرر لاستخدام زيارة ذريعة لنشاط عسكري عدائي في مضيق تايوان. إنه أمر طبيعي وروتيني للمشرعين من بلادنا أن يقوموا بزيارات دولية». ودعا كونغ فواك نائب وزير الخارجية الكمبودي والمتحدث باسم «آسيان» الطرفين إلى المحافظة على استقرار الوضع. وقال للصحافيين: «نأمل أن يبدأ وقف التصعيد (...) وأن تعود الأمور إلى طبيعتها في مضيق تايوان».

 

الحرب الأوكرانية تطلق شرارة تنافس جديد لخلافة بوتين

نيويورك/الشرق الأوسط/05 آب/2022

يرى الكاتب والباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي أندريه بيرتسيف أن الحرب في أوكرانيا وما ترتب عليها من عقوبات لم تعزز سلطة قيادة روسيا أو توحد الجماعات السياسية والاقتصادية المؤثرة في البلاد. ولو كان الرئيس فلاديمير بوتين قد حقق النصر السريع، الذي من الواضح أنه كان يعتمد عليه عندما أطلق «عمليته الخاصة»، لكان قد دعم مركزه كحاكم، ولكن مع إطالة أمد الحرب، تضطر النخب إلى التفكير في مستقبلها ومحاولة إيجاد مكان لها فيه. ولا يظهر بوتين نفسه أي نية للتخلي عن السلطة، ولكن يبدو بصورة متزايدة مشدوداً للماضي. وتراقب النخب وخلفاؤه المحتملون كل دافع عسكري له، ولكن يمكنهم بالفعل أن يروا أنه ليس له مكان في رؤيتهم للمستقبل لفترة ما بعد الحرب. ودوره الباقي الوحيد في تصورهم لعهد السلام الجديد سيكون ترشيح خليفة له ومغادرة مسرح الأحداث.

ويقول بيرتسيف في تقرير نشره موقع مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي إنه لذلك فإن الحرب حركت سباقاً عاماً للمرشحين. وفي السنوات الأخيرة، كانت المناورات السياسية في روسيا تتم في طي الكتمان، ولكن في العهد الجديد، أصبحت التصريحات الصاخبة والمبادرات السياسية الواضحة تماماً هي السائدة مرة أخرى. إن الوضع الحالي يبدو كما لو أن هناك بالفعل حملة انتخابية نشطة، حيث يبذل البيروقراطيون والمسؤولون داخل الحزب الحاكم كل ما في وسعهم للظهور تحت الأضواء، وحتى مهاجمة كل منهما الآخر.

وحتى آونة أخيرة؛ كان من المستحيل تقريباً التفكير في أن يكون هناك تصرف كهذا، فالإدارة الرئاسية تعمل في صمت، بينما حصر كبار المسؤولين في حزب روسيا المتحدة الحاكم أنفسهم في الإدلاء بوعود تتعلق بالسياسات الاجتماعية. وبوجه خاص انشغل دميتري ميدفيديف الرئيس السابق ورئيس الوزراء السابق، ونائب رئيس مجلس الأمن بالإدلاء بالتصريحات. وغالباً ما تبدو تصريحاته المتشددة المبالغ فيها المتعلقة بقضايا السياسة الخارجية والإهانات الموجهة للقادة الغربيين هزلية، ولكن الدور الذي يحاول القيام به واضح. وهو يشدد على أن المتاعب الداخلية سببها الأعداء الخارجيون.

وهناك سياسي آخر يدلي لأول مرة بتلميحات بصوت عالٍ وهو سيرغي كرينكو، النائب الأول لرئيس شؤون الرئاسة، ومنظم الكتلة السياسية للكرملين، والذي كُلف الآن بمسؤولية الإشراف على الجمهوريات المنفصلة في دونباس. لقد أصبح أحد أبرز السياسيين في العهد الجديد، رغم أنه في السابق - منذ أن أصبح مبعوثاً رئاسياً في مطلع القرن الحالي - لم يظهر مطلقاً أي ميل للأضواء. ففي الوقت الحالي، اعتاد كرينكو على ارتداء الزي الكاكي والتحدث بصوت عالٍ عن الفاشيين، والنازيين، والمهمة الفريدة للشعب الروسي. وأصبح يتصدر الأحداث العامة، ومن الواضح أنه يؤكد وضعه بأنه المنسق وراء قيام الجمهوريتين الشعبيتين دونيتسك ولوغانسك اللتين أعلنتا استقلالهما، وهو أمر لم يفعله من تولوا مهمته من قبل. ورغم أن كرينكو لم يشارك بصورة مباشرة في الحملة العسكرية، إلا أنه نجح بوضوح في أن تكون له مكانة لدى بوتين.

وهناك مرشح آخر في معركة الصقور وهو رئيس مجلس الدوما، فياتشيسلاف فولدين. فمنذ انتقاله من الكرملين (كنائب أول لرئيس ديوان الرئاسة) إلى مجلس الدوما، كثف فولدين من تواجده العلني، بإدلائه بالعديد من التصريحات الاستفزازية، والتي من المضمون اعتبارها لسعات مفيدة. وهو الآن يضاعف جهوده، حيث يدعم فرض حظر على استخدام كلمات أجنبية على واجهات المحال، ودعوته لإبقاء عقوبة الإعدام في الجمهوريتين الحديثتين. وهناك مسؤولون بارزون آخرون تبنوا استراتيجية مختلفة تماما، حيث اختاروا الابتعاد بقدر الإمكان عن موضوع «العملية الخاصة». وهذا الصمت في حد ذاته يعتبر بادرة سياسية. فرئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، وعمدة موسكو سيرجي سوبيانين، وكلاهما كان يعتبر من المنافسين لخلافة بوتين قبل الحرب، التزما الصمت بالنسبة لـ«العملية الخاصة» في أوكرانيا. وتفسيرهما المنطقي لصمتهما هو أن الحرب أمر مؤقت، وأن العلاقات مع الغرب وحتى مع أوكرانيا، سوف يتعين استعادتها في وقت ما وبشكل ما. وعندما يحين ذلك الوقت، سوف يكون من لم يوجه إهانات لـ«الدول المعادية» ولم يشارك بصورة مباشرة في الحملة العسكرية في وضع أفضل للتعامل في الظروف الجديدة.

ويقول بيرتسيف إن التزام الصمت مع ذلك له مخاطره. فإذا طلب بوتين في نهاية المطاف التزاماً كاملاً من جانب جميع المسؤولين بالنسبة لدونباس والعملية العسكرية، فإن حقيقة التزامهم الصمت لن تكون في صالحهم. وتعكس الاستراتيجيتان - المبادرات العالية الصوت والصمت المطبق - المواقف والافتراضات المختلفة لمن ينتهجونهما. فالصقور يتصرفون على أساس أن بوتين هو الذي سيختار خليفته، لذلك فهم يقلدون تصرفاته في محاولاتهم لكسب وده. أما من يلتزمون الصمت فإنهم يعتمدون على سيناريو مختلف للخلافة، والذي يتمثل في انتخاب النخب لخليفة بوتين. وعلى أي حال، فإن رؤية 2022 لسباق الخلافة هي أمر افتراضي بطبيعة الحال. فبوتين لم يعلن عن بداية مثل هذه العملية كما أنه من الواضح أنه لا يعتزم ترك منصبه: وإدارة الرئاسة تعد للانتخابات في 2024. ومن الواضح من الذي سيكون له الدور المركزي. فالحرب واحتمال ضم المزيد من الأراضي سيحولان دون أن تكون هناك حاجة لأن يقدم بوتين برنامجاً من أي نوع. فهو يريد أن يشارك في الانتخابات باعتباره الرجل الذي هزم النازية (بغض النظر عن النتائج الفعلية للغزو) وكشخصية تاريخية ليس في حاجة لتقديم أي وعود لشعبه. وفي ختام تقريره يقول بيرتسيف إن الاهتمام الواضح في سباق الخلافة من جانب معظم كبار أفراد النخب - ناهيك بحماسة المشاركين فيه - يظهر مع ذلك أن النظام يريد مناقشة (ورؤية) مستقبل ما بعد بوتين. ولكن مهما كان شكل ذلك المستقبل، يبدو أن فرصة بوتين فيه ضئيلة للغاية.

 

لماذا روسيا هي وجهة تركيا الأولى عندما يتعلق الأمر بسوريا؟

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/05 آب/2022

جاءت قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان في سوتشي، اليوم الجمعة، واحدة من سلسلة لقاءات محورها سوريا انفرد المنتجع الروسي الواقع على البحر الأسود في جنوب روسيا بعدد ليس بالقليل منها. واتسمت جميعها بأنها عُقدت في مراحل مفصلية أو في ظل توتر كبير، أو سعي تركي للحصول على موقف روسي داعم أو التوافق على قضايا تشكل معضلات في الأزمة السورية، أراد الطرفان ألا تنال من علاقاتهما البعيدة عن هذا الملف الذي سبق أن تسبب بأزمة عاصفة عندما أسقطت تركيا مقاتلة روسية على حدودها مع سوريا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، ليحتاج الأمر إلى أشهر من الجهود المكثفة لإنقاذ «التقارب المرغوب» مع موسكو الذي كان ولا يزال ورقة تستخدم في مواجهة التقلبات والضغوط من جانب الغرب. وأعلنت موسكو، قبل ساعات قليلة من لقاء بوتين – إردوغان، أن مخاوف تركيا الأمنية بشأن سوريا مشروعة، وأن موسكو ستأخذها بعين الاعتبار. لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، استدرك بأنه، من المهم تجنب الأعمال التي يمكن أن «تهدد سلامة أراضي سوريا ووحدتها السياسية»، مشيراً إلى أن لقاء بوتين وإردوغان سيركز على سوريا ومخاوف تركيا هناك.

التصريحات لم تحمل جديداً، أو تعكس تغيراً في الموقف الروسي الرافض لعملية عسكرية تلوّح بها تركيا منذ مايو (أيار) الماضي تستهدف مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، التي ترعى سوريا علاقتها مع النظام السوري في مناطق سيطرتها في شمال وشمال شرقي سوريا، وتقول تركيا، إنها تستهدف منها استكمال إقامة مناطق آمنة على عمق 30 كيلومتراً في الأراضي السورية لإنشاء «حزام أمني» على حدودها الجنوبية. ففي قمة طهران الثلاثية الأخيرة التي جمعت رؤساء الدول الثلاث الضامنة لمساء آستانة (روسيا وتركيا وإيران) في 19 يوليو (تموز) الماضي، واجهت تركيا موقفاً صلباً وحازماً بالرفض من جانب روسيا وإيران، تلاقى مع الموقف الأميركي الرافض من البداية للحديث عن أي عمليات أو تحركات عسكرية ضد «قسد»، ومكونها الأكبر (وحدات حماية الشعب الكردية)؛ حتى لا يؤثر ذلك سلباً على الكفاح المستمر ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا.

رد إردوغان على موقف نظيريه الروسي والإيراني، بأن العملية العسكرية ستظل مطروحة على أجندة أنقرة. وتكررت تصريحات المسؤولين الأتراك عن أن العملية ستنفذ في أي وقت.

ولا شك في أن إردوغان حمل ملف العملية العسكرية معه إلى سوتشي، كما أكدت ذلك مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط»... وهو ما أكده بيسكوف أيضاً الذي أشار إلى أن الملف السوري هو ملف أساسي في المباحثات إلى جانب أوكرانيا وقضايا التعاون الثنائي بين موسكو وأنقرة.

لا تزال تركيا تسعى إلى موقف روسي داعم لعمليتها العسكرية التي أعلنت أنها ستستهدف منبج وتل رفعت في حلب، وهما منطقتان فيهما قوات سورية إلى جانب قوات «قسد» والنظام. ودخلت جميع الأطراف في موجة تصعيد في حلب وأريافها، وامتدت أيضاً إلى مواقع «قسد» في شمال شرقي سوريا في الحسكة والرقة.

وبحسب المصادر، فإن الموقف الروسي يشكل عقدة أصعب من العقدة الأميركية، بالنسبة للعملية العسكرية المنشودة؛ ولذلك فإن مساعي إردوغان في سوتشي ركزت على الحصول على ما لم يتمكن من الحصول عليه في طهران، وأنه بدأ منذ فترة الربط بين الملفين السوري والأوكراني، ويأمل في أن ينجح بتغيير الموقف الروسي اعتماداً على الاختراق الذي حدث في اتفاقية الممر الآمن للحبوب التي وُقّعت في إسطنبول في 22 يوليو بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، وفتحت متنفساً لخروج الحبوب والمواد الغذائية والأسمدة الروسية في ظل الحصار الغربي.

وعلى الرغم من أن إردوغان يحمل الملف السوري في بعض زياراته للخارج أو في الاجتماعات الدولية في الجمعية العامة للأمم المتحدة أو قمم حلف شمال الأطلسي (ناتو)، فإن موسكو تشكل دائماً الوجهة الأولى والرئيسية عندما يتعلق الأمر بسوريا، على الرغم من التموضع العكسي لروسيا وتركيا هناك ما بين دعم النظام ودعم المعارضة، فإن الخلافات دائماً تبقى ضمن الهامش الذي يحافظ عليه كل من بوتين وإردوغان حفاظاً على المصالح المتبادلة لبلديهما

وكالعادة، لا يتوقع من قمة سوتشي تفاهمات عميقة أو جذرية بين إردوغان وبوتين حول أي من الملفات، وفي مقدمتها الملف السوري مع اختلاط الأوراق في الميدان وتعثر مسارات الحل السياسي وعمل اللجنة الدستورية؛ إذ ترى موسكو أن أنقرة تعقد جهود الحل السياسي عبر التهديد بالعمليات العسكرية.

ما يريده إردوغان بالحديث المتكرر عن إنشاء منطقة أمنية في القطاع الذي تقوم فيه القوات الروسية بدوريات بعضها مشترك مع الجانب التركي يمكن في طرد الوحدات الكردية التي تعتبرها تركيا ذراعاً لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تنظيماً إرهابياً، في سوريا.

وعقب قمة طهران، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، استعداد بلاده لتقديم دعم سياسي «لا محدود» للنظام السوري لإخراج «الإرهابيين»، في إشارة إلى «قسد» من مناطق الحدود مع تركيا، كما تحدث مراقبون عن «ضوء أخضر» من روسيا وإيران لتركيا بتصعيد «حرب الطائرات المسيّرة» لاصطياد قيادات «قسد» ومقاتلي الوحدات الكردية؛ بهدف إضعافهم وشل قدراتهم بدلاً عن المواجهة العسكرية التي قد تتوسع لتشمل قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية الموالية، حتى مع التسليم بأن المواجهة المباشرة بين القوات التركية والقوات الروسية وجيش النظام غير واردة ولن يتم السماح بالوصول إليها.

أما حقيقة أن موسكو هي الوجهة الأولى لإردوغان فيما يتعلق بسوريا، فتؤكدها سلسلة اللقاءات المفصلية التي عقدها مع بوتين منذ العام 2020 وحتى الآن، ففي 5 مارس (آذار) 2020 توصل الرئيسان، في موسكو، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب، بعد أن شرعت تركيا في تنفيذ عملية عسكرية باسم «درع الربيع» على خلفية التصعيد الكبير الذي شهدته إدلب عقب هجوم شنته قوات النظام السوري والميليشيات الداعمة لها على الطرق الرئيسية في المحافظة، وتحول إلى مواجهة مباشرة مع وحدات من الجيش التركي، بعد تعرضها لهجوم أدى إلى مقتل 33 جندياً تركياً في 27 فبراير (شباط) 2020. واعتبر اتفاق موسكو محاولة تركية - روسية لإنقاذ التفاهمات التي توصل إليها الجانبان حول سوريا منذ انطلاق مسار آستانة مطلع عام 2017، وبخاصة تفاهم سوتشي لعام 2018 الذي جاء، بدوره، لإنقاذ اتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب، بعد أن سيطر النظام السوري على المناطق الثلاث الأخرى (محيط دمشق، درعا وحمص)، منتهكاً اتفاقاً بشأنها تم التوصل إليه في مايو 2017. وفي مطلع يوليو 2020، عقد إردوغان ونظيراه الروسي والإيراني قمة عبر «الفيديو كونفرانس» لبحث آخر التطورات في سوريا، ومسار آستانة. والتقى إردوغان وبوتين، مجدداً في سبتمبر (أيلول) 2021 في سوتشي، وكان الموضوع الأبرز أيضاً هو الملف السوري، وتحديداً الوضع في إدلب. ويعتقد محللون روس، منهم ألكسندر لوتشكين، أن هناك أسباباً قوية تدفع إردوغان إلى الحفاظ على قوة الدفع في علاقته مع بوتين، أهمها التغيير في الوضع بالشرق الأوسط، وترويج الأميركيين لعقيدة جديدة في المنطقة، تركيا مستبعدة منها، رغم أنها عضو في «الناتو» وحليف للولايات المتحدة، ومخاوف تركيا من تسريع الأخيرة عملية تشكيل الحكم الذاتي الكردي على الأراضي السورية؛ ولهذا السبب يحتاج بوتين وإردوغان إلى «غربلة» بعض التفاصيل الدقيقة من وقت إلى آخر.

 

مقتل قيادي بارز في «الجهاد الإسلامي» بغارات إسرائيلية على غزة

غزة/الشرق الأوسط/05 آب/2022

قُتل قائد عسكري كبير في حركة «الجهاد الإسلامي» في سلسلة غارات شنّتها إسرائيل على في خان يونس جنوب قطاع غزة، اليوم (الجمعة)، حسبما نقلت «رويترز» عن مسؤول في الحركة. كما أكد مسؤولو صحة محليون مقتل شخص آخر وإصابة 15 في الغارات. وأفادت وزارة الصحة في غزة من جانبها بمقتل ثمانية أشخاص، من بينهم فتاة في الثامنة والقائد في «حركة الجهاد الإسلامي» تيسير الجعبري. وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، أن قواته «بدأت عملية ضد أهداف في قطاع غزة»، بعد أيام من التوتر إثر اعتقال القيادي الفلسطيني البارز في حركة «الجهاد الإسلامي» بسام السعدي. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان مقتضب نشرته «وكالة الصحافة الفرنسية» في وقت سابق «نُغير الآن على قطاع غزة. تم الإعلان عن حالة خاصة في الجبهة الداخلية. تفاصيل إضافية ستنشر لاحقاً». ولاحقا، أشار الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت لوسائل إعلامية أن الغارات الجوية التي شنّها الجيش على غزة أودت بحياة 15 شخصا على الأقل، مؤكّدا أن العملية التي تستهدف "حركة الجهاد الإسلامي" لم تنته بعد. وقال: «بحسب تقديرنا، قُتل 15 شخصا في العملية». وأضاف أن العملية «لم ننته بعد»، ووصفها بأنها «هجوم استباقي» على قائد كبير في الحركة. وقالت مصادر أمنية لـ«الوكالة الفرنسية»، إن الطائرات الإسرائيلية استهدفت مواقع تدريب عدة لـ«سرايا القدس»، الجناح المسلح لحركة «الجهاد الإسلامي»، في مناطق عدة في قطاع غزة. من جهته، أكد زعيم «حركة الجهاد الإسلامي» زياد النخالة بعد الغارات، أنه لن تكون هناك «خطوط حمراء» في رد فعل الحركة على الغارات الإسرائيلية على غزة، مهدداً باستهداف تل أبيب. وقالت الحركة في بيان، إن «العدو يبدأ حرباً تستهدف شعبنا، وعلينا جميعاً واجب الدفاع عن أنفسنا وعن شعبنا، وألا نسمح للعدو بأن يمرر سياساته الهادفة إلى النيل من المقاومة والصمود الوطني».

بدورها، قالت حركة «حماس»، إن إسرائيل «بدأت التصعيد والعدوان على قطاع غزة وستدفع الثمن» على ذلك.

وحمّل الناطق باسم الحركة حازم قاسم، في تصريحات للصحافيين في غزة، إسرائيل «مسؤولية ما ترتكبه من جرائم» بعد أن شنّت سلسلة غارات جوية على مناطق متفرقة من القطاع. وذكر أن «أجنحة المقاومة بكل أذرعها العسكرية وفصائلها موحدة في صد العدوان الإسرائيلي، وستدافع عن قطاع غزة بكل ما تملك وستوازن الردع». وتحدث شهود عن إصابات جراء استهداف شقة سكنية في مدينة غزة، في وقت توالى فيه سماع دوي أصوات انفجارات في مناطق مختلفة من القطاع. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن قبل أربعة أيام استنفار قواته على «جبهة غزة» ورفع حالة التأهب على طول الشريط الحدودي وقرب المستوطنات المحاذية تحسباً لهجمات قد تنفذها حركة «الجهاد» رداً على اعتقال أحد قادتها بعد إصابته بجروح في الضفة الغربية، الاثنين الماضي.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس قد وجّه اليوم، تهديداً مباشراً إلى حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» بأن «وقتهما محدود، والتهديد سيزول بطريقة أو بأخرى». وبعد ساعات من ذلك، أعلن الناطق بلسان جيشه عن إطلاق العملية ضد «الجهاد الإسلامي» مع تجنب إصابة «حماس». وفي الوقت نفسه، بعث برسالة طمأنة حول الوضع الصحي للأسير السعدي. وقال الجيش، إن طائرات سلاح الجو انطلقت في عملية «علوت هشاحر» (الفجر الصادق)، لمهاجمة عدد من مواقع «الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة واغتيال عدد من نشطائه. وصرح مسؤول رفض نشر اسمه لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن هذه العملية جاءت بعدما أعلن «الجهاد» إصراره على تنفيذ عملية انتقام لاعتقال السعدي.

* تدحرج العملية

وكانت قوات كبيرة من جنود الاحتلال الإسرائيلي قد داهمت بيت السعدي في جنين، فجر الثلاثاء الماضي، واعتقلته وقامت بجرّه على الأرض وهوشت كلباً لعضه أمام الكاميرات. ثم انتبهت إلى هذه الصورة الاستفزازية فعمّمت على الصحافة صورة له وهو في التحقيق في المعتقل ويبدو في صحة جيدة. وهدد «الجهاد الإسلامي» بالانتقام القاسي. فأعلنت إسرائيل حالة تأهب قصوى على طول الحدود مع قطاع غزة، وأطلقت عشرات الطائرات المسيّرة لمراقبة الحدود وهددت بالرد بضربات شديدة على قطاع غزة إذا تم إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل. واتخذت احتياطات واسعة وغير مسبوقة لمواجهة هذا الخطر، فأغلقت الطرق وأوقفت حركة القطارات وأخلت المنطقة من الجنود وأغلقت المعابر مع قطاع غزة، وألغت نقل البضائع ومنعت وصول العمال الغزيين للعمل في إسرائيل. وتسببت هذه الإجراءات في ضائقة واحتجاج وتذمر شديد لدى سكان البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، كذلك لدى سكان غزة، الذين يعيشون أصلاً في حصار. وشكا الإسرائيليون من أن الجيش الإسرائيلي يجعلهم في سجن كبير، بدلاً من تلقين أهل غزة درساً في الردع والارتداع. وشكا الفلسطينيون من تشديد الحصار لدرجة الانفجار. وسادت أجواء توتر تنذر بحرب، حتى لو لم يكن يريدها الطرفان. ومنذ اعتقال السعدي، يجري رئيس الوزراء، يائير لبيد، ووزير الدفاع بيني غانتس، وقادة الجيش والمخابرات مداولات يومية مرفقة بصور وتصريحات تهديد. وقال غانتس، إن لديه معلومات تفيد بأن «الجهاد» ينوي الانتقام بعمليات إرهاب في إسرائيل، وأن رده سيكون فتاكاً. وقال «جهاز الأمن يستعد لأي عملية وفي أي جبهة. ونحن لا نبتهج بالقتال، لكننا لا نتردد أيضاً بالتوجه إليه إذا اضطررنا. وبودي القول لجميع دول العالم ولتلك الضالعة في غزة، إن دولة إسرائيل ستعمل انطلاقاً من قوة داخلية وخارجية من أجل إعادة الأمور إلى وضع عادي».

 

«الناتو» يحض على «عدم السماح لروسيا بالانتصار» في الحرب الأوكرانية

واشنطن تصادق على انضمام السويد وفنلندا للحلف وتدعو بقية الأعضاء إلى الإسراع بالخطوة

واشنطن: رنا أبتر كييف – أوسلو/الشرق الأوسط/05 آب/2022

اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أن الحرب الأوكرانية هي أخطر لحظة تعيشها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، مطالباً أعضاء التكتل العسكري الغربي والدول الأخرى العمل لضمان عدم السماح لروسيا بالانتصار في هذه الحرب من خلال تزويد كييف بالأسلحة والمساعدات التي تحتاجها، محذراً في نفس الوقت موسكو من القيام بأي مغامرة ضد الدول الأعضاء، حتى التفكير بذلك. وتزامنت تصريحات ستولتنبرغ، أمس (الخميس)، مع مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ساحقة لصالح الموافقة على انضمام السويد وفنلندا إلى عضوية الحلف. وأضاف أمين عام التكتل العسكري الغربي أنه ربما يصبح واجباً على الحلف ودوله الاستمرار في دعم أوكرانيا بالأسلحة والمساعدات الأخرى فترة طويلة لإفشال مخططات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال ستولتنبرغ، في كلمة بلغته النرويجية الأم: «من مصلحتنا أن يفشل هذا النوع من السياسة العدوانية». ووصف ما تقول موسكو إنه «عملية عسكرية خاصة» بأنه هجوم على النظام العالمي الراهن، وقال إنه يتعين على التحالف منع انتشار الحرب.

وتابع: «هذا أخطر وضع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية... إذا فكر بوتين، مجرد التفكير، في فعل شيء مماثل بدولة عضو في الحلف مثلما فعل في جورجيا ومولدوفا وأوكرانيا، فسيتدخل الحلف على الفور».

ولاقت مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي على انضمام السويد وفنلندا للناتو موجة من الترحيب في الولايات المتحدة، فقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يتطلع قدماً للترحيب بالبلدين في «التحالف الدفاعي الأعظم في التاريخ»، مشيراً إلى أنهما «ديمقراطيتان تتمتعان بقدرات عسكرية كبيرة». ووصف وزير الخارجية أنتوني بلينكن السويد وفنلندا بالشريكين الطويلي الأمد للولايات المتحدة. مضيفاً أنه «يتطلع قدماً للمصادقة السريعة والكاملة من قبل بقية أعضاء الحلف للالتزام بالأمن بين دول الأطلسي».

كما أشار وزير الدفاع لويد أوستن إلى أن السويد وفنلندا قدّما منذ الغزو الروسي مساعدات ضرورية لأوكرانيا، وأنهما «سيجلبان مقدرات مهمة معهما للحلف». وقد صوّت مجلس الشيوخ، مساء الأربعاء، للمصادقة على انضمام البلدين، بحضور سفيرتيهما في واشنطن لعملية التصويت، وحظي بروتوكول المصادقة بإجماع كبير من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إذ صوّت لصالحه 95 سيناتوراً، وعارضه واحد فقط، هو السيناتور الجمهوري جوش هاولي، بحجة أن «إرسال الدعم لأوروبا للدفاع عن حلفاء جدد» سيؤثر سلباً على التنافس مع الصين، فيما امتنع السيناتور راند بول عن التصويت.

وقد أثار تصويت هاولي الرافض حفيظة الجمهوريين الذين هاجموه بشكل غير مباشر خلال عملية المصادقة، فقال زعيمهم ميتش مكونيل: «إذا كان هناك أي سيناتور يبحث عن حجة للتصويت ضد الانضمام، فأنا أتمنى له حظاً سعيداً. هذا أمر محسوم لصالح الأمن القومي، ويستحق دعماً ساحقاً من الحزبين».

إلى ذلك، تحدثت السيناتورة الديمقراطية جين شاهين عن أهمية التصويت التاريخي، فقالت: «منذ عام لم يتخيّل أحد أن السويد وفنلندا ستقدمان طلباً للانضمام إلى الناتو، لكن الكثير حصل خلال هذا العام. فلاديمير بوتين قام بأسوأ تقدير في التاريخ المعاصر». وهذا ما وافق عليه زميلها الديمقراطي بوب مينينديز، الذي قال: «توسيع الناتو هو عكس ما تصوره بوتين تماماً عندما أمر دباباته بغزو أوكرانيا». وبهذا تكون الولايات المتحدة البلد الـ22 من الحلف الذي يوافق على انضمام السويد وفنلندا، ويجب على كل البلدان الـ30 الموافقة على طلب البلدين قبل دخولهما رسمياً.

وكان مجلس النواب سبق أن أعرب الشهر الماضي عن دعمه الرمزي لدخول السويد وفنلندا في الحلف، فصوّت بأغلبية 394 نائباً للموافقة على الخطوة التي عارضها 18 جمهورياً فقط.

كما صادقت إيطاليا، الأربعاء، على بروتوكولَي انضمام السويد وفنلندا. ورحّب السفير السويدي في روما، يان بيوركلوند، على «تويتر» بالقرار، وكتب: «شكراً للبرلمان الإيطالي. جرت الموافقة اليوم على انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو. من أجل الحرية والديمقراطية». وتحتاج السويد وفنلندا إلى مصادقة الدول الثلاثين العضو في المنظمة للاستفادة من الحماية التي توفرها المادة 5 من ميثاق الناتو للدفاع المتبادل في حال وقوع هجوم.

وتهدد تركيا بـ«تجميد» العملية، متهمة الدولتين الإسكندنافيتين بالتعاطف مع حزب العمال الكردستاني وحلفائه الذين تعتبرهم «منظمات إرهابية». ووقّعت أنقرة، التي تمانع انضمامهما إلى الحلف، مذكرة تفاهم مع كل من أستوكهولم وهلسنكي في يونيو (حزيران)، تربط عضويتهما في الناتو بقتالهما ضد الحركات الكردية وأنصارها على أراضيهما. لكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان هدّد مجدّداً نهاية يوليو (تموز) بـ«تجميد» عملية انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، إذا لم يمتثل البلدان لشروط أنقرة و«القيام بدورهما» في مكافحة الإرهاب.

وخلال زيارة لموطنه في النرويج، قال ستولتنبرغ في جزيرة أوتويا القريبة من العاصمة أوسلو، أمس (الخميس)، إن على الناتو أن يدعم الدولة التي تتعرض للهجوم، وأن يمنع في الوقت نفسه اتساع نطاق الحرب. ورأى ستولتنبرغ أن بوتين يقود حرباً عدوانية ضد بلد جار لأنه «يعتقد في ذهنه المرتبك أن بمقدوره أن يحدد ما يمكن لأوكرانيا أن تفعله». وألقى ستولتنبرغ خطاباً في المعسكر الصيفي لمنظمة الشباب «أيه يو إف» الاشتراكية الديمقراطية في جزيرة أوتويا. يذكر أن ستولتنبرغ (63 عاماً) كان يشغل منصب رئيس الوزراء النرويجي ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وكان له نشاط في منظمة «أيه يو إف»، ولهذا السبب فهو يعرف جزيرة أوتويا جيداً، وهي الجزيرة التي ارتكب فيها الإرهابي اليميني أندريس بيرينغ بريفيك مذبحة في 22 يوليو 2011 بين المشاركين من شباب المنظمة في المعسكر الصيفي، وأسفر هجومه في الجزيرة وفي الحي الحكومي في أوسلو عن قتل ما مجموعه 77 شخصاً. بدوره، انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشدة الهيكل الأمني العالمي، ووصفه بأنه غير مناسب على الإطلاق، مشيراً أيضاً إلى الصراعات في البلقان وتايوان والقوقاز، وليس إلى الحرب في بلاده فقط. وقال زيلينسكي، في كلمته اليومية عبر الفيديو، مساء الأربعاء، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية: «كل هذه المواقف تبدو مختلفة، رغم أنها موحدة بعامل واحد، وهو أن البنية الأمنية العالمية لم تنجح»، متهماً روسيا مرة أخرى بـ«انتهاك القانون الدولي في غزوها غير المبرر لأوكرانيا». ووصف زيلينسكي عام 2014 بأنه «نقطة تحول، سمح بعدها المجتمع الدولي ببساطة لروسيا بالإفلات من العقاب على أعمال غير قانونية، مثل ضمها شبه جزيرة القرم أو إسقاط رحلة الخطوط الجوية الماليزية رقم 17 فوق منطقة دونباس في شرق أوكرانيا». وقال زيلينسكي إن الحرب في أوكرانيا أظهرت «مدى هشاشة الحرية»، مضيفاً أن العالم بحاجة إلى «بنية أمنية عالمية فعّالة تضمن عدم تمكن أي دولة من استخدام الإرهاب مرة أخرى ضد دولة أخرى». كما اتهم زيلينسكي روسيا بالتظاهر فقط بأنها منفتحة على مفاوضات السلام، معتبراً أنه «إذا كانت موسكو تريد حقاً حلاً سلمياً للصراع، ما كانت لتعيد تجميع صفوفها حالياً في جنوب أوكرانيا».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

شهادة بأن المارونيّة كانت وستبقى حركة تأسيسيّة لبنانويّة ديمقراطيّة!

د. نبيل خليفه/نداء الوطن/05 آب/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/111014/%d8%af-%d9%86%d8%a8%d9%8a%d9%84-%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%81%d9%87-%d8%b4%d9%87%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a8%d8%a3%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d9%83%d8%a7%d9%86%d8%aa/

مجمع الرئاسة العامّة الجديد في الرهبانية اللبنانية المارونية

يوم الجمعة في 27 تموز 2022 اختارت الجمعيّة العامة للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة قيادة جديدة مؤلفة من الآباء: هادي محفوظ رئيساً عاماً والأب جورج حبيقة نائباً عاماً، والأباء المدبرين: ميشال أبو طقة، جوزف قمر وطوني فخري وذلك طبقاً للتقسيمات الاداريّة لدى الرهبانيّة. لقد وجدت نفسي مسوقاً الى الكتابة من هذا الحدث لثلاثة أسباب:

أوّلها: أني معنيّ في حياتي الفكريّة بموضوع الكنيسة المارونيّة ورمزها الأبرز الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة.

وثانيها : لأني عملت مستشاراً لرئيس جامعة الروح القدس الكسليك، لمدّة سبع سنوات (1995-2002).

ثالثها: لأنّ الجماعة الرهبانيّة المختارة بقيادة الرئيس العام الجديد تختزل طاقات لا بدّ من الاهتمام بها والاستفادة منها خدمةً للشباب والكنيسة ولبنان.

1- اذا كان الكثيرون من الموارنة يهتمّون في هذه المرحلة برئاسة الجمهوريّة وتأليف الحكومة وهو في كثير منه اهتمام ساذج وبائس، فإنّ الاهتمام الجدّي والبارز ينبغي أن يكون باتجاه الحدث الديمقراطي بانتخاب الهيئة الجديدة للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة بقيادة الآباتي هادي محفوظ حيث يولد أمل جديد في حياتنا العامة على قاعدة فكريّة أرسيناها منذ مدّة وعنوانها ان «المارونيّة حركة تأسيسيّة» والرهبانيّة هي أبرز تجليات هذه الحركة.

2- ان تكون المارونيّة حركة تأسيسيّة فهذا يعني انها حركة إنشاء لبناء وخلق يجسّد في المؤسسات التي كان الموارنة في أساس قيامها، وتختزل مقوّمات المارونيّة كحركة تأسيسيّة بخمسة: الأرض والعمق الروحاني والتجدّد والتحرّر والعالميّة.

الأرض : من أفاميا في شمال سوريا الى جبل لبنان العمق الروحاني، الذي يجمع أهل أنطاكية على مفترق الأمم ويمثّل الاصالة المسيحيّة وتعبيرها في الكنيسة المارونيّة.

التجدّد: لأنّ الأصالة تفترض حتماً حركة تجدّد وإصلاح تواكب المسيرة الروحانيّة.

التحرّر: لأن العمق الروحاني والتجدد يستدعيان حكماً نزعة التجدّد القائمة على الرؤيّة البولسيّة لحريّة الإنسان ودوره في صناعة التاريخ.

العالميّة: كانت أنطاكيّة مدينة كوسموبوليتيّة عالميّة بلغاتها وسكانها وثقافاتها والمارونيّة ولدت في العهد الانطاكي ابنة شرعيّة لهذه الكوسموبوليتيّة.

3- من النماذج التأسيسيّة المارونيّة نشير الى سبعة طوال تاريخ الموارنة:

- التأسيس الاجتماعي لبيت مارون = الجماعة المارونيّة.

- التأسيس الكنسي = الكنيسة المارونيّة مع بطريركها الأوّل مار يوحنا مارون (685) أسقف البترون وجبل لبنان الذي جعل مقرَّه الأول في كفرحي.

- التأسيس الحضاري- الثقافي بإنشاء أول مطبعة في العالم العربي في دير قزحيا.

- التأسيس الروحي بقيام المؤسسة الرهبانيّة الحلبيّة المارونيّة (1695) وهو ما سنعود اليه لأنّه يعني شبابنا وشعبنا وتاريخنا.

- التأسيس التربوي الثقافي من خلال عقد المجمع اللبناني (1736).

- التأسيس الوطني بقيام دولة لبنان الكبير (1920) لأن عيش الحريّة وممارستها يفرضان قيام دولة تؤمن بها وترعاها.

- التأسيس التاريخي للموارنة من خلال عقد مجامع مارونيّة تُعنى بقراءة واقع الموارنة ودورهم ومستقبلهم على ضوء الماضي والحاضر والمستقبل وآخرها المجمع الماروني (2006).

4- ان التأسيس الروحي لدى الموارنة يتناول قيام الرهبانيّة على قاعدة تحرير طاقة القداسة في الانسان ووضعها في خدمة الله والانسان والأرض. وهو ما أوحى لثلاثة شبَّان موارنة من حلب بتأسيس الرهبانيّة الحلبيّة المارونيّة (1690) وهم: جبرائيل حوّا، عبدالله قرعلي، ويوسف البتن، انضم إليهم في ما بعد إبن مدينتهم جرمانوس فرحات. وهكذا ولدت أهم وأكبر مؤسسة رهبانيّة مشرقيّة مارونيّة تعبّر بفروعها ومؤسساتها الديريّة والتربويّة والاجتماعيّة والجامعيّة عن يقظة الروح وثورة الايمان وتجلّيات القداسة.

5 - على أن قيام هذه المؤسسة الروحيّة لم يكن دون مشاكل واجتهادات مختلفة نشير من بينها الى أمرين:

الأول: هل الرهبانيّة ذات هدف نسكي فقط دون الاهتمام بثقافة المجتمع بالانعزال عنه؟

الثاني: هل هي رهبانيّة حلبيّة أم لبنانية؟

ولقد تمَّ حسم الأمرين ديمقراطياً بين الإخوة المؤسسين. وغدت الرهبانيّة عامل نسك وثقافة في آن وهي بالتأكيد قداسة نسكيّة وعمل رسولي ثقافي. يقرّب من الله ومن الانسان في آن، في لبنان والانتشار خدمة لكل انسان لأن مجد الله يمّر بخدمة الإنسان وترقّيه ليصبح بحريته ابن لله، ولأن لبنان بطبيعته وكيانه وهجرة الموارنة إليه من شمال سوريا أصبح رمزاً مارونياً لكل الموارنة في المشرق وفي بلدان الانتشار في مختلف أنحاء العالم. ولذا كرست وتكرّست رهبانيّة لبنانيّة مارونيّة.

6 - عرفتُ الراهب هادي محفوظ منذ التسعينات. ولاحظت الميزة الأساسيّة في شخصيته وهي أنه رجل يحمل في عقله وقلبه مشروعاً ويودّ أن تسمح له الظروف والامكانات بتطبيقه. إنه بالتأكيد مشروع نهضوي على مستوى الرهبانيّة المارونيّة والوطن. بعد ثلث قرن من الانتظار أعتقد ان الآباتي هادي محفوظ على وشك البدء بتنفيذ ما كان يحلم به ليلًا ونهاراً. وهو مشروع يدور حول وجود المسيحيين في الشرق وحضورهم ودورهم والتحدّيات التي تواجههم وما يمكن وينبغي ان تفعله الكنيسة المارونيّة وتحديداً الرهبانيّة المارونيّة لمواجهة هذا التحدي بل هذه التحديّات.

أولها: التحدي الجغرافي لأن كنيسة لا جغرافيّة لها لا تاريخ لها.

ثانيها: تحدي الموقع: إذ اننا كنائس حدوديّة عرضة للارتطامات ومع ذلك لسنا ولا ينبغي ان نكون حرس حدود لا لاسرائيل ولا للغرب!

ثالثها: التحدي الديموغرافي هاجس تناقص العدد ولأن الديموغرافيّة تصنع التاريخ.

رابعها: التحدي السياسي لقيام دولة القانون والشرعيّة الدولية، لا دولة الحكم الالهي- الدويلة.

خامسها: تحدي الرؤيّة المستقبليّة القائمة لدى المتنورين المسيحيين على الالتزام بديانة الابن لتحقيق الاصلاح وانجاح الثورة في محيط تسوده وتتصارع فيه ديانة الآب. وكما يقول الأب بولس نويا اليسوعي (أستاذ أدونيس) «اما العنف وقبضات الأيدي وقرقعة السلاح ونبرات الكلام العالي فهي مظاهر خوف صبياني يربض في أعماق القائمين بها» أليس هذا ما يحصل عندنا الآن وما نسمعه ونراه كل يوم؟.

.. هذا مدخل الى الكلام وستكون لنا عودة.

 

ذكرى تفجير مرفأ بيروت تكشف الهيمنة الإيرانية

خيرالله خيرالله/العرب/05 آب/2022

العدل أساس الملك. يغيب هذا الشعار عن بلد صارت العدالة الوحيدة فيه عدالة في خدمة لفلفة كارثة في حجم تفجير مرفأ بيروت.. تفاديا لمعرفة الحقيقة هناك حقيقة مطلوب إخفاؤها في بلد لا عدل فيه ولا ملك.

مرّت الذكرى السنويّة الثانيّة لكارثة تفجير مرفأ بيروت، التي وقعت في الرابع من آب – أغسطس 2020. إنّها كارثة لا يمكن إدراجها سوى في سياق تدمير العاصمة اللبنانيّة بكلّ ما ترمز إليه من انتماء للبلد إلى ثقافة الحياة.  بعد عامين على الكارثة لا وجود لمن يريد معرفة حقيقة ما جرى بين المسؤولين اللبنانيين، علما أن رئيس الجمهورية ميشال عون تسلّم قبل أيام عدّة من تفجير مرفأ بيروت تقريرا يحذّر من وقوع الكارثة. هذا مثبت بالصوت والصورة. لكن ما العمل عندما يرفض رئيس الجمهوريّة تحمّل مسؤولياته والعمل بعد ذلك من أجل منع تحقيق دولي في تفجير مرفأ بيروت؟

هل يخشى ميشال عون من أن يكشف التحقيق الدولي من وراء الإتيان بنيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت في العام 2013، ومن خزّنها في أحد العنابر طوال سنوات؟ هل يخشى أن يلعب التحقيق الدولي الدور الذي لعبته المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي حدّدت بوضوح ليس بعده وضوح من كان وراء اغتيال رفيق الحريري في الرابع من شباط – فبراير 2005، ومن نفّذ الجريمة في مكان غير بعبد كثيرا عن مرفأ بيروت.. بواسطة كمّية كبيرة من المتفجرات؟ ليس القضاء على بيروت سوى حلقة أساسيّة في عمليّة القضاء على لبنان وتغيير هويته بشكل نهائي بعد تحويله أرضا طاردة لأهلها، خصوصا للمسيحيين من هؤلاء.

هذه مهمّة تولّاها أواخر ثمانينات القرن الماضي ميشال عون عندما أقام للمرّة الأولى في قصر بعبدا بين أيلول – سبتمبر 1988 وتشرين الأوّل – أكتوبر 1990. أتى “حزب الله” بالثنائي الرئاسي ميشال عون – جبران باسيل في اليوم الأخير من تشرين الأوّل – أكتوبر 2016 من أجل استكمال هذه المهمّة. لا يندرج تفجير مرفأ بيروت سوى في سياق هذا التوجّه. لو لم يكن الأمر كذلك، لماذا لا تفسير، إلى الآن، لقطع رئيس الجمهوريّة، مباشرة بعد الكارثة، الطريق على أيّ تحقيق دولي في ما يعتبر أكبر انفجار غير نووي شهده العالم في العصر الحديث؟

تدلّ اللامبالاة بكارثة تفجير بيروت على مدى رضوخ الثنائي الرئاسي (ميشال عون – جبران باسيل) لـ”حزب الله” الذي عمل كلّ ما يستطيع من أجل وضع اليد على موقع رئاسة الجمهوريّة بعدما استطاع جعل الطائفة الكبرى في لبنان، وهي الطائفية السنّية، في حال من الشرذمة. لم يعد من وجود لأي قيادة من أيّ نوع للسنّة في لبنان.

الأكيد أنّ تفجير مرفأ بيروت وما تلا الكارثة يمثّلان فضيحة الفضائح المرتبطة بـ”العهد القويّ” الذي هو في الواقع “عهد حزب الله”. الأكيد أيضا أنّ في الإمكان الحديث عن فضائح كثيرة لا تحصى ولا تعدّ بدءا بتغييب الكهرباء وانهيار النظام المصرفي ومنع رئيس الجمهوريّة، منذ البداية، صدور التشكيلات القضائية بعدما بدا واضحا أنّ المطلوب تسييس القضاء بهدف الانتهاء من أيّ ميزة من تلك التي تمتع بها لبنان في الماضي. يعني تسييس القضاء كسلطة مستقلّة، بين ما يعنيه، أنّ لبنان صار مثل سوريا التي يحكمها العسكر والأجهزة الأمنيّة منذ العام 1963 وصار مثل العراق الواقع تحت الهيمنة الإيرانية.. أو إيران نفسها حيث القضاء منذ العام 1979 في خدمة نظام لا مكان فيه لأيّ عدالة من أيّ نوع..

يؤكد تعطيل التحقيق، وهو تعطيل لسلطة القضاء، الذي تعبّر عنه كارثة مرفأ بيروت، عن الدرك الذي وصل إليه لبنان في ظلّ وجود ميشال عون – جبران باسيل في قصر بعبدا. تبيّن أن الثنائي الرئاسي أكثر فعاليّة من رئيس الجمهوريّة السابق إميل لحود الذي سعى لمنع قيام المحكمة الدوليّة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه قبل ما يزيد على 17 عاما. دعا إميل لحّود إلى تنظيف مسرح الجريمة سريعا كي تعود الناس إلى أشغالها واصفا الجريمة بأنّها “رذالة”. لم يستطع ذلك. كان هناك حضن عربي ودولي للبنان على الرغم من كلّ ما فعله فلاديمير بوتين في مجلس الأمن، وقتذاك، من أجل توفير ضمانات معيّنة لـ”حزب الله” والنظام السوري في صلب نص القرار الصادر عن المجلس، وهو القرار الذى أُنشئت بموجبه المحكمة الدولية.

مأساة لبنان في السنة 2022 في ذلك التخلي العربي والدولي عنه. ليس في المنطقة والعالم من يريد معرفة شيء عن تفجير مرفأ بيروت وكيف حصل التفجير. لم تعد بيروت تهمّ أحدا. كلّ ما في الأمر أن ما عجز عنه إميل لحود في 2005 نجح فيه الثنائي الرئاسي في العام 2020 عندما وقف سدّا منيعا في وجه كشف من وراء تفجير مرفأ بيروت وتدمير قسم من العاصمة. ليس سرّا الطرف الذي سهّل مهمّة الثنائي الرئاسي، الذي يسيّره الحقد على أيّ نجاح أكثر من أيّ شيء آخر، والذي  أخذ على عاتقه القضاء على أيّ محاولة لإعادة الحياة إلى مؤسسات الدولة اللبنانيّة بدءا بتعطيل القضاء.

العدل أساس الملك. يغيب هذا الشعار عن بلد صارت العدالة الوحيدة فيه عدالة في خدمة لفلفة كارثة في حجم تفجير مرفأ بيروت.. تفاديا لمعرفة الحقيقة. هناك حقيقة مطلوب إخفاؤها في بلد لا عدل فيه ولا ملك. يدلّ تفجير مرفأ بيروت الذي دمّر ثلث العاصمة اللبنانية وخلّف ما يزيد على مئتي قتيل فضلا عن الآلاف من الجرحى أصيب عدد منهم بعاهات دائمة على أمر واحد. هذا الأمر هو مدى هيمنة “حزب الله”، ومن خلفه إيران، على لبنان. أكثر من ذلك إن التفجير يعطي فكرة عن عجز أيّ مسؤول لبناني على الذهاب في أيّ تحقيق في أيّ قضيّة من أيّ نوع كان في حال كان ذلك يمس بإيران من قريب أو بعيد..

 

قضية المطران الحاج والمعايير المزدوجة

د. مصطفى علوش/الجمهورية/05 آب/2022

«إذا جريت مع السفيه كما جرى ... فكلاكما في جَريه مذموم وإذا عتبت على السفيه ولُمته ... في مثل ما تأتي فأنت ظلوم لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله ...

عارٌ عليك إذا فعلت عظيم ابدأ بنفسك وانهها عن غِيّها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم فهناك يقبل ما وعظت ويقتدى ... بالعلم منك وينفع التعليم» أبو الأسود الدؤلي

قواعد السلوك الاجتماعي لم تكن يومًا مقدمة سابقة للاجتماع البشري، بل كانت حاجة البشر للاجتماع في وحدات كبرى للتعاون والتكامل وإسقاط الخوف الدائم من الآخر، هي التي ولدت قواعد السلوك، وهي التي أصبحت مع الوقت رديفًا للأخلاق. هذه القواعد، بعضها يصبح شرائع وقوانين يتّفق عليها مجتمع ما ويرسم على أساسها قواعد الثواب والعقاب، أو ما يسمّى «الضابط العادل» الذي يحفظ التوازن السلمي في المجتمع، ويسمح باستمرار هذا النوع من المجتمعات. هذه القواعد «السلوكية الأخلاقية» ليست إذًا مقدسة، ولا آتية من عالم الماورائيات، بل هي نتاج التجارب البشرية، وهي عرضة للمراجعة والتشذيب والتطوير وحتى الإلغاء الكامل على طريق «التدمير الإبداعي»، حيث تختفي قواعد بالكامل، إما لانتفاء الحاجة لها، أو لظهور بدائل أنجع. وهنا يأتي التغيير كوسيلة لإنقاذ وحدة المجتمع والحد من الخلاف، حتى لا تتحكم المعايير المزدوجة في مسار البشر، وتخلق أسباب التشاحن والشجار.

بالعودة إلى المعايير المزدوجة، فهي ما يشبه المثل الشعبي «صيف وشتاء على سطح واحد». هو يعني أن مبدأ ما أو قاعدةً متفقاً عليها، يتم تطبيقها بشكل مختلف على مسائل متطابقة، من دون أي تسويغ منطقي ومقبول لهذا المنهاج. هذا يعني، على المستوى العام، أن أفرادًا أو مجموعات مختلفة يتم التعامل معها بشكل مختلف، عندما يتوجّب التعامل معها بشكل متساو. من البديهي هنا القول ان تطبيق المعايير المزدوجة يؤدي عادة إلى ارتفاع نسبة التشنج الاجتماعي والشعور بالظلم من جهة، والاستقواء من جهة أخرى، بالتالي فتح الباب للفرقة والصراع، ومعها الرغبة بالانفصال.

مثل أدبي عظيم عن المعايير المزدوجة وضعه الكاتب الراحل المبدع «جورج أورويل» في روايته الشهيرة «مزرعة الحيوانات»، عندما رفعت حيوانات المزرعة شعار تحررها من السلطة بالقول «كل الحيوانات في المزرعة متساوية في الحقوق والواجبات» وكان هذا أساس استقرار جمهورية «مزرعة الحيوانات الشعبية». لكن، لم تلبث مجموعة الخنازير أن استقوَت على الباقين، وتمكنت من منح أفرادها امتيازات لا تتمتع بها الحيوانات الأخرى. أخضعت الخنازير الآخرين عن طريق الخداع والخوف والاغتيالات. بالمحصّلة، حصلت خيانات وتعاونت بعض المجموعات مع «العدو» لهزيمة السلطة «الخنزيرية» وانتهت الأمور إلى انفراط عقد الجمهورية، بعد أن ترحّم معظم مواطني هذه المنظومة على أيام ديكتاتورية صاحب المزرعة الظالم، لكن بمعايير واحدة.

وهنا، فمن الجدير القول انّ اتّباع المعايير المزدوجة قد لا يكون دائمًا لأسباب خبيثة مسبقًا، فقد يعتقد البعض أن الخير لن يأت إلا عن طريق جماعتهم، وان الشر محصور في الآخرين. وبالتالي، فإنّ ممارسة التمييز هنا يصبح هدفه الخير للجميع! ومن ضمنها مثلًا تعبير مخاطبة جمهور ما في مناسبة ما بأشرف الناس، وبالتالي تسويغ أفعالهم المخالفة للقواعد الاجتماعية التي تسمح بالاستقرار. لكن خلو هذا الأمر من النوايا الخبيثة لا ينفي خبثها بالنتائج.

منذ أيام قرأت مقالًا للصديق زياد عيتاني، على خلفية قضية المطران الحاج بعنوان «ماذا لو كان المطران شيخًا سنيًا؟» وبيت قصيد الكلام كان في تطبيق المعايير القانونية بقوله: «لستُ مع تسهيل نقل أموال إلى الأراضي اللبنانية عن طريق الشنطة مهما كان نوعها أو جنسيتها، سواء كانت إيرانية أو أميركية أو فرنسية أو سعودية، فكيف بالأحرى إسرائيلية... فمن أراد نقل أموال، وإن كان رجل دين، فعليه استخدام السبل القانونية المفروضة على جميع اللبنانيين...». وهنا يعود الكاتب للتأكيد على اختلال الموازين بذكره قضية اغتيال الشيخ أحمد عبد الواحد: «ماذا لو كان ناقل الأموال شيخًا سنيًا بزيه الرسمي الذي تضرّج بالدماء في 20-5-2012، على حاجز الجيش اللبناني... فهل كانت السلطات ستكتفي بحجز ما يحمله؟».

القضية هنا تعود بنا إلى ما ذكرته في مقال سابق حول الثور الأبيض، فعندما نتصرف جميعًا على أساس أننا كلنا من الطينة ذاتها، يمكن ساعتها فقط أن نصبح مواطنين في وطن واحد ونحافظ عليه لأنه لنا بالتساوي. أي أن نفهم أنه لم يكن وجد لمجموعة تعتبره أنشئ من أجلها، ولا لأخرى أتت لتستولي عليه لتضمّه إلى حضن دولة أخرى أو أمة أخرى. وعن المعايير المزدوجة فقد تركت قضية المئات من المعتقلين المسلمين السنة معلقة ومتجاهلة كأنها لا تعني أحدًا إلا زوجات المعتقلين وأولادهم، وأحيانًا بعض المتنطّحين للزعامة أو المزايدة على آخرين ضمن الطائفة السنية. وذنب هؤلاء المعتقلين كلهم، مهما بلغ من خطورة، لا يعادل ذنب من اغتال الضابط الشهيد سامر حنا في مروحية للجيش اللبناني كانت فوق الأراضي اللبنانية، فخرج بكفالة تافهة واختفى، مثل غيره من المجرمين، في غياهب الصراع السوري. بعض هؤلاء «الإرهابيين من السنّة» ظنّ أنه يتمثّل بميليشيا «حزب الله» المذهبية، فقرر أن ينشئ منظومة مماثلة، لكن سنية، وربما ظن أن قواعد المعاملة بالمثل وبالتساوي تسمح له بأن يدّعي المقاومة والسعي للصلاة في «أولى القبلتين وثاني الحرمين» فقتل على الفور أو دخل في دهليز السجن من دون محاكمة.

المعايير المزدوجة هي في أن تأتي آلاف الحاويات إلى المرافئ والمطار وعبر الحدود، ذهابًا وإيابًا بإسم «حزب الله»، من دون أن يعرف غير العليم بما تحويه. ومن ثم يضطر المواطن أن يشتري ما هرب من الجمارك في مخازن في الضاحية قادرة على المنافسة، وأن يُقفل مخبز، وعن حق، في طرابلس لأنه يحتكر الطحين، بينما يصرّح شيخ تابع لـ«حزب الله» بأن التهريب لمصلحة المقاومة حلال. كل هذا والحزب يعطل القضاء المنتدب لضمان وحدة المعايير بين الناس، في قضية المرفأ وغيرها، ويسمّي قتلة رفيق الحريري بالقديسين، ويستبيح القوانين والحدود، وينصب الولي الفقيه حاكمًا على لبنان وسورية والعراق واليمن، من دون مراعاة أي من المعايير.

المعايير الموزونة تأتي أيضًا في قضية تحديد ما هو العدو على المستوى الوطني، قبل تحديد من هو هذا العدو. فإن كان معيار العداوة هو ضرب السيادة والاعتداء والتخريب وتدمير الاقتصاد وتأليف عصابات مسلحة عابرة للحدود والمشاركة في الإرهاب الدولي وتبييض الأموال وتجارة المخدرات وتخريب العلاقات الديبلوماسية والمصلحية، فأظن أنّ مجتمعنا عليه إعادة النظر في قاعدة «من هم أعداء لبنان». كل هذا ضروري حتى لا يكون هناك خلل في التعامل مع قضية تشبه قضية المطران الحاج، ونخرج جميعنا من النفاق المُستدام في القول والفعل والإهمال.

 

جولة على المتورّطين بنسف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت

فارس خشّان/الحرة/05 آب/2022

وجد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه، في الذكرى السنوية الثانية لانفجار مرفأ بيروت، مضطرًّا إلى أن يترافع دفاعًا عن نفسه، سواء في صفحته على موقع "تويتر" أو في مقابلة خصّصها لصحيفة "لوريان لوجور" اللبنانية، الناطقة باللغة الفرنسية.

دفاع ماكرون عن نفسه لم يأتِ نتيجة "وخز الضمير" بل ردًّا على حملة قادتها الصحافة الفرنسية بالتعاون مع مجموعات لبنانية، حمّلته فيها مسؤولية تعويم الطبقة السياسية اللبنانية التي عادت وتورّطت، بوقاحة ظاهرة، في عرقلة التحقيقات في ملف انفجار المرفأ ونسفها.

وكان ماكرون، عندما زار لبنان إثر هذا الإنفجار الذي أودى بحياة 224 شخصًا وجرح الآلاف ودمّر نصف العاصمة اللبنانية، ومن أجل تمرير مبادرته التي وصفها ب"الإنقاذية"، قد وافق، بسرعة لافتة، على مطلب "حزب الله"، بوجوب إزالة بند طلب إجراء تحقيق دولي يهدف إلى كشف خلفيات هذا الإنفجار والمتورّطين فيه مهما كانت مواقعهم السياسية أو الإدارية أو الأمنية.

وقد وجّه كثيرون، في وقت لاحق، الى الرئيس ماكرون تهمة عقد صفقة مع "حزب الله"، لقاء موافقته على حماية مصالح عدّة لفرنسا في البلاد، ومن بينها، على سبيل المثال لا الحصر، إقدام وزارة النقل اللبنانية التي يحمل حقيبتها وزير سمّاه "حزب الله"، على إعطاء امتياز إعادة إعمار مرفأ بيروت، إلى شركة فرنسية.

وبعد سنتين من وقوع الإنفجار ونجاح الطبقة الحاكمة في تجميد الملف الذي يتولّاه القضاء اللبناني، بات كثير من اللبنانيين، بدعم من منظّمات دولية حقوقية مرموقة، على قناعة تامة بأنّ عدم انتقال التحقيقيات إلى عهدة لجنة دولية خاصة من شأنه أن يطمس الحقيقة إلى الأبد، وتاليًا على الرئيس الفرنسي أن يُساهم في تصحيح "الخطأ" الذي ارتكبه، باسم إنقاذ لم يحصل وبحجّة مبادرة لم تنجح، عندما وافق، بلمحة بصر، على مطلب "حزب الله".

وعلى مدى سنتين من عمر ملف انفجار مرفأ بيروت، لعب "حزب الله" دورًا رياديًا في نسف التحقيقات التي تولّاها القضاء اللبناني، وعاونه في ذلك جميع شركائه في السلطة الذين توزّعوا المهام، سواء من خلال عرقلة التشكيلات القضائية، أو من خلال منع تنفيذ التبليغات القضائية، أو إعطاء أدوار رياديّة لمطلوبين الى التحقيق، أو ترشيح مطلوبين آخرين الى الانتخابات النيابية.

ووجّه "حزب الله" تهديدات مباشرة الى المحقق العدلي في الملف طارق البيطار الذي وجد نفسه، في وقت لاحق، غير قادر على الاستمرار في التحقيقات، بعدما جرى "كف يده"، كما كاد "حزب الله" بالإشتراك مع "حركة أمل"، أي ما يُسمّى ب"الثنائي الشيعي"، ومن أجل التصدّي للمسار التحقيقي الذي يعتمده البيطار، أن يتسبّب بحرب أهلية، عندما حاول مسلّحوه الذين تستّروا بقناع المتظاهرين اقتحام الأحياء السكنية في منطقة عين الرمانة ذات الأكثرية المسيحية، فكان ما سمّي ب"موقعة الطيّونة".

ولم تكن هذه المرّة الأولى التي يُلوّح فيها "حزب الله" بإحياء شبح الحرب الأهلية في لبنان، إذ إنّه سبق له أن حاول أن يواجه التحقيقات في ملف اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، بهذا السيناريو الذي نجح جزئيًا، ولكنّه لم يحل دون وصول التحقيقات والمحاكمات الى خواتيمها-ولو بنتائج مجتزأة-بسبب وضع هذا الملف بعهدة لجنة تحقيق دولية، بداية وبعهدة محكمة ذات طابع دولي، لاحقًا.

وفي الذكرى السنوية الثانية لانفجار مرفأ بيروت، لم يبقَ طرف لبناني متورّط بنسف التحقيقات إلّا وأدلى بدلوه في التعبير عن رغبة لفظية في الوصول الى الحقيقة، ولكن مع تذكيره بالضوابط التي تحول دون أيّ مسّ بفريقه.

وعلى الرغم من إصرار هؤلاء على التمسّك بالحصانات الدستورية التي يعتقدون أنّها تمنع القضاء من وضع يده على عدد من السياسيين، إلّا أنّهم لم يفعلوا شيئًا لإحالة هؤلاء إلى المراجع التي يعتبرونها صالحة لمحاكمتهم، كتطبيق القانون الخاص بمحاكمة الرؤساء والوزراء، على رئيس الحكومة السابق حسّان دياب وعدد من الوزراء السابقين الذين أصدر المحقق العدلي مذكرات توقيف بحقهم، رفضت الأجهزة الأمنية تنفيذها.

وقد كان لافتًا للإنتباه أنّ رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، وقبل أيّام قليلة من حلول الذكرى السنوية الثانية لانفجار المرفأ، نصّب نفسه قاضيًا، فأعلن "براءة" مطلوبَين من كتلته النيابية، هما علي حسن خليل وغازي زعيتر.

ولم يتوانَ وزير الداخلية والبلديات بسّام، المسؤول عن رفض منح أذونات ملاحقة لعدد من القيادات الأمنية وعن الإمتناع عن تبليغ المذكرات القضائية من القول إنّ جريمة انفجار مرفأ بيروت " يجب ألّا تمر من دون محاكمة ومحاسبة جدية".

ولم يتردّد المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم، الممتنع عن التوجّه الى التحقيق، بناء على مذكرة قضائية، من إرسال وفد ليضع، باسمه، إكليلًا من الزهر على النصب التذكاري الذي شيد لهم في حرم مرفأ بيروت.

وتوّج الأمين العام ل"حزب الله" هذا المنحى المضحك-المبكي عندما ألقى مسؤولية تعطيل التحقيق على عاتق المحقق العدلي طارق البيطار "الذي لا يقبل بالتنحّي بعد دخوله في دائرة الشبهة".

بالنسبة لنصرالله المسألة واضحة: إمّا يتم توجيه التحقيق وفق مصلحته أو يذهب المحقق الى منزله.

وهذا السيناريو سبق أن اعتمده الفريق المعرقل للتحقيق، عندما نجح في كفّ يد المحقق العدلي الأوّل في الملف فادي صوّان، لأنّه كان قد اكتشف ما عاد وثبت لدى المحقق البيطار.

إنّ التقارير الدولية والمستندات المتوافرة تُظهر أنّ المشتبه بهم بانفجار المرفأ ليسوا فقط مجموعة من المهملين بل هم أيضًا مجموعة من المتواطئين لمصلحة قوة مرعبة. 

إنّ إمكان الوصول الى هؤلاء، في ظلّ تحكّم الطبقة السياسية التي ينتمون إليها بالبلاد، من خلال القضاء اللبناني هو حلم ليلة صيف، إلّا إذا حصلت "المعجزة" وحوّل الشعب أيّام المتورّطين وحماتهم الى جحيم لا يُطاق.

لقد تمكّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل سنتين، من احتواء الثورة الشعبية التي شهدها لبنان، من خلال وعده بوضع خطّة إنقاذية مبنية على مطالبهم المحقة، ولكنّه وجد نفسه أنّه تحوّل إلى طوق نجاة لطبقة سياسية هجاها بأقسى الكلمات التي يحتويها القاموس الفرنسي.

هذه الطبقة السياسية متورّطة، حاليًا، باقتراف جرائم كثيرة ومن بينها طمس الحقيقة في جريمة انفجار المرفأ.

إنّ تجاوز ما تسبّب به ماكرون ممكن، ولكن على قاعدة أن يعود الشارع اللبناني الى ما كان عليه، قبل انتقال ماكرون على عجل الى لبنان، قبل سنتين.

في هذه الحال، ماكرون لن يُكرّر خطأه والشعب...كذلك.

إنّ المدخل الوحيد الى الحقيقة لا يكمن في استجدائها، بل في انتزاعها. 

 

ماذا سيقول عون في نيويورك عن العدالة؟

وليد شقير/نداء الوطن/05 آب/2022

ماذا سيقول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمسؤولي الأمم المتحدة أثناء زيارته المرتقبة إلى مقرها في نيويورك والتي يعتزم القيام بها في 20 أيلول المقبل لإلقاء خطاب لبنان في الجمعية العمومية السنوية للمنظمة الدولية، عن مصير التحقيق في جريمة العصر الكارثية في مرفأ بيروت، والذي ما زال يتعرض للإعاقة والتعطيل تارة بخطوات سياسية وأخرى بوسائل قضائية وفي الكثير من الأحيان بوسائل أمنية يجيدها من لديهم احترافية عالية؟ من الآن حتى أيلول يفترض أن تحصل أمور كثيرة، وأن تنشأ معطيات عدة تفرض نفسها على أي لقاء لرئيس الدولة مع مسؤولين دوليين، منها مصير المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود البحرية بوساطة أميركية متفائلة بقرب التوصل إلى نتائج إيجابية. وللأمم المتحدة دور أساسي في إنفاذ أي اتفاق على الحدود عبر المنظمة الدولية، ما قد يتناوله الرئيس عون في زيارته خصوصاً إذا التقى الأمين العام أنطونيو غوتيريش.

لكن من القضايا المطروحة على الأمم المتحدة في ذلك التاريخ، وبالتزامن مع زيارة الرئيس عون التي ستكون آخر زيارة قبل 5 أسابيع من ختام عهده الرئاسي، اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية وعلى جدول أعماله النظر في طلب منظمات دولية عدة تعنى بحقوق الإنسان، إضافة إلى نواب لبنانيين من تكتل «الجمهورية القوية» ومن كتل أخرى، تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية في جريمة المرفأ بسبب العراقيل التي جمدت التحقيقات التي يقوم بها قاضي التحقيق العدلي طارق البيطار. وعلى مجلس حقوق الإنسان أن ينظر في هذا الطلب. فماذا سيكون موقف لبنان الرسمي والرئيس عون في هذه الحال، إذا سأله غوتيريش أو أي مسؤول أممي آخر، عن فكرة إرسال لجنة تقصي الحقائق هذه، خصوصاً أن الرئيس عون كان أول من رفض اقتراحات إجراء تحقيق دولي في انفجار المرفأ مساء 4 آب 2020 بعد ساعات قليلة على وقوعه، والحجة كانت، السيادة، وأن التحقيق الدولي يأخذ وقتاً، وفضل الاكتفاء بالاستعانة بخبراء من الدول التي أرسلت متخصصين جنائيين، اقتصر عملهم على تحليل مكان الانفجار والتربة من دون التعمق في التحقيقات ومصدر نيترات الأمونيوم التي خزنت في العنبر الرقم 12 في المرفأ، ولا في هوية أصحاب السفينة التي نقلتها إلى لبنان في عام 2013 ومصدرها ومسارها وأين ذهب جزء من الكمية التي كانت مخزنة... في حال استجاب مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة في جنيف في أيلول لطلب المنظمات الإنسانية والنواب الذي وقعوا عريضة الدعوة إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق، ماذا سيقول رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وعون قبلهما في حال تحركت الأمم المتحدة من أجل السعي للكشف عن حقيقة الانفجار، وهما معنيان أيضاً بإعطاء أجوبة لجهة دولية معنية بالأمر بعد اتساع المطالبة اللبنانية. كيف سيتعاطى الرؤساء الثلاثة مع بيان «مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان» التي تضم الأعضاء الدائمي العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والأمم المتحدة، الذي صدر الأربعاء وسجّل «القلق من عدم إحراز تقدم في المسار القضائي المتعلق بالانفجار». هل يجرؤون على اعتبار هذا الموقف تدخلاً في الشؤون الداخلية، في وقت بات تأهيل لبنان لتلقي المساعدات الدولية من أجل إنقاذه من الآتون الاقتصادي المعيشي الذي سقط فيه، يشمل «استعادة صدقية مؤسسات الدولة وضمان احترام سيادة القانون وإرساء مبادئ المساءلة وإنهاء ظاهرة الإفلات من العقاب» وفي وقت كاد إصرار «الثنائي الشيعي» على إقالة القاضي البيطار يتسبب بحرب أهلية في موقعة الطيونة؟

ماذا سيقول وزير العدل لـ»مجموعة الدعم» التي طالبت البرلمان بإقرار قانون استقلالية القضاء، بينما ينام القانون في أدراجه بعدما سحبه من الهيئة العامة بحجة إعادة دراسته منذ أشهر؟ مساءلة أهالي الضحايا والجرحى وصرختهم أمس شملت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي كان وعدهم بدعم الوصول إلى الحقيقة ولم يفلح، فهل يتوقع كبار المسؤولين أن يعفيهم الأهالي من المساءلة بعد الذي عانوه من قمع ومماطلة؟

 

قبل أن يقبض "حزب الله" مجدداً على رقبة الدولة

قاسم يوسف/نداء الوطن/05 آب/2022

بتكليف من الله، يهدد بضرب منصات النفط والغاز. يجتاح دمشق وأريافها وبيوتها وأزقتها. يساوي حمص وحلب وإدلب بالأرض. يقاتل في صنعاء وفي بغداد وفي غالبية عواصم وحواضر العرب. يؤسس خلية العبدلي في الكويت، ومثيلاتها في كل بقاع الأرض، من سرايا المقاومة في سعدنايل إلى الشبكات النائمة في بيونس أيرس وأقاصي أوروبا وصولاً إلى كندا. يفعل هذا كله بتكليف من الله. ثم يتباكى على حصار ظالم يستهدف تركيع لبنان وتجويع شعبه وكسر مقاومته. ما زال الزمان يأتينا بكل عجيب. حتى إذا ما استنفد الرجل حجته وبرهانه ومنطقه، قال إنما أفعل كذا بتكليف من الله. وكان هذا الرجل نفسه قد أخبرنا ذات مساء من ربيع الثورة في سوريا، أن تدخله يقتصر فقط على حماية المراقد المقدسة، وهذا بطبيعة الحال تكليف من الله أيضاً، ليعود ويكشف نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف أن الأمين العام لـ"حزب الله" قال له بالحرف: إن تدخلنا العسكري المباشر جاء لمنع المعارضين من اسقاط دمشق.

في موازاة هذا التكليف الإلهي العابر للجغرافيا والخرائط والحدود والهويات والعقل والمنطق، ثمة من يُناور في توصيف المشكلة وتفصيلها. بعضهم يجنح إلى عبث سياسي بلا طائل، على سجية أن الجميع يجلسون في كفة واحدة، وكلهم في المسؤولية سواء، فيما يجنح آخرون إلى المهادنة التي تُلامس حدود التسليم أو الخنوع، كأن يقول قائلهم: ما لنا ولـ"حزب الله". هذا مشروع اقليمي لا قدرة على مقارعته. الأجدى أن نهتم برغيف الخبز وإقرار بعض الإصلاحات في مجلس النواب. متجاهلاً أن الظل لا يُمكن أن يستقيم والعود أعوج.

أصل الداء ما عاد خافياً على أحد، وزبدة الوطنية الخالصة تكمن في أن لا تكتم رأياً لتُرضي هذا أو ذاك، بل أن تجاهر بما عرفت وتعرف، وبما لمست وتلمس، لا لشعبوية يستسيغها رواد الشأن العام، ولا لشجاعة مستحقة في موازاة جُبن مرير، بل لبلد نريد أن نبنيه سوياً على اساسات صلبة، وهي الأساسات العميقة التي يكاد أن يجرفها "حزب الله" عن بكرة أبيها. ليس ثمة متسع للدلع أو التدلل. ولا لكلام منمّق أو حمّال أوجه. ولا لرمادية أو وسطية على سجية الشيء ونقيضه. هناك استحقاقات وطنية داهمة. وهناك مجموعة عريضة قبضت على الأكثرية النيابية بوجه "حزب الله" وحلفائه. فماذا هم فاعلون؟

سنسلم جدلاً أن الاستحقاقات الأولى كانت داهمة ومباغتة، وأن ترشيح "التقدمي الاشتراكي" لغسان سكاف كان سقطة سياسية لا تستوي مع تجربة الحزب وحنكته وخبرته، لكن ذلك كله استحال الآن ماضياً مضى، وصار لزاماً عليهم جميعاً أن يُخرجوا أنفسهم من عنق الزجاجة، وأن يفكروا بصوت مرتفع، على أساس أن ما يجمعهم هو أكثر بكثير مما يُفرقهم، وأن ما لا يؤخذ كله لا يُترك جُلّه.

بدأ سمير جعجع هذا المسار بخطوة كبيرة تُحسب له، حيث فتح الباب على مصراعيه أمام اتفاق المعارضة على مرشح واحد، وبحد ذاته هذا تطور استثنائي، كونه يعني انسحاباً ضمنياً لزعيم أكبر تكتل نيابي وأكبر كتلة مسيحية من اللعبة الرئاسية لصالح التوافق المنشود، وهذا ما يجب أن يُبنى عليه، بعيداً من الشكليات والشعبويات ومن توافه الأمور وصغائرها، ليصار بعدها إلى اتفاق جامع حول مرشح واضح في مواقفه السياسية والاقتصادية، كما في نزاهته ونظافة كفه. نقف الآن على مرمى حجر من انتخاب رئيس جديد قد يستعيد هيبة الدولة وتوازنها وحضورها، لنؤسس بعدها للنهضة المنشودة، وعلى مرمى حجر أيضاً من قبض "حزب الله" مجدداً على رقبة الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها، ما يعني مزيداً من الترهل والانهيار، ومزيداً من التكاليف المجنونة والمنسوبة زوراً إلى الله.

 

جذرية جعجع ودروس الماضي

أسعد بشارة/نداء الوطن/05 آب/2022

عبّر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في موقفه امس الاول، عن خلاصة الاستفادة من تجربة طويلة، لم تبدأ بانتخاب الرئيس ميشال عون في العام 2016، بل باغتيال الرئيس رفيق الحريري وما تلاه من محاولات للتعايش مع مشروع «حزب الله»، الذي استطاع منذ 14 شباط 2005 الى اليوم استهلاك كل الخيارات التي قدمت له، بحيث أخذ الجميع الى البحر وردهم ظمأى، وما تجارب الاتفاق الرباعي واتفاق الدوحة وانتخاب عون الا دلائل لا تقبل الشك، قادت الى عقم ومراوحة واستنزاف لم ينتج الا الانهيار. الأهم في كلام جعجع ليس إظهار اهمية توافق المعارضة على اسم يجنّبها خطر إعادة التجديد لعون آخر، بل إظهار خطورة الاستسلام امام رئيس يدير استمرار الأزمة ويدار من «حزب الله»، وفي هذا كان جعجع حاسماً برفضه ان يلدغ من الجحر مرتين، وهو الذي لدغ من خيار موافقته على انتخاب عون، حتى الثمالة. كي لا يلدغ الغافلون عن خطورة التجديد لعون الثاني، بات على القوى التي تعمل خارج تأثير «حزب الله» أن توحد رؤيتها الرئاسية، تجاوزاً لأي سلوك مراهق وقاصر على استشراف خطر هذا التجديد الذي سيرمي لبنان لست سنوات جديدة، في مأساة مضاعفة، وهذا ما يعمل له «حزب الله»، الذي سينجح في النهاية وربما بشكل مفاجئ بإجبار حليفيه على تقديم اسم واحد كي يكون مرشح استمرار عهد عون، وهذا ما يرتب على الآخرين مسؤولية مضاعفة لا يمكن أن تكرر ما جرى في الاستشارات النيابية، تحت طائلة الدخول في سجن السنوات الست المقبلة.

بدا الدكتور جعجع في مؤتمره الصحافي كأنه يقرع جرس الخطر. أن يتحدث عن رئيس توافقي للمعارضة فهذا يعني أن مواصفات الرئيس اهم من شخصه أياً كان الاسم الذي سيتفق عليه، وتلك خطوة متقدمة للوصول مع باقي اطياف المعارضة الى التفاهم على اسم موحد، يجنّب هذه المعارضة كأس الذهاب الى خيار مقاطعة الجلسة الانتخابية، والتمثل بـ»حزب الله»، وبالتالي يجنبها أن تقف في مواجهة مع الداخل والخارج الذي لن يقبل بتعطيل انتخابات الرئاسة اياً كانت الاسباب، فالتاريخ الحديث لا يزال ينبئ بكارثة التعطيل الذي مارسته القوى المسيحية في العام 1988 لمنع انتخاب الرئيس سليمان فرنجية، ذاك التعطيل الذي أنتج حكومة العماد ميشال عون، التي انتجت بدورها ما انتجته من فوضى. وبدا جعجع ايضاً في موقع الحث على بدء التشاور الفعلي بين اطياف المعارضة من خلال الدعوة الى تشكيل لجنة تنسيق بين هذه القوى، وهي فكرة طرحت بعد الانتخابات النيابية مباشرة ولم تر النور، وتتولى اليوم شخصيتان محايدتان القيام باتصالات مع جميع هذه القوى، وحصلت لقاءات تمهيدية لم تصل بعد الى حد طرح الأسماء المقبولة التي يمكن ان يعتمد أحدها كرئيس توافقي بين قوى المعارضة، لكن هذه الاتصالات تنبئ بأن هاجس فرض رئيس حليف لـ»حزب الله» بات حقيقة يخشاها الجميع. أطلق جعجع مواقف جذرية لا تحتمل انصاف الحلول ولا أنصاف التسويات. فالمواجهة ليست بنظره معركة استحواذ على السلطة، بل محاولة إنقاذية لقطع الطريق على تجديد سيطرة «حزب الله» على بعبدا وساكنها، هذه السيطرة التي أعطت في السنوات الست من عهد عون، أمثولة وعبراً سيكتب عنها التاريخ بأحرف سود.

 

لحود وعون: سكة وقطار

عماد موسى/نداء الوطن/05 آب/2022

إنتُخب الرئيس البحّار إميل لحود رئيساً للجمهورية اللبنانية العُظمى بـ118 صوتاً من أصل 118، وبعد تسعة أعوام غادر القصر معزولاً. حتى رئيس مجلس النواب انقطع عن زيارته. ما بقي معه، قُبيل الإخلاء من الـ118 أكثر من 18 نائباً. "المستقبل". "الإشتراكي". النواب المسيحيون على مختلف تلاوينهم... جميعهم كانوا ينتظرون رحيله ليل 23 تشرين الثاني 2007 بشوق عميم. وفي 31 تشرين الأول 2016 وصل العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا مدعوماً من "حزبُ الله" ومن "المستقبل" ومن "اللقاء الديمقراطي" ومن "القوات اللبنانية"، وسيغادر إن شاء الله في نهاية تشرين الأول 2022 وليس معه في الميدان إلّا حديدان: "حزب الله". الجنرال الأول تخلى عنه صهره في الثلث الثالث من الولاية. والجنرال الثاني غادره صهر جنرال وأبقى على اثنين مدنيين. الرئيس لحود احتفت به "الميادين" وأعدت له وثائقياً من ثماني حلقات، جعلت نلسن مانديلا يستصغر تاريخه. و"الميادين" جاهزة لثماني حلقات جديدة، تعدها للسيد الرئيس. الأول خرج أسطورة في "المكاومة"، مثاله الأعلى عماد مغنية، يُزار في اليرزة ولا يزور، وإليه يحج محمد رعد وإخوانه، للتبرّك في أعياد التحرير، ومثله السفير علي عبد الكريم علي ونجاح واكيم ويعقوب الصرّاف وبعض مريديه.والثاني سيخرج جبلاً من فولاذ. وسيتحول بيته في الرابية، أو في فقرا، أو في أي منطقة من لبنان مزاراً للحجاج اللبنانيين (من الطائفة الشيعية الكريمة) والإيرانيين. الرئيس الأول لم يزكّ من سيخلفه، وإن كان ميالاً إلى العماد ميشال عون.

والرئيس الثاني لا يجد أفضل من جبران لتكملة مسيرة الإصلاح الشاقة. العماد البحّار أطلق تحفة بلاغية (خطاب القسم) ومنها استلهم طوال تسعة أعوام طرائق حكم ووضع بنودها كسكة حل. العماد الجبل وجد في مصلحة السكة الحديد مصلحة للبنانيين، فانكب طوال 6 أعوام محاولاً وضع القطار على السكة.

والعمادان، قائدا الجيش السابقان، لم يجدا في 15 سنة من الحكم أي تعارض بين الدويلة والدولة. وبين السلاح الأميركي والسلاح الإيراني وبين ثقافة الحياة وثقافة الموت. الرئيس القائد والإنسان فلّ وبقي الرئيس فؤاد السنيورة على رأس حكومة بتراء، لم يرهبه تهويل ولا تهديد.

والعماد الجبل الملهِم رح يفل ويبقى الرئيس نجيب ميقاتي على رأس حكومة تصريف أعمال بانتظار معجزة. الرئيس الأول أطفأ 86 شمعة. الرئيس الثاني أطفأ 87 شمعة.

ولا يزال العمادان يتمتعان بنضارة الشباب وبحيوية إبن أربعين، فكيف يمكن الإفادة بعد من وجودهما على هذا الكوكب؟

 

باسيل يستبعد فرنجية ويحصر المنافسة مع جعجع

بسام أبو زيد/نداء الوطن/05 آب/2022

كانت لافتة الفقرة التي تضمنها بيان المجلس السياسي لـ»التيار الوطني الحر» يوم الأربعاء في شأن الانتخابات الرئاسية، فقد برز في هذه الفقرة إصرار التيار على إجراء هذه الانتخابات في موعدها الدستوري، ما يعني أن التيار تخلى عن تعطيل إجراء الانتخابات كتعبير ديمقراطي تغنى به طوال سنتين ونصف السنة قبل انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. في البيان أيضاًَ يصر التيار على ضرورة احترام التمثيل الشعبي الذي أفرزته الانتخابات النيابية وأن تتم ترجمة ذلك في الانتخابات الرئاسية، في هذه الفقرة أراد «التيار الوطني الحر» القول إن المنافسة في انتخابات رئاسة الجمهورية يجب أن تكون بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، واللافت أن البيان لم يتحدث عن أن التيار هو الأكثر تمثيلاً وأن النائب باسيل له الحق وحده بالرئاسة، فالتيار يدرك أنه مسيحياً ليس الكتلة الأكبر وأن الأصوات المسيحية التي صبت لصالحه لا تمثل الأكثرية المسيحية الناخبة وهي موجودة لدى «القوات اللبنانية». يعتقد النائب جبران باسيل أن حصر المنافسة بينه وبين الدكتور جعجع ستوصله حتماً إلى رئاسة الجمهورية لأنه وباعتقاده أن مؤيديه داخل البرلمان أكثر من الذين يؤيدون رئيس حزب «القوات اللبنانية»، ولكن حسابات الحقل هذه قد لا تتطابق على حسابات بيدر مجلس النواب. فلا باسيل ولا جعجع يمكن أن يحصلا على الـ65 صوتاً في الدورة الثانية من جلسة الانتخابات، وربما يحصل جعجع على أصوات أكثر من تلك التي سيحصل عليها باسيل إذا كانت المنافسة محصورة بينهما لأن حال العداء في صفوف النواب لرئيس «التيار الوطني الحر» هي أكبر من حال العداء لرئيس حزب «القوات اللبنانية»، حتى أن البعض يقول إن نواباً في كتلة التيار قد لا يصوتون لباسيل.

هذه الفقرة الرئاسية في بيان «التيار الوطني الحر» قد تشكل للنائب باسيل مشكلة مع حليفه الأساسي «حزب الله»، لأن التيار استبعد من السباق الانتخابي الرئاسي رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، فهو في عُرف التيار لا تمثيل شعبياً له بدليل أنه حصل على نائب واحد، وبالتالي وبحسب عُرف التيار لا يمكن انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية. حتى الساعة لم يفصح «التيار الوطني الحر» عن خطواته المقبلة إن لم يتبنَّ «حزب الله» إيصال النائب باسيل إلى سدة الرئاسة، وإن تبنى في المقابل إيصال فرنجية، ولكن كثيرين يعتقدون أن رئيس «التيار الوطني الحر» لن يعارض دخول رئيس تيار «المردة» إلى بعبدا، لأن المنضوين في محور الممانعة ومن ضمنهم «التيار الوطني الحر» يعتبرون وصول أي شخصية ممثلة لهذا المحور إلى الرئاسة الأولى فوزاً للمحور بأكمله وفوزاً لمشروعه للبنان وللمنطقة، وستعم الاحتفالات من زغرتا إلى البترون إلى الرابية إلى بعبدا وحارة حريك.

 

لبنان دخل عصر الطبقية في التعليم

جان الفغالي/نداء الوطن/05 آب/2022

يروي مسؤول تربوي رفيع، يحفظ عن ظهر قلب ملف التعليم في لبنان، الخاص منه والرسمي، والمدرسي والجامعي، انه في مطلع العام 2019، وقبل اندلاع الثورة وتفشي وباء كورونا والإنهيار المالي، استشعر خطراً حقيقياً على التعليم في لبنان، اعدَّ ملفه بالأرقام المفصَّلة، وحمله وجال به على المراجع المدنية والروحية، ودق امامهم ناقوس الخطر، بعضهم تفهّموا ولكن «ما باليد حيلة» وبعضهم عرفوا المشكلة ولديهم القدرة على المعالجة، لكنهم لم يبادروا. المسؤول التربوي الرفيع المذكور يقول: اليوم حلت الكارثة، ما نبهت اليه قبل ثلاث سنوات، وصلنا إليه اليوم:

هناك مدارس خاصة ذاهبة الى الاقفال، وبعضها أقفل، ومنها مدارس أجنبية عريقة. هناك طلاب في مدارس خاصة لم يعد بمقدور اهلهم دفع الاقساط، ولا يجدون مقاعد لهم في المدارس الرسمية.

لم يعد هناك من امكانية لتعليمٍ قبل الظهر وتعليم بعد الظهر لأن هناك طلاباً سوريين بعد الظهر، وعليه هناك تفكير في ان ينقسم الاسبوع على مجموعتين:

مجموعة تدرس الأيام الثلاثة الاولى من الاسبوع، فيما تدرس المجموعة الثانية الأيام الثلاثة المتبقية.

ويكشف المسؤول التربوي بعضاً من المعطيات التي تشكِّل بحدِّ ذاتها رعباً حقيقياً وخشيةً في مكانها، ليس على السنة الدراسية الآتية، بل على واقع التعليم ككل، جامعياً ومدرسياً، فيقول: «كما كان هناك في ما مضى Nouveaux riches، نشهد اليوم طبقة «nouveaux pauvres».

إنهم الطبقة الوسطى التي اندثرت وأصبحت من الطبقة الفقيرة. هذه الطبقة لم يعد بإمكانها إبقاء اولادها في المدارس الخاصة، لأنه لم يعد بمقدورها تأمين الأقساط لهم، كما انها لن يكون بمقدورها نقل الأبناء إلى المدارس الرسمية بسبب عدم توافر المقاعد الكافية.

نتيجة هذا الوضع، سيكون هناك واقعٌ لم يشهده المجتمع اللبناني لا في الحربين العالميتين الاولى والثانية ولا في الحرب بين 1975 و1990، لم يدرس الطلاب ثلاثة ايام في الأسبوع، ولم تُقفِل لا مدارس رسمية ولا مدارس خاصة، بل توسعت وتعددت فروعها لتشمل معظم المناطق اللبنانية.

اليوم يكاد الهيكل التعليمي أن ينهار:

مدارس تُقفِل فروعاً لها.

مدارس خاصة مجانية تستعد لإقفال ابوابها.

هنا يُطرَح السؤال الكبير: على مَن تقع مسؤولية الإنقاذ؟

يقول مخضرم في الشؤون التربوية: صحيح ان هناك وزارة تربية، لكن الوزارة هي ناظمٌ للواقع التربوي، بمعنى ان المسؤولية تقع على السلطة التنفيذية ككل، فالقطاع التربوي يتطلب عناية أكثر من وزارة وأكثر من منظمة، فوزارة الشؤون معنية، ووزارة المال معنية، وهناك منظمات معنية لأن هناك طلاباً من اللاجئين الفلسطينيين ومن النازحين السوريين.

هذا التداخل يستدعي الدعوة إلى مؤتمر تربوي عام لا يخرج منه المعنيون إلا بخارطة طريق، ولئلا يبقى النقاش شفوياً، لا بد من «تقرير معطيات» يُعهَد إلى مدير عام وزارة التربية وضعه لأنه الأكثر اطِّلاعاً على الواقع التربوي، ويجب ان يخرج هذا المؤتمر بمقررات عملية قبل بدء السنة الدراسية 2022 – 2023، وما لم يحدث هذا الامر سنكون أمام واقع تربوي منهار وغير مسبوق في تاريخ لبنان المعاصر، خصوصاً ان الارقام تشي بان الوضع التربوي يشكل عبئاً من غير المقبول تجاهله، فهناك ما لا يقل عن 1619 مدرسة خاصة تضم 740 الف تلميذ يشكلون 70 في المئة من القطاع التربوي.

النسبة المتبقية هي لطلاب القطاع الرسمي وللطلاب الفلسطينيين الذين تعنى بهم الأونروا، كما هناك ما يزيد عن مئتي الف سوري تعنى بهم المنظمات الدولية عبر وزارة التربية.

هذه الارقام من شأنها أن تشكل قنابل موقوتة، إذا لم تتم معالجتها بالسرعة المطلوبة، فإنها ستنفجر تباعاً حتى قبل بدء السنة الدراسية، وربما بالتزامن مع بدئها.

 

الاستقطابات على هامش معركة الرئاسة اللبنانية

رضوان السيد/الشرق الأوسط/05 آب/2022

ليس في الإعادة إفادة عندما يتعلق الأمر بالوضع اللبناني. فحتى إيقاف أو توقيف النائب البطريركي المطران موسى الحاج تحوطه الأسرار. نصر الله قال إنه لا علاقة له بالأمر. إنما مَن الذي يحرّك القاضي فادي عقيقي والأمن العام؟! هناك من يزعم أنّ للرئيس وصهره علاقة بذلك انتقاماً من البطريرك! وخطاب البطريرك المتكرر بالفعل فيه إعراضٌ شديدٌ عن الحزب وعن رئيس الجمهورية. «القوات اللبنانية» الرافضة لعون ومواريثه، تكاد تكون وحيدة وسط حديثٍ عن ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة أو حتى قائد الجيش الذي قال جعجع بتأييده. وإذا كان باسيل يهدد بالذهاب إلى سليمان فرنجية؛ فإنّ فريق باسيل لا يريد قائد الجيش مهما كلَّف الأمر. ومشكلة البطريرك أنه يطرح مواصفاتٍ أُخرى للرئيس لا تُعجب باسيل ولا حتى جعجع! هو افتراقٌ كبير وتصدع لأنه يدور حول مصالح خاصة لا يبرأُ منها أي طرف باستثناء البطريرك!

في خطاب الرئيس في يوم الجيش السابع والسبعين في 1 أغسطس (آب)، وبحضور رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة ما تردد عون في تكرار ما يقوله لست سنواتٍ، رغم أنه لم يبقَ له للمراجعة والتفكير الآخر غير ثلاثة أشهر. قال إنه يتابع برنامجه الإصلاحي (!)، وإنه سيحرص على انتخاب الرئيس الجديد في المواعيد الدستورية، وهو يرغب في تشكيل حكومة جديدة إنما لم تتوافر بعد الشروط المناسبة. وما بقي إعلامي إلاّ وحمل على الرئيس باستثناء واحدٍ أو اثنين أعجبهم «الإصرار على تنفيذ البرنامج الذي وضعه لنفسه». فالواقع أنّ البرنامج الإصلاحي لا يصلح حتى لأن يكون وهماً، وقد كان هناك من سمّاه كابوساً. ومفردتاه الرئيسيتان: تدمير الدستور والميثاق الوطني، وإنفاق 45 مليار دولار على الكهرباء ولا كهرباء! أما حرصه على المواعيد الدستورية لانتخابات الرئيس فمشروط بأن يكون الرئيس العتيد صهره جبران باسيل. وأما الحكومة المناسبة في نظره فمشروطة بأن يبقى وزير الطاقة عونياً رغم الفشل الذريع في الوزارة التي استولى عليها العونيون منذ عام 2008!

وتحل هذه الأيام الذكرى الثانية لتفجير المرفأ في 4 أغسطس 2020؛ لتكون هي الواقعة الثالثة التي تشغل الناس إلى جانب انتخابات رئاسة الجمهورية، وملف الحدود البحرية للبنان مع فلسطين المحتلة. كانت وجهة القضاء اللبناني اتهام سياسيين لبنانيين تولوا وزارة الأشغال ووزير سابق للداخلية، بالإضافة إلى بعض الموظفين التقنيين والأمنيين بالتسبب في التفجير إهمالاً أو تآمُراً (!). بيد أنّ وليم نون، شقيق أحد الضحايا والذي تابع تحقيقات مستقلة، حصل على وثائق وشهادات تُدين قيادة الجيش اللبناني بالسماح بإدخال سفينة نيترات الأمونيوم عام 2013 إلى المرفأ بخلاف رأي «يونيفيل» لأنها غير خطرة. ثم بعد ثلاث سنوات عاد الجيش فاعترف بأنها خطرة، وقال إنه عاجز عن نقلها واقترح بيعها لشركة للمتفجرات! اللافت للانتباه أنّ زعيم الحزب حسن نصر الله وفي إحدى مراحل الضيق بسبب اتهام وزرائه تحدى قيادة الجيش أن تذكر ما عندها من معلومات. وهكذا فالذي يبدو أنه جرت «تسوية» تقتضي أن يتوقف أو يتعرقل مسار اتهام الوزراء في مقابل عدم اتهام الجيش! فإذا سار الأمر على هذا النحو البادي فهناك مصيبتان: مصيبة انحراف القضاء على علم ضد «الوزراء الشيعة»، ومصيبة مسؤولية الجيش اللبناني المعصوم عادةً (لدى المسيحيين على الخصوص) عن أي خطأٍ أو خطيئة!

بيد أنّ جريمة تفجير المرفأ بدأت تصبح من الماضي على فظاعتها، إذا قورنت بواقعة التلاعب بالحدود البحرية للبنان. لا ندري لماذا عُهد إلى الرئيس بري بقيادة المفاوضات السرية حول الحدود منذ عام 2011؟ إنما في اتفاق الإطار كان النص على خط 23 للحدود. وقد قال الوسيط الأميركي هوكشتاين إنّ اللبنانيين يضيعون على أنفسهم الوقت منذ عام 2014، وهذا يعني أنّ «إطار» بري جرى تحديه من جانب جهاتٍ لبنانية منذ ذلك الحين. وقد تبينت هذه الجهات عندما بدأت المفاوضات بالناقورة قبل عامٍ ونيف. فقد أصرّ رئيس الجمهورية (وهو صاحب الصلاحية في عقد الاتفاقيات الدولية حسب الدستور) على الخط 29 للحدود الذي يُكسب لبنان 1400 كلم2 زيادة وأيّدته قيادة الجيش، وبالطبع لم توافق إسرائيل وانقطعت المفاوضات! وعندما تجددت أخيراً تبين أنّ الرئيس عاد فوافق على الخط 23 وصار الخلاف تفصيلياً حول ملكية ناحية قانا بالكامل. لماذا كان هذا الاضطراب الذي فوّتَ على لبنان مصالح كبرى؟ قيل بسبب التنافر الشديد بين عون وبري، وأن الرئيس يريد إظهار نفسه بوصفه الأحرص على مصالح لبنان! ومع أنّ الحزب المسلح متفقٌ مع بري في العادة فقد أعجبه النزاع وراح يهدد إسرائيل بحربٍ شعواء على حقل «كاريش» الواقع فيما وراء الخط 29! وقلنا مع كثيرين إنّ الجهات الموالية لإيران تريد التوتير بانتظار نتائج المفاوضات النووية بين أميركا وإيران؛ إنما الذي يبدو أنّ النزاع بين عون وبري أعظم من النزاع بين أميركا وإيران!

هناك نزاعٌ إذن على الرئاسة، ونزاعٌ على تشكيل الحكومة، ونزاعٌ على الجهة المسؤولة عن تفجير المرفأ، ونزاعٌ يتضاءل على الحدود البحرية مع العدو. والتجارة الرائجة الآن على مَنْ هو الأكثر عداوة لإسرائيل. وهو الأمر الواقع وراء توقيف المطران موسى الحاج المشرف على الرعية والأوقاف المارونية في فلسطين. وقد اعتاد الذهاب من جنوب لبنان بدلاً من الأردن في السنوات الأخيرة. وقد سيطر العونيون على القضاء ولا يستخدمون في القضايا الشائكة التي يريدون التحكم بها غير قضاة مسيحيين. وذلك مثل القاضية غادة عون (في ملاحقة حاكم المصرف المركزي وقضايا أُخرى)، ومثل القاضي بيطار (في ملف تفجير المرفأ). لكنّ الشيعة ليسوا أقلّ حيلة؛ ولذلك عثروا على قاضٍ مسيحي اسمه فادي عقيقي مشى معهم في قضية المطران، ونفّذ الأمر القضائي الأمنُ العام الشيعي الذي له ضلعٌ في كل أمر، ومن ذلك حقلاً «قانا» و«كاريش»! قلت لإعلامي عربي معروف: لماذا لا يتنازل الفرقاء اللبنانيون لبعضهم وليس للخارج إذا كانت في التنازل مصلحة وطنية كبرى؟ فأجابني جادّاً: لكنّ الإصرار من جانب السياسيين اللبنانيين وضد المصالح العامة ليس قصراً على لبنان. انظر ماذا يحصل في العراق وليبيا وتونس. الاستثناء الآن في السودان حيث يقول الجيش إنه سيترك السلطة للمدنيين، وهو على أي حال إعلان من جهة، والأمل ضعيف في أن تتفق قوى الحرية والتغيير على تكوين الحكومة المدنية! فالمسألة كما يقول المتنبي: فصرت إذا أصابتني سِهامٌ  تكسَّرتِ النّصالُ على النّصالِ

 

بوتين وتحديد عتبة الألم

أمير طاهري/الشرق الأوسط/05 آب/2022

في أي صراع دولي ينطوي على إجراءات سياسية ودبلوماسية صارمة وعنف من نوع أو آخر، يواجه الخصومَ من كلا الجانبين تساؤلٌ محوريٌ: ما عتبة الألم لدى الطرف الآخر، أي النقطة التي يبدأ عندها الطرف الآخر في الشعور بالألم؟ بعد مرور أكثر من ستة أشهر على اجتياح فلاديمير بوتين لأوكرانيا، من الأفضل لخصومه التفكير في هذا التساؤل. والمقصود بعتبة الألم النقطة التي عند الوصول إليها يضطر الخصم لإعادة التفكير في استراتيجيته الحالية، والسعي للحصول على بعض الراحة. وقد يحاول بعض الأعداء دفع هذه العتبة إلى أقصى حد ممكن حتى بعد سماع صوت عظامهم تسحق. وكان هذا الحال مع أدولف هتلر الذي كان على استعداد لرؤية ألمانيا بأكملها تتحول إلى كومة من تراب، لكنه لم يستطع التفكير في الاستسلام. وهناك آخرون، مثل ما فعله آية الله الخميني في أغسطس (آب) 1988، «يتجرعون كأس السم» لتجنب انهيار نظامهم. وقدم لنا صدام حسين ذات مرة تعريفه الخاص لعتبة الألم، وروى كيف أنه عندما كان مراهقاً كان يقفز هو ورفاقه في تكريت على شاحنات تحمل البضائع إلى بغداد للحصول على رحلة مجانية. إلا أن المشكلة كانت أن حارس الشاحنة كان يضربهم على أصابعهم بسوط سلكي يسيل الدماء.

وتبعاً لما ذكره صدام، كان جميع الأولاد يقفزون بعد بضعة جلدات بالسوط، بينما كان يستمر صدام لفترة أطول والدم يتساقط من يديه. وقال صدام عن ذلك: «كنت فخوراً برؤية أنه مع مرور الوقت، أصبحت قادراً على الصمود لفترة أطول قليلاً».

من جهته، أثبت نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا أن لديه عتبة مرتفعة من الألم، وأخيراً قرر الاستسلام ليس بسبب العقوبات والضغوط، وإنما نتيجة التغييرات النفسية والسياسية التي طرأت على النخب الحاكمة البيضاء. في كوريا الشمالية والجمهورية الإسلامية في إيران، يجري تحديد عتبة الألم حسب درجة التهديد للنظام، وليس معاناة الجماهير. في بيونغ يانغ وطهران، كل ألم يستحق الصبر عليه وتحمله ما دام بقاء النظام مضموناً.

والآن، ما عتبة الألم لدى بوتين؟ على ما يبدو، افترض بعض القادة الغربيين عتبة منخفضة نوعاً ما، وظنوا أن بوتين سيستسلم بمجرد أن تبدأ تأثيرات «العقوبات الساحقة» في الظهور. المؤكد أن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وعدد من القوى الأخرى، وعلى رأسها اليابان، لم يتح أمامها الوقت الكافي للتأثير على سلوك بوتين. في الواقع، بقيت بعض العقوبات على مستوى الإعلان فحسب. وتواصل روسيا تصدير الطاقة، وإن كان بخصومات سخية، من خلال «السوق البنية» خارج أوروبا، في الوقت الذي تمكن بوتين من السيطرة على التضخم، وبفضل صندوق الحرب الذي جرى إنشاؤه على مدى سنوات عديدة، نجح بوتين في الحيلولة دون وقوع الروبل في حالة من السقوط الحر. والواضح أن بوتين يتحول الآن نحو استراتيجية جديدة للحرب منخفضة الحدة بإيقاع ووتيرة أبطأ تحت سيطرته. ونظراً لثقته بأن الأراضي الروسية يجري التعامل معها كملاذ آمن، فإن بإمكانه أن يختار متى وأين يضغط على أوكرانيا وحلفاء «الناتو» الداعمين لها. والأسوأ من ذلك، أنه ربما كان يخطط بالفعل لفتح جبهات أخرى لإرباك خصومه والضغط على مواردهم. واليوم، تتشكل إحدى هذه الجبهات بالفعل حيث تستعد صربيا، تحت قيادة فريق مؤيد لبوتين، لغزو كوسوفو، الأمر الذي من المحتمل أن يجر ألبانيا هي الأخرى. هناك جبهة أخرى تلوح في الأفق في مولدوفا، حيث عكف بوتين على شحن كميات هائلة من الأسلحة لصالح فصيل مؤيد لموسكو.

كما تبحث روسيا في إمكانية إثارة بلبلة في المستعمرات الفرنسية السابقة داخل أفريقيا لتهديد إمدادات المعادن النادرة التي تحتاج إليها الصناعة الأوروبية. ولا ينبغي لنا أن نتفاجأ إذا تعرضت إستونيا، عضو الناتو، إلى ما يعرف باسم «ضغوط القرب الجغرافي».

وفيما يتعلق الأمر بالخسائر البشرية الروسية، نجح بوتين كذلك في دفع عتبة الألم إلى أعلى مما كان متوقعاً. ومن أجل حماية قلب الأراضي الروسية من الخسائر الكبيرة، اعتمد بوتين بدرجة كبيرة للغاية على «المتطوعين» والمرتزقة من الأقليات العرقية. وتشير التقديرات إلى أن روسيا فقدت أكثر عن 70.000 قتيل وربما ثلاثة أضعاف هذا العدد من جرحى أو مفقودين في القتال. وتشير أدلة شفاهية إلى أن الخسائر التي تكبدتها الجمهوريات غير الروسية داخل الاتحاد أعلى بنسبة 30 في المائة على الأقل عن تلك التي تقع في «قلب الأراضي الروسية».

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «العملية الخاصة» لبوتين ستستمر ما دام ذلك ضرورياً لتحقيق كل أهدافها. إلا أنه لم يوضح ماهية هذه الأهداف. أما بوتين، فيرى أن السياسات قصيرة الأمد داخل الديمقراطيات الغربية ستؤدي إلى تغيير في الرأي العام ضد ما أصبح حرباً متزايدة التكلفة مع عدم وجود أي علامة على وعود «النصر» من قبل رئيس الوزراء البريطاني المنتهية ولايته بوريس جونسون ونانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي. وتشجع حقيقة أن أخبار الحرب في أوكرانيا قد تراجعت إلى الصفحات الداخلية في نشرات الأخبار التلفزيونية في الغرب. وكان من تأثيرات استراتيجية بوتين تصوير روسيا باعتبارها تهديداً وجودياً للنظام العالمي، يمتد خطره لدول أخرى خارج الناتو والاتحاد الأوروبي. والمؤكد أن بوتين موهوم تماماً إذا ظنَّ أنه يمكن أن يثير الفوضى ويتوقع في المقابل تعاطفاً ودعماً من الصين والهند والبرازيل، بجانب الدول الأخرى التي يحاول اجتذابها إلى صفه. وينبغي الانتباه هنا إلى أن القيادة الضعيفة في الديمقراطيات الغربية الرئيسية، ولا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لا تعني الضعف من حيث القوة الاقتصادية والعسكرية والثقافية، مقارنةً بروسيا التي يقودها زعيم طموح نحو المجهول.

قد يكون لدى بوتين عتبة ألم أعلى مما توقعه الخبراء الغربيون. ومع ذلك، فإنه عاجلاً أم آجلاً، سيصل إلى هذا الحد. وينبئنا التاريخ أنه حتى في القرن التاسع عشر، عندما كانت روسيا، بعد هزيمة نابليون، أعظم قوة عسكرية في العالم، فإنها ظلَّت عاجزة عن إعادة تشكيل أوروبا. قد لا يكون بوتين مستعداً بعد لإعادة النظر في موقفه، لكن رفضه إنهاء الحرب لم ينتج عنه سوى المزيد من الجثث، الأوكرانية والروسية والداغستانية والشيشانية والإنغوشية والتتارية وغيرها. وفي روايته «النفوس الميتة»، يشير غوغول إلى أنه: «نحن الروس نميل إلى إلقاء اللوم على الآخرين عن مآسينا، ولا ندري أن أي خطأ يرتكب بحقنا هو من فعلنا». من الأفضل أن ينصت بوتين جيداً إلى أستاذ الأدب الروسي، رغم أنه من أصل أوكراني.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الخارجية”: لعودة النازحين إلى ديارهم حرصًا على استقرار لبنان

صحف لبنانية/05 آب/2022

إطلعت وزارة الخارجية والمغتربين على بيان الممثل الأعلى للشؤون الخارجية الأوروبية بإسم الاتحاد الاوروبي حول الوضع في لبنان الصادر بتاريخ 30 تموز 2022.

وشكرت الوزارة “الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء على إهتمامهم ومتابعتهم للأوضاع في لبنان”، مشيرة إلى أن “لبنان يواجه أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة في تاريخه المعاصر والتي بات معها يعيش 80% من اللبنانيين تحت خط الفقر. قد تتعدد أسباب هذه الأزمة الاقتصادية الحادّة وتتشابك، بين إصلاحات داخلية واجبة تسعى الحكومة جاهدة لإقرارها إضافة الى إجراء التصحيح البنيوي المطلوب، والتزامات دولية أهمها إنجاز الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي لوضع لبنان على مسار التعافي المستدام. ولكن، لا يمكننا أن نتجاهل أن أحد الأسباب الرئيسية لما يرزح تحته لبنان متصل بأعباء الأزمة السورية وتداعياتها، لاسيما النزوح السوري الكثيف إلى لبنان”.

وأوضحت أنه “شكل الوجود الكبير للنازحين السوريين على الاراضي اللبنانية سببا” رئيسيا” للأزمة الاقتصادية العميقة، ونتيجة لذلك بدأت الفئات الإقتصادية الأكثر ضعفا من اللبنانيين تتنافس على الخدمات والموارد الغذائية المحدودة المقدمة مع النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين الذين أصبحوا يشكلون معا حوالي 40% بالمئة من عدد اللبنانيين، مما أدى أخيرا إلى زيادة نسبة التوترات والحوادث الأمنيّة بين كافة الفئات الإقتصادية الأكثر ضعفا في لبنان”.

وأضافت: “بعد انقضاء أحد عشر عاماً على بدء الأزمة السورية، زادت مخاوف لبنان حيث تبين له غياب خارطة طريق لدى مجتمع الدول المانحة لعودة النازحين السوريين الى وطنهم الأم بكرامة وأمان، أو ترحيلهم لدولة ثالثة كما بدأت تفعل بعض الدول أخيرا. إن استمرار ربط العودة بالحل السياسي في سوريا، في ظل انسداد واضح ومعلوم من الجميع في الأفق السياسي، يعني بقاءهم في لبنان الى أجل غير مسمى. كذلك، أدت التطورات الدولية المتسارعة إلى تغيرات جذرية في أولويات المجتمع الدولي واهتماماته بعيداً عما يحصل في سوريا. لقد مضى أكثر من عقد على وجود النازحين السوريين في لبنان، وهم بمعظمهم نازحون اقتصاديون يستفيدون من المساعدات الدولية المباشرة والانتقائية دون المرور بالسلطات الرسمية اللبنانية، وما تؤمنه لهم من مداخيل بالعملة الصعبة يرفدون بها الداخل السوري. لقد مضى أكثر من عقد على وجود النازحين السوريين في لبنان، وهم بمعظمهم نازحون اقتصاديون يستفيدون من المساعدات الدولية المباشرة والانتقائية دون المرور بالسلطات الرسمية اللبنانية، وما تؤمنه لهم من مداخيل بالعملة الصعبة يرفدون بها الداخل السوري. وحرصاً منا على أوضاع لبنان الاقتصادية والاجتماعية والأمنية ، نخشى أنه لن يكون أحد بمنأى عن تداعيات هذه الأزمة، لاسيما مع تزايد ظاهرة زوارق الهجرة غير الشرعية المتجهة الى أوروبا، بالرغم من تشدد السلطات اللبنانية في منع هذه الظاهرة”. وختمت الوزارة بيانها: “انطلاقاً من المصلحة المشتركة اللبنانية-الاوروبية بإيجاد حل مستدام لملف النزوح السوري يحمي لبنان اجتماعيا” واقتصاديا” وأمنيا” ويقي الدول الأوروبية استباقياً تبعات أي تدهور محتمل، وإذ تثني الوزارة على الجهود المبذولة من دول الاتحاد الأوروبي للتخفيف من التداعيات الإنسانية للأزمة السورية، تدعو بصدق الى التعاون والتشاور والحوار لوضع خارطة طريق تسمح بعودة النازحين السوريين تدريجيا” الى ديارهم بكرامة وأمان حرصاً على إستقرار لبنان والمصالح المشتركة مع أوروبا”.

 

قبلان: نعم للحرب… إذا!

الوكالة الوطنية للإعلام/05 آب/2022

اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أن “المعنى العملي اليوم، الأولويات حسب الإمام الحسين ليس الوطن فحسب، بل هي الوطن العادل، والسلطة التي تلبي حاجات الناس، وتؤسس لنظام مالي وتجاري وأخلاقي وأسواق، بعيدا عن وحشية رأس المال ومافيات السلطة ومرتزقاتها، الأولوية عنده بناء أنظمة، وظيفتها الإنسان ومصالحه وإعادة تعريفه بما يتفق مع الطبيعة والوجود، من خلال برامج رعاية وحماية اجتماعية وأطر تربوية، تضع الإنسان أولا بأفكارها كافة، ومن دون ذلك ليست إلا سلطة مصالح ونفوذ وإقطاع ومزارع، وهذا أسوأ ما يعاني منه لبنان وشعبه”. وأشار إلى أن “البلد في القعر، بل من قعر إلى قعر، بلا كهرباء، ولا ماء، ولا أسواق، ولا حماية، ولا ضرورات معيشية وأساسيات حياتية، والحكومة في هذا المجال تمارس دور الخيانة، وهي بذلك حكومة تعطيل واستنزاف واستفزاز وتهرب وإطباق، والبعض يتصرف كأنه المندوب السامي، ويتعامل مع بلده وكأنه سوق أرباح، أو خشبة مسرح، رغم أن لبنان حل الأول عالميا في تسونامي تضخم المواد الغذائية، وسط كارثة نقدية مالية بحيث بات معها 8 من أصل 10 لبنانيين تحت خط الفقر، كما أن الكارثة المالية التي حلت بالبلد تعد الأسوأ بين ثلاث أزمات في العصر الحديث”.

ولفت إلى أن “هناك فريقا يريد تدمير الدولة، أو ما تبقى من الدولة، وهدم إداراتها العامة وخنق الناس ودفع البلد نحو المجهول، ويمارس لتحقيق ذلك ما أمكن من أساليب الضغط المعيشي والحياتي، بخلفية مشروع خطير جدا، رغم أن الأمور تتدحرج نحو كوارث أخطر وأكبر، وتهدد وجود لبنان”، معتبرا أن “البلد صغير جدا، وكل شيء فيه معروف وواضح، واللعب بمصير لبنان مقامرة خطيرة، ومراحل الصبر تضيق جدا، وفي النهاية سيخسر المقامر ويبقى البلد، وتاريخ الماضي شاهد على التاريخ الآتي، ومن يلعب لصالح واشنطن سيكون مصيره كمصير متعامليها في كابول”.

واستغرب المفتي قبلان “إصرار البعض على تمرير الدولار الجمركي بهذه الطريقة، رغم العاصفة التي ستضرب السلع والخدمات والأسواق وقصة الإعفاءات لا تكفي، فالبلد فلتان، والدولة مشلولة، وهناك من يطعنها في الصميم. فأي تمرير للدولار الجمركي يجب أن يكون بالتوازي مع خطة تعاف وإصلاح، وحماية اجتماعية، وإجراءات تطال دولار شركات الطيران المدني الأجنبية وغيرِها من الخدْمات الأجنبية وشركاتها التي ما زالت إلى اليوم تدفع على دولار الـ1500 وعلى عينك يا تاجر”.

وأكد ضرورة “حل أزمة الطاقة والكهرباء سريعا، وعلى الدولة أن تلعب دور التاجر، وقصة الغاز المصري وكهرباء الأردن “انسوها”، لأن واشنطن تعمل على خنق لبنان، وكفانا بكاء على أطلال انهيار المرافق والقطاعات وكذبة “لا نستطيع”، فمن غير المقبول تولي مسؤوليات حكومية، ثم السفر للنقاهة والسياحة، فيما الشعب يلفظ أنفاسه”. وأضاف: “نعم للحرب إذا أصرت تل أبيب على منع لبنان من حقوقه النفطية، ولن نقبل أن يعوم لبنان على بحر من النفط، فيما ناسه يئنون من الفقر والبؤس واليأس بسبب إصرار واشنطن وتل أبيب على خنق لبنان. لن نقبل بأقل من الحقوق النفطية للبنان، وتعويلنا على المقاومة تعويل على قوة سيادية كبرى، وترسانة وجهوزية لولاها لكان لبنان بخبر كان”. وختم: “البلد في حاجة إلى حكومة قوية وفاعلة، والفراغ حرب مستمرة على البلد والدولة والناس، لذلك لا بد من اتفاق سياسي لإنقاذ لبنان من سرطان الفراغ القاتل”.

 

ميقاتي: ما أفصح حامل العقوبات الدولية عندما يحاضر بالعفّة!

الوكالة الوطنية للإعلام/05 آب/2022

أكد المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في بيان، أنه “تعقيبا على البيان الذي أصدره “التيار الوطني الحر” نكتفي بالقول: الناس في واد و”تيار قلب الحقائق” في واد، ولذلك سيكون ردنا مقتضبا ولمرة أخيرة منعا للتمادي في الابتزاز السياسي وفي سجالات عقيمة ليس أوانها في ظل الاوضاع التي يمر بها البلد عموما وقطاع الكهرباء خصوصا”. واعتبر أن “بيان “التيار” يعكس نظر صاحبه في مرآة منزله. ولاننا نتبع  القاعدة المعروفة  التي تقول إن الضرب بالميت حرام، لن نضرب في “ميت التيار” مكتفين بهذا القدر، ومستلهمين بتصرّف قول الاديب سعيد تقي الدين “ما أفصح “حامل العقوبات الدولية” على فساد موصوف، عندما يحاضر بالعفّة والنزاهة والاستقامة”.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 05-06/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 05 آب/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/111003/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1501/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For August 05/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/111009/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-august-05-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

 

نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة بالعربية والإنكليزية في قداسي الصلاة لراحة أنفس شهداء جريمة تفجير المرفأ/

الراعي: نرفض أن يكون بعض المتهمين مذنبين وطليقين وبعضهم الآخر أبرياء ومعتقلين ونطالب بتحقيق دولي

عودة: السطوة السياسية تعيق عمل القضاء وتمنع العدالة

Al-Rahi presides over Mass devoted to the Beirut Port explosion victims: We reject that some of the accused are guilty & free,…

Bishop Elias Aoudi at a funeral for the comfort of the souls of the victims of the port in St. George Hospital: Political power impedes the work of the judiciary and prevents justice

https://eliasbejjaninews.com/archives/110996/%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%aa%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-10/

وطنية/04 أب/2022