المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 نيسان/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.april16.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

سبت النور : لقد جَعَلتَ هذه الّليلة المقدّسة تسطع بمجدِ قيامة الرّب

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/حزب الله يحتل الجنوب ولم يحرره

الياس بجاني/بالصوت والنص: سمير جعجع ذمي ومسكون بأوهامه الرئاسية ولهذا يزوّر الحقيقة ويدعي باطلاً بأن حزب الله حرر الجنوب.. الحقيقة هي أن إسرائيل انسحبت من الجنوب بالتوافق مع حزب الله واسياده وبوساطة ألمانية

الياس بجاني/بالصوت والنص: خميس الأسرار والجمعة العظيمة، تقاليد، طقوس وعِّبر

 

عناوين الأخبار اللبنانية

قصة خيانة مقدم بشري سالم وزمن العار

الكولونيل شربل بركات/07 حزيران/2020

حزب الله" يخوض المعركة الانتخابية لتحديد "صورة لبنان"… هدم الإهراءات: الحكومة "تطمس الجريمة"!

ندوة للمحامي ايلي حنا كيرلس بعنوان: الاحتلال الايراني، في الواقع والقانون

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة 15 نيسان 2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

وزارة الصحة : 146 إصابة جديدة وحالتا وفاة

لافروف يستقبل فرنجية في موسكو: نحرص على مساعدتكم

صيدا: "الماكينات" تنفخ أرقامها والحريرية تودّع المدينة بكسل النقيب

دعموش: المعركة بين نهجَيْن!

 رعد: الذي يطالب بنزع سلاح المقاومة يغرّد في مكان آخ!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الأمم المتحدة: خمسة ملايين شخص فروا من أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي

البنتاغون يكشف تفاصيل غرق موسكفا.. وينفي رواية روسيا

أوكرانيا: روسيا استخدمت قاذفات بعيدة المدى لمهاجمة ماريوبول

الاستخبارات الأميركية: يأس بوتين قد يدفعه لاستخدام سلاح نووي

 روسيا تتوعد بمزيد من الضربات الصاروخية على كييف

موسكو تواجه أكبر خسائرها في العتاد منذ بداية حرب أوكرانيا

«أضرار جسيمة» في سفينة قيادة أسطول البحر الأسود الروسي

 إيران تحتجز ناقلة تحمل وقوداً مهرباً

ولي العهد السعودي وغوتيريش يبحثان الجهود لحل سياسي في اليمن/الاتصال الهاتفي تناول المستجدات في المنطقة والعالم

غروندبيرغ: هدنة اليمن فرصة وهناك «ضوء في نهاية النفق»

محمد بن سلمان وغوتيريش بحثا جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية

قاآني يتوعد بـ«تسريع إزالة» إسرائيل ويدافع عن إطلاق الباليستي على أربيل

فؤاد حسين لرئيسي: العراق لن يكون منطلقاً للاعتداء على أمن إيران أو أي دولة

مخطط قاسم سليماني بمصر.. "الاختيار" يؤكد ما نشرته العربية.نت

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا للبنان.. حتى يعود إلى أهله/سعد بن طفلة العجمي/إندبندنت عربية

برود إيراني بالمنطقة.. ونشاط سعودي بلبنان: انتخابات حبس الأنفاس/منير الربيع/المدن

إيران وأعوانها بلا غطاء/طارق الحميد/أساس ميديا

سجال حول إهراءات المرفأ: "فن" هدم العدالة والذاكرة/فاطمة حيدر/المدن

"حزب الله" يستخدم سلاح التهديد في بعلبك الهرمل: إستحضار لحادثة الطيونة واتهامات/عيسى يحيى/نداء الوطن

البطريرك العربي/أسعد بشارة/نداء الوطن

«حزب الله»: باسيل أو السيناريو العراقي/طوني عيسى/الجمهورية

صلبونا كما صلبوك/الوزير السابق جوزف الهاشم/الجمهورية

هل الحلّ بالفراغ الرئاسي؟/شارل جبور/الجمهورية

آخر أسباب التعطيل مطالبة جنبلاط بزيادة حصته/التشكيلات الديبلوماسية: الرواية الكاملة وحقيقة العقبات/غادة حلاوي/نداء الوطن

المرّ الحفيد عن "دمّ أبيه" يحيد... ويميل إلى خطّ "حزب الله" وجدّه إميل!/ألان سركيس/نداء الوطن

وفي ذكرى مرور 47 سنة على 13 نيسان قرروا إستكمال جريمة تفجير المرفأ والعاصمة، بهدم المتبقي من مبنى إهراء المرفأ، في أخطر قرار لطمس الجريمة!/حنا صالح/فايسبوك

الوطن السوري ويوم الاستقلال!/أكرم البني/الشرق الأوسط

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي ترأس رتبة سجدة الصليب في بكركي: بعد الظرف الذي نعيشه في لبنان ولادة جديدة

النائب تيمور جنبلاط: معركتنا معركة سيادة وإصلاح وسندافع عما تبقى من لبنان

السفير البابوي: تغيير العقلية للخروج من المنطق الاناني مسؤولية الذين يتولون مناصب رسمية في الكنيسة والمجتمع

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

سبت النور : لقد جَعَلتَ هذه الّليلة المقدّسة تسطع بمجدِ قيامة الرّب

إنجيل القدّيس متّى27/من62حتى66/في الغَد – أَيْ بَعْدَ التَّهْيِئَةِ لِلسَّبْت – ٱجْتَمَعَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ لَدَى بِيلاطُس، وقَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّد، لَقَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ المُضَلِّلَ قَال، وهُوَ حَيّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ أَقُوم. فَمُرْ أَنْ يُضْبَطَ القَبْرُ إِلى اليَوْمِ الثَّالِث، لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلامِيذُهُ ويَسْرِقُوه، ويَقُولُوا لِلشَّعْب: إِنَّهُ قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، فَتَكُونَ الضَّلالَةُ الأَخِيرَةُ أَكْثَرَ شَرًّا مِنَ الأُولى!».فقَالَ لَهُم بِيلاطُس: «عِنْدَكُم حُرَّاس، إِذْهَبُوا وٱضْبُطُوا القَبْرَ كَمَا تَعْرِفُون». فَذَهَبُوا وضَبَطُوا القَبْر، فَخَتَمُوا الحَجَرَ وأَقَامُوا الحُرَّاس.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

حزب الله يحتل الجنوب ولم يحرره

الياس بجاني/14 آذار/2022

كل سياسي أو مواطن يزوّر التاريخ ويدعي بأن حزب الله حرر الجنوب هو ذمي وخائن للبنان ويشرعن الإحتلال الإيراني ويقفز فوق دماء الشهداء.

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: سمير جعجع ذمي ومسكون بأوهامه الرئاسية ولهذا يزوّر الحقيقة ويدعي باطلاً بأن حزب الله حرر الجنوب.. الحقيقة هي أن إسرائيل انسحبت من الجنوب بالتوافق مع حزب الله واسياده وبوساطة ألمانية

الياس بجاني/14 آذار/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/107916/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%b0%d9%85%d9%8a/

سمير جعجع في ذكرى شهداء زحلة: "فينا نعترف بشغلي وحدي وقت يلي حرروا (حزب الله) الشريط الحدودي من إسرائيل"

اضغط هنا للإستماع لكلام جعجع الذمي هذا

https://youtu.be/VPpKPWwzf4Q

اضغط هنا للإستماع لكلمة جعجع كاملة في ذكرى شهداء زحلة، وكلامه عن تحرير حزب الله الشريط الحدودي الجنوبي هو في الدقيقة 12:40 من الفيديو.

https://www.youtube.com/watch?v=VPpKPWwzf4Q

بصوت عال وعن قناعة كاملة نقول نقول بأن سمير جعجع دجال ومنافق ومزور للحقيقة، وبكلامه الإسخريوتي عن هرطقة وكذبة تحرير حزب الله للشريط الحدودي سنة 2000، من خلال الكلمة التي ألقاها في ذكرى شهداء زحلة، هو يتملق حزب الله ويداهنه ويسترضيه على خلفية أوهامه الرئاسية، وشروده المرّضي عن كل هو لبنان وتحرير وحقيقة ودماء شهداء وقضية وطن وهوية وتاريخ.

الحقيقة المرة والمؤلمة هي أن سمير جعجع قد سرق القوات اللبنانية التاريخية، والتي من ضمن مقاتليها وشهدائها،  شهداء وأفراد جيش لبنان الجنوبي.

وقبل أن يزوّر جعجع الحقيقة ويدعي باطلاً في ذكرى شهداء زحلة بأن حزب الله حرر الجنوب، كان أقرب زلمه وأبواقه من نواب واعلاميين قد جاهروا علناً ومنذ سنين بقولهم بأن شهداء القوات وشهداء حزب الله هم في مرتبة وخانة واحدة.

الحقيقة التي يتعامي عنها جعجع ويزوًرها، عن سابق تصور وتصميم، وعلى خلفية أوهامه الرئاسية، هي أن حزب الله لم يحرر الجنوب، وأن اسرائيل انسحبت منه احادياً، وبالتوافق مع حزب الله، ومع أسياده في إيران وسوريا، وبوساطة ألمانية. هذه حقائق معروفة ومنشورة وموثقة..

في اسفل مقالة باللغتين العربية والإنكليزية نشرناهما سنة 2016 على موقعنا وهما يوجزان حقيقة الإنسحاب الإسرائيلي الأحادي، وكذلك تقرير كامل يحكي تاريخ جيش لبنان الجنوبي، مع قائمة باسماء شهدائه.، وايضاً مقالة للعماد ميشال عون تتناول كذبة التحرير بالعربية والإنكليزية

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتوني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: خميس الأسرار والجمعة العظيمة، تقاليد، طقوس وعِّبر

الياس بجاني/14 نيسان/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/73940/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84/

تحتفل الكنيسة المارونية بصلاة وطقوس خميس الأسرار الذي يسمى أيضاً “خميس الغسل” ” والخميس المقدس”، تحتفل به بتقوى وخشوع وتعبد وتوبة وتتأمل بحزن وأسى في عذابات السيد المسيح، وتعتبره من الناحية الإيمانية يوماً يجسد جوهر ولب وقلب الأسبوع الأخير من الصوم الكبير. يلي خميس الأسرار الجمعة العظيمة وسبت النور ومن ثم عيد القيامة المجيد حيث قهر الرب المتجسد الموت وكسر شوكته. قام من القبر وانتصر على الشر وغفر لنا بصلبه وآلامه الخطيئة الأصلية، كما علمنا معاني المحبة والغفران والتسامح وبذل الذات من أجل الآخرين. ” ليس حب أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه فداء عن أحبائه”.

مسمى “خميس الأسرار” يرمز إلى سرَّي القربان والكهنوت اللذين أرسى المسيح أسسهما الإيمانية خلال العشاء السري الفصحي الأخير له على الأرض. داخل العلية جلس يسوع حول المائدة مع تلاميذه وأقام معهم قدّاسه الإلهي الأخير قبل صلبه وموته وقيامته وصعوده إلى السماء. في ذلك اليوم حوّل يسوع خبز المائدة إلى جسده، والخمر إلى دمه، وقال: “خذوا كلوا منه كلّكم، هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا”، وقال: “خذوا اشربوا منها كلّكم: هذه هي كأس دمي الذي يراق عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا”. خلال العشاء الفصحي المقدس هذا كرّس وثبت يسوح تلاميذه كهنة للعهد الخلاصي الجديد وأسس الخدمة والرسالة الكهنوتية بقوله لتلاميذه: “اصنعوا هذا لذكري”.

وحتى يُعلم تلاميذه والبشر أجمعين متطلبات وقواعد المحبة والتواضع ومبادئ العطاء والتضحية وخدمة الغير التي لا حدود لها، قام وغسل أرجل التلاميذ بنفسه قبل أن يُطهر ويغسِل وينقي نفوسهم من الشر والذنوب والخطايا من خلال دمه الذي سيراق على الصليب من أجل الغفران والدخول في العهد الخلاصي الجديد.

روحية الذكرى وطقوسها وصلاتها بأكملها مستمدة من واقعة العشاء السري الأخير الذي احتفل به المسيح مع تلاميذه في العلية قبل أن يسلمه تلميذه الخائن يهوذا إلى اليهود ليصلبوه مقابل ثلاثين من فضة، وكل الطقوس والصلوات والعادات التي تمارس في هذه الذكرى ترمز إلى ما جرى في ذلك الاجتماع المقدس حسبما ذكرت الأناجيل الأربعة، لوقا 22/1-23، يوحنا 13/1-30، متى 26/14-30، مرقص 14/12-26

طقوس وعادات وتقاليد تمارس في يوم خميس الأسرار

*يكرّس ويبارك في هذا اليوم غبطة البطريرك الميرون وزيت العماد وزيت المسحة، لتوزّع على كلّ الأبرشيات والكنائس.

*بغسل الكاهن خلال القداس الإلهي أقدام اثني عشر شخصاً يرمزون إلى عدد رسل المسيح.

*يقوم المؤمنون بزيارة سبع كنائس كرمز للالتزام المطلق بأسرار الكنيسة السبعة: سرّ الكهنوت، سرّ القربان، سر الزيت المبارك، سرّ العماد، سر التثبيت، سر المسحة، وسرّ الخدمة.

بعض علماء الدين يربطون هذا التقليد بالأماكن السبعة التي قصدتها السيدة العذراء عندما علمت أن ابنها يسوع قد اعتقل: مقر مجلس الكهنة، مكان الاعتقال، مقر الحاكمين بيلاطس وهيرودس (مرتين لكل مقر)، والجلجلة.

كما يُنسب التقليد هذا لزيارات الحجاج المسيحيين الأوائل التي بدأت في روما وكانت تقضي بالحج إلى سبع كنائس طلباً للتوبة وسعياً للتكفير عن الذنوب والخطايا، والكنائس هي:  كنيسة القديس يوحنا، كنيسة القديس بطرس، كنيسة القديسة مريم، كنيسة القديس بولس، كنيسة القديس لورانس، كنيسة الصليب المقدس، وكنيسة القديس سيباستيان.

*يُصمد القربان داخل بيت القربان على المذبح بعد انتهاء القداس ويقوم المؤمنين بالسجود أمامه طوال الليل مستذكرين نزاع الربّ يسوع في بستان الزيتون، حيث تركه التلاميذ وحيداً واستسلموا للنوم من جرّاء الحزن والتعب والخوف. هذا وترفع كل أنواع الزينة من الكنائس ما عدى المذبح الذي يُصمد عليه القربان تعبيراً عن الحزن الشديد. كما أن بعض التقاليد تقضي بالتوقف عن قرع أجراس الكنائس بعد صمد القربان حتى أحد القيامة.

لنتذكر في هذه الليلة أن أحداً منا لا يستطيع أن يعيش نقيا عند الله من دون الغفران الذي يغسل خطايانا بدم يسوع ومن دون الحياة الجديدة التي تعطى لنا بجسده ودمه.

لنذكر في هذه الليلة أمام القربان الرب يسوع الذي يواصل آلامه في آلام المتألمين.

لنتذكر كل المتألمين في أجسادهم وأرواحهم وفي نفوسهم الذين هم في سهر دائم مع المسيح المتألم من أجل الكنيسة”.

لنتذكر دائماً أنه مطلوب من الكبير فينا أن يكون خادما لنا.

لنتذكر أن انحناء الرب والمعلم على أقدام تلاميذه يترجم حبه اللامحدود لنا.

ملاحظة: التأملات في أعلى هي من أرشيف عام 2004

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتوني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الياس بجاني: في أسفل واقعة تاريخية مهمة جداً تبين إيمان وعناد وشجاعة وثقافة ومقاومة ونضال وتاريخ الموارنة الأبطال وهي برسم كل القيادات المارونية الحالية الزمنية والدينية، وبشل خاص لكل من عون وباسيل وجعجع والجميلين وكل باقي الأطقم السياسية وأصحاب شركات أحزابنا التجارية والتعتير

قصة خيانة مقدم بشري سالم وزمن العار

الكولونيل شربل بركات/07 حزيران/2020

https://eliasbejjaninews.com/archives/87002/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d9%85%d9%82%d8%af%d9%85-%d8%a8%d8%b4/

في تاريخ المماليك وحروبهم يخبر ابن الظاهر أمين سر السلطان المملوكي قلاوون الذي فتح طرابلس بأنه في سنة 1282 قرر السلطان قلاوون تجهيز حملة على طرابلس فجمع حوالي مئة الف من عسكره ونزل في منطقة بعلبك تحضيرا للهجوم.

ثم تدروش وقام برفقة اثنين من معاونيه بلباس “رهبان أقباط” بزيارة إلى الوادي المقدس حيث استقبلهم الرهبان الموارنة هناك لمدة اسبوع وقاموا بواجب الضيافة لهم.

وكانت هذه الاقامة كافية لكي يقوم السلطان بنفسه بدراسة مسالك وممرات الجبال المؤدية إلى طرابلس. ولما وجد بأن قواته عاجزة عن العبور في تلك الممرات الجبلية إذا ما قرر سكان المنطقة الدفاع عنها، حاول التقرب من المقدم سالم وهو مقدم بشري. وبعدما تناقش معه “الرهبان الأقباط” حول مسائل الدين دخلوا بالسياسة وجربوا استمالته وأقناعه بأنهم سيحاولون تزكيته أمام السلطان ليحكم كامل جبل لبنان إن هو قبل بعدم مواجهة قوات المماليك الكثيرة العدد والجاهزة للسيطرة على المنطقة. ولما تكون أنت في الجانب الخاسر بدل أن تكون من رعايا السلطان وتضرب بسيفه فتستفيد من قوته وتؤمن سيطرتك على كامل الجبل؟

لعب الفأر في عب سالم وفكر بأنه لن يكلفه الاتفاق مع قلاوون سوى عدم القتال ولتسقط طرابلس وما بالنا نحن سيما وأن المراقبين من قواته كانوا أخبروه عن الاعداد الكبيرة لجيش المماليك المخيمة حول بعلبك.

لم يستشر سالم أحد من جماعته ولا سأل البطريرك دانيال المقيم في بلاد البترون يومها عن الاتفاق المقترح كونه قرر أن يسيطر بدون منازع على كامل الجبل والاستفراد بحكم الموارنة.

من هنا كان جوابه الموافقة على اقتراح “الراهبان” وانتظار تعليمات السلطان.

كان السلطان الذي دار في المنطقة ورأى بأم العين كثرة الرجال وغنى المنطقة بالانتاج الزراعي وكفايتها وبنفس الوقت التحام قراها وتنظيمها وصعوبة المسالك حولها والتي لا تقدر الجيوش على المناورة فيها، ما يسهل الدفاع عنها خاصة لمن يعرف طرقها وخباياها. من هنا سارع بدفع هدية على الحساب قوامها بضعة أكياس من المعدن الأصفر للمقدم سالم وقرر استغلال وجوده ما أمكن وقبل أن يغير الأخير رأيه.

قام سالم بوضع بعض المقربين منه في مشارف الجبال وسحب كل من قد يعترض على العملية واقنع هؤلاء بوجود اتفاق يؤمن دخول بعض التجار المصريين إلى المنطقة مع مجموعات الحماية التي تواكبهم. وعندما وصل هؤلاء سيطروا على مشارف الجبال وأعطوا الاشارة لعظيم الجيش للتقدم ومن ثم وعند وصول هذه القوات بدأت فورا باحتلال الأماكن الحصينة ودخول القرى والمدن وتفريغها من الرجال.

ولم تفد ادعاءات سالم بالاتفاق مع السلطان لأن الجيش المملوكي كان دخل إلى قلب المنطقة ما جعل الأهالي الذين لم يستطيعوا المقاومة لعدم وجود قيادة وخطة معروفة للدفاع يهربون باتجاه منطقة البترون.

عندما وصلت هذه الأخبار إلى البطريرك دانيال الحدشيتي قام بنفسه وانطلق باتجاه منطقة الجبة حيث كانت المقاومة بما أمكن تدور وبدون تخطيط أو قيادة.

فاتجه فورا إلى قلعة الحصن وقرر الدفاع عنها ومنع المهاجمين من استكمال سيطرتهم على المنطقة. وهناك بدأ الأهالي بالانضمام إلى مقاومة راعيهم وبدأت المعنويات تعود شيئا فشيئا وصارت القرى الصغيرة تستبسل في الدفاع طالما الراعي صامد في القلعة. وهكذا ولمدة أربعين يوما لم يستطع قلاوون وجيشه الجبار احتلال القلعة ولا التقدم نحو بقية القرى المعلقة في تلك الجبال والعاصية على كل محتل غاشم.

ومرة أخرى عادت المكيدة إلى العمل فطلب السلطان هذه المرة بنفسه مقابلة البطريرك وأمنه على كل نفس وكل قرية طالبا وقف القتال مقابل عودة السكان إلى قراهم والأمن إلى المنطقة بدون شروط إلا أن يحضر البطريرك ويوقع شخصيا على وثيقة الاتفاق معه.

لم يكن البطريرك غبيا ولكنه لم يكن من محبي القتال والعنف وهو إنما جاء ليسهم في خلاص رعيته عندما خانها الراعي المدني وعرضها للتهجير والذل.

ولكنه من جهة أخرى اعتبر بأن كلام السلطان لا يمكن أن يكون خدعة وهو إذا ما قال كلمته لا بد له أن يحترمها فالكلام عن صلاح الدين والأيوبيين الذين حكموا من بعده وحفظهم للأتفاقات باليوم والساعة كان معروفا في البلاد كلها.

من هنا ومنعا للمزيد من سفك الدماء قرر البطريرك الأمر بوقف القتال وتوجه بنفسه خارج القلعة لمقابلة السلطان. ولكنه ما أن وصل إلى خيمة السلطان حتى القي القبض عليه وكبل بالسلاسل وسيق أمام أعين الجنود حيث عذب وقتل. وهنا يقول المؤرخ المملوكي: “ظهر في جوار طرابلس، بطريرك عملاق يُدعى دانيال من قرية حدشيت، إحدى المعاقل الجبلية. جمع حوله مجمل أبناء شعب الجبال والأودية – ذوي الضلال- وفرض بسالته على طرابلس وأميرها وجميع الفرنجة، كما البلدان المجاورة. متخذاً من قرية الحدث قلعته الحصينة، شامخاً بأنفه حيث لم يتمكن أحد منه، بالرغم من حملاتنا العسكرية المتواصلة عليه.

لم تتمكن عساكرنا من انتزاع طرابلس الاّ بعد ان أجهزت على مقاومة حلفائهم أهل الجبال، أتباع البطريرك. عندئذ زحفت جيوشنا الجرارة في اوائل سنة 1282 على بلاد الجبّة. فقاد رجال الدفاع البطريرك بنفسه، وأوقف جيوشنا أمام اهدن 40 يوماً. ولم نتمكّن منها الاّ بعد ان امسكناه بالحيلة، بحجة المفاوضة. وكان امساكه فتحاً عظيماً، اعظم من افتتاح حصن أو قلعة وحتى بلاد بكاملها، وكفانا الله شرّه.”

فإذا كان المؤرخ المملوكي وهو أمين سر السلطان قلاوون يعتبر البطريرك دانيال والقبض عليه بالحيلة وقتله أهم من احتلال طرابلس فماذا يقول التاريخ عن سالم؟

سقط سالم مع أكياس الذهب التي باع فيها شرفه ومنطقته وأفرغ المماليك كل حقدهم على أهاليها ولم يربح حكم جبل لبنان ولا حتى حكم بشري لأنها ومنطقتها فرغت من السكان وقد كان ذكره نقطة سوداء في تاريخ الموارنة ولكنهم لم يناموا على هذا الضيم وقد شحذوا سيفهم وقرروا الانتقام لشرفهم ولذكر بطريركهم فكانت موقعتي جسر الفيدار وجسر المدفون بعد سنوات قليلة وقد ذاق فيها المماليك وأعوانهم من المرتزقة طعم سيوف هؤلاء الجبليين واندفاعهم واستبسال قادتهم فتركوهم وشأنهم منذ ذلك التاريخ. ولم يعد أحد منهم يجروء على التوجه إلى تلك المعاقل الحصينة.

اليوم والتاريخ يعيد نفسه ويتنطح لنا كل مارق يستقوي مرة بجيش كسرى وأخرى بجيش قلاوون فإن لم ننتج سالم آخر فلن يضطر بطريرك الموارنة أو غيره من البطاركة أن يقود الأمة بنفسه. ولكن السوالم هذه الأيام كثر ولم يمن الله علينا بدانيال فهل سيقود هذا الشعب ومن كل مناطقه هذه المرة التصميم على الحرية والتمسك بوحدة الهدف وعدم أعطاء الفرصة للخونة والاغراءات الكثيرة التي تحيطهم بأن يبيعوا الكرامة فتكون لنا الجرأة أن نشير إلى المرض ونتمسك بالمطالبة بزواله حتى يسقط وكل الخونة معه؟

 

"حزب الله" يخوض المعركة الانتخابية لتحديد "صورة لبنان"هدم الإهراءات: الحكومة "تطمس الجريمة"!

نداء الوطن/15 نيسان/2022

بعدما نهبت المال العام والخاص ووصلت بالخزينة إلى قعر التفليسة، بدأت الزمرة المافيوية الحاكمة عملية وضع اليد على حقوق السحب الخاصة من صندوق النقد الدولي وتقاسم مغانمها تحت ستار "دعم" احتياجات الناس من المواد الحيوية، فكانت حصة العهد وتياره الأكبر من "قالب الجبنة" الذي جرى تقطيعه بالأمس على طاولة مجلس الوزراء، من خلال "بخششة" مؤسسة كهرباء لبنان 60 مليون دولار لتغذية الهدر في قطاع الطاقة "من دون اعتماد أي إجراء إصلاحي واحد" من الإجراءات المطلوبة من صندوق النقد، أقله لناحية "تفعيل الجباية وإزالة التعديات عن الشبكة"، كما عبّرت مصادر اقتصادية، بينما انتهى قرار المجلس المتعلق بمعالجة تداعيات الأزمة المالية وانعكاساتها على القطاع العام إلى "مسرحية إعادة النظر في بعض العقود والأسعار بما يصب في مصلحة عدد من المتعهدين الموزعين على قاعدة 6 و 6 مكرر بين الأحزاب والطوائف لا سيما منهم متعهدو الجامعة اللبنانية والمطار"، موضحةً أنّ "ما يحكى عن إعادة نظر في الأسعار للعقود المحددة بالدولار ليس سوى تلاعب فاضح لصالح بعض المتعهدين الذين تحايلوا للحصول على العقود وخرقوا قواعد المنافسة عبر حرق الأسعار". أما في الجانب الإجرامي من عقلها البارد، فلم تتوان السلطة عن قرار هدم المرفأ فوق رؤوس ضحايا انفجار 4 آب، ممعنةً في قهر أهاليهم ونحر العدالة، عبر إقرار مجلس الوزراء "عملية هدم الإهراءات" وتكليف مجلس الإنماء والإعمار الإشراف على هذه العملية بموجب توصيات اللجنة التي يرأسها وزير العدل هنري خوري، متذرعةً بالتقرير الفني الذي أعدته "مؤسسة خطيب وعلمي" بهذا الخصوص، علماً أنّ "التقرير نفسه لا يوصي بحتمية هدم الإهراءات إنما يؤكد إمكانية تدعيمها في حال أرادت الحكومة ذلك"، حسبما نقل أهالي الضحايا، مشددين على أنّ هذا القرار إنما يندرج في الواقع ضمن "مخطط السلطة لطمس معالم الجريمة بالتوازي مع عرقلة التحقيق العدلي وطمس الحقيقة وتجهيل المرتكبين والمتسببين في انفجار النيترات".

وعلى الأثر، تداعى أهالي ضحايا انفجار 4 آب لوقفة احتجاجية قبالة المرفأ، مؤكدين أنّ الآليات التي ستباشر عملية هدم الإهراءات عليها أن "تعبر فوق أجسادهم أولاً"، وفق تعبير والدة أحد شهداء فوج الإطفاء. وصرّح وليم نون باسم الأهالي قائلاً: "كنا ننتظر توقيع التشكيلات القضائية لكنهم بدلاً من ذلك يريدون أن يهدموا الإهراءات لينسى الناس هذا الانفجار"، وأضاف: "ممنوع هدم الإهراءات فيما القرار الظني لم يصدر بعد، فليتركوا التحقيق يسير وهناك عدة دراسات لاستبدال هدم الإهراءات بتدعيمها".

انتخابياً، تواصل الأكثرية الحاكمة ضخّ المزيد من المواقف المبددة للشكوك المتزايدة بوجود نوايا لديها لـ"تطيير" استحقاق 15 أيار، فأكد رئيس الجمهورية ميشال عون في مستهل جلسة مجلس الوزراء على أنّ "الانتخابات قائمة في مواعيدها بعدما تم إقرار الاعتمادات الإضافية"، غامزاً في المقابل من قناة اتهام وزارة المالية المحسوبة على رئيس مجلس النواب نبيه بري بتأخير صرف الاعتمادات المالية اللازمة لإجراء الانتخابات، بقوله: "على وزير المالية أن يسرّع بالإجراءات الآيلة لتحويل الأموال الى الوزارات المعنية لا سيما وزارتي الداخلية والخارجية". وتزامناً، وضع "حزب الله" عنواناً عريضاً للمعركة الانتخابية التي يخوضها ضد الخصوم من الأحزاب وقوى المعارضة والتغيير، فشدد على كونها معركة تحديد "الأوزان وصورة لبنان" وفق ما أعلن نائب أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم، موضحاً أنّ "حزب الله" سيعمل قدر الإمكان على رفع عدد نوابه ونواب حلفائه في المجلس النيابي الجديد لإخراج لبنان "من التبعية لأميركا" وقطع الطريق على "التطبيع مع إٍسرائيل". واعتبر قاسم أنّ قوى 8 آذار تواجه في الانتخابات "مشروعاً تتداخل فيه الأيادي الأميركية والعربية والغربية ويعتمد على الكذب والتحريض"، عبر تشكيل "تحالف عريض تتفق أطرافه على الخيار السياسي لـ"حزب الله" الذي يطمئن الحلفاء لصدق قيادته"، في إشارة إلى "التيار الوطني الحر" و"تيار المردة"، مع التشديد في الوقت عينه على أنّ "حزب الله" لا يرى إمكانية للحديث راهناً عن الاستحقاق الرئاسي باعتباره حديثاً "سابقاً لأوانه... وبعد الانتخابات النيابية سنرى المشهد ونبني موقفناً على أساسه".

 

ندوة للمحامي ايلي حنا كيرلس بعنوان: الاحتلال الايراني، في الواقع والقانون

LCBS Politico/بيروت في 14 شباط 2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/106367/%d9%86%d8%af%d9%88%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%a7%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d9%83%d9%8a%d8%b1%d9%84%d8%b3-%d8%a8%d8%b9%d9%86%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84/

تزامنا مع الإعلان عن إنشاء المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان، انطلق نقاش من منطلقات قانونية وسياسية وواقعية بين أهل القانون والسياسة والفكر حول مدى مشروعية وصوابية اعتماد مصطلح «الاحتلال الإيراني للبنان». وقد حشد كل فريق طاقاته ومعارفه بحماسة مفرطة وسخّر كل قدراته اللغوية ومنتجاته العقلية من اجل إثبات صوابية رأيه. وبالنتيجة، انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض ومتحفظ على هذا المصطلح وتنوّعت التوصيفات (احتلال، وصاية، هيمنة، نفوذ، تدخل، تعامل الخ…)، في حين نجح “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان”، وبصرف النظر عن مسألة التوصيف، بإطلاق مسار تحرير الشرعية واستعادة السيادة اللبنانية بشجاعة استثنائية وبلغة وطنية صافية على قاعدة اللقاء والتضامن الوطني بين جميع المؤمنين بهوية لبنان ودوره ورسالته.

للإجابة عن ما اذا كان لبنان محتلا من ايران أم لا، لا بد من العودة أولا الى النصوص والمبادئ القانونية والأعراف الدولية ذات الصلة، وثانيا الى حقيقة وطبيعة المقاومة الاسلامية في لبنان (حزب الله) بصفتها حركة جهادية إسلامية يحمل عناصرها الهوية اللبنانية من جهة، ومن جهة أخرى يدينون بالولاء والانتماء العقائدي والعسكري المطلق للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وهذا التناقض بين الهوية اللبنانية والانتماء لولاية الفقيه، يشكل شذوذا عن قاعدة الانتماء الوطني ويتعارض مع الأسس الوطنية لأي حزب أو إطار سياسي. وهذا الشذوذ ليس وليدَ الصدفة، إنما هو نِتاج الفكر الإيديولوجي والبعد الاستراتيجي لحزب الله المرتكز على ممارسة مبدأ التقية بما يمكّنه في الشكل من التستر وراء الهوية اللبنانية وفي الاساس من توظيف انتمائه العقائدي، العسكري، الثقافي، والسياسي في خدمة مصالح الجمهورية الاسلامية الايرانية ومشروعها في المنطقة على حساب المصلحة الوطنية والهوية اللبنانية الصافية.

ولا شك ان هذه الازدواجية هي من خصائص تكوين حزب الله وسلوكه وهي تتجلى بصور مختلفة، كما هي الحال بتدرّجه في دخول السلطة والسيطرة على جميع مفاصل الدولة اللبنانية وقراراتها (الدولة العميقة)، وفي الوقت عينه خروجه عن الشرعية والقانون ونظام المساءلة بفعل انعدام وجوده القانوني ككيان معنوي حائز على “علم وخبر” من وزارة الداخلية عملا بأحكام القانون اللبناني.

وبالرجوع إلى ميزان القانون الدولي، لا نجد نصا خاصا يتناول حالة شاذة كالحالة التي يمثلها حزب الله، فالمادة 42 من لائحة الحرب البرية المرفقة باتفاقية لاهاي عام 1907 الخاصة بقوانين الحرب وأعرافها “تعتبر ارض الدولة محتلة حين تكون السلطة الفعلية لجيش العدو، ولا يشمل الاحتلال سوى الأرض التي يمكن أن تُمارَس فيها هذه السلطة بعد قيامها”. أما اتفاقيات جنيف لعام 1949 وكذلك البروتوكولان الإضافيان لعام 1977 فلم تتضمن تعريفا للاحتلال وإن كانت الاتفاقية الرابعة تشمل نصوصا يمكن أن تنطبق على الأراضي المحتلة (المواد 27-34) وكذلك المواد (47-48)، أما في ما يتعلق بعهد عصبة الأمم 1919 وميثاق الأمم المتحدة 1945 فقد جاءا خاليين من أي تعريف للاحتلال.

وعليه، مع المتغيّرات الكبرى التي طرأت على العالم وبعد انقضاء أكثر من مئة سنة على اتفاقية لاهاي، برزت الحاجة لإدخال تعديلات على القانون الدولي وتوسيع مفهوم الاحتلال لا سيما وأن مصطلح الحرب المؤدي إلى الاحتلال لم يعد يقتصر على الأعمال العسكرية الكلاسيكية، بل توسع ليشمل الحروب الاقتصادية أو الالكترونية او السيبرانية، أو الحروب ضد المنظمات الإرهابية.

وقد تميّزت السنوات الأخيرة بزيادة التدخلات العسكرية خارج حدود أراضي الدول وبظهور منظّمات مسلحة الى جانب استمرار أشكال الاحتلال الأكثر تقليدية، مما أدّى إلى بروز أشكال جديدة من الوجود العسكري الأجنبي في أراضي بعض الدول، على أساس توافقي في بعض الأحيان، وعلى عكس ذلك في أحيان كثيرة، مما أعاد تركيز الاهتمام على قانون الاحتلال القائم الذي لا يزال جامدا ولا يأخذ في الاعتبار بشكل كاف تطور قانون حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

وقد أظهرت أيضا أشكال الاحتلال الحديث مدى صعوبة تحديد الإطار القانوني الدقيق الذي يحكم استخدام القوة أو السيطرة في الأراضي المحتلة، بحيث أثارت إدارات منظمة الأمم المتحدة في أراضي الدول التي تعاني من هذه التدخلات، مسألة ما إذا كان قانون الاحتلال متصلا بهذه الحالات ويرعاها.

كما أخذت التحديات القانونية التي أثارتها الأشكال المعاصرة من الاحتلال مكانا محوريا في مداولات اجتماعات اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشأن الاحتلال وغيره من أشكال السيطرة وإدارة الأراضي الأجنبية، التي دارت حول ما إذا كانت قواعد قانون الاحتلال كافية للتعامل مع التحديات القانونية الناشئة عن أشكال الاحتلال المعاصرة، وما إذا كانت هناك حاجة إلى تعزيزها أو توضيحها أو تطويرها.

وفي هذا الصدد أصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في حزيران 2012 تقريرا توصّل الى تعريف وتفسير الاحتلال بصورة أشمل وأعمق بما يتلاءم مع أشكال السيطرة والاحتلال الحديثة وبالاستناد الى مبادئ القانون الدولي، بحيث يكون هناك احتلالا «عندما تمارس دولة معينة سيطرة فعلية غير مقبول بها على دولة ما لا تملك حق السيادة عليها». كما ويشير التقرير الى ان « الاحتلال غير المباشر يكون عندما تفرض مجموعات مسلحة ومحلية ومجنّدة من جيش أجنبي سيطرتها الفعلية على دولة ما او على اقليم فيها، وتتصرف كجهة عميلة لدولة أخرى فيتحقق بذلك شرط التدخل الاجنبي».

وبالفعل،

لقد تم تبني هذا المفهوم الحديث للاحتلال من قبل المحكمة الدولية الجنائية بالنسبة ليوغوسلافيا السابقة وفي قضية جمهورية الكونغو الديمقراطية بوجه أوغندا، كما في قرارات مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة بشأن Nagorno- Karabakh التي اعتبرتها أرضا محتلة من أرمينيا. (قرار مجلس الامن رقم 874 الصادر بالاجماع في 14/10/1993)

ونورد هنا مقتطفات من التقرير المذكور أعلاه:

International Committee of the Red Cross (ICRC) (2012).

Occupation and Other Forms of Administration of Foreign Territory, Geneva: ICRC.

Expert Meeting,

Occupation and Other Forms of Administration of Foreign Territory,

Report, ICRC

International Committee of the Red Cross 19, avenue de la Paix 1202 Geneva, Switzerland

March 2012

This document reports the findings of the ICRC project and meeting on occupation and other forms of administration of foreign territory.

Page 10

The concept of indirect effective control: the theory of indirect effective control holds that a State may be considered an occupying power for the purposes of IHL when it enforces overall control over de facto local authorities or other organized groups that have effective control over a territory or part thereof. In the course of the discussions, this theory was met with approval.

Page 23

D. THE CONCEPT OF INDIRECT EFFECTIVE CONTROL

While discussing the characteristics of the notion of effective control, one expert brought up the possibility of enforcing “indirect effective control” or “long-arm occupation.” This means that a State would be an occupying power for the purposes of IHL [International Humanitarian Law] when it enforced overall control over de facto local authorities or other organized groups that have effective control over a territory or part thereof. The situation in Nagorno-Karabakh was mentioned as an example of “long-arm occupation.” The experts noted that if this definition were to be applied, the result would accord with the position stated by the UN General Assembly in various resolutions about Nagorno-Karabakh: it was considered to be territory occupied by Armenia.

However, one expert expressed some concern about the concept of indirect effective control, fearing that it would overstrech IHL. He said that some element of foreign origin – an invasion by foreign forces, for instance – was necessary in order to classify a situation as an occupation and to trigger the applicability of occupation law. This expert rejected the possibility of occupation occurring indirectly, especially through the local population or other local elements.

This view was then contested by some experts, who expressed support for the theory of indirect control. They argued, notably, that occupation could be exerted through local armed groups enlisted by a foreign army, who would be acting as de facto agents of another State and would therefore be fulfilling the requirement of foreign involvement. This position has been endorsed by the International Criminal Tribunal for the former Yugoslavia in its jurisprudence8 and is implied by the ICJ in the case of Democratic Republic of the Congo v. Uganda.9

The expert who had challenged the relevance of indirect effective control then retreated from his original position, explaining that his reluctance to accept the concept was based on his scepticism about the notion of overall control rather than about occupation achieved through de facto local agents. The experts eventually agreed that occupation could take the form of overall control exerted by a foreign State over local authorities who had effective control of a territory.

8 ICTY, Prosecutor v. D. Tadic, Trial Chamber, judgment 7 May 1997, case IT-94-1-T, § 584; ICTY, Prosecutor v. Blaskic, Trial Chamber, judgment 3 March 2000, case IT-95-14-T, § 149-150; ICTY, Prosecutor v. I. Rajic, 13.09.1996, Review of the Indictment Pursuant to Rule 61 of the Rules of Procedure and Evidence, § 40 ff .

9 ICJ, Armed Activities on the Territory of the Congo (Democratic Republic of the Congo v. Uganda), decision of 19 December 2005, § 177

وبالعودة الى الوضع اللبناني، وانطلاقا من المبادئ الدولية لتعريف الاحتلال بمفهومه الحديث، وعملا بالمبدأ القانوني العام بأن الاقرار هو سيد الادلة، ان حزب الله (المقاومة الاسلامية في لبنان) لا علاقة له بالهوية والمصلحة اللبنانية بل هو الابن الشرعي للثورة الايرانية وهو جزء لا يتجزأ من فيلق حرس الثورة الاسلامية الذي يأتمر بأمر الولي الفقيه وينهي بنَهيِه، بدليل:

فيديو مسجّل لمحاضرة يلقيها السيد حسن نصرالله في العام 1988 يصرّح فيها بان «مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره كوننا مؤمنين عقائديين هو مشروع الدولة الإسلامية وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة، وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه الإمام الخميني» وبأن حزب الله هو «جماعة إيران في لبنان، وأن اية تصريحات ديبلوماسية أو إعلامية بخلاف ذلك ليست صحيحة».

تصريح السيد حسن نصرالله في احدى إطلالاته التلفزيونية في العام 2009 بما حرفيته «أنا افتخر أن أكون جنديا في حزب ولاية الفقيه، وولاية الفقيه أن نأتي ونقول قيادتنا وإرادتنا وولاية امرنا وقرار حربنا وسلمنا هو بيد الولي الفقيه».

تأكيد السيد حسن نصرالله في كلمته المتلفزة في 24/6/2016 بأن « موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريف أكله وشربه وصواريخه من الجمهورية الإسلامية وما دام إيران فيها فلوس تبقى عندنا فلوس».

نشر موقع فردا نيوز الإيراني في العام 2020 نقلا عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قوله أمام الإيرانيين المقيمين في لبنان خلال لقائه بهم أن « مكانة ولاية الفقيه فوق الدستور اللبناني ونحن نؤمن أن طاعة ولاية الفقيه هي طاعة المعصوم».

تصريح السيد حسن نصرالله بمناسبة يوم القدس العالمي في العام 2019 « أن الحرب على ايران تعني كل المنطقة ستشتعل (…) وكل القوات الأميركية والمصالح الأميركية في المنطقة ستتاح وكل الذين تواطؤا وتآمروا سيدفعون الثمن، وأولهم إسرائيل وآل سعود».

تصريح السيد حسن نصرالله في جريدة النهار في أيلول من العام 1986 ما حرفيته « لا نؤمن في وطن اسمه لبنان بل بالوطن الاسلامي الكبير» وفي جريدة السفير في 12/7/1987 بما حرفيته « لبنان وهذه المنطقة هي للاسلام والمسلمين ويجب ان يحكمها الاسلام والمسلمون».

كتاب الشيخ نعيم قاسم الشهير المعنون « حزب الله المنهج، التجربة، المستقبل» الذي يتناقض كليا مع الهوية والثقافة والتراث اللبناني.

تصريح الشيخ نعيم قاسم في 10/12/2021:

« هذا هو لبنان الذي نريده ومن أراد التحق به ومن لم يرد فليبحث عن حل آخر».

إرسال الحزب عناصره إلى اليمن والعراق وسوريا للمشاركة بالاعمال العسكرية وتجنيده مجموعات وشبكات تجسس دولية للقيام بأعمال أمنية ولزعزعة الأنظمة العربية خدمة للمشروع الايراني الهادف الى تصدير الثورة الاسلامية الى الخارج.

وعليه، يكون حزب الله أقر صراحة أنه جماعة ايران في لبنان وجزء من الجيش الإيراني وأن ولاية الفقيه فوق الدستور اللبناني. وقد جاءت تصريحات المسؤولين الإيرانيين لتؤكد وتصادق على هذا الاقرار بدليل:

تصريح القائد الأعلى للحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفر حول وجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني في لبنان، الأمر الذي استدعى من الرئيس ميشال سليمان في 17 أيلول 2012 طلب توضيح رسمي من السلطات الإيرانية حول هذا الوجود وفقا لبيان صدر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية.

ما ورد على لسان رضا زاكاني رئيس مركز الأبحاث في البرلمان الإيراني الذي سبق له وترشح للانتخابات الرئاسية، بأن إيران باتت تسيطر على أربع عواصم عربية وهي بغداد، دمشق، بيروت وصنعاء. وكذلك تصريح كل من علي يونس مستشار الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني وقائد فيلق القدس قاسم سليماني بهذا الخصوص.

تصريح قائد مقر خاتم الأنبياء التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء غلام علي رشيد بتاريخ 26/9/2021 « بأن القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني أبلغ القوات المسلحة الإيرانية قبل اغتياله بقيامه بتنظيم 6 جيوش خارج الأراضي الايرانية وذلك بمساندة الجيش الإيراني وحرس الثورة الاسلامية، ومن بينها حزب الله ».

تأكيد قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني علي حاجي زاده بتاريخ 24/4/2021 « أن كل ما تمثله غزة ولبنان من قدرات صاروخية تم بدعم من إيران وانهما الخط الأمامي لمواجهة إسرائيل».

وجود قيس الخزعلي، زعيم ميليشيات عصائب أهل الحق العراقية، في جنوب لبنان في أواخر العام 2017 برفقة مسؤولين عسكريين في حزب الله، ودخوله الأراضي اللبنانية بصورة غير مشروعة وقيامه باستطلاعات عسكرية ميدانية.

تصريح السفير الإيراني السابق في دمشق والأب الميداني لــ «حزب الله» محمد حسن اختيري بتاريخ 24/10/2021 بمناسبة تنصيب ممثل مرشد ايران في سوريا حميد الهَرَندَبي بأن إيران دعمت حزب الله ماليا وسياسيا ومعنويا وأن الخميني أرسل عناصر الحرس الثوري الإيراني إلى لبنان لبناء حزب الله عسكريا وهو نفسه صاحب المقولة المشهورة « حزب الله وحماس وحركة الجهاد الاسلامي هم أبناء شرعيون للثورة الاسلامية في ايران».

وبالتالي، إن القاسم المشترك بين جميع هذه التصريحات هو أن حزب الله ليس حزبا لبنانيا وانتماءه كان منذ نشأته للنظام الإيراني وليس للبنان، وهو قوة عسكرية بقيادة وإمرة إيرانية. ولعل أصدق تعبير عن هذه الحالة وتوصيفها ما قاله إبراهيم الأمين الناطق باسم الحزب في العام 1987 :

«نحن لا نقول إننا جزء من إيران، نحن ايران في لبنان ولبنان في ايران»

ان كل ما سبق تبيانه يقود الى نتيجة واحدة هي ان وجود حزب الله كجيش ايراني في لبنان يُعتبَر قوة احتلال بصرف النظر اذا ما كان احتلالا مباشرا او غير مباشر، وما أدل على مظاهر هذا الاحتلال وانتهاك السيادة اللبنانية سوى المساكنة بين متناقضين، بين الدولة والدويلة، بين بندقية الجيش والسلاح غير الشرعي، بين احترام الدستور والخروج عنه، بين القانون واللاقانون، بين شبكة اتصالات شرعية واخرى غير شرعية، بين المعابر الشرعية وتلك غير الشرعية، بين النظام المصرفي اللبناني ونظام القرض الحسن والاقتصاد الموازي، بين التمسك بالهوية اللبنانية وهدم عناصرها، بين الانفتاح والتعصب، بين الانتماء الى الشرعيتين الدولية والعربية والتمرد على قراراتهما، …. الخ

في المحصلة لقد أصاب مؤسسو المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان باعتماد هذا المصطلح الذي جاء متوافقا مع الواقع ومبادئ القانون الدولي، تماما كما أسقطت غزوة بيروت في 7 أيار 2008 وأحداث خلدة وشويا وعين الرمانة في العام 2021 صفة المقاوم عن حزب الله.

**حضر الندوة : إيصال صالح، إدمون ربّاط، أنطونيا دويهي، أحمد فتفت، إيلي كيرللس، أنطوان أندراوس، آلان برّاك، آركان الحاج شحادة، إكرام شعر، بهجت سلامة، توفيق كسبار، جان كيرللس، جورج الكلاس،جميل ورّاق، جورج سلوان، جوزف كرم، حُسن عبّود، حسن منيمنة، خالد نصولي، رجينا قنطرة، رودريك نوفل، رفيق قطان، رالف سيوفي، سوزي زيادة، سامي شمعون، طوني حبيب، علي بدر، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فادي أنطوان كرم، فارس سعيد، فدا طبّاع، فيروز جودية، كارول بابيكيان، لينا تنّير، لويس معراوي، منى فيّاض، ماريان عيسى الخوري، مياد حيدر، نعمة محفوض، نجاة صليبا، نبيل يزبك، نيللي قنديل، ندى سعيد، نسرين درزي، وليد قيس و يعرب صخر.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة 15 نيسان 2022

وطنية/15 نيسان/2022

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في يوم الجمعة العظيمة يتطلع المسيحيون في لبنان والعالم الذين يتبعون التقويم الغربي نحو قيامة مجيدة  لكن بلوغ تلك القيامة لا يكون الا عبر الجلجلة وهي الدرب التي مشى عليها السيد المسيح حاملا صليبه  صابرا على الالام  والاوجاع والظلم.

اما اللبنانيون خصوصا فيعيشون جلجلة طالت ايامها وطاولت تفاصيل حياتهم اليومية، فيما طريق الخلاص الوحيد الذي يجب ان يسير عليه لبنان هو التمثل بالقيم التي جسدها السيد المسيح. واللبنانيون هم انفسهم على موعد بعد شهر تماما مع استحقاق انتخابي يتطلعون اليه على انه خشبة خلاص مع كل ما تعيشه البلاد. فهل تتحقق الامنيات وسط الازمات المتلاحقة من تحليق ناري للدولار الى ارتفاع اسعار السلع الغذائية والمحروقات الى شح الطحين وغيرها من مقومات الحياة الكريمة.

اليوم احيت الكنائس الجمعة العظيمة  واقامت جامعة الروح القدس- الكسليك رتبة سجدة الصليب في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقد شدد السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتيري على ضرورة تغيير العقلية للخروج من المنطق الاناني معتبرا ان هذه هي مسؤوليتنا خصوصا بالنسبة الى الذين يتولون مناصب رسمية في الكنيسة والمجتمع وشدد السفير البابوي على ان قداسة  البابا فرنسيس الذي ننتظره بمحبة ونأمل استقباله بيننا يحمل لبنان في قلبه.

اقليميا في فلسطين المحتلة  اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلية باحات المجسد الاقصى فجر الجمعة الثانية من شهر رمضان وسط تنديد وغضب فلسطيني وعربي وسقوط عشرات الجرحى.

وفي هذا السياق الرئيس ميقاتي أدان اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلية المسجد الاقصى واعتبر انه سيبقى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

والفجر... وليال عشر من التصدي لفجور المحتل... هي جمعة الآلام في فلسطين، جمعة عظيمة بمقاومة أهل الأرض لقوات الإحتلال الإسرائيلي بقبضات قوية. أصحاب حق يواجهون رصاص كيان باطل بصدور عارية، يقاومون باللحم الحي ولا يبالون. في مدينة الصلاة اندلعت اشتباكات فجرا بين متظاهرين فلسطينيين والاحتلال في باحة المسجد الأقصى ما أسفر عن جرح مئات من المصلين بالرصاص المطاطي.

وقاحة صهيونية في تدنيس المقدسات وصمت رسمي عربي واممي وكأنه "صمت القبور" وفق ما عبر الرئيس نبيه بري. الا أن تكبيرات صلاة الجمعة كانت أعلى من صلف المحتل بصوت خمسين ألفا من الفلسطينيين تحدوا الرصاص الإسرائيلي وأدوا الصلاة فيما شهدت مناطق على مستوى الأرض الفلسطينية تكبير رقعة المواجهات مع جيش العدو.

الجرائم الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني سبقها عدوان جوي على سوريا استهدف بعض النقاط في ريف دمشق الغربي ولقي تصديا من قبل الدفاع الجوي السوري للصواريخ حيث أسقط بعضها واقتصرت الأضرار على الماديات.

في لبنان احيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي يوم الجمعة العظيمة فإرتفعت الصلوات وأقيمت القداديس واستراحت السياسة فيما سجل خلال رتبة سجدة الصليب بحضور رئيس الجمهورية ميشال عون، موقف للسفير البابوي المونسنيور (جوزف SPITERI) حول ضرورة تغيير العقلية للخروج من المنطق الاناني وقال: هذه هي مسؤوليتنا خصوصا بالنسبة الى الذين يتولون مناصب رسمية في الكنيسة والمجتمع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

قبلة الجهاد والثبات، خاضت اليوم جولة جديدة مع الاحتلال، وكعادتها احتل المرابطون فيها الصدارة، وغسلوا بدماء عشرات الجرحى منهم دنس الصهاينة.

في الشهر الكريم وعلى مرأى ومسمع كل العرب والمسلمين خاض الفلسطينيون نيابة عن الامة معركة القدس وطهارتها، رافضين شعوذات الاحتلال وقرابينه التي يلجأ اليها مستوطنوه في حالة ضعفهم الشديد.

ومع شدة حراجة الموقف الصهيوني وضياع قادته ومستوطنيه، وقف الفلسطينيون على كامل الارض المحتلة، رافعين سيف القدس- وما يعنيه- بوجه المحتل وتماديه.

انتهت جولة ولم تنته الحرب، وبقيت القدس ومسجادها وكنائسها تستعد لجولات جديدة، وهي التي تجلت اليوم في الجمعة العظيمة، تحكي درب الجلجلة التي يسيرها الفلسطينيون مؤمنين بقيامة وطنهم من جديد عصيا على المحتلين وكل ادواتهم من المطبعين.

في درب الجلجلة اللبنانية الطويل الكثير من امثال يهوذا الاسخريوطي الذي خان السيد المسيح، وهم يخونون بلدهم ويصلبون شعبهم على الدولار تارة وتارة اخرى على الرغيف، ويحرقونه بالزيت حينا وبالمازوت والبانزين احيانا، اما شهود الزور من المعنيين فعلى عماهم يتخبطون، ويرفضون كل مساعدة لانقاذ البلاد والعباد، لا لشيء الا لانهم مرتهنون للمشاريع الغربية بحصار لبنان كما اشار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد. الذي دعا الجميع الى استثمار علاقته مع اصدقائه وحلفائه لانقاذ لبنان لا لتجويع اهله.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

شهر واحد بالتمام والكمال يفصلنا عن موعد الانتخابات.

ثلاثون يوما بين 15 نيسان و15 ايار 2022 ستكون حافلة بالتحريض والاكاذيب والتضليل المتمادي من جهة، في مقابل عناد في الحق سيكون وحده الكفيل بوضع الحد لوقاحة الكذب من جهة اخرى.

ثلاثون يوما سيحاول البعض خلالها ان يقنعوا الناس بأنهم يعملون لتحرير لبنان مما يعتبرونه احتلالا ايرانيا، في مقابل من سيواظب على كشف دجلهم، حيث انه لا يمكن تحرير لبنان من مواطنين لبنانيين يشكلون مكونا كبيرا، كما انه لا يجوز ان يسمح لهؤلاء بمحو آثامهم في حق لبنان وشعبه على مدى عقود من الزمن شكلوا فيها الدولة الفعلية في لبنان، بعدما تنقلوا بين عمالة ووصاية، ليبقى الثابت الوحيد فسادهم وعملهم لمصالحهم الخاصة على حساب الوطن والشعب.

ثلاثون يوما سيحاول خلالها البعض أن يوهموا الناس بأنهم بديل جاهز للوضع السيء، فيما هم بذاتهم من ابرز مسببي هذا الوضع، ولو حاولوا التبرؤ منه الآن بعدما قفزوا من السفينة في اللحظة الاخيرة خوفا من الغرق، حيث امعنوا طوال سنوات في محاولة اغراقها، وفي منع المصلحين من تفادي الارتطام الكبير والانهيار.

ثلاثون يوما، ستضخ فيها المليارات، وستكثر فيها التدخلات، لكن في النهاية، سينكشف بنتيجتها الجميع وستتحدد الاحجام ويتفتح صفحة جديدة في التاريخ لبنان.

ومع تكرار العراضات التحريضية اليوم في كسروان، عبر محاولة استغلال مناسبة روحية لغايات سياسية رخيصة من قبل بعض الشتامين، الذين لم يكتفوا بما حل بالبلاد جراء ثورتهم التدميرية التي استثمرت مطالب الشعب المحقة في تناحر اعمى على مقاعد النيابة، ولأننا على مسافة ثلاثين يوما من الانتخابات النيابية، نكرر: تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

من لبنان الى فلسطين الى اوكرانيا: الجمعة العظيمة استعيدت لا كحدث الهي حصل من ألف وتسع مئة وتسع وثمانين 1989 سنة فحسب، بل كمعاناة يومية تعيشها الدول والشعوب.

في فلسطين، القوات الاسرائيلية اقتحمت باحات المسجد الاقصى عقب صلاة الفجر ما ادى الى اصابة حوالى مئة وثلاثة وخمسين 153 فلسطينيا.

وفي اوكرانيا، تواصل روسيا حربها التي لم توفر اليوم حتى حافلات اجلاء المدنيين في خاركيف.

في لبنان، اركان السلطة استعادوا الام المسيح في جامعة الروح القدس موحين للناس انهم عادوا الى ربهم! لكن القوى الامنية في المقابل كانت تواجه اهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت الذين تجمعوا ليس بعيدا من الصرح الجامعي، لمطالبة اركان المنظومة بالحقيقة والعدالة، وبعدم ازالة اهرءات مرفأ بيروت قبل اكتشاف منفذي الجريمة على الاقل. فهل مسموح في يوم الآلام ان تستمر الام اهالي ضحايا المرفأ؟ واما حان لجلجلة هؤلاء ان تنتهي حتى يعيشوا حقيقة لا قولا معنى القيامة؟

سياسيا، حزب الله لا يزال يمارس فوقيته،  فيوزع شهادات حسن السلوك على لبنانيين او ينتزعها منهم. آخر مثل على ذلك رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد الذي اعتبر ان من يطالب بنزع سلاح المقاومة يغرد في مكان آخر ولا يمت الى الوطنية بصلة. فمن اعطى رعد حق التمييز بين من هو وطني وغير وطني؟ ومن قال له  ان الحفاظ على سلاح حزب الله هو معيار الوطنية؟

انتخابيا، التدخلات السلطوية متواصلة لتجويف الانتخابات من داخل، وخصوصا في ما يتعلق بانتخابات المغتربين. اذا ان لوائح شطب اللبنانيين المسجلين للانتخابات في سيدني مثلا اعدت بطريقة هدفها اعاقة مشاركتهم في العملية الانتخابية. فهل الذين فشلوا في تمرير الدائرة 16 يحاولون التعويض عن ذلك من خلال منع اكبر عدد ممكن من المغتربين من الاقتراع؟ لذلك ايها اللبنانيون، شاركوا بكثافة في الاستحقاق الانتخابي الاتي. فالتغيير "بدو صوتك وبدو صوتك، وب15 ايار خللو صوتكن يغير".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

كيف يثق مواطن بدولة لا تستطيع حماية "مزبلة"؟ الدولة تتفرج على "دويلة النباشين" وهو مصطلح جديد يشير إلى الذين ينبشون بالنفايات في مطمر الجديدة، فلا يجرؤ أحد على ردعهم. دولة تستقوي على الأعزل وليام نون لكنها لا تجرؤ على نباشين. هل هناك من يحميهم؟ هل هناك قطبة مخفية وراء استقوائهم؟ لا يجد المواطن سببا واحدا لأن يصل الهريان إلى مستوى يصبح فيه منع نباشين من الوصول إلى مطمر الجديدة صعبا. هل بسبب نقص في العديد؟ تفرجوا على المواكب المدججة، إن مجموع عناصر موكب واحد كفيل بتفكيك دويلة النباشين.

فضيحة ثانية ولكن صحية، حين يبنج الضمير ينقطع البنج، فالتجارة في الصحة "بيزنس" مربح، فما إن قررت الحكومة أموالا للأدوية حتى هرع تجار ومستشفيات إلى إخفاء مادة البنج، ولم لا؟ ألم يسبقهم إلى هذا "البزنس" تجار المواد الغذائية والمحروقات. إنها دولة عاجزة: لا تحمي "مزبلة" ولا تردع محتكر بنج، ولا ردعت محتكر مواد غذائية ومحروقات، فلمن يأمن المواطن؟ هل يردد: الشكوى لغير الله مذلة؟

في السياسة، غياب للحركة لمناسبة العطلة لأربعة أيام، بين الجمعة العظيمة والفصح للطوائف التي تتبع التقويم الغربي، ولأحد الشعانين للطوائف التي تتبع التقويم الشرقي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

هي الجمعة العظيمة علق فيها المخلص على خشبة، جمعة عظيمة وإن صلبت فلسطين من أقصاها الشعب الفلسطيني قام حقا، قام دفاعا عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وعلى مرأى ممن باعوا الأرض بثلاثين من فضة. الأقصويون فدائيون منذ صلاة الفجر يخوضون معركة الدفاع عن مهد الديانات من مسافة صفر خط نار في وجه جنود الاحتلال والمستوطنين والاحتلال همجي مذ نكل بالمسيح وينكل اليوم بأبناء أرضه ويطلق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع على آلاف المصلين  فلسطين ومنذ نكبتها تحمل صليبها لأجل استعادة الحق والأرض وعلى درب الآلام نفسه مشى لبنان لكنه علق على خشبة الجحيم.

وعلى مسافة فصحين وفطر مزيد من الأزمات ولعب على حبال الانتخابات ولا عيدية في حل أزمة تشكيلات السفراء والقناصل ليستأثر التيار الوطني ورئيسه بحقائب المسيحيين الدبلوماسية وفي سابقة من نوعها ما من عهد ترك التشكيلات حتى ربع الساعة الأخير إلا هذا الماثل أمامنا الذي يتخذ من هذه الأزمة رافعة انتخابية على مشارف شهر من استحقاق أيار. في جلسة الحكومة الأخيرة رفع بند التشكيلات من جدول الأعمال وعلق البحث فيه على معايير يريدها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بوضع الرجل المناسب في السفارة المناسبة واتفق عليها مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب الذي استحدث " أمر مهمة"  لتعبئة الفراغ بالوكيل لا بالأصيل.

الفولكلور الانتخابي لم يقف على باب السفارات ومن شعار " ما خلونا" وما "خليناهن" و"اعذرونا" و"فينا وما فينا" تحول سلاح حزب الله إلى "ترايد مارك" انتخابي وبين من يريد نزع السلاح ومواجهة الحزب ثبت بوجه الشعارات الانتخابية أن المنافسة هي على دائرة الثلث المعطل وما عداها تأويل لا يصرف في البازار السياسي اللبناني. وبعد حديث حزب الله عن التطبيع تحت الماء كلام لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وضع العلاقة بين باريس وحارة حريك على سكة إصلاح  عبد بعضها وزير الأشغال علي حمية وكشف قاسم عن زيارة لسفارة الفاتيكان في لبنان قام بها وفد من حزب الله مبديا استعداد الحزب للتعاون مع أي فريق عربي أو دولي يهتم بلبنان ويكون صادق اللهجة ويتضح أن ليس لديه مؤامرة ضد هذا البلد. وإذا كان فعل المؤامرة حمال أوجه انطلاقا من حسابات كل فريق فإن تيار المستقبل وبعد انسحابه التكتيكي من الاستحقاق الانتخابي أكد على لسان أمينه العام أحمد الحريري أن عدم خوض الانتخابات لا يعني الانسحاب من العمل السياسي. وفي رد على أهل البيت وخارجه قال الحريري  إن المشهد مبك لأن الطاقم السياسي بقي على مدار سنتين يطالب بخروج الرئيس الحريري من معادلة السلطة وتركها لحزب الله " ليقلع شوكو بإيدو" اكتشف فجأة أن غياب الحريري سيسلم البلد لحزب الله ولمن يستخدم تيار المستقبل ورموزه في الحملات الانتخابية قال: نحن خارج السباق الانتخابي "وما عنا مرشحين ولا لوائح ونقطة على السطر".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

وزارة الصحة : 146 إصابة جديدة وحالتا وفاة

وطنية/15 نيسان/2022

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل "146 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1095406، كما تم تسجيل حالتي وفاة".

 

لافروف يستقبل فرنجية في موسكو: نحرص على مساعدتكم

المدن/15 نيسان/2022

استقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة 15 نيسان، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الذي يزور العاصمة الروسية موسكو على رأس وفد يضمّ الوزير السابق روني عريجي، والنائب السابق كريم الراسي. وأعرب لافروف عن حرص موسكو على مساعدة لبنان في تجاوز المشاكل التي تعرقل تطوره في السنوات الأخيرة. وقال لافروف مخاطباً الوفد، وفق بيان للخارجية الروسية: "نريد مساعدة أصدقائنا اللبنانيين في حل المشاكل التي تصرف انتباهكم في السنوات الأخيرة بشكل أو بآخر عن الأغراض النافعة، وتطوير دولتكم وتعزيز أمنها". وتابع لافروف: "نعتقد أنه من المهم الحفاظ على المبادئ التي تعتمد عليها الدولة المعاصرة في لبنان، والتي ندعو دائماً إلى تعزيزها، لا سيما خلال عملنا ضمن مجلس الأمن الدولي". وشدد على أن موسكو تتبع هذا النهج في اتصالاتها المنتظمة مع الممثلين عن الطيف السياسي في لبنان بأكمله. وإذ أشار لافروف إلى أهمية الدور الذي كان ولا يزال يلعبه تيار "المردة"، أكد قائلاً: "نحن مهتمون بالإصغاء إلى تقييماتكم وطرح رأينا إزاءها، والذي لا يقف وراءه دائماً، كما أؤكد مرة أخرى، إلا الرغبة في مساعدة أصدقائنا اللبنانيين". وكان فرنجيّة والوفد اجتمعوا في وقت سابق في مقر الخارجية الروسية مع الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف ورئيس قسم لبنان وسوريا اندريه بانوف، حيث تم التشديد على أهمية العلاقات والروابط بين لبنان وروسيا. كما تخلل الاجتماع تبادل للآراء حول قضايا الساعة.

 

صيدا: "الماكينات" تنفخ أرقامها والحريرية تودّع المدينة بكسل النقيب

وليد حسين/المدن/15 نيسان/2022

رغم بقاء أقل من ثلاثين يوماً على موعد إجراء الانتخابات، ما زال الناخبون في صيدا غير مبالين بهذا الاستحقاق. وهذا يوحي بأن الرئيس سعد الحريري نجح في فرض رؤيته في المناطق السنية، أو أن اللبنانيين عموماً، باستثناء المناطق المسيحية، لا يعيرون الانتخابات أي أهمية شبيهة بالدورات السابقة. فباستثناء بعض الحملات الانتخابية الضخمة والباهتة في آن معاً، لا مظاهر انتخابية بعد. الكل ينفخ أرقامه في عاصمة الجنوب صيدا. الماكينات الانتخابية تشيع مثلما هو معتاد أنها حققت أرقاماً كبيرة وأنها جاهزة لاكتساح الساحات، وخصوصاً الماكينة الانتخابية للتنظيم الشعبي الناصري والدكتور عبد الرحمن البزري، التي باتت تشيع أنها أمنت حواصل ثلاثة. لكن الأمر لا يعود إلا كونه "نفخاً بالبالون الصيداوي"، الذي سرعان ما ينفجر. فادعاء القوة، كما تقول مصادر متابعة للانتخابات، مرده إلى أن الناخب الصيداوي يقف إلى جانب القوي، ولأن النفخ بالأرقام يستقطب المزيد من الأصوات. فيما في الحقيقة رهان جميع اللوائح الحزبية هو على انخفاض نسبة المشاركة، بسبب مقاطعة تيار المستقبل، والذي يؤدي إلى تراجع الحاصل الانتخابي إلى نحو عشرة آلاف صوت، أي أقل من العام 2018 بنحو ثلاثة آلاف صوت.

الجميع يراهن على انخفاض الحاصل، رغم كل ما يشاع في صيدا عن أرقام الماكينات الحزبية. ففي العام 2018 أشاعت الماكينات الانتخابية أرقاماً تبين بعد فتح صناديق الاقتراع أنها كانت خيالية، ومني تيار المستقبل بتراجع بأكثر من 13 ألف صوت عن انتخابات العام 2009. وأظهرت النتائج أن رهان كل القوى على حصد أصوات تفضيلية، كما أشاعوا، كان خائباً: سعد أشاع حصوله على 15 ألف صوت تفضيلي، والبزري نحو 8 آلاف صوت ومثله الجماعة الإسلامية، وفشلوا بالرهان. وما يزيد قناعة متابعين للانتخابات بأن الأرقام التي تشيعها الماكينات الحزبية واهمة، هو التفاوض القائم بين البزري والجماعة الإسلامية لدعم اللائحة، لقاء وعود لدعم "الجماعة" في الحصول على رئاسة البلدية في العام المقبل. فلو كانت الأرقام المشاعة حقيقية لما ذهب إلى هذا الخيار. لكن "الجماعة" باتت "بيضة القبان"، وأينما تحلّ تبدل التوازنات.

هذا النفخ بالأرقام في الشارع الصيداوي، والتعويل على غضب الناخبين، يدفع القوى التغييرية إلى الأمل بإحداث المرشحة هانية الزعتري على لائحة "نحن التغيير" خرق في عاصمة الجنوب، رغم عدم امتلاكها لأي حيثية شعبية، قياساً بباقي مرشحي اللوائح. لكن المجموعات الداعمة لهذه اللائحة الشبابية لا تتوهم حصول الخرق، ولا تحقيق أرقاماً مرتفعة. فهذه اللائحة لا تملك ماكينات انتخابية وأموالاً كباقي اللوائح. وتكتفي بالتعويل على غضب الناخبين، وسلوكهم في يوم الاقتراع، وترجمة الانهيار الاقتصادي والمالي والاجتماعي في السنتين المنصرمتن في صناديق الاقتراع.

وتضيف المصادر، أنه باستثناء الثنائي الشيعي الذي ينام على ضمان الصوت الشيعي للائحته، تعيش باقي اللوائح على أمل انخفاض الحاصل الانتخابي لتأمين النجاح، مهما أشيع في مدينة صيدا من أرقام خيالية (على سبيل المثال تشيع ماكينة التنظيم الناصري أن سعد ينال 13 ألف صوت تفضيلي، والبزري أكثر من ثمانية آلاف صوت). فيما الواقع على الأرض مختلف كون الجهة الوحيدة القادرة على تقديم المساعدات وتوزع المواد الغذائية والمازوت هو حزب الله. والتقديمات محصورة في بيئة حزب الله وسرايا مقاومته. أما باقي اللوائح فتراهن على تراجع التصويت السني ومقاطعة تيار المستقبل، الذي يطبق جمهوره الصمت، ولا يريد المشاركة ولا تعنيه الانتخابات.  لكن المقاطعة السنية-المستقبلية تضعف حظوظ لائحة "وحدتنا في صيدا وجزين" التي يرأسها المهندس يوسف النقيب. فرغم أن الماكينة الانتخابية للقوات اللبنانية من أنشط الماكينات في الدائرة (يشاع أنها باتت تنام على نحو تسعة آلاف صوت)، إلا أن حليفها النقيب في صيدا لم يتحرك انتخابياً بعد. لم يعقد أي لقاء عام، ولم ينظم أي مأدبة إفطار، ولم يقم بأي إطلالة إعلامية حتى. بل يمكث في مكتبه، ظناً أن الناخبين يأتون إليه. ربما لا يريد النقيب استفزاز النائبة بهية الحريري، غير الراضية على ترشحه من الأساس، وسحبت من أمامه أي إمكانية للتعويل على الماكينة الانتخابية لتيار المستقبل، حتى في الخفاء. لكن عدم الإقدام على التواصل مع الناخبين سيؤدي إلى تراجع حظوظ اللائحة بإمكانية الخرق بمقعد واحد، حتى في جزين. هذا في وقت لم تتصاعد بعد حملات المقاطعة، كما هو متوقع في الأيام المقبلة. فالدعوات للمقاطعة ما زالت تقتصر على الأحاديث الجانبية وليست بين العموم. ربما يراهن النقيب على أن أهالي صيدا لن يضعوا "بيضهم في سلة" سعد، الذي بدأ يقيم الافطارات رمضانية ويجول في الأسواق ويلتقي المواطنين، لكنه رهان خاطئ، يؤدي إلى خروج لائحته من السباق. خروج تراهن عليه نائبة صيدا، غير المكترثة بأن يودع تيار المستقبل والحريرية المدينة لسنوات أو ربما عقود.   

 

دعموش: المعركة بين نهجَيْن!

الوكالة الوطنية للاعلام/الجمعة 15 نيسان 2022      

شدّد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش في خطبة ‏الجمعة، على أن" المعركة الانتخابية في 19 أيار هي بين نهجين". وأشار دعموش، إلى "نهج يريد ‏حماية البلد وبناء الدولة ووقف الانهيار، ولديه مشروع كامل لذلك، ويستند الى تجربة نظيفة وصادقة في العمل السياسي والوطني، وفي مقدمة من يعتمد هذا النهج حزب الله، ونهج آخر لا يملك سوى شعارات وعناوين غير واقعية ‏تستهدف قوة لبنان ومقاومته، ولا يوجد لديه برنامج انتخابي او مشروع لانقاذ ‏البلد، بل همه ومشروعه إلغاء المقاومة وسحب سلاحها استرضاء لأميركا ‏والغرب ولبعض الدول العربية واستدراج دعمها المالي، وفي مقدمة من يعتمد ‏هذا النهج أزلام السفارات ومن يعيش اليوم على موائدها". ‏ولفت إلى أن "أصحاب النهج الآخر يراهنون من خلال حملات التحريض وبث ‏الأكاذيب وتوزيع المال الانتخاب على تغيير المزاج الشعبي واختراق بيئة ‏المقاومة وإبعاد الناس عن خياراتها، وفاتهم أن ما يراهنون عليه جربوه في استحقاقت سابقة وفشلوا وخابت رهاناتهم واصطدموا بصلاة وثبات أهلنا وازدياد شعبية المقاومة". ورأى أن "المشاركة الواسعة في الانتخابات ورفع نسبة التصويت في الدوائر ‏المختلفة كفيل بإنجاح اللوائح التي تعتمد نهج المقاومة وحلفائها ومنع وصول ‏اللوائح المنافسة، بينما الانكفاء أو التراخي واللامبالاة أو البناء على أن الامور محسومة سيمنح اصحاب النهج المعادي للمقاومة فرصا أكبر للفوز، وهذا ما لا ‏ينبغي أن يحصل، ولذلك نحن ندعو الى أوسع مشاركة في هذا الاستحقاق ‏والتصويت بقوة لتفويت الفرصة عل المراهنين على انكفاء الناس عن المشاركة في هذا الاستحقاق المهم والمفصلي". وأكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش، أنه "في 19 أيار سيثبت أهلنا كما في كل استحقاق، أنهم أكرم الناس وأوفى ‏الناس للمقاومة، وأنهم أهل لتحمل المسؤولية في هذا الاستحقاق الوطني، وسيشهد العالم مجدداً أن قناعتهم بالمقاومة وخياراتها وتحالفاتها ثابتة وراسخة ‏ومستمرة، وأن شعبية المقاومة في ازدياد مطرد رغم التحريض وأن لا أحد ‏يستطيع إلغاءها أو النيل منها ومن جمهورها".

 

 رعد: الذي يطالب بنزع سلاح المقاومة يغرّد في مكان آخ!

صحف لبنانية/الجمعة 15 نيسان 2022

جدّد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد التأكيد أنّ "علاقة حزب الله مع إيران هي علاقة صداقة"، مضيفاً: "إذا كنّا نريد أن نحرص على بناء بلدنا كما نريد نحن اللبنانيين، أبدينا كل استعداد لنوظّف صداقتنا مع إيران من أجل تحقيق مصالح لبنان وكل اللبنانيين على اختلاف طوائفهم". ودعا، خلال لقاء سياسي أقيم في بلدة كفررمان، "كل من له صداقة إقليمية أو دولية أن يفعل كما نفعل نحن، ويتعهد بتوظيف صداقاته من أجل مصلحة لبنان وكل اللبنانيين"، لافتاً إلى أن الآخرين لا يمكنهم فعل ذلك لأنهم مقتنعون بوصاية الغرب عليهم في سياستهم، لذا هم لا يريدون لنا أي علاقة مع أي دولة شرقية وليس فقط إيران، حتى روسيا هم لا يقبلوا بصداقتها ولا حتى الصين والهند، كل ذلك لأن مصالح هؤلاء النافذين المتحكّمين بالنظام السياسي في البلد مشبوكة مع الغرب، ومع مؤسسات وبنوك ومختبرات ومعامل الغرب، فهم أصبحوا صدى للغرب، والغرب يعتمد عليهم بتنفيذ سياساته في لبنان".وقال رعد: "إنّ ما هم فيه من رضوخ وخضوع وتوهين لهويتهم الوطنية يحاولون أن يتّهموننا بها زورًا وبهتانًا وبدون أي دليل". وأضاف: "إنهم يصبون حُمّى هجماتهم علينا تحت شعار لا لسلاح المقاومة، ونحن لسنا هواة حروب لكننا لا نقبل أن يأخذنا العدو على غفلة، لذا كان السلاح ولذا يجب أن تبقى جهوزيتنا قادرة على التصدي لعدوانية العدو الإسرائيلي، مشددا على أن "المقاومة هي ضرورة وطنية وحاجة ماسة، والذي يطالب بنزع سلاح المقاومة يغرّد في مكان آخر، أقلّه أنّه لا يمُتّ إلى الوطنية بصِلة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الأمم المتحدة: خمسة ملايين شخص فروا من أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي

جنيف: «الشرق الأوسط أونلاين»/15 نيسان/2022

فر أكثر من خمسة ملايين شخص من أوكرانيا منذ الغزو الروسي في 24 فبراير (شباط)، كما أظهرت أرقام الأمم المتحدة اليوم (الجمعة). وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن 4.796.245 مليون أوكراني فروا عبر الحدود، فيما تفيد المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة بأن قرابة 215 ألفاً من مواطني دول ثالثة فروا أيضاً إلى البلدان المجاورة، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

 

البنتاغون يكشف تفاصيل غرق موسكفا.. وينفي رواية روسيا

دبي - العربية.نت/15 نيسان/2022

عقب تأكيد موسكو غرق الطراد الحربي موسكفا، أعلن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجمعة، أن الطراد الروسي موسكفا أغرق بصاروخين أوكرانيين، مؤكدا أنها "ضربة قاسية" لروسيا. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه لمجموعة من الصحافيين "نعتقد أنهم ضربوها بصاروخَي نبتون"، نافيا بالتالي رواية موسكو التي تؤكد أن بارجتها الرئيسية في أسطول البحر الأسود "تضررت بشدة" جراء حريق. لكن المسؤول الأميركي لم يؤكد صحة معلومات أشارت إلى أن الجيش الأوكراني أربك دفاعات موسكفا بطائرة مسيّرة من جهة فيما ضربها من الأخرى بصواريخ نبتون.

وتابع "نعتقد أن هناك ضحايا سقطوا، لكن من الصعب معرفة عددهم"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة رصدت ناجين انتشلتهم سفن روسية أخرى. كما قال "إنها ضربة قاسية لها رمزيتها"، معتبرا أن خسارة روسيا أحد طراداتها الثلاثة من طراز سلافا "يخلق فراغا على صعيد القدرات العسكرية" في جنوب أوكرانيا التي قرّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جعلها محور العمليات العسكرية المقبلة. وأوضح أن تركيا بموجب اتفاقية مونترو "تمنع السفن الحربية من دخول البحر الأسود، ولن يكون بمقدورهم (الروس) أن يستبدلوا البارجة بأخرى من طراز سلافا". يشار إلى أن أنقرة تتحكم في الوصول إلى البحر الأسود من خلال معاهدة مونترو الموقعة عام 1936 والتي تضمن حرية إبحار السفن التجارية في وقت السلم وتمنحها حق منع السفن الحربية من عبور مضيقي البوسفور والدردنيل في حال النزاع، لا سيما إذا كانت تركيا نفسها مهددة أو إذا كانت هذه السفن عائدة إلى قواعدها. واعتبر المسؤول الأميركي أن غرق الطراد الروسي قد يدفع البحرية الروسية إلى توخي مزيد من الحذر وإلى تقليص انخراطها على الساحة الأوكرانية.

 

أوكرانيا: روسيا استخدمت قاذفات بعيدة المدى لمهاجمة ماريوبول

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»»/15 نيسان/2022

قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك، اليوم (الجمعة)، إن روسيا استخدمت للمرة الأولى منذ بدء غزوها قاذفات بعيدة المدى لمهاجمة مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.

 

الاستخبارات الأميركية: يأس بوتين قد يدفعه لاستخدام سلاح نووي

اواشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»»/15 نيسان/2022

اعتبر مدير وكالة المخابرات المركزية «سي آي آيه» ويليام بيرنز، أمس (الخميس)، أن انتكاسات روسيا العسكرية في أوكرانيا قد تدفع الرئيس فلاديمير بوتين إلى استخدام سلاح نووي تكتيكي أو منخفض القوة. وقال بيرنز في كلمة ألقاها في أتلانتا «نظراً إلى إمكان إصابة الرئيس بوتين والقيادة الروسية بيأس محتمل، وإلى الانتكاسات العسكرية التي يواجهونها حتى الآن، لا يمكن لأي منا التعامل باستخفاف مع التهديد الذي يمثله اللجوء المحتمل إلى أسلحة نووية تكتيكية أو أسلحة نووية منخفضة القوة»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وكان الكرملين أعلن وضع القوات النووية الروسية في حال تأهب قصوى بعيد بدء غزو أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، لكن الولايات المتحدة لم تر «أدلة عملية» كثيرة على عمليات نشر فعلية لهذه الأسلحة من شأنها التسبب بمزيد من القلق، وفق ما أضاف بيرنز خلال حديثه أمام طلاب في جامعة جورجيا. وتابع بيرنز «نحن قلقون جداً بالتأكيد. أعلم أن الرئيس بايدن يشعر بقلق عميق بشأن تجنب حرب عالمية ثالثة، وتجنب العتبة التي يصبح فيها الصراع النووي ممكناً». وتمتلك روسيا الكثير من الأسلحة النووية التكتيكية، وهي أقل قوة من القنبلة التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية. وتتميز العقيدة العسكرية الروسية بمبدأ يسمى التصعيد من أجل خفض التصعيد، والذي قد يشمل شن ضربة أولى بسلاح نووي منخفض القوة لاستعادة المبادرة إذا سارت الأمور على نحو سيّئ في صراع تقليدي مع الغرب. لكن في ظل هذه الفرضية «سيتدخل حلف شمال الأطلسي عسكرياً على الأرض في أوكرانيا في سياق هذا الصراع (...) وكما أوضح الرئيس بايدن بشكل جلي، هذا أمر مرجح»، حسب بيرنز. ومتذكراً عمله سفيراً للولايات المتحدة لدى روسيا، وجّه بيرنز كلمات قاسية جداً لبوتين، واصفاً إياه بـ«رسول الثأر» الذي وقف على مر السنين وسط «مزيج قابل للاشتعال من التظلم والطموح وعدم الأمان».

 

 روسيا تتوعد بمزيد من الضربات الصاروخية على كييف

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»»/15 نيسان/2022

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الجمعة)، إنها أصابت هدفاً عسكرياً على أطراف كييف بصواريخ كروز خلال الليل، متوعدة بمزيد من الضربات على العاصمة الأوكرانية، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أكدت روسيا أنها قتلت نحو ثلاثين «مرتزقاً بولندياً» في ضربة شنتها في شمال شرقي أوكرانيا في حين التوتر على أشده بين موسكو ووارسو. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في بيان «نتيجة للضربة، تمت تصفية وحدة من المرتزقة تابعة لفرقة عسكرية بولندية خاصة في بلدة إيزيوميسك في منطقة خاركيف وقد تم القضاء على نحو 30 مرتزقاً بولندياً». وذكرت الوزارة، أن قواتها سيطرت أيضاً بشكل كامل على مصنع إيليتش للصلب في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة. وقالت روسيا، الأربعاء، إن 1026 جندياً من اللواء 36 لمشاة البحرية الأوكراني، بينهم 162 ضابطاً، استسلموا بالقرب من مصنع الصلب. وتشهد ماريوبول التي تحاصرها القوات الروسية منذ أسابيع أعنف قتال، ودماراً هو الأكبر نطاقاً منذ أن شنت موسكو عملية عسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير (شباط).

 

موسكو تواجه أكبر خسائرها في العتاد منذ بداية حرب أوكرانيا

«أضرار جسيمة» في سفينة قيادة أسطول البحر الأسود الروسي

موسكو - كييف: «الشرق الأوسط»/15 نيسان/2022

منيت روسيا بواحدة من أكبر خسائرها في العتاد منذ بداية غزوها لأوكرانيا عبر إصابة «موسكفا» سفينة قائد أسطولها في البحر الأسود في انفجار ذخائر حسب موسكو وفي ضربات صاروخية حسب كييف. وبينما يستعد الجيش الروسي للسيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية على بحر آزوف وتوسيع هجومه في جنوب أوكرانيا وشرقها، أصيب الطراد القاذف للصواريخ موسكفا «بأضرار جسيمة»، حسبما نقلت وكالتا الأنباء الروسيتان الرسميتان «ريا نوفوستي» و«تاس» عن وزارة الدفاع الروسية. وقالت الوزارة: «بسبب حريق انفجرت ذخائر على متن السفينة» وتم إجلاء الطاقم بالكامل، موضحة أن التحقيق جار لمعرفة أسباب هذا الحريق. من جهتها، أكدت السلطات الأوكرانية أن السفينة الحربية «موسكفا» أصيبت بصواريخ. وقال الحاكم الأوكراني لمنطقة أوديسا (جنوب) ماكسيم مارتشينكو إن «صواريخ نبتون التي تحمي البحر الأسود سببت أضراراً جسيمة لهذه السفينة الروسية».

وقال المتحدث باسم الإدارة العسكرية في أوديسا سيرغي براتشوك عبر تطبيق «تلغرام»: «وفقاً للبيانات المتاحة كانت صواريخ (أوكرانية) أسباب الأضرار الجسيمة التي لحقت بالسفينة». من جهته، قال أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني على «يوتيوب» إن «مفاجأة جاءت لسفينة قائد الأسطول الروسي للبحر الأسود». وأضاف أن السفينة «تحترق بكثافة الآن. وفي هذا البحر الهائج، من المستحيل معرفة متى سيتلقون المساعدة»، مؤكداً أن «أفراد الطاقم البالغ عددهم 510 أشخاص» موجودون على متنها. وتابع: «لا نفهم ما حدث». و«موسكفا» موضوعة في الخدمة منذ 1983 في عهد الاتحاد السوفياتي. وقد شاركت في التدخل الروسي في سوريا منذ 2015، وفي الأيام الأولى لغزو أوكرانيا، شاركت في هجوم على جزيرة الثعبان قرب الحدود الرومانية، حيث أسر 19 بحاراً أوكرانيا لمبادلتهم بأسرى روس في وقت لاحق. قالت روسيا إنه تم إجلاء طاقم الطراد موسكفا، السفينة الرئيسية للأسطول الروسي في البحر الأسود، أمس الخميس وإن إجراءات تتخذ لقطر الطراد وإعادته إلى الميناء بعد إصابته بأضرار جسيمة إثر انفجار ذخائر على متنه، في حين تمسكت أوكرانيا بأن الطراد أصيب بصاروخ. وأكدت وزارة الدفاع الروسية إخماد الحريق الذي شب على متن الطراد الصاروخي موسكفا، الذي يعود للعهد السوفياتي، لكن لحقت به أضرار جسيمة. ولم تعترف الوزارة بأن الطراد، الذي كان يقل أكثر من 500 بحار، تعرض لهجوم وقالت إن سبب الحريق ما زال محل تحقيق. وقالت القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني إنها استهدفت الطراد بصاروخ نبتون المضاد للسفن الأوكراني الصنع وإنه بدأ يغرق. وقالت الولايات المتحدة إنه ليس لديها معلومات كافية لتقرر ما إذا كان الطراد قد تعرض لضربة صاروخية. وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي: «لا نستطيع في تلك اللحظة التأكد من ذلك بشكل مستقل لكن بالتأكيد ما حدث يمثل ضربة كبيرة لروسيا». ومن شأن خسارة الطراد موسكفا أو إعطابه أن يمثل انتكاسة أخرى لحملة روسيا المتعثرة والمستمرة منذ 50 يوماً في أوكرانيا في وقت تستعد فيه لشن هجوم جديد على منطقة دونباس الشرقية سيحدد على الأرجح نتيجة الصراع.

 

 إيران تحتجز ناقلة تحمل وقوداً مهرباً

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/15 نيسان/2022

نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن الحرس الثوري الإيراني قوله، اليوم (الجمعة)، إنه احتجز سفينة أجنبية تحمل «وقوداً مهرباً». وقالت الوكالة الرسمية، نقلاً عن القائد الإيراني غلام حسين حسيني، قوله: «أثناء تفتيش هذه السفينة في مياه الخليج، تم اكتشاف 250 ألف لتر من الوقود المهرب»، حسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وأضاف أنه تم احتجاز سبعة من أفراد الطاقم «لاستكمال إجراءات التحقيق والخطوات القانونية».

 

ولي العهد السعودي وغوتيريش يبحثان الجهود لحل سياسي في اليمن/الاتصال الهاتفي تناول المستجدات في المنطقة والعالم

جدة: «الشرق الأوسط»»/15 نيسان/2022

استعرض الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مجمل الأحداث التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية، وجهود المنظمة الأممية بشأنها.

جاء ذلك ضمن اتصال هاتفي تلقاه ولي العهد السعودي أول من أمس (الأربعاء) من غوتيريش، الذي ثمن خلال الاتصال جهود السعودية المستمرة والرامية لتحقيق الهدنة بين أطراف الأزمة في اليمن، والوصول لحل سياسي للأزمة اليمنية.

 

غروندبيرغ: هدنة اليمن فرصة وهناك «ضوء في نهاية النفق»

محمد بن سلمان وغوتيريش بحثا جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية

نيويورك: علي بردى - جدة: «الشرق الأوسط»/15 نيسان/2022

استعرض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في اتصال هاتفي مساء الأربعاء، مجمل الأحداث التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية، وجهود المنظمة الأممية بشأنها. وثمّن غوتيريش جهود السعودية المستمرة والرامية لتحقيق الهدنة بين أطراف الأزمة في اليمن والوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية. في غضون ذلك أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندنبيرغ، أمس، أن الهدنة السارية منذ مطلع شهر رمضان توفر «فرصة نادرة» لإحلال السلام، مشيداً مع بقية أعضاء مجلس الأمن بالخطوات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية والدول الخليجية أخيراً لدعم جهود الوساطة التي تبذلها المنظمة الدولية للوصول إلى تسوية تفاوضية للنزاع. وعقد مجلس الأمن جلسة استمع فيها إلى إحاطة من غروندنبيرغ الذي رأى أن «هناك ضوءاً في نهاية النفق» بعد سنوات من العنف في اليمن، فيما رحب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارتن غريفيث، خلال حديثه عن الوضع الإنساني، بالدعم المالي الجديد الذي أعلنته السعودية في 7 أبريل (نيسان) الماضي، بعد إنشاء المجلس الرئاسي، مؤكداً أنه أسهم في رفع قيمة الريال اليمني في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة بنحو 25%. وتحدث غريفيث أيضاً عن الجهود المبذولة لحل التهديد الذي تشكله الناقلة «صافر» المعطوبة قبالة ميناء رأس عيسى الذي يسيطر عليه الحوثيون في البحر الأحمر والمعرّض لخطر التسرب النفطي الكبير أو الانفجار. من جانبها، أشادت رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة البريطانية الدائمة باربره وودوارد «على وجه الخصوص بجهود المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي والحكومة اليمنية في تقديم مشاورات جادة وإصلاح سياسي مهم». وإذ رأت أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي «خطوة حيوية»، فإنها أثنت على الرئيس عبد ربه منصور هادي «تسهيله التداول السلمي للسلطة»، متوقعة من المجلس الرئاسي «العمل بجدية وسرعة نحو المفاوضات السياسية».

 

قاآني يتوعد بـ«تسريع إزالة» إسرائيل ويدافع عن إطلاق الباليستي على أربيل

فؤاد حسين لرئيسي: العراق لن يكون منطلقاً للاعتداء على أمن إيران أو أي دولة

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/15 نيسان/2022

بعد غياب من المنابر، عاد قائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيراني، إسماعيل قاآني إلى الواجهة من بوابة التهديد بإزالة إسرائيل ودافع عن إطلاق الصواريخ الباليستية على أربيل، في حين تواجه إيران شروطا أميركية بخفض التصعيد الإقليمي لتخطي القضايا العالقة في محادثات فيينا. ونقلت وكالات رسمية إيرانية عن قاآني قوله إن «وتيرة إزالة الكيان الصهيوني وتدميره تتسارع» معتبرا بلاده «في طليعة القتال ضد الهيمنة العالمية والصهيونية». وكان قاآني يتحدث أمس في مراسم الذكرى الأولى لنائبه في «فيلق القدس» الذي أعلن عن وفاته قبل عام في ظروف غامضة. وبينما قال «الحرس الثوري» إنه توفي نتيجة إصابة كيماوية تعود إلى معركة هور الحويزة في الحرب الإيرانية - العراقية، لمح حينها مغردون مقربون من «الحرس الثوري» إلى أسباب أخرى على خلاف السبب المعلن. وتفاخر قاآني ضمنا بنشاط قواته انطلاقا من إسرائيل ولبنان ومرورا باليمن والعراق. وأعرب عن تأييده لسلسلة العلميات في قلب إسرائيل، سقط خلالها 14 إسرائيليا في غضون الأسابيع الأخيرة. ونقلت «رويترز» عن قاآني قوله في هذا السياق «ندعم كل جماعة تناضل وتتصدى للكيان الصهيوني في العالم وسنواصل هذا الدعم». ووصف إسرائيل بـ«الثكنة العسكرية المليئة بكاميرات المراقبة وأدوات التحكم» وقال إنه «نظام صهيوني وبوليسي يراقب كل خطوة». وقال قاآني «لم نبقَ مكتوفي الأيدي، سنأخذ زمام المبادرة في أي وقت تطلب ذلك». وقال «في الآونة الأخيرة أراد الكيان الصهيوني أن يقوم بأعمال، لقد قال النظام (...) لهم إذا تهددت مصالحه في أي منطقة من العالم، سنرد عليكم في أي مكان نعثر عليكم». وقال «بطبيعة الحال، نعلم جيدا أين أنتم، على سبيل المثال أربيل». وأضاف في هذا السياق «لم يعلم كثيرون في أربيل العراق بأن هناك قاعدة للموساد لكن النظام الإسلامي بقوته وإشرافه، يتتبع عدوه جيداً ويفهم كيفية التعامل معه». وفي 13 مارس (آذار) ، أطلق «الحرس الثوري» 10 صواريخ باليستية قصيرة المدى على ضواحي أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، معلنا استهداف «قواعد سرية إسرائيلية»، لكن حكومة كردستان قالت إنها مناطق سكنية. في 23 من مارس (آذار) قال قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي إن قواته «ستنتقم من إسرائيل على الفور لمقتل أي من قواته. وقال «هذه رسالة حقيقية وجادة. إذا تكرر الأذى فستشهدون مرة أخرى هجماتنا، وتعانون المذاق المر لضرباتنا الصاروخية».وانقسمت وسائل الإعلام حول الهدف من الهجوم، وقالت بعضها إن الهدف كان الثأر بعد ضربات جوية إسرائيلية قتلت عنصرين من «فيلق القدس» في سوريا، فيما ذكرت شبكات مقربة من «الحرس الثوري» على شبكة تلغرام، أن الهجوم جاء ردا على تعرض قاعدة طائرات مسيرة لـ«الحرس الثوري» في محافظة كرمانشاه غرب البلاد، لقصف مدمر من طائرات درون إسرائيلية، وهو الهجوم الذي كشفت تفاصيله لاحقا صحف إسرائيلية.

وكان الهجوم على أربيل، أحد محاور مشاورات وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع كبار المسؤولين الإيرانيين في طهران خلال اليومين الماضيين. وفي ثاني أيام زيارته، أكد فؤاد حسين خلال لقائه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن «العراق لن يكون منطلقاً للاعتداء على أمن إيران أو أي دولة»، مؤكداً «استعداد العراق لتعاون واسع النطاق، بما في ذلك المجال الأمني، لمنع أي تهديد لمصالح إيران» حسبما أوردت وكالة الأنباء العراقية. من جانبه، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن «لطهران وبغداد أمناً ومصالح مشتركة متشابكة، ولا يمكن للأعداء التدخل في هذا الصدد»، مضيفا أن «طهران تتوقع جدياً من دول الجوار، وخاصةً العراق، عدم السماح بأي وجود أجنبي يستهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سواء في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الفيدرالية أو في المناطق التي يسيطر عليها إقليم كردستان (...) نتوقع أن تكون دول الجوار على دراية بمؤامرات الأعداء».

بدوره، نقل موقع الرئاسة الإيرانية عن رئيسي قوله إن «هناك إهمالا من الإقليم لكن الجمهورية الإسلامية تراقب تحركات النظام الصهيوني عن كثب، لا يمكن إخفاء التعاون مع هذا النظام (...) ولن نسمح لهم بتعريض أمن المنطقة للخطر من خلال أي بلد بما في ذلك العراق».

وضم الوفد العراقي إلى طهران مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي. وكان فؤاد حسين قد دعا في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى حل القضايا الأمنية بين البلدين عبر السبل الدبلوماسية والحوار، واصفا محادثاتهما بـ«المهمة» و«الصريحة». وقال إن «طرق الحوار مفتوحة في بغداد» معربا عن أمله أن تكون كذلك في طهران.

وتعارض إسرائيل إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وأعربت الحكومة الإسرائيلية عن قلقها من توجه واشنطن لرفع «الحرس الثوري» من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية. وتعثرت المفاوضات الرامية لأحياء الاتفاق النووي مطلع الشهر الماضي، بعد طلب روسي مفاجئ بالحصول على ضمانات أميركية، قبل أن ترهن طهران التوصل إلى «اتفاق جيد»، بمراعاة خطوطها الحمراء، مطالبة بإسقاط تصنيف الإرهاب من جهاز «الحرس الثوري» الموازي للجيش النظامي. ورهنت الولايات المتحدة بحسب العديد من المصادر بخفض الأنشطة الإقليمية لـ«الحرس الثوري» وهو ما رفضته طهران، وكشفت تقارير أن أحد الشروط الأساسية لإبعاد الحرس من قائمة الإرهاب، هو تخلي إيران أي خطط مستقبلية للثأر لمقتل قاسم سليماني. ونسبت «رويترز» إلى دبلوماسي إيراني الأسبوع الماضي أن إيران رفضت اقتراحا أميركيا للتغلب على هذه النقطة الشائكة بالإبقاء على «فيلق القدس» ضمن العقوبات المفروضة على المنظمات الإرهابية الأجنبية في حين يتم رفع «الحرس الثوري» ككيان من القائمة. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، لصحيفة «واشنطن بوست» إن الرئيس جو بايدن لا يعتزم استبعاد «الحرس الثوري» من قائمة المنظمات المصنفة إرهابية. وذلك بعد أيام إعلان الجنرال مارك ميلي معارضته لرفع «فيلق القدس» من لائحة الإرهاب. وبعد التأكيد الأميركي، قال قائد القوة البرية في «الحرس الثوري» أول من أمس إن «قتل جميع الأميركيين لن يكون كافيا لمقتل قاسم سليماني». وأضاف «علينا أن نثأر له بالسير على دربه وبأساليب أخرى». وردا على سؤال حول موقف الإدارة الأميركية من هذه التصريحات، قال المتحدث باسم الخارجية، نيد برايس في مؤتمره الصحافي الأربعاء «أوضحنا باستمرار أننا سنحمي مواطنينا وندافع عنهم، وهذا يشمل أولئك الذين يخدمون الولايات المتحدة الآن، وأولئك الذين خدموا الولايات المتحدة في الماضي». ونوه برايس بأنه «رغم أن هناك خلافات كثيرة بشأن قضية إيران، لكننا متحدون في عزمنا ضد التهديدات والاستفزازات، وسنعمل مع شركاء وحلفاء حول العالم وفي المنطقة لردع أي هجمات قد تشنها إيران والرد عليها»، معربا عن استعداد الإدارة الأميركية لاستخدام كل أداة مناسبة من أجل ردع النشاط الضار الذي ينخرط فيه «الحرس الثوري». إلى ذلك، وجهت مجموعة من النواب الجمهوريين في الكونغرس الأميركي، رسالة إلى نظرائهم في البرلمان الإيراني، تتوعد بعرقلة إحياء الاتفاق النووي، إذا ما سيطر الجمهوريون على الغالبية في الانتخابات النصفية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وكتب حساب لجنة الأبحاث الجمهورية في تغريدة باللغة الفارسية «نضمن لنواب البرلمان الإيراني عندما نتولى نحن الجمهوريين السيطرة على مجلس النواب، سنفعل كل ما في وسعنا لعرقلة إحياء الاتفاق النووي وإعادة العمل بالضغوط القصوى».

 

مخطط قاسم سليماني بمصر.. "الاختيار" يؤكد ما نشرته العربية.نت

القاهرة-أشرف عبد الحميد/العربية/15 نيسان/2022

أكد مسلسل الاختيار 3 الذي يعرض حاليا، الخبر الذي انفردت به العربية.نت قبل عامين، حول مفاجأة لقاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني خلال وجوده في مصر. فقد كشف المسلسل في أحد مشاهده تفاصيل القصة التي أربكت سليماني وقادة الإخوان خلال اجتماعهم في مصر لمناقشة تفاصيل إعداد حرس ثوري في مصر. وكانت "العربية.نت" قد كشفت قبل عامين أن قاسم سليماني دخل مصر متسللاً ومنتحلاً هوية سائح إيراني ضمن أفواج سياحية إيرانية، سُمح بها في عهد الإخوان لزيارة العتبات المقدسة، وخلال تلك الزيارات التقى بقيادات الإخوان وعلى رأسها خيرت الشاطر، نائب مرشد الجماعة، للتنسيق والإعداد لتأسيس حرس ثوري في مصر. حينها أوضحت مصادر أمنية مصرية أن قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أميركية ببغداد ، زار مصر خلال العام 2013، والتقى بقيادات الإخوان في عدة أماكن، منها لقاءات مع خيرت الشاطر في مدينة نصر ومنطقة التجمع شرق القاهرة، والأقصر جنوب مصر. فيما دارت هذه اللقاءات حول كيفية تشكيل حرس ثوري تابع للرئاسة المصرية، بقيادة الرئيس المعزول الراحل محمد مرسي، يكون بديلاً للأجهزة الأمنية المصرية وموالياً للإخوان. وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية المصرية رصدت هذه اللقاءات، وعلمت بتفاصيلها، وكانت التفاصيل تتضمن تشكيل الحرس الثوري من طلبة كليات التربية الرياضية وكليات الحقوق وتدريبهم لمدة 6 أشهر، في أكاديمية الشرطة بقيادة اللواء عماد حسين، ثم إلحاقهم بعد ذلك للعمل في حماية المنشآت والمقار الإخوانية، ومواجهة قوات الجيش والشرطة، والتمهيد للإطاحة بكافة العناصر غير الموالية لهم في الأجهزة الأمنية وإحلال هؤلاء مكانهم. كما أضافت أن الأجهزة الأمنية رصدت المخطط كاملا، وأحيطت بتفاصيله بالصوت والصورة، وتعاملت معه بما يجب، حيث ألغت قرار الحكومة الإخوانية بالسماح للإيرانيين بزيارة مصر ضمن أفواج سياحية، وحذرت قيادات الإخوان من المضي قدما في هذا الأمر، رافضة تشكيل أجهزة أمنية بديلة للأجهزة الأمنية المصرية الرسمية. وكشفت المصادر الأمنية كيفية دخول قاسم سليماني مصر حيث قالت إنه دخل مصر سراً منتحلا صفة سائح إيراني وبجواز سفر مزور، والتقى ومعه قيادات من الحرس الثوري الإيراني بقيادات الإخوان، واتفق معهم على تفاصيل المخطط، كما اتفق معهم على كيفية إعادة هيكلة وزارة الداخلية المصرية، والأجهزة الأمنية الأخرى، لكن حدث له ما لم يتوقعه. المفاجأة، أنه خلال اجتماعه مع خيرت الشاطر، فوجئ سليماني بفيديو لاجتماعاته مع قيادات الإخوان وجوازات سفره المزورة التي دخل بها مصر، على هاتفه الشخصي، كما فوجئ برسالة ضمنية مفادها أن لقاءاته مرصودة بالصوت والصورة وأن دخوله مصر كان مرصوداً وموثقاً. وأصابت المفاجأة سليماني بالدهشة والذهول وأخبر قيادات الإخوان بما حدث -ووفق ما يقول المصدر الأمني- فقد قطع سليماني اجتماعه وقرر المغادرة على الفور ومعه الفوج السياحي الذي رافقه، وكان يضم عددا من قيادات الحرس الثوري ومن بعدها لم يزر مصر مرة أخرى

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا للبنان.. حتى يعود إلى أهله

سعد بن طفلة العجمي/إندبندنت عربية/15 نيسان/2022

العلاقات العربية، وخصوصاً الخليجية، مع لبنان ليست بحاجة إلى مقدمات، لتاريخيتها وامتدادها العروبي والديني والاجتماعي وغيرها، ولسنا بحاجة إلى فقرات من المجاملة عن أهمية لبنان وتاريخه وإسهاماته... إلخ.

لكن الحقيقة أن العلاقات الخليجية- اللبنانية توقفت منذ سنوات عدة، إذ تشكل موقف خليجي شبه موحد ضد لبنان الرسمي المعادي للعرب عموماً والخليج خصوصاً. سحب الخليجيون سفراءهم، وأوقفوا المساعدات وحذروا من السفر إلى لبنان. فقد أصبح لبنان مصدراً للتخريب والتهريب، ومنبعاً للعداء ضد دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. فكان لبنان الممول والمدرب والمحرض والمعبئ للحوثيين والمشجع على استمرار الحرب على دول الخليج، وتحول إلى "ديلر" المخدرات وحبوب الهلوسة والكبتكه (من الكبتاغون)، في وقت تنهال فيه المساعدات والهبات والقروض والعطايا الخليجية على لبنان، أو بالأحرى على الدولة اللبنانية وليس للإنسان اللبناني. والقول إن كل شيء كان يذهب إلى الدولة اللبنانية ليست فيه مبالغة. فاللبناني المتعلم والغني والفقير والنبيه و "المعتّر" يدرك أن دولته تسرقه جهاراً ونهاراً، وأن المسؤولين هم المستغلون والمستفيدون. فتوقفت المصارف عن إعطاء الناس أموالها المودعة لديها، وتوقفت الدولة عن سداد ديونها، بل توقفت عن القيام بأبسط التزاماتها كدولة. فتحولت الشوارع إلى مكبات للنفايات، وتقطعت الكهرباء والمياه وجف الزرع والضرع، وصرخ الناس من الفقر والجوع. وتدل المؤشرات على أن الأوضاع ستزداد سوءاً وأن التدهور ما زال في بداياته.

قبل أيام، رأينا تحركاً خليجياً للعودة إلى لبنان وترميم العلاقة معه. والقصد هنا هو لبنان الرسمي وليس الشعبي. وكمواطن خليجي فإني أتحفظ على هذا التحرك ولا أجد له مبرراً. فما الذي تغير في لبنان الأمس الذي قاطعناه حتى نعود إليه؟ ما زال المشهد السياسي اللبناني تتصدره الوجوه نفسها والقيادات نفسها و"البيكات" و"الأوليغارك" الذين أفقروا الشعب اللبناني ونهبوا قوته ولقمة عيشه. وما زال "حزب الله" المعروف بالثلث المعطل هو المتحكم الأول بالقرار اللبناني. وأي عودة للعلاقات الخليجية - اللبنانية ستعني أول ما تعني تقديم قروض ومساعدات لإنقاذ الليرة التي لم تعد تساوي شيئاً، ومساعدات ستذهب إلى الجيوب نفسها التي سرقتها بالأمس القريب وما زالت مكدّسة بأموال الشعب اللبناني المنكوب. لماذا العودة إلى لبنان إذا ما كان لبنان نفسه يرفض العودة إلى نفسه وأهله؟ هل المطلوب أن نكون لبنانيين أكثر من اللبنانيين أنفسهم؟ أم أن نشكل ميليشيات مثل الآخرين ونؤدلجها ونضيفها جرحاً نازفاً في جسد لبنان النازف الجريح؟

بعيداً مما غنته فيروز "بحبك يا لبنان يا وطني بحبك"، وما غنّته أميمة الخليل على أنغام أوتار عود مرسيل خليفة: "يه يه يه يا شوارع بيروت الحرب اليومية"، وبعيداً من شعارات "لبنان الأخضر ولبنان المقاومة"، لنقلها بكل صراحة ومن دون مواربة أو مجاملة دبلوماسية: لا للبنان! إن العودة الخليجية الرسمية للبنان قبل أن يعود لبنان إلى نفسه، هو شرعنة للوضع القائم الذي قاطعناه بالأمس القريب. على اللبنانيين أن يترجموا بقية أغنية أميمة الخليل: "خيراتك يا مدينة إلنا نحنا زرعناها، وعالساحة لمّا نزلنا كلمتنا قلناها". وإلا فلا للبنان حتى يعود لبنان لأهله.

 

برود إيراني بالمنطقة.. ونشاط سعودي بلبنان: انتخابات حبس الأنفاس

منير الربيع/المدن/16 نيسان/2022

يسيطر الجمود السياسي على لبنان، باستثناء حركة الأفرقاء الانتخابية اليومية. وربما المرة الأولى منذ عقود لا يتصدر الشرق الأوسط الاهتمام الدولي. فما يجري في أوكرانيا جذبت حرارته المرتفعة جدًا أميركا وأوروبا والصين. وحتى الآن لم تنعكس تأثيراته الحادة على البلدان العربية أو الشرق أوسطية. لذا تظهر المنطقة وكأنها في منأى عن المواجهات الدولية المباشرة. فيبحث كل طرف إقليمي عن لحظة لالتقاط أنفاسه السياسية.

برود إيراني

دوليًا، يظهر برود في الملف النووي الإيراني وتبعاته المتعلقة بحضور إيران في الإقليم. ليس بالضرورة أن يكون هذا البرود سلبيًا. ولكن الحرب في أوكرانيا جعلت الملف النووي الإيراني أقل احتدامًا وضجيجًا. بمعنى آخر، تراجعت حدة المواجهة بين الخليج وإيران، ولا سيما في اليمن. إيران تتأثر حتمًا بالضربات التي تتعرض لها روسيا. فطهران تعتبر موسكو أحد أهم أجنحتها، أو العكس. ووضع روسيا المأزوم في المشهد الدولي، يدفع طهران إلى البحث عن صيغ للاندماج تقوم على تسويات، بدلًا من استمرارها في المجابهة والمشاكسة. لذا، تراهن قوى عدة على ليونة إيرانية بدأت في اليمن بالهدنة القائمة. وكذلك باستعداد طهران لتجديد مفاوضاتها مع السعودية. وقد تكون الهدنة اليمنية مصلحة أميركية- إيرانية مشتركة، لا إيرانية فحسب، فتنعكس تهدئة على الواقع العام في المنطقة.

تدافع التسوية والتدهور

لا يمكن فصل ذلك عن العودة الخليجية إلى لبنان مجددًا. وكأن هذه العودة تنطوي على أمر ما قيد التحضير والإعداد: تهيئة الوضع اللبناني للبحث عن صيغة تسووية، مهما طال أجلها. فحزب الله لم يبدِ تصعيدًا كبيرًا حيال العودة السعودية، على الرغم من بعض المواقف التي أطلقها أمينه العام قبل أيام. فسقف موقفه منخفض قياسًا بالتصعيد السابق. وكأنما الأمر ينطوي على ضبط أو لجم للحملات الشرسة. في المقابل، تستمر الحركة الديبلوماسية في لبنان فعّالة وفاعلة: لقاءات السفير السعودي وليد البخاري الكثيرة. لكن هناك تقديرات تقول إن العودة والتحركات تنطوي على نوع من ذهاب الوضع اللبناني إلى تدهور كبير. وذلك في ضوء التنسيق الفرنسي- السعودي لإطلاق صندوق المساعدات.

النشاط السعودي

ويتحضر السفير السعودي للقيام بجولات على مناطق مختلفة، منها البقاع وطرابلس، لتحفيز الناس على المشاركة في العملية الانتخابية. وسط قناعة بأن حسن إدارة العملية الانتخابية والواقع السياسي، قد يحدثان تغييرًا كبيرًا في نتائج الانتخابات. وهذا بخلاف الأجواء السائدة: اكتساح حزب الله المجلس النيابي. وهذا ما كان لمّح إليه حسن نصر الله، في قوله إن كل الاستطلاعات في العام 2009 كانت تشير إلى فوزه مع حلفائه، ولكن الموازين انقلبت آنذاك. وكان نصر الله واضحًا في التحذير من سيناريو مشابه اليوم. لكن الأهم هو كيفية إدارة المعركة الانتخابية. فحزب الله يفعّل محركاته بقوة استثنائية من خلال آليات الدعم التي قدمها، ولا سيما في عكار وطرابلس مثلًا. في المقابل لم تظهر حتى الآن نتائج ملموسة للعودة السعودية. وهناك معلومات تشير إلى وجود خطة واضحة، لكن ملامحها لم تظهر بعد، وقد تنجلي في الأيام القليلة المقبلة.

 

إيران وأعوانها بلا غطاء

طارق الحميد/أساس ميديا/16 نيسان 2022

إذا كانت روسيا الآن هي أكثر دولة تتعرّض للعقوبات الدولية، ومن قرابة 30 دولة، فإنّ النظامين الإيراني والسوري هما أكثر نظامين يتعرّضان للضربات الإسرائيلية، منذ عام 2017. أوّل من أمس، الخميس، استهدفت ضربات جويّة إسرائيلية محيط دمشق، واستهدفت بطّاريّات دفاع جوّي إيرانية وصلت حديثاً، وشحنة طائرات مسيَّرة إيرانية متطوّرة، ومنظومة رادار. الأسبوع الماضي كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، نقلاً عن عسكريين إسرائيليين، أنّ إسرائيل استهدفت إيران والنظام الأسدي وميليشيات حزب الله في سوريا بأكثر من 400 ضربة جويّة منذ عام 2017.

إذا كانت روسيا الآن هي أكثر دولة تتعرّض للعقوبات الدولية، ومن قرابة 30 دولة، فإنّ النظامين الإيراني والسوري هما أكثر نظامين يتعرّضان للضربات الإسرائيلية، منذ عام 2017

ليست هذه الضربات والاغتيالات للعسكريين الإيرانيين ورجال حزب الله في سوريا معزولةً عن الضربات الإسرائيلية في الداخل الإيراني من اغتيالات وعمليات تخريب للمشروع النووي الإيراني. وكان ذلك نتاج اختراق إسرائيلي استخباراتي للداخل الإيراني أدّى إلى اغتيال محسن فخري زاده، العالم النووي الإيراني الذي سجّلت محادثاته الخاصة طوال سنين قبل اغتياله، وإلى سرقة قرابة نصف طن من الوثائق النووية السرّيّة الإيرانية وتهريبها إلى الخارج. وبلغ الأمر حدّ قول وزير المخابرات السابق وكبير مستشاري الرئيس روحاني، علي يونس، إنّ "نفوذ الموساد في أجزاء كثيرة من البلاد كبير لدرجة أنّ كلّ عضو في القيادة الإيرانية يجب أن يشعر بالقلق على حياته وسلامته"، بحسب موقع "بي بي سي". وعليه، ما هي العقيدة العسكرية للحرس الثوري؟ وعن أيّ كرامة تتحدّث ميليشيات إيران بالمنطقة، من الأفغانية إلى العراقية، وحتى ميليشيا حزب الله التي تحدّث زعيمها حسن نصر الله منذ بداية العام إلى الآن بما يوازي الضربات الإسرائيلية في سوريا وغيرها؟ والنقطة الأخرى هنا أنّ لهذه الضربات الإسرائيلية لإيران وميليشياتها مؤشّرات سياسية مهمّة، بعيداً عن التحليل العسكري. وأهمّ هذه المؤشّرات السياسية تقول لنا إنّ إيران وميليشياتها، والنظام الأسدي، لا يحظون بغطاء شرعي، لا بالمنطقة، ولا في دولهم. إذ لا نرى ولا نسمع أيّ احتجاجات إيرانية داخلية على استهداف الإسرائيليين لعلماء نوويّين إيرانيين، ولا احتجاجات في سوريا على استهداف إسرائيل المستمرّ لدمشق ومحيطها وأكثر، ولا احتجاجات في لبنان دعماً لحزب الله. حدثت أكثر من 400 غارة إسرائيلية جويّة، عدا عن العمليات الاستخباراتية، من دون احتجاجات رسمية من المسؤولين الإيرانيين، ولا النظام الأسدي، ووسط صمت مطبق لحسن نصرالله الذي تحدّث عن كلّ شيء إلّا استهداف واختراق إسرائيل لحزبه! يعني كلّ ذلك أنّ إيران والنظام الأسدي، وحزب الله، يعون أنّهم بلا غطاء في مجتمعاتهم، وبلا غطاء عربي وإسلامي، ولذلك يتلقّون الصفعة تلو الأخرى، من دون أيّ ردٍّ لحفظ ماء الوجه، وذلك تجنّباً لحرب مفتوحة. الحقيقة أنّ هذه الضربات الإسرائيلية المستمرّة لإيران، وأعوانها بالمنطقة، قد تقود إلى تلك الحرب المفتوحة في أيّ لحظة، نتيجة أيّ تقدير خاطئ، لكنّ الأهمّ في كلّ ذلك هو أنّ هذا الاستهداف الإسرائيلي المستمرّ لإيران وأعوانها يقول لنا إنّ طهران وعملاءها بلا غطاء حقيقي في المنطقة. حدث بعد آخر سيكون من شأنه إظهار ذلك وتأكيده.

 

سجال حول إهراءات المرفأ: "فن" هدم العدالة والذاكرة

فاطمة حيدر/المدن/15 نيسان/2022

ليس مستغرباً أن تصدر السلطة اللبنانية قراراً جائراً جديداً بحق أهالي وشهداء انفجار مرفأ بيروت، يتضمن هدم إهراءات القمح في المرفأ، الشاهد الوحيد على مجزرة 4 آب 2021 التي أودت بحياة أكثر من مئتي شخص. وما يدعو للشك هو دوافع القرار الرسمية المعلنة، فحسب التصريحات الرسمية إن خلفية القرار يعود إلى الخوف النابع من المسؤولين على "السلامة العامة"، من جراء انهيار الاهراءات "الآيلة للسقوط"، حسب ادعاءاتهم.

تقرير "خطيب وعلمي"

في تفاصيل القرار وخلفياته، أصدرت الحكومة اللبنانية وبشكل فوري في جلستها الحكومية أمس الخميس، موافقتها على هدم إهراءات المرفأ. وكلّفت مجلس الإنماء والإعمار الإشراف على عملية الهدم، من دون تحديد موعد. يستند قرار الحكومة الذي مهدت له منذ أشهر على تقرير فني وضعته شركة "خطيب وعلمي" للاستشارات الهندسية، "يحذر من أن الاهراءات يمكن أن تسقط بعد بضعة شهور وأن الابقاء عليها يرتب مخاطر على السلامة العامة بينما ترميمها سيكلّف كثيراً". علماً أن لتلك الشركة تاريخ حافل من الشبهات في إدارتها (راجع "المدن"). ولأن أي قرار يخص مرفأ بيروت يمسّ كل لبناني بشكل عام وعائلات شهداء المرفأ وشهداء فوج الاطفاء بشكل خاص، هنا وجب التساؤل من مبدأيْ الشفافية وحق الوصول إلى المعلومات: هل استند قرار دولة في ما يخص مجزرة موصوفة بأنها جريمة العصر، على تقرير فني واحد؟ ما وراء ضبابية الإعلان واقتصاره على تصريح مبسط ضمن جملة قرارات تلاها وزير الاعلام زياد مكاري؟ أين الأدلة والدراسات والوثائق التي تثبت خطورة الاهراءات على السلامة العامة؟

مناقصة للهدم

في مقابل الحديث عن هدم الإهراءات من أجل السلامة العامة، كان تصريح سابق لوزير الاقتصاد أمين سلام أكثر واقعية. شرح سلام أن الحكومة والوزارات المعنية تجري مناقصة لاختيار شركة تتولى عملية هدم الإهراءات في المرفأ، على أن تدر العملية ملايين الدولارات من جمع ما تبقى بعد عمليات الهدم من حديد ومكونات أخرى، وبالتالي تغطي تلك الملايين "كلفة الهدم". وبعدها، تباشر الحكومة بمناقصة إعادة الاعمار التي تتنافس الشركات المحلية والأجنبية عليها.

الأهالي: العدالة أولاً

ما هو المشروع البديل لهدم الاهراءات؟ أرادت الحكومة امتصاص غضب أهالي شهداء انفجار المرفأ عبر الإعلان عن إقامة نصب تذكاري في المكان وتكليف وزارة الثقافة بإعداده، لكنها لم تنجح. من مكان الجريمة، من مرفأ بيروت أما تمثال المغترب تحديداً، صدح صوت أهالي شهداء المرفأ فور إعلان القرار "لا لهدم الاهراءات.

 نرفض النصب التذكاري".

تحدث أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت عن سببَين مهمين وراء موقفهم المعارض لهدم الاهراءات، أولاً: الاهراءات هي الشاهد الوحيد على الجريمة. وهذا القرار يعني أن الدولة تريد طمس الحقيقة ووضعها في مرمى النسيان. الإهراءات هي واجهة الحدث والمرآة التي تعكس بشاعة المجزرة وبشاعتهم. ثانياً، رفض الهدم يأتي في سياق التعبير عن احتجاج الاهالي على عرقلة التحقيقات وتوقفها. إذ يطالب الأهالي بالإفراج عن قرار التشكيلات القضائية المتعلقة بالملف، ويؤكدون أنهم لا يريدون استملاك المرفأ. وجل ما يطالبون به هو زج قتلة الشهداء إلى حيث ينتمون خلف القضبان.

"هي جزء من ذاكرة مدينة.. آخر عمل قام به إبني قبل استشهاده هو تصوير الاهراءات.. عدا عن أن أشلاء أولادنا ما زالت داخل مبنى الإهراءات ونحن ممنوعون من الدخول"، تؤكد السيدة ميراي خوري والدة الشهيد الياس خوري في حديث لـ"المدن" على أهمية القيمة المعنوية للإهراءات بالنسبة إلى أهالي الشهداء. وتضيف "ملف التحقيقات متوقف منذ أشهر وهم يتخذون قرارات جديدة ظالمة بحقنا.. وقاحة لم يشهدها التاريخ". بدورها، تهزأ السيدة زينة نون، والدة الشهيد رجل الإطفاء جو نون، من حجة "السلامة العامة". هي تتمنى لو أن الدولة راعت مصلحة مواطنيها حين علمت بوجود نيترات الأمونيوم في عنبر مجاور لاهراءات المرفأ، تهدد سلامة مدينة وعاصمة بأكملها: "لم يكن ليستشهد إبني ومعه الكثيرين.. أولادنا استشهدوا نتيجة الإهمال ونريد من الأجيال القادمة أن تشاهد ما فعله الحُكام السابقون بأشقائهم"، تقول زينة لـ"المدن". في مقاربة أخرى، يقول السيد عبدو متى والد الشهيد جورج متى إن هناك مبانِ عديدة في بيروت آيلة للسقوط، أليست الأولوية هي لهدم تلك المباني وإعادة إعمارها؟ ويشرح في حديث لـ"المدن" أن هذه المباني تشكل خطراً حقيقياً على مئات الأهالي والسكان في كل يوم وفي كل ساعة، أما بالنسبة إلى المرفأ فإن الخطر إن وقع، فلن يقع على أحد، لا وجود لمباني أو مؤسسات مجاورة لمبنى الاهراءات.

"800 شخص تفجرت أجسامهم وفقدوا أولادهم وبيوتهم وأشغالهم"، جراء انفجار مرفأ بيروت، تقول رئيسة الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركياً سيلفانا اللقيس. يستحق هؤلاء الضحايا العدالة. والعدالة تبدأ بعدم إخفاء آثار الجريمة ومعاقبة المسؤولين عنها، وفق اللقيس.

التدعيم وليس الهدم

من جهته، دحض نقيب المهندسين في لبنان عارف ياسين روايات السلطة في جزئيها المتعلقين باحتمال انهيار المبنى وكلفة التدعيم الباهظة، وتطرق إلى ثلاثة محاور في ما يخص قضية الاهراءات من ناحية الهندسة والإعمار:

أولاً، إن الجزأ الشمالي من الإهراءات (الجزأ الذي يميل) هو فعلاً غير مستقر ويشكل خطراً على السلامة. ولكن الحل يكمن في تدعيمه وليس هدمه. أما الجزء الجنوبي فهو مستقر. "أتحدى كل الخبراء المحليين والدوليين بقول العكس".

ثانياً، إن المبنى غير قابل للاستخدام والتخزين ولا يمكن ترميمه، ويمكن للحكومة إنشاء إهراءات عديدة في أماكن كثيرة ومنها البقاع.

ثالثاً، إن كلفة هدم الإهراءات أكبر بكثير من كلفة تدعيمها، بالإضافة إلى أن مساحة الإهراءات ليست كبيرة نسبةً إلى مساحة المرفأ: "ما يتججوا بالمساحات".

الصفقات مجدداً

وعن توقيت القرار وسرعة إقراره في الجلسة الحكومية، يقول مصدر خاص لـ"المدن" إن المسؤولين يريدون إجراء عقود وصفقات في أقرب وقت، إذ أن هناك مدة محددة للمناقصات سوف تنقضي خلال شهرين، نظراً إلى شروط المناقصات.

أتى قرار هدم الإهراءات بعد يوم على الذكرى 47 للحرب الأهلية في 13 نيسان التي خلفت ضحايا ومفقودين ما زال مصيرهم غير مكشوف حتى الساعة، وقبل شهر على انتخابات نيابية لا يعوّل اللبناني عليها لتحقيق مسار إصلاحي. لكن القرار المتخذ في توقيت انتخابي حرج يكشف أيضاً لامبالاة سياسية من قبل الدولة والمرشحين بقضية رأي عام وتأثيرها على أرقام الناخبين.

وسط كل هذا، ينتظر أهالي شهداء مرفأ بيروت صدور القرار الظني في جريمة انفجار المرفأ بفارغ الصبر، رغم أنهم لا يعولون عليه. هم مدركون للمسار القضائي في لبنان وتجاوزاته وعرقلته للعدالة، حين يمسّ شخصيات سياسية نافذة. لكنهم لن يستسلموا. ومع كل قرار جائر بحق الشهداء سينزلون إلى مكان الجريمة مرفأ بيروت، متوعدين بالتصعيد عبر التوجه إلى منازل الوزراء والمعنيين بالملف مطلع الأسبوع، في حال عدم رجوعهم عن قرار هدم إهراءات المرفأ.

 

"حزب الله" يستخدم سلاح التهديد في بعلبك الهرمل: إستحضار لحادثة الطيونة واتهامات

عيسى يحيى/نداء الوطن/15 نيسان/2022

تتصاعد وتيرة الاتهامات وتُرفع نبرة الخطاب الإنتخابي على بُعد ثلاثين يوماً من تاريخ الخامس عشر من أيار موعد الإستحقاق المزمع إجراؤه، وتسعى الأطراف المتنافسة إلى شد عصب جمهورها لتأمين أكبر نسبةٍ من الأصوات ورفع حاصل لوائحها. على قدمٍ وساق تجرى الإستعدادات وتعقد اللقاءات في دائرة بعلبك الهرمل، ويجول المرشحون على العائلات والبلدات في سبيل إقناع الناخبين بالتوجه إلى صناديق الإقتراع، فالمعركة اليوم هي معركة حياةٍ أو موت، والمواجهة الكبرى هي مع الولايات المتحدة كما حددها «حزب الله»، ومتهماً كل من يصوت للائحة القوات اللبنانية في المنطقة بأنه يصوت للمشروع الأميركي وحادثة الطيونة، ومع رفع سقف الخطاب الذي بدأه الحزب في سبيل رصّ صفوف القاعدة الشعبية والجماهيرية، بدأت المعركة في الدائرة تأخذ أبعاداً مختلفة.

يجول نواب «حزب الله» الحاليون والمجدد ترشيحهم على البلدات والقرى، ويعقدون اللقاءات مع العائلات وخصوصاً تلك التي اختار أحد أبنائها الترشح والدخول في لائحة بناء الدولة التي تحالفت فيها القوات اللبنانية مع شخصيات شيعية وسنية، وإن كان أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله قد أعلن في انتخابات العام 2018 أنه على استعداد للحضور إلى البقاع لحث الناس على المشاركة والتصويت كون المعركة حينها كانت في أوجها والمواجهة وفق القانون الجديد (النسبي) تفتح الأبواب على كافة الإحتمالات والخروقات في ظل التحالف بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل وشخصيات شيعية مستقلة، فإن المعركة اليوم أصعب وأدق، فالمواجهة هي مع القوات اللبنانية مباشرة، والهدف أيضاً رفع الحواصل الإنتخابية لمساندة حلفاء الحزب وايصال مرشحيهم.

وعليه يختار مرشحو الحزب الخطاب الذي يلقى صدىً داخل البيئة الحاضنة للحزب رغم امتعاضها من إعادة ترشيح النواب أنفسهم، مصحوبة بالإنتقادات على الأداء خلال السنوات الماضية والمشاريع التي أنجزوها، وفي تصريح للنائب حسين الحج حسن من بعلبك منذ يومين إعتبر أن «التصويت للائحة القوات اللبنانية هو تصويت للأميركيين، وتصويت لأعداء المقاومة وللذين يتحاملون على المقاومة، لأن القوات اللبنانية هي رأس الحربة في مواجهة المقاومة و»حزب الله»، القوات اللبنانية هي ذات التاريخ الدموي وذات الحاضر المعروف، والقوات اللبنانية المعروفة المواقف هي المسؤولة عن مجزرة الطيونة». واعتبر أن «مرشحي باقي اللوائح، غير لائحة القوات اللبنانية، ليسوا أعداء، بل هم أصدقاء للمقاومة، يمارسون حقهم الديمقراطي، ونحن لا نعتبرهم أعداء ولا خصوماً، أغلبهم وجلهم بل كلهم أصدقاء للمقاومة، وبعضهم او أكثرهم حليف للمقاومة، ولكن نحن ندعو إلى التصويت للائحة الأمل والوفاء».

ورأت مصادر متابعة أن كلام الحج حسن جاء بعد تحسس الحزب دقة المعركة، وكأن البرنامج الانتخابي يقوم على قاعدة مهاجمة الأخصام وكَيل الاتهامات في سبيل اقناع الناخبين لا سيما الشيعة منهم، لا على برنامج انمائي واضح يبدد هواجس الناس ويسد ثغرات المرحلة الماضية، مضيفةً أن النقمة التي يلمسها الحزب داخل بيئته ويتردد صداها على وسائل التواصل الإجتماعي، وعدم حماسة الجمهور للنزول الى صناديق الاقتراع لا يمكن أن تعالج الا عبر شعارات كبرى يحاكون فيها الخطوط العريضة التي يرفض جمهور المقاومة المساس بها، معطوفةً على الجانب الديني والتكليف الشرعي. وأضافت المصادر أن الكلام عن باقي المرشحين من خارج لائحة القوات بأنهم أصدقاء للمقاومة هو تأكيد على عمل الحزب على بعثرة الأصوات المعارضة في المنطقة عبر دعم لوائح مضادة لجذب تلك الأصوات وعدم تصويتها للائحة القوات، متسائلة عن الكيل بمكيالين حول الديمقراطية: فهل المرشحون أصدقاء المقاومة يمارسون حقهم الديمقراطي، ومن هم في لائحة القوات لا حق لهم؟ وختمت المصادر أن الخطاب الذي يتوجه إلى سلاح المقاومة يلقى رد فعلٍ عكسي لدى الجمهور وإن كان يعترض على أداء نواب الحزب، والمطلوب خطابٌ إنمائي مبني على مشاريع تنموية تحاكي هموم الناس وتطلعاتها.

إنخفاض الحماسة الشعبية للتوجه الى صناديق الإقتراع، وحالة الإعتراض التي يتردد صداها على مواقع التواصل الاجتماعي، والإنتقادات التي تطال «حزب الله»، دفعته إلى تكثيف حركته في سبيل إقناع بيئته بالتصويت، حيث تعمل ماكينته الإنتخابية على كافة المستويات، وتنشط في تقديم الخدمات والتواصل مع الناخبين البقاعيين القاطنين خارج الدائرة في سبيل تأمين وسائل النقل ولزوم يوم 15 أيار، ورغم ابداء ارتياحه لمجريات المعركة لجهة تعدد اللوائح وغياب تيار المستقبل عن الساحة الانتخابية، يبقى هاجس انخفاض نسبة الاقتراع ووصول اللائحة المعارضة الى أكثر من حاصل همه الأكبر، وعليه يبدأ إقفال القرى والبلدات أمام بعض المرشحين المستقلين وتحريم التصويت لهم.

 

البطريرك العربي

أسعد بشارة/نداء الوطن/15 نيسان/2022

ما ورثه البطريرك بشارة الراعي من إرث كنسي متجذّر في تاريخ العلاقة مع العالم العربي، يسمح بالقول إن البطريرك الماروني يستكمل بجدارة إعلاء بنيان هذا الإرث. لا تخلو عظة او موقف له في السنوات الاخيرة من التنبيه الى خطورة جرّ لبنان إلى موقع معادٍ للعالم العربي، وإلى عزله وقطع شرايين هذه العلاقة، التي بدأت في شقها السعودي مع العائلة السعودية، وللمفارقة التاريخية تأخذ شكلاً متطوراً منذ العام 2012، أي قبل تأسيس المملكة، واستمرت بنفس الوتيرة بعد التأسيس، فسبقت العلاقة الرسمية بين الدولتين. تنظر البطريركية المارونية الى العلاقة مع السعودية من زاوية الصداقة والاحترام والندية، وكلها ناتجة عن سياسة المملكة تجاه لبنان التي تميزت بالحرص على سيادته واستقلاله ومساعدته، واحياناً كثيرة كانت السعودية تقف في وجه محاولات هز الاستقرار في لبنان، الناتجة عن إقحامه أكثر مما يحتمل في ملف الصراع العربي ـ الاسرائيلي.

سبق للمملكة أن واكبت نهاية الحرب في لبنان بالتنسيق مع البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير، وانتجت مؤتمر واتفاق الطائف، وهي تستكمل مع البطريرك الراعي رعايتها للحفاظ على جوهر اتفاق الطائف، وضمان عدم سقوط لبنان في محظور المجهول، وبروز الشهيات الكامنة لتعديل النظام وتوازناته وصعودها من تحت الطاولة الى السطح. في الزيارة الأولى للبطريرك الراعي الى السعودية، كان الإعداد على قياس الحدث كونه الاول من نوعه، وأصرّ الراعي يومها على إتمامها بالرغم من تزامنها مع استقالة الرئيس سعد الحريري، وبالرغم من كل الضغوط التي مورست وصل البطريرك الى الرياض، والتقى الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان، وكان لقاء استشهد فيه ولي العهد بنصوص وأدبيات مرتبطة بالعلاقة الثنائية التاريخية.

لم تستكمل نتائج تلك الزيارة كما يفترض بسبب تتابع الاحداث في لبنان، لكن الراعي واكبها بسلسلة محطات على المستوى العربي، كان آخرها زيارة القاهرة التي التقى فيها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بعدما شارك في مؤتمر والتقى رعيته المارونية المصرية.

هذا ما يفترض أن يحصل في السعودية بعد عيد الفطر، حيث سيزور الراعي المملكة مشاركاً في أحد المؤتمرات، ثم سيلتقي على الارجح القيادة السعودية، حيث ستستكمل نتائج الزيارة الاولى، وسيتم التطرق الى الملف اللبناني والعلاقات الثنائية خصوصاً في مرحلة ما بعد عودة السفراء العرب الى بيروت.

تحتل البطريركية المارونية موقعاً مرموقاً في العالم العربي. لم يسبق ان زار مسؤول عربي لبنان الا وكانت له زيارة الى بكركي، أو لقاء مع بطاركتها. في الذاكرة الحديثة يحضر اللقاء الذي نظم في بكركي برعاية سعودية لكتاب الأب انطوان ضو، الذي نسقه الصحافي نوفل ضو، لتبيان مدى عمق هذه العلاقة، التي باتت خلال بطريركية الراعي في أوجها، مع استمراره في معارضة كل أشكال الاساءة التي تصدر من «حزب الله» وحلفائه ضد السعودية. لم يسبق أن حاز خطاب الكنيسة على هذا الكم من التأييد العربي الذي بات أقرب الى التطابق خصوصاً بعد المبادرة الكويتية التي حملت العناوين نفسها التي تعمل من اجلها الكنيسة، وتحديداً في ما يتعلق باستقلال لبنان وسيادته ورفض السلاح غير الشرعي وتطبيق الدستور والقرارات الدولية، وأخيراً الحياد الذي يلقى ترحيباً عربياً، باعتبار أن المصلحة العربية تقود الى تأييد هذا الحياد، بحيث لا يطلب من لبنان الا ان لا يكون شوكة إيرانية في خاصرة العرب. يسلك البطريرك الراعي في زيارته الثانية للسعودية الاوتوستراد العربي المفتوح على كل انواع التعاون، ولن يكون مبالغاً وصفه بالبطريرك العربي، المؤتمن على علاقات تاريخية، من الممكن ان تؤثر فيها سلباً محاولات تخريب مبرمجة، لكن من الصعب استئصال جذورها، كما يتمنى فريق إيران في لبنان.

 

«حزب الله»: باسيل أو السيناريو العراقي

طوني عيسى/الجمهورية/15 نيسان/2022

في المبدأ ليست لـ«حزب الله» مخاوف من الانتخابات النيابية. والماكينات المجرَّبة تقدِّر أنّه سيحظى بالغالبية المطلقة، على الأقل. إذاً، ما الذي دفع أمينه العام السيد حسن نصر الله إلى رمي «سوسَة» التأجيل مجدداً، ومن دون مقدِّمات، بعدما اقتنع الجميع بأنّها ستُجرى في موعدها؟

يعتقد محللون أنّ الانتخابات النيابية ستشكّل فرصة مثالية لإيران، كي تسجِّل كرةً سهلةً في سلّة الأميركيين الذين يطالبونها في فيينا بتقليص نفوذها الإقليمي. وإذ تصرّ واشنطن على إجراء الانتخابات بأي ثمن، فالنتيجة على الأرجح لن تخدمها بل ستخدم إيران، إذ ستكرِّس نفوذها في لبنان، بالوسائل الديموقراطية المشروعة، وستُظهِر بالأرقام أنّ «الحزب» يحظى بتغطية لبنانية شاملة: تقريباً غالبية الشيعة، وجزء كبير من المسيحيين والسّنة والدروز. ولكن، ثمة مَن قرأ كلام نصرالله من زاوية لقاء الإفطار الذي دعا إليه، قبل أيام، رئيس «التيار الوطني الحرّ» جبران باسيل ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، على مسافة نحو شهر من الانتخابات. فقد أراد ترميم العلاقات بين الحليفين المارونيين، لئلا يتسبَّب الخلل بإضعاف الفريق ككل في المعركة. ولكن، في شكل خاص، يريد «الحزب» إفهام الحلفاء أنّ الوقت ليس مناسباً لينتقم أحدهم من الآخر. وبمعنى آخر، إذا قرَّر فرنجية أن يضع كامل ثقله ضد باسيل في انتخابات دائرة الشمال الثالثة، في ظلّ انقسام «الحزب السوري القومي الاجتماعي» ودينامية «القوات» والقوى المسيحية الأخرى، فقد يُهزَم باسيل شخصياً في الانتخابات.

وهذه الهزيمة الانتخابية ليست بسيطة بمغزاها السياسي. فإذا حصلت، سيكون صعباً على رئيس «التيار» أن يرفع شعار «الأقوى والأكثر تمثيلاً للمسيحيين»، خصوصاً إذا تزامن ذلك مع التراجع في حجم الكتلة النيابية العونية، مقابل اتساع محتمل لحجم الكتلة «القواتية». ويعتبر «حزب الله» أنّ هذا النوع من الهزيمة لباسيل والتيار الذي يمنحه التغطية المسيحية، مسيئة لمصالحه. وفي الواقع، اختبر «حزب الله» الرئيس ميشال عون على مدى 5 أعوام ونصف العام، وبقي مرتاحاً إلى أنّ الرجل لم يرتكب «أي خطأ» في التعاطي معه طوال هذه الفترة. ولذلك، هو يفضّل استمرار التعاطي معه في الرئاسة، إما ببقائه في الموقع بأي طريقة ممكنة وإما بانتخاب باسيل. وأما إذا تعذّر الخياران لأي سبب، فلا مشكلة في أن يبقى الكرسي شاغراً حتى إنضاج عملية انتخاب باسيل. وهذا ما حصل بين العامين 2014 و2016 عندما بقي الشغور سائداً إلى أن نضجت «طبخة» عون.

طبعاً، هذا الكلام لا يعني أنّ «الحزب» يفضّل باسيل على فرنجية في المطلق. وعلى العكس، بالنسبة إليه، فرنجية هو الحليف المسيحي المفضّل والأَوْلى بالثقة دائماً وبلا منازع، ولـ«الحزب» علاقة عميقة معه تعود إلى عقود. لكن مصلحة «الحزب»، حتى اليوم، ما زالت تفرض اعتماد عون وفريقه لتوفير التغطية المسيحية. إذا قام «حزب الله» بدعم فرنجية للرئاسة، فسيستاء عون وسيعتبر أنّه أصبح على هامش التحالف معه. وهذا ما سيضع «الحزب»، بشكل من الأشكال، في مواجهة مع القوى المسيحية كافة. ولن يستطيع فرنجية أن يوفّر له سوى تغطية مسيحية محدودة في الحجم والاتساع الجغرافي.

وأما «التيار الوطني الحرّ»، فهو قادر على منح «الحزب» تغطية مسيحية واسعة، بحيث لا يمكن التشكيك فيها. والدليل هو ما يقدّمه له عون في العهد الحالي. وثمة مَن يعتقد أنّ من مصلحة «الحزب» أن يدعم الكتلة العونية وأن يوفّر المناخات الملائمة لوصول باسيل إلى الرئاسة. وهذا الرأي هو الذي يسمح لعون وفريقه بـ«رفع سقف» التفاوض مع كل الحلفاء، بمن فيهم «الحليف اللدود» الرئيس نبيه بري.

وبناءً على ذلك، يدعو قريبون من «الحزب» و«التيار» إلى انتخاب الرئيس بالمجلس الحالي. وهذا يقتضي تأخيراً تقنياً للانتخابات النيابية لبضعة أشهر. وهذا المخرج يريح «التيار» لأنّه يمكن أن يوفّر وصول باسيل إلى بعبدا. وبعد ذلك، تنتفي الحاجة إلى ترشّحه في البترون. ولكن، ثمة مَن يسأل: هل يمكن أن يتحمّل «الحزب» تبعات تأجيل الانتخابات، فقط من أجل إيصال باسيل إلى الرئاسة؟ في تقدير بعض الأوساط، أنّ انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان هو أمر يتعلق بالخيارات الاستراتيجية لـ«الحزب». والمسألة لا تتعلق بانتخاب باسيل كشخص. و»الحزب» عطّل الانتخابات الرئاسية عامين ونصف العام بين 2014 و2016 إلى أن استطاع إيصال الرئيس عون. فما الذي يمنع أن يعيد الكرّة اليوم؟ وفي تقدير هؤلاء، أنّ «الحزب» قادر على وضع الجميع أمام خيارين: إما الاستجابة لشروطه وإما الذهاب إلى السيناريو العراقي، حيث استطاع خصوم إيران أن يحقّقوا الفوز في الانتخابات التشريعية، لكنهم وقفوا عاجزين عن تشكيل حكومة وانتخاب رئيس للجمهورية. واليوم، دخل العراق في وضعية دستورية مربِكة. فقد انتهت ولاية الرئيس، وفشلت آخر المحاولات لانتخاب بديل قبل 6 نيسان. وبات العراق اليوم على وشك إما حلّ المجلس النيابي وإما الدخول في فوضى لا تُعرف عواقبها.

إذا كان «حزب الله» يخشى المفاجآت على مستوى باسيل و«التيار»، خصوصاً في ظل الهجمة المفاجئة للسفراء العرب والغربيين، فمن الوارد أن يعيد خلط الأوراق. والنموذج العراقي يمكن أن يتكرَّر في لبنان.

 

صلبونا كما صلبوك

الوزير السابق جوزف الهاشم/الجمهورية/15 نيسان/2022

يا فاتحَ القدسِ خـلِّ السيفَ ناحيةً ليسَ الصليبُ حديداً كانَ بَـلْ خشَبا

إذا رأيتَ إلى أيـنَ انتهَـتْ يـدُهُ وكيفَ جـاوَزَ في سلطانِـهِ القُطُباَ

علمتَ أنَّ وراءَ الضعـفِ مقـدِرَةً وأنَّ للحـقِّ لا للقّـوةِ الغـلَبـا (أحمد شوقي)

يـوم كان الصليب خشباً كان وراء الضعفِ مقْـدرِةً إلهيَّـة...

وحين أصبح الصليب سيفاً أصبح وراء الحـقّ شيطان.

هـوَ صُلبَ، تجـرّع المـرَّ والخـلّ على طريق الجلجة، مـات وقـام بنعمة أبيهِ الذي في السماوات، ونحن نُصلَـبُ ونموت كـلّ يـوم بنعمة أبينا الذي في الأرض... ولا قيامة. الأرضُ هيَ هيَ، تضـجّ بالمآثـم والمآتـم، يشيطنها الجهنميّون: نـارٌ، دمـاءٌ خيانـة وجنون، وفي الأيدي بعضٌ من فضَّـةِ يوضاس.

أخافَهُمْ فقتلوه: هو الأديب فريـد سلمان يُهدي كتابه: "قيامـة السامية" إلى يسوع إبـن مريم ويقول: "لأنّـك أخفتَهُـمْ قُتِلتَ على الصليب فمـتَّ وحيداً أنتَ والحـقّ". لأنك أنت "الحـقّ والطريق والحياة"(1) قتلوك، وأنت من قـال: "إنّ العالم يبغضني وأنا أشهد عليه أنّ أعماله شريرة"

(2).." فإذا الحـقّ يصبح ضحيّـة الأعمال الشريرة في الأرض، وضحيّةَ اغتيالٍ في "أورشليم قاتلةِ الأنبياء وراجمة المرسلين إليها"

(3).. "مَـنْ أراد منكم أنْ يأتي ورائي فليحمل صليبه ويتبعني

(4)... أيَّ صليبٍ حملوا وبـهِ اتبعوك..؟ حملوه سيفاً من حديدٍ ومن نـارٍ يقاتلون بـهِ ويتقاتلون، حملوه صليباً معكوفاً في الهيكل مع تجـار البقَـر والغنم والصيارفة، في ظـلّ هيرودس ملك الفساد الأكبر. وأنت عندما استلّ بطرس سيفـه وقطـعَ بـهِ أذنَ عبـد رئيس الكهنة، أبرأْتَ أذنَ العبـد وقلت: مـنْ أَخَـذ بالسيف فبالسيف يُـؤخذ

(5)".. وهـمْ يقطعون بالسيف آذانهم كعبيدٍ لرئيس الكهنة في مغارة اللصوص. الخطيئة المسيحية تُغتفَـر بالتوبـة، "برتيماوس" الأعمى عندما نادى المسيح طالباً التوبـة: يا ابـن داود إِرحمني: فتـح المسيح عينيه

(6).وبطرس الذي أنكـر المسيح ثلاث مرات، عندما بكـى ندمـاً حتى تقرَّحتْ وجنتاه، جعله المسيح رأس الكنيسة.

والذين ارتكبوا الأخطاء والمعاصي ولم يتوبـوا، ظـلّوا عمياناً، وجعلوا الكنيسة بلا رأس.

يقول جبران خليل جبران: "مئـة سنـة يلتقي يسوع الناصري بيسوع النصارى ولا يتفقان(7).

والنبي محمد قـال: "يبعث اللـه على رأس كل مئـة عـام مَـنْ يجـدّد لهذه الأمَّـة أمـرَ دينها.."(8)

مئـة سنـة بعـد مئـة، والإنسانية المعذّبـة في الأرض تنتظر رسولاً سماوياً ينقذها مـن بطش السلاطين والأباطرة والملوك وما ارتوت غرائز السلطة المتوحّشة فيهم من الـدم البـريء. المسيحيون ينتظرون المسيح في مجيئـه الثاني، والشيعة يتوقّعـون مجـيء الإمـام المهدي المنتظر يأتي إلى الأرض الممتلئة بالظلم والجـور ليبسط فيها العدل، والبوذيّـون ما زالـوا يترقبَّون ظهور بـوذا آخـر لينقذ العالم مما فيـه من بـؤس وآلام. أيّها المرسلون: الأرض تلتهب بالذبائح فماذا نتنظرون.

 

هل الحلّ بالفراغ الرئاسي؟

شارل جبور/الجمهورية/15 نيسان/2022

لا يمكن التكهُّن بنتيجة الانتخابات النيابية سلفاً كون المفاجآت واردة دائماً، خصوصاً في حال خروج الناس للتصويت بكثافة خلافاً لكل التقديرات بسبب ما آلت إليه أوضاعها الحياتية، ما يعني انتقال الأكثرية من محور «حزب الله» إلى المحور السيادي، فيما من الثابت انه يستحيل على أي فريق انتزاع أكثرية الثلثين.

التعويل على نتائج الانتخابات أمر أساسي، ولكن الأهم كيفية توظيف هذه النتائج سياسياً، لأنه لا يكفي فوز المعارضة بالأكثرية مثلاً من دون التأسيس على هذا الفوز للمرحلة المقبلة من أجل القطع مع مرحلة ما قبل الانتخابات، وتقديم ممارسة مختلفة بعدها، ولكن التحدي الأساس أمام هذه المعارضة يكمن في ثلاثة شروط مُلزمة وأساسية:

الشرط الأول: ان تنجح في توحيد صفوفها بعد الانتخابات، وهذا شرط ملزم ومن دونه ستبقى السيطرة لمحور «حزب الله» الذي يتقدّم على المعارضة بأشواط لجهة انه موحّد الصفوف استراتيجياً. وحتى انه تكتياً، عملَ على ترتيب بيته الداخلي، وبالتالي الفوز غير كاف من دون الوصول إلى آلية تنسيق بالحد الأدنى في حال كان تشكيل إطار جامع غير ممكن بالحد الأقصى.

الشرط الثاني: ان تتّفِق على برنامج عمل وخطوات عملية تبدأ من انتخاب رئيس المجلس الذي لا يجب ان يكون تلقائيا، مرورا بتكليف رئيس الحكومة الذي يجب ان يخضع لمشاورات مكثفة، وقطع الطريق حكما أمام إحياء حكومات الوفاق الوطني، وصولا إلى مقاربة موحدة لانتخابات رئاسة الجمهورية تبدأ من رفض تأمين النصاب سوى لانتخاب الرئيس غير الخاضع للمحور الآخر، وتنتهي برفض اي تسوية تُعيد إنتاج السلطة وكأن لا انهيار ولا ثورة.

الشرط الثالث: ان تُطلق دينامية شعبية وطنية تتجاوز المؤسسات الدستورية، اي ان تستفيد من مومنتم الانتخابات والحماس الشعبي من أجل ان تستكمل المواجهة داخل المؤسسات وخارجها، لأنّ سقف المواجهة المؤسساتية معروف وجُرِّب، والهدف من الجانب المؤسساتي منع الفريق الآخر من ان يحكم مجددا، وإلا كانت المقاطعة هي الأجدى، لأنه ما المغزى من إعادة تمكين الفريق الذي أوصَل لبنان إلى ما وصل إليه من الحكم والاستمرار في سدة السلطة والمسؤولية. وما تقدّم هي شروط مُلزمة للمعارضة، وفي حال لم تُقدم عليها يعني نجاح محور «حزب الله» في انتزاع شرعية الانتخابات، والاستمرار في السلطة مُتكئاً على شَقِّه لصفوف المعارضة، أو التعامل مع الانتخابات كعملية ديموقراطية في سياق تداول طبيعي للسلطة، لأن هذا ما يريده من الانتخابات إن لجهة الحفاظ على وزنه النيابي، أو لناحية التعامل مع مرحلة تشكيل السلطة بدءاً من رئاسة الجمهورية بليونة لتجاوز مثلّث قطوع الانهيار والثورة والعزلة.

فالأوضاع التي انزلقت إليها البلاد في نصف الولاية الثاني من العهد أضرّت كثيراً بـ«حزب الله» كونها هدّدت الستاتيكو الذي يقف عليه، وهو يعتبر انّ الانتخابات النيابية ومن ثمّ الرئاسية تشكّل مدخلاً لطَي صفحة مثلّث الثورة والانهيار والعزلة، وفرصة لإعادة تكوين السلطة وانطلاق قطار الحياة السياسية مجدداً من دون ان يُقدم على اي تنازل يتعلّق بسلاحه ودوره. فالانتخابات محطّة مهمة على طريق التغيير، ولكن يفترض بالمعارضة ان تحدِّد وظيفة الانتخابات وما هو مطلوب منها في حالتي الفوز بالأكثرية او بالثلث المعطِّل. ففي الحالة الأولى عليها البدء بربط النزاع بانتخاب رئيس المجلس وتكليف رئيس الحكومة وتأليف الحكومة. وفي الحالة الثانية عليها ان تتّفِق على موقف موحّد من الاستحقاقات الثلاثة وان تتحضّر للاستحقاق الرئاسي برفض تأمين النصاب واللجوء إلى استراتيجية الفراغ حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.

وإذا كان الرهان على إرادة الناس كبيرا بسبب لمسها لمس اليد ما آلت إليه أوضاعها مع الفريق الحاكم، وانّ تجديدها لأربع سنوات لهذا الفريق يعني انّ أوضاعها لن تتحسّن، بل ستزداد سوءا كون دينامية الفراغ لا تتوقّف عند حدود معينة، فإنّ الرهان على ترتيب المعارضة لبيتها الداخلي ليس كبيراً كي لا نقول صعبا او مستحيلا، ولكن في حال لم تشكّل أمانة عامة مع آلية تنسيق وخريطة طريق واضحة، فيعني انتهاء مفعول الانتخابات مع فرز صناديق الاقتراع. والتجارب كثيرة على هذا المستوى، وأبرزها مقاطعة العام 1992 التي كانت استثنائية بنجاحها، ولكن استثنائية أيضاً بفشل متابعة نجاح هذه المقاطعة، كما ان التفرُّد في قيادة حركة 14 آذار من دون تخطيط مسبَق للخطوات الواجب اتخاذها أدى إلى نتائج عكسية وسلبية وأجهض اندفاعة ثورة الاستقلال، وذلك بدءاً من التحالف الرباعي، مروراً بالذهاب إلى الدوحة على أثر أحداث أيار 2008، وتأليف حكومة وفاق وطني على رغم خسارة 8 آذار في انتخابات العام 2009 وتعهُّد السيد حسن نصرالله بأن يحكم المنتصر، وصولاً إلى العودة إلى حكومات الوفاق مع حكومة الرئيس تمام سلام على رغم إسقاط حكومة 14 آذار والذهاب إلى القتال في سوريا، وأخيراً الاستعاضة عن الفراغ بانتخاب رئيس للجمهورية من 8 آذار تجنّباً لإسقاط الطائف، وفق ما قيل آنذاك.

والمقصود مما تقدّم ان الفوز بالأكثرية النيابية هو خطوة مهمة للغاية لكفّ يد الفريق الآخر، ولكن خطوة غير كافية، كما انّ عدم الفوز بالأكثرية ليس كارثة في حال نجحت المعارضة في توحيد صفوفها والاتفاق على قيادة مشتركة للاستحقاقات الدستورية، لأنّ التجربة دلّت الى انه على رغم انّ 14 آذار ووجِهَت بالحديد والنار، اي الاغتيالات والعنف والتعطيل والتفريغ، ولكن هذا لا يبرِّر انّ إدارتها للأكثرية وللمواجهة في الاستحقاقات الدستورية والمفصلية كانت في غير محلها.

وما يقتضي تسجيله انّ المعارضة في حالتي فوزها بالأكثرية او خسارتها لهذه الأكثرية فإن في يدها ورقة بمثابة «جوهرة» وهي استراتيجية الفراغ التي تُمكِّنها من التحكُّم ببنيان السلطة وعدم منح محور «حزب الله» هذه الجوهرة، كعادتها، مجاناً، ومعلوم انه بأمسّ الحاجة إلى تسوية بشروطه، اي من دون تنازلات جوهرية، تُعيد إنتاج السلطة بدءا من رأس الهرم وتطوي صفحة الانهيار والثورة لسببين أساسيين: لأن الثورة تكون قد شاركت في الانتخابات وظهرت على حجمها وصناديق الاقتراع تؤدي إلى تنفيس الاحتقان، ولأنّ إنتاج السلطة يعني منح فرصة وعودة الأمل مع عهد جديد ما يُرَيِّح الأسواق نسبياً ويُفضي إلى استقرار، وكل ذلك من دون اي تغيير في جوهر الأزمة المتعلِّق بسلاح «حزب الله» ودوره. فالاستراتيجية الوحيدة مبدئياً التي يعوّل عليها في مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية هي استراتيجية الفراغ الرئاسي. فهل ستنجح المعارضة في توحيد صفوفها أولاً والاتفاق ثانياً على خطوات عملية تكون استراتيجية الفراغ في طليعتها من أجل استجرار التدخُّل الدولي الذي يُفضي إلى عقد مؤتمر دولي لحلّ الأزمة اللبنانية، وهو الخيار الوحيد لإنهاء إشكالية السلاح؟

 

آخر أسباب التعطيل مطالبة جنبلاط بزيادة حصته/التشكيلات الديبلوماسية: الرواية الكاملة وحقيقة العقبات

غادة حلاوي/نداء الوطن/15 نيسان/2022

بين الشروط والشروط المضادة، والعقبات المعروفة وتلك الخفية، يمكن الجزم أن التشكيلات الديبلوماسية «طارت» وصارت «نفسا بالسما». أسباب كثيرة وتعقيدات كان آخرها مطالبة رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط بزيادة سفارة الأردن المحسوبة على الحصة المسيحية من ضمن حصته... ومن دون أن يقدم تنازلاً بالمقابل. وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الذي تبلغ بالموضوع من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي زار جنبلاط أمس الأول مستفسراً لكنّ الأخير أصرّ على طلبه رافضاً تقديم المقابل فيما رفض الآخرون التنازل عن حصصهم لإرضائه.

الكل يريد التشكيلات في العلن بينما البعض يضع العصي في طريق إقرارها بالسرّ من خلال شروط تعجيزية تفرض في اللحظة الأخيرة. كلّما حُلّت عقدة كانت تظهر عقدة مقابلها أكثر تعقيداً لتكون النتيجة أن لا تشكيلات قبل الانتخابات على ما يبدو.

منذ تسلّم بو حبيب حقيبته باشر جولاته المكوكية على المسؤولين. وكلّما تسلّم أحدهم صيغة وعده بالردّ عليها لاحقاً. أسابيع تلتها أسابيع ووعود تليها أخرى، دون جدوى، ما شجع السفراء على التحرك فاستقبلهم رئيس الحكومة أمس الأول وكرّر وعده بالحلّ، ولكن على الوعد يا كمون. مسلسل العقد لا يزال مستمراً منذ أيلول الماضي حيث كانت المرة الأولى التي أعيد فيها طرح الموضوع في حكومة ميقاتي. انطلقت الفكرة بتشكيلات محدودة لا تتجاوز عدد أصابع اليد ثم صار الخلاف الشهير الذي عطل جلسات الحكومة. وحين عادت الحكومة للاجتماع طرح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن تكون التشكيلات موسعة وليشكل كل الموجودين في الإدارة لأن حقهم بالتشكيل يكفله القانون. ثم اختصر إلى اقتراح بتشكيل عدد من الإدارة المحلية ويعود مقابله العدد ذاته من الديبلوماسيين إلى لبنان.

ومن ضمن الأفكار التي طرحت كشروط هي المقايضة والمبادلة: واشنطن مقابل نيويورك، وبرلين مقابل مدريد، وتمّت الموافقة التي جاءت مفاجئة لصاحب الاقتراح الذي تراجع عن فكرته، إلى أن قالها رئيس الحكومة للوزير بو حبيب صراحة «ليس قبل الانتخابات كي لا يساء تفسير طرحها» واعداً بعرضها على جلسة حكومية بعد الانتخابات مباشرة وقبيل استقالة الحكومة، علماً أن كل الأسماء المطروحة هي من داخل السلك الديبلوماسي باستثناء اسم واحد متفق عليه بين رئيسي الجمهورية والحكومة معاً. ومثل هذه الأسماء سواء صارت التشكيلات اليوم أو أرجئت ستبقى هي نفسها المؤهلة للتشكيل ولو بعد حين وهذا ما قاله الديبلوماسيون للرئيس ميقاتي خلال اجتماعه معهم. حجة إضافية طرحت من خارج السياق بهدف التعطيل وهي كلفة التشكيلات فيما الدولة عاجزة عن تغطية المبالغ المطلوبة والتي تراها مصادر ديبلوماسية غير واقعية لأن عدد الديبلوماسيين الذي سيعود إلى لبنان يفوق عدد الديبلوماسيين المشكلين في الخارج ما يعني توفير مبلغ يتراوح بين 3 و4 ملايين دولار سنوياً على الخزينة.

صيغة تليها صيغة وكل مسودة يتسلّمها المسؤولون يستمهلون للرد عليها، تليها أخرى معدلة. محاولات بذلت في سبيل تأمين التوافق السياسي المطلوب بين كل الأطراف إلى أن وصلت المفاوضات إلى صيغة شبه نهائية، لكن كانت المفاجأة برغبة فريق سياسي مدّ اليد إلى حصة طوائف أخرى بينما يرفض المسّ بحصته من قبل أي طرف. والمتعارف عليه أن توزيع السفارات في الخارج يعتمد التوزيع الطائفي التالي: 14 سفارة في أوروبا للمسلمين مقابل 13 سفارة للمسيحيين، وفي الدول العربية هناك 12 سفارة للمسلمين مقابل 7 للمسيحيين، في آسيا وأستراليا 6 للمسلمين و5 للمسيحيين. لتكون النتيجة اأن حصة المسلمين تزيد على حصة المسيحيين في حين أن العكس هو الحاصل في سفارات أفريقيا وأميركا الشمالية والجنوبية ما يحدث توازناً طائفياً بين المسلمين والمسيحيين. في أفريقيا 4 سفارات للمسلمين مقابل 8 للمسيحيين وفي أميركا الجنوبية 4 للمسلمين مقابل 8 للمسيحيين وفي اميركا الشمالية 3 للمسلمين مقابل 4 للمسيحيين.

وبذلك تكون كل الحجج والذرائع المقدمة بهدف المماطلة في كفة، والشرط الأخير في كفة مقابلة حيث تبلغ وزير الخارجية من رئيس الحكومة أن رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط يطالب بزيادة حصة الدروز في التشكيلات والموزعة بين موسكو والهند وصوفيا وتشيلي واليمن، (ومن ضمن الحصة المسيحية القائم بالأعمال في سيراليون مؤقتاً لعدم وجود سفير)، وهذا إن حصل فسيكون على حساب بقية الطوائف.

منطقياً كان يفترض في حال مجاراته أن تتم الزيادة من ضمن حصة الإسلام لكن ما يريده جنبلاط تحديداً هو سفارة الأردن المحسوبة على المسيحيين بينما لا يريد التنازل عن سفارة من حصته بالمقابل.

وبذلك تكون التشكيلات أمام عقبة إضافية خاصة أن الجواب وإن كان ايجابياً جاء بصيغة الاستفسار عن المركز الذي سيعوض من خلاله على المسيحيين بالمقابل. لكن لا جواب حتى الساعة.

وبذلك تكون الأسباب التي تؤخر التشكيلات منذ انطلاق البحث بالملف هي التالية:

- شرط تشكيلات جزئية وليس كاملة.

- تشكيلات كاملة.

- مقايضة في بعض المراكز الديبلوماسية.

- عدم وجود أموال تغطي كلفة التشكيلات.

- تجنب لربط إقرارها بالانتخابات النيابية.

- مطالبة جنبلاط بزيادة حصة الدروز.

أما الأسباب التي لا يجاهر بها أي فريق ويعمل عليها ضمناً فهي أيضاً كثيرة من بينها:

- رفض بعض السفراء العودة للالتحاق بالإدارة المركزية في لبنان.

- رفض إجراء تشكيلات مع نهاية العهد علماً أن المخالفة القانونية موجودة بسبب تجاوز أكثر من عشرة سفراء سنوات خدمتهم في الخارج المنصوص عليها في القانون ويستمرون في مقارهم من دون مرسوم تمديد لمهامهم.

وبينما يعتبر البعض أن هذه التشكيلات إن أقرّت فستكون هدية لفريق سياسي بعينه فإن مثل هذا الأمر غير واقعي لأن إرجاء التشكيلات يعني أن البتّ بالملف لن يكون قبل العام 2023 بالنظر إلى صعوبة تشكيل حكومة جديدة خلال فترة وجيزة بعد استقالة الحكومة الحالية بعد الانتخابات مباشرة، ولأن الفترة الفاصلة عن الانتخابات الرئاسية قد لا تكون مؤاتية.

على امتداد كل تلك المدة تكون تغيرات كثيرة طرأت كأن تبلغ سفيرة لبنان في نيويورك امال مدللي السن القانونية وسيحل محلّها حكماً القائم بالأعمال جان مراد المقرب من التيار الوطني الحر. يعني هذا أن عدم إقرار التشكيلات سيكون لصالح الحصة المسيحية، وإلى حينه أيضاً يكون السفير في برلين مصطفى أديب قد أتم السنوات العشر لإقامته في الخارج بما لا يسمح له قانوناً بالانتقال إلى نيويورك ويجب أن يعود إلى بيروت حكماً.

بكل تلك الأسباب مجتمعة يكون قد اكتمل مسار التعطيل لملف التشكيلات وظهرت حقيقة النوايا المبيتة للمسؤولين ممن يخترعون الحجج للمماطلة في إقرارها لغاية ما في نفس يعقوب.

 

المرّ الحفيد عن "دمّ أبيه" يحيد... ويميل إلى خطّ "حزب الله" وجدّه إميل!

ألان سركيس/نداء الوطن/15 نيسان/2022

هل يُرضي خطابه أهالي المتن؟

لا شكّ أن كل مرشّح يحاول التسويق لنفسه بالطريقة التي يراها مناسبة، ففي اللعبة التسويقية الإنتخابية كل شيء مباح إذا كان العنوان السياسي والوطني واضحاً.

تتّخذ معركة المتن الشمالي طابعاً حاداً كمعظم الدوائر ذات الأغلبية المسيحية، ففي هذه الدائرة هناك 8 مقاعد تتوزّع كالآتي: 4 موارنة، 2 أرثوذكس وواحد لكل من الكاثوليك والأرمن الأرثوذكس.

ويدخل المرشح ميشال الياس المرّ كمنافس جدّي على أحد المقاعد الأرثوذكسية بعدما نجح القيّمون عليه في إبرام تحالف مع حزبَي «الطاشناق» و»السوري القومي الإجتماعي» وبعض الشخصيات المستقلّة التي تُستعمل كرافعة من أجل الوصول إلى الحاصل.

وفي الحقيقة، فإن المرّ والنائب أغوب بقرادونيان يتنافسان ضمن اللائحة الواحدة من أجل كسب المقعد الذي ستناله اللائحة، لأن حصولها على حاصل ثانٍ ليس مضموناً إلا إذا أتى الكسر الأعلى لصالحهما.

هذا بالنسبة إلى التحالفات، أما في المعركة على الأرض فقد انطلقت حملة من الإنتقادات طالت المرشّح المرّ، تارة بسبب ظهوره بفيديوات إستعراضية على طريقة أحد المطربين وطوراً بسبب عدم طلاقته في الكلام.

قد تكون بعض صور المواكب مستفزّة للناس خصوصاً وأن شريحة كبيرة من اللبنانيين غير قادرة على تأمين بنزين لسياراتها في زمن إنتفض فيه الناس على الزعماء الذين يعبرون بمواكبهم وكأنهم فوق الشعب، في حين أن تصويب الإنتقادات على المرّ بسبب تعابيره قد يُعالج عبر الخبرة التي تأتي مع الوقت.

ولكن الأهم من الشكل هو المضمون، ففي حين ثار اللبنانيون على الواقع وعلى السلطة بعدما تأذّوا إقتصادياً وفي لقمة عيشهم وقُتلوا وجرحوا نتيجة إنفجار مرفأ بيروت ها هو المرشّح ميشال المرّ يطلق مواقف تصبّ في مصلحة «حزب الله».

عندما بدأ اسم ميشال المرّ يتردّد كوريث لمقعد جدّه النائب الراحل ميشال المرّ في المتن، دارت أحاديث عن أنه متأثّر بخطّ جدّه لأمه الرئيس السابق إميل لحّود، وقرأ البعض في هذا الكلام كأنه حملة مبرمجة على المرّ من أجل استهدافه.

لكن ما يظهر جلياً أن المرّ فعلاً متأثّر بأفكار ومواقف جدّه لحود أكثر من مواقف والده الوزير السابق الياس المرّ، وانجلى هذا الأمر من خلال إطلالته الأخيرة مع الزميلة راشيل كرم حيث اعتبر أن «حزب الله» مقاومة وليس ميليشيا، وكذلك قال إنّ المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار مُسيّس، في موقف يتلاقى مع مواقف «حزب الله» المطالِبة بقبعه.

إذاً، يخوض ميشال المرّ إنتخابات المتن متسلحاً بأفكار جدّه لحود الذي كان رمز الإنبطاح للإحتلال السوري ونسي أو تناسى ماذا فعل «الحزب» بعائلته وبالناس، فوالده الياس المرّ يتهم «حزب الله» بمحاولة إغتياله وعفا عن ذلك، فهل تأتي هذه العملية الإغتياليّة بالنسبة إلى ميشال المرّ في سياق المقاومة؟

وفي السياق، فإن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كانت قد حددت جلسات في قضية محاولة اغتيال المر ومروان حمادة واغتيال جورج حاوي وقد ربطت هذه الجرائم الثلاث باغتيال الرئيس رفيق الحريري وقد اتهمت المحكمة القيادي في «حزب الله» سليم عياش بالقيام بها.

ويعلم الياس المرّ أكثر من غيره ما إذا كان «حزب الله» ميليشيا أو مقاومة، وقصة الكاميرات في مطار بيروت أكبر دليل، واستغلها «الحزب» لتنفيذ إجتياح 7 أيار 2008، وقتها كان المرّ أيضاً وزيراً للدفاع.

قد تكون تجاوزات «حزب الله» لا تُعدّ ولا تحصى من محاولته السيطرة على الدولة إلى استباحة المعابر الشرعية وغير الشرعية ودعمه التهريب وإسقاط حكومات وتعطيل أخرى، لكنّ هناك سؤالاً اساسياً يوجه لميشال المر وهو: عندما استشهد النقيب في الجيش سامر حنا هل كان «الحزب» يقوم بعمل مقاومة أو كان ميليشيا؟ إذاً، أعطى المرشح ميشال المرّ صكّ براءة لـ»الحزب»، ومن يسمع كلامه يتذكّر لحود الذي كان يردّد يومياً من دون كلل وملل دعمه للمقاومة ولسوريا الأسد، وقد يكون المرشّح المرّ ومن شدّة إعجابه بجدّه ذكره بإحدى الأغاني الترويجية له مستعملاً عبارة «حبيب القائد لحّود رئيس الجمهورية».

هذا بالنسبة إلى «حزب الله»، إلا أن تحالفه مع الحزب «السوري القومي» يضع أيضاً علامات إستفهام جديّة حول سياسة المرّ الجديدة، فـ»القومي» أحد أهم رموز المنظومة وكذلك فإن السؤال الذي يُطرح أين سيكون ميشال المرّ في حال فاز بالإنتخابات؟

أما الأهم وهنا سؤال يُوجّهه المتنيون إلى المرشّح ميشال المرّ وهو: على ماذا استند ليعتبر أن القاضي البيطار مسيس، هل على نظريات «حزب الله»؟ ولماذا لم يسمع صرخات أهالي شهداء المرفأ، فهل يُعقل أن يطلق مرشح عن المتن موقفاً كهذا من دون إبراز دليل؟ علماً أن انفجار المرفأ كان يجب أن يطيح كل رؤوس الدولة. يستطيع المرشح ميشال المرّ أن يسأل والده ما إذا كان «حزب الله» فعلاً مقاومة، أو باستطاعته أن يُعيد رؤية التسجيلات التي أظهرت كيف حاولت جحافل «الحزب» إجتياح عين الرمانة في 14 تشرين 2021 وذلك تحت عنوان قبع القاضي البيطار الذي اعتبره المرّ مسيّساً، في حين أن الحقيقة واضحة بالنسبة إلى المتنيين والمسيحيين واللبنانيين وهي رفض دويلة «حزب الله» ودعم تحقيق البيطار في الإنفجار الذي دمّر نصف العاصمة وطال لهيبه ساحل المتن ووسطه، فهل خطاب المرّ هذا يُرضي أهالي المتن بعد كل ما حلّ بالبلد؟ وكيف سينتخبه المتنيون إذا كانت صورة لحّود ستكون الطاغية بجانب اسمه؟

 

وفي ذكرى مرور 47 سنة على 13 نيسان قرروا إستكمال جريمة تفجير المرفأ والعاصمة، بهدم المتبقي من مبنى إهراء المرفأ، في أخطر قرار لطمس الجريمة!

حنا صالح/فايسبوك/15 نيسان/2022

في صبيحة اليوم 910 و11 على بدء ثورة الكرامة

وفي ذكرى مرور 47 سنة على 13 نيسان قرروا إستكمال جريمة تفجير المرفأ والعاصمة، بهدم المتبقي من مبنى إهراء المرفأ، في أخطر قرار لطمس الجريمة!

لم تدمر النيترات المعلم العمراني الذي حمى بعض بيروت، فقرروا تسريع محو الشاهد الذي يرمز إلى الجريمة التي تسببوا بها! قرارهم أبعد من أن يكون صفعة لأهالي الضحايا ولكل المتضررين وللعدالة، بل تفجير متجدد للمرفأ فوق أشلاء الضحايا، وكوجه آخر لمنحى عرقلة التحقيق ومصادرة الحقيقة وحماية الفارين من وجه العدالة، فكان الإمعان في مسح كل ما يرمز إلى إمتزاج أجساد الضحايا بتربة المرفأ!

أصروا على هذه الأولوية في زمن المجاعة وفقدان الرغيف والدواء والبنج، بذريعة السلامة العامة، وهي ذر للرماد في العيون لسلب الناس ركيزة أساسية في الذاكرة الجماعية! فالإهراء ليس آيلاً للسقوط وكلفة التدعيم نقطة في بحر تكلفة عملية الهدم. وهم يستعجلون الهدم حنى قبل صدور القرار الإتهامي ضاربين عرض الحائط البعد الوطني والإجتماعي  ورمزية هذا المعلم لأهالي الضحايا وللمدينة التي غدروها!

نسبوا إتخاذ قرار الهدم إلى تقرير" خطيب وعلمي"، لكن التقرير المذكور قال بالحرف:" يبدو أنه لا يوجد خطر محدق من إنهيار الصوامع"، بل يؤكد على "إمكانية التدعيم في حال أرادت الحكومة ذلك"! ( مرفق صورة عن مقطعٍ في التقرير يؤكد ذلك). ما يعني أن ما قالوا أنه التقرير التقني يظهر أنه تغطية لقرار مسبق جرى طرحه يوم 10 أذار وتم التعبير عنه منذ وقت على ألسنة بعض الوزراء.. والأمر اللافت مرور الأمر بسهولة ودون نقاش، من قبل الوزراء، كما نقلت وسائل إعلامية اليوم عن وزراء في الحكومة! ما يطرح السؤال تحديداً عن موقف الوزير ناصر ياسين الذي لم يعلن أي موقف! وهو مطلع بالتأكيد على توصيات "خطيب وعلمي"، ولا يمكن أن تكون قد فاتته الدراسة الجدية التي وضعها المعماري يحي تمساح ومنشورة في أهم المراجع الهندسية التي نفت بقوة وجود أي خطر.. وفوق ذلك كله لم يتم طرح أي دراسة عن حجم التكلفة الباهظة التي يتطلبها الهدم!

يمعنون في التحدي، ولإخفاء أهداف الجريمة تحدثوا عن إقامة نصب(..)، والأكيد سيجدون كثراً من مرتزقة البشاعة لتنفيذ رغباتهم، ولعلهم إختاروا سلفاً من يمكنه إضفاء "طابع ثقافي" لتغطية فظاعة الجريمة! إن الخطورة في قرارهم يكمن في رغباتهم الدفينة لإزالة بقايا أمل بعدالة ستتحق رغماً عن أنوفهم،  ويتمسك به أهالي الضحايا كما المتضررين..لكل ذلك إنتفض أمس الأهالي ونظموا وقفة إحتجاج وأعلنوا عن خطوات تصعيدية لحماية هذا المعلم حتى صدور القرار الإتهامي. وقد شاركهم في الوقفة نقيب المهندسين عارف ياسين الذي نبه إلى أنه في هيروشيما تم الحفاظ على ما تبقى محذراً من أبعاد سلبية متأتية عن المضي بتنفيذ هذا القرار، ومعلناً أن التدعيم متيسر وأقل تكلفة.. كما ندد بالقرار النقيب السابق للمحامين ملحم خلف.

2- بعد، شهر واحد يفصل عن موعد الانتخابات النيابية. حملات حزب الله ستستمر، ومروحة إتهاماته لقوى التغيير ستتسع، وهي التأكيد على صوابية الخطوات الشجاعة لمواجهة الثنائي المذهبي وأتباعه. لكن هذه الحملات ستبقى أعجز من أن تؤمن له التغطية للرشاوى التي يدفعها شمالاً ويميناً وتطال أكثر من 215 ألف عائلة! تذكر الحزب عشية الإنتخابات أن العوز يكبلهم !وستبقى أعجز من أن تغطي تيقنه من عزوف كثيرين عن تأيده، وأعجز من أن تمكنه من إنتشال الأتباع الذين يواجهون الإندثار الشعبي، وأبرزهم التيار العوني.. كما ستعجز هذه الحملات عن صيغ التلاعب بأحجام وأدوار الأتباع على ما تردد من نتائج عن إفطار الضاحية إذ قيل أن الحظوظ الرئاسية لفرنجية تقدمت لدى الحزب على حظوظ باسيل، شرط أن يوفر فرنجية الدعم لحماية الموقع النيابي المهدد لجبران!

3- وفي اليوم ال50 على جريمة الغزو الروسي لأوكرانيا تلقى القيصر صفعة مدوية مع غرق الطراد "موسكفا" جوهرة سلاح البحرية الروسية في البحر الأسود، وسفينة القيادة للبحرية الروسية. فقد نجحت القوات الأوكرانية باستهدافه بالصواريخ وإصابته بشكلٍ مباشر. وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن عاصفة بحرية أغرقت الطراد أثناء سحبه.. وتتمسك موسكو برواية حدوث حريق فجر الذخيرة  وأنهى الطراد الذي يتجاوز وزنه 11 ألف طن وطوله 186 متراً وتتجتوز قوته 90 ألف حصان،  ويحمل الصواريخ المضادة للسفن والغواصات!

الغزو الإجرامي بلغ مرحلة خطيرة جداً لجهة إقتلاع الناس وإحداث تغييرات ديموغرافية في شرق وجنوب ووسط أوكرانيا، وكل الشرق والجنوب تحت وطأة كماشة خطيرة ومروعة مشاهد ماريوبول التي طال الدمار 90% منها، ولا أفق لأي حلٍ رغم التداعيات الكبيرة جداً على البلدين كما على أوروبا والعالم.

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

 

الوطن السوري ويوم الاستقلال!

أكرم البني/الشرق الأوسط»/15 نيسان/2022

من الصعب أن تجد بين السوريين من كان لا يحتفي، في 17 أبريل (نيسان)، بذكرى يوم الاستقلال وجلاء المحتل الفرنسي عن أرض الوطن، وقد درجت العادة أن يتجلى الاحتفاء في مدينة دمشق مثلاً، بتنظيم رحلات مدرسية وشبابية أو نزهات عائلية إلى روابي ميسلون حيث يرقد يوسف العظمة، لكن، الآن، تبدو غالبيتهم غير مكترثة بهذه المناسبة، وكأن الحديث عن الاستقلال والخلاص من مظالم الاحتلال لم يعد يعنيها، وهي التي ذاقت الأمرين مما هو أشد وطأة وقهراً على أيادي شركائها في الوطن، حتى بدا أمراً مألوفاً أن تسمع كلمات تترحم على أيام الاستعمار، في معرض إدانة الواقع القائم وإظهار حقيقة أن حيوات البشر وحقوقهم لم تصل على يد الأجنبي إلى هذا الحد من الانتهاك والاستباحة. لكن، ما الذي بقي من الاستقلال؟ يعترضك السؤال بعفوية ومرارة، تحدوه حقائق عما جرى من هتك لسيادة الدولة السورية وقرارها المستقل، عن تعدد القوى الخارجية التي استجرّتها أطراف الصراع إلى البلاد، عن التفريط في وحدة الوطن وتسهيل استباحته وتطويع مكوناته في صراع النفوذ بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية على المنطقة. الأمر الذي لم يقف عند الحضور السياسي والعسكري الفاضح لداعمي السلطة، روسيا وإيران، وميليشياتها، بل امتد ليشمل تدخلاً أميركياً ما يزال يحاول الإبقاء على نفوذه في مناطق مهمة من شرق البلاد، وسبقه التمدد العسكري التركي وما انتزعه من مواقع على طول الشريط الحدودي، ليغدو الشعب السوري في يوم استقلاله كأنه أمام مهمة وطنية ملحة تقتضي إخراج قوى الاحتلال الجديدة من البلاد.

وأيضاً، أين صار الوطن الذي يفترض الاحتفاء باستقلاله؟ أهو في ذاك المشهد الذي لا يصدق من شدة الدمار وأعداد الضحايا والمغيبين قسرياً والمعتقلين والمشردين، وما خلفه العنف المنفلت من انزياحات واسعة ولنقل انهيارات في منظومة القيم والمبادئ الوطنية، التي حوربت وهتكت بكل السبل، أم فيما حصل بين المكونات الوطنية من شروخ وعداء، وتجذر الاستقطابات الثأرية والإقصائية، وما كرسته من تخندقات حادة وتغذية للعصبيات وأثمان تدفع من حساب تعايش الشعب الواحد ومستقبله ومقومات استمراره، منذرة بتفكيك هويته الجامعة وأسس العيش المشترك، ودفع المجتمع إلى روابط ما قبل سياسية، وما قبل مجتمعية، تجلت بعودة كل مكون اجتماعي إلى أصوله كي يضمن بعضاً من الحماية والوجود الآمن؟

ثم أي معنى للوطن واستقلاله يبقى عند سوريين يتعرضون لقمع تمييزي ويرون بعيونهم كيف تحولت دولتهم من سلطة عمومية لإدارة مصالح مختلف الفئات إلى أداة لحماية أصحاب الحكم والامتيازات وتسعير حربهم على المجتمع، أو حين يلمسون كيف تقتل هذه السلطة غنى المجتمع الإثني والديني والمذهبي عبر محاولات التغيير الديموغرافي التي تجري على قدم وساق، مسهلة استيطان المهاجرين من الميليشيات الإيرانية الذين احتلوا؛ حيث تمكنوا، البيوت وأراضي العائلات الهاربة من جحيم الحرب؟ وأيضاً أي معنى للوطن واستقلاله حين يحظى السوريون بمعارضة رفعت علم الاستقلال ربما كي تؤكد رغبتها في العودة إلى الجذور الوطنية، لكنها سرعان ما انزلقت بدورها لطلب العون والنجدة من أطراف خارجية وارتهنت لإملاءاتهم واشتراطاتهم، زاد الطين بلة انتشار الشعارات الإسلاموية المتطرفة وتمكن بعض القوى المذهبية من تشويه المجتمع والعبث بمكوناته وفرض منطقها البائد بالقوة والغلبة من دون اعتبار لحقوق البشر وحرياتهم وخياراتهم؟ واستدراكاً، أي معنى للوطن واستقلاله لدى ملايين اللاجئين الهاربين من أتون العنف، وهم يراقبون من وراء الحدود خراب أرضهم وممتلكاتهم، ويتحسرون بحرقة وألم على حياتهم الضائعة، أو عند من لم يعرف وطنه من مئات ألوف الأطفال الذين غادروا ديارهم صغاراً أو ولدوا في بلاد الغربة من دون انتماء وهوية؟ حزن السوريين في يوم الاستقلال على ما حل بوطنهم عميق، وقد فقد قراره الحر وبات مسرحاً لتدخلات عسكرية خارجية تتنافس على تطويع مكوناته واستثمار الصراع الدموي فيه لتحقيق مراميها، وقلق السوريين عميق أيضاً من احتمال تطور الصراع نحو الإيغال في التقسيم الجغرافي تبعاً لمناطق النفوذ أو المحاصصة العرقية والطائفية، ليس فقط لأن ذلك يتعارض مع أبسط مبادئ الاستقلال، بل أساساً بدافع من رغبة صادقة بوقف دوامة الأحقاد وحمامات الدم، ولأنهم يعرفون جيداً المصير البائس الذي ينتظرهم إذا ما فشلوا في بناء وحدة وطنية واجتماع ديمقراطي يحتضنان تنوعهم وتعدديتهم.

صحيح إنهم سوريون من أفشلوا مشروع الاستعمار الفرنسي بتقسيم بلادهم إلى 5 دويلات، وحافظوا عليها كياناً واحداً تحت الانتداب، وصولاً إلى الاستقلال، وهم السوريون أنفسهم الذين حاولوا تعزيز بناء دولتهم وبلورة شخصية وطنية جامعة، وتمكنوا في محن سابقة من الحفاظ على تماسكهم، وسارعوا ما أن مرت السنوات العجاف إلى العض على الجراح وتجاوز ما حصل من عنف ودماء لتأكيد تعايشهم في إطار وحدتهم الكيانية والسياسية، وهم السوريون أيضاً الذين باتت توحدهم معاناة قهر مشتركة، أياً كانت نوعية الظالم، كما تعضدهم شروط حياة بائسة وتسير، أينما كانوا، نحو التردي، يوماً تلو آخر، وكذلك هم من يوحدهم التوجس من حاضر غامض ومن مستقبل مفتوح على الأسوأ؛ حيث لا حلول عملية مرتقبة توقف دوامة الفتك وتضع البلاد على سكة المعالجة السياسية، ما دام النظام يستمر في خياره العنفي حتى آخر الشوط، ويرفض أي تسويات، وما دامت المعارضة السياسية تعجز عن تجاوز ضعفها وتشتتها واجتراح الحلول، وما دام ثمة مجتمع دولي لا يزال يأنف التوافق لإخراج البلاد من محنة طال أمدها. ويبقى أن نظرة متأنية في يوم الاستقلال لما آل إليه الوطن السوري، تعيد تأكيد حقيقة أن جلاء المستعمر ليس سوى عتبة الإقلاع نحو الاستقلال الناجز، وأن المعنى الحقيقي للاستقلال يتأتى مما درجت تسميته الاستقلال الثاني الذي ينهي ظواهر العنف والقهر والتمييز واندفاعات التعبئة الآيديولوجية العمياء، ويكرس قيم الحرية والمساواة وبناء دولة المواطنة، كطريق مجربة لتمكين المجتمع من امتلاك قراره المستقل ولحضّ مختلف مكوناته على تجاوز حساباتها الضيقة وجعل انتمائها إلى الوطن هو الأقوى والأرقى، ومن دون ذلك سيبقى الوطن السوري في مصافّ المجتمعات الضعيفة والهزيلة، وربما الآيلة للتفسخ والانحطاط!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي ترأس رتبة سجدة الصليب في بكركي: بعد الظرف الذي نعيشه في لبنان ولادة جديدة

وطنية»/15 نيسان/2022

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رتبة سجدة الصليب على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة"، بمشاركة المطارنة سمير مظلوم، بولس الصياح، حنا علوان، بيتر كرم وانطوان عوكر، القيم البطريركي العام الخوري جان مارون قويق، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان- حريصا الأب فادي تابت ولفيف من الكهنة والراهبات، في حضور النواب: ستريدا جعجع، فادي سعد، بيار بو عاصي، ادي ابي اللمع، انيس نصار، عماد واكيم وجورج عقيص، قنصل لبنان في قبرص كوين ماريل غياض، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد قراءة الأناجيل، ألقى الراعي عظة بعنوان "نسجد لك أيها المسيح ونباركك، لأنك بصليبك المقدس خلصت العالم"، قال فيها: "بسماع الأناجيل الأربعة والقراءات التي سبقت، نحن أمام أعظم جريمة ارتكبت في التاريخ بحق الله، جريمة ذل وحقد وبغض ورفض للمحبة والحقيقة، ولكن الرب يسوع حول هذه الجريمة الى ذبيحة لذاته فداء لكل انسان يولد لإمرأة في هذا العالم، والصليب الذي استعمل كآلة لتعذيبنا حوله الى ينبوع خلاص لكل شخص يرفع نظره وقلبه إليه، وهكذا علمنا ثقافة جديدة في العالم، وهي كيف نواجه الشر وبأي طريقة نقف كي نحول وجه العالم، نحن نلتمس هذه النعمة اليوم ونحن نتأمل في سر آلامه وننحني أمام سر صليبه". وتابع: "هناك ثلاث وقفات في هذه الرتبة تضعنا في حالة تأمل. فحين ننظر الى المصلوب يجب أن نتذكر أننا نحن أيضا مخطئون في حقه في كل مرة قد خنا محبته وكلامه وابتعدنا عن تعليمه، نكون قد اقترفنا شيئا من الخيانة تذكرنا بيهوذا الذي خانه بقبلة. اليوم سيوضع الصليب على جبيننا ونقبله في قلوبنا ونقول له كلمة حب، وسنسير في الزياح معه قبل أن نضعه في القبر، وسنقول له كما قال بولس الرسول، يا رب من أجلي أنا تألمت، من أجلي أنا مت كي تفتديني، ومن أجلي أنا قمت كي تعطيني الحياة الجديدة. هذه الوقفات التأملية هي سجود من القلب للرب يسوع الذي مهما كبرت خطايا البشر وخطايانا، تبقى محبته أكبر من كل الخطايا ولو جمعت كل خطايا التاريخ من آدم حتى نهاية الأزمنة، يبقى حبه أكبر منها كلها، لذلك يعلمنا سر الحب وسر الغفران".

 وقال: "أنا معكم أريد أن أتذكر الكلمات الأخيرة التي قالها من على صليبه وأن أجمعها كي تكون لنا دستور الحياة. سبع كلمات والثامنة هي كلمة صامتة كانت الأنطق بين جميع الكلمات، الكلمة الأولى دعوته لنا كي نعرف أن الغفران هو ذروة المحبة، أمام الظالمين وشرهم، رفع صلاته قائلا يا أبت إغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ما يفعلون. لا يوجد أكبر من هذه العظمة في الحب على وجه الارض. الكلمة الثانية علمنا أنه من الألم هناك ولادة جديدة، كل آلامنا تحمل ولادة جديدة. الظرف الذي نعيشه في لبنان يجب أن يخرج منه ولادة جديدة، شهداؤنا الذين أراقوا دماءهم كانوا ولادة جديدة للوطن، أقله حفظ هذا الوطن. هذه الكلمة تظهر لنا عندما وجه كلامه لمريم وأعطاها الأمومة الروحية الشاملة للبشرية بشخص يوحنا، حين قال يا امرأة، أي يا أم الحياة، هذا ابنك، أي كل واحد منا في شخص يوحنا، وليوحنا قال، هذه هي أمك. دعونا لا نخاف من التضحية ومن الوجع، فبعدهما حياة جديدة. الكلمة الثالثة، هي التوبة والغفران، فجمال التوبة مني أنا كإنسان، وعظمة الغفران من الله الذي علمنا أن نعيشه مع بعضنا. فعندما قال له لص اليمين إغفر لي يا سيدي تذكرني متى تأتي في ملكوتك، كان الجواب، اليوم تكون معي في الفردوس. التوبة جمالها أنها رائعة وأروع من التوبة، الغفران".

أضاف: "الكلمة الرابعة، اختبار الانسان لصعوبة الحياة أو المرض أو الظلم أو أي ما يؤلم الانسان في العمق ويجعله يشعر أن الله غير موجود، ويختبر صمت الله، هذا ما اختبره يسوع ولكنه لم يصل الى اليأس، حافظ على إيمانه وحبه. صرخ صرخة الانسان إلهي إلهي، ولكن جوابها كان ضمنها، لماذا تركتني. كل انسان يصرخ هذه الصرحة في حياته ولكن لا وجود لليأس. نشعر أحيانا أن الله غائب أو صامت، ولكن هو هنا. الكلمة الخامسة، أنا عطشان، وبالتأكيد ليس عطشا الى الماء فقط، بل أمام حقد البشر وبغض البشر وتنكيل البشر، والتصرفات التي سمعناها في القراءات، قال وسيقولها كل منا كل يوم، أنا عطشان الى وجود حب في هذا العالم، أنا عطشان الى رحمة في هذا العالم، أنا عطشان لعدالة وسلام هذا العالم، وهذا العطش هو رسالة كل واحد منا. الكلمة السادسة، هي أن نعرف أنه في آخر الحياة يجب أن نسلم الوديعة، وتكون حياتنا ذات معنى، ولا ندع يومنا يمر وكأنه لم يكن. القديسة تريز الطفل يسوع كانت تقول بأن الزمن قصير جدا كي نعيش اللحظة، لحظة الحب لا نملك الا اليوم، حتى عندما ننهي مسيرة الدنيا مثل يسوع نقول، لقد تم كل شيء، تممت الرسالة والغاية اللذين من أجلهما وجدت. الكلمة السابعة، يا أبتي بين يديك أستودع روحي، هذه وديعة الذات التي نسلمها يوم الرحيل الى الله، كانت هبة من الله لنا في هذه الدنيا، وعلينا أن نجمل هذه الهبة كي نعيدها جميلة الى الله. أما الكلمة الثامنة، وهي الكلمة الصامتة التي لم يتكلم بها يسوع، هي عندما طعن في الحربة وهو مرفوع على الصليب، وجرى منه دم وماء، الماء رمز المعمودية التي منها ولدنا أبناء وبنات لله، والدم رمز القربان الذي هو غذاء نفوسنا، من الدم والماء ولدنا وولدت الكنيسة. هذه الكلمة الصامتة ولكن الناطقة كل يوم تذكرني بأننا ولدنا من قلب المسيح المطعون بالحربة، من هناك ولدت الكنسية، ولذلك هي الكلمة هي في حالة كلام دائم طالما أن الكنيسة موجودة في العالم، وطالما أناس يولودون من المعمودية ويقتاتون من القربان".

 وختم الراعي: "أتمنى لكم عيدا مباركا وقيامة مباركة تجعلنا نقول أنه مع المسيح لم ينته كل شيء يوم الجمعة، بل انتهى يوم الأحد، لذلك يمكننا أن نقول عربون قيامتنا في الوطن وفي العالم، المسيح قام، حقا قام!".

 

النائب تيمور جنبلاط: معركتنا معركة سيادة وإصلاح وسندافع عما تبقى من لبنان

الجمهورية/15 نيسان/2022

أكد رئيس كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط أن "معركتنا اليوم ليست فقط معركة المختارة أو الشوف أو وجودنا في هذه المنطقة الجميلة، بل معركتنا هي معركة البلد بأكمله، هي معركة لبنان المصالحة، لبنان العيش المشترك، لبنان التنوع، وهي معركة بيئة، وتربية، ومعركة إصلاح وسيادة، معركة شعب، معركة وطن أو ما تبقى من الوطن ومؤسساته".وفي خلال جولة قام بها في قرى الشوف الأوسط، بدأها من بعقلين، ورافقه فيها النائب مروان حمادة ومستشاره حسام حرب ووكيل داخلية الشوف في الحزب التقدمي الاشتراكي عمر غنام، لفت جنبلاط إلى أن "معركتنا هذه المرة تختلف عن المعارك السابقة، فمرحلة 14 آذار مثلا تمتعت بدعم دولي"، مشيرا الى ان "الدول العربية كانت اتخذت قرارا بالابتعاد قليلا جراء سياسات إيران وحزب الله، ونشكر الله على عودتها إلى لبنان واستثمارها فيه، عل ذلك يحدث نوعا من التوازن". وختم جنبلاط حديثه مشددا على أن "دورنا كحزب الإستماع إليكم أكثر، والوثوق أكثر بالشعب، كما أن دورنا العمل أكثر على الأرض من أجل دعم الصمود، ودورنا كنواب المحاربة في مجلس النواب، ودورنا وإياكم سويا الدفاع عما تبقى من لبنان".

 

السفير البابوي: تغيير العقلية للخروج من المنطق الاناني مسؤولية الذين يتولون مناصب رسمية في الكنيسة والمجتمع

وطنية»/15 نيسان/2022

احيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي يوم الجمعة العظيمة، وأقامت جامعة الروح القدس - الكسليك قبل ظهر اليوم، رتبة سجدة الصليب التي ترأسها الرئيس العام للرهبانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وقد شدد السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتيري الذي القى كلمة على ضرورة تغيير العقلية للخروج من المنطق الاناني، معتبرا ان "هذه هي مسؤوليتنا، خصوصاً بالنسبة الى الذين يتولون مناصب رسمية في الكنيسة والمجتمع". وكان الرئيس عون وصل الى جامعة الروح القدس- الكسليك عند العاشرة والنصف، حيث كان في استقباله الاباتي الهاشم ورئيس الجامعة الاب طلال هاشم وامين السر العام للرهبانية الاب ميشال ابو طقة الذين رافقوه الى قاعة البابا يوحنا بولس الثاني قبل ان يضع باقة زهر امام جثمان المصلوب.

الحضور

وحضر الرتبة الوزراء: هنري خوري، موريس سليم، جورج كلاس، وليد نصار، هكتور حجار، جوني القرم، جورج بوشكيان وزياد مكاري، النواب: جبران باسيل، إبراهيم كنعان، روجيه عازار، فريد الخازن، شوقي الدكاش، الان عون، الياس بو صعب، ادغار طرابلسي، سيزار أبو خليل، جان تالوزيان، ادي معلوف، نقولا نحاس، سيمون ابي رميا، ماريو عون، سليم عون، زياد اسود، الوزراء السابقون ندى البستاني وزياد بارود وريشار قيومجيان، النائب المستقيل نعمة افرام، النائب السابق امل أبو زيد، قائد الجيش العماد جوزف عون، رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، عضو المجلس الدستوري الوزير السابق البرت سرحان، مدير عام امن الدولة اللواء طوني صليبا، مدير المخابرات العميد الركن طوني قهوجي، قائد الدرك العميد مروان سليلاتي، مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار، مدير عام وزارة المالية جورج معراوي، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد، رئيس مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، رئيس مؤسسة الإسكان روني لحود، رئيس مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران، رئيس جمعية المصارف سليم صفير، رئيس الصليب الأحمر اللبناني أنطوان الزغبي، رئيس الرابطة المارونية الدكتور خليل كرم، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار شارل الحاج، رئيس المجلس الماروني العام ميشال متى، الرئيس السابق للرابطة المارونية نعمة الله ابي نصر، محافظ بيروت مروان عبود، نقيب المحررين جوزف القصيفي، نقيب المحامين ناضر كسبار، نقيب الأطباء شرف أبو شرف، نقيب الصيادلة جو سلوم، رئيس نقابة المقاولين مارون حلو، وعدد من كبار موظفي الدولة المدنيين والعسكريين والقضاة ونقباء المهن الحرة وحشد من المؤمنين.

وعاون الاباتي الهاشم في الرتبة مجمع الرئاسة العامة ورئيس وجمهور الجامعة والاخوة الدارسون في الرهبانية اللبنانية المارونية، وقاد الجوقة الاب أنطوان حداد.

كلمة السفير البابوي

بعد قراءة الاناجيل الاربعة، القى السفير البابوي كلمة جاء فيها:

" اود بداية ان اتقدم بالشكر الصادق من الاباتي نعمة الله الهاشم رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية، لدعوتي الى مشاركتكم بعض الافكار خلال هذه الرتبة الليتورجية لسجدة الصليب. يمثل هذا الاسبوع المقدس بالنسبة الينا، محور ايماننا المسيحي، وهنا في لبنان تشاركون دائماً بروحية الصلاة العميقة وباقتناع باحتفال محبة وموت وقيامة السيد المسيح، وهي مشاركة تشهد على وفاء للالفية الثانية على الايمان بيسوع المسيح ابن الله وابن الانسان، مخلصنا. انا على اقتناع بأن مشاركتكم ليست مجرد تعلق بالتقاليد، بل تعكس بصدق علاقتكم الشخصية بالسيد المسيح الذي يرافقنا كل يوم من خلال حبه لنا اللامتناهي والبالغ العمق. وبمحبته تلك وموته وقيامته، يمكننا مشاركة انتصاره على الخطيئة والشر للعيش في حرية كأبناء الله الذين يبحثون عن طرق لبناء روابط اخوة في العدالة والحقيقة والتسامح. ونحن نؤمن ان الصليب ايضاً يرمز الى الفضيحة واللاعدالة والعنف والموت، كما ذكرتنا بها القراءات والترانيم التي سمعناها اليوم، لا يمكن ان نتحدث عن المجد الظافر للمسيح وان ننسى معاناته، لذلك نحن مدعوون امام الصليب، الى الحفاظ على الصمت للقيام بمراجعة عميقة لحياتنا المسيحية والشخصية ولاعمالنا.

نتعرض جميعاً الى تجرية الانتقال السريع من الاحتفال بعيد الشعانين الى احد الفصح، وهو واضح ان احداً لا يحب المعاناة، ولكن ليس هناك من طرق مختصرة الى الفصح، والى القيامة. نحن مدعوون الى مواكبة المسيح في كل لحظة من حبه لنا، والوقوف امام صليبه على غرار القديسة مريم، امنا. واذا فقد صليب المسيح قدرته على وضعنا امام ازمة، نفقد ايضاً امكانية مشاركة انتصار القيامة، وانتصار المحبة الصادقة للآب. ونحن نتحدث عن الازمة حالياً بشكل هامشي للاسف، صحيح اننا نعيش في فترة ازمة يعاني منها لبنان والعالم (وباء كوفيد، ازمات اقتصادية ومالية واجتماعية، حروب ونزاعات في العالم ...) تحمل عواقب كارثية على الجميع، ولكننا نخاطر بتسخيف المعنى الحقيقي للازمات. لا يمكننا ابداً ان ننسى آلام كل من كان ضحية لازمة ما، كما حصل مثلاً في الكارثة الانسانية والمادية التي سببها انفجار مرفأ بيروت. وانا متأكد ان كل واحد منا يمر بمعاناة شخصية وعائلية، او يشارك معاناة رفاقه، وهي لحظات قاسية جداً لا يمكن التغاضي عنها. ان صليب المسيح لا يرفع معاناتنا، بل ان المسيح يعاني معنا، انه لا يتخلى عنا ابداً، بل يواكبنا بطريقة دائمة. امام المعاناة وصعوبات الحياة، لدينا تجارب كثيرة، ويمكن ان نبحث عن نسيان الازمات من خلال الانخراط في الامور العملية، وخصوصاً نحن رجال الدين والراهبات، نبني اديرة ومدارس ومستشفيات ومراكز استقبال لخدمة شعب الله، ونطلب المساعدة من العناية الالهية، وهي امور مهمة وضرورية، ولكن هذه البنى نفسها تمثل ايضاً خطر دفعنا الى نسيان حبنا الاول، وهو الحب تجاه ربنا يسوع المسيح. ويمكن في بعض الاحيان في مجتمعنا، ان نبحث عن مجد شعبنا وكنيستنا لاخفاء ضعفنا. ولكن لا يجب ان نخاف من الازمات التي يمكن ان تمثل لنا نعمة للعودة الى الله بشجاعة واستعادة التزامنا في تجديد الكنيسة ومجتمعنا.

ذكّرنا البابا فرنسيس الاحد الفائت خلال عيد الشعانين بضرورة حصول تغيير في عقليتنا، وهو تحدث ايضاً ضد الحرب وقال: "عند لجوئنا الى العنف، لا نعرف الله ابداً، وهو اب لنا جميعاً نحن الاخوة والاخوات". هذه هي الدعوة التي يدعونا اليها الصليب، ان نكتشف كل يوم ان الله هو اب لنا جميعًا مملوء بالمحبة، وان الآخرين حتى الذين لا يشاركوننا آراءنا وايماننا وافكارنا، هم اخوتنا واخواتنا. يجب تغيير العقلية للخروج من فكرة "خلص نفسك بنفسك". لقد سمعنا في الانجيل ان التحدي الكبير الذي نواجهه هو عدم التفكير بانقاذ النفس واهتمام المرء بذاته فقط من دون الآخرين، وبتأمين نجاحه وصحته وحاجاته والنفوذ والجاه، يجب تغيير العقلية للخروج من هذا المنطق الاناني. في مواجهة صليب المسيح، لنسأل انفسنا كيف هي علاقاتنا مع اخوتنا واخواتنا؟ يمكن ان نكون جميعاً ضحايا اللاعدالة، انما ايضاً اسباب اللاعدالة، هذه هي مسؤوليتنا، خصوصاً بالنسبة الى الذين يتولون مناصب رسمية في الكنيسة والمجتمع، يمكننا ان نكون جميعاً ضحايا الحقد، انما للاسف، يمكن ان نكون عملاء للتفرقة بين بعض بسبب الغيرة وغيرها...

البابا فرنسيس الذي ننتظره بمحبة ونأمل استقباله بيننا، وهو الذي يحمل لبنان في قلبه، طلب منا الاحد الفائت، تقليد المسيح على الصليب، وشرح لنا ان المسيح المصلوب واصل تكثيف عطاء المحبة، وهو عطاء تحول الى مغفرة. هذه هي محبة الله، حين لا يكون هناك من مجال للمحبة المتبادلة، يكمل الله في محبته لنا من خلال اعطائنا مغفرته، هذا ما نحن مدعوون الى تقليده وتقديم المغفرة لبعضنا البعض، ومن دون ذلك ليس هناك من خلاص حقيقي، ولا يمكننا مشاركة انتصار القيامة. في قداس الليتورجيا المارونية، عادة وقبل الانجيل المقدس، يدعونا الكاهن الى الصمت: "كونوا في السكوت". لذلك يجب علينا اليوم ان نكون في الصمت، في صمت امام قبر المسيح، في صمت خلال المسيرة الى القبر، ولو احتفظنا في قلبنا بفكرة أن الزهرة التي سنضعها في القبر سنجدها مليئة بالحياة، اقوى ومتجددة يوم الفصح، يجب ان نواكب المسيح بالصمت للتفكير بحياتنا وبأن نملك الشجاعة لمرافقة بعضنا بعضاً وان نهتم بأخوتنا واخواتنا".

وبعد انتهاء الرتبة، انتقل الرئيس عون والاباتي الهاشم والسفير البابوي ورئيس الجامعة ومجلس المدبرين الى قاعة جانبية حيث أقيم غداء في المناسبة.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 51 و 16 نيسان /2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 15 نيسان/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/107933/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1392/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/April 15/2022/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/107935/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-april-15-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

LCCC_English_News_Bulletin